القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نور(أنثى لا تُهزم) الفصل الخامس بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده

رواية نور(أنثى لا تُهزم) الفصل الخامس بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده 


-للأسف المريض دخل في غيبوبه بسبب النزيف الداخلي , الحادثه مكنتش سهله .


كانت هذه كلمات الطبيب التي ألقاها علي مسامعها حين وصلت للمستشفي لتقف متصنمه أمامه وهي تستمع لكلماته , لم تصدر أي رد فعل حتي لم تستفسر عن حالته أكثر , وجاء الاستفسار من والده الذي وصل للتو واستمع لآخر كلمات الطبيب :


-يعني ايه الحادثه مش سهله , ابني حصله ايه يا دكتور ؟


تنهد الطبيب قبل أن يوضح تفصيل حالته :


- المريض عنده نزيف داخلي في المخ آثر الاصطدام القوي وبعض الكدمات والكسور دي أمرها سهله , بس المشكله أنه دخل في غيبوبه بسبب النزيف , احنا بنحاول نسيطر علي النزيف وإن شاء الله نقدر نوقفه قريب بس الله أعلم هيفوق من الغيبوبه امتي .


أنهارت والدته في البكاء وهي تتمتم :


-ابني ...ظافر , يارب قومهولي بالسلامه يارب .


هنا فقط أستفاقت من صدمتها وانفصالها عما حولها , وهي تستمع لأسمه يخرج من شفتى والدته , ظاافر ! , أين هو ؟ هل سيبتعد عنها ! هل سيتركها بعدما وجدته ؟ , سيتركها بعدما جاء عوضها بهِ!, عوضها عن كل ماحدث لها في حياتها سلفًا , ظافر لا يجب أن يتركها , لن يحدث ..



نفت برأسها بقوه حينما توصل عقلها لحديثها الأخير , يتركها ! حتمًا لن يحدث ...


انتبهت علي يد توضع علي كتفها فالتفت لتجده محمود الذي هتف :


-ظافر عامل ايه ؟


لم تجيب فقط تنظر له بصمت كأنها لم تسمعه , فأكمل :


-نسيت أسلمه ملف مهم قبل ما يمشي اتصلت عليه عشان أبلغه أني هسيبهوله مع المساعد لقيت حد بيرد عليا وبيقولي أنه عمل حادثه وفي المستشفي ..هو كويس؟


قال الأخيره وهو ينظر لحالة والدته التي لا تنم عن خير .


اكتفت نور بالصمت وهي تستند علي الحائط بشرود ..وكأن عقلها قد توقف عن العمل , وجسدها تاليًا توقف عن التحمل فسقط في هدوء كهدوئها منذُ قليل .


________( ناهد خالد )_______


" حامل "


كلمه يتردد صداها في أذنها منذُ أستفاقت وسمعتها من محمود , هل تحمل طفلاً بأحشائها الآن ! , ولمَ الآن تحديدًا وهي لا تستطيع الفرح بهِ , لمَ كل شئ يعاندها ويأتي في غير موعده ! ...


استفاقت من تفكيرها وخرجت من صمتها أخيرًا منذُ أتت ورددت :


-استغفر الله العظيم , استغفر الله العظيم .


رددت الأخيره وهي تستند بظهرها علي سرير المستشفي بضعف , انتبهت لدخول والدة ظافر ووجهها منتفخ من البكاء , اقتربت حتي جلست أمامها وقالت بصوت مبحوح متألم :


-أنتِ حامل يانور ...أخيرًا هشوف ولاد ظافر .


أنهت كلماتها وأنهارت في نوبة بكاء مرير , وهي تتذكر وضع ابنها الآن .


أغمضت نور عيناها لثواني تستدعي القوه والصمود , ثم فتحتها واقتربت من والدته تمسد بكفها فوق كتف الأخري وقالت بهدوء :


-اهدي يا ماما , اهدي ظافر هيكون بخير إن شاء الله , هيقوم منها متقلقيش , هيقوم عشانك و عشاني وعشان ابنه الي جاي .


ابتلعت تلك الغصه المريره في حلقها بعد أن انهت حديثها وصمتت تعيد حديثها علي مسامعها هي رُبما تقنع نفسها بهِ فيقل وجع قلبها قليلاً ...


_____( ناهد خالد )_____


ليلاً ..


جلست علي أحد المقاعد القريبه من غرفة العنايه المركزه رافضه كل محاولات محمود ووالدة ظافر بإقناعها للعوده للمنزل كي تستريح قليلاً خاصةً مع حملها الذي أخبرها الطبيب أنه مازال في بداية الشهر الثاني ويحتاج للحذر والراحه , ولكنها رفضت رفض قاطع , فقال محمود :


-طب واخواتك هتسبيهم لوحدهم؟


ردت بجمود:


-لأ , أنا كلمت الداده وهتفضل معاهم مش هتروح النهارده , ريح نفسك يا محمود أنا مش همشي .


تأفف زيد الواقف بعيدًا والذي أتي من الاسكندريه فورًا بعدما عرف بما حدث لرفيقه , زفر بضيق وهو ينظر لمحاولتهم معها كي تذهب وهي تأبي بكل إصرار , اقترب منهم بضيق بالغ رُبما هو لا يطيقها ولكنها الآن تحمل ابن رفيقه وهذا ما يهمه في الأمر ...


توقف أمامها ليقول باقتضاب :


-ياريت تروحي وجودك ملوش لازمه .


رفعت أنظارها له بحده وقالت:


-اعتقد أنا أكتر واحده وجودي له لازمه , أنا مراته لو حضرتك ناسي .


كانت تعلم جيدًا موقف زيد منها , لطالما أظهر رفضه الصريح لوجودها في حياة رفيقه في كل المناسبات التي جمعتها بهِ .


رد بغيظ :


-لا مش ناسي , بس واضح أن أنتِ الي ناسيه أنك حاليًا مش لوحدك وفي روح مرتبطه بيكِ , وبصراحه هو ده الي يهمني ابن صاحبي الي في بطنك والي معنديش استعداد أخسره بسبب إهمالك .


وقفت والغضب يشتعل بها وارتفع صوتها وهي تقول :


-مش هتخاف على ابني أكتر منى , وأنت بالزات تبعد عنى دلوقتى عشان أنا فيا الي مكفيني .


وقف محمود بينهما وهو يقول :


-خلاص ياجماعه ميصحش كده صلوا علي النبي .


-عليه أفضل الصلاة والسلام .


تمتم بها الجميع بخفوت , فأخذت نور نفس عميق قبل أن تقول لمحمود :


-كلمت الدكتور ؟


-ايوه يانور بس مش راضي , بيقول ممنوع أي زيارات حاليًا ولحد آخر الأسبوع لو الحاله فضلت علي وضعها .


_________( ناهد خالد )_______


أسبوع كامل مرَّ ولم يحدث جديد , استطاعوا السيطرة علي النزيف ووقفه ولكن لم يفق من غيبوبته بعد ومن حديث الطبيب يبدو أنه لايوجد أي مؤشرات لإستفاقته ...


ارتدت ثيابها مقرره الذهاب للشركه , يكفي بقاءها كل هذا بدون مدير , فزيد اضطر منذُ ثلاثة أيام العوده للأسكندريه من أجل صفقه مهمه جدًا ستعقدها الشركه ولأن الفرع هناك نشئ حديثًا يحتاج للمراقبه فمن الصعب أن يتركه ويبقي في فرع القاهره , فقررت هي تولي إدراته , وبالطبع لقت المعارضه من والد ظافر وزيد , ولكنها وقفت أمامهما وهي تذكرهم بكونها زوجته وهي الأولي بإدارة الشركه في غيابه خاصًة مع جهل والده بمجال عمل ظافر ..


دلفت رنا يتبعها عُمر الصغير فالتفت نور تنظر لهم بابتسامه باهته :


-حبايبي صباح الخير .


-صباح النور .


ردداها بهدوء وقالت رنا متسائله بحزن :


-هو بابا ظافر هيخلص شغله امتي ؟ وحشني اوي .


أتبعها عُمر بتأييد لحديثها :


-وكمان هو عمره ما اتأخر في الشغل كل ده , ده بقاله أسبوع مجاش البيت .


تنهدت بتعب وانحنت كي تكن في مستواهما وقالت بابتسامه تخفي خلفها الكثير :


-أنت قولت اهو عمره ما اتأخر كل ده , معني كده أنه غصب عنه , عنده شغل كتير اوي ومش عارف هيخلصه امتي بس أول ما يخلص هيرجع علي طول , اتفقنا ؟


-طب ممكن نكلمه في التليفون ؟


قالتها رنا برجاء فنور تتحجج كل مره كي لا يحدثناه .


-احنا قولنا ايه , المكان الي هو فيه معندوش شبكه فمش عارف يكلمنا , المهم أنا نازله متتعبوش الداده واعمل الواجب واللعب ساعه واحده ,مفهوم ؟


هزوا رأسهم بتفهم ووجهما يظهر عليهِ الحزن .


_______( ناهد خالد )______


-أنا مش عارفه أحزن يا محمود , مش عارفه أعيط ومش عارفه أفرح , تخيل أني منزلتش دمعه من وقت الي حصل لظافر !, رغم الوجع المميت الي جوايا بس مش عارفه أعبر عن وجعي , ومعرفتش أفرح بابني , أنا حاسه أني مش مستوعبه أني حامل أصلاً ! 


تنهد محمود وهو يقول :


-منكرش أن حالتك غريبه , أنا كنت متخيل أنك هتنهاري بعد الي حصل لظافر بس اتفاجأت بحالتك دي , موضوع أنك مش عارفه تفرحي بابنك فده طبيعي لأنك في وضع ميسمحش بأنك تفرحي بأي حاجه , بصي يانور للأسف حاليًا الحزن حتي مينفعش تحزنيه , كان ممكن تحزني وتنهاري في أول ماحصل كده لظافر , لكن حاليًا لأ أنتِ عليكِ مسؤليات كتير , اخواتك , ابنك , الشركه , وظافر الي في أي وقت ممكن يفوق وهيحتاجك جنبه .


انتفخت أوادجها غضبًا وهي تقول :


-مسؤليات , مسؤليات , أنا قرفت من الكلمه دي , أنا حياتي كلها مسؤليات وناس متعلقه في رقبتي ويوم ما حسيت أن خلاص جه الي يشيل عني كل ده يقوم يقع هو كمان وارجع لنقطة الصفر لأ ومسؤلياتي تزيد .


-وأنتِ قدها يانور وظافر هيقوم منها , وكل الي بيحصل ده اختبار وهتعدي منه . 


التوى فمها بسخريه وهي تردد بهمس :


-هي نور هتستحمل ايه ولا ايه بس ! 


_________( ناهد خالد )_______


شهر كامل مرَّ دون جديد , لم يستفيق من غيبوبته وكأنه أحبها ! , ولم يسمح الطبيب بالزياره لعدم استقرار الحاله , أدارت الشركه بكل براعه وأثبتت قدرتها في السيطره علي الأمور , وها هي تقرر الذهاب للطبيبه أخيرًا لمتابعة حملها بعد رفضها طوال الشهر المنصرم في أن تفعل , كانت تنتظر أن يفيق ظافر , لم ترد أن تكون أول مره تذهب فيها لمتابعة حملها وهو ليس معها , لم ترد أن تري ابنها وهو ليس معها , ولكن ما باليد حيله فيبدو أن ظافر سيطيل في نومته وهي بدأت تشعر بالتعب مؤخرًا وتريد الاطمئنان علي جنينها ...


_____( ناهد خالد )____


-يعني ايه؟


-زي مابقولك كده ياعمي , الشخص الي عينته يراقبها في الشركه كل الي بيقولهولي عن الي بتعمله ميدينهاش بالعكس ده في صالح الشركه , وكمان مدير الحسابات بلغني أن الحسابات ماشيه تمام ومفيش أي تلاعب فيها وهي بنفسها بتراجع الحسابات وراه زي ماكان ظافر بيعمل , وفعلاً الشركه مفيش حاجه فيها اتغيرت , حتي آخر صفقه مشيت تمام وجابت مبلغ كويس اوي وحطته هي في حساب الشركه الي في البنك .


-اومال البت دي أصرت تنزل الشركه ليه مادام مش غرضها انها تسمسر فلوس لحسابها ! 


تنهد زيد وهو يقول :


-نزلت عشان دي شركة ظافر , عشان لم يقوم ميلقيش شركته وقعت , نزلت عشان تساعد جوزها وتسنده في محنته , اعتقد أننا ظلمناها وظافر الوحيد الي كان عارفها صح .


استند محفوظ علي مكتبه بتفكير , هل ظلمها بالفعل! , هل تسرع في الحكم عليها وكان ولده علي حق في تعلقه بها ؟


_______( ناهد خالد )______


-بس ده اسمه استهتار يامدام نور , يعني ايه تبقي في نص التالت ولسه جاي تكشفي لأول مره ! 


تنهدت نور بتعب وردت باقتضاب :


-ظروف .


اومأت الطبيبه باستسلام واصطحبتها لغرفة الكشف , دقائق وكانت تشير لها علي الشاشه وقالت :


-شايفاهم , الحمد لله صحتهم كويسه بس هكتبلك علي فيتامينات كان ضروري تاخديها الشهر الي فات بس مش مشكله تاخديهم دلوقتي و....


قاطعتها وهي تردد بدهشه : 


-لحظه بس , هم مين انتي بتتكلمي بصيغة جمع !


ابتسمت الطبيبه وهي تقول :


-عشان هم اتنين , تؤام .


-تؤام !


رددتها بصدمه وهي تطالع الطبيبه بعدم تصديق ...هل تحمل في أحشائها إثنان ! رُبما تعجبت من بروز بطنها الواضح وهي مازالت في الثالث ولكن لم تتوقع أبدًا أنهما اثنان ! .

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل الأخير من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات








تعليقات

التنقل السريع
    close