القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والثلاثون حتى الفصل التاسع والثلاثون بقلم اسماء العزب حصريه وجديده

رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والثلاثون حتى الفصل التاسع والثلاثون بقلم اسماء العزب حصريه وجديده 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ


كان قاعد معاها في البيت وهو بيتكلم 


:خلاص كده ملكيش حجه ..نخلي الفرح بعد اسبوع من النهارده 


سلمي بعدم تصديق 


:اسبوع ايه يا عاصم ..هو انا الحق اعمل حاجه 


عاصم بلهفة 


:هنلحق صدقيني..بس خليها اسبوع..أنا اصلا مش قادر علي بعدك وعاوز اروح البيت الاقيكي فيه 


سلمي بدلع 


:وانا كمان يا حبيبي الفتره اللي اخدتها بعيد عنك خلتني ملهوفه علي قربك ..بس اسبوع اكيد مش هينفع 


عاصم بألحاح 


:يا حبيبتي ما احنا كنا مخطوبين قبل كده وعارفين كل حاجه عن بعض ..ليه بقي نعمل خطوبه تانيه ونقعد نضيع في وقت من غير لازمه 



سلمي بتصحيح


:يا حبيبي الوقت ده يادوب الحق اجهز فيهم نفسي والنواقص بتاعه الجهاز واحجز الفستان وانت تحجز القاعه وكل ده ..يعني يادوب ..ولو حسبناها الموضوع ياخدله حوالي شهر 


عاصم برفض 


:لا طبعا..شهر لا ..ده كتير اوي اوي ..انا ما صدقت رجعنا لبعض مش هينفع شهر لى كتييييير اوي 


سلمي بدلع 


:يا حبيبي ماهو يادوب يعني الحق اجهز نفسي واجهز كل اللازم للفرح ولبسي..انت فاهم بقي ..معلش بقي تعال علي نفسك اكيد شهر مش هيجي حاجه في الوقت اللي كنا بعاد فيه عن بعض 


عاصم بضيق 


:متفكرنيش..بس شهر ماشي ..استني عشان خاطرك مع إني مقدرش علي بعدك يا روحي 


قرب منها وبص علي شفايفها واتكلم بغمزه 


:طب ايه ..هو مفيش تصبيره لحد الشهر ده ما يخلص 


سلمي بدلع 


:بس بقي يا عاصم بتكسف الله..وبعدين يا سيدي لما يتقبل علينا باب واحد ساعتها ابقي اعمل اللي عاوزه محدش هيقولك حاجه 


عاصم بحب 


:أمتي بس يتقفل الباب ده ..آه ده الانتظار صعب بجد 


......


عاصم اول ما رجع البيت ..يادوب هيدخل من باب العمارة..لكنه افتكر البواب ...عشان كده قرب منه 


اول ما البواب شافه اتكلم ببسمه صفرا وهو بيقول 


:حمد الله علي سلامه الست يا أستاذ عاصم..طمنا عليها كويسه ان شاء الله..واخبار النونه ايه ..


عاصم شده علي جنب واتكلم بتحذير 


:اسمه يا مخلوف ..اللي شوفته وسمعته ده مش عاوز مخلوق يعرف عنه حاجه 


خرج من جيبه فلوس واداها للبواب وكمل 


:ودول عشان كل ما لسانك يجي يفلت تمسكه كويسه 


البواب اخد منه الفلوس بسرعه وبصله 


البواب بمكر 


:بس اكيد دول مش هيكفوا يا عاصم بيه ..يعني انا مثلا لو جه حد وسألني عن الست واي علاقتها بيك ..اقولهم ايه 


عاصم بضيق 


:قولهم معرفش ..قولهم أول مره اشوفها..قولهم اي حاجه ..مش لازم تطول في الكلام وتلت كتير 


خرج كمان فلوس واداها ليه 


:ودي عشان لو لسانك فلت تعرف تلجمه كويس ..وكل ما كنت كتوم وتحافظ علي السر ..احبك وادلعك..لكن تطلع السر بره ..يبقي اتفرج علي اللي هيحصل 


البواب ببرود


:متقلقش يا بيه ..طول ما الجيب مليان اللسان مربوط..انت وشطارتك بقي تخليه مليان علي طول 


عاصم بصله بقرف وسابه ومشي ركب الاسانسير عشان يرجع شقته 


أول ما باب الاسانسير اتفتح عاصم شاف اخر حد اتوقعه هنا 

علي اخو مروه 


علي اول ما شافه ابتسم بسخريه وعلق 


:أهلآ أهلآ بجوز العبيطة ..اه صحيح قصدي طليقها معلش ..إلا أنت كنت فين كده ..ايه خرجت تحتفل ..


هز راسه بأستحسان وكمل


:عندك حق ..فعلا المتوحده دي اللي يخلص منها لازم يحتفل ويوزع شربات ..كمان هتكون متوحده وخدامه وبنت ستين في سبعين زي أمها وفي الاخر تطلع خاينه ..لا كده كتير بجد ..


عاصم اتنهد بغضب وسأل بعصبية 


:بقولك ايه يا جدع انت شغل حلق حوش ده متعملهوش هنا ..تعمله قدام الناس اللي انت شبههم فا تلخص كده وتقول عاوز ايه خلي ليلتك دي تعدي 


علي ببسمه ساخره 


:طب حتي خلينا ندخل جوه ولا هننشر الغسيل هنا قدام الكل والرايح والجاي يتفرج علينا 


عاصم بصله بكره وعرف إن كلامه صح وهو في غني عن إن اي حد يعرف حاجه عنه هو أو مروه


قرب من الباب وفتحه بعدها شاور لعلي 


:ادخل 


علي دخل وبقي يتأمل المكان اللي ساكن فيه واتكلم بتريقه 


:بقي البت العبيطة كانت ساكنه هنا ..عجبت لك يا زمن ..الخدم بقو يسكنوا في شقق غاليه وينامون علي حرير 


عاصم بنفاذ صبر وغضب 


:بقولك ..لخص وجيب اللي في عبك مش ناقصه لت كتير..اختك وطلقتها وجبتهالك هي وبنتها اللي انا مش عارف ابوها مين وسكت ومعملتلهاش فضيحه عشات بس مش عاوز الناس تجيب سيرتي بسبب بنت ال


علي بمقاطعه 


:لاااااا ..عيب كده يا هندسة..ايه بابا وانت صغير مقالش إن الشتيمه عيب ولا ايه ..يعني افرد نفسك كده وتتعدل معايا في الكلام عشان منزعلش مع بعض 


عاصم بزعيق 


:هو انت مش عاوز تتنيل تقول جاي هنا ليه ..اخلص وقول 


علي قرب منه واتكلم ببرود


:بص بقي ..اللعبه اللي انت عملتها دي كلها متخيلش علينا ..واحنا عارفين ومتأكدين إن البت اللي مع مروه 

دي بنتك انت ..وعارفين إن مروه معندهاش الجرأه حتي تفكر في الغلط مش تعمله ..فا النمره اللي انت عملتها دي كلها مجابتش همها..


عاصم الد م هرب منه لما سمع كلام علي وحاول ينكر 


:بقولك ايه انت التاني بلا نمره بلا تشريفه..البت اللي مع اختك دي مش من صلبي..دي بت عيونها خضرا ..اختك بقي هتجيب بنت عيونها خضرا لمين وأنا عيلتي كلها مفهاش حد عيونه عسلي حتي مش خضرا..واختك زي ما انت شايف ملهاش وش من قفا..يبقي البت طالعه لأبوها الحقيقي..اللي هو مين انا معرفش 


علي بصله وعلي غفله ضحك بصوت عالي


فضل يضحك لفتره طويله لحد ما عيونه دمعت من كتر الضحك ومسك بطنه 


بعدها اتعدل وهو بيتكلم بأستفزاز وبرود 


:ياااااه هايل يا فنان ..لا بجد هايل ..انت المنتجين وبتوع السيما تايهين عنك فين..لا بجد ادائك تافه ومبالغ فيه ومفقوس اوي يعني 


بصله واتكلم ببسمة غاضبه


:اسمع يا ننوس عشان مطولش معاك في الكلام ..انت هتجيب المؤخر بتاع البت العبيطة والبت بتها هتتكتب بأسمك وانت بنفسك هتروح تعمل شهادة الميلاد..وكلام فاضي من اللي عمال تقوله ده محدش هيصدقه ولو كان عيل صغير 


عاصم بزعيق وتوتر


:انت بتقول ايه ياض انت ..بقولك الواطيه اختك خانتني ومخلفه بت من الحرام وو


علي بمقاطعه 


:بلاش بقي لوكلوك..قولتلك ادائك فاشل ومفقوس والعيل الصغير مش هيصدقك..يعني وفر علي نفسك المجهود واكتب البت بأسمك وهات الفلوس بتاعه المؤخر من غير كتر كلام


عاصم قرب منه واتكلم وهو بيزقه 


:بقولك مش بنتي ..مش بنتي ..واختك دي مش هتطول مني جنيه ..لما تلاقي ابوها الحقيقي ابقي خليه يكتبها بأسمه 


علي قرب من عاصم وهو بيزقه من كتفه وبيتكلم بسخرية وغضب


:بقولك ايه يالاااا مش حتت عيل ابن ذوات زيك هيأكلني البلوظة..ده انا كاسحها وماسحها يالااا و حركات العيال دي متخيلش عليا ..البت هتتكتب بأسمك والمؤخر هتدفعه علي داير المليم ..


عاصم بتهكم 


:ولو معملتش كده ايه هتعمل ..هتشتكيني لماما 


علي بتهكم اكبر 


:لا هخرج من هنا و أقف تحت العمارة في الحته الحلوه دي وافضحك قدام الرايح والجاي ..ومش بس كده هطلع علي مكان شغلك واعمل نفس الحركه ولما اعمل 

كده هروح ارفع قضيه وهناك بقي التحاليل هتثبت إذا كانت بنتك ولا مش بنتك ..هااا ايه رأيك..دماغ شغاله مش كده 


عاصم وشه اتخطف وداس علي أسنانه بغضب 

اتنفس بضيق وحاول يهدي وبعدها سأل 


:بقولك ايه ..متعملش إنك بتحبها وخايف علي مصلحتها ولا تكون افتكرت فجأه أنها اختك ..ده انت بعتها ليا بالفلوس ولا ناسي 


علي بمكر :

لا مش ناسي ..عاشت كده جيت..جيت اخد المؤخر بتاعها واكتب البت بأسمك لاني عارف انها بنتك فا مفيش داعي نلف وندور علي بعض ..هات الفلوس وبالذوق كده يلا معايا عشات تكتب البت علي اسمك من غير شوشرة كتير 


عاصم بص حواليه بغضب وغيظ بعدها بصله واتكلم 

بحقد

 

:وانا موافق ..بس مش النهارده 


علي بزعيق 


:وانا بقي مش متعتع من هنا غير والفلوس معايا 


عاصم بزعيق مماثل 


:يابني آدم افهم ..انا معييش الفلوس دلوقتي..بكره انا هسحبهم من البنك واديهم ليك لمانتقابل عشان اكتب البت بأسمي..فهمت 


علي هز رأسه بموافقة واتكلم بضيق

 

:ماشي ..استني عليك لغايه بكره..بس لو طلعت بحجه بكره مش هستني ولا اخد وادي معاك في الكلام..انا هنفذ علي طول ..بكره يكون كل حاجه جاهزه عشان محدش يزعل ..سلام يا ابو نسب 


قال كده وفتح الباب ومشي من غير كلمه زياده 


عاصم بصلها بأستحقار وتف مكان ما كان واقف 


:جاتك داهيه تاخدك ياخي 


......


في الوقت ده كانت مروه لسه مرميه في الارض وبنتها جنبها مبطلتش عياط 


منال كانت ليه عماله تتصل بكل الستات اللي معاها أرقامهم عشان تخلي مروه ترجع لشغل الخدمه بأسرع وقت 


أول ما خلصت خرجت لاقت مروه علي حالها 

بصتلها بضيق وبصت علي البنت اللي عماله تعيط 


شمت ريحه مش حلوه وافتكرت لما مروه عملت حمام علي نفسها من الخوف 


اتنهدت بضيق وهي بصالها 


:جاتك القرف ..مين هينضف الزفت ده دلوقتي وانتي حتي مش دريانه باللي حواليكي 


اتنهدت وحاولت تهدي وهي بتفكر نفسها 


:معلش يا منال استحملي ..استحملي..كله يهون عشان الخير اللي جاي في السكه 


بصت للبنت الصغيرة اللي بتعيط واتكلمت بسخط


:بطلي عياط انتي التانيه مش ناقصه وجع دماغ ..ده ايه القرف ده ..يعني يا ست مروه معرفتيش ترجعي بطولك زي ما مشيتي ..لا جيبالنا بنتك معاكي ..انا مش عارفه اصلا ازاي الواد ده خلف منك ..


اتنهدت بضيق ودخلت المطبخ جابت كوبايه مايه 

قربت من مروه ودلقتها عليها بمنتهي البرود 


مروه شهقت بخضه وفتحت عيونها واتعدلت بنصها الفوقاني تبص حواليها 


أول ما شافت منال افتكرت كل اللي حصل واللي عاصم عمله وقاله


بصت لمنال برعب وبقت تدور بعيونها في المكان تشوف علي موجود ولا لأ 


منال بسخرية 


:مش موجود يختي خرج ..


مروه بقت تعيط بصوت عالي وهي بتحلف 


:والله العظيم بنتي وبنته يا منال ..والله العظيم محدش قرب مني زي المتجوزين غيره..ده حتي لما كان بيخرج كان بيقفل الباب بالمفتاح وعمر ما راجل غيره لمسني ابدا 


منال قربت منها ومسكتها من طرحتها بغل وهي بتكذبها رفم انها عارفه إن كل كلامها حقيقي


:اخرصي يا ***بقي بتروحي تخلفي في الحرام يا رخيصه ..


بصت للبنت وكملت 


:قولي يارب علي ياخد البنت دي يرميها في أي دار أيتام ولا عند باب جامع ..انت ادعي ميخنقهاش يأبده عاشن يخلص من الفضيحه 


مروه اترعبت واخدت البنت حضنتها وهي بتترعش وبتهز راسها بهستيريه وبتتكلم برعب 


:لا لا لا لا لا ابعدوا عن بنتي ..ده أول يوم ليها في الدنيا...سيبوها حرام عليكم ..محدش يقرب منها لا ..لا محدش يجي جنبها ..دي بنتي ..بتاعتي انا لوحدي محدش يقدر ياخدها مني حتي الموووت ..دي بتاعتي انا لوحدي ..بتاعتي محدش هياخدها ابدا 


بصت للبنت واتكلمت بجنون


:انتي بتاعتي ومحدش هيقدر يأذيكي ..متخافيش..كل اللي هيفكر يجي جنبك بأذي انا همنعه ..مش هخليه حتي يقرب منك ..متخافيش أنا معاكي ..امك معاكي ياروحي 


بعدها حضنتها بحمايه فطريه اموميه 


منال كانت بتبصلها بزهول من طريقتها وطريقه كلامها 

كأنها اتجننت..او فاقت .. ؟!!


هنا منال أدركت إن مروه حالها اتبدل واتغير عن اخر مره شافتها فيها ..والسبب بنتها اللي شيلاها واللي من نظرات مروه باين انها مستعده تضحي بنفسها عشانها 


منال بهمس


:لا ده الموضوع فيه قعده طويله اوي مع علي ..البت دي شوكتها قويت ولازم نرجع نكسرها من تاني وانا هعرف ازاي اكسرها 


بصت لمروه واتكلمت بجحود


:بقولك ايه انتي هتعملي نفسك بني ادمه انتي وبنت الحرام اللي معاكي دي ..ده علي يد بحك ويشرب من 

د مك انتي وهي ..انتي رجعتي هنا تاني خلاص يعني قعادك هنا انتي واللي معاكي دي بشروطنا احنا ..ولو معملتيش اللي نقول عليه يبقي مكانك الشارع مع الكلاب اللي شبهك 


سكتت واتكلمت بحزم


:قومي يلا غوري اترزعي في الاوضه بتاعه بير السلم ومش عاوزين نشوف وشك لحد ما تقفي علي حيلك عشان ترجعي للشغل ولا تكوني مفكره هنخليكي عندنا شفقه ونقول يا حرااام دي بقي عندها عيله صغيرة 


سكتت وهي بتتكلم بقرف وتناكه 


:عيله من الحرام يا واطيه ..لا ياحلوه..انتي هترجعي تشتغلي زي الاول واكتر كمان عشان تقعدي معانا وإلا ساعتها انتي عارفه احنا هنعمل فيكي ايه ..ده انا بالعافيه حوشت علي عنك وخليته يمشي بعد ما كان خلاص هيخلص منك ومن عارك 


مروه حطت ايدها علي رقبتها برعب ومنال كملت بتمثل 


:طبعا انا معملتش كده عشان بموووووت في دباديبك..لا انا عملت كده عشان جوزي حبيبي ميروحش في حديد ..وانتي بقي دورك تحطي الجزمه في بوقك وتسكتي..ومن هنا لحد ما تقومي وترجعي تشتغلي مش عاوزين نشوف وش أمك العكر ده 


مروه وقفت أخيرا وحضنت بنتها وهزت رأسها بضعف 

علي حالها 


مروه بوجع 


:هيجي يوم وهتعرفوا إني معملتش كده أو ممكن تكونو عارفين بس بتنكروا..وهيجي يوم كمان وكل واحد هيدفع تمن ظلمه للغلابه اللي زي حالاتي ..ساعتها هتطلبوا مني السماح بس متخافوش انا هسامحكم عشان مبعرفش اعمل حاجه غير السماح ..


بصت للبنت وكملت 


:وبنتي دي اللي هو مش راضي يقول أنها بنته وقال عليها بنت حرام ورماها حتي من غير ما يفكر بكره يرجع ندمان وعاوزها..بس انا مش هخليه ياخدها ولا يقرب منها ..و أنا هاخد بالي منها وارعاها اكتر ما برعي بنفسي عشان هي نفسي ..بس اللي عرفته إن هيجي يوم وكله عيندم علي اللي عمله وبيعمله فيا وانا مظلومة معملتش حاجه 


منال بسخرية 


:طب يلا زقي عجلك من هنا ولنا يجي اليوم ده هبقي اقولك كلامك صح يا مروه ..يلا بقي غوري من هنا مش ناقصه صداع 


مروه بقت تجر في رجليها جر وكل حته في جسمها بتصرخ من الوجع سواء كان من وجع الولادة أو من كميه الضرب اللي ضربها ليها عاصم وعلي 


أخدت الكيس بتاع هدومها وراحت ناحيه إلاوضه اللي في بير السلم 


يادوب فتحت الباب وحست بأنقباضه شديدة في صدرها وهي طول عمرها بتكره الاوضه دي ومش بتطيق تقرب منها 

لاقتها مليانه كراكيب وتراب وغير صالحه للاستخدام الآدمي 

سندت البنت في الارض علي الكيس اللي فيه الهدوم 


ودخلت حركت الكراكيب اللي جوه وجابت الفرشه القديمه نفضتها من التراب كويسه وحطتها علي جنب 


وجابت مكنسه ملهاش ايد وبقت تكنس المكان بسرعه 

لحد ما بقي كويس شويه عن الأول بعدها بصت حواليها واتكلمت بتعب ووجع كفيل يهد جبل 


:ورجعنا لجهنم تاني ..أهلآ وسهلا بيا 


......


عاصم تاني يوم عدي علي سلمي في البيت عشان يروحوا الشركة مع بعض 


دخل هو الأول ووراه سلمي 

لكنه وقف لما قابل منة وبوسي في وشه


منة ببسمه 


:صباح الخير يا عاصم


عاصم بتوتر


:صباح الخير يا منة ..صباح الخير يا بوسي 


منة بحماس 


:بقولك ايه..مروه اكيد رجعت من عند أخوها وتليفونها اتصلح وكنت عاوزه اكلمها ..لأن انا والبنات عاوزين نزورها 


عاصم بلع ريقه وافتكر اخر مره منة اتصلت كان من حوالي شهر وقالها إن مروه راحت زياره عند أخوها وكل مره تتصل يقولها انها لسه مرجعتش

 

بص للي قدامه وكان لسه هيجاوب ..لكن سلمي سبقته لما جات من وراه واتكلمت بشماته 


:لا ماهو خلاص يا منة يا روحي ..معدش فيه حاجه اسمها مروه خلاص ..بح 


منة بقرف 


:وحضرتك بتتكلمي بصفتك ايه يا سلمي 


سلمي ضحكت بصوت عالي وهي بتتكلم بأستفزاز 


:بصفتي خطيبه عاصم اللي انتي بتكلميه دلوقتي ده 


منة بصت لعاصم بعدم فهم  كأنها بتسأله هي قصدها ايه 

سلمي كملت وهي بتضم دراع عاصم ليها وبتتكلم بسخرية 


:لاهو انتو معرفتوش..مش أنا و عصومي حبيبي رجعنا لبعض ..


قالت كلامها وعملت نفسها افتكرت حاجه 


:آه صحيح كنت هنسي ..واللي اسمها مروه دي خلاص مبقتش مراته ..طلقها ..بس فيه مراته المستقبلية سلمي ..ممكن تسأليه عنها 


:ما تبطلي عبط يابنتي ..هو انتي خلاص فيوزات مخك ضربت ..الراجل خلاص اتجوز غيرك اتقبليها بقي وفوقي 


سلمي بصت لبوسي واتكلمت ببسمه وغضب 


:يا حبيبتي انا فايقه ..الظاهر بس إن انتي اللي مش فايقه ولا واعيه ..


شاورت لعاصم وشبكت ايدها في ايده واتكلمت ببجاحه 


:عاصم ده بقي خطيبي ..واللي بتتكلمي عنها دي خلاص ملهاش وجود في حياته خلاص ..نفاها 

يعني لما تتكلمي عني تقولي سلمي مرات عاصم المستقبلية ولما تتكلمي عن البتاعه اللي إسمها مروه دي تقولي اللي ما تتسمي

 

بوسي بغضب 


:انتي انسانة قليله الأدب ومعندكيش إحترام لنفسك قبل مايكون عندك إحترام لغيرك وبجد بشفق عليكي  وعلي تفكيرك اللي مسوحك 


سلمي بغضب 


:انا قليله الأدب ومش محترمه يا زباله 


بوسي قريت منها بغضب عشان تمسكها وهي بترد عليها


:اه انتي قليله الأدب والاحترام كمان ايه مش عاجبك وبعدين مين فينا اللي زباله ..هو انا اللي عماله أعط كل شويه وابدل بين الرجاله زي ما ببدل الشربات..انتي عارفه اللي زيك بيتقال عنها ايه بيتقال عنها فا..


منة بغضب 


:بووووسي كفايه..


بصت لعاصم واتكلمت بجمود


:ممكن توضح لينا اللي أستاذة سلمي بتقوله بدل ما حضرتك واقف صنم كده بينا 


عاصم بص في الارض ومقدرش يتكلم 

لكنه رفع رأسه وحاول يبرر بمحاوله واهيه

 

:منة لو سمحتي تفهميني..أنا ومروه مكناش متفاهمين وفيه مشاكل بينا واحنا ...


منة قاطعته وهي بتتكلم بزهول وبتشاور علي سلمي


:يعني كلامها صح ..وانت طلقت مروه ورجعت للبتاعه اللي جنبك دي 


سكت شويه واتكلمت بنبره باين فيها خذلانها وقرفها 


:بجد أنت حلال فيك الوجع 


شاورت علي سلمي وكملت بعدم تصديق 


:هي مش دي اللي خانتك وباعتك بالفلوس..مش دي اللي كسرت قلبك وخلتك لعنت اليوم اللي شوفتها فيه 

..مش دي اللي كنت بتقول عليها اكبر غلطه في حياتك ...ايه كل ده بح ..قالتلك تعال نرجع يا حبيبي قومت طلقت البنت المسكينه ورجعت للحربايه دي 

بس بجد خسارة فيك ضفر واحده زي مروه وانت واللي جنبك شبه بعض..يعني ما جمع اللي اما وفق 


سلمي بغضب 


:هو فيه ايه ..ايه كلامك ده ما كل واحد حر في حياته انتي بتدخلي بصفتك ايه أصلا..هو احنا يعني كنا بنقولك بناخد رأيك مثلا...لا يا حبيبتي احنا بس بنقولك لأن عاصم حبيبي عارف إن بضايق من سيره البضاعه التانيه دي عشان كده قال يعرفكم عشان متقولوش اسمها قدامي واتضايق 


بوسي بسخرية 


:عندك د م اوي وبتحسي يعني ..ده انا مشفتش بجاحه زي ما انا شيفاها فيكي..بس هنقول ايه الطبع والأصل غلاب وانتي اكيد عارفه إن اصلك وا...


عاصم بغضب 


:بوسي لو سمحتي 


بص لمنة وكمل


:لو سمحتوا انتوا الاتنين..سلمي دلوقتي خطيبتي واللي يمسها يمسني ..وزي ماهي قالت دي حياتنا واحنا حرين فيها ..يعني مفيش داعي حد تاني يتدخل انحنا خدنا القرار خلاص ومروه طلعت من حياتي 


منة بصتله بأستحقار وهو رأسها واتكلمت بخذلان 


:هو فعلا مفيش داعي نتدخل..هنقول ايه يعني واحنا ملناش دعوه من أساسه بيكم ولا بعلاقتكم 


سكتت وكملت بجمود


:بس من اللحظه دي انت من سكه واحنا من سكه ..انا ميشرفنيش أعرف ناس بالشكل ده 


:وانا كمان ميشرفنيش..ورنا نفس الوضع..يلا يا منة


بوسي سحبت منة والاتنين سابوه ومشيوا 

عاصم بص لطيفهم بزعل كبير جدآ 


بعدها بص لسلمى واتكلم بغضب 


:كان لازم يعني تقوليلهم الموضوع بالشكل ده..انا خسرت صحابي بسبب تسرعك ده ..انتي عارفه إن صحابي ليهم عندي معزه خاصه 


سلمي مثلت الزعل واتكلمت ببراءة مش لايقه عليها


:معلش يا عاصم يا حبيبي..بس بجد مقدرتش اتحمل اسمها وانا عارفه انها كانت مراتك في يوم من الايام..محستش بنفسي غير وانا بقول كده

 

قربت منه واتكلمت بأغراء بعنيها الخضرا 


:مش بقدر اتحمل عليك اي كلمة من اي واحده ولا نظره حتي ..بغيير مووووت عليك لما اشوفك واقف مع صحابي دول ..مع إني عارفه إنك مش بتبصلهم أصلا..لكن غصب عني بغير عليك..حقي ولا مش حقي


عاصم بتوهان 


:حقك اكيد 


بلع ريقه وبص حواليه لاقي محدش موجود لأنهم لسه في المدخل 

قرب من سلمي واتكلم بهمس ومشاعر مختلطه 


:سلمي ...سلمي حبيبتي عاوز أقرب معاد الفرح ..بجد مش قادر وعاوزك تكوني ليا وفي بيتي في أقرب وقت ..انا بنام واصحي احلم بيكي وبقربك 


سلمي ضحكت بخجل مصطنع وهي بتحط ايدها علي بوقها واتكلمت بأغراء اكبر وهي بتلعب بأيدها في لياقه قميصه 


:خليك تقيل يا حبيبي شويه ..بعدين تقرب ايه ..الفرح فاضل عليه أقل من شهر..ساعتها بقي هكون معاك لحد ما تزهق مني 


عاصم بشجن

 

:عمري ..عمري ما ازهق منك ده انتي روحي اللي عايش بيها 


حاول يقرب منها علشان يبوسها لكنها بعدت بسرعه وخافت توافقه يكون بيعمل ليها اختبار عشات يتأكد من محافظتها علي نفسها 


اتكلمت بتوتر مزيف وهي بتمشي 


:يلا يا عاصم الشغل بدأ واحنا مينفعش نتأخر 


بص لضهرها ببسمه ومشي وراها زي المغيب 


......


كان عدي  يوم بليله كامله علي مروه وهي مرميه في الاوضه اللي تحت بير السلم لوحدها هي وبنتها 


كانت موجوده في الضلمه وممعهاش اي مصدر للنور غير باب الاوضه اللي سيباه مفتوح عشان يدخل اي نور من بره 

كانت كل شويه بطنها تطلع أصوات من الجوع وبنتها عماله تعيط من الجوع هي التانيه لأن مروه ما اكلتش حاجه عشان تجيب لبن ترضع بيه بنتها


كانت البنت من غير هدوم لأنه مفيش اي لبس للأطفال معاها 

حتي اللبس اللي اشترته لما كانت حامل عاصم مجبوش مع هدومها ..عشان كده كانت منومه البنت ولفاها في عبايه خفيفه من بتوعها وجابت عبايه تانيه قديمه لكن نضيفه وقطعتها لاكتر من حته وبالابره والفتله بقت تخيطهم من جد وعملتهم علي شكل حفاضه البنت لبساها 


بصت لبنتها بوجع كبيييير وحست بوجع صعب في قلبها من شكلها وهي حتي رضاعه مش قادره ترضعها


ودموعها نزلت غصب عنها بقهر علي حالها وحال المسكينه اللي عماله تعيط قدامها دي من غير حول ولا قوة 


مره واحده فيه ظل جه علي باب الاوضه حجب عنها النور 

حطت ايدها علي وشها عشان تحجب النور شويه 

عشان تشوف مين الي جه 


لكن الصوت كان كفيل يعرفها هو مين لما اتكلم 


36


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ


كان جسم قصير وصغير هو اللي واقف قدام الباب 


:مين هنا ..


مروه أول ما سمعت الصوت قدرت تتعرف علي صاحبه بسرعه 

اتكلمت بلهفة واشتياق 


:ده انا يا يوسف ..انا مروه 


يوسف اتعرف علي الصوت بسرعه ودخل عندها بسرعه وهو بيتكلم بدموع وفرح


:عمتووووو ..انتي رجعتي ..


مروه حضنته بحب واشتياق وهو تقريبا الحاجه الوحيدة اللي مهونه عليها بيت علي ومعاملة الكل معاها ..ودلوقتي بعد ما خلفت بقي معاها حاجه تاني تهون عليها 


يوسف بعد بأستغراب من صوت العياط اللي جاي من علي جنب 

بيبص لقي في جسم صغير جدا ملفوف في قماشه وعمال يتحرك ويعيط بصوت بعالي 


بص لمروه وسأل بعدم فهم 


:هو النونو ده ايه جابه هنا يا عمتو ..وازاي جه أصلا 


مروه ببسمه حزينه 


:دي بنتي يا يوسف..لسه مخلفاها إمبارح 


يوسف بص لمروه بأنبهار وحرك نظراته للبنت الصغيرة وقرب منها براحه واتكلم بدهشه 


:دي صغيره اوي يا عمتو ...بس الدنيا هنا ضلمه وانا مش شايفها كويس 


وقف وشدها من كم العبايه وهو بيقول بألحاح


:تعالي معايا البيت جوه اشوفها ويعدين ماما اكيد هتفرح لما تلاقيكي جيتي ..دي علي طول كانت تقول فين ايامك يا مروه وتقول انك كنتي شايله عنها حمل ومريحاها وتقعد تشكر فيكي كتييير  


مروه بصتله ببؤس وهي بتكلم نفسها 


:عشان كنت بجيب لها فلوس واخدم بدالها..مش عارفه انت جيت العيله دي ازاي يا يوسف ..


بصتله واتكلمت ببسمه وهدوء


: مينفعش ياحبيبي اروح دلوقتي عشان ميحصلش مشاكل ..وانت عارف بقي المشاكل دي بتكون عامله ازاي 


يوسف برجاء 


:تعالي انتي بس وانا هقول لبابا يخليكي وهو هيوافق 


مروه بصتله واتكلمت برجاء 


:ياحبيبي افهمني ..والله ما هينفع ادخل دلوقتي..أول ما.يبقي ينفع منال هتيجي هي بنفسها تنده عليا 


يوسف بصلها بزعل وبث للبنت لاقاها لسه بتعيط 

بص لمروه وسأل


:هي النونه بتعيط ليه يا عمتو ما تسكتيها حرام 


مروه بوجع 


:أصلها جعانه ولازم تتغذي وانا مش عارفه ااكلها 


يوسف بحماس 


:انا ممكن اروح اجيبلها اكل من الثلاجه بسرعه واجي ..وهي لما تاكل اكيد هتسكت لما تشبع


مروه ابتسمت علي برائته ووضحت


:ياحبيبي دي لسه صغيرة مش بتاكل زينا ..الأكل أنا اكله وبعدها اقوم ارضعها واللبن ده هو الغذا بتاعها واللي بتعيش وتكبر عليه لحد ما تتفطم..ما انا مربيه تلاته قبلها وخلاص بقيت خبيره 


يوسف بلهفة 


:طب انا هروح بسرعه اجبلك أكل عشان تأكليها لبن وتشبع وتكبر


مروه برجاء 


:يوسف..إوعي تقول لمنال ولا حد يشوفك علشن ميحصلش مشاكل 


يوسف هز راسه وجري بسرعه علي جوه يعمل اللي قال عليه 

بعد شويه رجع وهو شايل كذا طبق مليانين أكل وحطهم قدام مروه اللي نزلت فيهم بجوع 


ومن بعد ما اكلت بحوالي تلت ساعه 


مسكت بنتها براحه وبقت تطبطب عليها بحنيه وضمتها ليها وبقت ترضعها 


أخيرا سكتت وقلب أمها اتطمن عليها شويه بعد ما كان مفطور عليها من عياطها 


كانت مداريه نفسها بطرحه ويوسف كان بيبص عليها بفضول طفل صغير وهو مش فاهم حاجه 


لكنه سأل 


:هي ليه مش لابسه هدوم يا عمتو ..وايه البتاعه الوحشه إللي لبساها دي 


مروه بصت للقماشه اللي عملاها حفاضه واتنهدت 

بصت ليوسف وكانت هترد عليه لكن جات علي بالها فكره

 

مروه بلهفة 


:يوسف بسرعه روح نادي ليا الحاجه سميه وخليها تيجي هنا


يوسف بتساؤل 


:ليه يا عمتو 


مروه بلهفة أكبر

 

:اعمل بس الي بقولك عليه ولما هي تيجي انت هتعرف 


هز راسه وخرج جري من المكان 


مروه بصت للبنت لاقتهابطلت رضاعه ونامت أخيرا 

عدلت من وضعها وشالتها حطتها علي الفرشه وكلها أمل إن الحاجه سميه تعمل اللي فكرت فيه 


لكن أملها كله خاب لما لاقت يوسف راجع وهو بيتكلم بخيبه أمل 


:انا روحت وربطت كتير يا عمتو وجارتها قالت إنها مسافره عند قريبتها ولسه مرجعتش 


.....


عاصم يادوب كان راجع من شغله لاقي علي مستنيه قدام العمارة 

كان زي ما اتفقوا 


عاصم معاه الفلوس بتاعه المؤخر وقسيمه الجواز عشان يسجل البنت بأسمه 


علي قرب منه واتكلم ببرود 


:كويس انك جيت ..اصل انا كنت خمسايه وهعمل شوشرة جامده أوي ..بس خلاص غيرت رأيي 


عاصم بسخرية وقرف 


:عشان الفلوس ولا علشان هسجل البت بأسمي 


علي بصراحه 


:عشان الفلوس طبعا ..أما البت فعادي ..اكسب فيها ثواب مش هيضر ..يلا ربنا يقدرنا علي فعل الخير 


عاصم بصله بقرف وهو كل مادا وبيحتقره اكتر واكتر لدرجه نفسه يتف عليه من كل قلبه 


عاصم بقرف 


:هتركب ولا غيرت رأيك 


علي ببرود


:أركب طبعا ..دي حتي توصيله ببلاش ومفيش احلى من أبو بلاش 


عاصم بتأفف 


:هااا هنعمل ايه دلوقتي 


علي بمكر 


:قولي انت بس الفلوس فين 


عاصم رفع شنطه كانت جنبه واتكلم 


:قدام عنيك أهيه 


علي ببسمه 


:يبقي اطلع عندي عالبيت..ناخد البت عشان نكتبها وساعتها انا استلم الفلوس ومعاهم الشهادة 


.....


الاثنين وصلوا بيت علي 


عاصم فضل مستني في العربية ومنزلش 

بينما علي هو اللي راح يجيب البنت 


اول ما دخل الاوضه لاقي يوسف ابنه موجود وبصله بضيق من قعاده مع مروه 


مروه بصتله بخوف وحضنت بنتها بحماية 

علي بصلها بكره واتكلم بقرف


:هاتي البت دي 


مروه حضنتها برعب اكبر واتكلمت بجنون


:لاااا ..بنتي ..عاوز ايه منها ..دي بتاعتي أنا ومحدش هيأذيها ولا ياخدها مني 


يوسف قرب من ابوه واتكلم بدموع 


:حرام عليك يابابا..انا ماصدقت عمتو رجعت عندنا تاني ومعاها نونه صغننه ليه عاوز تاخدها 


علي بصله وابتسم إبتسامه صفرا واتكلم وهو بيدوس علي أسنانه بغيظ


:انا مش هاخدها يا حبيبي اوديها حتي ..انا هاخدها بس عشان نعملها شهادة ميلاد 


مروه وقفت قدامه واتكلمت بخوف 


:إزاي..إزاي هتعملها شهادة ميلاد ..دي لازم يعملها الأب او حد من طرفه ويكون معاه قسيمه الجواز..وو 


علي قاطعها بغضب 


:هو احنا لسه هنرغي..البيه طليقك واقف بره وعاوزين البت عشان نعملها الشهادة..ولا هنخليها من غير شهادة وتجيب لينا العار علي آخر الزمن 


مروه أول ما سمعت اسم عاصم اتنفضت وافتكرت كلامه 

هزت راسها بهستيريه واتكلمت برعب 


:لا لا ده ..ده هيأذي بنتي ..محدش بيحبها وكله عاوز يأذيها وهو أولهم..اكيد هياخدها يعمل فيها حاجه ده قلبه مفهوش رحمه ومشفقش عليها وهي لسه خارجه من بطني مكملتش ساعتين  وكان عاوز بخلص منها 


هزت راسها تاني وهي بتقعد في الأرض وتحضنها بحماية ولأول مره تبص لعلي وتقوله لأ علي حاجه من غير ذره خوف علي نفسها 

لكن كل خوفها كام علي بنتها 


علي قرب منها بغضب كبير واتكلم بفحيح.


:انتي بتردي علي مين يابنت الصرمه..ده انتي ليله أمك كحلي 


كان هيقرب منها عشان يضربها ..لكنه لأول مره ميشوفش الخوف منه في عنيها ..نظراتها المره دي كانت غير ..نظرات مقدرش يفسرها 


يوسف وقف قصاده واتكلم ببكا 


:عشان خاطري يابابا بلاش تأذيها ..دي لسه صغيرة خالص ..عشان خاطري 


علي بضيق


 :ياحبيبي انا واخدها اعملها شهادة ميلاد مش هأذيها صدقني 


مروه بصتله برفض وهي بتهز رأسها بمعني لأ ورافضه انها تسيب البنت ليه 


وعلي الحركه دي كانت بتخلي الشياطين تترقص قدام عنيه 

يوسف كان شايف وضع الاتنين 


عشان كده وقف ما بينهم واتكلم بشجاعه مش مناسبه لسنه


:خلاص انا هروح معاكم يابابا واشيل النونه الصغيرة لحد ما تعملوا اللي عاوزينه وبعدها ارجعها لعمتو تاني 


علي برفض 


:انت بتقول ايه يا يوسف ..انت عيل صغير هتروح تعمل ايه في السجل المدني ولا هتشيلها ازاي ..مش هينفع طبعا ..لكن احنا كبار هنقدر نعمل ده كله 


يوسف بصله برجاء وعيون بتلمع بالدموع 


:علشان خاطري يابابا..انا كبير والله واقدر اشيلها واحافظ عليها ..خليني اروح عشان عمتو متبقاش قلقانه وانا كمان اتطمن..وافق يا بابا..وافق والنبي

 

علي بص للاتنين بضيق شديد وعشان يختصر الوقت هز رأسه بموافقة 


يوسف قرب من مروه وطبطب علي كتفها واتكلم ببسمة 


:انا هروح معاهم ياعمتو واخد بالي من بنتك ..مش هخلي حد يأذيها متخافيش ..واثقه فيا 


مروه بصتله بدموع وغصب عنها هزت راسها بمعني واثقه 

يوسف اخد منها البنت بعد ما لفتها في العبايه وشالها وخرج مع علي 


مروه نادت عليه قبل ما يخرج 


:خلي بالك من اللي معاك يا يوسف ..انت شايل روحي علي ايدك 


..... 


تاني يوم عاصم كان في المكتب 


لكن جسمه اتنفض لما الباب اتفتح بعنف وظهرها وراه حامد 

كان الباين عليه الغضب ..والحسره 


قرب منه وهو بيسأله وبيتمني يكذب كلامه


:اللي انا سمعته ده صح 


عاصم بصله وعمل نفسه من بنها وسأل بأستهبال 


:وانت سمعت ايه يا حامد..ومالك متعصب كده ليه 


حامد بنفاذ صبر 


:عاصم..رد عليا لو سمحت..اللي أنا سمعته ده كان صح ...انت طلقت مراتك ورجعت لسلمي 


عاصم اتنهد واتحاشي النظر لعيون حامد ومردش عليه 

حامد بعدم تصديق 


:مبتردش...يعني صح ..يعني بعد ده كله رجعت لسلمي تاني ...


سكت وكمل بتشتت 


:عارف انا كان ممكن مكنش مضايق لو كنت عملت كده زمان ...

سكت وكمل بصوت أعلي 


:لكن جيت علمتها  وانت متجوز ومراتك ست كويسه وده بشهادة الكل وروحت للي باعتك ومفرقتش معاها 

ليه يا عاصم ..ليه ياصاحبي تعمل كده ..لييييه 


عاصم وقف واتكلم بنفاذ صبر 


:كنت عاوزني اعمل ايه ..انا لسه بحبها ..قلبي مدقش غير ليها ..مقدرتش ابعد عنها اكتر من كده 


سكت واتكلم بأنفعال 


:كنت عاوزني اعمل ايه ..اسيبها تضيع مني واقعد ابكيها العمر كله وابكي علي الأطلال..كنت عاوزني اروح لسكه الهباب اللي انت كنت هتروحله 


حامد بعدم تصديق 


:انت بتعايرني يا عاصم ..بتعايرني يا صاحبي 


عاصم بسرعه 


:لا طبعا ..عمري ما اعمل كده ..بس انا عاوز اقولك إن خساره اللي بتحبه بتوجع ..بتوجع اوي ..وهي اللي كانت هتكون السبب في انك تدمر نفسك وصحتك عشان مش راضي تفوق لنفسك ..


بصله وكمل بحسم


:انا بقي خدتها من قصيرها..ومستنتش ده كله يحصل وقررت ارجع للي قلبي اختارها..ومش مهم حاجه تانيه..مادام انا مبسوط مفيش حاجه مهمه 


حامد ابتسم بوجع وكمل بداله


:بس فرحتك اللي انت فيها دي مؤقته..قريب هتشوف اللي انت عملته ده تأثيره ايه في المستقبل 

قولتها قبل كده وهقولها تاني ..هتندم نظم عمرك يا عاصم ..وول ليه فيه وقت تلحق تصلح اللي باظ ياريت تبدأ من دلوقتي 


عاصم بأصرار 


:انا فعلا هصلح اللي باظ ..للي باظ في علاقتي انا وسلمي لازم يتصلح وانا اللي هعمل كده 


حامد هز رأسه بيأس وخرج من المكتب وهو بيهمس


:مفيش فايده وكل ماكنت ماسك فيها اكتر ..ندمك هيكون مضاعف 


.....


علي رجع جري علي البيت بعد ما شاف يوسف وهو رايح بالبنت لمروه 


أول ما دخل جري علي منال واتكلم بفرحه 


:منمن ..حبيبي انتي فين ..


منال خرجت ومن غير ما تسأل من شكل علي والشنطه اللي في ايده عرفت إن دي فلوس المؤخر 


علي قرب منها بفرحه وشدهى لحد ما دخلو الاوضه بتاعتهم وقفل الباب 


بعدها جاب الشنطه وطلع الفلوس اللي فيها كلها ورصهم علي السرير 


علي بسعادة 


:هاااا بقي ايه رأيك..


منال قربت من السرير ومسكت رزم الفلوس بين ايديها كأنها ماسكه عيل من عيالها 


بصت لعلي وسألت بعدم تصديق 


:بقي كل ده مؤخر العبيطة اللي بره دي ..يا حلاوة يا ولاد ..ده الواد جوزها ده باين عليه متريش اوي ..الفلوس في ايده زي الرز 


علي قعد جنبها واخد الفلوس يعد فيهم..


منال بسخرية 


:انت بتعمل ايه يا علي ..هو مرتب الشهر..دي رزم رزم هتعد ايه ولا ايه ..دول يروحوا البنك طوالي عشان نشوف هنتصرف فيهم ازاي ..واهو موضوع القرض اتحل خلاص 


علي بتساؤل 


:اتحل ازاي..ما العبيطة لسه مرميه تحت معملتش حاجه ..ولاتكوني هتاخدي الفلوس دي تدفعي منها جزء للبنك عشان القرض 


منال بفرحه 

:لا بس اصلي انا من امبارح عماله اتصل بكل الستات اللي كانوا بيطلبوا مروه للخدمة وقولت لهم إن هي رجعت الشغل تاني 


سكت واتكلمت بفرحه اكبر وعدم تصديق 


:ومش هتصدق ياعلي مش هتصدق..الستات عايزينها في شغل متلتل..ده لما حسبتها لاقيتها الشهر ده ممكن تدخل في التلاتين ألف واكتر ..


سكتت وكملت بتفكير 


:انا لازم اقسم ليها الوقت عشان تلاحق علي الشغل ده كله ..وعاوزه اديها فلوس مواصلات عاشت توفر وقت ..كل ما وفرت وقت جابت فلوس اكتر ..يعني احنا بالشكل ده ممكن ناخد قرض تاني وبرضوا هنعرف نسدده وتفيض معانا فلوس زيادة من شغلها 


سكتت وكملت بتوعد


:صبرك عليا..ده انا مش هخليها تتهني غير لما تعوض الفتره اللي خدتها دي كلها في العز مع الواد الغني اللي اتجوزته

 

علي بصلها وافتكر حاجه وبان علي وشه الضيق والغضب 


منال بأستغراب 


:مالك ياحبيبي في ايه ..حساك مش فرحان 


علي بضيق 


:الواد الزفت ده ..طليق البومه بنت ال... سمي البت علي اسم جدتها 


منال بعدم استيعاب 


:جدتها مين ..قصدك أمه


علي بعصبية 


:ياريت ..ياريت يا منال ..ده سماها علي اسم الملعونة..اللي لو قعدت لبكره العن في سلسفيل اللي جابوها مش ههدي ولا نااااري تبرد ..قال وبيقول ايه لو مكنش ده إسمها..خلاص مش هيكتبها علي اسمه ..بيلوي دراعي ابن ال....


منال اتنهدت بضيق وعرفت هو بيتكلم علي ايه وحاولت تهون عليه


:متضايقش نفسك ..يعني انت هتشوفها فين ولا هي ولا أمها..انا هخليها ملهيه علي طول في الشغل ولما ترجع لو عندك اي طاقه سلبيه طلعها علي العبيطة..لكن روق د مك مفيش حاجه مستاهله ..هو بس الواد محروووق عشان عرفنا نطلع منه بمصلحة حلوه وهو مش قادر يفتح بقه 


سكتت وافتكرت كلام مروه وطريقتها الجديده 


منال بكره


:علي عاوزه اقولك علي حاجه عشان نعرف نفكر سوا 


.....


مروه مكنتش مصدقه إن بنتها رجعت ليها تاني ..كانت حضانها وكأنها بتطمن نفسها بوجودها 


خرجت شويه من الاوضه العتمه اللي قاعده فيها وقعدت شويه علي السلم في النور 


بصت لبنتها ببسمه حنونه وحب 


كانت نايمه وعنيها مغمضه وكف ايدها مضمومه 

كان شكلها يخطف القلب من جماله 


بصت لشعرها  اللي سايح ونازل علي وشها رغم إن سنها لسه صغير ..حتي ملامحها لسه مظهرتش 


حتت لحمه حمرا ..لكنها كانت كفيله تخلي الحجر يلين من دمعه واحده من عنيها 


مروه بهمس


:بس للأسف..اللي ساكنه معاهم قلوبهم اقسي من الحجر

..بس ولا يهمك ..تمك معاكي ومحدش هيقدر يقرب منك ..انتي روحي وقلبي وكل ماليا ..محدش يقدر يأذيكي ..ولو كنت بسكت زمان علي اذيتي..عمري ما هسكت لو حد فكر يأذيكي انتي ولو بحرف ..مهما كان هو مين 


بصتلها بحب واتكلمت بزعل وأسف 


:انا كنت وعدتك لما كنتي جوايا إني مش هخليكي تعيشي اللي انا عيشته..وكنت قولت إني هخليكي تاخدي كل اللي اتحرمت منه 


دموعها نزلت واتكلمت بحزن 


:بس انا اسفه عشان مش هقدر اوفي بوعدي ليكي 


كملت بشهقات 


:والله اسفه ومش في أيدي حاجه 


مره واحده سمعت صوت بينادي عليها بلوعه 


:مرووووه 


مروه التفت بسرعه لما عرفت صاحبه الصوت 

اتكلمت هي التانيه بقهر 


:حاجه سميه 


في لحظه الحاجه سميه جريت عليها بطريقه مش مناسبه لسنها ..لكنها كانت كفيله تعبر عن حبها واشتياقها ليها 

الاتنين حضنوا بعض والدموع عرفت طريقها من عنيهم 


مروه كان نفسها طول عمرها يكون ليها أم..لكن لانها مكنتش تعرف امها ولا تعرف حاجه عنها غير الشتايم اللي كانت بتسمعها من علي وأمه مكنتش عرفت حتي اسمها 


بعد ما بعدوا عن بعض الحاجه سميه اتكلمت بدموع 


:كده يابنتي..ليكي يومين هنا ومتجيش ليا ..لولا إن يوسف شافني دلوقتي في الشارع وقال انك رجعتي مكنتش هعرف ..


مروه ببكا 


:والله غصب عني ياحاجه والله غصب عني..انا بعته إمبارح ليكي عشان تيجي فالي انك مش موجوده 


الحاجه سميه 


:فعلا انا كنت مسافره ولسه راجعه 


بصت للبنت وكملت


:بس يوسف مقالش عن حاجه غير انك رجعتي..ايه العيل ده يابنتي..انتي خلفتي 


مروه بصت ليها وهزت رأسها وحكت لها كل حاجه من اول ما راحت بيت عاصم لحد ما رجعت عنها 


كملت بدموع وشهقات 


:بس والله العظيم ..والله العظيم..والله العظيم كمان مره انها بنته وانا عمر ما حد لمسني غيره ..بس هو مش راضي يصدق.


الحاجه سميه بصتلها بحزن وانلكنت بحنان 


:مصدقاكي يابنتي من غير حلفان ..هو اللي واطي ودون ورمه ومعندوش نخوه ولا رجوله عشان يرمي بنته ومراته وهم لسه في المستشفى 


بصت للبنت واتكلمت بشفقه


:والله صعبانه عليا المسكينه دي ..


بصت لمروه وسألت ..


:انتي هتسميها ايه 


مروه بصت للبنت بحب واتكلمت وهي بتبوسها 


:هسميها غالية ..عشان هي غالية 


الحاجه سميه بصتلها واتكلمت بلوم 


:ما بلاش يا بنتي الإسم ده..انتي عارفه انه علي اسم المرحومه أمك وعلي مش بيحب إسمها..سميها اي حاجه تانيه وبلاش ده 


مروه بصتلها واتكلمت بشرود وإصرار 


:بس انا مش هغيره يا حاجه ..بنتي من هنا ورايح بقي إسمها غالية ..وعلي انا شوفت منه كتييييير اوي اوي 

مجتش علي الجاي ..أهم حاجه انه مش هيقرب لبنتي ولا يجي جنبها ..ساعتها هيلاقيني انا في وشه 


37


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ


الحاجه سميه بصتلها بأمل وحاولت تقنعها باللي في بالها 


:يابنتي الكلام اللي بتقوليه ده كبير اوي ..ودول عالم مؤذيه ربنا يعلم بحالهم..عشان كده علي أقل غلط ممكن يعملوا من الحبه قبه واذاهم يطولك انتي والبنت  وهم ما هيصدقوا 


مروه بصتلها وبلعت ريقها وخافت علي غالية مش علي نفسها 


:طب انا أعمل إيه..انا خلاص مبقاش فارق معايا نفسي

كل الفارق معايا هو بنتي غالية ..أنا زمان لما كنت بسكت علي عمايلهم كان عشان مليش حد 


سكتت واتكلمت بحسم فيه لمحه استسلام 


:انا خلاص مبقاش ليا عوزه في الدنيا دي ومش هعيش غير عشان اربي بنتي واحميها من غدر الزمان..واخلي بالي منها عشلن ميحلصش ليها زي ما حصلي..عشان كده هرجع اشتغل واعمل اللي علي ومنال عاوزينه عشان اتقي شرهم ..أما اللي إسمه عاصم بيه ده ربنا هياخد لي حقي منه 


الحاجه سميه بصتلها بوجع علي وجعها ومقدرتش تقول حاجه لانها خايفه تتأذي من وراها وهي مش متحمله 


بصت للبنت ومدت ايدها لمروه 


:هاتي البنوته العسل دي اشيلها شويه 


مروه ادتها البنت 


الحاجه سميه ببسمة 


:بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله ما شاء الله ..ربنا يحفظك يابنتي ..ربنا يحفظك يا غالية يابنت الغالية 


بعدها باستها براحه وحنان 


لكن اول ما بعدت عنها البنت الصغيرة فتحت عنيها وبان لونها 

الحاجه سميه بصت لمروه بزهول واتكلمت بدهشه 


:بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن..البنت عنيها خضرا يامروه 


ركزت في عنيها كويس لاقتها بتلمع وواسعه ولونها فاتح زي ما تكون فسفوريه..كان منظرها يسحر بكل ما للكلمة من معني 


مروه ابتسمت للاتنين وقربت من غالية باستها واتكلمت بحب

 

:آه عينها خضرا ياحاجه..ربنا أراد إني اجيب بنت حلوه زيها ..بدل ماتطلع شكل أمها العكر


 اتنهدت بخنقه وكملت 


:بس عنيها كانت سبب شك ابوها فيا واتبري منها ومرضاش يعترف بيها عشان خاطر مش شبهي ولا شبهه 


الحاجه سميه اتكلمت بكره وحقد 


:ربنا ينتقم منه ويرد اللي عمله فيكي وفي الغلبانه اللي تركها قبل حتي ما عنيها تشوف النور ..منه لله ..منهم كلهم لله ربنا ينتقم منهم..حسبي الله فيهم 


الحاجه سميه بتشيل العبايه عن البنت لاقاتها مش لابسه حاجه 

بصت لمروه واتكلمت بأستغراب 


:انتي مش ملبساها حاجه ليه يا بنتي ..وبعدين ايه الخرقه اللي عملاها دي 


مروه بصتلها وابتسمت بمرار ووجع كفيل يهد جبل 


:وهو انا لقيت حاجه البسها ليها ومعملتش كده ..انا معييش حاجه تلبسها ..ولا اي حاجه ..حتي البتاعه اللي هي لبساها دي عبايتي وانا قطعتها عشان لو عملت حاجه علي نفسها ..و


هزت كتافها ببساطه وكملت


: و وبس ..


الحاجه سميه بصتلها بوجع وعنيها دمعت من اللي بتسمعه وحسبنت في كل اللي كان السبب إن ده يحصل لمروه وبنتها 

ادت البنت لأمها ووقفت وهي بتتكلم بسرعه


:هجيب حاجه وجايه علي طول 


مروه هزت راسها وفضلت مستنيه 


لكن مره واحده كان ياسين ابن علي الصغير خارج من البيت ومعاه كوره بيلعب بيها 


بص لمروه واتكلم بأنزعاج 


:يووووه هو انتي رجعتي تاني ..وقال يوسف فرحان..ده المفروض يداري وشه من الناس ..عمتنا الخدامه رجعت خلاص ومعاها بنتها 


بص للبنت الصغيرة اللي كانت مفتحه ورغم جمالها وحلاوتها وشكلها اللي يخطف 


لكنه قال عكس كده 


:وبنتك أصلا مش حلوة و زيك.. وحتي لبس مش لابسه ..يوسف قال أنها ممعهاش لبس وقاعده عريانه يعني حتي مش محصله الشحاتين 


مروه بصتله بسكات وضمت البنت ليها واتكلمت ببسمه حزينه 


:هي صحيح ممعهاش هدوم ولا انا معايا فلوس اشتري ليها ..لكن انا واثقه في ربنا أنه مش هيتخلي عني وعنها وهيبعت لينا اللي قلبه في رحمه ويقف جنبنا 


مخلصتش كلامها ولاقت الحاجه سميه داخله ومعاها كيس 

اتجاهلت ياسين اللي واقف واتكلمت ببسمه وهي بتدي الكيس لمروه 


:خودي دول يابنتي..أنا جبتهم من عند قريبتي ..بنتها كبرت والهدوم دي صغرت عليها ..هي تيجي علي مقاس بنتك وهتبقي كويسه عليها ..واهو حاجه احسن من مفيش ..وانا إن شاء الله لما اقبض المعاش هجيب ليها طقمين كويسين هديه مني ليها 


مروه بصت لياسين اللي بيبصلها بغضب وحقد باين في نظراته اللي عمرها ما تقطع من طفل يادوب كمل الست سنين 


مروه اخدت الهدوم وهي بتشكر الحاجه سميه بدموع وبتحمد ربنا بصوت عالي 


بعدها بصت لياسين واتكلمت ببسمه باهته 


:انت وحشتني علي فكره يا ياسين..انت ومصعب ويوسف ..كلكم وحشتوني ومبسوطه إني شوفتك كويس ..انتو عيالي قبل ما تكونو عيال علي ..ربيتكم وخفت عليكم كأنكم جايين من بطني انا ..ورغم ده كله لسه مش قادره محبش حد فيكم 


خلصت كلامها واستأذنت من الحاجه سميه ودخلت الاوضه غيرت للبنت والفرحه مش سيعاها لما لاقت البنت أخيرا لابسه هدوم زي اي طفل طبيعي 


بينما ياسين بص للحاجه سميه وخرج علي طول 


اول ما خرجت الحاجه سميه شدتها وهي بتتكلم ببسمه 


:انتي اكيد جعانه والكفار اللي عايشه معاهم مش بيدوكي أكل..تعالي انا جايبه معايا شويه حاجات من البلد إنما ايه ..هتاكلي صوابعك وراها 


.....


بعد تلت ايام بالضبط مروه كانت نزلت الشغل 

بعد ما منال شافت انها بقت كويسه رغم انها حتي لسه مخلتهاش تدخل البيت 


كانت موجودة في بيت ناس باين عليهم الغني جدا جدا 

كانت كل حاجه في البيت بتنطق إنهم اغنياء 


بيت فكرها ببيت عاصم..كان برضوا كل حاجه هناك غاليه وبتقول إن صاحبه غني 


كانت بتغسل سجاد في الصاله ومنيمه غالية علي جنب في الأرض بعيد عن المايه 


خلصت غسيل السجاد ونشرته رغم إن وزن السجادة منهم كانت تقيله جدا وهي مبلوله ولسه وجع الولادة مراحش لكنه بقي اخف من الأول 


بعدها راحت للغسيل بتاع الأسبوع 


كان اتغسل في الغساله وفصلت ..اخدته ونشرته علي المنشر ..ولأنه مجفف مأخدش تلت ساعه وكان نشف 

لكنها استغلت الوقت ده ولمت الحاجه بتاعه غسيل السجاد وجهزت المكان عشان تمسحه 


راحت لمت الهدوم لما نشفت وسندتهم علي جنب عشان تكويهم 

يادوب هتبدأ مسح لاقت بنتها صحيت وابتدت تعيط 


سابت كل اللي في ايدها وجريت عليها شالتها 


مروه بحنان


:بس يا ماما بس ..انا هنا معاكي..جعانه 


سألتها كأنها هتجاوب عليها 


حاولت ترضعها لكنها رفضت ترضع 


مروه قريت مناخيرها من نصها التحتاني وعرفت انها عملت حمام وعايزه تغير 


سندتها علي الأرض وجابت الكيس اللي معاها وطلعت الحفاضه اللي هي مخيطاها واخدت غالية الحمام شطفتها وغيرتلها بعدها رجعت حطتها مكان ما كانت قاعده 


مروه ببسمه 


:شوبه واخلص مسح واكوي الهدوم واحضر الأكل واخد نصيبي منه واجي ارضعك لحد ما تشبعي عشان تعملي حمام براحتك 


سكتت وضمت شفايفها وهي بتتأمل شكل بنتها البرئ وهي مفتحه عنيها الواسعه وبتتحرك وهي باصه حواليها بطفوله كأنها بتستكشف العالم 


ابتسمت بحنان عليها وباستها ورجعت تكمل اللي بتعمله 

بكل نفس راضيه لمجرد بس أنها تضمن سلامة بنتها 

وتتقي شر علي ومنال 


بعد ده كله خلصت وراحت لبيت تاني عشان تكمل 

شغلها وترجع ترتاح شويه 


لكن من وين الراحه وهي لسه لازم تروح بيوت تانيه تخدم فيها 


.....


عند عاصم كان في الشركه 


كان تقريبا كل صحابه محدش بيكلمه ولا بيجي جنبه 

حتي حامد كان بيتكلم في الشغل وبس ومحاولش يتكلم في موضوع طلاقه وارتباطه بسلمي


كان قاعد علي طربيزه في الكافتيريا وقت الاستراحة 

باصص علي الطربيزه اللي قصاده ..كان عليها زملائه البنات 

وعلي طربيزه تانيه كان موجودين الشباب 


بينما هو كان لوحده ومحدش راضي يقعد معاه بعد ما الكل نبذه

كان بيبص علي حامد صاحب عمره وهو عامل نفسه مش شايفه ولا واخد باله منه


فاق من ده كله لما لقي حد بيحط ايديه علي عنيه ومبقاش شايف حاجه 


قربت من ودنه واتكلمت بهمس


:أنا مين 


عاصم ابتسم واتكلم بحب 


:حبيبي قلبي اللي مش شاغلني غيره ..سلومه 


سلمي بعدت ايديها وقعدت جنبه وهي بتضحك 


:صح .. 


بصت لعاصم وخرجت تليفونها وهي بتتكلم بحماس 


:بص الحاجات اللي جبتها ..حاجات روعه خالص 


قريت منه لدرجه لصقت فيه وهي بتوريه اللي علي موبايلها وضحكاتهم بترن في المكان 


علي الطربيزه التانيه كان موجود

منة وبوسي ورندا ورنا 


:شايفين البجاحه وصلت لفين 


بوسي كملت بقرف


:قال جايه من وراه وبتعمل الحركات الرخيصه دي..هي البت طينتها ايه..انت مشوفتش كده بجد ..يعني خربت بيت واحده ست زيها وخدت جوزها منها وقلبت حياتها فوقاني تحتاني وعايشه ولا علي بالها من غير ذره ندم ..


منة بصت عليهم بطرف عينها واتكلمت بجمود


:ملناش دعوة كل واحد حر يعمل اللي هو عاوزه 

وعاصم خلاص اختار ..واحنا مش أولياء الأمور بتوعه عشان ندخل في حاجه ملناش دخل فيها 


:والله ما صعبان عليا حد في الحوار ده كله غير مروه ..مسكينه بجد 


قالتها رنا بشفقه وهي بتبص للكل 


بينما بوسي  سألت 


:هو أيمن مختفي فين بقاله كام يوم.. من ساعه ما عرف إن الشملوله اتخطبت وهو مش ظاهر خالص 


:تلاقيه واخد جنب وياعيني عامل فيها حزين ..أصله كان حساس أوي..مسكين ..شفتو ملامح وشه كانت عامله ازاي ..اتصدم يا حرام 


منة بصت لرنا واتكلمت ببسمه وهزار


: خليكي انتي اقعدي اتريقي علي ده وده..ايه  يعني فاكره عشان اتخطبتي لواحد من بره الشركه بقي في السليم كده ومش هنعرف تاخده غسيل ومكوا


بوسي بسرعة وبرود


:اه صحيح يا رنوش كنت عايزه أسألك..انتي يوم الخطوبه مش قولتي هترقصوا علي اغنيه رومانسية وكده ..وقولتي هتبهري الكل 


سكتت وضحكت في السر وهي بتكمل 


:اومال اول ما جه وقت السلو والواد خطيبك ده لاقيته ماسك ايدك وبيتحرك كأنه هيتخانق معاكي 


منة ضحكت هي التانيه لما افتكرت اللي حصل وكملت 


:وكله كوم ولما داس علي رجلك كوم تاني ..مسكتي رجلك وقعدتي تتنطي من الوجع ..موقف متمنهوش لألد أعدائي 


الاتنين فضلوا يضحكوا بينما رنا بصتلهم بضيق وعلقت 


:لما نشوف يا سنيوره منك ليها يوم خطوبتكم هتعملوا ايه ..انا علي الأقل سامح خطيبي تلقائي ومش ملاوع عشان كده  حركاته كلها تلقائية 


:بقولكم ايه ..محدش معاه رقم مروه 


:للأسف لا ..عاصم كان كل ما أقوله عاوزه رقمها ..مره يقول موبايلها بايظ ومره يقول هيبقي يبعته في رساله..ومره يقول بعدين ..كان كل مره بيتهرب 


قالتها منة واتنهدت وصرحت باللي جواها 


:أنا اظن انه كان مخطط للموضوع ده من زمان عشان كده مكنش عاوز حد يعرف أنه متجوز وكام بيتهرب من موضوع اختلاطنا بمروه ..حتي رقمها مرضاش يديه لحد ..عاصم كان مخطط من زمان أنه هيسيبها عشات كده مكنش عايز حد يقرب منها او يختلط بيها.. عشان منحاولش نصلح بينهم او حتي نعرف ..ده اصلا مقالش إنهم انفصلوا غير لما سلمي هي اللي قالت..يعني كان ممكن يخبي علينا وكان زمانه مخبي لحد دلوقتي لولا البتاعه هي الي قالت 


اتكلمت رندا وهي بتبص قدامها بشرود وبسمة مريبه 


:كانت كل حاجه واضحه من الأول..عاصم مكنش في عنيه ذره حب واحده لمروه ..بينما سلمي في عز ماكانت ماسحه بكرامته الارض ووخداه غسيل ومكوا هي وأيمن..لكنه كان بيطلع قلوب لما يشوفها ..البني آدم مننا مش بيستريح غير مع اللي قلبه عاوزه واختاره..وعاصم قلبه اختار من زمان 


بصت للكل اللي مركزين معاها وكملت 


:عاصم يوم ما اتجوز مروه ..كان فاكر أنه بيثبت لنفسه أنها مش فارقه معاه ويقدر يكون مع غيرها عادي ..كان بيقنع نفسه إن قلبه اللي حب سلمي ممكن يخليه يحب غيرها عادي ..لكن القلب كان ليه رأي تاني ..ومقدرش 

يحب ولا يشوف غير سلمي ..القلب له أحكام 


الكل بصلها بتأثر ومنة اتكلمت بتردد وهي بتبص لها وعارفه الللي في قلبها واللي قصدها عليه


:رندا..انتي عارفه إن الإنسان بيغلط كتير ويتعلم من غلطه ..وعارفه إن حامد غلط وندم لم...


رندا قاطعتها بحده مبالغ فيها لما ضربت علي الطربيزه بعنف واتكلمت بعصبية 


:منةةةةةةةة ..انا مش بتكلم في الموضوع ده وانتي عارفه..كل حاجه خلصت من زمان والكل عارف ..يعني مفيش داعي تفتحي الموضوع ده من تاني 


الكل كان بيبص عليها في المكان من صوتها العالي 


رندا حركت عنيها بتلقائيه واتقابلت بعيون حامد اللي باصصلها بندم ودموع بتلمع في عنيه ..وقف وقرب منهم وكان هيتكلم 

لكنها مدتوش فرصه لما سابت المكان كله وخرجت بسرعه من غير حرف زيادة 


.....


عاصم كان مع بتاع الديكور بيشوف اللي سلمي عاوزه تغيره في اوضه النوم 


كان بيساعده بما انه صاحب البيت 

المصمم كان شغال في جته بينما عاصم كان بيفضي خزانه هدوم علي جنب عشان سلمي قررت تغير اللون وتغير مكانها 


كان فاضى آخر درج فيها واللي لما فتحه شاف اللي فيها واللي كان كفيل يغير حاله ميه وتمانين درجه 


كانت هدوم الأطفال اللي اشتراها هو ومروه مع بعض 

بصلهم ومسك شراب صغير منهم ومسكه في ايده واتكلم بوجع وندم 


:انا إزاي مفتكرتش اديها دول ..إزاي 


قلب عنيه وافتكر حاجه عدت من كام يوم 


فلاش باك 


عاصم شاف يوسف وهو جاي وشايل البنت اللي عماله تعيط 

قلبه اتهز وهو شايفها قدامه وهي بنته  حته منه 

يوسف كان بيكملها وهو بيبوسها بحنان


:خلاص متزعليش هنرجع لماما مش هنتأخر متخافيش 


يوسف رفع عيونه وبص لعاصم فجأة ملامحه كلها اتحولت وهو شايفه قدامه ..شايف سبب تعاسته وحزن عمته 


كان بيبص عليه بكره ونفور خلي عاصم يستغرب منه 

لكن لما علي نطق إسمه عرف إن ده يوسف اللي دايما مروه كانت بتحكي عنه وبتقول أنه بيحبها 


علي ركب جنب يوسف في الكرسي اللي ورا وعاصم ساق بيهم لحد ما وصل السجل 


التلاته وقفوا قدام الموظف اللي سأل 


:وياتري البنوته الصغيرة هتسموها إيه 


علي بص لعاصم واتكلم بمكر 


:أكيد ابوها هو اللي هيسميها ولا ايه يا هندسة 


عاصم بصله وزفر بضيق 


بعدها عنيه جات علي البنت اللي نايمه علي دراع يوسف واتأمل شكلها وقلبه وجعه علي شكلها وهي ملفوفه في عبايه من عبايات أمها ..حتي جسمها باين وواضح جدا انها مش لابسه حاجه 


علي شكلها افتكر حاجه حصلت وحوار بينه وبين مروه لما كانت حامل 


فلاش باك 


مرووه كانت بتتفرج علي فيلم كرتون وحاطه أيدها علي بطنها وبتاكل فاكهة جايبها عاصم اللي قاعد جنبها وبيتفرج معاها علي التلفزيون 


كانت لسه مدخلتش في الشهر الثامن 

مره واحده بصت لعاصم وسألت 


:هو النونو اللي جاي انت عاوز تسميه ايه 


عاصم بصلها واتكلم بلا مبالاه 


:اختاري انتي الإسم..انتي اللي حامل يبقي انتي اختاري الإسم 


مرووه اتكلمت بحماس شديد 


:طب لو جه ولد انا عاوزه اسميه حبيب ..وادلعه واقوله يا حبيبي عشان هيبقي حبيبي 


عاصم بصلها وغصب عنه ابتسم علي كلامها وهي كملت بحماس اكتر 


:أما بقي لو كانت بنوته هسميها غالية علي اسم أمي 


سكتت وضحكتها اختفت لما افتكرت وكملت 


:علي كان دايمآ بيكره الإسم ده ..بيكرهه جدا هو وأمه..بس انا كنت بحب الإسم معرفش ليه مع إني أمي دي مش فاكره عنها حاجه  والحاجه سميه كانت بتقولي عنها حاجات كتير حلوه خلتني احبها من غير ما اشوفها وقولت أول عيل لو طانت بنت هيكون غالية..كده كده علي مش موجود هنا علشان يضايق لما يسمع الإسم 


باك 


عاصم فاق من سرحانه وبص لعلي وابتسم بسمه كانت بالنسبة لعلي مريبه واتأكدت شكوكه لما سمه عاصم بيقول بمنتهي البرود

 

:ابوها قرر يسميها غالية..غالية عاصم صابر 


علي بسرعة وغضب 


:ايه ده لا طبعا اختار اسم تاني غير ده 


عاصم بصله واتكلم ببسمه مستفزة 


:وانا بقي اختارت..هي مش بنتي وانا حر ..انا خلاص اخترت الإسم اكتب عندك يا استاذ..اسم المولود غااااالية 


موظف السجل يجل الإسم وطلع الشهادة واداها ليهم تحت نظرات علي اللي هتطلع وعروقه اللي ظاهره من كتم غيظه


بعدها الكل اتفرق وعاصم مشي لوحده وهو بيحال ميبصش علي البنت عشان قلبه ميتعلقش بيها وبيقنع نفسه إن هو وسلمي هيتجوزو قريب ويقدر يجيب منهم الاولاد اللي يفرح بيهم 


باك 


مسك الهدوم بأيده وقربها من وشه وبقي يشم فيهم بمشاعر طغي عليها الندم ..لكنه ميعرفش ازاي عدي ده كله ومسك الهدوم كلهم وحطهم في كيس وشالهم في مكان في دولابه 


بلع ريقه واتكلم بحسم 


:انسي بقي يا عاصم انسي ..هم الاتنين ليهم رب يتولاهم..وانت بقي ركز في حياتك اللي جايه مع حبيبتك اللي اخترتها من بين الكل 


نحي كل حاجه من دماغه وراح يكمل اللي كان بيعمله مع بتاع الديكور 


38


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه خلصت أخيرا ورجعت الاوضه اللي قاعده فيها 

كانت هلكانه من التعب حرفيا 


بصت لبنتها لاقاتها ساكته ولسه بتحرك ايديها ورجليها حاجه بسيطه وبتفرك مع نفسها 


خرجت بره الاوضه وقربت من باب البيت بتردد أول ما رنت الجرس معداش ثواني وكانت منال فاتحه بسرعه 

وهي بتمد ايديها وبتتكلم بلهفة 


:هاتي الفلوس اللي اشتغلتي بيها 


مروه جابت طرحتها علي جنب وحلت العقده اللي فيها واللي رابطه فيها الفلوس وخرجتهم وادتهم ليها 


منال اخدت الفلوس بعيون بتلمع وبقت تعدهم بلهفة 

بصت لمروه أول ما خلصت واتكلمت بضيق 


:ناقصين تلاتين جنيه ودتيهم فين

 

مروه بغلب 


: ماهم كانوا يادوب حق المواصلات..مش انتي قولتي إني اخد مواصلات عشان متأخرش علي الزباين والحق ..والثلاثين جنيه دول هم اللي صرفتهم 


منال بضيق 


:وهي السنيورة ركبت أوبر عشان تصرف تلاتين جنيه مره واحده..ده ايه الهم ده 


سكتت وبصتلها تاني واتكلمت بشك وهي بترفع صباعها في وش مروه 


: بت انتي  إوعي تكوني بتخنصري من ورايا..ده انا اخلي علي يوديكي ورا الشمس 


مروه بلعت ريقها لما جابت سيره علي واتكلمت بخوف وهي بتهز رأسها بنفي

 

:لا والله العظيم ما بعمل كده ..هي يادوب حق المواصلات مش اكتر ..وبعدين دول اكتر من ألف جنيه اللي معاكي وانا روحت اربع بيوت النهارده وكل بيت في مكان شكل ..عشان كده اخدت مواصلات كتير 


منال بصتلها واتكلمت بتفكير 


:خلاص من بكره اخليكي تروحي البيوت اللي في مناطق جنب بعض او في حته واحده عشان توفري في المصاريف شويه..ولا هو عشان قولتلك تركبي مواصله هتسوقي فيها وتتعوجي علينا..لا اصحي انتي هنا بتعملي بلقمتك وبس ..مش كفايه علي حبيبي ربنا يحميه راح للواد اللي كنتي متجوزاه وفضل فوق رأسه لحد ما خلاه يكتب البت بنتك دي بأسمه وإلا من غيره كانت هيتقال عليها بنت حرام ومن غير حتي شهادة تقول مين ابوها ..بس علي راح استسمحه  اتحايل

عليه لحد ما وافق بشرط أنه يدفعله فلوس وهيعمل كده وعلي متأخرش ودفع عشان يسجل البنت بأسمه وهي اصلا مش معروف مين أبوها 


مروه بصتلها بتعب ومقدرتش تتكلم ومن جواها متأكده إن ده محصلش ..علي ومنال عمرهم ما يدفعوا جنيه واحد ليها ولا لبنتها ..لكن كلماتها الأخيرة اللي بتقول إن البنت مش معروف مين ابوها خلتها تحلف وهي بتنزل علي ركبها بأنهيار 


:والله العظيم بنته ..والله بنته وملهاش اب غيره 


سكتت شويه وبعدها وقفت وهزت رأسها واتكلمت بنفي وحقد وهي بتجز علي أسنانها 


:لا ..لا دي مش بنته ..دي بنتي انا لوحدي ومحدش يقدر ياخدها مني لا هو ولا غيره..خليه يقول اللي عاوزه..المهم إني عارفه انها بنتي وحته مني ومن روحي 


منال بصتلها بغضب من كلامها وخافت تقوي اكتر واكتر 

افتكرت لما مكنتش تقدر ترفع عينها فيها او ترد عليها 

لكن دلوقتي بترد عليها الكلمه بعشره وبتبجح فيها 


كانت منال بتقول كده في بالها وهي شايفه مروه بتدافع عن بنتها وعن نفسها من تهمه باطله 


افتكرت كلامها مع علي وأنهم لازم يشوفو حل عشان يكسروا شوكتها وترجع زي الأول ولحد دلوقتي بيدورا علي حاجه 

رفعت عنيها واتجاهلت كل اللي قالته 


بصتلها واتكلمت بقرف 


:بكره تيجي البيت من طلعه النهار عشان تشوفي الشغل اللي وراكي هنا ..البيت محتاج نضافه والغسيل متكوم ومالي الغساله والبيت عاوز ترويق 

واعملي أكل يفتح النفس ..هتلاقيه مكتوب في ورقه علي التلاجه 


سكتت وحذرتها 


:وحسك عينك تمدي ايدك علي حاجه من غير إذن ..هتلاقي المفتاح في مكانه اللي عرفاه افتحي وادخلي 


مروه بتردد 


:طب ما ادخل انام جوه بدل ده كله 


منال بسخرية 


:ابقي نامي جوه بكره ..هبقي اقول لعلي حبيبي واستسمحه عشان يرضي ويرحمك انتي والبت دي من إلاوضه الضلمه الكوحيتي اللي مرميه فيها 


كانت لسه هتدخل بعد ما كملت كلامها لكن مروه نادت عليها وهي بتطلب 


:طب ينفع ادخل استحمي واغسل الهدمتين بتوعي انا وبنتي 


منال بصتلها بقرف واتكلمت هي وبتقفل الباب 


:بكره ابقي اعملي ده كله ..مش لازم تنضفي النهارده..قال يعني البعيدة نضيفه اوي 


قالت كده وقفلت الباب في وشها 


.....


تاني يوم مروه صحيت بدري كالعادة..كان يادوب أول خيط من خيوط النهار بيظهر في السما 


اتعدلت من نومتها واخدت البنت براحه لانها كانت نايمه ودخلت البيت سندتها علي الأرض في ركن بعيد شويه 


عن المطبخ وراحت عشان تحضر الفطار والغدا وتخلص خدمه البيت قبل ما حد يصحي 


كانت حرفيا عامله زي النحله وبتتحرك بسرعه عشان تلاحق الشغل بحد ما خلصت 


في القوت ده منال كانت صحيت وخرجت تبص علي مروه لاقتها قامت بالشغل كله وقربت تخلص 


عشان كده راحت تكمل نوم لحد ما المنبه يرن 

وعلي الساعه سبعه كانت خارجه من الاوضه 


لاقت مروه جهزت كل حاجه ورصت الفطار علي السفره. وماسكه بنتها بتلاعبها 


منال بهمس وراحه


:اخيراااا ..رجعت أميرة زي الاول من غير مرمطه ولا بهدله ..وفوق ده كله معايا فرخه دهب 


بعد ده كله مروه فطرت وخرجت وعدت علي البيت اللي في المكان ولمت فلوس عشان تشتري طلبات البيوت 


ومن بعدها راحت لشغل العادي وهو انها تروح تنضف البيوت ..لكنها مكنتش تعرف إن حياتها بتمهدلها حياه جديدة 


..... 


عاصم كان في مطعم علشان عازم سلمي علي العشاء 

كان مكان فخم جدا ومش بيروح له غير الناس الهاي كلاس بس 

كان لابس ومتأنق احلي بدله عنده 


كان شكله يخطف وريحه برفانه جايبه لأخر المكان

كل شويه كان بيبص في الساعه ويرفع رأسه للباب يشوفها وصلت ولا لا 


اتنهد بتوتر وهو بيكلم نفسه 


:لو كانت وافقت تيجي معايا كان زماني مختصر الوقت ده كله ي..


بلع باقي كلامه لما لاقاها داخله عليه 


عاصم حرفيا وقف وتنح من شكلها ومن طلتها اللي تهوس اي حد 

لدرجه إن كل عيون الرجاله اللي في المكان كانت هتطلع عليها 

كانت لابسه فستان فضي فاتح مزخرف بطريقه بديعه 


وشعرها اللي غيرت لونه وقصته..كان طويل جدا ولونه أسود..لكنها صبغته وقصت منه 


وقفت شويه تبص علي عصام ..لكنها لاقته واقف متنح من هيئتها وسرح في عالم تاني 


قربت منه وهي مبتسمه 


سلمي ببسمة


:حبيبي معلش اتأخرت عليك

 

عاصم لسه متنح في شكلها ومش بيرد 


سلمي ابتسمت بثقه في هيئتها واتكلمت ببراءة مصطنعه 


:فيه يا عاصم بتبصلي كده ليه ..شكلي وحش 


عاصم بأنبهار 


:شكلك ساحر ..هو انتي متأكده إنك بني ادمه زيينا عادي مش حوريه من الجنة 


سملي ضحكت وعملت نفسها مكسوفه ومردتش 


بصت حواليها علي المطعم وعلقت 


:حلو المكان هنا ولطيف ..وتحسه سمبل كده في نفسه واحىي حاجه انه مش بيجي له غير الناس التري شيك 

اللي هم إحنا طبعا 


ميعرفش ليه اول ما قالت كده افتكر مروه اللي مكنتش مصدقه نفسها وهي جايه معاه لمطعم الناس العاديه 


وكانت طايره حرفيا من كتر ماهي مبسوطه 

افتكر كلمتها لما روحت ووقفت علي الباب 


:ده احلي يوم في حياتي 


عاصم فاق من شروده ونبه نفسه


:ايه اللي انت بتقوله ده يا عاصم وبتفكر فيه .. مبقاش غير مروه الخدامه اللي تفكر فيها ..ايش جاب لجاب..انت دلوقتي قاعد مع سلمي بنت الحسب والنسب مش واحده بتخدم في البيوت وتلبس وتاكل بواقي الناس 


فاق من شروده وابتسم بصعوبه لسلمي وبقي يسمع كلامها 

شاورت علي خاتم في أيدها وبقت تتكلم بغرور


:الخاتم ده خالتو جابته ليا في عيد ميلادي اللي فات 

مش متخيل يعمل كام 


شاورت علي فصوص صغيره فيه وكملت 


:ده كفايه فصوص الالماظ اللي فيه دي ..هي صحيح صغيره بس كفيله تعمى ثروه ..


سكتت واتكلمت بحب وحنان 


:خالتو دي حنينه اوي اوي ..مسكينه اتجوزت مرتين وربنا ما اردش انها تخلف عشان كده اعتبرتني بنتها وده مش مجرد كلام ..دي شيفاني بنتها فعلا وعمرها ابدا ما حسستني غير كده ..وانا بقيت احب اقولها يا ماما ..عشان متحسش ان حاجه نقصاها ..


نبره صوتها اتغيرت وهي بتتكلم 


:بعدين إحنا بنجيبها تقضي معانا يومين من فترة للتانيه عشان انت عارف الفيلا اللي عايشه فيها مفهاش حد غير الخدامه وبتروح اخر اليوم ..فيلا طويلة عريضه قاعده فيها لوحدها 


عاصم حب يهزر معاها عشان يمهد للي جاي 


:في اييه يابنتي انتي بتحسديها ولا ايه 


سلمي اتكلمت بسرعه وهي بتهز رأسها 


:ايه ..لا طبعا انت بتقول ايه ..اكيد مش هعمل كده بقولك دي خالتو ..دي حبيبتي ..انا أصلا بقولك إني بناديها ماما من كتر حبي ليا تقوم تقول إني ب..


عاصم بضحك


:في ايه يابنتي هو انا اتهمتك 


سكت وكمل بمراوغه 


:اومال لو عرفتي اننا قريب هيكون عندنا فيلا زي بتاعه خالتك اللي هي في مقام مامتك 


سلمي بصتله واتكلمت بعدم تصديق 


:عاصم انت قولت ايه ..فيلا ايه دي اللي هيكون عندنا زيها ..


عاصم ابتسم واتكلم بحنين 


:ايوه هيكون ..فاكره لما كنا مخطوبين أول مره ..وكنتي نفسك تسكني في فيلا ..عشان كده انا روحت اشتريت واحده وكنت واخد قرض عشان اسدد حقها وكنت مخليها مفاجأة وكنت هكتبها بأسمك 


سكت وبسمته اختفت 


:بس اللي حصل منع ده كله يحصل ..بس خلاص ده كله من الماضي ..خلينى دلوقتي في اللي جاي ..خلينا في حياتنا اللي جايه مع بعض ..وانا لسه عند كلمتي ..الفيلا هتكون بأسمك ..أول يوم لينا هناك العقد هيكون في ايدك 


سلمي محستش بنفسها غير وهي بتهجم علي عاصم بالاحضان وبتصرخ بفرح 


حضنته  وهي بتبوس خده بفرحه وبتصرخ 


:بحبك بحبك بحبك بحبككككككككك ..


بعدها عنه بعد شويه وهو بيضحك


:يا مجنونه ..الناس بتتفرج علينا 


سلمي بفرحه


:اعمل ايه ..انا مقدرتش اسيطر علي نفسي ..اول ما سمعت كده حسيت إني طايره من الفرح 


عاصم فرح لفرحتها وسلمي سألت بلهفة 


:وهنسكن فيها إمتي 


عاصم ببسمة 


:هي لسه محتاجه تشطيبات عشان انا من بعد اخر حاجه حصلت بينا وانا نسيتها مع الوقت ..بس دلوقتي جه وقتها..انا هخليهم يستعجلوا في الشتطيبات وبعد كام شهر بس هتكوني منوره بيتك ..يعين هنقضي الكام شهر دول في الشقه  وبعدها ننقل للفيلا 


سلمي مسكت ايده باستها وهي بتبص لعيونه 


:بحبك ..بحبك اوي اوي اوي ..وكل مادا وانت بتثبت إن قراري صح لما سلمتك قلبي 


عاصم مسك ايدها هو التاني وباسها 


:وانا كمان ..معرفتش الحب غير معاكي ..بقيت عاوز اعمل كل حاجه وأي حاجه عشان تكوني مبسوطه 

مش شاغلني غير انك تكوني مرتاحه ومبسوطة ومزاجك رايق ..انا موجود بس عشان البي طلباتك ..اتمني وانا أحقق 


بينما علي الناحية التانيه كانت مروه مروحه من الشغل ومعاها كيس أكل هتتعشي منه وترضع بنتها عشان تتعشي هي كمان 


وصلت البيت ودخلت إلاوضه علي طول بعد ما ادت الفلوس لمنال 

كانت اوضه يوسف بينام فيها لوحده بعد ما ياسين نقل في اوضه لوحده 


فرشت فرشتها في الأرض وغيرت هدومها بعبايه نص كم وفرقت شعرها اللي طول اليوم مداري في الطرحه 


لسه هتفتح الكيس عشلن تاكل ..يوسف فتح الاوضه ودخل 

جري عليها حضنها 


:وحشتيني..من اول ايوم مشفتكيش 


بص لغالية وقرب منها باسها وكمل


:وكمان غالية وحشتني اوي اوي ..بقيت بحب العب معاها واقعد معاها ..بس النهارده وامبارح خرجتوا ومقعدتش معاكم 


مروه بحنان 


:معلش ياحبيبي..انا مضطره ..اي يوم هكون فايقه فيه ..هجيلك واقعد معاك واخليك تلعب براحتك مع غالية 


بصت للاكل واتكلمت 


:انا جعانه وهاكل..انت اتعشيت 


يوسف هز رأسه واتكلم بحماس


:ايوه اتعشيت ..كان فاضل اكل كتير من الغدا وانا اكلته ..اكلك حلو اوي ياعمتو ..اكل ماما مكنش حلو ودايما محروووق او ملحه زايد ..وساعات مفهوش ملح اصلا ..كانت بطني بتوجعني منه..لكن انتي اكلك حلو اوي ..


مروه ببسمه وفرح


:الحمد لله انه عجبك ..طب انا هاكل ..تاكل معايا ..انا برضوا الي عامله الاكل ده علي فكره 


حط ايده علي بطنه وهز رأسه


: لا لا انا شبعان ومش قادر اكل ..انتي كولي وانا هخرج اقعد علي التلفزيون شويه قبل ما ادخل انام ..


هزت راسها ويوسف خرج ومروه بقت تاكل لحد ما شبعت واللي فاض ركنته علي جنب

 

بعدها راحت علي الفرشه عشان تنام 

بصت لبنتها برضا 


وحضنتها ونامت بتعب وهي بتحمد ربنا


:الحمد لله ..أهم حاجه اننا مع بعض ..مش مهم حاجه تاني 


.....


يوم فرح عاصم وسلمي 


39


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ


كانت مروه مطلوبه عشان تنضف شقه وتشطبها لأنها لعرسان 

لكن أول ما اخدت العنوان من منال ..الد م هرب منها وعرفت هي فين وبتاعه مين ..بس مقدرتش تتكلم


راحت علي المكان من سكات وقابلت بواب العمارة اللي اتعرف عليها علي طول وركز نظراته مع العيل الصغير اللي هي شيلاه علي ايدها 


كام فاكر انها طالعه لعاصم تتخانق او تعمل اي حاجه تبوظ اليوم لأن النهارده فرحه 


قعد ببرود وهز رامي ودنه لجوه وبيتكلم بأستمتاع 


:وادي قعده ..أما نشوف بقي ايه هيحصل 


مروه طلعت للدور اللي فيه شقه عاصم زي المغيبه..جسمها بس اللي بيتحرك لكن روحها مش موجوده 


كان عقلها واقف عند نقطه بعينها ..لما منال قالتلها شقه عرسان محتاجه تتجهز وتتروق لان النهارده دخلتهم 


:يعني اتجوز ..رماني انا وبنته عشان يتجوز ويرضي اللي هيتجوزها 


بصت لبنتها اللي علي دراعها وكملت طلوع علي السلم لحد ما خلصت وهي بتكلم نفسها 


:مبصش وراه ولا سأل نفسه حتي هنعيش ازاي بعد ما يفتري علينا الافتراء ده كله ..مخافش علي بنته يتقال عنها بنت حرام ولا الست اللي كانت علي ذمته الناس تشاور عليها بأصابع الاتهام وتسميها بأبشع المسميات..رماهم في أقرب مقلب زباله ومبصش وراه ولا ندم لحظه واحده 


فاقت من شرودها علي فتح الباب 

كانت واحده ست شافتها قبل كده وعرفتها 


خاله سلمي ..


دلوقتي مروه فهمت وعرفت مين العروسه 

وهتكون مين غيرها ..حبيبه قلبه اللي بينادي بأسمها دايما وعينه كانت هتطلع عليها يوم الخطوبة 


الست دخلت جوه 


اتأملت البيت اللي عاشت فيه اكتر من سنه من عمرها 

شافت فيه كتير..اسام حلوه ومُره ..


لاقت البيت تقريبا كل حاجه اتغيرت فيه 

العفش والألوان الديكور..كل حاجه حرفيا ..كل حاجه حتي صحابه 


:ومن إمتي واحنا كنا صحابه يابنتي ..احنا كنا ضيوف وبس وادينا روحنا لحال سبيلنا لمكاننا الطبيعي 


قالت كده وهي بتبص لغالية 


:يابنتي ركزي معايا شويه ..بقولك البيت عاوز يتشطب نضافه النهارده عشلن العرسان ..واعملي كل الاكل اللي مكتوب في الورقه دي وفي فرش مخصوص وشويه حاجات تعمليها في اوضه النوم ..بس أهم حاجه تبتدي في الاكل عشان يلحق يخلص 


مروه بهدوء 


:متخافيش يا ست هانم ..كل حاجه هتكون تمام وعلي الوقت ..وألف مبروك للعرسان 


ام سلمي بصتلها وبصت للبنت اللي علي دراعها وكملت 


:هو انتي هتعرفي تشتغلي بالعيل اللي معاكي ده 


مروه اتنفضت لما جابت سيره بنتها وهزت راسها بسرعه ولهفة 


:ايوه ياست هانم متقلقيش..انا بعرف اشتغل وهي مش بتعيط غير لما تجوع او تعوز تغير ..يعني اتطمني


مروه اخدت البنت عشان تحطها علي جنب  وفي الوقت ده خرجت خاله سلمي وهي بتتكلم بفرحه في التليفون 

بعدها دخلت المطبخ تعمل شغلها بس بعد مده سمعت صوت غالية وهي بتعيط 


خرجت جري تشوفها قبل ما ح ياخد باله 


لكنها وقفت مكانها لما لاقت واحده من الاتنين اللي جابوها شلتها وبتلعبها عشان تسكت

 

قربت منها وهي بتتكلم بأرتباك


:معلش باست هانم ..هاتيها انا هسكتها 


الست بصتلها بطيبه واتكلمت ببسمه 


:عادي يا بنتي انا بحب العيال الصغيرة اوي ..خليها انا هلعبها لحد ما تسكت وانتي كملي شغلك 


مروه بحرج


:ياست هانك مش هينفع..البنت مش لابسه حفاضه وممكن توسخك في اي وقت 


الست بصت لغالية وابتسمت واتكلمت بحنان


: هبعت البواب يجيب والبسها ..خلي بالك انتي بس من شغلك ومتقلقيش..انا بحب الأطفال اوي متقلقيش عليها مش هتضايق 


مروه بصتلها وابتسمت بمرار وهي لاقيه الحنان من الغريب والقريب والي منها مش لاقيه منه غير قسوه القلب والجفا

بصت حواليها وبلعت ريقها بخوف وسألت 


:هو ..هو العريس مش هنا ولا ايه ..عشان اخد راحتي يعني 


الست هزت راسها بنفي وهي بتلعب غالية 


:لا مش هنا ومش هيجي دلوقتي..مطول ..وراه كذا حاجه بيعملها.. اطمني 


بصت لغالية وسألت 


:إسمها ايه البنوته القمر دي


مروه ببمسه باهته 


:اسمها غالية..بنتي 


:ربنا يخليكم لبعض ياروحي 


مروه هزت راسها ودخلت المطبخ تكمل اللي بتعمله وكل ما تفتكر انها بتطبخ الأكل وتجهز الشقه لطليقها اللي معداش علي طلاقهم شهر تتحسر علي نفسها وتبتسم بسخريه ومرار 


:ماهو بيعمل أفراح أهو والعروسة هتلبس فستان ..ولا عشان انا مروه 


اتنهدت بخنقه وكملت شغل وهي بتحاول تنحي كل ده عن بالها عشان تخلص قبل ما عاصم يجي او حد يتعرف عليها وتبقي مصيبه وافتكر انها جايه مخصوص عشان تخرب عليه ليلته 

معداش ساعات وكانت مخلصه وماشيه 


وهي مقرره ترمي الماضي وراها من بعد الليله دي 


.....


في الكوافير 


كانت سلمي موجوده في واحد من  افخم مراكز التجميل في المحافظة 


لبست الفستان الأبيض الملكي ابو ديل طوييييل اوي 

وحطت الميكب اللي خلاها كفيله تهوس اي حد يشوفها 

كانت جميله بدرجه فائقه 


كانت مستنيه عاصم بفروغ الصبر ..كانت مستنيه نظراته ليها اللي هتكشف وتقول رأيه فيها 


بصت لنفسها للمره المليون في المرايه تتأكد من شكلها 

في الوقت ده وصلت أمها وخالتها وبعد سلامات ودموع منهم ومدح في شكلها ودعوات كتيير جدا 


كان جه عاصم ومنتظر اللحظه اللي هستلمها فيها 

وقفت سلمي في الكوافير وعملت الفريست لوك قدام الكل لما حطت الطرحه علي وشها

 

عاصم قرب منها وكل خطوه بيخطيها كأنه بيطير للجنة 

لحد ما بقي قدامها وشال الطرحه من علي وشها براحه خالص 

بصلها زي المسحور تماما ولسانه مش بيردد غير 


:تبارك الرحمن..بسم الله ما شاء الله..تبارك الخلاق ..


سلمي ضحكت بكسوف وعاصم قرب منها باس راسها بحب وتني ايده حاجه بسيطه وسلمي حطت ايدها في ايده والاتنين مشيوا عشان يروحوا القاعه 


وخاله سلمي وامها مش مبطلين زغاريد 

والزفه كملت الجو 


..... 


علي طربيزه كان موجود زمايل عاصم البنات كلهم متجمعين 

بس ملامح الكل مكشره وباين عليها تعبيرات مختلفه من زعل لغضب لقرف لنفور 


محدش كان طايق نفسه حرفيا 


:هو أيمن فين بجد ..أنا افتكرت لما يعرف إن سلمي هتتجوز هيظهر ويحاول يبوظ كل حاجه ..لكنه مش ظاهر خالص ..هو ايه حصل 


سألت بوسي بأستغراب شديد


:مش ممكن يعمل زي الروايات ويدخل وهم بيكتبوا الكتاب ويعمل اي فيلم يلغي الفرح وبعدها ياخد سلمي ويتجوزها هو ...يااااه لو يعمل كده بجد ..ده انا ممكن اقدم ليه شهادة تقدير 


منة بصت لرنا اللي بتقول كده وبمنتهي السخريه ردت


:والله انتي مخك ده عاوز له صيانه من كميه الافكار العجيبه اللي فيه ..يا ماما فوقي بقي وانزلي علي أرض الواقع ..الكلام اللي بتقوليه ده كله في الروايات بس 


رنا بسخرية 


:ومالها الروايات يعني ..ده حتي انا متابعه روايه لكاتبه اسمها اسماء العذب جاد بتحكي عن اتنين اتجوزوا غصب عنهم لسبب مجهول والبطله هتموووت وتعرف اتجوزت ليه في يوم وليله زي اللي عامله عمله

 

بوسي بحماس 


:حلوه دي ..طب هم اتجوزو ليه 


رنا هزت  كتافها بعدم معرفه 


:مش عارفه انا لسه في في أول الروايه ..بس اللي اعرفه إن دي حاجه بين ابو البطل وابو البطله ومش راضيين يقولو عليها للبطله عشان لو عرفت ممكن تهرب ..مع انها هربت قبل كده والبطل جابها ورنها حتت علقه وداها عليها المستشفى..مع انه مضربهاش غير قلمين 


منة بسخريه


:ايه البطله الخرعه دي ..وعلي كده الروايه نفسها اسمها 


رنا بحماس شديد


: اسمها قدري ونصيبي والبطله اسمها رهف والبطل اسمه زُهير

 

منة بملل 


:انتي فايقه ورايقه اوي يا رنا..لا ريلي فايقه 


رنا بصتلها بضيق وبقت تبرطم بصوت واطي من استهتار منة بأهتمامتها 


بوسي قربت منها واتكلمت بهمس


:انا حبيت الروايه اللي بتقولي عليها دي ..ابقي ابعتي ليا الرابط بتاعها عشان اعمل متابعه للكاتبه

 

رنا بحماس 


:ومتنسيش تعملي لايك وكومنت عشان تشجعي الكاتبه 


منة بضيق 


:نركز في قصتنا احنا شويه و نشوف الحكايه هترسي علي ايه 


قالت كلامها والاغنيه الي بيدخل عليها العرسان اشتغلت 


وطل عاصم هو وعروسته اللي ورغم جمالها وشكلها اللي مفهوش غلطه..لكن اللي عرفها علس حقيقتها معرفش يشوفها جميله ابدا 

عاصم ركب علي المسرح وقعد هو وسلمي وامهات عليهم المباركات والتهاني من الكل 


حيت صحابه كلهم سلموا عليه وباركو له حتي لو مش طايقين العروسه 


سلمي مالت عليه واتلكمت بصوت عالي 


:النهارده احلي يوم في حياتي 


عاصم بصلها وميعرفش ليه في اللحظه دي افتكر مروه 

وشافها قدامه وهي بتضحك ضحكتها البريئة 


:ياتري عامله ايه دلوقتي 


سؤال سأله لنفسه من غير ما يحس 


بس انتبه علي سلمي اللي شدته عشان يرقص معاها ويولعوا الأجواء 


..... 


مروه روحت وهي بتجر في رجليها جر ..وشها مش باين عليه غير الجمود ..مفيش ملامح متفسره حتي منال استغربت 


يادوب وصلت وسلمت الفلوس لمنال ودخلت 

اترمت في الارض بهدومها وبصت قدامها بشرود 


:سلمي روحي النهارده فرحها ..مش مصدقه انها هتتجوز وتسيبني خلاص والبيت هيفضي عليا ..بس بكره تجيب ليا أحفاد يملوا عليا دنيتي وتنورها اكتر


:سلمي دي ضي عيوني ..علي عيني تسيبني وتبعد عني بس دي سنه الحياه..


:ياروحي عليها وعلي جمالها..بصي يا جيهان الصوره دي بعتتها سلومه وهي بتجهز في البيوتي سنتر ..شايفه جميله ازاي من غير حتي ولا نقطه ميكب ..ياروحي عليها وعلي حلاوتها 


الاتنين بيقولو كده والدمعه فرت من عيونهم 


كان كل ده بتفتكره مروه روحي لسه مكانها سرحانه ومش في الدنيا 


كانت بتقارن بينها وبين سلمي 

وبتقول نفسها الف سؤال وسؤال 


اشمعني..ليه ..طب وانا ..


:اشمعني انا معنديش اهل ولا ناس تحبني زي سلمي 


:ليه محدش بيحبني ولا طايقني ولا حتي متقبلني 


:طب انا امتي الدنيا هتضحك ليا ..ولا اللي زي ليهم الوش الخشب بس وملهاش في الضحك 


غالية عيطت وخلتها تنتبه ليها 

عرفت انها اكيد جاعت 


مروه افتكرت انها مأكلتش حاجه من ساعه ما فطرت ودلوقتي الليل دخل وهي محستش حاجه في بوقها 


حتي غاليه كانت بترضعها ومتعرفش كانت بتجيب لبن منين وهي جعانه 


بصت لكيس ألاكل اللي خدته صدقه وإحسان من خاله سلمي وهي بتبص عليها بشفقه هي وبنتها داست


علي سنانها بغل وكتمت غيرها جواها 


بعدها غصب عنها جابت الكيس وبقت تاكل مش لانها جعانه عشان بس ترضع المسكينه اللي ملهاش ذنب دي وبتعيط من الجوع 


بقت مع كل لقمه تأكلها دمعه مقهوره تنزل من عينها 


:ربنا مش بيسيب حق حد ..وانا وكلت ربنا أنه يخلصلي حقي من كل اللي ظلمني 


.....


الاتنين وصلوا البيت والزفه من حواليهم وحرفيا كل واحد منهم هم الاتنين طاير من الفرح ومش مصدق اللي بيحصل لحد دلوقتي 


خصوصا عاصم اللي حس أنه أمتلك الدنيا ومافيها 

دخلو الشقه بعد ما الكل مشي وبعد توصيات بالهبل من ام سلمي وخالتها 


عاصم هز راسه علي اي كلمه كانت بتتقال ومش عاوز غير أنه يختلي بحبيبته 


سلمي سابته بيتكلم معاهم ودخلت هي اوضه النوم 

عاصم مشي الكل ودخل وراها الاوضه 


قرب منها وهي قاعده علي السرير وقعد جنبها وفضل فتره يتأمل شكلها اللي يسحر 


سلمي رفعت عيونها وكانت مكسوفه فعلا في الوقت ده 

وسألت


:مبسوط يا عاصم 


عاصم كانت سعادته متتوصفش حرفيا في الوقت ده وملقاش كلمات تعبر عن حالته غير أنه هز راسه واتكلم زي المسحور 


:مبسوط ؟.. انتي بجد بتسألي..انا النهارده مفيش حد فرحان اكتر مني في الدنيا دي كلها ..انا خايف ده كله يكون حلم وافوق منه في وقت ..لو كان ده حلم فعلا اتمني أموووت فيه و..


مكلمش كلامه لما سلمي حطت ايدها علي شفايفه وهي بتتكلم بخوف


:لا ..بلاش الكلام ده يا عاصم ارجوك ..بلاش الكلام ده ..انا ما صدقت نكون مع بعض ومش عاوزه اي حاجه تفرقنا مهما كانت هي إيه 


عاصم مسك ايدها اللي علي شفايفه وباسها بحنيه 

بص لعيونها الساحره  واتكلم بعشق 


:مش مهم ..مش مهم اي حاجه دلوقتي..المهم انتي وانا ..أخيرا بقينا لبعض ونعم بعض..أخيرا اتقفل علينا باب واحد وهنكمل حياتنا الجايه سوا ..سلمي انا عارف إني قولتها كتييير ..بس مش همل من قولها ولا ازهق 

بحبك ..بحبك يا حب عمري اللي مقدرش افرط فيه 


عاصم بعد كلامها قرب منها اكتر بعد كلامه 


لكن الوقت وقف مع عاصم لما شاف حاجه خلته يقف من علي السرير ويبعد عن سلمي وهو مش مصدق عيونه ولسان حاله بيقول مستحيل 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الأول حتى الفصل العاشر من هنا



الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون من هنا



الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون من هنا



الفصل الخامس والثلاثون حتى الفصل التاسع والثلاثون من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات





أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close