غرام_المغروور..
البارت الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون
.............................
تتوالي المفاجأت!!..
داخل غرفة واسعة مرتبه بدقة عاليه.. غرفة تشبه غرف الأميرات بل الملكات..
الوانها من الروز بمختلف درجاته.. بها كافة شئ.. خزينه ملابس مملوءه بأفخم الثياب.. ألعاب كثيرة جداً بكل ركن بالغرفة بمختلف أنواعها.. أكثرها من عرائس الباربي الشهيرة..
بها حائط كامل به الكثير من الصور الفوتوغرافيه ل "إسراء" وابنتها بأوضاع مختلفه منذ كانت الصغيرة بشهرها الخامس، وهي الآن أكملت ثمانية عشر شهر..
على فراش مخصص للأطفال بحواجز جانبيه مرتب بعناية فائقه.. تجلس عليه "إسراء" المحتضنه ابنتها بقوة بعدما تركها "فارس" من حضنه بصعوبه بالغة..تضم صغيرتها.. تستنشق رائحتها.. تقبل كافة وجهها وكلتا يدها، وحتي قدميها بلهفه مردده ببكاء..
"ياروح قلب أمك واحشتيني أوي"..
بمنتصف الغرفة يقف "فارس" يتابعها بابتسامة وملامح منذهله..
فهي لم تبدي اي اهتمام للغرفة المجهزة حولها بمزانية باهظة الثمن..
هي من الأساس لم تبدي اي اهتمام للقصر بأكمله.. حتى ما احضره لها من ثياب ومجوهرات من الماس والذهب الخالص، وجعل خديجة تضعهم بالغرفة الخاصه بها هي ووالدتها بعدما اخبرتها أنهم لأجلها.. لم تكلف نفسها حتي لرؤيتهم..
اكتفت بنتقاء فستانين بغاية الرقة كلهما من اللون الأسود وحجاب من نفس اللون.. لم تلقي نظرة عبرة حتى على ما جلبه لها من عطور وأدوات من الميك اب ذات الماركات العالمية.. فهو يتابعها بكل لحظه عبر الكاميرا الموضوعة داخل غرفتها..
تحولت نظرته المنذهله إلى أخرى منبهرة بها.. اتسعت ابتسامتة حين تأكد أن الله قد أحسن له الأختيار و أنها ستكون له الزوجة الصالحة التي يحلم بها دوماً..
تأملها بأعين تفيض عشق يشعر به لأول مرة محدثاً نفسه قائلاً..
"أنا مغلطتش لما قولت عليكي ساحرتي.. بتسحريني بأخلاقك يا إسراء"..
لم يكن الغني يوماً غني المال.. الغني الحقيقي غني النفس بالأخلاق،
هذا ما كان يبحث عنه بطلنا دوماً بمن يريدها أن تكون شريكة حياته..
حتي عثر على"إسراء" الأنثى الوحيدة التي سرقت اللُب من عقله،
أستطاعت بمهارة الرقص على إيقاع نبض قلبه حتى أصبحت وحدها غرام المغرور " ..
انبلجت ابتسامة ماكرة على محياه الوسيمة، وسار نحوهما وهو يخلع قميصه الأبيض ويلقيه بأهمال على أقرب مقعد، وظل بكنزة سوداء تظهر ذراعيه القويتين أثر ممارستة المستمرة لألعاب القوة..
جلس خلف" إسراء" على الفراش، ولف يده حول خصرها ضمها لصدره.. دافناً وجهه بشعرها الكستنائي الحريري المنسدل على ظهرها بهيام مدمدماً..
"اممم.. ريحتك تجنن"..
جرائته الشديدة معها تجعلها تفقد النطق والحركة للحظات تكن كافيه بالنسبه له بأن يحكم حصاره حولها..
تخشبت بين يديه جاحظه العينين هيئتها راقت الصغيرة التي تتابعهما ببرائه وتضحك بقوة على نظرة والدتها ظناً منها انها تلاعبها..
"قولتي عايزة تتكلمي.. اتكلمي.. انا سامعك"..
همس بها داخل أذنها من بين قبلاته المتفرقة على كتفها صعوداً بعنقها حتي وصل لوجنتيها..
لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها المتوهجه أثر خجلها، وغضبها الشديد.. بدأ صدرها يعلو ويهبط، وتتنفس بصوت مسموع، واستدارت برأسها قليلاً نظرت له نظرة حارقة مردفة بأمر من أسفل أسنانها..
"اتأدب و أبعد أيدك عني"..
"تؤ.. أنا مرتاح كده، وأوي كمان"..
داعب أنفها بأنفه مكملاً..
"وأنتي كمان أنا عارف انك مرتاحة جوة حضني بس مكسوفة شويه، وانا بموت في كسوفك دا"..
"الصبر من عندك يارب"..
قالتها "إسراء" بنفاذ صبر، وهي تتحرك بعصبية بين يديه حتي نجحت بالفرار منه..وحملت صغيرتها ووقفت على مسافة منه، وتحدثت بأنفاس متلاحقة قائله..
"اسمعني كويس يا فارس بيه.. أنا مش قادره اتحمل قلة أدبك دي كلها"..
ابتعدت بعينيها عن عينيه التي ترمقها بنظرات عاشقه تزيد من توترها وخجلها، وتابعت بصوت مرتجف جعله يبتسم بثقه حين تأكد أن قربه منها أصبح يؤثر عليها حتي لو قليلاً..
"لو هتفضل تعمل حركاتك الوقحة دي وتفكرني من البنات اللي هتترمي في حضنك ؟!"..
قطعت حديثها حين لمحت صورها هي، وابنتها تملئ إحدي الجدران..
اقتربت من الحائط وتنقلت بين الصور بأعين متسعة على أخرها مردفة بذهول..
"ايه الصور دي كلها؟!"..
نظرت له وتابعت مستفسره..
" أنت جبت كل صوري دي منين؟!"..
هب "فارس" واقفاً، وسار نحوها وتحدث بصوته الهادئ قائلاً..
"انا أعرفك من سنة وشهر يا إسراء"..
عقدت حاجبيها بعدم فهم، ونظرت له تحثه على استكمال حديثه.. ليأخذ هو نفس عميق مكملاً..
" جالي معلومات ان رامي عايز يوصلي بأي طريقة، وقتها قولت انه أكيد واحد تبع أعدائي اللي عايزين يوصلولي، وكلفت رجالتي تراقبه في كل خطوة، ولما رقبوه جابولي كل حاجة عنه،وفي مرة سمعت كلامه معاكي في التليفون.. كان بيمدح في أخلاقك، وأنك رافضتي فلوس كتير هيكسبها بالحرام، وموافقة على القليل بس يبقي بالحلال"..
اقترب منها أكثر حتي أصبح أمامها مباشرةً، ونظر لعينيها بأعين تفيض عشق..
" ساعتها اتمنيت واحدة زيك في حياتي.. واحده بأخلاقك يا إسراء، وقولت هفضي نفسي وأبقى اشوفه عايز أيه بس للأسف بعدها بأقل من أسبوع تقريباً سألت عليه قالولي انه قدم استقالته"..
"إسراء".. بابتسامة ساخرة..
"قصدك اترفد"..
حرك "فارس" رأسه بأسف مردفاً..
"قالولي في الأول انه استقال للأسف، عرفت بعد كده انه اترفد،وفضلت متابعكم طول الوقت"..
انهمرت دموع" إسراء" على وجنتيها بغزارة، وتحدثت بعدم تصديق قائله..
"يعني شوفته وهو بيتظلم، وبيطرد من شركتك، وعملوا عليه رباطيه وخلو كل الشركات ترفض تشغله، وقعد من الشغل في البيت أكتر من 3شهور كان كل يوم بيروح يقف قدام شركتك علشان يوصلك، ويرجع مكسور الخاطر لحد ما مات بحسرته، وكل دا وانت متابعنا وشايف اللي بيحصله؟!"..
مسح على شعره بعنف حين راي نظرتها له عادت للأحتقار مرة أخري.. حديثها جعله يشعر بالخزي من تصرفاته، وغروره الشديد..
كان يتابع ما يحدث لزوجها بصمت رغم أنه كان بستطاعته وقف هذه المهزلة في الحال..
ابتلع غصه مريره بحلقه، وتحدث بصوت يملؤه الأسي..
"انا تقريباً كل اللي حواليه بيخونني يا إسراء..كنت محتاج وقت كافي علشان اتأكد ان رامي مش زيهم.. ماكنتش مصدق ان لسه في حد شريف لدرجة دي، ودا خلاني أحطك تحت اختبار بعد موت جوزك علشان أقدر أدخلك حياتي واسلمك قلبي وأنا مطمن"..
"اختبار؟!"..
همست بها بصوت بالكاد يسمع،وهي تضع أبنتها ارضاً بعدما شعرت بارتجاف جسدها بقوة،وعدم قدرتها على حملها..ركضت الصغيرة نحو العابها وظلت تلهو بهم بفرحة غامرة..
بينما" إسراء" أصبحت بحاله يرثي لها.. حديثه كان كالصاعقه.. أيعقل كل ما مرت به من فقر، ومرض وجوع كان هو السبب به؟!..
" انت عايز تفهمني إنك كنت ورا كل العذاب والزل اللي مريت بيه بعد موت رامي؟!"..
قالتها بصراخ مقهور وقد تلون وجهها بحمرة قاتمه..
"هعوضك.. اقسملك بالله هعوضك عن كل لحظة تعب وحزن شوفتيها في حياتك"..
أردف بها "فارس" بلهفه وهو يقطع المسافة بينهما، ويجذبها لداخل حضنه بالإجبار..
تلكمه هي على صدره بقوة بكلتا يدها، وقد اجهشت بالبكاء بنحيب مردده..
"قطعت عليا اي مصدر رزق اكل منه عيش لحد ما جتلك أنا برجلي.. لدرجاتي غرورك عماك.. أنت اييييه يا أخي.. مصنوع من اييييه علشان تمرمطني انا وبنتي وأمي المرمطة دي كلها.. دا أنا كنت بدأت اشحت اللقمة علشان أكلهم"..
حاولت الابتعاد عنه بشتي الطرق لكن دون جدوى.. محكم سيطرته عليها، وبلحظه كان سار بها فجأة بخطوات شبه راكضه، وحصرها بينه وبين الحائط خلفها مقيد كلتا يدها بيد واحده فوق رأسها،وتحدث بنبرة راجية وهو يزيل عبراتها بيده الأخري قائلاً..
" أهدي واسمعيني الأول واعرفي انا عملت كده ليه"..
قطعته بصراخ..
"مش عايزة اسمع منك حاجة، وهاخد امي وبنتي وأمشي.. مش هفضل لحظة واحدة هنا مع واحد زيك معدوم الضمير والرحمة"..
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بابتسامة مصطنعه وعبراتها تهبط على وجنتيها..
"انا كنت ناوية اقولك انهارده على اسم الراجل اللي عايز يقتلك، وورا كل اللي بيحصلك..بس بعد اللي عاملته معايا دا مش هقولك، وابعد عني مش طايقه لمستك ولا عايزه اشوف وشك تاني"..
تظن هي ان الأسم الذي قاله لها زوجها اسم رجل.. حاول "فارس" التحكم بوتيرة غضبه،ولكن ملامحه التي تحولت لأخري مخيفه عكست لها أنه على وشك الأنفجار..
"متقوليش يا إسراء.. أنا مسألتكيش عن أسمه، ولا هسألك.. أنا هعرف إزاي اجيبه وأصفي كل حسابي معاه"..
نظر لعينيها نظرة محذرة، وتابع بنبرة لا تقبل النقاش..
"لكن خروجك من القصر بقي مستحيل..انتي بقيتي مراتي،وهتفضلي مراتي"..
نطرت لعينيه بتحدي، واردفت بقوة أذهلته.. "نجوم السما اقربلك مني، ولو فكرت تلمسني غصب عني، والله لقتلك بنفسي"..
تراقصت أبتسامة خبيثة على محياه، والتصق بها بحميميه مدمدماً..
"اممم.. بقي هتقتليني"..
لثم وجنتيها بعمق، وتابع بستمتاع..
" وانا معنديش مانع أبداً أموت على أيدك انتي يا ساحرتي.. خلينا نشوف ايه اللي هيتم"..
سار بلحيته الخشنه على بشرتها الناعمه.. حركته هذه جعلتها تنتفض بشمئزاز مصطنع بين يديه تفهمه هو جيداً جعل ضحكاته تتعالي، وغمز لها بشقاوه..
"هتقتليني فعلاً، ولا هتموتي فيا"..
رمقته بنظرة محتقرة وهي تقول..
" يبقي أنت اللي جنيت على روحك يا فارس يا دمنهوري"..
.. مر أكثر من شهران..
تحول بهما جميع العاملين بالقصر إلى أفضل حال بعد القواعد التي وضعتها لهم "إسراء" سيدة القصر..
أصبحت هي و "خديجه" أصدقاء مقربين..
بينما علاقتها هي و" فارس" بها الكثير من المشاحنات.. وهذا جعلها لم تستطيع تنفيذ وعدها بقتل مغرورها إلى الآن، وهو لم يتوقف عن استغلال كل لحظة ليضمها لصدره، وينعم بقربها، ورائحتها التي أصبحت أدمانه..
ولكن كل ما يزعجها ويثير غيظها وغضبها تعلق الصغيرة به.. تكاد تجزم انها أصبحت تحبه أكثر منها..
وأيضاً تستشيط غيظاً من قلبها الذي أصبح ينبض بجنون حين تصل رائحة عطرة المثيره لأنفها.. رغم جمودها التي تنجح في إظهاره،ولكن ما سيحدث اليوم سيغير معاملتها معه لأكثر من مائه وثمانون درجة..
.. داخل مطبخ القصر..
نظرات.. همسات.. ضحكات خبيثه.. نابعه من العاملين داخل مطبخ قصر الدمنهوري..
يتطلعون ل "إسراء" الواقفه منهمكه بأعداد الطعام بمهارة واحترافية شديده بأعين جاحظه منذهله..
فوصفاتها جديدة كلياً عليهم.. تعد أشهى الأكلات الشرقية.. بينما هم لم يكونوا يصنعون سوا الطعام الغربي بمختلف أنواعه..
اقتربت منها "صابرين" مديرة المطبخ بخطي بطيئه، ووقفت جوارها تنظر لما تفعله بدهشه، وفم مفتوح ببلاهه،وبتساؤل تحدثت قائله..
"هو انتي بتعملي أيه بالظبط؟!"..
رمقتها "إسراء" بنظره ساخره، وهي تجيبها بلامبالاه..
"انتي شايفني بعمل أيه؟!"..
"سمنه، لبن، دقيق، مكرونه، جبن كتيييير.. دهوووون أوفر جداً!!،ومفكرة فارس باشا ممكن يأكل من الأكل دا؟!"..
قالتها العامله بصوت يملؤه الغضب، والغيظ معاً..
ابتسمت" إسراء" لها ابتسامة صفراء، وببرود قالت..
"ومين قالك أني بعمله للباشا بتاعك"..
تذوقت الطعام بتلذذ، وتابعت بفم مملؤء على أخره..
"انا وديجا بس اللي هناكل"..
همت العامله بتوبيخها.. بل والأكثر كانت تنوي سكب الطعام فوقها وهي تعلم انه شديد السخونه، ولكن صوت "فارس" الصارم الذي تحدث بابتسامة لعوب جعلها تنتفض بفزع هي وجميع العاملين، ويقفون جميعاً صفاً واحداً خافضين رؤوسهم بإحترام شديد..
"بس انا كمان هاكل من الأكل اللي بتعمليه"..
قالها "فارس" بهدوء، وهو مستند على الحائط بكتفه وواضع كلتا يده بجيب سرواله بهنجعيه، وعينيه تتأمل ساحرته بنظراته جريئه لا تخلو من الإشتياق..
بينما هي لم تبدي اي إهتمام لوجوده.. بل انها حتي لم تلتفت له، وظلت تتابع ما تفعله بهتمام..
ضيق عينيه واعتلت ملامحه الوسيمه ابتسامة ماكرة، وأشار للواقفين بالمغادرة المكان فنصاعوا في الحال..
سار هو نحوها بخطوات شقيه وتحدث بستمتاع، وثقه وغروره المعتاد قائلاً..
"واحشتك أنا عارف"..
"خالص والله"..
قالتها "إسراء" بدون تردد، وبنبره جامدة دون النظر له حتي، وعندما شعرت بقترابه منها، وقرأت ما يدور بعقله من وقاحه أكملت بتهديد قائله..
"وجرب كده تعمل اللي في دماغك وانا أغرقك بالبشاميل اللي بيغلي دا؟!"..
شهقت بعنف حين احتواها بين ضلوعه ظهرها مقابل لصدره وضمها بقوه مدمدماً بهمس داخل أذنها..
"امممم واحشتك و أوى كمان يا إسراء.. سامع نبض قلبك، وحاسس بلهفتك عليا"..
انقطعت أنفاسها وارتعش جسدها الخائن بستجابه لحضنه الدافئ، ولوهله كادت ان تنهار حصونها بين يديه..
لكنها نهرت نفسها بشدة، واستجمعت قوتها،وأمسكت أناء الطعام الساخن اوهمته انها ستقوم بسكبه عليه.. لكنه قذفه من يدها بعيداً عنهما مغمغماً بعتاب..
" أهون عليكي تحرقيني أكتر من كده.. مش كفاية نار عشقك اللي مولعه في قلبي"..
أنهي جملته، وأمسك كف يدها وسار بها نحو الخارج مكملاً بسعادة شديدة..
"مش هعقبك دلوقتي.. خليني أعرفك على أمي.. أول مره تيجي مصر،وأول مرة أنا أشوفها على الحقيقه"..
"إسراء".. بخجل فشلت في إخفاءه.. "استني بس هتعرفها عليا بصفتي أيه"..
" فارس".. بابتسامتة الرزينه.. "بصفتك مراتي يا بيبي"..
سار بها حتي وصل لأمرأه شديدة الجمال تجلس على مقعد بجوار "خديجه" الظاهر عليها الضيق..
نظرت لها "إسراء" بندهاش.. فشكلها صغير للغايه على ان تكون والدته هذا الضخم الواقف بجوارها..
تنقل" فارس" بنظره بينهما، وتحدث باللغه الفرنسيه بطلاقه قائلاً..
"هذه إسراء زوجتي التي أخبرتك عنها"..
ابتسمت لها والدته ابتسامة صفراء، وهي تنظر لها بتفحص شديد..
نظر هو ل "إسراء" وتابع بجملة كانت بمثابة صفعه مدمية حين قال..
"دي مارفيل.. أمي" ..
انتهى البارت..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
#غرام_المغرووور
#البارت_التاسع_عشررر
احتواء عاشق!!..
"إسراء"..
تقف بجوار "فارس" بوجه شاحب للغاية.. انسحبت الدماء من عروقها بعدما استمعت لأسم "مارفيل"..
عقلها غير قادر على الاستيعاب.. أيعقل "مارفيل" اسم امرأه؟!، ومن تكون والدته التي تريد قتل وحيدها؟!..
"مامتك إزاي يعني؟!"..
همست بها "إسراء" بذهول، وهي تشير بيدها على تلك ال "مارفيل" الجالسه بهنجعيه واضعه ساق فوق الأخرى.. بيدها سيجار من أفخر الأنواع تتناوله بتكبر، وتزفر دخانه ببطء..
عينيها تتفحص "إسراء" من بداية رأسها حتي قدميها،وتحدثت دون أن تبتعد بعينيها عنها قائله بتساؤل..
"ماذا تقول تلك الواقفه التي تدعوها بزوجتك؟! "..
أجابها "فارس" وهو ينظر ل "إسراء" بابتسامة..
"لم تصدق بعد إنكِ أمي"..
ابتسمت "مارفيل" ابتسامة زائفه مدمدمه..
"امممم لها كل الحق..من يرانا يقول أنني ابنتك، وليس العكس لأنني قد أنجبتك قبل أن أتم عامي الخامسة عشر"..
زفرت بضيق ورمقته بنظرة كارهه كانت كالسهم المسموم الذي اخترق قلب "فارس" وتابعت بأسف..
"حملي بك كان خطأ لم أتمكن من أصالحه"..
رفعت" إسراء" يدها، وتمسكت بقميص "فارس" بقبضة يدها بقوة من ظهره..رغم أنها لم تستطيع فهم حديثها، ولكن نظرتها له التي جعلت وجهه يظهر عليه الحزن اعتصر قلبها..
اندهش هو من فعلتها لكنه لم يظهر اندهاشه.. بل قد راقة واسعده تمسكها به هكذا، ونظر لعينيها نظرة حانيه يسألها بعينيه ما بها..
اذدرادت لعابها بتوتر نجحت في اخفائه، ورسمت ابتسامة هادئه على محياها، وهمست بستحياء مستفسره..
" يعني دي مامتك اللي خلفتك؟!"...
حرك "فارس" رأسه لها بالايجاب مغمغماً..
"هي شكلها صغير علشان اتجوزت والدي في سن صغير جداً".. "
" إسراء".. بفضول.. "هي مش مصرية؟!"..
" فارس" بأسف.." لا فرنسيه"..
غمز لها بشقاوة، وأكمل بمرح..
" بس أنا مصري وابن مصري أباً عن جد أطمني"..
"إسراء"بتساؤل.. "قول أسمها تاني كده معلش؟!"..
أنهت جملتها وتظرت له نظرة راجيه، وقلبها يتمني أن يقول اسم أخر غير الإسم الذي قاله منذ لحظات..
" أسمها مارفيل يا إسراء.. اسم فرنسي قديم معناه المعجزة والمدهشة والرائعة اللي ملهاش مثيل"..
" اه فعلا من ناحية ملهاش مثيل.. فهي ملهاش الحقيقه"..
قالتها "إسراء" وهي تحرك رأسها بالايجاب، وتركت قميصه على مضض، واقتربت من "مارفيل" حتي أصبحت أمامها مباشرةً، ومالت عليها قليلاً، ومدت يدها بالسلام مردفة..
" حمدلله على سلامة حضرتك"..
أنهت جملتها ونظرت لعينيها بقوة، وأكملت ببطء أثار القلق بقلب الأخرى حين قالت أسمها بهمس متقطع..
"يا مدام مارفيل"..
مدت "مارفيل" يدها لها، ولمست يدها بأطراف أصابعها بتعالي، وهي ترمقها بنظرات مشمئزه..
ليسرع "فارس" ويمسك يد ساحرته، ورفعها على شفتيه وقبل باطنها بعمق.. بعدما شعر بأحراجها من فعلة والدته.. فعلته هذه خطفت قلب "إسراء".. كانت بمثابة إعتذار، ورد اعتبار لها..
"تفضلي مارفيل جناحك أصبح جاهز.. ارتاحي قليلاً حتي ميعاد الغداء"..
قالتها " خديجة" الجالسة بجوارها.. بعدما اقتربت منها إحدي العاملات وأخبرتها بتجهيز جناح الضيوف..
" أريد الحديث معك بمفردنا بعد الغداء فارس"..
أردفت بها "مارفيل" وهبت واقفه وسارت برفقة "خديجه" نحو الدرج دون أنتظار رد منه..
" أنتي كويسه؟! "..
همس بها "فارس" بأذن" إسراء" الواقفه بجواره تنظر لأثر "مارفيل" بشرود..
لم يأتيه منها رد..عقد حاجبيه بستغراب حين لمح العبرات تترقرق بعينيها، وهي تجاهد لكبحها، وتحدث نفسها بعدم تصديق بصوت خفيض لم يصل لسمعه..
" أمه هي اللي عايزه تقتله؟!"..
فاقت من شرودها على يديه التي احتواتها داخل حضنه مغمغماً بلهفه..
"فيكي أيه يا روحي.. حد زعلك؟!"..
رفعت عينيها ببطء ونظرت له لأول مرة نظرة حانيه،وقد اعتصر قلبها ألماً عليه..
لمح هو نظرتها وتفهمها جيداً.. فابتسم لها ابتسامة يكسوها الحزن، ومال على جبهتها واضعاً قبله طويله أغلقت هي عينيها ببطء لتهبط عبراتها على وجنتيها بغزاره..
ابتعد عنها واحتضن وجهها بين كفيه، ونظر لملامحها بتأمل واعين تملؤها العشق وهمس بلهفه أكبر..
"ليه دموعك دي كلها يا إسراء.. قوليلي مين زعلك وشوفي انا هعملك فيه أيه؟!"..
"أنت اللي مزعلني يا فارس"..
همست بها من بين شهقاتها الحاده..كانت تود قول أنها حزينه لأجله،وما يحدث معه،ولكن لسانها لم يسعفها..
جذبها داخل حضنه رأسها بالكاد تتوسط صدره لقصر قامتها بالنسبه له، وربت على ظهرها بحنان بالغ مردداً..
"هششش حقك عليا من غير ما أنا أعرف عملتلك أيه، وقوليلي أيه اللي يرضيكي وانا انفذه حالاً يا كنز فارس"..
ابتعدت عنه بخجل، ونظرت له للمرة الثانيه، وهمت بأخباره بأن والدته هي من تريد قتله، ولكن انعقد لسانها ثانياً..
أطبقت جفنيها بعنف هروباً من عينيه، وهمست برجاء قائله..
"عايزه أبقى لوحدي من فضلك،وبحلفك بالله لو ليا خاطر عندك ماتضغطش عليا الفتره دي"..
رفع يده وزال عبراتها بأنامله، همس بعتاب قائلاً..
"لو ليكي عندي خاطر؟!.. دا انا مبقاش في حد في الدنيا ليه خاطر عندي غيرك أنتِ"..
توردت وجنتيها أكثر بحمرة قاتمه حين مال بوجهه عليها قاصد شفتيها، وهم بتقبيلها لتفر هي راكضه من بين يديه بعدما سلبت انفاسه، وجعلت قلبه ينبض بجنون أوشك على مغادرة صدره من عنف دقاته..
تنهد بصوت عالِ، وهو يجذب خصلات شعره بعنف كاد أن يقتلعه من جذوره متمتماً بعشق..
"حني عليا بقي.. هتجنن عليكي"..
أنهي جملته، وسار نحو غرفة مكتبه خطي للداخل غالقاً الباب خلفه.. غافلاً عن "صابرين" المختبئه خلف إحدي الجدران ممسكة بهاتفها، وقامت بتصوير كل ما حدث بينه وبين زوجته، وأرسلته ل خطيبته..
بعدما أنتهت من مشاهدة الفيديو التي أرسلته لها "صابرين" جن جنونها، وبدأت تحطم كل شيء حولها مردده بغضب..
"بقي تتجوز عليا انا الجربوعه دي يا فارس"..
صرخت بغيظ شديد وتابعت بوعيد..
"وديني لكون رميها في السجن وهخليها تتمني لو حتي ترجع للشارع اللي جبتها منه"..
أمسكت هاتفها، وهمت بطلب رقم والدها حتي يساعدها للتخلص من "إسراء"، ولكن صدع صوت رنين الهاتف.. فاسرعت بالرد بلهجه حادة قائله..
" لم يكن هذا اتفقنا مارفيل.. لقد تزوج ابنك من تلك الحمقاء"..
" اهدئي ودعينا نفكر بتعقل ولا نجعل غضبنا يخسرنا كل شئ"..
أردفت بها "مارفيل" بصرامه، وتابعت بأمر..
"لا تظهرين أمام فارس انكِ على علم بزواجه هذا.. إذا فعلتي غير ذلك سيفضلها عليكِ خصتاً ان العشق ظاهر بوضوح عليه، وسينتهي الأمر بانتهاء علاقتكما.. التزمي الصمت ،ودعينا نضع خطة نجبره بها يعقد قرانه عليكي بأسرع وقت ممكن قبل أن يعلن زواجة من تلك ال****، واطمئني فأنا هنا من أجلك"..
ابتسمت" ديمة" بفرحة وقد راقتها خطتها للغاية،وتحدثت بنبرة ساخرة قائله..
"انتي هنا من أجل نفسك فقط مارفيل.. انا أعلم هذا جيداً بعدما فشلت جميع محاولاتك للتخلص من فارس حتي تحصلي على ورثك من ثروته.. عقدتي اتفاقك معي، واطمئني لن أتراجع عنه، وسأعطيك 5مليون دولار وليس ثلاث إذا أصبحت زوجة فارس الدمنهوري"..
...................................
" إيمان"..
تسير برفقة زوجها لداخل دار أيتام.. أصبحت تتردد عليها يومياً بعدما مضت عقد مع وزارة التضامن الاجتماعي باحتضان طفل صغير أتى إلى الدار وهو لم يتم أسبوعين من عمره..
شاهد أيضًا
ولكن وقتها لم يصرح بستلامه إلا بعد إكمال الثلاثة أشهر للتأكد من عدم وجود أهل له..
.. فلاش باااااااااااك..
قبل اكثر من شهرين..
تقف داخل غرفة بها أكثر من طفل..يقف زوجها بجوارها ممسك بيدها.. تدور هي بعينيها بين الأطفال بلهفه..تبحث عن من سيصبح إبنها بقلبها..
صوت بكاء رضيع جذب انتباهها.. يبكي بنحيب، وإحدى العاملات تحاول اطعامه ولكنه يرفض بشدة..
"ياحبيبتي ليه بتعيط أوي كده"..
قالتها "إيمان" بحنان بالغ، وهي تقترب منهم..
اجابتها العامله.. "دا ولد مش بنت، واسمه محمود، ومش راضي ياكل خالص مع انه بيصرخ من الجوع"..
مدت "إيمان" يدها لها وهي تقول..
"ممكن اشيله لو سمحتي؟"..
أعطته لها العامله مردفه بتحذير..
"بس خدي بالك هو ضعيف اوي اوعي يتلوح منك"..
ضمته "إيمان" بلهفه، وقد ادمعت عينيها وهي تتأمل ملامحه الصغيره جداً، ومالت عليه قبلته مرات متتاليه من وجنتيه، وعادت ضمه لحضنها مرة أخرى ليهدأ الصغير ويتوقف عن البكاء..
سارت به نحو زوجها وتحدث بفرحة غامرة..
"ايه رأيك ناخذه يا تامر"..
"مينفعش تاخديه.. لازم يكون مكمل تلات شهور يا مدام علشان لو ظهرلو أهل"..
كان هذا صوت العامله الذي جعل "إيمان" تبكي، وهي تضمه بلهفه أكبر وتحدثت ببكاء قائله..
"ليه بس مينفعش.. دا سكت في حضني، وأنا قلبي أتعلق بيه من اول ما عيني وقعت علي؟! "..
قطعت حديثها، وشهقت فجأه بصدمة مردده..
" الحقني يا تامر"..
اقترب منها زوجها، ووضع يده حول كتفيها مغمغماً بقلق..
"مالك يا إيمان؟!"..
انفجرت "إيمان" بالبكاء والضحك بأن واحد، وحاولت تتحدث، ولكنها لم تستطيع النطق بحرف من شدة صدمتها..
فحملت الصغير بيد واحده، واشارت بيدها الأخرى على ثيابها التي أصبحت مبتله من منطقة الصدر..
"سبحان الله يارب.. صدرك حن ليه يا بنتي"..
قالتها العامله بنظرات مندهشه.. لتجحظ أعين "تامر" بذهول هو الأخر حين وجد زوجته ضمة الصغير، وبدأت في ارضاعة"..
" مش هاخد غيره.. خلاص دا بقي ابني"..
همست بها" إيمان" بصعوبه من بين شهقاتها،ونظرت للعامله تستجديها ان تتركه لها..
" انتي كده ممكن تحجزيه، ويفضل هنا وانتي تيجي ترضعه لحد ما يتم التلت شهور وتاخديه"..
قالتها العامله بابتسامة وهي تربت على كتف" إيمان" برفق..
نهاية الفلاش بااااك..
................................
.. بقصر الدمنهوري..
"إسراء"..
تجلس على مصليتها بعدما انتهت من صلاة الفجر حاضر..سينفجر عقلها من التفكير..
وضعت بموقف لا تحسد عليه.. ما أصعب ان تكون على علم بالحقيقه وتعجز عن البوح بها، والأصعب حين تكون هذه الحقيقه مرتبط بها حياة إنسان..
"يارب ساعدني.. أنا مش عارفه أتصرف إزاي؟!"..
همست بها بقلبها، وهي ترفع عينيها ويديها للسماء طالبه العون من رب الكون..
"اقوله ايه بس ياربي.. اقوله مامتك هي اللي عايزة تقتلك؟!"..
نظرت لوالدتها التي أنهت هي الأخري صلاتها، وغاصت بنوم عميق بجوار حفيدتها.. حاولت وضع نفسها بمكانه هو.. ماذا ستفعل إذا جائها شخص يخبرها بأن والدتها تدبر لقتلها؟! "..
هبطت دمعة حارقة على وجنتيها، وبثقه حدثت نفسها محركة رأسها بالنفي..
"مش هصدق.. لو انا مكانه مش هصدق، وهخنق بأيدي اللي يقولي كده على أمي"..
هبت واقفه فجأه، وقد طفح الكيل بها.. وبدأت تفقد السيطرة على تصرفتها..
بينما "فارس"..
يجلس بغرفته ممسك بهاتفه يتابع ساحرته بشغف داخل غرفتها بنظرات يملؤها القلق..
تدور حول نفسها بتوتر شديد ظاهر عليها.. تبدل حالها بين ليله وضحاها..نظرتها زائغه كمن تعرضت لصدمة فقدتها توازنها..
تتجنب الحديث معه.. تتهرب بعينيها من نظرة عينيه.. لها أكثر من أسبوع لم تخرج من غرفتها على الإطلاق..
تنهد بشتياق مغمغماً بلهفه..
"واحشتيني وانتي معايا تحت سقف واحد يا إسراء"..
ظلت تدور حول نفسها كثيراً، ومن ثم اقتربت من والدتها النائمة بجوار صغيرتها، ودثرتهما بالغطاء جيداً، وأخذت نفس عميق وسارت نحو حمام الغرفة بخطي مرتعشه..
فهي على علم انه يتابعها الآن كعادته..القي هو الهاتف من يده، وهرول نحو المرآه التي تعكس له ما يحدث داخل حمام غرفتها..
اتسعت عينيه على أخرها بعدم تصديق حين وجدها تطرق على المرآه بستحياء طرقات هادئه.. لم يفكر مرتين، وضغط على لوحة أرقام خفيه بجانب المرآه.. لينفتح الباب الحاجز بينهما..
فركت يديها ببعضهما، ورفعت عينيها تنظر له بخجل شديد متمتمه بصوت هامس بالكاد يسمع..
"عايزه أقولك حاجة"..
ابتسم لها ابتسامة مطمئنه، ومد يده أمسك يدها، وسحبها لداخل غرفته برفق، وأغلق المرآه مغمغماً بشوق ولهفه، ويده لم تترك يدها..
"قولي أنا سامعك يا إسراء"..
ابتلعت غصه مريره بجوفها، وجاهدت لأخراج صوتها، ولكنها عجزت تماماً عن النطق بحرف، وبدأت تبكي بنحيب شديد..
توقفت عن البكاء فجأة،وقد انقطعت أنفاسها، ونظرت له بصدمة حين القي على سمعها جملة كانت بمثابة قبضه من حديد اعتصرت قلبها حين شعرت بمدى الألم بصوته..
" مش قادرة تقوليلي ان امي هي اللي عايزه تقتلني مش كده؟!"..
رفعت يدها على فمها تكتم شهقه قويه مردده بذهول..
"أنت عارف؟!"..
أكتفي بتحريك رأسه لها بالايجاب،وخلع كنزته وظل عاري الصدر أمام عينيها المتسعة على أخرها، وأشار على جرح يبدو حديث بجوار قلبه وتحدث بابتسامة قائلاً..
"دي رصاصة على ايد قناص محترف بس ربنا كتبلي عمر جديد، وعدت من جنب قلبي ب2سم بس"..
أشار على جرح اخر..
"ودي ضربة سكينه"..
استدار موليها ظهره ليظهر أكثر من جرح على كتفيه..
"وكل أثار الجروح اللي على كتافي دي رصاص برضوا"..
تنظر له بأعين زائغه، وقد أصبحت بحالة من الهذيان، وعدم التصديق ان يوجد بالحياة ام تفعل كل هذا بأبنها..
التفت لها مره أخرى ونظر لها بعينيه يترجها بل يتوسل لها أن تضمه لحضنها لعلها تخفف عنه ألمه ولو قليلاً..
"فارس؟!"..
همست بها، وصمتت بخجل.. لا تعلم ماذا تفعل وهي تري إنسان يظهر عليه كل هذا الكم من العذاب..
كان معه كل الحق بأن لا يثق بأحد.. فمن حملته ببطنها لم ترأف به، وطعنته أكثر من مرة..
ساد الصمت قليلاً يقطعه صوت شهقاتها، وبدون سابق إنظار كانو قطعا المسافه بينهما بنفس اللحظة، وعانقها بلهفه بكل قوته استقبلته هي بدون أدنى إعتراض..
فهل ستخضع لمذاق الحب الحلال.. ام ستفيق وتستعيد صوابها قبل فوات الأوان..
فهل ستخضع لمذاق الحب الحلال.. ام ستفيق وتستعيد صوابها قبل فوات الأوان..
انتهت البارت
لقراءة باقي حلقات اعمل متابعه لصفحتي الشخصيه ليصلك اشعار بالحلقات الجديده
#غرام_المغروور
#البارت_العشروون
....................................
دمتِ أميرتي وملكة النساء!!..
"إسراء"..
نوعية تكاد تكون نادرة.. تمتلك قلب من الماس.. تسامح من أخطأ بحقها، لكنها صعبة النسيان..
تضحك بصدق.. تحب بصدق.. تحزن بصدق..
أيقنت الآن أن الحب لا يناسبها أطلاقاً..
لإنها حين تشتاق .. تقسو،
حين تغار .. تجن،
حين تخاف .. تبتعد..
"فارس"..
رفرف قلبه فرحاً عندما رأها تبكي لأجله..هي ساحرتة المغرور التي كانت تبغضه، وترمقها بنظرات ناريه تدل على كرهها له..
الآن تضمه لحضنها بحنان بالغ..جذبته لها أكثر تحثه على الميل برأسه قليلاً لتتمكن من فحص أثار جروحه بأعين منذهلة تفيض بالدمع.. تمسد بأصابعها الصغيرة على كتفيه كأنه صغيرها، وليس زوجها..
تقف على أطراف أصابعها لتستطيع تفحصه بدقة مردده بعدم تصديق..
"إزاي قدرت تعمل فيك كده؟..إزاي قلبها طاوعها تشوفك سايح في دمك؟!"..
ابتعدت عنه بضعة أنشات،ولكنها مازالت داخل حضنه، وكلتا يده ملتفه حولها..
نظرت للجرح الكبير الذي يشق صدره بصدمة، وانهمرت عبراتها أكثر وهي تربت على صدره بقبضة يدها، وكأنها تزيل ألمه بحنانها الشديد عليه الذي أثلج قلبه وجعل أنفاسه علقت بصدره، وهو يستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من ملمس بشرتها على جسدة..
رفعت يدها ببطء حتي وصلت لوجهه، وضعتها على لحيته، ونظرت لعينيه نظرة زلزلت كيانه،وهمست بصعوبة من بين شهقاتها مستفسرة..
"احكيلي يا فارس ليه عملت فيك كده؟!"..
تأوه دون صوت ..فصوتها وحده يدغدغه..تعمق النظر لعينيها، وتفهم أن تأثيرها بما حدث له جعلها كالمغيبة بتعاملها معه.. الواقفه أمامه الآن هي "إسراء" الأم التي تخيلت صغيرتها بمكانه، وتحاول منحه بعض من خوف وحنان الأم الذي حرم منهم..
تأكد ان مشاعر الحب لديها مازالت خاملة..
"بحبك يا إسراء".. قالها "فارس"
هامسًا بحميمية أيقظت كل مشاعرها الخامدة تجاهه مرةً واحدة..
فتحت عينيها على وسعهما بصدمة بعدما أدركت وضعهما، وأنها بين يديه داخل صدره العاري..
شعر بتخشب جسدها بين يديه.. فمال على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يستنشق به أنفاسها المتلاحقه أثر شدة خجلها،
وهمس بلهجة أكثر خشونة و كأنه يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده..
"بحبك يا ساحرتي"..
قالها بصدق شديد ظاهر على ملامحه دفعها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها..
"فارس أرجوك"..
همست بها بضعف، وهي تحاول الإبتعاد عنه، وقد بدأ جسدها ينتفض بين يديه..
أحكم يده حولها، وتابع بلهفه داخل اذنها..
"متبعديش عني.. خليني أحكيلك، وأنا جوه حضنك"..
شعر بكفها يقبض على كف يده برفق.. فحتضن يدها الصغيرة بين يده القويه، وأصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة..
دفعته برفق تحثه على السير نحو إحدي الارائك..سار معها دون أن يبعدها عن حضنه.. جلست، وجذبته يجلس جوارها، وتحدث بنبرة حانيه..
"احكيلي يا فارس انا سمعاك"..
رفع يدها على شفتيه، ولثمها مرات ومرات بعشق شديد مغمغماً..
"كنت مستنيكي تحني عليا علشان كنت مستحيل احكي لمخلوق غيرك أنتي يا إسراء"..
دار بعينيه على المكان من حوله، وعاد ينظر لها بابتسامة حزينه مكملاً..
"شوفي كل دا.. القصر..الفلوس.. الناس الكتير اللي شغالين عندي، وحتي خديجة، ووالدي ووالدتي اللي غايبين عني بالسنين..لا حضورك كحضورهم، ولا غيابك عني كغيابهم"..
أمسك كلتا يدها، وجذبها عليه، وقام بلفهما حول خصره، وضم رأسها لصدره مقبلاً شعرها قبله رقيقة مطوله مكملاً بتنهيده عاشقه..
"سبحان من زرع بقلبي عشقك"..
وضع أنامله أسفل ذقنها ورفع وجهها جعلها تنظر له.. تأمل ملامحها بفتنان، وتابع بنبهار..
"أشتاق لك وحدك.. فليت كل من حولك أنا، وليت كل من حولي أنتِ.. دمتِ لي أميرتي، وملكة النساء بعيني"..
انتهي البارت..
اللي يخلص قراءه يعمل متابعه عشان توصله الروايات فور نشرها هنا 👇👇
البارت الحادي والعشرين والثاني والعشرون هنا 👇
تعليقات
إرسال تعليق