رواية نبضه وطلقه الفصل الرابع والخامس والاخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية نبضه وطلقه الفصل الرابع والخامس والاخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
وصلوا مدينة صغيرة جنب البحر علشان يستخبوا يومين. الأوتيل اللي نزلوا فيه بسيط، وفيه كافيه تحت. أدهم كان قاعد بيراقب المكان بعينه اللي ما بتنامش.
ليلى وسارة نزلوا يفطروا على الترابيزة اللي بره، وليلى بتحاول تتعامل عادي كأن مفيش حاجة.
في اللحظة دي، واحد من النزلاء في الأوتيل شاب وسيم، جه وقف جنب ترابيزتهم وهو مبتسم: صباح الخير يا آنسات… ينفع أقعد؟
سارة (بابتسامة): أهلا، اتفضل.
ليلى اتفاجئت وقالت: لأ معلش، إحنا قاعدين مستنيين…
قبل ما تكمل، أدهم ظهر فجأة ووقف ورا الكرسي. عينه سودة ومركزة في الشاب.
أدهم (بصوت تقيل): الترابيزة محجوزة.
الشاب (مستغرب): محجوزة؟ بس البنات قالوا…
أدهم (مقاطع وهو بيقرب): قولتلك محجوزة. قوم.
الشاب اتحرج وقام، ومشي من غير كلمة. ليلى بصلته بغضب: إيه ده؟! إنت مجنون؟ الراجل كان مؤدب وبيتكلم عادي.
أدهم (بيقعد قدامها وبصوته البارد): ما فيش حاجة اسمها "عادي" في الظروف دي.
ليلى (بعصبية): يعني إيه؟ هتمنعني حتى أكلم حد؟
أدهم (بنبرة غيرة واضحة): أيوه. مش هكذب عليك. مش عايز أشوف أي حد يقرب منك.
سارة (بتضحك بخبث): باين إن في حد مولع نار جوا قلبه ومش راضي يعترف.
أدهم بصلها بنظرة سكتتها فورا، بس ليلى فضلت تبصله مدهوشة.
ليلى (بصوت واطي): إنت… إيه حكايتك معايا؟
أدهم: مش وقت الحكايات. دلوقتي وقت إننا نفكر إزاي نسبق الناس اللي بيطاردونا.
لكن وهو بيتكلم، عينه فضلت معلقة عليها… كأن جواه كلام تاني مش قادر يطلعه.
وفجأة، جرس موبايل ليلى رن تاني.
رسالة جديدة:
"هو يقدر يمنعك من الكلام… بس يقدر يمنعنا من خطفك؟"
ليلى وشها شاحب. أدهم مسك الموبايل من إيدها بسرعة، عينيه ولعت أكتر.
أدهم (بصوت غاضب): خلاص… اللعبة قلبت نار.... دول اقرب مما كنت اتوقع لدرجه يسمعو كلامنا...
بالليل. أدهم واقف عند الشباك، عينه زي الصقر وهو بيراقب الشاطئ. ليلى داخلة الأوضة، ماسكة بطانية صغيرة وبتقول: بجد زهقت من أجواء الرعب دي. يعني هو لازم تفضل واقف كدا طول الليل؟
أدهم من غير ما يبص لها: طول ما في ناس وراكي، يبقى النوم رفاهية... احنا مش حملها.
ليلى (بغضب خفيف): ما هو اللي بيطاردونا بيبعتولي أنا مش إنت… يعني أنا الضحية مش إنت.
أدهم التفت لها فجأة، قرب خطوة: لأ، من النهارده اللي هيقرب منك… يبقى بيقرب مني أنا كمان...
ليلى اتلخبطت وسكتت لحظة، قلبها بيخبط من نبرته، لكن قبل ما ترد… خبط خفيف على باب الأوضة قطع اللحظة.
سارة: يا جماعة افتحوا بسرعة.اانجزو يالهوي عليكم...
أدهم فتح الباب بسرعة، لقاها مرعوبة.
سارة: في اتنين واقفين تحت… لابسين أسود ووشوشهم مش واضحة. باين إنهم مش نزلاء عاديين.
أدهم قبض إيده: أخيرا قرروا يطلوا.... ويظهروا وبطلو جبن...
نزلوا سوا على البحر. عربية سوداء وقفت بعيد، ونزل منها تلاتة رجالة. واحد فيهم صوته تقيل: يا أدهم… اللعبة خلصت. سلم البنت وخد طريقك سالم.
ليلى اتجمدت، قربت من أدهم وقالت بصوت واطي: هما عايزينني أنا؟ ليه؟!
أدهم بص في عينيها وقال: هتفهمي بعدين… بس أوعدك مش هيلمسوكي طول ما أنا هنا.
الرجالة بدأوا يقربوا. أدهم سحب سكينة صغيرة من جيبه، عينه متوحشة: قربوا… وانتو هتشوفوا البحر دا لونه هيقلب دم.
ليلى حاولت تمسك إيده: لأ يا أدهم! بلاش دم. خلينا نهرب!
أدهم (بابتسامة باردة): الهروب مش دايما حل… أوقات لازم نوقف ونواجه.... وقولتلك متخافيش وانا هنا ليه مش بتسمعي الكلام..
الرجالة هجمو. سارة صرخت: انتو فى ايه ولا ايه؟ إلحقووووووا!
أدهم اتحرك زي البرق. أول واحد حاول يضربه بعصاية حديد، بس أدهم مسك العصاية ووقع الراجل على الأرض.
التاني هجم عليه بسكينة، أدهم صدها باللي في إيده ودهسه على الرمل.
التالت حاول يمسك ليلى. هنا ليلى فجأة مسكت ازازة من الأرض، وكسرتها على إيده، وصرخت: إبعد عني احسنلك!!
الراجل اتفاجئ واتراجع. أدهم شاف الموقف، صرخ: برافو يا ليلى! كدا عجبتيني.
الرجالة رجعوا للعربية بسرعة، والسواق صرخ: لسه هنرجعلك يا أدهم… ولسه هنخطفها. ووقتها مش هتعرف تعمل حاجه...
العربية اختفت في الضلمة.ليلى وقعت على الرمل وهي مرعوبة، نفسها مقطوع.
ليلى: أنا… أنا قتلت واحد؟!
أدهم قعد جنبها، وهو لسه بيتنفس بسرعة: اهدى محدش مات… بس الليلة دي كانت مجرد بداية.... والحاى اصعب..
سارة: يا نهار أسود! يعني في "تكملة"؟! أنا كنت فاكرة فيلم أكشن قصير ونخلص.
ليلى ضحكت نص ضحكة وسط دموعها، وأدهم قرب منها قوي، مسح التراب من على وشها وقال: من هنا ورايح… مش هسيبك لحظة. سواء غصب عنك أو برضاكي.
ليلى بصت له بدهشة، قلبها بيرتعش، بس قبل ما ترد… رسايل واتساب جديدة وصلت على موبايلها.
"دي كانت مجرد الموجة الأولى… البحر لسه هيغرقكم."
أدهم شد الموبايل من إيدها، وعينيه ولعت غضب.
الليل كان أهدى شوية، بس جوا ليلى مفيش هدوء. قاعدة في عربية أدهم، وسارة ورا، والجو كله متوتر.
ليلى (بصوت متقطع): أنا مش فاهمة… الناس دي عايزاني أنا بالذات ليه؟! أنا مالي ومالهم!
أدهم سايق بسرعة، عينه على المراية: في حاجة إنتي مش عارفاها… أو يمكن عارفاها بس ناسية.
ليلى (مستغربة): ناسية إيه؟ أنا بنت عادية… شغلي وبيتي وحياتي بسيطة.
قبل ما تكمل، أدهم لاحظ عربية سودا وراهم من بعيد. ضغط على البنزين فجأة.
سارة (مرعوبة): إيه؟! في إيه؟ ليه بتجري كده؟
أدهم: العربية اللي ورانا دي مش ماشية صدفة… دي ورانا من ساعة ما خرجنا من الأوتيل.
ليلى التفتت للخلف، لقت فعلا نور العربية بيقرب: يا نهار أبيض… دي نفس العربية اللي كانت على البحر!
أدهم شد نفسه أكتر على الدركسيون:
امسكي جامد… الليلة دي مش هتكون سهلة.
سارة بتصرخ: يا رب نعيش للصبح!
ليلى تحاول تمسك أعصابها، وتقول: أدهم… هما مش عايزين يقتلوك. هما عايزين ياخدوني. طب ما تسلمني وخلاص!
أدهم فجأة فرمل بقوة وبص لها بعين نار:
تاني تقولي الكلام ده؟! أنا عمري ما هسلمك لحد...
ليلى اتفاجئت من نبرته، قلبها ارتجف، وسكتت.
أدهم (بصوت تقيل): واضح إن اللي وراكي مش لعبة وبس … وده معناه إن في سر كبير متعلق بيكي.
ليلى (بترتعش): سر إيه!؟ أنا مش فاهمة حاجة!
أدهم: أبوكي… إنتي عارفة كل حاجة عنه؟
ليلى اتجمدت. وشها اتغير، وسكتت ثواني طويلة.
سارة استغربت: هو في إيه؟ ليلى... في إيه في أبوكي؟
ليلى (بصوت واطي، متقطع): أبويا… كان شغال مع ناس مش مظبوطين… بس أنا عمري ما دخلت في شغلهم. كنت صغيرة وما كنتش فاهمة.
أدهم عينه ضاقت: يبقى كده الخيوط بدأت توضح. هما عايزينك عشان تورطيهم في اللي سابوه أبوكي وراه.
العربية اللي وراهم فجأة قربت جامد وخبطتهم من ورا. العربية بتتهز بعنف.
سارة: هموت! أنا هموت! يالهوي عليكي ياساره وعلى شبابك اللى راح...
أدهم ماسك الدركسيون بكل قوته، عينه مش بترمش: اهدوا بقى وبطلوا صويت وصياح طول ما أنا سايق… محدش هيموت....
ليلى وسارة صرخوا مع الخبطة، وأدهم فضل سايق بأقصى سرعة لحد ما اختفت العربيه اللى وراهم.
وقف بعد شوية على جنب، الكل بياخد نفسه.
ليلى (بصوت مبحوح): أنا… أنا السبب. أنا اللي جبتلك المصايب دي.... انا فعلا مصيبه وكارثه متحركه... يعني مش انت اللى خربت حياتى لما لاقيتك دا انا اللى خربت حياتك لما شوفتني....
أدهم بص لها بهدوء، نبرته متغيرة لأول مرة: لا… إنتي السبب اللي خلاني ألاقي حاجة أعيش عشانها.
الصبح طلع، البحر قدامهم عامل زي وش مليان أسرار. أدهم واقف بعيد، سايب ليلى وسارة جوة الأوضة. عينه متعلقة بالأفق، ووشه مش مريح.
الاخير
ليلى خرجت وراه بهدوء: ما نمتش طول الليل… صح؟
أدهم من غير ما يبص: النوم مش هينفعنا دلوقتي.
ليلى (بتزفر): أنا مش عارفة ليه حاسة إنك عارف أكتر ما بتقول.
أدهم سكت، بس قبل ما يرد، صوت موتور عربية سمع من بعيد. عربية فخمة وقفت مش بعيد عنهم، ونزل منها راجل ضخم، عينه غامقة، وابتسامة بايخة.
الراجل: يااا أدهم… ما كنتش متوقع أشوفك تاني بعد السنين دي.
ليلى اتجمدت: إنت… تعرفه؟
أدهم شد نفسه، وصوته بقى تقيل: للأسف.
الراجل ضحك: البنت اللي معاك دي… مش مجرد ورقة ضغط. دي مفتاح. ومفتاح كبير أوي.
ليلى بارتباك: مفتاح إيه؟ إنتو ليه بتعاملوني كأني كنز مدفون؟!
الراجل قرب منها، لكن أدهم وقف قدامها بسرعة: خطوة كمان وهتكون آخر خطوة ليك.
الراجل (مبتسم): نفسك طويل زي ما عرفتك. بس ياريت تحكيلها… تحكيلها هي ليه وقعت في دا كله.
ليلى (بغضب): تحكيلي إيه؟!
أدهم فضل ساكت ثواني، وبعدين قال ببطء: الراجل دا… كان شريك أبوكي زمان.
ليلى اتصدمت: إيه؟! إنت عارف أبويا؟
أدهم (صوته متوتر): مش بس عارفه… أنا حياتي اتدمرت بسببه.
الراجل قاطعهم وهو بيضحك بخبث: أيوه يا بنتي… أبوكي مش بس كان معانا. هو اللي دخل أدهم في اللعبة دي. زمان لما كان شاب صغير… أبوكي خانه، وساب له مصيبة تشيل اسمه لحد النهارده.
ليلى قلبها وقع: يعني… إنت مشيت ورايا من الأول عشان الانتقام؟
أدهم قرب منها، عينه موجوعة: لأ… أنا مشيت وراكي عشان أحميكي من نفس المصير اللي شفته بعيني.
الراجل: كفاية تمثيل يا أدهم. البنت دي لينا. وهي الوصلة الوحيدة اللي ناقصة نكمل بيها اللي بدأنا زمان.
أدهم صرخ: على جثتي.
المواجهة اتوترت، الحرس اللي مع الراجل قربوا بخطوات تقيلة. ليلى وقفت بين أدهم والراجل فجأة: استنوا! أنا تعبت من الغموض. إما تقولولي كل حاجة دلوقتي… يا إما مش هتحرك خطوة.
الراجل ضحك: البنت دي دماغها ناشفة زي أبوها.
أدهم مسك إيدها وشدها وراه: مش هنا ولا دلوقتي. السر دا كبير… ولو عرفتيه قبل أوانه هتكرهي كل حاجة. حتى أنا.
ليلى (بصوت مبحوح): يمكن أنا بالفعل ابتديت أخاف منك.
أدهم قلبه وجعه من الكلمة، بس ما قالش حاجة.
الراجل أشر لرجالته: سيبوهم دلوقتي. هما هييجوا لحد عندنا من نفسهم. الليلة دي… البداية بس.
ركب عربيته ومشي، سايب وراه رعب أكبر من اللي قبله.
ليلى وقفت تبص في وش أدهم: إنت مخبي إيه؟ وليه كل ما أعرف حاجة… ألاقيك إنت جزء منها؟
أدهم تنهد، وقال بجدية: يمكن لأني وأنا صغير… كنت واحد منهم.
ليلى اتجمدت مكانها، عينيها توسعت: إيه؟!
أدهم (بهمس): أيوه يا ليلى… أنا ابن نفس اللعبة اللي بيطاردوكي عشانها.
ليلى (بصوت متوتر): يعني إيه كنت واحد منهم؟! إنت بالظبط مين يا أدهم؟
أدهم اتنفس بعمق، وبعدين لف ناحيتها. ملامحه مش سايبة أي مجال للهزار: لما كنت في سنك تقريبا… كنت شاب تايه. أبوكي كان الراجل اللي بيقود كل حاجة. هو اللي خدني تحت جناحه، علمني إزاي أكون "جزء من اللعبة".
ليلى شهقت: يعني أبويا… كان زعيم عصابة؟
أدهم (بيهز راسه): كان أكبر من كده… كان العقل المدبر. وأنا… كنت مجرد أداة. شغلني في عمليات صغيرة، بعدين أكبر، لحد ما بقيت وش معروف. الناس كلها كانت بتخاف تسمع اسمي.
ليلى بدموع محبوسة: وإيه اللي حصل؟ ليه سيبتهم؟
أدهم عينه غرقت شجن: لما بدأ الطمع يزيد… أبوكي ضحى بيا. رماني في وش عملية فاشلة، وطلع نفسه منها زي الشعرة من العجين. أنا اتحبست سنين. لما خرجت، اكتشفت إنه اختفى… وساب وراه دمار. من يومها وأنا عايش على الانتقام… بس لما لقيتك، حسيت إن ربنا بيديني فرصة أصلح اللي فات.
ليلى قامت واقفة، إيدها بترتعش: تصلح؟! إنت كدبت عليا من الأول… خليتني أفتكر إنك ملاك منقذ، وأنت أصلا جزء من الجحيم ده!
أدهم (موجوع): أنا مش زيهم يا ليلى. آه، كنت واحد منهم… بس عمري ما اخترت أكون كده. كنت صغير ومجبور. وأنا طول الوقت ده… كنت مستني اللحظة اللي أقدر أوقفهم فيها.
ليلى بخوف وغضب: طب وأنا؟! أنا إيه بالنسبة لك؟ وسيلة عشان توصل ليهم؟ ولا مجرد ورقة في لعبة انتقاماتك؟
أدهم قرب منها خطوة بخطوة، عينه مش سايبة عينيها: إنتي الحاجة الوحيدة اللي رجعتني إنسان. وجودك… خلاني عايز أعيش من غير دم.
ليلى دموعها نزلت، بس قلبها لسه مضطرب: بس السر ده كبير أوي يا أدهم… أنا مش عارفة أقدر أصدقك ولا أهرب منك.
سارة اللي كانت ساكتة طول الوقت، اتكلمت أخيرا من جنب السرير: ليلى… أنا عارفة إن الكلام صعب يتصدق. بس الراجل ده… عمل اللي ما حدش هيعمله. حمى حياتنا أكتر من مرة. لو كان عايز يستخدمك… كان سلمك من بدري.
أدهم (بصوت خافت): أنا مش طالب منك تسامحيني دلوقتي. بس لازم تعرفي حاجة… العصابة مش عايزة غيرك. إنتي مش مجرد بنت عادية. إنتي المفتاح اللي يخليهم يسيطروا على اللي فاضل من الشبكة القديمة.
ليلى بصوت مخنوق: ليه أنا بالذات؟!
أدهم تردد لحظة، وبعدين قال: لأنك مش بس بنت أبوك… إنت الوريثة الوحيدة للأسرار اللي هو خباها.
الصدمة خلت ليلى تقعد على الكرسي تاني، وشها أبيض.
سارة همست: يعني اللي جاي… أصعب من اللي فات.
أدهم شد سلاحه وهو بيبص في الشباك:
بالظبط. والليلة دي… لازم نكون مستعدين. اللعبة قربت توصل للنهاية.
ليلى رفعت عينيها عليه، الدموع فيهم :
لو النهاية دي معناها إن حياتي تخلص… هتسيبني؟
أدهم شد نفس، وصوته ارتجف لأول مرة:
أنا أسيب الدنيا كلها… بس مسبكيش انتي.
صوت انفجار بعيد قطع لحظتهم. دخان متصاعد من ناحية الميناء. الناس بتجري وتصرخ، والدنيا اتقلبت فوضى.
أدهم بيجري قدام، سلاحه في إيده، وليلى وسارة وراه. قلب ليلى بيخبط كأنه عايز يهرب من صدرها.
ليلى (بصوت عالي وسط الدوشة): هما مستنيينا، مش كده؟!
أدهم وهو مركز قدامه: أيوه… دي النهاية اللي كانوا بيجهزوها من سنين. بس المرة دي… مش هيسيبوا المكان واحنا عايشين.
سارة بخوف: وإحنا؟! هنموت؟!
أدهم بص لها بسرعة: طول ما إنتوا معايا… محدش يقدر يلمسكم.
وصلوا لمرسى قديم، والبحر هادي بشكل يخوف. رجال العصابة خرجوا من الظلمة واحد ورا التاني،مسلحين. وفي النص… الراجل الكبير واقف مبتسم.
الراجل (بصوت ساخر): أهلا برجوعك يا أدهم… وجبت معاك البضاعة الغالية.
ليلى (صرخت): أنا مش بضاعة!
الراجل ضحك بخبث: إنتي أكتر من كده… إنتي المفتاح اللي يفتح خزنة الأسرار.
أدهم رفع سلاحه: النهارده اللعبة هتخلص. مش هيبقى في مفاتيح ولا أبواب.
المواجهة اشتعلت. ضرب نار اتفتح من كل ناحية. أدهم بيتحرك بسرعة البرق، سارة وليلى مستخبيين ورا مركب خشب مكسور.
ليلى بصوت مرتعش لسارة: هو بيواجههم لوحده! لازم نعمل حاجة.
سارة: نعمل إيه؟ ده جيش!
لكن فجأة، ليلى لمحت برميل بنزين قريب، ماسكة ولاعة صغيرة كانت في جيبها.
ليلى (بجرأة): بصي يا سارة لو ضربنا ده… كل خطتهم هتولع وهما معاها....
سارة (مندهشة): ايه اللى بتقوليه دا إنتي مجنونة!
ليلى (بإصرار): مجنونة ولا مش مجنونه مش مهم بس مش هسيب أدهم يموت!
ليلى جريت وهي مرعوبة، رمت الولاعة على البرميل. نار اشتعلت، النور الأحمر غطى المكان. رجال العصابة اتشتتوا، صريخهم ملا الجو.
أدهم استغل اللحظة، وقع الحراس واحد ورا التاني. الراجل الكبير حاول يهرب ناحية البحر، لكن أدهم لحقه.
أدهم (وهو ماسك السلاح في وشه): دي نهاية الطريق.
الراجل بضحكة بايخة: حتى لو قتلتني… اللعبة مش هتنتهي.
أدهم بصله ببرود: لأ… اللعبة انتهت من اللحظة اللي ليلى اختارت تواجهكم.
ضغط الزناد… وانتهى كل شيء.
النار بتاكل الميناء، رجال الشرطة ظهروا في آخر لحظة، واضح إن أدهم كان مبلغهم من قبل.
ليلى جريت عليه، عينيها مليانة دموع: إنت مجنون! كنت هتسيبني أعيش في رعب طول عمري؟!
أدهم حضنها بقوة، صوته مبحوح: بالعكس… كنت بحارب عشان اليوم ده. عشان تعيشي من غير خوف.
سارة وهي بتضحك وسط دموعها: أنا مش مصدقة… عدينا وفلتنا منهم ولسه عايشين الحمد لله شبابي لسه مرحش...
⏳ بعد شهور…
الشمس طالعة على بيت صغير قريب من البحر. ليلى قاعدة في الجنينة، إيدها في إيد أدهم، وسارة بتضحك وهي بتجهز الفطار.
ليلى (بهدوء): عمري ما كنت أتخيل إن النهاية تبقى كده.
أدهم (بابتسامة): أنا وعدتك… إنك هتعيشي. والنهارده دي البداية… مش النهاية.
ليلى حطت راسها على كتفه، عينيها بتلمع بالأمان لأول مرة من سنين:
يمكن الزمن كان قاسي… بس في الآخر جابني ليك.
أدهم بص لها، ووشه لأول مرة مليان راحة: وأنا لقيت اللي يستاهل أعيش عشانه.
سارة وهي داخلة عليهم: يلا بقى يا روميو وجوليت… الفطار هيبرد!
ضحكوا كلهم، والبحر قدامهم كان سايب ورا أمواجه رسالة واضحة: النهايات الحقيقية… مش دايما بتكون فراق. ساعات بتكون بداية لحياة جديدة.
🌹النهاية 🌹
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق