القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل العاشر بقلم الكاتبه الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل العاشر بقلم الكاتبه الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده 


رواية دلال حُرمت على قلبك البارت العاشر

رواية دلال حُرمت على قلبك الجزء العاشر

رواية دلال حُرمت على قلبك الحلقه العاشره


رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل العاشر بقلم الكاتبه الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده 


 أعرفك يا أيوب على دلال مرات خالد الله يرحمه

عن أي دلال تتحدث؟!.. فكر لعدة ثواني قبل أن يدور بالمقعد ويرى على من تتحدث، يا ليته لم يفعل رآها تقف بكل براءة على باب الغرفة، ملامح هادئة.. إبتسامة خجولة!! كيف ومتى فعلت مصيبتها الجديدة؟!.. أقتربت منه بخطوات مترددة ثم مدت يدها للسلام عليه مردفة :


_ أهلاً بحضرتك يا باشا.. 


من أين أتى إليه الصبر لا يعلم، شعر للحظات بأن قدمه فقدت قدرتها على الحركة، طال انتظارها لسلامه فشعرت بالخجل وسحبت كفها مردفة :


_ أنا عارفة إن حضرتك كنت رافض جوازي من خالد الله يرحمه، طبعاً ده حقك بس أنا وخالد كنا بنحب بعض واتجوزنا.. 


_ بتحبوا بعض؟!.. 


قالها وكأنه يكتشف الحقيقة للمرة الأولى، الآن فقط تدخل عقله بالأمر وقال " إنها حبيبة وزوجة خالد يا أيوب" نفور عجيب دلف لقلبه من مجرد الفكرة وكأنه طوال الأيام الماضية كان مغيب.. 


آت إليه صوت عمته :


_ أقعدي يا حبيبتي اللي فات مات أنتِ دلوقتي اللي باقية لنا من ريحة الغالي. 


باقية من رائحة الغالي؟!.. ما هذا... ما هذا حقا؟!.. رآها تجلس فقال بجبروت 



_ وأنتِ بقى إيه اللي فكرك بينا بعد سنة من موته؟!.. 


لتكون صريحة هي الآن خائفة وصل ارتجافها لحالة من الرعب، بطرف لسانها أعطت بعض الطراوة لشفتيها، معالم وجهه غامضة لا تبشر بأي خير ومع ذلك ستكمل طريقها للنهاية فهي بكلا الأحوال خاسرة، حدقت بهما بحزن وقالت :


_ من أول أسبوع مات فيه خالد جيت هنا، بس حضرتك امرك الحرس بطردي.. 


يتذكر هذا اليوم نعم أمر بطردها حتى لا يخرج بروحها بيده، أوما إليها بكبرياء وقال :


_ وعايزة إيه دلوقتي؟!.. 


تدخلت فوزية بالحديث بعتاب مردفة :


_ في إيه يا أيوب يعني إيه عايزة إيه؟!.. عايزة حقها في جوزها يا ابني ده شرع ربنا.. 


فلتت منه ضحكة ساخرة ثم أشار إليها مردفا :


_ وهو من أمتي الجواز العرفي معترف بيه شرعا أو قانونا يا عمتي؟!.. وبعدين أنتِ صدقتي المدام بناءا على إيه وهي حتى مش معها ورقة الجواز العرفي؟!.. 


للمرة الثانية يفوز عليها، للمرة الثانية يقدر على كسرها أمام نفسها، هو محق هي تقف أمامه الآن بلا إثبات واحد على حديثها، ترقرقت الدموع بداخل عينيها لتدخل السيدة فوزية للمرة الثانية قائلة:


_ لو حد خلاهم يتجوزوا عرفي في السر فده بسبب جبروتك أنت يا أيوب، خالد من كتر حبه فيك ما قدرش يوقع كلمتك الأرض، أما بقى بالنسبه للورقة فهي كانت مع خالد الله يرحمه وأنا مش محتاجاها لأني كنت معاهم على الموبايل وقت جوازهم وعارفة كل حاجة من الأول.. 


ظل ثابت مثل الحجر عينيه متعلقة بها تتابع ردودها، كانت بحالة من الكسرة بكل يوم يمر تندم على زواجها العرفي من خالد، كانت ومازالت تحبه إلا إن الحب بمفرده غير كافي للزواج، أخذت نفس عميق قبل أن تقول بهدوء:


_ أنا مش عايزة ورث..


_ أمال عايزة إيه ؟!..


_ عايزة ورقة تثبت إني أرملة المرحوم خالد واوضته أعيش فيها..


هذا كثير جدا عليه، فلتت منه ضربة قوية على السفرة، غضبه أصبح مليون بعد جملتها الأخيرة، أنتفضت بخوف فقالت فوزية:


_ أهدي يا حبيبتي، الموضوع سهل في أقل من يومين هيقدر أيوب يطلع كل الأوراق إللي تثبت جوازك من خالد، ولأزم تعرفي إن إللي ليكي في البيت ده أكتر من أوضة بكتير ليكي حقك كامل في المرحوم جوزك..


المرحوم زوجها ؟!.. جعلته بلحظة واحدة مرحوم ؟!.. قام من محله ثم قال:


_ تعالي يا مدام دلال أوصلك بنفسي لاوضة المرحوم .. 


هل ستذهب معه ؟!.. هذا مستحيل، لم يعطي لها فرصة وذهب فحدقت بفوزية لعلها تأخذ منها العون لتقول الأخري بإبتسامة حنونة:


_ ما تخافيش يا بنتي أيوب يبان قاسي وشديد لكن مفيش في الدنيا دي أطيب منه، مش هيضيع حقك اطلعي وراه ده أنتِ في مقام مرات إبنه دلوقتي.. 


كلمات فوزية بثت بداخلها الكثير والكثير من الخوف، أخذت نفسها بصعوبة وقامت لتذهب إليه، رأت يقف أعلى الدرج بانتظار قدومها صعدت إليه وسارت خلفه حتي وصل بها لباب غرفة خالد فتح لها الباب وقال:


_ أوضة المرحوم خالد اتفضلي..


رفعت عينيها إليه منتظرة ردت فعل عنيفة إلا أنه ظل صامت فقالت بتوتر:


_ أدخل ؟!..


أومأ إليها بهدوء وقال:


_ أدخلي..


_ عادي كدة ؟!..


أجابها بنبرة تسمعها منه للمرة الأولي، ربما كانت تدل على الهزيمة:


_ النهاردة بس أول مرة أحس إنك أرملة خالد، أرملة خالد وبس يا دلال..


معني حديثه لم يصل إليها، خرجت منه كلمات لا تدل على شئ سوي الضياع، بداخل قلبه مشاعر غريبة ترفض ما يشعر به، دلفت للداخل بخطوات ثقيلة رنين صوته يضرب برأسها، أغلق الباب عليها ورحل تركها بمفردها، مرت عينيها على كل ركن من أركان الغرفة بإبتسامة بها الكثير من الحنين..


ذهبت إلي التسريحة وجدت عليها كل ما يخصه رفعت رائحة عطره لانفها وقالت:


_ مش باقي ليا منك إلا قزازة برفان يا خالد.. 


رفعت عينيها للمرايا لتتخيل صورته يبتسم، يضمها، يعترف بحبه لها، ألف خيال وخيال لم يتحقق منهم أي شئ فقط مجرد أمنيات حفرت بداخلها..


أخذت زجاجة العطر معها للفراش وألقت بجسدها عليه، ضمت وسادته لصدرها تذكرت جملته إليها " مسيرك يوم تنامي معايا في أوضتي وعلي سريري جوا حضني يا دلال ووقتها هطلع عليكي سنين صبري"..


ها هي تنام على فراشه بداخل غرفته ولكن اين حضنه ؟!.. سقطت منها دمعة مقهورة وقالت:


_ اديتني ألف وعد ما فيش وعد واحد منهم اتحقق كلهم بقوا ذكريات بس ذكريات، الله يرحمك يا خالد ويرحمني .


_____ شيما سعيد ______


خرج أيوب من قصر رسلان بمشاعر مؤلمة، كأنه كان مغيب والآن فقط فاق لما يدور من حوله، دلال كانت حب حياة خالد، كانت زوجة خالد... دلال إمرأة رفض من قبل ربط إسمها بإسم عائلة رسلان.. رفض زوجها من خالد!! ومن خالد ؟!.. ولده الصغير الذي كان أول يد تحمله قبل يد أبيه، صعد سيارته واتجه للمجهول حتي وصلت به لمقابر العائلة..


بخطوات ثقيلة مهزومة سار حتي وصل لمقابر مكتوب عليها بالخط العريض " المرحوم خالد رسلان" سقطت قوته على الأرض وسقط جسده معها، مد كف يده ومرره على إسم إبن شقيقه وقال:


_ حقك عليا عارف اني اقصر معاك من يوم ما شوفتها وانا ما جيتش زورتك ولا مرة، مكنتش عارف ليه بس النهاردة عرفت، أنا كنت بهرب يا خالد بهرب من حقيقة إنها مراتك وحقك وبهرب من ضميري اللي بيقولي زي ما حرمتها عليه لأزم تحرمها على نفسك، كنت بتعامل معاها كأنها ست مفيش أي حاجة بتربطني بيها غير أنها مراتي، النهاردة بس عرفت انها ما كانتش مراتي هي كانت مراتك اللي ملحقتش تفرح بيها واللي أنا السبب أنك ما تقدرش تفرح بيها.. 


أغرقت عينيه الدموع وهو يري كم بشاعته، قلبه يحترق من كل اتجاه وهو عاجز لا يعلم ما بيده فعله ليريح نفسه، مسح عينيه بظهر يده وقال:


_ أنت وصتني عليها قبل ما تموت وانا مكنتش أد الوصية دي، مش عارف ايه اللي فيها زياده عن كل الستات اللي عرفتها عشان أكتبها على اسمي واعمل المستحيل عشان تفضل على اسمي، هي حلوة... حلوة أوي يا خالد وعندك تحبها، لكن أنا اللي مليش أي حق أقرب منها ومع ذلك قربت، فكرت في نفسي بس ونسيتك... نسيت إبني اللي اتربى على ايدي وكبر وبقى راجل في حضني نسيت أنك نايم في تربتك مش مرتاح وأنت شايفها في حضني، طول عمري بسيب حقي عشان الغاليين عندي لكن في دي أخدت حق مش حقي عشاني انا لاول مرة، زمان اديت جومانة لاخويا وأنا بحبها لأنه بيحبها، مش عارف عملت معاك كده ليه يا خالد سامحني سامحني يا إبني..


طلب السماح على ما فعله وربما على ما سيفعله، بداخله ثقل كبير لم تخففه كلماته، عقل واقف بلحظة رفضه لزواج خالد من دلال لحظة بها رأي قلب صغيره يسقط ألف قطعة أمام عينيه ومع ذلك ظل على جبروتك، تحدث بثقل وتعب:


_ البنت دي لعنة اللي يقرب منها يفضل ملعون بيها لحد روحه ما تطلع شكل نهايتي هتبقى زي نهايتك يا خالد شكلنا هنتقابل قريب أوي بس وقتها مش عارف هتقابلني إزاي وهتشوفني ازاي؟!..


أكتفي من الحديث فقام بتعب شديد وذهب وقف أمام البوابة يلقي على القبر نظرة أخيرة بها الكثير من الاعتذار ورحل..


_____ شيما سعيد ______


بعد منتصف الليل عاد أيوب لقصر رسلان، وجدها تجلس أمام حمام السباحة تضم قدميها لصدرها وتحدق بالفراغ، طلب منه علقه الدخول وأخذته قدميه لعندها، زفر بضيق من تأثيرها الواضح عليه فقال :


_ بتهببي ايه هنا؟!.. 


أخيرا انتبهت لوجود أحد معها بقلب المكان، أخذت نفسها بثقل وقالت :


_ سهرانة.. 


_ جيتي تعملي إيه هنا يا دلال؟!.. 


سؤال صريح إلا تنفع إليه إلا إجابة صريحة، رفعت عينيها إليه وجدته مرهق وربما يكون ضائع فقالت :


_ جيت أخد حقي. 


رفع حاجبه بتعجب وقال بنبرة ساخرة :


_ حقك في مين؟!.. في خالد؟!.. شكلك ناسية إنه كان كاتب عليكي بعقد عرفي حتى مش متوثق عند محامي، دلال قدام الحكومة أنتِ مالكيش حق.. 


تعلم ذلك، قامت من محلها ووقفت أمامه ثم قالت بهدوء :


_ عارفة ومن الأول مطلبتش فلوس، أنا أقصد حقي منك أنت.. 


أشار على نفسه وقال :


_ مني أنا؟!.. 


كأنها بالونة انتفخت حتى وصلت لمرحلة الإنفجار، ضربته بصدره بقوة ارتد على أثرها خطوة للخلف لعدم مقاومة لها جاءت لتعطي إليه الأخرى ضم كفيها إليه فقالت بغضب :


_ أيوه أنت متفاجئ وعامل نفسك بريء اوي مع اني مشوفتش حد في حياتي كلها ظالم قدك، انسان نرجسي مش شايف غير نفسك وبس أنت ومن بعدك الطوفان، فكرت مرة واحدة في حياتك تبص لنفسك في المرايا وتشوف الناس شايفاك ازاي؟!.. اللي حواليك خايفين منك مش بيحبوك كل حاجه ماشية زي ما أنت عايز لأنك صاحب سلطة ونفوز غير كده أنت متقدريش تعمل حاجة.. 


معالم وجهه طاف بها الألم، صمت وتركها تخرج ما تريد قوله فأكملت بقهر:


_ تقدر تقولي رفضت جوازي من خالد ليه؟!.. أنت حتى ما اديتش لنفسك فرصة تشوفني وتعرف اذا كنت اليق بإسم العيلة الكريمة ولا لأ، أخدت قرارك وحكمت على علاقتي بيه بالاعدام مكانش جواك ذره رحمه ليا بعد موته، على الاقل دخلني القصر الكريم وأعرف انا عايزة منك إيه، كل اللي عملته خليت شوية الكلاب بتوعك يرموني في الشارع كاني جاية اشحت منك مع أنك عارف كويس أوي إن ليا في البيت ده حق.. 


سقطت من عينيها دمعة وراء الأخري، مع كل كلمة تخرج منها تزيل ثقل من على قلبها، حدقت به بكره واضح وقالت:


_ دلوقتي ماسك فيا بأيدك وسنانك عايزني أبقى مراتك، دخلت قصاد عينيك قصرك اللي طردتني منه ورحبت بيا مش عشان خاطر أنت خايف من فوزيه هانم ولا حتى عشان خاطر خالد غالي على قلبك انا هنا عشان أنت عايزني مش دي الحقيقة.. 


يعلم الجميع أن أيوب رسلان جبروت، هزيمته مستحيلة ليكون صريح كلماتها أصبته بمقتل جعلته يري حصاد ما زرعه، إلا أن النهاية واحدة هو أيوب رسلان، أبتعد عنها وقال:


_ كنتي بتحبي خالد يا دلال؟!..


سؤاله كان عجيب وقبل أن تفتح فمها للإجابة أشار إليها بالصمت وقال:


_ عمرك ما حبيتيه مفيش ست بتحب راجل بتبقى في حضن راجل تاني زي ما أنتِ بتبقي في حضني كدة، بسكوتة دايبة في كوباية شاي ومش قادرة تمسك نفسها، مش بقولك كدة عشان احسسك بالضعف بقولك كده عشان خاطر تطلعي من دور الضحيه اللي أنتِ عايشة جوا، اللي بيحب حد مش بياخده في السر بحته ورقه عرفي...


صمت قليلاً ليأخذ بعض الهدنة قبل أن يكمل بقوة:


_ المفروض مقامك كان يبقى عنده اكبر من كده بكتير بس إزاي عايز تبقي غالية عنده وانتِ مش غالية عند نفسك، لو كنتي عملتي  قيمة ليكي مكنتيش سلمتي جسمك لراجل بحته ورقة ولا كنتي وصلتي أنك تقفي قدامي الوقفه دي دلوقتي، أنتِ اللي محتاجه تبصي في المرايا يا دلال شوفي وقتها حقيقتك وابقي تعالي قوليلي شوفتي إيه...


قال ما كانت ترفض قوله لنفسها، كشفها أمامها وجعلها تعلم حقيقة ما فعلته بحقها، رأي عينيها منكسرة فقال بقوة:


_ قولتي الصبح أنك جاية عشان خاطر تثبتي انك ارمله خالد وعايزه تنامي في اوضته، أوضته عندك فوق نامي فيها براحتك بس الورقة اللي أنتِ عايزاها طول ما أنتِ شايلة إسمي مش هينفع تطلع.. 


بخطوات غاضبة دلف لمنزله، أخذت تحدق بالفراغ من حولها وهمست بتعب:


_ عنده حق أنا إللي رخصت نفسي من الأول ومكانش ينفع يبقى ليا نهايه تانيه إلا دي..


_____ شيما سعيد _____


بصباح يوم جديد بمنزل أبو الخير..


دلف ناصر لغرفة الطعام وجد حنين ووالدته وصغيره مهران بانتظاره، أقترب من والدته قبل رأسها ثم جلس على مقعده مردفاً:


_ صباح الخير يا ست الكل..


ابتسمت إليها السيدة زينب بحنان وقالت:


_ صباح النور يا حبيبي..


أقترب مهران من والده وقبل يده ثم قال:


_ صباح الخير يا حاج..


أومأ إليه مهران بهدوء مردفاً:


_ صباح النور كمل فطار وانزل شوف شغلك مع الرجالة تحت..


أتسعت عينين حنين بذهول، طفل في السادسة من عمره أي عمل لديه ؟!.. أتت إليها الإجابة الاكثر صادمة من الصغير عندما قال:


_ حاضر يا حاج بس ليا عندك طلب..


طلبه يعمله فقال بقوة:


_ قول يا مهران.


_ ماما.


لم يكمل باقي الجملة بإشارة من يد أبيه الذي قال:


_ أنزل أفطر تحت مع الرجالة وشوف شغلك يا مهران..


نفذ الصغير ما قاله ناصر وذهب فقالت السيدة زينب بعتاب:


_ مكنش ينفع كدة يا ناصر مهران عايز أمه تبقي جانبه ده غير المسكينة إللي قاعدة في شقتها بعيد عن بناتها كفاية لحد كدة عليهم هما عرفوا غلطهم خلاص..


_ أنتِ مقامك عالي عندي يا حاجة بلاش نتكلم في الموضوع ده...


زاد غضب حنين أضعاف خصوصاً بعد رؤيتها لحزن الصغير قبل أن يذهب فقالت بنبرة حادة:


_ هو إيه اللي محدش يتكلم في الموضوع ده طنط عندها حق، الولد صغير وعايز مامته تبقى جانبه ده غير أنك إزاي تخلي طفل زي ده ينزل يشتغل ويفطر مع العمال فاكره شاب عنده 20 سنه..


أغلقت السيدة زينب عينيها بقلة حيلة، صغيرة لا تعلم بالحياة شئ وفتحت على نفسها باب من النيران، سألها ناصر بهدوء ما يسبق العاصفة:


_ مين سمح لك تتكلمي وأنا قاعد ؟!..


زاد جنونها فهي إبنه رسلان، قامت من فوق مقعدها وقالت بغضب:


_ يعني إيه مين سمح لي؟!.. هو انا خرسه عشان أقعد ساكتة طالما شايفة حاجة غلط يبقى لازم أقول رأيي فيها..


أنتهي وقت هدوئه وحان وقت غضب ناصر أبو الخير، ضرب على الطاولة بقوة وقال:


_ رأيك تحتفظي بيه لنفسك هنا ما فيش رأي غير رأيي انا وما فيش كلمة غير كلمتي، أدخلي على اوضتك مش عايز أشوف وشك غير لما انا أقرر أنك تطلعي منها. 


حركت رأسها برفض وقالت:


_ أوامرك دي على نفسك مش عليا أنا حنين رسلان شكلك نسيت انا ابقى مين، بجد مش قادرة أستوعب ان انسان جاهل وهامجي زيك بيمشي رأيه على الناس ويفرض قراراته ولا قادرة أفهم ايه اللي يخلي أهل الستات دول يرضوا بالاهانه دي .. 


وضعت السيدة زينب يد على وجهها بذهول ويدها الأخري على ذراع ناصر تمنعه من الإقتراب من حنين مردفة:


_ أهدى يا ناصر دي عيلة صغيرة ومش فاهمة هي بتقول إيه بلاش تحط عقلك بعقلها يا ابني..


أبعد كف والدته عنه وقام من مكانه ليسحبها إليه بقوة مردفاً:


_ ما تخافيش يا حاجة أنا عارف أنها عيلة صغيرة بس الصغير لأزم يتعاقب على الغلط عشان ما يعملهوش تاني كملي أنتِ فطارك.. 


أخذها لغرفتها بخطوات سريعة كانت تسير معه بخوف دلف لقلبها فجأة، دفعها للداخل ثم أغلق الباب عليهما بقوة وقال:


_ سمعيني بقى كنتي بتقولي إيه برة عشان ما كنتش مركز معاكي..


أشارت إليه بعدم الإقتراب منها وقالت بنبرة منخفضة:


_ كنت بقول إن يعني اقصد ان اللي حضرتك بتعمله ده مش صح، ما ينفعش تسيب طفل من غير مامته وما ينفعش تحبس ست في شقتها كأن عليها حكم، أنت أصلا ملكش حكم عليها هي في بيتك عشان ولادها مش مراتك.... 


وضع أحد أصابعه أمام شفتيها يمنعها من إكمال حديثها ثم نظر لعينيها بقوة أرعبت قلبها وقال:


_ تعرفي عقاب إللي يدخل في إللي ملوش فيه يا حنين ؟!..


أبتلعت ريقها بتوتر وقالت:


_ لو سمحت أنا مش عيلة صغيرة عشان تقولي كدة أنا من حقي أقول رأيي..


_ وقولتي رأيك ؟!..


أومات إليه فقال:


_ خدي رأيك وعلى سريرك واتخمدي يا حنين،والاوضه دي مش هتطلعي منها غير لما أقرر ان عقابك انتهي عشان بعد كده تتعلمي انك ما تتكلميش مع حد كبير بقلة ذوق.. 


حركت رأسها برفض وقالت:


_ لأ طبعاً مش هعمل كدة..


_ وده إزاي يا أستاذة حنين ؟!..


_ هتصل بعمو وهو هيعرف شغله معاك..


رفع حاجبه إليها بمعني حقا وبعدها أقترب من الطاولة الموضوع عليها الهاتف الأرضي وفصل عنه الحرارة ثم حمله مردفاً بإبتسامة باردة:


_ ابقي شوفي بقى هتكلمي عنه ازاي، وإياكي يا حنين المح طيفك بره عشان ساعتها ما تعرفيش هعمل إيه..


سألته بخوف طفلة صغيرة:


_ أنا بخاف أقعد لوحدي كتير..


أقترب منها ومرر يده على خصلاتها بحنان مردفاً:


_ معلش يا روحي عشان تتعلمي الأدب..


_____ شيما سعيد _____


بقصر رسلان.. 


دلف أيوب لغرفة السفرة وجدها تجلس بجوار عمته، ألقى عليها نظرة سريعة ثم جلس على الطاولة بهدوء مردفا :


_ صباح الخير.. 


إجابته السيدة فوزية بإبتسامة حنونة وقالت :


_ صباح الورد يا حبيبي عايزة أتصل بحنين يا أيوب ترجع من الرحلة دي وتقعد معايا.. 


أخذ نفسه بهدوء ثم نظر لطبقه هاربا من نظرات عمته وقال :


_ المكان اللي هي فيه شبكته ضعيفة.... 


سألته فوزية بعتاب :


_ وأنت من أمتي بتسيب حنين تطلع رحلة وتبات برة البيت يا أيوب ده أنت كنت بتمنع نومها عندي؟!.. 


ماذا يقول والحقيقة مرة؟!.. لا يعلم كيف ولكن أتت النجدة من دلال عندما قالت:


_ الحمد لله شبعت بعد إذنك يا طنط هخرج عندي شغل.. 


ترك الشوكة من يده وسألها بسخرية :


_ شغل إيه اللي عندك مش الدراسة قربت والمفروض تحضري نفسك.. 


نظرت إليه بتعجب، شخص كل دقيقة بحال أمس جعلها تنام باكية والآن مهتم بالدراسة، رسمت على وجهها إبتسامة ساخرة وقالت :


_ هحضر كل حاجة بس شغلي حاليا أهم عن اذنكم.. 


عاد لينظر للطعام وقال وهو يقطع قطعة من الجبنة :


_ أقعدي كلي وهوصلك شغلك في طريقي.. 


يستحيل أن تجلس بمكان معه بمفردها بعد الآن، حركت رأسها برفض وقالت :


_ مفيش داعي حضرتك تتعب نفسك طريقنا مش واحد والمشوار هيبقى صعب عليك..


أرادت إيصال رسالة صريحة إليه ووصلت، رسم على وجهه ابتسامة باردة وقال:


_ متخافيش عليا أي حد تحت أيدي بيمشي في طريقي، أقعدي كملي أكلك..


جلست بغيظ فقالت السيدة فوزية لأيوب:


_ في موضوع عايزة أتكلم معاك فيه يا أيوب..


_ خير موضوع إيه ده ؟!..


أخذت نفسها بثقل وقالت:


_ من وقت ما المرحومة مراتك ماتت وأنت رافض تتجوز كانت الأول حجتك ان حنين وخالد ولادك ومش محتاج غيرهم من الدنيا،  دلوقتي الوضع أختلف خالد ما بقاش موجود وعيلة رسلان ما ينفعش نسلها يتقطع يا أيوب.. 


ترك الشوكة من يده ونظر إليها بضيق مردفاً:


_ كملي يا عمتي سامعك وبعدين ؟!..


_ هو إيه اللي وبعدين أنا جبتلك كام عروسة من سيدات المجتمع عشان انا عارفه ان الموضوع ده بيفرق معاك أوي، حلوين مراكز عائلتهم عالية ويناسبوك يا أيوب عايزة أفرح بيك وأشوف عيالك واطمن عليك قبل ما أموت..


رغم بساطة حديثها إلا أنه سقط على دلال مثل الحجارة، لابد أن يتزوج أيوب من سيدات المجتمع الراقي، أيوب رسلان لا يأخذ إلا إمرأة تليق به وبمقامه، إهانة جديدة أخذتها بهذا الييت دون أن تشعر سقطت الطعام من بين يديها فقامت بسرعة وقالت:


_ بعد اذنكم..


_ استني مكانك..


قالها بصرامة لتتجمد بمكانها، مسح فمه بالمنديل الخاص بالطعام وقام هو الآخر بهدوء مردفاً:


_ هوصل دلال وبعدين نبقي نشوف الموضوع ده يا عمتو..


خرج من الغرفة وخرجت خلف وصلت أمام باب سيارته فقال للسائق:


_ أمشي أنت يا عم منصور مدام دلال هتسوق بنفسها..


أصابت دلال حالة من الهلع وقالت برفض:


_ لأ لأ مستحيل..


رفع حاجبه إليها مردفاً بهدوء:


_ ليه ؟!..


يكفي ما عاشته ليلة فقدان خالد، حركت رأسها برفض همست بكذب:


_ أسوق إزاي أنا مش بعرف أسوق ؟!..


أومأ إليها بنظرات غامضة ثم جذبها من خصرها لتلتصق به وهمس بنبرة خشنة:


_ متعرفيش تسوقي خالص ؟!.


شعرت ببعض الحرارة من قربه فهمست بتوتر:


_ بعرف أسوق حاجات بسيطة بس مقدرش أسوق في الزحمة الجامدة وووو..


وضم عنها إليه بكف واحد وقال:


_ ولما أنتِ ما بتعرفيش تسوقي سوقتي عربية خالد يوم الحادثة ليه وأنتوا راجعين من السفر؟!..

أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الأول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع من هنا



الفصل الثامن من هنا



الفصل التاسع من هنا



الفصل العاشر من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹






تعليقات

التنقل السريع
    close