expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

أصبحت خادمة لزوجي البارت الحادي عشر حتي البارت العشرون كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

 


 أصبحت خادمة لزوجي

البارت الحادي عشر حتي البارت العشرون


<<<<< أتمني لكمم قراءة ممتعة >>>>>

---------------------------------------------------------

----------<<<<< بعد مرور عدة أيام >>>>------------

     <<<<< في أحد الأحياء السكنية الراقيه >>>>>

---------------------------------------------------------

في منتصف الليل تقريباً نجد فتاة متبرجة ترتدي ملابس فاضحه تنزل من سياره فخمه ثم تدخل بنايه كبيره متعددة الطوابق لا تزال حديثة البناء....وعندما تقف أمام المصعد تجد ورقه مكتوب بها أن المصعد معطل فتسب بأبشع الشتائم كما لو كانت شاباً مجرداً من الأخلاق....فتضطر للصعود علي الدرج....ولكن أثناء صعودها تجدها غير متوازنه وتترنح في مشيتها....لابد من أنها مخموره....وأسفاه علي تلك الشابات اللاتي يضعين أنفسهن بالسُكر والسعي وراء الشهوات....وما أكثرهن في هذه الأيام....ولكن دعونا من هذا ولنستكمل حديثنا عن تلك التي ظلت تصعد إلي ان وصلت للدور الثالث ثم وقفت أمام الشقه التي تحمل رقم(6) فأخرجت المفاتيح وحاولت فتحها....وتظل تُدخل وتُخرج المفتاح لعدة مرات ثم تتنبه أخيراً أنها ليست شقتها بل وأيضاً هذا ليس الطابق الذي توجد به....لقد إختلط عليها الأمر فشقتها تقع في الطابق العلوي وتحمل رقم(9)....وبمجرد أن انسحبت وصعدت الدرج....نجد باب تلك الشقه يُفتح ويخرج منها شاباً ينظر يمينه ويساره ثم يدخل مجدداً ويغلق الباب خلفه ويقول : العماره دي مسكونه ولا ايه ي بني . 


حمزة بإقتضاب : ليه ؟! 


حازم : كل ماجيلك هنا أسمع حد بيحاول يفتح الباب ولما أروح أشوف مين مالقيش حد....حتي العماره اللي انت ساكن فيها غريبه زيك بالظبط . 


حمزة بضيق : حازم أنا مش فايق لكلامك دا دلوقتي....ولما هي مش عجباك ايه اللي جابك . 


حازم وهو يتجه ناحية الباب: طب تصدق انا غلطان اني جاي اطمن عليك....وعشان اريحك همشي واسيبهالك . 


حمزة وهو يمسكه من يده : استني بس ي حازم....إنت عارف إني متعصب وقولتيلك ماترخمش عليا وإنت برضو مصمم تضايقني . 


حازم : امرك عجيب والله....يعني انت لا طايقني اقعد معاك ولا عايزني امشي....اخلص ي حمزة وقول ايه اللي مغيرك كده ومشقلب حالك بقالك كام يوم . 


حمزة بحده : مالكش دعوه....واتفضل اقعد بقي . 


حازم : مش انا ماليش دعوه طب مش قاعد....وابقي قابلني لو عدت اجيلك . 


حمزة بضيق : عشان خاطري ي حازم انا ماليش مزاج اقولك دلوقتي....فماتتغطش عليا . 


حازم : حاضر ي عم اللي تشوفه....ثم جلس بجانبه ثانية....وقال : وادي قعده....اما نشوف اخرك ي استاذ حمزة . 


لكن الأخر تجاهل كلامه وقال : حازم؟!....هوا انا معقد؟! 


حازم بإستغراب : ايه اللي خلاك تسأل سؤال زي دا ؟! 


حمزة : ماتجاوبش ع السؤال بسؤال....واخلص . 


حازم : بص ي حمزة إنت عشان صاحبي فأنا عارفك وفاهمك كويس....لكن بصراحه ي صاحبي إنت طباعك صعبه ومش اي حد يستحملها فعشان كده ممكن الناس يفكروك معقد....بس إنت من إمته يعني بيهمك رأي حد....ما إحنا ياما قولنالك غير من نفسك وإنت ولا هنا . 


حمزة بتهكم : يعني الحمدلله طلعت معقد....ثم أكمل : طب هسألك سؤال وجاوبني بصراحه....بس ماتسألش ف حاجه . 


أومأ حازم برأسه وقال : استر ي رب....اشجيني . 


حمزة بتردد : لو أنا وجواد أخويا متقدمين لنفس البنت....من رأيك إنت البنت ممكن تختار مين . 


حازم : مع إن السؤال غريب ومش فاهم قصدك بيه ايه بس هقولك رأيي....أكيد مش هتختارك....عارف ليه....لأن أي بنت بتحب الراجل الحنين اللي يخاف عليها ويحبها ويكون سندها....وعمرها أبداً ما هتختار رجل عصبي وايده سابقه لسانه زيك كده....ولا قاسي ومابيهموش مشاعر حد....دا حتي إنت ي أخي جبروتك مارحمش البنت الغلبانه اللي بتشتغل عندكم ومارجعتش عنها غير لما طردتها....واحده غير حسناء كانت وقفتك عند حدك من اول يوم لكن عشان مابتعرفش تدافع عن نفسها وبتخاف منك سوقت فيها واستضعفتها اكتر....ودي واحده بتشتغل عندكم بس فما بالك بقي لو كانت مراتك هتعمل فيها ايه . 


وبمجرد أن سمع حمزة إسمها حتي هب واقفاً من مقعده وهو يقول بعصبيه : ايه اللي دخل سيرة البت دي ف اللي انا بقولهولك....قولتيلك ميت مره ماتجبليش سيرة البت دي....وبعدين دي واحده****و******تستاهل كل اللي عملته فيها . 


حازم : حرام عليك....كانت عملتلك ايه يعني عشان تتكلم عليها كده وتشتمها بالطريقه دي....ما تحترم نفسك بقي....انت يعني لو عندك اخوات بنات كنت هترضي حد يتكلم عليهم بالطريقه اللي بتتكلم بيها علي بنات الناس دي . 


حمزة بصوت جهوري : أنا اختي لو كانت ******زيها كده كنت قتلتها....لكن دي واحده شمال مالهاش حد يربيها . 


حازم : دا انت حالتك صعبه خالص....انا مش فاهم ايه اللي بيعصبك كده كل اما اجيبلك سيرتها . 


كاد حمزة أن يتكلم ولكن رن هاتف حازم....وبمجرد ان انهي حازم مكالمته تحدث الي حمزة قائلاً : أنا لازم امشي دلوقتي ي حمزة....عايز حاجه . 


حمزة : ايه ي ابني حصل حاجه ولا ايه . 


حازم : لأ مافيش حاجه....جواد كان بيتصل عشان أروحله لأن هيمشوا كمان شويه....ماتيجي معانا ي حمزة....واهو حتي تطلع من جو الكآبه اللي حاطط نفسك فيه . 


حمزة : لأ روحوا إنتم....اخبار ماما وبابا اي؟ 


حازم : بخير الحمدلله....مش ناوي ترجع البيت بقي....دا طنط هتموت من قلقها عليك....وانت ولا معبر ولا بتسأل عليها وحتي مغير رقمك عشان ماحدش يوصلك....انسان عجيب . 


حمزة بضيق : يلا امشي من هنا ي حازم....دا انت بارد . 


حازم ببرود : حاضر ي عم همشي....بس ماضايقش نفسك كده . 


وبعدما ذهب حازم جلس حمزة يسترجع ما حدث منذ عدة أيام لفتره....ثم يقف بعصبيه ويقول : والله ماهسيبك ي بنت *****ولا هديكي فرصه تعملي اللي ف الدماغك....نفسي بس تقعيلي وانا بقي هربيكي من اول وجديد....وهخلي أيامك كلها سواد....والله لأخليكي تلعني اليوم اللي شوفتينا فيه....بس صبرك عليا....لسالك معايا تكه وهعمل اللي ناويلك عليه . 


------------<<<<< في شقة حسناء >>>>>----------- 


---------------------------------------------------------

نجدها متكئه علي سريرها وممده قدميها وتمسك بإحدي يديها كتاب وباليد الأخري مشروب الشيكولاته الساخن....كانت تقرأ بإندماج وإستمتاع إلي أن سمعت صوت أخيها وهو يتحدث إلي والدته قائلاً : في واحد صاحبي عايز يتجوز حسناء....والولا الصراحه مايتفوتش ومعاه قرشين حلوين....هناخدهم منه ونديهاله....اهو حتي نرتاح منها . 


نعمه : ومين دا ي خويا اللي اتص ف نظره وعايزها . 


مازن : الولا تايسون بتاع المخدرات....مش عارفاه . 


نعمه : ودا طلع من السجن إمته مش كان إتحكم عليه بسبع سنين . 


مازن : هرب....هو دا ليه قدره . 


نعمه : الا صحيح قولي....متجوز كام واحده . 


مازن : متجوز تلاته وحسناء هتبقي الرابعه . 


نعمه : يلا عشان يروقوها....طب حددتوا ميعاد الدخله . 


مازن : ايوه طبعاً....اسبوع كمان كده ولا حاجه . 


نعمه : اعمل حسابك تمضيها علي ورقة التنازل قبل ماتمشي . 


مازن : عيب....ودي حاجه تفوتني برضو....بس ماتجيبلهاش سيره خالص عن العريس....مش هنقولها غير ليليتها....ثم تنبه بأن نور غرفتها مفتوح فقال : النور بتاع اوضتها مفتوح....المصيبه لتكون لسه صايحه . 


نعمه : صاحيه مين ي عم دا بتنام من العشا....وبعدين ما انت عارف انها جبانه وبتخاف من العتمه....وحتي لو سمعت هتعمل ايه يعني....سيبك منها ويلا روح نام . 


أما الأخري فإنكمشت علي نفسها ووضعت رأسها تحت الوساده وظلت تنتحب بقهر....ياالله لقد تعبت أما يكفيني هذا....يريدون بيعي....وليس كذلك فقط بل سيأخذون حقي في بيت أبي....لما كل هذا الظلم....أأنا سيئه لهذه الدرجه التي تجعلهم يريدون التخلص مني....لما أنا مهانه هكذا دائماً؟!....لما يعاملوني وكأنني لعبه مباح العبث بها والتخلص منها متي شائوا....ولكن مهلاً ألست أنتٍ من أتحتي لهم الفرصه....بضعف شخصيتك وقلة حيلتك....فلتتحملي ما قد أوصلتي به نفسك....أنتٍ فقط المسؤله عما أنتٍ فيه....أعرف....ولكن ما العمل الآن....أأترك لهم كل شئ وأذهب....ولكن إلي أين؟....فحتي أنا لأ اعرف ان كان لي أقارب ام لا....أأنتحر وأنهي هذا العذاب....ولكن مهلاً....ماذا تقولي أنتٍ؟!....هل فقدتي عقلك لتفعي هذا؟!....حسناً....حسناً....لقد تراجعت....ولكن أخبريني ما الحل إذاً . 


وبعد ساعه كامله من البكاء والتفكير في طريقه للنجاه....تذكرت منقذها الذي تجده جانبها متي طلبته....الشخص الوحيد الذي يفهمها دون حتي أن تتكلم....فإلتقطت هاتفها واتصلت به ووضعت الهاتف علي أذنها في انتظار الرد....لا يوجد رد....فعاودت الإتصال مراراً وتكراراً....ولكن لا جديد....فهو لازال لا يرد....تُري ماذا هناك....أحل به مكروه....أم أنه في الخارج ونسي هاتفه....وعندما تنبهت إلي أنها في ساعه متأخره من الليل....لامت نفسها كثيراً....فهو بالتأكيد نائم....ومن الممكن أنها ازعجته....لذا قررت التوقف عن مهاتفته ومعاودة الاتصال به غداً....فتركت هاتفها وإنكمشت علي نفسها وظلت تبكي إلي أن نامت حزينه مقهوره خائبة الأمل . 


في صباح اليوم التالي إستقيظت حسناء وصلت الضحي ودعت ربها بتدرع أن ينقذها من براثن هؤلاء الذين يريدون بها السوء....كانت ستتصل علي جواد ولكن تراجعت معلله ذلك بأنه ربما لايزال نائم....فرتبت غرفتها وخرجت لتجد تلك الشمطاء تجلس بالخارج....وبمجرد أن رأتها قالت : اهلاً ي سنيوره....تعالي هنا عيزاكي . 


فذهبت لها حسناء وجلست بجوارها فتحدثت الاخري : اوعي تفتكري ان اللي حصل يوم ما كنا ف الحبس عدي عليا....انا لو ماتكلمتش فدا بمزاجي....من يومها وانا اتأكدت ان مشيك وحش....انتي يعني هتعرفي الاشكال النضيفه دي مين....مش عارفه والله دا بصيلك علي ايه....دا انتي ي بت ماتساويش ف سوق النسوان مليم....والله اخوكي لو عرف هيطين عيشتك ومش بيعيد يقتلك....بس انا مش هقوله عارفه ليه....عشان طلعتي بت جدعه....كنتي ممكن لما الواد الحليوه دا طلعك ماكنتيش سألتي فيا....وعشان كده انا هقف جمبك وهستر عليكي ومش هقول لأخوكي....وهخدك عند دكتور يرجعك بنت بنوت عشان لو اتجوزتي ما تتفضحيش وكل حاجه تتكشف....وساعتها بقي فضيحتك هتبقي بجلاجل....والحاره كلها هتتكلم عندك وهتحطي راسنا ف الطين . 


حسناء بذهول : ايه اللي انتي بتقوليه دا....دكتور ايه دا اللي بتتكلمي عنه . 


نعمه : يابت قولي ماتتكسفيش انا عايزه اداري عليكي . 


حسناء ببكاء : وتتداري عليا ليه وانا اصلاً ماعملتش حاجه غلط . 


نعمه بسخريه : خلاص ي ختي صدقت انك شريفه....الحق عليا....انا اللي كنت عايزه استر عليكي....خلاص غوري ي بت وقومي شوفي اللي وراكي . 


همت حسناء بالذهاب ولكن أوقفتها نعمه وهي تقول : الا انتي ي حلوه ماعدتيش بتروحي الشغل ليه....خلي بالك اخوكي مايعرفش بقاله كام يوم بيرجع متاخر وبيشمي بدري....وعشان تعرفي انا بحبك ازاي مارضتش اقوله . 


حسناء بتلعثم : ماهو....ماهو...اصحاب البيت اللي بشتغل فيه سافروا . 


نعمه : اه قولتيلي....طب انا هبقي اقول لمازن بقي....وامشي انتي دلوقتي . 


اما تلك المسكينه فذهبت لتفعل ماقد اعتادت علي فعله كل يوم....حقاً لقد عجز لساني عن الكلام....ما هذا الذي سمعته لتوي....ألهذه الدرجه وصلت الحقاره بتلك المرأة....كيف لها أن تظن بتلك المنكسره هكذا....أإن كانت تلك هي إبنتك....هل كنتي ستقبلين بأن يرميها أحد بهذا السوء في عرضها....بالتأكيد ستقولين لأ....فهذة طبيعتنا نحن البشر نقبل علي غيرنا ما يستحيل أن نتقبله علي أنفسنا . 


           <<<<< في بيت محمود السائق >>>>>

---------------------------------------------------------

نجد مُني منشغله في إعداد طعام الفطور إلي أن رن جرس الباب.....وعندما عرفت بأن الطارق محمد فتحت وقالت بعبوس : أهلاً بالنصاب....ايه اللي جابك؟!....علي فكره انا زعلانه منك . 


محمد : ليه بس كده....زعلانه مني ليه . 


مُني : استعبط اوي....بقالك اسبوع لا عدت بتيجي ولا حتي بتسأل علينا . 


محمد : والله ي مُني غصب عني....انتم عارفين غلاوتكم عندي قد ايه....وعارفين اني ماقدرش اتأخر عليكم....وهنا تذكر انه لازال يقف امام الباب فأكمل : وبعدين هتفضلي موقفاني قدام الباب كده كتير....دخليني كده عشان عايز اقولكم علي حاجه . 


وبعدما دخل اغلقت مُني الباب وقالت بفضول : عايز تقول ايه ها....انا سمعاك . 


محمد : عمرك ماتتغيري هتفضلي فضوليه طول حياتك....روحي بس نادي لعمي كده الأول . 


مُني بحده : بيصلي . 


كاد محمد ان يتحدث ولكن قاطعه دخول عمه فوقف ليسلم عليه وقال وهو يحتضنه : ازيك ي عمي.... 


محمود : الحمدلله ي ابني والله....انت اللي احوالك عامله ايه . 


محمد : أنا بخير ي عمي الحمدلله....كنت عايز أقول لحضرتك حاجه . 


محمود : إتفضل ي ابني . 


محمد : أنا اتعرض عليا الشغل ف شركة بره ودي بصراحه فرصه كويسه جداً ليا....ومش عايز أضيعها مني....ف أنا جاي آخد رأي حضرتك . 


محمود : طالما ي ابني انت مرتاح للشغل دا وعايز تسافر أنا ماعنديش مانع....لكن إنت نسيت موضوع العروسه اللي كنا رايحنلها انهارده . 


محمد : ما انا بقول نأجل موضوع الجواز دا شويه....لحد مانشوف الدنيا فيها ايه . 


محمود : خلاص ي اللي تشرفه....وربنا يقدملك اللي فيه الخير....طب هتسافر إمته . 


محمد : أنا خلاص جهزت الورق وكل حاجه  فاضل بس الحجز . 


محمود : ربنا ي ابني يقدملك اللي فيه الخير....ويجعلك ف كل خطوه سلامه....إيه رأيك تقعد تاكل معانا.....إنت من زمان ماجيتش....وبعدين عايزين نشبع منك....بما إنك خلاص مسافر . 


مُني : طب يلا بقي تعالي جيب معايا الأكل زي الشاطر كده . 


محمد : حاضر ي أم لسان طويل . 


وبعدما أحضرا الطعام جلسوا جميعاً يتسامرون وهم يأكلون في جو عائلي تملئه المحبة والألفه . 


ويمر النهار سريعاً علي الجميع دون أحداث تذكر....فكل منهم منشغل بما يفعله....حسناء إما أن تحاول الإتصال بجواد ولكن كالعاده لا يوجد رد أو أنها تبكي....أما حمزة فقضي يومه بعدما جاء من العمل بين النوم والتفكير....فتلك أصبحت عادته منذ ذلك اليوم المشئوم .

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇12👇

---------------------------------------------------------

------<<<<< بعد مرور أسبوع >>>>>------

      ❤❤<<<<< في شقة حسناء >>>>>❤❤

---------------------------------------------------------

في تمام الساعه الثانيه بعد منتصف الليل نجدها لازالت متيقظه وتقف باكيه أمام خزانتها وتضع ملابسها بحقيبه صغيره....ماذا تفعل تلك....أستهرب؟!...لا أنا غير مصدقه....ماذا انتي بفعاله ي فتاتي....نعم سأهرب....ألا ترين أن الكل تخلي عني....حتي الذي ظننت بأنه سندي تخلي عني هو الأخر....لا أعرف لما....لقد وعدني بأن يكون بجانبي متي أردته وأن يحميني من شر تلك الذئاب....ولكن ماذا فعلت أنا الآن بكل تلك الوعود....لقد تركني وأنا في إحتياجه....لما خدعني....هل سئم مني ومن مشاكلي....أعرف بأنني دائماً ما أضعه في مواقف هو في غني عنها....لذلك أنا لا ألومه علي تجاهله لي....لأنني أثقلت عليه كثيراً....ولكن من بعد هذه اللحظه لن أطلب منه المساعده مهما كان ومهما حدث لي....سأترك لكم كل شئ وأذهب....لقد سئمت منكم جميعاً....لا أحد يشعر بي....لأحد يفهمني....بل والأسوأ لا أحد يحبني....كم أتمني الآن أن أموت....فالموت أهون عندي مما أنا فيه....لقد أذيتم روحي كثيراً....هل لديكم فكره كم أصبح قلبي مهشماً من الداخل....هل تعرفون كم القهر والإنكسار الذي أشعر به....ولكن ماذا أقول....فمن أنا لينتبه لي أحد....فأنا لست ضمن إهتمامكم....لست أطمح بالكثير....فكل ما أريده هو مساحه صغيره لي من حياتكم....حبكم....تفكيركم....فهذا يكفي....وانا راضيه بذلك . 


ولكن للأسف حتي تلك الأمنيه بالرغم من ضآلتها حرمتوني منها هي الاخري....كم أتمني أن أشعر بأن احدهم يحبني حقاً....أن أشعر في جاره بالأمان....الذي أفتقده دوماً....أنسيتي نفسك أم ماذا....يبدو أنك تماديتي في أحلامك....لقد أغُلقت كل السُبل أمامي....ولم يبقي لي خياراً سوي ترك هذا المنزل....تمهلي ي حسناء....فلأين ستذهبين في تلك الساعه المتأخره....لا أعرف....ولكن لن أتراجع مهما حدث....لقد حان الوقت لكي أواجه مشاكلي بمفردي....لن أعتمد علي أحد بعد الآن....فجميعهم مذيفون ي عزيزتي . 


وبعدما إنتهت من إعداد حقيبتها وأخذ كل ما يتعلق بها....سارت إلي خارج غرفتها علي أطراف أصابعها إلي أن أصبحت أمام الباب....وهنا سمعت صوت خطوات أحدهم بالخارج....يبدو أنه أخيها....فتراجعت سريعا إلي غرفتها وأخفت حقيبها ثم نامت وكأن شئ لم يحدث . 


أما الأخر فقد أحس بحركه خفيفه في الداخل....ففتح الباب سريعاً وأخد يفتش البيت حجره حجره....فظنونه أوحت له بأن تلك الحركه ربما تكون لسارق اقتحم المنزل....وبعد جوله دقيقه في المنزل تأكد بعدم وجود شئ يدعو للقلق....ذهب لغرفته . 


كانت حسناء تكاد تموت رعباً....لقد ظنت بأنها ستُكشف....وبذلك تكون قد كتبت سطور النهايه بنفسها....ولكن الله أراد مساعدتها والوقوف جانبها . 


ظلت هكذا تدعي النوم لفتره....ثم خرجت ثانية ولكن تلك المره ذهبت لتطمئن بأنه قد نام....وبمجرد أن تأكدت من نومه....توجهت إلي غرفتها وأخذت حقيبتها وسارت علي أطراف أصابعها وصولاً إلي الباب ومن ثم إلي خارج البنايه بأكملها....وهنا بدأت حيرتها فإلي أين ستذهب....ماذا؟!....ألا تعرفين وجهتك؟!....اذاً لما هربتي....ماذا كنتي تريدني أن أفعل....الهروب هو الخيار الوحيد امامي....أعندك حل آخر....هيا أخبريني....لما لا تجيبي....لقد باعني الجميع....لقد تخلوا عني....فإن بقيت أو ذهبت ففي كلتا الحالتين قد ضاع مستقبلي....ولكن الهروب عندي أهون من الزواج بذلك البلطجي تاجر المخدرات....ولكم أن تتخيلوا كم الإشمئزاز والقرف الذي أشعر به كلما تذكرته أو ذكرت اسمه....لقد حسمت أمري وإنتهي . 


وظلت تسير تلك الهاربه إلي أن خرجت من الحاره وأصبحت عند موقف السيارات....وبالطبع وجدته فارغ تماماً....ولكن قررت الإنتظار....وبالفعل ظلت متيقظه إلي أن أتت واحده....وبمجرد أن صعدتها حتي بدأت بالتفكير في السؤال الذي يشغلها....ألا وهو....إلي أين سأذهب....حتي أنه من كثرة التفكير ضرب رأسها صداع عنيف جعلها غير قادره علي فتح عينيها....وبعد محاولات فاشله في المقاومه....إستسلمت أخيرا لرغبتها في النوم....فأسندت رأسها علي الزجاج وذهبت في سبات عميق إلي أن إستيقظت علي لمسات أحدهم لجسدها . 


فإنتفضت من نومتها ونظرت لذلك المتحرش بنظرات ساخطه محتقره لكي يتوقف ولكن ذلك المتجبح لم يكف عن لمسها....وما كان منها إلا أن أوقفت السياره علي الفور ونزلت منها....كان جسدها يرتعش بشده كما أن دموعها كانت تنزل دون توقف....لما تبكي الآن....فهذا شئ متوقع....يجب ان تعتادي عليه....ألست أنتٍ من اخترتي هذا....فلتتحملي....ماذا كنتي تتوقعي من هذا العالم المليئ بالذئاب....أكنتي تعتقدي بأنه يسيحتضنك ويربت عليكي....لا ي عزيزتي....الحياه ليست ورديه كما تتصورين....فرجاءاً....توقفي عن البكاء....لأن بكاؤك لن يفيد....بل سيزيذ الأمور تعقيداً . 


حاولت تلك الباكيه كثيراً أن تُهدئ من روعها....ولكن لا فائده فلازالت تبكي بإنهيار....وأثناء سيرها وجدت سياره تقف أمامها فجأه وينزل منها شخصاً....ولكن للأسف لم تتمكن من تحديد ملامحه....لأنها فقدت وعيها في تلك اللحظه....وما كان من ذلك الشخص إلا أن حملها ووضعها في سيارته . 


-----------<<<<< في شقة حسناء >>>>>------------

--------------------------------------------------------

بعدما إستيقظت نعمه....خرجت من غرفتها بإتجاه غرفة حسناء لتوقظها....ولكن لم تجدها....فظنت بأنها لربما استيقظت باكراً وتحضر الفطور الآن....فذهبت لتراها ولكن لم تجدها....بحثت عنها في المنزل بأكمله ولكن بلا جدوي....وهنا بدأ يراودها الشك بأنها قد هربت....ولكي تقطع الشك باليقين....ذهبت غرفتها ثانية وفتحت خزانتها....وكانت الصدمه بأنها وجدتها فارغه تماماً من أغرضها . 


وفي الحال هرولت إلي إبنها لتوقظه وتخبره بتلك النائبه....فبمجرد أن أصبحت أمامه تحدثت بصوت عالي نسبياً : إصحي ي مازن....أختك هربت . 


مازن بنعاس : أختي مين....أنا عايز أنام . 


نعمه بنفاذ صبر : هتكون إختك مين يعني....أكيد حسناء جلابة المصايب....قوم عشان نشوف هنعمل ايه ف المصيبه دي . 


وعندما تنبه لما يُقال فز من فراشه وقال بعدم إستيعاب : إزاي يعني....هربت؟!....طب هربت إزاي ولا راحت فين....انتي متأكده؟ 


نعمه بضيق : أومال يعني ههزر معاك....ايوه هربت....هنعمل ايه دلوقتي ؟ 


مازن : الله يخرب بيتك ي حسناء....هتودينا ف داهيه وهدخلينا ف مصايب مش قدها . 


نعمه : مصايب ايه بس....الموضوع مش مستاهل يعني....فض الموضوع دا مع صاحبك وكل حي يروح لحاله....ويا دار مادخلك شر . 


مازن بصوت جهوري : مش مستاهل ازاي....انتي عارفه الواد دا هيعمل فينا ايه لو قولناله إننا رجعنا ف كلامنا ومش هنجوزها ليه....وكمان المتخلفه اللي هربت دي مفكره الموضوع سهل وهيعدي....ماتعرفش انها حفرت قبرها بإيديها....تايسون مش هيسيبها ولو راحت فين هيجيبها . 


نعمه : اشمعنا يعني....هو اللي خلقها ماخلقش غيرها....مايشوفله واحده تانيه . 


مازن بعصبيه : قولتيلك قبل كده ميت مره ان تايسون بيحبها وكان عايز يتجوزها من زمان وأبويا اللي كان رافض....ودلوقتي بعد ما أنا وافقت مش هيسيبها....حتي لو كنت رفضت كان هيتجوزها غصب عننا كلنا....اللي حاشه كل دا إنه اتحبس بعد ما أبويا مات....البت لازم ترجع....تايسون لا هيسيبها ف حالها ولا هيسيبنا إحنا كمان ولا هيعمل إعتبار إني صاحبه....الواد دا بلطجي ومش باقي علي حاجه . 


نعمه بخوف : والحل ايه دلوقتي . 


مازن بقلة حيله : مش عارف....خلاص إحنا كده إتدمرنا....دا كان قايلي انه هيعدي عليا انهارده الضهر عشان يجيبلها الفستان واللي هي عايزاه.....بت غبيه ضيعت نفسها وضيعتنا معاها....أكيد سمعتنا واحنا بنتكلم . 


نعمه : ي فضيحتنا ف الحته....اكيد تايسون زاع ف الحاره كلها والناس كلها عرفت....الله يهدك ي بعيده....شوفلك حل ي مازن....ماتقعدش زي الولايا كده . 


مازن : أتصرف اعمل ايه يعني....مافيش حل غير اني اقوله انها هربت....وهو بقي يجيبها بمعرفته....ثم أكمل بسخريه : هتفضلي طول عمرك غبيه ي حسناء....فاكره يعني بهروبك كده خلاص خلصتي منه....دا هيتمسك بيكي بزياده وهيجيبك حتي لو روحتي فين . 


نعمه : خلاص يلا روحله دلوقتي عشان يدور عليها . 


مازن : انتي فاكره الموضوع سهل كده....ثم ارتدي ملابسه وخرج سريعاً قاصداً المقهي الذي اتفقا ان يتقابلا فيه . 


-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجد كل من عزالدين وليلي قلقان جداً ويجلسان في هدوء مترقبين رنين الهاتف....وبعد لحظات يقطع هذا الصمت صوت الهاتف....فيلتقطه عزالدين سريعاً ويقول بلهفه : إيه ي حازم طمني....عملتوا ايه....أنا هاجيلكم....ماشي خلاص....خلي بالكم من نفسكم . 


ليلي بقلق : خير ي عزالدين طمني . 


عزالدين : خير ي حاجه إن شاء الله....الحمدلله عدت علي خير . 


ليلي براحه : الحمدلله....ربنا ستر....وهنا تذكرت أن هناك قطعه من قلبها متغيبه عنها منذ زمن ألا وهي إبنها العزيز حمزة....لقد إشتاقت له كثيراً....فأكملت بحزن : مش ناوي ترجع حمزة بقي ؟ 


عزالدين بجمود : لأ....وماتفتحيش الموضوع دا تاني . 


ليلي برجاء : حرام عليك....إنت عمرك ما كنت قاسي عليه كده....عشان خاطري خليه يرجع....دا واحشني أوي . 


عزالدين بعصبيه : ماهو دلعنا ليه هو اللي وصله لكده....احنا السبب ف كل اللي هو بيعمله....أنا عديتله كتير بس المره دي مش زي أي مره....لازم يتربي....ومش هيرجع البيت غير بشروطي....ثم مشي سريعاً بعد ذلك الكلام الصارم الذي يخلو من التهاون . 


---<<<<< في الحاره التي تقطن بها حسناء >>>>>---

---------------------------------------------------------

نجد مازن يجلس متوتراً في أحد المقاهي....كيف سيخبره....فهو يعرفه عز المعرفه....حيث أنه يعلم أن ذلك البلطجي لن يرحمه....وما هي إلا ثوانٍ وآتي وقال : خير ي مازن عايز إيه....مش اتفقنا هنتقابل علي الضهر....ايه اللي جابك بدري 


إبتلع مازن ريقه في إزدراء وقال بتوتر : أنا عايز أقولك علي حاجه ي تايسون....بس عايزك تعرف إني ماليش إيد ف اللي حصل . 


تايسون بنفاذ صبر : إخلص....حسناء جرالها حاجه . 


حرك مازن رأسه بالنفي وقال بتلعثم : ح ح حسناء هربت ي تايسون . 


وبمجرد أن سمع الآخر ذلك الخبر إنتفض من مقعده وأمسكه من تلابيبه وقال هو يجز علي أسنانه : نعم ي روح أمك....حسناء إيه....ماتحورش ي مازن وقول الحقيقه عشان مازعلكش....وإنتي عارفني لما بزعل مابعملش اعتبار لحد . 


مازن : والله ي عم ما بحور....هو دا اللي حصل....أنا جايلك عشان تشوف حل وترجعها . 


تايسون بوقاحه : تصدق يالا إنت عيل *** بقي جايلي عشان ادورلك علي اختك....اتفو ع الرجاله . 


مازن : ماتلم نفسك ي تايسون....ولا عشان ساكتلك . 


تايسون بإستخفاف : لأ دكر يالا....سيبك بس من الشويتين دول اللي مش لايقين عليك....ولأخر مره بقولك حسناء فين ؟ 


مازن بصوت مرتفع : إنت مابتفهمش ما قولتيلك هربت....هربت....إيه مابتسمعش . 


وهنا ضربه تايسون في رأسه وقال بصوت جهوري يسمعه الجميع : حسناء بتاعتي ي مازن....ومش هتعرف تاخدها مني....أنا عارف إن إنت اللي مهربها....بس وديني لأرجعها....وبرضو هتجوزها....وأنا بقول قدام الناس كلها أهو حسناء سامي هتبقي مراتي وأخوها ***** هربها عشان ماتتجوزنيش....شكله كده مايعرفنيش كويس....بس أنا هدور عليها وهجيبها حتي لو فين....وعايز من أي حد يشوفها ف مكان يقولي....ثم نظر لمازن ثانية وقال : موتك هيبقي علي إيدي لو مالقيتش حسناء....فاهم ي ***....ثم بصق عليه وذهب وهو لا ينتوي الخير أيداً . 


ومن بعد هذا الحدث أصبحت الحاره بأكملها تتهامس عن تلك التي ضااع مستقبلها وضاعت سمعتها هي الأخري....فبما سيظن الناس بها....أهناك فتاه خلوقه تفعل فعلتها تلك....فالجميع الآن يظن بها السوء....لأن أمثال تايسون البلطجي ذاك يكونون مصدر فخر لأهالي منطقتهم....فمن تلك الحمقاء التي ترفض الزواج منه....وبالطبع إنتشر بينهم بأنها إما أن هربت لتتزوج ممن تحب....أو أنها فعلت شئ ما وتخاف من اكتشافه....وفي كلتا الحالتين قد ضاعت سمعتها....فالسببان كلاهما ألعن من الأخر....وأسفاه علي تلك العقول المريضه....فما الذي يدعو للفخر بأمثال هذا البلطجي....وبل وأن جهلهم وتحجر تفيركم جعلهم يظنون بها هكذا....ألهذه الدرجه تمكن منكم الجهل . 


وكما نعرف بأن الناس لا تدع فرصه للحديث عن الغير أو للمتجاره بالأعراض....فنجد أن كل سيده إستغلت ماسمعته وأخذت تخبر به هذه وتلك....فما أسرعنا في نشر الأخبار....أكفانا الله شركم يا بنات حواء . 


ولذلك تجد سيدتان تقفا قبالة بعضهم كل منهن في شرفتها وإحدهن تعرف بما حدث والأخري لا....فتتحدث إحدهن للأخري قائله : وهو في إيه كده ي ختي....إيه الهيصه اللي ف الشارع دي . 


الأخري : هو إنتي ماتعرفيش ب اللي حصل....دا الحاره كلها عرفت....انتي نايمه علي ودانك ولا ايه . 


السيده الأخري : والنبي ي سُعاد ي ختي ما اعرف....أنا طلعت من المطبخ علي صوت الزعيق اللي ف الشارع . 


سُعاد : عارفه البت حسناء اللي ساكنه معاكم ف البيت ؟ 


الأخري : أيوه طبعاً....واعرفها عز المعرفه.....خير مالها . 


سُعاد : هربت وما حدش عارف راحت فين....وبيقولوا إنها غلطت مع واحد وخايفه من الفضيحه....ربنا ستر علي ولايانا . 


ضربت الأخري علي صدرها وقالت بعدم تصديق : مش معقول ي سُعاد إيه الكلام اللي إنتي بقوليه دا....البت دي كلنا عارفينها وعارفين أخلاقها . 


سُّعاد : وأنا مالي ي ماجده....هو أنا بتبلي عليها....الحاره كلها بتقول كده....وبعدين ي ختي بطلي الطيبه بتاعتك دي اللي هتوديكي ف داهيه....البنات ف الزمن دا مالهومش أمان....البت تبقي قدام اهلها ملاك طاهر....ومن وراهم إستغفر الله العظيم . 


ماجده : عندك حق ي ختي والله....اللي تحسبه موسي يطلع فرعون....ربنا يسترها علينا....ويخلصنا من الأشكال الوسخه اللي ف الحاره دي . 


سُعاد : يسمع من بوقك ربنا....روحي انتي شوفي وراكي ايه علي ما اروح أقول لفوزيه أختي . 


أما في مكان بعيد عن الأنظار نجد شخصاً مهندماً يقف في زاوية....لابد من أنه ليس من سكان هذه المنطقه....ويتكلم في الهاتف....وبالإقتراب أكثر نسمع بوضوح ما قد يقوله : أنا عرفت عنوانها....لأ أنا لسه هنا....الحاره هنا مالهاش سيره غيرها....بيقولوا إن فرحها كان إنهارده وهربت عشان مشيها وحش وخايفه من الفضيحه....عندها أخ واحد بس وأبوها ميت من كذا شهر....وأمها ميته برضو....وعايشه مع مرات أبوها وإبنها....كده تمام ولا عايز حاجه تانيه....ماشي ي بيه مع السلامة .

❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


👇البارت الــ13ــ14👇


              أتمني لكم قراءة ممتعة


 في سيارة الشخص الذي أنقذ حسناء

-------------------------❤❤------------------------

مرت ساعتان وهي لا تزال فاقده الوعي أو بالأحري نائمه....ولكن ماهي إلا لحظات وبدأت تفيق وتتملل في نومتها....فيقوم ذلك الشخص الذي ينظر لها بتقرب بمناداتها عدة مرات حتي تستعيد وعيها بالكامل....وبالفعل بعدما أفاقت تماماً ورأته تحدثت بعدم استعاب : أنا فين....وجيت هنا إزاي . 


لما ردة فعلها هكذا؟!....لما لم تخف؟!....لابد أنها تعرفه....اذاً من هو....سنعرف ولكن ليس الآن....سأترككي تخمني....وبعدها سنعرفه....فيتحدث ذلك الشخص : هقولك دلوقتي....ثم إلتقط كاسة من العصير وأكمل قائلا : خدي اشربي دا الاول وفوقي كده....عشان عايزين نتكلم شويه . 


-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

ليلي : ايه عز مافيش أخبار . 


عزالدين : أنا كلمتهم من شويه وقالوا إن قدامهم نص ساعه بالكتير ويوصلوا . 


ليلي : ربنا يجيبهم بالسلامه....مش هتتصل علي الدكتور أسامه . 


عزالدين : كلمته وجاي دلوقتي....ماتقلقيش....وقولتيله يجيب ممرضه كمان معاه . 


ولكن الأخري لم تسمعه لأنها فقدت وعيها....كان هو قد أولاها ظهره وبمجرد أن سمع صوت ارتطامها بالأرض هرع نحوها ثم حملها ذاهباً بها إلي غرفتها حاول كثيراً أن يفيقها....ولكن لا فائده....وما كان منه إلا أن أمسك هاتفه ليستعجل حضور الطبيب....ولحسن الحظ....بمجرد أن شرع بالإتصال حتي أعلمته إحدي الخادمات بحضوره....فنزل مسرعاً لإستقباله....وبعد أن رحب به....أخذه علي عجاله لغرفة زوجته ليتفحصها . 


بعدما انتهي الطبيب من فحصه لها تحدث بتحذير : الاغماء اللي حصل دا مش نذير كويس أبداً عن حالتها الصحيه....القلب مش مستحمل....ضغطها واطي جداً....أنا ركبتها محلول دلوقتي وان شاء الله هتفوق وتبقي كويسه....ولو سمحت ي عز بيه تبعدوها عن أي زعل أو ضغوط نفسيه لأن دا هيأدي لمشاكل إحنا في غني عنها....وللأسف الموضوع دا لو اتكرر أكتر من كده هيحصل مضاعفات وهيبقي لازم تدخل جراحي....حضرتك ناسي ولا ايه . 


عزالدين بحزن : لأ ي دكتور مش ناسي....وان شاء الله هنعمل اللي حضرتك قولت عليه . 


أسامه : ربنا يقومها بالسلامه....أنا كتبتلها علي علي شوية تحاليل عشان نطمن أكتر....لأن وضعها للأسف الشديد مابيتحسنش....الممرضه هتيجي دلوقتي وهقولها تسحب منها العينه المطلوبه . 


عزالدين : ماشي اللي حضرتك تشوفه....أهم حاجه سلامتها....ثم أشار له بالخروج بطريقه مهذبه وهو يقول : إتفضل ي دكتور نروح مكتبي عشان عايز أتكلم معاك ف شوية تفاصيل . 


وبعد مرور نصف الساعه تقريباً سمعا صوت عربة الإسعاف فإنتفضا من مقعدهما وخرجا وصولاً إليه....ليجدا كل من زين وحازم ينزلا منه وفي كلامها بعض الكدمات والخدوش....أما جواد فكان ملقي علي سرير متحرك لا حول له ولا قوه....فرأسه ملفوفه بالشاش الطبي ووجهه مليئ بالخدوش أما زراعه فكان حاله كحال رأسه ملفوف هو الأخر ولكن بغطاء أكثر صلابه . 


بمجرد أن رأي عزالدين هذا المنظر المفجع حتي هرول بإتجاه جواد ليحتضنه....ثم قال والدمع يفر غصباً من عيناه : جواد ابني....إيه اللي حصلك ي حبيبي....ولكن الآخر كان نائماً لا يدري عما يحدث....وظل هكذا محتضنه إلي أن إستأذن منه رجال الإسعاف بنقله للداخل . 


وبعدما أدخلوه حمله إحدي أولئك الرجال وصولاً إلي غرفته....فوضعه علي الفراش وإستأذن بالذهاب....أما الطبيب أسامه فقد تولي أمر فحصه وتركيب الأجهزه والمحاليل....وبعدما انتهي إطلع علي التقرير الطبي المبعوث من المشفي....كان يقرأه بدقه بالغه....أيستدعي كل ذلك التركيز....تُري ماذا كُتب فيه....وعندما أوشك علي الإنتهاء منه تغيرت ملامحه وقال بحده موجهاً كلامه لحازم : إنتم ازاي تخرجوه وهوا ف الحاله دي....إزاي يبقي عامل عمليه كبيره زي دي وحالته لسه مش مستقره وتجيبوه . 


حازم بتبرير : هوا اللي لما فاق أصر إنه يخرج....ومضي علي تقرير بتحمل مسؤلية قراره دا....أنا حاولت معاه كتير بس كان مصمم إنه يجي . 


عزالدين : يعني الموضوع طلع مش حادثه صغيره زي ما انتم قلتولي....لم سمحت ي دكتور ممكن تقولي حالة جواد مالها بالظبط . 


أسامه : مكتوب هنا ف التقرير إنه عمل عمليه لوقف النزيف وبعد العمليه دخل ف غيبوبه لمدة إسبوع....لكن للأسف حالته مش مستقره ولازم يتنقل مستشفي . 


عزالدين : إتصل ي حازم بإسعاف عشان نوديه المستشفي بسرعه . 


أسرع حازم بفعل ما قد طُلب منه...وما هي إلا بضع دقائق وأتت عربة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة وبها طاقم ممرضات ذوات خبره ومهارة....وفي الحال تم نقله إلي أحد أكبر المشافي القريبه . 


بمجرد وصوله نُقل إلي غرفة الرعايه ليبقي تحت الملاحظه....أما البقيه فقد جلسوا أمام غرفته إلي أن تتحين لهم الفرصه للإطمئنان عليه....وبعد مرور بضع دقائق خرج الطبيب و قال : الحمدلله المريض مؤشراته الحيويه كويسه جداً....ماتقلقوش....وتقدروا تشوفوه وتتطمنوا عليه لما يفوق لأنه واخد منوم . 


بعد سمعاهم لذلك الكلام المبشر جلسوا ثانية ومعالم الإرتياح قد كست وجوههم....حمداً لله علي سلامته....كم كنت أتمني لو كان حمزة هو من تعرض للحادث وليس ذلك المسكين....فهكذا هي الحياه كثيراً ما تكون غير عادله....ولكن صبراً....فالكل سيأخذ جزائه وما فعله بغيره حتماً سيُعمل به . 


ظل الجميع جالساً هكذا دون حراك أو حتي تبادل الأحاديث....إلي أن قطع ذلك الصمت رنين هاتف عزالدين....لنجده يأخذ هاتفه ويتحدث بعيداً....وبعد لحظات يرجع مكانه ويقول موجهاً كلامه لزين وحازم : روحوا إنتم دلوقتي استريحوا شويه وأنا قعد هنا....بس ماتقولوش لليلي إن جواد عمل عمليه....قولها إنهم أخدوه المستشفي يعملولوه شوية تحاليل وأشعه عشان يطمنوا عليه أكتر وهيرجع البيت كمان كام يوم....لإنها تعبانه . 


زين بقلق : تعبانه مالها ي بابا ؟ 


عزالدين بعصبيه : إعمل اللي قوليلك عليه وانت ساكت ويلا شوف انت رايح فين . 


كاد زين أن يتحدث ولكن قاطعه تتدخل الطبيب قائلاً : تعالي معايا زين وانا هفهمك....وسيب عز بيه دلوقتي لانه مضايق....ثم سحبه من زراعه ليسير بجانبه ومن ثم تبعهم حازم....ظلوا يسيرون وصولاً إلي خارج المشفي . 


دار بينهما حوار طويل عن حالة السيده ليلي....ولكم أن تتخيلوا حال زين من هول الصدمه التي تلقاها لتوه....كيف يمكن لوالدتي أن تكون مريضة قلب؟!....فهي لم تظهر عليها أعراضه....كانت دائماً معافاه ولم تشتكي يوماً....منذ متي وهي هكذا؟!....لابد من أنها تعاني من هذا المرض منذ زمن لكي تتدهور حالتها وتصبح بهذا السوء....لما لم يخبرني أحد؟! 


فتحدث زين بعدم إستيعاب : قلب إيه ؟!....وعملية إيه....ماما كويسه ومابتشتكيش من حاجه....وبابا عمره ما قلنا حاجه زي دي....أكيد حضرتك ماتقصدش 

مامتي . 


أسامه بندم : أنا آسف جداً ي زين إني قولتيلك حاجه زي دي....وإظهار كده إن والدك ووالدتك ماكانوش عايزين يقلقوكم....فعشان كده ماقالوش . 


زين بقلق : طب هي عامله ايه دلوقتي . 


أسامه مطمئناً إياه : ماتقلقش فاتها صحيت دلوقتي وبقت أحسن من الأول . 


زين بإستعجال : طيب معلش بقي ي دكتور أنا همشي. عشان أروح أطمن عليها . 


أسامه بود : اتفضل ي حبيبي ولا يهمك....وربنا يقومها بالسلامه . 


ولكن زين لم ينتظر أكثر وذهب سريعاً بإتجاه السياره وهو يقول : يلا حازم بسرعه....ثم صعدا الإثنان السياره وإنطلقت بهما بسرعه هوجاء....فبالطبع كان حازم هو سائقها....وبعد بضع دقائق وصلا القصر....وبمجرد أن أُقف محرك السياره حتي نزل زين....وسار بخطوات راكضه إلي أن أصبح أماما غرفة والدته....فطرق بابها عدة طرقات حتي أتاه إذن الدخول . 


وعند دخوله كانت الممرضه قد أنهت عملها وتنوي الذهاب....انتظر قليلاً إلي أن جمعت أغرضها وذهبت....ثم إرتمي بحضنها وقال بصوت مختنق : ليه ماقولتيش ي ماما إنك تعبانه . 


ليلي بتبرم : أنا مش تعبانه ي حبيبي ولا حاجه....ضغطي وطي شويه عشان ما باكُلش حلو وهبقي كويسه....لكن أبوك بيحب يكبر المواضيع زي ما أنت عارف وصمم إنه يجيب دكتور وممرضه عشان تعملي تحاليل....وبعدين سيبك مني أنا دلوقتي وطمني عليكم....أومال حازم وجواد فين . 


زين : ي ماما أنا عارف إن ضغطك وطي عشان المشكله اللي عندك ف القلب مش عشان الأكل....ليه ي ماما ماقولتيش قبل كده . 


ليلي بإسغراب : مين اللي قالك ي زين....أبوك....مش كده ؟!....كنت عارفه إنه هيقولكم....ثم تغيرت نبرة صوتها إلي نبره حنونه وقالت : ماكنتش عايزه أقولكم عشان ماتقلقوش عليا....بس إطمن ي حبيبي أنا بقيت كويسه الحمدلله....أهم حاجه صحتكم إنتم . 


زين : إحنا بخير الحمدلله....أنا وحازم جينا بس جواد راح المستشفي . 


إنتفضت ليلي وقالت بقلق واضح : ليه هو حصله إيه . 


زين : هو كويس بس الدكتور أسامه صمم إنه ياخده المستشفي كام يوم عشان يطمنوا عليه أكتر . 


ليلي : طيب أنا عايزه أكلمه لأن مش مطمنه . 


زين وهو يقبل يدها : إطمني ي حبيبتي هو كويس....وحاضر هخليكي تكلميه بس كمان شويه لأنه كان نايم وإحنا جايين....ثم حاول إلهائها في الحديث عن ذلك الحادث وكيف نجوا منه . 


------------<<<<< في غرفة حازم >>>>>------------

---------------------------------------------------------

نجده يحمل هاتفه ليتصل بأحدهم ثم يضعه علي أذنه في إنتظار الرد....ظل يكرر المحاوله كثيراً دون جدوي فلا زال لا يرد....ولكن أخيراً وبعد عناء جائه الرد : عايز ايه ي حازم . 


حازم بعصبيه : والله لسه فاكر ترد....إنت فين يعني كل دا . 


حمزة ببرود : نسيت التليفون ف العربيه....وبعدين مالك متعصب كده ليه ماكنوش كام مكالمه ي عم . 


حازم : تصدق إنت بني آدم بارد وماعندكش دم....أنا رنيت عليك أكتر من عشرين مره وإنت ولا هنا....أنا مش متصل أحب فيك....أنا لو عليا مش هكلم واحد زيك . 


حمزة بغضب : ماتحترم نفسك ي حازم....إنت هتقول متصل ليه ولا أقفل . 


حازم بإستنكار : وصحيح أنا هاخد منك ايه غير كده....ما إنت دبش هنتظر منك ايه يعني . 


حمزة بنفاذ صبر : إخلص ي حازم وقول اللي هتقوله عشان مش فاضيلك . 


وهنا قص عليه حازم كل ما حدث منذ أن سافر وحتي هذه اللحظه....وبمجرد أن إنتهي تحدث حمزة بلهفه : طب وماما عامله إيه دلوقتي....أنا هاجي أشوفها . 


حازم : ماينفعش عز بيه قايل للحرس ماحدش يدخلك....ولو قاوحت ودخلت....إنت عارف كويس إيه اللي هيحصل....فعشان خاطري ي حمزة ماتعقدهاش أكتر وروح المستشفي إتفاهم معاه الأول . 


حمزة بحده : وهو ف مستشفي إيه . 


حازم : ( ******** ) بس أبوس إيدك بلاش زعيق وفضايح لأن أبوك متعصب وشكله مش ناويلك علي خير . 


لم يرد الآخر وإنما أغلق الهاتف....حازم لنفسه : هتفضل طول عمرك قليل الذوق....الله يهديك . 


-------------<<<<< عند حسناء >>>>>---------------

---------------------------------------------------------

محمود : طب وانتي هتروحي فين دلوقتي....هتقعدي عن حد من قرايبكم ولا هتعملي إيه . 


حسناء بحيره : مش عارفه أفكر ف أي حاجه....حاسه إن دماغي وقفت . 


محمود بحنو : أنا لو عليا ي بنتي كنت أخدتك عندي بس أكيد هيعرف وهيجيبك....حاولي علي قد ما تقدري ماتخرجيش كتير وشوفي حته بعيده تقعدي فيها....أنا هفضل معاكي لحد ما تشوفي هتروحي فين عشان أوصلك . 


حسناء ببكاء : أكيد هيوصلي....أنا مش عايزه أتجوز واحد بلطجي زي دا....أنا خايفه أوي .

ّ

محمود وهو يُربت علي كتفها : ماتعيطيش ي بنتي إن شاء الله هتتحل....بس إستهدي بالله كده وإهدي . 


أما الأخري فظلت صامته لفتره تفكر ثم خطرت ببالها فكره....أين كانت تلك عن خاطري....لما لم أفكر بها من قبل....فحقاً هذا المكان بعيد ولا يتردد عليه أحد بكثره....وإن مكثت هناك لن أحتاج للخروج يوماً.... فحقاً المكان مناسب بكل الأحوال....لذا سنشد الرحال إليه . 


وأخيراً تحدثت قائله : لو سمحت ي عمو هستأذنك بس توصلني ل ( ***** ) وأنا هكمل....عشان ماعطلش حضرتك أكتر من كده . 


محمود : من عنيه ي بنتي....طب طمنيني عليكي هتروحي فين . 


حسناء بكذب : هروح عند واحده قريبتي ساكنه قريب من هناك....فهي خجله من أن تخبره بأنه ليس لها عائله....أو بالأحري لا تعرف إن كان لها أم لا . 


محمود : طب هاتيلي رقمك عشان أبقي أطمن عليكي ولو في جديد أبقي أقولك....وبعدما أملته رقمها....ركبا السياره منطلقين إلي تلك الوجهه المجهوله . 


-------<<<<< في المشفي الذي به جواد >>>>>------

---------------------------------------------------------

نجد حمزة يدخل من الباب بطلته الواثقه كالعاده....ثم يذهب بإتجاه مكتب الإستقبال ليسأل أحد العاملات عن غرفة أخيه....ومن ثم يركب المصعد ويغلق الباب....وبعد ثوانٍ قليله يتوقف....لنجده يخرج ويمشي بخطوات مسرعه متوجهاً صوب تلك الغرفه القابعه في نهاية الممر....إلي أن وصل أمام بابها....فيطرقه عدة طرقات....وبعد لحظات نجد عزالدين يفتح....وبمجرد أن رآه قال بجمود : إنت إيه اللي جايبك هنا....يلا إمشي . 


حمزة : أنا جاي أطمن علي جواد وأستأذن حضرتك أروح أشوف ماما . 


عزالدين بحده : البيت اللي هناك دا إنسي انك عدت تعتبه برجلك....أما بقي جواد فاعتبر ان مالكش اخوات....ويلا من هنا من غير مطرود . 


حمزة بعدم إستيعاب : بابا؟!....إيه الكلام اللي حضرتك بتقوله دا....أنا عملت إيه يعني لكل دا فهمني . 


عزالدين بعصبيه : للدجادي ماعندش دم ولا بتحس....بعد كل اللي عملته دا ولسه بتسأل....دا انت ي أخي مافيش فيك صفه عدله....تعرف إنك وصلتني اني أندم عشان خلفت واحد زيك....إنسان معقد وقاسي ومابيراعيش شعور حد....ياريتك كنت جيت بنت اهو حتي كان هيبقي عندها قلب وبتحس مش زيك....وبعدين انا مش فاهم ايه الحنيه اللي نزلت عليك فجأه كده....دا انت حتي من جبروتك ي أخي غيرت رقمك عشان امك الغلبانه اللي كانت هتموت وتتطمن عليك ماتكلمكش....ودلوقتي جاي عشان تتطمن عليها....ولا إخواتك اللي ماهنش عليك تتصل مره تتطمن عليهم....وخلاصة الكلام....انسي ي حمزة إن ليك أهل من الأساس وارجع مكان ماجيت....وماتفكرش ف مره تتصل علي تليفون حد من البيت....ثم دفعه بقسوه وأغلق الباب . 


كان حمزة لا يزال يقف أمام الباب غير مستوعب لما قد سمعه لتوه إضافة إلي الألم الذي إجتاح صدره لدرجه جعلته يشعر بأن قلبه يكاد يتمزق والدموع التي ملئت عيناه وأصبحت تهدده بالنزول....ولكن حاول جاهداً أن يتماسك ويحافظ علي رزانته إلي أن خرج من المشفي باكمله وركب سيارته . 


هذا المره الأولي التي أشعر فيها بالشفقه عليه....فحقاً ماقد سمعه ليس سهلاً عليه....حتي وإن كان قاسياً....فمن ذا الذي يتحمل ذلك الكلام القاسي من أبيه....ولكن مهلاً ماذا أقول....أليس هو الشخص ذاته الذي كان ولا يزال دائم التوبيخ لتلك المسكينه....فليتحمل إذاً عاقبة مايفعله بغيره....فهو لم يدع كلمه جارحه إلا وقد قالها لها وعنها . 


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇14👇

 في غرفة جواد بالمشفي 

---------------------------------------------------------

جواد بعتاب : ليه عملت كده ي بابا ؟!..انا عمري ما شوفت حضرتك قاسي معاه للدرجادي . 


عزالدين : ماكنش ينفع اعمل غير كده....حمزة مش هيتغير غير بكده....أنا السبب ف اللي هو وصله دا....وأنا اللي لازم أغيره . 


جواد : بس حضرتك كده بتأذيه لأن كلنا عارفين غلاوة ماما عنده وقد إيه هو متعلق بيها....وبعدين حضرتك طارده من البيت من زمان....فكفايه عليه لحد كده....وماتبقاش قاسي عليه أوي كده . 


عزالدين : أنا والله مابعمل كده غير لمصلحته . 


جواد : عارف والله....بس كفايه عليه....هو مايستاهلش من حضرتك دا . 


عزالدين : ي جواد حمزة ماعدتش صغير للتصرفات اللي بيعملها دي....وللأسف بيزداد سوء....انا مش هعيشله وأقعد أصلحله اللي بيعمله....حقيقي والله بدأت أشك إنه مش طبيعي وعايز استشير دكتور نفسي....إحنا لو بنتحمل قساوته وعصبيته فدا لإننا أهله....لكن مافيش حد هيقدر يتحمل شخص كده....للأسف حمزة شايف الدنيا بالعين الوحشه....وعمره مافكر أبداً إن زي ما في الوحش في كمان الحلو....أنا متأكد إن طباعه مش هتتغير غير لما يحب....بس دا طبعاً من رابع المستحيلات . 


جواد : ليه حضرتك بتقول كده....أكيد هيجي اليوم اللي هيقابل فيه الإنسانه اللي هيحبها ويتجوزها . 


عزالدين : أنت بتتكلم ف إيه ي جواد....يحب إيه بس....هو بيدي فرصه لنفسه حتي إنه يشوف بنات ولا يتعامل معاهم....وزي ما انت شايف ي إما طاحن نفسه ف الشغل أو قاعد ف البيت ونادراً لما بيخرج....ربنا يهديه ويبعد عنه الشيطان . 


جواد : اللهم آمين . 


 عند حسناء

---------------------------------------------------------

نجدها تنزل أمام موقف سيارات وهي تقول : شكراً ي عمو....وآسفه لو كنت عطلت حضرتك . 


محمود : عادي ولا يهمك ي بنتي....قريبتك ساكنه قريب من هنا ولا أوصلك أنا....لأن قلبي مش مطمن . 


حسناء : أيوه قريبه....أنا بس يادوب هركب العربيه وهنزل هلاقي بيتها علي طول....ماتقلقش . 


محمود : ماشي ربنا يسترها عليكي....لما توصلي ابقي طمنيني عليكي . 


أومأت له برأسها وإنتظرته حتي ذهب ثم سارت بإتجاه أحد السيارات وترجلتها....وما هي إلا لحظات قلال وإنطلقت....وبعد فتره ليست بالكبيره نجدها تفتح حقيبتها ومن ثم تخرج حافظة نقودها للتتفاجأ بأنها بالكاد تملك ثمن هذه المواصله....وهنا تبدأ حيرتها....ماذا ستفعل ؟!....فلازال هناك الكثير للوصول لذلك المكان....كيف لم أنتبه لهذا ؟!...ما هذه الورطه ؟! فحقيبتي فارغه تماماً حتي أنني لا املك شئ قيم لبيعه....وعند هذا الحد من التفكير بدأت تتعرق ويظهر عليها التوتر....ولكن حاولت جاهده الإحتفاظ بهدوئها وقراءة بعض الآيات القرآنيه إلي أن ينتهي الطريق . 


---------------<<<<< عند حمزة >>>>>---------------

---------------------------------------------------------

نجده يجلس علي أحد المقاعد المطله علي البحر وينظر إلي اللا شئ ودموعه تنزل دون توقف....لما كل هذا....لما أصبح والدي بهذه القسوه....منذ متي وهو هكذا....لقد قُلبت حياتي رأساً على عقب منذ أن رأيت تلك الحمقاء....هي الوحيده المتسببه في كل المشاكل التي حدثت ولا تزال مع عائلتي....فالجميع يري أنها الضحيه وأنا من جني عليها....ولا أحد يعرف حقيقتها....لا أحد يعرف بأنها مجرد فتاة ليل لا قيمة لها....تحاول التلاعب بإخوتي واستمالتهم لها....فهي فتاه لعوب....تعرف كيف تتلون لتحصل علي ما تريد....ولكن لن أدعها وشأنها حتي أنتقم منها علي كل ماحدث لي لأجلها . 


لقد خسرت كل شئ....فأنا مطرود من منزلي....ووالدي قد قاطعني وحرمني رؤية والدتي....وهذا أكثر ما يؤلمني....فأنا إن قدرت علي القطيعه فلن أتحمل فراق أمي....الجميع يظن بأني قد قسوت عليها ونسيتها....وكيف لي ذلك....وأنا لا قيمه لي بدونها حتي أن صورتها لم تكن لتفارقني....ألا يعرفون كم كنت أعاني وأنا أعيش وحيداً ومنبوذاً هكذا....وحتي إن أظهرت عكس ذلك....اعرف بأنني قاسي....ولكن ماذا أفعل....فهذا أنا....وهذه طبيعتي....حاولت كثيراً التعديل من شخصيتي ولكن لم أستطع ....فذلك المنصب يمحو كل خطوه أتخذها نحو التغير....لقد جعلني انسان بلا قلب مجرد من الشعور . 


ظل شارداً هكذا لفتره ليست بالقصيره إلي أن أفاق علي صوت الرعد الذي أصبح يملئ المكان وكذلك صوت إرتطام المطر بالبحر....فمسح دموعه التي اختلط بها المطر ثم وقف بكل شموخ وكأن شئ لم يحدث وسار بإتجاه سيارته ثم ترجلها وذهب....أكان الصخر يبكي؟!....منذ متي وهو يشعر؟!....اذاً والدته هي نقطة ضعفه....لقد إنتابني الفضول حول القادم....هل سيلين والده أم سيظل علي موقفه؟!....أتمني أن يظل....لأن هذا الشخص لا يستحق الغفران....لقد قسي كثيراً وحان الآن دوره لينال جزائه....لست حزينه سوي علي تلك المسكينه التي ليس لها دخل في أي شئ حدث له والتي لا يزال يتوعد لها....قلبي ليس مطمئناً....تُري ماذا سيفعل بها؟!....أو بالأحري أين سيجدها؟!....لك الله يا ابنتي....أعرف بأنك مظلومه ودائماً ما يضيع حقك....ولكن صبراً يا فتاتي....فلكل شئ نهايه....وبالتأكيد سيعوضك الله عن كل تلك الأيام

     في المستشفي

---------------------------------------------------------

نجد جواد يجلس علي سريره مسنداً رأسه علي الحائط وينظر بشرود....إنه يفكر في تلك القاروره الهشه التي لم تغب عن خاطره منذ اللقاء الأخير بينهما....يتذكر كيف كانت تضحك وتناغشه بشقاوتها التي لا تنتهي....حقاً إنها جميله....ولكن مهلاً أين هي الآن....ماذا حدث معها؟!....أهي بخير أم أصابها مكروه؟!....أتمني أن تكون بخير....فأنا أشعر بأن قلبي يتمزق متي وجدتها حزينه....ويا لوعتي إن رأيت دموعها....فتلك تكن مجرد دموع بالنسبة لها....أما أنا فتكون كالنار الحارقه لفؤادي....لا أعرف ماذا يحدث لي عندما أكون بجانبها....أشعر وكأنها إبنتي ويكون هدفي الوحيد أن أراها سعيده....وما أسهل أن أجعلها هكذا....فهي فتاه بسيطه جميلة الطباع يسعدها أي شئ....الآن فقط أدركت قدر محبتي لها....ولكن ي تُري هل تحبني كما أحببتها أنا؟!....أنا خائف من ذلك....حاولت كثيراً أن أتناسي ولكن لا فائده....فقد تملكني هواها . 


ولكن هي لازالت صغيره....هل ستبقل بالزواج بي....لا بد أن أهاتفها فكم إشتقت لها ولسماع صوتها....لم أكن أعلم أنها تحتل هذه المكانه بقلبي....إلا عند إبتعادها....وهنا يدخل عزالدين ليقطع شروده ذاك ويقول : عامل ايه دلوقتي ي جواد....حاسس بحاجه أجبلك الدكتور . 


جواد : لأ ي بابا....أنا الحمدلله كويس....المهم طمني الدكتور قال لحضرتك إيه . 


عزالدين وهو ينظر له نظره ذات مغزي : قال مش هينفع تخرج دلوقتي....وماتحاولش ي جواد عشان لو عملت ايه مش هتخرج غير لما الدكتور يقول . 


جواد : ي بابا والله أنا كويس....وبعدين انا مابحبش قاعدة المستشفيات دي . 


عزالدين : معلش ي جواد استحمل كلها كام يوم وتطلع . 


جواد : ربنا يهون....وهنا تذكر أمر هاتفه فيكمل قائلاً : بابا هوا تليفوني فين . 


عزالدين : مش عارف والله....استني كده....هتصل علي حازم أسأله . 


جواد : ومعلش ي بابا لو معاه خليه يجيبه عشان عايزه ضروري . 


أومأ له عزالدين ثم قال : أنا هخرج أكلمه بره لأن مافيش هنا شبكه . 


وبعد بضع لحظات نجده يدخل ثانية ويقول : أنا قولتيله وجاي دلوقتي....ثم جلس علي مقعد بجوار السرير واستكمل قائلاً : تفتكر ي جواد حمزة ممكن يوافق يتجوز لو ضغطت عليه . 


جواد : حمزة عنيد أوي ي بابا ومابيجيش بكده....وبالذات ف موضوع الجواز ده مش عارف رد فعله هيكون عامل إزاي....وبعدين علي أي أساس حضرتك هتجبره يتجوز وإحنا مش ضامنين نلاقي عروسه . 


عزالدين بحزن : طيب قولي اعمل ايه....أنا والله زهقت ومش لاقي حل....أنا مش قادر أقسي عليه أكتر من كده....ونفسي يتغير للأحسن ويتجوز وأفرح بيه وأشوف عياله....أنا خلاص كبرت ي جواد وماعدتش ف العمر قد اللي راح....وهو كمان كبر ولو ماتجوزش دلوقتي قولي هيتجوز إمتي . 


جواد : إن شاء الله هتتحل ي بابا....بس خلينا نفكر بواقعيه شويه....حضرتك دلوقتي طارده من البيت وماتأثرش....منعته يشوف والدته وقطعت علاقته بينا وبرضو ما حاولش يتكلم واستسلم ل اللي حضرتك قولته ومشي....فهل بعد كل دا هيوافق علي طلب حضرتك....او حتي هتقدر تجبره....أنا شايف إن الموضوع دا هيبقي صعب دلوقتي . 


عزالدين : أنا ماكنتش ناوي أعمل كل ده بس كل لما بشوفه مابقدرش أمسك أعصابي....أنا زعلان عشانه وعايز أساعده....لأن كده هيضيع نفسه وهيبوظ حياته....بس للأسف لا لاقي حل ولا عارف أشد عليه....الموضوع بقي فعلاً صعب يتحل . 


كاد جواد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت طرقات علي الباب فيقوم عزالدين من مقعده ويسير بإتجاهه ويفتحه....ومن ثم يسمح لحازم بالدخول ويقول : إتفضل ي ابني....معلش تاعبينك معانا . 


حازم بنفي : أبداً ي عمي لا تعب ولا حاجه....ماتقولش كده....أهم حاجه....طمني....جواد....عامل إيه دلوقتي . 


عزالدين : بخير الحمدلله....هوا صاحي أهو وكنا بنتكلم....تعالي أقعد معاه شويه . 


حازم : لأ همشي أنا بقي عشان يرتاح . 


جواد وهو يشير إلي أحد المقاعد بجواره : تعالي اقعد بس ي حازم....أنا كويس ماتشيلش هم . 


فسار حازم بإتجاهه وجلس حيث أشار له ثم أخرج الهاتف من جيبه وقال : إتفضل الموبايل أهو....مش عارف لسه شغال لسه ولا إيه . 


حاول جواد فتحه ولكن وجد بطاريته فارغه فقال : أعمل إيه أنا دلوقتي بقي....أنا محتاجه ضروري . 


حازم : أنا معايا شاحن ف العربيه هنزل أجيبه وآجي .

ّ

وبعدما ذهب تحدث عزالدين قائلاً : خلي حازم قاعد. معاك هنا علي ما أروح أطمن علي مامتك وآجي . 


جواد : خليك معاها ي بابا وأنا هقول لحازم يفضل معايا . 


عزالدين : لأ ي ابني هو لسه جاي من سفر وكده هيبقي كتير عليه....أنا هروح بس أشوفها عامله ايه وهاجي تاني....وهبعتلكم زين يقعد معاكم . 


جواد : حاضر ي بابا اللي حضرتك تشوفه . 


وبعد لحظات نجد حازم يطرق الباب ثانيةً ومن ثم يدخل ويسير بإتجاه جواد....فيتحدث عزالدين قائلاً : خليك هنا ي حازم مع جواد وأنا همشي دلوقتي وهاجي تاني بالليل . 


أومأ له حازم ومن ثم جلس بجوار جواد أما الآخر فأخذ هاتفه وذهب....وبمجرد خروجه تحدث جواد : ماتعرفش حمزة راح فين ؟! 


حازم : لا والله أنا كلمته قبل مايجي هنا وبعد كده ماعدتش كلمته....هوا حصل حاجه ولا إي ؟! 


جواد بحزن : بابا شد عليه جامد ف الكلام وطرده وبعدها هو مشي من غير مايقول حاجه....فقولت يمكن كلمك . 


حازم : أنا خايف إن اللي عمي عمله دا يجيب نتيجه عكسيه ويخلي حمزة يعند أكتر . 


جواد : أنا خايف من كده برضو....بس مش عارف أعمل إيه....هوا لو بيقبل مني كلام كنت هنتكلم معاه وأحاول أصلح اللي حصل....بابا ندم والله ع اللي عمله وممكن نتفاهم معاه لكن الخوف كله من حمزة . 


حازم : هبقي أعدي عليه بالليل أشوفه وهحاول أتكلم معاه . 


جواد : ولو عرفت تخليه يكلم ماما إبقي خليه يكلمها . 


حازم : ربنا يسهل كده بس وألاقيه هناك....ثم تذكر أنه لم يعطيه الشاحن بعد فأكمل قائلاً : اه صح نسيت....خد الشاحن أهو . 


فتناوله الآخر وسريعاً ما قام بتوصيله بالهاتف وبمجرد أن فتح الهاتف حتي أتته رسائل عدة بوجود مايقرب من مائة مكالمه فائته من حسناء....وهنا ينقبض قلبه خوفاً عليها....يا تُري ما الذي حدث لها ويستدعي كل ذلك؟!....حسناً لابد من أن أهاتفها الآن....وبالفعل ضغط علي زر الإتصال ومن ثم وضعه علي أذنه.....ولكن لم يرد....فعاود الإتصال لأكثر من مره ولكن لا فائده فلازالت لا ترد....وعند هذا الحد بدأ قلبه يخفق بشده من الخوف....ماذا حدث لها....أهي بخير أم لا؟!....فهي لم تكن لتتجاهل مهاتفاتي يوماً....بالتأكيد أصابها مكروه....ياالله كن عوناً لتلك الصغيره....فهي لا تزال ضعيفه لا تقدر علي حل مشاكلها....وهنا بدأت علامات القلق تكسو وجهه فنجد حازم يتحدث بقلق قائلاً : إيه ي جواد مالك...فيك حاجه....اجيبلك الدكتور ؟! 


جواد بنفي : لأ أنا كويس....مافيش حاجه . 


حازم : كويس ايه ي ابني؟!....إنت مش شايف وشك بقي اصفر ومخطوف ازاي...ايه اللي حصلك فجأه كده . 


جواد : مافيش ي حازم....انا كويس....ماتقلقش....ثم حاول إختلاق بعض الأحاديث محاولةً لإلهائه وأيضاً ليشغل نفسه بها لفتره ثم يعاود الإتصال ثانية فإذ ربما يكون الهاتف ليس بجانبها . 

❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


البارت الــ15ــ16


 أتمني لكم قراءة ممتعه

------------------------------------------

 عند حسناء

نجدها تنزل من تلك السياره التي مكثت بها فتره لا بأس بها ثم تمشي بإتجاه طريق جانبي وبالطبع كانت قد تبللت ملابسها كاملة....حتي أنها أصبحت ترتجف....فالجو أصبح شديد البروده....ولكن ماذا ستفعل؟!....فهذا الوضع قد فُرض عليها ويجب أن تتعامل معه إلي أن تصل لوجهتها....كان بخاطري أن أقول لكي بأنك لن تظلي هكذا....ولكن الطريق لا يزال طويل....إضافة إلي أن هذا المنعطف من الطريق ليس آمناً كثيراً....فلتذهبي وتكلمي طريقك....وأنا سأظل أدعو لكي بالقوة والثبات إلي أن أطمئن بأنك قد وصلتي....لا تخافي....فالله يعلم بضعفك وقلة حيلتك ولن يتركك....فقط كل ما عليكي أن تحسني الظن به....وبالتأكيد ستكوني كذلك فأنتي فتاه قوية الإيمان....وأنا علي يقين من ذلك....ولكن تمهلي ي هذه....لقد تعبت كثيراً....وأصبحت غير قادره علي مواصلة السير....فكلما تقدمت أكثر كلما شعرت وكأن قدماي غير قادرتان علي حملي....إضافة إلي شعوري بعدم الإتزان....ماذا إن حدث ما أخاف منه....وما يخيفك ي قارورتي....ألا تعرفي؟!....أخاف أن أفقد الوعي كعادتي....ولكي أن تتخيلي ما سيحدث بعد ذلك....لا تقلقي....كل شئ سيكون علي ما يُرام....فقط عافري . 


ظلت تسير تلك المسكينه إلي أن قطعت نصف الطريق تقريباً....وعند هذا الحد نفذت طاقتها وظهر عليها الإعياء....ولكن قاومت وعاندت نفسها....وواصلت السير إلي أن أصبحت تقف أمام ذلك المبني الذي كانت تتردد عليه كثيراً....نعم نعم هو بذاته ذلك الدار الذي يعيش فيه كل من هو وحيد في هذه الدنيا....إنه دار الأيتام الذي اعتادت عليه....وبالطبع الجميع يعرف لما أتت هنا تحديداً....ولمن لا يعرف أو بالأحري قد اختلط عليه الامر ونسي الاحداث....فهي اتت هنا لانه سبق وأن عرضت عليها المسئولة الإداريه العمل ولكنها ماطلتها خيفة أن تحتاجه يوماً وألا تجدها....وبالتطلع كانت موفقه في هذا القرار....وأضف إلي ذلك أنها تحب الأطفال وهم أيضاً شديدي التعلق بها....فبالطبع هذا سيكون المكان المناسب....فهو مكان بعيد عن الانظار ولن يخطر ببال احدهم أنها به.....ولكن لكم أن تتخيلوا كم كانت تعاني في هذه الرحله....فالطريق مبتل ومن الصعب السير عليه....وملابسها مبتله....والجو شديد البروده....أتمني ألا تُصاب بالحمي....ولكن كيف؟!....فهي محاطه بكل مسبباتها....كما أنها فتاه ضعيفة المناعه ومن السهل عليها إلتقاط العدوي . 


وبمجرد أن لمحها حارس البنايه فتح لها الباب سريعاً وقال بشفقه : ايه ي بنتي اللي بهدلك كده....تعالي ادخلي بسرعه . 


لم ترد عليه....فهي لم تكن في حاله تسمح لها أن تبرر وتخلق الاعذار....ولكن كل ما فعلته أنها رافقته إلي أن أدخلها مكتب تلك المديره....وبمجرد أن رأتها في هذه الحاله الرثه....انتفضت من مقعدها وقالت : إيه اللي بهدلك كده ي حسناء....ثم اشارت إلي أحد المقاعد وقالت : إتفضلي ي حبيبتي استريحي....واحكيلي ايه اللي حصل....وبالطبع استجابت الاخري وجلست حيث أشارت لها....فقد قُطعت أنفاسها وآلمتها قدماها....وهي الآن بحاجه للراحه....وبعد بضع دقائق تحدثت عايده بقلق : قوليلي ي حبيبتي اي اللي حصلك وبهدلك كده....وهنا ينهار كل شئ وتبدأ بنوبة بكاء هستيريه مع إرتجاف جسدها بشكل مخيف جعل الأخري تهرع إليها وتحتضنها وتحاول تهديئتها....ولكن ذلك لم يزد الأمر إلا سوءاً....فقد وصل الألم النفسي الذي تشعر به إلي منتهاه ولم تعد قادره علي المقاومه....وعند هذا الحد أسرعت بمناداة الطبيب....فلا سبيل الآن سوي الإستعانه به . 


ولم يمض أكثر من دقيقه إلا وكان الطبيب حاضراً....وبمجرد أن رأي حالتها تلك حتي عرف أنها تعاني من إنهيار عصبي فأسرع بإعطائها إبره مديئه نامت علي إثرها ونُقلت إلي غرفه مجاوره لهذه الحجره....وبالطبع رافقتها تلك السيده الحنون....عايده حتي أنها هي من أبدل لها ملابسها....وجلس بجانبها منتظراً إستيقاظها . 


-----------<<<<< في شقة حمزة >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجده لايزال بملابسه المبتله تلك ويجلس علي فراشه والهاتف بيده....يبدو أنه قد أنهي مكالمه لتوه....تُري مع من كان يتحدث؟!....مهلاً مهلاً....اصمتي....أنه يحدث نفسه....هل جُن هذا أما ماذا؟!....ولكن دعونا نسمع مايقول....حمزة بتوعد : والله ي **** ما هسيبك وهوصلك حتي لو كنتي فين....وهخلي أيامك سوده....فاكره يعني لما تهربي ماحدش هيوصلك....بس وديني لأجيبك....هي ديتها يومين ولا تلاته وهتبقي ف إيدي....أنا عارفك غبيه ومش هتبعدي....وأكيد هوصلك بسهوله....وساعتها والله ماهرحمك....ثم انتفض من مقعده بعصبيه وسار بإتجاه غرفة ملابسه وأخذ منامه شتويه ودلف الحمام . 


لما يتوعد لها هذا الأحق؟!....ماذا فعلت به لكل هذا؟!....إلي متي سيظل يتمهما وينعتها بما ليس فيها....لا أعرف كيف يراها سيئه لهذه الدرجه....ألا يري البراءه التي تنبع بها ملامحها....ألا يري الدفئ والحنان الذي يسكن يعينيها....ألا يري الحزن والإنكسار الذي يخيم عليها....أتسائل دائماً عن كيفية إجتماع هذا الثنائي....فهي فتاه هشه....رقيقة المشاعر....منكسره....أما هو النقيض تماماً....فهو شخص مجرد من الشعور....غليظ القلب لا يلين ابداً....نحن نعرف جيداً أنها حتماً ستتزوجه ولكن كيف....وما الدافع الذي سيجعلها توافق....هل سيجبرها أم ماذا؟!....فأنا أعرف أنه حقير ويفعلها....وهل سيتركها جواد له ويقف متفرجاً....والسؤال الأهم هنا كيف ستكون حياتهما....هل ستتغير نظرته لها بعدما يعرف بحقيقتها....أم سيظل القدر يوقعها في المصائب التي تؤكد له ظنونه....كل هذه التساؤلات تتبادر بذهني متي وجدته يتكلم عنها بهذه الطريقه غير اللائقه....وأظن أنني لست الوحيده....فأنا أعلم يا عزيزتي القرائه كم أنت مرهفة الحس ورقيقة المشاعر وتتحاملين علي نفسك بالتفكير في كل هذا....لا تعجلي....فتحماً سنعرف. 


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇16👇

---------------------------------------------------------

------------<<<<< في دار الأيتام >>>>>-------------

---------------------------------------------------------

نجدها تتململ بكسل في نومتها ومن ثم تفتح عينيها بتثاقل لتنظر إلي أرجاء الغرفه وتقول بصوت متحشرج : أنا فين . 


عايده : انتي ف الملجأ ي حسناء....نسيتي ولا ايه . 


وهنا تتذكر كل ماحدث وكيف عانت كثيراً ليلة أمس فيعبث وجهها وتمتلئ عينيها بالدموع ومن ثم تبدأ بالبكاء ولكن ليس كأمس....عايده وهي تربت علي كتفها : خلاص ي حبيبتي ماعدتيش تعيطي....واهدي كده عشان تعرفي تتكلمي وتقوليلي أيه اللي حصلك امبارح وخلاكي منهاره بالشكل دا....ولكن الآخري لاتزال مستمره في البكاء فتكمل : خلاص لو سبب شخصي ومش عايزه تتكلمي فيه أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك....بس عشان خاطري اهدي وماتعمليش ف نفسك كده....شوفي عنيكي بقيت حمره وورمت إزاي....وهنا حسناء بدأت تهدأ تماماً وتحدثت من بين شهقاتها بصوت مبحوح : خلاص سكت اهو وماعدتش هعيط....أنا عايزه أقولك إني.....ولكن قاطعها دخول إحدي العاملات لتُعلم السيده عايده بأن الطبيب الخاص بالدار يريد لقائها وهو بإنتظارها في مكتبها....فتتحدث عايده : طيب روحي إنتي وأنا جايه وراكي....وبعدما إنصرفت العامله وجهت كلامها لحسناء قائله : أنا همشي دلوقتي وهنكمل كلامنا بعدين....اهو حتي تكوني هديتي أكتر . 


أومأت لها برأسها ومن ثم خرجت الاخري....وهنا بدأت حيرتها....هل تخبرها بكل ماحدث معها أم تختلق كذبه جديده كعادتها....هل ستساندها أم ستتخلي عنها بحجة أنها لا تريد المشاكل وهذا حقها....فمن ذا الذي يقبل بحماية فتاه هاربه من بيتها وليس كذلك فقط بل مطارده من قبل بلطجيه....وتنتهي حيرتها بحسم الأمر ألا وهو أنها لن تخبرها بأي شئ سوي أنها تركت عملها لأن أصحاب المنزل قد سافروا وأثناء رحلتها إلي هنا كادت أن تتعرض لحادث فلذا تجد أن أعصابها قد تلفت مما كاد أن يحدث لها....يالكي من كاذبه....انظري الي نفسك....لقد أصبح الكذب يجري في عروقك....فلتخبريني كم من كذبه إختلقتي كي تهربي من واقعك....هيا أجيبي....لم أكن أظن بأن حسناء الخلوقه تفعل مثل هذا....ألا تعرفي بأن الكذب مرض....وعندما يتمكن منك لن تستطيعي التخلص منه....إلي متي ستظلي تدعي مالم يحدث....لما لا تخبري الجميع بمأساتك....أأنت تخجلي من واقعك ولا تخجلي من الكذب....حقاً أنا مشفقه عليك....أنت لست حسناء التي أعرفها....أين هي تلك الفتاه التي لم تكن تنطق بالكذب قط....أين تلك التي كانت تقول الحق حتي ولو كانت مخطئه....أين هي....هيا أجيبي....بما تريدي أن أجيب....أأعترف بخيبتي للجميع....أأقول بأني فتاه يتيمة الأبوين وأعامل كالخادمه في بيتي....أأقول بأني جاهله لم أُكمل تعليمي....أأقول بأني دائماً ضعيفه ومُهانه....لقد بُعثرت كرامتي كثيراً ولم يتبقي منها سوي القليل....ومن حقي أن أحفظ ماتبقي وأصون ماء وجهي . 


وحان الآن دوري كي أسالك وإن كنتي تملكي إجابه فلتريحيني بها....هل سيقدر الجميع ظروفي أو بالأحري هل سيصدقون كل ما مررت به....من سيعوضني عن الأيام التي مضت من حياتي ولم أعش بها ككل من هو بعمري....هل كل زميلاتي يخدمن في البيوت مثلي....هل يعاملن بقسوه كما أعامل أنا....لا أعرف ماذا فعلت أنا ليحدث لي كل هذا....أقسم لك بأني دائماً أفكر بالإنتحار لكي أستريح ولكن ماذا أنا بفعاله لو مت كافره....فبهذا أكون قد خسرت دنيتي وآخرتي....دائماً مايتردد في مسامعي كلام أبي عمن مات منتحراً....كنت لا أزال صغيره آن ذاك ولم أكن أفهم مايقول....والآن فقط أدركت....فكان يقول : لا أعرف لما الجميع يريد أن يتخلص من مشاكله بالإنتحار وينهي حياته بإعلان كفره....أهذا هو الحل....أكل من يُقدم عليه مستعد للقاء ربه....ألا يعرف بأن خالقه أرحم عليه من نفسه....الله لن يتركك هكذا....حتي وإن أطال عليك فهو يختبر صبرك وحتماً سيجبر بخاطرك جبراً يعجب له أهل السماء....فهو لن يغلق كل الأبواب بوجهك ويجعل لك باب الانتحار هو السبيل الوحيد لتخطي ما أنت فيه....نحن فقط من نختار الطريق الأسهل....نحن من أصبحنا ضعفاء نخشي فقط هموم الدنيا ولا نخشي عذاب الاخره....فلتصبر وإن فرجه لقريب . 


كم هو مريح أن أتذكر ماكان يقوله أبي....وأين هو الآن ليري حالي....ويري كيف أصبحت كالمشرده....بلا مأوي....رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الجنه....ولكن دعونا من هذا فبما يفيد الكلام في حالتي هذه....من الأفضل أن أصمت وألا أفكر فيما مضي وأتطلع لما هو آت....وهنا تلتقط حقيبتها ومن ثم تفتحها وتخرج هاتفها....ماذا ستفعل به تلك....هل تنوي بيعه أم ماذا....ظلت شارده به لفتره ليست بالكبيره إلي أن قطع شرودها إضاءة الشاشه معلنه عن مكالمه وارده من جواد....ماذا أهو جواد أم أنني فقط أتخيل....كانت غير مصدقه لدرجه جعلتها تفرك عينيها للتأكد مما تراه....وسريعاً ما همت بالضغط علي زر الفتح ولكن تراجعت عندما تذكرت تجاهله لها طيلة تلك الفتره الماضيه....انتهي الاتصال ولكن الآخر عاود الإتصال ثانية....أما الاخري فكانت في حيره بين عقلها وقلبها....فالقلب يريد والعقل يمتنع....ظلت هكذا تتجاهل مهاتفاته إلي أن إنهارت حصونها وضغطت علي زر الفتح ووضعت الهاتف علي أذنها....وبمجرد أن سمعت صوته حتي دخلت بنوبة بكاء ولم تستطع الحديث فكلما حاولت التكلم داهمتها تلك الشهقات اللعينه التي تصحب البكاء....ظلت هكذا لفتره غير قادره علي الحديث أو حتي إيقاف البكاء....وفي النهايه قامت بإنهاء المكالمه وإنطوت علي نفسها تُكمل بكائها إلي أن نامت مره أخري....فهو الشخص الوحيد الأقرب لقلبها....ولمجرد سماع صوته أرجع لها الشريط الأسود لما حدث معها . 


--------------<<<<< عند جواد >>>>>----------------

---------------------------------------------------------

نجده يكاد يموت خوفاً عليها وأخذ التفكير يلعب برأسه....تُري ماذا بها....لقد آلمني قلبي لسماع بكائها....ماذا أصابكي ي صغيرتي....ألم تكتفي الدنيا من إيذائك....ماذا فعلتي انت لكل هذا....ولكن إطمئني فأنا لن أتركك هكذا....وسأعوضك عن كل ماحدث لك....وهنا يتنبه لحازم وهو يقول :  إنت سرحان ف أيه كده ي ابني....ايه حكايتك انهارده....وبعدين بمناسبة اي يعني بتكلم حسناء....انت ف أيه ولا ف أيه . 


جواد بحزن : أنا لما فتحت تليفوني لقيتها متصله كتير قبل كده فخوفت يكون حصلها حاجه وإتصلت عليها لكن ماكنتش بترد ولما ردت قعدت تعيط جامد وبعد كده قفلت....أنا قلقان عليها اوي....ثم أمسك هاتفه ثانية واكمل حديثه قائلاً : انا هتصل عليها تاني....وكاد ان يفعل ذلك ولكن حازم اوقفه وقال : استني....انت هتعمل اي....انت دخلك اي بمشاكلها وحالها....وبعدين مش واخد بالك ي جواد انك مهتم بيها زياده عن اللزوم....انا كنت فاكر انك كنت بتعمل كده بحكم انها ف بيتكم وبنت ضعيفه مالهاش ف المشاكل وصعبانه عليك لكن شكل الموضوع غير كده لأن انت المفروض كنت تقطع علاقتك بيها من بعد ما سابت البيت بس انت ماعملتش كده....احكيلي بصراحه....وقولي اي حكايتك مع حسناء ي جواد . 


جواد بضيق : حكاية اي ي حازم ماتكبرش الموضوع . 


حازم بحده : لأ هكبره....عارف ليه؟!....عشان انت باين عليك اوي انك بتحبها....انت مش شايف وشك اصفر ازاي من الخوف عليها....بس للأسف انت حبيت واحده مستحيل تربط بيها....نصيحه مني ي جواد عشان لا تجيب المشاكل لا ليك ولا ليها ابعد عنها وطلعها من حياتك....لأن صدقني إنت لو خطيت خطوه واحده ف موضوع حسناء دا او فكرت انك تتجوزها حمزة مش هيعديها علي خير وهيقلب الدنيا وهتحصل مشاكل احنا ف غني عنها....فعشان خاطري ي جواد ابعد عن حسناء واقصر الشر لأن والله حمزة ماهيسيبها ف حالها . 


جواد بعصبيه : وهوا داخله اي....اتجوزها ماتجوزهاش مالوش دعوه....وبعدين تقصد اي بمش هيسيبها ف حالها....هيعمل فيها اي يعني . 


حازم : انت عارف كويس اوي ان حمزة مابيحبهاش وإنه فاكر إنها بتمثل دور البنت الغلبانه عشان تتجوز حد منكم ولو انت اتجوزتها او حتي فتحت الموضوع كده هتأكدله إن ظنه فعلاً كان صح....واكيد عمره ماهيقبل بكده وهيعمل المستحيل عشان يبعدها عن طريقك....فلو فعلاً بتحبها ماتجيبش سيرتها تاني ولا تقول انك بتكلمها لأن حمزة قاسي ومابيتفاهمش ولو الموضوع طلب انه يإزيها....هيإزيها....من غير مايتردد....لانه بيكرهها لدرجه ماتتخيلهاش . 


جواد بعصبيه : يإزيها؟!....ازاي يعني مش فاهم؟!....ولما هوا بيكرهها شاغل باله بيها ليه؟!....كانت عملت فيه اي يعني للدرجه اللي توصله انه يعمل فيها حاجه....انا علي فكره مش هسكت ولا هسيبها....واول ما أخف بإذن الله هكلم بابا ف الموضوع . 


جواد بتحذير : صدقني انت كده هضيعها من ايدك وعمرها ماهتبقي ليك....ماتتعشمش ف احبال دايبه وتمشي ف سكه هتوجعك ف الآخر . 


لم يرد عليه الآخر وإنما أرجع رأسه للخلف وشرد فيما قاله حازم للتو....هكذا هي الحياه ي صديقي تخضع فقط لقوانين الأقوياء....وإن كنت تريد نصيحتي حاول نسيان حبها....لأن هذا الحب لن يأتي إلا بالأذي لك ولها....أعرف بأن ذلك القرار سيكون الأصعب ولكن ليس لديك خيار إن كنت تحبها....ماذا تقولي أنت أنسي ماذا....أتريدي أن أتركها بهذه السهوله....أقسم لك بأنني لن أتخلي عنها مهما حدث فليس لي سواها حبيبه . 


--------<<<<< في غرفة ليلي بالقصر >>>>>-------

---------------------------------------------------------

نجدها تتحدث بدموع : عملت ليه كده ي عز....معقول هان عليك حمزة واتخليت عنه بالسهوله دي أُمال لو ماكنتش ابوه....حرام عليك والله لما تحرمه مننا وتسيبه لوحده كده....وعشان تكون عارف أنا مش هعقد ف البيت ثانية واحده بعد كده لو مارجعتليش ابني . 


عزالدين بحده : ايه الكلام اللي انتي بتقوليه دا....انتي عارفه كويس انا عملت كده ليه....صدقيني دي الحاجه الوحيده اللي هقدر اضغط عليه بيها....ابنك حمزة لازم يتغير . 


ليلي بإنهيار : لا....لا ي عز عشان خاطري ماتبقاش قاسي عليه كده....ورجعه يعيش معانا....مش صعبان عليك قعدته لوحده كده بعيد عننا ومش عارفين عنه حاجه . 


عزالدين بقلق : اهدي بس ي ليلي عشان نعرف نتكلم ونوصل لحل يرضينا كلنا . 


ليلي : أنا مش ههدي ولا هسكت غير لما ترجعلي ابني تاني....انا ماكنتش أتوقع انك تعمل فيه كده....الله أعلم حالته دلوقتي عامله ازاي....أنا مش هسامحك ي عز لو جرالي حاجه ومالحقتش اشوف ابني تاني . 


عزالدين بعصبيه : انتي ليه محسساني إنه مش ابني وانك هتخافي عليه اكتر مني....انا مش فاهم انتوا ليه مش عايزين تفهموا اني بعمل كده لمصلحته....ليه مش عايزين تفكروا ف شعوري لما كنت بطرده وشبه بتبري منه....ليه مش عايزين تعذروني وتقدروا موقفي....فاكرين يعني اني ماندمتش ع اللي عملته....والله ندمت وبتمني لو كنت مسكت اعصابي واتصرفت بطريقه احسن من كده....بس اعمل اي....مافيش اب هيستحمل يشوف ابنه وهو بيضيع عمره وحياته ويقف يتفرج عليه....بس عشان يكون ف علمك أنا مش هرجع عن القرار اللي اخدته دا . 


ليلي بدموع : لأ عشان خاطري ي عز....خليه يرجع وعاقبه بأي طريقه غير انه يبعد عني . 


لا ننكر أن قلب عزالدين لم يعد قادراً علي تحمل دموع زوجته وانهارت جميع حصونه وقرر الإستسلام رأفة بها وبحالتها فهي ان كانت تتحمل غيابه الآن فلن تتحمله غداً....إضافة إلي انه يعرف بأن أن حمزة عنيد ولن يخضع بسهوله لذا قرر أن يتراجع ويسمح له بالرجوع ولكن بشرط....ومن المفترض عزيزتي أن تكوني قد خمنتي ما هذا الشرط....لذلك نجد عز الدين يتحدث بهدوء : خلاص ي ليلي هدي نفسك وماعدتيش تعيطي واوعدك اني هرجعه تاني بس مش دلوقتي....هسيبه بس كام يوم كمان كده . 


ليلي بفرح : بجد ي عز....كنت عارفه انه مش هيهون عليك....بس عشان خاطري ماطولش وقول لحازم يجيبلي رقمه عشان ابقي اكلمه . 


عزالدين وهو يقبل رأسها : حاضر هقوله بس استريحي انتي وخلي بالك من نفسك عشان انا هروح لجواد دلوقتي وهبات معاه . 


ليلي : ابقي كلمني لما توصل عشان ابقي اطمن عليه . 


أومأ لها برأسه ومن ثم قبل رأسها مرة أخري وخرج من الغرفه عازماً علي تنفيذ ما رأسه....ينتابني الفضول لمعرفة ردة فعل ذلك الحجر علي قرار ابيه....هل سيوافق ام سيرفض كعادته....هل حبه لوالدته سيجبره علي الخضوع....يبدو أن القادم سيكون مشوقاً . 


-----------<<<<< في شقة حمزة >>>>>--------------

---------------------------------------------------------

نجده يقف في شرفته شارداً....تُري بماذا يفكر....أيفكر في مصيره بعدما هُدمت حياته وخسر كل شئ....أم يفكر بوالدته التي يموت شوقاً لها....أو أنه يفكر في تلك المسكينه التي يبدو أنه لا ينتوي لها الخير ابداً....ويفيق من شروده ذاك علي صوت قرع علي الباب فيخرج من غرفته سريعاً متجهاً نحوه وبعدما فتحه لم يجد أحد....فيقوم بصفعه بكل قوته ويقول بعصبيه : عالم ولاد **** انا ناقص جنان....جاتكوا قرف....تُري ما الأمر....لما بابه هو بالأخص الذي يدق في هذه الساعه من حين لآخر....هل فعلاً البنايه مسكونه من قبل تلك الكائنات مجهولة الهويه كما قال حازم....أم أن هذا يحدث لسبب مجهول سنعرفه فيما بعد....صارحة لا أعرف وليس لدي القدره علي التخمين....ولكن حدثي يخبرني بأن هذا سيترتب عليه أمراً ما لن يخطر ببالنا....بالتأكيد سنعرف....ولكن متي؟!....هذا ما لا اعرفه

❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


👇البارت الــ17ــ18👇                    

 أتمني لكم قراءة ممتعة

---------------------------------------------------------

مر أسبوع وقد تغير به أحوال البعض أما البعض الآخر فلم يحدث بها أي جديد....فحسناء قد تعافت من تلك الانفلونزا التي اصابتها منذ ان اتت هنا وبدأت مزاولة عملها إضافة إلي تجاهلها لمهاتفات جواد....وحمزة حياته مقتصره علي العمل والتفكير ف عائلته ومتابعة ذلك الرجل الذي كلفه بإيجاد حسناء....أما جواد فقد أصبحت حالته الصحيه مستقره وسُمح له بالعوده لمنزله ولكن حالته النفسيه هي التي ساءت كثيراً فلم يعد يأكل ولا يتحدث إلا قليلاً فإمتناع محبوبته عنه جعله حزيناً بائساً غير راغب في الحياه....أما عزالدين فقد هاتف حمزة وسمح له بالعوده كما أن ليلي أصبحت أفضل بكثير خصوصاً بعد عودة جواد وعلمها بمجئ حمزة هذا المساء.....وهكذا أكون قد عرضت عليكم نبذه مختصره جداً عما حدث طيلة الأسبوع الماضي فلا داعي للماطله وعرض كل الأحداث بتفاصيلها حتي لا أطيل عليكم .

                     

----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>-----------

---------------------------------------------------------

نجد القصر علي أتم الإستعداد لإستقبال ذلك الغائب....فقد كانت ليلي هي المشرفه علي إعداد كل الأطباق التي يحبها وكذلك تنظيف غرفته وشراء بعض الهدايا....فهذا اليوم كان بمثابة العيد لكل من في القصر عدا ذلك الذي لم يعد يبالي بأحد....وتنقضي ساعات النهار سريعاً ليحل المساء ويجلس الجميع في إنتظاره....وبعد فتره ليست بالكبيره نجد إحدي الخادمات تأتي لتعلمهم بميجئه فتهب ليلي واقفه وتخرج من غرفة الجلوس لتلتقي....ولكم أن تتخيلوا كيف كان ذلك اللقاء....فالإبن غائب منذ زمن ولم يلتقي بها قط منذ خروجه....ظل الإثنان يحتضان بعضهما كما لو كانوا لم يريوا بعضهما أبداً إلي أن تحدث عزالدين : ماكفايه بقي ي ليلي عايزين نسلم عليه إحنا كمان....فينفلت حمزة من أحضان والدته إلي أحضان والده ومن ثم رحب به الباقي وجلسوا سوياً يتسامرون ويضحكون فهذه الجمعه لا تحدث كثيراً....وبعد فتره ذهبوا لتناول العشاء....ولنتركهم هنا وننتقل إلي جزء آخر من الروايه .

ّ

------------<<<<< في دار الأيتام >>>>>-------------

---------------------------------------------------------

في غرفة حسناء تحديداً....نجدها ممده علي سريرها وتقرأ إحدي الكتب التي جلبها جواد ليقاطع إندماجها ذاك صوت رنين هاتفها فتلتقطه من جانبها لتجد أنه العم محمود وسريعاً ما نجدها تضغط علي زر الفتح وتقول : ألو....ازيك ي عمو عامل أي .

                     

محمود : بخير ي بنتي الحمدلله....طمنيني عليكي انتي .

                      

حسناء : انا كويسه الحمدلله....مافيش جديد؟!


محمود : لحد دلوقتي مافيش بس ماخبيش عليكي انا قلبي مش مطمن لأنه أكيد هيلاقيكي ف خلي بالك من نفسك ولو اتصلت عليكي ف أي وقت ابقي ردي عليا .


حسناء : ربنا يستر ويعديها علي خير....


محمود : يارب ي بنتي....وابقي طمنيني عليكي من وقت لتاني .


ومن ثم تبادلا السلامات وإنتهت المكالمه لتشرد الاخري فيما هو آت....فهي أصبحت حائره ماذا سيحدث مستقبلا وخصوصاً بعد سماعها لتلك المحادثه التي دارت بين عايده ودكتور الخاص بالدار .


---------------<<<<< فلاش باك >>>>>---------------

---------------------------------------------------------

كانت حسناء تجلس في حديقة الدار مع الأطفال كعادتها منذ أن تعافت من تلك الانفلونزا التي اصابتها عندما اتت هنا....لنجد إحدي العاملات تأتي وتقول : مدام عايده عايزاكي ف مكتبها ي حسناء....روحيلها انتي وانا هقعد مع الولاد لحد ماتيجي .


أومأت لها الاخري برأسها وإنطلقت سريعاً باتجاه الباب المؤدي للداخل ومن ثم مشت في ممر طويل لتجد غرفة السيده عايده أمامها مباشرة كادت أن تطرق الباب ولكن تراجعت عندما سمعت صوت نقاش محتد يحدث بالداخل .


الدكتور بعصبيه : ازاي يعني ي مدام عايده تقبلي واحده تشتغل هنا واحنا لانعرف اذا كانت مجرمه وهربانه من حاجه....مش فاهم والله حضرتك عملتي كده ليه .


عايده : اهدي ي دكتور شريف عشان نعرف نتكلم .


شريف : لو سمحتي ي مدام قوليلي ايه حكاية البنت دي لأن انا مش مرتاحلها....ماشوفتيش منظرها يوم ماجت كان عامل ازاي....البنت دي مخبيه حاجه علينا....وحاجه كبيره كمان....وعشان كده لازم تمشيها من الملجأ بدل ماتجيبلنا مصيبه .


عايده بإنفعال : أيه اللي حضرتك بتقوله دا....نمشيها ازاي يعني وهي ماعملتش حاجه....مش عارفه البنت دي مضايقاك ف ايه....ماهي قاعده هنا كافيه غيرها شرها ولا بتتكلم ولا بتعمل مشاكل وغير كل دا الولاد بيحبوها....فنمشيها ليه بقي .


شريف بتحذير : البنت دي وراها حاجه ومش عايزه تقول وجايه تستخبي هنا وسيبك من الكلام العبيط اللي قاتهولك....وإنها سابت الشغل وكانت هتعمل حادثه....ونهاية الكلام لو مامشتيهاش من هنا أنا هضطر أبلغ الإداره وهي تيجي بقي تتصرف ونشوف هتمشيها ازاي....ولو فعلاً بتحبيها قوليلها تمشي بالحسنه بدل ما اعملها مشاكل....ولم يمهلها فرصه للحديث وإنما خرج مسرعاً صافعاً الباب خلفه لتنتفض تلك الباكيه التي حرقها ذلك الطبيب المتعجرف بنظراته المحتقره .


كانت ستذهب ولكن وجدت السيده عايده تخرج وتسحبها من يدها إلي الداخل....وبمجرد أن تأكدت من إغلاق الباب تحدثت بشفقه : ماتزعليش ي حبيبتي هوا مش قاصده حاجه وحشه....هوا بس خايف ع الأطفال وكده عشان إحنا مانعرفش عنك معلومات كافيه....وبعدين ماتنسيش المسائله القانونيه وإنك مالكيش ورق هنا....كانت ستكمل ولكن قاطعتها حسناء بفتور : خلاص أنا همشي....مش محتاجه تكملي .


عايده بحنو : انا مش بقول كده عشان تمشي انا بس بعرفك هوا ليه قال كده....بصي ي حبيبتي إنتي عارفه اني بحبك وبعتبرك زي بنتي وأكيد هخاف علي مصلحتك....فعشان كده من الأحسن ليكي انك تسيبي الملجأ لان دكتور شريف دا صعب ولما بيقول انه هيعمل حاجه بيعملها حتي لو ايه اللي حصل ولا بيعمل اعتبار لحد....وانا مش عايزاكي تدخلي ف مشاكل لأنه لو بلغ الاداره فعلاً زي مابيقول كلنا هنتأذي وبالأخص إنتي .


حسناء بدموع : بس انا ماعنديش مكان اروح فيه ؟!


عايده بشفقه : انا شايله همك والله ي بنتي ومش عارفه اقولك ايه ولا اساعدك ازاي....بس كل اللي هقدر اعملهولك اني اقوله يديكي مهله أسبوع علي ماتدبري مكان تقعدي فيه....ودا ي حبيبتي اللي هقدر اساعدك بيه .


لم ترد الاخري وانما نكست رأسها وأدارت وجهها بإتجاه الباب استعداداً للخروج....كادت ان تخرج ولكن اوقفتها عايده قائله : استني ي حسناء انا لسه ماخلصتش كلامي....ثم سارت صوبها وإمسكت بيدها واستكملت قائله : ماتزعليش مني ي بنتي....انا لو عليا مش عايزاكي تمشي بس ما باليد حيله....حاولت كثيراً ان تعدل من موقفها وتتحدث معها في مواضيع أخري ولكن حسناء تحججت بأن الأولاد ينتظروها ويجب أن تذهب .


-------------<<<<< عوده للحاضر >>>>>-------------

---------------------------------------------------------

دار بخاطرها تساؤلات عدة....ماذا سأفعل بعد رحيلها من هنا....هل تطلب المساعده من جواد....ولكن كفاه مساعدات ي حسناء....لقد أقحمتيه في مشاكلك دون حق....وإلي متي ستعتمدي علي غيرك في التغلب عليها....هذه حياتك وهذا مصيرك فإما أن تواجهي وحدك أو تستسلمي....أستسلم ؟!....نعم تستسلمي ولما لا....انظري إلي حالك كيف أصبح....ما الذي نفعتك به المقاومه....فلتذهبي لذلك البلطجي وتتزوجيه....فهذا الحل الأفضل للجميع....ماذا تقولي إنت؟!....أأتزوج من ذاك المجرم....لا....لا....لن يحدث هذا....بالتأكيد هناك حل آخر....إذاً فلتخبريني به ي عزيزتي....قولت لك بأنه يوجد حل ولكن لا اعرفه....لم يتبقي سوي ثلاثة أيام علي رحيلك من هنا إلي أين ستذهبي....لا أعلم وهيا إبتعدي من هنا....لقد حان وقت نومي .


-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجد الثلاثه جواد وحازم وزين يجلسوا في غرفة المعيشه وقد كست ملامحهم معالم القلق....تُري ماذا هناك....وبالسير وصولاً أمام غرفة المكتب نسمع صوت عزالدين وبالتدقيق أكثر نسمع بوضوع ما يقوله....عزالدين : بص ي حمزة أنا بصراحه ماكنتش عايز أرجعك البيت دلوقتي بس والدتك هي اللي أصرت....وكنت فاكر إنك ممكن تتغير لو بعدت عندنا بس للأسف ماحصلش اي حاجه وعشان كده أنا قررت إنك لازم تتجوز .


وقعت تلك الكلمه علي مسامعه كما لو كانت حجراً....ماذا؟!....أتريد أن أتزوج؟!....ومن وهي ي تُري صاحبة الحظ العسر....ولكن ما ذنبها تلك المسكينه أن تتزوج من شخص مثلي....وهل ستوافق....وان وافقت أقسم لكم بأنها لن تبقي وستنتهز فرصتها الاولي وستهرب....ظل شارداً لبرهه ومن ثم حاول الحديث ولكن قاطعته والدته قائله برجاء : عشان خاطري ي حمزة ماترفضش....أنا مصدقت باباك يوافق انك ترجع....فلو بجد بتحبني وافق .


قبل حمزة يدها وقال بفتور : وي تري قررتوا مين هتكون سعيدة الحظ .


ليلي : البت اللي هتشاور عليها هنجوزهالك....بس وافق انت بس .                                       


حمزة : مش انتوا اللي قررتوا اني اتجوز....خلاص اختاروها هي كمان....هتيجي علي دي يعني .


عزالدين وقد لمعت عينه من الفرحه : أفهم من كده انك موافق ؟!


حمزة : ايوه بس بشرط....اشار له الاثنان بأرسيهما بمعني تحدث فأكمل قائلاً : هتجوز بس مش هعيش هنا....هروح شقتي وماحدش يجيلي هناك انا اللي هبقي اجيلكوا .


ليلي : لأ ي حمزة أنا ماصدقت انك رجعت....ماتخليك معانا فيها ايه يعني .


حمزة بضيق : انا قولت اللي عندي ولو مش موافقين انا ماعنديش مانع ارجع مكان ماجيت .


عزالدين : خلاص ي ليلي اللي يشوفه وبعدين هوا قالك انه هيبقي يجيلنا....ماتعقديش الموضوع احنا ماصدقنا يوافق .


ليلي وهي تقبل رأسه : خلاص ي حبيبي اللي انت عايزه هنعملهولك....ويبادلها الاخر بقبله علي جبينها وهو يقول : تسلميلي ي ماما....واسمحيلي امشي انا دلوقتي عشان عايز انام .


ليلي : ماشي ي حبيبي....تصبح علي خير .


لم يرد الآخر وإنما خرج سريعاً متجهاً نحو غرفته....ولكن كان وجهه حزينا لدرجة أن جميع من بالخارج لاحظ ذلك....فنجد حازم ينتفض من مقعده ويذهب خلفه عساه أن يلحقه....وبمجرد أن وصل أمام الباب تحدث حازم : مالك ي حمزة زعلان كده ليه ؟!


لم يرد الآخر وإنما فتح الباب ودخل الغرفه وتركه مفتوح ليدخل خلفه حازم وهو يقول : مالك ي ابني ايه اللي حصلك....ما انت كنت كويس .


حمزة بنبره هادئه : مافيش ي حازم....ماتشغلش بالك .


حازم : ماشغلش بالي ازاي يعني....دا انت بقيت واحد تاني خالص....هوا عمي قالك حاجه زعلتك ولا ايه .


حمزة بألم : بابا عايزني اتجوز .


حازم : طيب ودي فيها أيه يعني ما هوا علي طول بيقولك كده وانت دايماً بترفص....ايه بقي اللي مخليك متأثر وزعلان كده .


حمزة : لأ.....ما انا المره دي مارفضتش .


حازم بذهول : يعني وافقت....انا مش مصدق....اخيراً ي ابني....ومين بقي تعيسة الحظ دي....أقصد اللي أمها دعيالها .


حمزة بعصبيه : إنت بتهزر ي حازم....شايفني متعصب ومصصم تضايقني....ابقي اختار الوقت اللي تهزر فيه .


حازم : مالك ي حمزة مش فاهمك....ولما انت متعصب ومضايق اوي كده انك هتتجوز وافقت ليه .


حمزة بحده : وافقت عشان ماما....ماقدرتش اقول غير اني موافق قُدام نظرتها ليا وهي بتترجاني عشان مارفضتش....واما بقي متعصب ليه فدا لأنهم اجبروني اوافق علي حاجه انا مش عايزها....ليه مش عايزين يفهموا ان مافيش واحده هترضي تتجوز واحد زيي .


حازم : زيك ازاي مش فاهم .


حمزة بحزن : واحد قلبه جامد مابيهموش مشاعر حد وعصبي وايده سابق لسانه زي مابتقول....تفتكر في واحده ممكن تقبل ترتبط بواحد فيه كل العيوب دي .


حازم : عادي ي ابني ما احنا كلنا فينا عيوب....وإنت مش وحش اوي كده زي ما انت فاكر....وكاد ان يكمل ولكن قاطعه حمزة قائلاً : انا اوحش مما تتخيل ي حازم....وعشان خاطري بلاش تواسيني بكلام مالوش لازمه....فاكرين انهم لما يجوزوني انا كده هتغير وابقي احسن من الاول....ومش عارفين ان الوحش هيفضل وحش .


حازم : ماحدش بيفضل علي حاله....ويمكن ي حمزة البنت اللي تتجوزها تطلع بت حلال وتستحمل عيوبك وتقدر تغيرك....انت ليه يائس ومستسلم كده .


حمزة : يائس عشان زهقت من حياتي اللي مافيهاش جديد....اسكت ي حازم عشان خاطري انا مش ناقص .


حازم : انت اللي قافل علي نفسك وماعندش استعداد تغير....انت اللي علي طول شاغل نفسك ف الشغل ي اما نايم....وسايب عمرك يضيع ومش حاسس بيه....لو عايز فعلاً يبقي فيه جديد ف حياتك اتجوز ويمكن ي أخي تحبها وتتغير عشانها .


حمزة بإستنكار : أحبها؟!....طب وي تري لو حبيتها هي كمان هتحبني؟!....مافتكرش....وخلاصة الكلام انا هتجوز وخلاص اهو حتي يبقي عملت حاجه واحده تفرحهم....واقفل بقي ع الموضوع دا عشان عايز انام .


حازم : حمزة انت مالك زعلان ومهموم اوي كده ليه....ماتقلقنيش عليك....انا شايف ان الموضوع عادي مافيش فيه حاجه توصلك لكده بس انت واخده علي اعصابك ومضايق....هوا في حاجه تانيه مضيقاك ولا اي لإن استحاله موضوع زي دا يزعلك للدرجه دي....بجد انا مابقيتش فاهمك....من يوم ماسيبت البيت وقعدت لوحدك وانت حالك متشقلب .


حمزة بضيق : سيبني ف حالي ي حازم عشان خاطري انا مش طايق حد ولا طايق نفسي .


حازم : خلاص ي عم براحتك انا ماشي وسيبهالك....دا انت بقيت حاجه صعبه اوي بصراحه....وماعدتش عارف اتعامل معاك ازاي....ثم خرج سريعاً 

من الغرفه وأغلق بابها ليترك الآخر شارداً ينظر للاشئ....لما هذا يبدو حزيناً لهذه الدرجه....منذ متي وهو مرهف الحس هكذا....لا أعرف ماذا أصابه ذاك....أمره أصبح محيراً....فإن لم يكن يريد الزواج لما وافق اذاً....أمن المعقول انه وافق لأجل والدته....حقاً لا أعرف....ولكن صبراً....فسيتبن لنا كل شئ عما قريب....لذا فلنتركه ينام ونتحدث في الصباح .               


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇18👇

---------------------------------------------------------

--------<<<<< في غرفة حمزة بالقصر >>>>>--------

في تمام الساعه السابعه صباحاً من اليوم التالي نجد هاتفه يضئ معلناً عن مكالمه وارده ولم يطل انتظار المتصل فقد آتاه الرد سريعاً من ذلك الذي استيقظ مباشرة عند سماعه لصوت الهاتف كما لو كان ينتظره....لم يكن يعرف من المتصل وبمجرد ان تحقق من هويته انتفض من فراشه وتحدث بلهفه : أيوه ي خالد عملت ايه . 


خالد : كله تمام ي باشا وعرفنا مكانها .

ّ

حمزة وقد لمعت عينه من الفرحه : اخلص وقول بسرعه لقيتوها فين . 


خالد : البنت بتشتغل ف ملجأ ( ***** ).....أي أوامر تانيه ي باشا . 


حمزة : لأ ي خالد متشكر جداً وماتنساش تبقي تعدي عليا ف المحكمه....وبعدما انتهي من تلك المكالمه تحدث إلي نفسه قائلاً : خلاص ي حلوه كلها كام ساعه وتبقي تحت رحمتي....هتفضلي طول عمرك غبيه....كنتي فاكره إن ماحدش هيعرف يلاقيكي....لأ وكمان عامله فيها البت الشريفه اللي مش عايزه تتجوز واحد بلطجي....لكن تتشكل زي الحربايه وتوقع جواد العبيط ف حبها عشان يتجوزها....بس لأ ي حلوه مش هطولي ضُفره حتي....عشان انتي هتبقي مراتي برضاكي أو غصب عنك....لان انا مش هسمحلك تتجوزيه مهما حصل....انا كنت ناوي اربيكي الاول وبعد كده ارميكي ف السجن عشان ابعدك عنه لكن انتي بت مورزقه وظهرتي دلوقتي....ومن ثم ذهب بإتجاه غرفة الملابس وأخذ منامه شتويه ودخل الحمام . 


بالتأكيد الجميع الآن يتسآل....كيف عرف هذا بأن جواد يحب حسناء ويريد الزواج منها....حسناً....سأخبركم بما حدث . 


--------------<<<<< فلاش باك >>>>>----------------

بعد ظهر يوم أمس نجد حمزة في غرفته يقوم بتغيير ملابسه أما حازم فكان يضع الطعام الذي جلبه بالصحون إلي أن يأتي الآخر....وبمجرد أن انتهي من تحضير الطاوله تحدث قائلاً : يلا ي حمزة الأكل هيبرد....كل دا بتغير....بني آدم بارد . 


فيخرج حمزة من غرفته وهو يقول : ما تلم نفسك بدل ما ازعلك . 


حازم : يلا ي عم أنا جعان خلينا ناكل كده بسرعه عشان عايز اقولك حاجه مهمه . 


فذهب صوب الطاوله وجلس بجانبه ليتناولوا طعام الغذاء وبعدما إنتهوا تحدث حمزة : هاا ي أستاذ حازم عايز تقول ايه . 


حازم : هقولك بس اوعدني انك ماتعملش حاجه ولا تقول اني قولتيلك . 


حمزة بنفاذ صبر : اخلص ي حازم وقول . 


ازدرد الآخر ريقه وقال : جواد كلم عمي إمبارح وقاله إنه عايز يتجوز . 


حمزة : طب ودي فيها ايه....مايتجوز ي عم الله يسهله . 


حازم بخوف : ما هي المشكله مش فإنه هيتجوز....المشكله أنه عايز يتجوز حسناء . 


وبمجرد أن سمع الآخر إسمها حتي انتفض من مقعده وقال بعصبيه : إنت متأكد من اللي بتقوله دا . 


حازم : أيوه متأكد....وكمان جواد اللي قايلي....بس وغلاوة مامتك ي حمزة ماتعمل حاجه وتبوظ فرحة أخوك....جواد بيحبها بجد ومتعلق بيها....فعشان خاطري ماتكسرش قلبه . 


حمزة بصوت جهوري : بيحبها ازاي يعني....يعرف ايه عنها دا عشان يحبها....البت دي مش سهله ولو فعلاً اتجوزها يبقي كده وصلت ل اللي هي عايزاه....وانا مستحيل أخلي الجوازه دي تتم . 


حازم بخوف : إنت ناوي تعمل أيه....خليك عاقل ي حمزة وماتخدش الموضوع علي أعصابك....احنا ممكن نروح نتفاهم معاها ونقولها تبعد عن طريقه . 


حمزة : انا أصلاً كنت ناويلها علي نيه سوده من غير حاجه واللي معطلني اني لسه ماعرفش مكانها....بس هانت والموضوع قرب أوي....وانا بقي هخليها تلعن اليوم اللي دخلت بيتنا فيه . 


حازم بإستنكار : ناويلها علي نيه سوده....ليه يعني؟!....كانت عملت فيك ايه....دا انت ي اخي بقالك اكتر من شهر ماشوفتهاش....ايه الجديد اللي حصل يعني . 


حمزة بعصبيه : والله؟!...مش شايف ان كل المشاكل اللي حصلتلي مع بابا واخواتي كانت بسببها....لا وكمان جايه تزودها وهتتجوز جواد . 


حازم : ما انت اللي حاططها ف دماغك بدون اي داعي....واذا كان ع المشاكل انت اللي خلقتها فماتلومش غيرك بقي ع اللي حصلك....البنت دي عمرها ما أذيتك ولا وجهتلك كلمه تجرحك علي عكس ما انت بتعمل....هي مالهاش ذنب ي حمزة والله ف أي حاجه حصلت....خليك جدع وماتستقواش علي واحده ضعيفه مالهاش ضهر....وحتي ي عم لو وحشه....هي وحشه لنفسها مش لينا....اما بقي لو علي جوازها من جواد فدا شئ يرجعله هوا....ولو الدنيا كلها شايفه انها مش كويسه هوا برضو مش هيقتنع وهيتمسك بيها اكتر . 


حمزة بإستخفاف : يعني أفهم من كلامك إنك عايزني اسيبها تتجوزه . 


حازم : أيوه....لأن دي حياته وهوا حر فيها....وانت مالكش الحق تدخل فيها....سيبه ي أخي يتجوز البنت اللي حبها....وخلي بالك جواد لو اتحط ف مقارنه يختارك ولا يختارها....هيختارها هي....عارف ليه لأن انت عمرك معاملته علي إنه اخوك ودايماً بتتدخل ف حياته . 


حمزة بصوت خفيض : مش هوا عايز يتجوزها؟!....يبقي يقابلني لو عرف يوصلها . 


------------<<<<< عوده للحاضر >>>>>--------------

---------------------------------------------------------

بعد فتره ليست بالقصيره نجده يخرج من الحمام ومن ثم يأخذ هاتفه وينزل للطابق السفلي....وعندما أصبح أمام باب غرفة الطعام وجد والدته فقالت : صباح الخير ي حبيبي....كويس انك جيت....كنت لسه جايه اناديلك . 


حمزة وهو يقبل يدها : صباح النور ي ماما....هاا قوليلي بقي....عاملين ايه ع الفطار انهارده....أصل انا جعان اوي....ويلا بقي نفطر عشان عايزك انتي وبابا ف موضوع مهم . 


ليلي : تعالي يلا ي حبيبي....بس ي تري موضوع ايه دا اللي ع الصبح كده....ربنا يستر . 


حمزة : خلينا بس نفطر دلوقتي وهقولك بعدين....وبمجرد دخولهم الغرفه لم تمر إلا ثوانٍ وحضر الجميع....وبعدما انتهوا من تناول تلك الوجبه أخبر حمزة والده بأنه يريد التحدث معه في غرفة المكتب وبالطبع لحقت بهم والدته . 


-----------<<<<< في غرفة المكتب >>>>>-----------

---------------------------------------------------------

نجد الثلاثه يجلسوا قبالة بعضهم في هدوء إلي أن يقطع ذلك الصمت عزالدين قائلاً : خير ي حمزة عايز تقول ايه....ربنا يستر وماتكنش رجعت ف كلامك . 


حمزة بدون مقدمات : بابا أنا عايز اتجوز حسناء . 


عزالدين : دي بالذات ماينفعش تتجوزها . 


حمزة بحده طفيفه : اشمعنا يعني لما جواد قالك انه عايز يتجوزها ماقلتلوش حاجه . 


عزالدين : قول كده بقي....قول ان انت عايزها هي بالذات عشان تاخدها منه....بلاش حسناء ي حمزة وشوفلك واحده تانيه . 


حمزة بتحدي : وانا بقي مش هتجوز غيرها....ي كده ي إماا مش هتجوز وهرجع مكان ماجيت . 


عزالدين بعصبيه : انت بتهددني ي سافل....امشي اطلع بره....وماعدتش اشوف وشك هنا تاني . 


لم يتفوه حمزة بكلمه واحده وانما انتفض من مقعده وادار وجهه بإتجاه الباب....وعندما هم بفتحه تحدثت والدته برجاء : استني ي حمزة ماتمشيش عشان خاطري....تعالي بس واحنا هنعملك اللي انت عايزه....كان يعرف ذلك اللئيم أنها ستستعطفه ليبقي لذلك طلب منها الحضور....يالك من ماكر . 


عزالدين بعصبيه : انتي هتتحايلي عليه....سيبيه يغور من هنا . 


ليلي بدموع : لأ ي حمزة خليك....ثم وجهت كلامها لعزالدين : لو هوا مشي أنا كمان هروح معاه . 


عزالدين : ايه اللي انتي بتقوليه دا ي ليلي....تمشي ايه؟! 


ليلي برجاء : عشان خاطري ي عز خليه يتجوزها . 


عزالدين : كده يبقي بنظلم جواد....لان هوا اللي قايل الاول....وبعدين انتوا قاعدين تتخانقوا عليها من ماتعرفوا رأيها . 


ليلي : خلاص انا عندي حل....احنا نجيبها هنا ونسألها تتجوز مين....وكده يبقي ماظلمناش حد . 


حمزة وقد لمعت عينه : وانا موافق....هروح اجيبها وآجي . 


عزالدين وهو يرمقه بنظره ذات مغزي : واشمعنا حسناء يعني ي حمزة....دا انت ماكنتش بطيقها....ايه اللي حصل ف الدنيا يعني . 


حمزة ببرود : ما محبه إلا بعد عداوه....انا همشي عشان اروح اجيبها....وعلي ما آجي تكونوا قولتوا لجواد....ثم خرج سريعاً واغلق الباب خلفه ليترك والديه ف حيره من أمره . 


عزالدين : مش عارف مش مطمن ليه....حاسس ان حمزة ف دماغه حاجه تانيه....وشكله كده ناوي للبنت دي علي نيه مايعلم بيها الا ربنا . 


ليلي : حرام عليك ي عز انت علي طول ظالمه كده....مايمكن يكون بيحبها . 


عزالدين بإستنكار : بيحبها؟!....هو ابنك حمزة دا عنده قلب اصلاً عشان يحب....وبعدين هو فاكر إنها هتخاره بعد كل اللي عمله فيها....دا بتترعب منه . 


ليلي : هوا فعلاً عمل فيها كتير بس ما محبه الا بعد عداوه زي مابيقول....بس اهم حاجه انه وافق يتجوز....ودي اكتر حاجه مفرحاني....نفسي اشيل عياله قبل ما اموت . 


عزالدين وهو يقبل رأسها : بعيد الشر عنك ي حبيبتي....ربنا يديكي طولت العمر . 


--------------<<<<< عند حمزة >>>>>----------------

---------------------------------------------------------

نجده يسير بسرعه هوجاء كما لو كان أحد يطارده....إضافة إلي تلك الابتسامه غير المبرره التي لم تفارقه منذ ان خرج من القصر....ألهذه الدرجه سعيد بأنه سيمتلكها....هل حقاً يحبها....ام هذا فقط لأنه سينتقم لكبريائه المريض....حقيقةً لا اعرف....ظل يسير بسيارته هكذا لفتره ليست بالكبيره وسريعاً ما أصبح أمام البوابه الخاصه بذلك الدار....فنجده ينزل من سيارته ويغلق بابها ويسير بخطوات سريعه إلي ان أصبح في الداخل ومن ثم سأل إحدي العاملات عن مكتب المديره وبعدها ذهب مباشرة بإتجاه ذلك الممر الذي ينتهي بغرفتها....وبمجرد أن أصبح أمام الباب طرقه عدة طرقات وما هي ثوانٍ وآتاه إذن الدخول....فنجده يدخل ويغلق الباب خلفه ومن ثم تشير له السيده عايده بالجلوس....وبعد تبادل السلامات والترحيب تحدث حمزة قائلاً : كنت عايز اعرف لو حسناء سامي بتشتغل هنا . 


عايده : ايوه بتشتغل هنا....بس حضرتك بتسأل ليه . 


حمزة : أصل انا خطيبها....فممكن بعد اذنك تخليها تيجي عشان اتكلم معاها . 


عايده بحيره : بس هي ماقالتليش انها مخطوبه قبل كده . 


حمزة : ما احنا كنا انفصلنا وبعد كده انا سافرت وجاي دلوقتي ارجع كل حاجه زي ما كانت . 


عايده بفرح : اذا كان الموضوع كده هقوم اناديها بنفسي . 


حمزة : بس ممكن ماتقوليلهاش انا مين....اصل عايز اعملهلها مفاجأه . 


أومأت له الأخري برأسها ومن ثم خرجت سريعاً كي تخبر تلك التي كادت أن تموت فرحاً عندما اخبرتها بأن هناك من ينتظرها في مكتبها....وبالطبع اعتقدت تلك المسكينه أنه جواد....لذلك تجدها تترك مابيدها وتمشي بخطوات سريعه أشبه إلي الركض....وبمجرد أن اصبحت أمام الغرفة فتحتها بلهفه وقالت : كنت عارفه إنك هتيجي....ولكن تجهمت ملامحها عندما أدار ذلك الجالس وجهه وعرفت أنه الشخص الذي لطالما ترتعب منه....فنجد حمزة يقول بإبتسامه خبيثه : طب كويس انك عارفه . 


أما الاخري فقد تجمدت مكانها....فأصبحت غير قادره علي الحركه وأحست بأن الهواء قد نفذ من حولها وتكاد تختنق....وعندما شاهد حمزة منظرها ذاك سار بإتجاهها وهو يقول : أيه ي حلوه كنتي فاكره ان جواد هوا اللي هيجي....ثم أمسكها من رسغها بيد واليد الاخري اغلق بها الباب . 


كان ذلك القاسي يضغط علي معصمها لدرجه جعلتها تشعر بأن أصابعه إخترقت جسدها....وكانت ردة فعلها البكاء المكتوم كما تفعل دائماً....فيتحدث الآخر وهو يجز علي اسنانه ويزيد من الضغط عليها : هاا.....ماتردي....دلوقتي القطه كلت لسانك....اما الاخري فلازالت تبكي ولا تبدي اي ردة فعل....ولذلك يقوم بنفض زراعها من يده ويقول بلهجه قاسيه : ماتستعجليش ع العييط....بكره تعيطي بدل الدموع دم . 


ومن ثم جلس علي مقعده ثانية وقال : تعالي اقعدي عشان عايز أتكلم معاكي .

ّّ

ولكن الاخري لم تتحرك وكأنها لم تسمعه فيقول بعصبيه : مش انا قولت تعالي....انتي مابتفهميش....يلا تعالي....فتنصاع الاخري لكلامه وتجلس امامه وهي منكسة الرأس . 


حمزة : انا عايزك تنفذي كل اللي هقولك بالحرف الواحد وإلا والله العظيم هلفقلك تهمه وارميكي ف السجن مع الاشكال الزباله اللي شبهك وماحدش هيعرف يطلعك....وصدقيني انا بتكلم بجد مش بهدد....فأحسنلك تكوني عاقله كده وتسمعي الكلام....انتي دلوقتي هتروحي تلمي هدومك وهتيجي معايا القصر وهناك بابا هيقولك تختاري تتجوزي مين انا ولا جواد....واكيد طبعاً مش هتختاري جواد....واياكي ي حسناء تقولي لحد كلمه واحده من اللي قولتهولك . 


استجمعت الاخري شجاعتها وقالت بصوت مهزوز : ب...ب...بس انا مش عايزه اتجوزك . 


حمزة : ما انا عارف وعشان كده انا عايزك....وبرضاكي او غصب عنك هتتجوزيني....فأحسنلك وبالذوق كده تسمعي الكلام وتعملي اللي قولتيلك عليه....ثم أمسكها من رسغرها وضغط عليه بكل قوته وقال وهو يجز علي اسنانه : مفهوم....فأومأت له براسها ودموعها تنزل دون توقف....ليتحدث الآخر بجمود : يلا روحي هاتي شنطتك وامسحي الدموع اللي مالهاش لازمه دي . 


انصاعت حسناء لكلامه وخرجت لإحضار أغراضها....وبعد فتره ليست بالكبيره عادت وهي تحمل حقيبتها لتجده يقف بإنتظارها....وبمجرد أن رآها حتي امسك الحقيبه بيد وأمسكها من وسغرها بيده الاخري وسار بخطوات سريعه وصولاً إلي السياره غير مراعياً تعثرها المستمر في السير بسبب سرعته....ليقوم بوضع حقيبتها ثم يركبها وينتظر الآخري تصعد....وبمجرد أن صعدت حتي إنطلق بسرعه هوجاء عائداً حيث أتي . 


ّلم تكف تلك البائسه عن البكاء طيلة الطريق إلي أن أصبحا داخل القصر....فيوقف حمزة سيارته ويقول : بطلي تمثيل بقي وامسحي الدموع دي واوعي تنسي اللي قولتهولك او اشوفك بتعيطي....مفهوم....أومأت الاخري برأسها كعادتها ومن ثم لحقته إلي الداخل بعدما كفكفت دموعها . 


--------------<<<<< داخل القصر >>>>>-------------

---------------------------------------------------------

نجد الجميع يجلس في ترقب بغرفة الجلوس في إنتظار حضورهم....وما هي إلا ثوانٍ ووجدوا ذلك الثنائي مقبل عليهم....وبالطبع رحبوا جميعاً بتلك الغائبه منذ فتره....ولأن جواد يعرفها جيداً بمجرد أن رآها عرف أنها كانت تبكي....وهنا تنبأ بأنها بالتأكيد لن تختاره فالأمر واضحاً كعين الشمس....تُري بما هددها ذلك اللئيم كي تأتي معه....وبعد مرور بضع دقائق تحدث عزالدين بصوت عالٍ يسمعه الجميع : طبعاً انا حكيتلكم ع الموضوع ف مافيش داعي اتكلم....ثم وجه كلامه لحسناء وقال : بصي ي حسناء ي بنتي أنا اكتشفت ان ولادي الاتنين جواد وحمزة عايزين يتجوزوكي....وعشان ماظلمش حد فيهم انا دلوقتي بخيرك بينهم....هاا ي حسناء تقبلي تتجوزي حمزة ولا جواد....انا مش هضغط عليكي لو مش عايزه تقولي دلوقتي عادي خدي وقتك . 


كانت الاخري توزع نظراتها بين حمزة وجواد فهي في حيرة من أمرها....أتختار من سيكون خير زوج وسند لها....ام تختار سجانها الذي يهددها....بالطبع السؤال معروفه اجابته....فهي حتماً ستختار ذلك القاسي لأنها تعرفه جيداً إن توعد بشئ فسيفعله مهما حدث وهي منكسره ليس لها من يحميها من طغيانه....وبعد لحظات من التفكير نطقت بالإجابه التي خالفت بها توقعات الجميع عدا فقط ذلك تنبأ بها منذ رآها فقالت بصوت مهزوز : ح...ح...حمزه


❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


👇البارت الــ19ــ20👇


 أتمني لكم قراءة ممتعة

---------------------------------------------------------

أحس الجميع بوجود خطب ما....فهم كانوا يتوقعون أنه بالتأكيد سيقع اختيارها علي جواد....فمن تلك التي تقبل الزواج بشخص أهانها ويتهمها بما ليس بها....ولكن ماذا سيفعلون....فليس أمامهم سوي تقبل الامر الواقع....وهنا يتحدث عزالدين : خلاص ي بنتي علي بركة الله....عايزين بقي نحدد ميعاد الفرح وكتب الكتاب . 


حمزة : فرح أيه؟!....أنا مش هعمل فرح....أنا هكتب الكتاب وخلاص . 


ليلي : إزاي الكلام دا....انت عايز تتجوز من غير فرح....كده ماحدش هيعرف انك اتجوزت . 


حمزة بلامبالاه : وايه يعني؟!....ما كفايه انكوا عارفين . 


عزالدين : والله براحتك بس ناخد رأي حسناء برضو . 


حمزة : هي برضو رأيها من رأيي....مافيش داعي تسألها . 


ليلي : طب هتكتبوا الكتاب امتي . 


كاد عزالدين أن يتحدث ولكن قاطعه حمزة قائلاً : انهارده بالليل . 


عزالدين بحده : ازاي يعني هوا سلق بيض وخلاص....وبعدين انت قاعد تتكلم وتحدد علي مزاجك ومحسسني انك هتتجوز لوحدك....مش تاخد راي البني آدمه اللي هتتجوزها الاول . 


حمزة ببرود : حسناء مالهاش رأي بعد رأيي . 


عزالدين بعصبيه : دا انت مستفز....اعملوا اللي تعموله....اهم حاجه انك تتجوز وتريحنا....ثم انتفض من مقعده وخرج من الغرفة وهو في قمة عصبيته . 


ليلي بتوبيخ : استريحت انت دلوقتي لما عصبته....كان ممكن تقوله بطريقه احسن من طريقتك المستفزه دي....قوم انت بقي روح شوف وراك ايه وسيب حسناء قاعده معانا . 


وبمجرد أن لفظت إسمها حتي وجه بصره ناحيتها ورمقها بنظره مهدده....وكانت حقاً كفيله بإرعابها وإخبارها بما يريد....ومن ثم تحدث وهو يقوم من مقعده : انا اصلاً كنت ماشي ومش هرجع غير بالليل . 


ليلي : طيب ي حبيبي بس متتأخرش وابقي جيب المأذون وانت جاي . 


أومأ لها الاخر وخرج من الغرفه....كان جواد يجلس متابعاً لكل مايحدث دون التفوه بكلمه....فهو تيقن أن حمزة هو من أجبرها علي الموافقه....لن ألومك ي قارورتي علي ما حدث....فهذا ليس ذنبك....لأنني علي ثقه من ان ذلك اللئيم يهددك بشئ ما....ويا ليتني أقدر علي المساعده.... أشعر بأن قلبي يعتصره الألم...ولست بقادر علي معرفة السبب....أهذا لأنك لن تكوني لي....أم خوفاً عليكي من ذلك القاسي....كم أتمني أن تخبريني بما حدث وكيف وجدك هذا ولما يريدك أنت تحديداً ؟؟ 


وتنقضي ساعات النهار سريعاً ليأتي الليل الذي لطالما تمنت تلك الحسناء ألا يأتي....ونجد حمزة يدخل القصر وعلي يمينه المأذون ومن ثم يدخلا غرفة الجلوس ويحضر الجميع....وسريعاً مع تم عقد قرانهما وأصبحت حقاً زوجته....وبعد ما يقرب من الساعه إستأذن حمزة أن يأخذ زوجته ويذهبا إلي بيتهما....اعترض والديه في البدايه ولكن استسلما تحت إلحاحه الشديد....وبالفعل وضع حقائبهم بالسياره ومن ثم ركبا هما الاثنان ذاهبين إلي ذلك البيت الذي من المقرر أن يكون عش الزوجيه كما يقولون....ولكن يبدو أن الامر لن يكون كذلك . 


لم تكف حسناء عن بكاء منذ أن تحركت السياره....فهي لا تشعر أنه زوجها بل يبدو لها وكأنه سجانها الذي سيأخذها الآن ليحبسها في زنزانتها....ولكم أن تتخيلوا كم العصبيه التي تثيرها دموع تلك المسكينه لهذا القاسي اعتقاداً منه بأنها دموع ذائفه....لهذا نجده يتحدث بسخريه قائلاً : بطلي تمثيل بقي....مش كل دا تأثر يعني . 


لم ترد عليه الاخري وانما حاولت أن توقف دموعها ولكن لا فائده....فدموعها هي الاخري تعاندها وترفض الاستسلام....لذلك ادارت وجهها للجهه الاخري واسندت رأسها علي الزجاج وتركت دموعها تنزل بحريه....وبعد فتره ليست بالكبيره تقف السياره وينزل هو اولاً ويطلب من حارس البنايه مساعدته في اخراج الاغراض ومن ثم يمسك يدها بقوه ويجرها خلفه صعوداً بها إلي شقته....لم تمر سوي ثوانٍ إلا ووصل الاثنان وأصبحا في الداخل . 


وبمجرد أن أدخل الاغراض وأغلق الباب تحدث بلهجه قاسيه : بصي بقي ي حلوه....انا ماتجوزتكيش عشان احبك فيكي أنا اتجوزتك عشان اوريكي أسود ايام حياتك....انا لو عليا مايشرفنيش اني اتجوز واحده ماعندهاش شرف زيك كده....انتي هنا مش هتكوني اكتر من خدامه وبيتهيقلي دي مش هتبقي حاجه جديده عليكي ما انتي واخده علي كده....واياكي ي حسناء حد هنا يعرف انك مراتي....انتي بتشتغلي هنا وبس....وعارفه لو أي حاجه حصلت هنا ف الشقه دي وطلعت بره انا هعمل فيكي ايه....ثم سار بإتجاهها وأمسكها من حجابها وشدد قبضته وأكمل قائلاً : دا هيبقي أسود يوم ف حياتك لأن انا مش ضامن ساعتها هعمل فيكي ايه....واحسنك تتقي شري وتعملي كل اللي اقولك عليه....ثم شدد قبضته أكثر وقال وهو يجز علي أسنانه : مفهوم ولا اقول تاني....أومأت له برأسها وهي تكاد تموت من الالم فهذا القاسي قد شدد قبضته علي شعرها . 


وهنا تتحدث الأخري بدموع : حاضر بس سيب شعري....انت كده بتوجعني....فيقوم حمزة بفك حجابها وجذبها من شعرها بقسوه حتي أصبحت أذنها ملاصقه لفمه فيقول بصوت يشبه فحيح الافعي : بيوجعك؟!...انتي لسه ماشوفتيش حاجه....وشعرك الحلو دا ي حرام لو ماتظبتيش وعملتي اللي بقولك عليه هيتقص....فأحسنك تسمعي الكلام وتبقي مطيعه معايا كده عشان ابقي جدع معاكي . 


لم ترد الاخري وانما علي صوت نحيبها المقهور ليقوم ذلك القاسي بدفعها علي الأرض وهو يقول : أنا همشي دلوقتي....وعايز لما ارجع ألاقي البيت متنضف وهدومي متعلقه مكانها....ثم خرج صافعاً الباب خلفه لتنتفض تلك الملقاه علي الارض....ومن شدة دفعته اصطدمت احدي ركبتيها بالارض وآلمتها لدرجه جعلتها غير قادره علي الحركه لبضع ثوانٍ....واخيراً وبعد محاولات عدة للنهوض....نهضت وبدأت تستكشف المكان اولا....فالشقه حقاً كبيره ومليئه بالاثاث الراقي الذي تبدو عليه الفخامه . 


الشقه مكونه من أربعة غرف....ثلاثه منهم ملاصقين لبعضهم أما الاخيره فبعيده عنهم وأقرب إلي المطبخ....ومجرد ان دخلت الغرفة الأولي عرفت أنها غرفته فجميع أثاثها يحمل اللون الاسود إضافة إلي الستائر فهكذه هي غرفته أيضاً في القصر....وعندما دخلت الغرفه التاليه وجدت بها مكتبه كبيره إضافة إلي ذلك المكتب الذي يأخذ جزء كبير من الحجره....حاولت فتح تلك الغرفه الثالثه ولكن بابها مقفل....فتراجعت عن فتحها وذهبت بإتجاه الغرفه الاخيره....فبالتأكيد هذه غرفتها وحمداً لله انها بعيده ولن تكون بجانبه....وبعد جوله سريعه في هذا البيت المخيف....نعم مخيف....فالبيت حقاً واسع إضافة إلي أن اللون الأسود له النصيب الاكبر منه....بدأت بالتنظيف والترتيب ووضع الأغراض بأمكانها . 


وبعد مرور أكثر من ثلاثة ساعات إنتهت أخيراً ولكن إشددت آلام ركبتها إضافة إلي الدوار الذي أصبح لا يُطاق....فهي لم تأكل شئ منذ الصباح....لذلك تجدها تذهب مباشرة بإتجاه غرفتها وترتمي علي فراشها ومن ثم تذهب في ثبات عميق....وبعد مرور ساعه أخري يأتي ذلك القاسي ثم يذهب بإتجاه غرفتها ويفتح بابها ويسير نحوها ويقوم بجذبها من شعرها لتفيق تلك المسكين مذعوره وتقول بخوف : في أيه ؟! 


حمزة : قومي يلا اعمليلي الاكل....واياكي بعد كده تنامي قبل ما آجي . 


لم ترد الأخري وإنما أفلتت شعرها من قبضته وسارت إلي الخارج وصولاً إلي المطبخ....وبالطبع لحقها وتحدث قائلاً : عشر دقايق ويكون الاكل جاهز....ولما يخلص هاتيهولي ف أوضتي....ثم ذهب لغرفته....لم تسمع حسناء جيداً ما قاله ذاك إضافة إلي تشوش الرؤيه لديها وشعورها بذلك الدوار مجدداً....حاولت جاهده ان تتغلب علي حالة الاعياء تلك ولكن لم تستطع....وكما هو المعتاد فقدت وعيها....مر الوقت الذي حدده حمزة وهي لم تأتي بعد....انتظر كثيراً وعندما نفذ صبره....خرج من غرفته وهو يقول بعصبيه : انتي ي زفته كل دا بتعملي إيه....وعندما دخل المطبخ تفاجأ بها مُلقاه علي الارض فهرع إليها وحاول إفاقتها ولكن لا فائده....فقام بحملها ونزل بها سريعاً ومن ثم ركب سيارته وإنطلق بأقصي سرعه....وبعد فتره ليست بالكبيره وصل بها إلي أقرب مستشفي....وقام بحملها ثانية وإدخالها غرفة الطوارئ كان يريد أن يرافقها ولكن الطبيب لم يسمح له بذلك وأخرجه من الغرفة . 


أما هو بالخارج فكان قلقاً عليها كثيراً لدرجة جعلته يشعر بأن قلبه سيخرج من مرقده....وبعد مرور بضع دقائق خرج الطبيب وقال : عندها أنيميا حاده ولازم تفضل هنا كام يوم عشان نبقي متابعينها . 


حمزة بقلق : طب هي كويسه دلوقتي . 


الطبيب : إحنا ركبنلها محاليل لإن ضغطها واطي جداً ولما يخلصوا هنركبلها أكياس دم....هي هتحتاج تقريباً كيسين بس للأسف مش متوفر دلوقتي غير واحد . 


حمزة : هي فصيلتها نوعها اي . 


الطبيب : أو سالب....لو تعرف حد نفس الفصيله خليه يجي يتبرعلها . 


حمزة : طب عايزينه إمتي . 


الطبيب : لازم انهارده . 


حاول حمزة جاهداً أن يتذكر ما اذا كان أحد من العائله فصيلته مشابهه لها....ولكن لا فائده فمن فرط توتره لم يستطع....لذلك نجده يهاتف حازم ليسأله عن نوع فصيلته ومن حسن حظه عرف أنها مطابقه....لذلك طلب منه الحضور علي عجاله من أمره....ولم يمر سوي مايقرب من نصف الساعه وحضر ذاك المتبرع....كان حازم يمشي بخطوات سريعه اقرب الي الركض....وبمجرد ان رأي حمزة قال بصوت متقطع : أي ي بني خضتني عليك وجبتني علي عمايا....انت كويس اهو امال في اي . 


حمزة بحزن : حسناء جوه ومحتاجه نقل دم . 


حازم بعصبيه : ليه؟!....انت عملت فيها اي ي حمزة....كنت عارف انك مش ناوي علي خير بس ماتوقعتش انك تسوق الغباء من دلوقتي . 


حمزة بحده : بقولك ايه ماتكبرش الموضوع....انا ماعملتش فيها حاجه....انا كنت ف اوضتي وطلعت اشوفها لقيتها واقعه ع الارض . 


حازم بعصبيه : يا سلام ؟!....يعني دا الحصل امال عايزه نقل دم ليه....ماتخلص كده وقول ايه اللي حصل . 


حمزة بعصبيه : ما انا قولتيلك انت مابتفهمش....الدكتور لما كشف عليها قال ان عندها انيميا حاده ولازم تفضل هنا....ويلا اتفضل عشان لو هتتزفت تتبرع . 


ومن ثم سار الاثنان إلي إحدي الغرف التي أشار لهما الطبيب عليها....وبعد فتره ليست بالكبيره نجدهم يخرجوا ثانية ويتجهون إلي غرفة حسناء....وبمجرد أن دخلا تفاجأ حمزة بأنها بدون حجاب فيقوم بإخراج حازم سريعاً دون أن يلاحظ ويقول مبرراً : تعالي نقعد بره احسن . 


حازم : لا بره ولا جوه....انا ماشي وسايبهالك....ومن ثم تركه ورحل....ليقوم الاخر بالدخول ثانية والجلوس بجانبها....كان يتأملها كما لو كان يراها لأول مره....كم هي بريئه حقاً....لا أعرف لما فعلت بنفسها هكذا....أهي حقاً سيئه أم أنا فقط من أقنعت نفسي بذلك....وإن كنت هكذا....اذاً لما تم القبض عليها في قضيه مثل هذه....أهي من تتصنع دور البرائه أم هذه هي شخصيتها....أدموعها تلك ذائفه؟!....أم أنني أبالغ في إتهامها....ليس لدي أجابه علي كل تلك الاسئله....ولكن أتمني أن تكون ظنوني عنك خاطئه . 


وبعد فتره ليست بالقصيره نجد إحدي الممرضات تتدخل لتقوم بالإطمئنان عليها وعندما همت بالخروج طلب منها أن تحضر لها حجاباً....وبالطبع وافقت وأحضرته علي الفور....ومن ثم ألبسه لها بنفسه....يبدو أنه غيور....وكيف لا يغار وهي زوجته....هل هذا فقط لأنها زوجته أم لأنه يُحبها....يُحبها؟!....آمل ألا يكون قلقه عليها ذاك خدعك بأنه يحبها....فالقلق في هذا الموقف أمر طبيعي....لذلك لا تتعشمي كثيراً ي عزيزتي . 


ظل جالساً بجانبها هكذا إلي أن غلبه النعاس....وبعد عدة ساعات يستيقظ علي صوت منبه هاتفه....فيقوم بغلقه وأخذ مفاتيحه ومحفظته ويذهب سريعاً خيفة أن يتأخر علي العمل....وبعد مرور أكثر من ساعتان تستقيظ حسناء أخيراً لتجد نفسها في غرفه كبيره لا أحد بها سواها ومن ثم نظرت ليدها فوجدت إبرتان لا تزالا معلقتان بيدها....حاولت كثيراً ان تتذكر ما حدث ليلة الامس ولكن خذلتها ذاكرتها اللعينه....قررت أن تنتظر إذ ربما يأتي أحد من طاقم التمريض....ظلت تنتظر وقد طال انتظارها إلي أن أتت إحدي الممرضات وعرفت منها وضع حالتها جيداً وأنها تستبقي هنا إلي يوم غد....وبعدما قامت بالإطمئنان عليها جلبت لها وجبة فطور صحية وأعطتها بعض الادويه الازم أخذها بعد تلك الوجبه....وتنتهي حسناء من كل ذاك لتجلس في انتظار مجئ ذلك الذي يُدعي زوجها فقد اخبرتها تلك الممرضه أن زوجها قام بتسديد الحساب للمشفي ورحل في الصباح الباكر . 


وعندما حل المساء ولم يأتي بعد....أحست بالخوف الشديد....وبدأت بالبكاء كالطفله التي ضلت الطريق ولا تعرف أين والدها....فهي حقاً لا تزال طفله بإنعدام خبرتها وقلة تجاربها....أين ذهب ذاك وتركني هنا وحيده....لقد حل المساء ولم يأتي إلي الآن....هل سيتركني هنا أم أنه قد نسي أمري من الأساس....ألا يعرف ذلك الاحق اني شديدة الخوف من الأطباء وخاصة من إبرهم تلك....ألا يعرف انني أمقت راحة المستشفيات....فكم أكره راحة التعقيم التي استنشها متي وجدت في إحدآها....لا أريد المكوث هنا اكثر من ذلك....أريد ان ارحل....ولكن إلي أين؟!....فأنا حتي لا أعرف أين انا....وإن عرفت....فهذا لن يفيد أيضاً....لأنني لست بمهاره في دراسة الطرق ومعرفة الأماكن....ليس أمامي خيار سوي إنتظاره....ولكن يا تُري أين هو الآن....آمل أن يأتي سريعاً ويأخذني من هنا....ظلت هكذا تبكي إلي أن نامت حزينه مقهوره . 


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇20👇


---------------------------------------------------------

في صباح اليوم التالي نجد حسناء متيقظه باكراً وتنظر إلي الباب في ترقب تنتظر دخوله....لقد بدأت تشعر بالقلق....فهي كانت تظن بأنها ستجده عندما تستيقظ ولكن هذا لم يحدث....هل أصابه مكروه أم ماذا....لا أعرف ما الذي يتوجب علي فعله....أأرحل من هنا أم أنتظره....حسناً سأبقي هنا في انتظاره إلي أن يأتي....ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن....ففي منتصف النهار وجدت الممرضه تخبرها بأنها قد تحسنت ولم يعد هناك داعي لبقائها إضافة إلي أن هناك عجز في الغرف ويجب إخلاء غرفتها....شعرت تلك المسكينه بأن أحدهم ضربها علي رأسها وأصبحت غير قادره علي الكلام....وبعدما ذهبت الممرضه إنفجرت في البكاء....فهي لا تعرف أين هي بالأساس....ولكن عزمت أمرها بالرحيل لذلك قامت بتعديل حجابها وملابسها وخرجت من المشفي....قررت ان تمكث هنا لربما يأتي....ظلت تنتظره طويلاً إلي أن شعرت بالملل إضافة إلي أن الجو أصبح أكثر بروده حتي انها بدأت ترتجف لذلك قررت أن تتجول في المنطقه علها تخفف من برودة جسدها....ولأنها لم تري مباني شاهقة الارتفاع وراقيه بهذا الشكل من قبل دفعها الفضول للسير أكثر وأكثر حتي ضلت الطريق ولم تعد قادره علي العوده للشفي مره أخري . 


-------------<<<<< في شقة حمزة >>>>>------------

---------------------------------------------------------

نجده ينام علي فراشه ويبدو عليه الإعياء الشديد ومن ثم يدخل حازم وهو يحمل مشروباً ساخن ويقول بتشفي : تستاهل أهو اللي انت فيه دا ذنب المسكينه اللي مطلع عنيها . 


حمزة بإرهاق : مش فايق لكلامك البارد دا والله....وبعدين هي الساعه كام دلوقتي ؟؟ 


حازم : داخله علي سته . 


إنتفض حمزة من فراشه وهو يقول : ياااه انا نمت كل دا حسناء كان المفروض تخرج من المستشفي الصبح....وهم بالذهاب لغرفة ملابسه ولكن أوقفه حازم قائلاً : استني ي حمزة انت لسه تعبان انا هروح أجيبها انا . 


رفض الآخر كثيراً ولكن تحت إلحاح حازم إنصاع لرغبته ونام بفراشه ثانيةً....وسريعاً ما أخذ حازم مفاتيح سيارته وذهب....وبعد فتره ليست بالكبيره وصل المشفي وعندما ذهب غرفتها لم يجدها بل وجد مريضاً آخر فذهب لموظفة الاستقبال ليستعلم عن مكانها فمن الممكن ان تكون نُقلت لغرفة أخري....ولكن كانت الصاعقه بأنه علم أنها خرجت منذ ما يقرب من الثلاث ساعات....فيقوم بإخراج هاتفه ويتصل علي حمزة وبمجرد أن رد تحدث قائلاً : إلحق ي حمزة حسناء مش ف المستشفي . 


حمزة بعصبيه : ازاي يعني مش موجوده....وبعدين هتمشي تروح فين وهي ماتعرفش هي فين أصلاً....هي ماشيه من زمان . 


حازم : أيوه بقالها كتير . 


حمزة : طيب ي حازم أنا جاي أهو . 


ولم تمر سوي بضع دقائق وكان حمزة أمام ذلك المشفي وبمجرد أن رأي حازم تحدث بعصبيه : والله بنت ***** دي لو كانت هربت لهجيبها من شعرها وهعرفها ازاي تمشي من غير اذني . 


حازم : حيلك....حيلك....انت علي طول كده قولت انها هربت....دا انت مابترحمش....مش لسه قايل انها ماتعرفش هي فين....قولي بقي هتروح ازاي....وحتي لو مشيت اكيد مش معاها فلوس....فتح مخك بقي....وتعالي بس ندور عليها ف الشوارع يمكن مابعدتش . 


وبالفعل إنطلق كل منهما في اتجاه للبحث عن تلك المتغيبه....وعلي الجانب الآخر نجد حسناء تنتحب كالطفله الصغيره وترتجف من البرد إضافة إلي أن الجو أصبح غائماً وبدأ يمطر....يا إلهي ماذا أفعل الآن....لقد ضللت الطريق ولا أعرف كيف السبيل إلي الرجوع....ماذا فعلت انا ليحدث كل هذا بي....أأنا سيئه للدرجه التي تجعل ذلك الذي يُدعي زوجي يتركني في المشفي ليومين كاملين دون أن يأتي ويطمئن علي حالتي....هل أمري لا يهمه لهذه الدرجه....أين هو الآن ليري حالتي هذه وكيف أصبحت بسبب إهماله....ألهذه الدرجه ليس لي قيمه....ظلت تواصل سيرها إلي أن سمعت أحداً ينادي بإسمها فتتوقف لتنظر خلفها لتجده حمزة وما كان منها إلا أن جرت نحوه بلهفه واحتضنته ليعلو صوت نحيبها....كان الآخر يقف مبهوتاً مما فعلته....فهو لم يتوقع أن تكون تلك هي ردة فعلها....حاول كثيراً أن يهدئ من روعها ولكن لا فائده فلا زالت تبكي إضافة إلي إرتجاف جسدها الذي جعله هو الآخر يرتجف....وبعد مرور بضع دقائق هدأت كثيراً وتوقفت عن البكاء كاد حمزة أن يتحرك ولكن تراجع عندما وجدها تفقد توازنها وتوشك علي السقوط فيقوم بحملها ومن ثم وضعها بالسياره وإنطلق بها عائداً إلي منزلهم . 


وبعد فتره ليست بالكبيره نجد السياره تقف أمام البنايه ومن ثم ينزل حمزة ويقوم بحملها برفق صعوداً بها إلي شقتهم...ويضعها علي فراشها ويقوم بتشغيل المدفأه وإخراج ملابس من خزانتها....وهنا يتنبه إلي أنها نائمه ولا يود أن يفيقها لكي تبدل ملابسها لذلك قرر أن يبدلها بنفسه خيفة أن تمرض بسبب ملابسها المبتله تلك....وبعدما انتهي من تبديل ملابسها دثرها جيداً وظل يتأملها لفتره ثم نام بجوارها علي الاريكه....وتنقضي ساعات الليل سريعاً لتستيقظ حسناء وتنظر حولها بعدم استيعاب لتجد حمزة في نفس الغرفة فتنتفض من فراشها وعندما كادت ان تخرج إستيقظ الأخر وقال بصوت متحشرج : استني ي حسناء رايحه فين . 


تسمرت الأخري في مكانها....فهي أصبحت عاجزة عن الحركه....فيتحدث حمزة بحده : إيه اللي خلاكي تمشي امبارح من المستشفي . 


وهنا تتذكر قسوته عليها وإهماله لها فتبدأ في البكاء....حمزة وقد أصبح يقف أمامها : بتعيطي ليه دلوقتي....انا ماعملتش حاجه اهو....وقوليلي بالذوق مشيتي ليه من المستشفي وماستنتيش لما آجي....ولا كنتي عايزه تهربي....قولي الحقيقه ي حسناء عشان انا مابحبش الكذب . 


حاولت الاخري ان تسيطر علي حالة البكاء التي أصابتها ولكن لم تستطع وازداد بكاؤها اكثر فيتكلم حمزة بصوت جهوري : انا مش فايق لعييطك ده....ماتقولي واخلصي....فتنتفض المسكينه اثر صرخته ومن ثم تتكلم من بين شهقاتها : الممرضه اللي قالتي لازم امشي عشان محتاجين الاوضه....فمشيت بس فضلت قاعده بره قدام المستشقي كتير استناك بس ماجيتش....فقعدت اتمشي ومأخدتش بالي اني بعدت وماعرفتش ارجع تاني....هوا دا اللي حصل والله....انا مابكذبش . 


لا ننكر أنه اقتنع بما قالته ولكنه لم يُقعب وتركها وذهب غرفته....فهو المخطئ هذه المره كما أنه لم يعد قادراً علي تحمل حالة الأعياء التي يشعر بها تلك....أما هي فلم تكن تتوقع ان تكون ردة فعله هكذا....فهي كانت متيقنه من انه سيتهمها بالكذب كعادته....ولكن حمداً لله....فقد مر الأمر بسلام....لم تفكر في هذا كثيراً لأن آلام بطنها منعتها فهي لم تكن تأكل ذلك الطعام الذي يقدم لها في ذلك المشفي....لذلك نجدها تتجه ناحية المطبخ مباشرة وتعد طعاماً سريعاً ومن ثم تلتهمه بنهم....وبعدما انتهت تذكرت حمزة....كانت ستذهب لتسأله إن كان جائع أم ولا....ولكن تراجعت خيفة أن يعنفها وقررت أن تجلس في غرفتها إلي أن يناديها....وعندما دخلت غرفتها لاحظت أخيراً ان الملابس التي ترتديها مختلفه....يا إلهي من ألبسني هذه المنامه....فأنا لا أتذكر ما حدث معي أمس....بالتأكيد هو....ألم يشعر ذلك بالحرج....فكم أنا خجله من فعلته هذه....كيف له أن يفعل هذا....ولكن تمهلي يا عزيزتي....وما الحرج فيما فعله....فهو زوجك....إذاً لما الخجل . 


مضت عدة ساعات وحان وقت الغذاء ولكن الآخر لم يخرج من غرفته بعد....وهنا بدأت تقلق عليه حقاً....هل هو نائم كل هذا الوقت....حسناً....سأنتظر قليلاً وإن لم يخرج سأذهب لأطمأن عليه....مضي مايقرب من الساعه ولا جديد....لذا عزمت أمرها بأن تذهب....وبالفعل خرجت من غرفتها وصولاً إلي غرفته....طرقت بابها عدة مرات ولكنه لم يرد....فقامت بفتح الباب ودخلت لتجده نائم ووجهه يشوبه الاحمرار الشديد وعندما اقتربت منه أكثر سمعته يخترف ببعض الجمل غير المفهومه....فإقتربت أكثر لتصبح بجابنه ومن ثم تضع يدها علي جبينه لتصعق من حرارته المرتفعه تلك فتقوم بجلب قطعه من القماش وكثير من الماء المثلج لعمل كمادات محاولة منها لتخفيف حرارته....وبعد فتره ليست بالقصيره وضعت يدها علي جبينه ثانية....لتجد أن حرارته قد خفضت كثيراً....وعندما كادت أن تسحب يدها....فاجأها حمزة بسحب يدها إلي فمه ومن ثم قبلها واحتضنها....احمرت وجنتا الاخري وحاولت كثيراً ان تحرر يدها....لكن لا فائده....فهو يشدد من احتضانه لها كلما حاولت سحبها....يا الله ما هذه الورطه....ماذا ان استيقظ الآن....لا حل سوي ان أنتظر قليلاً ربما يتركها . 


لفت انتباهها أن ملاحمه هادئه جداً....فكم هو جميل وهو نائم....لا أعرف كيف يمكن لهذا القاسي أن يكون بهذا اللطف وهو نائم....فحقاً يبدو كالأطفال....ظلت تتأمل ملامحه هكذا إلي ان خجلت من نفسها....حاولت إلهاء نفسها بتفحص تفاصيل غرفته إلي أن غلبها النعاس....ونامت بجانبه....فالوقت قد تأخر وحان موعد نومها إضافة الي الهدوء الذي يعم المكان....ويمضي الليل ليأتي الصباح وتتطل علينا الشمس بطلتها البهيه....ويستيقط حمزة أولاً ليشعر بوجود بثقل علي صدره فينظر ليجدها حسناء تنام بكل أريحيه كما لو كانا حبيبين....كان مذهولاً مما يراه وما زاد الامر سوء أنه وجد زراعيه يطوقان خصرها ويضمان جسدها إليه....ما هذا....متي حدث ذلك....ولما هي هنا....لا أذكر شيئاً سوي أنني أتيت هنا بمفردي....ماذا إن كانت هي من فعل هذا....وأتت وأنا نام....لا أستبعد أن تكون قد فعلت ذلك....فهذا بالتأكيد ليس بالشئ الجديد عليها....يا إلهي ماذا تقول أنت....يا لك من شخص وقح بلا اخلاق....حمزة بعصبيه وهو ينفضها من عليه :اصحي....انتي ايه اللي جابك هنا....بس هقول ايه ما انتي واحده **** . 


فتستيقظ الاخري مذعوره وتقول بعدم استيعاب : انا عملت ايه ؟؟!! 


حمزة بسخريه : عملتي اي؟؟....تقدري تقوليلي ايه اللي جابك هنا يا آنسه ي محترمه....هاا....ردي عليا . 


فبكت الاخري وعندما همت بالحديث قاطعها بصوت جهوري : مش كل ما آجي اكلمك تعيطي....انتي ي بت مابتزهقيش من التمثيل....وبعدين كنتي هتقولي ايه....كالعاده هتقلفي كذبه جديده....مش عارف بصراحه أقول ايه بس يعبر عن كمية القرف اللي انا حاسس بيه دلوقتي....هي بجاحتك وصلت انك تنامي جنبي....بس هقول ايه ما انتي واحده شمال واخده علي كده والموضوع دا مايفرقش معاكي....ثم أمسكها من شعرها بعنف وتحدث بتحذير : الأوضه دي مش عايز أشوفك فيها تاني....وسواء انا موجود فيها او لأ ماتعتبيهاش برجلك....ثم شدد قبضته وقال وهو يدفعها : فاهمه....ياريت تكوني فهمتي عشان انا مابحبش اعيد كلامي مرتين .

ّ

كانت الاخري في حاله يُرثي لها....فقد أصابتها حالة بكاء هيستيريه لدرجه جعلتها غير قادره علي النهوض....أما هو فقد وصل لأقصي مراحل عصبيته لأنه يأمرها بالخروج وهي غير مباليه لذلك يقوم بجذبها من شعرها وجرها خلفه ودفعها إلي خارج الغرفه ومن ثم بثق عليها وقال بإشمئزاز : ماعدتش عايز اشوف وشك ف مكان انا موجود فيه....بني آدمه قزره....ومن ثم صفع الباب بوجهها....أما حسناء فلم تعد قادره علي الحركه فقد أحست بأن قدماها قد شُلت....فما سمعته الآن لم يكن بالهين ابداً....ولكن لما هي ضعيفه هكذا....لماذا لم تقل له ماحدث....حتي وإن لم يعطيها فرصة الحديث....كان يجب ان تتحدث....لا أعرف إلي متي ستظل هكذا....فحقاً ضعغها هذا وإستسلامها لما يقوله عنها يثير غيظي....وأخيراً نجدها تنهض وتسير بخطوات أشبه الي الركض ومن ثم تدخل غرفتها وتغلق بابها بالمفتاح . 


ان كنت تفضل عدم رؤيتي....حسناً سأريحك تماماً....ومن ثم ذهبت بإتجاه خزانتها وأخرجت علبه صغيره كانت تخفيها وسط ملابسها وتخرج كل ما بها وتضعه بيدها وتأتي بكوب من الماء وتهم بإبتلاعهم....تمهلي ي حسناء ماذا تفعلي....هل جننتي....نعم....ولهذا اتركيني اكمل ما افعله....لا لا لاتفعلي هذا....المشاكل لا تُحل هكذا....أنتي من أعطيته فرصة اهانتك وبعثرت كرامتك....أنتي من جعلتيه يقلل من قدرك ويحتقرك بهذه الطريقه الفظه....انهضي ولا تفعلي هذا....وكوني قويه ولا تستسلمي....ولكن تراجعت عن إتخاذهم جميعاً بل قررت تتناول حبتان فقط....فهي تريد أن تتجاوز كل هذا بالنوم....لذلك ابتلعتهم وأخفت العلبه ثانية ونامت علي فراشها كما لو كانت جنيناً وأكملت بكاء إلي نامت بفعل المخدر....لا فائده....فستظل ضعيفه إلي الأبد....ألم أنصحها بعدم الاستسلام لتوي....كم هي حمقاء....فلتنامي ونكمل حديثنا عند استيقاظك . 


كانت غرفة حمزة مقلوبه رأساً علي عقب....فهو كان يكسر كل ما يجده أمامه....فتلك هي وسيلته للتخفيف من حدة غضبه....لم يتوقف عن التخريب إلا عندما شعر بالتعب وانقطعت انفاسه....لذلك نجده يأخذ هاتفه ومفتاح سيارته ويخرج من الشقه نزولاً إلي سيارته ومن ثم ركبها وإنطلق بسرعه هوجاء....لم يكن يدري أين سيذهب أو ماذا يفعل....فكان في حالة عصبيه غير مبرره....لا اعرف ماذا حدث ويدعي كل هذا....لما لم يعطيها فرصه التبرير وقول ماحدث....ظل يسير بسيارته إلي أن وجد نفسه يقف أمام البحر....فينزل سريعاً ليجلس أمامه ومن ثم يشرد ف اللا شئ....وبعد فتره ليست بالكبيره يقطع شروده اتصال حازم ليرد الاخر بصوت متحشرج : ايوه ي حازم عايز ايه . 


حازم : صوتك ماله كده....انت كنت نايم ولا ايه؟؟! 


حمزة بإيجاز : ايوه...واخلص بقي وقول عايز ايه . 


حازم : طنط قالتلي أقولك تيجي انت وحسناء تتغدوا معانا وتقعدوا كام يوم . 


حمزة : انا هاجي انا بس مش هجيبها معايا . 


حازم بإستفهام : ليه يعني؟!...انت هتشيلها علي راسك....بطل بواخه بقي وهاتها وتعالي . 


حمزة بعصبيه : قولت أنا بس اللي هاجي يبقي انا بس....وماطولش معايا ف الكلام . 


حازم : انت مالك متعصب اوي كده ليه....براحتك ي عم....اعمل اللي تعمله....انا قولتيلك وعملت اللي عليا....ولو هتيجي تعالي دلوقتي عشان طنط وعمي كانوا بره وزمانهم جايين . 


حمزة بإيجاز : طيب انا جاي اهو....مش هتأخر....وبمجرد انا انهي المكالمه قام من مقعده وركب سيارته متجهاً بها نحو القصر....وكأنه كان ينتظر هذه المكالمه....كم هو قاسي....هل سيتركها في ذلك المنزل الكبير بمفردها.... 


يتبــــــــــــــع......

علقواب20 ملصق

من البارت الحادي والعشرين حتي البارت الخامس والعشرون والاخير من هنا 👇👇👇


من هنا


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close