القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

رواية ملاذي وقسوتي البارت الاول 😘 بقلم دهب عطيه

 رواية ملاذي وقسوتي

البارت الاول 😘

بقلم دهب عطيه


نهض من على مقعده قال بغضب وعروقه برزة

في جبهته بعد حديث والده...

"تتجوز... مين ده اللي يجرا يتجوز مرات حسن شاهين .."

رد والده بغيظًا شديدًا...

قعد يا سالم انت مضايق ليه ده حقها انها تعيش حياتها فات على موت اخوك تلات سنين وهي عايشه معانا ولا فتحت ده عن ده ..وانت اللي بتتحكم فيها لا وكمان منعها تخرج من باب البيت وهي صابره عشان خاطر بنتها الصغيره لكن كفايه لحد كده ياسالم طالما رافض انك تجوزها وتربي بنت اخوك سبها لابن عمك وهو أولى بيها و وليد برضه من ريحة المرحوم .."

شعر بدماء تغلي في عروقه من حديث والده عن زواجها من شخص اخر ...انفعال بشدة وصرخ بحده قال

"انت بتقول إيه يابوي حياة مش هتجوز غيري "

اتسعت عينا رافت بعد تصريح ابنه العصبي

ابتسم بعدها بمكر وهو يسأله بخبث.....

"يعني ابلغ وليد ان حياة بقت مخطوبه لسالم دلوقتي.."

اخذ مفاتيح سيارته قال بضيق

"اعمل الى تعمله انا لازم امشي دلوقتي

عشان المصنع .."

خرج من مكتب والده وجدها تقف على اول سلالم

الدرج تنزل دموعها بلا توقف ويبدو انها سمعت حديثه هو ووالده العالِ ...كانت ترتدي عبائة

فضفاضة محتشمة تخفي بها انوثتها

وحجاب رقيق على وجهها الملائكي الذي لا

يزينه غير الكحل الأسود مثل لون عيناها ذات

البني الداكن..

اقترب منها ببطء وعيناه تحاصر عينيها ..

توترت من قربه هي تخشاه بشدة و تكرهه ايضاً بقوة له هيئته وقوة وقسوة تجعلها صامته مسالمه امام اوامره الحارقة لروحها ...

وصل امامها قال بحدة

"اسمعيني ياحضريه انتِ ..انا بدِويِ وااه بتكلم زي بلاد البندر ومتعلم فيها لكن انا عرباوي ومطبع بطبع العرب وعيشين في صحراء زي مانتِ شايفه مفيهاش حد غريب اهلنا وناسنا وانا وانتِ عمرنا

متفقنا ولا قبلنا بعض بس للأسف جه اليوم اللي اتجوز فيه حضريه لا وكمان من اسكندريه .."

قال الاسم الأخير بسخرية لإذاعة وتابع حديثه

بـ...

"اوعي تفكري ان جوازك مني هيغير حاجه من معاملتي ليكِ لا انتِ زي مانتِ في نظري بنت

البندر الى ليها اصل ولا فصل ايش كان يقول حسن انك ااه كنتي في ملجأ..... ممم ولا مو مصدق ان أنتِ بقيتي من عيلة شاهين وهتنولي الشرف مرتين مره مرات حسن اخوي ومره مراتي مم ..."

ارتعشت شفتيها قائلة بضعف وحزن...

"بس انا يا دكتور سالم مش عايزه اتجوز انا عايزه اعيش على بنتي بلاش جواز و اوعدك مش هطلع من البيت ده غير على قبري زي ماحضرتك قولت قبل كده ...."

نظر لها قال ببرود وهو يشير على نفسه بتعالِ...

"مش بمزاجك ياحضريه دا بمزاج حضرتي ولم حضرتي ياامر الحريم تنفذ ...ولا إيه يابنت الاصول .."انهأ الجمله بلهجة ساخره.....

انزلت مقلتاها بانكسار واصبحت تلعنه في سرها

بافظع الكلمات فاقت على صوته الصارم بحدة...

"هتفضلي وقفه كتير ياحضريه على فوق ..."

نظرت الى عيناه السوداء الغاضبة ..وصعدت بعد ان رمته بنظرة مُشتعلة بالكره ...

نظر لها ببرود بعد ان صعدت وتمتم قال بتوعد

"هدفعك تمن النظره دي بس لم ارجع ...."

---------------------------------------------------

وصل سالم الى قاعة كبيرة يستخدمها لإدارة

شئون (نجع العرب)كاقاضي وحاكم ينهي به

جلس على مقعده الكبير وسط هذه الغرفة

الكبيرة ...واشار الى رجل عملاق من رجاله

قال بخشونة

"جابر دخل ...الناس اللي وقفه بره ..."

رد جابر بإحترام

"اوامرك ياكبير ...."

دخل رجل في عمر الثلاثين ويبدو عليه الشقاء ولعناء وطيبة ايضاً..ودخل ورآه رجل.... رجل اخر اكبر سنٍ بشوش الوجه وعلى جبهته علامة صلاه ...

نظر سالم لهم بتفحص قال بشموخ ...

"اي الحكايه ياحج منعم انت واخوك محمد ..."

رد الرجل الاصغر سنٍ قال بقلة حيلة...

"الحكاية عنده هو ياكبير النجع ...اخوي الكبير عايز يحرمني انا وأخواتي البنات من ورث ابويه يرضيك كده ياكبير نجع العرب ...عايز يخالف

شرع ربنا .."

نظر سالم الى منعم منتظر رده على إتهام شقيقة

الأصغر محمد ..

"اي رايك في الكلام ده يامنعم انت فعلاً عايز

تحرم اخواتك البنات من ورثهم وكمان هتحرم اخوك معاهم .."

رد منعم بحدةٍ وسخريةٍ....

" دي عادتنا ياقاضي نجع العرب ..الحريم مالهمش

ورث ....."

شعر سالم ان حديثه بادي بتقليل من شأنه

وشعر ايضاً ان الآخر لا يخجل من فعلته ....

حاول سالم الامساك بصبر ولو للاحظة فى لا أحد

يقدر على تحدث معه بهذهِ الطريقة التي يتحدث

بها المدعو منعم ....

"معاك حق من عوايدنا اننا نخالف شرع ربنا ..بس سوأل انت رافض تعطي اخوك ورثه ليه متصنف من الحريم مثلاً...."

رد منعم بسرعة ونفي....

"لاء بس انا عرضت عليه نقسم ورث ابويه علينا احنا الاتنين بس هو رفض وصمم قبل ماياخد

قرش واحد اعطي لاخواتي البنات حقهم ..وانا قولتله اني هعطيهم مبلغ بسيط كده من الورث ا ..."

قاطعه سالم قال بسخط...

"هتعطيهم صدقه يعني ،ولا وفيك الخير يابن العم ، كمل يامنعم ساكت ليه ..ولا اكمل انا

فى قررت تشيل الوزر لوحدك وتمن الفلوس

الى هتورثها من ابوك ، طب لم تقابل ربنا هتقوله

إيه ...ولغريبه ان علامة الصلاة على جبهتك

يعني عارف ربنا واكيد جه وقت عليك وقرأت

القران ووقفت عند سوره معينه بتقول

(بسم الله الرحمن الرحيم ...

يوصيكم الله في اولـٰدكم للذكرِ مِثل حظِ الأنثيـين )

صدق الله العظيم ....في نفس الاية ربك قال

...بسم الله الرحمن الرحيم

(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنـٰتٍ تجرىِ من تحتها الأنهـٰر خـٰلدِين فيها...)صدق

الله العظيم ....وطبعاً الى هيخالف حدود الله

هينول عكس الى ربنا ذكره....ها اي رايك ياحج

منعم ...."

زمجر الرجل قليلاً وهو يتطلع الى شقيقة محمد الاصغر الذي يحدق به لعله يتراجع عن قراره

قال منعم ببعضٍ من التشتت...

"بس دي عادتنا ومش لازم نغيرها ..."

رد عليه سالم قال بثبات....

"عادات غلط لا الشرع حلالها ولا ربنا ورسول

وصى بيها بالعكس ربنا اكد ان الست ليها حق

تورث مع الراجل وراجل ربنا كرمه لم اعطاه مثل حظ

الاثنين ....وبعدين بلاش مقوحه انت عارف انك لو منعت اخواتك البنات واخوك من الورث هتكون بتشيل ذنب إنت مش قده وهيفضل متعلق في رقبتك لحد يوم الدين ....وانا مش بغصبك ياحج منعم انت اكبر مني وفاهم دينك إيه ...."


هذا هو سالم يرمي نصيحته في وجه احدهم وياتي بادله واثبات تجعل المعارض حائراً وبعد ان يكتشف حيرته يتركه قال افعل ماشئت ...

لم تكن كل المشاكل من هذا النوع ولكن اكثرها

تكن من اجل ورث وطمع وعادات مزال متمسك

بها البعض حتى بعد علمهم انها تخالف شرع الله وكتابه الكريم .....

قال منعم بعد صمت متلعثم بحرج ...

"انا محتاج اعيد كلامك في دماغي ياكبير وان شاء الله هعمل الى ربنا يرضى بيه ...."

ابتسم محمد بامل قال

"الله يرضى عليك ياخوي صلي استخاره وتقرب من ربنا واكيد هيلهمك بي اللي يرضى لينا وليك ..."

اومأ الرجل قال بحرج....

"الله المستعان ، بعد اذنك ياسالم بيه ...."

اوما سالم له براسه وغادر الأخوة مع بعضهم

مال جابر هذا الضخم الذي يعتبر ذراع سالم اليمين

يسأل سالم بتعجب...

"ليه كلمته بالحسنى ياكبير كان بامكانك تجبره

انه يتنزل لاخواته عن ورثهم ..."

رد عليه سالم قال بخشونة هادئه

"في حاجات مش بتتاخد بالعافية ياجابر لازم تيجي عن إقتناع ومنعم راجل كبير وعارف دينه كويس لكن ساعات العادات الى تربينه عليها

بتجبارنا نعملها بدون من نفكر حرام ولا حلال

وكله عشان الي حواليك مايحكي عنك شين .."

اومأ جابر بتفهم وابتسم قال بإعجاب من حديث

سالم الذي دوماً يفجاه بتفكيره وحكمته وذكاءه

مع اهالي هذا النجع ...

"بصراحه ياسالم بيه انت قليل اوي على انك تكون

قاضي بس في نجع العرب ..."

"إيه حكاوي الحريم ديه ياجابر ..."

كان هذا صوت وليد ابن عم سالم الذي دلف

الى القاعة ...جالساً على مقعداً ما بجانب سالم قال

بغلاظة...

"اي ياسالم ياابن عمي مش تنقي رجالتك

الى مش فالحين غير في تطبيل ليك ..."

هتف سالم بغضب

"ولــــــيــــد.......هتقعد هنا تقعد بأدبك انا مش بحب الطريقه الرخيصه دي في الحديث ..."

نظر وليد الى جابر الذي ابتسم نحوه بتشفي

ثم التفت الى سالم قال بمكر ...

"حقك عليه ياابن عمي ..اصلي مزاجي مش رايق اليومين دول ....."

نظر له قال بستهزاء سائلاً بسخط...

"ليه ان شاء  الله ... بدور على عروسه مكان اللي طلقتها ..."

ابتسم وليد بمكر حاول اخفاءه قال بحزن

"بصراحه انا طلقت الحريم كلها الى كانت على زمتي وناوي اختم حياتي مع واحده بس ....هو عمي رافت مش حكيلك ولا إيه "

نهض سالم بغضب بعد ان فهم معنى حديث

وليد ...اشار بيداه الى آلرجال الذين يقفون في

قاعة المجلس ...برحيل فهم الجميع اشارته فوراً

وتركوهم وحدهم ..مسك وليد فجأه من لياقة

جلبابه الأبيض بقوة وهو يهدر  من بين اسنانه بحده....

"عيب تكلم عن حريم بيت رافت شاهين في قاعة

مجلس مليانه رجاله في كل حته ..

وكمان الى بتكلم عليها ديه هتكون مراتي ومن هنا

لوقتها مش عايز رجلك تخطي عتبت البيت .."

ترك لياقة جلبابه الأبيض قال باستفزاز وهو يربت

على كتفه ...

"وااه نسيت ..طلبك مرفوض وبلغت الحج رافت يقولك بس شكله نسي ...فى انا ببلغك

بنفسي ...."

نظر له وليد بغل وحقد ثم ترك القاعة وذهب وهو يلعنه ويلعن هذا الحظ الذي دوماً يرافق هذا السالم  ..

___________________________________

تقف في المطبخ ذو المساحة الكبيرة

تبأشر الطعام مع خدم البيت الكبير .....

قالت بسعادة

"انا هحضر حاجه حلوه لورد يامريم وكملي إنتِ وام خالد بقيت الاكل ...."

اومأت مريم بإجابية مع ابتسامة رقيقةٍ

ابتسمت ام خالد السيدة الكبيرة قائله بود ...

"متقلقيش ياحياه يابنتي كل حاجه هتبقى جاهزه

في معادها ....اعملي انتي الحلا لورد وفرحيها ."

ابتسمت حياة قائلة بسعادة ..

"انا هعمل كريم كراميل للبيت كله وهعمل حسابكم

كمان ....."

بدات تفتح الادراج تبحث عن المكونات بحماس وابتسامة تزين ثغرها .....

دخلت ورد ذات الأربع سنوات على حياة في المطبخ فتاة جميلة رقيقة عنيده ..تشبه امها في كل شيء في ملامحها وفي بعض الطباع ...

"ماما ..بتعملي إيه ..."

تركت حياة مابيداها وهبطت لمستوى الصغيرة

وابتسمت بامومة وهي تمرر أصبعها على انف الصغيرة قائلة بحنان ...

"بعمل كريم كراميل لاحلى ورد في البيت ...... "

ابتسمت ورد ببراءة وقالت..

"طب هساعدك ...."

نظرت حياة يمين ويسار وللاعلى وللاسفل كا

علامةٍ على التفكير بطريقة طفولية مضحكه ..

"بصي هو انا طبعاً نفسي تساعديني وكل حاجه

بس تيته راضيه فوق قعده لواحدها تفتكري

هتزعل لو سبناها احنا الاتنين وقعدنا هنا نعمل

الكريم كراميل وهي لوحدها فوق ...."

ردت الصغيرة بعد تفكير طفولي وقالت

"لا ياماما مينفعش خلاص انا هروح قعد معها على ماتخلصي ....."قبلت والدتها وركضت للاعلى حيث غرفة الجدة راضية ...

!

ابتسمت حياة بعد خروج ابنتها لتعود الى

ماكانت تنوي البدأ به ....

بعد نصف ساعه خرجت حياة الى غرفتها بعد ان وضعت الحلوه في المبرد ....

دخلت اخذت حمام بارد فاليوم من ايام الصيف

الحار بشدةٍ وبذات في المناطق الصحراوية مثل

هذا النجع .....ارتدت منامة قصيرة قطنية ...

وجلست تمشط شعرها لياتي في ذهنها موقف مر عليه اكتر من شهر مع هذا السالم ...

كانت تخلع حجابها بضيق فى اليوم اتت امراه من نساء نجع العرب لتطلبها لأبنها ..في قلب بيت

رافت شاهين كانت غافلة عن بوابل الاسئله المتناثرة

على مسامعها،اشتدّ غيظها أكثر عندما ظلت تلك المراة السمينة بتفحص جسدها بيداها وخلع

حجابها لترى  شعرها الأسود الناعم بمنتهى الوقاحة والمهانة .......

احتقن وجه حياة وقتها وهتفت باستنكار

" انتي بتعملي اي ياست انتِ ..."

مسمست المرأة السمينة بشفتيها بعدم رضا

قائلة ببرود...

"ست مين ياحبيبتي ..دا انا هبقى حماتك قريب اوي ..يامرات ابني "

لم تنسى حياة الصدمة الجالية على وجهها التي تحولت في للحظة لعتاب للجدة راضية

التي كانت تجلس معهم وشعرت بالحرج لعدم معرفت حياة بالموضوع مسبقاً ولكن كان هذا العريس رجل من عائلة شاهين فى كانت ترى راضية انهُ المناسب بعد ان علمت ان سالم دوماً يعنف حياة بالحديث ويظهر دوماً كرهه وغطرسته عليها ..فى كان الأنسب رجل اخر يتزوج حياة

ويكون من عائلة شاهين ...

نزلت دموعها بعد ان جلست على الفراش

تفجات به يدخل غرفتها فجأه كالثور الهائج نهضت هي بفزع وشعرت ان هناك كارثه فعلتها ليدخل

سالم عليها بهذا الشكل ...اقترب منها قال بحدة

بعد ان اغلق الباب بقوة ..

"انتِ إيه الى نزلك تحت ياحضريه بدون إذني... إيه كان عاجبك المهزله الى بتحصل تحت ديه ..."

بلعت ريقها قائلة بتوتر....

"انا مكنتش اعرف انها جايه عشان تطلبني لابنها

انا كنت برحب بيها كاضيفه مش اكتر ..."

رجعت للخلف ببطء وارتباك....وبدأ هو بتقدم منها

بحدةٍ وكاثور الهائج لم يهدأ بل وكان حديثها

يزيد في اشتعاله ولهيب اشتعل في قلبه بكثرة لا يعرف من اين خُلق .....وقعت على الفراش بسبب توترها وقلة تركيزها بسبب عصبيته الواضحة امام عيناها ...

مالى هو عليها قال بجمود حاد...

"اسمعيني كويس انتِ هنا بس عشان خاطر بنتك لكن لو حبه تجوزي وتعيشي حياتك يبقى برا النجع

ده ...وكمان لوحدك تنسي ورد نهائي.. لكن لو عايزه تفضلي هنا عشان خاطر بنتك يبقى تنسي الجواز

ومش هتطلعي من البيت ده غير على قبرك ..فهمتي ياحضريه ...."

نزلت دموعها وحاوط شعرها وجهها الشاحب بعد حديثه المتملك ...هزت راسها بنعم ...

شعر في لحظةٍ بالفضول نحوها يريد ان يلامس هذا

الشلال الأسود الذي يحاوط وجهها الشاحب

وااه ان تخلى فقط عن هيبته وكبرياء رجولته معها ولمس هذهِ الشفاه التي ترتجف ببطء امام عينيه ....

كل مافيها يجذبه ويحرك رجولته ..

يكرهها ويكره نفسه في كل لحظة يريد ان يقترب ويلامس ما ليس من حقه ...

ظلت النظرات المتبادلة بينهم هي المحور الاساسي عين كاصقر تراقب بتفحص ..وعين حزينه مرتبكه

من هذا الوضع ....

قال بغطرسة وهو يلامس شعرها ببطء حاني...

"ويترى كنتِ نزله للست دي بشعرك كده ...."

هتفت بنفي سريع

"لاء وللهِ ياسالم انا كنت نزله بالحجاب انا لسه خلعه دلوقتي ...."

شعر بنبض عالٍ فجأه داخل ضلوعه ..مع همسها باسمه مجرداً..نفض هذا الأحساس الذي يفترس اعماقه ولا يعرف مصدر له..

اشتدت ملامحه سريعاً وهو يقول بضيق بعد ان ترك خصلات شعرها بنفور....

"بلاش تنطقي اسمي كده تاني ياحضريه ...

بلاش تنسي نفسك ولا ناسيه اخويا متجوزك منين ...."

تركها وخرج سريعاً من الغرفة ....

ولا احد يعرف انه خرج فقط حتى لا يفعل

شيء يندم عليه مع هذهِ الساحرة الصغيرة..

فاقت من هذهِ الذكرى على دمعه حزينة تنزل ببطء على وجنتيها تحدثت لنفسها بضيق

"كفايه عياط ياحياة..إنتِ هتوفقي على جوازك منه بس عشان خاطر بنتك ورد ..بس لازم تكوني اقوى من كده ..ولازم يتعلم يحترمك ويناديكي باسمك بدل القب رخم ده الى كل شويه يناديكي بيه ."

قلدت صوته بستهزاء.....

"حضريه حضريه هاتي ده تعالي من هنا اسمعي ده ياحضريه ...اووووف بنادم غبي ..."

"سلام عليكم يااهل الدار ...."

بلعت ريقها بخوف بعد ان سمعت صوت سالم تحت في صالة البيت الكبير .....اغمضت عيناها بتوتر

وقالت بريبه...

"اكيد مش سامع صوتي اكيد مسمعش تريقتي عليه...... يارب مايكون سمع حاجه .."

نظرت لنفسها بصدمة عبر المرآة ....

"اي شغل العيال ده ياحياة مش قولنا هتبقي جامده وهتربيه اااه هو كده ...."

فتحت خزانة الملابس لتخرج عباءة محتشمة... للنزول بها فقد اتى وقت طعام الغداء وحضر سالم بعض يوماً كباقي الأيام في عمله مابين المصنع

وقاعة المفاوضات ...

بعد طعام الغداء في صالون البيت

يجلس الجميع سوياً ..سالم ورد ابنة حياة

ولجدة راضية ..ورافت والد سالم ...

فقدت هذه العائلة اهم شخصين بها..

الام ولاخ الاصغر (حسن) منذ سنوات ...

ولكن وجود (حياة)و ( ورد) بهذا المنزل يشرقون بسعادة ولأمل ..

اجلس سالم ورد في احضانه قائلا بحنان

"ورد الجوري بتاعتنا عامله ايه انهارده ..."

عانقته الصغيرة بحب وقالت ببراءة

"الحمدلله زين ......زين ...."

ضحك الجميع عليها وعلى شقاوة هذه الورد..

اتت حياة وهي تحمل صنية عليها بعد اطباق الحلوى التي صنعتها اقتربت منهم قائلة بحب وسعادة....

"يلا ياجماعه دوقه الكريم كراميل ده وقالولي رايكم

فيه ...."


اخذت راضيه الطبق المقدم إليها من يد حياة

قائله بطيبه ...

"تسلم ايدك ياحياة يابنتي اكيد زين عشان من ايدك ....."

اخذ رافت ايضاً من يدها وهو يقول بلطف...

"تسلم ايدك ياحياه يابنتي وبعدين من قبل مدوقه

انا عارف انه لا يقاوم مش اول مره ادوق من ايدك .."

ابتسمت هي إليه بإحترام ...اتت امام سالم ومدت يدها بطبق الحلوى وقالت بخفوت ..

"اتفضل يادكتور سالم ...."

رفع مقلتاه وجد خصلة كبيرة من شعرها الأسود

تخرج بوضوح من حجابها الوردي ....اشتعلت عيناه

وهو ينظر الى والده والجدة راضية الذين راوها هكذا ..

نهض مره واحده قال بزمجرة ...

"هاتيه على اوضتي فوق ..واعملي حسابك جوازنا

هيكون كمان اسبوع دا بعد اذنكم طبعاً.."

نظر رافت له قال بصدمه...

"اسبوع مش كفايه ياسالم دا فرح ولازم النجع كله

يعرف انك اتجوزت ولا انت هتجوز سُكيتي كده

ماتقولي حاجه ياامي .."

ردت راضية بتأكيد على حديث رافت مُضيفه باعتراض...

"صح كلامك يارافت لازم نعمل فرح وناس كلها تعرف .."

نظر إليهم قال بنفي...

"انا مش عايز فرح ولو على الاشهار وناس تعرف فى دي حاجه بسيطه .." ثم حول نظرة الى حياة

قال بغطرسه..

"لكن لو الحضرية نفسها يتعملها فرح زي سابق ...

فى ده بقه هيكون فيها ترتيب تاني ...."

جلست على الاريكة واخذت ابنتها في احضانها وبدات تطعمها ...و هي ترد عليه بضيق وجمود

"لاء مش عايزه فرح ..ولو عليه مش عايزه جواز من الأساس بس هنعمل إيه حكم القوي  .."

نظر لها بقسوةٍ قال بهدوء مهيب

"حياه ، ياريت كمان نص ساعه تبقي في اوضتي .."ومال قليلاً عليها تحت إنظار الجميع قال بسخرية وتوعد

"عشان عايز ادوق عمايل أيدك ..."

غادر الى الاعلى حيثُ غرفته ...بلعت ريقها بارتبك متمتما بتوتر...

."اطلع اوضته ازاي يعني انا عمري مادخلتها...انا مش هعمل الى هو عايزه انا مش خدامه عنده .."

بعد مرور نصف ساعة ...

اطرقت على باب غرفته بعد ان اقنعت نفسها بعد تفكير ان تصعد لغرفة سالم وتتحدث معه في رفضها لزواج منه ورفض هذه الفكرة وانها على كامل الأستعداد للعيش معهم من اجل تربية ابنتها فقط ...تمتمت قائلة بإقتناع...

"ان شاء الله لو كلمته براحه ممكن يقتنع ماهو مش معقول اكون مرات حد تاني غير حسن اكيد لاء ..."

فتح لها الباب وهو يرتدي بنطال قطني مريح

عاري الصدر يضع المنشفة حول عنقه ويبدو

انه مزال خارج من حمام غرفته الخاص ..

شهقت واغمضت عيناها وهي ممسكه صنية

عليها طبق الحلوى.. قائله بحرج وعفوية

"استغفر الله العظيم ..."

فلتت منه ابتسامة بسيطة على مظهرها

المضحك ..ثم استعاد هيبته قال بصوت

أجش بارد .....

"مكسوفه من إيه ياحضريه دا انا حتى هكون جوزك عن قريب وهنعيش مع بعض في نفس الأوضة وعلى نفس السرير ....."

شهقت بعد حديثه قائلة بحدةٍ وعناد

"مستحيل طبعاً دا بعينك ..."

اخذ منها الصنية التي تحملها بهدوء و وضعها

على طاولة صغيرة في قلب غرفته ...ثم

في لحظة عاد إليها وسحبها في ثواني معدودة

الى داخل غرفته أغلق الباب في لحظة وحاصر

جسدها الصغير خلف ظهر الباب المُغلق

وهو يقول بحدة وهو مجهم الوجه....

"بعيني ازاي يعني ياحضريه مش فاهم هتعصي كلامي مثلاً.."

تشجعت وردت عليه قائلة بكبرياء انثى.....

"ولي لا انا من حقي اقول لا..ومن حقي اقول

اني مش بحبك ..واني بحب حسن اخوك ، وانا مش حضريه انا مرات اخوك حسن الله يرحمه ولو

مش بتحب تناديني باسمي يبقى تقولي ياام ورد

لكن بلاش اللقب المستفز ده بيحاسسني اني جايا من كوكب تاني ...."

نظر الى عنادها امامه ثم رد عليها بغرور وتسلط...

"مش سالم الى حرمه تعطيه اوامر يعمل إيه ويتكلم ازاي .....عارفه لو كنتِ رفضتي الجواز

مني بإحترام اكيد كنت هوافق واحترم وجهت نظرك ..لكن طالما طلبتيه بقلة احترام وبلوي دراع وعناد يبقى اعملي حسابك جوازنا هيكون كمان اسبوع ...."

كادت ان تنطق ولكن قاطعها قال بغضب

"ولو اكلمتي كلمه زياده مجتش على هوايا ..هكتب عليكي دلوقتِ ....."

كادت ان تعترض ولكن طرق على باب غرفته الذي

تستند عليه اوقفها بل افزعها ايضاً لتضع يدها

بتلقائيه على صدره العاري وتشهق شهقتٍ مكتومه

نظر الى عيناها ووجهها القريب منه ، ولمسة يدها

على صدره العاري كانت كالصاعقة لمشاعره الرجولية المدفونة تحت رماد حياته العملية ...

نظرت له بتوتر قائلة بتلعثم...

"الباب بيخبط لو حد شافني معاك وإنت بشكل ده

هيقول عليه إيه ....."

ابتعد عنها حتى يسيطر على هذه الشهوة التي تصنعها تلك الحضرية بلمستها وانفاسها المضطربه والقريبه منه وحتى حديثها الخائف كل شيءٍ يثيره بشدة....

رد ببرود بعد صمت طال...

"مين ؟....."

ردت مريم الخادمة قائله ...

"انا ياسالم بيه ...الحج رافت مستنيك

فالمكتب "

رد عليها بخشونة قال

"خلاص .....روحي أنتِ يامريم ...."

ذهبت من امام باب غرفته المغلق ....

ارتدى جلبابه الابيض قال بصوتٍ أجش وهو ينظر لها...

"الكلام اللي بينا لسه مخلصش ياحضريه .."

فتح الباب وكادا ان يخرج ولكن التفت لها قال بتملك وحسم....

"ياريت بعد كده تعدلي الطرحه على راسك وتخفي

شعرك ده اصلك مش قعده لوحدك انتِ

معاكِ ناس في نفس البيت...وعتبري ده تحذير .."

خرج وتركها تقف في وسط الغرفة

تنظر بزهول الى إثر

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا

تعليقات

CLOSE ADS
CLOSE ADS
close