البارت_التاسع_والعاشرر والحادي عشر
غرام_المغرووور
"خديجه"..
تقف خلف "فارس" الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها، والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص..
عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بنفاذ صبر قائله..
"وبعدين معاك يا فارس!!..أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي؟!"..
"قالت ايه يا ديجا؟ ..أنا كان معايا تليفون شغل، ومسمعتش حوارك معها"..
قالها "فارس" وعينيه لم تتزحزح عن "إسراء"..
جلست "خديجه" بجواره، وربتت على كتفه برفق مردفه براحه..
" أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش، و إلا كان زمانك عامل مصيبه أحنا في غني عنها"..
ابتسم" فارس " بتهكم وهو يقول..
"هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه؟! "..
إجابته "خديجه" بتعقل قائله..
"البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح جرح مش هين،وأكيد كلامها مش قصداه، ولا فاهمه معناه، وانت لازم تفكر كويس جداً في حكاية جوازك منها دي.. لأنها للأسف بحالتها دي، واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي.. فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي"..
هب واقفاً، وسار نحو الشاشة ببطء..قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط.. حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح..
رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه.. وتحدث بدهشه من نفسه، وأفعاله قائلاً..
" أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة ما شوفتها يا ديجا.. هي فعلاً ساحره.. ساحرتني بجمالها الصافي، وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده"..
أخذ نفس عميق، وتابع بأسف..
"كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتي،اللي طمعانه في فلوس، واللي شغاله لحساب أعدائي، وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس"..
طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده..
" ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات الرخيصه دي لحسابي.. بس خلاص.. العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوري،و إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب.. وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا"..
رفعت" خديجه" حاجبيها بدهشه، ورمقته بنظرات منذهله وهي تقول..
"وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني؟!"..
ابتسم" فارس" لها ابتسامه هادئه، وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول..
" هي يا ديجا هي..قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه"..
صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه..
"خطفت أنفاسي ،ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها"..
حركت" خديجه" رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله..
"لا لا لا.. انت مش طبيعي أبداً.. فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي، ولا حركات الرجاله الحبيبه دي.. أكيد في حاجه غلط "..
رفع" فارس " إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلاً ََ..
"دا انا ليا وليا كمان.. وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا"..
دمدمت" خديجه" بصوت هامس محدثه نفسها..
"اممم ربنا يستر.. شكلنا داخلين على بحور فعلاً، وعلى الله محدش يغرق"..
بينما عاد" فارس"يتابع ساحرته بهتمام، وابتسامه بدأت تختفي شيئاً فشيئاً حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها، وألم قلبها..
...................................
..بغرفة إسراء..
كانت "إلهام".. يعتصر قلبها بألم حاد على بكاء وحيدتها.. ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمها لحضنها، والبكاء معها..
تلك الفتاه الصغيره التي أصبحت بين ليله وضحاها.. أرمله ومسؤله عن ابنتها، ووالدتها أيضاً ..دفنت حزنها بين ثنايا روحها..جاهدت حتي تظهر قويه بعدما رأت نظرة بعض أشباه البشر لها..نظره كالسوط تجلد جسدها،وتمزق قلبها..
وبالأخير وقعت تحت رحمة "فارس" ذلك المغرور كما تطلق عليه هي..
بنظرها الحياة ليست عادله،ولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلاً، ورحيماً بها..
أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق.. الرجل الذي تفنن بعشقها.. رغم ضيق الحال، والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سنداً لها عند ضعفها..
ظلاً تستضيء به في الهموم و الأحزان .. مصدر قوتها وأمانها..
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد..
بكت "إسراء" داخل حضن والدتها.. ملجأها الوحيد.. تتمسك بها بكل قوتها مردفه بغصه مريره..
"انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما.. جوزي حب عمري يموت في عز شبابه.. ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي.. انا من غيره بقي ضهري مكسور"..
رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار، وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها..
"من يوم ما مات وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها، وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي"..
إزداد نشيجها وأكملت بأسف..
"بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا نار.. انا كدبت عليكي.. هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما"..
شهقت "إلهام" بصدمه مردده..
"يا كبدي يا بنتي"..
مسحت" إسراء " عبراتها بظهر يدها بطفوله، وتابعت بغيظ..
" ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما يموت"..
عقدت" إلهام" حاجبيها، ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله..
"وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء؟!"..
زمت "إسراء" شفاتيها واجابتها بملامح عابثه..
" انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي "..
"يالهوي على هبلك يابت.. بقي علشان تحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء؟! "..
أردفت بها" الهام" بعتاب وهي تخبط على صدرها بخوف وفزع شديد..
عضت" إسراء " على شفتيها، وبأحراج قالت..
" انا عارفه اني اتغبيت وقتها، وغضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه.. بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته"..
وضعت" الهام" أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن، وتحدثت قائله..
"يبقي انا نظرتي في فارس دا صح.. الراجل فعلاً طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي"..
صكت" إسراء " على أسنانها بغيظ متمتمه..
"يا سلام يا ست لوما، وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني؟! "..
ضحكت" الهام" بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث..
"ما أنتي عجبتيه، ودخلتي دماغه، وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمك،وانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله"..
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله..
"يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها، وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب "..
ترقرقت أعين" إسراء " بالعبرات، ونظرت لها بعتاب قائله..
" انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه ، وأكون لواحد غيره يا ماما؟!"..
ربتت "إلهام" على كف يدها بحنان، وبتعقل قالت..
"يشهد ربنا يا بنتي ان موت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش، ولو كانت ظروفنا أحسن من كده، وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي؟!"..
أسرعت "إسراء" بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها، وهي تقول بلهفه..
"انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما.. دا انتي وبنتي اهلي، وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا.. ربنا ميحرمنيش منكم أبداً يا حبيبتي "..
جذبتها" إلهام" لحضنها.. تضم رأسها بحنان بالغ، ولثمت جبهتها بحب وهي تقول..
"ولا يحرمني منكم يا ضنايا.. بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي.. انا عمري ما هضرك، ولا هسيبك تضري نفسك..احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب، وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكي،وانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله.. الحمدلله على كل حال"..
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء..
"أنتي لسه صغيره والحياه قدامك.. متدفنيش شبابك بحزنك، وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك"..
حركت" إسراء " رأسها بالنفي، وهمت بالاعتراض.. لتسرع" إلهام " قائله بأمر..
"متستعجليش وفكري الأول، بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك.. انا وبنتك متعلقين في رقبتك، واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا..فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح"..
"إسراء" بطاعه.. "ونعمه بالله العلي العظيم.. حاضر يا ماما هتوضي، واساعدك تتوضي، ونصلي سوا"..
اعتلي وجهها غضب مفاجئ وتابعت بأصرار..
" ولو ست خديجه موافقتش تشغلني.. يبقي هاخدك ونمشي من هنا غصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا"..
بينما "فارس" يتابع حديثهما بهتمام شديد، ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصداً غرفة ساحرته،وعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه..
.....................................
"إيمان"..
تتابع "تامر" زوجها المحتضن" إسراء " الصغيره ويمسد على ظهرها بحب، ويقوم بأطعامها بنفسه، ويداعبها فتدوي صوت ضحكاتها البريئه تدخل السرور على قلب من يرها..
اعتلت ملامحها ابتسامه حزينه تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها، وتنهدت بصوت عالِ، واقتربت ببطء جلست جوارهما بعدما شعرت أن نوبة غضب زوجها هادئه الآن..
تتأمله بأعين عاشقه.. تشتاقه حد الجنون.. منذ موت شقيقه من ثمانيه أشهر، وهو تبدل حاله معها.. أصبح شخص أخر غير حبيبها الذي كان لا يطيق الإبتعاد عن حضنها ليله واحده..
أقتربت منه قليلاً حتي أصبحت تفصلهما بضعة انشات،وأغمضت عينيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعاً وأخذت نفس عميق تستنشق عبق رائحته التي تتوق لها..
غير منتبه هو لها.. أو مصطنع عدم الإنتباه.. انتفضت بفزع،وكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلاً..
"قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه"..
قالها "تامر" بنبرته الصارمه،والتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره..
كأنه شعر بقربها واشتياقها له فقرر ابعادها عنه..
ظلت جالسه بمكانها جواره تنعم بقربه للحظات.. تستجدي قلبه أن يرأف بها..
رسم الغضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت الرعب بأوصالها، وبغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه ..
"انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا علشان البت جعانه.. ايه مسمعتيش؟"..
ظنت انه سيضربها كعادته مؤخراً.. لا يتحدث بلسانه.. فقط بيده.. فرفعت يدها بتلقائيه، واخفت وجهها بخوف مردده بطاعه..
"حاضر يا تامر.. هقوم"..
جحظت عينيه من رد فعلها، وما أوصلها إليه.. أسرعت هي،وانتفضت واقفه، وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله.. أمام نظراته المنذهله..
لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له، وقد أغرقت عبراتها وجهها، وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعاً لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها، وحزنها..
"تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي.. أكتر من 4سنين بتعالج، ومافيش نتيجه، وشكلي مش هقدر أخلف أبداً"..
تشنج جسد "تامر" وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له، وجعله يتذكر مرض زوجته، وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته لها وابتعاده عنها..
مسحت "إيمان" دموعها بعنف، ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الحزينه، واستدارت ببطء وتابعت دون أن تنظر له، والقت جمله جعلته يأنب نفسه على ما أوصلها إليه..
"وانت من حقك يكون عندك أولاد يشيلو أسمك.. علشان كده بطلب منك تتجوز يا تامر" ..
صمتت لبرهه تحاول الحفاظ على ثباتها، وتسيطر على بكائها، واكملت..
"كنت خايفه أقولك الكلام دا قبل كده لتتجوز واحده متوافقش إني افضل على زمتك، وتخليك تطلقني"..
نظرت له بعشق شديد ظاهر بعينيها الحزينه، وتابعت بلهفه..
" وانا مش عايزه اطلق منك يا تامر.. عايزه أفضل على زمتك حتي لو اتجوزت عليا"..
هبطت عبرتها بغزاره، وبصوت مبحوح قالت..
" انا بحبك ومليش حد غيرك"..
وجهت نظرها للصغيره المستكينه داخل أحضان عمها، وأكملت بحنو..
"وزي ما قولت قبل كده.. أنت أولى بلحم بنت أخوك"..
أخذت نفس عميق، وبقوه مزيفه قالت..
" اتجوز إسراء يا تامر.. أنت ظلمتها وهي شريفه..كلمتني وفهمتني كل حاجه وانت عارف انها لو كدبت على النيا كلها مبتكدبش عليا.. قالتلي انها راحت بيت صاحب الشركة علشان تشتغل خدامه عند مامته و؟! "..
قطعت حديثها حين لمحت ملامحه التي تبادلت من الهدوء.. للغضب العارم.. وضع الصغيره أرضاً بجوار العابها الذي جلبها من أجلها ،وهب واقفاً وسار نحوها ببطء مريب حتي أصبح أمامها مباشرةً..
ضيق عينيه،ومال برأسه على وجهها وأردف قائلاً بتساؤل..
"عايزاني اتجوز عليكي أرملة أخويا اللي أنتي بتعتبريها أختك يا إيمان؟!"..
انتهي البارت..
#غرام_المغرووور
#البارت_الحادي_عشررر
اغتيال!!..
.. مر يومان..
أصبحت "إسراء" بصحه أفضل عن زي قبل بفضل الأهتمام المبالغ فيه من قبل الطبيبات المشرفات على حالتها، وحالة والدتها أيضاً بتعليمات من "فارس" شخصياً..
استيقظت بنشاط من نومها بالصباح الباكر.. توجهت نحو حمام الغرفه اختفت بداخله قليلاً، وخرجت مسرعه بعدما ارتدت كامل ثيابها..
قامت بأداء فرضها بخشوع وقلب ملتاع.. تشتاق لصغيرتها بجنون، ولكنها اتخذت قرارها ستفعل اي شيء وكل شيء حتي توفر لعائلتها الصغيره حياة كريمة مهما كلف منها الأمر..حتي لو على حساب حياتها هي..
"صباح الخير يا ضنايا"..
أردفت بها "الهام" بنبره حانيه، وهي تعتدل جالسه على الفراش.. لتسرع "" إسراء " وتقترب منها تساعدها على النهوض وهي تقول بابتسامة حزينه..
" صباح النور يا حبيبتي "..
ضيقت" إلهام" عينيها ونظرت لها بشك مردفه..
" انتي لابسه كده ورايحه على فين؟!"..
نظرت لها" إسراء " نظرة يملؤها الأسى وقلة الحيله..
لا تعلم من أين تبدأ.. ما يحدث لها لم تكن تتوقعه بيوم..
تشعر أنها مغيبه.. لا تمتلك حق الرفض.. خضعت لعرض ذلك الذي تلقبه بالمغرور مجبره..
أطبقت جفنيها بقوه كمحاوله لمنع عبراتها من الهبوط، وبتنهيده متألمه قالت..
"أنا موافقه اتجوز فارس بيه يا ماما"..
اعتلت ملامح "إلهام" الدهشه لتغير رأيها المفاجئ، وزحف القلق لقلبها جعلها تتحدث بصوت مرتجف قائله..
"انتي غيرتي رأيك ليه؟!.. مش قولتيلي أنك هتشتغلي هنا؟.. صرحيني يا بنتي هو عمل فيكي حاجه يا إسراء لما خدوني عند الست خديجه؟!"..
حركت" إسراء" رأسها بالنفي، واجابتها قائله..
"أهدي يا ماما وأنا هحكيلك.. بس عيزاكي تعرفي أني غيرت رأيي علشانك أنتي وبنتي"..
ربتت" الهام" على وجنتيها بحنان، وببكاء قالت..
" متجيش على نفسك يا بنتي.. متشليش فوق طاقتك، ولينا رب اسمه الكريم قادر يحلها من عنده، وزي ما بيقولوا كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق"..
رسمت" إسراء" ابتسامه زائفه على محياها، وتحدثت بأسف قائله..
" بالظبط كده.. إتفاق.. جوازي من فارس بيه مجرد إتفاق مش أكتر، وهيبقي بعقد ومده محدده كمان أول ما تخلص كل واحد هيروح لحاله"..
نظرت لها" إلهام" بعدم فهم، وبنفاذ صبر قالت..
" انتي بتكلميني بالالغاز.. ما تفهميني يا بنتي تقصدي أيه بكلامك دا؟!"..
أخذت "إسراء" نفس عميق، وبدأت تخبرها عن ما دار بينها وبين المغرور" فارس"..
.. فلاش باااااااااااك..
"وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي، ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره"..
همس بها "فارس" أمام شفتيها وهو يزيد من ضمها
لصدره بحميميه شديده..
يتأملها بعينيه بفتنان.. ساحره هي حتي أثناء غضبها.. تأثره بملامحها الملائكيه، وغضبها الطفولي، ورفضها له يشعل نيران رغبته أكثر وأكثر..
حاولت" إسراء" ابعاده عنها بعدما صدمتها جرائته معها جعلتها كمن فقدت النطق ..جاهدت للأفلات من بين يديه لكنها فشلت فشل زريع.. فقد قام بتقيد كلتا يدها بأحكام، ونظر لها بابتسامة لعوب، وتحدث بستمتاع قائلاً..
"لازم تتعودي على وضعنا دا.. لأنه من هنا ورايح هيتكرر كتيرررررر أوي"..
"أنت مجنون"..همست بها "إسراء" بصوت يكاد يسمع، وقد اغرقت عينيها بالعبرات، وبدأ جسدها يرتجف بشدة بين يديه..
اختفت ابتسامته، وتحدث بجديه قائلاً..
"بيكي.. مجنون بيكي يا إسراء"..
تحركت بين يديه بهستريه، واعتلي نشيجها.. ليتابع هو بنبرة محذره قائلاً..
"اسمعيني كويس احسنلك.. أنتي عجباني ودي حاجه مبتتكررش كتير، وأنا طلبتك بالحلال وانتي رفضتي"..
صمت لبرهه، ونظر لعينيها الباكيه بعمق، وتابع بأسف..
"واللي ميجيش مع فارس الدمنهوري بالرضا يجي بالغصب، وأنا مش عايز أخدك بالغصب يا إسراء"..
تنقل بعينيه بين ملامحها ببطء حتي توقف بنظره على شفتيها المرتجفه، وتابع بابتسامة ماكره..
" عايزك بمزاجك.. فخلينا نتفق إتفاق أنا واثق انه هيعجبك"..
"طيب سبني الأول"..
قالتها" إسراء" بنبره راجيه متعمده عدم النظر لعينيه، وملامحها يظهر عليها الاشمئزاز منه مما ازعجه كثيراً .. فصك على أسنانه، وتحدث بغيظ قائلاً..
"مستحيل أسيبك، ولما تتكلمي معايا تبصيلي"..
ضغط على خصرها بعنف محبب مكملاً بأمر ..
" فاهمه"..
تأوهت بصوت خفيض فقدته صوابه، وبضعف همست من بين شهقاتها..
"فاهمه.. بس سبني أيدي المتعوره وجعتني"..
خفف يده حولها، وأنزلها من حضنه على مضض،وهو يقول بصرامه..
"بما إنك متهوره، ومبتفكريش كويس قبل ما تاخدي اي قرار.. رافضه تتجوزيني ،ومصره أنك تشتغلي هنا أو تمشي من القصر خالص" ..
مسحت "إسراء" دموعها بعنف، وسيطرت على ارتجاف جسدها ، وتصنعت القوه واردفت بحده..
"انا فعلاً همشي من هنا خالص ومش هفضل ولا دقيقه بعد سفالتك معايا دي"..
ابتسم" فارس"بتهكم، وتحدث ببرود قائلاً..
"انتي من هتعرفي تخرجي بره اوضتك.. مش بره القصر،وبعدين افتكري مامتك اللي محتاجه عمليه، وبنتك اللي عايزه تأمني مستقبلها، والناس اللي عايزين يخلصوا عليكي..فصدقيني جوازي منك هيفيدك فوق ما تتخيلي"..
ابتلعت غصه مريره بجوفها، واعتصر قلبها بألم حاد، وبصوت منكسر همست..
" انت واحد حقير علشان تستغل ضعفي بالشكل دا"..
نظر لها نظره جامده للحظات، ومن ثم صرخت بفزع حين قطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده، ومال على وجهها وهم بتقبيلها.. لتصفعه هي على وجنته صفعه عنيفه، وبصراخ تحدثت قائله..
"احترم نفسك بقي"..
جحظت عينيه بصدمة.. انتبهت هي على ما فعلته.. فرمشت بأهدابها ببراءه، وأسرعت بالحديث قائله..
"قولي أيه هو الاتفاق يا فارس بيه"..
شبه ابتسامة ظهرت على محياه حين نظرت له بعينيها أخيراً تستجديه ان يتغاطي عن هذه الصفعه مدمدمه بخوف..
"اممم انا مكنتش قصدي أضربك.. دا خدك هو اللي خبط في أيدي"..
ابتعد عنها موليها ظهره يحاول التحكم بوتيرة غضبه، وبصوت مخيف قال..
" انتي متعرفيش أنا عايز اعمل فيكي أيه دلوقتي"..
نظر لها نظره دبت الزعر بقلبها، وبوعيد تابع..
"كله بحسابه يا إسراء،ودلوقتي تسمعي الأتفاق الجديد"..
وضع يده بجيب سرواله، وتحدث بابتسامة مصطنعه قائلاً..
"أنا عايز ولد يشيل اسمي تكوني أنتي أمه سواء قبلتي تتجوزيني أو لا هخلف منك"..
اتسعت أعين" إسراء" بذهول مقارب للجنون، وشهقت بخجل شديد.. ليتابع هو بلامبالاه..
" القرار ليكي.. بس لازم تعرفي أنك هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان"..
حديثه الجاد، وتهديده الصريح جعلها تدرك انه لا يمزح، ونظرته الهائمه بها تخبرها انه ينتظر بستماته ان ترفض عرضه لينقض عليها الآن كالاسد الجائع..
التزمت الصمت قليلاً، ولم تجد أمامها سوا ان توهمه بموافقتها حتي تطمئن على والدتها وصغيرتها.. زفرت بضيق، وبتعقل تحدثت قائله..
" موافقه بس بشرط.. تستني عليا 4شهور يكون أبو إسراء الله يرحمه كمل سنه، وأكون انا اطمنت علي ماما، وتخلص أنت موضوع الناس اللي عايزين يخلصوا مني دول، وكمان لو اتجوزتني دلوقتي هتاكد لاخو جوزي الكلام اللي اتقال عليا.. فخليني اشتغل هنا الاربع شهور دول زي ما قولت لمراته "..
تفهم هو ما يدور برأسها.. فرمقها بتهكم وبأصرار قال..
"موافق.. كده يبقي هكتب عليكي برضو ومش هندخل ولا نعلن غير بعد 4شهور"..
هبطت دموعها على وجنتيها بغزاره، وبصراخ مقهور قالت..
" وانا موافقه"..
نهاية الفلاش بااااك..
" يعني هيكتب عليكي في السر يا إسراء؟! "..
قالتها" إلهام " بغضب، وعدم رضا..
قبلت "إسراء" يدها، وبتوسل قالت..
" ماما عايزاكي تعملي العمليه وتخفي بسرعه وترجعيلي ، وسبيني انا اتصرف مع المغرور دا، واطمني كل حاجه هتعدي.. سواء حلو او وحش كله بيعدي،وانا اهم حاجه عندي دلوقتي أنك تقومي بألف سلامة"..
.........................................
"سيد"..
يتحدث بهاتفه بخوف شديد..
" يا معالي الباشا البت جوه قصر الدمنهوري.. مستنين تظهر بره القصر، وهجبلك خبرها"..
صرخ بأذنه الطرف الأخر بغضب عارم قائلا..
" انت متخلف.. دي أكيد قالت لفارس على كل حاجه، وبيخطط لنا دلوقتي ينتقم مننا ازاي، واحنا لازم نسبقه"..
ازدارد "سيد" لعابه بصعوبه، وبعدم فهم قال..
" يعني نعمل ايه يا باشا"..
صمت الأخر لبرهه، وبأمر قال..
" فارس هو اللي لازم يموت مش البت.. خلي رجالتك تنفذ انهارده"..
ظهرت ابتسامه متسعه على وجه" سيد"، وزفر براحه وهو يقول بحماس..
" بس كده هنحتاج رجاله تاني، وفلوس زياده حبيتين تلاته"..
"كل اللي هتحتاجه هبعتهولك.. بس اقرا خبر موت فارس الدمنهوري بعد ساعه بالكتير"..
......................................
.. أمام شركة الدمنهوري..
وصل "فارس" بسيارته.. خلفه سيارات الحراسه التابعه له.. ركض إحدي الحرس، وقام بفتح باب السياره.. ليخرج" فارس" بكامل هيبته، ووقاره وسار خطوه والثانيه وإذا بوابل من الطلقات الناريه انهمرت عليهم بغزاره..
تجمعت الحراسه من حوله سريعاً وتبادلو إطلاق النار بمهاره عاليه..
ليتفاجئو بعدد كبير من الرجال المسلحين يركضون نحوهم، وبدأ شجار دامي سقط على أثره الكثير من حراسات " فارس" ..
حتي وصل رجل ضخم البنيه ل "فارس"،وهم بأطلاق النار عليه.. ليسرع "فارس" بلكمه بقوه حتي سقط سلاحه بعيداً عنه..
هجم عليه الرجل بأله حاده يلكمه بوحشيه، وغل وكره دفين..
انتهت البارت
استغفرو الله لعلها تكون ساعه استجابه
البارت الثالث عشر والرابع عشر هنا👇
تعليقات
إرسال تعليق