القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثاني بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده

 رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثاني بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده 


دخلت زينب الحارة، عيونها متجهة للأمام، قلبها بيخبط بسرعة، ولقيت الشباب واقفين قدامها.

واحد منهم بتمسخر وقال:

ـ إنتي فاكرة نفسك إيه؟ تجرحي المعلم بتاعنا، تجيبي له البوليس وتتهربي… ونسكتلك ده اللي بعدك  يا حلوة!


صفرت زينب صفرتين حادّتين، زي صفارة حرب، وبدأت تضرب أول واحد بالشلوط اللي ماسكه في إيدها:

ـ هو إنتو فاكرين زينب تخاف منكم يا شوية رعع؟!


الشباب اتجمدوا شوية من قوة عينيها وحركتها.

فجأة نزلت البنات من كل مكان، ماسكات الحلل والسكاكين والعصي، بيجرو وراهم ويخوفوهم لدرجة الشباب خافوا ا وجروا بعيد.


زياد كان واقف بعيد على بعد شوية، مستغرب وبيفكر:

ـ هي زعيمة عصابة ولا إيه حكايتها؟ أنا مالي… أهم حاجة أفهم هما عايزين منها إيه. وهو  يتابعها من بعيد.



في نفس الوقت، مؤمن وصل بيته مرهق من يوم طويل، وفتح الباب، استقبله مراد، حياة، وإيمان بابتسامات دافئة، وبطنها أقدمها  على وشك ولادة 

وقف مؤمن وسط الأجواء الدافئة، قلبه خفّ من التعب كله، وحس إن كل الهموم راحت لحظة ما شافهم.


قعد على ترابيزة الأكل، ورايحته قدامه كل حاجة بيحبها، ابتسم لنفسه وهو مرتاح لأول مرة من فترة طويلة…


---


يتصل زياد بمؤمن عشان يعرف إيه اللي اتقال في التحقيقات  


رد مؤمن وهو بياكل:

– يا ابني أنا لسه داخل وباكل  آخد نفسي… طيب… وإيه، إنت ليه بعتلي رسالة أخلّي سبيلهم؟


ابتسم زياد وقال لها:

– إنت تعبان وانت مكانك… ما بالك لو سافرتي اسكندرية، هتعملي إيه؟


انصدم مومن وقال لنفسه:

– هي من اسكندرية أصلاً؟


هز رأسه زياد وقال:

– أنا انصدمت… لم سألتها أوصلك فين؟


زينب ردت:

– على المصنع في اسكندرية… افتكرت اسكندرية إلا في مدينة السلام.


فلاش باك:

– أوصلك فين عشان أطمن عليكي؟

– نزلنا في عبود أو محطة مصر.


استغرب زياد وقال:

– مش فاهم… محطة مصر ليه؟


تنهدت زينب وقالت:

– أنا من اسكندرية يا آخين… طبيعي أركب القطر أو عربية… عايزة أوصل قبل ما المصنع يقفل وأحسبهم… وأكيد نوجة وفلة سبقوني هناك.


تنهد زياد وقال:

– أمر الله… أوصلك اسكندرية.


شهقت زينب وقالت:

– هو أي… حكيتك يا أخ… إنت فاعل  خير أو ملاك نازل من السما!


ضحك زياد وقال:

– مش ممكن أكون… دعوة ولديك… آه صحيح عندك أهل.


صفقت زينب وقالت:

– طبعا… ليه؟ شكلي بنت شوارع؟! لا… موخذ  لي أمي وأخويا طالع ثانوية عامة، ولولو أنا عايزة أصرف عليه عشان يدخل الجامعة… مكنتش جيت الشغلانة ده.


سألها زياد:

– مش ممكن الشخص ده تابع الست إلا كنت شغالة معاها؟


نفخت زينب وقالت:

– ما هو تابعها… هو ده اللي أقهرني… إنه شفته في المعرض مركز معايا… لكن مدقتش… لكن متصورتش إنه يكون بالبجاجة ده.


سألها زياد:

– ليه… هو طلب منك إيه؟


نفخت زينب وسألته:

– هو إنت شايفني ازاي يا آخين بالله عليك… ومتضحكش عليا؟


ابتسم زياد وقال:

– شايفك بنت جداعة.


ابتسمت زينب وقالت:

– الله يجبر بخاطرك… يعني مش بنت لموخذ صح.


مفهمش زياد وقال:

– يعني إيه؟


تنهدت زينب بخجل:

– يعني مش بنت سهلة… بتتواعد الرجال.


انصدم زياد وقال:

– هو كان عايز منك كده؟


هزت راسها زينب:

– آه… قالي بالحرف الواحد: "إنتي عزلجت مع محمد… لكن معايا هتكون ملبن".


نفخ زياد بحرقة ومش فاهم ليه، وقال:

– يا ابن الكلب… والله يستاهل اللي عملت فيه… عشان كده أنا أوصلك لاسكندرية… اعتبرني أخوكى. 


رفعت راسها زينب للسما وقالت:

– يارب… يكون أخو زيك كده… مالي مركزه ويريحني أنا وأمي من الشقا… وصلني… وأول ما أوصل هناك أحسابك… آه… هتاخد نص اللي طلع لي… لكن الحمد لله إن رجعت سليمة.

طلب منها زياد:

طيب ممكن تشاركني وتحكي ليا إيه إلا حصل من وقت ما جيت لحد ما ظهر الشاب. 

بدت تحكي زينب 

فلاش باك 

لما اتصلت مدام نهال بالمدير، قالت له:

– جهّز لي البضاعة وابعتها مع بنات شاطرة… وروني الزبائن أصحاب محلات “فافى استر” و”نجوم” و”ناس علوى”… مش عاوزة بنات سكة… عايزة بنت تكون "روني" وتتكلم بلباقة مع الزبائن.


المدير ابتسم وقال:

– فيه واحدة كده بس… إنتي عارفة… أي بنت يشوفها جاسر، يدخل دماغه يصطادها، والبنت دي مش سهلة.


ابتسمت نهال وقالت:

– خلي يشرب… أهم حاجة شغلي، مليش علاقة بشغلك مع جاسر… وتوقيع البنات عشان تديور الشقق المشبوهة.


يقفل المدير التليفون مع نهال، ويقف في مكان واضح لكل الموجودين:

– النهاردة هنسلم شغل مدام نهال، ومحتاجة ٣ أو أربع بنات يرسوا البضاعة ويبعوها معاها.


فيه بنات راحت قبل كده وفهمت الفولة ورفضوا يروحوا، وفي بنات تانية سكتت متكملتش، وعيونهم مليانة حزن.


وقفت نوجة وفلة وسألتا بصوت مرتجف:

– المعرض فين يا مدير؟


رد المدير:

– المرة دي في القاهرة… ولازم يحضر ناس علوى خلاص.


البنات نفخت، كانوا بيفكروا يروحوا، وقالوا لبعض:

– يا سيد المرسي… ده سفر من إسكندرية للقاهرة… لا أنسى!


بعد مشاورات كتير، وزينب مركزة في الخياطة، قرب منها المدير وهمس لها:

– إيه رأيك يا زينب؟ تروحي إنتِ… شاطرة ومش بعيد. مدام نهال تاخدك وتشغلك معاها في أتيليه كبير، وتتعلمي التزيين.


زينب قعدت تفكر شوية وقالت:

– اشمعنى إني أنا اللي بتسألها؟


رد المدير بابتسامة:

– أنا سألت الكل يا زينب، بس بجد مستخصر لو متروحيش… هتستفيدي كتير. إنت شاطرة وواعية، وأسلوبك حلو في الأخد والعطاء… يعني هتعرفي تسوقي البضاعة كويس… خصوصًا إنت اللي مخيطها.


زينب قعدت تفكر شوية وسألت البنات:

– مين معايا؟


ردت نوجة وفلة:

– طبعا معاكي… ده فرصة حلوة وقرشها حلو.


رجعت زينب البيت وقالت لأمها وأخوها:

– شوفي يا أمي… في سافري للقاهرة، معرض كبير… محتاجين نسلم البضاعة وكمان نبيعها في المعرض. كله هيخلص في يوم واحد وهرجع في المساء.

:


أخوها سألها بدهشة:

– إنتِ واثقة في المدير يا زينب ولا لأ؟ إحنا مش ناقصنا… وكيفنا خيره وشره؟ ولولو، إنك مصممة تنزلي تشتغلي وتخليني أكمل دراستي… ماكنتش سبّتك.


ضمت زينب أخوها الصغير وقالت له بحنية:

– مانت بتشتغل في الإجازة كل سنة يا سعيد، وشاطر… والسنة دي أنت ثانوي عامة، عاوز تدخل الجامعة وتتخرج وتشتغل في شركة. أما الدبلوم… أخرك سواق تيكتوكة أو شغال في ورشة أو مصنع… زي مستقبلك في العلم. والله، ماكنتش هاروح غير يطلع قرشين حلوين أشيلهم ليك لدروسك.


نزلت دموع الأم وبوجع، وقالت وهي تمسح دموعها:

– شيلت الهم من بدري يا بتي… ربنا يعوضك على كل تعبك… خير.


تاني يوم، كانت عربية النقل مستنية قدام المصنع. تم تحميل البضاعة، وركبت البنات مع بعض فوق العربية، والسواق بدأ يسوق من الإسكندرية للقاهرة.


خلال الطريق، بعد ساعات من الغناء مع بعض، أو الأكل والشرب، مع مرور ساعتين وهم متعبين شويه، وصلوا أخيرًا أمام محل فخم في القاهرة.


ظهرت مدام نهال: ست في أول الأربعينات، طويلة القامة، شعرها مسحوب للخلف وناعم، لابسة بدلة شيك بلون كريمي، وعينيها فيها حدة وذكاء. ابتسامتها كلها ثقة وسيطرة، وكل حركة فيها حازمة ومرتبة، تبين إنها سيدة الأعمال اللي الكل بيحترمها.


زينب: وقفت وسط البنات، شعرها الأسود الطويل مربوط نص نص، عيونها مركزة وذكية، جسمها رشيق وملابسها عملية لكن مرتبة، فيها لمسة من الجرأة والثقة بالنفس.


نوجة: قصيرة شوية، شعرها بني فاتح مموج، عيونها فيها فضول ودهاء، دايمًا مبتسمة بخفة لكن حذرة في تصرفاتها.


فلة: أطول من نوجة، شعرها أسود قصير ومتموج، ملامحها حادة وبتبين إنها سريعة الملاحظة، وبتحرك جسمها بسرعة، حذرة ومتيقظة لكل حركة حواليها.


الكل وقف يراقب المحل، والإحساس بالهيبة في الجو، مدام نهال وقفت قدامهم وقالت:

– أهلا بيكو يا بنات… يلا بينا نبدأ الشغل، هوريكم كل حاجة خطوة خطوة.


---

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 

---


دخلت زينب مع نوجة وفلة جوه المحل الفخم، والأرضية لامعة، والحوائط مزينة بلوحات فنية وأرفف مليانة البضاعة. مدام نهال وقفت عند طاولة كبيرة مليانة عينات، وقالت لهم:

– يلا يا بنات… أول حاجة هوريكم إزاي نرتب البضاعة بشكل جذاب للزبائن.


زينب كانت مركزة، عينها تلمع بالفضول والتعلم، وحركتها سلسة وطبيعية، كل خطوة محسوبة.


نوجة نظرت حوالين المحل، بتفكر في كل تفصيلة صغيرة، وابتسامتها خفيفة لكن عيونها حذرة، دايمًا مستعدة لأي موقف.


فلة كانت واقفة جنب الرفوف، بتحرك جسمها بسرعة، تلمس كل قطعة وتراجع ترتيبها، وكأنها عايزة تتأكد إن كل حاجة في مكانها الصحيح.


مدام نهال ابتسمت وقالت:

– شوفوا يا بنات… السر في البيع مش بس في البضاعة نفسها، السر في الطريقة اللي بتقدموها بيها. الطريقة في الكلام، في الابتسامة، وفي التركيز على الزبون.


زينب ركزت على كل كلمة، وعينها تلمع بالحماس.

نوجة وفلة كانوا يتابعوا تعليمات مدام نهال بعناية، وبدأوا يحسوا بالمسؤولية الحقيقية لأول مرة.


---


أخدت مدام نهال البنات على المعرض، ومعاهم شوية من البضاعة، وركبوا عربية ملاكي فخمة جدًا. بعد نص ساعة تقريبًا، وصلوا على المعرض.


لما دخلوا، كان جاسر واقف دارع اليمين لمدام نهال، وليه شغل تأنّي وكمان رجال كتير، كلهم أمن في المكان، بيرقبو كل اللي داخل أو خارج.


دخلت البنات مع مدام نهال، وعين جاسر وقعت على زينب، ينبهر بيها ويحاول يقرب.


قربت منه نهال ومدّت إيدها على صدره بدلال وقالت:

– بلاش ده… بحذرك، هتروح في داهية لو اتعملت معاها.


ضحك جاسر وقال:

– مفيش بنت بتعزلج معايا.

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


تابعوا صفحتي علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



الفصل الاول من هنا






تعليقات

التنقل السريع
    close