القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده 


 انت مش بتشبع نسوان وفلوس

ضحك جاسر وقال

 يعني بذمتك حد يقدر يشبع منهم؟ المهم عشان ما ابوظش ليك  المعرض، أنا هأتفرج عليها وأشوف نظامها، وانتي بعد ما يخلص، اعزميهم في المطعم بتاعي، وأنا هاتصرف.

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 3

ضحكت نهال بسخرية وقالت:

– براحتك… مدير الفرع في إسكندرية، محمد، مقدرش عليها… وهي الحماية للبنات هناك، وقليل اللي يقدر يوقعهم بسببها. لو فكرت تلعب، هتكون نهايتك. النوع ده يطلق عليه "أحسن من الشرف"، مفيش بصوت الدقين.


ضحك جاسر وقال

 مدام بصوت الدقين:

– يبقي فرجت!


وضحكوا شوية، والجو في المعرض كان كله حركة وحماس.


بدأت البنات يرصوا الملابس ويقفوا في أماكنهم مع شوية بنات تانين، لكن زينب شدت الأنظار بخفة دمها وروحها الحلوة، وأسلوبها الجذاب.


وقفت زينب قدام الرفوف، شايلة ابتسامة وعيونها مركزة، وأول زبونة قربت:

– مساء الخير… أنا عايزة أشوف البضاعة الجديدة.


زينب ابتسمت وقالت:

– أهلاً بيكي… تعالى أوريك  حاجة تناسبك. دي القطع دي جديدة جدًا ومميزة.


الزبونة ابتدت تمسك  وتتفحص، وزينب شرحت لها كل حاجة بحيوية وود:

– القطعة دي معمول لها شغل يدوي كويس، وكمان خامتها ممتازة… هتحسي بيها مختلف لما تلبسيها.


جا زبون تاني، شاف الحركة وحاول يقرب



– هي الأسعار إزاي؟


زينب ردت بثقة:

– الأسعار مناسبة جدًا، وده السعر النهائي… ومش هتلاقي أحسن من كده في المعرض.


ابتدت الناس تتجمع حواليها، تعجبها طريقة الكلام والدلال والخفة اللي فيها، وكل واحدة بتسأل سؤال، زينب تجاوب بابتسامة وتهتم بكل تفاصيلها.


نوجة وفلة كانوا واقفين جنبها، يساعدوها أحيانًا، لكن كله مركز على زينب، لأنها جذبت الكل بطبيعتها، والزبائن كانوا يخرجوا راضيين ومبسوطين من تعاملها.

زينب قالت لهم:

– خلي بالكم، التنظيم ده أهم حاجة… كل قطعة لازم تكون في مكانها، والزبائن لازم يحسوا إنهم في مكان مرتب.

نوجة وفلة كانوا جنبها، كل واحدة فيهم بتنظم رف أو ترتب  البضاعة، وكلها حماس وطاقة


مدام نهال وقفت بعيد شوية، ابتسمت وقالت لنفسها:

– دي فعلاً شاطرة… ده اللي أنا كنت محتاجاه…


ناس كتير من أصحاب المحلات والزبائن ابتدوا يقربوا منها، ويعجبوا بأسلوبها في التعامل، وكل اللي معاها بدأ يتابع حركتها بعناية.


قربت منها مدام نهال وقالت:

– أنا سمعت عنك كتير… لكن متصورتش إنك بالشطارة دي. أنا عاوزة أبعَتلك البضاعة تاني، وكل مرة عاوزك مع البضاعة… ولو تقدري تيجي تعيشي في القاهرة، تاخدي راتب حلو… فكرِي فيها كويس.


رجعوا زينب والبنات من المعرض، والكل كان تعب شوية لكن راضي عن اليوم. دخلوا جوه المكان اللي هيشتغلوا فيه، وابتدت زينب تنظم كل حاجة مع نوجة وفلة.


جلست زينب مع نهال  وقالت له بابتسامة:

– بصراحة، اليوم كان ممتاز… البضاعة اتباعت والناس كانت مبسوطة.


ابتسمت  نهال وقالت :

– مبسوطة  إني اتعرفت عليك و مركزة كده… فى شغلك وكان ممتاز، وأنتِ ونوجة وفلة عملتوا فرق كبير.


.

ابتسمت مدام نهال من بعيد وقالت:

– برافو عليكم… شغلكم واضح إنه مدروس، وكل خطوة محسوبة.وزعت عليهم الفلوس وقالت 

فى مطعم حلو انا عزمكم فيه 


باك 

هو ده الا حصل 

كانت العربية ماشية في الطريق، وابتدى الجو كله هدوء، وكان  زياد بيسمعها وبعد كده سكتت سألها زياد :

– اشغلي أغنية!


بصت له زينب وقالت:

– بص على الطريق يا آخين عشان نوصل بسرعة ؟ إحنا مش طالعين رحلة وأنا مش عارفة… قلبي مش مرتاح لك. ووقعتني فى الكلام وجي تقولي نشغل اغانى على العموم أنا معي  بقي الزجاج… لو حسيت إنك هتلعب بديلك.


ضحك زياد على أسلوبها وقال:

– هو إنتي مصممة تروحي السجن بأي طريقة؟ واضح إنك وش سجون.


نظرت له زينب وقالت:

– هزراك تقيل… على فكرة، شغل   أي حاجة وخلصني.


انصدم زياد من كلامها، وقال  له زينب بسرعة:

– على فكرة… أنا مش السواق بتاعك… ولا شغال عندك… أنا ساعدك لله… لكن لو اتقل أدبك.


قطعت حديثه وكملت زينب:

– انزلك هنا… ووريني شطرتك… هتوصل إزاي؟ صح مش هتقول كده. وافر كلامك… يتنزلني لتشغلي أي حاجة، وسبني أفكر أتصرف إزاي مع النوار دول … اقسم بالله هسلمهم للشرطة بإيدي.


ابتسم زياد، وكان عايز يفتح معاها أي حوار، ففتح الرديو، وجت أغنية.


خليك فاكرني

يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني

خليك فاكرني

وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني


خليك فاكرني

يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني

خليك فاكرني

وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني


دا إنت في عينيا، كل اللي ليا

فرحة شبابي، والدنيا ديا

دا إنت في عينيا، كل اللي ليا

فرحة شبابي، والدنيا ديا


أول ما شفتك

لمست قلبي بنظرة واحدة نسيت جراحه

لقيتك إنت

أجمل حكاية حب نسيتي اللي راحه


ما تغيبش عني

وخلي قلبك لو ناديته يجيني ثاني

دا إحنا اللي بينا

الحب كله عمر مر معاك ثواني


دا إنت في عينيا، كل اللي ليا

فرحة شبابي، والدنيا ديا


خليك فاكرني

يا اللي بجمالك وبعيونك دول أسرني

خليك فاكرني

وإن حس قلبك يوم بقلبي إبقى زورني


دا إنت في عينيا، كل اللي ليا

فرحة شبابي، والدنيا ديا


خليك فاكرني

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 3

أول ما سمعتها زينب، بدأت عينيها تدمع، والجو كله اتغير…

– الأغنية دي…… فكرتينا ب أحداث حصلت فى طفولتي  وكانت عيونها مليانة شجن.


زياد بص لها وقال بهدوء:

– طب خلاص… امسحى  دموعك… الطريق طويل وأنتي محتاجة كل تركيزك.


وصلت زينب اسكندرية، ونزلت من العربية، وبابتسامة شكر لزياد، مدتله إيدها ومعاها شوية فلوس:

– خد يا أخويا… ده تعبك معايا وده أقل حاجة أقدّمها ليك.


ابتسم زياد وقال:

– لأ… والله مش محتاج فلوسك… المهم تكوني وصلتِ سليمة.


نفخت زينب وقالت:

– يا عم… أنا مش عايزة أكتر من كده… ده تعبك مش صغير… بس على الأقل مش عاوزة دين لحد أو حتى  صغيرة. 


ضحك زياد وقال:

– خلاص بقي المرة الجاية المهم … خلي بالك على  روحك… أهم حاجة تكوني بخير.

– ربنا يخليلك أخوك… أو اقولك قول ل أخوكى دول من أخوك زياد المهم مش عاوز أكون معاكي وانتى  بتحسابهم 


هزت راسها بالرفض 

لا شكرا جدا 

أنا هعرف أتصرف معهم في المصنع وما تقلقش عليا.

فضل متابعها لحد ما وصلت الحارة 

باك 

كل ده الا حصل معها وبراقبها دلوقتي 

رد مؤمن:

والله برافو عليك عرفت قرار الموضوع 

–و زينب  طلعت  جدعة أهي، عايز أفهم إيه في دماغك.


سمعت إيمان بيتكلم عن بنت كانت قاعدة… وشوية حسيت بغيرة جواها لكنها كتمتها، وبتحاول تلهي نفسها وماشي رايح جاي بتشيل حاجة وتحط حاجة… ومنتبه مؤمن ليه .


كمل مؤمن كلامه مع زياد وبدأ يشرح له إيه المتوقع يحصل بكرة، وهو متابعها وقال زياد 

هنام في العربية قدام الحارة صعب ارجع القاهرة قبل ما اطمنى .


استغرب مؤمن اهتمامه وسأله:

– هو الموضوع إيه؟ إعجاب من أول نظرة ولا في حاجة في دماغك؟


ضحك زياد:

– اعمل تحرياتك… وبكرة أكلمك. سلام.


--

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 3

مومن خلّص المكالمة، قرب من إيمان بهدوء، حضنها من ورا وابتسم:

مومن: "نفسي أفهم… بتدوري على إيه رايحة جاية؟ مش المفروض ترتاحي شوية؟"


إيمان بصّت له بصمت، مدت إيدها ولمست وشه كأنها بتتأكد إنه قدامها.

إيمان (بصوت واطي مرتجف): "هو إنت فعلًا معايا… ولا أنا بحلم؟ ساعات كتير بحس إني لسه هناك… في سوريا… بين الخيام… وخايفة أصحى من الحلم ده."


مومن اتأثر بكلامها، مسك إيدها وأقعدها قصاده، صوته بقى مليان صدق:

مومن:

"أنا عارف كل حاجة يا إيمان. من أول ما عرفتك والدنيا اتقلبت بسرعة…

عارف حكاية حياة ومراد… إزاي جم عن طريق نقل الجنين من رحمك لرحم غيرك.

عارف إزاي جُوّزنا بسرعة، وإزاي قضينا شهور في إجراءات النقل، ورجوعي للشغل للشرطة. واجراءت تركي للنيابه 

عارف تعبك وقت  وامتحاناتك،ولما روحت  المستشفى… ولما عرفنا إنك حامل لكن الحمل خارجي، وإنهم فاكرين إنك سقطت… مع إن الجنين اتنقل واتزرع.

عارف خوفك… عشان متخسريش الطفل.

وصحتك إلا اتأثرت من السم 

وفاكر كمان خوفنا من سؤال حياة ومراد الكتير، واستشارة الدكتور النفسي اللي قال نستنى لحد ما يكبروا.


كل ده مأثر عليكي… وأنا فاهم. غير هرمونات الحمل والضغط اللي إنتي شايلها.


بس عايزك تصدقيني… أنا معاكي. وبحبك. حتى لو كان عندك شك بسيط قبل جوازنا… دلوقتي لا، بعد العِشرة دي… أنا مش بحبك بس، أنا بعشقك يا إيمان.

إنتي عدّيتي عليّ سنة كأنها عمر… مع كل التعب ده… عمرِك ما اشتكيتي. عمرِك ما قصّرتي لا في حقي ولا في حق البيت ولا الأطفال.


وساعات أنا اللي بسأل نفسي… إزاي؟ إزاي بتقدري تشيلي كل ده؟"


إيمان بلعت ريقها بصعوبة، عنيها دمعت:

إيمان: "عارف يا مومن… ده بالظبط السبب اللي مخليني ضايعة.

إنك دايمًا بتقارن… الأربع سنين اللي قبلي بالسنة اللي معايا.

أنا بشوف المقارنة دي في عينيك… حتى لو ما بتتكلمش.

وممكن كمان أكون زي ما بتقول… محمّلة على نفسي زيادة… عشان إنت ما تلاقيش فرصة تشتكي مني."


مومن سكت لحظة، عينيه اتغرغرت دموع وهو ماسك إيدها بإصرار:

مومن: "إيمان… أنا يمكن بغلط وأقارن، بس والله عمري ما كنت أقصد أوجعك.

اللي فات خلاص… واللي معايا دلوقتي إنتي.

أنا مش عايز غيرك… ولا محتاج غيرك.

إنتي أمي وأختي وحبيبتي ومراتي… وكل حاجة ليا."


إيمان حاولت تسحب إيدها، لكنه مسكها بقوة أكتر، قرب وشه منها:

مومن (بحزن): "إوعي تفكري يوم إني … هقارن بينك وبين حد ممكن بفتكر عشان الوم نفسي ازى الحقيقة كانت ظاهرة قدمى ومش بشوفها 

أنا لو لقيت نفسي بعمل كده… بيكون غصب عنى لكن مش معني كدة إنك تحملي فوق طاقتك 

لأن إنتي بالنسبالي مش مجرد سنة، إنتي عمري اللي ابتدى من جديد."


دموع إيمان نزلت غصب عنها، حاولت تخفيها وهي بتبتسم بخجل:

إيمان: "طب ما تقوليش الكلام ده غير لما تلاقي دموعي… عشان أصدق."


مومن مسح دموعها بإيده بحنان:

مومن: "دموعك دي أغلى من الدنيا كلها عندي.

ولو عليّا… أعيط مكانك ألف مرة، بس ما أشوفش عينيكي حزينة."


إيمان غلبها شعورها، حطت راسها على صدره وهي بتهمس:

إيمان: "أنا مش عايزة غيرك… حتى لو الدنيا كلها ضدي.

خلي بالك مني يا مومن… أنا مش قوية زي ما باين."


مومن حضنها بقوة، صوته مختنق:

مومن: "وأنا عمري ما هسيبك.

وعد مني… مش هقارن تاني، مش هفكر في اللي فات.

اللي باقي ليا في الدنيا… هو إنتي."


ويظهر ملامح  وشوشهم وهما في حضن بعض… صوت أنفاسهم يطغى على اى عتاب ، يبين لحظة الصدق والراحة بعد الصراع.

إيمان وهي لسه في حضنه، رفعت راسها تبص له في عينيه…

العين في العين لحظة صمت طويلة، مليانة كلام مش قادرين ينطقوه.


إيمان (بهمس مرتبك): "طب قولها تاني… قولي إنك بتعشقني."


ابتسم مومن وهو ماسك وشها بين إيديه، قرب شفايفه من ودنها وقال بهدوء:

مومن: "أنا مش بحبك بس يا إيمان… أنا بعشقك."


ابتسمت وهي مغمضة عينيها، دمعة فرح نزلت على خدها، فمسحها بطرف صباعه، وباسها قبلة طويلة وهادية مليانة شوق.


.... 

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 3


طلعت زينب وهي بتنفخ، والبنات معها. بعد ما هربوا الشباب وسألت واحدة منهن:

– فيه إيه يا زينب؟ الشباب دول كانوا عايزين إيه، ولد الحرام دول؟


قعدت زينب وقالت:

– مين يعرف البت نوجة والبت فلة؟


ردت بنت وقالت:

– أنا أعرفهم يا أبلة زينب… بس ليه؟


ابتسمت زينب وقالت:

– تعرفي تجيبيهم ليا من النجمة على المصنع يا رحاب؟… عشان حاسة إن البنات دول وراهم حاجة. من أول ما وصلوا المصنع عندنا، وحاسة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل. ولو ظني في محله… يبقى البنات دول بيبيعوا أخواتنا البنات وبياخدوا تمنهم فلوس.


استغربت بنت تانية اسمها هبة وقالت:

– بتبيع بنات المصنع إزاي؟ وضحّي انبي.


وضحت زينب:

– شوفي يا هبة… من يوم ما اتغير الرجل الطيب وطلع على المعاش، جه واحد بدل منهم وأنا مش مرتاحة ليه… نظرته وحركاته مع البنات، والبنت اللي تتأخر… يجي يسامحها… وبعد كده البنت تختفي من المصنع أو تنكسر ومحدش يطلع لها صوت. وحاسة إن البت نوجة وفلة بيساعدوهم… والنهاردة كنت هكون الضحية.


انصدمت البنات، وبنت منهن قالت:

– بعد الشر! إحنا من غيرك كلاب السكك تقطع فينا… إحنا بنعتبرك أختنا وأمنا.


قامت رحاب  وقالت:

– من النجمة

يبقى أقدمك يا أبلة… ومتكتفينش… حتى لو في بطن أمهم، هنجيبهم.


ابتسمت زينب وقالت:

– تعرفي لو جبتلى  نوجة وفلة ليك جائزة  عندى ؟


حدّقت رحاب فيها بدهشة وإصرار:

– أيوه يا أبلة… نقدر. بس عايزين خطة نمشي خطوة خطوة.


زينب شدّت ضهرها وقالت بثقة:

– أول حاجة… نحدد مكانهم دلوقتي. بعدين البنات اللي معايا هيمشوا معايا سرّ… ونقرب منهم بدون ما يحسوا بينا.


هبة رفعت يدها وقالت:

– وأنا كمان يا أبلة زينب. نقدر نتابع أي حركة ونبلغك أول بأول.


زينب ابتسمت وقالت:

– تمام… من النهاردة أي حاجة مش طبيعية، نوقفها على طول. نوجة وفلة مش هيعرفوا يلعبوا بينا تاني.


رحاب والبنات كلهم اتجمعوا حواليها، عيونهم مليانة عزيمة:

– متخافيش يا أبلة… إحنا وراكِ.


---


في الليل، زينب مع رحاب وهبة وعدد من البنات، اتحركوا بهدوء من الحارة، كل واحدة ماسكة عصا أو مصباح صغير، عيونهم على الطريق قدامهم.


زينب همست:

– خلي بالكو… أي صوت غريب، نوقف فورًا ونختفي في الظل.


رحاب ردّت وهي ماسكة مصباح:

– تمام يا أبلة، إحنا جاهزين.


وصلوا عند المصنع القديم اللي كانوا حاسين إن نوجة وفلة موجودين فيه، ووقفوا على مسافة، يراقبوا الحركة من بعيد.


هبة همست:

– شايفة حد؟


زينب رفعت صوته شويّة:

– لا… لسه. بس خليكم مركّزين… أي حاجة غريبة، نتصرف.


وفجأة، ظهر ظل رجلين يتحركوا بسرعة في الساحة الأمامية، والبنات تجمدوا للحظة.


زينب همست وهي تضغط على يد هبة:

– ده أكيد نوجة وفلة… ركزي معايا… وهدّئي قلبك.


رحاب همست وهي تبتسم بابتسامة حزينة:

– يا أبلة… النهاردة هنوقفهم مرة واحدة… ومفيش حد هيقدر يضر حد تاني.


زينب أومأت برأسها بثقة:

– يلا نبدأ… خطوة خطوة… وبلاش أي ضوضاء.


---


كانت نوجة وفلة مستخبين في المصنع، بعد كل اللي حصل… عارفين مصيرهم المتوقع وما توقعوش إن زينب هتدور عليهم. البنات راحوا بيوتهم، لكن أهلهم لما سألوا عنهم، اتصلوا وقالوا:

– طلعين رحلة…


بس أول ما قربت زينب والبنات من المصنع، سمعوا نوجة وفلة بيتكلموا مع مدير المصنع:


نوجة:

– قولتلك بلاش… زينب نابها أزرق ووعي جدا… مش زي البنات التانيين.


لكن المدير صمّم إنه لازم زينب تدخل.


سأله المدير:

– إيه اللي حصل بالتفصيل

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 4

قبل ما المدير ونوجة وفلة يكملوا كلامهم…

زينب دخلت من الخلف مع البنات.

إشارة صغيرة منها، والبنات رشوا شطة على عيونهم فجأة، الصريخ ملأ المكان.


– المدير: "آآآه! إنتى بتعملي إيه يا مجنونة؟!"

زينب وقفت قدامه بثبات، وضحكت بسخرية:

– "هو إنت لسه مشُفتش الجنان على أصوله… اصبر عليا."


شدوه ورموه على كرسي، وربطوه بحبال غسيل لحد رجليه، وفضل يحاول يفك نفسه وهو يصرخ.

– زينب بصوت حاد: "إنت سهرتني صبحية… ولازم أفهم منك. كان عايز منى إيه الشاب ده؟ وإيه حكاية إن أنا عزلجت معاك فبعتني ليه؟ انطق!"


المدير وهو بيدعك عيونه من الشطة ويحلف:

– "والله ما أعرف حاجة! أنا كل تعاملي مع مدام نهال… ماليش علاقة بجاسر."


زينب رفعت حواجبها بدهشة، وقالت بحدة:

– "مين جاسر ده؟ آه… تقصد الشاب اللي تابعكم! إوعى تلعب بديلك… براحتك، بكرة البنات هتيجي ونفهم الفولة كلها. ولسه قدامك ساعتين على الفجر يشقشق."


فعلاً البنات فضلوا يحرصوا المكان طول الليل. وزينب بتنظمهم:

– "معلش يا بنات… كل واحدة تقوم تصلي لوحدها، عشان الناس دي مش مضمونة. اللي تخلص صلاة تقعد مكانها."


وبالفعل… واحدة ورا التانية صلوا ورجعوا مكانهم، لحد ما نور الصبح بدأ يبان من الشباك.

وزياد، من بعيد، واقف متابع كل حاجة… من غير ما يتدخل.


إيمان كانت نايمة على السرير، ومؤمن جنبها، فجأة شد وجع قوي في بطنها. شهقت وحطت إيدها على جنبها، وصوتها اتقطع:


إيمان (وهي بتصرخ):

"آااه يا مؤمن… بطني!!"


صحى مؤمن مفزوع، قام بسرعة وهو مش عارف يمد إيده فين ولا يعمل إيه:

مؤمن:

"إيمان! مالك؟! أعمل إيه؟ أجيب ميه؟ أوديك المستشفى دلوقتي؟!"


دموع إيمان نزلت من شدة الوجع وهي ماسكة في إيده:

إيمان (بصوت مكسور):

"اتصل… اتصل بماما يا مؤمن… بسرعة."


جرى على الموبايل واتصل. كانت سعاد بتقوم تصلي الفجر، أول ما شافت رقم مؤمن ردت بسرعة:

سعاد (بقلق):

"خير يا ابني؟"


مؤمن (مستعجل):

"ألو… طنط سعاد، إيمان تعبانة أوي!"


رجع لها مرتبك وهو بيطمنها:

مؤمن:

"اتصلت بطنط سعاد… جاية فورًا."


هزت إيمان رأسها وهي بتئن:

إيمان:

"وكمان… كلم ماما منى… هتزعل لو ماعرفتش… وخلي بالك من حياة ومراد يا مؤمن… لو حصلي حاجة."


ابتلع مؤمن ريقه، الدموع في عينيه:

مؤمن:

"حاضر يا حبيبتي، بس إوعي تقولي كده… إنتي هتكوني بخير."


فتح الموبايل واتصل بمنى. كانت نايمة، سمعت التليفون فرفضت وهي مش شايفة الرقم. رجع يتصل تاني، المرة دي ردت وهي لسه نص نايمة:

منى (متضايقة):

"آلو؟"


سمعت صريخ إيمان في الخلفية فانتفضت:

منى (بصوت عالي):

"مالها بنتي؟!"


مؤمن (مرتبك):

"تعبانة… احتمال تولد!"


صرخت منى في التليفون:

منى:

"إوعى تتحرك من غيري يا مؤمن! أقسم بالله لو مشيت بيها قبلي… هيكون ليا معاك زعلة كبيرة."


هز رأسه وهو ماسك الموبايل:

مؤمن:

"حاضر… حاضر يا طنط  منى."


زاد الألم أكتر، وإيمان بدأت تصرخ وتبكي:

إيمان (بصوت متقطع):

"الوجع مش طبيعي… هات… هات شنطة البيبي بسرعة… يمكن تكون ولادة."


جرى مؤمن ناحية الأوضة وهو مش عارف يسيطر على توتره، قلبه واقع بين إيديه، وهو بيدور على شنطة البيبي.


فتح مؤمن الباب بسرعة، ولقى سعاد واقفة ومعاها ابنها حسن (16 سنة). أول ما دخلوا، جريت سعاد على إيمان اللي كانت على الكنبة، متشنجة من الوجع.


سعاد (بقلق):

"قربت يا قلبي… استحملي شوية."


دموع إيمان نزلت وهي بتبص لأمها:

إيمان:

"مش عارفة يا ماما… بطني بتتقطع… والوجع مش عارفة أحدده فين."


سألت سعاد بسرعة:

سعاد:

"فين حياة ومراد؟"


إيمان بصعوبة ردت:

إيمان:

"نايمين جوه."


سعاد بصت لحسن:

سعاد:

"يا حسن، أقعد مع ولاد أختك لحد ما نرجع من المستشفى."


هز حسن رأسه بتأكيد:

حسن:

"تمام يا ماما… ماتخافيش."


في اللحظة دي دخلت منى بسرعة، أول ما عينها وقعت على سعاد حسّت بغيرة مكتومة، بس خبّت إحساسها. قربت من إيمان، خدت منها شنطة البيبي وهي بتلوم مؤمن بنبرة عتاب:

منى:

"بعد كده يا مؤمن، تسجل اسمي عندك ماما… عشان أول واحدة تفتكر تتصل بيها."


مؤمن اتلخبط، حس بالإحراج، وحمد ربنا إن إيمان قبل كده نبهته يتصل بمنى، وإلا كان ممكن ينسى.


منى سألت بتركيز:

منى:

"فين حياة ومراد؟"


ردت سعاد بهدوء:

سعاد:

"حسن جوه معاهم."


منى اتنرفزت:

منى (بحزم):

"لأ طبعًا… مينفعش! مش ينفع هسيبهم   مع ابن اللي كان هيقتل بنتي. هات الأطفال يا مؤمن معانا، وأنا هكلم عماد ييجي ياخدهم يقعدوا عندنا أو عند والدتك."


وش سعاد اتغير، وزعل باين في كلامها وهي بتعاتب:

سعاد:

"عيب يا مدام منى… حسن أخو إيمان، وبيحبها… ماتحسيبش أي طفل بذنب أهله."


الجو اتوتر أكتر، وإيمان وسط وجعها بدأت تبص لهم برجاء، عايزة تهدي الموقف.


فجأة، وسط صوت الجدال والشد بين سعاد ومنى، صرخت إيمان بأعلى صوتها من الألم:


إيمان (بدموع ووجع):

"حرام عليكم… أقسم بالله حرام!

سنة كاملة عايشة في العذاب… شايلة اتهام منك ليها وحزنها، وخوف يفضل مطاردني. بقيت أخاف أطلب حاجة من أي حد عشان ما أشوفش الخناق ده!"


انحنت على بطنها، وصرخت تاني بصوت يقطع القلب:

إيمان:

"خدني يا مومن على المستشفى… سيبهم يتخانقوا مع بعض!

اتصل ب ولدتك  تخد بالها من أولادي… مدام ربنا كاتب عليا أتحرم دايمًا من أحبابي!"


السكوت غطّى المكان للحظات، كل العيون راحت لإيمان، دموعها ووجعها كسّروا أي كلام.

مؤمن اتلخبط، دموعه نزلت وهو بيشيلها بسرعة.


مؤمن (بصوت مكسور):

"حاضر يا حبيبتي… استحملي، هنروح المستشفى دلوقتي."


منى وسعاد اتبادلتوا نظرات صعبة، بس مافيش وقت للعتاب… الوجع كان أقوى من أي خناق.

...... 


مع بداية يوم العمل، فتحت زينب باب المصنع عشان البنات يدخلوا، وكلهم كانوا مستغربين إنها اللي بتفتح الباب بنفسها.

قفلوا بنتين الباب ورا آخر واحدة دخلت، وقفت زينب قدامهم وهي ماسكة محمد ونوجة وفلة مربوطين:


زينب (بحدة):

"أنا عاوزة أعرف… ماسك إيه عليكم ابن الرفضة ده؟ انطقوا، محدش يخاف. أنا وعد منى… هجيب حق كل بنت انغدر بيها، بس لازم تكونوا معايا. أول حاجة… هنمضي على تنازل من إدارة المصنع، وكلنا هنكون مسؤولين عنه، وبعد ختم الدولة المصنع هيبقى بتاعنا. وبعدين… هنروح بيه على السجن، وكل واحدة هتقول حصل معاها إيه."


البنات اتشجعوا وبدأوا يتكلموا. قامت بنت من آخر الصف وقالت بصوت بيرتعش:


لما روحت مع الزفته فلة ونوجة… وبعد ما خلصنا، ودّوني مطعم. واحد جه يحاسبني على الحساب وبعدها اتعزمنا على عصير. شربت… وبعدها ما افتكرتش حاجة. يومين  فوقت… لقيت نفسي نايمة في بيتنا. وبعد كده… جاتلي رسايل فيديو… وأنا برقص وبخلع هدومي… وواحد بيعمل معايا علاقة! والله العظيم ما فاكرة حاجة!"


وقعت البنت على الأرض منهارة، جريت عليها زينب تشيلها وتسندها. بصت في عينيها بحدة وسألت:


زينب:

"إسمه إيه الزفت اللي بيحطوا في المشروب؟"


رفعت البنت عينيها بصعوبة، دموعها نازلة وقالت وهي مخنوقة:


البنت:

مش عارفة 


زينب (بصوت عالي):

"خلاص! من النهارده مفيش خوف. إحنا مش ضحايا… إحنا اللي هنخلص الحساب بإيدينا."

واحدة ورا التانية تحكي، والجو كله مشحون بالغضب والدموع:


سادت لحظة صمت تقيل في المصنع، البنات كانوا باصين لبعض، الخوف والكسوف مسيطر على وشوشهم.

زينب بصتلهم بصرامة:


زينب:

"يا بنات… السكوت مش هيجيب حقنا، بالعكس! هيخليهم يتمادوا أكتر. كل كلمة هتتقال هنا هتبقى سلاح في إيدنا قصادهم. عايزاكم تواجهوا الحقيقة… عشان محدش يقدر يضحك علينا تاني."


رفعت إيدها بنت تانية، صوتها كان متقطع:


بنت ٢:

"أنا… لما كنت في المعرض… واحدة من البنات قالتلي مدام نهال عايزة تشوفك. روحت معاهم. دخلت أوضة شبه المكتب… لقيت شاب مستنيني هناك، قفل الباب. افتكرت إن في شغل… لقيته بيقولي اشربي العصير. حسيت بدوخة… فوقت لقيت هدومي متقطعة… ولما حاولت أصرخ، قالي لو اتكلمتي… الفيديو هيوصل لكل الناس، حتى لأهلك!"


انفجرت البنت في بكاء، وزينب جريت عليها وحضنتها:

زينب: "إحنا كلنا معاكي… ولا فيديو هيخوفنا بعد النهاردة."


قامت بنت تالتة، عينيها كلها دموع:


بنت ٣:

"أنا كمان حصل معايا نفس الشيء… شربت، وبعدها ما افتكرتش حاجة. بس أنا… أنا اتجوزت من شهرين، وجوزي أول ما شاف الفيديو… طلقني."


خيم الصمت من تاني، دموع البنات نازلة وزينب واقفة زي الجبل قصادهم.


زينب (بحزم):

"خلاص! إحنا عرفنا لعبتهم… الروهيبنول، الابتزاز، التهديد. لكن من النهارده… هنقلب الطاولة عليهم. المصنع ده بتاعنا… والأوراق هتتغير، وكل بنت هنا هتكون شاهدة. واللي عملوا فينا… هيتحاسبوا واحد واحد."


البنت:

"محمد – وهو مربوط – بدأ يصرخ ويحلف:

محمد: "أنا ماليش دعوة! كله من مدام نهال وجاسر! أنا عبد المأمور!"


زينب قربت منه بخطوات تقيلة، عينيها كلها نار:

زينب: "عبد المأمور؟ ولا عبد الشيطان؟… هتتكلم… وهتفضح كل حاجة… غصب عنك."


---


اقتربت زينب بخطوات بطيئة، إيدها على دقن محمد وبتجبره يرفع وشه:


زينب (بحزم):

"عاوزة أفهم… إيه المقابل؟ إيه اللي كنتوا عايزينه من كل واحدة؟ وليه التهديد ده؟ انطق يا محمد."


محمد تنفس بسرعة، عينه بتتهرب يمين وشمال، وأخيرًا استسلم:


محمد (بصوت مكسور):

"الموضوع مش بس فيديوهات… إحنا كنا بنمسك عليهم حاجة. بعد ما نصورهم… نطلب منهم يشتغلوا في شقق مشبوهة. لو رفضوا… التسجيلات تطلع على النت، وعلى الدارك ويب."

زينب صرغت  

انطقي "قالولي…

رد محمد 

اسمه الروهيبنول… بيجيبوه من واحد تبع جاسر. أول ما البنت تشرب… تِغيب عن الدنيا."تكون صاحي وتعمل كل حاجه لكن بيمحى ذكرياتها لمدة يومين وبعد كده يبنجوها تنام يوصلها البيت 


اتصدم الكل، وبدأت البنات يبصوا لبعض بذهول. في عيونهم كان الرعب والغضب مختلطين.


شهقت البنات، بعضهم غطوا وشوشهم من الصدمة.


زينب (بعصبية):

"إنتو مختارين الضحايا ازاي يا محمد؟! قول… بتختاروهم على أي أساس؟"


ابتلع ريقه محمد، صوته بيرتعش:


محمد:

"المصنع… فيه كاميرات مخفية… خصوصًا جوه أوضة تبديل الملابس. كل بنت جديدة تيجي الشغل… بيتعمل لها ملف كامل: صورها، فيديوهاتها، أسلوبها… وبعدها نقرر مين ينفع يتبعت القاهرة. هناك… الزبون بيكون مستنيها. بحجة المعرض أو مقابلة شغل… يبدأ السيناريو."


انفجرت فُلة بصوت عالي:

فُلة:

"يا ولاد الكلب!  نفس الا اتعمل معايا يا زينب ومن وقتها طلبوا منى أكون مع البنت الا يقع عليها الاختيار  ومكنتش ينفع ارفض عشان هدودنى يبلغوا أهلي 

لكن مكنتش اعرف  من أول يوم إحنا متراقبين زي الغنم!"


زينب رفعت إيدها تهديهم، بس عينيها مليانة غضب:

سالتهم 

نوجة وفله بتشتغلوا من إمتى معهم 

اتكلمت نوجة بعد ما حصل معايا كده أنا وفلة لما روحني تم تهدين وبعد كده بقوا يدفعوا فلوس 

وكان المطلوب نروح على المطعم البنت تشرب العصير ويطلب منى نختفي ويتصل بينا بعدها بيومين نأخد البنت ونروحها على البيت أو إلا ترفض تروح المطعم بتروح على المكتب بحجة تقبض فلوسها 

نفخت زينب:

"يعني باختصار… المصنع مش بس مكان شغل… ده مصيدة للبنات! تسفروهم وتبهدلوهم وترجعوهم مكسورات عشان تسوقوهم زي بضاعة؟!"


محمد نكس راسه، عاجز عن الكلام.


---


انصدم زياد وهو متابع من بعيد… اللي عملته زينب سهل عليه المهمة كلها، وشكّه طلع صح من أول يوم شافها.

البنات واقفين حوالين زينب، عيونهم مليانة خوف وضياع.


قامت بنت وقالت بصوت مكسور:

"طب وإحنا هنعمل إيه دلوقتي يا زينب؟"


تنهدت زينب وبصت في عيونهم واحدة واحدة، صوتها فيه قوة:

زينب: "المصنع ده بقى بتاعنا… بتاع كل بنت شرفها ضاع واتسوامت عليه. هناخد  منه تنازل رسمي، والمصنع هيتسجل باسمنا كلنا. من النهارده محدش يقدر يقرب مننا."


وفعلاً… جابت ورق كان جاهز من قبل، حطته قدام محمد المربوط.

محمد حاول يرفض… لكن الحبل مش سايبه، والزيت الحارق من الشطة لسه مولّع في عيونه، مفيش مهرب.

مضى على التوكيل بالبيع والشراء.


زينب سلّمت الورق لبنت من الحارة معاها محامية صغيرة السن لكن جريئة.

زينب: "روحي على الشهر العقاري… سجّلي كل حاجة بأسماء البنات."


كتبت المحامية أسماء البنات وبطاقاتهم واحدة واحدة… ورجعت بعد ساعات متصلّة:

المحامية: "خلصت… المصنع اتسجل باسم البنات رسمي."


ابتسمت زينب لأول مرة من يومين وقالت:

زينب: "خلاص… بقى عندنا سلاح قانوني."


وبعدها أخدت محمد وفُلة ونوجة مربوطين، والبنات كلها معاها، وطلعوا على القسم.


الظابط أول ما شاف المشهد… اتصدم.

راجل مربوط قدامه زي المجرمين، جنبه اتنين ستات بيعيطوا، وخلفهم بنات بالعشرات باين على وشوشهم الألم.


الظابط: "إيه ده؟ مين دول؟"


زينب وقفت قدام المكتب بكل ثقة، رفعت صوتها:

زينب: "دول المجرمين اللي كانوا بيشغلوا البنات في الدعارة بالغصب… ودول البنات اللي ضاع شرفهم بسببهم. وكل بنت هنا عندها حكاية وهتقولها بنَفسها."


وبالفعل… بدأت البنات واحدة ورا التانية يحكوا قصصهم.

كل كلمة كانت نار بتحرق قلب الضابط وهو بيكتب في المحضر.


ولما خلصت آخر بنت كلامها… الباب اتفتح فجأة.

دخل زياد بخطوات ثابتة، عينه كلها إعجاب وانتصار.


زينب كانت واقفة وسط البنات، لسه مخلصة كلامها… فجأة الباب اتفتح.

دخل زياد بخطوات واثقة، طلع من جيبه كرنيه، وأول ما الظابط شافه وقف بسرعة وأدى له التحية.


الصدمة ضربت قلب زينب…

زينب (بصوت مخنوق): "إنت… إنت ظابط؟!"


بصّ لها زياد بحدة خفيفة، وأشار لها تسكت.

زياد (بهدوء): "مش وقته الكلام دلوقتي."


قعد دقائق بيتكلم مع الظابط، وبعدها أخد قرار سريع… محمد اتسجن فورًا، الاعترافات كلها اتكتبت، وتم إرسال قوة للمصنع تجيب الكاميرات المخفية.


وبعد ساعة، الظابط دخل لزينب وقال لها:

الظابط: "تعالي معايا."


دخلت معاه أوضة جانبية… قلبها واجعها ومخنوق من المفاجأة. أول ما شافت زياد واقف مستنيها، انفجرت.

زينب (بتصرخ): "هو إنت ظابط؟! طول الوقت وإنت بتضحك عليا؟!"


ابتسم زياد ابتسامة هادية، كأن الصرخة دي كانت متوقعة:

زياد: " أنا أكبر من كده… أنا مش مجرد ظابط، أنا بشتغل في وحدة كبيرة في الشرطة، شغلنا نوقع الشبكات دي. المهم مش أنا دلوقتي… المهم إنتِ."


قعد زياد على الكرسي، عينيه مثبتة في عيونها، صوته هادي لكنه مليان ثِقَل:

زياد:

"من أول قضية بنت انتحرت في الإسكندرية… وبعد الكشف عليها اكتشفنا إنها مش بنت. الكل افتكر إنها غلطت مع واحد وانتحرت، لكن لما وصل تليفونها واتحللنا التهديدات اللي كانت عليها… شكّيت.

مكملش أسبوع… بنت تانية برده انتحرت. الملف كله اتجمع عندنا، ولما بدأنا التحريات… لقينا إن البنتين كانوا قبل الانتحار في القاهرة، وشغالين في مصنع ملابس.

من هنا الخيط بدأ يتضح… بس مكنش عندي كل التفاصيل. فضلت أتابع، وأدور… لحد ما شوفتك إنتِ في المطعم. وقتها قلبي قالي إن شكي مش هيخيب. أكيد فاكرة اللي حصل… لحد النهارده."


وقف لحظة، أخد نفس عميق وبص لها بامتنان:

زياد:

"لكن إنتِ… عملتِ اللي أنا ماقدرتش أعمله شهور. إنتِ سهّلتِ عليا المهمة كلها."


زينب، واقفة بشموخ، ودمعة صغيرة محبوسة في عينها، رفعت راسها بثقة:

زينب:

"أنا وعدت البنات… والوعد دين.

مهما حصل… الحق لازم ييجي."


سكتت لحظة، وبصت له بعيون كلها تحدي:

زينب:

"بس فيه فرق بيني وبينك يا حضرة الظابط … إنت شايفها قضية.

أنا شايفاها حياة… ودم… وكرامة."

تنهد زياد:

عايزك معايا نكمل  القضية ده. 

زينب فتحت عينيها بدهشة، قلبها وقع:

زينب:

"أكمّل القضية إزاي إنشاء الله؟!"


زياد اتنهد وهو بيعدل جلسته:

زياد:

"اللي أتمسك… معترفش على حد. خايف. وكل اللي وقعناهم ناس صغيرة… أدوات مش أكتر."


بدأت زينب تفهم المقصود، ملامحها اتغيرت:

زينب:

"يعني عايزني أكون مخبرة؟! أدوّر على الباقي؟ افتح الله… أنا مش بتاعت لعب دي."


زياد وقف فجأة، بقوة وصوت مليان حزم:

زياد:

"مش بمزاجك يا زينب!

أول ما محمد يعترض في النيابة… هيعترف إنك اللي ربطاه وأجبرتيه على التوقيع. وقتها… هتبقي إنتِ في ورطة مش هتعرفي تطلعي منها."


قرب خطوة منها، عينيه مركزة في عينيها:

زياد:

"أنا مش بهددك… أنا بقولك الحقيقة. يا تكمل معايا للآخر وتطلعي بطلة… يا إما تلاقى نفسك متهمة."


زينب عضت شفايفها بعصبية، دموع الغيظ نزلت وهي بتبص له بحدة:

زينب:

"أنا وعدت البنات إني أجيب حقهم… مش عشان أبقى لعبة في إيد الشرطة!"


زياد هدي صوته، بس عينيه فضلت قوية:

زياد:

"ومش هتقدري تعملي ده لوحدك.

الحرب دي أكبر منك… وأكبر مني كمان. بس سوا… نقدر نهدم الشبكة دي."


بدون لينك الفصل 5 

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 


"لا طبعًا… مش موافقة أكون مخبرة ولا أبيع نفسي للخطر. أنا عملت اللي أقدر عليه وخلص."

وظهرت على ملامح زينب التوتر 

نظر لها زياد ثم بدأ فى الضحك بسخرية وهو مائل على الكرسي):

"خايفة من الخطر؟ حضرتك لو خرجت من هنا لوحدك… يا هنلاقي جثتك في البحر، يا مرمية من فوق عمارة. أنتي عرفتِ كتير… ومش هيسيبوا اللي يتحدى معلمهم يعيش. قبل ما توصلي بيتك، كانوا هيكونوا بلطجية مستنيينك… ما بالك دلوقتي؟ بعد ما كتبتي المصنع باسم البنات وسجنتي واحد من رجالتهم؟"

عشقت فتاة المصنع 

الفصل الخامس 

اتجمدت زينب للحظة، قلبها بيخبط، بصّت له بعيون مليانة قلق:

"طب إزاي هتضمن تحميني؟! وإنت لسه بتقول بنفسك ممكن يكونوا مستنينّي برة؟"


كملي زياد (بثبات):

"لأ، في فرق كبير. فرق بين واحدة ماشية في الشارع من غير رقابة… وبين واحدة الشرطة بتتابع كل خطوة ليها. اسمعي كلامي. مش بس هتكوني محمية… أنتي هتكوني من فريقي. وصدقيني، أنا مش بضحك عليك وكمان يكون ليك راتب ."


زينب (بغضب وهي بتقوم واقفة):

"انت فاكرني كل همّي الفلوس؟!"


زياد (هز راسه بهدوء):

"مقصودش كده. المكافأة اللي بتكلم عنها مش فلوس وبس… ده تقدير. انتي لو ساعدتيني نوصل للرأس الكبيرة… هكون سبب إن الشبكة دي تقع، وهترقّى، وأنتِ هتاخدي مكانك معانا. هتكوني بطلة… وأمك وأخوك هيفتخروا بيك. فكري… كام مصنع، كام ورشة، كام بنت ضاع شرفها. لو وقفتي… اللي ضاع ضاع. لو كملتي… هتنقذي مئات."


اتنهدت زينب، وملامحها اتحولت من الغضب للحيرة، ما بين خوفها الحقيقي… وبين إحساسها بالمسؤولية تجاه البنات.


زينب (ماشية رايحة جاية في أوضة صغيرة جوه القسم، إيديها متشابكة وبتضغط على نفسها):

(بتكلم نفسها بصوت واطي)

"هو عنده حق… أنا ماكنتش متخيلة الموضوع يوصل لكده… ولا يكبر بالشكل ده.

لو ماكنتش جريئة شوية… وقدرت أواجه الشاب اللي حاول يوقعني… كنت أنا كمان دلوقتي ضحية زي باقي البنات.


قد إيه في بنات زيي… بيروحوا يشتغلوا عشان يساعدوا أهلهم… وفي الآخر بيتحولوا لفريسة؟

قد إيه في بنات بيسافروا من بلد لبلد عشان الفلوس… ويقابلوا وحوش زي الناس دي؟


يمكن مش هقدر أوقف الدنيا كلها… ولا أقدر أحمي كل البنات… بس على الأقل… لو الشبكة دي وقعت، والإعلام مسك القضية واتكلم عنها… الناس كلها هتفتح عينها…

هتكون قضية رأي عام…

ساعتها أي بنت هتخلي بالها… وأي أم وأب هيخافوا على عيالهم."


(اتنهدت زينب بعمق، وعينيها مليانة دموع مكبوتة، كأنها لقت نفسها متزنقة بين خوفها الشخصي وبين إحساسها بالمسؤولية تجاه البنات اللي وراها).


(زياد قاعد على الكرسي، متعصب ومرهق، صوته عالي)

زياد (بحدة):

"كفاية بقى! دوختيني معاكِ طول الليل… أنا منمتش من امبارح. أنا محتاج أرجع القاهرة دلوقتي. إنتِ معايا… ولا أعتبر نفسي كنت غلطان وأمشي؟"


(زينب وقفت قدامه، عنيها ثابتة فيه، وابتسامة صغيرة بدأت تطلع على وشها كأنها خدت قرارها)

زينب:

"معاك… بإذن الله.

بس على شرط."


(زياد يضيق عينيه وهو مركز معاها)

زياد:

"شرط؟ إيه تاني يا زينب؟"


زينب (بهدوء وابتسامة واثقة):

"لمّا أخويا ينجح… ويقدّم في كلية الشرطة… تقبله.

أنا عارفة كل حاجة بتمشي بالواسطة… وأنا عاوزة الواسطة دي لأخويا."


(زياد يتنهد، يبص لها بنص غضب ونص اندهاش، كأنه مش متوقع الشرط، لكنه برضه شايف قد إيه هي مصرّة ومش بتهزر.)


(زياد يضحك ضحكة قصيرة فيها سخرية)

زياد:

"إنتي فاكرة نفسك بتساومي ظابط مباحث في نص قضية دولية؟"


(زينب تقرب خطوة، تبص له بثبات وبدون خوف)

زينب:

"مش مساومة يا بيه… ده وعد. أنا بخاطر بحياتي عشان البنات دي، وعشان البلد دي. أقل حاجة أخويا يلاقي فرصة يعيشها بشرف… مش زي العفن اللي إحنا بنطارده."ومعلش حضرتك لما دخلت الشرطة دخلتها بكفاح والا حد ساعدك 


(زياد يسكت لحظة، يبص لها بإعجاب وإحساس إنها قوية، لكن متضيق من لمضيتها وبعدين يقول بنبرة هادية لكن جادة)

زياد:

"تمام يا زينب… بس افتكري إن ده وعد… والوعد دين."


---


فجأة، وسط صوت الجدال والشد بين سعاد ومنى، صرخت إيمان بأعلى صوتها من الألم:


إيمان (بدموع ووجع):

"حرام عليكم… أقسم بالله حرام!

سنة كاملة عايشة في العذاب… شايلة اتهام منك ليها وحزنها، وخوف يفضل مطاردني. بقيت أخاف أطلب حاجة من أي حد عشان ما أشوفش الخناق ده!"


انحنت على بطنها، وصرخت تاني بصوت يقطع القلب:

إيمان:

"خدني يا مومن على المستشفى… سيبهم يتخانقوا مع بعض!

اتصل بطنط سعاد تخد بالها من أولادي… مدام ربنا كاتب عليا أتحرم دايمًا من أحبابي!"


السكوت غطّى المكان للحظات، كل العيون راحت لإيمان، دموعها ووجعها كسّروا أي كلام.

مؤمن اتلخبط، دموعه نزلت وهو بيشيلها بسرعة.


مؤمن (بصوت مكسور):

"حاضر يا حبيبتي… استحملي، هنروح المستشفى دلوقتي."


منى وسعاد اتبادلتوا نظرات صعبة، بس مافيش وقت للعتاب… الوجع كان أقوى من أي خناق.


اتجمعت سعاد ومعاها حسن، ومنى قدام باب الشقة، كل واحدة عايزة تمسك إيمان وتاخدها بطريقتها.

مؤمن وقف بينهم، عينيه مليانة غضب وقلق:


مؤمن (بحزم):

"كفاية! إيمان مش ناقصة… أنا مش هسمح إنكم تخلوا لحظة زي دي تبقى ساحة خناقة. لو وجودكم هيعمل حرب نفسية لإيمان… والله أخدها وامشي من هنا. أروح محافظة تانية وأبعدها عنكم كلكم… حتى أولادي، أخدهم وأبعد."


سكتوا الاتنين، وفضل صوت أنين إيمان هو المسيطر.

مؤمن (بصوت مكسور لكنه ثابت):

"فكّروا… عايزين تكونوا أمهات حقيقيين لإيمان؟ يبقى تهدوا… وتقفوا جنبها بجد، مش ضد بعض."


بصّت له منى بغيظ مكتوم، وسعاد دموعها قربت تنزل، لكن ماحدش رد.


مؤمن حمل إيمان بهدوء، وحطها في العربية، مسك إيدها وهو بيطمنها:

مؤمن (بحنان):

"مسافة السكة يا حبيبتي… استحملي."


إيمان كانت بتبكي من الألم وتردد بصوت مبحوح:

إيمان:

"يا رب… يا رب."


مؤمن كان واقف قدام العربية، ماسك باب السواق بإيده وعينه حمراء من السهر والقلق:

مؤمن (بحدة):

"قلت كفاية! أنا هاخد إيمان وأوصلها المستشفى، مش عايز خناق ولا حد يزيد وجعها بتوتره."


منّى نفخت بقوة، صوتها مليان عصبية:

"هو إحنا غرب يا مؤمن؟! أنا أختها، ولما أختي تولد مش هكون معاها؟! تعالِ يا سعاد، سيبه في حاله… أنا معايا عربيتي وسواق، ونروح وراهم."


سعاد ردت بهدوء يحاول يبرد الموقف:

"يا جماعة مش وقته. البنت بتتألم، وكل دقيقة بتفرق."


لكن منى ما سكتتش، لمست ذراع سعاد:

"تعالي معايا يا سعاد. العربية جاهزة والسواق تحت. وصحي الأولاد يا حسن يجهزوا، ييجوا معانا… يمكن يفرحوا بختهم أو أخوهم اللي جاي."


مؤمن لف لهم فجأة، صوته عالي لأول مرة:

"مش هينفع! إيمان مش محتاجة زحمة ولا دوشة حواليها دلوقتي. لو شايفين نفسكم عايزين تفرحوها… استنوها هنا وادعولها. لو وجودكم هيولّد حرب نفسية، يبقى أنا آخدها وولادها ونمشي بعيد… حتى لو سبت البيت ده وروحت محافظة تانية!"


سكتوا لحظة، وصوت صراخ إيمان من جوه العربية قطع الجدال:

"كفاية بقى… أنا بموت من الوجع!"


ساعتها سعاد بصت لمنى وقالت بصرامة لأول مرة:

"نركب وراهم بالعربية بتاعتك… من غير صوت، من غير مشاكل. أهم حاجة نوصل قبل ما يحصل لها حاجة."


منى عضت شفايفها، ووافقت وهي متوترة:

"ماشي… بس أوعى تفتكرني هسيبها لوحدها جوه العمليات."


ركبوا بسرعة، وطلع موكب العربيات ناحية المستشفى… الجو كله توتر وقلق.

كانت إيمان نايمة فى العربية ، والوجع بدأ يزيد بشكل غريب… مش زي أي مرة قبل كده.

وجعها مش متوزع على بطنها كلها زي الولادة الطبيعية، لكن مركز أكتر في جنب واحد، بيشد كأن حد بيغرس سكين.

لكن ملامحها كانت بتتغير كل ثانية:


إيمان (وهي بتصرخ):

وشها شاحب جدًا، عرق بارد نازل على جبينها، تنفسها متقطع، وبتقول بصوت واطي وهي شبه منهارة:

"حاسّة بدوخة… الدنيا بتسود قدامي."


"بطني… مش قادرة… الوجع في جنبي، بيقطعني…!"


مؤمن حاول يطمنها:

"يمكن الطلق بدأ…"

وصلوا المستشفى، جري بيها مؤمن مع طقم التمريض، الكرسي المتحرك جه بسرعة.

ممرضة:

"غرفة الكشف بسرعة!"


دخلت دكتورة شابة، بسرعة لبست الجاون، وبدأت الكشف. ملامحها اتشدت من القلق.


الدكتورة كشفت بسرعة، وشها اتغير وقالت بحزم:

"دي مش ولادة عادية… دي حالة حمل خارج الرحم. الجنين مثبت برّه الرحم، وده سبب النزيف الداخلي. لو ما دخلناش عملية قيصري حالًا حياتها في خطر."


سعاد انهارت:

"يعني إيه يا دكتورة؟!"


الدكتورة أوضحت بسرعة:

"الحمل ده بيحصل لما البويضة تثبت في قناة فالوب بدل الرحم. القناة مش مهيئة تتحمل نمو الجنين، وده بيعمل انفجار ونزيف داخلي. لو اتأخرنا… النزيف ممكن يهدد حياتها فورًا."


إيمان وهي بتبكي من الوجع:

"أعملوا أي حاجة… بس خلّوني أعيش عشان أولادي."

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


تابعوا صفحتي علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع والخامس من هنا


🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️









تعليقات

التنقل السريع
    close