القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل السادس والسابع والثامن الكاتبة صفاء حسنى حصريه وجديده

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل السادس والسابع والثامن الكاتبة صفاء حسنى حصريه وجديده 


دخل الدكتور شايل علبة صغيرة مليانة أدوات طبية.

بصّت زينب بخوف على الطقم اللي في إيده، ووقفت مكانها متراجعة:


زينب (بتوتر):

"إيه ده كله؟!"


الدكتور بابتسامة هادية:

"كرسي واسع هنا... نامي عليه وارفعي كُمك عشان أركّب الجهاز في دراعك."


زينب اتجمدت مكانها، وبصّت لزياد بحدة:

"ليه إن شاء الله؟!"


زياد اتنهد وهو بيحاول يسيطر على عصبيته:

"عشان نركب ليكي جهاز متابعة. الدكتور هو اللي هيركبه، في ذراعك، صغير مش هتحسي بيه."


قلبها بدأ يدق بسرعة، وملامح الخوف بانت أكتر:

زينب (بصوت عالي شوية):

"لا طبعًا! أنا بخاف من الحقن أصلاً... وسع كده! أنا مش لعبة في إيدكوا."


الدكتور ضحك بخفة، وكأنه بيتعامل مع طفلة:

"متخافيش... مش هتحسّي بحاجة، زي لسعة ناموسة وخلاص."


زياد فجأة صوته اتغيّر، حاد ومليان جدية:

"فاكر إنها بتخاف دى بتخوف بلد بحالها! نامي على الكنبة وبطلي دلع يا زينب."


اتسعت عينيها من نبرة صوته، وبصّت له بغيظ ودموع صغيرة لمعت:

"أنا مش بدلع! أنا فعلاً بخاف... من وأنا صغيرة وأنا أغمى عليّا من الحقن!"


الدكتور حاول يلطّف الجو بابتسامة:

"بصي، خدي نفس عميق... وغمضي عينيكي، وأنا أوعدك مش هتحسي بحاجة. وإلا نجيبلك كريم تخدير، إيه رأيك؟"



زينب عضّت شفايفها وترددت، قلبها بين الرعب وإصرار زياد اللي بيضغط عليها.، بتبص له بريبة وهي مشدودة الأعصاب:

زينب (بتوتر):

"إيه ده يا باشا ؟! إنت بتقول كبسولة في ذراعي؟! طب ما ... التليفون معايا. ليه توجعني؟!"


زياد ابتسم ابتسامة صغيرة فيها سخرية:

"لو التليفون وقع منك؟ أو اتكسر؟ أو خَدوه منك؟ هنوصلك إزاي ساعتها؟"


زينب رفعت صوتها وهي متضايقة:

"طيب في هدومي! يعني لازم تشكشك في جسمي؟! أنا مش عروسة لعبة في إيدك!"


زياد غمض عينه لحظة كأنه بيكتم عصبيته، وبعدين بص لها بجدية:

"لو حطناه في هدومك هيتكشف أول ما يفتشوك... الشبكة دي مش لعبة. الناس اللي وراها دمّهم بارد، وأول حاجة بيعملوها يفتشوا أي واحدة قبل ما يدخلوا معاها أي شغل. إنتي عارفة لو لَقوا الجهاز... هيعملوا فيك إيه؟"


صمتت زينب لحظة، قلبها بيرتعش لكن عينيها متحدية.

زينب (بصوت واطي):

"وأنا ماليش رأي؟ أنا موافقة على إني أساعدك، بس مش أكون حقل تجارب."


زياد قرب منها خطوة، صوته منخفض لكن مليان قوة:

"هو ده الضمان الوحيد لحياتك يا زينب. لما أقولك إحنا هنوصلك في أي وقت... يبقى لازم أكون واثق إني هقدر أعمل كده. الكبسولة صغيرة، مش باينة، وهتحميكي أكتر من أي سلاح."


بصت له زينب بعصبية وهي عاضّة شفايفها:

"يعني حياتي هتبقى مربوطة بحاجة مش حتى بإيدي...!"


زياد رد وهو ثابت:

"حياتك دلوقتي مربوطة بينا وبين شجاعتك. اختاري: يا أمان كامل... يا خطر مميت."


زينب عضّت شفايفها وترددت، قلبها ما بين الخوف اللي بيشلّها وإصرار زياد اللي بيضغط عليها.


طلع الدكتور علبة صغيرة وفتحها قدامها، جاب كبسولة معدنية لامعة، ومعاها جهاز صغير تاني للأذن.


زينب (بصوت عالي وهي راجعة لورا):

"إيه كل ده؟! انتو ناويين تعملوا فيّا إيه؟!"


الدكتور بهدوء:

"دي كبسولة صغيرة جدًا هتتحط في دراعك، تقدر تتابعك وتحدد مكانك في أي وقت. والجهاز التاني سماعة دقيقة، هتركبيها في ودانك عشان تفضلي على اتصال معانا طول الوقت."


عينها اتسعت أكتر، ودموع القلق بدأت تنزل:

"كبسولة! في دراعي؟! لأ... مش ممكن! مش هلعب معاكم التجارب دي."


قرب منها الدكتور بخطوات ثابتة وهو ماسك الجهاز، فجأة زينب شهقت بصوت عالي وصرخت:

"لاااااا! بلاش! ابعد عني!"


زياد اتدخل بسرعة، شد الكرسي برجله وقرب منها وهو بيبصلها بحدة تخليها تتجمد مكانها:

"هتفضلي تصرخي زي العيال؟! دي مش لعبة يا زينب. دي حياتك... وحياة ناس تانية هتتحمي بسببك."


زينب (بترتعش وصوتها مكسور):

"بس أنا... أنا بخاف... والله بخاف من أي حاجة تدخل في جسمي!"


الدكتور بابتسامة مطمئنة وهو بيرفع إيده:

"بصي... ولا نقطة دم هتنزل. الموضوع أبسط مما تتخيلي."


زياد مال عليها بصوت واطي لكنه مليان تهديد:

"اختاري... يا الجهاز ده يركب دلوقتي... يا إمّا هخرج وأسيبك تواجهَي اللي برا لوحدك. عارفة كويس مصيرك هيبقى إيه."


طلعت زينب على الكرسي، كانت لابسة قميص أسود تحته بادي أحمر وبنطلون أسود. بدأت ترفع الكم والقميص، لكن البادي كان ضيق ومحبوس على دراعها، خلى الدم مايتحركش كويس.


الدكتور هز راسه باعتراض:

"لا... كده مينفعش. البادي ضيق وحابس الدم، ولو زرعت الكبسولة هينزل دم كتير. لازم تخلع البادي."


زينب فتحت عينيها بدهشة وصوتها عالي:

"إنت بتقول إيه!؟ إنت سامع نفسك كويس؟!"


بصّت ناحية زياد مستنجدة، لكن الدكتور وجّه الكلام له:

"مفيش حل تاني... يا يتخلع، يا منعرفش نركب الجهاز."


زياد نفخ بضيق، قام من مكانه واقترب منها بخطوات ثابتة.

زياد (بحدة):

"تعالي يا زينب... خليني أحلّها."


زينب بدأت تهز راسها بخوف:

"لا... لا تقرب! أنا هلاقي طريقة-"


لكن زياد مد إيده بقوة، وبضغطة واحدة مزّق الكم بتاع البادي.

صوت القماش وهو بيتقطع ملأ الغرفة.


شهقت زينب، بصت له بصدمة ودموعها على وشها:

"إييييه ده! بوزت البادي الجديد! ده بـ150 جنيه... و بالعافية نزلت البياعة 20 جنيه عشان آخده!"بعد فصال 


زياد رفع حاجبه، ماسك بقايا الكم في إيده وهو بيضحك بسخرية:

"يعني حياتك كلها دلوقتي واقفة على 150 جنيه يا زينب؟"


زينب (بتتنفس بعصبية):

"أيوه! يمكن هو أرخص من حياتكوا وألعابكم دي... بس بالنسبة لي تمن غالي! أنا بتعب عشان أجيب حاجة لنفسي."


الدكتور ابتسم بخفة وهو بيجهز الجهاز:

"يلا يا جماعة... نخلص أحسن ما البادي يبقى ضحية أخيرة."


زياد انفجر فيه الصبر وهو بيزعق:

"يا زينب... أنا هموت ونفسي أنام! ومش عارف مصيرك هيكون إيه! خلّصيني عشان أقدّمك حرب برا... إنتي مش فاهمة إنك بقيتِ في لعبة أكبر منك بكتير؟!

لازم نتابعك يا زينب... واحتمال كبير ينقولك على القاهرة... وأنا مضطر أسافر وراكي وأفضل أراقبك... بالله عليكِ، تعاون معايا! ووعد... أجيبلك بادي غيره."


زينب رفعت راسها بعناد، دموعها لسه متعلقة في عينيها، وهزت راسها بالنفي:

"شكرًا... مش عاوزة تشتري ليا حاجة. أنا أخيطه... وأحافظ على تعبي زي ما هو."


زياد ضرب كفّه في الطاولة بضيق وهو بيشيح وشّه بعيد:

"إنتي بتعانديني ليه يا بنتي؟! ده حياتك على المحك!"


التفتت زينب للدكتور وهي بتشد نفس طويل:

"يلا يا دكتور... ركب بسرعة وخلصني. وهو يروح ينام بقى، يمكن يروق من النكد."


ابتسم الدكتور بخفة وهو بيحضّر المخدر:

"ما تقلقيش، الموضوع بسيط."


اقترب منها، مسح مكان الحقن بمطهر، وقال بهدوء:

"خدي نفس عميق... مش هتحسي بحاجة."


شهقت زينب وهي بتغمض عينيها بإصرار:

"ركّب... وخلصني."


بدأ الدكتور يدخل الكبسولة في ذراعها بدقة... وزياد واقف يراقبها بعينيه، مزيج بين الغضب والإعجاب من قوة عنادها.


---


شعر زياد بخوفها الحقيقي، رعشة جسمها اللي بتنفض زي العصفور المبتل.

اتقرب منها بهدوء، مدّ كفه، وحط إيده في كفها التانية...


زينب ارتجفت، وبعدين بهدوء... بدأت تحس بحرارة إيده، كأنها بتسحب منها الخوف.

بعد لحظات... غمضت عينيها، تايهة بين خوفها وده اللي مش فاهمة ليه بيطمنها.


زياد فضّل يبص لها، يتأمل تفاصيلها الصغيرة... أول مرة يشوفها سايبة نفسها من غير ما تعاند أو تتحدى.

ساعتها ساب إيدها بهدوء، وحس بنفسه بيرجع ياخد نفسه.


الدكتور خلص جهاز الذراع، وانتقل على ودنها...

وفي اللحظة اللي دخل فيها الجهاز مرة واحدة، صرخت زينب من الوجع، ودموعها نزلت غصب عنها.


زياد رجع بسرعة، مسك إيدها بقوة، مسح دموعها بأطراف صوابعه.

قلبه اتقبض من وجعها، فكر يلهيها... يبعدها عن الألم.


بصّ لها بابتسامة خفيفة وسأل فجأة:

"هو... إنتِ حبيتي قبل كده؟"


---

#عشقت 

#فتاة #المصنع #الكاتبة #صفاء #حسنى 

---


في غرفة العمليات

إيمان على السرير، إيديها متشبكة في إيد مؤمن اللي بيبصلها وكأنه بيتعلق بيها:

مؤمن (بعينين حمرا من الدموع وهو بيقرب):

"أنا بعشقك يا إيمان... هتقومى بالسلامة، وهتكونى بخير...

اسمعيني... أوعدك من هنا ورايح أنا اللي هعمل كل حاجة. أغسلك المواعين... أطبخ... وأنتِ كفاية عليكي الأولاد. بس بالله عليكي، ما تسيبينيش... مفهوم؟"


إيمان بتنهّد، صوتها ضعيف:

"مش عارفة ليه يا مؤمن... بعد ما حسيت إني ارتحت... بقيت حاسة إن نصيبي مش مكتوب، وحاسة إني عايزة أنام... أنام نوم طويل."


مؤمن شد إيديها أكتر، صرخ وهو بيترجاها:

"إوعى... إوعى تنامى وتسيبيني يا إيمان. إنتي حياتي كلها."


دخل الدكتور ومعاه طاقم التمريض، بابتسامة هادية:

"متقلقش يا أستاذ مؤمن... هي دلوقتي تحت تأثير المهدئ."

وبهدوء وهو بيحقن في ذراعها:

"نامت عشان المهدئ... مش عشان حاجة تانية. سيبنا دلوقتي نكمل الإجراءات."


خرج مؤمن متردد وخطواته تقيلة كأنه بيجر روحه معاه.

وقف في طرقة المستشفى، رايح جاي، إيده على راسه وعينيه للسماء:

"يا رب... يا رب قومها بالسلامة... خد من عمري وأديهولها."


في غرفة الانتظار

سعاد قاعدة ناحية، ومنى في الناحية التانية. الجو كله توتر وسكون.

منى دموعها بدأت تنزل رغم محاولتها تخفيها.

سعاد قربت منها بهدوء، مدت إيدها ومسكها:

"عارفة... إنك بتكرهي حب إيمان ليا. يمكن حاسة إن بنتك الوحيدة بعيد عنك... ويمكن ساعات بتحسي إنك عايزينى اختفي من حياتها."


سكتت لحظة، دموعها بتنزل هي كمان، وكملت:

"بس والله يا منى... عندك حق. غصب عني. إيمان كانت ظهري وسندي... الحماية اللي وقفت معايا في كل حاجة. مش قدرت أستغنى عنها لحظة."


---


غرفة الانتظار - المستشفى

الهدوء مش بيفصل غير صوت دعاء مؤمن من بعيد.

سعاد شدّت إيد منى فجأة، بصت لها بعينين مليانة دموع وبدأت صوتها يرتعش:


سعاد:

"فاكرة يا منى... وهي صغيرة... لما كنت بشتكيلك من جوزي اللي كان بيضربني؟

فاكرة وقتها مكنش ليا ضهر غير إيمان... هي اللي كانت بتحضني وتربط على ضهري؟

متنسيش كمان... لما جيت لحد عندك واترجيتك تساعديني... تخلي جوزك يدخل يمنع بنتي تتجوز وتسافر."


ابتلعت ريقها بصعوبة:

"فاكرة قلتلي إيه وقتها؟

قلتيلي... (ممكن لما تتجوز ترتاح من أبوها يا سعاد)."


منــى سكتت، راسها نزلت لتحت والدموع غلبتها.

سعاد رفعت صوتها وهي بتختنق:

"أنا وقتها اتصدمت... سألتك... لو بنتك إنتي تقبل تتجوز قبل ما تكمل 18 سنة؟

فاكرة ردك؟ قلتيلي... (ظروفنا مش زي بعض... وإنتي اللي اخترتي جوزك)."


وقفت لحظة تلم نفسها، وبعدين واصلت:

"اترجيتك بالله... جوزك يعرف مسؤولين كبار كان ممكن يمنعوا السفر عشان كانت لسه قاصر.

بس إنتي... اعتذرتي. وقلتي (عندي مشوار ضروري... نتكلم وقت تاني)."


سعاد دموعها نزلت بغزارة:

"وقتها... إيمان عرفت باللي حصل... بصتلي وقالت: (ما تتذلّيش لحد يا أمي)."


رفعت عينيها في وش منى مباشرة:

"إنتي عارفة... لو لحظة واحدة بس... فكرتي تعاملي بضميرك...

مكنتش بنتك تبعد عنك النهاردة."متجيش تلوميها على حبي ليها وحبها ليا. 


---


منى قاعدة مكسورة، سعاد جنبها لسه ماسكة إيدها. فجأة يدخل عماد متوتر، صوته عالي:


عماد (بانفعال):

"إيه اللي سمعته ده يا منى؟! إيمان ؟!

إمتى الكلام ده؟! يعني كنتي عارفة إنهم يجوزها ؟ ومبلغتنيش؟!"


وقف قدامها  وهو بيرتعش من الغضب:

"إزاي يا منى؟! إزاي سكتي؟! ده كان ممكن أعمل المستحيل وأجيبها… كنت على الأقل عرفت الحقيقة من بدري وأنقذت بنتك قبل ما توصل للي هي فيه دلوقتي!"


منى انهارت فجأة، دموعها نزلت غصب عنها:

"آه… كنت عارفة… وكنت هقولك يا عماد… بس رهف منعتني.

قالتلي: (لو دخلت في حياتهم… أبوها يموتنا يا ماما).

أنا… أنا خفت."


دخل مؤمن على صوت الصريخ، وشه مصدوم وعينيه بتلمع من الدموع:

"إيه… إيه اللي بتقوليه ده؟! يعني إنتي كنتي عارفة؟! كل اللي حصل لإيمان… كل اللي اتعذبته… وإنتي ساكتة؟!"


منى بتنهار أكتر، صوتها بيتقطع:

"أنا مكنتش عارفة اللي هيحصل… والله ما كنت عارفة…

وبعد كده جالي اتصال إن رهف اتضربت بالنار… حسيت الدنيا بتتهد…

أنا وقتها اتجمدت، اتشلّت من الخوف… أقسم بالله مكنتش عارفة أعمل إيه!"


عماد رفع إيده بعصبية وبعدين وقعها وهو منهار:

"إنتي ضيّعتِ بنتك يا منى… مش أنا.

إيمان اتظلمت… بسبب سكوتك."


سكتت الطرقه، وصوت بكاء منى بيملى المكان.

ومؤمن رجع خطوة لورا، حاسس إن قلبه بيتقطع وهو بيبص ناحية غرفة العمليات:

"يا رب… يا رب ما تكتبش عليها نهاية زى ما انتقمت من إلا ظلمتها انصرها ."


---


فلاش باك – 


اتصل مهاب ب  مومن، عينيه محمرة من البكاء، صوته متهدج:

مهاب:

"إحنا… كنا متابعين مع أحسن الدكاترة هنا.

رهف دخلت العمليات… فجأة قالوا: (تسمم حمل).

مش عارف إيه اللي حصل… كل حاجة كانت تمام… وفجأة ماتت."


مومن واقف مذهول:

"إزاي يعني؟! رهف كانت كويسة! تسمم حمل إيه؟!"


مهاب بيتنهد، يمسح دموعه، صوته بينكسر:

"اللي ما تعرفوش يا مومن… إنها مش مجرد غلطة.

دي كانت… كارثة متعمدة."


مومن (منهار، بيرتعش):

"كارثة إيه؟! اتكلم!"


مهاب (يقرب ويبص  على حاجه بعمق ويكمل كلامه ):

"في دكتور… من اللي كانوا جوه.

أمه زمان ماتت في مستشفى بسبب حقنة شرج غلط حطتها لها ممرضة قريبتها، وأمه وقتها ،كانت تعبانة بسيط… وماتت. وبعد كده عرف انهم باعوا اعضها 

من يومها وهو شايل غل… شايل موت أمه جوا قلبه.

الدكتور ده هو اللي قال رهف حالتها خطيرة… هو اللي أصر إنها تتحول هنا… وهو اللي خلص عليها."


مومن وقع على الكرسي ، مش قادر يستوعب، دموعه نازلة، يهمس:

"يعني… رهف اتقتلت؟! ده مش موت ربنا؟!"

يغلق الهاتف ويظهر  مهاب داخل غرفة :


مهاب وهو واقف قدام جثة رهف، يبتسم ابتسامة باردة، يمد إيده يلمس جبينها، ويتمتم:

"نامي يا رهف… انتقمتي لي من غير ما تعرفي."

"أيوه يا رهف… أنا كنت الدكتور ده.

أنا اللي خططت وقربت منك… لحد ما وثقتِ فيّ… حكيتِ لي كل أسرارك… حتى لما حسيتِ إني حبيب.

وأنا؟ كنت بديكي منع حمل من وراكي… وأوهمتك إني بحافظ عليكي.

لما وقعتِ في إغماءة… طلعتلك النتيجة إنك حامل… ورتبت مع زميلي كل حاجة.

جبتك هنا… وخلصت عليك.

زي ما عملوا في أمي… اتعمل فيكي.

بس الفرق… إنك ضحكتي على نفسك وصدقتي حبي.

دلوقتي… أخيرًا… أنا انتقمت."


يرجع مومن للواقع  

بيجري ناحية غرفة العمليات، وشه متوتر، عرق نازل من جبينه.

بدأ يخبط على الباب بعنف:


مومن (بيصرخ بانفعال):

"افتحوا الباب! اقسم بالله لو ما فتحتوش الباب هوديكم في داهية… أنا لازم أكون مع إيمان!"


الكل واقف مذهول من انفعاله.

الدكتور الرئيسي يطلع بره للحظة، ينظر له بهدوء، ثم يتنهد:

"طيب… بس لازم تلبس ملابس التعقيم."


لقطة سريعة: ممرض بيساعد مومن يلبس اللبس الأزرق، الكمامة، الكاب، وهو إيده بترتعش.


---


غرفة العمليات


إيمان نايمة على السرير، مغمضة عينيها، تحت تأثير البنج النصفي.

مومن يدخل… يقرب منها… يمسك إيدها ويقبلها هامسًا:

"أنا هنا يا إيمان… مش هسيبك أبداً."


الدكتور يبدأ الشغل…

المشرط يفتح طبقة وراء طبقة… صوت الأجهزة بيدق… ومومن عينيه مليانة رعب، مش قادر يصدق اللي بيشوفه.


وفجأة… صرخة طفل تملأ الغرفة.

الممرضة تشيله بابتسامة وتقول:

"مبروك… ولد!"


مومن عيونه تدمع، يبتسم، يشكر ربنا:

"الحمد لله… يا رب لك الحمد!"


لكن الدكتور لسه مكمل… يوقف لحظة ويبتسم بخبث بسيط:

"واضح إن في مفاجأة تانية…"


مومن مذهول:

"يعني إيه؟!"


الدكتور:

"شوف بنفسك…"


وبعد لحظات… يخرج طفلة صغيرة، صوتها ضعيف وهي تبكي.

يمدها للممرضة اللي بترفعها قدام مومن.


الدكتور بابتسامة:

" الولد كان بره الرحم، لكن أخته لسه جوه.

واضح قوي… عِرق الظابط موجود فيهم قبل ما يتولدوا."


مومن يضحك والدموع على خده، ياخد بنته في حضنه بحرص، يبص للولد اللي في إيد الممرضة، يرفع عينيه للسقف:

"الحمد لله يا رب… أديتني ابن وبنت في لحظة كنت حاسس إني هفقد كل حاجة."


الكاميرا تقرب على وش مومن وهو بيبكي ويضحك في نفس الوقت… والإضاءة تبين إنها لحظة ميلاد مش بس توأم… لكن ميلاد أمل جديد للعيلة كلها.


#عشقت 

فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل ٧ 

زياد ماسك إيد زينب، يحاول يلهيها عن الألم:

"هو إنتِ… حبيتي قبل كده؟"


زينب تضحك بسخرية مُرّة، وعينيها فيها غصة:

"إحنا اللي زينا ملهوش في الحب يا باشا… حياتنا كلها شقى وتعب، وجري ورا لقمة العيش والكرامة.

مش فاضيين للحب."


الدكتور يخلص تركيب الجهاز في ودنها.

زينب تتنفس بعمق، تعدل هدومها، تنزل كُم القميص وتشد بقايا كُم البادي، من إيد زياد، وتحطه في جيب البنطلون.


تقول وهي واقفة:

"أنا خلصت أول خطوة… أخرج بقى."


تتحرك ناحية الباب، لكن زياد يقفها بإشارة إيده.

"استني. البنات مستنيينك برا… بلغناهم إننا بنحقق معاكي. كده المفروض."


زينب تبتسم ابتسامة هادئة، فيها تحدي:

"عيب يا باشا… أنا مش صغيرة.

محدش هيعرف اللي حصل هنا غيري وغيركم.

ولو حصل ونزلنا القاهرة؟ ساعتها أقولهم ببساطة: جالي شغل هناك.

يارب بس نخلص الموضوع بسرعة… عشان أركز في أكل عيشي."


زياد يثبت نظره عليها، معجب بدهاءها وثباتها.

أما هي، ترفع شنطتها، وتفتح الباب بخطوة ثابتة، كأنها بتقول: "أنا مش لقمة سهلة."

فتحت زينب الباب، أول ما خرجت اتلمّوا عليها البنات بقلق:

"خير يا زينب… في مشكلة؟"


زينب هزت راسها بابتسامة مطمئنة:

"لا يا بنات… كله تمام. كانوا بس بيسألوني عن اللي حصل في القاهرة… وطلبوا مني أنزل هناك أحكي اللي شفته.

بس اطمنوا… كل واحد هيتحاسب على اللي عمله. المهم دلوقتي نركز في المصنع."


اتبدلت ملامح البنات من القلق للفرحة، واحده منهم قالت:

"الحمد لله يا زينب، قلبنا كان هيقف من الخوف."


زينب بصوت فيه حزم وحنان:

"خلّوا بالكم… مفيش حاجة أهم من شغلكم وكرامتكم. المصنع لازم يفضل شغال وإحنا واقفين على رجلينا."


ضحكوا البنات وانبسطوا، وخرجوا سوا بخطوات مليانة أمل.


لكن… زينب فجأة لفت نفسها بخفة، عينيها وقعت على زياد.

كان واقف بعيد، بيتابع المشهد كله من غير ما يقول كلمة.

نظراتهم اتقابلت للحظة… نظرة فيها تحدي من ناحيتها، وشيء غامض من ناحيته، مزيج بين الإعجاب والقلق.


اللقطة تتجمد على عيونهم الاتنين… كأنها بداية لعبة شد وجذب.


---

وصلوا المصنع 

البنات دخلوا سوا فرحانين، ضحكهم يملأ المكان.

زينب كانت ماشية وراهم، فجأة رن موبايلها.

وقفت خطوتين قبل ما تدخل، بصت للشاشة  وبعدين ردّت.


من جوه المصنع، صوت البنات بيضحكوا:

"أهو خلاص بقينا أحرار، هنشتغل ونثبت نفسنا."


خطت زينب خطوة  بعيد عن المصنع، لان مفيش شبكة 

وأثناء حديث البنات …اتفتح الباب الكبير، ودخل شاب طويل، عيونه سود بيلمعوا، لحيته خفيفة وصوته واثق:

"أنا صاحب المصنع الحقيقي."


البنات اتجمدوا مكانهم،. 

بتقول إيه..... 

الشاب صاحب المصنع أكمل  ووشه جدي:

"أنا صاحب المصنع… وصلي إشعار إن إلا ال توكيل إلا كنت عمله   للمدير العام،  اتنقل النهاردة لقيته  متنقلة باسم كذا بنت… ممكن أفهم إيه اللي بيحصل؟"


قامت بنت من الصفوف وقالت بعصبية:

"حضرتك بقي رئيس العصابة؟"


اتسعت عيونه بصدمة:

"عصابة إيه؟! أنتم اقتحمتوا مصنعي ونقلتوا التوكيل باسمكم!"


البنت تمالكت نفسها وبدأت تشرح:

"شوف حضرتك… محمد كان مشترك مع عصابة في القاهرة، وكانوا بيخدروا البنات ويبعوهم… وبعد كده انت فاهم الباقي. فلو انت مش منهم… اختار بنفسك مين مننا يدير المصنع ويتواصل معاك."


انصدم الشاب، شهق وحط إيده على جبينه:

"إيه… إيه اللي بتقوليه؟! أنا كنت مسافر أجيب ماكينة حديثة عشان نطور في الشغل… مكنتش اعرف حاجة 

انا استفسر عن الموضوع لكن 

أهم حاجة دلوقتي ،المصنع يشتغل. رشحوا لي مين؟"


ابتسمت بنت ثانية وقالت:

"زينب… شاطرة جدًا."

.......... 

فى الخارج 

عند زينب رفعت الموبايل عن ودنها:

"ألو… ألو… مين؟"

مفيش صوت، بس الشبكة ضعيفة.


مشيت خطوتين زيادة لورا، لقت المكان أوسع وفيه هواء خفيف.

فجأة، صرخة ست كبيرة رجّت المكان.


زينب شافتها مرمية على الأرض، شعرها أبيض ووشها مجهد، بتتلوى من الوجع.

اتجمدت ثواني، وبعدين اندفعت عليها:

"يا ساتر… إنتِ كويسة يا حجة؟!"


في اللحظة دي، كان زياد بيتابع كل حركة من خلال شاشة الكمبيوتر، قلبه دق بسرعة.

ضغط على المايك:

"زينب! اقفي مكانك، إوعى تقربي!"


زمت شفايفها ولفت بعصبية:

"إنت بتقول إيه؟ الست واقعة ومش قادرة تقوم… وانت تقولي إوعى تقرب؟"


صوته جه حاد وواضح:

"الموضوع مش طبيعي، ممكن يكون فخ!"


زينب هزت راسها بعناد، 

"انت شخص غريب يا باشا… أنا مش هسيب بني آدم يتوجع قدام عيني، حتى لو كان فخ زي ما بتقول."

وركعت جنب الست وهي بتحاول تساعدها تقف:

الست الكبيرة مدت إيدها ترتعش ناحية زينب… وعينيها فيها حاجة غامضة، كأنها بتخفي سر.


.

فجأة، الست طلعت بخاخة ورشت في وش زينب مادة غريبة.

صرخت زينب وحاولت تستنشق، لكن رجليها واهنة.

في اللحظة دي، ظهر شابين من الخلف، مسكوها بقوة.


فى المصنع 

كان الشاب صاحب المصنع وقف لسه مستني رد،

فجأة صوت صرخة مدوي برا.

جرى هو والبنات بره…


شافوا المنظر:

العربية السوداء الكبيرة والشباب بيزقوا زينب ويدخلوها جوه.

البنات بدأوا يصوتوا ويجروا ناحيتهم:

"زينب! زينب!"


الشاب اتنفض، عينه ولعت غضب:

"إيه اللي بيحصل هنا؟!"


العربية اندفعت بسرعة وسط صرخات البنات اللي بيحاولوا يلحقوها.

البنات واقفين مصدومين، أصواتهم متقطعة وعيونهم مليانة رعب.

واحدة منهم قالت بصوت مرتعش:

"أكيد واحدة فينا… تبع العصابة! عارفين مكانها وخطفوها بسرعة كده إزاي؟"


الشاب صاحب المصنع تنهد، وجهه متحجر بس عينيه مولعة غضب:

"كفاية! كل واحدة ترجع المصنع فورًا… وأنا هتصرف."


البنات، رغم خوفهم، رجعوا ببطء جوه.


---


في مكان آخر – العربية السوداء


زياد كان بيراقب من بعيد، ملامحه مش مريحة.

قال للظباط اللي معاه:

"اعملوا تحريات فورية عن الشاب ده… إيه علاقته بالمصنع وزينب. وأنا هتابع ورا العربية دي بنفسي."


هز ظابط راسه:

"تمام يا فندم."


فتح السواق الباب الخلفي، نزل واحد من الظباط بسرعة، اتقفلت العربية، وبدأوا يتتبعوا الإشارة اللي طالعة من الكبسولة المزروعة في ذراع زينب.


---


داخل المصنع


الشاب واقف متوتر، ماسك تليفونه بإيد بتترعش،

"لازم ألحقهم بسرعة… وأبلغ الشرطة. بس الأول… الشغل مايتوقفش."


بص للبنات وسأل بصرامة:

"مين هنا الأقدر تدير وتتابع الشغل لحد ما أرجع؟ شحن المكنة… شحن القماش… والطلبات كلها لازم تخرج في معادها."


واحدة من البنات أشارت بتردد:

"مدام شيماء… أكبرنا وبتفهم كويس."


مد الشاب رقم تليفونه لشيماء:

"خدي… ده رقمي. أنا هبعتلك شرح مفصل بكل حاجة. أي مشكلة تكلميني فورا."


سلمها المسؤولية وخرج يجري، ركب عربيته، دق الدركسيون بعصبية وصرخ:

"ولاد الحرام! مش كفاية محمد؟ لازم يجروا على زينب كمان؟"


رفع الموبايل بسرعة، اتصل بحد:

"الو… رجالة جاسر مالهم بزينب؟"


المتصل رد ببرود:

"مين زينب؟"


اتغير صوت الشاب لزئير غضب:

"إنت بتهزر معايا؟ احكيلي كل اللي حصل بين محمد وجاسر من الأول للآخر… دلوقتي حالًا!"


المتصل اتلخبط وبدأ يحكي:

"بعد ما جاسر خرج من السجن… وعرف إن محمد اترفد واتسجن بسببها… بعت رجالة ياخدوها. دي أوامر."


الشاب شد نفسه من الكرسي ونفخ بغضب مكبوت:

"يا ولاد الحرام… أنا أغيب يومين تمشوا بمزاجكم؟! لا… المرة دي هربيكم بنفسي!"

.......   ..... 

داخل المستشفى عند مومن وايمان 

الدكتور بيخيط الجرح بهدوء، عرقه نازل من التركيز. بعد لحظة رفع راسه، وابتسامة صغيرة ظهرت على وشه:

– الحمد لله… العملية نجحت. الأم بخير… والتوأم زي القمر.


مومن واقف قدام السرير، عينيه مثبتة على إيد الدكتور، بيتابع كل غرزة كأنه بيحسبها بنفسه. قلبه بيدق بسرعة، لكن أول ما شاف الدكتور وهو بيقفل الجرح على خير، قال في سره:

– الحمد لله… ربنا ستر. ويتذكر 


فلاش باك

مومن بيتصل بوالدته قبل الولادة:

– أمي… إيمان دخلت تولد، وطنط سعاد وطنط منى معاها. ابعتلك حياة ومراد يقعدوا معاك.


الأم ابتسمت رغم قلقها:

– أكيد طبعًا يا حبيبي.


وقبل ما يدخل غرفة العمليات، اتصل بيها تاني:

– أمي بالله عليكي، خدي مراد وحياة وتعالي على طول. أنا داخل مع إيمان الولادة… بخاف يحصلها حاجة زي ما حصل لرهف.


الأم بصوت واثق:

– حاضر يا ابني… إحنا مسافة السكة عندك.


الواقع

بعد وقت، وصلت الأم والأب المستشفى، قلوبهم مشغولة. أول ما دخلوا سألوا عند الاستقبال:

– هو فين مومن؟ فين إيمان؟


الممرضة بابتسامة مطمئنة:

– هما جوه في العمليات، ومومن واقف معاها.


إيد الأم كانت بترتعش من القلق، مسكت الموبايل واتصلت بمومن.


📞 رد بسرعة بصوت متوتر لكنه هادي:

– أنا مع إيمان يا أمي… ما تقلقيش. أهم حاجة تبقوا قريبين من باب العمليات. أول ما تولد وتبقى بخير، هبعتلكوا الأطفال مع الممرضة.


الأم بصت لوالده والدموع مالية عينيها:

– ربنا يقومها بالسلامة… إحنا في انتظاره.


باك 

الممرضة قربت من باب العمليات شايلة التوأم، لكن مومن رفع إيده وقال لها بهدوء وحزم:

– استني شوية لحد ما أطمن.


سحب الموبايل بسرعة، وبعت الرسالة:

📩 "الحمد لله ربنا رزقنا بتوأم، الممرضة طالعة بيهم استلموهم وخالوا عيونكم عليهم كويس."


وقف يتابع الشاشة بلهفة، قلبه بيخبط من القلق. ثواني معدودة وجاله الرد:


👩‍🦳 أمه: "يا روحي الحمد لله 🙏… عيوننا عليهم من قبل ما يوصلوا. ربنا يحفظهم ويحفظك يا بني."

👩‍🦰 سعاد: "مبروك يا مومن 😭❤️ التوأم في عيوننا… إنت بس اطمن على إيمان وإحنا هنا."


ابتسم مومن لأول مرة من ساعة ما بدأت العملية، وغمز للممرضة:

– اتفضلي… خرجيهم دلوقتي.

خارج غرفة العمليات

وفتحت الممرضة الباب بخطوات هادية، وخرجت وهي شايلة التوأم، عيون أم مومن وسعاد مليانة دموع فرح وهما بيستلموهم بحنان.


الممرضة طالعة شايلة التوأم… مراد وحياة.

صرخة فرحة سعاد قطعت الصمت:

"يااااه… نوروا حياتنا بجد!"


إيمان بدأت تفوق بهدوء، تتنفس ببطء وابتسامة ضعيفة على شفايفها.

شافت مومن واقف قصادها، عيونه كلها قلق وحب، مد إيده بسرعة ومسح على جبينها.


"إيمان… الحمد لله قمتي بالسلامة. التوأم زي القمر… نور حياتنا."


ابتسمت وهي بتغمض عينيها تاني:

"أنا حاسة إني ولدت دنيا جديدة… مراد وحياة."


مومن انحنى وقبل إيدها:

"وأنا وعدت… مش هسيبك أتحمل حاجة لوحدك تاني."


---


خرجت الممرضة من غرفة العمليات شايلة التوأم، وقبل ما تنطق بكلمة جريت عليها أم مومن وهي عيونها مليانة دموع، مدت إيديها بسرعة وخدت الطفل الأول فى حضنها، قلبها كان بيرتعش من الفرحة والخوف سوا.


أما سعاد، إيدها كانت مهزوزة لكن خدت الطفل التاني وضمتها كأنها بترد على سنين وجع وخوف، كأن البنت دي ولادتها ليها شخصيًا.


في اللحظة دي، جريت حياة ومراد (الكبار) لحد ما وصلوا، عيونهم متعلقة بالبيبهات الصغيرين. وقفوا متحيرين، مش فاهمين بالظبط إيه اللي بيحصل.


سألت حياة ببراءة وهي مشيلة راسها لفوق:

– دول مين يا تيتة؟


انحنت سعاد وقالت بابتسامة ودموع بتنزل من غير ما تسيطر:

– دول إخواتكم يا حبايبي… ربنا رزقكم بيهم.


اتسعت عيون مراد بدهشة وقال وهو مش مصدق:

– يعني دول هييجوا يلعبوا معانا؟


ضحكت أم مومن من قلبها، وهزت راسها وهي تبص على أحفادها الأربعة، والدموع ماليه عينيها:

– أيوه يا روحي… دول عيلتكم كبرت، ومبقوتيش اتنين بس.


الكل كان باصص على التوأم، مفيش ثانية عايزين يرمشوا عشان ميضيعش منهم المشهد ده.


عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 8

إيمان أخدت نفس تقيل وهي بتفتح عينيها على نور أبيض باهر من لمبات العمليات.

رمشت كذا مرة، وبصت حواليها مرتبكة… أول ما وقع نظرها على مومن واقف جنبها، ابتسمت ابتسامة ضعيفة جدًا.


إيمان بدأت تتحرك في السرير، صوتها لسه تايه وملخبط، والكلام خارج منها من غير وعى. وهى تحت تأثير البنج 


بصوت متقطع:

– حياة… متجيش ورا المطبخ… أنا عاوزة أعمل الأكل… أبوكي لو ماكلش… يطلقني…


مومن قاعد جنبها، ماسك إيدها، بيضحك ودموعه بتنزل من الفرحة والخوف اللي فات.


إيمان تكمل وهي مغمضة عينيها:

– مراد… لازم تتعلم تلابس هدوم… عارفه إنك صغير… بس أنا مش قادرة والله… هو أنا أعمل أكل إيه النهاردة؟ أكلم ماما سعاد أسألها؟… لا… ماما منى هتزعل… طيب حماتي… لا… هي مش بتحبني… ومش مصدقة كل اللي حصل… ومعتبراني خطفت الرجالة… وخطفت مومن من رهف…


ضحكة مكتومة خرجت من مومن، قلبه بيتقبض  لم يسمع  اسم "رهف"، وانصدم ان ايمان سمعت مامته وهى بتتكلمه وكتمت جوها 


إيمان تنهدت فجأة، وكلامها اتشقلب أكتر:

– هو أنا في الجنة صح؟… ولا في البحر؟… الناس بتغرق… وإحنا هاربين… أنا شوفت الطفل اللي مات في البحر الأسود في تركيا… كان قدامي… مومن… جي على تركيا… ده بجد؟ أنا لازم أشوفه… وحشني أوي… هو أنا بقول إيه؟… هو أنا فين؟


مومن مسك راسه وضحك بحرقة، ضحك من خوفه عليها ومن كلامها العفوي:

– يا رب يا إيمان… إنتي شايل كل ده قلبك 


بص لها وهو ماسك إيدها بقوة، قلبه بيدق بسرعة:

– بحبك يا إيمان… وربنا يخليكي ليا وللعيال.


إيمان بتفتح عينيها نص فتحة، باين عليها لسه تحت تأثير البنج، صوتها مبحوح وملخبط:

– أنا… كمان  بحبك يا مومن… بس اسمع… انت بقى اللي هتربي العيال… أنا هطير فوق السحاب دلوقتي… ؟ وبدت تغنى 


نظرة عيونه جامدة

صابتني بسهم صايب

جامد وبتاع مصايب

كان مالي أنا بالكلام ده

ض


حك مومن أنا بتاع مصايب 


كانت بتكمل ايمان 

لو غاب وتقل عليا

بتبوظ حالتي النفسية

واتعب واخد أدوية

وعيونه بشوفها بهدى


يا جماعة الولا مجرم خطير

خلاني اطير اطير اطير

فوق السحاب

وده شغل كبير كبير كبير


ويا عيني الولا مجرم خطير

خلاني اطير اطير اطير

فوق السحاب

وده شغل كبير كبير كبير


مخضوضة منه خضة

خلتني رايحة جاية

يا سلام لو جابلي وردة

كان ايه اللي هيجرا ليا


على طول تقلان عليا

والتقل عنده غيّه

عطشانه وهو مية

يروي احساسي واهدى


يا جماعة الولا مجرم خطير

خلاني اطير اطير اطير

فوق السحاب

وده شغل كبير كبير كبير


ويا عيني الولا مجرم خطير

خلاني اطير اطير اطير

فوق السحاب

وده شغل كبير كبير كبير


مومن مش قادر يمسك نفسه من الضحك، قاعد جنبها ماسك إيدها بإيدين الاتنين، عيونه كلها حب ودموع فرحة نازلة غصب عنه.

قرب منها وقال وهو بيهزر عشان يمشي معاها في جوها:

ـ "أنا مجرم وخطير كمان… الشيخة إيمان بتسمع أغانى من إمتى؟"


ضحكت إيمان بنص وعي وقالت بصوت متقطع:

ـ "أنا آه متديّنة… لكن عادي… انت خطير… خطير أوووي يا مومن."


ساعتها قلبه اتقلب، ضحك وهو بيبص فيها كأنه طفل لقى لعبته المفضلة، ودموعه نزلت أكتر وهو يهمس:

ـ "خطير علشانك إنتي بس… يا روحي."


وهتطيري فين يا قلبي ؟ إنتي في المستشفى يا روح قلبي… ولسه مخلفه توأم زي القمر.


– 


إيمان عينيها بتتفتح وتغمض، ولسانها سايب على الآخر:

– توأم؟… يعني اتنين مرة واحدة؟ يا مصيبتي… طب ازى يعني 5 

ضحك مومن وقالها 

لا كدة اربع اولاد قولى الله أكبر 

كملت ايمان 

ما إنت الخامس يا حبيبي 

أنا عاوزة بنت شبهك… وولد شبهى … شبه مين … هو أنا بقول إيه؟


مومن انفجر من الضحك، دموعه نازلة وهو بيبص لها:

– والله إنتي أحلى هدية في الدنيا يا إيمان… مكنتش اعرف انك دمك خفيف كدة، اكتشفتك وإنت تحت البنج بتضحكني. ودمك خفيف 


إيمان تتنهد وتقول بنعاس:

– بس أوعى… أوعى تتجوز عليا يا مومن… وتسبني زى ما جيت ليا وسبت رهف هقوم أقطعك… إنت وهى فاهم؟


مومن ضحك جامد وقبّل إيدها:

–  أنا واضح اتزل كتير بالموضوع ده حاضر يا ست الهانم… ولا أقدر أبص لغيرك.


وبعد لحظة نامت تاني بهدوء، وسيبت مومن يبصلها بابتسامة كلها حب وامتنان.

واتنقلت ل غرفة تأنى ومومن جانبها مسبهاش بعد وقت بدت تفوق ايمان  

إيمان (بصوت مبحوح):

– مـ…ـومن؟


قرب منها بسرعة، مسك إيدها وهو بيطمنها:

– أنا هنا يا حبيبتي… الحمد لله، عدّت على خير.


دمعة نزلت من عينها من غير ما تحس:

– العيال؟ هما بخير؟


مومن هز راسه بسرعة، وابتسم ابتسامة كلها فرحة ودموع:

– بخير يا روحي… زي القمر. ماما  ومامتك سعاد أخدوهم، ومراد وحياة واقفين معاهم دلوقتي.


ابتسامة خفيفة ظهرت على وشها، إيدها ارتعشت وهي بتحاول تضغط على صوابعه:

– الحمد لله… نفسي أشوفهم.


مومن قرب من وشها، وطبطب على جبينها بحنان:

– هتشوفيهم حالًا… بس إنتِ ارتاحي الأول. أنا مش هسيبك لحظة.

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

إيمان غمضت عينيها من التعب، بس ابتسامة هادية فضلت مرسومة على وشها، وراحت في نوم خفيف مطمّنة إن كل حاجة بقت بخير.


مومن قعد جنبها، عينيه متعلقة بيها كأنه بيشكر ربنا على كل نفس بتاخده.


راحت ولدة مومن الأمهات وسعاد ومنى ، وعيونهم كلها دموع فرحة.

مراد وحياة جريوا ناحيتهم، عيونهم بتلمع من الفضول والبراءة.


إيمان حاولت ترفع راسها وهي بتدور حواليها بصوت ضعيف:

– فين… فين ولادي؟


ابتسمت منى  وهي داخلة ووراهم  اتنين ممرضات شايلين البيبيهات ملفوفين في بطاطين بيضا عليها رسومات صغيرة.


أول ما شافتهم ايمان ، دموعها نزلت أكتر، بدت ترفع نص جسمها بمساعدة مومن وكانت مش قادرة وبعد وقت ومحاولة. قدرت تقعد نص قاعده 

أخدت الأول في حضنها بحنان وقالت بصوت بيرتعش:

– ما شاء الله… ده ملاك!


وسعاد مسكت التاني، ضحكت والدموع ماليه عينيها:

– يا عيني… نسخة من مومن!


مراد وقف قريب، عيونه متعلقة بالبيبي اللي في إيد جدته وقال:

– ده أخويا؟!


حياة مدت إيدها الصغيرة تتحسس البطانية وهي بتسأل ببراءة:

– ودي أختي؟


ضحكوا الكبار رغم دموعهم، وكلهم هزوا راسهم بالإيجاب.


إيمان دموعها نزلت غصب عنها، مدت إيديها وهي بتقول بصوت مكسور من الفرحة:

– هاتوهم… عايزة أشيلهم في حضني.


مومن بسرعة خد البيبي من أمه وحطه على صدر إيمان، والبيبي التاني اتسلم لها من سعاد.

إيمان حضنت الاتنين كأنها بتخاف يتاخدوا منها، دموعها نازلة، وبصت لمومن:

– الحمد لله… دي حياتي كلها.


مومن مسك راسها وحط بوسة طويلة على جبينها وقال:

– ربنا جمعنا بيهم وببعض… ومش هسيب حد يقرب منهم طول ما أنا عايش.


اللحظة كانت كلها دموع وضحك ودعوات… والكل حاسس إن دي بداية حياة جديدة.


إيمان لسه شايلة التوأم على صدرها، دموعها بتنزل من غير ما تقدر توقفها، ومراد وحياة واقفين جنب السرير مبسوطين جدًا إن معاهم إخوات جداد.


مومن ابتسم وهو شايف لمعة عيونهم وقال:

– تعالوا… تعالوا قُرَّبوا من ماما.


مسك إيد مراد وحياة وحطها برفق على إيد إيمان اللي شايلة البيبيات وقال:

– دي أول لمسة حب… عشان الغيرة ما تدخلش قلوبكم أبدًا. إخواتكم اتولدوا النهارده، وأنتم اللي هتختاروا أساميهم.


العيال ضحكوا بفرحة وصوتهم واحد:

– بجد يا بابا؟!


ضحك مومن وهو يومي برأسه:

– طبعًا. مش بس كده، كل واحد فيكم ليه دور مهم.

بص لمراد وقال:

– إنت يا بطل، وقت ما ماما تغير لأخوك، لازم تبقى واقف جنبها، تنولها الهدوم وتساعدها. ووقت الأكل كمان تساعدها.

وبعدين بص لحياة:

– وإنتِ يا أميرة، تبقي سند لمامتك مع أختك… تساعديها وتخلي بالك منها.


الولاد هزوا راسهم بجدية طفولية بريئة، وفرحانين إن عندهم مسؤولية.


مومن أخد نفس عميق وقال:

– بصراحة… أنا كنت ضد الفكرة دي من زمان، بس دلوقتي بقيت مجبر. رعاية أربعة أولاد على إيمان لوحدها ظلم… خصوصًا بعد العملية. فمحتاجين نكون كلنا مع بعض.


إيمان بصت له باستغراب:

– تقصد إيه يا مومن؟


مومن:

– أقصد نشتري بيت كبير… نعيش فيه كلنا. مفيش مكان للتكبر ولا الحقد.، وكفاية خلافات، أحفاد القاضي محمد والنائب عماد لازم يتربوا في جو حب.ونظر الي 

الحجة سعاد  وابنها معانا… وكل واحد ليه غرفته الخاصة. لكن كمان هنتجمع حوالين بعض في نفس البيت.


سكت لحظة وبص للجميع بعين مليانة تقدير:

– أنا عارف ده مش سهل… وممكن يبان إني أناني. بس شغلي صعب، ممكن أغيب أيام أو أسهر. وإيمان مش هينفع تفضل لوحدها. هي استحملت شهور الحمل بتعب وصبر، من غير ما تشتكي، وكانت بتراعيني أنا والولاد… دلوقتي دورنا نرعاها ونقف جنبها.


الكل كان ساكت متأثر بكلامه. الأم دموعها نزلت وهي بتهز راسها:

– عندك حق يا مومن… اللمة دي هتخلي ولادنا يعيشوا في أمان وحب.


إيمان ابتسمت رغم ضعفها، بصت للتوأم وقالت بصوت مبحوح:

– لو ده هيوفر لهم بيت دافئ… أنا موافقة.


الجو كله مليان هدوء، بس الفرحة واضحة في كل العيون. إيمان شايلة التوأم على صدرها، والتعب لسه باين على ملامحها، لكن ابتسامة صغيرة منورة وشها.


مومن قعد جنبها وقال لأولاده:

– خلاص يا أبطال… جه وقت أهم خطوة. إخواتكم لسه مالهمش أسامي. زي ما وعدتكم… أنتم اللي هتسموهم.


مراد وحياة بصوا لبعض، عيونهم مليانة حماس. حياة مسكت إيد أخوها وقالت بخجل:

– أنا نفسي أسمي البنت… "ملك".


ابتسمت إيمان، قلبها دق من فرحتها، وقالت وهي تبص للبنت الصغيرة:

– ملك… اسم زي العسل، زيها بالظبط.


مومن ضحك وهو يهز راسه:

– جميل جدًا. طب وإنت يا مراد؟ اخترت اسم إيه لأخوك؟


مراد رفع راسه بفخر وقال بصوت واضح:

– أنا هسميه "مالك".


ضحك الكل، والدموع نزلت من عيون سعاد وأم مومن. إيمان بكت هي كمان وقالت:

– ملك ومالك… رزق من ربنا. يا رب يخليكم لبعض وما يفرقكم أبدًا.


مومن بص لولاده الأربعة وقال:

– من النهارده بقى… إحنا عيلة كبيرة. مراد وحياة، إخواتكم أمانة في رقبتكم. أنتم الكبار… وهما الصغيرين. بس كلكم قدامي زي بعض.


الكل اتجمع حوالي السرير، اللمة دي خلت المستشفى كله يشع بالدفا.

الفرحة لسه ماليه المكان، أصوات الضحك مختلطة بدموع الفرح. فجأة، مراد بص ببراءة لوش مومن وقال:


– هو أخوي من ماما رهف كمان ييجي يعيش معانا؟


الكلمة وقعت زي الصاعقة. المكان كله سكت. سعاد شدت نفسها خطوة لورا، أم مومن إيدها ارتعشت وهي ماسكة "ملك"، إيمان قلبها اتقبض، عينها غرقت دموع فورًا من غير ما تتكلم.


إيمان حست السكينة اتسحبت من اللحظة. كلمة "ماما" كسرت جواها حاجة، لأنها رغم حبها ليهم، عمرها ما أخدت مكان رهف في قلوبهم. كانت بتحاول تديهم كل حنان الدنيا… بس الحقيقة دي بتطعنها كل مرة.


مومن شال "مالك" من إيد الممرضة وحضنه جامد، وفضل ساكت لحظة، دموعه بتلمع، بس مش قادر يبين ضعفه قدام ولاده.


بص لمراد وحياة وقال بحزم هادي:

– يا حبيبي… مفيش فرق بينكم وبين ملك ومالك. كل إخوات… كل عيلة واحدة. بس في حاجات أكبر منكم دلوقتي، ولسه هتفهموها لما تكبروا.


حياة حسّت الجو اتغير، قربت من إيمان وحضنتها من جنبها وقالت بخفوت:

– ماما إيمان… إنتي أمنا برضه.


الكلمة دي كسرت الصمت. إيمان حاولت تبتسم وسط دموعها، مسحت على راس حياة وقالت:

– يا رب ما يحرمني منكم…


اللحظة دي خليت الكل عاجز عن الكلام، كل واحد تايه في وجعه وتفكيره.


..... 

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 


عند زياد وزينب 

---


🚗 فى  طريق الي  القاهرة

فضل زياد يتابع العربية وراهم، وببلغ كذا عربية دعم يكونوا معاه عشان لو حاولوا يتوهوا.

كانت زينب غايبة عن الوعي، مفيش إحساس بأي حاجة.

الكاميرات كانت لسه شغالة في غرفة المراقبة، وزياد قاعد قدام الشاشة، عينيه مثبتة على المشهد اللي اتسجل لزينب وهي بتقرب من الست العجوز قبل ما يتم خطفها. إيده ماسكة الكوباية بس الشاي برد من زمان، وهو مش قادر يبعد عينه.


الظابط المساعد دخل وقال:

– يا فندم… لسه محددين اتجاه العربية، متجهة لطريق صحراوي.


زياد شد نفس طويل ورد بعصبية مكتومة:

– كنت متوقع كده… عايزين يضيعوا الأثر.


قرب الظابط خطوة وقال:

– حضرتك ليه مركز معاها للدرجة دي؟ يعني أي بنت تانية كان ممكن نقول مجرد طُعم أو ضحية.


زياد بصله بنظرة حادة، بس ما اتكلمش على طول. بعد لحظة قال بصوت واطي:

– زينب مش زي أي حد… البنت دي عندها قوة وكرامة تخليها توقف جبل. ومش هسمح لحد يكسرها.


قطع كلامه صوت على اللاسلكي:

– عربية سوداء، رقمها مطابق للوصف،


📍وقفوا عند  فندق – قريب من مطار القاهرة 

وصلوا العربية عند فندق كبير، دخلوا الجراج الداخلي.

اتنقلت زينب بعربية صغيرة جوا الأسانسير الداخلي، وطلعوها لغرفة واسعة في جناح خاص.


👤 داخل جناح جاسر

فتح جاسر الباب بنفسه وهو مبتسم ابتسامة رضا:

– برافو عليكم يا شباب.

دخلت معاهم زينب وهي لسه مش فايقة، حطوها على السرير . جاسر طلع رزمة فلوس كبيرة وزعها على الشباب وقال:

– يلا انزلوا، خلي الاستعلامات يجهزوا لي أكل ومشروب.


---

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

خطة زياد 


---

في نفس التوقيت – خارج الفندق

زياد كان قاعد في العربية، عينيه مركزة على مدخل الفندق. حواليه أكتر من عربية دعم موزعة.

بص للمساعد وقال بصرامة:

– دي مش عملية عادية… جاسر نفسه جوه.


المساعد فتح عينه بصدمة:

– جاسر؟ بس ده…


قاطعه زياد:

– أيوه… يعني لو وقع النهاردة هنفتح ملفات كبيرة أوي. بس الأول… لازم أخرج زينب.


---

في نفس الوقت، كان زياد بيراقب الفندق من بعيد.

بلغ قوة الدعم اللي معاه إنهم يوزعوا نفسهم حوالين المكان:

– محدش يتحرك غير بإشارتي… الهدف لسه جوا.


ولأنه عارف إن الوقت بيجري، اتفق بسرعة مع بنت من عناصره تدخل متخفية بلبس موظفات الفندق.

مهمتها: توصل الأكل والمشروب لغرفة جاسر، وتستخدم مادة الإفاقة اللي معاها عشان تفوّق زينب قبل ما يلمسها.


---


داخل غرفة جاسر


جاسر بدأ يخلع الكرافته ببطء، ابتسامة غرور ماليه وشه. بعد لحظات فك أزرار القميص ورماه على الأرض، وفضل واقف بالبنطلون بس.

اتجه ناحية السرير، عينيه متسمرة على زينب اللي لسه بين الغيبوبة والصحيان.


جاسر بص لها وقال وهو بيقرب:

– قولتلك… أول قطفة هتكون ليا.

ابتسم بخبث وأضاف:

– إنتي عندي دلوقتي، والشرطة اللي كنتي بتعتمدي عليهم بعاد. جيبتك وانتي في دنيا تانية… وريني بقى مين ينقذك.

في اللحظة دي، خبط الباب.فتح الباب 


قبل ما يمد إيده عليها، الباب خبط.

– تيك تيك تيك

جاسر رفع صوته بنفاذ صبر:

– مين؟


صوت هادي جه من ورا الباب:

– خدمة الغرف يا فندم، الطلب اللي حضرتك بلغت الاستعلامات.


جاسر تنهد وضحك:

– آه صح… الأكل. طب ادخلي.


دخلت البنت متنكرة في يونيفورم الفندق، شايلة صينية فيها الأكل والمشروب. وقفت بثبات رغم قلبها اللي كان بيجري.

جاسر مشغول بيعدل وضعه على السرير ، عينه مشغولة بزينب أكتر من اللي داخلة.


البنت حطت الصينية على الطاولة الصغيرة جنب السرير. وبخفة، طلعت من جيبها الأمبولة الصغيرة بمادة الإفاقة، وفتحت غطا العصير بسرعة وهي بتتكلم عشان تلفت نظره بعيد:

– اتفضل يا فندم… كل الطلبات جاهزة.


جاسر أشار لها بيده وهو سايب نفسه على الكرسي:

– سيبيه وامشي.


👀 اللحظة الحرجة

قبل ما تتحرك، اتقدمت خطوة ناحية زينب بحجة إنها تعدل الصينية:

– حضرتك، ممكن أحط العصير هنا أقرب ليها؟


من غير ما يحس، فتحت الأمبولة وسكبت نقطة صغيرة على منديل، ومررتها بسرعة تحت أنف زينب كأنها بتمسح العرق من وشها.


زينب فجأة بدأت تاخد نفس عميق، جفونها ترتعش، ووشها اتغير.


جاسر لاحظ الحركة، وقف بسرعة وقال بحدة:

– إيه اللي بتعمليه؟!


البنت اتراجعت خطوة وهي بترتبك:

– ولا حاجة يا فندم… كنت بمسح العرق بس.


جاسر عينيه ضاقت، وبص لزينب اللي بدأت تتحرك بخفة.


⚡ في نفس اللحظة – برا الفندق

زياد استلم إشارة في السماعة من البنت:

– العملية نجحت… زينب بدأت تفوق.

تتبع 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


تابعوا صفحتي علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع والخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن من هنا


🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️




تعليقات

التنقل السريع
    close