القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


حامل 

قلبه يود الإطمئنان يود سماعها من جديد تعلن وجود قطعة صغيرة منه بداخلها، أومات إليه بخجل أعطته الحياة بحركة بسيطة من رأسها، تعالت دقاته، بدأت المشاعر تتحرك بداخله بأنواعها المختلفة، خوف، سعادة، عدم تصديق، رهبة، أمان..


أصابت جسده رجفة قوية ظهرت على كف يده، رفعه ليضعه على بطنها مردفا بتردد:


_ هنا بنتي ؟!.


_ أو إبنك..


لا يفرق معه النوع مكتفي اكتفاء تام بفكرة ربطها به، ابتسم بحنان مردفاً:


_ مبروك..


تخيلت أن يردها بنفس اللحظة لكنه خالف توقعاتها، أبتلعت ريقها يترقب ثم همست بنبرة مرتجفة:


_ مبسوط ؟!..


وضع أحد أصابعه على ذقنها ليرفع وجهها إليه، ثم مرر نفس الاصبع على شفتيها الجميلة قائلا:


_ أي راجل في الدنيا بيبقي مبسوط لما يعرف إنه هيبقي أب خصوصاً لو الست إللي هيخلف منها في نفس مكانتك عندي يا دلال، أنتِ بقي مبسوطة إن جواكي حتة مني وإلا شايفة إنه ربطك براجل عملتي كل حاجة في الدنيا عشان تهربي منه ؟!..


قلب عليها الطاولة بأقل من ثانية، سألها سؤال هي نفسها لا تعلم إجابته أو حتى تواجه نفسها به، هل هي سعيدة بحملها من أيوب رسلان ؟!.. العجيب إن الإجابة كانت تائهة بداخلها حركت كتفها بضياع مردفة:


_ مش عارفة بس الأكيد إني مبسوطة عشان هيبقي ليا بيبي لما يكبر هيبقي سندي..


كانت متوقع ذلك، دلال أتت إليه إلا طريقها كان نهايته هو مثل العادة، عاد ليجلس على مكتبه بتعب وقال:


_ ما خبيتيش انك حامل ليه؟!..


_ الحمل مش بيستخبى وبعدين متأكدة انك هتقف في ضهري... صح؟!..


قالتها بثقة بها الكثير والكثير من الدلال، أبتسم إليها مردفاً بهدوء:


_ صح.. يلا نروح للدكتور نطمن على صحة البيبي..


طوال الطريق وهو صامت كل تركيزه على القيادة، شعرت ببعض الضيق من عدم اهتمامه بها وضيقها الأكبر من عدم فتحه لسيرة عودتها إليه، لحظة هل هي ترغب بالعودة إليه ؟!.. توقفت السيارة أمام أحد أشهر العيادات الخاصة بالنسا والتوليد فقال بهدوء:

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

_ وصلنا..


ضم كفها بكفه ودلف بها للعيادة الخالية فهمست بتعجب:


_ هو مفيش حد غيرنا ليه ؟!.. لسة بدري وإلا إيه ؟!..


_ المكان محجوز بالكامل لإبن أيوب رسلان..


مغرور ومع كل يوم يمر يزيد غرور، فتحت الطبيبة باب مكتبها ثم أقتربت بخطوات سريعة مرحبة به مردفاً:


_ أهلاً يا باشا المكان كله نور بوجود حضرتك..


أومأ إليها بهدوء وقال:


_ شكراً يا دكتورة ندخل بقي.


_ أيوة طبعاً اتفضلوا..


رأت اللهفة بعين المرأة إليه، ليقول عقلها بكل جبروت " آمال فاكرة إيه من بعدك هيعيش على الذكريات في بدل الست مليون ممكن تبقي تحت رجله بإشارة واحده" إمرأة غيرها ستكون بين أحضانه ؟!... نطق لسانها بغضب دون أن تشعر:


_ ده على جثتي..


حدق بها بتعجب مردفاً:


_ مالك يا دلال في إيه ؟!..


ما بها وهل له عين ليسأل هذا السؤال ؟!.. نظرت إليه بنظرة مشتعلة ثم أزالت يدها من يده مردفة بغضب:


_ مالكش دعوة بيا يا نسوانجي يا بتاع الراقصات أنت..


تركته ودلفت خلف الطبيبة بخطوات سريعة رفع حاجبه بذهول مرددا:


_ بتاع راقصات ؟!.. 


فلتت منه ضحكة مرحة قبل أن يقول:


_ هرمونات....


دلف خلفها وجدها تنام على الفراش والطبيبة تضع سائل شفاف على بطنها، ما أن وقعت عينيها عليه أخفت بطنها مردفة:


_ استني برة كدة عيب.


عيب ؟!.. رؤيته لبطنها أصبح عيب ؟!.. دلال بدأت أول مراحل الدلال، أشار للطبيبة بالابتعاد عنها قليلاً ثم أنحني بالقرب من أذنها وهمس بنبرة خشنة:


_ اتلمي بدل ما أقلعلك البنطلون ووقتها هتعرفي العيب..


أتسعت عينيها بخوف ليشير إليها بعينيه تزيل الشرشف من فوق بطنها ففعلت بأقل من ثانية ليقول:


_ يلا يا دكتورة شوفي شغلك.. 


بدأت الطبيبة بتحريك الجهاز حول بطنها ثم أشارت لنقطة صغيرها على الشاشة مردفة بإبتسامة:


_ هو ده البيبي النقطة الصغيرة دي..


هل سقطت دمعة من عينيه الآن ؟!.. نعم وازالها بقوة قبل أن يري أحد نقطة ضعفه إلا أن دلال قد رأتها، دق قلبها باشتياق تود الآن أخذ صغيرها بين أحضانها لتأخذ أكبر قدر من رائحته الرائعة، انتبهت على حركة يده الخفيفة على بطنها مردفا:


_ هو صحته كويسة ؟!..


_ زي الفل يا باشا هو كدة في شهر ونص كل حاجة ماشية تمام جداً وصحة المدام كويسة جدا ما شاءالله..


حدقت به بغيظ:

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

_ أنا مش المدام..


ألقي عليها نظرة لتصمت وبعدها قال:


_ معادها الجديد أمتي ؟!..


_ كمان اسبوعين بس يا ريت تيجي مع جوزها يا باشا لأني حابة أتكلم معاه في شوية تفاصيل..


يا الله سيخرج بروحها الآن،  فتحت فمها تحاول الحديث ليلقي عليها نظرة واحدة جعلتها تبتلع ريقها وتصمت ثم تحدث بقوة:


_ أنا أبو البيبي... بس مطلقها..


ابتسامة الطبيبة أشعلت بداخل قلبها نيران مجهولة الهوية جعلت لسانها يرفض الصمت فقالت:


_ على فكرة أنا إللي طالبة الطلاق وهو هيموت ويرجعني.. بيقولي مش قادر أعيش من غير يا دلال وأنا أقوله لا يمكن..


____ شيما سعيد ____


فوق سطح منزل أبو الخير..


صعدت حنين بخطوات مترددة، رأته جلس بفوق أريكة كبيرة وأمامه " شيشة" يأخذ منها نفس وراء الآخر، ضمت كفيها لبعض بتوتر ثم أقتربت من محل جلسه، رفع عينيه إليها بتعجب مردفاً:


_ في حاجة يا حنين ؟!..


بتردد أومات فأشار إليها بالجلوس قائلا:


_ طيب أقعدي..


جلست بأخر الأريكة على بعد مسافة قريبة منه وطال صمتها، ها هي تأخذ خطوة جديدة لا تعلم إذا كانت على صواب بها ام خطأ جديد يضاف إليها، أخذ نفس طويل من الشيشة ثم وضعها بعيداً عنه مردفاً:


_ قولي يا حنون سامعك.


سألته بحزن:


_ أنت تعرف أنا هنا ليه ؟!..


_ قولتي ان في حاجه عايزة تقوليها قوليلي انا سامعك..


مسحت على أنفها مردفة:


_ أنا اقصد تعرف انا هربانة في بيتك ليه؟!..


حدق بها متعجباً ثم أومأ إليها بجدية مردفاً:


_ عارف السبب يا حنين وبحاول اساعدك مش عايزك تقلقي هي تجربه وحشة بتمري بيها عشان تتعلمي بعد كده تعملي حسابك ان مش كل الناس زي ما أنتِ متخيلة.. 


ببراءة طفلة صغيرة ضائعة بكت، ثم هتفت بنبرة مرتجفة:


_ من وقت ما بابي مات ومامي اتغيرت ما بقتش شايفانا خالص بعدها على طول اتجوزت، خالد كان معايا بس معظم وقته لنفسه عمو كان بيعملي كل حاجه نفسي فيها بس للأسف عمو أيوب مش حنين ما يعرفش يعني ايه يبقى انسان حنين، أتعود انه يبقى مسؤول وقوي لكن ما تعودش يطبطب، لما مات خالد الدنيا كلها اسودت في عيني وحسيت إني خلاص مليش حد في الدنيا دي، عمو وقتها عرضني على دكتور نفسي يساعدني اخرج من المحنه اللي يمر بيها وكان الدكتور ده ادم..


صمتت مع إرتفاع شهقاتها، تتحدث وكل شيء يمر أمام عينيها مثل شريط سينمائي يعرض عليه أبشع لحظات حياتها، لم يتحدث ناصر تركها تفرغ ما بداخلها دون تدخل منه فأكملت بقهر:


_ آدم كان راجل شكله حلو اوي وشخصيته كمان كانت حلوه، كان حنين وبيسمعني في أي وقت بيسمع أي حاجة اقولها حتى لو حاجة تافهة ممكن ما يعلقش نفسه بيها، كان بيحسسني بالامان بيحسسني قد إيه أنا بنت حلوة وقد إيه هو شايفني مميزة وكتير على أي راجل،  بدا يزرع جوه دماغي حب لحاجات معينة لمسة ايد حضن بيطبطب فيه عليا حاجات تانية مش هقدر أقولها، هو قدر يخليني أحبها وقتها عقلي عشان كان صغير وهو لسه صغير بصراحة تخيل ان الحاجات دي حب وان كل ما اعملها معاه هحبه أكتر ويحبني أكتر، كان بيحتويني وبيخليني أكلم ماما من ورا عمو أيوب، ماما قالتلي اكتر من مره إن أدم في يوم من الأيام هيبقى جوزي وإنه شخص مناسب بالنسبه لي، قالتلي إن الحاجات اللي بنعملها مع بعض مش غلط انا سالتها والله يا ناصر قولتلها على إللي آدم بيعملوا معايا وهي قالتلي وقتها ان الحاجات دي مش غلط هو بيعبر عن حبه بيها وأنا لما أحبها هثبت له اني بحبه..


أنتفض جسده كأنها سقطت عليه بكوب من ماء النار، والدتها كانت تعلم بكارثة مثل تلك ؟!.. كانت شريكة لرجل مريض أستغل ابنتها ليفرغ بها غرائزه ؟!.. قبض على يده بقوة يمنع نفسه من فعل أي شيء يخيفها صمت وتركها تكمل فقالت:


_ أخر مرة كنت قرفانة وهو كان مش طبيعي ضربته كنت عايزة أموته يا ناصر مش عايزاه يعيش هو لأزم يموت..


لهنا أكتفي ناصر لا يقدر على سماع المزيد، لم يشعر بحاله أو ربما تغلب عليه قلبه وسحبها بقوة بين أحضانه أغلق ذراعيه حولها بقوة أعطي لها مساحة من الحنان تبكي بداخلها كما تشاء مردفاً بوعد رجل:


_ انا عايزه يعيش ويطلع منها سليم بس اوعدك وغلاوتك عندي لاخليه يتمنى الموت كل يوم مش هيطوله، هتبقي بالنسبه له كابوس كل ما يشوفك قدام عينه يترعب ويرمي نفسه جوه النار ولا انه يقف قدامك، مش هو بس هو وأي حد وصلك للنهايه دي أي حد لعب في دماغي واستغل انك عيلة صغيرة حتى لو كان الحد ده أمك...


ها هو يعطي إليها شعور رائع بالأمان، أبعدت جسدها عنه قليلاً ثم قالت بخجل:


_ أنت عارف أنا حكيت لك كل ده ليه؟!..


همس بنبرة خشنة:


_ ليه ؟!..


_ عشان أنت بقيت الهيرو بتاعي يا ناصر بطلي الا لما ببقى في مكان هو موجود فيه بحس اني في امان اني ملكت الدنيا كلها، اقولك على حاجة.. 


بداخله شئ اهتز شئ يتمني سماع المزيد وشي آخر يرفض ما هو قادم، أبتلع ريقها يترقب ثم سألها بنبرة صوت متحشرجة:


_ قوليلي على حاجة..


بحماس شديد قالت:


_ سألت Gpt  عن الحاجات إللي بحسها وأنا معاك كلها عارف قالي إيه يا ناصر ؟!..


بخوف سألها:


_ قالك إيه يا حنين ؟!.


بخجل قالت:


_ اني بحبك يا ناصر..


_____ شيما سعيد ____


أمام قصر رسلان وقفت سيارة أيوب، نظرت إليه دلال بتعجب مردفة:


_ مش المفروض توصلني الأول ؟!.. 


أجاب بهدوء:


_ ما إحنا قدام البيت أهو أوصلك فين تاني ؟!..


أمام أي بيت ؟!.. حركت رأسها مردفة:


_ ده بيتك أنا عايزة أروح شقتي..


حرك حاجبه ببساطة شديدة وقال:


_ لأ مهو بنتي مش هتنام إلا في بيتي أنتِ بقي عايزة تعيشي في مكان تاني يبقي لما حبيبة قلب أبوها تشرف هأخدها تنام في حضني..


ماذا ؟!.. يريد الصغيرة بمفردها بدونها ؟!.. إذن لن يردها إليه، نظرت إليه بغضب مردفة:


_ ده بعينك تأخد بنتي مني روح أتجوز وخلف بعيد عني وبنتي هتبقي في حضن أمها..


أومأ إليها بهدوء ثم نزل من السيارة فتح إليها الباب مشيراً لها بالخروج مردفاً:


_ انزلي يا دلال..


نفت برأسها عدة مرات مردفة:


_ مش هنزل أنا رايحة بيتي..


مسح على خصلاته بتعب وقال:


_ ما أنتِ في بيتك يا دلال نزلي وخلينا نتكلم بالعقل..


هدوئه دائما يجعل منها قطة وديعة، أومات إليه ببراءة ونزلت معه من السيارة دلفت معه للداخل لتجد السيدة فوزية بالحديقة قامت من مكانها سعادة متجهة إليهما مردفة:


_ دلال يا حبيبتي حمد لله على سلامتك كدة برضو أرجع مخصوص عشانك تسبيني وتمشي ؟!..


_ حقك عليا يا طنط بس أنا عرفت إن البيت ده بتاع أيوب باشا مش من حقي أعيش فيه..


ضمتها السيدة فوزية بحنان مردفة:


_ أيوب شايف إن أي حاجة من رايحة خالد غالية عليه..


تدخل أيوب بالحديث قائلا بجدية:


_ معلش يا زوزو اطلبي يحضروا الغدا على ما أتكلم مع دلال شوية..


أومات إليه فوزية بهدوء ليأخذ دلال من كفها للداخل مع أو خطوة رأت جومانة التي قالت بسخرية:


_ مش ناوية تسلمي على حماتك يا حلوة وإلا إيه ؟!..


_ حماتي ؟!..


تحدث أيوب بقوة:


_ جومانة تبقى مامت خالد الله يرحمه..


لم تبتسم أو حتى تقترب لتسلم عليها، لترفع جومانة حاجبها بغضب مردفة:


_ إيه متعرفيش إزاي تسلمي على حماتك وإلا اقول لك ايه ما أنتِ معذورة كان ليكي اهل منين عشان يعلموكي الاصول.. 


_ جومانة..

رواية دلال حُرمت على قلبك الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

قالها أيوب بنبرة غاضبة لتقول دلال بهدوء:


_ عندك حق انا أهلي ماتوا وأنا صغيرة وفعلا وقتها ما كنتش أعرف الأصول عشان كده دايما عندي اعذار لما بغلط، لكن للاسف في ناس عندها اهل وبرضو ما يعرفوش حاجة عن الاصول لأن اهلهم نفسهم معدومين الأصل زي حضرتك كده يا طنط جومانة، اهلك نسيوا يربوكي فانتِ كمان نسيتي إن عند ولادك محتاجة تتربي لولا ان هم عندهم ناس غيرك يعلموهم الأصول كانوا يا خسارة طلعوا زيك..


اندفعت إليها جومانة بلحظة جنون لترفع يدها عليها إلا أن يد أيوب كانت الأسرع، وضع يدها خلف ظهرها قائلا بقسوة:


_ عارفة لو ايدك كانت لمست خدها كنت عيشتك الباقي من عمرك تتمني الموت، تطلعي دلوقتي حالا تلمي هدومك وتغري في 60 داهيه من هنا اللي ما يحترمش صحاب البيت ملوش مكان فيه..  


أشارت جومانة على دلال بذهول قائلة:


_ وهي دي بقت من صحاب البيت ؟!..


_ تؤ بقت صحاب البيت كلهم مش منهم بس.


أخذها بعدها ودلف بها لغرفة المكتب جلست على أقرب مقعد ليقول إليها:


_ ممكن أعرف اللي حصل بره ده معناه إيه ؟!..


حركت كتفها بتعجب مردفة:


_ إيه إللي حصل برة مش فاهمة ؟!..


_ اتعدلي يا دلال اللي عملتيه مع جومانة بره، أسلوبك كان غلط وطريقة كلامك كانت غلط وما فيهاش أي إحترام للكبير، أنا وقفت جنبك عشان ما اطلعكيش غلطانة لكن أنتِ غلطانة.. ..


تذكرت جملة قالها إليها خالد بلحظة عابرة بينهما " أمي عمرها ما حبت أبويا يا دلال طول حياتها بتعشق عمي أيوب لدرجة ان أبويا كان بيشوف ده في عنيها ويسكت عشان بيحبها، تعرفي إنها بتحبني عشان أنا فيا شبه كبير من عمي ايغوب" هرمونات الحمل معها غير عادية فضربت على سطح المكتب بقوة قائلة:


_ يا سلام وأنت زعلان عليها أوي كده ليه عشان حبيبة القلب ولا تكون ناوي تتجوزها.. أطلع بروحك وروحها في أيدي والله لو حصلت.. 


لو تعلم تأثير كلماتها عليه لو تعلم كم المشاعر التي دلفت إليه الآن، لا يصدق حقا لا يصدق إنه رأي الغيرة بعينيها، لم يفكر جذبها من خصرها لتلتصق به وهمس بنبرة مشتعلة بالحرارة:


_ غيرانة ؟!.. 


اهتزت، وصل إليها أخيراً معني غبائها، نفت بحركة سريعة من رأسها ثم قالت:


_ أغير من مين وعلى مين؟!.. من الست اللي قد امي دي!! وعليك!!.. لأ طبعا، كل الموضوع ان طالما حضرتك ناوي تتجوز فالاولى ترجع أم إبنك أنا مش عايزة إبني يعيش مشرد ولا مع مرات أب شريرة زي دي.. 


للمرة الثانية تضع نفسها أمامه بخانة الزوجة التي تكاد تموت من الغيرة على زوجها، رفع حاجبه بابتسامة رجولية رائعة ثم قال:


_ امممم قولتيلي الأولي أرجع أم إبني بس أنا مش ناوي ارجعك يا دلال..


سمعت صوت تحطيم بداخلها لا تعلم أي شئ سقط، قلبها؟!.. كرامتها؟!. حقا لا تعلم لكنه شيء مؤلم أبتعدت عنه برفض لظهور ضعفها فقالت بكبرياء:


_ ولا أنا عايزة أرجع لك أنت راجل لا تعاشر ولا تطاق بس إبني مينفعش ييجي في الدنيا من غير أب جانبه طول الوقت حياة إبني أهم من راجل نسوانجي زيك من يخت لورقة عرفي.. لأ ومش كده وبس عايز تطلعه معقد وتجيب له مرات أب كمان ده على جثتي.. 


ظل بارد لدرجة مبهرة ليجلس على مقعد مكتبه مردفاً ببساطة:


_ على ما حبيبه قلب أبوها تيجي الدنيا أكون اتجوزت لي جوازتين تلاتة وأنا أوعدك اول ما اشيلها على أيدي إحتمال أفكر ارجعك يا دلوعة.. 


دلال الهدوء الآن مطلوب صحتك وصحة صغيرك أهم منه بكثير، ألقي عليه نظرة غاضبة ثم خرجت بلا كلمة ليقهقه بمرح

مردفاً:


_ دلال مع الهرمونات حاجة آخر دلع..


_____ شيما سعيد _____


صعدت لغرفة خالد لتجد جومانة تجلس بانتظارها، أخذت نفسها بضيق ثم قالت:


_ بتعملي إيه هنا ؟!..


ردت عليها جومانة ببرود:


_ أوضة إبني أدخل وقت ما أحب أنتِ بقي إللي المفروض أسألك بتعملي إيه هنا..


بنفس البرود دلال قالت:


_ أوضتي مهي من ضمني ورثي من المرحوم جوزي..


_ اثبتي..


كلمة واحدة بها جبروت العالم سقطت على قلب دلال ومع ذلك قالت بقوة:


_ أثبت إزاي الورقة كانت مع خالد بس من الواضح إن في أيد قذرة اخدتها من العربية وهو في المستشفي..


أومات إليها ثم هتفت بجدية:


_ عشرين مليون جنية حلوين ؟!.. 


عقدت دلال حاجبها بتعجب مردفة:


_ يعني إيه مش فاهمة ؟!..


_ لأ فاهمة كويس أوي بس عايزة تعملي نفسك عبيطة، عشرين مليون جنية وتمشي من هنا، عيشي حياتك بيهم زي ما أنتِ عايزة بس تنسي القصر ده باللي فيه وخصوصاً أيوب..


الآن فقط فهمت عرض السيدة جومانة، البعد عن أيوب مقابل عشرين مليون جنية، ابتسمت إليها دلال بهدوء مردفة:


_ امممم هي الحكاية كدة أبعد عن أيوب، عايزة ترجعي حب زمان يا شقية بس تفتكري يا مدام جومانة أيوب رسلان ممكن يحن لك؟!.. لو كان في امل واحدة في المية كان أتجوزك بعد موت أخوه بحجة أنك أم العيال ولأزم تبقوا أسرة واحدة بس سابك تتجوزي عدوه وقالك مع ألف سلامة، بقي معقول واحد زيه ياخد واحدة مدوبة رجلين إللي أعرفه عنه أنه يدوب بس ما يدوبش هتدفعيلي فلوس على الفاضي وبرضو مش هتقضي ليله واحدة معاه.. 


هذه الفتاة أقوي مما توقعت بكثير واللعب معها على المكشوف خطر كبير، قامت من فوق الفراش ثم قالت بهدوء:


_ أنتِ لسه جاية من بره اكيد تعبانة ومحتاجة ترتاحي نبقى نتكلم بعدين كده كده مش هنختلف ده أنتِ مرات الغالي..


فلتت من دلال ضحكة ساخرة قبل أن تقول:


_ من ناحية إني مرات الغالي فأنا فعلاً مرات الغالي..


بعد أكثر من نصف ساعة دقت الخادمة على باب غرفة دلال، شعرت دلال بالثقل ورفضت القيام من فوق الفراش فقالت بتعب:


_ مين ؟!..


_ أنا يا ست هانم أيوب بيه بيقولك تنزلي معاد الغدا..


_ لأ شكراً أنا تعبانة ومش قادرة أنزل..


أخذت الخادمة منها الجملة وقالتها اليه مثلما هي، بلهفة ترك غرفة الطعام وصعد إليها فتح باب الغرفة دون أن يدقه رآها تنام فوق الفراش ويدها على بطنها وتتحدث:


_ يا حبيبي مش معقول تكون بتوجع ماما وجايب لها مغص وأنتِ لسه نونو المفروض تحترمني من دلوقتي عشان لما تكبر تسمع كلامي وبعدين أنا مش قادرة اتحمل وجع بصراحة هعيط..


فلتت منه ابتسامة حنونة ثم أقترب منها مردفاً:


_ دي بنت ابوها ومش هتسمع كلام حد غيري أنا وبس..


أعتدلت بجلستها بغضب وقالت:


_ ما تحترم نفسك هو ما فيش خصوصية في البيت ده خالص داخل زريبة، الباب ده اتعمل عشان نخبط عليه قبل ما ندخل على الناس.. 


بوقاحة قال:


_ الكلام ده لما تبقى الناس غريبه مش ناس عارفين ان عندها حسنة في....


بأقل من ثانية وضعت يدها على شفتيه بخجل قائلة:


_ بس يا قليل الادب يا سافل إيه اللي أنت بتقوله ده أمشي أطلع بره.. 


بحنان شديد وضع يده على بطنها ثم بدأ يمررها عليها بنعومة هامسا:


_ بتوجعك ؟!..


حنونه دائما يفوز بسرقة قلبها، أومأت إليه مثل الطفلة الصغيرة التي تشكو ما يؤلمها لوالدها فقالت ببراءة:


_ أوي وعايزة أعيط بس بقول أنا بقيت كبير وهبقي مامي والام لأزم تتحمل دلع ولادها..


يا الله تقوده لفعل أشياء يقيد نفسه عنها بالقوة، مرر يده على بطنها بخفة أكثر وهمس:


_ طيب وكدة ؟!..


_ الوجع راح.. أنا اكتشفت حاجة غريبة جداً يا أيوب..


أبتسم إليها مردفاً:


_ إيه هي يا دلوعة ؟!..


_ إن كل ما بتبقي جانبي بحس إني مرتاحة وبنسي وجعي حتى لو لسة موجود، وجودك في حياتي بقي علاج لكل حاجة يا أيوب..


بذهول قال:


_ يعني إيه ؟!..


_ رجعني يا أيوب ..


_ عايزة ترجعي ليه؟..


_ عشان بحبك..


_____ شيما سعيد _____


حابة أشكر أي حد دعيلي من قلبه ودخل سأل عليا بجد شكرا 


استغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ❤️


 الفصل الخامس عشر

 لأ يا دلال لأ الحب ده مينفعش..

هل هو الآن رفض حبها ؟!. رمشت بعينيها عدة مرات لعلها تستوعب ما وصل إلي أذنها، حركت رأسها برفض ثم رسمت على وجهها إبتسامة متوترة وقالت:


_ أنت... أنت... أقصد يعني بتهزر ووو..


وضع يده أمام شفتيها يمنعها من الحديث، ربما يكون بقمة سعادته بعد هذا الاعتراف إلا أنه غير قادر على العودة، حدق بعينيها ويا ليته لم يفعل نظراتها كانت ضائعة تترجي به، أبعد عينيه عنها ثم قال بتعب:


_ مش هقدر يا دلال، في حاجات كتير مش هقدر أعملها معاكي تاني وأولها إني المسك..


أنتفض جسدها على أثر حديثه، توقعت عناق حارة بعدها كلمة لقد عودتي زوجتي، ضربت بكرامتها عرض الحائط مقابل حنانه عليها وكانت النهاية رفض مؤلم، سألته بنبرة مرتجفة:


_ ليه مش هتقدر ؟!... خلاص بطلت تبقي عايزني ؟!.. شبعت وناوي تطلع على اليخت بواحدة جديدة ؟!..


لم ولن تفهمه، أيوب الآن أصبح بمرض بتأنيب الضمير، يشعر إن كل ما عاشه معها ليس من حقه فهو حق شخص آخر حق ابن شقيقه الغالي، أبتعد عنها معطي إليها ظهره مردفاً بتعب:


_ لأ يا دلال بس أنا مش أناني وأنتِ مش بتاعتي، دلال أنا كل ما بقرب منك في حاجة جوايا بترفض تكلم، كل ما بفكر أبوسك بسمع صوت خالد وهو بيطلب مني يتجوزك...


اهتز قلبها هل نسيت خالد ؟!.. الآن فقط أستوعبت إنها أعترفت بالحب من رجل غيره، الآن عملت بهزيمتها أقتربت من أيوب حتي تجعله عاشق لها وتأخذ حقها وحق خالد وبالنهاية أحبته هي ورفضها هو للمرة الثانية..


أتسعت ابتسامتها الساخرة عقلها وضعها أمام حقيقة مرعبة، وقفت أمام ثم قالت بسخرية:


_ وأنت مقربتش مني قبل كدة ؟!.. أمال إللي في بطني ده منين لما الباشا جواه حاجات بتمنعه يقرب مني؟!.. كل إللي عشته معاك ده كان اسمه إيه لما أنت مش قادر تلمسني، أنت كداب يا أيوب لأنك كنت بتبقي مبسوط معايا قولت لي كدة بنفسك..


ضعفها يؤلمه نظرة العتاب من عينيها تؤلمه، أقترب منها قليلاً لتعود للخلف مردفة برفض:


_ متقربش مني.. قول الحقيقة قول إنك خلاص مبقتش عايزني أو أقولك أنا الحقيقة أنت عايز تكسرني أنت... 


صرخ بغضب:


_ اسكتي بلاش تقولي كلام ترجعي تندمي عليه بعد كده، دلال أنتِ لسة صغيرة ومش فاهمة حاجة خالص، أنا تعبان مش هقدر اديكي المشاعر اللي أنتِ محتاجاها انا مش عارف انام على المخدة عشان بحلم بكوابيس، بشوف فيها خالد بيلومني وبيعاتبني وبيكرهني عشان حرمته منك عشان اخدتك،  يوم اليخت لما حاولت أقرب لك واقف قدامي أنا كنت شايفه قدامي، كان بيعاتبني كان بيبص لي بكره وهو شايفك في حضني ما كانش عايزني أقرب منك أنا مش هقدر مش هقدر المسك تاني افهمي بقى.. 


رأت بعينيه نظرة إنهيار بها الكثير من الضعف، صادق شعرت بهذا قلبها طلب منها ضمه قول أي شيء إليه يخفف عنه، وضعت كفها على كفه مردفة بحنان:


_ بس أنت ما اخدتنيش منه يا أيوب، خالد مات وأنا وأنت بس اللي عايشين، على فكرة أنا كنت بكرهك أوي وكنت محملاك ذنب كل اللي  وصلت له بس لما قربت منك عرفت قد ايه أنت شخص حنين أنت راجل مثالي في كل حاجه وأي ست تتمنى انك تاخدها في حضنك، اللي حصلي ما كانش بسببك صدقني أنت ملكش ذنب في اللي وصلت له أنا وخالد... 


بضعف لأول مرة يظهر على أيوب رسلان سألها:


_ آمال بسبب مين ؟!..


قلبه يحرقه ويتمنى سماع كلمة واحدة تخفف عنه، إبتسمت إليه بحزن مردفة:


_ بسببنا إحنا كان ممكن خالد يتمسك بيا اكتر قدامك أو حتى يعرفك عليا وأنا متاكدة ان وقتها كنت هتوافق، أنا مش بلومك أنك رفضتني في الاول ده حقك، رجل أعمال كبير ضحى بكل حاجه عشان ولاد أخوه يبقى من حقه لما يجوز إبن أخوه الكبير اللي هيشيل اسمه واسم العيلة من بعده يجوزه لواحدة تليق بيه مش بنت ملجا.. 


ضم شفتيها بين أصابعه بقوة كأنه يعاقبها على ما تفوهت به ثم أردف بقوة:


_ إياكي اسمعك تقولي على نفسك كده تاني، أنتِ مش تليقي بيا وبالعيله أنتِ تلاقيه بأي حد يا دلال أنتِ ست أي راجل تبقي على اسمه محظوظ بيكي.. 


إبتسمت إليه بحب مردفة:


_ يبقى يا بختك بيا يا أيوب لأني مش هبقي على إسم راجل غيرك طول ما أنا عايشة وعلى فكره بقى رجوعك ليا مش بأيدك ولا باختيارك ولا حتى مستنيه منك قرار.. 


رفع حاجبه مردفاً بإبتسامة حنونة:


_ آمال بأيد مين ؟!..


أشارت لنفسها بدلال قبل أن تجذبه إليها من رباط عنقه هامسة بنبرة مثيرة:


_ في أيدي أنا، أنا اللي هقرر أمتي نرجع وازاي، تقدر تقول اني هسيبك تدلع شويه تدلع براحتك خالص بس تحط في دماغك حاجة واحده بس، أنك بتاعي انا ولو عيونك الحلوين دول فكروا يبصوا لست غيري هطلعهم من وشك واحطهم بين ايديك اتفقنا يا باشا.. 


بأستسلام عجيب همس:


_ بتعملي فيا إيه يا دلال ؟!..


حركت كتفها بنعومة وقالت:


_ بحبك واللي تحب أيوب رسلان تبقي دخلت جوا حرب وأنا عمري ما طلعت من حرب خسرانة، لأ بصراحة خسرت قبل كدة مرة..


_ ودي كانت أمتي ؟!


_ لما وعدت نفسي إني اخليك تحبني وتتمنى تشوفني وعدتني اخليك أول ما تشم ريحتي تبقى عاجز قدامي بس طلعت هبلة وخسرانة، نفذت كل اللي وعدت نفسي بيه بس بالعكس بقيت مدمنه عليك يا أيوب... 


_ ما طلعتيش خسرانه يا دلوعة..


على ما فهمت معني حديثه كان فر من أمامها، بلمح البصر كان اختفي من الغرفة لتضم نفسها بجنون مردفة:


_ الواد ده شكله بيحبني ولا إيه ؟!.


_____ شيما سعيد _____


أنتفض جسد ناصر من فوق الأريكة بذهول، يردد حديثها برأسه مرة والثانية والثالثة لعله يجد معني غير الذي وصل إليه ولكن وبكل أسف النهاية واحدة هي " تحبه" ، حدق بها حتى وجدها تلصق جسدها به فقال بقوة:


_ أنتِ بتقولي إيه إزاي أصلا تفكري في حاجة زي كده؟!..


أبتلعت ريقها بتوتر من ردت فعله ثم همست:


_ في إيه يا ناصر، أنا عارفة ان أنت كمان بتحبني بشوفها في عينك على طول ليه بتحاول تنكر المشاعر دي وبتهرب منها؟!.. 


ما هذا ؟!. ما هذا حقا ؟!.. تلك الفتاة تذهب بنفسها الي حافة الهاوية دون أن تشعر، نعم ببعض الأوقات يود الإقتراب منها ولكن هذا من كونه رجل محروم من النساء من فترة طويلة وهي قناة جميلة بل جميلة جدا، دفعها بقسوة بعيداً عنه مردفاً:


_ بطلي جنان يا حنين خدي نفسك وانزلي تحت مش عايز أشوفك في أي مكان انا في بعد كده لحد ما هو مشكلتك تخلص وتمشي من هنا... 


حركت رأسها برفض لفكرة الرفض إليها من جديد اقتربت منه ومدت يدها لتضعها على يده مردفة برجاء:


_ بلاش تقول كده يا ناصر انا مش مجنونة أنا بحبك ليه مصمم تبعد عني؟!. لو خايف من عمو أنا هقف قدام الدنيا كلها عشانك انا مش وحشه يا ناصر عشان كل شويه واحد يرفضني  حرام عليك بقي أعترف انك بتحبني لأن اللي لسانك بيقوله عينك مش موافقه تقوله..


زاد جنون مع لصق شفتيها بين شفتيه، للحظة أتسعت عينيه بذهول قبل أن تبدأ القبلة بمفعول السحر عليه، طار عقله ليضع كفه خلف شعرها مثبت إياها بين يديه، يعلم انها لحظة ضعف جنونية ربما سيدفع ثمنها بعد ذلك إلا إنه الآن مستمتع وهذا كافي جداً، رغم كل ما حدث إلا إنها تشعر بطعم القبلة للمرة الأولي خرجت منها همهمة ضعيفة تدل على حلاوة ما تشعر به.. 


همهمة جعلته يفوق ليدفعها بعيداً عنه بجنون صارخاً:


_ انزلي تحت مش عايز أشوفك قصاد عيني تاني..


نفت برأسها مردفة:


_ أنزل ليه أنت بتحب.... ااااه..


أطلقت صرخة قوية بعد سقوط كفه على وجهها بصفعة قوية، سقط جسدها من قوتها أسفل قدميها ليجذبها من ذراعها بجبروت مردفاً:


_ أنا كنت بتعامل معاكي الأول على انك عيلة صغيره الدنيا ضحكت عليها وقعتها جوا مصيبة، لكن أنتِ ما طلعتيش عيلة صغيرة أنتِ طلعتي بنت قليلة الأدب وناقصة رباية بدل ما تتعلمي من المصيبه اللي أنتِ فيها بتوقعي نفسك في واحدة تانية، المرة دي لا في أمك تقولك ان اللي  بتعمليه ده صح ولا واحد بيضحك عليكي لكن أنتِ و****  مصممه على النجاسة.. 


حدقت به بقهر مردفة:


_ أنت من شوية كنت بتبوسني بحب أنا حسيت كدة...


تعريه أمام نفسه وهذا ما برفضه وبشدة، سحبها بقوة لياخذها للاسفل دلف بها على السيدة زينب التي ضربت على صدرها من كفه الظاهر على وجهها مردفة:


_ يا لهوي أنت عملت إيه في البنت يا ناصر؟!....


أشار لوالدته بعدم الإقتراب مردفاً:


_ ما تقربيش يا حاجة مش عايز حد يقرب منها اللي هيحاول ياخدها مني مين ما كان هيتحبس معاها نفس الاوضة.. 


فتح باب غرفة نومها ثم ألقي بجسدها على أرضية الغرفة بقوة مردفاً بجبروت:


_ اللي زيك ما ينفعش نتعامل معاه على انه بني آدم لازم يتعامل  على انه حيوان لو خرج هيبوظ الدنيا، هتفضلي هنا لحد ما مشكلتك تتحل وادخل في 60 داهية من وشي.. 


أغلق الباب عليها بالمفتاح لتقول السيدة زينب بخوف:


_ في إيه يا حاج حنين عملت ايه يستحق كل اللي أنت عامله ده ؟!...دي عيلة صغيرة وأنت عارف إنها بتخاف تقعد لوحدها افتح لها الباب يا ابني وانا هخليها تعتذر ما تنساش ان هي هتضيفه ايوب ما ينفعش تتعامل معها كدة.. 


أقترب من والدته مقبلا رأسها بالقليل من الهدوء مردفاً:


_ أنا عارف بعمل إيه يا حاجة محدش يقرب من باب الاوضه دي ووقت الاكل أنا اللي هدخلها الاكل بنفسي.. 


_____ شيما سعيد _____


بغرفة الطعام..


نزلت دلال لتجد العائلة بانتظارها، ألقت عليه نظرة عابرة قبل أن تجلس على المقعد المجاور إليه أبتسم لها بخفة كأنه يقول " برافو" فهو تركه خصيصا لها، إبتسمت إليها السيدة فوزية مردفة:


_ وحشتينا والله يا دلال البيت ده بيتك ممنوع تطلعي منه تاني مفهوم ؟!..


كانت دلال بعالم أخر عينيها على طبق معين على الطاولة وتخرج إليه قلوب وكأنها عاشقة إليه، كتم أيوب ابتسامته ثم قال:


_ دلال عمتي بتكلمك عينك فين بالظبط؟!..


أشارت ببراءة على الطبق مردفة:


_ لو سمحتي يا طنط هاتي طبق المخلل اللي جنبك ده.


تعجبت فوزية وقدمته لها، نسيت دلال أيوب وعائلته ووضعت كل تركيزها على الطعام تأخذ قطعة من هنا على قطعة من هناك وتاكل بمتعة، ألقي شوكته بجانب الطبق وتأملها كم هي جميلة عفوية ممتعة..


دلفت جومانة وبيدها حقيبتها فقالت فوزية بتعجب:


_ رجعتي لجوزك ولا ايه يا جومانة؟!..


حدقت بأيوب بعتاب حزين وقالت:


_ لأ ما رجعتش ومعنديش مكان أعيش فيه خصوصا بعد ما اخدت ورثي من بابي الله يرحمه وصرفته على الحيوان اللي كنت متجوزاه في شويه مشاريع بايظة، لكن ايوب باشا أمر اني مليش مكان في البيت ده فهمشي.. 


رغم كره فوزية الشديدة لها إلا أن جومانة كانت إبنة صديقتها وشبة متربية بالقصر أمام عينيها، شعرت بالشفقة عليها فقالت:


_ وأيوب قالك تمشي ليه ؟!.. اللي أعرفه إنه جابك هنا بنفسه وقعدك غصب عني كمان عملتي إيه عشان أيوب يقولك تمشي.. 


ابتسمت جومانة بسخرية مردفة:


_ بينفذ كلامك مش أنتِ طلبتي منه ان يستر على هانم اللي قاعدة جنبك دي ويتجوزها والهانم شايفة ان مليش هنا مكان ومن الواضح ان كلمتها بتمشي على الكل واولهم أيوب..


صمتت بنظرة تحذيرية من أيوب الذي قال بقوة:


_ بلاش تزودي حسابك معايا يا جومانة ومش دلال السبب في اني قولتلك تمشي أنا قولتلك كده لأنك مش عاملة إحترام لكبير البيت اللي أنتِ ساكنه فيه.. 


اذا جاء إليك الرياح أنحني حتي يذهب وهذا ما فعلته جومانة خصوصاً أنها تقف بأرض الخسارة، أقتربت من أيوب مردفة بحزن:


_ أنا أسفه يا أيوب أوعدك ان بعد كده مش هقرب من دلال..


أومأ إليها بهدوء مردفاً:


_ اعتذري منها وأقعدي أتغدي يا جومانة..


وأين دلال لتعتذر منها فهي غارقة ببحر الطعام، أغلق أيوب عينيه لحظات حتي لا تفلت منه ضحكة مرحة على أفعالها، مد قدميه أسفل الطاولة ثم ضربها بخفة على قدمها لتنفض مردفة:


_ في إيه حتي اللقمة مش عارفة أكلها وأنت قاعد دي بقت عيشة تقرف..


بنظرة واحدة بلعت لسانها فقال من بين أسنانه:


_ جومانة عايزة تعتذر لك عن اللي حصل منها من شويه يا دلال..


تعتذر ؟!.. تركت دلال قطعة الدجاج بصعوبة ثم جذبت منديل السفرة لتزيل به أي أثر للطعام من على شفتيها مردفة بخبث وعينيها متعلقة بجومانة:


_ من غير ما تعتذر أنا مسامحاها..


تعجبت جومانة ومع ذلك أخذت نفسها براحة إلا أن أيوب قال بقوة:


_ هنا كل حاجة لها قانون اللي غلط لأزم يعتذر حتى لو أنتِ مسامحاها ولا أنتِ رأيك إيه يا جومانة ؟!.. 


فهمت جومانة رسالته فأومات إليه بهدوء مردفة:


_ أنا أسفه يا دلال حقك عليا مكنتش أقصد الكلام اللي قولته لك..


ابتسمت إليها دلال ببراءة شديدة وقالت:


_ والا تقصدي يا طنط جومانة مش فارقة أنتِ قد امي برضو والسن له حكمه كل من البني آدم يكبر كل ما عقله بيصغر ومش بيعرف يسيطر على لسانه، احنا عشان صغيرين لازم نستحمل الاكبر مننا ونعدي له حصل خير.. 


شعر أيوب للحظة إن الحديث موجه إليه فجز على أسنانه بغيظ مع كثرة أخطائها قبل أن يبتسم بخبث مردفاً:


_ وأنتِ كمان يا دلال غلطتي ولأزم تعتذري..


ثانية... هل طلب منها الاعتذار ؟!.. سحبت طبقها وطبق المخلل ثم قالت قبل أن تترك لهم الغرفة:


_ لأ انا مش متربية بصراحة وما عنديش أخلاق إني أعتذر لحد، اللي زعلان مني يتفلق على اذنكم هطلع أكمل اللقمة اللي مش عارفة أكلها دي فوق.. 


أتسعت عينيه بذهول وقبل ان يأخذ اي رد فعل انقذها صوت هاتفه المحمول فحدق بإسم المتصل وفتح الخط سريعا قائلا:


_ إيه الأخبار عندك يا مصطفي ؟!..


_ الزفت اللي إسمه آدم فوق يا باشا..


_____ شيما سعيد _____


بالمشفي..


دلف بخطوات يسابق بها الزمان، وصل لباب الغرفة ليجد مصطفي بانتظاره، وضع يده على المفتاح ليقول مصطفي بحذر:


_ باشا مش عايزين دم بلاش تنسى إن إحنا لحد دلوقتي روحنا في أيد الحيوان ده أول ما نطلع حنين منها وقتها أعمل فيه ما بدالك دلوقتي لأزم نحكم العقل.. 


هل يطلب منه العقل ؟!.. كيف وهو كان ينتظر هذه اللحظة من شهرين وأكثر حتي يأخذ روحه بيده، ضغطة مصطفي على يده ذكرته بحنين ووضعها الحالي، ضرب على باب الغرفة بغل ثم قال من بين أسنانه:


_ ماشي يا مصطفى ماشي بس مش عايز حد يدخل علينا لحد ما اطلع..


_ كل اللي أنت عايزه هعمله بس بلاش تنسى حنين....


ألقي عليه نظرة أخيرة وفتح الباب، رأي عدوه اللدود لأول مرة منذ الحادثة ملقي على الفراش وجسده متعلق بالأجهزة، نسي كل ما أتفق عليه مع مصطفي وقبض بقوة على عنق الآخر مردفاً بجبروت:


_ بقى أنت يا كلب أيدك اتمدت على بنت أخويا كنت مستحلي شرفي وعامل نفسك دكتور انا هخليك تعيش الباقي من عمرك تتمنى الموت ومش هتطوله... 


ليس باقي كثير بحياته حتي يخشي تهديده، أخذ نفسه بصعوبة هامسا:


_ شيل ايدك يا باشا أنت لحد دلوقتي روحك في أيدي وحبيبة عمها حياتها متعلقة بكلمة مني..


أبتعد عنه أيوب ثم أشار إليه بسخرية مردفاً:


_ بنت أخويا مش هتاخد فيك يوم واحد لكن لو في حد لأزم يخاف هيبقى أنت خصوصا ان المدام حلوه أوي بصراحة وفي عندك بنوتة كمان مش كدة ؟!.. بس تفتكر يا دكتور ان بنتك الصغنونه اللي عندها تقريبا 10 سنين ممكن تتحمل كام راجل؟!.. عشان أكون صريح معاك أنا رجالتي عتاولة مش أي ست معاهم تسد، بصراحه أنا محتاج رأيك أنت برضو خبرة وعارف بضاعتك تقدر على إيه.. 


أنتفض جسد آدم من محله رغم ألمه المبرح صارخاً:


_ بنتي لأ الحساب بيني وبينك العيلة الصغيرة مالهاش ذنب فيه.. 


خرجت من أيوب ضحكة ساخرة وقال:


_ وأنت اللي زيك يعرف الفرق ما بين الصغير والكبير؟!.. خدها نصيحة مني بلاش تلعب على العواطف عندي لأن مفيش في قلبي ذره رحمة صغيرة ولو في مش هتبقى ليك.. 


أيوب محق يعلم من البداية أنه رجل معدوم من قلبه الرحمة، حرك رأسه بيرفض ثم قال بضعف:


_ أنا هتنازل عن القضية  وحنين هتطلع منها كده قصتنا هتبقى خلصت..


حرك أيوب شفتيه كعلامة على لا مبالاته ثم قال بقوة:


_ قصتنا ما خلصتش هنا دي هتبدأ،  من ناحية إنك هتتنازل عن القضيه فأنت هتتنازل عشان الكتكوتة الصغيرة تبقي بره حساباتنا وتفضل سليمة بختمها، لكن بعد القضيه أنا وأنت طريقتنا طويل هيخلص بطلوع روحك.. ورمي جتتك في خرابة معفنة يأكل فيها الكلاب..


علم أدم أن نهايته أتت وانتهت حياته للأبد، أبتلع ريقه برعب قبل أن يفقد عقله ويخرج آخر أوراقه مردفاً:


_ بس يا باشا موتي مش هيفيدك ده هيوجعك وجامد كمان... 


أجابه أيوب بسخرية:


_ ليه كنت مراتي إللي مش هقدر على فراقها ؟!..


لحظة جنون قال:


_ لأ مش مراتك بس مفيش راجل هيقبل يأخد حنين غيري خصوصا بعد ما نمت معاها بدل المره 1000 من غير حتى ورقه جواز عرفي ... 


هجم عليه أيوب بجنون يقبض على عنقه بكل قوته صارخاً:


_ أنت بتخرف بتقول إيه يا كلب انت؟!..


_ أبعد عني بدل ما أموت ووقتها بنت أخوك هتبقى فضحتها بجلاجل بعد ما اخلي صاحبي ينشر فيديوهاتها معايا..


_ هقتلك أنا هقتلك..


غضبه وصريخه جعل مصطفي بدلف للغرفة بسرعة البرق، أبعده عنه مردفاً:


_ بلاش يا أيوب بلاش...


_______ شيما سعيد _____


بقصر رسلان..


انتهت دلال من تبديل ملابسها لآخري ثم رفعت هاتفها لتقوم بالاتصال على ياسمين التي قالت:


_ أنتِ فين يا بنتي عديت عليكي في البيت خلود قالتلي انك مجيتيش إيه حكايتك بالضبط؟!.


_ أنا روحت لايوب وقولتله على الحمل وهو رجعني القصر تاني وبصراحة عملت حاجه كمان كده خايفه أقولك عليها..


_ طالما في الموضوع أيوب باشا وخايفة تقولي يبقى في مصيبه ابهريني خلينا نخلص، اوعي يا بنت يكون غرغر بيكي وأنتِ سبتي له نفسك والله اقتلك فيها دي..


أجابت دلال بسرعة:


_ لأ لأ هو أنا عبيطة عشان أعمل كدة بصراحة طلبت منه يرجعني ولساني نطق لوحده والله نطق لوحده من غير ما ياخد رأي وقاله إني بحبه.. 


آت إليها صوت ياسمين الغاضب:


_ هو مين ده اللي نطق لوحده؟!..


_ لساني يا ياسمين ما كنتش اقصد..


_ اقفلي يا دلال نص ساعة وتكوني في المستشفى عشان أفهم إيه حكايتك بالضبط منك لله يا شيخة عيلة مدلوقة..


أغلقت بوجهها الهاتف لتقول دلال بتعجب:


_ مالها قليله الذوق دي حصل إيه لكل ده؟!.. ما تزعلش يا حبيب مامي بكره بابا يحن علينا ويرجعنا وهنعيش حاجة حلوة مع بعضينا.. 


دلف أيوب للغرفة دون سابق إذن بحالة منهارة، ألقت بالهاتف على الفراش ثم أقتربت منه بقلق مردفة:


_ مالك يا أيوب في إيه شكلك كأنك طالع من خناقة؟!..


أيوب رسلان أنتهي، سقط جسده أمامها بحسرة، أراد الإنهيار ولم يجد مكان يمكنه إظهار هزيمته به إلا عناقها، سقط قلبها معه ألقت جسدها أمامه بخوف قائلة:


_ أيوب فيك إيه يا حبيبي ؟!..


_ أنا اتكسرت النهاردة يا دلال..


جملة صغيرة بها انكسار لرجل تخيلته لا ينكسر، ضمته لصدرها بلهفة شديدة:


_ ما عاش ولا كان اللي يكسرك أنت فيك إيه بالظبط؟!..


به الكثير قلبه من الداخل يرتجف، رجل مقهور وآه من قهر الرجال وهو غير أي رجل، أغلق عينيه مثل الطفل الصغير الهارب بين أحضان والدته وتحدث بكلمات بها خيبة الأمل:


_ أنا النهاردة حصدت زرعتي كلها أنا مش عايز بنات يا دلال مش عايزه اخلف خالص اللي في بطنك ده لازم ينزل، مينفعش يجي الدنيا وانا ابوه  هيدفع تمن كل حاجة أنا عملتها زي ما حنين دفعت اللي عملته انا وخالد..  


مسحت على ظهره بحنان مردفة:


_ اهدي يا حبيبي أنت تعبان قولي فيك إيه يمكن اقدر اساعدك...


قص عليها كل شئ يخص حنين ثم سقطت من عينيه دمعة مردفاً:


_ أنا كنت واقف عاجز مش قادر أخد حق بنت اخويا من كلب زي ده، لأنه لو مات هتعيش باقي حياتها مفضوحة ومكسورة حنين ضاعت يا دلال حنين دفعت اللي عمله فيك خالد واللي أنا كملت عليكي بيه.. 


شعرت بالقهر عليه وعلى فتاة لا تراها بحياتها، أزالت دموعها وعقلها يتذكر كل ما مرت به رأت بحنين نفسها بأيامها الماضية قبل زواجها من أيوب، ابعدته عنها قليلا ثم قالت بقوة:


_ أرفع رأسك مفيش حاجة من الكلام الفاضي ده أنت قولت بنفسك سالتها قبل كده وقالت لك لأ ما حصلش، يلا بينا نروح لها دلوقتي واسالها تاني لو مش مصدقها نروح نكشف بس بلاش تبقى مكسور ومهزوم كده، أيوب حتى لو طلع الكلام ده حقيقي في الف حل ممكن نحل بيه المشكله واحنا مع بعض وهي مش هتضيع ولا حاجة صدقني ربنا كبير ومش بيدفع حد ذنب حد تاني.. 


لا يعلم لما ولكنه نفذ ما قالته وبداخله أمل كبيرة، وقف أمام إبنة شقيقه وسألها لتقول برجفة:


_ آدم مش كداب يا عمو أنا اللي كنت كدابة لأني كنت خايفة من حضرتك..


______ شيما سعيد _____


استغفر الله لعلها تكون ساعه استجابه



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الأول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع من هنا



الفصل الثامن من هنا



الفصل التاسع من هنا



الفصل العاشر من هنا



الفصل الحادي عشر من هنا



الفصل الثاني عشر من هنا



الفصل الثالث عشر من هنا



الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹




تعليقات

التنقل السريع
    close