القائمة الرئيسية

الصفحات

دلال_حُرمت_على_قلبك الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


دلال_حُرمت_على_قلبك الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



دلال_حُرمت_على_قلبك الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


حبه جنة، هذا ما عاشت به باقي الأسبوع، رأت بين يديه كل أنواع الدلال وهي استغلت هذا بكل ذكاء، تدللت وتمادت بالدلال، وهذا على قلبه أحب من العسل، وها هي اليوم تقف أمام المرايا وبجوارها السيدة فوزية تزينها بفرحة باقي على موعد طلب أيوب ليدها أقل من ساعة..


ابتسمت على فستانها الوردي بإعجاب خصوصاً مع خصلاتها المموجة الطبيعية، قبلتها السيدة فوزية مردفة:


_ ما شاء الله كأنك أخدتي حلاوة ستات الدنيا كلها لوحدك..


سألتها دلال بلهفة:


_ بجد شكلي حلو؟!..


_ قمر.


بخجل قالت:


_ يعني هعجب أيوب ؟!..


ابتسمت إليها السيدة فوزية بمكر وقالت:


_ والله هو من ناحيه هتعجبي أيوب  فأنتِ هتعجبي أيوب أوي لكن قوليلي يا دلال يهمك تعجبي أيوب ؟!.. 


نعم هذا كل ما يهمها ولكن كيف تقول هذا للسيدة فوزية وهي لا تعلم إنها زوجة أيوب وأم طفله ؟!.. صمتت بخجل فجذبتها الأخري لتجلس أمامها على الفراش ثم قالت بحنان:


_ بص يا دلال العالم ربنا من يوم ما دخلتي البيت ده وأنا بعتبرك زي أيوب وخالد وحنين، عشان كده يا بنتي هقولك كلمتين اعتبريهم نصيحه من أم خايفة عليكي، أيوب من بره يبان شديد والكل بيخاف منه وبيعمل له ألف حساب بس هو جوه عيل صغير كل ما يحلم بحاجه تروح من أيده، خليكي الحاجة الوحيدة اللي حلم بيها وحققها خليه يحبك وانسي كل اللي فات معاه وانسي خالد وحبك له عشان تعرفي تعيشي، قدري الراجل اللي قدرك واداكي إسمه عشان هو يستحق قلب مراته يبقى كله بتاعه فهماني يا بنتي..


ترقرقت بعينيها الدموع، كم تمنت أن يصبح إليها أم تهتم بتفاصيلها وتخشي عليها، عضت على شفتيها بحزن فقالت فوزية بقلق:


_ أنتِ زعلتي من الكلام اللي قولته لك ؟!. أنا بقول لك كده عشان خايفة عليكي وعايزكي تعيشي حياتك مبسوطة من غير مشاكل وغيره وشك.. 


مسحت دلال على خديها سريعا لتزيل دموعها ثم قالت بابتسامة:


_ لا والله يا طنط أنا مش زعلانة منك أنا بس أول مره حد ينصحني واحس انه خايف عليا بجد.. 


دلال تفتقد حنان الأم وفوزية تفتقد شعور الأمومة، فتحت ذراعيه لدلال وقالت:


_ تعالي في حضني..


ألقت دلال نفسها بداخل أحضانها قلب يرغب بهذا الشعور، مسحت السيدة فوزية على ظهرها وقالت:


_ أنا من هنا ورايح أمك وأنتِ بنتي برضاكي او غصب عنك..


أبتعد عنها دلال مردفة:


_ شكراً بجد..


صوت طلقات نارية جعلت جسدهما ينتفض، ركضت السيدة فوزية للشرفة وانكمشت دلال حول نفسها أتسعت عين فوزية من المشهد ثم أشارت لدلال مردفة:


_ تعالي شوفي الحدث التاريخي ده بسرعه معندناش وقت.. 


أقتربت دلال بخطوات مترددة وهنا كانت المفاجأة طلقات نارية، الشارع الخارجي مزين بالورود، أكثر من عشرين سيارة بداخلهم رجال أيوب يحملون النيران، إسمها مزين بالسماء، تعالت دقاتها من فرط المشاعر للمرة المليون تقف عاجز أمام تصرفاته المهبرة، ولكن أين هو من وسط كل هذا ؟!.. قالت بنبرة مرتجفة:


_ هو أيوب فين مش معاهم ليه؟!..


حركت فوزية كتفها بجهل لتأتي الإجابة عن طريق الخادمة عندما دقت على الباب ثم دلفت مردفة بأحترام:


_ أيوب باشا مستني حضرتكم في الصالون تحت..


لوت شفتيها بسخرية فهذا المتوقع من أيوب رسلان تلك الأشياء لا تليق بمقامه الرفيع، أخذتها فوزية ونزلت بها وجدت يجلس بكل هدوء واضعا ساق فوق الآخر وظهر مرتاح أكثر راحة على المقعد ثم قال بنفاذ صبر:


_ اظن كل طلباتك اتنفذت ها هنتجوز أمتى بقى؟!..


أتسعت عينيها من أسلوبه فقالت فوزية بقوة بدلاً عنها:


_ نزل رجلك واحترم نفسك في واحد جاي يطلب واحدة يقول كده وبعدين مش قولتلك متجيش من غير ولي أمرك.. 


رد عليها بوقاحة:


_ ما تلمي نفسك بقى يا فوزية وقولي اتلميت ولي امري إيه ده انا ولي أمركم كلكم، نقرأ الفاتحة ولا أقوم أخدها على أوضة النوم ونخلص بقى من الفيلم ده ؟!.. 


تعلم السيدة فوزية من نظراته أنه قادر على تنفيذ ما قاله فقالت بغيظ:


_ هي دلال يا بنتي موافقة عليه نقرأ الفاتحة والا نقول له مع السلامة.. 


نظرت إليه بخجل ليلقي إليها غمزة مرحة فابتسمت وقالت:


_ موافقة..


بثانية كانت ملتصقة به ثم مال على أذنها هامسا بنبرة حنونة:


_ مبروك يا دلوعة الباشا..


_____ شيما سعيد _____


بمكان شبه مهجور تحت الأرض أبتسم ناصر إبتسامة أقل ما يقال عنها شريرة، ثم أشار لأحد رجاله بفك قيود الملقي على الأرضية مردفاً بقسوة:


_ فك الكلب ده..


نفذ الرجل أمره ليقول ناصر بجبروت:


_ قوم أقف قدامي راجل لراجل وإلا مش قادر تقوم من ضرب أيوب فيك يا بيضة ؟!..


حاول أدم فتح عينيه لأكثر من مرة بصعوبة، رأي أمامه رجل ضخم بملامح وجه قاسي يراه لأول مرة، سأله بنبرة متعبة:


_ أنت مين وعايز مني إيه ؟!..


_ أنا جوز حنين فاكر حنين ؟!..


حنين ؟!.. أكيد يتذكرها لكن كيف تزوجت حنين ؟!.. هي تعشق مغرمة به حتى لو حاولت قتله بلحظة جنون منها إلا أن جسدها بين يديه يذوب، رفع حاجبه بتعجب مردفاً:


_ اتجوزت حنين ؟!.. أكيد غصب عنها هي بتعشقني..


الجملة كانت كفيلة لجن جنونه، سحب من عنقه بكف واحد ليقف أمامه ثم أعطي إليه لكمة بمنتصف أنفه ليسقط أرضا ليعود لسحبه بقوة صارخاً:


_ تعشق مين يا وسخ ما تفوق دي جزمتها فوق رأسك..


فلتت من أدم ضحكة مريضة قبل أن يقول بسخرية:


_ شكلك عاشق ولهان وبصراحة عندك حق أسأل مجرب البنت حلوة وخبرة تمتع أي راجل..


إلي هنا وكفي لابد أن يخرج برحه الآن، ظل يضرب به دون أن يري أمامه، وعدها بأخذ حقها والحق الآن أصبح حقه هو، ساعة كاملة يضرب به دون تعب أو ملل حتي سقط جسد الآخر فاقداً للروح، قدر ناصر أخيراً على أخذ نفسه براحة ثم أشار لأحد رجاله مردفا:


_ أحرقه واللي باقي منه ادفنه...


خرج من المكان بقلب مشتغل وأول ما فكر به هو الهروب بعيداً حتى لأ يراها ويفرغ غضبه بها، وصل لمكان يرتاح به ليدق هاتفه، فتح الخط وقال:


_ ازيك يا باشا ؟!..


صرخ به أيوب بغضب:


_ فين الكلب اللي معاك يا ناصر؟!..


أخذ نفسه بهدوء وقال:


_ مات وقرب يتدفن عايز تصلي عليه ولا إيه ؟!..


جن جنون أيوب فقال:


_ وأنت مين قالك تاخده من المخزن عندي وتعمل كده؟!..  ده حق بنت أخويا يا ناصر وأنا اللي كان لازم اجيبه.. 


ببرود شديد قال ناصر:


_ بنت أخوك بقت مراتي يا باشا وحقها في رقبة جوزها مش عمها واتاخد خلاص نشيلك للتقيلة.. 


_ جوزها ؟!.. ناصر أنا عايز حنين تبقى عندي في القصر بكره الصبح كتر خيرك لحد كده..


لحظة؟!.. هل حان وقت الرحيل ؟!.. لماذا فهو لم يعمل إليه حساب توقعه بعيداً أو غير موجود بالمرة، سأله بثقل:


_ يعني إيه الكلام ده يا باشا ؟!.. 


بقوة قال أيوب:


_ يعني زي ما سمعت يا حاج حنين تبقى في بيتها بكره خلاص القضيه خلصت وادم ومات وعقد الجواز بقى معاها كده الليلة تخلصت تشكر يا صاحبي.. 


أغلق الهاتف بوجهه دون سماع كلمة إضافية ليقول ناصر بضياع:


_ خلصت ؟!..


______ شيما سعيد _____


بغرفة جومانة.


ألقت بكل شيء أمامها بغرض الحائط، تابعت كل ما حدث بقلب يحترق كل ما فعله أيوب اليوم يثبت مدي حبه لتلك الفتاة، أخذت هاتفها وقامت بالاتصال على رقم خاصة ثم قالت بغضب:


_ جرى إيه ياسمين الموضوع طول معاكي أوي وبوخ وأنا بدأت أجيب أخري وأنتِ أكيد عارفة إن زعلي وحش.. 


آت إليها صوت ياسمين المتوتر:


_ يا مدام جومانة أنا والدكتور بنحاول نعمل كل حاجة زي ما حضرتك قولتي فهمها انه بابايا وشغلها كمان في المستشفى، بس هي الفترة دي مش بتيجي هعمل لها إيه يعني.. 


صرخت بغضب:


_ هو إيه اللي مش عارفه تعملي إيه؟!.. لأ فوقي معايا كده يا روح امك الفلاشة بتاعتك الحلوة وفلمك الجميل موجود عندي، ولو نزلته هأخد من وراه دهب فالاحسن ليكي تركزي كده وكل حاجة تخلص الليلة مفهوم يا ياسمين.. 


إجابتها ياسمين بخوف:


_ يا مدام جومانة والله العظيم أنا بحاول أعمل كل اللي عليا وأكتر بس هعمل إيه هخليها تيجي غصب عنها.. 


_ وماله تيجي غصب عنها اتصلي بيها دلوقتي حالا وقولي لها ان باباكي سكت على غيابها كتير وبالشكل ده هتترفد وهي هتيجي زي الكلبة أما الباقي بقى فده عليا أنا، اديني إشارة أنها موجودة في المستشفى  وانك نفذتي المطلوب منك بس.. 


_ ماشي يا مدام جومانة أوعدك ان كل حاجة هتخلص النهاردة بس في الوش الفلاشة بتاعتي تيجي.


_ لما تنفذي المطلوب منك ابقي تكلمي براحتك يا ياسمين ..


أغلقت الخط بوجهها ثم قالت بغل:


_ حبك هو اللي وصلها لهنا يا أيوب هخليها ما تشوفش نور الشمس الباقي من عمرها، ده بعد ما أنزل اللي جوه بطنها عشان تعرف بعد كده تبص على حاجه ملك جومانة.. 


_____ شيما سعيد _____


بالساعة الثانية بعد منتصف الليل..


دق هاتف دلال من رقم ياسمين، فتحت عينيها من أعماق نومها ثم فتحت الخط مردفة بقلق:


_ في إيه يا ياسمين أنتِ كويسة ؟!..


ياسمين تحت ضغط كبير جبرها على الحديث بغضب:


_ بلا كويسة بلا زفت دلال أنتِ خليتي رأسي قدام بابي في الأرض مش عارفة أتكلم معاه ولا أقوله إيه.. 


أعتدلت دلال بجلستها متعجب من طريقة ياسمين الغريبة بالحديث ثم قالت:


_ ممكن تهدي وتفهميني في إيه بالظبط أنا عملت لك إيه يعني؟!.. 


_ يا سلام مش عارفة عملتي إيه؟!.. يعني أخدك من أيدك لحد بابي واتحايل عليه عشان يرضى يشغلك عشان ظروفك وفي الاخر تشتغلي يومين وتختفي؟!.. دلال لو ما جيتيش المستشفى بكرا بابي هيمضي جواب رفدك وأنا مش هقدر أقوله حاجة ولا هقدر اتكلم معاه بعد عمايلك دي، هتضيعي من ايدك فرصة شغل  مهمة جداً مش هتعرفي تعوضيها تاني.. 


ياسمين معها حق كيف نسيت أمر العمل وغاصت ببحر الدلال بين احضان أيوب؟!.. مسحت على خصلاتها ثم قالت باعتذار:


_ معلش يا ياسمين حقك عليا أنا عارفه إني قصرت معاكي أوي الفترة اللي فاتت وكتر خيرك على وقفتك معايا، هاجي بكره ان شاء الله واتكلم مع اونكل بنفسي.. 


أخذت ياسمين نفسها براحة وكأن ثقل العالم سقط من فوق رأسها، ابتسمت وقالت:


_ ما تزعليش مني يا دلال أنا خايفة على مصلحتك هستناكي زي ما اتفقنا وهدخل معاكي لبابي كمان اهو هنسمع كلمتين في جنابنا وخلاص.. 


ضحكت دلال مردفة بمرح:


_ مش زعلانة منك يا مجنونه اقفلي بقى أنا عايزة انام.. 


أغلقت معها الهاتف ثم أغلقت عينيها تحاول العودة لنومها اللذيذ، ما هذا هل أحد يضع قبلة حانة على عنقها ؟!.. ثانية هل تلك رائحة أيوب ؟!.. نعم.. فتحت عينيها لتري أمامها بأجمل ابتسامة فأبتعدت عنه مردفة بذهول:


_ أنت بتعمل إيه هنا يا قليل الأدب في واحد يدخل أوضة خطيبته في نص الليل؟!...


رفع حاجبه بسخرية مردفاً:


_ ما تتلمي بقى يا دلال خطيبته إيه؟!.. أنتِ قدامك شهر وبطنك تبقى قدامك اتنين متر..


فلتت منها ضحكة جعلت قلبه يذوب فلف يديه حول خصرها مردفا بعتاب:


_ بقى كده يا دلوعة تسيبي أيوب حبيبك ينام لوحده وأنتِ عارفة اني بخاف؟!.. 


أتسعت عينيها بذهول وقالت:


_ أنت بتخاف؟!..


_ امممم بخاف وأول ما بحس ب****** في حضني بنام وأنا مطمن..


شهقت بخجل ثم ضربته على صدره بقوة مبتعدة عنه مردفة بغضب:


_ أنت بتقول ايه إزاي لسانك يتجرا ويقولي حاجة زي دي؟!.. أطلع بره حالا الا والله العظيم هصوت وهخلي ماما فوزية تشوف اللي أنت بتعمله.. 


قرصها بوقاحة وقال:


_ طز فيكي أنتِ وأمك تعالي في حضني بالادب بدل ما أجيبك بقلة الأدب زي كل مرة.. ..


للأسف وقاحته أصبحت مدمنة عليها تعشقها منه وتنتظرها بقلب متلهف، حركت كتفها بغنج يزيده شوق وقالت:


_ اللي أنت بتعمله ده عيب يا أيوب وبعدين أنا أخدت عهد بيني وبين نفسي انك مش هتقرب مني الا بعد الفرح، خليك جنتل مان بقى واستنى لبعد الفرح.. 


_ على عيني انزل كلمتك الأرض يا دلوعة بس مش قادر أنا حالتي بقت وحش أوي..


ابتسمت بنعومة مردفة:


_ أوي أوي يعني ؟!..


_ أوي أوي خالص، ما تيجي تشوفي بنفسك..


نفت بحركة بسيطة من رأسها وقالت:


_ لأ مش عايزة أشوف يلا زي الشاطر خد نفسك وأرجع الجناح بتاعك لحد يوم الفرح كلها أسبوع يا أيوب مش سنة يعني..


قال بغضب:


_ سنة ليه حد قالك عليا حاجة تبين إني لا مؤاخذة.!..


_ لأ يا حبيبي طبعا الرجاله بس في ناس فعلا بتقعد سنه مخطوبين يا أيوب كل اللي طلبته منك أسبوع عشان اوحشك بليز.. 


ما هذا هل لديه القدرة على تحقيق طلب جديد لها ؟!.. لا والله إلي هنا وكفى دلال يا دلال، قال بحب:


_ لأ ما أنتِ وحشاني من دلوقتي متخافيش أنتِ بتوحشيني وأنتِ في حضني عايزك تطمني خالص من الناحية دي..


كل حججها يرفضها ماذا تفعل معه الان؟!.. باقي من الوقت ثانية واحدة وتنسي دلالها وتطلبه بنفسها، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي إليها بعض الطراوة ثم قالت:


_ هصوت يا أيوب اطلع بقي تعبت قلبي معاك..


_ يعني ده آخر كلام عندك؟!..


_ أيوة أخر كلام عندي وعلى بلاطة كده أنت مش هتلمس مني شعره الا بعد الفرح فبطل مناهدة وخد نفسك وروح نام..  


يبدو إن الأدب لا ينفع معها فقال بهمجية:


_ شكل الأدب مش جايب فايدة معاكي تعالي بقى بقله الأدب وصوتي براحتك والراجل اللي يدخل هنا.. 


______شيما سعيد_____


عاد ناصر لمنزله هو لا يري أمام شئ، رغم كل ما فعله بأدم إلا أن نيرانه لم تهدأ ولو لقليل، ضربت بعقله جملة " البنت حلوة وخبرة تمتع أي راجل" يا الله لو كان مازال على قيد الحياة لعاد إليه يأخذ روحه من جديد، أغلق باب المنزل بقوة ليجدها تقف أمامه وعلى وجهها علامات القلق..


أخر ما يريده الآن رؤية أحد وخصيصا هي، أقتربت منه بلهفة مردفة:


_ ناصر..


أخذ نفسه ببرود وقال:


_ صاحية بتعملي إيه لحد دلوقتي؟!..


وضعت عينيها أرضاً ثم قالت بخجل:


_ قلقت عليك..


_ وقلقتي عليا ليه؟!..


_ يعني أقصد يعني أنك على طول بتيجي بدري النهاردة أتاخرت أوي وأنا مش بعرف أنام غير لما أنت تبقى موجود في البيت..


الحل الأمثل الآن الاختفاء من أمامها علقه مشتت وقلبه يطلب منه أشياء عجيبة، اليوم نفذ وعده لها وأخذ حقها وإلي هنا ويكفي، قال بقوة:


_ أدخلي نامي يا حنين..


تعجبت من نبرته ونظراته، شعرت أن هذا بسببها كذبتها عقلها يحثها على قول الحقيقة، أقتربت منه أكثر وقالت بتوتر:


_ ناصر في حاجة لأزم تعرفها يمكن علاقتنا تبقي أحسن لما تعرف الحقيقة..


عن أي علاقة تتحدث هو يشعر معها بالضياع، للمرة الثانية تأتي إليه جملة آدم تضربه بقوة " البنت حلوة وخبرة تمتع أي راجل" هو رجل ويرغبها وبشدة توقع عقله عن التفكير هنا وبدأت رغبته تتحكم وتسيطر على الأمر..


جذبها لتبقي بين يديه مردفاً:


_ بتحبيني يا حنين ؟!..


بالحقيقة هي لا تعلم الحب لكن إذا كان الأمان حب فهي مغرمة به، رائحته الرجولية تأهت بها فقالت بهمس ناعم:


_ بحبك يا ناصر بحبك أوي..


يكفي يا ناصر أنت الآن حرارتك وصلت للسماء، حملها بين يديه حتى دلف بها لغرفة نومها، وضعها على الفراش بحنان وشفتيه تنتقل على وجهها هنا وهناك بقبلات ساخنة، عقله غائب وقلبه يريد إزالة بصمة أي رجل غيره من عليها هي له والآخر ببحر الأموات باقي فقط صك ملكيته عليها..


أزال عنها بيجامتها الحريرية ليري حلاوة جسدها أمام عينيه بهمس إليها بنعومة وتوهان:


_ بحبك يا حنين بحبك..


أنتفض جسدها مع وصول حديثه إليها فرفعت عينيها إليه مردفة:


_ بتحبني ؟!..


_ بحبك.


_ بجد ؟!..


اكتفى بقبلاته الخبيرة، ذابت بين يديه مستسلمة حتي شعرت بيده تزيل باقي ملابسها فقالت:


_ استني عايزة أقولك حاجة الأول..


لا يريد حديث بل يريد مشاعر ملموسة يريد نعيمها، نفي بحركة بسيطة من رأسه وقال:


_ بعدين نتكلم بعدين ده مش وقت كلام..


_ بس ؟!..


لا داعي للحديث أكثر أخذها إليه وعلم كيف سجعلها تركز معه..


بعد وقت قال بتوهان:


_ بنت ؟!.. أنتِ كنتي بنت ؟!..


نبرته أرعبت قلبها، جذبت شرشف الفراش لتخفي به جسدها ثم ضمت ساقيها لصدرها، ما تعيشه الآن من ندم وانكسار مرعب، خرجت منها شهقة قوية وهو يصرخ عليها بغضب:


_ بطلي نواح وقوليلي لما أنتِ بنت بنوت  خليتيني أقرب منك ليه انطقي؟!. 


_ براحة عليا يا ناصر أنا خايفة..


حدق بها بذهول، خائفة بعد ما وقع معها بتلك الكارثة ؟!.. مسح على خصلاته بجنون وقال:


_ أقول لعمك إيه نمت مع بنت أخوك إللي جبتها بأيدك لحد عندي عشان تبقي تحت حمايتي ؟!.. أنا كنت فاكرك مش بنت كنت فاكر إنها ليلة وهتعدي..


حديثه حرق شئ بأعماق قلبها، سمعت صوت حطام كرامتها أسفل قدميه، رفعت عينيها إليه بضياع وهمست بتردد:


_ ليلة وهتعدي ؟!..


_ أيوة ليلة وهتعدي، آمال أنتِ كنتي فاكرة إيه؟!.. إزاي غبائك وصل لك ان ممكن علاقتنا دي تنجح وتكمل؟!.. أنتِ عارفة فرق السن بيني وبينك كام سنة؟!..  عارفة اني راجل متجوز قبل كدة بدل الست تلاتة ومعايا بدل العيل تلاتة؟!.. بس هرجع وأقولك لك أنا اللي غبي حبيت أجرب طعم حتة عيلة صغيرة وانا ما اعرفش اني هقع في المصيبه دي.. 


حركت رأسها برفض لكل كلمة تخرج منه وقالت برجاء:


_ بلاش تقول كده أنت من شويه قولت انك بتحبني..


_ ده كان كلام سرير أنسي كل كدة وإياكي عمك يعرف إن أنا إللي نمت معاكي..


______ شيما سعيد _____


بصباح يوم جديد..


أستيقظت دلال بكسل شديد، انتهت من ارتداء ملابسها المكونة من بنطلون جينز أسود فوقه جكيت جلد من اللون الجملي، رفعت شعرها على شكل كعكة كبيرة عشوائية ثم نظرت لنفسها بالمرايا برضاء تام عن حالها مردفة:


_ يا بختك بيا يا واد يا أيوب متجوز قمر ربنا يباركلك فيا يا رب..


حملة حقيبتها ثم نزلت لغرفة الطعام بخطوات رشيقة، وجدته يجلس على رأس الطاولة بكامل هيبته بجواره السيدة فوزية وبجوارها جومانة، أقتربت ليبتسم إليها مشيراً على المقعد المجاور له من الجانب الآخر مردفاً بهدوء:


_ تعالي أقعدي هنا..


جلست لتأخذ جومانة نفسها بضيق ثم قالت:


_ غريبة هتقعد مكان ثريا الله يرحمها واحدة تانية ولا أنت متعرفيش إن أيوب كان متجوز قبلك.


هل غارت من مجرد ذكر إمرأة أخري بحياته ؟!.. نعم شعر قلبها بالاختناق، وصل إحساسها إليه فوضع يده فوق يدها وقال بقوة:


_ هتبقى مراتي يا جومانة ومكانها على طول جنبي..


لم تتحمل جومانة الجلوس بتلك المهزلة أكثر فأخذت هاتفها من فوق الطاولة ثم خرجت من الغرفة بخطوات غاضبة، ابتسمت فوزية وقالت:


_ أيوب أنا شايفة ان قاعدة جومانة هنا طولت، وإلا أنتِ رأيك إيه يا دلال ؟!..


لو على رأيها تود خنقها حتي ترتاح ومع ذلك قالت بأحترام إليه:


_ البيت ده بيت أيوب يا ماما وضيوفه مهما كانوا ضيوف مش لطاف فهما على رأسنا..


تقديرها إليه أمام عمته دون عناد رفع من شأنها بقلبه درجات فقال بإبتسامة حنونة:


_ البيت ده بيتك يا دلال ومتخافيش حنين هترجع النهاردة ومن بعدها جومانة مش هيبقى لها مكان.. 


أومات إليه فقام من مكانه مقبلاً رأسها ثم قال بهدوء:


_ أنا هروح الشركة تروحي كليتك مع السواق وترجعي معاه يا دلال..


أبتلعت ريقها ليرفع حاجبه بترقب مردفاً:


_ عينيكي بتقول إنك عايزة تقولي حاجة قولي أنا سامعك..


_ هروح المستشفي..


_ أي مستشفي ؟!.. أنتِ تعبانة ؟!..


نفت بحركة سريعة من رأسها ثم حمحمت مردفة:


_ لأ لأ أنا كويسة مش تعبانة ولا حاجة هروح شغلي..


عملها ؟!.. قد نسي هذا الأمر، مسح على خصلاتها بجدية وقال:


_ أنتِ مش محتاجة الشغل ده في حاجة خلصي دراستك والمستشفى بتاعتك هتبقى تحت أيدك..


_ لأ يا أيوب أنا مش عايزة كده انا عايزة اعتمد على نفسي وشغلي في المستشفى ده هيحسسني ان ليا مكان لو سمحت وافق.. 


لا يريد فعل مشكلة معها فقبل رأسها للمرة الثانية ثم قال بقوة:


_ مفيش حاجة من الكلام الفارغ اللي أنتِ بتقوليه ده هيحصل هيغير هدومك وارتاح يا حبيبتي.. 


بغيظ قالت:


_ أنتِ بتؤمرني ليه ده مستقبلي والمفروض نتناقش فيه مع بعض..


بماذا يتناقش لا يعلم، أخذ نفسه بهدوء ثم قال بصدق:


_  دلال يا حبيبتي أنا مش مطمن للمستشفى دي ولا البنت اللي أنتِ ماشية معاها فالاحسن ليكي تبعدي عنهم لحد ما اعرف حكايتهم ايه بالظبط، وأنا أوعدك لو لقيتهم كويسين هسيبك تشتغلي في الاجازه معاهم اتفقنا ؟!.. 


أومأت إليه بثقة به فأخذ نفسه براحة وذهب، بعد دقائق أتت إليها رسالة عبر الواتساب من ياسمين تقول:


_ أنت فين يا دلال بابي مسح بيا الأرض وفي ناس عايزاكي مخصوص لو مجيتيش النهاردة هيبقى شكلي وحش جدا بلاش تندميني إني وقفت جنبك.. 


أخذت نفسها بتعب وقالت:


_ خلاص يا دلال روحي خمس دقايق اتكلمي مع اونكل وارجعي قبل ما أيوب يجي ومتروحيش تاني بس بلاش تعملي مشاكل لياسمين كتر خيرها  إنها وقفت معاكي..


بعد ساعة وصلت للمشفي، وجدت ياسمين بانتظارها أقتربت منها وقالت:


_ معلش يا ياسمين حقك عليا في اللي حصل ده هدخل اتكلم مع اونكل واقدم استقالتي..


_ مفيش مشكلة يا دلال أنتِ عارفة مصلحتك أكتر مني بس المهم تتكلمي مع بابي لأني مش محتاجه مشاكل معاه.. 


أومات إليه ودلفت معها فقال السيد:


_ بقي ده إسمه كلام يا دلال تيجي يومين وتختفي؟!.. 


_ بعتذر يا دكتور بس هي ظروفي كده أنا جاية أشكر حضرتك وأقدم استقلتي..


_ ماشي دلال بس مش النهاردة الشغل كتير روحي استلمي شغلك.. 


_ بس..


_ مفيش بس يلا على شغلك..


ذهبت لغرفة الكشف ومعها ياسمين التي قالت بجدية:


_ أنا أديت البنج للمريض ده كملي معاه أنتِ..


تركتها وذهبت دون أن تعطي إليها فرصة للرفض، أقتربت من المريض ثم شهقت برعب مع انعدامه للتنفس فصرخت بقوه وقالت:

_ يا جماعه حد يجي بسرعة أنا مش عارفة حصل إيه للحالة ..


دلف إليها صاحب المشفي ومعه ياسمين ثم وضع يده على عنق الرجل مردفاً برعب:


_ ده مات أنتِ عملتي فيه إيه يا دكتورة ؟!..


لم تفعل شئ حقا لم تفعل شئ، حركت رأسها بنفي وقالت برعب:


_ والله العظيم ما عملت له حاجة..


أصوات كثير وأشياء كثيرة حولها لم تشعر بهم فقط همست بضياع:


_ أيوب أنا خايفة..


أتسعت عينيها بذهول وهي تجد نفسها ترتدي بيديها كلبشات الشرطة ويدفعها العسكري الى الامام بقليل من القوة.. 


________ شيما سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


 الفصل العشرين

رأته يدلف أمام لمكتب الضابط مثل الغريق الذي وجد أخيراً طوق النجاة، ركضت إليه بجسد ينتفض ليفتح ذراعيه إليها، ضمها بصمت ثم نظر للضابط ليقول الآخر بهدوء:


_ هسيبكم مع بعض شوية يا باشا..


أصبحت معه بمفردها فبكت بشهقات عالية، لا يستوعب عقلها ما مرت به بالساعات القليلة الماضية، حضنه أمان حركة يده على ظهرها دعم، قبلته أعلي رأسها وعد، أشياء بسيطة جعلتها تأخذ ثقة كبيرة، أغلقت عينيها بفرار تتمني لو تذهب معه من هنا، أبعدها عنه بهدوء وقال:


_ إيه إللي حصل يا دلال ؟!..


أبعدت عينيها عنه بندم شديد، يا ليتها سمعت ما قاله، خرج صوتها برجفة وقالت:


_ معرفش والله العظيم ما أعرف إيه اللي حصل، أنا لقيته ميت صرخت عشان حد يدخل يعرف ايه اللي بيحصل، لقيتهم بيتهموني ان أنا اللي موته والبوليس جه ولقيت نفسي هنا، أنا مش فاهمة حاجه يا أيوب وخايفة.. 


بداخله غضب لو خرج به عليها لقسمها نصفين، حالتها لا تسمح الآن أيوب إلا بالدعم فقط تعود للمنزل وبعدها هناك حديث آخر، جذبها لتجلس على الأريكة الكبيرة وجلس بجوارها ثم قال بحنان:


_ متخافيش طول ما أنا جنبك قوليلي إيه اللي حصل بالظبط وأنا أوعدك مش هتقعدي هنا أكتر من النهاردة.. 


بكت خوفاً من رد فعله وقالت:


_ أنا أسفة يا ريتني سمعت كلامك..


من أين يصرف هذا الأسف وبماذا يستفيد به؟!. مسح على ذقنه بتعب وقال:


_ مش وقته قوليلي إيه اللي حصل..


أومات إليه ثم قالت بكلمات غير متزنة:


_ اللي حصل هو يعني أنك بعد ما مشيت هي كلمتني وقالتلي ان انا لو مرحتش المستشفى هتندم إنها ساعدتني، والله يا أيوب انا مكنتش هروح وكنت هسمع كلامك زي ما قولتلي بس صعبت عليا لما رحت كنت ناوية ادخل لباباها واقول له اني اني .. 


يا الله قلبه غير قادر على رؤيتها بهذا الشكل، سحبها بقوة لياخذها بين أحضانه وقال:


_ دلال أنتِ مرات أيوب رسلان إياكي تخافي قولي يا حبيبتي أنا سامعك..


دعم رهيب يقدمه لها، هذا كل ما تحتاجه أكثر من مساعدته لخروجها من هنا، الأمان الذي قدمه إليها كافي ليريح قلبها، أومأت إليه ليزيل دموعها بطرف أصابعه فقالت:


_ لما دخلت مكتب بابا ياسمين قولتله إني عايزة استقيل قالي مفيش مشكلة بس النهاردة مينفعش عشان الشغل كتير لما حاولت اتكلم معاه رفض، ياسمين أخدتني اوضة الكشف عشان أعمل لمريض أسنانه قالتلي إنها أديته البنج وأنا أكمل الشغل مكانها، أول ما خرجت قربت من المريض لقيته مش بيتنفس صرخت عليهم دخلت هي وباباها وقالي ان أنا اللي قتلته، مفيش دقيقة ولقيت البوليس مالي المكان هو ده كله اللي حصل،  أنا مش عايزة أدخل الحجز يا أيوب مش هقدر ممكن أموت فيها دي..


عملية مدبرة لعين أي أحمق، ضعفها وخوفها هزمه لا يستطيع أن ينكر ذلك، وضع يده فوق يدها بقوة وقال:


_ مش هتدخلي الحجز هتقعدي هنا في مكتب الظابط بكره الصبح هتبقي في بيتك ده وعد مني ليكي، بس عايزك تبقي أقوى من كده يا دلال عشاني وعشان بنتنا اتفقنا يا حبيبتي.. 


ببراءة طفلة أخذت عهد من والدها قالت:


_ اتفقنا أنا مش هخاف لحد ما ييجي بكرا ونمشي من هنا..


يا الله من أين يأخذ قوة حتي يستطيع تركها بمفردها ويذهب، أيوب خروجها من هنا أهم بكثير من بقائك معها، ثم نفسه بصعوبة ثم وضع قبلة حنونة فوق رأسها مردفاً:


_ شاطرة خدي بالك من نفسك ومن إللي في بطنك لحد ما أرجع..


ماذا ؟!.. الي أن يعود!!.. ستظل هنا بمفردها ؟!.. حركت رأسها بخوف قائلة:


_ هو أنتِ هتسيبني لوحدي..


_ ده قسم يا دلال مهما كانت قوتي ونفوزي مش هينفع أفضل معاكي، وبعدين لو بقيت معاكي مين اللي هيخرجه متخافيش زي ما اتفقنا هتفضلي في مكتب الظابط لحد الصبح..  ..


ما باليد حيلة يا دلال عليكِ تحمل غبائك أومات إليه بضياع لم يقدر على تحمله فقام سريعاً وخرج من المكتب، رأي مصطفي يقف مع الضابط فأقترب منهما مردفاً:


_ مش عايز مراتي تطلع من مكتبك يا ابراهيم..


أومأ إليه إبراهيم قائلا:


_ متخافش يا باشا المدام في عينينا بس الوقت مش في صالحك لو القضية اتحولت للنيابة مش هقدر أعمل لها حاجة.. 


_ مفيش حاجة هتتحول براءة مراتي هتظهر الليلة، يلا يا مصطفي..


______ شيما سعيد _______


بمنزل أبو الخير..


بعد ليلة أمس ترك المنزل وأكمل يومه فوق السطح بعد تعب كبير قرر العودة إليها سيأخذها بين أحضانه ويعتذر منها عن غباء حديثه، المفاجأة جعلته يقول أشياء كثيرة عندما رددها برأسه علم بجريمته، لأول مرة بحياته يشعر بالخجل من حاله وخصوصاً أمام إمرأة..


وصل لباب غرفتها ورفع يده بتردد شديد، هل ناصر أبو الخير يخشي المواجهة ؟!...نعم هذا ما حدث بعد عناء شديد دق مرة والثانية حتي أت إليه صوتها المهزوم يقول:


_ اتفضلي يا طنط زينب..


فتح الباب ودلف ويا ليته لم يفعل، رأي بعينيه حصاد زرعته ذبلت الورده من جديد، بيدها أحد فساتين تضعه بداخل حقيبة ملابسها فأقترب منها مردفاً بتعجب:


_ أنتِ بتعملي إيه ؟!..


توقع ردها عليه فهي دائما رقيقة مطيعة ولكن هنا كانت الكارثة الكبري عندما أكملت وضع الملابس قطعة وراء الأخري بلا رد فقال بغضب:


_ مش بكلمك يبقي تردي عليا..


وهل تعطي إليه الفرصة ؟!.. لا والله كل فرصه معها انتهت، أغلقت الحقيبة ثم أخذت نفس عميق وأعطت وجهها إليه مردفة بهدوء:


_ شكراً يا أبية..


ماذا ؟!.. ماذا تقول تلك الفتاة ؟!.. سألها بتعجب:


_ شكراً على إيه وبعدين إيه موضوع أبيه ده ؟!..


تعبيرات وجهها تعبر عن كم الضرر الواقع عليها، تنهدت وقالت بصوت متحشرج من بكائها الطويل:


_ شكراً على كل حاجة، دخلتني بيتك وفضلت تحت حمايتك مع اني كنت جوا مصبية مفيش حد يدخل نفسه فيها أو يدخلني جوا بيته، بعد كدة كتبتني على اسمك كل ده يستحق الشكر أما موضوع أبيه فده إحترام لفرق السن إللي بنا..


فرق السن بينهما ؟!.. وهي منذ متي تراه أكبر منها ؟!.. من الواضح إنها تعاقبه تحاول أن تأخذ حقها منه بعد ما قاله أخذ نفسه بهدوء وقال:


_ حقك عليا يا حنين قولت إمبارح كلام عبيط وو..


قطعته بإشارة واحدة من كفها الصغير وقالت ببرود:


_ لأ بلاش تعتذر ليلة إمبارح دي مكافأة نهاية خدمتك ليا يا رب تكون المكافأة عجبتك يا حاج..


لا إلي هنا وكفى لم تولد المرأة التي تقف أمام ناصر أبو الخير بعد صرخ بغضب:


_ ما تظبطي نفسك يا بت ولا هي هبت منك ولا ايه؟!.. 


حركت كتفها ببساطة وقالت:


_ هبت مني ليه كنت عايز أكتر؟!. بصراحة مش هقدر اديك زيادة معدتي بدأت تقلب وأنت اكتر واحد عارف الحاجات دي قبول، وبصراحه  أكتر عشان أكون صريحة معاك انا قولت راجل كان مع تلات ستات قبل كده يعني باشا في الحاجات دي لكن على ارض الواقع طلع الاداء مش قوي، فكفايه عليك اللي اخدته .. 


رفع يده بلحظة غضب تم بها إهانة كرامته إلا إنه بآخر لحظة ضرب الحائط بجواره، انتهت علاقته بها قبل أن تبدأ ليس هو الرجل المنتظر لابنة رسلان، رد عليها بقسوة:


_ الحاجة لما تبقي مستخدمة حتي مهما كان الأداء عالي مش بتعرف تتكيف..


صرخ به بغضب:


_ أخرس قطع لسانك يا حيوان، أنت بنفسك عرفت أنك أول واحدة إيه ناوي تكمل في الكذبة عشان تفضل الراجل الأصيل إللي لم عرض صاحبه، أنت مش أصيل يا ناصر ولا تفرق حاجة عن أدم، قولت مش بنت فيها إيه لما أمتع نفسي ومحدش هيأخد باله ولم شوفت الحقيقة بعينك عايز تخلع، لأ فوق ده انا حنين رسلان مش أي ست ويوم ما اكمل حياتي مش هيبقي مع راجل عجوز بتاع ستات..


لو كان برأسه القليل من العقل فهو ذهب مع دخول والدته للغرفة على أثر صريخها وسماع ما قالته، صفعها بقوة أسقطت جسدها أرضا لتضرب السيدة زينب على صدرها مردفة:


_ يا لهوي يا ناصر هي دي ادك ؟!..


أقتربت من حنين تساعدها على القيام مردفة:


_ قومي يا بنتي حقك عليا أنا..


قامت بمفردها دون مساعدة ووقفت أمامه مردفة:


_ طلقني..


لم يتصور أن يصل بينهما الأمر لهنا، آخر ما يريده الانفصال عنها ومع ذلك قال بجبروت:


_ أنتِ طالق يا حنين..


______ شيما سعيد ______


بمكتب أيوب..


كان عقله يعمل بكل الاتجاهات، معه مصطفي وأحد رجاله " حسني" كل واحد منهم يبحث عن طرف الخيط بمكان معين، فقال أيوب:


_ البنت دي طلعت مش بنت المدير ولا حاجة ده حد كان عايز يوقع دلال من الأول..


أومأ إليه مصطفي بتأكيد وقال:


_ صح كده يا باشا..


نظر أيوب لحسني وقال بقوة:


_ ساعه واحده بس يا حسني الدكتور والبنت اللي اسمها ياسمين دول يكونوا عندي، لو رجعت بطن أمها تاني هات لي أمها نفسها.. 


قام حسني من مكانه وقال بهدوء:


_ أنا اخدت الخطوة دي من أكتر من 10 دقايق يا باشا وبعتت لهم الرجالة. 


نظر إليه أيوب بشكر وقال:


_ راجل يا حسني، المحامي قالك إيه يا مصطفي ؟!..


_ زي ما قولتلك الصبح يا باشا المحامي عشان يثبت براءتها هتتعرض على النيابة وهناك هتتحول الجثة للطب الشرعي وساعتها مدام دلال هتقعد هناك فترة..


هذا مستحيل أن يسمح به، نفي بسرعة وقال:


_ لأ دلال مش هتتحمل وأنا مش هسمح لمراتي تبات ليله كمان برة بيتي شوفلي الرجاله وصلوا لايه يا حسني.. 


قال حسني:


_ حاضر يا باشا..


خرج حسني ليضرب أيوب رأسه بالمقعد أكثر من مرة فقال مصطفي بلهفة:


_ اهدى يا أيوب كده غلط..


اجابه أيوب بغضب:


_  أهدي إزاي وأنا مش عارف إيه اللي بيحصل لمراتي دلوقتي أنا متأكد ان اللي عمل كده في دلال يقصدني أنا يا مصطفى، دلال مفيش بينها وبين أي حد أي حاجه أنا المقصود باللعبه القذرة دي بس أقسم بالله هجيبه ووقتها ما هرحمه.. 


أكد مصطفى على حديث أيوب وقال:


_ مش هنرحمه أنا على طول في ضهرك..


بالفعل منذ زمن الزمن ومصطفى بضهره يسنده، إذا لم يقع الي الآن فيعود الافضل الأكبر لصديق وفي مثل مصطفي، لا لم يتحمل أكثر قام من محله ثم قال:


_ أنا رايح لها..


_ رايح لمين يا إبني استني؟!.. 


لا لم ينتظر من المؤكد إنها خائفة الآن أخذ متعلقاته وقال بجنون:


_ رايح أشوف دلال واطمن عليها هي أكيد خايفة من غيري..


______ شيما سعيد ______


بقسم الشرطة..


بأحد الزوايا البعيدة بمكتب الضابط كانت تنكمش دلال حول نفسها، أخر ما توقعته أن تكون ياسمين عدو إليها، سقطت من عينيها دمعة وهمست لنفسها بسخرية:


_ غبية يا دلال غبية كانت عارفة عنك كل حاجة وأنتِ متعرفيش عنها أي حاجة.. 


كم كانت حمقاء تبحث فقط عن أحد يسمع أوجاعها بلا عتاب أو كلمة نقد، للمرة الثانية تراه يدخل عليها بلا سابق إذن لتركض إليه وجسدها منتظر الأمان بين أحضانه، أغلق ذراعيه عليها بقوة آه من نيران منزله بدونها، همست بضياع:


_ الحمدلله إنك جيت يا أيوب..


أبتعد عنها قليلاً ثم نظر على طاولة الطعام مردفاً:


_ ما اكلتيش ليه؟!..


ومن أين تأتي إليها النفس حتي تضع لقمة واحدة بفمها، حركت رأسها بتعب وقالت:


_ مش جعانة..


جذبها من كفها الناعم بحنان حتي جلس بها على الأريكة ثم سحب الطاولة مقرباً إياها منهما أكثر وقال بهدوء:


_ مفيش حاجة اسمها مش جعانة لو أنتِ مش جعانة اللي في بطنك أكيد جعان.. 


رغم حنانه وهدوءه إلا أنها تري قسوة عينه بكل وضوح، بكت وقالت:


_ أنا أسفه يا أيوب لو كنت سمعت كلامك مكانش حصل كده..


أخذ معلقة من الشوربة ووضعها بداخل فمها مردفاً بنبرة ساخرة:


_ وأنتِ من أمتى بتسمعي الكلام يا دلال على طول واقفه قدامي واحدة بواحدة كاني عدو ليكي، بس كل ده مش مشكله دلوقتي تخرجي من هنا وبعدين نتحاسب.. 


نفت بحركة سريعة من رأسها وقالت بحزن:


_ والله ما كنت أقصد يا أيوب دي كانت صاحبتي والوحيدة اللي وقفت جنبي في وقت مكانش في حد معايا ما اعرفش هي عملت كده ليه ولا أنا عملت لها إيه عشان نوصل لكده أنا وثقت فيها يا أيوب .. 


ماذا يقول إنه الهدف الحقيقي من تلك اللعبة ؟!.. حقا لا يقدر أخذ قطعة من الدجاج ووضعها بداخل فمها مردفاً بنبرة خشنة:


_ وحياة كل دمعه نزلت من عينك لاخليها تنزل تحت رجلك وتبوسها عشان ترحميها ومش هرحمها يا دلال.. 


بخوف طفلة صغيرة ضائعة قالت:


_ مش عايزة أي حاجة غير اني اخرج من هنا الناس شكلهم وحش أوي هنا يا أيوب قبل أنت ما تيجي كانوا بيتعاملوا معايا وحش.. 


مسح على خصلاتها بحنان وقال:


_ متخافيش الليلة دي بس وبكرا الصبح هتبقي على سريرك..


بثقة عمياء به ابتسمت ليترك المعلقة من يدة ويقول ببرود:


_ يلا يا دلال كفاية دلع وكملي أكلك لوحدك..


مع وجوده معها نسيت المكان والزمان فأقتربت منه أكثر وقالت بدلال:


_ مش حلوة دلال دي منك مش بحبها امشي دلوعة الباشا..


رفع حاجبه بمعني حقا هل هذا الوقت المناسب للغنج؟!.. أخذ نفسه وقال:


_ لأ مفيش دلوعة الباشا خلاص.


الكلمة سقطت عليها مثل الحجارة وقالت بخوف:


_ يعني إيه ؟!.


قبل أن يضعف أمامها آت إليه إتصال من حسني ففتح الخط وقال بلهفة:


_ ها يا حسني؟!..


_ البنت معايا يا باشا لكن الدكتور فص ملح وداب.. 


_ أنا جايلك حالا يا حسني مش عايز حد يقرب منها لحد ما اوصل.. 


أغلق الهاتف فقالت بقلق:


_ أنت رايح فين ؟!..


_ رايح أجيب حقك..


_____ شيما سعيد ______


وصل للمخزن وكأنه يسابق الزمن، دفع الباب بقوة ودلف وجدها مقيدة على أحد المقاعد، سيعطي إليها شرف كبير الآن أنها ستكون أول مرة يصفعها أيوب رسلان، سقط بيده على وجهها بكل قوة وقال بجبروت:


_ مين اللي وراكي يا روح أمك ؟!.


صفعة واحدة منه كانت كافية لتغير معالم وجهها بالكامل، صرخت بقوة فأقترب من مصطفي مردفاً:


_ اهدي يا باشا مش كدة..


_ خد رجالتك واطلع برة يا مصطفى..


_ بس..


_ مفيش بس اطلع..


نفذ مصطفي ما قاله بقلة حيلة فقال أيوب:


_ انطقي..


الإعتراف سيكون نهايتها إذا كان من صاحب المشفي ام من جومانة فحركت رأسها بتعب مردفة:


_ أنا بعمل إيه هنا بالظبط واقول ايه هي مراتك تعمل المصيبه وعايز تلبسها في غيرها البلد دي فيها حكومة وأنا هبلغ عنك.. 


أومأ إليها بهدوء مريب قبل أن يجن جنونه ويعطي إليها القلم الثاني، صدمت عندما سقطت سنة من أسنانها فابتسم مردفاً:


_ أنا مفيش ورايا حاجة أنتِ اتكلمي وانا ارد عليكي لحد ما اخلص صف سنانك وادخل على باقي الاعضاء.. 


بكت برعب جعله يشعر بالقليل من الانتشاء، رعبها هذا نقطة ببحر رعب دلوعته، دلف مصطفي من جديد ليقول أيوب بغضب:


_ هو أنا مش قولت مش عايز حد يبقى معايا هنا..


أقترب منه مصطفي وقدم إليه هاتف وفلاشة وقال:


_ استنى بس يا أيوب أنا فتشت بيت البنت دي كويس لقيت فيه فلاشة وموبايل ولما فرمتنا الاتنين لقينا بدل المصيبة كتير تجارة أعضاء ودعارة وفيديوهات حكاية وعرفنا مين إللي وراها كمان.. 


أبتعد عنها أيوب وأخذ نفسه بترقب مردفاً:


_ مين إللي وراها ؟!..


حمحم مصطفي بتوتر ثم قال:


_ مدام جومانة..


من البداية كان يشم رائحتها، يا ويلها سيجعلها تتمنى الموت ولن تحصل عليه، قال بهدوء مخيف:


_ وريني إيه اللي على الفلاشة دي..


فتح مصطفى اللاب توب وبدأ عرض بعض الفيديوهات المخله لياسمين مع كبار رجال الأعمال وفيديوهات أخرى خاصة بعمليات مشبوهه فابتسم أيوب براحة شديدة ونظر لياسمين مردفاً:


_ بالفيديوهات اللي معايا دي أقدر أعيشك الباقي من عمرك في السجن بس أنا ما يلزمنيش أعيشك في السجن، أنا كل اللي يهمني مراتي تطلع، تطلعي دلال ولا تدخلي معاها.. 


تعلم إنها الآن على حافة الهاوية وربما تكون بدأت بالسقوط فقالت:


_ هطلع دلال بس أضمن منين تطلعني من القضية دي وتديني الفلاشة بتاعتي..


رد ببرود:


_ معنديش ضمان أنتِ وشطارتك دلال تطلع وجومانة تدخل تاخدي فلاشتك ومع السلامة..


_ أيوة بس أنا لو اعترفت على مدام جومانة هدخل أنا كمان السجن لاني اللي اديته كمية المخدر اللي مات بسببها.. 


حرك رأسه بسخرية مردفاً:


_ إن يتقبض عليكي في قضيه خطأ طبي ممكن تطلعي منها براءة بكام ألف لمحامي زبالة أحسن بكتير من الفيديوهات الجامدة دي خصوصاً تجارة الأعضاء، تفتكري الكبار لو عرفوا إنك اتكشفتي ممكن يعملوا فيكي إيه ؟!. 


______ شيما سعيد _____


أمام قصر رسلان وقفت سيارة ناصر أبو الخير، ألقي عليها نظرة الوداع وهو يراها تستعد للنزول فمسك كفها وقال بتعب:


_ مكنش نفسي تبقى دي النهاية يا حنين..


بلعت المرارة بحلقها وقالت بنبرة حاولت أن تكون طبيعية بقدر المستطاع وقالت:


_ تصدق ولا أنا كمان، أنا عملت حاجات كتير أوي عشان أبقى معاك يا ناصر بس أنت معملتش أي حاجة عشان تبقى معايا، إن جيت  للحق لو بنفكر بالعقل كده احسن لنا كتير.. 


لا يريد تركها وغروره يمنعه من الإقتراب، أراد أن يطول الحديث فقال:


_ ليه كدبتي وقولتي إنك مش بنت؟!.


لأنها حمقاء كبيرة ليس لديها عقل وتعشق السير بالطرق المظلمة، خرجت منها تنهيدة ساخرة قبل أن تقول:


_ عشان أتجوزك يا ناصر، عمي كان مستحيل يقبل جوازي منك إلا كدة..


خفق قلبه وتمني لو يقدر على ضمها إليه، فاق من أحلامه على صوتها وهي تفتح باب السيارة مردفة:


_ ربنا يهنيك يا ناصر..


خرج خلفها وحمل حقيبتها حتى أخذها منه الحارس فظل يتابعها حتي أختفت ثم قال بقهر:


_ شكلي طلعت بحبك يا حنين، هتوحشيني..


______ شيما سعيد _____


دلفت حنين للمنزل وجدته خالي، فأخذت نفسها بتعب وصعدت لغرفة نومها، سمعت صوت والدتها بجناحها مع والدها الراحل فوقفت محلها بذهول مما سمعته..


بالداخل قالت جومانة بسعادة:


_ كل حاجه ماشية زي ما أنا رسمت لها بالظبط وخلال شهور هيتلف على رقبه دلال حبل المشنقة، المهم عايزاك تكلم الظابط اللي تبعنا قوله أول ما الزفت التاني دلدول أيوب ما يمشي يدخلها الحجز الستات اللي جوه هيتصرفوا في الباقي.. 


ثواني وقالت بغل:


_ يعني إيه ماكانش يعرف ان الموضوع فيه أيوب رسلان فهمه كويس أوي إن لو حطيته في دماغي هشيله من على الكرسي خالص، هو أخد من مني فلوس عشان اللي في بطنها ينزل لو مش هيدخلها الحجز ينزله هو بايده.. 


وضعت حنين كفها حول فمها بصدمة اهتز جسدها إليها، لا تعلم لما فعلت ذلك إلا أنها فعلت فتحت مسجل الصوت على كامل حديث جومانة ثم قالت بقهر:


_ أنا هقول لعمو مش هخليها تكون سبب في اذيه حد تاني صحيح أنا مش عارفة مين البنت دي لكن أكيد عمو هيتصرف...


_____ شيما سعيد ______


بعد نصف ساعة بقسم الشرطة وقف الضابط أمام دلال مردفاً:


_ يومي كده خلاص يا مدام دلال بس أنتِ هتفضلي موجودة في المكتب  لحد بكره الصبح لو احتجتي أي حاجة اطلبيها من العسكري اللي على الباب.. 


أومات إليه بصمت منذ ذهاب أيوب وهي تشعر بالخوف بين يديه كانت تعيش أمان لم تعرف مقداره الا الليلة، ذهب الضابط فأخذت نفسها بتعب ثم أقتربت من الشرفة تشاهد الأجواء من حولها، بكل خطوة إليها يصبح الفشل مصيرها، وضعت كفها على بطنها مردفة بحنان:


_ أنت معايا يا حبيبي وطول ما أنت معايا وأبوك معايا أنا في أمان حقك عليا إني دخلتك في مكان زي ده بس مش بأيدي ولا كنت اعرف ان هي توصل هنا.. 


انتفضت بخوف مع فتح باب المكتب عليها بقوة، نظرت للعسكري برعب فقال بقوة:


_ يلا قدامي يا روح أمك على الحجز حتى قالك أنك هنا في بيت أبوكي ولا إيه ؟!.. 


عادت خطوة للخلف ثم حركت رأسها برفض مردفة:


_ حجز إيه أنا مش هدخل حجز وبعدين حضرة الظابط قالي إني هفضل هنا لحد الصبح..


سحبها الآخر من يدها بقوة وقال:


_ حضرة الظابط وريته خلصت والباشا بتاعه دلوقتي قمر بيدخلك الحجز قدامي يا حلوة.. 


أتسعت عينيها بخوف يستحيل أن تتحمل مكان مثل هذا، سحبها من ذراعها بقوة رغماً عنها ثم ألقي بها بداخل زنزانة مرعبة، انكمشت حول لنفسها لعل ما يحدث كابوس سينتهي الآن.


إبتسمت أحدي السيدات ثم أشارت للآخري فها هي السيدة المنتظرة أتت، أقتربت منها وقالت بقوة:


_ قومي يا بت فزي هو مين فينا كان إذن لك تقعدي؟!.. 


أيام دار الأيتام تسير أمام عينيها مثل شريط سينمائي، تذكرت المشرفة وقسوتها ها هي تعود لنفس النقطة من جديد، أين أنت يا أيوب فدلال بخطر كبير، جذبتها الأخري من خصلاتها مردفة بجبروت :


_ ما تردي يا روح أمك هو أنا مش بكلمك والا أنتِ عاملة نفسك هانم علينا يا بت..  


صرخت دلال بخوف شديد:


_ ابعدي عني أنتِ عايزة مني ايه؟!..


_ وكمان بتعلي صوتك عليا لأ ده أنتِ عايزة تربي بقى يلا يا نسوان نعرفوها إزاي تطول لسانها على أسيادها.. 


دقيقة واحدة مرت عليها وهي تشعر بضربات نارية على بطنها لم تتحمل أكثر وأغلقت عينيها بأستسلام شديد...


_____ شيما سعيد _____


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الأول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع من هنا



الفصل الثامن من هنا



الفصل التاسع من هنا



الفصل العاشر من هنا



الفصل الحادي عشر من هنا



الفصل الثاني عشر من هنا



الفصل الثالث عشر من هنا



الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر من هنا



الفصل السابع عشر والثامن عشر من هنا



الفصل التاسع عشر والعشرين من هنا


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹





تعليقات

التنقل السريع
    close