القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل التاسع بقلم الكاتبه الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده


رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل التاسع بقلم الكاتبه الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده 


بقسم الشرطة

دلفت لمكتب الضابط بخطوات متعبة، نصف ساعة بالحجز جعلتها لا تود شئ إلا الهروب من هذا المكان، وصلت إليها رائحة عطره فرفعت عينيها بلهفة وجدته يجلس بانتظارها، هل شعرت الأمان الآن ؟!.. نعم هذا حدث وجوده أمامها بث بداخلها الشعور بالراحة، حدقت به بصمت فأشار للضابط مردفاً:


_ تسلم يا حسين..


أبتسم إليه الضابط وقال قبل أن يقوم من محله:


_ احنا تحت امرك على طول يا باشا، هديكم مساحتكم وهرجع لكم كمان شوية..


أنتظر أيوب خروجه ثم أخذ نفسه بهدوء مردفاً:


_ ها ناوية تروحي معايا وإلا المكان هنا عاجبك وحابة تقعدي فيه كام يوم كدة..


أعطي إليها تهديد صريح وبكل صدق خافت، سألته بتوتر:


_ أنت عايز مني ايه بالظبط ؟!..


_ عايزك..


الكلمة كانت صريحة وقحة لها رهبة قوية، رفعت عينيها إليه لتري كم هو قوي وكم هي ضعيفة أمامه، من الواضح إنها استخدمت السلاح الخطأ بالحرب معه، بعيون خائفة قالت



_ طيب ليه ؟!.. مش اتفقنا خلص...


_ مفيش بنا اتفاقات، أنا عايزك على طول في حياتي وده كفاية..


_ عايزني عشيقة واحدة بترجع فيها شبابك وتنسي مشاكلك، أنا مش كدة ومش هكون..


جلس على المقعد المقابل إليها ووضع ساق فوق الآخر بهدوء وقال:


_ مش صعبان عليكي نفسك وأنتِ مرمية ما بين المجرمين والحرامية يا دكتورة ؟!.. 


حدقت به بقهر وقالت:


_ أرحم ليا من إني أبقي ***** في سريرك..


حرك رأسه يميناً ويساراً متأسفا عليها ثم قال:


_ كنتي بتبقي مبسوطة يا دلوعة ومع ذلك طالما ده قرارك أنتِ حرة خليكي هنا..


بكت بخوف من العودة للحجز من جديد، رأته يقوم من مكانه متجه باب المكتب، أهو سيرحل ويتركها بهذا المكان بمفردها ؟!.. الفكرة نفسها بثت الرعب بداخلها، تعلقت بيده مثل الطفلة الصغيرة وقالت:


_ أنا خايفة هنا بلاش تسيبني وتمشي..


بداخله شئ اهتز من نبرتها الضعيفة، دار بوجهه إليها ثم جذب جسدها لتبقي بين ذراعيه مردفاً بنبرة خشنة:


_ مش أنتِ شايفة المكان ده أرحم من حضني بتجري على حضني ليه ؟!..


الآن هي في أصعب لحظات ضعفها، ضائعة وهو طوق نجاها الوحيد، أغلقت أصابعها على مقدمة ملابسه وقالت: 


_ عشان خايفة، خايفة أوي ومعنديش غيرك استخبى في ضهره.. 


هل هي الآن بلحظة ضعف ؟!.. نعم.. اذا عليه استغلال لحظتها لصالحه أشد استغلال، مرر يده بنعومة على سلسلة عمودها الفقري مردفاً بنبرة خشنة: 


_ يبقي ترجعي لحضني يا دلوعة ..


بقلة حيلة قالت:


_ موافقة..


رسمت على وجهه ابتسامة نصر وقال بهدوء:


_ موافقة على إيه ؟!..


_ موافقة أبقي معاك..


_ زي ما أنا عايز يا دلوعة..


أومات إليه بضعف وقالت:


_ زي ما أنت عايز يا باشا...


شعور باللذة رائع تغلغل بجميع أنحاء جسده، مل عليها أكثر حتي شعر بنفسها المضطرب على ذقنه وقال:


_ هنطلع من هنا على المحامي عشان تتنازلي عن القضية اتفقنا يا دلوعة ؟!..


انتصاره عليها يستفزها ولكن التحلي بالصبر الآن أهم شيء حتي تفوز بالخطوة التالية، أومأ إليه بخضوع تام وقالت:


_ اللي حضرتك تشوفه أنا هعمله..


_ حضرتي ؟!..


أومات إليه وقالت ببراءة:


_ باحترامك ومش عايزة أعمل أي حاجة غلط تزعلك مني..


يشعر ببوادر خطر، دلال شخصية قوية خطيرة وضعفها هذا أكبر دليل على اقتراب كارثة، مسح وجهه بعنقها ثم همس:


_ مش ناوية تبطلي لعب بقي كل مرة بتطلعي خسرانة يا دلوعة..


دلوعة... كم هي كلمة مستفزة تخرجها عن السيطرة، كتمت غيظها وقالت بضعف:


_ مش بلعب، أنا بس خايفة منك وخايفة تزعل مني شوف إيه إللي يريح وأنا تحت أمرك..


خضوع مفرط يجعلها بمحل شك كبير ومع ذلك هو مستمتع لاقصي درجة بنظرات ضعفها أمامه الآن، همس بنبرة متحشرجة:


_ طالما حابة تحت أمري يبقي نروح نتنازل وإلا أنتِ ليكي راي تاني ؟!..


_ لأ طبعاً مفيش رأي بعد رأيك، أروح أتنازل وأرجع لجوزي زي أي ست محترمة خايفة على بيتها..


لا لم يقدر على الصمود أكثر، فلتت منه ضحكة قوية قبل أن يمسح على خصلاتها مردفاً:


_ شاطرة.


_ هنمشي ؟!..


_ امممم هنمشي..


سألته بتعجب:


_ طيب والقضية إللي أنا جاية عشانها هنا ؟!..


غمز إليها بمرح يظهر عليه للمرة الأولي وقال:


_قضية إيه يا دلوعة؟!..


_ مفيش قضية ؟!..


_ تؤ مفيش... 


_ آمال أنا هنا بعمل إيه ؟!


_ امممم ، أنتِ هنا عشان أنا عايزك تبقي هنا، بكلمة مني تخرجي معايا وبكلمة برضو تفضلي العمر كله، فهمتي يا دلوعة الباشا ؟!..


_ فهمت يا باشا...


_______ شيما سعيد ______


بمنزل أبو الخير.. 


فتح ناصر باب المنزل مع موعد واجبة الإفطار، رفع حاجبه بتعجب هو يسمع ضجيج يأتي من المطبخ، منذ سنوات ووالدته لا تدلف للمطبخ وتترك هذه المهم للخدم، اتجه إلى محل صوت السيدة زينب وجدها تجلس وأمامها حنين تنفذ ما تطلبه منها فقالت :


_ أيوة اسم الله عليكي مسكة السكينة بتبقى صعبة شوية أول مرة بعدها هعلمك كل الأكل.. 


عضت حنين على شفتيها بتوتر وقالت :


_ بس دي ناشفة أوي يا طنط.. 


ضحكت السيدة زينب بحنان وقالت :


_ أنتِ اللي طرية أوي يا حنين.. 


ببراءة ضحكت وأكملت عملها، براءة جعلت ناصر يود أن يتأمل فقط دون أن يفعل صوت فقط يستمتع برؤيته إليها، سمعها تقول بتوتر :


_ طنط هو أبيه ناصر مطلق كل الستات دول وعايشين هنا ليه؟!.. 


تنهدت السيدة زينب بتعب وقالت :


_ جواز ناصر ده حكاية طويلة يا بنتي.. 


فضولها تحكم بها فتركت ما بيدها وقالت :


_ أسمعها أنا مفيش ورايا حاجة وبحب اسمع القصص اللي زي الروايات دي اوي.. 


كان بيده الدخول الآن حتى ينهي المناقشة ومع ذلك ظل محله يراقب ردود فعلها ووالدته تحكي، حدقت بها السيدة زينب وقالت :


_ عايزة تعرفي فضول والا في حاجة تانية؟!.. 


تغيرت معالم وجه حنين وقالت بتوتر :


_ فضول ولو حضرتك مش حابة تقولي خلاص.. 


أخذت السيدة زينب نفس عميق وقالت :


_ طول عمره مظلوم وشايل هم الدنيا فوق رأسه، عزة بنت عمه والحاج عتمان الله يرحمه طلب من ناصر يتجوز بنت أخو عشان تبقى تحت حمايته ناصر وافق وبعد كام شهر عرفنا ان عزة مش بتخلف، وقتها الحاج عتمان أمر ناصر يتجوز شامية بنت صاحبه عشان تجيب الوريث بس شامية جابت بنتين وفي البنت الأخيرة خلص لها نزيف شالت الرحم وبرضو مجاش الواد اللي الكل عايزه فتجوز نسمة وجابت مهران شافه الحاج عتمان ومات. 


عينيها ترقرقت بالدموع على سيرة زوجها الغالي وذكرى وفاته فقالت حنين بحزن :


_ وطلقهم ليه.؟.. 


هنا ضحكت السيدة زينب وقالت :


_ عزة طلبت الطلاق بعد ما عمها مات وناصر وافق وساعدها تكمل علام، أما بقى الاتنين التنيين دخل ناصر وشافهم وهما بيترهنوا مين فيهم اللي هتقدر تغريه وينام عندها ليلة طلاق عزة بيحتفلوا يعني فطلقهم سوا.. 


قصة غريبة عجيب، قالت حنين بضيق :


_ ابنك ظالم يا طنط.. 


_ مش عيب لما تقولي على الأكبر منك ظالم يا ست حنين؟!.. 


انتفض جسدها على أثر صوته خلفها، حدقت بالسيدة زينب وقالت بخوف :


_ هو ورايا؟!.. 


_ أيوة وراكي.. 


للمرة الثانية تاني الإجابة منه قامت من فوق المقعد وفرت للخارج بسرعة البرق، توقعت والدته أن يتركها ويدلف إلى المطبخ إلا أنه سحبها من كفها قبل أن تفر وأخذها لغرفة مكتبه.. 


أغلق الباب عليهما بهدوء فقالت برعب :


_ هو في إيه الظبط؟!.. 


_ بتجيبي في سيرتي وأنا مش موجود ليه يا حنين؟!.. 


عادت خطوة للخلف وقالت بنبرة صوت متقطعة :


_ مش أنا دي طنط زينب اللي اتكلمت من نفسها وأنا مالي أساسا هسأل عليك ليه؟!. 


أشار إليها برأسه وقال ببرود:


_ أنا كنت في القاعدة من أول طنط هو أبيه ناصر مطلق كل الستات دول وعايشين هنا ليه.. 


كان موجود من البداية، أغلقت عينيها بقوة حتى لا تبكي من كم خجلها وقالت :


_ أنا عايزة أروح لطنط أنت عايز مني إيه؟!..


تحدث بهدوء :


_ حياتي كلها الغاز يا حنين بلاش الفضول اللي قتل القطة ده ممكن؟!.. 


أومات برأسها سريعاً لعلها تتخلص من تلك الكارثة وقالت :


_ ممكن طبعاً ينفع أخرج بقى.. 


_ ينفع.. 


ركضت للخارج بسرعة البرق لتجد السيدة زينب متجة للغرفة، دلفت غرفتها وأغلقت الباب عليها أما زينب دلفت لناصر بجدية قائلة :


_ هي الحكاية إيه بالظبط؟!.. 


جلس ناصر على مكتبه وقال بهدوء:


_ حكاية إيه يا ست الكل ؟!..


جلست زينب على المقابل إليه وقالت:


_ ناصر أنا مش مرتاحه البنت ضيفتنا ويبقى عمها أيوب وغير كده دي عيلة صغيرة وأنت راجل جربت الحريم بدل المرة تلاتة ومعاك عيال، عايزاك تفكر في الموضوع ده بدل المرة 1000 عشان ما تخسرش حاجه يا ناصر ولا توقع قلبك في مصيبه هو مش قدها.. 


توتر شئ بقلب ناصر لا يعلم ما هو فقال بهروب واضح:


_ إيه الكلام اللي أنتِ بتقوليه ده يا حاجة؟!.. حنين زيها زي أخواتي البنات بالظبط ما ينفعش تقعدي قدام الحاج ناصر أبو الخير وتقولي كلام زي ده هيبقى عيب كبير في حقي وفي حق تربيتك أنتِ كمان.. 


_ يا ريت كلامك يبقى صح يا ابن بطني، هعمل نفسي مصدقاك واقول ان عيني اول مره تكذب.. 


_ مش هنفطر وإلا إيه يا حاجة ؟!..


_ هنفطر يلا ده حتي الفطار النهاردة من أيد حنين..


_____ شيما سعيد _____


بجناح أيوب بالفندق.. 


دفعها للداخل بخفة ثم أغلق عليهما الباب أخيرا، يشعر وأنه انتصر بحرب كبيرة، أخذ يقترب وهي تعود حتى وصلت للفراش فالقي بجسدها عليه ثم خلع جاكيت بذلته، أشارت إليه مردفة :


_ اهدي يا باشا بلاش تقلع مرة واحدة أحسن تأخد برد.. 


ألقى بالجاكيت فوق وجهها وقال :


_ خايفة عليا والا على نفسك؟!..


كان سؤال وقح من الدرجة الأول أزاحت الجاكيت بعيداً عنها وقالت :


_ وده سؤال طبعا خايفة على نفسي.. 


نظرات الغدر كانت بعينيه واضحة، يبدو أن ما مرت به أسهل بكثير من ما هو قادم جذبها بقوة لتقف أمامه وقال :


_ لما أنتِ جبانة بتلعبي معايا ليه؟!... 


_ إسمها بدلعك عليك ليه..


رفع حاجبه بسخرية مردفا :


_ لا والله؟!..


اومات إليه بدلال مفرط وبدأت يدها باللعب بشعر صدره الظاهر من قميصه مردفة :


_ أه والله قولي كدة بتدلعي عليا ليه يا دلال وأنا أجاوب على طول زي الشاطرة.. 


أين هو ليقول أو ليفعل فهو مغيب بالفعل مغيب لا يشعر ولا يسمع أي شيء من حوله سوا لمساتها المهلكة عليه فقال :


_ بتدلعي عليا ليه يا دلال؟!... 


ابتسمت بنعومة وقالت :


_ مش أنا دلوعة الباشا يبقى ادلع براحتي والا أنت رأيك إيه؟!.. 


_ اتعلمتي أمتي قلة الأدب يا دلال ده أنتِ من كام يوم بس كنتي قطة مغمضة.. 


رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تقول ببراءة :


_ عاشرت يا باشا مش ده كفاية؟!.. 


مرر أحد أصابعه على بشرتها الناعمة وقال :


_ كفاية أوي يا دلوعة الباشا.. 


من البداية تركها تلعب كما تريد أما الآن يكفي هذا القدر جاء دوره ليمسك زمام الأمر، أغلق يديه حوله وجهها ثم أخذها إليه، خبير لدرجة تجعلها تتحرك بين يده متى يشاء وكيف يشاء وقد كان.. 


إنتهى ليضع ظهره على أرضية الغرفة بجوارها، أغلق عينيه حتى يأخذ أكبر قدر من المتعة ليصل إليه صوت تنهيدتها الطويلة فقال فجأة :


_ خالد قرب منك كام مرة؟!. 


تجمدت بمحلها، ظل عقلها أكثر من خمس ثواني يستوعب إنه سألها هذا السؤال بالفعل، كتمت أنفاسها ومع ذلك ظلت دقات قلبها سريعة نظرت إليه مردفة :


_أنت بتقول إيه؟!..


فتح عينيه التي بها الكثير من التصميم ثم أعتدل بجلسته وعدلها هي الأخرى مردفا بقوة :


_ بقول اللي سمعتيه ومستني منك رد خالد لمسك كام مرة؟!.. 


سؤال مخجل بشع، جذبت الشرشف من فوق الفراش وغطت به جسدها ثم حاولت القيام إلا إن يده القوية منعتها مردفا :


_ دلال.. 


_ دلال إيه بجد عيب اللي أنت بتقوله ده ازاي تقولي حاجة زي دي؟!..


_ قولتك إيه ده سؤال واجابته أكيد عارفها فأخلصي قولي.. 


مستفز، وقح، لعين، لم تجد أمامها أي طريقة للفرار غير الجواب فقالت وعينيها بالأرض :


_ مرة واحدة.. 


ربما كان يشعر بالإجابة قبل أن تقولها، كان فقط يريد جواب يؤكد إليه ما يعيشه ويحس به وهي بين يديه، شعور عجيب بالراحة دلف لقلبه، منتشي لدرجة عجيبة فابتسم قائلاً :


_ كنت حاسس وعايز أتأكد.. 


دفعته بعيداً عنها مردفة بغضب :


_ حاسس بأيه يا قليل الأدب أنت أبعد عني.. 


قرص أنفها بقوة وقال :


_ هااا نحترم نفسنا والا شكل نفسك تقعدي يومين تلاتة على البرش.. 


نفت بحركة سريعة من رأسها وقالت :


_ لأ لأ خلاص هبقى محترمة بس بلاش السيرة دي.. 


وضع قبلة حنونة أعلى خصلاتها وقال :


_ شطورة يلا قومي أستحمي وتعالى عشان تعمليلي عشا من أيدك الحلوين دول.. 


لم تقدر على التحكم بنفسها أكثر وقالت :


_ أنت فاكرني خدامة عندك والا إيه ما تحترم نفسك بقى.. 


غمز إليها بوقاحة وقال :


_ والله ما حد عايز يحترم نفسه غيرك اتلمي يا بت بدل ما ارجع على البرش.. 


_ حضرتك تحب أعملك غدا إيه؟!..


_ صينية بطاطس بالفراخ مع طاجن رز معمر بالقشطة.. 


_هاا؟!..


قالتها بذهول غير مصدقة أن أيوب رسلان يطلب مثل ما قاله، فاوما إليها مردفا :


_ ها إيه مش عارفة تطبخي؟!. 


أجابت بتلقائية :


_ لأ عارفة.. 


أبتسم إليها مردفا :


_ ما أنا عارف إنك عارفة يلا مش معاكي إلا ساعة وتكوني خلصتي.. 


الحل الوحيد أمامها الآن الذهاب من أمامه لسببين الأول حتى لا تمسح به الأرض والثاني حتى لا يعود بها للسجن، لفت الشرشف حول جسدها وانسحبت بهدوء، ضحك بخفة مستمتعا ثم ألقى بجسده على الفراش، دقيقة ورن هاتفه برقم عزيز على قلبه، " السيدة فوزية رسلان" عمته الحبيبة والدته التي تربى على يديها، فتح الخط وقال بابتسامة :


_ فوزية هانم بنفسها بترن عليا ده إيه الهنا اللي انا فيه ده؟!..


أجابته بصوتها الحنون وقالت:


_ مش هرن عليك بس لأ ده أنا نازلة لك مصر مخصوص..


أعتدل أيوب بجلسته وقال بقلق:


_ في إيه يا عمتي أنتِ كويسة وإلا الحلوف إللي اتجوزتيه على كبر ده عملك حاجة ؟!..


قالت فوزية بصرامة:


_ ولد أحترم نفسك ده عمك عبد الله ده عوض ربنا ليا..


بغيظ طفل صغير قال:


_ ولما هو كدة جاية تعملي إيه عند أيوب الشرير ؟!


_ طيارتي بكرا الساعة 9 لما أوصل هتعرف جاية ليه يا تربيتي الفاسدة..


____ شيما سعيد _____


بصباح اليوم التالي.. 


دلف أيوب لمكتبه وجد دلال تجلس على مكتبها، أشار إليها بالقدوم خلفه ثم تابع خطواته للداخل، زفرت بحنق وقامت من فوق مقعدها مردفة :


_ امتى ييجي اليوم اللي أقدر فيه اديك بالجزمة؟!..


دلفت خلفه فالقي عليها جاكيت بذلته ثم أشار لها أين تعلقه، نفذت ما أمرها به ثم قالت بهدوء :


_ أجيب لحضرتك القهوة بتاعتك يا فندم؟!.. 


_ أقفلي باب المكتب بالمفتاح وتعالى والمفتاح في أيدك.. 


بلعت ريقها بخوف وتمنت لو تقدر على الهروب من أمامه ولكن إلى أين ستذهب مهما فرت سيأتي بها، اللعنة عليها وعلى رأسها التي خططت حتى تقترب منه، أغلقت باب المكتب بالمفتاح فقال :


_ تكة كمان معلش لزيادة الأمان. 


ارتجف كفها ودارت بالمفتاح تكة مثلما قال ثم سحبت المفتاح وأقتربت منه فمد يده ليأخذه منها ووضع بأحد الإدراج مردفا :


_ ها قولتي اجيب لحضرتك قهوة مش كدة؟!. 


_ أيوة يا فندم.. 


_ هو حضرتي كان فطر عشان يشرب قهوة؟!.. 


أخذ نفسها بارتياح أخيرا، أهو فعل كل هذا من أجل وجبة الإفطار، رسمت إبتسامة هادئة على وجهها وقالت :


_ تحت أمرك يا فندم ثواني والفطار هيكون جاهز.. 


مد يدها لتأخذ المفتاح فكان الأسبق عندما أزال كل ما فوق المكتب ووضع جسدها محله شهقت بتوتر ليضع أحد أصابعه أمام شفتيها مردفا بتحذير :


_ مش عايز أسمع صوت لو أي حد معدي من قدام المكتب يقول علينا بنعمل إيه؟!. 


بلعت ريقها ثم رفعت كفها لتضعه أمام صدره مردفة :


_ اهدي كدة مالك في إيه؟!... 


حرك رأسه بقلة حيلة وقال :


_ بقيت متحرش يا دلال من وقت ما شوفتك وأنا أكتر حاجة بحبها في حياتي اتحرش بيكي.. 


أتسعت عينيها من وقاحته وقالت :


_ يا فندم اللي حضرتك بتعمله ده غلط أحنا في مكان شغل.... 


_ متخافيش يا دلوعة الباب مقفول ومفيش في الاوضة إلا أنا وأنتِ وقلة الأدب.. 


ما هذا؟!.. ما هذا حقا كيف تحول الرجل الوقور إلى هذا المراهق التي تسرح يده هنا وهناك؟!.. وضعت كفها على يده تمنعه من الحركة وقالت بتوتر :


_ أنت عايز إيه دلوقتي؟!. 


_ عايزة الحقيقة والا الكذب.. 


_ قول أي حاجة بس قومني من هنا أعصابي باظت.. 


أبتعد عنها قليلاً وقال بعتاب :


_ الكذب إني صحيت من النوم لقيت مراتي مش في حضني نزلت حتى من غير ما تحضر ليا الفطار، أما الحقيقة بقى اني من وقت ما جربت الأرض أمبارح هموت وأجرب المكتب ده.... 


أتسعت عينيها بذهول، ذهول انتفض جسدها على أثره قبل أن تقول :


_ أنت فاكرني إيه بالظبط يا قليل الأدب يا سافل.. 


_ في إيه يا بت أنتِ مراتي اظبطي نفسك كدة وتعالى في حضني يلا.. 


_ ده بعينك لو قربت مني خطوة كمان هصوت وهلم عليك كل الموظفين وقال المدير بيحاول يغتصبني.. 


رفع حاجبه بمعنى حقا ثم اعتدل قائلاً ببرود :


_ وماله شكلك حابة تنامي على البرش النهاردة.. 


تعلقت بيده قبل أن يتحرك وقالت برجاء :


_ لأ لأ استنى بس نتفاهم مالك خلقك ضيق وبتتعصب بسرعة كدة ليه؟!.. 


ابتسم إليها بسخرية مردفا :


_ ارغي.. 


_ يا أيوب باشا حضرتك راجل محترم وليك مكانتك في البلد مينفعش كل شوية تهدد المدام بتاعتك بالبوليس ده مش أسلوب.. 


رد عليها بهدوء :


_ ما أنا قولتلك من الأول بلاش ندخل الحكومة بنا وأنتِ اللي صممتي يا دلوعة أنا ذنبي ايه؟!.. 


بقلة حيلة قالت:


_ حقك عليا عيلة صغيرة وغلطت..


أبتسم إليها مردفاً:


_ ماشي خلاص المسامح كريم، تعالي بقي..


جذبها بقوة لتقول:


_ يا جدع أهمد بقي فرهدتني.


_ أنتِ  اللي بتفرهدي نفسك وأنا كده كده اللي في دماغي هعمله..


وهل لديها خيار سوي الاستسلام ؟!.. لا والله هذا خيارها الوحيد..


بعد فترة أبتعد عنها مردفاً:


_ يخرب بيتك لعنة كل ما أقرب منك بزيد جنون مش برتاح..


طرق أحد على باب المكتب لتنفض برعب مردفة:


_ يا لهوي روحت في داهية..


نظر إليها بغضب:


_ داهيه إيه يا مجنونة هو أنا مصاحبك قومي البسي هدومك عادي..


رد على الطارق بهدوء:


_ مش فاضي دلوقتي غور روح شوف شغلك..


أرتدت ملابسها وهي لا تصدق ما تعيشه على يده ليغمز إليها مردفاً:


_ حلوة الأجواء مش كدة ؟!..


الصمت أفضل الحلول الآن، أنتهي من ارتداء ملابسه وعاد بقل من ثانية لأيوب رسلان مردفاً:


_ الغي لي كل مواعيدي النهاردة عندي حاجة أهم دلوقتي..


قالها وسحب المفتاح من على الأرض ثم فتح باب المكتب وذهب، حركت رأسها بتعب وقالت:


_ إيه المصيبة اللي أنا وقعت نفسي فيها دي كان عقلي فين وأنا بفكر ان بني آدم زي ده ممكن يقع فيا وأقدر أخد حقي منه بجد مني لله.. 


______ شيما سعيد_____


بحديقة المشفي.. 


إقترب مصطفى من محل جلوس زوجة آدم، حمحم بهدوء وقال :


_ممكن نتكلم شوية يا مدام جهاد؟!.. 


رفضت النظر إليه وقالت:


_ إيه الكلام اللي ممكن يبقى بينا يا استاذ مصطفى؟!


تنهد بتعب وقال:


_ أنا عارف ان حضرتك دلوقتي مش عارفة تفكري صح خصوصا أنك ما كنتيش متوقعة من جوزك حاجه زي اللي عملها،  حنين مش اول ضحيه يا مدام جهاد هي الأخيرة مش اكتر.. 


تود البكاء ولكنها عاجزة عنه، أخذت نفسها بثقل وقالت:


_ بتقولي الكلام ده ليه القضية دي أنا مش هقدر افيدكم فيها بحاجه لأزم آدم هو اللي يفوق ويقول قراره يعني الكلام معايا مش مهم.. 


_ عارف أنك مش بأيدك حاجة في القضية أنا بتكلم معاكي عشان شايف ان محدش من اهلك موافق يقف جنبك خصوصا بعد اللي عملوا جوزك ومع ذلك أنتِ مصممة تفضلي واقفه جنبه لحد ما يفوق، يمكن جواكي شك وعايزة تتاكدي منه ويمكن حاجات كتير أنا ما اعرفهاش، لكن اللي حابب اقوله لك ان وقتك وعمرك بيضيعوا مع الراجل ده على الفاضي وانه ما يستحقش ست زيك.. 


رفضت سماع المزيد قامت من مكانها وقالت:


_ عن أذنك..


ذهبت وتركته فمسح على خصلاته بضيق مردفاً:


_ وبعدين بقى شكل دماغها ناشفة ومش هعرف أدخل لها بالساهل..


_____ شيما سعيد ______


بقصر رسلان..


دلف أيوب بخطوات سريعة فقالت إليه الخادمة دون أن يسأل:


_ فوزيه هانم في أوضة السفرة مستنية حضرتك..


أومأ إليها وذهب لغرفة الطعام، وجدها تجلس على المقعد المجاور لمقعده فاقترب منها مردفا بقلق:


_ بقي إسمه كلام أروح المطار في الميعاد المتفقين عليه سوا أعرف أنك مشيتي.. جيتي لوحدك ليه؟!..


ضمته إليها بشوق كبيرة ليبادلها العناق بنفس الاشتياق حتى أبتعدت عنه مردفة:


_ إيه قلة الذوق اللي أنت فيها دي بقى هي دي حمد لله على السلامة يا عمتو؟!.. بعدين أنا مش جاية لوحدي أنا معايا مرات الغالي.. 


جلس أمامها بتعجب وقال:


_ مرات الغالي مين؟!.. اوعي تقولي إنه اتجوز عليكي أنا قولت لك من الأول ده واطي ما رضيش تسمعي كلامي..


_ أحترم نفسك يا قليل الأدب أنا جوزي سيد الرجالة وراح يقعد يومين عند أهله في الصعيد، إللي معايا مرات الغالي إللي اتخطف من غير ما أخده في حضني..


_ مين دي ؟!..


قالها بشك أنتهي باليقين بنفس اللحظة عندما قالت فوزية بصوت عالي:


_ تعالي يا دلال..


بكل براءة الدنيا دلفت دلال لتقول فوزية:


_ أعرفك يا أيوب على دلال مرات خالد الله يرحمه..


_____ شيما سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


900 لايك 300 كومنت ننزل بالفصل الجديد


دلوقتي بقي معانا اقتباس لذيذ من رواية حلاوة ليلة الرواية هتكون بالحجز سعرها كلها 50 طول فترة النشر وبعد ما تكمل هيبقي ليها سعر تاني اللي حابب يشترك معانا في فترة النشر رقم الواتساب أهو 👇🏻


01280637313


حلاوة ليلة


_ أنا شوفتك بعيني معاها على سريري..


أومأ إليها بخفة وخرجت نبرته قوية:


_ مهو سريري أنا كمان يا زينب من حقي استضيف عليه اي حد..


هذا الرجل يقودها للجنون ، مشاعره جافة وقلبه من حجر ، أرتجف جسدها يبلغها بقدوم دموعها ، لتصرخ بقوة:


_ بطل استفزاز اللي عملته ده اسمه خيانة وأنا لا يمكن أسمح بيها..


حك مقدمة عنقه ثم أقترب من الفراش ليأخذ بنطلونه الأسود يرتدي وهو يجيبها:


_ أخص عليا بجد خنتك ، خلاص خليكي أحسن مني وعديها المرة دي وخديها وعد مني المرة الجاية هدخل بيها في اوضتي القديمة يا ستي ، لأزم تعرفي إن أنا أهم حاجة عندي مشاعرك يا زينب..


_ يعني بالنسبه لك المشكله في المكان الوضع نفسه عادي؟!..


_ ما هو أنتي عارفه إني بتاع ستات وقبلتي بيا، عماله تجري ورايا في كل حته وانا قولت يا واد اديها فرصه يمكن تعجبك لكن مش قادر القبول ده من عند ربنا.. 


رفعت رأسها إليه بالكثير من الثقة وقالت:


_ وهي فين الفرصة دي ؟!.. جبرت بخاطر كل الستات إللي تعرفها حتي الخدم وأنا مش موافق تقرب مني..


تحدثت إليه بملامح بريئة وعينيها بهما الكثير من الرجاء، للحظة ضرب حديثا بعقله، لما يقترب من أي إمرأة إلا هي ؟!.. رفع وجهها إليه بأحد أصابعه وعينيه للمرة الأولي تتأمل ملامحها، يشعر بحلاوتها فهمس بنبرة خشنة:


_ تفتكري لو لمستك هبقي مبسوط وحاسس بحاجة مختلفة ؟!..


لا يعلم إذا كان يوجه هذا السؤال لنفسه أم لها إلا أنها تعلقت بعنقه وقالت ببراءة:


_ أيوة والله العظيم صدقني أنا خبرة..


_ أنت إيه ؟!..


_ خبرة...


_ وبتقوليها تاني ؟!..

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الأول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع من هنا



الفصل الثامن من هنا



الفصل التاسع من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹





تعليقات

التنقل السريع
    close