قدرك عشقي
الفصل الأول والتاني
في أحد القصور الفخامه...... كان يقام حفل زفاف..... بدر الطحاوي.... ذلك الشاب الوسيم على حبيبته و ابنة عمه.. ليلى الطحاوي..... وسط كم هائل من رجال الأعمال و الاعلامين و المشاهير.... و لما لا و هو ابن أكبر رجل أعمال في الشرق الأوسط.... أما هو كان في قمه سعادته اخيرا و بعد عشق السنوات.... ستكون ملكه يعلم انهم صغار فهو يملك من العمر 18 عاما و هي أيضا...... فهم ولدوا في نفس اليوم.... رفض الجميع زواجهم الآن..... و لكنه أصر على ذلك.... دقائق و نزلت حبيبته بيد ابيها... و هي تنظر إليه بسعاده و خجل.... لم يتحمل الصمود أكثر و صعد الدرج..... بسرعه البرق لياخذها من عمه.... قبل جبينها بحنان.... و ذهب بها إلى الأسفل........ بعد عده ساعات كانت تنام داخل أحضانه بسلامه..... ها هو حصل على حبه أخيرا..
بدر بعشق : مبروك عليا انتي يا روحي.
ليلى بحب : انت اللي مبروك عليا.
_____شيماء سعيد_____
في مكان آخر كان يركض ذلك الرجل..... و هو يحمل زوجته و حبيته التي تحمل في أحشائها طفلته...... أخذ يركض و يركض في تلك الصحراء مثل المجنون...... و هو ينظر خلفه برعب..... فهو كمال علم الدين..... ابن معالي الوزير خلف علم الدين...... جاء إلى الصحراء ليبدأ بها أحد المشروعات..... و هناك تعرف على من ملكت قلبه.... بدور..... أحد بنات البدو...... احبها لا بل عشقها..... و لكن زواجهم كان مستحيل..... أبيه رفضها و بشده..... و أهلها رفضوا أيضا.... فهي لابن عمها منذ نعومة أظافرها..... ليقرروا الزواج السري...... و حدث ذلك بالفعل...... و لكن حملها فضح كل شي...... و قرروا أهلها قتلها..... ليهرب بها بعيدا عن كل ذلك.... أكمل ركض إلى أن وصل للطريق العام.... تسمر مكانه بخوف عندما سمع ذلك الصوت من خلفه..
..... : اخد الفاجره دي.... و رايح فين يا ابن الاكابر..
كمال بغضب و هو يضعها على الأرض بحرص فهي تولد الآن..: مراتي من فاجره يا شيخ علام.... و سيبنا نمشي عشان بتولد...
جاء ليرد الشيخ علام عليه...... و لكن صرختها العاليه التي يتبعها صوت صغيره تبكي..... أوقف الجميع.... ابتسم بسعاده و هو يقترب منها يقطع ذلك الحبل..... الذي بينهم..... و يقبل رأس زوجته بحب.....
الشيخ علام : اللي كان مانع موتكم.... بقى في الأرض..... و دلوقتي هاخد شرفي.... و بأيدي....
لحظه واحده..... و كان يخرج من مسدسه طلقتين..... واحده في قلب ابنته.... و الأخرى في قلب ذلك العاشق..... لتنتهي قصه غرامهم بالموت...... ليقع عليها باستسلام..... و هو ينطق آخر كلامته..
كمال : اسف بحبك...
أما ذلك الرجل أخذ ينظر إليهم بدون..... أدنى رحمه.... أغلق عينه بغضب و هو يسمع صرخات تلك الصغيره.... فتح عينه و القى عليها نظر اخيرا.... ليرفع مسدسه و يوجه تجاهها..... حاول كثيرا..... و لكنه فشل من المستحيل قتلها..... لذلك تركها و رحل بعدما أمر رجاله بأخذ جثه ابنته التي سقط من عنقها سلسله من الذهب و زوجها...... ستموت بعد قليل واحدها..... من الجوع و البرد...
______شيماء سعيد_____
في احد الأحياء الشعبية... استيقظت تلك الجميله.... صاحبه السبع سنوات.... على أصوات تلك الصرخات العاليه من الخارج.... نظرت حولها بخوف.... قلبها يتألم و لكنها لا تفهم السبب..... خرجت من غرفتها تبحث عنه بعينيها.... ابتسمت ببراءة عندما وجدت يأتي إليها يضمها..... بلهفة و حنان و الدموع تتساقط من عينه..... فسألته بحيره...
إيمان : هو في ايه..... و ليه ماما بتصوت كده...
خالد : عشان عمو شوقي..... راح عند ربنا....
إيمان و هي تقول.... بريبه : يعني ايه.... راح عند ربنا.... يعني مش هشوفه تاني زي جدو...
هز رأسه بخوف دليلا على صدق حديثها : ايوه.... بس انا موجود معاكي.
انهارت أمامه في البكاء.... فهي لا تتحمل أن لا تراه ابيها مره اخرى.... فهو ذلك القلب الحنون.... أخذت تبكي و هو الآخر يبكي من أجل ذلك الرجل الحنون.... الذي كان يتعامل معه كأنه ولده و أكثر.... حاول التوقف عن البكاء.... من أجلها يجب أن يكون قوي من أجلها..... فقط من أجلها هي...
خالد : خلاص بلاش عياط..... و انا اوعدك اني هكون سندك.... و ضهرك لآخر يوم في عمري...
إيمان ببراءة من بين شهقاتها : بجد هتفضل معايا.... يعني مش هتسيني زيهم....
خالد بحب : لا...
______شيماء سعيد_____
في صباح يوم جديد استيقظ بدر...... و هو ينظر إلى تلك الجميله الغافيه بجواره بسلام...... ابتسم بسعاده اخيرا أخذها.... و أصبحت زوجته و ملاكه..... فهي صديقه طفولته...... و حب مراهقة و شبابه..... و
أخيرا امرأه الأولى و الأخير..... سينجب منها الكثير من الأطفال..... ليحملوا اسمه..... و قلبه..... مثلما فعلت والدتهم..... زادت ابتسامته اتساع و هو يتخيل تلك اللحظه...... التي سيحمل قطه منه و منها... اقترب منها يقبل وجهها..... قبلات متتاليه فهو اشتاق لها....
فتحت عينيها باتزعاج...... عندما شعرت بتلك الفراشات التي...... تتحرك على وجهها..... ابتسمت بعشق عندما تذكرت...... إنها الآن بين أحضانه و زوجته..... أخيرا تتحق حلم السنوات..... رفعت رأسها تنظر إليه بخجل...
ليلى : صياح الخير...
بدر بمكر : اسمها صباحية مباركه..... يا حبيبي..... و مش بتتقال كده...
ليلى بحيره : امال بتتقال ازاي...
اقترب منها أكثر و التهم شفتيها....... في قلبه عاشقه مشتاقه.... قائلا : كده يا روحي.... و بعدين يلا عندنا معاد سفر...
انتفضت من الفراش بسعاده : بجد...... طيب ممكن طلب...
بدر بحب : انتي تأمري..
ليلى : انت عملت زي ما انا عايزه..... و هنروح نقضي شهر العسل في الأقصر..... ممكن بقى نروح بالعربيه...
بدر : ماشي يا قمري.... يلا بقى عشان نمشي....
بعد حاولي ساعتين ...... كانت تجلس بجواره تنظر إلى الطريق.... بابتسامه سعيده..... شهقت فجأه بفزع عندما رأت تلك الرضيعه.... العاريه تمام صامته تماما.... من الواضح انها فقدت الحياه..... نظرت إلى زوجها إلى بنظر إليها بتسأل..... و الدموع تنهار من عينيها...
ليلى : بدر.... انزل بسرعه في طفل..... لسه مولد...
لم تكمل حديثها لأنه نزل..... من السياره بالفعل.... اتسعت عينه بذهول و هو يرى طفله رضيعه..... تغمض عينيها...... بجسدها الأزرق.... هل ماتت.... اقترب أكثر برهبه غربيه...... كلما اقترب منها كلما تعالت دقات قلبه..... وضع يده على عنقها..... و ابتسم فهي مازالت على قيد الحياة...... وجدت بجانبها تلك السلسلة.... عليها اسم علم الدين..... من الواضح أنه اسم والدها..... حملها و حمل السلسلة..... جلس في السياره مره اخرى..... و نظر إلى زوجته المنهارة بحنان...
بدر : اهدي يا ليلى البنت له عايشه..... اطلعي هاتي اي حاجه من لبسك ليها..... عشان نلحق نروح بيها المستشفى....
ضمها إليه بحنان و هو يتنفس..... رائحتها الجميله..... تشبه رائحة المسك..... ابتسم أكثر و هو يقول بصوت هامس...
بدر : مسك علم الدين...
______شيماء سعيد______
مرت ثمانيه عشر عاما...... على ذلك اليوم التي أتت فيه مسك..... لتعطي له و لزوجته الحياه...... فهي ابنتهم الوحيده بعدما علم..... ان من المستحيل أن يصبح اب...... و رفضت ليلى الزواج من آخر...... لتكون حياتهم مكونه من ثلاث أحرف..... مسك..... بل حياته فهي بالنسبه له كل شي...... دائما معه في اي مكان...... ظلت تكبر أمام عينه...... و تكبر مكانته في المجتمع...... إلى أن أصبح الدكتور الكبير..... بدر الطحاوي..... من أشهر أطباء النساء و الوليد حول العالم.....
في غرفه رقيقه تدل على رقه صاحبتها...... تنام تلك الفاتنة بعمق و براءه شديده...... كلمه جميله قليله في وصفها...... فهي تملك من الجمال ما يجعل القديس يعشقها..... فتحت عينيها بازعاج من الذلك المنبه الملعون......... نظرت حولها بضيقه فهي تكره الاستيقاظ مبكرا........ و لكن ما باليد حيلة........ لم يسمح لها بدر بالنوم أكثر من ذلك...... حتى في يوم العطله...... دقائق و كانت تدلف إلى غرفه الطعام و على وجهها الناعم ابتسامه رائعه....
اقتربت من ليلى و قبلت رأسها بحب : صباح الخير يا مامتي...
ثم قالت بابتسامه سعيده : صباح الخير على احلى و أجمل بدوره في الدنيا.
بدر بحب : صباح النور... مش ناويه تقولي يا بابا بقى.
مسك بمشاكسه : و الله ما ينفع...... بقى قمر زيك يتقاله يا بابا ازاي بس....
قهقت ليلى بمرح على شكل بدر الغاضب ...... و نظرت إلى مسك بحنان أموي : انتي تقولي اللي نفسك فيه يا قلبي..
بعثت لها قبله في الهواء......ثم نظرت إلى بدر و بعثت له هو الآخر قبله....
مسك : حبيبي انت...
ابتسم إليها بحب...... و نسي غضبه منها..... فهو بابتسامتها ينسى كل شيء إلا هي..... أما ليلى نظرت إليهم بغير ام علي طفلتها.... لذلك قررت مشاكستها..
ليلى : مش دعاء جايه النهارده من امريكا...
تغيرت ملامح وجهها بالكامل....... أصبحت كمن لدغتها عقربه...... ماذا هل تلك الدعاء ستعود اليوم بالفعل..... تلك اللعينه فهي تكرها...... لأنها تعلم جيدا انها تكرها...... و تريد طردها من القصر.......
مسك : انتي بتتكلمي بجد...
قهقه هو تلك المره : لا بس ليلى حبيت تضيقك ..... قومي عشان هتروحي النهارده معايا المستشفى....
ابتسمت بسعاده : بجد.
هز رأسه لها دليلا على صدق حديثه.. فقالت : ثواني و اكون جاهزه.....
______شيماء سعيد_____
في منزل خالد...... استيقظ و هو على وجهه ابتسامه..... رائعه... حياته كلها ملخصه في ايمان...... تلك الصغيره التي ربها على يده...... بعد وفاه ابيها.... أصبح هو الأب و الأخ و الحبيب..... تكلف بكل شيء يخصها...... كان في قمه سعادته عندما دلفت إلى كليه
الطب....... يريد أن تمر الأيام سريعا لتكون زوجته......و ام أطفاله....... دلف إلى الغرفه الطعام بعدما خرج من المرحاض........ وجدت والدته تجلس و على وجهها غضب العالم..... تنهد بصبر فهو يعرفها
جيدا....... و يعلم أنها تكره ايمان دون أي أسباب....
اقترب منها و قبل يديها بهدوء...
خالد : صباح الخير.... يا ام خالد ...
بدريه بغل : و الخير ده هييجي منين...... طول ما انت مضيع فلوسك..... و تعبك على ست الحسن و الجمال...
أخذ نفس عميق يحاول قدر الإمكان السيطره على غضبه : امي..... إيمان مراتي..... و اللي بعمله ده حقها عليا مش صدقه مني...
رفعت رأسها تنظر إليها بعيون حمراء...... فهي تكره تلك الإيمان...... أكثر من أي شيء..... أخذت طفلها..... منها و جعلته..... مثل الخاتم في أصابعها....... يفعل كل شيء من أجلها كأنه لا يوجد في حياته غيرها..... تريد قتلها ليعود لها ولدها...... التي ضحت من أجله..... و عاشت فقط لتربية بعد وفاه زوجها...... و هو لا يفكر بكل هذا..... يخسر كل شي بسبب تلك الفتاه..... و والدتها....
بدريه بصوت مرتفع : حقها...... لا مش حقها بقى لك 18 سنه بتصرف عليها..... أكل شرب..... لبس..... تعليم..... ايه عامله لك سحر...... انا عارفه شغل فوزيه...... اكيد عامله لك عمل...... عشان تكون زي الخاتم..... في ايد بتها..... الحيه التانيه.....
انتفض خالد من مقعده بغضب : امي...... كفايه كلام في الموضوع ده....... إيمان مرات..... مش هسمح لأي مخلوق يقلل منها...... انا خالد البرنس..... تمام....
لم يضيف كلمه أخرى..... و تركها و رحل...... مل من ذلك الحديث اليومي....... أو المشكله الصباحيه...... عادت إليه ابتسامته و هو يدق علي بيت...... حبيبته الجميله..... ليريها قبل نزوله الورشة..... ثواني و فتحت..... له الباب بلهفة عاشقه...... اشتقت له..... في تلك الساعات القليلة..... التي غابها عنها...
خالد بابتسامته الساحرة : صباح القشطه.... على احلى مربه بالقشطه في الحاره كلها......
إيمان بحب : صباح كل حاجه حلوه.... فطرت و الا هناكل سوا...
خالد : ما انتي عارفه..... مش بعرف أكل إلا من أيدي....
إيمان : طيب يلا ادخل.... قبل الطعميه ما تبرد....
نص ساعة و كان يقف أمام كليتها...... ينظر إليها و هي تدلف للدخل بعد السبع وصايا اليوميه..... ممنوع الحديث مع أي شاب تحت أي ظرف..... ممنوع الابتسامه..... أمام أحد..... فهو يعلم أن ابتسامتها مثل الخمر تسكر الجميع..... جميله في كل شيء..... و الأجمل انها تربت على عرش قلبه..... لم يقترب منها غيره تحت أي مسمى..... فهي ملكه منذ البدايه...... و ستكون نهايتهم معا.....
_____شيماء سعيد_____
في المشفى الخاص ببدر الطحاوي..... كانت تسير بجواره بسعاده غربيه..... فهو بالنسبه لها كل شيء.... الاب و الأخ و الصديق...... اول اسم نطقته هو...... اول خطوه كانت يده العون لها..... اول ابتسامه كانت في وجهه..... و أول حب كان هو...... تعلم أن ذلك خطأ و خطأ كبير.... و لكن هل للقلب سلطان.... فهي
عشقته و رفض الارتباط بأي شاب من سنها..... فقط لتبقى معه...... تعلم أنها بذلك تخون ليلى تلك السيده التي ضاع عمرها..... في تربيتها..... و لكنها غيره قادره على التحكم في نفسها لذلك ستبقى قريبه منه..... على أنه ابيها..... ستجعله يعيش حياته مع
زوجته و حبيبته بسلام...... أما هي ستشاهده من بعيد فوجوده أمام عينيها العاشقه...... كفى لتعيش باقي حياتها على حب مستحيل.... اشتعل قلبها بنار الغيره..... عندما علمت نظرات الفتيات له..... بأي حق ينظرون له بتلك الطريقه و هو معها.... نظرت إليهم نظره قاتله..... و دلفت خلفه إلى المكتب....
خالد بتعجب من غضبها : مالك...... يا ميمو.... زعلانه ليه.
لم تتحمل أكثر لذلك انفجرت بغضب أعمى : زعلانه و هزعل ليه يعني..... عادي ان البنات اللي بره تاكلك بعنيها.... انت مبسوط بنظراتهم ليك.... عايزه تحس انك دايما شباب مش كده...... أما أنا و ماما ليلى في البيت زي الكرسي..... و انت يا عالم بتعمل ايه بره....
نظر إليها بذهول و غضب ..... ماذا تقول تلك الحمقاء.... يشعر كأنها زوجه بموت بنار الغيره على زوجها...... اغمض عينه بقوه فهو يعلم مسك..... و يعلم لما تغيرت في الأوان الاخيره.... نظرتها تغيرت.... لمستها تغيرت.... و بخبرة سنوات اكتشفت الفرق جيدا..... لذلك قرر هو الآخر البعد عنها...... لأنها مراهقه..... غيره مدركه حقيقه مشاعرها.....
بدر بغضب : اولا طريقه كلامك مع باباكي غلط..... مش طريقه بنت محترمه..... تاني حاجه انتي هتنزلي دلوقتي مع السواق عشان ترجعي البيت...... و لما ارجع هيكون في بنا حساب كبير...... على اللي حصل دلوقتي....
حاولت فتح فمها للحديث...... و لكن علمت من نظرته انه في أشد حالات غضبه..... لذلك خرجت من الغرفه بهدوء.... عكس بركان الحزن بداخلها..... سقطت الدموع من عينيها...... و أخذت تفرك بيديها..... تشعر كأن بداخلها نار تريد الإطفاء..... لم تفكر ثانيه واحده و اتجه إلى تلك الفتاه التي...... كانت تنظر له منذ قليل... و جلبتها من شعرها بغل امرأه..... على حبيبها...... لتبدأ الحرب من هنا...
_____شيماء سعيد____
الفصل الثاني
ظلت تنظر إليهم ليلى بذهول..... من حاله الغضب الجنوني...... التي بها بدر بعدما عاد إلى البيت..... دون إكمال عمله و هو يمسك بمسك من ملابسها.... كأنها سرقت منه شيء..... أما تلك المسك كانت تنظر إليه ببراءة طفله و كأنها لم تكن تلك المتوحشة...... منذ قليل.... فهى عملت للفتاة عمليه تجميل لن يقدر عليها...... أشهر الأطباء..... يتذكر جيدا عندما خرج من مكتبه على صريخ الأطباء و الممرضين..... ليوجد تلك الشيطانه الصغيره..... فوق أحد الطبيبات.... تقطم ذراعها بكل غل...... و بصعوبة كبيره قدر على إنقاذ الموقف.... و عاد بها إلى البيت.... يتوعد لها بالكثير على فعلتها الحمقاء تلك.... انتفضت هي و ليلي.... على صوته..
بدر بغضب : عايز سبب.... مقنع للي حصل من شويه...
أخذت تفرك بيديها تحاول إيجاد سبب مقنع..... مثلما طلب..... ابتسمت بخبث و هو تقول..
مسك : يعني عايزني اشوفها عايزه تأخدك من مراتك و بيتك.... و اسكت.... لا طبعا...
تلك المره انتفضت ليلى من مكانها بغضب.... تقف أمامه بوجه يطق شرار... : هي مين دي اللي عايزه تأخدك مني...
سيقتلها.... هذا هو الحل.... ليشعر بالراحه... حمقاء تصدق شيطانه صغيره.... بأجنحه ملاك نظر إلى الأخرى وجدها تبتسم بكل براءة و طبيه قلب...
بدر : اطلعي انتي من الموضوع ده يا ليلى. ثم جذب مسك إليه مره اخرى... : أما انتي بقي يومك اسود و مهبب... ادخل المستشفى تاني ازاي بعد الفضيحة دي..
مسك بغضب : فضيحه ايه.... كل ده عشان ضربت واحده قليلة ادب.... عنيها منك...
ظلت ليلى تشاهد بملل.... ثم صعدت إلى جناحها لترتاح قليلاً..... أما في الأسفل مازالت النيران مشتعلة...
مسك : مش مسموح لأي واحده تبص لك..... أو انت تبصلها.... انت ملكيه خاصه....
انتهى غضبه و هو يقترب منها بهدوء..... : ملكيه خاصه بمين يا مسك...
أغلقت عينيها من ذلك القرب.... القاتل لها... لا ابتعد فقلبي غير قادر على تحمل قربك.... تود أن تلقى بنفسها داخل أحضانه.... و تنام لتبعد عن ذلك الواقع الأليم.... و ان عشقها له مستحيل أما هو نظر إلى عينيها كالمسحور..... تبدو رائعه بغابات الزيتون خاصتها.... أخذ يتأمل بها أكثر و كأنه يراها لأول مرة..... جميله لا بل رائعه...... أعطاها الخالق جمال يكفي ليغطي الكون بالكامل..... تلك الصغيره تملك كل شيء لتجعل الرجال مغرمين بها.... ابتعد فجأه كمن لدغته عقربه..... بماذا يفكر و بمن..... مسك... ابنته.... كان سيرحل من المنزل بالكامل.... و لكن صوتها الرقيق أوقفه...
مسك بدون وعي.... : بيا...
فقد آخر حصونه... ماذا تقول و الي أين تريد الوصول.... كلمه واحده نطقتها جعلته عاجز عن الحركة.... ابتعد عنها و هو يلعنها و يلعن نفسه... فهي ابنته تلك الصغيره التي حملها يوم ولادتها..... و سمها من رائحه عطرها الشهي ..... كيف تفكر به بتلك الطريقة..... و كيف هو يعجز أمامها بذلك الشكل... رد قائلا بريبه..
بدر : يعني ايه بيكي..
فاقت و عادت إلى أرض الواقع مره اخرى..... ماذا تفعل بغباءها ستخسره إلى الأبعد إن علم بعشقها.... المستحيل ذلك.... فهو يعشق ليلى.... ليلى و ااااه من ليلى.... فهي والدتها التي سهرت الليالي على تعبها و كانت و لازالت تحزن معها..... و تفرح من أجلها.... ما تفعله خطأ كبير... لذلك قالت بتوتر شديد...
مسك : بيا انا و ماما ليلى..... مفيش غيرنا في حياتك.... و محدش يقدر يقربك غيرنا...
اغمض عينه بقوه يحاول قدر المستطاع التماسك.... أمامها يريد أن تعرف حقيقه ما تفعل.... ابتسم إليها بجديه..
بدر : انا ملكيه خاصه بليلي بس.... يا ميمو.... أما انتي لما تتجوزي جوزك هيكون ملكيه خاصه بيكي...
_____شيماء سعيد______
في منزل ايمان..... كانت تجلس على فراشها.... أمامها الكثير من الكتب تنظر إليهم بدقه شديده..... إلى أن سمعت صوت طرقات عاليه على باب منزلها.... قامت بفزع لتعرف من الطارق..... ثواني و وجدت السيده بدريه أمامها..... بوجه خبيث و ابتسامه مصتنعه...
إيمان بابتسامه صافيه : اتفضلي يا خالتي...
دلفت الأخرى إلى الداخل و هي تقول : يزيد فضلك يا مرات ابني... عايزكي في موضوع مهم.
إيمان بقلق : خير يا خالتي.... خالد كويس..
بدريه بدموع كاذبه : بصي يا بنتي انا عارفه ان خالد..... كل حاجه في حياتك.... لكن أنا جالي الكله ... و انتي عارفه المصاريف بتاع العلاج غاليه ازاي... و خالد يعني مش هيقدر يصرف عليا..... و على علاجي و عليكي و على تعليمك خصوصا يعني أن المرحوم ابوكي..... مكنش موظف عشان يكون له معاش..... و كليتك مصاريفها غاليه اوي عليه.... ده غير شقتكم يا بنتي..... الحمل بقى تقيل اوي..... و هو مكسوف يقولك كده لأحسن تزعلي..... فاهمني يا حبيبتي...
كانت تتابع حديثها بقله حيله..... تعلم أنها محقه... فخالد أفنى حياته عليها و مصروفات كليتها باهظة.... بسببها غير قادر على بناء شقته ليتزوجوا.... و لكن ما الذي بيديها فعله ليس لها أي مصدر دخل..... اغمضت عينيها لعده ثواني.... و رفعتها تنظر إلى حماتها..... بخجل من نفسها...
إيمان : خلاص يا خالتي كل حاجه هتتحل.... و انا هدور على شغل...
ابتسمت الأخرى بسعاده..... ها هي تخطي اول خطوة في البعد عن خالد بيديها..... أخيرا ستتخلص من تلك الإيمان التي تشاركها في ابنها و ماله... نظرت إليه بحزن زائف..
بدريه : على عين شغلك يا بنتي.... بس اعمل ايه الدنيا غاليه.... و خالد تعب و عايز يلم قرشين عشان يتجوز اللي زيه معاه عيال...
إيمان و هي تضمها بحنان و طيبه قلب : و لا يهمك.... ربنا عنده خير كتير...
بدريه بخوف : بس اوعي تقولي لخالد اني جيت لك هنا.... و فتحت معاكي الموضوع ده.... انت عارفه كرامته عنده ايه...
إيمان : لا مش هفتح معاه الموضوع خالص...
_____شيماء سعيد______
في مساء نفس اليوم.... كانت تجلس مسك في غرفتها.... تبكي بقوه.... فهي أصبحت بين نارين.... واحده بدر.... الذي تعشقه لا بل تتنفسه.... و الأخرى ليلى والدتها الحنونه..... ظلت تفكر كثيرا فهي تتألم في قربه... و ستتألم أيضا إذا ابتعدت.... لذلك قررت البعد... ستعيش معهم على أنها ابنتهم فقط.... فهي لا تريد خراب حياته.... خصوصا و هي تعلم كل العلم.... إنه يحب ليلى كيف لا.... و هي حب طفولته و شبابه و حياته... يكفي أن تراه سعيد حسمت أمرها... و أغلقت عينيها لترتاح قليلا....
في غرفته كان يضم حبيبته إليه بحنان شديد..... بعد ليلتهم العاصفه تلك.... اغمض عينه و هو يحرك يده على ظهرها العاري...... و يا ليته لم يفعل ذلك تذكر تلك الصغيره.... و كلمتها له.... "بيا"...تلك الكلمه البسيطه جعلته على وشك الانهيار..... ماذا تعني أتريد قول انه ملك لها.... أم ماذا فتح عينه على مصراعيها... هل بالفعل يفكر بمسك طفلته الصغيره...... و ليلي حبيبته أين...... نظر إليها وجدها تنام بعمق شديد.... فقبل رأسها .... و وضع رأسه على صدرها.... لعله يرتاح...
في صباح يوم جديد..... كانت مسك على طاوله الإفطار.... بعدما قالت تحيه الصباح..... كانت تأكل بصمت شديد.... هذا هو الأفضل لها و لحياتها..... أما هو كان يأكل بصمت هو الآخر..... ما تفعله هي الآن.... أفضل شيء.... البعد فهي مراهقة و ستنسي تلك الخرافات في القريب العاجل..... و تعود ابنته حبيبته مره اخرى...
ليلى بقلق : مالك يا مسك..... ساكته ليه.... انتي تعبانه....
مسك بابتسامه : لا يا مامي انا بخير المشكله بس ان الامتحانات قريب.... و انتي عارفه ثانويه عامه.... و لازم اجيب طب...
تحدث ذلك الصامت اخيرا : لازم طبعا تجيبي مجموع طب..... عشان تكوني زي باباكي و مامتك....
ماذا يعني بحديثه هذا..... أيريد أن يأكد لها على كونه أبيها.... حولت بلع تلك الغضه في قلبها و هي تقول بابتسامه...
مسك : هشرفكم...
قامت من مكانها و هو تقول بجديه : بعد اذنكم عشان معاد الكورس....
____شيماء سعيد_____
حدثت إيمان أصدقائها.... ليبحثوا معها عن عمل..... في اسرع وقت.... لأول مره في حياتها تشعر باليتم.... اليوم فقط بعد حديث السيده بدريه.... تأكدت ان والدها توفي.... فخالد كان دائما خير الأب و الأخ.... و الزوج و السند..... لم تشعر في حياتها انها تحتاج لشئ..... و لكن والدته محقه.... فهو من أجلها عمل منذ صغره.... حتى لا تمد يديها لأحد..... يجب عليها الآن تحمل مسؤوليتها..... و تجهز نفسها من مالها.... قطعت أفكارها... عندما دق باب منزلها من المؤكد أنه هو....
فتحت إليه و على وجهها ابتسامه جميله.... وجدته يقف و بيده صندوق كبير..... اتسعت ابتسامتها أكثر.... اليوم يوم ميلادها كانت تتخيل انه نسي تلك السنه.... و لكنه ها هو تذكرها.... و جلب لها هديتها.... اقتربت منه بعشق تضم نفسها إليه.... استقبالها بكل ترحاب.... حبيبته بين يده و هذا ما يريده.... في الحياه...
خالد و هو يهمس بالقرب من اذنها : كل سنه و انتي طيبه.... يا بنت قلبي...
إيمان و هي تشدد من ضمها له : كل سنه و انت معايا سندي و ضهري.... و أهالي و ناسي...
ابتعد عنها و هو يقول بجديه : يلا افتحي الهديه بقى...
أخذت الصندوق و فتحته بقلب مرتجف.... من السعاده..... زادت ابتسامتها أكثر عندما رأت محتوى الصندوق..... العديد من الصور لها منذ ولادتها إلى الأن..... و الكثير من النوتيلا الشهيه التي تدمنها.... مدت يديها أكثر وجدت علبه من الكرتون..... شهقت بعدم تصديق عندما وجدت..... ذلك الهاتف المحمول التي كانت تريده من فتره طويلة.... تركت كل شيء و ذهبت.... تضمه مره اخرى.... فذلك الخالد الرجل الواحد في العالم بالنسبة لها.... يفعل دائما المستحيل فقط من أجل ابتسامتها.....
إيمان : بحبك هتكون كلمه قليله عليك...
خالد : الدنيا كلها قليله عليكي. ثم أكمل بمرح : يا بت دي انتي احلى بنات الحاره.... فيكي سحر كده..
إيمان : عشان اخده أجمل شباب الدنيا مش الحاره بس.....
جاء ليرد عليها و لكن توقف عند سماع صوت هاتفه.... اختفت ابتسامته و تحلى بالجديه..
خالد : ايوه يا حمدي...... قوله خالد البرنس كلمته سيف علي رقبته.... طيب اقفل انت دلوقتي و كان ساعه و هكون عندك......
نظرت إليه بقلق : خير يا خالد في حاجه..
خالد بهدوء : من امتا بنسأل في حاجه متخصناش..
خفضت رأسها بحزن : مقصدش انا بس خايفه عليك..
خالد :مش خالد البرنس اللي بتخاف عليه.... يا ام العيال...
نسيت حزنها بمجرد نطقه بكلمه الأخيره ام العيال.... ياالله ما أروعها... ذهبت بحبل أفكارها.... لبعيد و هي تحمل في أحشائها قطعه صغيره منه.... ثمره عشق السنوات... من المؤكد سيكون فتى رائع في كل شيء مثل أبيه....
خالد بمكر : روحتي فين يا ام العيال...
إيمان : تفتكر هيكون شكلهم ايه...
خالد بتساؤل : هما مين دول...
إيمان : ولادنا يا حبيبي...
خالد : اكيد البنت هتكون زي القمر شبه مامتها.... و تاخد لون عينك اللي مدوخني دي.... خدودك التفاح.... و شفايفك العسل الصافي....
و عند ذكر شفتيها.... ركز ببصره عليهم.... لم يتحمل أكثر.... و دمج خاصتها بخاصته.... ليشعر انه ترك العالم و سافر بعيدا في مكان..... لا يوجد فيه غيرها.... ارتجف جسدها بالكامل بمجرد شعورها بتلك الفراشات التي تطير على شفتيها.... ابتعد عنها بعد فتره لا أحد منهم يعلم إذا كانت طويل ام ثواني معدوده...... وجدها تغلق عينيها بخجل.... لالا لابد أن يترك ذلك المنزل الآن.... قبل أن ينهار أمامها.... و ينتهي كل شيء...
_____شيماء سعيد_____
في غرفه مسك.... عادت من الكورس الخاص بها.... حزينه لا تريد مقابله احد.... لذلك دلفت إلى غرفتها دون كلمه.... جلست على الفراش تحاول النوم بشتى الطرق... و لكن أين النوم..... كما يقال لا ينام إلا خالي البال.... و لكنها هي بالها معه..... و قلبها معه.... فتحت عينيها على صوت هاتفها...
مسك بهدوء : الو.... مين معايا.... هيثم مين... اها ازيك يا هيثم...
هيثم : انا كويس.... حبيت اطمن عليكي عشان كان شكلك تعبان النهارده في الكورس...
مسك : شكرا يا هيثم على سؤالك.... انا كويسه بس كان عندي صداع...
هيثم بقلق صادق : اجيلك و معايا دكتور..
مسك بسرعة : لالا مفيش داعي تتعب نفسك..
هو مين ده... : انتفضت من مكانها بفزع... على صوت بدر الغاصب..... نظرت إليه وجدته مثل الأسد الذي ينقض على فريسته الآن.... خلال ثانيه واحده كان الهاتف عباره عن قطع صغيره.... شهقت ماذا سيفعل و لماذا كل هذا الأنفعال..... زاد رعبها عندما ضغط على يديها بقوه.....
مسك : في ايه.... انت بتوجعني...
بدر بغضب : كنتي بتكلمي مين يا هانم.... ايه أنا في البيت ده كرسي...
مسك بتوتر : انت بتقول ايه ده زميلي.... و كان بيطمن عليا...
بدر : يا ايه يا طمن عليكي.... ليه و هو يعرفك منين عشان يطمن عليكي انطقي...
بدأت تفقد السيطره على أعصابها..... انهارت في البكاء.... لأول مره تراه بتلك الطريقة يألمها بأفعاله و حديثه...... يشك بأخلاقها.... و بتربيتها..
مسك : انت بتقول ايه بتشك في أخلاقي...
اغمض عينه بغضب منها و من نفسه..... يعلم أنه أخطأ معها في الحديث.... فهو يعلم أخلاقها جيدا... و أن من المستحيل أن تقيم علاقه مع أي شاب... لماذا قال تلك الكلمات...
بدر : مسك بهدوء كده كنتي بتكلمي مين...
مسك من بين شهقاتها المرتفعة : ده هيثم زميلي و بيطمن عليا..... و الله انا قولتك الحقيقه...
بدر و هو يترك لديها لتفرك هي بها موضع قبضته عليها : جاب رقمك منين...
مسك : معرفش... و الله أنا اتفجئت بيه... انا عمري ما اتكلمت معه أو كان بنا حتى السلام... انت عارف اني مليش علاقه مع الاولاد اللي معايا...... بس طلع ثقتك فيا قليله....
بدر : الموضوع مش موضوع ثقه..... و انتي عارفه اني بثق فيكي..... و اللي انا عملته ده رد فعل طبيعي لأي أب يشوف بنته بتكلم راجل غريب....
ابنته..... اااه ستقتله..... لتشعر بالراحه بعد ذلك... فهي شعرت بغيرته عليها من المستحيل أن يخونها الاحساس...
مسك : طيب انت عرفت الموضوع.... ممكن انام عشان عندي مدرسه الصبح.... و اكيد حضرتك عندك شغل.... و يا ريت تكون مرتاح بعد ما الموبايل بقى خردة..
______شيماء سعيد_____
تعليقات
إرسال تعليق