رواية نور ( أنثي لا تُهزم ) الفصل الثاني بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده
_ أنا المهندس نور مصطفي .
-أنتِ بنت ؟!
قالها بدهشه وهو ينظر لها بفاه شبه مفتوح لم يتوقع أبدًا أن ذلك المهندس من الممكن أن يكون فتاه! كيف ! وهل هي من تحملت كل هذه الأعباء كيف لفتاه أن تتحمل كل هذا وبعمرها الصغير , لقد كان مبهورًا بالمهندس الفتي نور مصطفي أما الآن فهو لايجد كلمه مناسبه يصف بها إنبهاره بالمهندس الفتاه نور مصطفي ...
-طبعًا حضرتك هترفضني ..
أخرجته من أفكاره علي صوتها فهتف باستغراب :
-ليه ؟
-عشان حضرتك مكنتش متوقع أني بنت ويمكن لو كنت عرفت أني بنت من ال C .V كنت رفضتني من قبل المقابله دي .
ابتسم ابتسامه جذابه وهو يقول :
-طب اهدي بس يا بشمهندسه مالك داخله سخنه علينا ليه , اتفضلي اقعدي وقولي تشربي ايه الأول وبعدين نشوف حكاية الرفض دي .
خفضت رأسها بخجل من اندفاعها بالحديث وجلست وهي ترد :
-شكرًا مش عاوزه اشرب حاجه ..
رفع سماعة هاتف مكتبه وهو يقول :
![]() |
-اطلبي فنجان القهوه بتاعي وعصير ليمون يا هبه .
أغلق الهاتف وهو ينظر لها :
-قولت اطلبلك ليمون يهديكِ واضح أنك جايه وأعصابك مشدوده حد قالك أننا بنرفض البنات؟
-أنا أعصابي مش مشدوده ولا حاجه كل الحكايه أن محمود قالي أن مفيش معاهم بنات والبنات الي في الشركه في قسم الإداره بس وأن ممكن ترفضوني عشان هبقي البنت الوحيده بينهم .
-هو فعلاً مفيش بنات تحت في المصنع , بس ايه المانع أنه يبقي فيه .
قطع حديثهم دلوف الساعي بالمشروبات , وضعها أمامهما وخرج فقالت هي بدهشه :
-يعني حضرتك معندكش مانع ؟
ابتسم قائلاً :
-طبعًا معنديش , تعرفي لما قرأت الملف بتاعك انبهرت بالمهندس نور الي شال مسؤليات كتيره في سن صغير وقدر عليهم , وكمان قدر يحقق حلمه ويبقي حاجه كبيره , ما بالك بقي لما يبقي المهندس ده بنت تخيلي انبهاري بيكِ واصل لفين ...بس أنا حابب أسمع منك عندي فضول أعرف الحكايه علي لسان صاحبها .
-حكاية ايه ؟
-حكايتك .
طالعته باستغراب وقالت :
-مفيش حكايه ولا حاجه كل الموضوع أني لاقيت نفسي أنا واخواتي لوحدنا ومكنش قدامي حل غير إني أكمل حياتنا وأكون ليهم الأب والأم أكيد يعني مكنتش هرميهم ...اعتقد أي حد في مكاني كان هيعمل زيي ..
نفي برأسه برفض وهو يقول :
-لأ , مش أي حد في مكانك كان هيعمل زيك , ياما في رجاله كتير اتنازلت عن مسؤلياتها تجاه عيلتها بعد وفاة أبوهم مثلاً وبقي وجودهم زي عدمه , وحتي لو حد في مكانك واختار يربي اخواته ويتحمل مسؤلياتهم مكنش هيفكر في تعليم ولا كان هيقدر ينجح بمجموع عالي يدخله كلية الهندسه وعرفت أن تقديراتك في الكليه كويسه , وكان ممكن يتخلي عن الورشه ويشوف شغل تاني غيرها , لا يابشمهندسه مش اي حد كان مكانك كان هيعمل الي عملتيه .
صمتت ولم تجد شئ تجيبه بهِ فأكمل هو :
-الي يخليكِ تقفي في الورشه مع الرجاله يخليكِ تقفي في المصنع , جاهزه تستلمي شغلك من دلوقتي ؟
رفعت حاجبيها بدهشه تفاجئًا وقالت :
-بجد ؟ دلوقتي ؟
ابتسم ابتسامته الساحره وقال :
-لو وقتك فاضي .
وجدت نفسها تبتسم باتساع وهي تقول :
-ايوه فاضي ..
______( ناهد خالد )______
مرَّ شهر علي عملها بالشركه وتحديدًأ بالمصنع , لم يكن هناك شئ غريب سوي شئ واحد " ظافر " لم تفهم نزوله يوميًا للمصنع ليتابع العمل , عرفت من محمود أن هذه عادته ولكن ما آثار تحفظها هو ذهابه لها هي خصيصًا والتحجج بأي شئ ليفتح حديث بينهما ...وللحقيقه الأمر أصبح لا يعجبها حتي محمود تحدث معها حول الأمر وهو يقول " نور كده الناس ممكن تفهم غلط ويفكروا أن في بينكوا حاجه أو يفكروا أنك بتلفي عليه عشان توقعيه أو أنك بنت سهل يتاخد حوار معاكِ وكل الحالات مؤذيه ليكِ , حاولي توصليله أنك متضايقه من الوضع ده من غير ما تقوليها مباشره "
وقد حاولت بالفعل ولكن لم تنجح , لا تعرف أن كان لم يتفهمها أم أنه يدعي هذا , ولم يبقي أمامها سوي الحديث المباشر ...
تركت عملها وقررت الصعود له والتحدث معه بصراحه فسمعتها فوق كل شئ , لا تنكر مساندته لها ورفعه لمرتبها الذي تتقاضاه شهريًا وتقديره لها الذي تراه في عيناه قبل أن تستمع له في كلماته , ولكن كل هذا لا يعطيه الحق كي يتصرف كما يشاء غير مراعيًا لأحاديث من حولهم , لم تعتاد أن تصمت عن الوضع الذي لا تحبذه ولن تفعل هذه المره أيًا كانت نتيجة حديثها .
______( ناهد خالد )________
-ظافر أنا مش عاجبني تعلقك بالبنت دي ..
قالها زيد بعدم رضا وهو ينظر لظافر الذي احتدت ملامحه دلاله علي رفضه لحديث رفيقه وقال :
-زيد أنا مش مراهق عشان تقعد تقولي اتصرف ازاي ولا أقرب من مين وابعد عن مين !
-أنا مش بقول أنك مراهق بس يا ظافر أنت كده بتعلق نفسك بيها اذا كان ده محصلش أصلاً , من أول يوم وأنا ملاحظ إعجابك بيها في كلامك معايا عنها بس قولت إعجاب بقوتها واجتهادها لكن الموضوع زاد عن حده .
زفر بضيق وهو يستند علي ظهره كرسيه وقال :
-أنت صح , أنا في الأول كنت معجب بتحملها ومبهور بالي عرفته عنها , بعد كده حسيت عندي فضول أشوفها هتتعامل ازاي في شغلها وهتتصرف ازاي وهي البنت الوحيده وسط أكتر من 30 مهندس تحت غير العمال , بس لاقيت نفسي بنجذب لشخصيتها وانبهرت أكتر بيها وحسيت أني مستحيل أقابل بنت زيها تقدر تجمع بين كل الحاجات دي , ولما بدأت اتكلم معاها والمسافات قربت شويه وفهمت طريقة تفكيرها حسيت أنها أكتر واحده مناسبه ليا .
اتسعت عيني الآخر بصدمه وهو يقول :
-أنت بتقول ايه ؟ مناسبه ليك يعني ايه ؟
تنهد وهو يقول :
-يعني زي ما فهمت , زيد أنا راجل عملي طول عمري , وحاليًا أنا عندي 30 سنه معنديش وقت للتجارب والحب والكلام ده , أنا محتاج اختار شريكة حياتي بناءً علي معايير معينه وبالعقل عشان مفيش وقت أني أتجوز واطلق واشوف دي واشوف غيرها , أنا محتاج استقر , والحقيقه نور فيها كل حاجه تأكدلي أنها مناسبه , لو سبيتها في أي وقت لأي سبب كان هبقي مطمن عليها ومتأكد أنها تقدر تمشي حياتها , وعارف أنها هتكون أم يعتمد عليها وهتربي ولادي صح وهتكون سند ليهم من بعدي , اختياري لنور بالعقل يا زيد مش بالقلب .
-وعقلك ده مقلكش مستحيل أبوك يوافق عليها ! , مقالكش هتعمل ايه مع اخواتها التلاته ! هتربيهم وتتحمل مسؤليتهم ؟
رفع منكبيهِ ببرود :
-وايه المانع ؟ أنا عندي فيلتي الجديده قربت تخلص والفيلا فيها جناحين منفصلين يعني مكانهم موجود , وبالنسبه لأبويا فأنا عارف أنه هيرفض بس أنت كمان عارف أني لما بصمم علي حاجه محدش بيقدر يمنعني .
رد زيد بصدمه :
-أنا مش مصدق الي بتقوله , متوقعتش أنك واخد الموضوع جد كده !
_____( ناهد خالد )______
-لو سمحتي ممكن اقابل البشمهندس ظافر ...
أومأت لها السكرتيره وهي ترفع سماعة الهاتف :
-بشمهندس , المهندسه نور عاوزه تقابل حضرتك .
أغلقت الهاتف وهي تقول :
-تقدري تتفضلي
دلفت بعد أن دقت الباب لتجد زيد يقف خارجًا وألقي تحيه سريعه لها , اقتربت من المكتب فأشار لها بالجلوس وهو يقول :
-اتفضلي يابشمهندسه .
جلست بتوتر داخلي لكن لم يظهر عليها سوي الثبات وقالت :
-شكرًا , كنت عاوزه حضرتك في موضوع مهم .
هتف بفضول :
-معاكِ اتفضلي .
تمسكت يدها بيد المقعد أسفل المكتب تهدأ نفسها المتوتره وبدأت في الحديث:
-بصراحه أنا كنت عاوزه أكلم حضرتك في ...
صمتت ولم تعلم كيف تشرح الأمر , تشعر بالحرج ولا تعرف كيف تبدأ الحديث وماذا تقول !؟
-سكتي ليه ؟
رفعت نظرها له فوجدت أنظاره متعمقه بها فبعدت نظرها بتوتر وقالت :
-أقصد حضرتك كل يوم بتنزل تباشر الشغل تحت ..
حثها علي الحديث فقال :
-آه , وبعدين ؟
أخذت نفس عميق وقالت بثبات وجديه :
-ياريت يابشمهندس لو ميبقاش في كلام بينا بشكل منفرد .
تفهم ما تريد قوله ولا ينكر أن هذا زاده تمسكًا بموقفه تجاهها , ابتسم بهدوء وقال :
-بس أنا بسألك علي الشغل مش بتكلم في حاجه شخصيه .
-أولاً في ناس غيري ممكن تسألهم زي رئيس المهندسين مثلاً او أي شخص تاني اشمعنا أنا ؟ , ثانيًا الي شايف حضرتك بتتكلم معايا ميعرفش أحنا بنتكلم في ايه , وكل يوم ! الموضوع ملفت مش أنا الي مأفوره والدليل علي كده أن محمود نفسه معجبوش الوضع وكلمني , وبصراحه أنا لو مكانهم هشك زيهم .
اقترب بجسده مستندًا علي المكتب وهو يقول :
-ومحمود ماله ؟ واشمعنا أنتِ الي يكلمك مجاش يكلمني أنا ليه ؟
نظرت له باستغراب وهي تري نظراته الجده المسلطه عليها فهتفت :
-يكلم حضرتك ازاي يعني ؟ , قصدي أنه قريب ليا عشان كده كلمني .
تجمدت ملامحه وهو يسألها :
-قريب ليكِ ازاي يعني ؟
رفعت حاجبها باندهاش وقالت :
-هو احنا هنسيب الموضوع الأساسي وندور محمود قريب ليا ازاي ؟!
عاد بظهره للوراء وهو يقول بخبث :
-آه فهمت , في بينكوا حاجه شخصيه يعني .
انتفضت واقفه وهي تهتف بضيق :
-ايه بينكوا حاجه دي يا بشمهندس ياريت تنقي ألفاظك أنا مسمحلكش تلمح بحاجه سخيفه زي دي .
اعتدل في جلسته بتفاجئ لردة فعلها وقال بجديه :
-أنا مقصدش حاجه وحشه أنتِ فهمتي غلط أنا أقصد يكون في بينكوا ارتباط أو ناويين تتجوزوا .
ردت بضيق :
-ميخصش حضرتك , أنا الي كان عندي قولته , بس للعلم بشئ أنا مش بتاعت ارتباط وكلام فارغ لو كان في بينا اي حاجه كنت هتلاقي دبلته في ايدي غير كده لأ , بعد اذنك .
التفت ذاهبه والغضب يتملك منها لتتوقف حين استمعت لصوته يهتف بأسمها مجردًا :
-نور .
التفت بملامح غاضبه لتتجمد ملامحها وهي تراه قد اقترب منها وقال مباشرةً :
-تتجوزيني
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق