Main menu

Pages

رواية جماره بسم الله نبدأ جماره البارت الثانى والتالت

رواية جماره

بين العشق والقسوه

بقلم ريناد يوسف

بسم الله نبدأ

جماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت الثانى والتالت


بناء على طلب كتير بانى اكمل كتابة الروايه عامى فأنا هكملها عامى من بداية البارت التالت وكنت هحول دا بس بصراحه مهانش عليا ...قرائه ممتعه ❤


التفاته من والدته نحوه وهى تحرك رأسها يميناً ويسارا برفض ترجوه الا يفعل مايفكر به الآن وما تُيْقِن تماما انه لو فعله لذهب غازى فى غياهب النسيان ولضاع فلذة كبدها هو الآخر ...


جاهد حكيم مجددا لكبت جماح غضبه حين خفض عينيه اليها ورأى منها مارأى وسيطر على انفعاله اكثر وهو يرى غاليته تقف على آخر درجات الدَرَج من الاعلى تناظر الموقف امامها بصمت وهدوء هو متيقن تماماً انه عكس ماتشعر به اثر كسر غازى لقلبها هى الاخرى ..


والذي بالرغم من كل مساوئه ..ورغم عدم رضى اخيها حكيم عن تعلقها به ورفض امها تماضر لذلك الحب الذي بدأ يتجلى فى كافة تصرفاتها معه ونظراتها اليه فى سن مبكرة جدا ..الا ان غاليه لم تكن عينيها ترى من كل الدنيا سواه ،ضاربة بتحذيرات امها واخيها منه عرض الحائط، وبدأ غازى رويدا رويدا تحت انظار الجميع ورغم انوفهم  يصبح كل عالمها فقد كان لها اسماً على مسمى فقد غزى قلبها وعقلها وكيانها واصبحت سعادتها مرهونة على كلمة  او ابتسامه كانت تستجديها منه فى كل مره تراه فيها 


قرر حكيم الا يضعف لكى لا تضعف غاليته هى الاخرى بالرغم من انه يعلم جيدا انها الان اضعف مايكون،، وانها مثله تماما خاوية من الداخل كتمثال مصنوع من الجص المفرغ وبرغم تماسكه الخارجى الا انه سيتفتت ويتحول لمئات القطع من اقل ضربه ...


مااصعبها لحظات وحكيم واخته غاليه كل منهم يقف امامه محبوبه بجانب غيره وقد اصبح قلبه لا يملك الحق فيه ...


اردف لغازى من بين انيابه وهو يحاول التحدث بنبرة صوت عاليه بالرغم من عدم استطاعته ذلك لكنه حاول فخرج صوته اشبه بالفحيح :


اهلا ياغازى اصباح الخير ...اصباح الخير ياعروسه ...صباحيه امباركه عليكم ...مش غريبه طلعتك بعروستك النهارده وفالوكت ديه ياغازى مع انكم المفروض دلوكيت تكونو قاعدين عتفطرو لحالكم يوم صباحيتكم ؟


رد عليه غازى بابتسامه سمجه :والله جمارتى قالتلى اكده وكانت عايزه نفطرو لحالنا بس انى قولتلها له والله مااغير عادتى ولا افطور غير مع مرت عمى وولد عمى واخوى وحبيبي ...ونظر للاعلى واردف مكملاً وقد زادت ابتسامته فور رؤيته لحالة غاليه التى على شفا الانهيار ...ولا بت عمى غاليه الغاليه ...عارف انكم فطرتو بس برضك هقعد افطور وسطكم انى وهى عشان الوكل يوبقا ليه طعم تانى ...


اردف حكيم بعد ان رفع عينيه مرة اخرى لجماره وخفضهم مباشرة وهو يبتلع غصة فى جوفه وهو يكرر بداخله ان جمارته اصبحت ملك يمين رجل آخر ولم يعد من حقه النظر الى عينيها بعد الان .


بس والله ملكش حق تستعجل مرتك بالشكل ديه وتجيبها بمنظرها ديه بخلجات نومها ...هو الوكل هيطير ولا احنا هنطيرو يعنى ؟ 


نظر غازى اليه ثم نظر لجماره التى تحاول الاختباء خلفه اكثر وخاصة بعد سماعها لكلمات حكيم اللازعه التى زادتها حرجا وحقداً على غازى ثم جذبها من يدها ليوقفها امامه وكأنه يريد ان تتشبع منها عينا حكيم ويرى جمالها جيدا عل الحسرات تقتله فى مكانه واردف راداً على كلامه ..


والله انتا مش غريب ياواد عمى وهى لازمن تتعود تقعد قدامك براحتها وتحسبك حسبة اخوها زى منتا اكيد حاسبها حسبة اختك  غاليه..مش اكده يامرت عمى ولا ايه قولك انتى ..


حكيم :بس انى حداى اخت ومعتلبسش اكده واصل قدامى ياغازى ولا عيملتها قدامك فيوم من الايام وانتا متربى معاها وفحسبة اخوها صوح ..وحتى لو فكرت هتكون دى آخر فكره هتجول فعقلها قبل مااقطعلها راسها وارميها للكلاب ياكلوها ...

اوزن كلامك يابو عمو وان كان لحمك رخيص عليك انى له ...وبعدين سيبك منى انى  ..طب الرجاله بتوعى اللى عيحرسو السرايه مفكرتش هيقولو عليك ايه لما يشوفو  مرتك و عرضك لابسه اكده وانتا جاى بيها على اهنه ؟ طب  دول كمانى لازمن يتعودو ولا ايه ؟ والله انى محروج ومش عارف اقول عليك ايه بس صدقنى هسكت بس عشان مش عاوز احرجك قدام عروستك ..قالها ثم تبعها بضحكة سخريه  ...


نظر له غازى مبتسما لاتقان حكيم تمثيل دور اللامبالى وهو يعلم تماما انه يحترق فى هذه اللحظات احتراقا 


فقرر الا يدعه يتغلب عليه من خلال هذة النقطه وتجاهل كلامه واردف يسأله :

هو انتا مال حسك عامل اكده ليه ياحكيم ؟ ومال وشك مسود وشكلك راجع من الموت اكده ليه ياواد عمى سلامات ...


شهقت تماضر وهى تسرع بالرد عليه :تف من خشمك ياغازى الملافظ سعد بعد الشر عنيه ...اقعد انتا ومرتك عشان تفطرو وتروحو مخدعكم انتو عرسان والناس زماناتها هتهل عشان تباركلكم ...واكملت بنبرة عاليه :زبيده ...زبيده حطى الوكل عشان نفطرو وكل واحد يشوف حاله خلصى قوام ...


لياتيها صوت زبيده الخادمه مجيبا :حاضر ياست الحجه حالا ...


ليردف غازى :وه ...لاهو انتو كمانى لساتكم مفطرتوشى ..طب حلو قوى عشان نفطرو كلياتنا الا انى كنت خايف قوى العاده تتقطع ...


تماضر بغضب :ربنا مايقطعلك  عاده ...اقعد ياغازى اقعد ...


وبالفعل جلس غازى على كرسى طاولة الطعام ونظر لجماره التى ظلت واقفة ولم تبرح مكانها ولا زالت خافضة رأسها للارض بخجل ...


كان على وشك ان يدعوها للجلوس لكنه تراجع وهو يرى تماضر زوجة عمه تتحرك نحوها بالكرسى الى ان وقفت امامها مباشرة  مرت دقائق عليها وهى تتأمل حُسنها وقلبها يعتصر على ابنها الذي كتب عليه ان يتعذب به كل يوم وفى كل مره يراها فيها امامه ...


اى ام فى نفس موقفها كانت سترفض الوضع تماما وكانت ستكره جماره ايضا لما تسببت به من الم لابنها ، حتى ولم يكن لها ذنب و لا تدرى عما يعانيه اى شيئ ...


ولكن ماحدث مع تماضر هو عكس ذلك تماما حيث ماأن رأت جماره حتى شعرت ان حبها اقتحم قلبها اقتحاما وسيطر عليه بدون سابق معرفه فهمست لها بحنان بالغ :


كيفك يابنيتى ..صباحيه مباركه ياحبيبتى ..ربنا يسعدك ويهدى سرك يارب ...


لتردف جماره بعد ان رفعت عيناها قليلا لتنظر لصاحبة الصوت :الله يبارك فيكى ياخاله ...


تماضر سمت الله وكبرت بداخلها وهى ترى زرقة عينى جماره وكثافة رموشها ودعت الله ان يعين ابنها فالايام القادمه على هكذا لعنه هى متأكده تمام التاكد انها اصابته من عين حاسده لتدمر حياته..


اما حكيم فقد اغمض عينيه اثر سماع صوتها لأول مره بهذا الوضوح ورؤيتها بهذا القرب وشعر ان دقات قلبه تجاوزت الحد المسموح وان قلبه قد دخل فى مرحلة الخطر ...


تقدم يدفع والدته لمكانها المخصص على طاولة الطعام ونظر للأعلى وحرك راسه لغاليته يدعوها للنزول مع ابتسامه حنونه وما كان من غاليه الا ان تلبي دعوة اخيها وتنزل السلم درجه درجه وعيناها لا تحيدان عن جماره التى توترت من نظرات غاليه وشعرت ان غاليه مستائه منها لاقصى الدرجات ولكنها لا تعلم لماذا ...


اكملت غاليه النزول وجلست على طاولة الطعام بدون ان تنطق بكلمة واحده وتبعها حكيم وجلس بعد ان ربت على كتفها بحنان وقبل جبينها بحب ..


اما جماره فتقدمت ببطئ تجاه مقعد زوجها الذي اشار اليها بالجلوس بجانبه على الكرسى المقابل لكرسى حكيم فأغمض حكيم عيناه وهو يراها تجلس امامه مباشرة وهو يتسائل كيف له ان يمنع عيناه الان من النظر اليها وهى بهذا القرب القاتل ...

تنفس بقوه وزفر وهو يستغفر ويحاول الهروب بعينيه فى كل مكان لكى لا يقعا عليها وفى نفس الوقت اخذ يردد بينه وبين نفسه :مرت ولد عمك ياحكيم ...بقت مرت ولد عمك دلوك بقت جمارته هو مش جمارتك ...انتا مش باقيلك منها غير جمره فقلبك وبس ....اصحك ياحكيم ...


ابتسم غازى وهو يرى حكيم يحاول الهرب بعينيه ليتجنب النظر لجماره خوفاً ان يلحظ غازى نظراته اليها فيستاء ولا يعلم ان غازى هو من وضعها امامه واختار لها الكرسى المقابل له تحديداً ليرى حكيم فى هذه الحاله فينتشى قلبه كما حدث للتو ....


بدات زبيده الخادمه بوضع الطعام على الطاوله وبدأ الجميع بتناول الطعام.. بينهم من يأكل بنهم، وبينهم من لا يقوى على وضع لقمة فى فمه لكنه يتظاهر بتناول الطعام ،ومن بينهم ايضا من هو متجاهل امر الطعام تماما ويجاههد الايبدر منه مايُلام عليه، ومنهم من لا يستطيع تناول الطعام خجلا من اناس اغراب لاول مره يراهم ويجلس معهم واللقاء الاول بينهم لا يبشر بخير ابدااا....


لم يستطع حكيم السيطره على نفسه او التحكم باعصابه اكثر من ذلك وهى جالسة معه على نفس الطاوله و يشتم رائحة الياسمين منها والتى  طالما حملته اليه نسمات الصباح وهو يمشى خلفها فأصبح باستطاعته معرفتها من وسط نساء العالم اجمع من تلك الرائحه المميزه التى حفظها عن ظهر قلب والتى دائما تفوح منها  ..

فوقف منتفضاً وغادر المكان بسرعه تحت نظرات الجميع وحسرة من امه التى شعرت انه وصل الى ذروة تحمله ولم يعد يستطع التحمل اكثر ...

وبمجرد خروجه لحديقة القصر تنفس بقوه ثم جاب بعينيه المكان وضرب الحائط الذي بجانبه بيده وهو يرى رجاله واقفون على بوابة القصر  كالعاده واشتعل قلبه وهو يفكر ان كان رجل منهم قد رأى من جماره مارآه هو ..وانها اجتازت كل هذه المسافه تحت نظراته واخذ يلعن غازى فى نفسه الاف المرات على فعلته هذه ..


حاول الصراخ فيهم ليبتعدو عن البوابه  لكن صوته الذي حُبس فى حنجرته لم يساعده فرفع يده متحسساً لحنجرته بغضب واخذ يمسد عليها ...


توجه لبشندى فى المندره بخطوات مترنحه وماان رآه حتى اشار له بغضب فأتى الاخر مهرولا يلبي نداء سيده وبمجرد وقوفه امامه اردف حكيم بصوت متعب :


أؤمر الرجاله يخلو مكانهم عالبوابه حالا ويقفو بعيد شويه  ...ونبه عليهم مفيش حد واصل يدخل القصر ولا الجنينه من اليوم ورايح ...قولهم يخلو قعدتهم حوالين القصر والمندره وبس ...واى واحد هلمحه يدخل الجنينه ملهوشى وكل عيش حداى مره تانيه ...يلا روحلهم دلوكيت 


اومأ بشندى بالموافقه وخرج ينفذ فى الحال بدون نقاش لانه فهم السبب وراء هذا القرار ..وهو غيرته على جماره من عيون الناظرين النابع عن عشق لازال يستوطن قلبه ناسيا ان هذه الخطوه من حق غازى وحده لا من حق حكيم ...لكنه يعلم ان للقلب احكام تتجاوز الحقوق والحدود معا ...


خرج حكيم متوجها للاسطبل واخذ جمره التى ماان رأته حتى صهلت بصوت عالى كأنها تحمد الله انها رأت سيدها بخير واخذت تقفز بفرحه مثل طفله صغيره تحتفل بعودة ابيها للبيت بعد غياب...


اقترب منها حكيم واحتضن رقبتها ومد يده ممسداً مابين عينيها وانفها فى حنو بالغ، 

ثم قبلها قبل ان يأمر سايس الاسطبل بجلب سرجها الخاص وماأن ربط السايس السرج حتى قفز حكيم على ظهرها وخرج بها منطلقا لا يعلم الى اين ولكنه تفاجأ بها وهى تجتاز الطرقات وصولا لطريق محدده وحين وصلت اليها هدأت سرعتها وبطئت خطواتها كقلب ام  تعلم ان سعادة طفلها وشفاء علته يكمن فى هذا الطريق ..


هو بالفعل كان كذلك من قبل ولكن الان لم يعد هذا الشارع يمثل له الا كل وجع وأمسى مرقداً لحلم دُفن فيه وأمل اندثر على ارضه ...


مضت جمره فى الشارع كعادتها بخطوات بطيئه مثل ان تعودت منذ اعوام  وكعادتها وقفت امام بائعة التوت التى كانت تستعد للمغادره بعد ان باعت معظم التوت ولم يتبقى معها الا القليل ...


ابتسمت المرأه لحكيم ظنا منها انه اتى ليشترى منها اليوم ،ولاثيما  انها  كانت تسأل نفسها عن سبب عدم رؤيتها له منذ فتره كبيره وعدم قدومه المعتاد اليها ،لكنها تفاجئت حينما ادار لجام مهرته ليبتعد عنها وهو يحدث نفسه  :خلاص معادشى هيبقى فيه توت من اهنه ورايح وهيتحرم علي كيف ماجمرتى اتحرمت علي ...


اعطى الامر لمهرته جمره ان تغادر هذا الطريق باسرع مايمكن وهو يحاول ان يخفف من حزنه ناظرا لجنبات الطريق لاخر مره ،مودعا لها معاهدا نفسه انها المره الاخيره التى سيمر فيها من هذا الطريق..


 وابتعد متمنياً ان كل ذكرى جميله وكل فرحه شعر بها فى يوم من الايام وكل امنيه بجمارته نُسجت خيوطها حول شرايين قلبه ،وولدت فى هذا الطريق ، ان تسقط من عقله وقلبه وروحه مع كل خطوه من خطوات مهرته المبتعده ،

وان تموت هنا فى نفس المكان الذي ولدت فيه ودعا الله ان ينتزع حبها من قلبه كما زرعه فيه وان يعود الى قصره خالى القلب والفكر والبال كما خرج منه آخر مره قبل ان يرى جمارته لاول مره فى صدفة غيرت مجرى قلبه .. 


وقف على نهاية الطريق واستدار بمهرته ينظر خلفه نظرة مودعه وابتسم ثغره واغرورقت عيناه وهو يراها تتجسد امامه مرة اخرى وطيفها اخذ يتحرك امامه كأنها حقيقة جعلت قلبه يهوى من مكانه وارجعته مرة اخرى لتلك الايام .....


حيث خرج من بيته كعادته وهو يمتطى ظهر مهرته  قاطعا شوارع البلده الى ان يصل لوجهته ويقف على اطراف هذه الطريق  ملثما وينتظر بعض الوقت لتخرج من بيتها ذات الثمانى  عشر عاما حاملة سلة الجبن على رأسها .. تتهادى بطولها الفارع وجسدها الممشوق الذي ينافس فى الانوثه جسد ثلاثينيه تتمايل جديلتها ذات اللون الاحمر والتى تمردت من اسفل ربطة رأسها لتتحرر على ظهرها فتتمايل يمينا ويسارا اثناء سيرها كانها ترقص على انغام خطواتها  لتلفت النظر لذلك الخصر الذي يملك القدرة على سلب اكثر العقول رزانه ...


اما وجهها فلا وصف له سوى انه وطن يستحق ان تُخاض من اجله الااف الحروب ومن اجل جمال عينيها تُنال الشهاده ...


كل هذه الاشياء تجعل المسافه التى يقطعها يوميا واستيقاظه فى ساعات النهار الاولى لا شيئ مقارنة بمايحصل عليه قلبه من لذه وعينيه من متعه وهو يرى امامه كل هذا الحسن الذي تجلى فى ابهى صوره 


نعم فهو هذا الثلاثينى الذى كُتب على قلبه التعلق بتلك الصغيره التى برغم صغر سنها ،الا انها الوحيده التى استطاعت غذو قلبه وسلب عقله وهى ايضا الوحيده التى بنظرة واحده من عينيها قادرة على ان تقوده الى اطراف هاويه وإن طلبت منه القفز فلن تجد منه الا ملبى.. حتى وان علم ان فى السقوط هلاكه ...


عشرون دقيقه يومياً هى المده التى تستغرقها جمارته وجمرة قلبه كما اطلق عليها بينه وبين نفسه من بيتها الى المكان الذي تبيع فيه الجبن  تلك الدقائق هى بالنسبة له الوقود  الذي بدونه لا يعمل عقله طوال اليوم  ويظل كامل جسده حبيس الشوق الي ان يراها ...


وهذا الاحساس هو مادفعه فالفترة الاخيره للقلق ودفع عقله للتساؤل بجنون عما سيفعله فى الايام القادمه والتى مضطر ان يسافر فيها الى بلدة اخرى لانهاء بعض الاعمال المتعلقه ....هل سيتحمل هذا الفراق ؟ وماذا ان لم يستطع ونال منه الشوق ولم يقوى قلبه على الصمود !


لملم شتات افكاره وصبر قلبه بأنه لم يتبقى سوى شهور تُعد على الاصابع وينتهى انتظاره وينطفئ شوق قلبه وترتوى روحه من جمارته وجمرة قلبه حين تصبح بين يديه حلالً طيبا حلو مذاقه كجمار قلب النخيل واحلى ..


ولكن للقدر دوما رأى آخر وتخطيطا يخالف حسابات القلوب حين تيقن حكيم من هذا فى اليوم الذي صنفه على انه اتعس ايامه ..


بينما كان يتابع مرورها من امامه بعيون تكاد تخرج من محجريها من شدة التركيز مع كل حركة منها ويحسب فى نفسه كم مره اهتزت جديلتها خلف ظهرها ويتبسم بفرحه حين يلاحظ ابتسامتها تحت اللثام لنسمة هواء تداعب وجهها حين تضيق عينيها بفرحه اسفل اللثمام حين تضيق عينيها فيقابل النسمات التى مرت عليها واتت اليه حاملة عطرها بفرحة يغمض لها عينيه بأرتياح  كأنها قبلات محبوب  ...او  حين تقف كعادتها  امام بائعة التوت لتشترى منها التوت وتبدأ فى اكله مباشرة فور شرائه وسعادتها وهى تفعل ذلك جعلت حكيم ايقن عشقها للتوت الذي انتقل له هو ايضا وبدأ فى شراء التوت واكله بشكل يومى بسعاده بالغه كما تفعل هى ....


وفى اثناء ذلك كان هناك من يتربص به ويراقبه كثعبان يترقب فريسته وينتظر الوقت المناسب لينقض عليها ولكن ليحدث هذا كان عليه ان يدرس يدرس جيدا اكبر نقاط ضعف فريسته اولا لكى يستغل هذه النقاط حين يقوم بالهجوم فينتقى وقتا تكون فيه فريسته  فى اضعف حالاتها ثم ينقض عليها ...وما اكثر ضعفاً من قلبِ عاشق لهذه الدرجه !...


تقدم غازى بسرعه ليقطع طريق حكيم ويقف امامه محدجه بنظرة انتصار كأنه فاز للتو عليه فى معركة ضاريه ،فشد الآخر لجام مهرته بقوه لكى يتفادى الاصطدام به ونظر اليه وتكلم وهو صاكاً على اسنانه من الغضب ،ولم لا وقد قطع عليه هذا المتطفل البغيض احب اوقاته وحرمه من متابعة معشوقته ...

حكيم :غازى؟ ...ايه اللى جابك اهنه وجاى تعمل ايه فالوكت ديه ؟!


اجابه غازى بنبرة خُبس :حظى الحلو هو اللى جابنى اهنه ودلنى على الطريق دي بالزات ...بس ايه الصدفه الحلوه دى ...قولى عاد انتا عتعمل ايه اهنه انتا كمانى ...قالها وجر عينه بنظرة جانبيه على تلك التى على وشك ان تختفى من امام ناظريهم وهى تأخذ منعطف آخر من الطريق ثم ارجع عينيه ليتفحص ذلك الذي يكاد يجزم انه سوف ينفجر غيظا فى هذه اللحظات من خلال نبرة صوته التى تغيرت للحده وهو يجيبه :


مانتا عارف انى عحب كل صبحيه اخدلى لفه بالفرسه بتاعتى وععمل اكده من سنين ولا هى جديده عليك واول نوبه تعرفها ؟


اجابه غازى بأبتسامه :ايوه عارف بس يعنى استغربت انك بعيد النهارده عن الارض والموطرح اللى ضريان تتمشى فيه كل نوبه وجاى اهنه على طراطيف البلد تتمشى ...مش بعيده عليك المسافه دى ياحكيم ياواد عمى ؟


اردف حكيم وقد رفع حاجبه دليل على التعجب مما قاله غازى :


انى طول ماجمره معاى ميبعدش عليا موطرح وكل البلد مضمارى ياغازى ..


بس الهم والباقى على اللى ماشى على كعوب رجليه وجاى على طرطيف البلد كيف مابيقول وقاطع كل المسافه دى من غير سبب 


غازى بابتسامه :ومين قال مفيش سبب ..عموما انى هسبقك عالبيت واستناك فالدوار وهناك نكملو حديتنا الا الوقفه والحديت فالشوارع ماسخين قوى ....نطق آخر كلماته وهم بمغادرة المكان لكنه سرعان ماغير وجهته وعاد ليواجه حكيم مرة اخرى واردف ...صوح متنساش النهارده فصل الرقاقنه مع بيت شندويل ...اوعاك تتأخر ياكبير البلد وشيخها عالفصل كيف النوبه اللى عدت الا الناس تاكل وشنا ويقولو الشيخ ولد الشيخ عيتأخر على مجالسه كيف ماعميلت ديك النهار ففصل  العمارنه ...


اردف حكيم وهو يحاول السيطره على اللجام وكبح جماح مهرته :

له متخافش مهتأخرشى وبعدين دُكها كانت غلطه واول وآخر مره تحصل وياريت تنساها ومتقعدشى كل هبابه تعيد وتزيد فيها كيف ماتكون مسكت عليا زلقه 

ليرد عليه غازى سريعا باستغراب ...به كلام ايه ديه يابو عمو ..بردك انى امسك عليك انتا زلقه ؟ طب ليه وانى وانتا واحد واللى يضرك يضرنى واللى يسيئلك يسيئلى ...مكانش العشم ياخوى ..انى بس خايف على منظرك وهيبتك قدام الخلق وعنبهك مش اكتر .


ليأخذ حكيم نفس عميق مصحوب بغمضة من عينيه وهو يشيح بوجهه للجانب الآخر فى محاولة منه لتهدئة نفسه والسيطره على اعصابه ثم نطق اخيرا :

معلهش حقك عليا ياغازى ياخوى متزعلش منى انى مقصدتش انى بس خانتنى الكلمه مش اكتر ...


ابتسم غازى وهو يومئ برأسه لحكيم  بتفهم قبل ان يردف :

ولا يهمك ياحكيم انى خابرك زين وخابر ان قلبك ابيض كيف اللبن الحليب وعمرك ماتقصد بكلامك ايوتها حاجه وحشه ...ثم افسح له المجال وهو يكمل حديثه يلا ياغالى روح كمل مشوارك وشوف كنت رايح وين وانى هرجع على المندره واجهز مع الرجاله لقعدة النهارده ...


اجابه حكيم وهو ينظر بعيدا للطريق الذي اصبح فارغا بعد ان ابتعدت صغيرته ثم نظر لساعة يده وايقن انها الان بالتأكيد وصلت وجهتها 

له خلاص عاد معدش فيه مشاوير انى راجع معاك ...


غازى :طيب وسع خدنى وراك الا المسافه طويله على الماشى كيف ماقلت ..


حكيم :بس انتا عارف انى معحبش حد يركب جمره غيرى ياغازى ..


غازى :معلهش النوبادى بس واوعدك مهكررهاش تانى .

واردف فى نفسه :عارف ان حاجتك معتحبش حد يقاسمك فيها ...لكن من النهارده هتقف وتتفرج وانتا عتخسر كل غالى وعزيز على قلبك وتشوفه فيدى ومتقدرشى تفتح خشمك ...وكله بالاصول .. 


فوقف حكيم وهو يتأفف وافسح المجال لغازى الذي قفز ليستقر خلفه على ظهر مهرته التى صهلت باعتراض كانها ترفض مشاركة غازى لحكيم فيها لكنها انطلقت بامر من حكيم حين ارخى لجامها  ...


تمسك غازى بحكيم جيدا حين توقف مرة واحده مما ادى الى ارتفاع قوائم مهرته جمره الاماميه وهى تحاول الوقوف عن الجرى بشكل مفاجئ واردف : وه ...كنت هتشقلبنى على قفاى ياحزين !


اردف حكيم وهو يلتف بجمره ويوجهها لبائعة التوت :هجيب توت اجيبلك معاى ؟


ليرد عليه غازى بنبرة ساخره :توت ايه ووجع بطن ايه عالريق ياحكيم وبعدين منتا عارف انى معحبوشى التوت ديه واصل ولا عحب اشوف منظره حتى قدامى !


ليرد عليه حكيم ضاحكا :عشان انتا معفن والمعفنين معيحبوش الحاجه الحلوه ..

لم يرد غازى على سخريته منه بالكلام ولكنه اكتفى بلف زراعيه حول حكيم ليسلبه  لجام جمره ويقوم بسحبه وحثها على الالتفاف والجرى بكامل سرعتها تحت محاولات حكيم المعترضه ولكن غازى تغلب عليه واستطاع ابعاده عن بائعة التوت المسافه الكافيه، وصوت ضحكاته تتعالى كلما ابتعدا اكثر غير آبه بحكيم الذى استشاط غضبا بسبب حرمان غازى له من عادته اليوميه المحببه لقلبه واخذ يسبه بينه وبين نفسه  بكافة الشتائم التى يعرفها لنجاحه فى افساد يومه ولكنه لم يكن يعلم ان ماحدث ماهو الا بداية وخطوه تجاه افساد حياته بأكملها ....


وصل الاثنان اخيرا الى مشارف القصر ثم ترجلا عن ظهر جماره وقام حكيم بتسليمها لاحد العاملين فى الاصطبل ليأخذها لمكانها ويقدم لها الرعايه الكامله والدلال منقطع النظير  بأوامر دائمه من الشيخ حكيم من منطلق عشقه لجمره بالزات دوناً عن سائر خيل الاسطبل وبالاخص لانها السبب فى معرفته بجمارة قلبه وجمرته ....


دلف الاثنان الى مندرة القصر الضخمه والتى بنيت على مايقارب ٢٠٠ متر مجهزين بأرقى الارائك والفراش  وافخم انواع السجاد الايرانى لتصبح اقرب لمجالس الملوك ..وتصبح وطناً لجميع اهل القريه من افقر رجل فيها اللى اغنى رجل حين احتياجهم اى شيئ او حين الوقوع فى مأزق او خصومه تتطلب تدخل طرف ثالث عادل لحلها وانهاء النزاع وبالطبع لن يكون هذا الطرف الا الشيخ حكيم فمن فالجوار احكم او اعدل منه ...


اشرف حكيم بنفسه على نظافة المندره ثم توجه بعد ذلك للدار ليطمئن ان اكرام ضيوفه سيتم على اكمل وجه من طعام وفواكه وحتى حلوى فهم فى رحاب الشيخ حكيم ...


بعد الاطمئنان ان كل شيئ على مايرام والتجهيزات تتم على اكمل وجه توجه لغرفة والدته لكى يكمل آخر طقوس صباحه وهو عباره عن قبلة منه ودعوة منها له بالسعاده وفرحة القلب ثم يجتمع الاثنان على طاولة الطعام لتناول الافطار لينضم اليهم غازى ابن عمه و وغاليه اخته الشقيقه ذات التسعة عشر عاما ليتناول اربعتهم الطعام فى جو اسرى مشحون بالمضايقات من غازى لغاليه ليمطرها بوابل من الاعتراضات على كل حركه وكل كلمه وحتى كل نفس تتنفسه لتستسلم اخيرا لمضايقاته وتنهض من على طاولة الطعام بدون ان تكمل وجبة افطارها ليتولى حكيم امره فيتجادل الاثنان وما يكون من الام الا الدعاء لهم بالهدايه ...


لابعد الحدود تزعج حكيم هذه النقطه من غازى الا وهى تدخله فيما يخص غاليه وتحكمه فيها وهو يعلم جيدا ان غاليه هى لحكيم بمثابة الروح ويرى بأم عينيه يومياً ما يجلبه حكيم للمنزل اشكالاً والوانا من كل ماتشتهى الانفس فقط من اجل غاليته ...فهو لم يعتبرها يوما اخته بقدر مايحسبها ابنته وطفلة قلبه ..وهناك سببا آخر غير ذلك وهو ان غاليته تتحسس من اقل كلمة من غازى بالذات  فاحيانا بكلمة منه تظل طوال اليوم فى مزاج متعكر ومنطويه كأنه اصابها بسهم افقدها الحركه 


اما اليوم فعلى غير العاده كان الصمت حليف الكل لم يقطعه الا غازى حين اردف بعد ان ظل يراقب حكيم  طوال الوقت ويراه تارة يبتسم وتارة اخرى تتقلص ملامحه وتتحول للبروده فى تأرجح ظاهر فى عينيه بين السعاده والحيره 


مقولتليش هتعمل ايه ففصل النهارده وهتفصل بأيه وتحكم لصالح مين من العيلتين ياحكيم ...


حكيم :مينفعش اقولك دلوكيت انى هفصل ولا هحكم بأيه عشان انى ذات نفسى مخابرشى ...


اردف غازى بأستغراب ممزوج بتعجب :وه !كيف ديه ؟


ليجيبه حكيم بعد ان ارتشف من كوب شايه رشفة تلو رشفه :زى ماعقولك اكده عشان ببساطه انى سمعت المشكله من طرف واحد وطبعا زى منتا خابر الحق دايما مع الشاكى ...فالغلط مش هنعرفو جاى من فين غير لما العيلتين يقفو قصاد بعض وكل واحد يحكى اللى حصل قصاد التانى .


اردفت غاليه وهى تنظر لغازى بنظره فيما معناها اصمت وتعلم :براوه عليك ياقلب اختك هو ديه الكلام الموزون اللى ميطلعشى غير من فُم شيخ واد شيخ ...اتكلم كمان وكمان وخلى الناس تتعلم منك ...


لم يجبها حكيم وتابع حديثه لانه لو فعل ستتابع هى حديثاً يعلم جيدا نهايته وهى نزال بالكلمات بينها وبين غازى ينتهى بغضبها وكسرة قلبها .


يلا ياغازى لو كنت خلصت فاطور عشان يدوبك نلحقو نكونو فاستقبال الناس ...


نهض وتوجه لامه ليلتقط يدها ويلثمها بحب قبل ان يردف :ادعيلى يام حكيم ...

لتتوجه فورا بعينيها للسماء وهى تردف :ربنا يسدد خطاك ياولدى ويجعلك منبر للحق وحكم عادل ويرفع شأنك ويعلى مقامك بين العباد كمان وكمان قادر ياكريم ...


ليسرع غازى فيلتقط يدها من حكيم  وكأنه يريد ان يقطع وصلة دعائها لابنها حكيم والذي بدأ فى الاعتقاد ان كل مايحيط حكيم من خيرات هو بسبب تلك الدعوات الصباحيه فيقبل يدها بعد ان اردف :وانى ياست الكل مفيش دعوه كيف دول ليا ..هو انتى ناسيه انى ولدك كيف حكيم ولا ايه ..


لترفع تماضر يدها فتضعها على رأس غازى وهى تنطق بحنان بالغ : انساك كيف ديه ياغازى فيه ام تنسى ضناها بردك ...دانى الى مربياك على يدى ياولدى ويعلم ربنا ان معزتك وغلاوتك من غلاوة حكيم وغاليه وانى ععتبر حالى امك عشان الام اللى عتربى وتكبر ياغازى ...


غازى :عارف والله يمرت عمى بس انى عحب انكشك بالكلمه بس ...ربنا يخليكى ليا يام غازى ومايحرمنى منك واصل ..


تماضر :ولا يحرمنى منك ياولدى ...روح ياحبيبي ربنا يحرسك من كل شر واذي ويهديك على نفسك ياضناى ...


ترك غازى يدها وها هو يشعر مجددا ان تماضر تميز عنه حكيم حتى فالدعوات فتشعره انها لا تتمنى له الخير كأبنها ولكنه لا يعلم ان تماضر تدعو لكل منهم بما يحتاجه  ....


خرج الاثنان كتف بكتف الى المندره ليكونو فاستقبال الوافدين من كلا العائلتين والبعض ايضا من اهل رجال البلده ليكونو اطرافا محايده وشهود على اى عهد يتعهد به طرف للآخر وعلى اى اتفاق يتم لكى لا يجرؤ طرف على الاخلال بجانبه من الاتفاق او عدم تنفيذه فوقت لاحق فى ظل وجود كل هؤلاء الشهود  ...


اكتمل الحضور وبدأ الطرفان فى اتهام بعضهما وكل طرف يظن انه هو الذي يملك الحق فى قبضة يده وان الطرف الاخر هو المذنب فى حقه ...بعد سماع حكيم للطرفين وسؤال شهود عيان على ماحدث ومارأو ..كان الحكم على عائلة شاندويل بأنهم هم المذنبون قى حق عائلة الرقاقنه وكان الحكم هو اعتذار على الملا من كل رجال عائلة شندويل لعائلة الرقاقنه وتعويض مالى عن الخسائر التى تسببو بها لعائلة الرقاقنه من حرق محصول واتلاف ممتلكات وكالعاده انصاع الجميع للحكم فورا و بدا حكيم فى الصلح بينهم وجعلهم يتصافحو وكل منهم يتعهد بعدم التعرض للآخر بشر مرة اخرى ...


انتهى الجدال اخيرا وسكن جميع الاطراف وبدأ رجال حكيم فى تقديم ضيافه مرة اخرى وبدات قهقات الجميع تعلو فى أرجاء المكان بعد تصافى النفوس ولم يقطعها سوى صوت غازى وهو يطلب انتباه الكل لما سيقوله ...


انتبه الجميع بالفعل ثم اردف غازى بصوت اشبه بحفيف الافاعى وهو يتوجه بكلامه لاحد الحضور بالتحديد وعينه على حكيم ...


غازى :عمى عزام ..انى يشرفنى قدام الكل انى اطلب منك يد بت اخوك المرحوم طايع على سنة الله ورسوله وطالب منك انك متردش طلبي وسايق عليك كل راجل فالقعده وعشمان متردليش طلبي ...


وهنا فهم عزام سبب استدعائه لحضور المجلس بألحاح من غازى وزال استغرابه لان هذا الشئ غير معتاد ولم يرسل له احد قبلا ان يحضر مجلسا لفصل وذلك لانه رجل شديد الفقر وقليل الحيله ولم يكن له  مكان يوما فى مجلس شيوخ او فصل ...


بينما الجميع ينظر لعزام فى انتظار اجابته على طلب غازى الغريب من نوعه فكيف يطلب ان يتزوج من بنت بائعة الجبن وهو قادر على ان يتزوج اجمل فتاه فى البلده ومن اكبر العائلات والكل يتشرف بذلك ويتمنى حدوثه ...ولما لا وهو غازى الرفاعى من عائلة الرفاعى اغنى عائلة فى الناحيه ويملك مايكفى لزغللة العيون والقلوب حتى وإن كان مايملكه يعتبر لا شيئ امام مايملكه حكيم الا انه يظل الكثير فى نظر الناس  ... 


من وسط الذهول والاستغراب والترقب لم يلاحظ احد ذلك المتصلب ذات العيون المتحجره والذي يصارع فى هذه اللحظات موت من نوع آخر غير ذلك الذي تغادر فيه الروح الجسد فيشعر بعدها الجسد بالراحه بل هو شيئ آخر اصعب واقوى ...


 نطق عزام اخيرا :وه ياغازى بيه دا شرف كبير قوى لينا ..من الساعادى اعتبر جماره بت اخوى خطيبتك وملك يمينك ..وهنا توقف بشندى ماان دخل من باب المندره وسمع ماسمع  وارتعشت يده التى تحمل صينية الشاى  وزادت ارتعاشة يده وهو يري حال سيده الذي ما ان سمع الموافقه على طلب غازى حتى شعر ان الكلمات التى خرجت من فم عمها شعلة نار اصابت روحه التى كانت تشبه فى تلك اللحظه كومة من القش ماان وقعت فوقها الشعله حتى احترقت بالكامل  ...


وللحكايه بقيه ....


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌸💐

🎸🎸🎸🎸🎸🎸🎸🎸🎸🎸🎸

اللايك قبل القراءة والكومنت بعد القراءة 

يلا بقى 

عاوزة تفاعل نار 

رينو الشريرة بعتتلي تهديد ليا وليكم لو مفيش تفاعل هتعمل فينا كده 🔪🔪🔫🔫🔫وانا بصراحه مش مستغنية عن عمري😂😂😂😂😂😂

وكمان في بارت للساعه 11 ونص لو التفاعل عجبها يلا 

بسم الله نبدأ

جماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت الثالث 3


دلوقتى بس قدر حكيم يفهم  سر السعاده التى كانت فى عيون غازى من اول اليوم واستوعب دلوقتى ليه عنيه كانت محاوطه حكيم طول الوقت زى الصياد اللى بيترقب فريسه ومخبى بندقيته ورا ضهره ومستنى الوقت المناسب عشان يضربها فمقتل ويتأكد ان نشانه مخابش ..


وفى المقابل غازى اتأكد وهو شايف رد فعل حكيم وضِيق انفاسه انه فعلا ضربه فمقتل، بعد ماكان خايف انه يكون معجب مجرد اعجاب بجماره لكنه دلوقتى اتأكد ان حكيم واصل لدرجة العشق اللى هيقدر يستغلها ويلف حبل الحسره حوالين رقابته بكل سهوله ويشد منه حكيم لغاية مايخنقه ويقتص منه عن كل لحظة قهر حسها بسببه وسبب ابوه طول عمره ..


استأذن حكيم من الناس وخرج بسرعه بحجة انه هيستعجل الغدا للناس لكن خروجه كان محاوله منه للهروب من المكان اللى حس حيطانه طبقت على قلبه ،وخلته مش قادر يتنفس ،لكنه اكتشف فشل محاولته وهو واقف فالبراح فجنينة السرايه ومع ذلك حاسس ان الهوا بيخلص من حواليه ...


لف حوالين نفسه مره واتنين ورفع اديه مسك دماغه اللى حس انها هتنفجر من كتر مابيحاول يستوعب اللى حصل ومش عارف ،

ووقف ثابت لكنه حاسس انه لسه بيدور او الدنيا هى اللى بتدور حواليه وسامع صوت بشندى بيتكلم معاه لكنه مش قادر يسمع هو بيقول ايه  ...فاللحظه دى مكانش سامع ولا شايف غير جماره قدامه وحلم فضل سنين يحلمه ومأجل تحقيقه فأوانه ومحسبش حساب ان الاوان ممكن يفوت منه ...


بعد مسافه بيحاول حكيم يستعيد توازنه فيها ويحاول يتنفس بشكل طبيعى قدر انه يدرك كل حاجه حواليه ويرجع لثباته وأكد لنفسه انه مينفعش يضعف او يبين اى حاجه وخصوصا ان اللى خطبها ابن عمه والمفروض انه فمقام اخوه قدام الناس ومينفعش ياخد حاجه منه هو سبقه ليها لو متوقفه عليها حياته ..


بشندى :ياسى حكيم ..حكيم ياولدى ..فوق ياولدى وعاود  جوا وقول لغازى انك سبقته وامك طلبتلك البت من امها من زمان وامها قالتلها تصبر شويه لما البت تكبر، وانى هطير على عيشه ام جماره واقولها وافهمها تأكد الكلام وكل ديه يوخلوص وينتهى ..


حكيم :مش حكيم اللى يلف ويدور ويكدب كيف الحريم يابشندى ..لا دا طبعى ولا دى اخلاقى وانتا خابر ديه زين .


بشندى :وهتتحمل ؟

حكيم :على موتى اصغر نفسى فمجلس رجال والناس تقول حكيم استكتر على واد عمه فرحته وخد اللى حط عينه عليها ...


بشندى :بس بكده هتموت كل يوم الف موته ياشيخ البلد .


حكيم :وعشان انى مش اى حد وعشان شيخ البلد لازمن اتحمل اكتر من اى حد يابشندى ...روح قول للرجاله تطلع الوكل واتوصى بغازى وحط قدامه مناب كبير الا ديه عريس ولازمن يتغذي من اهنه ورايح ..


قالها وابتسم بمراره واتحرك من قدام بشندى اللى فضل مراقبه ومراقب كتافه اللى انحنت بحزن وخطوته اللى بيخطيها بأنكسار زى واحد جاله خبر ان كل اهله ماتو مره وحده ومفضلش غيره ..


اتنهد وهو حاسس بالنار اللى فقلب حكيم وهو الوحيد اللى يعرف ان النار دى مش هتخلى فحكيم حاجه مش هتحرقها من  شدت لهيبها ..


رجع حكيم للدوار وقعد وسط الرجال بيمثل القوه والفرحه بخطوبة ولد عمه وبيهز دماغه للناس بمجامله لكلامهم لكنه مش سامع من كلامهم حرف واحد ..


انتبه لغازى وهو بيدكمه بكوعه بصله لقاه رافع اديه والكل زيه وواحد بيقول الفاتحه وانتبه انهم بيقرو فاتحة جمارة قلبه ورفع اديه معاهم باستسلام وقرا الفاتحه بس مكنش بيقراها لغازى كان بيقرا الفاتحه على عشقه وروحه وقلبه اللى ماتو النهارده موت اشبه بموت الغفله بدون انذار او مقدمات ..


الكل خلص وصدق وحكيم بص لغازى وركز على الابتسامه اللى شاقه حلقه واللى نفسه ينتزعها من غازى فاللحظه دى، ويقوله بعلو صوته ان الفرحه دى فرحته هو، ولو غازى كان خيره بين جماره وبين اى حاجه تانيه حكيم كان هيتنازله عن اى حاجه ترضيه وترضى الطمع اللى طول عمره بيشوفه فعيونه بس يسيبله جمارته ...


غازى :شكلك مفرحانش ليه ياواد عمى ؟

حكيم بصله بتأنى قبل مايرد علي كلامه بسؤال :

عرفت كيف ياغازى ؟


مثل غازى عدم الفهم ورد عليه :عرفت ايه ياواد عمى مفاهمش قصدك ؟


ابتسم حكيم بتهكم :طب بلاش دى مع انى متوكد انك فاهمنى زين قوى ...طب هسألك سؤال تانى ...عرفت جماره ميته وقررت تخطبها وتتجوزها ؟


غازى بمراوغه :عرفتها من زمان بدرى وكنت عراقبها من بعيد لبعيد ولما اتوكدت انها بت زينه قررت اخطبها وملقيتش فرصه احسن من دى ..وبعدين انى مش فاهم انتا معترض على ايه وانتا ومرت عمى كنتو عاوزين تجوزونى باى طريقه واى شكل طول السنين اللى عدت ..


قوم لما اقرر اتجوز تنزل عليا بالاسئله وسين وجيم كنك كل مره كنت عتقولى فيها اتجوز واتلم وافتحلك بيت وارسى مكنتش عتقولهالى من قلبك !!


حكيم سكت ومتكلمش مع غازى مره تانيه لانه عرف ان غازى مستعد يدخل معاه فى جدال ملوش نهايه والخسران الوحيد فيه هو حكيم لان الواضح ان غازى عرف اخيرا يدخله من نقطة ضعف عمرها ماكانت فى حسابات حكيم ولا عمره فكر يأمنها من غازى زى كل حاجه تانيه .


خلص اليوم والناس روحت وغازى كمان راح على المشتمل بتاعه وحكيم فضل فى الدوار مقدرش يروح عشان مينهارش قدام امه لانه عارف انه بمجرد ماهيشوفها هيترمى فحضنها ويبكى زى عيل صغير اخدو منه لعبته اللى فضل سنين يترجى فأبوه يشتريهاله ولما دا حصل جه حد خطفها من بين اديه من قبل حتى مايفرح بيها ويشبع منها ...


اتمدد حكيم على كنبه من كنب المندره وغطى عنيه بدراعه وثباته وانتظام انفاسه يوحى للى يشوفه انه نايم بأمان وميتصورش ابدا ان فيه محرقه مشتعله داخل الجسد الثابت دا بتحرق جواه الاخضر واليابس ...


اخده خياله وحملته افكاره لأول يوم شاف فيه جمارته وفضلت احداث اليوم تتجمع قدامه بكل تفاصيلها ....


حكيم خرج من بيته على ضهر مهرته الجديده واللى بمجرد ماشافها معروضه فى مزاد للخيل العربى الاصيل خطفت قلبه بجمال الوانها وجذبت كل تركيزه من بين كل الخيول المعروضه فالمزاد وقرر ان المهره دى هتكون بتاعته مهما كان التمن وبالفعل دفع فيها اضعاف تمنها لمجرد ان صاحبها شاف تمسك حكيم بيها والاصرار اللى فعنيه انه يمتلكها 


فرحته وهو بيمسك لجامها وهى ملكه بعد مادفع تمنها لا تضاهييها فرحه وميعرفش ايه سبب الفرحه دى وهو عنده اسطبل كامل للخيول وفيه عشرات الخيول لكن الفرسه دى بالذات ميعرفش ايه المختلف فيها ..


اخدها للبيت وتانى يوم الصبح بدرى حب يستغل ان طرقات البلد فاضيه واغلب الناس لسه مصحيتش اخدها من الاسطبل وخرج بيها عشان يروضها ويعلمها بنفسه ودى كانت متعته اللى مابعدها متعه لما يروض فرس جديد وينجح فأخضاعه ليه ...


لف لثامه بأحكام  واول ماطلع على ضهرها المهره رفعت رجليها وصهلت وجريت بحكيم بأقصى سرعتها وبتدخل من طريق لطريق بهوجاء وتشتت وحكيم بيحاول السيطره عليها وفالاثناء دى حصل اللى غير مجرى حياة حكيم من يومها ...


مره وحده باب اتفتح وخرجت منه بنت ملثمه ودى كانت وسيلة اغلب اهل البلد فالوقت دا من السنه لحماية وشهم من هوا الشتا ،شايله فوق دماغها سبت خوص كبير ولسه هتعدى الطريق اتفاجأت بحاجه اخدتها فوشها فثانيه وقعتها على الارض والطبق اللى فوق دماغها وقع باللى فيه ...


حكيم شد لجام الفرسه مره وحده ونجح اخيرا انه يوقفها بعد ماكان فاقد السيطره عليها ونزل بسرعه ربطها فأقرب شجره وجرى على اللى  بتحاول تقوم ورغم انها ممكن تكون اتأذت الا ان خوفها وعيونها كانت على الطبق بتاعها الواقع على الارض والجبنه اللى كانت فيه ودلوقتى ماليه الطريق ...


حكيم قرب منها ومد ايده ليها قومها وهو بيسألها ...


انتى زينه ؟ فيكى حاجه جرتلك حاجه اتعورتى فيه حاجه عتوجعك ؟


جماره  بصتله ومنطقتش غير كلمه وحده وبعدها اتفتحت فالبكا بصوت عالى وهى بتبص حواليها :الجبنه 


حكيم فضل متسمر للحظات بعد ماشاف عنيها واتجول فباقى ملامحها بعد مالثامها اتفك وبعدها فاق وبص زيها مكان مابتبص واتكلم بسرعه يطمنها ..متخافيش هدفعلك تمنها بس طمنينى عنك انتى اهم حاجه انتى تكونى زينه وكل حاجه مقدور عليها بعد اكده 


اتكلمت بعصبيه :انى زينه انى زى القرد ياريتنى كنت انى اللى اتبعشكت عالارض اكده وبقيت ميت حته ولا جبنة الناس اللى مدفعناشى حقها حوصول فيها اكده ..


اقول ايه لامى ..ياريتنى ماعملت نفسى شملوله وقولتلها ارتاحى وانى هطلع مكانك النهارده ياريتنى ..وكملت وصلة البكا بصوت عالى مره تانيه ..


حكيم بسرعه مد ايده فجيبه وطلع جزدانه وطلع منه فلوس ومدهالها ...خدى حق الجبنه اهه وبطلى بكا الله يرضى عليكى خلعتى قلبي والله 


/انى مهاخودشى عوض ياسى البيه العوض حرام ..وكملت بكا 


حكيم بنبره هاديه عشان يهديها  :العوض دا لو كانت الحاجه ملكك انتى بتاعتك متاخديش عوضها لكن انتى عتقولى ان الجبنه دى بتاعت ناس ...مش صوح ؟


جماره هزت دماغها بموافقه ..


حكيم /خلاص يوبقا تاخدى تمنهم تديه لصحابهم ..


اترددت فالقبول لكنها وافقت وهى شايفه اصراره وهو ماددلها الفلوس وبيشاورلها بدماغه عشان تاخدهم ..مدت ايدها اخدت منه الفلوس ومسحت دموعها وهو ابتسم من تحت اللثام وهى رفعت عنيها عليه لأول مره وبصتله ونظرتها كانت بمثابة صدمه كهربائيه احتلت كيانه بمجرد ماشاف لون عيونها مره تانيه واتعمق فجمالهم وفجمال معانى وشها ... 


جماره ارتبكت من عنيه اللى شافت تركيزهم فيها وبأيد بتترعش مدتها اخدت طرف طرحتها لفته على وشها مره تانيه مغطيه بيه معالم وشها مظهرش منه غير عنيها بس وكل دا تحت انظار حكيم اللى فضل مركز مع كل حركه منها ...


جماره خلصت واتلفتت حواليها مش عارفه تبدأ منين لكنها ابتدت بلم الجبنه المتبعتره على الطريق جمعتها وحطتها تحت شجره وهى بتبرطم بصوت واطى ..


استغفر الله العظيم يارب على نعمة ربنا اللى ملت الشارع دى ...اهه نلموها احسن ربنا يسخطنا قرود مش ناقصه هى ...فضلت تبرطم كتير ونسيت تماما ان حكيم لسه واقف متابع اللى هى بتعمله وبمجرد مالفت بعد ماخلصت لم الجبنه شهقت بتفاجأ لما اكتشفت ان حكيم لسه موجود ..


جماره :انتا لسه قاعد ...ممشتش ليه تشوف اشغالك مش قولتلك انى زينه خلاص ومفياش حاجه ودفعت حق الجبنه اللى وقعتها منى يوبقا مستنظر ايه تانى متمشى لحال سبيلك عاد !


حكيم فتح خشمه بتفاجؤ من كمية الهجوم اللى اتعرضله دا واتكلم بأستغراب :متهدى على روحك هبابه وتاخدى نفسك وبعدين هكون مستنظر ايه منيكى يامفعوصه انتى انى بس مستنى اطمن انك مفيكيش حاجه وانك سليمه وهمشى طوالى !


جماره :اطمن وطمن حالك انى زينه ومليحه ...وبعدين ايه مفعوصه دى كمانى انتا شايفنى عيله قصاد عنيك ولا ايه ؟ دانى حداى ١٤ سنه بحالهم يعنى كبيره وكبيره واسد عين السمس ولا انتا مش واعينى زين ؟ 


ضحك حكيم بصوت عالى وابتدا يتحرك وهو بيهز دماغه وراح على مهرته اللى كانت قريبه عليها وابتدا يفك فلجامها المربوط فالشجره واتكلم بصوت واطى لكن جماره كانت سامعاه :١٤ سنه ! دانتى طلعتى مفعوصه وعيله صوح واللى يشوفك ويشوف لسانك ميصدقش سنك .


جماره :سمعتك ...واستنى خد قبل ماتغادر ..ومدتله ايدها بكيس بصله حكيم باستغراب وبصلها .


جماره :دى الجبنه الزينه اللى فضلت فالطبق ونضيفه محصلتش الارض ولا لاحها التراب وعشان انتا دفعت حق الجبنه يوبقى دول من حقك خدهم لبيتك فطر بيهم عيالك ..


ضحك حكيم بشده وبصلها قبل مايمد ايده ياخد منها الكيس وهمسلها :عيالى معياكلوش الجبنه الخضره بس مرتى عتحبها هاتيها ...واخدهم منها وركب بحركه سريعه على ضهر المهره وحاول انه يسيطر عليها بصعوبه والمهره بتتحرك فكل مكان ودا خلى جماره خافت ورجعت لورا واستخبت ورا الشجره وهى مستمره تراقبه والمهره انطلقت بيه بسرعه هايله خلت جماره قلبها انتفض وهى حاسه انه هيوقع من على ضهرها فأى لحظه وفضلت حاطه ايدها على قلبها لغاية مااختفى من قدام عنيها ...


اتحركت جماره واخدت الطبق والقماشه البيضه اللى بتغطى بيها الجبنه ورجعت للبيت وهى ماشيه فالطريق عدت الفلوس اللى ادهملها حكيم لقتهم اكتر من تمن الجبنه بكتير ودى حاجه دايقتها جدا لانها حست انها اخدت حاجه مش من حقها ودى حاجه امها كانت دايما بتأكد عليها من صغرها انها متعملهاش مهما كان السبب ..


رجعت البيت وحكت لامها كل حاجه وامها قالتلها اول ماتشوفى الراجل دا تانى شاوريلى عليه واحنا نرجعله باقى فلوسه احنا مش هناخد حاجه حرام ولا هناخد فلوس من حد مش من حقنا ...


جماره شاورتلها بدماغها بموافقه وسكتت وقررت انها اول ماتشوفه مره تانيه هتقول لامها عليه فورا لكن اللى حصل انها مشافتهوش بعدها مره تانيه ابدااا...


اما حكيم يومها رجع للسرايه ورجع المهره للاسطبل ودخل السرايه وحط الجبنه اللى فأيده على السفره وراح على اوضة امه وخبط خبطتين ودخل شاف امه بتصلى على الكرسى المتحرك بتاعها واستناها لحد ماخلصت بعدها اتقدم منها وباس ايدها ودماغها ...


تقبل الله يام حكيم 

تماضر :منا ومنكم صالح الاعمال ياولدى ..مدت ايدها على خده وركزت فوشه شويه وابتسمت وهى بتتكلم :عَنيك عتلمع لمع خير ياطير حوصول ايه معاك باسطك اكده على ريق الصبح ؟!


حكيم :وه !مفيش حاجه تخصنى تخفى عليكى واصل انتى ؟


تماضر بحنان :وااااصل ...هاه قول يلا حوصول ايه معاك .


حكيم :خدت بت فوشى بالفرسه كعبرتها وكبيت الجبنه اللى كانت طالعه تبيعها واديتها حقهم وبعدها كشمتلى وزى ماتقولى اكده طارت وراى هههههههه


تماضر ضربت على صدرها بخوف :وعتضحك وفرحان على ايه ياحزنى عشان دهشرت البت ؟


حكيم :له عضحك عشان بجحت فيا وهى كد الهبابه متستعنيش بيها ،بس لسانها اطول منها وجريئه كيف اللبوه اول نوبه تصادفنى بنيه اكده تقف فوشى وتتحدت من غير خوف ولا هايبانى ،وانى الرجال تقف قدامى شنباتها ترجف من الخوف والهيبه !


تماضر بضحكه :شكلك وقعت اخيرا ياواد تماضر وربنا استجاب لدعاى وهفرح بيك وتقر عينى بشوفتك عريس واشيل عيالك يارب .


حكيم بضحكه :هوب هوب هوب حيلك يام حكيم حالا جوزتينى وشلتى عيالى ؟ وبعدين عرفتى ايه عنها انتى اللى جوزتهانى وخليتيها ام عيالى دى ؟ دى عيله يادوب ١٤ سنه وولدك ٢٨يعنى كد عمرها مرتين ..


تماضر :كل ديه ولا حاجه وبعدين منتا خابر ان احنا فالبلد اهنه محداناش بنيه عتعدى ال١٦ من غير ماتكون فى بيت جوزها والجواز عيبتدى من سن ١٣ سنه وطالع يعنى دى مش حجه وطول مالبت عجبتك وخلت عيونك تلمع اكده هجوزهالك يعنى هجوزهالك دانى ماصدقت وحده تعجبك .


حكيم :يام حكيم اهدى عالصبح الله يرضى عليكى تجوزينى مين عالصبح دى بياعة جبنه وانى الشيخ حكيم شيخ البلد والناحيه !


تماضر بغضب :له ياحكيم له ..مش مرجيه منك دى ياولدى ..من ميته عتحكم على الناس من شغلها ولا اللى تملكه ...انى علمتك اكده ؟ من ميته نفسك كبرت على الناس ياولدى ..


نسيت احنا كنا ايه فحال لاول ؟ نسيت شفنا ضيم كد ايه وانت بالذات حفرت فالصخر كد ايه قبل مايوبقى حداك اللى حداك ديه كله ؟ 


حكيم :عمرى مانسيت ولا اتغيرت بس الناس تقول ايه يامه لو اتجوزت وحده بتبيع جبنه خضره (قريش)؟


تماضر :تقول اللى تقوله حط فبالك ان الناس فكل لاحوال عتتكلم والى يعيش عشان يرضى الناس يموت مهموم ...هاتلى بس انتا اسم امها وناسها  وقولى بيتهم وين وخلى بشندى يودينى بالكرته ومش هيعدى الشهر ديه غير ومرتك فبيتك وعلى ذمتك .


حكيم :واتجوز قاصر وانى اللى حسى اتنبح عالناس وانبه عليهم ميجوزوش بناتهم قبل ١٨ سنه وارهب فيهم بالحكومه والسجن واخوفهم واحكم اللى يعمل اكده بحكم يقسم الضهر وحكمى يمشى على رقاب الخلق كلها اجى انى واتجوز قاصر!!! 

كانى عقول للناس شوفو الشيخ حكيم بوشين وكلامه غير فعله ...اسكتى يامه الله يرضى عليكى ..وبعدين والله لو عيل مهبل سمعنا يضحك علينا واحنا خطبنا واتجوزت ومرتى جات فبيتى وانى مشفتهاش غير مره وحده ولا اعرف عنها حاجه واصل ولا شفت غير عنيها الى بلون السما ووشها اللى كيف بدر البدور !


تماضر :دققت ووصفت يبقا وقعت ياولد بطنى وكلها كام يوم هتاجى وتقولى روحى يمه اخطبيهالى ..وهتطلع النهارده من حداى تدور وراها وتجيب قرارها وتعرف عنها كل شارده ووارده .


حكيم :خيالك واسع يام حكيم 


تماضر :ام الشيخ متقولش الكلمه غير وهى عارفاها رايحه فين وجايه منين ..


وبالفعل كلام تماضر كان صح وحكيم فنفس اليوم سأل بطريقته وعرف ان بدر البدور اسمها جماره وعرف كل كبيره وصغيره عنها من يوم مااتولدت وعرف انها لبوه حره برغم صغر سنها الا ان السوق والشغل طلعلها ضوافر وبقت تخربش كيف القطط كل اللى يحاول يقرب منها .....


 ومن يومها بقا يراقبها من بعيد كل يوم الصبح وهى طالعه تبيع الجبنه  مرات مع امها ومرات لوحدها ويوم ماتكون لوحدها مايرجعش البيت غير لما هى تخلص وترجع تحت انظاره وهو بيراقب من بعيد لبعيد ولابس لثامه ، كان نفسه يسمى المهره جماره عشان هى السبب فمعرفته بجماره لكنه خاف الناس تربط بين الاسم وتعرف المكنون واكتفى انه يسميها جمره على جمرة قلبه اللى قادت بحب جماره من اول نوبه عينه وقعت عليها ومن يومها حب جمره مهرته بيزيد فقلبه مع حب جمارته والاتنين مكانتهم حداه محدش يقدر يوصلها ...


اربع سنين فضل مستنى ويعدهم يوم يوم وساعه ساعه وخلاص مش فاضل غير شهرين وجمارته تتم ال١٨ سنه ويتجوزها على سنة الله ورسوله وتاجى بيته وتنور حياته ويدوق ويشبع من  اللى فضل سنين يحادى ويحمى فيه من بعيد لبعيد والفرحه مكانتش سايعه قلبه ....


شال حكيم ايده من على عنيه لما سمع صوت امه بتتكلم جار ودنه بهمس :ايه اللى منومك اهنه ياولدى ...قلقت عليك لما مجتش السرايه وجيتلك لما سألت بشندى قالى نايم فالمندره ...خير ياولدى مالك ياحبة القلب فيك حاجه ؟


حكيم :سلامتك يام حكيم مفيش حاجه دماغى مشغوله شويتين 


تماضر بضحكه :عارفه اللى شاغل دماغك ...غرت من غازى وقلبك فرفط على جمارتك وعاوز تخطبها وخايف لو خطبتها دلوكيت يقولو حكيم غيران من واد عمه صوح ؟


حكيم ابتسم بتعب :انتى عارفه فلاول غازى  خطب مين ياتماضر !


تماضر :خطب اللى خطبها اهم حاجه قفل باب الامل على غاليه فيه وهتفوق لحالها وتبطل شعلقه فحباله الدايبه وتشوف حالها وتوافق على واحد من خطابها عاد ...عشان اكده مهما كانت اللى خطبها هتكون حداى احسن وحده فالدنيا .


حكيم بنفس الابتسامه :حتى لو كانت اللى قلب ولدك عيفرفط عليها دلوكيت !


تماضر رفعت ايدها وضربت على صدرها بعد ماشهقت وقالت بصوت عالى ...يااامررررى ..ياصبر سنينك ياحكيم ياولدى ...مقولتلك بزياداك واجيبهالك ولا حتى اخطبهالك قولتلى مش عاوز حد يتكلم على عرضى ويقولو خد بياعة جبنه وسيرتى تبقى فكل ديوان وهى مش على ذمتى ومقدرش احمى سيرتها من الكلمه !...قلتلك مش كل الامور ينفع فيها الصبر قلتلى انى ادرى بموصلحتى ...قولى فين موصلحتك ياحكيم فينها !!...


حكيم غمض عنيه ومردش على امه لانه دلوقتى بس اللى تأكد ان كل حججه كانت واهيه واسبابه كانت ضعيفه قصاد خسارته الكبيره وحبيبته اللى خسرها بسبب تاخيره ...


باااااااااااااك 


اخيرا وصل حكيم بجماره لباب السرايه بعد ماهاجمته عاصفه من الزكريات عصفت بقلبه وبعترت كيانه ...نزل من على ضهرها وادى اللجام لبشندى اللى جري عليه اول ماشافه وطلب منه انه يهتم بيها اهتمام خصوصى نفس الطلب كل يوم من يوم ماجابها بيطلبه من بشندى مع انه عارف ومتأكد ان دا هو اللى بيحصل لكن زيادة اطمئنان لقلبه بيفكره بده كل يوم خوفا من نسيان بشندى او انشغاله بأمر ينسيه جمره ...


دخل حكيم للسرايه واتنهد وهو شايف غازى لساته قاعد مراحش المشتمل وحاطط رجل على رجل وبيشرب فكباية شاى واكيد جماره لساتها قاعده معاه لكنه قال لنفسه انه هيطلع طوالى على اوضته يترمى على سريره ويفضل يترجى فالنوم يمكن يزور عينه ويريح دماغه من كتر الافكار ..لكن وقفه على الباب  صوت غازى وهو بيتكلم بنبرة استهزاء ..


ايوه فطرنا ياعيشه امال هنستنوكى انتى لما تاجى تفطرينا ياك ...وبعدين يعنى فكرك هستنى فاطورك انى ولا ايه ..هتكونى جايبه ايه فاطور ياوش الفقر انتى ..اكيد جبنه خضره وبتاو مقدد (عيش مخبوز من الدره الرفيعه )ومكرمش كيف وشك العفش ديه ..


جماره بصوت مخنوق :غازى !ايه اللى عتقوله لامى ديه ؟ 


غازى :عقول الحق يابت بتاعت الجبنه ...ولا هو الحق بقا يزعل اليومين دول ؟


وهنا حكيم دخل زى الاعصار وقاطع صوت امه اللى لسه كانت هتتكلم وصرخ بكل غضب الكون :غاااازززى ايه اللى عتقوله وتخربطه ديه انتا اتهوست ياك !! ايه شربت حاجه امبارح ولسه مأثره على نفوخك ولا ايه ؟


غازى :له ياحبيبى انى لا شارب ولا غايب وقاصد كل كلمه وكل حرف قولته ...ومش عاوز  حد يتدخل بينى وبين مرتى وام مرتى ..اظن ديه مفهوم !...قال جملته وواصل شربه للشاى بمنتهى البرود ...


بصله حكيم وهز دماغه بقلة حيله وعشان ينقذ ماء وجه ام جماره اتقدم على صينية الاكل اللى كانت جايباها بعد مابصلها وابتسم بحنان 

 

تسلم يدك يام جماره ريحة المصفط بالسمن البلدى (الفطير المشلتت) شميتها من على بوابة السرايه وجيت جرى ريحته تجيب التايه 


عيشه بابتسامه محرجه :تسلم من كل شر ياولدى ، ربنا يجبر بخاطرك ويعطيك على كد طيب لسانك خير وعافيه .


ابتسم حكيم وهو بيقرب من صينية الاكل على السفره وقعد بعد ماكشف الغطا من عليها وشمر اديه وابتدا يقطع فى الفطيره وغمسها فالعسل وحطها فبوقه وابتسم وهز دماغه برضى :


ايه الجمال ديه يام جماره اول نوبه آكل فطير بالطعامه دى يشهد ربنا... دوقى يمه اكده ..تعالى ياغاليه دوقى فطير خالتك عيشه دا حلو قوى ...


لكن غاليه مردتش وفضلت قاعده فمكانها وبتتفرج على اللى بيحصل قدامها زى مايكون مسرحيه متعرفش هتخلص ميته ...مد ايده بلقمه لأمه حطها فى بقها وتماضر مضغتها وقالت لعيشه :صوح طعمه حلو قوى ياعيشه لو اعرفك شاطره فالفطير اكده كنت كل يوم والتانى اخليكى تعمليلى ...اتعلمتى عمايله ميته مكنتى خيبانه زمان ههههه انتى مخابراشى يامضروبه انى عحب الفطير ياك ! 


رفع حكيم عنيه بنظره عابره لام جماره بيراقب رد فعلها  ونزلهم تانى لكنه رجع التفت بسرعه لما شاف جماره اللى واقفه جارها وماسكه يدها باصاله ومبتسمه وعيونها مرغرغه بالدموع وبتنقل عنيها بين حكيم وغازى اللى قاعد بيشرب فالشاى على الكرسى ومبتسم باستهزاء و باصص لحكيم، الى لو جات للحق و الانصاف كان المفروض هو اللى قاعد مكانه دلوقتى وبيشكر فأكل حماته مهما كان قليل ومهما كان طعمه من باب الاصول والزوق ...ومن هنا كانت اول مقارنه بين حكيم وغازى تعملها جماره واتصدمت من الفرق ..


حكيم اختفت ابتسامته وهو باصص لجماره واتوجهلها بالكلام بتعب بعد ماقلبه وجعه على الاحساس الصعب اللى خلاها تحس بيه غازى بكلامه اللى زى السم  فأول يوم ليها معاه ، واللى لو بيده كان قلع لسانه قبل ماينطق بيه كلمه وحده تجرح جمارته وجمرة قلبه ...خدى امك وادخلو فأوضة امى ياجماره واتحدتو مع بعض لحالكم اكيد اتوحشتو بعض من امبارح ولجاى اصلكم ممتعودينش تسيبو بعض واصل .


بصتله جماره باستغراب لان كلامه حقيقى هى وامها مش بيسيبو بعض واصل  وسألت نفسها ياترى عرف منين حاجه زى دى وفسرت دا بأن اكيد غازى هو اللى قاله معلومه زى دى ...طبعا اكيد هو دا السبب امال يعنى هيكون عرف منين !


بعدها اخدت امها للاوضه اللى شاورلها عليها حكيم  لكن عيشه قبل ماتمشى معاها ميلت على غازى وقالتله بصوت رزين مصحوب بابتسامه هاديه ...مبروك وصباحيه امباركه ياجوز بتى، وحقك على لو كنت جبت حاجه مش كد مقامك ، اعتبرنى جيت فاضيه ابارك وامشى بس قبل ماامشى عايزه اقولك حاجه فنفسى ...((من لانت كلمته وجبت محبته ياولدى )) 


اتعلم من ولد عمك الشيخ حكيم واعرف جبر الخواطر ..


غازى بمجرد ماسمع اخر جمله عيشه قالتها ومقارنتها ليه بحكيم انتفض من مكانه ووقف على حيله وزعق فيها بصوته كله :انتى جايه تعلمينى اتكلم كيف ياوليه انتى ولا ايه ...مبقاش غير بياعة الجبنه اللى تعلم غازى الحديت عاد ..والله عال ياولاد والله ...غورى مع بتك من قصاد عينى بدال مااجرم فيكى عالصبح ...خدى امك ياتُغباره وغورى من قدام وشى ...وجبت محبته قال ..ومين مستنى محبتك انتى ياست عيشه !!!


حكيم بمجرد ماسمع كلام غازى قام وقف وكان هيهجم عليه لولا امه مسكت ايده وبصلها لقاها بصاله بتوسل مد ايده فرك وشه بقلة صبر وراح على عيشه ام جماره وقف قدامها وبحنيه باس دماغها وهمسلها :امسحيها فيا انى دى واوعدك مهتتكررشى بس مهقدرشى اتكلم دلوكيت ويطلع حٍسنا فيوم صباحيته الا الناس تقعد تألف حكى على مزاجها ومفيش غير سمعة بتك هى اللى هتتأثر ..روحى مع بتك دلوكيت وانى ليا كلام تانى مع البو ديه ..


ابتسمت عيشه وبصت لحكيم بنظرة امتنان وهمست بصوت واطى  :كان هيوحصول ايه لو كان الميزان اتعدل وكفة الحظ مالت لصالحى شويه وكان غازى طلع زيك ولا كنت انتا موطرح غازى !


اتنهد حكيم ورد بنفس الهمس :كله والنصيب يام جماره ، جماره اتكتبت لغازى من يوم مااتولدت ومحدش فالكون عيقدر يغير المكتوب ...


اتنهدت عيشه هى كمان ومسكت ايد بنتها ودخلت الاوضه وقفلت الباب وبمجرد مادا حصل جماره اترمت فى حضن امها تبكى بقهر على كل اللى حصل معاها من امبارح لحد دلوكيت وامها عيشه فضلت تمسد على ضهرها بحنان من غير ماتتكلم وباصه لبعيد وبتفكر ياترى ايه اللى مستنى بتها على ايد غازى ان كانت البدايه اكده وندمت ندم عمرها على كل لحظه فرحت فيها بجوازة بتها من غازى اللى كانت فاكره انها هتفتح لبتها طاقة القدر وتريحها من تعبها وكدها على لقمة العيش ..


جماره من بين دموعها :ليه كل ماكنت اجى اتحدت وارد عليه تمنعينى وتشاوريلى اسكت ...عاجبك الاهانه والزل والكسفه اللى كسفهالى انى وانتى دى ؟ ليه تكتفينى بوعد خلتينى اوعدهولك وانتى عارفه زين انه هيحط من كرامتى وعزة نفسى ليه يمه ؟


عيشه :عشان عارفه لسانك متبرى منيكى ومهتسكتيش وتردى الكلمه بكلمتها وتجادلى والراجل معيحبش اكده ...بالك انتى لو عيميلتى اكده ..هيقول انك رباية عزبه وان عيشه بتاعت الجبنه معرفتش تربى وتأدب ...انى عايزه كل اللى يجالسك يدعى للى رباكى يابنيتى ...ومش فكل الاوقات الكلام عيجيب الحق ...اوقات كتير الكلام عيجيب الاهانه والزل لصاحبه اكتر ..


اما عند حكيم فقعد هو التانى ساكت وساب امه المرادى هى اللى تتولى امر الرد على غازى وعتابه واكتفى بالقعاد على كرسى السفره وهو بيبص لغازى بنظرات ناريه ..


غازى فضل ساكت هو كمان وبيسمع كلام مرات عمه تماضر والغريبه انه مبتسم وباصص لحكيم ومنتشى بسعاده غريبه ولا كأن الكلام معاه او عليه ...


سكتت تماضر بعد مايأست ان غازى سمعها اصلا وهو بعد ماشافها سكتت قام واتحرك ناحية حكيم وميل عليه وهمس جمب ودنه :بطلت تاكل مصفط ليه ياواد عمى ؟ بطل يعجبك ولا نفسك اتسدت ..ولا مشت عيشه وبطل الصبغ والدهلسه والمحلسه ...كل ياواد عمى واشبع كل الصنيه كلها، المصفط ديه هو كل اللى هتقدر تطوله  ...مع انها من حقى انى  بس انى هسيبهالك ..انى كفايه عليا الجمااار  ...


قال جملته ورفع نفسه وابتسم وطبطب على كتف غازى بود كداب ومشى من قدام حكيم اللى غمض عنيه بألم وكأن جملة غازى خنجر اتغرز فنص قلبه ..


وللحكايه بقيه .....


بقلم ريناد رينوووو❤

Comments