القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دلال حورمت على قلبك الفصل الثاني عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده

 رواية دلال حورمت على قلبك الفصل الثاني عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده 

بعد أسبوع

بمكتب أيوب

دلف مصطفي بإبتسامة هادئة ليجد عينين أيوب متعلقة بعدة أوراق أمامه باهتمام شديد، حرك مصطفى رأسه بقلة حيلة ثم جلس على المقعد المقابل إليه مردفاً:


_ هنفضل على الحال ده كتير يا باشا ؟!..


أجابه أيوب دون النظر إليه قائلا:


_ أي حال ؟!..


_ السكوت والشغل ليل نهار، لما أنت بتحبها طلقتها ليه ما كانت في أيدك؟!..


كانت بيده مرغمة، كانت تتلاعب به حتى جعلته يصل لحالته تلك، قذف القلم على سطح المكتب بقوة وقال:


_ مش عايز سيرتها تيجي تاني يا مصطفي..


_ لأ يا أيوب أنا بتكلم معاك دلوقتي وأنا صاحبك مش موظف عندك، الحالة إللي أنت فيها دي غلط لحد أمتي كل ما تحب حاجة تسيبها لغيرك، جومانة هي إللي اختارت صاحب الفلوس وقتها واخوك كان عايش لكن دلال لأ خالد مات والحي أولي من الميت فوق بقي وشوف سنين عمرك إللي بتجري منك دي..


أعصابه أصبحت لا تتحمل المزيد مكتفي بما يشعر به، فصرخ بغضب:


_ هو ليه محدش قادر يفهمني دلال دي خالد فضل يتحايل عليا شهور عشان اقبل إنها تبقى واحده من عيلتنا وانا رفضت، دلوقتي عشان بقيت عايزها هدخلها العيله أنا مش اناني، دلال قربت مني مخصوص عشان تثبت لنفسها ان الراجل اللي رفضها هو الراجل اللي بيجري وراها دلوقتي عمرها ما حبتني وعمرها ما هتحبني يا ريت تفهمني يا مصطفى..


حديث جرح كبريائه ومع ذلك قاله، شعر به مصطفي مثلما يشعر به دائما فقال:


_ ماشي بس أنت لأزم تتجوز مش هشوفك بالشكل ده واقعد ساكت مفيش حاجة تقدر تنسيك ست غير ست زيها أتجوز يا أيوب..


ربما الزواج حل مثالي للهروب، إمرأة جديدة تلف إلي حياته تأخذ وقته وتحل مكان إمرأة سرقت عقله، سند رأسه على ظهر المقعد بضياع وقال:


_ أتجوز ؟!.. هتجوز...


_____ شيما سعيد _____


بالجامعة..


انتهت دلال من محاضراتها واتجهت لكافتيريا الكلية، جلست على طاولتها المفضلة مع صديقتها الجديدة " ياسمين" سألتها بملل:


_ حضرتي المحاضرة يا دحيحة ؟!..


حدقت بها دلال بسخرية وقالت:


_ نفس أعرف دخلتي طب إزاي يا ياسمين بجد ؟!..


ضحكت ياسمين بمرح مردفة:


_ الفلوس يا بنتي بتعمل كل حاجة..


جملة بسيطة أصابت دلال بمنتصف صدرها، حالتها المادية منذ طلاقها من أيوب تحت الأرض ومع ذلك ترفض أخذ قرش واحد من المال الذي يرسله إليها مع مصطفي، سألتها ياسمين بحزن:


_ مش ناوية تقوليلي مالك يا دلال، من أول ما بقينا أصحاب وأنتِ حزينة..


ماذا تقول ؟!.. تخشي من معرفة صديقتها حقيقتها، كيف ستراها وماذا ستقول عليها ؟!. حركت رأسها بتعب وقالت:


_ ياسمين أنا محتاجة أتكلم مع حد بس مش عارفة ممكن أبقي عاملة إزاي في نظرك لو عرفتي حكايتها عاملة إزاي..


حدقت بها ياسمين بقلق وقالت:


_ قولي يا دلال متخافيش..


قالت كل ما تريد قوله، ثقل كبير يحرق قلبها تخلت عنه مع سماع أحد إليها، سقطت دمعة من عينين ياسمين، أشفقت على دلال، عقلها لا يصدق أن تلك الجميلة حظها من الدنيا ما قالته، سحبت مقعدها مقتربة به من مقعد دلال الباكية ثم رفعت كفها لتمر به على ظهرها مردفة بحنان:


_ كفاية عياط يا عبيطة أكيد إللي جاي أحسن كتير..


مسحت دموعها بظهر يديها وقالت:


_ مش فارق معايا حاجة غير إني أخلص كلية واشتغل يا ياسمين..


_ لو على الشغل سهلة هقول لبابا تيجي معايا المستشفي..


ببريق من الأمل قالت دلال:


_ مستشفى إيه يا ياسمين هو انتِ بتشتغلي؟!


ضحكت ياسمين بمرح مردفة:


_ هو بصراحه انا مش بشتغل ولا بتاعه شغل بس زي ما أنتِ عارفة بابي دكتور المستشفى دي بتاعته بقى له سنين من اول ما دخلت الكليه بيتحايل عليا اجي اتدرب عنده وانا رفضت، بس لاجل عيونك الحلوين دول هنروح احنا الاتنين سوا وهخليه يطلع لك مرتب.


هل ضحكت لها الحياة فجأة ؟!.. نعم ضحكت، ابتسمت بسعادة غامرة ثم ألقت بنفسها داخل أحضان ياسمين مردفة بامتنان:


_ شكراً يا ياسمين بجد شكراً..


ضربها ياسمين على ظهرها بخفة وقالت:


_ شكرا على إيه يا مجنونة ده أنتِ أختي يلا بينا نعمل كبسة على بابي..


_ يلا..


_____ شيما سعيد _____


بقصر رسلان..


دلف أيوب لغرفة المعيشة وجد فوزية تجلس بانتظاره، ابتسم على معالم وجهها الغاضب ثم جلس على الأريكة بجوارها مردفاً:


_ قالبة وشك عليا ليه يا فوزية ؟!..


_ بقي مش عارف يا بجح بقي لك أسبوع مختفي عايزة وأنا بدور عليك زي العبيطة..


مسح على رأسه بتعب وقال:


_ وبتدوري عليا ليه ؟!..


جزت على أسنانها من الغيظ مردفة:


_ بقي مش عارف ليه ؟!.. دلال من وقت ما خرجت معاك مجتش تاني اتصلت عليها أكتر من مرة قالت إنها في بيتها بترتب شوية حاجات وجاية، ده طبعاً غير الحية إللي دخلتها بأيدك البيت من أول وجديد..


يعلم بموضوع الحية من البداية لكنه لأول مرة يعلم برحيل دلال، وجد حاله يضرب بكل أفكاره عرض الحائط ويقوم من مكانه مردفاً:


_ إزاي يا فوزية تبقي برة البيت أسبوع من غير ما أعمل ؟!..


_ وأنت كنت فين عشان أقولك ؟!.. 


أخذ هاتفه المحمول ومفاتيح سيارته من فوق الطاولة وقال:


_ هجيبها.. مينفعش تبات برة البيت..


إبتسمت فوزية بخبث ظاهر مثل الشمس على عينيها ثم قالت:


_ عندك حق مينفعش تبات برة البيت، بنت حلوة وصغيرة وارملة العين عليها ومتقدرش تقعد من غير راجل أكتر من السنة إللي قاعدة فيها..


ضيق بين عينيه مردفاً بشك:


_ أنتِ عايزة إيه بالظبط يا عمتي ؟!..


_ تتجوزها يا قلب عمتك، البنت قمر وأنا وأنت عارفين إنها لو ناوية تتجوز مفيش غيرك هيأخدها..


حدق بها بذهول، هل تريد أن تزوجه دلال ؟!. سألها:


_ أتجوز مرات خالد ؟!..


_ خالد مات يا أيوب، البنت غلبانة حبته وطلعت خسرانة ست من غير ورقة جواز، عوض نفسك عن كل إللي فات بيها وعوضها هي كمان بيك يا قلب عمتك..


نعم بداخله شعور يتمني على تعويض حاله بها، يتمني لو أصبحت مكافأة نهاية خدمته طوال السنوات الماضية، أغلق عينيه بتعب وذهب بلا كلمة أوقفه بالحديقة صوت جومانة الناعم بإسمه:


_ أيوب استني..


سألها بهدوء:


_ خير يا جومانة ؟!..


بدلال مفرط أقتربت منه، مع هذا القرب أخذ باله من فستانها الأصفر القصير مفتوح الصدر، يبدو إنها تحاول اغرائه وتأكد مع ميل جسدها عليه ليظهر صدرها أكثر مردفة:


_ عايزة منك خدمة..


أبتعد عنها خطوتين وقال:


_ قولي الخدمة وأنتِ بعيد..


مطت شفتيها بحزن شديد مردفة برجاء:


_ في إيه يا أيوب قبل ما أقرب منك خطوة تبعد عني ألف؟!.. 


_ وايه إللي بنا يخليني أقرب منك يا أم خالد ؟!..


جملته كانت رسالة صريحة بأنها كانت زوجة أخيه فقالت بغضب:


_ إيه أم خالد دي ؟!.. وبعدين ما أنت بتجبر خاطر أي ست عايزك اشمعنا أنا ؟!..


_ فوقي لنفسك لو عايزة تفضلي عايشة في البيت ده يا جومانة وخليكي عارفة كويس أوي إنك هنا لأني عايزك هنا..


رفضت بحركة سريعة من رأسها وقالت:


_ بلاش تتجوز البنت دي يا أيوب بلاش تحرق قلبي عليك تاني كفاية أول مرة..


جذبها من ذراعها بقوة مردفاً:


_ كنتي وافقة تسمعيني أنا وعمتي زي العادة مش كدة يا جومانة ؟!.. 


بلعت ريقها بخوف وهمست بنعومة:


_ مكنش قصدي أول ما الشغالة قالت أنك جيت نزلت جري عشان أشوفك سمعت كلام فوزية معاك بالصدفة، أبوس رجلك يا أيوب أرمي لها قرشين وخليها تغور في داهية، أنا خلاص اتطلقت وكلها كام شهر وأبقي حرة، اتجوزني وخلينا نحقق حلم زمان...


فلتت منه ضحكة ساخرة، دفعها بعيداً عنه بجبروت ليسقط جسدها على أرضية المكان ثم قال:


_ لو كان ليا مزاج ليكي كنت اخدتك بعد موت أخويا، أو حتى حنيت عليكي زي ما بحن على أي واحدة شمال وكتبت عليكي بحتة ورقة عرفي، ريحي نفسك يا جومانة لو أنتِ آخر ست في الدنيا هيحرم عليا المس ست..


_ كل ده ليه عشان كنت عيلة صغيرة مش فاهمة حاجة وسمعت كلام بابا ؟!.. ربنا بيسامح يا أخي أنت إيه ؟!.. 


كلما تذكر ما فعلته به كلما أراد إخراج روحها من بين ضلوعها، ألقي عليها نظرة محتقرة مردفاً:


_ كفاية رخص يا أم الغاليين وقومي شوفي لك حاجة تشغلك غيري وأعرفي إن إللي واقف بيني وبينك وعامل حساب ليهم خالد وحنين وبس ؟!..


تركها وذهب لتقوم من مكانها بغل مردفة:


_ النهاردة هيبقى أخر يوم للبنت دي في الدنيا.. 


______ شيما سعيد _____


بمنزل أبو الخير..


على باب غرفة المكتب كانت تقف حنين تضع أذنها لعلها تسمع ما بالداخل، أقتربت منها السيدة زينب وضربتها بخفة على رأسها مردفة:


_ أنتِ عارفة لو الحاج فتح باب المكتب فجاه وشافك وأنتِ راميه ودنك كده هيعمل منك ايه؟!..


شهقت حنين برعب ثم فرت من أمام السيدة زينب بأقل من ثانية، تنهدت الأخري وقالت:


_ ربنا يفك كربك على خير يا بنتي وتمشي من هنا من غير ما ناصر يخسر أيوب..


بداخل غرفة المكتب صرخ ناصر بغضب شديد:


_ أنت جايب بنتك وجاي ليه يا حلمي انا قولت لها قبل ما تطلع من هنا اني لما اقرر ارجعها هبقى اجيبها..


نظر حلمي لنسمة بغضب ثم أبتلع ريقه بتوتر مردفاً:


_ لو مش عايزها يا حاج هروح بيها انا مش جايبها عشان خاطر ارجعها، البنت نفسها تشوف مهران الصغير وعايزه تبوس دماغك ..


أخذ ناصر نفسه بالقليل من الهدوء ثم أشار إليها مردفاً:


_ بنتك قدامك أهي يا حلمي من يوم ما دخلت بيتي ما شافتش غير العزه والكرامه وحتى لما ما بقتش على ذمتي فضلت في شقتها مع ابنها معززة مكرمة بصرف عليها وعليكم، لما يبقى عندي ضيفة وتمد ايديها عليها في غيابي يبقى حساب بنتك ايه يا حلمي؟!.. 


أجابه حلمي بسرعة:


_ والله العظيم يا حاج وما ليك عليا حلفان من ساعه ما دخلت بيتي وانا قاطم رقبتها على إللي عملته ده، احنا كلنا بنغلط يا حاج هخليها تبوس راسك ورأس ضيفتك بس خليها تشوف مهران الصغير.. 


أخذت من العقاب ما يكفي وهو طوال حياته عادل، تنهد بتعب وقال وعينيه على نسمة:


_ اطلعي شقتك يا أم مهران وخدي ابنك معاكي وطلعي البنات لشامية في سكتك..


ابتسمت نسمة بسعادة وقالت:


_ الله يخليك يا حاج..


ركضت للخارج ليقول والدها بتوتر:


_ مش عايزك تزعل مننا يا حاج أنت عارف زعلك غالي علينا.


أشار إليه بالانصراف مردفاً:


_ روح يا حلمي شوف وراك إيه...


ذهب حلمي فدلفت السيدة زينب بإبتسامة حنونة وقالت:


_ عين العقل يا ابني كل حاجه بتزيد عن حدها بتتقلب ضدها وهما استكفوا لحد كده. 


أومأ إليها بهدوء مردفاً:


_ عندك حق يا حاجه قوليلي بقى عاملة لنا غدا ايه النهاردة اللي انا ميت من الجوع..


_ حنين يا سيدي هي اللي طبخت النهاردة صممت انها تاكلك من ايديها، انا مش مرتاحة يا ناصر.. 


يعلم ما تفكر بيه والدته وليكون صريح هو الآخر يشعر بأشياء عجيب، فقال:


_ إيه اللي مخليكي مش مرتاحة يا ام ناصر؟!...


_ حنين من وقت ما صالحتها وأخدتها خرجتها وهي فيها حاجة غلط، أنا ست يمكن كبرت شوية لكن عارفه كويس أوي نظرة الست  البنت دي قلبها بيدق لك يا ناصر وانا مش عايزه ده يحصل.. 


تنهد بثقل وقال:


_ مفيش حاجة من الكلام ده هي بس اتعودت على وجودي ومبقتش خايفه مني زي الاول.. 


_ مع اني مش مصدقاك بس ماشي يا ناصر قوم كلك لقمه من عمايل ايد حنين..


بالخارج وضعت حنين الطعام على السفرة بشكل لطيف، رأت نسمة تقترب من مهران الجالس أمامها مردفة:


_ تعالى في حضني يا قلب امك وحشتني؟!..


ركض إليها الصغير بسعادة مردفاً:


_ خلاص يا ماما بابا رجعك تعيشي معانا تاني؟!..


ضمت صغيرها وعينيها على حنين مردفة بتحدي:


_ طبعا وافق آمال أنت فاكر إيه يا مهران، الحاج ما يقدرش يعيش من غيري كتير ده إحنا عشرة عمر ومهما دخلوا الاغراب بينا هما اللي هيطلعوا من الليله خسرانين.. 


أدارت ايصال رسالة واضحة لحنين ووصلت بكل بساطة فابتسمت حنين مردفة:


_ حمد لله على السلامه يا ابله نسمه البيت نور؟!.. 


شهقت نسمة مردفة:


_ أبلة ؟!..


_ طبعاً لأزم أحترم فرق السن اللي بنا..


_ وماله يا حبيبتي ما قلتليش بقى قعدتك  هنا طولت ناويه تقولي الوداع أمتي ؟!.. 


_ مش ناوية..


_ نعم ؟!..


أشارت إليها حنين على باب غرفة المكتب مردفة:


_ نبقى نتكلم براحتنا بعدين الحاج قرب يخرج من الاوضه ولو شافك واقفه معايا مش بعيد يقلب عليكى تاني.. 


هل تم تهديدها من تلك الفتاة الآن ؟!.. نعم نسمة حدث ذلك، رنين حذاء ناصر جعلها تنفذ ما قالته حنين وتذهب إلي شقتها..


أخذت حنين نفسها براحة متذكرة رحلتها معه من أسبوع..


فلاش باااك..


وصلت سيارة ناصر أمام أحد المطاعم الشعبية، أشار إليها بالنزول مردفاً:


_ يلا حمد الله على السلامة انزلي..


دار عينيها بالمكان بفضول ثم قالت:


_ إحنا فين بالظبط ؟!..


_ مطعم هيعجبك الأكل بتاعه جدا..


مطعم ؟!.. هبطت معه من السيارة وعلامات الذهول ظاهرة على وجهها، فتح يده إليها لتشعر بشئ غريب يتحرك بداخلها رفعت نظرها إليه لتري ابتسامته الحنون، وضعت يدها بداخل يده برضاء تام فأخذها للداخل...


سحب إليها مقعد ثم قال:


_ اتفضلي يا حنون أقعدي..


جلست بتوتر المكان من حولها عجيب، أجواء أقل من البسيطة حتي الأطباق من نوع الاستانلس، جاء الجرسون ليقول ناصر بهدوء:


_ تحبي تأكلي حاجة معينة وإلا أطلب لك على ذوقي ؟!..


حركت كتفها بجهل ثم قالت ببراءة:


_ فين المنيو ؟!..


ضحك ناصر بخفة مردفاً:


_ لأ هنا مافيش مينو هنا، هنا في أكلات معروفة ممكن أقولك الأسماء وأنتِ تختاري..


أومات إليه مردفة:


_ ماشي قول وأنا أختار..


_ بصي يا ست لو عايزة حاجة خفيفة يبقي كباب وكفتة، أما بقي لو حاجة دسمة تضرب سوا كوارع عكاوي ممبار رأيك إيه ؟!..


أتسعت عينيها بذهول، أسماء تسمعها لأول مرة لأ لأ سمعتها من قبل بالافلام، مررت لسانها على طرف شفتيها ثم قالت:


_ الحاجات دي أنا معرفش منها حاجة خالص إلا الكباب والكفتة ممكن أطلب منها..


نفي بحركة بسيطة من رأسه مردفا:


_ لأ خليكي معايا هظبط دماغك..


_ ماشي خليني معاك..


دقائق وأت الطعام، بدأ الجرسون بوضع الأطباق على الطاولة فأشار إليها ناصر بحماس:


_ يلا بسم الله..


مع حماسه أخذت أول معلقة من شوربة مجهولة الهوية بالنسبة لها، رائعة حقا رائعة سألها بترقب:


_ ها جامد ؟!..


_ جدا..


_ طيب يلا يا وحش أضرب بس بهدوء مش عايزين نروح المستشفي..


كانت مجرد كلمة تحولت لحقيقة بعد نصف ساعة، وضعت يدها على بطنها بألم شديد ثم أطلقت صرخة قوية سألها بقلق:


_ مالك يا بت في إيه ؟!..


_ مش قادرة بطني بتتقطع..


ساعة مرت ظل واقف بها أمام باب غرفة الكشف، ضرب الحائط بيده مردفاً:


_ غبي بقي البسكوتة دي تأكل كوارع ولحمة رأس..


خرجت الطبية من الغرفة فأقترب منها بلهفة مردفاً:


_هي مالها ؟!.. كويسة ؟!..


بهدوء قالت:


_ ما تقلقش عليها يا حاج هي زي الفل بس من الواضح إنها أول مرة في حياتها تاكل الاكلات دي، احنا عملنا لها غسيل معده وعلقنا لها محلول يا ريت بقى تبعد كل البعد عن الاكلات اللي هي مش متعوده عليها.. 


ترك الطبيبة وذهب إليها، بداخله شعور بالخوف لا يعلم مصدره أو ليكون صادق لأول مرة يشعر به، دلف إليها وجدها تنام على الفراش مغلقة العينين بملامح وجه شاحبة، جلس على المقعد المجاور للفراش مردفاً بنبرة حنونة:


_ حقك عليا يا حنون أنتِ مش وش الاكل ده...


رأت لهفة بعينيه دلفت لقلبها بلا سابق إذن، تعشق شعور الحنان أن تكون مهمة جدا بالنسبة لشخص ولها مكانة مرموقة بقلبه، همست بتعب:


_ خوفت عليا ؟!..


بتلقائية غريبة قال:


_ طبعا يا حنين لو مش هخاف عليكي هخاف على مين؟!..


لا يعلم كيف قال هذا ولكنه قاله بصدق، ابتسمت بشعور رائع من اللذة وهمست:


_ متخافش الحمدلله أنا كويسة جدا..


أنتهي الفلاش باك..


من وقتها وحنين متعلقة بناصر، تهتم بأقل تفاصيله، أتسعت ابتسامتها وهي تراه يقترب ومعه السيدة زينب، ابتسم إليها بحنان مردفاً:


_ الحاجة بتقول أنك صممتي تعملي الأكل النهاردة بنفسك..


أومات بخجل ثم مدت كفها المرتجف لتأخذ طبقه، وضعت به القليل من الأرز وبطبق أخر وضعت كمية كافية من شوربة الكوارع مردفة:


_ هو بصراحه كنت حابة اشكرك على يوم العزومه فقررت اعمل لك الاكلة دي طالما بتحبها وطنط زينب وقفت معايا خطوه بخطوه لحد ما خلصت، يا رب تعجبك..


انتشاء رائع تغلغل بجميع أنحاء جسده، أخذ أول معلقة وقال بلذة ربما يكون سببها صاحبة الأكلة:


_ جامد..


بلهفة قالت:


_ بجد ؟!..


_ بجد..


ضربت السيدة زينب على الطاولة بالقليل من الحدة ثم قالت:


_ لأزم تبقى حلوة ما أنا قايلة لها أنت بتحبها ازاي، اقعدي يلا يا حنين يا حبيبتي كلي قبل ما الأكل يبرد.. 


_____ شيما سعيد _____


بمشفي والد ياسمين..


فتحت ياسمين باب المكتب مشيرة لدلال بالاقتراب، تحركت دلال بخطوات متوترة ثم مالت على ياسمين هامسة بخوف:


_ رفض صح ؟!..


اجابتها بسعادة:


_ رفض إيه يا مجنونة ده مصدق إن في حد جابني هنا..


_ بجد ؟!..


_ أيوة بجد يلا بقى بابي عايز يسلم عليكي..


دلفت معها بخطوات مترددة، رأت رجل وقور ظاهر عليه الغناء والرقي، أبتسم إليها مردفاً:


_ تعالي يا ست دلال أنا قررت أشكرك بنفسي..


أشارت لنفسها بتعجب مردفة:


_ حضرتك عايز تشكرني أنا !.. على إيه ؟!..


ضحك السيد حسن وقال:


_ اقنعتي ياسمين تشتغل في المستشفي ودي حاجة كبيرة عندي..


_ لأ طبعاً يا فندم أنا إللي المفروض أشكر حضرتك على الفرصة الكبيرة دي..


رد بجدية:


_ مفيش شكر ولا حاجة أنتِ عندي زيك زي ياسمين بالظبط من بكرا بعد الكلية تبقوا هنا يا دكاترة مفهوم..


دلال/ ياسمين:


_ مفهوم..


_____ شيما سعيد _____


بشقة دلال..


انتهت خلود من إعداد الغداء فدق هاتفها برقم دلال، فتحت الخط مردفة بقلق:


_ أنتِ فين يا بنتي متأخرة على معادك النهاردة ساعتين؟!.. 


جائها صوت دلال السعيد:


_ قوليلي مبروك يا خوخة..


_ مبروك يا قلب خوخة بس على إيه ؟!.. رجعتي للباشا ؟!.. 


_ لأ لقيت شغل مستشفى كويسة أوي ووافقوا كمان إني أحضر بعد الجامعة..


قفزت خلود من مكانها بسعادة مردفة:


_ قولي والله العظيم..


_ والله العظيم يا ستي..


_ طالما الموضوع بجد تعالي بسرعة أنا عاملة ورق العنب إللي بتحبيه..


_ طايرة..


دق باب المنزل فقالت خلود بتعجب:


_ هو حد يعرف العنوان بتاعك يا دودو ؟!..


_ لأ روحي أفتحي يمكن البواب..


_ طيب سلام أنتِ لما أشوف مين..


أغلقت معها الهاتف وذهبت لباب المنزل، بداخلها أمنية واحدة أن يكون الطارق مسعد، تتمني لو يفعل من أجلها شئ بسيط لعلها تشعر بقيمة نفسها، سقطت أحلامها أرضاً وهي تراه رجل غريب له هيبة مرعبة، همست بتعجب:


_ أيوب باشا ؟!.


بعد نصف ساعة دلفت دلال للشقة بعد يوم مرهق ومع هذا الإرهاق كان رائع، ألقت بحقيبتها على الأرض وقالت :


_ بنت يا خلود فين ورق العنب ؟!..


آت إليها صوت حركة بغرفة الصالون فدلفت، هل هو أمامها الآن ؟!.. يجلس بكل هدوء واضعا ساق فوق الآخر، سارت رجفة بكل جسدها وكأنه يعلن الاشتياق بكل أسف، همست بتردد:


_ أيوب ؟!..


يا الله لما تزيد الأمر سوء بخروج خروف اسمه من بين شفتيها ؟!.. أخذ نفس عميق ليبقي على أكبر قدر من الهدوء ثم قال:


_ مشيتي من القصر ليه يا دلال ؟!..


كان سؤال غير منطقي بالنسبة لها، هل ات فقط من أجل ذلك ؟!.. لم يشتاق ؟!.. رفض كبريائها قول ما بداخلها فقالت بهدوء:


_ حكاية خلصت ووجودي في القصر ملوش معني، بس مش غريبة شوية تيجي بعد أسبوع ؟!..


يجب عليه التحلي بالهدوء لآخر لحظة فقال:


_ مكنتش في القصر عرفت النهاردة من عمتي، لمي هدومك ويلا يا دلال..


تشعر بالغيظ يأكل أعماق قلبها، ضغطت على كفها وقالت:


_ أنا في بيتي يا باشا..


رفع حاجبه بسخرية مردفاً:


_ وبيت خالد مش ليكي حق فيه ؟!..


_ لأ ماليش قدام الحكومة أنا عمري ما كنت مرات خالد حتي قدام ربنا جواز ناقص كدة كدة ماليش حق يا باشا حقي اخدته منك بالشقة دي وكتر ألف خيرك على كدة..


كبريائه منعه من طلبها للعيش بمنزله فقام من فوق المقعد بهدوء قائلا:


_ تمام يا دلال ربنا يوفقك في حياتك إللي جاية..


مر من أمامها مثل الطيف كأنها كانت تتخيله وذهب، ألقت بجسدها على المقعد مردفة بنبرة ضائعة:


_ ده مشي!!..


_____ شيما سعيد _____


بأخر نهار اليوم التالي..


مرت دلال ملابسها الطبية خلف أحد الأطباء تتابع معه الحالات، من أول يوم دراسة مع عمال تشعر بالتعب، التعب الشديد يسيطر على جسدها، لحظة والثانية سقط جسدها على الأرض بأستسلام تام للهروب..


لا تعلم ما مر إلا أنها فتحت عينيها على صورة ياسمين القائلة:


_ قومي يا موكوسة من أول يوم شغل بيغمى عليكي..


_ هو إيه إللي حصل ؟!.


_ وقعتي وجبناكي هنا علقنا لك محاليل وسحبنا منك شويه دم نعمل لك تحليل دم شامل أهو نعالج لك الانيميا بالمرة..


دلفت الممرضة بنفس اللحظة مردفة بسعادة:


_ شكل وشنا حلو عليكي يا دودو من أول يوم شغل ليكي معانا طلعتي حامل..


_ حامل ؟!..


_____ شيما سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


900 لايك 300 كومنت ننزل بالفصل الجديد



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الأول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع من هنا



الفصل الثامن من هنا



الفصل التاسع من هنا



الفصل العاشر من هنا



الفصل الحادي عشر من هنا



الفصل الثاني عشر من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹




تعليقات

التنقل السريع
    close