القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الاول بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الاول بقلم الكاتبه صفاء حسني حصريه وجديده 


 هو إنتوا متأكدين العزومة دي تبع المعرض؟ أنا على باب الله ومش معايا فلوس، مش عايزة أتحط في موقف محرج.


ابتسمت بنت تانية شعرها ملفوف طرحه صغيرة وقالت بنبرة طيبة:

ـ يا بنتي إهدي! مدام نهال بنفسها قالت إنكم تعبتوا في رص الملابس وعرضها، وإن دي عزومة عشان تشكركم. يبقى كلي وانتي مطمّنة.يا زينب 


ارتسمت ابتسامة صغيرة على وش زينب، مدت إيدها على العيش وبدأت تاكل وهي حاسة إن قلبها بيتطمن.

وبعد لحظات ، اتفتح الباب الخلفي للمطعم، دخل شاب في حدود التلاتين، طويل، لابس قميص بسيط بس شكله أنيق. عيونه لفتت على المكان لحد ما وقعت على ترابيزة البنات...

بخطوات واثقة قرب وقعد معاهم كأنه واحد منهم.


البنات اتبادلوا نظرات استغراب، وزينب رفعت حاجبها بخوف ممزوج بدهشة.


الشاب قرب بخطوات واثقة وقعد على ترابيزة البنات.

زينب رفعت عينيها وقالت بحدة:

ـ إنت رايح فين يا عم إنت؟


ابتسم الشاب وقال ببرود



ـ هقعد معاكم... عندكم مانع؟

فى نفس المطعم الفخم، على نهار النيل أنواره خافتة والمزيكا هادية بتعزف نغمات كلاسيك. الترابيزات متزينة بالورد الأبيض والكاسات اللمّاعة.

دخل مؤمن ببدلته الرسمية، ملامحه فيها فرحة غريبة ممزوجة بعزيمة.

قام زياد واقف، فتح دراعاته وحضنه:

ـ يا راجل! أخيرًا النور رجع لعيونك ورجعت مكانك الطبيعي.


ضحك مؤمن بخجل وهو بيربت على كتف صاحبه:

ـ وحشتوني يا ولاد... والله الإحساس إن الواحد يلبس بدلة الشرطة تاني لا يوصف.


جلس معاهم كريم مختار، راجل في التلاتينات، أنيق لكن عيونه فيها لمعة مريبة كأنه شايل سر.

رفع الكاس وقال:

ـ نخب الرجوع الكبير! مبروك يا بطل.


ابتسم مؤمن وهو بيهز راسه:

ـ لسة البداية... وأنا ناوي أثبت إني ما رجعتش عالفاضي

.

فى داخل المطعم يفصل ما بين الخارج زجاج شفاف يفصل ما بين الموجودين فى الداخل والخارج 


، كانوا البنات لابسين بسيط، باين عليهم التعب بس عينيهم مليانة فرحة. الترابيزة عليهم أطباق سخنة والريحة مبهرة.


قامت زينب واقفة بسرعة، صوتها عالي:

ـ إنت بتهزر صح؟! تقعد فين يا جدع إنت؟ غور من وشي!


اتحولت ملامح الشاب من البرود للغضب:

ـ أغور فين يا ختي؟ مش إنتي جاية برجليكي معاهم؟


زينب بصت للبنات حواليها وقالت وهي مرعوشة لكن واقفة بقوة:

ـ برجلي إيه يا روح أمك! أنا قلبي مش مطمّن من ساعة ما بعتنا صاحب المصنع للمعرض ده. بس كنت بقول: لا يا بت... مش للدرجة دي، ده شغل حلال. بس طلع ظني في محلّه.


ضحك الشاب بسخرية وقال:

ـ الله ينور عليكي! إنتي زعّرجت معاه... فبعتك ليا.


عيون زينب لفت حوالين المطعم ، وقعت على ترابيزة فيها زجاجة حاجة ساقعة. مشيت بخطوات سريعة، مسكت الزجاجة، وخبّطتها بقوة على الترابيزة لحد ما اتكسرت.

رجعت بخطوات ثابتة، وحطت حافة الزجاجة المكسورة على رقبته:

ـ ورّيني بقى... هتعرف تقرّب مني إزاي؟


المطعم اتقلب هرج ومرج، صوت صريخ وكراسي بتتحرك.

في الناحية التانية، انتبه كريم مختار وزياد ومؤمن للّي بيحصل.


ابتسم كريم مختار ابتسامة مريبة وقال وهو بيبص لمؤمن:

ـ واضح الشغل جاي بيجري عليك يا مؤمن.


ضحك مؤمن وهو بيعدل كرسيه:

ـ لا يا عم... مش من الدار على النار بسرعه اخد نفس 


زياد ضحك وهو بيبص لمؤمن وقال:

ـ يا عم إنت الوحيد اللي لابس ميري... وهتعرف تمسكهم. إنت ومختار امسكوا الشباب دول، وأنا هشوف حكاية البنت.


ضحك مختار وقال وهو بيهزر:

ـ قول كده من الأول... الله يسهله يا عم.


ابتسم زياد وقال بهدوء وغمزة:

ـ محدش بيفهمني صح غيرك... قصدي "غلط "! أنا من أمن الدولة، وطبعًا مش عايز أظهر في الصورة. بس شمّيت إن الموضوع كبير... مش مجرد شاب بيتنطط على بنات.


قرب زياد من مؤمن وقال بجدية:

ـ لمّ الموضوع يا مؤمن... ولمّ الشباب. عندك وأنا هخلّص البنت دي، وأفهم منها إيه اللي بيحصل. وافتح محضر رسمي... وهجيبلك البنت تمضي عليه.


ابتسموا التلاتة مع بعض، وقالوا في صوت واحد كأنها كلمة سر:

ـ استعنا بالله.


وفي اللحظة دي، كانت زينب ثابتة مكانها، إيدها متشنجة ماسكة نص الإزازة المكسورة، وحطّاها على رقبة الشاب اللي عرقه نزل من الخوف.

بصّت له في عينيه وقالت بحزم:

ـ أنا هوريك... إن الله حق.


لما شافوا الشباب معلمهم مهدد، قاموا بسرعة يحاولوا يقرّبوا يدافعوا عنه. لكن زينب رفعت الإزازة المكسورة أعلى وقالت بصوت عالي مليان تحدي:

ـ إللي يقرب مني... أقتله! ليكم مفهوم؟


وقفوا لحظة مترددين، بس واحد منهم اتشجع ومد إيده عشان يمسكها. فجأة، اتفتح باب المطعم واقتحم مؤمن ومعاه مختار، ومؤمن رفع الكرنيه بتاع الشرطة وصوته جهوري:

ـ شرطة! لمّوا كل الشباب دول... والبنات كمان!


على طول أمن المكان اتحرك وساعد الشرطة، اتلم الشباب واتمسكوا واحد واحد، لكن البنات كانت فلسعت 

شافهم مومن ضحك وسابهم 

و بنفسه شدّهم بقبضة قوية.


في اللحظة دي، زينب كانت لسه واقفة متشنجة، قلبها بيدق بعنف. وهي بتهرب من دوامة الكراسي والصرخات، حسّت بإيد شدّتها من وسط الزحمة.

اتلفتت تلاقي زياد بيجرّها بسرعة لبرا.


صرخت بصوت عالي وهي بتقاوم:

ـ إنت مين؟! إيه اللي بتعمله؟ تسحبني كده ليه؟ إنت منهم صح؟ 


لكن زياد بسرعة كتم بؤها بإيده وهو بيبص بعصبية:

ـ يا بنتي المجنونة!


شدّها زياد بسرعة بعيد عن عيون الناس، وقال لها بصوت منخفض لكنه مليان عصبية:

ـ إنتي مجنونة! مش خايفة الشرطة تمسكك؟


هزّت زينب راسها باعتراض عشان يشيل إيده من على بوقها، وبعد ما حررت نفسها صرخت:

ـ أخاف من الشرطة ليه إن شاء الله؟! هو أنا عملت حاجة؟


ضحك زياد بهدوء مستفز:

ـ مش كنتي لسه هتقتلي الراجل قدام عيون الظابط؟ لو ما لحقتكيش كنتِ دخلتي في سين وجيم واتهموكي بالشروع في قتل!


زينب بصت له بعناد، صوتها عالي ومليان قهر:

ـ يموت ولا يتحرق... قال إيه بعتني لواحد واطي! وصاحب المصنع ده ليه؟ رُوقي معايا بقى!


ابتسم زياد بخبث وقال:

ـ هو ده الكلام الصح. لازم تعرفي مين اللي حفرلك الحفرة دي ويتحاسب. مش تقتلي واحد وتروحي في داهية.


قرب منها شوية وقال بهدوء أكتر:

ـ تعالي معايا... أوصلك، واحكيلي إيه اللي حصل. وأنا هساعدك.


لكن زينب رفعت صوتها وهي بترجع خطوة لورا:

ـ أنا أعرف أحل مشاكلي بنفسي! مش عايزة حد يساعدني.

يلا وسّع السكة... أنا مش ناقصاك.


زياد وقف ثابت في مكانه وهو شايف زينب بتمشي بعصبية بعيد عنه.

هز راسه وقال بينه وبين نفسه:

ـ عنيدة...


لكن فجأة لمحت عينه كام شاب من نفس المجموعة اللي كانوا مع الراجل، ماشيين وراها بخطوات سريعة، عينيهم متثبتة عليها كأنهم مش هيسيبوا لها فرصة تهرب.


شد زياد نفسه بسرعة، جرى على عربيته اللي كانت راكنة جنب المطعم. شغّل الموتور وهو بيراقبهم، ولما قربوا من زينب، وقف بالعربية قدامها فجأة.


فتح الباب الجانبي بعصبية وأمرها بصوت عالي:

ـ اركبي بسرعة!


زينب وقفت مصدومة، بصّت وراها لقت الشباب قربوا منها جدًا، قلبها دق بخوف. رجعت تبص لزياد بعناد وهي مترددة.

متقلقش أنا أعرف أتصرف معه 

صرخ زياد وهو ماسك الدركسيون بقوة:

ـ يا بنتي اركبي! مش وقته عناد... دول هيلحقوكي!


في اللحظة دي، اتاخدت زينب بالصدمة، ولسه واقفة بتفكر...

الكاتبة صفاء حسنى 

عشقت فتاة المصنع 

---


زياد بص لها بنرفزة وزعق:

ـ أقسم بالله... لو ما ركبتي دلوقتي، أنا مش مسؤول! خليهم يستفردوا بيكي براحتهم... سلام!


ولف مفتاح العربية كأنه هيمشي.

قبل ما يحرك، زينب فتحت الباب بسرعة ورمت نفسها جوه الكرسي.


بصّت له وهي متحفزة وقالت:

ـ أعمل حسابك... أنا مش خايفة. وأعرف أظبطهم، بس مش وقتهم. الأول أروح لبتاع المصنع.


ضحك زياد بخفة وهو يحرك العربية:

ـ حاضر يا ست البطلة.


وطول الطريق، زينب مش ساكتة، صوتها عالي والشتيمة شغالة:

ـ أقسم بالله... لأندمكم! تلعبوا مع زينب؟ يا ناس يا خجر... أنا هوريكم زينب تعرف تعمل إيه.

ـ مدام نهال... وصاحب المصنع... والبنات دول! هتندموا إنكم فتحتوا معايا الموضوع ده!


وزياد سايق ومبتسم في سرّه، بيسمعها وهي بتشتم وتتوعد. ابتسامته مش بس تهكم، كان فيها إعجاب غريب بعنادها.


وفعلاً بعد شوية وصلوا قدام المصنع...


عشقت فتاة المصنع 

الكاتبة صفاء حسنى 

---


في القسم...

مؤمن واقف بصرامته، لابس الميري، وعينيه فيها حزم.

قدامه الشباب قاعدين صف واحد، إيديهم متكلبشة، والعرق نازل منهم من رهبة الموقف.


رفع صوته وأمر:

ـ لمّوهم كلهم... وتكتب في المحضر: "بلطجة في مكان عام".


أخدوهم واحد واحد على التحقيق.

مؤمن قاعد على المكتب، قلمه بيخبط بيه على الدفتر بإيقاع ثابت.

دخل أول شاب، قعد قدامه، ومؤمن رفع عينه وسأله بهدوء مخيف:

ـ يعني... المعلم بتاعكم ما تحرّش بالبنت؟


الشاب شدّ ضهره وقال بثقة:

ـ لا يا فندم! المعلم جاسر رجل صالح... مالوش في الكلام ده.


ابتسم مؤمن ابتسامة صغيرة ساخرة وكتب كلمتين في المحضر.

أمر بدخول التاني... سأله نفس السؤال:

ـ المعلم متحرّش بالبنت؟


بنفس النبرة، وبنفس الثقة:

ـ لا يا فندم! ده المعلم جاسر... محترم وما يعملش كده.


دخل التالت والرابع... الرد واحد، نفس الكلام.

كأنهم متفقين قبل ما يدخلوا القسم.


وقف مؤمن، لف حوالين المكتب وهو ماسك المحضر بإيده، وبص للشباب نظرة طويلة وقال بسخرية:

ـ كله بيقسم إن المعلم "ولي من أولياء الله الصالحين"!

طيب... نشوف بقى الحقيقة فين.


---

عشقت فتاة المصنع 

صفاء حسنى 

---


مؤمن كان لسه واقف قدامهم، صوته مليان سخرية وهو بيقول:

ـ كله بيحلف إن المعلم "رجل صالح"! طب فين باقي الكلام؟ كان قاعد معهم ليها 


سكت الشباب وبصوا لبعض، لكن واحد منهم اتشجع وقال:

ـ يا باشا... هو بس كان بيدفع فلوس، تعِابهم في المعرض.


مؤمن ضيّق عينه، قرب منه وقال:

ـ بيدفع فلوس لمين؟


رد الشاب وهو متلخبط:

ـ للبنات اللي كانوا بيرسّوا الملابس... يقولهم "ده حقّكم".


دخل شاب تاني في الكلام بسرعة وكأنه عايز ينقذ الموقف:

ـ أيوه يا فندم، المعلم جاسر ... ما يحبش حد يتعب من غير مقابل.


ابتسم مؤمن ابتسامة جانبية وهو بيكتب في المحضر:

ـ جاسر ... ولا بيرشوكم بالفلوس عشان تسكتوا؟


سكتوا الشباب كلهم، نظراتهم فضحت إن في حاجة مش طبيعية.

مؤمن رفع صوته وقال بصرامة:

ـ تمام... نكتبها زي ما هي. "المعلم بيدفع فلوس للبنات عشان شغلهم فى المعرض". ولسه التحقيق ما خلصش.


---


وصلت زينب قدام المصنع، لقت البوابات مقفولة.

وقفت تبص بغيظ، شخطت برجليها على الأرض:

ـ اتأخرت، وقفل بدري... ابن الحرام فاكر نفسه هيهرب مني! بس والله... لأوريها.


مشت وهي بتنفس بصوت عالي، تحدف الزلط برجليها وتزق طوب على الأرض، غضبها ماشي قدامها.

من بعيد، زياد واقف مسنود على عربيته، بيتابعها بعينه من غير ما يقرر يدخل. ابتسامته فيها مزيج من قلق وإعجاب بعنادها.


بعد شوية وصلت للحارة بتاعتها.

الجو ضلمة شوية... والشارع فاضي غير من لمبات النيون المكسّرة اللي منورة نص نور.


وقفت لحظة، قلبها دق بسرعة لما سمعت حركة وراها.

التفتت، لقت الشباب اللي كانوا مع المعلم سبقوها للحارة، متقسمين على الجنبين، بعيونهم القذرة مثبتة عليها.


أحدهم قال بسخرية:

ـ هي دي اللي فاكرة نفسها أسد؟

ضحك التاني:

ـ النهارده بقى المعلم هيعرف يربيك.


بدأوا يقربوا منها خطوة ورا التانية...


وفجأة ــ

تابعووووووني 

لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


تعليقات

التنقل السريع
    close