![]() |
ملاذي وقسوتي
دهب عطيه
البارت الثاني
ويارب ينال اعجابكم
جلست حياة بشرفة مع الجدة راضية
عينيها تتابع منظر الأشجار والورود التي تطل على الشرفة بشرود حزين....
"مالك ياحياة يابنتي ...."سائلة راضية بنبرةٍ حانية
نظرت لها حياة وقالت بحزن ....
"يعني مش عارفه مالي ياماما راضيه ..هتجوز ابن ابنك كمان يومين ...."ترقرقت الدموع في عيناها
وهي تهتف بعبارتها...
ابتسمت راضية بود قائلة ...
" حياة انتِ عارفه انا بحبك قد إيه وبعتبرك زي حفيدتي وبنتي الصغيره كمان ، زائد بقه ان سالم طيب وابن حلال ...ادي انتِ بس نفسك فرصه وقربي منه وان شاء الله هتعرفي ان كلامي فيه مش مجامله عشان هو حفيدي ...."
نظرت لها بحزن وقالت بحنين ....
"بس انا لسه بحب حسن ابو بنتي، ازاي انسى واكمل مع اخوه الكبير كده عادي لا وكمان ادي نفسي فرصه اقرب من سالم طب ازاي بس ..."زفرت بإختناق ناظرة امامها بحنق..
" عايزه اسألك سؤال ياحياة واعتبري مش اللي مات ده حفيدي ...." قالت راضيه حديثها بجدية
نظرت لها حياة واجابتها بخفوت
"اتفضلي ياماما راضيه أسألي ...."
قالت راضية بجدية....
"لو بعد الشر يعني ..كنتِ انتِ اللي موتي مكان حسن وسبتي ليه ورد صغيره مش كان هيتجوز
عشان يعوضها عن أم تانيه تربيها ويمكن كان
حبها مع الوقت ومن التعود زي اي إتنين متجوزين.."
بلعت ريقها بإختنأق وردت بإقتضاب
"اكيد !...."
نظرت العجوزه في عمق عيناها بثبات...
"طب ليه الرفض ياحياة انتِ عارفه انك كده بتحرمي نفسك من متع الدنيا وانتِ لسه صغيره ولس مشفتيش الفرح وكل الى عشتيه مع حسن
سنتين او اقل وحتى لو قولنا انك صح في عميلك
دي ياترا حسن شايف كمان انك صح في انك تحرمي نفسك من الجواز وتحرمي بنتك من أب حنين زي سالم حفيدي ...."
نظرت الى الجهه الأخر بشرود باغتتها راضيه بجملتها التي اصابتها في مقتلها ...
"ولا إنتِ خايفه تحبي سالم وتتعودي على وجوده في حياتك وبعدين متلقيش منه غير الفرض !..."
____________________________________
يجلس في مكتبه في المصنع الكبير
(مصنع لتصدير الفواكه ولعصائر الطازجه )
دلف اليه صديقة فارس ....قال بمرح
"كالعاده هاري نفسك شغل ...."
نهض سالم بإبتسامة تعلو ثغره..
"فارس ...يخرب عقلك جيت امته ...."
ابتسم فارس قال بسعادة وهو يسلم عليه
"لس واصل دلوقتي بعد مالحج رافت كلمني من يومين واكد عليه معاد فرحك مجتش منك
ياصاحبي ..."
فتح سالم المبرد الصغير واخرج له علبه من
العصير قال بود ...
"اتفضل ياسيدي ..."جلس امامه
ورد سالم على عتابه قال بهدوء بعد تنهيدةٍ
"انا عارف اني مأثر معاك بس الشغل قد كده على دماغي دا غير موضوع قاضي النجع ده ..الصبح
في المجلس واخر النهار في المصنع وبليل على النوم قليل اوي لم تلاقيني بقعد اتغدى مع اهلي ..."
رد عليه فارس بسخرية ....
"ربنا يعينك مانا عارفك متجوز الشغل الله يكون في عون مراتك ...."
"مراتي ؟!...."
تذوق الكلمة على لسانه بإقتضاب...
ابتسم فارس قائلاً بتساءل مشاكس..
"ااه مراتك ..نبرتك مش عجباني إنت مغصوب ولا اي ياشبح ..."
نهض ليقف امام نافذة مكتبه المطالة على ارض صحراويه مكان هادى لا يوجد به غير مصنعه
الكبير ....رد على سؤاله بحيره...
"مش عارف إذا كنت مغصوب فعلاً او بغصبها هي عليه ...."
نظر له فارس ومزال يجلس وراء ظهره ...
"ليه بتقول كده ....انت مش عارفها كويس ..."
استدار سالم له وهو يقول بحيرة أكبر....
"المشكله الحقيقي اني عرفها كويس اوي يافارس !؟.."
سائلا فارس بعدم فهم ..
" مش فاهم كلامك اتكلم على طول ياسالم في
إيه "
"العروسه هي حياة مرات حسن الله يرحمه .."
حدق فارس به في داهشةٍ ثم قال بعد ان استوعب
حديثه ..."طب لو إنت مش مستعد تجوزها ولا حتى حبتها ليه تعمل كده من الأساس ..."
نظر مره اخره الى الصحراء الخالية مثل قلبه .."مش عارف ..بس بحس انها مسئوله مني
ولازم تفضل ادام عنيه دايماً عشان كده طلبت اتجوزها ...لكن موضوع احبها وهل انا فعلاً مستعد اكون ليها زوج وتكون ليه زوجه ده اللي مش قادر
احدده.. لاني مش قادر اشوفها غير مرات حسن
اخوي الصغير، وبصراحه مش قادر اديها اكتر من
كده في حياتي ..."
بس إنت كده بتظلمها هي محتاجه تعيش
معاك من جديد وتنسوا الى فات وتبدأ إنت وهي من اول السطر ....ومتزعلش مني بس حسن مات وإنت وهي لسه عايشين وللي انتَ بتفكر فيه ده غلط لازم تدي لنفسك فرصه معها .."ثم اردف بمزاح ليغير هذا الجو المشحون بتوتر ...
"وبعدين انا مش قادر اصدق واحد عنده اربع وتلاتين سنه ودافن نفسه في الشغل لأ عمرى حب ولا فكر في واحده مش شايف انك معقد وصعب اوي وهتتعبها معاك (ياصخره لاتهتز ) "
ضحك سالم على هذا اللقب الذي ميقن انه يشبه
قلبه وشخصيته ..ثم رد عليه ساخراً...
"سبنالك انت السرمحا ....."
ضحك فارس قال بسعادة
"ايوا كده طالما نقرتني يبقى انت زي الفل ..يلا بقه عشان انا جعان واكل البدو ده واحشني بس كترو الشحم زي مابتقوله (يقصد اللحم السمين )..."
ضاحكا سالم ونظر الى ساعة يده قال بمزاح
"عمرك ماهتتغير ..بس كده تمام اوي لان ده معاد غدى..... حماتك اللي مدعي عليها بتحبك ..."
"هي حماتي بس ....دا بنتها وأخده دعوات
" الشعب كله عشان هتقع في دبديبي ...."
ضحك سالم وهو يخرج قال بسخرية
"سبحان الله كل وأحد عارف مقدار نفسه ...."
____________________________________
كانت حياة تقف في المطبخ تحضر الطعام مع
الخدم ...و علمت ان سالم سيأتي الى المنزل
ومعه ضيف من القاهره ....
اتت مريم قائلة بارهاق ...
"الحمدلله نضفت اوضة الضيوف وخلتها مش نقصها حاجه ..."
ابتسمت حياة وهي تقلب الطعام...
"برافو عليكي يامريم ..."
اتت مريم عليها قائلة بود
"قعدي انتِ ياست حياه وانا هكمل انا وام خالد
الأكل عنك ..."
"لاء يامريم خليكي استريحي شويه شكلك تعبانه "
ردت عليها حياة وهي تطهي بصمت ...
كادت ان تعترض ولكن اشارة لها حياة بصرامه وأمر بالجلوس قليلاً بجانبهم في المطبخ على
مقعد ما ....
"سلام عليكم يااهل الدار ...."دلف سالم الى المنزل برفقة فارس ...
لج الى صالون البيت الكبير برفقة صديقه ..كانت تجلس راضيه ورافت هناك ....
رافت بإبتسامة وترحيب...
"اخيراً جيت يافارس وحشتنى ياراجل ..."
سلم فارس عليه قال بمزاح...
"انتوا اكتر بس كلامكم ده هيخليني اتشجع وقعد هنا سنه بحالها ...."
ضاحكة راضيه وهي تسلم عليه بحبور...
"لاء طبعاً سنه قليله خليها عشره.... العمر كله انت تنور يصاحب الغالي .."
قبل يدها قال بحب ....
"وحشتيني ياحلى تيته في الدنيا بس اي الجمال
ده اي الحلاوه ديه بتكبري ولا بتصغري...."
"ياواد يابكاش ...طول عمرك دمك خفيف يافارس .."ضاحكة وسط حديثها
" ايوا اضحكي كده محدش واخد منها حاجه
وطبعاً دمي خفيف امال هطلع زي ابن ابنك المكشر ده .." اشارا على سالم ...نظر له سالم بزمجره وتحذير ابتسم فارس وتحدث معهم في مواضيع
اخره .......
"عمووووو فارس ....."ركضت ورد لي احضان فارس بسعادة.....
احتضنها فارس بحنان قائلا بمشاكسة ...
"عروستي المستقبليه الحلوه ، عامله إيه ..."
ردت بطفوليه حاده ...
"الحمدلله بس زعلانه منك ليه غبت ده كله بقلي تلات شهور مش شُفتك خالص....في حد يسيب خطيبته كده ياعمووو فارس ....."
وضع يده على وجنته قال بطريقة مسرحية...
"لاء اخص عليه واطي واطي يعني..بس خلاص من هنا ورايح هاجي اشوفك كل اسبوع او اسبوعين كده يعني اي رايك ....."
غمزة له قائله بمزاح ...
"هو ده الكلام تعالى بقه افرجك على الشجره بتاعتي الى زرعتها من تلات شهور انا وماما في حوش البيت..."
نظر سالم الى ورد قال بلطف
" ورد ....خلي موضوع الشجره ده بعدين دلوقتي لازم نتغدى وعمو فارس جعان، يلا ادخلي اعطيهم خبر اننا جينا ومستنيّن الأكل ...."
اومات له بإحترام وقالت...
"حاضر ياعمي .. هقول لماما ...."
ركضت الصغيره بحماس حيثُ المطبخ ....
ابتسم فارس قال بإعجاب....
"حلو انها بتسمع الكلام ومش عنيده ..ربنا يحفظها ويبارك لحياه فيها ...."
ردد الجميع الدعاء ...إلا هو يقف شارد الذهن في هذه الزيجة التي ستبدأ بعد يومين كيف سيتعامل معها اى يضع لها حدود ام يعيش معها حياة طبيعية ولكن كيف ؟.....ظل عقله شاراً بين دومات افكاره المشتت ولأول مره يقف عند حل مشكلةٍ ما ولمخجل في الامر انه قاضي يحل امور الجميع ويخرج الحل من اعماق الظلام وياتي عند حياته وبالأخص ان كانت ...حياة عائلية يقف مكتوف الأيد غير ممسك بزمام الأمور .....
سمع صوت الخادمة تنادي عليهم ان الطعام اصبح
جاهزٍ على سفرة.....
قبل ذاك الوقت بعد ان علمت حياة بقدوم سالم
صعدت الى غرفتها واخذت حمام بارد حتى تختفي رائحة الطهي ولأرهاق من هذا الجو الحار بحمام منعش لروحها وافكارها المزدحمة بعد حديث الجده راضية ...ارتدت عباءة من اللون الابيض تتناثر عليها بعض الورود الرقيقه من اللون الوردي وارتدت حجاب يليق بها حاولت ان تظبط لفت حجابها حتى لا يتحدث معها سالم مره اخره ولكن المشكله ان شعرها من الأسواد الناعم فبعض الخصلات تتمرد من حجابها...
هندمت نفسها امام المرآة ولم تضع اي شئ على وجهها ...فقط وضعت على جسدها كريم مرطب
برائحة الورد له رائحة خفيفه على الأنف فقط
من يجلس بجانبها هو من يستنشق بوضوح ..
نظرت لنفسها برضا ونزلت لتسلم على فارس
وتحضر معهم طعام الغداء ...
______________________________________
دلفت الى غرفة الطعام كان الجميع منشغل
في طعامه وحديثه مع فارس رمت السلام
عليهم قائله بصوتٍ عذب ....
"سلام عليكم ....ازيك يادكتور فارس ..."
رفع فارس عيناه عليها مردد بإحترام
"اهل ياام ورد عامله إيه ، اخبارك ..."
"الحمدلله "ردت بخفوت
كان سالم ياكل طعامه بدون ان يلتفت لها وكانها لم تاتي من الأساس ....
ابتسمت راضية لها قائلة...
" قعدي ياحياة يابنتي وقفه ليه ...."
اومات لها وكادت ان تجلس في اخر مقعد في السفرة ..قالت راضيه بسرعه
"بلاش تقعدي بعيد كده ياحياه ..روحي قعدي جمب سالم ..."
فتحت شفتيها بصدمه ببلاها
"هااا...."
رفع سالم عيناه الى جدته بعدم رضا ....
أضاف رافت بهدوء وهو ياكل ...
"يلا ياحياة يابنتي قعدي جمب جوزك عشان تاكلي هتفضلي واقفه كده كتير ...."
احمرت وجنتيها غضباً منهم جميعاً ، جلست بجانبه بإقتضاب ....
ارتبكات قليلاً وهي تاكل الطعام بالقرب منه
كان فارس مُنشغل مع ورد ويطعمها ايضاً بيده
وراضيه ورافت يتحدثون مرةٍ مع فارس ومره اخره
مع بعضهما .....
بدء هو ياكل بصمت واختلس بعض النظرات لها متفحصها بدون ان تلاحظ، أنتبه انها تعبث في طعامها بحرج قال بسخرية مخفض صوته نحوها..
"مالك بتلعبي في طبق كده ليه زي العيال..."
نظرت له بحده ولم ترد ولكن تمتمت بصوتٍ خافض...
"عيال ...دا انت بارد اوي ماتخليك في حالك ..."
مال قليلاً عليها بعد ان سمع حديثها قال بشك وتحذير ..."مين ده الى بارد ...."
مسكت كوب الماء بتوتر ورتشفت منه قليلاً
قائله بتردد
"الـ... المايه بارده هيكون مين يعني ..."
ابتسم على طريقتها الطفوليه ثم قال بستهزاء
"اكتر حاجه تميزك عن الباقي شجاعتك
ياحضريه "
نظرت له بتبرم قائلة بإقتضاب هامس داخلها ...
"شجاعتي ...الله يرحمها ..."
بداء يكمل طعامه بصمت لياتي في انفه رائحة
معطر خفيفه على الأنف ولكنه يغمر أنفه
بوضوح كز على اسنانه وهو ينظر لها
وجدها منشغلة في طعامها ....
نهض فجأه قال بخشونة..
"الحمدلله ......"
ثم التفت الى حياة سريعاً قال ..
"ام ورد ممكن لو سمحتي تطلعي اوضتي تجبيلي ألتلفون بتاعي من فوق اصلي محتاج اعمل مكالمه مهمه ...."
رد رافت عليه بتعجب ...
"طب خلي مريم تجبهولك ياسالم ..لسه حياه بتتغدى ..."
نهضت حياة قائلة بحرج...
"لاء انا الحمدلله شبعت ...." ثم التفت الى سالم
وقالت...
"ان هطلع اجيب التلفون وانزل على طول ..."
اومأ لها بهدوء مريب ..ثم صعدت الى الأعلى...
وعين كاصقر تشتعل بالهيب الغيرة تتابعها ....
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بدات تبحث عن الهاتف في كل ركن من غرفته
ولم تجده ....تفاجئت به يدخل الغرفة عليها
ويغلق الباب بالمفتاح ..إتسعت عينا حياة
وقالت برتباك
"اي ده انت بتقفل الباب ليه .."
اقترب منها ومسك ذراعها بقوة وهدر بغضب
"اي الزفت الى انتِ حطاه ده..."
لم تفهم مايعنيه سألته ببلاها...
"زفت إيه انا مش فهما حاجه ..وبعدين إنت بتكلمني كده ليه... سيب ايدي لو سمحت ...."
قربها منه اكثر وإصطدمت بصدره ...
"انتِ هتستهبلي ...اللي رشى منه على جسمك
قبل ماتطلعي من اوضتك ..."
نظرت له بغضب قائلة بتبرير
"انا مش رشه حاجه ده كريم مرطب بريحة الورد و.... "
نظر لها بستهزء قال ...
"تصدقي كده انا ظلمتك ...."
نظرت له بسخرية بعد ان شعرت بسخريته نحوها
قالت بستفزاز...
"عشان تعرف بس انك ظالم ..."
"إنتِ بتهزري ..."عالى صوته بحده
توترت هي قليلاً وصمتت برهبه من فرط عصبيته عليها..
قربها منه اكثر واصبحت انفاسه تحرق وجهها
الأبيض وقال بصرامة...
"بصي ياحياة لو عايزاني اكون كويس معاكي
يبقى لازم تحاولي مطلعيش قسوتي عليكِ لان
قسوتي صعب تتحمليها او تشوفيها ولحد دلوقت
انا بحذرك في كل غلطه بتعمليها لكن المره الجايا
رد فعلي مش هيعجبك ...."
نظرت الى عيناه وقسمات وجهه الرجولي ولحيته
النابتة بجاذبية، حتى في أوقات غضبه يجذب عينيها ويرهق روحها ويقلق قلبها من القادم بقربه ...اغمضت عيناها بخوف حين شعرت به يقترب اكتر من وجهها ...
للحظه فقد صوابه امام نظرتها المتفحصة له للحظه فقد افكاره وترتيبه في تعامل معها، افعالها وتفحصها البريء نحوه حرك الرغبة داخله حتى أقترب وجهها من وجهه يزيده اشتعالاً ، كاد ان يقطف هذه الشفاه الحمراء التي ترتجف بدون توقف تغري رجولته أكثر ...ولكن رجع الماضي امامه صورت اخيه الأصغر وصيته عليهم قبل موته عشق حسن لها وخوفه عليها حتى وهو على فراش الموت ..ارجع له عقله الذي توقف لثواني امام عيناها الساحرة.....
ابتعد عنها فجأه قال ببرود
"تقدري تخرجي دلوقتِ..."
فتحت عيناها بحرج وصدمه من مافعلت امامه
كانت ستسلم الرايا البيضا له بدون ان يبذل اي
مجهود يُذكر ....خرجت وهي تعنف نفسها بافظع الكلماتوعقلها لأ يتوقف عن جملةٍ واحده
(لم تخدرتي امام عيناه وامام لمسته لكِ اى كنتِ تنتظرين المزيد منه ؟.)
___________________________________
بعد ان ذهب الجميع الى النوم في غرفهم
ظلت هي مستيقظه في احضان ابنتها ورد
تفكر وتفكر ولعقل مزال مشوش ضائع بين
حديث سالم وحديث راضيه وماحدث بينهم في الغرفة او ما كان سيحدث ..وكل موقف
ولو صغير حدث بينهم لايعني غير قسوته
وعنجهيته وغطرسته عليها .....نهضت من على الفراش ووقفت في شرفة غرفتها بثوب صيفي انيقه وشعر يتطاير مع الهواء العابر .. وعقلها لايمل من اعادة هذا الأستسلام الذي شعرت به بقربه...
نهض من على الفراش وتحدث في الهاتف بعصبيه
"يعني إيه لغبطه في حسابات المصنع ..المحاسب فين طب اقفل وصبح انا جاي اشوف الموضوع ده .."
اغلق الهاتف بضيق واتجه نحو شرفة غرفته
وهو ينفث سجارته بضيق ومزال عقله يفكر
في هذه الحياة التي ميقن انه اذا اصبحت
زوجته ستقلب حياته لكن هل ستنقلب للأفضل
ام للأسواء ؟.....
لمحها تجلس على مقعد ما في شرفة غرفتها
نظر حوله بغضب ليجد المكان خالي من البشر فالساعه متاخرة الآن ......
دخل الى غرفته مره اخره وبعث في هاتفه بغضب
مكتوم ....
مسكت هاتفها بين يداها ونظرت له وجدت رسالة
من سالم فتحت محتواها بتردد....
(ادخلي نامي ياهانم وكفايه مسخره لحد كده ..)
اكفهر وجهها منه ودخلت مغلقة باب الشرفة
خلفها توسدت الفراش بظهرها وهي تتمتم
بضجر
"ربنا يصبرني عليك وعلى تحكماتك ...."
______________________________________
في صباح اليوم الثاني .....
كان يجلس الجميع على مادة الإفطار ....بصمت
وكانت تجلس حياة بجانب سالم ....
همس لها قال بأمر حاد ...
"مش كل ماتيجي تقعدي جمبي تفضلي تلعبي في الاكل كده ، وبدخلي ألقمه في بؤقك بالعافيه ..مكسوفه من إيه ماتكلي عدل ...."
نظرت له بضيق ولوت شفتيها هامسه له بإقتضاب
"انا مش مكسوفه انا باكل عادي ..وشكراً على اهتمامك وطريقة كلام اللي لاتقاوم بجد ..."
نظر لها بعدم فهم قائلا...
"مالها طريقة كلامي .....بتتريقي ..."
لم ترد عليه نظرت له بتكبر واشاحت ناظرة للناحية
الأخره....نظر له بخبث ثم انزل يده تحت طاولة
السفرة الكبيرة ..ثم وضع يده على فخذيها وقرص احدهم بقوة ....شهقت حياة بصدمه
"هاااااا ..."
نظر الجميع لها بإنتباه ....قالت راضيه بقلق
"مالك ياحياة في حاجه وجعكي ..."
أحمرت وجنتها بخجل وحرج ومزال سالم يريح
كف يده على فخذيها واليد الأخره ياكل بها وكانه
لم يفعل شئ .....ردت عليها بتوتر ...
"لا دا.... دي....انا بس زورت ..." تنحنحت
قبل ان ترتشف القليل من الماء بحرج عاد الجميع لطعامه بفتور نظرت الى سالم بحنق هامسه بخجل
" شيل ايدك لو سمحت عيب كده ..."
مرر يده على فخذيها ببطء وقال بالهو
"بس انا بحب اريح ايدي على حته طريا .."
ثم تابع بتحذير بارد
"اوياكي تفكري تقومي هتصرف تصرف
أسوأ من اللي حصل من شويه... "
توسلت إليه بخفوت وهي على وشك البكاء من شدة الخجل....
"لو سمحتي ميصحش كده ..."
نظر لها بخبث قال ...
"ويصح برضه اكلمك تبصيلي بطريق دي لا وكمان
مش بتردي عليه..... اسميه إيه ده بقه ...."
صمتت ولم ترد ....قال بمكر
"اعتذري وانا اسيبك ...."
نظرت له بتكبر قائلة بمهس
"مستحيل !..."
رد عليها بمكر...
"طول عمري بحب الصعب ..."
بدأ في سحب عبائتها من ناحية فخذيها ببطء
وخبث ...إتسعت مقلتاها مرة واحده ثم همست
بسرعة وهي تنهض ..."خلاص اسفه اسفه "
نهضت سريعاً متوجها الى غرفتها بحرج وخجل
غاضب من هذا السالم الوقح ...ابتسم عليها
بسخرية ..ثم نهض قال بخشونة ..
"انا عندي شغل مهم في المصنع هخلص وهرجع
على البيت على طول يلا يافارس هتيجي معايا ولا قاعد "
نهض فارس بسرعة وهو يبتلع ما في فمه...
"لاء معاك طبعاً هقعد اعمل إيه يلا بينا وبالمره اتفرج على نجع العرب ...."
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور ساعتين ...
كانت تجلس حياة مع الجده راضيه في صالون البيت امام التلفاز ..وتطعم ورد بحب مع بعض المشكاسة الجميله من ورد لولدتها......
دخلت في هذا الوقت ريهام شقيقة وليد وابنة عم
سالم ...."سلام عليكم ..."
ابتسمت راضيه لها قائلة بسعادة وترحيب
"ريهام كيفك يابنتي .... جيتِ امته من المنصوره .."
جلست بعد ان سلمت على جدتها ولم تعير حياة اي
اهتمام ..قائله بطيبه مزيفه
"امبارح وصلت عامله ايه ياحني (تقصد جدتها)..وصحتك بخير"
اومات لها قائلة بشكر...
"الحمدلله بخير يابنتي ..."
التفت ريهام الى حياة قائلة بخبث
"ازيك يامرات حسن ان شا الله تكوني مرتاحه معانا.. "
اومأت لها حياة بإقتضاب قائلة...
"مرتاحه ولم شوفتك ارتحت اكتر ياريهام .."
ثم تابعت حياة بستفزاز ودلع
"ايووووه نسيت نعزمو عليكِ بحاجه... تشربي إيه
ياريهام..."
نظرت ريهام لها بغل قائلة ...
"لم احب اشرب حاجه هقوم اعملها بنفسي انا مش غريبه ..."ثم بحثت بعينيها بفضول في أرجأ المنزل وهي تسأل راضيه بلهفة..
" هو سالم فين ياحنيي لسه نايم .."
ردت عليها راضية وهي تعبث في سبحتها بهدوء
"لاء يابنتي دا فشغله لو كنتِ بدارتي ساعتين
بس كُنتِ لحقتيه ...."
تنهدت بحزن ثم قالت بوقاحة..
"مش مهم استنى..اصله وحشني اوي ..تعرفي ياحنيي لو فضلت اللف الدنيا دي كلها على كعب
رجلي مش هلاقي نسخه تانيه زي سالم ابن عمي .."
ردت حياة بتبرم داخلها..
"ااه إنتِ هتقوليلي ماهو واضح ..."
سألتها راضية بقلق بعد حديثها هذا عن سالم
"إنتِ جايه مع جوزك ولأ لوحدك ياريهام .."
لوت شفتيها قال بحسره زائفة...
"جوزي هو انتِ متعرفيش اني اطلقت قبل مارجع النجع بكام يوم ..."
خبطت راضيه على صدرها بصدمه
"ليه كده ياريهام دي تالت جوازه ليكِ يابنتي وتنتهي برضه بطلاق ..انتِ مش ناويه تعاقلي بقه .."
نظرت الناحية الأخره قائة بضيق وقح..
"ما كل من حفيدك مش قادره اشوف راجل غيره ولا قدره احب غيره ...."
نظرت راضية الى حياة التي حدقت في ريهام بصدمه بعد حديثها الوقح ...
وجهت راضية حديثها الى ريهام بحرج..
"مالوش لازمه الكلام ده يا ريهام الى فات فات
وبعدين سالم هيتجوز كمان يومين ..."
اتسعت مقلتيها قائلة بصدمه وحقد...
"يتجوز؟ يتجوز مين ..ومين دي الى قادرت تغير تفكير سالم عن الحريم.... لاء وكمان هيتجوزها...."
نظرت حياة لها بخبث لانها تعلم جيداً انها حاقده ولا تحبها بل ودوماً تتعامل معها بتكبر وقلة تقدير
لذات شعرت أنها فرصه لقهر تلك الشيطانه أمامها
ردت حباةعليها بمكر ..
"بصراحه مش عايزه اصدمك اكتر من كده بس العروسه تبقى انااا.."
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
يتبع