expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

حين تخرج أسرار البيت خارج عتبته بقلم ريم السيد كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات



حين تخرج أسرار البيت خارج عتبته

 طُلقت صديقتي بعد سنواتٍ ثلاثة من زواجها من رجلٍ أحبته بكل ما أوتيت من حب ، ويوم سألتها قالت :


بعد زواجنا بأيام قررنا السفر لمصيف فلازلنا في بداية زواجنا حالنا كحال الكثيرين لكن ! ... لكنه ذهب قُبيل سفرنا لبيت أهله وعاد وقد ألغى فكرة السفر تمامًا وحين سألته قال :


-من الأفضل أن نستغل هذا المال في شيءٍ آخر .

-مثل ماذا ؟

-لا أعلم تحديدًا الآن لكن علينا أن نلغي الفكرة الآن .


وحاول إقناعي بالمزيد من الحجج التي لم أصدق ولم أقتنع بأي منها لكن تماثلت الهدوء لتمر المشكلة شدة استيائي . 


فاتفقت معه بعدها أن نذهب في يوم لزيارة إحدى دور الأيتام ونشتري الكثير من الملابس والألعاب فهذا سيجعل روحي عامرة بالفرحة وأشعر أن مال تلك السفرة سيكون في مُتعة أفضل ، تحمس كثيرًا للفكرة وبالفعل اتفقنا على النزول للشراء في اليوم التالي مساءً لكن ! 


لكنه أيضًا ذهب لعندهم وجاء وقد ألغى الفكرة قائلًا :

-يقول أبي أن ندخر المال لشيء أفضل .


-أفضل من الخير ؟


ابتلع ريقه وحاول إقناعي من جديد :

-لا يقصد في شيء آخر ، المهم لا عليكِ من هذا في الغد مدعوان على الغداء عندهم .


تشاجرت معه حينها لضيقي الشديد من تصرفه ومحاولاتي المستمرة أن تكون قراراتنا من داخل بيتنا خاصة وأنها تخصنا نحن ، لكنه لم يقتنع أبدًا واتهمني أني أريده أن يعق أهله بعدم الامتثال لأوامرهم ! 


في اليوم التالي لم أشأ أن تكبر المشكلة وذهبت معه للغداء ، ليقول والده بينما نأكل :

-لسنا غرباء عنكم ويجب أن نتخذ القرارات سوية وهذا لا يستحق أبدًا أن يحدث شجار مثل ذاك الذي حدث بالأمس .


لم أستطع الرد فقد أخبرهم حتى عن شجارنا عن كل كلمة قلتها وقالها ! ، نظرت إليه بعتاب شديد لكنه لم يكترث أبدًا ونظر لوالده مؤيدًا وحوّل موضوع الجلسة لمزاح ونقاشات في أمور أخرى . 


عدت لبيتي ليلتها أبكي وفقدت الثقة تمامًا به فلو عاتبته بما في قلبي لأسرع يُخبرهم ! أي حياة هذه التي أعيشها وأي رجل هذا الذي يُخرج كل أسرار بيتنا خارج عتبة بابنا ، لكن وكعادتنا نحن النساء حاولت تدارك الموقف وربما تُغير الأيام من طبعه ويُصبح لنا حياة لنا فيها قرارات مُستقرة على الأقل فيما يخصنا ، لم يكن لدي أي مانع أن نُشاركهم أخبارنا وقرارتنا بدافع الحب وخبرتهم لكن كانت المشكلة أنهم هم من يقررون عنا كل شيء حتى أني عرفت بعدها أن والده أخذ منه ذاك المال حتى يُقرر هو ماذا سيفعل به ؟ ، كل خطوة يجب أن يتم حسابها من قِبلهم ، مرة نتفق أن نذهب للعشاء في مطعم مُعين فيخبرني مساءً أن المطعم ليس لذيذ فقد أخبرته أخته الكبرى أن ذاك المطعم رديء رغم أني جربته وقد كان رائع فينشب بيننا خلاف لأنه أخبرها ، مرةً نتفق على شراء هاتفٍ مُعين وفي اليوم التالي أرى أخته الصغرى تُحدثني عن عيوب الهاتف وأن الهاتف الذي أمتلكه لازال بحالة جيدة ولا داعي لشراء الجديد ، كانت كل صغيرة وكبيرة مُتاحة للجميع فسئمت الحديث معه في شيء لأني أعرف في النهاية أنه سيصل صداه لمكان آخر ، صارت الحياة شديدة الملل بيننا وانعدمت ثقتي فيه وما أصبحت أراه رجل يُمكنه اتخاذ أي قرار لحياتنا ، ويوم أخبرته بإرادتي الإنفصال وترك البيت وذهب ، اتصل والده يُخبرني أنه مُستعد وابنه لتلك الإجراءات ! 


ثم تنهدت صديقتي باكية وقالت : 


-كنت دائمًا أنتظر أن يكون صاحب القرار في حياتنا ! ، نضب حبه في قلبي وأنا أنتظر ، انطفأت اللهفة في عيني وأنا أنتظر أن يتخذ قرارًا واحدًا دون أن يتدخل الجميع ، رغم أن أخواته لكلٍ منهما بيت مستقل لا أحد يعرف عنهما شيء لكن كنا وحدنا أصحاب البيت المُشاع للجميع فافترقنا وقد كان صاحب القرار والده أيضًا !#ريم_السيد 


للأسف حين تخرج أسرار البيت خارج عتبته ويتدخل كل من هي ودب في كل صغيرة وكبيرة في حياة الزوجين تُصبح الحياة صعبة جدًا وسُرعان مايحل الخراب والفراق بعد أن ينضب الحب والوصال . 

بقلم / ريم السيد 

لا أحلل نسخ النص دون اسمي ككاتبة 💚 بقلمي Reem Elsayed

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close