رواية نور(أنثي لا تُهزم) الفصل الثالث بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده
-تتجوزيني ؟
جحظت عيناها بصدمه بعدما أنهي كلمته , وتصلبت ملامحها بعدم استيعاب , ويتردد برأسها سؤال واحد هل يريد حقًا الزواج بها ؟ أخذت ثواني قليله حتي استفاقت من صدمتها فسكنت ملامحها وهي تقول بملامح خاليه من المشاعر :
-والسبب ؟
رد بهدوء وصدق :
-بصرف النظر عن إعجابي بيكِ من أول ماشوفتك , ألا أني شايفك مناسبه جدًا ليا ..وخليني أقول أن ده السبب الرئيسي .
احتلت السخريه وجهها وهي تردد :
-مناسبه؟ وجدًا كمان ؟! , وياتري ايه المناسب الي أنت شايفه فيا ؟
![]() |
تغاضي عن سخريتها وهو يقول بتوضيح :
-شخصيتك مناسبه ليا يانور , اختياري لزوجه بيعتمد عندي علي شخصيتها ومبيهمنيش لا شكل ولا مستوي اجتماعي لأن عارف أن سخريتك دي بسبب كده , شخصيتك قويه و تقدري تتحملي مسؤلية بيت وأولاد وأكون مطمن علي بيتي واولادي معاكِ , وتقدري تواجهي أي مشكله أيًا كانت أي هي , بتقدري توزني الأمور صح ومبتخديش خطوه غير لما بتكوني واثقه منها , يمكن متكلمتش معاكِ بالشكل الكافي بس قدرت أكون نظرة عن شخصيتك الي الناس مش شايفنها , ومتأكد زي ما في نور القويه الي بتحمي نفسها وبتحمي اخواتها , في نور تانيه عندها مشاعر الأم والزوجه , أنا عندي 30 سنه , وخلال الفتره الي فاتت كل الي بقابلهم أو بترشحهملي أمي بيبقوا مهتمين أكتر بنفسهم بالموضه والخروجات والسهر , رغم أني قابلت شخصيات محترمه وكويسه بس برضو حسيت أني لو ارتبط بواحده منهم واتجوزنا هيبقي بيتها مش من أولوياتها , محستش حد فيهم يصلح أن يتحمل مسؤلية حياه زوجيه , ودي مش مسؤليه سهله أبدًا ده بيت بيتبني وجيل جديد بيتولد كل تربيته وتقوميه عليكِ يايصلح يا يفسد , وحاليًا معنديش استعداد أدخل تجربه وتفشل , لأني معنديش وقت أفضل أجرب كتير وياعالم أطلع من التجربه بطفل يتبهدل معانا , زي ماقولتلك يانور أنا عندي 30 سنه يعني سنيني الي جايه أيًا كان عددهم محتاج أستقر فيهم وأكون أسره وبيت أحارب عشان يبقي ناجح , وكل ده هيترتب علي اختياري يايكون صح يايكون غلط , وأنا شايف أن اختياري ليكِ هيكون أكتر اختيار صح اخترته .
أنهي حديثه فنظرت له قليلاً وكأنه تستوعب مجمل الحديث كي تستطيع الرد , ووجدت نفسها تقول :
-طب دي معايير اختيارك أنت , الي بتتلخص في أنك بتختار بعقلك وبالورقه والقلم , طب بالسنبالي مش يمكن معاييري في الاختيار مرتبطه بقلبي , مش يمكن محتاجه حد يحبني مش يخترني عشان مناسبه !
ابتسم بهدوء وهو يقول :
-يمكن , بس أعتقد أنك مش كده , لو رؤيتي لشخصيتك صح يبقي أنتِ زيي محتاجه حد يكون مناسب ليكِ وميتعبكيش , محتاجه اختيار ميطلعش غلط عشان أنتِ مش حِمل تختاري شخص غلط يبعدك عن أخواتك أو تتجوزوا وتخلفي وتلاقي نفسك في الآخر راجعه لاخواتك بفرد زياده ويبقي الحِمل زاد بدل ما يخف , ممكن تكوني محتاجه الحب في حياتك بس ده هتدوري عليه بعد الجواز , بعد ماتختاري بعقلك الشخص المناسب , وعلي فكره أنا كمان محتاج أحس بالحب والدفي في بيتي متبقاش مراتي مجرد إسم مبكنلهاش أي مشاعر أو تبقي مشاعر عِشره مش أكتر , لأ أنا كمان محتاج نفس الي أنتِ محتاجه أن مراتي تكون حبيبتي وتكون هي الي جوه قلبي مش مجرد أنها مراتي وبس .
أخذت نفس عميق بتوتر من حديثه ثم قالت :
-ووالدتك الي بترشحلك الي بيهتموا بالموضه واللبس والخروجات هتقبل بيا ؟
-والدتي ميهماش غير أني اتجوز واستقر وتشوفني مرتاح في اختياري , بس ....
ضيقت عيناها بتساؤل وهي تقول :
-بس ايه ؟
تنهد بهدوء وقال :
-والدي هو الي هيعارض شويه , بس متقلقيش أنا عارف هتصرف ازاي وهو عارف أني لما بصمم علي حاجه بعملها فمش هيعارضني كتير .
-لي بتتكلم كأني وافقت؟
قالتها بسخريه وأكملت بجديه :
-معاك حق في تحليلك لشخصيتي , وبما إني هختار بالعقل زيك , فعقلي مش شايفك مناسب ليا أبدًا , بعتذر يا بشمهندس بس مش هقدر أقبل عرضك .
أنهت حديثها وهي تتجه للخروج غير آباهه لهذا الذي تسلل الغضب لأوردته فهتف وهو يحاول التحكم بغضبه :
-أنا لسه قايلك لما بصمم علي حاجه بعملها , وأنا مصمم عليكِ يا نور .
وقفت عند الباب والتفت تقول ببرود :
-بشمهندسه نور يا بشمهندس , وتصمم أو متصممش دي حاجه ترجعلك , بعد إذنك .
خرجت وأغلقت الباب خلفها فهتف ظافر بتنهيده غضب :
-كنت متأكد أنك هترفضي , ماشي يانور أما نشوف نفس من فينا أطول .
_________(ناهد خالد )___________
-رفضتي ؟ طب ليه ؟
قالها محمود وهي يجلس مع نور في ورشتها ليلاً , تنهدت وهي تترك السياره التي تعمل فيها وقالت :
-عشان مش من توبي يا محمود , عشان مش هستني هو أو حد من أهله يعايرني بعدين بأني مش من مستواه وهو الي نضفني واهتم بيا وباخواتي .
-نور ده فيلم عربي ده !
-اهو الأفلام دي بتحصل في الواقع وأسوء , هو نفسه قال أن أبوه مش هيوافق ليه بقي أدخل في حرب مع ابوه ولا هو يخسر أبوه بسببي ويرجع بعدين يشيلني الذنب , أنت فاكر أني هيعش معاه مرتاحه ؟ , بالعكس في حاجات كتير هتواجهني ..طريقة حياته مختلفه ومطلوب مني أتأقلم , وارد تحصل مشاكل كتير بيني وبين أبوه أوأهله عمومًا لأنه ببساطه هيحس أن ابنه لوي دراعه وأجبره أنه يدخلني عيلته فعمره ما هيتقبلني , ولما ميتقبلنيش أنا هيتقبل أخواتي ؟! , مش هقدر اشتغل لأنه ببساطه مش هيقبل مراته تنزل وسط العمال في المصنع وأنا متأكده من ده ووقتها هيبقي كل اعتمادي أنا واخواتي عليه وهحس أننا عبئ عليه , حياتنا كلها هتتغير يا محمود , لبسنا وبيتنا وطريقة كلمنا وطريقة عيشتنا كل حاجه , واخواتي دول أنا هنا عارفه أتحكم فيهم وأعلمهم الصح من الغلط لأننا في مكان محدود له مبادئ وعادات , لكن لما يتنقلوا من هنا المكان هناك واسع والدنيا فاتحه علي بعضها ومش هعرف أخد بالي منهم زي هنا , هنا المنطقه كلها عارفه بعض لو وليد ده كبر ووقف يشرب سيجاره بعدنا ب3 شوارع هعرف وهيجيلي الخبر , لكن هناك الوضع مختلف والبيئه مختلفه , ودول آمانه في رقابتي ولو حد منهم ضاع في طريق وحش هتحمل أنا ذنبه .
هتف محمود بدهشه :
-ياخبر كل ده بتفكري فيه يانور , ده أنتِ قفلتيه علي نفسك خالص !
تنهدت بتعب وقالت :
-عشان هي متقفله يا محمود , وكمان أنا قررت حاجه .
-ايه ؟
-أنا شفت في عنين ظافر أنه مش هيسبني في حالي وهيحاول بأي شكل لحد ما أوافق , عشان كده قررت أني أسيب الشركه .
رد محمود باستنكار :
-بتهربي ؟
-مش عيب نبعد عن الي ممكن يأذيني , مسموش هروب لأني مش جبره أني أفضل , الهروب ده بيبقي أنك تسيب مكان هو في الأصل مكانك عشان تبعد عن حاجه فيه , لكن الشركه مش مكاني وفي ألف شركه غيرها ممكن أقدم فيها بعد ما اخلص .
تنهد محمود باستسلام :
-ماشي يانور زي ماتحبي , أنا بثق في قرارتك .
________( ناهد خالد )_________
بعد أسبوع ..
صدح صوته الغاصب وهو يقول :
-لا مانا عاوز أفهم هو ايه الي بقالها أسبوع مبتجيش بدون أي عذر وكمان مش مقدمه علي اجازه ولا حتي استقاله ! هي شركه دي ولاسوق خضار !
ارتجفت السكرتيره من صراخه بها وردت بتعلثم :
-يا ..فندم , انا والله روحت الشئون وسألت وهم قالوا أنها اختفت فجأه ومبقتش تيجي ومبتردش علي الرقم الي في الملف بتاعها .
ضرب بأصابع يده علي مكتبه بخفه يحاول كبت غضبه كي لا يفجره في من تقف أمامه , دلف زيد وهو يقول :
-في ايه يا ظافر صوتك جايب آخر الشركه .
ردت السكرتيره سريعًا قائله :
-يافندم البشمهندسه نور بقالها أسبوع متغيبه عن الشركه بدون عذر ومش عارفين نوصلها عشان كده البشمهندس متعصب .
رد زيد بتفهم يقول :
-نور آه , طيب اتفضلي أنتِ يا هبه .
خرجت من المكتب فورًا تلوذ بالفرار , والتف زيد لظافر الذي أعطاه ظهره ويقف في شرفة المكتب قائلاً :
-في ايه ياظافر مش طريقه دي ! ما يمكن تعبانه ولا عندها ظرف ايه الي حصل يعني لكل ده ؟!
جز ظافر علي أسنانه بضيق وقال :
-لأ , مش تعب ولا ظرف , أنا عرضت عليها الجواز وهي رفضت ومن وقتها مجتش .
هتف زيد مستنكرًا :
-رفضت ؟ رفضت ده ايه هي طول أنك تبصلها !
-زيد !
صرخ بها ظافر وهو يلتف لها وقال بغضب حقيقي :
-مش عاوز أسمعك بتتكلم عنها بالطريقه دي تاني , نور مش أقل من أي بنت نعرفها بالعكس هي أحسن منهم , لو اتكلمت كده تاني هتزعل مني .
التوي فمه بسخريه وقال :
-أهلاً هي من أولها هتزعلني عشانها !؟
أغمض ظافر عيناه بغضب يحاول التحكم بهِ ثم فتحها بهدوء وقال :
-طول ما أنت مبتجبيش سيرتها مش هيبقي في زعل .
زفر زيد بضيق وقال :
-ماشي يا ظافر , عالعموم خلينا في شغلنا أفضل في حاجه مهمه عاوز أناقشها معاك .
_______( ناهد خالد )______
ليلاً ...
كانت تستعد لإغلاق الورشه فقد بلغت الساعه الحادية عشر وسكنت الأجواء , اتجهت لباب الورشه لتغلقه بعدما أطفئت الأنوار لكنها توقفت حينما استمعت لصوت خلفها يقول :
-معلش يابشمهندسه بس عربيتي فيها مشكله لو ينفع تشوفيهالي .
التفت لهذا الصوت الذي تعرفه فوجدته ظافر يقف أمام سيارته ويبتسم لها ببرود ...أصابتها الدهشه من وجوده فكيف عرف مكان سكنها ؟!
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق