رواية نوح الباشا الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية نوح الباشا الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
رد نوح بجدية
-جوزها ……..كنت مسافر وهيا اختفت وانا قلبت مصر عليها ،فجاه أن والدي تعب وزي ما أنت شايف
هتف الطبيب
-طب حضرتك اي اوراق شخصيه للمدام علشان لحد دلوقتي مش عارفين نتصرف ..وبعدين هنستنى المدام تفوق ..لان دي حادثة وفي محضر مفتوح
اوما له نوح وغادر الطبيب وقف نوح يهاتف احدهم وهو يخبره ماذا يفعل ،ثم وقف ينظر إلى الزجاج الذي يفصل بينه وبينها ،جسدها الممتد على الفراش ،الكثير من الاجهزة بجانبها ،والاسلاك محاطه بجسدها ،ذراعها الملفوف بجبيرة طبيعة ،وجهها الكدمات تملئ باللون الازرق الداكن ،تخيل صوتها وهى تنادي عليه اثناء شرائه للاسماك ابتسم ابتسامه خفيفه ،ثم عاد إلى والدته حتى لا يشعر أحد بالوضع .
بعد مرور أكثر ما ساعتين ،كان والد نوح قد فاق ودلفوا إليه
كان نوح يقف أمام الباب يمسك بالمقبض ،قلبه يؤلمه يدلف أم لا !؟
وفي النهاية فتح الباب والقى نظره إلى والده الذي نظر إليه بلهفه وشوق
اقترب نوح بهدوء وجلس بجانبه على الفراش ورقع يده يقربها من فاه ليقبلها
-حمدالله على السلامة يا بابا
اغرورقت عين عبدالعظيم من كثرة الندم الذي يملئ قلبه ،فهو سبب الغربة وظلم نوح وهتف
-سامحني يابني
هتف نوح سريعًا وهو يضع يده على فاه
-لا يا بابا متقولش كده ،اللي حصل حصل
دق الباب ودلف معتصم وهو يقول
-السلام عليكم،حمدلله على سلامة حضرتك يا فندم
-الله يسلمك يابني
ونظر بغرابه إليهم ،من هذا؟نظر إليه نوح وهتف
-دا معتصم يا والدي سبب في كُل اللي أنا فيه
حمحم معتصم بإحراج
-لا دا كرم ربنا مش أكتر ،فرصة سعيدة جدًا بحضراتكم ،نوح عاوزك في شغل
أوما له نوح وخرج معه ،فتح معتصم الملف
-دا الوقت اللي لقناه في الاوضة ،شهادة ميلاد ليها وبطاقة ،وكمان اعلان لكورسات تعلم لغة فرنسية وبس ،بس اوضه ايه يا نوح حرفيا الفراخ متقعدش فيها ،حيطة مشققة ،مرتبه طالع عنيها ،حصيرة مشوفتهاش من ساعه بيت جدي،بوتجاز اتنين شعله صغير
اغمض نوح عينه على ما تفوه به معتصم ،لقد عانت كثير هذه الجميله ،التقط منه البطاقة وهو يقول بصوت هامس
-موج…موج
تحدث معتصم بغرابة
-عاوز افهم بقا في اي ؟ومين دي ؟….اوعى تكون دي اللي أنت …
قاطعه نوح قائلًا
-ايوه هيا يا معتصم ،تعال معايا
سار معه معتصم حتى وقف امام غرفتها طالعها بنظرات غريبة ،هذه الفتاه من سرقت قلب صديقه ،الان لا تشعر با شئ نهائي،نبضات قلبها على الجهاز هي من تطمنه
هتف نوح
-تتصرف يا معتصم وتجبلي قسيمة جواز باسمي واسمها
نظر إليه بصدمة وكاد بؤبؤ عينه يخرج من مكانه
-أنت عاوزني ازور يا نوح ؟
رد عليه ساخرًا
-هيا أول مره ولا اي يا صاصا ،في ساعتين تتشقلب وتجبلي العقد علشان اقدمه للمستشفى،يلا
غادر معتصم وهو يضرب كف على كف على ما يفكر به صديقة ،ايعقل وقع بالحب في اقل من اسبوع ؟لا لا لقد فقد عقله تمامًا .
بعد مرور اسبوع
كان الوضع استقر والد نوح غادر المشفى ونوح يمر عليهم للاطمئنان لكنه مقيم في المشفى سرًا
في غرفة موج كان نوح يجلس على المقعد امامها فهو منذ يومان وهو يظل بجانبها طوال اليوم ويغادر اخر الليل ليبدل ملابسه ويرتاح قليلًا ويعود في الصباح
وقف معتصم امام الغرفة ودق الباب ودلف
-هتفضل كدة لحد امته هيا بقالها أكتر من أسبوع في غيبوبة ،وأنت مش بتتحرك من هنا وبعدين !؟
شرد نوح قليلًا وهمس فهو محق اغلق حياته عليها
-معرفش يا معتصم مستنيها تفوق في اي لحظة
-ولو فاقت يا نوح هتقولها ايه ؟وأنت مين ؟
وقف نوح وهو يضع يده في جيبه واخذ نفس عميقًا
-معرفش بس بنسبة كبيرة هتكون فاقدة الذاكره ،هخدها على الفيلا
صدم معتصم بشده وهتف وهو يجز على اسنانه
-أنت متخلف تاخدها فين ؟أنت صدقت نفسك ولا ايه أنت مش جوزها دا عقد مزور يا بيه ،فوق يا نوح
غادر معتصم وهو يغلي من الغضب، خطواته تُحدث صدى ثقيلًا في قلب نوح. لأول مرة يرى صديقه يفكر بهذا الشكل
وضع يده على خصلات شعرها برفقٍ غاضب، كأنّه يُعاتب نفسه من خلال ملامستها. تنهد بحرقة، وحدّق في ملامحها الصامتة التي لا تُجيد سوى الصمت الآن
جلس بجانبها على الفراش، يُداعب خصلاتها البنية الناعمة، كأنّه يخشى أن يرهقها أو يجرحها. نظر إلى رموشها الكثيفة، كأنّها تحرس عينيها من العالم، ثم تأمل بشرتها القمحاوية التي ازدادت شحوبًا، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها، وكأن الزمن توقّف عندها
حدّق في ملامحها طويلًا، كأنه يبحث عن أي علامة حياة تدل انها سوف تستيقظ
أغمض عينيه للحظة، شعر بأن الغرفة تختنق، وأن كل شيء من حوله يذكره بماذا فعل .
مرّ يومٌ… تلاه آخر، ثم آخر، حتى مضى شهرٌ كامل على دخول موج إلى المشفى.
كان نوح يجلس على مقعده المعتاد بجانب سريرها، يرمق ملامحها بصمتٍ ممتزج بالحب والاشتياق، لا يفهم كيف وصل إلى هذه المرحلة من التعلّق… يعشق فتاةً تتوسّد الغياب، ترقد بلا حراك، لا تدري من هو، ولا تشعر بوجوده.
كانت الدقائق تمر عليه كأنها دهور، ثقيلة وبطيئة، كل لحظة تمضي بجانبها كانت تسرق شيئًا من روحه. مدّ كفه ليمسك بكفها، يضمّه برفق، كأنّ لمسته دعاء صامت. أغمض عينيه بتعب، يحاول أن يهرب للحظة من مرارة الانتظار، لكن قلبه ظل معلقًا بها، لا يعرف راحة إلا حين تتنفس.
وفجأة، شعر بلمسةٍ ضعيفة على كفه… لمسة خفيفة، لكنها أربكت كل شيء داخله. فتح عينيه بسرعة، ظنّ للحظة أنه يتخيل، لكنه نظر إلى يدها، فوجد أناملها تغلق برفق على كفه، كأنها تتمسك به من عالمٍ آخر.
ارتجف صدره، وامتدت يده المرتبكة لتضغط زر الاستدعاء بجوار الفراش، ثم صرخ بانفعالٍ امتزج بالخوف والأمل
-ضغطت على ايدي ..حاسه بيا
دخل الطبيب سريعًا، اقترب منها وبدأ بفحصها بانتباه، ثم التفت إلى نوح بابتسامة مطمئنة، وقال
-حاجة كويسة جدا ،مدام موج بدات تستجيب ودا معناه انها بدات ترجع للحياه من هنا لبكره ممكن تفوق ..
لكن قبل أن يُكمل الطبيب كلماته، قاطعه نوح وهو يحدّق فيها بدهشة، فقد لمح رمشة خفيفة في جفونها…
اقترب أكثر، ركع بجوارها، صوته خرج هامسًا يتقطع بين الرجاء والدهشة
-موج …سمعاني …موج
بدأت جفونها تفتح قليلًا… ضوء خافت دخل إلى عينيها لأول مرة منذ شهر. عيناها تائهتان، باهتتان، كأنها لا تزال على الحافة بين عالمين
اقترب الطبيب منها ومسك كفيها ليقول
-مدام موج …لو سمعاني اضغطي على ايدي
ضغطت موج على يده وقامت بفتح عينها بضعف حتى هتفت بهمس
-اااه …
ابتسم نوح بسعاده ،لقد عادت ،عادت يا نوح ،ثم همس لنفسه ،اهدا يا نوح فالطريق مازال طويل
بعد مرور الوقت والكثير من الفحوصات للاطمئنان عليها
جلس نوح بمفرده مع موج
كانت موج تطالعه بنظرات غريبة وهو يشعر بذالك
قطع هو الصمت وهتف
-حاسه بحاجه غريبة صح ؟
اومات له براسها بهدوء
-بصي يا موج أنتِ ضاع منك سنه اللي أنتِ مش فاكره فيها حاجه ،السنه دي أنا ظهرت فيها علقتنا كانت غريبة وبسرعه لان أنا كنت حابب تكوني جمبي في اسرع وقت بس في حاجه
هتفت موج بغرابة
-حاجة ايه ؟
حمحم نوح بخفوت وهو يمرر يده في شعره بتوتر ،كأن الأفكار تتزاحم في رأسه ولا يجد لها مخرجًا ،كانت عيناه معلقين بعينيها ،مرتبك،خائف .
صمت لحظة ،أخذ نفسًا متقطعًا ،ثم نطق بصوت عالي
-نتجوز
#الفصل_الثامن
#نوح_الباشا
صمت لحظة ،أخذ نفسًا متقطعًا ،ثم نطق بصوت عالي
-نتجوز
عقدت موج حاجبيها ،كيف نتزوج وأنت تقول إنك زوجي ؟أنا من قفد عقلي أم أنت ؟
-هو أنا اللي فقدت الذاكره ولا أنت يا ….
اقترب من الفراش وجلس على طرفه وهتف
-كل دا ومتعرفيش اسمي …أنا نوح يا موج …نــوح
ظلت تردد الاسم في عقلها ..نوح …يالله اسمه جميل وهيئته اجمل ،فاقت على حديثه
-موج أنا وأنتِ قبل كتب الكتاب بيومين أنتِ عملتي حادثة ،وكان لازم اقول كده للمستشفى لان أنتِ ملكيش حد تقدري تقولي مقطوعه من شجرة ،فا أنا الوحيد اللي معاكِ وعلشان لازم ليكِ راحه تامة فا هتيجي معايا الفيلا
قاطعت حديثه بغرابه
-فيلا ..أنت مين يا نوح ؟أنا كل اللي فكراه اني قاعده في اوصت فوق السطوح ببيع سمك وبس ،عرفتك ازاي وازاي قدرت احبك ،واحنا الفرق بينا زي اللي على الشط واللي في المحيط ،إزاي ممكن افهم
رفع انامه يضعها علو مقدمه انفه بتوتر وهتف
-حبتيني يا موج وأنا كمان حبيتك،ادي نفسك فرصه طيب تحبيني من الأول بس وأنتِ مراتي ،تكوني جمبي علشان اخد بالي منك أنتِ شايفه حالتك وفي نفس الوقت مينفعش تكوني معايا من غير جواز ولا اي
شردت قليلا وهتفت
-عندك حق
في صباح اليوم التالي، وقف نوح أمام بوابة المشفى، يحمل بين يديه وردة بيضاء، كأنها رمزية لبداية جديدة، نقية كصفحة لم يُكتب فيها شيء بعد،كان وجهه يحمل ملامح الترقب والقلق، وكأن قلبه يخشى من ردٍّ لا يشتهيه.
خرجت موج بخطى مترددة بمساعدة المرضى ، تتلفّت يمينًا ويسارًا، كأنها تبحث عن ذاتها الضائعة بين أروقة الذاكرة الممزّقة،وحين وقعت عيناها على نوح، ارتجف شيء بداخلها، لا تعرف له اسمًا، لكنه مألوف… دافئ.
ابتسم نوح ومدّ يده بالوردة نحوها، وقال بنبرة هادئة
-مستعدة نبدأ من جديد
أخذت الوردة ببطء، حدّقت فيها لحظة، ثم همست بصوت خافت، أقرب إلى حديث القلب
-معرفش بس هدي نفسي ونفسك فرصة يمكن أنت صح معرفش واثقه فيك ليه !!؟
لم يجبها، فقد كانت نظراته كافية، نظرات امتلأت حنانًا وصدقًا، كأن عينيه وحدهما تتكلمان نيابة عن كل الكلمات.
فتح لها باب السيارة، ساعدها على الجلوس، ثم استدار إلى مقعده وانطلقا سويًّا نحو الفيلا
كان الطريق صامتًا، لكن داخل كلٍّ منهما ضجيج من الأسئلة والمشاعر المتراكمة… رغبة في الفهم، وخوف من الحقيقة،حين وصلا، هبط سريعًا من السيارة ليقوم بفتح الباب لها وقام بحملها بين يده ،نظرت له بدهشه من فعلته لكن نظرت إلى المكان ،تحدّق بذهول في فخامتها واتساعها، كل شيء فيها يبدو بعيدًا عن عالمها القديم. همست بدهشة
-أنا هعيش هنا !؟
أجاب نوح وهو يسير إلى الداخل
-من اللحظة دي ،دا بيتك
دلف بخطوات بطيئة، تنظر حولها كما ينظر غريب إلى مدينة لا يعرفها،كان نوح صامت ينظر إليها فقط
وقف نوح وهو ينظر إلى المعتصم الذي يطالعه بغضب وبجانبه المأذون
التفتت إليهم باستغراب، وقالت ببطء
– في أي…؟
اقترب منهم بخطوات واثقة، لكن صوته جاء هادئًا، متماسكًا
– المأذون والشهود جاهزون، يا نوح بيه
رمشت موج بعينين تملؤهما الحيرة، نظرت إلى نوح تبحث في ملامحه عن تفسير، لكنه لم يجبها، بل اقترب من اقرب مقعد اجلسها عليه وأمسك بكفّها برفق، ثم قال بنبرة منخفضة
-زي ما وعدتك مش هتقعدي معايا الا في الحلال
ثم نظر إلى المعتصم وأومأ برأسه:
– نبدأ.
جلس الجميع، وبدأ المأذون يتلو ما يلزم، والأصوات تتداخل، والقلوب تنبض بتسارع…موج ما تزال في حالة من الذهول، لكنّها لم تسحب يدها، ولم تعترض، كأن قلبها سبق عقلها بخطوات
سألها المأذون السؤال المعتاد، فنظرت إلى نوح، فابتسم لها ابتسامة تحمل الطمأنينة كلها، فأومأت بالموافقة
وفي لحظات… كُتب الكتاب…أصبحت موج رسميًا زوجة
وحين انتهى كل شيء، وقف نوح أمامها، همس وهو يضع يدها بين يديه:
-من انهارده احنا سوا
بعد أن انتهت مراسم كتب الكتاب، وتبادل الحضور التهاني والمباركات، صمت ثقيل بين العيون، كأن الكلمات تُخفي خلفها شيئًا لم يُقال بعد.
كان معتصم واقفًا إلى جوار أحد الشهود، يراقب نوم وهو يهمس بكلمات رقيقة لموج، وتلك الابتسامة الهادئة التي ارتسمت على وجهه… كانت كافية لإشعال نيران الأسئلة داخله
اقترب المعتصم منه ببطء، ثم قال بصوت خافت لا يسمعه سواهما
– ممكن نتكلم كلمتين… على انفراد، يا نوح بيه؟
رفع نوح رأسه، نظر إليه بصمت لحظة، ثم أومأ بخفة، وتوجها سويًا إلى ركنٍ هادئ من الفيلا، بعيدًا عن العيون.
وقف المعتصم مكتف اليدين، ونظر إلى نوح نظرة فيها أكثر من سؤال، ثم قال بنبرة جامدة
– أنا مش فاهم… ليه كل ده؟ ليه من غير ما ترجعلي، من غير حتى ما تقوللي؟!فجاه تكلمني تقولي هات مأذون على البيت كده يا نوح من امته حد فينا بياخد قرار من غير التاني
أجابه نوح بهدوء
– ماكنش وقت كلام يا معتـصم… كنت محتاج أتصرف بسرعة…حقك عليا بجد
رفع حاجبيه بدهشة مستنكرة
– تتصرف؟! تتجوزها فجأة؟ وأنا فين من اللي بيحصل؟ أنا أكتر واحد واقف جنبك، عارفك من سنين… وإنت تخبي عني ليه؟
سكت لحظة، ثم تابع بصوت منخفض مليء بالمرارة
– بتحبها للدرجة دي؟
نظر نوح في عينيه مطولًا، ثم تنفّس ببطء وقال
– آه… بحبها…بس الموضوع أكبر من كده. البنت دي ماعندهاش حد، وفاقدة الذاكرة، ولو ماوقفتش جمبها دلوقتي، محدش هيقدر يحميها أنا ماكنتش بس بكتب كتابي… كنت بديها أمان،تقدر تقولي لو قولتلها الحقيقة هتروح فين ؟حتى لو لسه موصلتش لدرجة الحب كفاية إني مرتاح
– وأنت شايف إني كده صح تقرر بسرعة؟
نوح ابتسم ابتسامة حزينة
– بعض القرارات… ماينفعش تتشارك،كنت محتاج أختار، واخترت.
سكت معتصم للحظة، ثم أومأ برأسه ببطء، وقال
– تمام يا نوح… بس افتكر إن الموضوع صعب ،البنت دي لما ترجع لها الذاكرة صدقني الدنيا هتتشقلب
ربت نوح على كتفه وقال بصوت خافت
– عارف يا صاحبي… وعارف كمان إني مديون لك بكتيـر
-متقولش كده يا نوح احنا اخوات،طب واهلك هتقولهم؟
رد نوح سريعًا
-لا لا محدش المفروض يعرف الفترة دي ،هيقولوا عليا ايه ،خليه بينا لحد حتى لما ترجع العلاقة بينا كويس
بعد انصراف معاصم ،عاد نوح إلى الداخل، حيث كانت تجلس تحمل في عينيها ملامح الإرهاق، والتشتت، والدهشة التي لم تهدأ بعد منذ لحظة دخولها هذا العالم الجديد
نظرت إليه أن اقترب، فابتسم، تلك الابتسامة التي بدأت تألفها، وبدأ قلبها يستكين لها رغم كل الغموض
قال لها بصوت خافت، كأنما يخشى أن يثقل على قلبها
– تعالي… ترتاحي شوية، يوم طويل واكيد تعبتي
هزّت رأسها بخفة، لكنها لم تتحرك. كانت قدماها ثقيلتين، كأن جسدها لا يزال غير مصدّق لما حدث
اقترب منها خطوة أخرى، ثم همس بنبرة دافئة
– تعالي، أنا هوصّلك
ثم دون أن ينتظر إذنًا، انحنى نحوها برفق ،مد ذراعيه ،ورفعها عن المقعد بخفة كما تُرفع زهرة خشيت عليها من السقوط
شهقت موج بخفة، تملّكها الارتباك، لكنها لم تعترض، بل وجدت نفسها تستسلم بين يديه، وكأن حضنه وطن مؤقت، تحتمي فيه من الضياع
قالت بصوت خافت وهي تنظر إليه
– أنا مش متعودة على كده…
أجابها بابتسامة صافية:
– وأنا مش متعود أشيل حد غيرك
صعد بها الدرج ببطء، كل خطوة تحمل داخلها وعدًا خفيًا بالأمان لم يكن الأمر جسديًا فقط… كأن روحًا تُسند روحًا أخرى أنهكها الحياه
وحين وصلا إلى جناح واسع يطل على الحديقة، فتح بقدمه الباب، ودلف بها، ثم وضعها فوق السرير الكبير بلطف، كأنها شيء ثمين يخشى عليه من الكسر
عدّل الوسادة خلف رأسها، ثم جلس على طرف السرير، نظر إلى عينيها طويلًا، ثم قال بصوت أقرب إلى الهمس
– نامي شوية، ولما تصحي… نبدأ حكايتنا سوا
همست موج، بعينين مبللتين بشيء لا تدري إن كان دموعًا أم حنينًا:
– معاك
مدّ يده وربّت على يدها برقة، ثم قال
– وأنا وعدت إني أكون أمانك… ومش هخلف وعدي.
ثم تركها لترتاح، بينما قلبه كان ممتلئًا برغبة صادقة… أن يجعلها تنتمي لهذا المكان.
هبط إلى الأسفل بخطوات متثاقلة، ودلف إلى مكتبه بصمت. جلس على المقعد الجلدي الوثير، لكن الراحة لم تعرف طريقها إلى قلبه،كان هناك شيء ثقيل يُطبق على صدره… شعور لم يعتده، ربما لأنه لم يكذب يومًا… واليوم كذب.
كذب في أكثر شيء تمنى لو كان صادقًا… في أكثر شيء تمنى لو كان حقيقة
مدّ يده إلى الهاتف الموضوع على الطاولة، عندما لمعت شاشته بإشعارٍ جديد،فتح الهاتف بتوجّس، وما إن رأى ما فيه حتى تسارعت أنفاسه…لم يكن ما رآه في الحسبان.
ظل يحدّق في الشاشة طويلاً، عينيه لا ترمش……
#الفصل_التاسع
#نوح_الباشا
مدّ يده إلى الهاتف الموضوع على الطاولة، عندما لمعت شاشته بإشعارٍ جديد،فتح الهاتف بتوجّس، وما إن رأى ما فيه حتى تسارعت أنفاسه…لم يكن ما رآه في الحسبان.
ظل يحدّق في الشاشة طويلاً، عينيه لا ترمش…لكن اراد أن يعطي الحديث وقت حتى ينتهي من بعض المواقف
بعد مرور اسبوعين
تحسّنت الحالة الصحية لموج بشكل ملحوظ، وظل نوح إلى جوارها طوال الوقت، لم يفارقها ولو لدقائق. أنهى كل أعماله من المنزل كي لا يضطر لتركها وحدها.
خلال تلك الفترة، كانت تراقب نظراته وحديثه معها، ولاحظت كيف لم يكن يسمح لها بفعل أي شيء بمفردها؛ خوفًا من أن تُرهق أو تشعر بالتعب.
وفي هذا اليوم، كان عليهما الذهاب إلى المستشفى لفك الجبيرة.
خرج نوح من غرفة الملابس وهو يرتدي قميصه، ليجدها تحاول أن تنتعل حذاءها بيدٍ واحدة، لكنها لم تستطع.
اقترب منها سريعًا، ثم انحنى على ركبته أمامها، وأمسك قدمها بيد، والحذاء بالأخرى.
رفعت نظرها إليه بخجل من فعلته، وهتفت بصوت خافت
-نوح سبني أنا هعرف البسه
البسها نوح ووضع قدميها أرضًا وهو يقول
-وخلاص لبستيه أنا ولا أنتِ بقا عادي ،أستنى اسرحلك شعرك
اقترب وامسك أداه تمشيط الشعر وبدا في تسريح خصلاتها وهو ينظر إليها بحب كانه يعامل طفلته وليست زوجته
هتفت بهدوء
-عارف أنا نفسي الذاكرة ترجعلي بسرعة ليه؟
ابتلع ريقه بصعوبه وشحب وجهه وهتف بهدوء
-ليه يا موج ؟
ردت وهى مبتسمه
-علشان افتكر أنا حبيتك إزاي واكيد حبيتك علشان حنين
ابتسم نوح ابتسامه واسعه تداري على قلقه من استرجاع الذاكره لها ،هل إذا رجعت الذاكره سوف تتركه ؟أم تتفهم موقفه ؟يالله ماذا افعل معها .
فاق على حديثها وهت تقول
-نوح سرحت في اي
-هااا لا مفيش ،أنا بقا يا ستي مش فارق معايا ترجع ولا مترجعش المهم اننا سوا وبدانا من جديد عادي بقا ،المهم نطمن على دراعك والكدمات اللي في وشك بدات تروح اهي دا كويس اوي ،باقي كام جلسة علاج طبيعي علشان رجلك ،وكمان هجبلك الدكتورة هنا علشان ماتتعبيش ،يلا علشان مانتاخرش بقا
حملها بين ذراعيه حتى لا يُرهقها النزول على الدرج، محافظًا على راحتها كعادته.
وبعد مرور بعض الوقت، كانا قد وصلا إلى المستشفى، حيث بدأ الطبيب بفك الجبيرة عن يدها.
وحين انتهى، حرّك يدها برفق ليتأكد من سلامتها، وما إن شعرت أن الألم قد زال، حتى تنفّست بارتياح وهمست
-الحمد لله
ابتسم نوح بحب لها ثم وجهه حديثه للطبيب
-عاوز دكتورة تيجي البيت علشان جلسات العلاج الطبيعي
هتف الطبيب بعمليه
-المدام مش محتاجه علاج طبيعي هيا تمشى على رجلها وحده وحده حضرتك بتدخلي الحمام كويس ولا بتتعبي
تمتمت موج
-لا مبتعبش اوي لان الحمام في الجناح وقريب مني لكن مبنزلش السلم نهائي
-لا يا أستاذ نوح لازم نزود الحركة شوية ،نزول السلم تنزل وحضرتك جمبها تسندها وحده في وحده اسبوع بالكتير وهتكون كويسة جدًا
هتفت موج سريعًا
-والذاكرة …لحد دلوقتي مفتكرتش حاجه خالص
-طبيعي يا مدام بس باذن الله قريبًا كل حاجه في وقتها ،متنسيش حضرتك إن الحادثة كانت صعبة جدا
اوما لها نوح وهتف
-خلاص يا دكتور كده تمام شكرًا لمجهودات حضرتك
خرجا من المشفى وحاول نوح مساندتها ومساعدتها على المشي كانت تحاول خطوة خطوة ،همس لها بهدوء ومزاح
-لو تعبانة كبير دماغك من الدكتور هشيلك
ابتسمت له وهتفت
-لا أنا كويسه بس دا لازم مش هتفضل كل شوية تشلني
بعد مرور عدة دقائق وصلوا إلى السيارة ساعدها في الصعود وصعد إلى مقعده رن هاتفه وكان معتصم
-نوح ،كده كتير اسبوعين في البيت ،الشغل هنا محتاجك وفي حاجات كتير ياريت تيجي بقا
جز نوح على اسنانه من اندفاع صديقه وهتف
-قطر داخل في الكلام زي القطر ،الاسبيكر مفتوح يا بني ادم
حمحم معتصم باعتذار وهتف
-هيا جمبك ؟وسمعت كله ؟أنا اسف والله يا مدام بس
قاطعته موج قائلة
-لا عادي دا أنا اللي اسفه بس أنا قولتله كتير ينزل
هتف نوح بسخرية
-خلاص هرجع موج على البيت وجاي لما اشوف أنت عاوز اي يا معتصم بيه
اغلق الهاتف وقهقه على صديقه المندفع طول الوقت
-عنده حق يا نوح ،قاعد جمبي ليه انزل شوف شغلك كفايه كده
-افرض احتجتي حاجه وأنا مش موجود
-نوح أنت قولت هتجيب حد يساعد وخلاص أنا بقيت كويسه أصلا
أومأ لها نوح، لكنه آصر أن ترافقه إلى الشركة، حتى يُنهي بعض المهام العاجلة ويغادرا سويًّا
…………
كان يقود بهدوء متّجهًا نحو الشركة،نظرت من النافذة بصمت، والهواء العليل يداعب خصلات شعرها، بينما كانت تشعر في قرارة نفسها بالامتنان لكل ما يفعله من أجلها
بعد بضع ساعات، أنهى نوح أعماله، ثم التفت إليها قائلاً بابتسامة دافئة
-نطلب بيتزا وتيجي على البيت ،كُنت هقولك نروح مطعم بس شكلك تعبتي انهارده
أومأت برأسها موافقة، فبادر فورًا بطلب الطعام من المطعم
وبينما كانا ينتظران داخل المكتب، دقّ الباب برفق، ثم دخل معتصم بابتسامته المعتادة قائلاً
-سمعت إن في بيتزا قولت الحق قبل ما تمشي تعمل حسابي
ضحك نوح واشار له بالجلوس
-اقعد حماتك بتحبك ،يلا نطلق على الفيلا والاكل هييجي على هناك
اوما له معتصم واقترب من موج قائلًا
-اهلا نورتي الشركة ،طبعا بعتذر عن الكلام اللي قولتله ،بس لاول مره نوح مينزلش الشغل
هتفت موج بخجل
-لا عادي ولا يهمك
كان الليل قد أسدل ستاره حين وصلا إلى الفيلا، والهدوء يخيّم على المكان، لا يُسمع سوى صوت خفيف لحركة الأشجار مع نسيم المساء
دلفت موج أولاً، وخطا نوح ومعتصم خلفها وهو يغلق الباب بهدوء الأضواء الخافتة داخل المنزل منحت الجو دفئًا لطيفًا، يُشبه حالة السكون التي تسكن قلبيهما
جلست موج على الأريكة بنظرة متعبة، ثم أسندت ظهرها وهي تُطلق زفيرًا طويلاً،قال نوح وهو يضع المفاتيح على الطاولة
-الأكل على وصول أنتِ تعبتي انهارده جدا
اقترب معتصم منه وهو يضع يده على كتفيه
-ايه الحنيه اللي نزلت عليك دي يا نحنوح
ضربه بخفه في جنبيه وهتف
-ما تتهد مش كفايه هتاكل كمان
-يا مفتري يعني سبت الفيلا وكمان مش هتاكلني
ضحكت موج على حديثهم وقاطعهم في تلك اللحظة، دوّى جرس الباب بنغمة قصيرة،توجّه نوح لفتحه، وعاد بعد لحظات وهو يحمل كيسًا كبيرًا من الطعام، وضعه على طاولة السفرة الصغيرة، ثم نادى
-يلا بينا يا جماعه
اقتربوا من الطاولة وسحب نوح المقعد لها ليقول
-بيتزا بالسي فود زي ما بتحبيها اهو
ابتسمت له بحب وجلست وهى تقول
-تسلم ايدك
جلسا لتناول الطعام وكان معتصم ينظر إلى صديقه الذي ينظر اليها بحب ،تمنى أن تكتمل قصتهم على خير
بعد قليل كانوا انتهوا من الطعام واستاذن معتصم ليغادر
في سويسرا
داخل مكتب واسع بإطلالة زجاجية على جبال الألب، جلس رجل خمسيني ذو ملامح صارمة، وبين يديه ملفٌ ثقيل يحمل شعارًا سرّيًا. فتحه ببطء، وتصفّح أوراقه التي كانت تحوي تفاصيل دقيقة عن تحركات نوح، وعائلته، ومن يحيطون به.
وقف مساعده إلى جانبه، ثم قال بنبرة قلقة
-نوح يتحرك بسرعة يريد السيطرة على السوق ،ليس في بلد فقط بل في عدّة دول ،الجميع يتحدث عنه ،الجميع يريد العمل معه إنه يمزج بين اللمسة العربية والاحترافيه الاوروبيه وهذا ما يجعل له بريقًا خاصًا
أغلق الرجل الملف بقوة، ورفع عينيه نحو مساعده قائلاً بحدّة
-انتهى الحديث ،نوح تجاوز حدوده لقد بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالحنا
اقترب من النافذة، نظر إلى الأفق للحظات، ثم قال بنبرة باردة كالجليد
-سوف ننهي امه في اقرب وقت
سادت لحظة صمت، تبادل فيها الرجلان نظرات حازمة.
في تلك اللحظة، صدرت إشارة على أحد الأجهزة بجانب المكتب، تشير إلى موقع نوح الحالي
ابتسم الرجل ابتسامة باهتة، وقال
-يبدو إن الوقت قد حان ..لنمنعه من التقدم اكثر
تابعووووووني
الفصل العاشر والحادى عشر من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق