expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

إنذار بالقتل.. الفصل التالت والرابع والخامس ✍️نسمة مالك✍️.. كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات والوصفات



إنذار بالقتل..

الفصل التالت والرابع والخامس

✍️نسمة مالك✍️..


كانت الأجواء مشحونة بغضب مكتوم بين "إسلام" ووالده جعل الخوف يعتلي ملامح "مني" وانقبض قلبها بذعر عندما رأت الغضب يزيد ويتدافع بأعين زوجها من طريقة حديث وحيدها الغريبة والجديدة كليًا عليه.. 


وضع" إسلام " كلتا يديه بجيب سرواله، و اقترب منه بخطوات ثابته، و تحدث بهدوء قائلاً.. 

"بنتك هي اللي جابت لنفسها الضرب.. أنا حذرتها قبل كده تلبس طرحة على شعرها ولبس خروج مش لبس بيتي لما خطيبها يجي،و مسمعتش الكلام يبقي تستاهل اللي عملته فيها علشان تسمع الكلام بعد كده".. 


"أنت اييييييييييييه مبقاش حد قادر عليك".. 

قالها "عبد الحميد" و هو يقطع المسافة بينهما، و قام بصفعه بكل قوته على وجهه حتي أطاحت الصفعة وجهه للجهه الأخرى.. 


تسمّر" إسلام " محله مصدومًا لبرهةٍ، و ما لبثت الصدمة أن تناقلت إلى أمه.. إلى زوجته التي صرخت بألم واعتلي نشيجها وكأن تلك الصفعة هبطت على وجهها هي، بل على قلبها مزقته أربًا.. 


بيننا ارتمي "عبد الحميد" على مقعده ثانيةً وتحدث بأسف قائلاً.. 

"دا القلم اللي ضربته لأختك قدام خطيبها.. أنا ردتهولك قدام مراتك علشان تحس على دمك وتعرف أنت وجعت أختك اد أيه بعملتك دي"..


أدار "إسلام" وجهه ببطء لينظر إلى أبيه من جديد، كانت نظرة متخاذلة، خائبة، مستنكرة..

ثم جمع نفسه و ولّى لداخل شقته بخطواتٍ واسعة غالقًا الباب خلفه بعنف كاد أن يحطمه .. 


هرولت زوجته" رقية" بالركض خلفه ليوقفها صوت"عبد الحميد " بحدة قائلاً.. 

"تعالي يا رقية يا بنتي وسبية دلوقتي.. أنا عايزك في كلمتين".. 


نظر لزوجته "مني" التي ترمقة بنظرات عاتبة، و دموعها تهبط بغزارة على وجنتيها جعلته يصطك على أسنانه غيظًا، و دفعها برفق لداخل شقتهما وهو يقول.. 

"خلينا نقسي عليه شوية يمكن القسوة تفوقة يا مني، و كفاية طبطبه لحد كده"..


وقفت" رقية" في حيرة من أمرها تذهب وراء زوجها، أم تدلف خلف حماها؟!، تعلم أن زوجها بأشد الحاجة إليها الآن ليترمي داخل بأحضانها كعادته حتي تهدأ ندبات قلبه.. 


وجدت نفسها دون إرادتها تتراجع للخلف نحو شقتها، قدميها لم تعد تتحكم بهما، قلبها يصرخ بها ويحثها على احتواء زوجها بين زراعيها كما تفعل مع صغيرها حين تعنفه على خطاء ما، و تسرع بنفس اللحظة بضمه لصدرها تمحي أثر العنف الذي تعرض له على يدها.. 


"قولتلك تعالي عايزك يا رقية يا بنتي".. هكذا اوقفها "عبد الحميد" قبل أن تصل لباب شقتها.. 

"هطمن على إسلام بس واجي لحضرتك يا عمي".. 

أردفت بها بصعوبة من بين شهقاتها الحادة.. 


حرك "عبد الحميد" رأسه بالنفي، وبداخله يعلم هو مدي تعلق وحيده بزوجته، و أنها إذا خطت للداخل لن يتركها تخرج مرة أخرى..

"يابنتي تعالي هقولك كلمتين، و أبقى روحيله".. 


على مضض انصاعت" رقية" لحديثه، ودلفت لداخل شقة حماتها غالقة الباب خلفها.. 

"ملكش حق أبدًا في اللي عملته يا عبد الحميد.. أنت قسيت على الواد أوي يا أخويا، و كسرت نفسه قدام مراته".. 

غمغمت بها "مني" التي جلست على وسادة موضعة على الأرض تبكي بنحيب.. 


أخذ" عبد الحميد" نفس عميق، وسار نحوها جلس بجوارها، ربت على قدمها بحنو مردفاً.. 

"انا بشد عليه علشان ارجعه لعقله، و افوقه من اللي هو فيه دا يا مني.. أنتي عجبك حاله، و اللي وصل ليه؟! ".. 


خفضت "مني" وجهها بخزي من تصرفات وحيدها، ليتابع "عبد الحميد" بأسف.. 

"انتي عارفة الواد عطوة الصبي اللي شغال معايا اتصل بيا من شوية قالي وهو جاي يفتح المحل شاف إبنك خارج من بيت سعد الصايع اللي بيلم شوية مجرمين وحشاشين ويفضلوا سهرنين طول الليل يسكروا، و أنا كام مرة أقول لابنك يبعد عنه و كفاية التدبيسة السودة اللي دبسة فيها، وبرضوا ابنك راكب دماغه، و بيروح يسهر عنده للصبح".. 


صمت لوهلة يلتقط أنفاسة، و تابع بتنهيدة.. 

"تعرفي ان ممكن البوليس يطب عليهم في أي وقت ويلمهم كلهم في البوكس".. 


شهقت" رقية" بهلع، وتحدثت مستفسرة.. 

" ومين بس اللي هيبلغ عنهم و يفتح عين البوليس عليهم يا عمي؟! ".. 


تنقل" عبد الحميد " بنظرة بين زوجته، و زوجة أبنه، وقال بجمود يغلفه قسوة مصطنعة.. 

"أنا اللي هبلغ عنهم لو فضل جوزك ملموم عليهم".. 


هنا ضربت" مني" على صدرها بقوة، و نظرت له بغضب عارم و أردفت بشراسة.. 

" عايز تودي ابنك في داهية يا عبد الحميد؟!!! ".. 


" مش أحسن ما ياخد مخدرات معاهم وهو ملوش فيها زيهم و يرجعلنا في يوم جثة يا مني".. 

أدمعت عينيه، وتابع بصوت تحشرج بالبكاء.. 

" لو اتحبس يبقي أرحم عندي ميت مرة من أني اخسره للأبد".. 


قالت "مني" بلهفة.. "الشر بره وبعيد يا عبدو.. ربنا يحميه ويحفظه لشبابه وينور بصيرته إسلام ابن مني قادر يا كريم يارب".. 


أمن" عبد الحميد" على دعائها، و" رقية" أيضًا أمنت بقلبها بألحاح شديد تناجي ربها و تستجديه أن يستجيب، لتجحظ أعين الجميع بصدمة حين أخترقت جملة "عبد الحميد " أذنهم يقول بصرامة.. 

" عايزك تطلبي من إسلام الطلاق يا رقية يا بنتي، و تقوليله السبب أني هبلغ عنه هو و الصيع اللي بيروح لهم كل ليلة".. 


" عايزني أطلق من جوزي في ظروفه دي يا عمي؟!".. 

غمغمت بها "رقية" بذهول، و قد أصبح عقلها غير قادر على الاستيعاب.. 


" أنت بتقول ايه يا بابا.. إسلام أخويا روحه في رقية، ويمكن هي اللي ملجمة تصرفاته شوية".. 

قالتها" آية " التي خرجت للتو من غرفتها بعدما قامت بوضع الصغيرة النائم على فراشها، واغلقت عليه الباب بحرص حتي لا تزعجة.. 


"جري أيه يا عبد الحميد.. أنت عايز تفرق بين ابنك ومراته، و تخلي الواد يتقهر زيادة ولا أيه".. 

قالتها" مني" وهي تعتدل بجلستها، وتنظر له بنظرات نارية.. 


أطبق "عبد الحميد" جفنيه بقوة، و تحدث بنفاذ صبر قائلاً.. 

"يا بنتي أفهمي دا مجرد تهديد مش أكتر.. أنتي هتقولي لجوزك كده علشان يحس انه هيخسرك ويرجع لعقله ويبطل يروح للعيال المجرمين دول.. لكن لا أنا هبلغ عنه ولا أنتي هتطلقي".. 


اقتربت "آية" و جلست بجوار والدها، و أمسكت يده بين كفيها وتحدثت برجاء و تعقل.. 

"بلاش يا بابا.. أحنا كده بنضغط على إسلام أوي، وزيادة الضغط دي ممكن تخليه ينفجر ويتصرف تصرفات متهورة من غير تفكير".. 


اجهشت" رقية" ببكاء مرير وهي تقول.. 

" أيوه يا عمي كلام آية صح بلاش نقسي عليه أكتر من كده، و كفاية القلم اللي حضرتك ضربتهوله دلوقتي، وبالله عليك سيبني اروحله".. 


" ضربت إسلام يا بابا!!!! ".. غمغمت بها" آية " وقد تجمعت العبرات بعينيها، و انهمرت بغزارة على وجنتيها حين حرك "عبد الحميد" رأسه بالايجاب.. 


" روحي لجوزك يا رقية يا بنتي، و خليكي جنبه مش هنبقي أحنا والزمن عليه".. قالتها" مني " وهي ترمق زوجها بنظرة ذات مغزي.. 


هرولت "رقية" لخارج الشقة وقبل أن تفتح الباب قال "عبد الحميد".. "لو فكرتي في كلامي هتلاقيه صح يا رقية يا بنتي.. عايزة جوزك حاله يتعدل يبقي لازم يحس انه هيخسرك أنتي بالذات لأنك أغلى حاجة في حياته يمكن أغلى مننا كمان، و عشانك هيعمل المستحيل".. 

............................................ سبحان الله🥀.... 

بمنزل شرف الحداد.. 


دوي صوت صرخات متتالية داخل عيادة الدكتورة "تهاني" الواقفة داخل المطبخ تردد بعض الأذكار أثناء تحضير طعام الغداء برفقة ابنتيها الجالستان حول والدهما على طاولة مستديرة.. 


بين لحظة وأخرى تدوي الصرخات تصم الأذن و تجعل القلوب ترتعد فزعًا.. بينما "شرف" وعائلته يجلسون بهدوء، وبرود أعصاب بعدما اعتادو على حالات الولادة التي تقوم بها "تهاني" يوميًا.. 


"أبرمي صابع المحشي كويس يا ندي علشان ميفكش وهو بيستوي".. أردفت بها "تهاني" وهي تجلس بجوارهم على الطاولة و تقوم بأطعام زوجها طبق من الكنافة بالمانجو الذي يفضله.. 

"انتي مش هتنزلي تشوفي الحالة اللي خرمت ودنا صريخ دي".. 

قالها "شرف" بمرح وهو يتناول من يدها الطعام بتلذذ.. 


ضحكت" تهاني" و هي تجيبه.. 

"الطلق لسه في أوله بس هي حابة تدلع على جوزها شويتين".. 


رسم "شرف" الجدية على محياه الذي ما زال وسيم مغمغمًا.. "من حق كل ست تدلع في اللحظة دي بصراحة يا أم نوح".. 


" اممم.. طيب يا أبو نوح هتصل على ولادك اطمن عليهم".. 

دمدمت بها "تهاني" بقلق واضح على ملامحها الحنونة.. 


ارتفع حاجبي" شرف" بتعجب وهو يقول.. 

" ما أنتي لسه مكلمة نوح من عشر دقايق، و اطمنتي عليهم.. سبيهم يشوفوا شغلهم يا تونة ".. 


" طيب هقولهم يجو علشان ياكلوا المحشي وهو سخن".. همست بها بنبرة طفوليه، وصمتت للحظة وتابعت بتنهيدة.. 

"قلقانة أوي بصراحة يا شرف.. حاسة ان في حاجة هتحصل، و عايزة ولادي يكونوا هنا قبل الليل ما يدخل".. 

................................... الحمد لله 🥀......... 

بشركة الحداد.. 

يقف" نوح" بين العمال يتابع الشغل بنفسه،بل ويقوم بمشاركتهم والعمل علي الماكينات بيده مغمغمًا.. 

" الهمة يا رجالة.. عايزين نخلص كل الشغل اللي ورانا دا علشان نرجع بيوتنا قبل ما الدنيا تشتي علينا".. 


"الشغل كتير انهارده اللهم بارك وكده فيها سهرة لحد بعد نص الليل يا نوح".. 

قالها "نور" شقيقه وهو يعمل أيضًا بجواره بمهارة وخفه اكتسبوها من والدهما منذ الصغر.. 


جملة" نور" جعلت القلق يزحف لقلب" نوح" فالأجواء اليوم تبشر بأن الليل سيكون عاصف و ممطر، و لكن هناك جزء بقاع قلبه يشعر بشئ ما لا يدري ما هو إلا أنه يجعل دقات قلبه تنتفض انتفاضة جديدة كليًا عليه، فأطلق زفرة نزقة من صدره متمتمًا بسره.. 

"خير.. خير يا نوح".. 

..................................... لا إله إلا الله 🥀...... 

بشقة "إسلام".. 


دلفت "رقية" للداخل تبحث عن زوجها بلهفة، حتي رأته يقف خلف نافذة غرفة النوم بشرود،الألم ظاهر على ملامحه، عينيه متحجرة بها العبرات.. 


سارت نحوه بخطي هادئة حتى توقفت خلفه مباشرةً.. 


المسافة بينهما لا تُذكر، لكنهما لا يتلامسان، اغمضت عينيها ببطء لتنهمر دموعها على وجنتيها، و أخذت نفس عميق تملئ رئتيها بعبق رائحته التي تعشقها حد الإدمان.. 


رباه!!!.. 


كم تشتاقه، فمنذ تلك المحنة التي تعرضوا لها وهو مبتعد عنها، لا يقربها إلا للحظات لا تذكر يضمها لصدره، و من ثم يستعيد وعيه و ينتفض بعيدًا عنها على الفور.. 


رفعت يدها ، ووضعت أصابعها على ظهره، تشنج جسده اثر لمستها، وعلقت أنفاسه بصدره وهو يستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسدها الآخذ بالاقتراب منه.. 


"إسلام".. 

هامست بها "رقية" بحميمية أيقظت كل مشاعره التي يحاول اخمادها تجاهها مرةً واحدة جعلته يستدير لها فجأة، واجتاحها فورًا، مفرغًا فيها و عليها جام شوقه و ضيقه و يأسه.. 


ولكن جمد محله، وتوقف عن ما يفعله حين استمع لهمسها الباكي المرتجف تقول.. 

"طلقني يا إسلام".. 


جملتها هذه كانت الشرارة التي أشعلت نيران ربما تقضي على الأخضر واليابس.. 


انتهي الفصل..

هستني رأيكم يا حبايبي.. 

واستغفرو لعلها ساعة استجابة

الفصل الرابع..

إنذار بالقتل..

✍️نسمة مالك✍️..


حبايبي بعتذر على التأخير عملت تسجيل خروج من ايميلي و للأسف مكنش راضي يفتح خاالص والحمدلله لسه فاتح حالاً..


أسدل الليل ستائره السوداء بعدما انقضت ساعات النهار سريعًا،بدأت الأمطار تتساقط رويدًا رويدًا تمهد لعاصفة ستصل إلى حد السيول، جعلت الجميع يختفون داخل منازلهم حتي أصبحت الشوارع خالية تمامًا من البشر خوفًا من أن تصيبهم إحدي صاعقات البرق القاتلة.. 


.. بمنزل شرف.. 


تسير "تهاني" ذهابًا و إيابًا بلا توقف، تفرك يديها ببعضهما بتوتر ملحوظ أمام أعين زوجها و أبنتيها الجالسين على أريكة كبيرة أسفل غطاء وثير يتناولون مشروبات ساخنة تمدهم بالدفء.. 


"تعالي أقعدي يا أم نوح و بطلي قلقك دا.. ولادك مش أطفال صغيرين دول رجالة ميتخفش عليهم".. 

أردف بها "شرف" بهدوء رغم أن القلق بدأ يزحف لقلبه هو الأخر، خاصةً مع صوت الهواء القوي بالخارج الذي يصفع الأبواب والنوافذ بعنف،


و البرودة الشديدة التي يشعر بها و هو داخل منزله أسفل الغطاء، بينما أبنائه بالخارج يواجهان هذه الأجواء الصعبة جعلته يتمتم بسره.. 

" ربنا يحفظك يا نوح يا ابني أنت و نور أخوك و ترجعولنا بألف سلامة، ويعدي انهارده على خير".. 


كانت "تهانى" ممسكة بهاتفها تحاول الإتصال بأولادها للمرة التي لا تعلم عددها و هي تقول بنبرة أوشكت على البكاء.. 

"أنا اللي غلطانة من الأول لما سبتهم ينزلوا و أنا عارفة أن الجو هيقلب بشكل دا.. كنت المفروض أمسك فيهم زي ما مسكت فيك يا شرف".. 


صمتت لبرهةٍ، و نظرت لزوجها، و هي تضع الهاتف على أذنها و تابعت بتنهيدة.. 

"الحمد لله إنك منزلتش معاهم..الجو دا يتعبك و أنت مناعتك ضعيفة.. كان زماني موت من خوفي عليك يا أبو نوح".. 


" بعد الشر عليكي يا حبيبتي ".. غمغم بها" شرف" بمنتهي الحب الظاهر على محياه وعينيه التي تنظر لها نظرة متيمة، جعلت وجنتي "تهاني" يشتعلان بحمرة الخجل.. 


" أيوه يا نور.. أنتو فين يا ابني، و أخوك مبيردش على تليفونه ليه".. 

قالتها "تهانى" بلهفة فور سماعها لصوت أبنها عبر الهاتف.. 


" أطمني يا ماما .. أحنا جاين في الطريق، و نوح راكب الماكينة و ماشي قدامي أهو.. بس مش هعرف يرد عليكي وهو سايق".. 

أردف بها" نور" بنبرة مطمئنة لم تستطيع تقليل قلق و خوف تهاني على الإطلاق بل زاد ارتعاد قلبها بعدما علمت أن نوح يقود دراجته البخارية في هذه الأجواء .. 

......................................... سبحان الله 🥀....... 

.. بمنزل عبد الحميد.. 


كانت" رقية " تقف خلف النافذة تنتظر زوجها بدموع منهمرة على وجنتيها كلما تذكرت نظرته لها حين ألقت على سمعه رغبتها بالأنفصال عنه، لم ينطق "إسلام" حينها بحرف واحد و كأن صدمته فيها فقدته النطق، رمقها بنظرة تصرخ بألم حاد كادت أن تفتت قلبها لأشلاء، يخبرها بنظرته أنها ضربته بمقتل بجملتها هذه، طال الصمت بينهما كانت النظرات تبوح بما تحمله القلوب.. 


و برغم أن نظرتها له كانت تستجديه ليخطفها داخل صدره و يضمها بقوة حتي يكسر عظامها، و يهمس لها أنه لن و لم يتركها مهما حدث، و سيبتعد عن هذه الصحبة الفاسدة و يكتفى بها هي و صغيره، فهذا كل ما كانت تريد أن تسمعه منه بتلك اللحظة.. 


لكن عذرًا لم يستطع أن يلبي رغبتها، ربما كان يفعل هذا لها بوقت أخر، هي أساءت إختيار التوقيت المناسب، فحالته النفسية تكاد تكون على حافة التدمير، بل بعد ما قالته له بالتأكيد أصبح مدمر نفسيًا،و هرول لخارج الشقة بل لخارج المنزل بأكلمه منذ الصباح الباكر، و لم يعد و قد تعدي الوقت منتصف الليل مما جعل والده يتصاعد غضبه لأضعاف مضاعفة و لم يتوقف عن الشجار مع جميع من بالمنزل.. 


"اتصلي بيه يا رقية قوليله أبوك حالف لو مجتش  حالاً ليخرج يبلغ عنك".. 

كان هذا صوت "عبد الحميد" الذي يدور حول نفسه وخلفه زوجته تحاول تهدئته بكافة الطرق متمتمة.. 

"استهدي بالله يا عبد الحميد.. الواد كان خارج الصبح مش شايف قدامه، و الدمعة هتفر من عينه بعد القلم اللي انت ادتهوله".. 


" لا إله إلا الله ".. همس بها" عبد الحميد" بسره، و من ثم تحدث و هو يصطك على أسنانه بعنف.. 

أنتي مش شايفة الجو قالب إزاي و مش مبطل مطر و رعد و برق..الناس كلها مكنونه في بيوتها، و ابنك قاعد عند الصيع الحشاشين اللي اتلم عليهم لحد دلوقتي بيعمل ايييه؟!".. 


اقتربت "آية" من والدها وقفت بجواره، و امسكت يده تجذبه نحو شقتهم برفق مغمغمة.. 

" يا بابا تعالي بس نقعد جوه من البرد دا و إسلام زمانه جاي ان شاءالله ".. 


نظر لها" عبد الحميد " نظرة يملؤها الآسي، و تحدث بصوت متعب قائلاً.. 

"مش هيجيلي قلب أقعد أنا في الدفي، و اخوكي لسه برة البيت في التلج دا يا آية".. 


جملته جعلت "رقية" الواقفة مستندة على باب شقتها اجهشت ببكاء مرير، و حتي" مني" أيضًا لم تتوقف عن البكاء خاصةً حين تابع" عبد الحميد" بقلة حيلة قائلاً.. 

"طيب كلموه خلوه يجي بس و أنا هرضيه و أطيب خاطره على القلم اللي ادتهوله، و أبوس راسه كمان قدامك يا رقية يا بنتي.. بس يرجع يبات في فرشته بدري مره علشان أقدر أنا أغمض عيني شوية وأنا مطمن انه نايم في فرشته".. 


ساد الصمت للحظات يقطعه صوت بكاء الجميع، بينما "عبد الحميد " يجاهد لكبح عبراته، بقلب ملتاع على وحيده و ما وصل إليه.. 


" والله عماله اتصل بيه يا عبدو أنا و أخته وبيكنسل علينا مش عايز يرد".. أردفت بها" مني" بأسف.. 

نظر" عبد الحميد " لزوجة إبنه و تحدث و هو يخرج زفرة نزقة من صدره.. 

"هيرد على مراته.. اتصلي أنتي بيه يا رقية يا بنتي.. مدام البيه لا بيرد عليا ولا على أمه ولا أخته ".. 


بيد مرتجفه أمسكت" رقية" هاتفها، و طلبت رقم زوجها و هي تقول بتقطع من بين شهقاتها...

"حاضر يا عمي.. هكلمه"..

........................................ الحمد لله 🥀......... 

.."إسلام".. 


كان بحالة لا يرثي لها بعدما تناول كمية كبيرة من الخمر، و الحبوب المخدرة جعلته يتصرف بلا وعي، يضحك بقوة، يبكي بنحيب بآن واحد، يرقص، يغني، يصرخ صرخات نابعة من جرح قلبه النازف تشق سكون الليل.. 


"أنت أفورت أوي ياض يا إسلام وقعتك سودة".. 

تفوه بها "سعد" و هو يزيح من على فمه زجاجة الخمر الذي يتناولها "إسلام" على مرة واحده، 

جحظت أعين "سعد" و تابع بتعجب قائلاً.. 

"أنت يا متشربش خالص.. يأما تبلبع و تطينها على الأخر.. أيه عايز تموت مننا أوفر دوس!!!"..


" ياريت".. همس بها" إسلام " من بين ضحكاته، وعينيه تفيض بالدمع دون بكاء.. 


رنين هاتفه بنغمة زوجته الخاصة جعلته يهب واقفًا بصعوبة بالغة، و يسير نحو الشرفة بخطي مترنجحة، و ضغط زر الفتح بلهفة مغمغمًا.. 

" رقية.. عايزة تطلقي مني يا رقية.. عايزه تسبيني".. 


أستمع لصوت نحيبها، و تأوهت بأسمه بنبرة راجية حين أدركت تعاطي شيئًا قائلة.. 

"إسلام.. تعالي البيت.. كلنا قلقانين عليك".. 


"عايزاني اجي ليه.. أوعى تقولي إنك خايفة عليا؟!".. 

خرج صوته المتقطع يكسوه الحزن، و بغضب صرخ مكملاً..

"مش هاجي، و اطمني هتخلصي مني بس مش هطلقك يا رقية.. لا هخليكي أرملة.. علشان أنا مش هقدر أعيش من غيرك".. 


بكي بقوة و تابع بصوت يملؤه الحسرة.. 

" أنا عايش أصلاً لحد دلوقتي بيكي،و عملت كل اللي عملته دا عشانك أنتي و ابننا.. كنت عايزك تكملي تعليمك و مخليش حاجة نقصاكم و أجبلك كل اللي بتحلمي بيه.. بس معرفش أن كل دا هيحصل، و إني هخسر كل حاجة بسبب القرض اللي عملته.. أنتي كان عندك حق.. فلوس القروض و الربا بيخرب البيوت، وبيتنا اتخرب يا رقية".. 


لهنا و انفجرت "رقية" ببكاء شديد أوشك على الانهيار، وهي تستمع لكلماته الحادة التي قطعت نياط قلبها على حين غرة،تهاوت قدميها و أوشكت على السقوط أرضًا، لتهرول" آية، مني" نحوها و أسندوها بلهفة، و هما يبكيان لبكائها.. 


بينما تناول "عبد الحميد" الهاتف من يدها، متمتم بجدية مصطنعه حاول بها تلطيف الأجواء.. 

"واد يا إسلام أنت قولت ايه لمراتك زعلها أوي كده..خف نفسك و تعالي أوام علشان ترضيها".. 


"مش هاجي يا عبد الحميد ".. قالها "إسلام" بغضب عارم جعل الصدمة تعتلي ملامح والده حين وصل لسمعه صوته الذي يدل على أنه مخمور.. 

فهمس "عبد الحميد" بذهول.. "أنت سكران يا إسلام؟!!".. 


" ملكش فيه؟! ".. 

قطع حديثه والده حين صاح بوعيد، و نبرة محذرة لا تقبل الجدال.. 

" الله في سماه لو مجتش البيت حالاً لكون مبلغ عندك أنت و المجرمين اللي سهران بتسكر معاهم و اخلي البوليس يلمكم في بوكس واحد".. 


صعق" إسلام " من جملة والده لتي أيقظت وحشه الكامن، و بهدوء ما قبل العاصفة قال.. 

"تبلغ عني؟!.. عايز تسجني يا عبد الحميد".. 


"قدامك عشر دقايق، و تكون قدامي هنا، وإلا هتلاقي البوليس فوق دماغكم".. 

قالها" عبد الحميد " قبل أن يغلق الهاتف بوجهه، نظر لزوجته و تحدث بدهشة قائلاً.. 

"ابنك صوته شارب يا مني!!.. إبنك اللي عمره ما شرب سجارة بيكلمني، و هو سكران، و بيقولي يا عبد الحميد حاف كده.. نسي أني أبوه ".. 


وضع كف يده على جبهته يدلكه برفق لعله يكون بإحدى كوابيسه ويفيق منها، و لكن وبكل أسف هذا واقع مرير، و ابتلاء قوي أصابه بوحيده.. 


أخذ نفس عميق، و تحدث بصرامة قائلاً.. 

" آية يله على اوضتك، و أنتي يا رقية يا بنتي ادخلي شقتك".. 

وزع نظرته بينها وبين زوجة ابنه و تابع بأمر قائلاً.. 

"و مهما يحصل مش عايز اشوف واحده منكم لما يجي إسلام.. مش عايزكم تشوفوه و هو بالمنظر دا لحد ما نفوقه أنا و أمه".. 

...................................الله أكبر 🥀.... 

أشتعلت أعين" إسلام " بنيران غضب حارقة جعلت عروقه تبرز بخطورة، و ركض بخطوات متعسرة للخارج متجه نحو منزله، و هو يحدث نفسه بذهول قارب للجنون.. 

" عايز تبلغ عني.. حصلت كمان عايز تسجني يا عبد الحميد ".. 


أخذ الطريق بأكمله يركض تحت الأمطار الغزيرة المنهمرة فوقه، و لكن دموع عينيه فاقتها غزاره بعدما تأكد انه ضل طريقة و وصل لنهايته.. 


دقائق معدودة، و كان يخطو لداخل المنزل و من ثم لشقه والده ارتمي بثقل جسده على الحائط لوهلة يلتقط أنفاسه ، و من ثم طرق على الباب بكلتا يديه مردداً.. 

" افتح يا عبد الحميد.. افتح أنا مش هحلك الليله دي".. 

..................................لا حول ولا قوة الا بالله 🥀.... 

"رقية".. 


كانت منفصلة عن العالم أجمع بعدما وقفت بين يدي الله، تصلي بخشوع، تناجي ربها و تدعوا لزوجها من أعماق قلبها أن يلهمه ربه الصواب، 


شعرت بسكينة و راحة تغزو قسماتها، و إزاح همها عن صدرها بعدما أيقنت أن كل ما تمر به الآن هو إختبار لها و عزمت على أجتيازه بنجاح مهما كلف منها الأمر.. 


"الحمد لله على كل حال".. غمغمت بها "رقية" بسرها و أمسكت مصحفها، و جلست بجوار صغيرها النائم بعمق، و أخذت تتلو ما تيسر من القرآن الكريم ويدها تمسد على رأسه و جسده تمده بالدفء و الأمان.. 


و لكن؟!.. 


صوت صرخات حماتها المرتعدة تردد بهلع قائلة.. 

"اهربي يا آية اخوكي هيموتنا؟ ".. 

هرولت "رقية" نحو باب شقتها فتحته بفزع، ليسقط قلبها أرضًا حين لمحت أخت زوجها تركض بوهن تاركة أثار دمائها بكل خطوة تخطوها.. 


"آية بتجري راحة فين.. أيه اللي حصل؟!".. 

تفوهت بها "رقية" و هي تركض نحو شقة حماتها،لتصعق من هول ما رأت، حتي أنها كاد أن يتوقف قلبها من شدة الصدمة، بل الكارثة التي فعلها زوجها بعائلته.. 


"إسلام".. صرخت بها "رقية" صرخة مدوية جعلت زوجها يسترد وعيه فور رؤيتها، جحظت عينيه بهلع و هو يدرك حجم الخطأ الفادح الذي فعله بحق والديه الملقيان أرضًا غارقان بدمائهما.. 


هنا ظن أنه كتب نهايته بيده فنظر لزوجته نظره يملؤها الندم، و انهمرت عبراته على خديه هامسًا بصوت متقطع من بين شهقاته العالية.. 

"أنا آسف.. آسف يا رقية سامحيني" .. 


أنهى جملته، و وجهه السكين نحو قلبه، أغلق عينيه، و أخذ نفس عميق و هم بطعن نفسه بكل قوته طعنه نافذة ستزهق روحه في الحال إلا أن صوت والدته أوقفه حين همست بضعف و صعوبة بالغة قائلة.. 

"لا يا ضنايا.. متشقش قلبي يا أبني".. 


هنا استجمعت" رقية" شتات نفسها، و ركضت نحو حماها جثت على ركبتيها أرضًا جواره، وضعت يدها على رقبته تتحسس نبضاته البطيئة أسفل أصابعها،و خلعت حجابها و قامت بربطه بقوه حول صدره لتمنع تدفق الدماء، و من ثم سارت زحفاً نحو حماتها التي تجاهد حتي لا تفقد وعيها، و خلعت عنها حجابها و عقدته حول جرحها أيضًا بأحكام أمام أعين زوجها المنذهلة، 


و بلمح البصر كانت انتفضت واقفة و اقتربت من زوجها خطفت منه السكين، و جذبته من ياقة قميصة عليها حتي تلامست أنفهما، و نظرت لعينيه بغضب عارم، و تحدثت بشراسة قائلة.. 

"أتحرك حالاً يا إسلام وشوف مفاتيح عربية أبوك فين وخرجها من الجراج خلينا نلحقهم.. مش هسيبك تروح مني، و تدمر نفسك أكتر من كده.".. 

..................................لا حول ولا قوة الا بالله 🥀... 

"أيه اللي جابك من الطريق دا؟!".. 

أردف بها "نور" بتعجب و هو يسير بجوار شقيقه بسيارته، بينما" نوح" يقود الدراجة البخارية بتراوي، و حرص.. 


" مش عارف يا نور أيه اللي جابني هنا"..

قالها" نوح" بدهشة و هو ينظر للطريق من حوله، وتابع محدثاً نفسه.. 

"زي ما أكون الطريق بيوديني لحاجة مش عارف ايه هي؟!".. 


توقف عن الحديث، و عن القيادة أيضًا حين وجد فتاة ظهرت من العدم و توقفت أمامه بمنتصف الطريق.. 


انتهي الفصل.. 

هستني رأيكم يا حبايبي ولو التفاعل حلو هنزل حلقة كمان في السهرة بأمرالله.. 

واستغفرو لعلها ساعة استجابة..


الفصل الخامس..

إنذار بالقتل..

✍️نسمة مالك ✍️..


حبايبي النوفيلا دي مهمة جداً بالنسبالي فهطلب منكم كل اللي يقرأ الحلقة وتعجبه يعمل ريفيو وينزله على الجروب علشان اللي لسه مقراش النوفيلا يتشجع ويقراها.. 


اسبكم مع الحلقة.. 


وكأن للقدر رأي أخر أو ربما رأف بقلب "عبد الحميد" و زوجته بعد ما فعله بهما وحيدهما، رغم أن تصرفه الخاطئ و عدم احتوائه لابنه في كربه الشديد إحدي الأسباب الرئيسية لما وصل إليه.. 


الطريق كان خالي و مفتوح أمام "إسلام" الذي يقود بأعلي سرعة ممكنة، يود لو يسبق الرياح أو يعود به الزمن حتي لا يرتكب فعلته الحمقاء هذه بحق والديه، 


بعدما قام بحمل والده ووالدته الغارقان بدمائهما بمنتهي الحرص، تجلس بجواره زوجته حاملة صغيرهما النائم و تتحدث بحدة و قوة زائفة تخفي بها خوفها.. 

"إسلام اسمعني كويس علشان كلامنا يبقي واحد لما يسألونا في المستشفى مين عمل فيهم كده هنقول هجم على البيت حرامي، و أنت كنت بره و أنا كلمتك لما سمعت صريخ آية أختك اللي جريت من الحرامي في الشارع ".. 


بكي "إسلام" عند ذكر اسم شقيقته و بحسرة يغلفها الندم همس قائلاً.. 

"آية!!.. هي فين آية يا رقية".. 


" هنلاقيها بحول الله وقوته هنلاقيها يا إسلام.. أنت وصلنا للمستشفي و روح دور عليها، و أنا هفضل مع بابا وماما على ما ترجع بيها ".. 

أردفت بها" رقية" بثقة عمياء ويقين بالله .. 


خلال دقائق معدودة كان يقف أمام أقرب مستشفى ، بل خطي بالسيارة حتي توقف أمام باب إستقبال الحوادث مباشرةً، اندفعت "رقية" خارج السيارة تصرخ بعويل شق سكون الليل و أيقظ جميع العالمين الذين تأهبوا حين وصل لسمعهم صرخاتها تردد بتوسل.. 

"حد يلحقنا ابوس أيديكم".. 


لحسن الحظ أن قسم الإستقبال كان خالي من المرضي، لا يوجد سوي الأطباء وطاقم التمريض الذين تجمعوا حولهم بلهفة يفحصون "عبد الحميد" و زوجته أمام أعين "إسلام" الباكية..

 

"حضروا العمليات بسرعة".. 

نطق بها إحدي الأطباء بأمر و هو يدفع السرير المستلقي عليه عبد الحميد، و طبيب أخر توجهه بسرير مني نحو غرفة العمليات.. 


"يله يا إسلام روح دور على أختك".. 

قالتها "رقية" وهي تدفعه برفق للخارج، بينما تحرك "إسلام" على مضض و عينيه معلقة بوالديه حتي اختفوا عن نظره.. 


نظر لزوجته لبرهةٍ يستجديها بنظرته أن لا تتركه، هو الآن ضائع بكل ما تحمل الكلمة من معني، تفهمت زوجته نظرته هذه فلم تستطيع كبح عبرتها، لهنا ارتمت داخل حضنه هي وصغيرها تضمه لها بكل قوتها وهي تحيط عنقه بذراعها، و انفجرت باكية وقد تحولت شهقاتها إلى نحيب عالِ.. 


انحني "إسلام" إليها كي يستقبل حضنها الدفيء بينما هي كانت تهمس داخل أذنه بحرارة متعثرة من بين نحيبها.. 

"مش هسيبك.. والله ما هسيبك يا حبيبي متخفش أنا معاك و في ضهرك لحد ما نعدي من المحنة دي سوا".. 


تشبثت أصابع "إسلام" بظهرها بقوة، و أخذ نفس عميق ملأ رئتيه برئحتها مردداً.. 

"هدور على آية و هرجعلك بيها بعون الله".. 


ابتعدت برأسها عنه بضعة انشات حتي تتمكن من النظر بعينيه، و حركت رأسها له بالايجاب.. 

" هترجع تلاقيني.. اطمن"..


طبع" إسلام " قبلة مطولة فوق جبينها، و هرول راكضًا لخارج المستشفى، استقل سيارته و تحرك بها هذه المرة بسرعة جنونية و عينيه تدور بالطريق بحثًا عن شقيقته الوحيده.. 

.......................................... سبحان الله 🥀....... 

.. "نوح".. 

لمح شخص يقف بمنتصف الطريق المظلم، كانت الأمطار تنهمر بغزارة أمام عينيه فلم يتمكن من تحديد هوية ذلك الواقف في الظلام حتي اقترب منه، و ساعده ضوء دراجته على رؤيته.. 


جحظت عينيه بصدمة عندما وجد فتاة في حالة مزرية ثيابها ملطخة بالوحل دليل على أنها سقطت مرات ومرات، حتي وجهها ملطخ أيضًا أخفي ملامحها الفاتنة.. 


"متنزلش يا نوح.. دي أكيد حركة من عيال صيع علشان يقلبوا الناس على الطريق".. 

قالها "نور" شقيقة الذي صف سيارته بجوار دراجة "نوح".. 


لم يستمع "نوح" لحديثه و هبط من فوق دراجته، و سار نحو "آية" و هو يتأمل هيئتها بنظرات منذهلة، كانت "آية" ترتدي إحدي منامتها الشتوية، حافية القدمين،شعرها الأسود تقطر منه المياه مختلطة بدموعها التي تنهمر على وجنتيها.. 


"أهدي.. متخفيش أنا مش هأذيكي"..

قالها "نوح" و هو يقترب منها خطوة تلو الأخرى بحذر، بينما "آية" تسمرت محلها لا تقوى على فعل أي شيء سوي البكاء بضعف و قلة حيلة..


كان الذعر ظاهر على ملامحها المجهدة بوضوح، جسدها ينتفض بقوة مما دفع "نوح" لخلع معطفه الجلدي على الفور حتي يلبسها إياه، و لكنها ارتعدت أكثر بفعلته هذه، و هرولت بوهن مبتعدة عنه،


فنزلقت قدمها و كادت أن تسقط على وجهها أرضًا للمرة التي لا تعلم عددها، و لكن يده التي قبضت على ذراعها برفق منعتها من السقوط، و تحدث بنبرته الهادئة وهو يضع معطفه حول كتفيها مغمغمًا ..

" أنا عايز أساعدك.. متخفيش مني"..


ضوء سيارة مسرعة تسير عكس إتجاه الطريق الواقفين عليه تقترب منهما جعلت "نوح" يحملها من خصرها بلمح البصر و ركض بها على جانب الطريق، بينما توقفت السيارة على اخر لحظة قبل ان تصتدم بدراجة "نوح" و دوي صوت "إسلام" صارخًا بلهفة حين لمح شقيقته داخل حضن رجل غريب... 

"شيل أيدك من عليها ".. 


صوته جعل "آية" ترتجف بعنف بين ذراعي "نوح" و دون إرادتها تمسكت بكنزته بقبضة يدها و همست بصوت مرتعش قائله.. 

"خبيني منه.. هيموتني زيهم".. 


"متخفيش.. مش هسيبك".. قالها "نوح" وهو ينزلها و يدفعها برفق حتي أصبحت خلف ظهره و وقف أمامها كالسد المنيع، اخذ وضع الهجوم لمعركة دامية.. 


انتهي الفصل.. 

واستغفرو لعلها ساعة استجابة..

بداية الروايه من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close