expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

سكريبت كامل واليك المفر

 

سكريبت كامل

واليك المفر

 1 = أمير بملل: أنا زهقت من الكلام في الموضوع ده ، 

و ده آخر كلام عندي علي فكرة.

تاليا: يعني ايه آخر كلام عندك ، هو المفروض يبقي ليا

رأي في الموضوع ده ولا ايه ده مستقبلي!

أمير بحدة: مستقبلك في بيتي يا حبيبتي مش في كلام

ملوش لازمة زي اللي قولتي عليه ده وبعدين أنا مش 

فاضي دلوقتي والكلام بالنسبة لي انتهي.

تاليا : لا يا أمير منت........ الو الووو؟؟؟؟

نظرت للهاتف لتجده قد أغلق الخط حتي قبل أن تنتهي

من حديثها، زفرت بملل و حيرة وهي جالسة مكانها

لا تعرف ما الحل لكل ما يحدث معها، هل هذا هو خطيبها

الذي ظنت بأنها تعرفه تمام المعرفة ، لقد أجبرها

والدها علي الارتباط به ولكنها مع الوقت شعرت بالود

و الحب نحوه بسبب معاملته اللطيفة معها التي 

لم تتلقاها من غيره ، فوالدها يكرهها و لا تجد اللين

إلا من والدتها ولم يكتف من أن يمنعها من إكمال التعليم

بل أخبرها بلهجة لا تقبل الجدال أنها عملها اليومي سيكون

خدمة والدته و والده و إخوته و تلبية طلباتهم و يجب عليا النزول إليهم من الصباح الباكر حتي تأمرها والدته 

بالذهاب.

بحثت عن والدتها لتتحدث معها و وجدتها في المطبخ.

تاليا بضيق: ماما ، أعمل ايه دلوقتي

أمير مصمم علي رأيه ومش راضي يسمع مني.

والدتها بقلة حيلة: طب ما تسمعي كلامه يا بنتي ، ده هيبقي جوزك و أكيد عايز مصلحتك.

تاليا بقهر: عايز مصلحتي ولا عايز يفرض سيطرته 

عليا ؟؟؟!!! يا ماما ده مستقبلي ، حلم حياتي ، أبسط

حق ليا أني أدخل الجامعة آمال أنا بطحن نفسي في

المذاكرة ليل و نهار ليه ؟ مش لأنه وعدني لما نتجوز 

هيخليني أكمل تعليمي و يخرجني من جحيم بابا 

اللي عايشاه، دلوقتي الاقيه بيغير كلامه و عايزني أقعد

في البيت و حتي بقوله اديني سبب واحد يقولي 

علشان هو عايز كدة و خلاص وكلمته لازم تتنفذ هو

أنا مكتوب عليا الشقى و المعاناة العمر كله ولا إيه؟؟

ثم انفجرت بالبكاء وهي ترمي بنفسها في أحضان 

والدتها ، احتضنتها والدتها بشفقة و حنان وهي تربت

علي ظهرها .

والدتها: طب متزعليش، هو يا بنتي مش أنتِ بتحبيه

و هو بيحبك أكيد هتوصلوا لحل سوا.

تاليا ببكاء : يا ماما أنتِ بالذات لما بابا أجبرني عليه أنا وافقت لأنه ده كان شرطه علشان يخليني أروح دروس

تالتة ثانوي و أدخل الامتحانات، لما جه أمير و اتخطبت 

له ، لقيت بيعاملني كويس ف فكرت أنه مش هيبقي

زي بابا و قولته أنا أد ايه نفسي أدخل الجامعة و أكمل

تعليمي و عندي أحلام كتير عايزة أحققها، و هو يقولي

طبعا هسيبك تكملي و هشجعك، طلع كان بياخدني علي

قد عقلي يا ماما و هخرج من جحيم بابا علشان أروح

علي بيت واحد نسخة منه ، هو أنا ليه مش مكتوب

لي أفرح أبدا زي بقية البشر. ثم عادت للبكاء وهي تدفن 

نفسها في أحضان والدتها.

والدتها بحنان: استهدي بالله يا بنتي ده أكيد اختبار أو

ابتلاء من رب العالمين ، اصبري و أن شاء الله هيجازيكي

كل خير و هيعوضك لما تحبي تشتكي متشتكيش لعبد يا بنتي روحي اشتكي لربنا، هو قادر علي كل شئ و هترتاحي .

تاليا : حاضر يا ماما، ثم ذهبت لتنفيذ كلام والدتها و بالفعل شعرت و بأن حمل ثقيل أُزيل من علي كتفيها وأنها

سلمت أمرها لرب العالمين.

انتظرت عودة والدها للحديث معه فهي لن تصمت هذه 

المرة ، هذا حقها و يجب أن تدافع عنه،حينما دلف والدها من بابا المنزل ذهب إليه.

تاليا بهدوء: بابا لو سمحت عايز اتكلم مع حضرتك.

والدها : و أنا مش فاضي ليك ، امشي من قدامي دلوقتي.

تاليا بإصرار: يا بابا الموضوع مهم جدا لازم اتكلم معاك

دلوقتي.

والدها بغضب: هو مش أنا قولت مش فاضي ومش عايز 

اتكلم معاكي ولا أنتِ مش بتسمعي ثم صفعها و بدأ

يضربها وهو يقول أمتي اجوزك و أخلص منك ومن همك.

حاولت والدتها الدفاع عنها و أخذتها من بين يديه لتدخلها

غرفتها و تغلق عليها حتي لا تطالها يد والدها.

ظلت تبكي فترة طويلة وقد أيقنت استحالة استجابة 

والدها لطلبها فهو لا يطيق صبرا حتي يتخلص منها.

في اليوم التالي كانت في طريقها إلي الدرس حين 

اتصل بها أمير.

أمير: ايوا يا تاليا ، عاملة ايه؟

تاليا : بهدوء الحمد لله بخير، أنا عايزة اتكلم معاك في 

موضوع مهم .

أمير: لو عايزاني في موضوع مهم تمام إنما موضوع تافه

و منتهي زي موضوع تعليمك يبقي ملوش لازمة.

تاليا بغضب: تافه!!!! مستقبلي بقا موضوع تافه ؟!!!!

ايوا هو الموضوع اللي عايزة اتكلم معاك فيه و ضروري

جدا.

أمير بضيق: تاليا أنا زهقت من الموضوع ده و علشان 

نقفله خالص هخيرك دلوقتي يا أنا يا هو .

صمتت تاليا ولم تتحدث وهي تتيح له الفرصة ليفهم

ماذا اختارت.

تاليا بهدوء: أظن دلوقتي عرفت اختياري.

أغلق الهاتف دون رد و هي لم تهتم و أيا كان ردة فعل 

والدها ف ستتحمل و تتجاهل إلي أن تحقق هدفها

عندما انتهت من دروسها ، كانت تدخل إلي العمارة التي

توجد بها منزلها حينما رأت والدتها تقف أسفل السلم و

علي وجهها علامات الذعر و الخوف، هرعت إليها

حينما رأتها.

تاليا: ماما ، مالك في إيه، و ايه اللي موقفك كدة.

والدتها بذعر: تاليا الحقي أمير فوق مع أبوكِ و جايب مأذون و مصرين يكتبوا كتابك دلوقتي.

تاليا بصدمة: بتقولي ايييييه؟؟؟؟؟؟؟

إليك_المفر

2 = الجزء الثاني...

تاليا بصدمة : أنتِ بتقولي ايه؟؟؟؟؟

والدتها : بقولك مصممين يجوزوكي دلوقتي، ثم أعطت

لها ورقة و بعض النقود وهي تقول بحزم: أنتِ لازم

تهربي من هنا حالا.

تاليا بدموع: يا ماما بس......

والدتها بصرامة مبسش لازم تهربي و تحققي حلمك و 

تعيشي حياتك مش هسمح لهم يدمروا حياتك و لا 

هسمح تبقي زيي كدة و يحرموكي من كل حاجة 

بتحبيها ، الورقة دي فيها عنوان مهم روحي. عليه 

هيساعدك.

تاليا : عنوان ايه ده يا ماما؟

والدتها بإبتسامة باهتة : ده عنوان صاحب أخويا الله يرحمه ، رجل طيب جدا ، كان بيحبني و اتقدملي بس أنا رفضته بسبب أني بحب أبوكِ ، كنت غب*ية و صغيرة

المهم أنا متأكدة أنه هيساعدك، بصي ده عنوان عنوانه

القديم اللي أعرفه قبل ما اتجوز و هو كان أصلا جارنا

معرفش هو لسة موجود فيه ولا لا بس روحي و اسألي

عليه هيساعدك يلا بسرعة أنا قائلة لأبوكِ أني راحة لجارتنا

أجيب منها حاجة و أوعي ترجعي أو تحاولي 

تتوصلي معايا ل حد يعرف مكانك .

نظرت لها تاليا بدموع ثم احتضنتها و كلاهما تبكي 

بحرقة علي الفراق قبل أن تدفعها من حضنها ناحية

الشارع و تشير لها بالذهاب و تصعد هي إلي البيت.

ذهبت تاليا و ركبت تاكسي بسرعة قبل أن يراها أحد

ثم جلست تبكي حسرة علي كل ما آلت إليه حياتها

و فراق والدتها ، مسحت دموعها و هي تفتح الورقة 

كان مكتوب بها عنوان الرجل الذي يدعي ياسر سعيد

و عنوانه في محافظة القاهرة بينما هي من محافظة

كفر الشيخ!!

ذهبت إلي محطة القطار و قد حجزت تذكرة علي 

أقرب قطار مغادر ثم ركبته وهي تسند رأسها علي 

الشباك و تحدق إلي الخارج بتعاسة .

وصلت وجهتها و قد قاربت الساعة التاسعة مساء 

كانت خائفة، هذه أول مرة تذهب إلي مكان بعيد 

لوحدها، تماسكت و ذهبت إلي وجهتها ، كانت تدور بعينيها بحيرة في المكان ، كان عبارة عن عمارات سكنية ، أوقفت رجل تسأله علي العنوان ليشير لها إلي أحدي العمارات، صعدت إلي الشقة المطلوبة.

وقفت أمامها بتوتر و خجل و هي تتنفس بسرعة 

أسرعت بطرق الباب قبل أن تتراجع و وقفت تنتظر 

فتح الباب رجل يبدو علي وجهه البشاشة و اللطف.

تاليا بتوتر: السلام عليكم، ده بيت أستاذ ياسر سعيد؟

الرجل : ايوا يا بنتي أنا هو ، أنتِ مين ؟

تاليا بخجل: أنا بنت فاطمة محمود حضرتك فاكرها؟

تطلع لها بدهشة قبل أن تتكون ابتسامة عريضة علي وجهه

وهو يرحب بها .

ياسر: بنت فاطمة أهلا بيكِ يا بنتي اتفضلي ادخلي 

ياااه ده أنا مسمعتش عنها أخبار من ساعة ما محمد صاحبي اللي هو أخوها مات الله يرحمه، ها تشربي ايه؟

تاليا بخجل: ولا حاجة شكرا يا عمو.

ياسر بإستفسار: آمال هي فين مجتش معاكي ، اخر مرة

شوفتها كانت قبل ما تتجوز ، جايين تزوروا حد ولا ايه؟

 تحولت ملامحها للحزن و هي تروي له كل شئ.

أبدي تعاطفه معها: ربنا يعينك يا بنتي أنتِ صغيرة أوي

علي كل ده.

تاليا بتأثر: يارب يا عمو ، ماما قالتلي أنك تقدر تساعدني

ف لو تشوف لي مكان أقعد فيه و شغل هبقي شاكرة 

ليك جدا.

ياسر بعتاب: متقوليش حد أنتِ زي بنتي ، و بعدين شغل 

ايه أنتِ ارتاحي و متشليش هم حاجة ، بصي علشان 

مينفعش نبات في نفس الشقة طبعا ، أنتِ هتباتي هنا 

وأنا هبات في الشقة اللي قصادك و الصبح يحلها 

ربنا من عنده.

تاليا: شكرا جدا يا عمو أنا مش عارفة أقولك ايه.

ياسر: متقوليش كدة مفيش شكر بيننا ، في كل حاجة 

في التلاجة لو جعانة و عايزة تأكلي، تصبحي علي خير.

تاليا بإبتسامة: و حضرتك من أهله.

ثم ذهب و بقيت هي وحيدة تبتسم وقد شعرت أنها

تستطيع بدأ حياة جديدة مليئة بالأمل، ذهب للنوم 

و لكنها استيقظت بعد منتصف الليل و هي تشعر 

بالجوع الشديد و العطش ، فذهبت للمطبخ و فتحت 

الثلاجة و هي تتناول زجاجة من الماء تشرب منها

كان الظلام يلف المكان ، 

سمعت صوت حركة خلفها ف التفتت قبل أن تصرخ 

بصوت عالي و عينينها تتسعان من الصدمة وقد هالها

ما تراه أمامها...

إليك_المفر.

3 = الجزء الثالث...

كان يقف أمامها شاب ذو ملامح مبهمة، يرتدي قميص

مشقوق من عند الكتف ، و كتفه ملفوف بشاش طبي

كما يوجد بقع د*م علي قميصه.

نظرت بفزع إليه و قد صرخت بشكل عالي خائفة من 

أنه ينوي بها شرا، لتركض ب أقصي سرعتها إلي

غرفتها و أغلقت الباب بالمفتاح وهي تضع يدها علي صدرها تهدأ من نبضات قلبها السريعة و قد كاد قلبها 

يتوقف من شدة الخوف.

مرت دقيقتان قبل أن تسمع طرق علي باب غرفتها، 

انتفضت قبل أن تسأل بخوف و صوت منخفض: م..م... مين؟

ياسر: أنا يا بنتي، افتحي متخافيش.

زفرت براحة ثم وضعت يدها علي رأسها لتكتشف أنها

بدون حجاب، ضربت رأسها و هي تتذكر أنها ليست 

مرتدية واحد ولم تكن كذلك بالطبع عندما ظهر ذلك الغريب فهي كانت تظن أنها لوحدها.

ارتدت بسرعة حجاب و شئ علي بيجامتها البيتية

ثم فتحت الباب لتجد عم ياسر أمامها ولا أثر لذلك 

الغريب.

تاليا بخوف: عم ياسر كان في واحد هنا منظره 

بخوف أوي كأنه مجرم أو حرامي ، شوفته؟

ضحك ببساطة و هو يقول: معلش يا بنتي لو اتخضيتي

بس هو مش محرم أو حرامي ده آدم شاب جاري عايش

في الشقة اللي جنبي ، زي ابني بالضبط و علشان كدة 

معاه مفتاح الشقة لأنه ساعات بيدخل علشان يطمن عليا

أو يبات هنا معايا.

تاليا بإستغراب و تعجب: طب ليه شكله عامل مبهدل كدة 

و متعور وكله دم؟؟؟

ياسر: لأنه بيشتغل ضابط و كان في مأمورية النهاردة

اتصاب فيها في كتفه و كان لسة راجع من المستشفى

و جه سبات معايا وهو تعبان بدل ما سيأتي لوحده

هو لما تفاجئ بيكِ في الشقة ، جه علي طول و قالي

ف أنا جيت علشان اطمن عليكِ و أقولك كل حاجة 

علشان متخافيش.

تاليا براحة: تمام يا عمو، شكرا تصبح على خير.

ياسر: وأنتِ من أهله يا بنتى.

ذهب و هي دلفت إلي غرفتها و أغلقت الباب و هي تتنهد

ثم ما لبث أن احتل تفكيرها ذلك الغريب حاولت 

تذكر ملامحه بوضوح لكنها فشلت بسبب الظلام و الذعر

الذي سيطر عليها ، طردته من تفكيرها ثم غضت في نوم

عميق.

استيقظت في اليوم التالي و هي تفكر ماذا ستفعل في 

حياتها و كيف ستقدم لامتحاناتها ، أحضر لها عن ياسر

الفطور و أكلا سويا.

تاليا : هو جار حضرتك فين؟

ياسر: آدم؟ نائم و مش هيصحي دلوقتي لأنه تعبان جدا و ارتفعت حرارته بالليل و مديره أجبره ياخد إجازة علشان يرتاح.

تاليا بتردد: هو حضرتك يعني ، أنا كنت عايزة أقولك حاجة.

ياسر: اتفضلي يا بنتي .

تاليا: أنا دلوقتي جيت مش معايا حاجة لأنه كله حصل

فجأة دلوقتي مش عارفة هعمل ايه و هذاكر إزاي أو

هسكن فين و أصرف علي نفسي منين هي ماما ادتني فلوس بس مش عارفة هتكفيني لحد أمتي باختصار مش

عارفة هعيش إزاي، ممكن حضرتك تشوف لي شغل ؟

ياسر: عيب يا بنتي تقولي كدة ، أنتِ لجأتِ ليا يعني 

بقيتي مسئولة مني، كل مصاريفك عليا و هتعيشي هنا دي الشقة دي وأنا هعيش مع آدم.

تاليا باعتراض: لا يا عمو ميصح.....

ياسر: مش عايز اسمع أي اعتراض أنا مكان خالك الله

يرحمه ، بعدين ده كان جمايله عليا كتير لو مرتاحة صحيح

ومش عايزة تزعليني اسمعي الكلام أنتِ زي بنتي.

ثم أخرج مال من جيبه و أعطاه لها : و دلوقتي انزلي

اشتري كتبك و كل اللي هتحتاجيه للدراسة وأن شاء الله

بكرة ننزل نشتري هدوم ليكِ.

نظرت له تاليا بدموع و امتنان لا تكفي الكلمات لوصف 

شكرها أو شعورها، للحظة تمنت لو كان والدها عاملها

ب قليل من هذا اللطف لكان اختلفت كثيرا من الأمور.

فتحت باب الشقة و هي تهم بالنزول لتري آدم أمام

عينيها قد خرج من شقته و يتوجه ناحيتها، بقيت تنظر

إليه دون حراك.

آدم: أنتِ البنت اللي صوتت امبارح لما شافتني.

تاليا بارتباك: ااا اا أنا ااسف...

آدم بمقاطعة: لا ولا يهمك أنا مقدر طبعا شكلي اللي

مكنش لطيف وأكيد خوفك ، علي العموم بعتذر .

تاليا : لا ولا يهمك حصل خير.

ابتسم لها بلطف، شعرت بدقات قلبها تتسارع بشكل 

عالي لدرجة يمكنه سماعها! 

علي الفور اتجهت إلي أسفل و أحضرت كل ما تحتاجه

مرت الأيام هادئة و لكن أكثر ما يقلقها هو والدتها، كانت تفكر فيها كثيرا و ما الذي يمكن أن يكون حدث لها و كيف ستدخل الامتحانات بدون أوراقها الرسمية ، في ليلة ما 

كانت تدرس قبل أن تلقي بالكتاب علي الأرض تواظب

مع دخول عم ياسر.

ياسر: مالك يا بنتي بترمي الكتاب كدة ليه؟

تاليا بضيق: تعبت و زهقت بقالي ساعات بحاول 

اذاكر فيها بس مش فاهمة ولا كلمة ومش عارفة أعمل

إيه.

ياسر: استهدي بالله، طب أنا عندي الحل هناديلك علي 

آدم يذاكرلك هو كويس هتفهمي منه ثم ذهب مسرعا 

قبل أن تستطيع منعه.

بعد دقائق دخل آدم ثم جلس بعيد عنها و هو يسأل

أي مادة تواجه صعوبة معها، ثم جلس يشرح لها ولكنها

لم تكن تصغي إليه ، نظرت إليه و هو منشغل و شردت

بيه قليلا قبل أن تنتبه علي نفسها و تستغفر ربها و قامت

بغض بصرها ، منذ ذلك اليوم وهي تحاول عدم الاحتكاك

به ف قد أحست أنها ربما تحبه وهذا سيكون كارثة لها

ف حياتها في فوضي تامة ولا ينقصها هذا الأمر، كما 

يستحيل أن يكون لهما مستقبل معا .

ولكن مع كل شئ، لم تستطع منع قلبها، تصرفاته 

اللطيف و المراعية، إرساله أحيانا بعض الهدايا مع عم 

ياسر لتشجيعها علي دراستها و غيرها الكثير ، شعرت

بشعور لم يسبق لها أبدا أن شعرت به، و أدركت بعد فترة 

أنها بالفعل وقعت في حبه.

في يوم أخبرها عم ياسر بأنهم جميعا سيذهبون إلي

نزهة معا، ارتدت ملابسها و ذهبوا إلي مكان لطيف

حينما وصلوا ، تحجج عم ياسر بأنه نسي شئ هام و

يجب أن يعود و أصر عليهم أن يبقوا ثم ذهب.

جلست هادئة لم تعرف ماذا تقول و كانت تشعر بالخجل

فقد تجنبته لفترة طويلة .

آدم: أخبارك يا تاليا في المذاكرة ، في حاجة واقفة معاكي؟

تاليا : الحمد لله ماشية كويس.

آدم: أنا ملاحظ أنك بقالك فترة بتنجنبيني ممكن أعرف ليه؟

تاليا بارتباك: .لا لا بتجاهلك ولا حاجة ، أنا بس كنت مشغولة شوية.

آدم بصراحة: أنا مش بعرف اذوق الكلام أو حاجة 

بقول اللي في قلبي علطول ، أول ما شوفتك حصلت 

لي حاجة غريبة ، بس حاولت اتجاهل ده 

أنا وحيد من فترة طويلة بعد وفاة أبويا و أمي الله يرحمهم، بس من ساعة ما شوفتك و حسيت أنه 

أنتِ الونس اللي هيملي عليا حياتي ، مش عارف أقولك

ايه غير أني بحبك و عايز اتجوزك.

نظرت له بصدمة و قد أوشكت عيناها أن تخرج من مكانها

و قد ارتفعت دقات قلبها بقيت فترة صامتة ثم حاولت

الكلام قبل أن تتفاجأ بشخص يسحبها من ذراعها.

: و أخيرا لقيتك ، كنت هتهربي لحد أمتي يعني.

تاليا بصدمة: أمير!!!!!

وقف آدم بحدة ثم اتجه الي أمير يبعده عن تاليا: أنت

مين و ازاي تمسكها كدة؟؟

أمير: و أنت مين علشان تتدخل أصلا أنا جوزها.

آدم بصدمة: ايييه؟

4 = الجزء الرابع و الأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــر.....

أمير: أنا جوزها .

آدم بصدمة: اييه؟؟؟؟؟؟؟ 

ثم نظر غير مصدقا وهو يتنفس بصعوبة إلي تاليا ، ينتظر منها أن تكذبه .

تاليا بدموع: كداب والله كداب متصدقهوش.

أمير بسخرية: والله! كداب في إيه بقا أنتِ خطيبتي

و اتجوزنا و علشان اتخانقنا مع بعض هربتِ مني طول 

المدة دي ، متكدبيش يا حبيبتي علشان بس زعلانين

من بعض.

كان آدم ينظر لها بمرارة و خذلان فلم يكن يتوقع_حسب ظنه_أن تكذب في شئ كبير كهذا، بقيت تاليا تنظر له 

برجاء أن يصدقها هي و هو يبادلها النظر بألم حتي ذهب

و ترك المكان بأكمله.

حينها عادت للواقع علي صوت أمير غاضبا: يبقي الموضوع

مكنش بقا أنك عايزة تكملي تعليم ولا حاجة طب 

كنتِ قولي أنك شايفة حد تاني ، بقا ده اللي هربتِ

مني علشانه ، بس في النهاية هتروحِ مني فين 

هلاقيكي دائما .

نظرت له باشمئزاز قبل أن تهتف باستنكار: أنت

زي عرفت مكاني و ايه حكاية جوزك دي؟؟؟؟؟

أمير بسخرية: عرفت مكانك لأنك مش حريصة بالدرجة 

الكافية ، آخر رسالة بعتيها لمامتك أبوكِ قدر ياخد منها

الموبايل بعد مقاومة شديدة طبعا و عرفنا نحدد مكانك

ثم تحولت نبرته للفخر أما بقا حكاية جوزك دي ف هو 

لسة محصلش ، ده كانت حركة ذكاء مني علشان

الشاب ده يمشي و كدة كدة هبقي جوزك يا حبيبتي 

لا معايا ، كنت خلاص هتجوزك المرة اللي فاتت لولا

في آخر لحظة المأذون اكتشف أنك مش موجودة و رفض

يجوزنا بس متعوضة.

تاليا بجمود: مش راحة معاك في حتة، سيبني.

أمير: لو مش خايفة علي نفسك ، خافي علي أمك

اللي بتحبيها أوي.

تاليا بحيرة: مالها ماما.

أمير بخبث : تحت رحمة أبوكِ دلوقتي ولو مش هتيجي

معايا دلوقتي الله أعلم ايه ممكن يحصلها .

نظرت له تاليا بخوف قبل أن تنكث رأسها لأسفل مع 

تجمع الدموع في عينيها، لتذهب معه .

كانت طوال طريق العودة صامتة فقط تناجي ربها في 

سرها أن يفك كربها و يخرجها مما هي فيه حتي 

وصلوا إلي بيتها لتهرول راكضة حتي تطمئن علي 

والدتها ، طرقت الباب ف فتح لها والده : شرفتي 

ياختي ثم أمسكها من شعرها تحت طرحتها كنتِ فين

يا بت ها كنت بتدوري علي حل شعرك ؟؟

سمعت صوت يناديها بوهن ف تحررت منه و هي 

تبحث عن والدتها حتي وجدتها ملقاة علي الأرض في 

غرفتها و تنتشر الجر*وح و الكد*مات علي وجهها و 

أنحاء متفرقة من جسدها.

تاليا ببكاء: ماما ايه اللي حصلك ؟ أنا آسفة يا ماما 

أنا السبب.

والدتها بضعف: لا يا حبيبتي مش ذنبك ولا حاجة 

ده ذنبي أنا و غلطتي ، نسيت أنه قبل ما بختار 

زوج بختار أب و زي هو إنسان مش كويس عمره 

ما هيكون أب كويس أنا بس اللي عميت عيني 

بسبب أنه كنت بحبه و بعدها اكتشفت أنه الحب ده

آخر حاجة ممكن اختار زوج علشانها و أنه لازم الاحترام

يسبق كل حاجة ، آسفة يا بنتي سامحيني.

تاليا: متقوليش كدة يا ماما أنتِ أكيد مكنتيش تعرفي .

دخل والدها يقول: جهزي نفسك ربع ساعة و المأذون 

يكون هنا و هتتجوزيه غصب عنك. ثم خرج .

حينها استطاعت خفية أن تخرج هاتفها و تتصل علي 

الشرطة تطلب منهم المساعدة و أنها تتعرض و والدتها

للع*نف الأسري و سيقوم والدها بتزويجها دون إرادتها.

بعدها كانت الشرطة قد أخدت والدها وأمير كما تحولت

والدتها للمستشفي ، رفعت والدتها قضية خلع و قد 

كسبتها بسرعة بسبب التقارير الطبية التي تثبت تعرضها

و تاليا للضر*ب لفترة طويلة كما حكمت بنفقتهم و 

أيضا حبس والدها و أمير.

ارتاحت تاليا كثيرا هي ووالدتها بعد ذلك و قد بدأ

كل ما كانت تعانيه اختفي من حياتها و لن يعود 

تابعت دراستها الثانوية استعدادا للامتحانات وبدا

كل شئ طبيعيا إلا أن كان هناك دائما ما يؤقها وهو 

"آدم" لم يكن يغادر تفكيرها إلا نادرا ، و تمضي ليلتها

في البكاء لم تخبر والدتها حتي لا تقلق عليها، و 

أخبرت نفسها أنها من الأفضل التركيز علي مستقبلها.

يوم نتيجة الثانوية العامة.

دلفت من باب البيت و هي تنادي علي والدتها بفرح

كبير : ماما يا مامااااا.

والدتها: نعم يا تاليا مالك بتصرخي كدة ليه؟

تاليا بسعادة: أنا جبت المجموع اللي كان نفسي فيه 

و هحقق حلمي و هدخل الكلية اللي عايزاها بفضل الله.

والدتها بدمو الفرح: بجد يا حبيبتي الحمد لله يارب

الحمد لله.

احتضنتها وهي تبكي من السعادة حتي قالت والدتها:

تاليا في مأذون جوا مع شاب عايزة يتجوزك و أنا موافقة.

تاليا بدهشة: أنتِ بتقولي ايه يا ماما ؟

والدتها بصرامة : بقولك لازم تتجوزي دلوقتي .

تاليا بجدال: أنا مش مصدقة اللي أنتِ بتقوليه ده أصلا

و بعدين مين ده اللي عايز يتجوزني يعني.

أنا

سمعت هذه الكلمة و تجمدت مكانها ، أغمضت عينيها

وهي تفكر و بأنها تحلم و هذا ليس صوت آدم بالتأكيد.

آدم: ايه مش عايزة تبصيلي ، معاكي حق بس اديني

فرصة اصالحك.

فتحت عينيها لتجده أمامها و تجد والدتها تضحك و 

معها عم ياسر واقف بجانبها مبتسم.

آدم: لما روحت لهم ياسر و حكيت له اللي حصل 

فهمني كل حاجة و ساعتها لومت نفسي إزاي مسمعتكيش

بعدها حاولت أدور عليكي كتير لحد ما وصلت لمامتك 

و حكيت لها علي كل حاجة بس فضلنا نستني لحد يوم

نتيجتك علشان تبقي الفرحة فرحتين ، ها ايه رأيك

بقا هتتجوزيني؟

تاليا بدموع : اه .

ثم عقد القران سريعا و بعدما انتهي ،ضمها إلي أحضانه

وكل منهما يتنفس بعمق كأنهما كانا يغرقان و وصلا 

أخيرا إلي بر الأمان.

آدم بحب: بحبك و أن شاء الله أقدر أكون العوض ليكِ

و خير زوج .

تاليا بحب: وأنا كمان بحبك .

"كنت هاربة إلي لا مكان وسط عتمة الطريق، أتيت

لتنير لي دربي و تعوضني بعد العناء الطويل، ف إليك

المفر و الملجأ و النصيب."

تمت_بحمد_الله.

إليك_المفر.

DianaMaria.

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close