غرام_المغرووور
البارت_السادس_عشر والسابع عشر
عناق حار!!..
"فارس"..
يجلس بجوار "إسراء" على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها، وبنفاذ صبر وغضب تحدث موجه حديثه للطبيبه..
" ما تتكلمي قوليلي مالها، وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا؟!"..
إجابته الطبيبه على الفور..
"هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه، وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله"..
بدون سابق إنظار كان مال "فارس" بوجهه على "إسراء" وطبع قبله طويله أسفل شفتيها.. جعل جميع من بالغرفة يشهقو بنفس واحد، وتحدث بلامبالاه لوجودهم..
"اطمني طول ما انا جنبك.. هتبقى كويسه.. متخفيش"..
بكت" إسراء" بصطناع، وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد، وبغيظ شديد قالت..
"مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني، ولا تشلني يا جدع أنت؟!"..
قطعت حديثها واتسعت عينيها بصدمة أكبر حين حملها بين يديه بلهفه واجلسها على قدميه، وضمها بتملك مجنون مردداً..
"بعد الشر عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك"..
داعب وجنتيها بأصابعه، وغمز لها مكملاً بثقه وغروره المعتاد..
" وبعدين أنتي بقيتي في حضن فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي"..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه، وافعاله معها.. تعجز حقاً عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت "خديجه" الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كلياً عليه،وكأنه أصبح شخصًا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها "إسراء" بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله..
"روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها"..
مدت "إسراء" لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء وهي تبغضهم، وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك "فارس" على هيئتها بصوته كله، وذاد من ضمها له مقبلاً وجنتيها بعمق وهو يقول بمزاح..
"حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني"..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار، ويده على ظهرها..
ضربته "خديجه" على يده برفق، وهي تقول بخجل شديد..
"ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اتجننت.. اتأدب عيب كده"..
نظرت للطبيبه، والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء، وأكملت بأمر..
"اتفضلوا على شغلكم يله"..
لم يستمع "فارس" لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعنان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوة،وبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش، وهب واقفاً يهندم ثيابه، وبتنهيده عاشقه قال..
"هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول"..
تهللت أسريرها، وتلاشي غضبها حين استمعت لاسم صغيرتها، وعودتها لحضنها.. كم تشتاقها كثيراً.. تود رؤيتها وضمها لصدرها حتي لو تلقي حتفها بعدها..
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض بجنون.. ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفاً بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى..
"مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك"..
ختم جملته وهو يميل عليها ويطبع قبله طويله على شعرها، ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه..
تاركاً "إسراء" خلفه كالتي تلقت خبطة قوية على رأسها، وبذهول تحدثت قائله..
"والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!!"..
ضحكت" خديجه" برقة على هيئتها، وتحدثت بستغراب قائله..
"هو فعلاً مش طبيعي خالص.. دا مش فارس اللي أنا ربيته.. انتي خلتيه واحد تاني"..
"ثواني بس.. انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه؟!"..
قالتها" إسراء" مستفسره بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها..
رسمت "خديجه" الغضب على ملامحها جعلت الأحراج يعتلي وجه" إسراء" وهمت بالاعتذار منها ثانية.. لكنها ضحكت فجأه بشدة واجابتها بأسف..
" بصراحة هو كده ماشفش تربيه خالص هههههه"..
ضحكت" إسراء" على ضحكاتها..
ربتت "خديجه" على ظهرها مردفه بطيبه..
"ايوة كده اضحكي.. ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي"..
"إسراء".. "أنتي اللي أجمل، وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور"..
دفعتها "خديجه" برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه..
" اممم.. وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي.. علشان لما بنوتك تيجي تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه"..
تمددت" إسراء" على الفراش واغلقت عينيها بتعب ، وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها.. لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس.. نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال..
فهي بالآخر أنثى، وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوماً ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق .. فلو شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها .. فحاول ما استطعت أن تضحكها.. لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو..
ظل يعاد بذهنها همساته لها، وكلماته التي تذيب الحجر، وعناقه الحار الذي جعل جسدها يرتجف بقوة.. حتي غرقت بنوم عميق.. ليهاجمها حلمها المعتاد عن ما حدث لزوجها..
.. فلاش باااااااااااك..
قبل تسعة أشهر..
"إسراء"..
تجلس على ركبتيها أمام زوجها "رامي" الجالس أرضاً على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر.. مستند بظهره للحائط.. ضامم ركبتيه لصدره.. خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي..
"طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان، وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء"..
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها، ورسمت ابتسامة رضا بقضاء الله،مدت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها.. لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط، وبغصه مريره قال..
" افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام"..
"عارفه.. والله عارفه يا حبيبي"..
همست بها وهي تجذب رأسه لحضنها وتضمه بلهفه.. يدها تربت على شعره بحنان بالغ متمتمه بألم حاد ينهش قلبها..
"دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك، وبإذن الله هينصرك ويرجعلك حقك.. بس أنت أهدي ومتزعلش نفسك بالشكل دا الله لا يسيئك"..
تمسك بها بكلتا يده.. يستمد منها بعض القوة.. وبدأ يتحدث بهذيان، وعدم تصديق من شدة حزنه وقهرته على حاله..
"بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي، وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعن من كل الناس حتي أقرب أصحاب ليا شهدو عليا إني حرامي"..
لهنا ولم تحتمل أكثر وانهمرت عبراتها تتساقط على وجنتيها بغزاره، وبعدم فهم همست بصعوبه من بين شهقاتها قائله..
" ليه.. ليه كل دا.. ليه يعملوا معاك كده؟! "..
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبه،واجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع..
" علشان عرفت اسم الراجل الكبير اللي ورا كل محاولات الأغتيال والسرقة اللي بتحصل في الشركة ، ولما عرضوا عليا فلوس كتير وانا رفضت وحاولت أوصل ل "فارس" باشا صاحب الشركة قفلوا كل الطرق اللي توصلني بيه، وطردوني وقطعوا عيشي.. بس أنا هعمل المستحيل وهوصله وهقوله ان اللي بيحاول يقتله ومشغل ناس بتسرقه واحد مش مصري واسمه "مارفيل" وهو أكيد هيجيبه"..
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عالِ.. لتهرول "إسراء" وتجلب له كوب من المياه، وتساعده على تناوله مردفة بتوسل..
"أهدي يا رامي.. بالله عليك أهدي ليجرالك حاجة.. انا وبنتك ملناش غيرك بعد ربنا"..
"أنا كويس.. متخفيش"..
قالها وهو يرتمي داخل حضنها مره أخري، وبنبرة راجيه همس وهو يغلق عينيه، ويستعد للنوم..
"خليني في حضنك شوية..المكان الوحيد اللي بيريحني يا إسراء"..
قبلت جبهته مرات متتاليه، وهي تقول..
" طيب قوم ريح على السرير جنب بنتك، وانا هعملك لقمة خفيفه تاكلها واجيلك على طول.. أنت مكلتش حاجه من أمبارح"..
حرك رأسه بالإيجاب.. ساعدته على النهوض، وسارت برفقته حتي وصل للفراش،تمدد بجوار صغيرتهما.. دثرته هي بالغطاء وهمت بالابتعاد عنه.. ليمسك كف يدها وهمس بتعب..
"متسبنيش.. خديني في حضنك"..
انصاعت له وتمدت جواره.. ليضمها هو بيد، ويضم صغيرته بيده الأخري، بدأ يتنقل بشفتيه بينهما يقبلهما بحب شديد مغمغماً بهمس لصغيرته..
"أنا مش حرامي يابنتي.. يشهد عليا ربنا اني عمري ما دخلت جوفكم لقمة إلا بالحلال"..
ظل وقت ليس بقليل يضمهما، ويقبلهما حتي أغلق عينيه وهو يهمس بأذكاره مردداً الشهادة أكثر من مرة.. ظنت زوجته انه غاص بنوم عميق.. فبتعدت عن حضنه بحذر، وهبت واقفه..
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة، وعادت له.. جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله..
"رامي.. قوم يا حبيبي كل ونام تاني؟! "..
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت ببرودة بشرته الشديده.. انتفضت فجأه وبدأت توقظه بعنف مردده برعب وهلع جعل جسدها يرتجف بشدة..
"رر رامي.. قوم يا حبيبي.. قوم بالله عليك.. يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب"..
ظلت تحاول مراراً وتكراراً ايقاظه، ولكن أمر الله قد نفذ..
..نهاية الفلاش بااااك..
"راااااامي"..
هكذا أستيقظت "إسراء" من نومها، وهي تصرخ بأسم زوجها ببكاء شديد..
أسرعت "خديجه" بضمها لحضنها، وربتت على شعرها بحنو مردده..
" بس يا حبيبتي متخفيش.. أنتي كنتي بتحلمي"..
تمسكت بها "إسراء" واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها..
"مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي"..
...................................
.. ديمه..
ممسكه بهاتفها تتحدث به بغضب قائله..
"عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين؟!"..
اجابتها "صابرين" قائله بحقد..
"للأسف يا ديمه هانم.. بيعملها معامله خاصه جداً وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم انهارده"..
صكت "ديمه" علي أسنانها بغيظ، وبفضول قالت..
"اسمها أيه البت دي؟! "..
" صابرين".. " اسراء يا هانم، وشكلها جربوعه من الشارع"..
"ديمه".. بأمر.." طيب اقفلي، وخلي عينك عليها، وبلغيني بكل حاجة"..
أنهت جملتها، وطلبت رقم آخر.. فأتها الرد باللغه الفرنسية..
"مرحباً ديمه"..
"ديمه".. "مرحباً مارفيل.. أريدك أن تأتي إلى مصر بأقرب وقت ممكن"..
"مارفيل".."أخبريني ماذا حدث؟!.. هل كل شئ علي ما يرام؟!"..
" ديمه".. ببكاء.." لا..أريد مساعدتك.. فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني" ..
ضحكت "مارفيل" ضحكه ساخرة، وبالامباه تحدثت..
"لا يهم بالنسبه لي حبيبتي، ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة؟! "..
صمتت لبرهه وتابعت بثقه..
" ابني فارس الدمنهوري"..
اعتلت ملامحها الغضب وأكملت محدثه نفسها..
" الذي لم أكره بحياتي شخص مثله !!"..
انتهي
#غرام_المغرووور
#البارت_السابع_عشررر
مفاجأة!!..
"فارس".. يجلس داخل سيارته الواقفه على جانب الطريق..كان بطريقة لإحضار الصغيرة، ولكنه تذكر حديث ساحرته، واتفاقه معها، وإصرارها على جعل زواجهما بالسر حتي يتم والد ابنتها عام على وفاته..
لا يجب أن يذهب بنفسه ويحضر الصغيرة من عمها..إن فعل هذا سيأكد ظنون بعض أشباه البشر عن سمعة حبيبته..
أطلق زفرة نزقة، وهو يمسح على خصلات شعره الكثيفه مدمدماً بذهول من نفسه..
"من امتي وانت بتخاف أوي كده على حد يا فارس.. ولا من أمتي وانت بتعمل للناس حساب أصلًا..
ابتسم بشرود ،وانتفض قلبه انتفاضه لذيذه حين تذكر حضن تلك الساحرة الذي جعله يذوب عشقاً..
هي وحدها امتلكت قلبه وكيانه، ووجدانه.. لا قبلها ولن يأتي بعدها..
سيفعل لأجلها كل شئ.. لأجلها فقط حتي يري نور الشمس التي تشرق عندما تبتسم له..
ظل يفكر كثيراً كيف يجلب الفتاه دون أن تمس بسوء.. اتسعت ابتسامته وأخرج هاتفه من جيب سرواله بلهفه مردداً بعتاب لنفسه..
"إزاي بس توهت عن بالي يا صاحبي"..
طلب إحدي الأرقام وأنتظر قليلاً حتي أتاه الرد..
"صاحبي الغالي اللي واحشني"..
كان هذا صوت المقدم "غفران المصري"..
"فارس"بستفزاز مقصود.. "عارف إني واحشتك عشان كده كلمتك يا أبو مالك"..
حرك "غفران" رأسه بيأس من غرور صديقه الذي لن يتخلى عنه بحياته، وتحدث بغضب مصطنع قائلاً..
"يا أخي *** لغرورك"..
ضحك "فارس" حتي ادمعت عينيه مغمغماً..
"طيب متزعلش، وقولي أنت فين عايزك معايا في مشوار ضروري"..
" غفران".. بقلق.." خير.. انت كويس؟! "..
إجابه "فارس "بتنهيده حزينه.. "كويس الحمد لله متقلقش.. بس لو فاضي عايزك تيجي معايا.. في حوار بسيط كده وعايزك نخلصه سوا"..
" غفران".."هتجيلي ولا اجيلك أنا؟"..
ظهرت الفرحة على محيا" فارس" فصديقه الشهم لن يخذله أبداً..
" فارس".. " انا عايزك تيجي بالبوكس ومعاك القوة بتاعك يا غفران.. لو ينفع"..
"غفران".." اممم كده في حوار.. تعالي على البيت عندي، وأنا هكلم القسم يبعتولي البوكس على ما توصل"..
"فارس ".. "تمام..أنا جيلك حالاً"..
أغلق هاتفه، وطلب رقم اخر..ليجيبه "تامر" في الحال مردفاً..
"أيوه يا فارس باشا.. أنت فين دلوقتي؟!"..
" فارس ".. بتعقل..
" اسمعني يا تامر.. انا هاجي دلوقتي بعربية بوكس، ومعايا قوة وهاخدك انت ومراتك مع البنت.. مش عايزك تقلق من أي حاجه.. انا كلمتلك دار أيتام وخلصت كل الورق اللي خته منك، وجبتلك جواب مشاهدة تقدر انت ومراتك تختار الطفل اللي عايزينه انهارده"..
" تامر".. بمتنان.. "مش عارف أشكرك إزاي يا فارس باشا"..
" فارس".." مافيش داعي للشكر.. انا مديونلك بكتير، وأولهم حق أخوك واوعدك إني هرجعهولك في أقرب وقت"..
" تامر".. برتياح.." تسلم وتعيش يا باشا ، والله ينور عليك الصراحة في فكرة انك تيجي بالبوليس كده هيبقي أحسن.. علشان الحته عندنا هنا ميعرفوش ان سيادتك كتبت على ام إسراء، كانوا هيسالوني انت جاي تاخد بنت أخويا مني بصفتك أيه،وحتي لو قولنا إنك جوزها الكلام هيكتر أكتر وهيجيب غلط.. فأنت كده صح، وكأنها خدت بنتها بالقانون، وهي كده كده حاضنه"..
" فارس ".. " بس في أقرب وقت الكل هيعرف أنها بقت مراتي،وسواء دلوقتي او بعد كده أنا مش هسمح بأي غلط يتقال في حق مرات فارس الدمنهوري"..
بينما "غفران" أغلق هاتفه، وظل واقفاً مكانه لبرهه.. يحاول يتحكم في ضحكاته على شقاوة زوجته التي تزيد يوماً بعد يوم..
فقد أحضرت مقعد ووضعته خلفه، ووقفت عليه حتي تتمكن من وضع أذنها على الهاتف معه..
" عرفتي بقي انه صاحبي مش مكالمة من الشغل"..
قالها بغضب مصطنع، واستدار لها بعدما رسم الجديه والصارمه على ملامحه..
عبست "عهد" بملامحها، ونظرت له وهي تمد شفتيها بغضب طفولي مردده..
"نفسي تقضي معايا أنا وولادك أجازة زي كل البابيهات يا ظبوطي ايه غلطت أنا، ولا كل حاجه عندك شغل وبس وانا وولادك ركنتنا على الرفات وبقي علينا تربات"..
لهنا ولم يستطيع كتم ضحكاته أكثر.. فنفجر بالضحك، وجذبها داخل صدره ضمها بقوة مردداً بصوته المزلزل لكيانها..
" انتي عارفه أنكم أهم حاجة في حياتي كلها يا عهوده، وغيابي عنكم دا غصب عني يا حبيبتي"..
قبل جبهتها مكملاً بعشق..
"يا فرحة قلب غفران"..
نظر لعينيها نظرة تعلمها هي جيداً، وغمز لها بإحدى عينيه، وحرك لسانه على وجنتيه بإيحاء جعلها ضحكت بستحياء وهي تقول..
"تصدق غفران الوزير المتحرش واحشني أوي"..
ذاد من ضمها داخل صدره، ومال على أذنها، وهمس بشتياق..
"انتى اللي واحشتيني أكتر"..
لثم عنقها ببطء وتابع برجاء..
"بس خليني أروح لصاحبي أقضي معاه مشوار مهم وارجعلك على طول"..
دفنت نفسها بين اضلعه تستنشق رائحته بهيام، وتمسكت به بكل قوتها مردفه..
" لو اتأخرت هكدرك يا حضرة المقدم"..
..............................
"إسراء"..
تسير حول نفسها ذهاباً واياباً.. يتأكل القلق قلبها.. تفرك يدها بتوتر مردفه..
" هو اتأخر أوي ليه كده بس؟!"..
"أنا رنيت عليه أكتر من مره لقيته أنتظار، وبعد كده كنسل عليا.. اطمني متقلقيش يا حبيبتي.. خير إن شاء الله"..
قالتها "خديجه" الجالسة بجوار" إلهام".. بصوتها الناعم الرقيق..
"إسراء".. ببوادر بكاء.. "مش هطمن إلا لما اخد بنتي في حضني"..
" إلهام ".. بحب شديد.." ربنا يطمن قلبك يا ضنايا".. أشارت لها على الفراش جوارها مكمله بحنو..
" تعالي اقعدي يابنتي بدل ما أنتي رايحة جاية كده، واستهدي بالله وهتلاقيه داخل دلوقتي وشايل إسراء على إيده، وهتخديها في حضنك لحد ما تشبعي منها"..
وقفت" إسراء" بجوار نافذه تطل على الطريق.. تنتظر ظهور سيارة مغرورها، وبدأت عبراتها تهبط على وجنتيها حين همست لنفسها..
"نفسي.. هتجنن واضمها في حضني"..
...........................
.. الصديقان..
" فارس ،غفران"..
بعد السلام الحار.. ارتجل"فارس" السيارة برفقة "غفران" الذي يقود بنفسه، وخلفهما تسير سيارات الحراسه الخاصة بهما، ويتحدث بذهول مردفاً..
"اتجوزت؟!.. فارس الدمنهوري اللي مافيش ست تملي عينه ويوم ما خطب خد بنت رئيس الوزراء بعد ما أبوها هو اللي طلب إيدك كمان،وفي الاخر تروح تتجوز عليها؟!"..
" فارس".. بتنهيده عاشقه.. " وانت مين قالك ان" إسراء" ملت عيني بس يا غفران؟!"..
أخذ نفس عميق، وزفره على مهل..
" دي ملت قلبي ونورت حياتي، وطلعت من جوايا واحد تاني انا نفسي ماكنتش أعرف أنه موجود"..
أبتسم" غفران" وهو يري حاله يشبهه مع عشق قلبه "عهد"..
"عايش أنا في اللي بتحكي عنه دا بفضل ربنا اللي رزقني بأم زين"..
شاهد أيضًا
ربت على كتفه برفق مكملاً..
"ربنا يسعدك يا صاحبي"..
مرت وقت قليل حتي وصلو لمنزل" تامر"..
استمعت" إيمان" لصوت وقوف السيارات أمام منزلها.. فضمت الصغيرة لحضنها، وبكت بنحيب، وهي تقبلها بحب شديد مردده بصعوبة..
" هتوحشيني يا حبيبتي أوي"..
اقترب منها" تامر" وضمها لصدره مغمغماً بعتاب..
" ليه يا إيمان دموعك دي كلها.. هتزعليني منك،وهلغي المفاجأه اللي عاملهالك"..
نظرت له بأعين تملئها العبرات، وهمست بلهفه قائله..
"مفاجأة أيه يا تامر"..
"لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة"..
قالها" تامر" وهو يزيل عبراتها بأنامله بحنان بالغ، وهب واقفاً حين استمع لطرقات على باب شقته..
" يله اغسلي وشك"..
حركت رأسها بالايجاب، وحملت الصغيرة معها، وسارت نحو الحمام..
بينما فتح "تامر" باب المنزل..ليتفاجئ بوقوف" فارس، وغفران " وخلفهما الكثير من الحرس، والعساكر.. فابتسم لهما، وتحدث بترحاب، وهو يبتعد عن الباب ليفسح لهما المجال..
"يامرحب يا بشوات.. اتفضلوا"..
"فارس".. "انت عارف احنا لازم نتحرك على طول يا تامر؟!"..
صمت عن الحديث فجأه حين خرجت "الصغيرة" تركض وهي تضحك بصوتها الطفولي العذب الذي يخطف القلب..
ظهرت على ملامحه الذهول، والدهشه حين تمعن النظر لها جيداً.. أول مرة يراها عن قرب.. رغم أن الكثير من صوارها معه منذ كانت بعمر الخمسة أشهر..
نسخة هي مصغرة من ساحرته.. تمتلك ملامحها، عينيها، شعرها،وحتي ضحكتها التي تسلب أنفاسه..
اقترب منها وهو فاتح ذراعيه لها مرددا بابتسامة..
"تعالي يا إسراء"..
نظرت له الصغيرة لبرهه، ومن ثم ابتسمت له، وركضت لداخل حضنه بعدما استشعرت حبه لها..فالأطفال كائنات مرهفة المشاعر.. تشعر بحب االأشخاص لها..
استقبالها هو بترحاب شديد وحملها عن الأرض وقد زرع حبها بقلبه.. حب أبوي لم يشعر به من قبل..
............................
.. بمكان اخر..
"عماد".. "يا ساعدة البيه بلغ الباشا الكبير ان فارس باشا جاي مع الحكومة، وهياخد البنت الصغيرة"..
إجابة الطرف الأخر.. "خليك معايا"..
اخرج هاتف أخر وأرسل رسالة نصية باللغه الفرنسيه..
"مارفيل إبنك سيأخذ الصغيرة"..
إجابته برسالة..
"دعه يأخذ الصغيرة.. فقد مر وقت كبير على وجود تلك الفتاه برفقة ابني، ولم يحدث شئ.. إذا كانت أخبرت فارس بمعلومة واحدة عننا.. كنا في عداد الأموات الآن.. لكنها يبدو أن زوجها لم يحكي لها عننا اي شئ، وأنا سأتي عن قريب لاراها، واتأكد بنفسي"..
..................................
.. بالقصر..
ساد الصمت أرجاء المكان.. نظرت
" إلهام" ل" خديجه"، وقد أجبرها فضولها ان تسألها عن" فارس" الذي أصبح زوج ابنتها، وهي لم تعلم حتي كم يبلغ عمره..
تنحنحت بحرج وتحدثت مستفسره..
"إلا عدم لامؤاخذه يا ست خديجه يا أختي.. فارس بيه عنده كام سنه؟!"..
ابتسمت لها "خديجه" وهي تجيبها..
"33 سنه"..
انتبهت "إسراء" لحديثهما، ولكنها لم تبدي اي إهتمام، وظلت واقفه بمكانها، ولكن اذنها أصبحت بينهما..
رفعت "إلهام" يدها وبدأت تعد على أصابعها حتي انتهت،وهمست محدثه نفسها..
"يعني اكبر من بنتي ب 11سنه"..
تابعت "إلهام" اسألتها قائله..
"ومعاه شهادة ايه؟!"..
"خديجه".. "فارس خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكيه"..
"إلهام".. "ما شاء الله عليه ربنا يحرسه" ..
ظهرت الشفقه على وجهها، وتابعت قائله؟!"..
" قولتي انك اللي مربياه.. هو والده ووالدته متوفين وهو صغير؟!"..
تنهدت" خديجه" بحزن، وتحدثت بأسف قائله..
" لا عايشين.. بس تقدري تقولي فارس يتيم برضوا، وماشفش أمه وأبوه من يوم ما اتولد تقريباً"..
جملتها جعلت قلب" إسراء" ينتفض بألم لأجله لا تعلم سببه.. بينما شهقت" إلهام" وتحدثت بتأثر قائله..
" يا ضنايا يا ابني يتيم في وجود أهله.. دا كده أصعب من لو كانوا ميتين.. تلقيه مقهور من جواه ومش مبين لحد؟!"..
شهقت بفزع مره أخرى حين صرخت" إسراء" بأسم ابنتها.. وهرولت لخارج الغرفة راكضة..
"إلهام".. تحدثت وهي تضع يدها على قلبها.. "البت فزعتني".. نظرت ل"خديجه" بستغراب مكمله.." انتي متفزعتيش زيي ليه؟"..
" خديجه".." علشان سمعت صوت عربية فارس وعرفت انه جه"..
"إلهام".. "اممم.. طيب احكيلي عن اسم النبي حارسه فارس بيه اللي بقي جوز بنتي في يوم وليله"..
"إسرااااااء"..
صرخت بها بفرحة غامرة، وهي تركض مسرعة نحو "فارس" الذي يحمل الصغيرة النائمة على يده..
ليهرول هو أيضاً نحوها، وبلحظه كان لف يده حول خصرها وحملها بيده الأخرى حتي أصبحت مقابل صغيرتها..
لجمتها الصدمة للحظات لم تفق منها إلا عندما شعرت بشفتيه تطبع قبلة عميقة على وجنتيها، وتحدث بغرور أخرجها عن شعورها وجعلها تظهر قمة غضبها لتخفي به ضحكاتها،حين قال..
"ياااه لدرجاتي وحشتك جاية تجري عليا بالشكل دا وتترمي في حضني ؟!"..
غمز لها بشقاوه، وتابع بثقه..
"حضني حلو وعجبك انا عارف"..
رفعت "إسراء" يدها للسماء ودعت من صميم قلبها مردده..
"ياارب ربع ثقته في نفسه يااارب"..
نظرت له بشرار، وبعدت يده عنها ببعض العنف، ولكنه لم يتركها.. بل بدأ يسير بهما نحو الدرج، وتحدث بهدوء قائلاً..
"عاملكم مفاجأة هتعجبكم أوي، هتخليكي تبوسيني عليها"..
عضت "إسراء" على شفتيها حتي ادمتها، وأخذت نفس عميق، وتحدثت بنفاذ صبر قائله..
" بما ان بنتي رجعتلي.. فا احنا لازم نتكلم بالعقل يا فارس باشا"..
"فارس".. بابتسامة متراقصه.. "وماله يا بيبي.. اتكلمي انتي بالعقل"..
تنقل بنظرة لشفتيها، وتابع بخبث..
" وانا هتكلم بشفايفي"..
انتهي البارت..
البارت الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون هنا 👇👇
تعليقات
إرسال تعليق