القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رحلة عذاب الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية رحلة عذاب الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية رحلة عذاب الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم حرك نظره من عليها ووجهه علي الطبق اللي في ايدها واللي هي مقرباه منه 


شال عينه من علي الطبق وبصلها من جديد واتكلم بهدوء ما قبل العاصفه 


:وانتي اخدتي إذن من مين عشان تعملي حاجه من دماغك وتتصرفي علي هواكي 


مروه اتراجعت لورا بعد سؤاله وبلعت ريقها بصعوبه ورغم أنها لسه مستحميه مايه ساقعه انعشتها لكنها حست ان الجو ناااار من بعد سؤاله من شده خوفها 


متعرفش إمته وازاي لاقت ايد عاصم ماسكه شعرها بعنف وهو بيشده واتكلم بعصبية 


:جري ايه يابت..انتي ختسوقي فيها ولا ايه..ولا تكونيش حاسبه نفسك مراتي بجد ..انتي ياحلوه هنا خدامه ..خدامه..ولو ضاقت عليا بجيبك لمزاجي من وقت للتاني..


شد شعرها اكتر وبقي يحركها بعنف أشد..لدرجه مروه حست أن راسها هتتقلع في ايده وهو كمل


: إنما بقي شيطانك يوزك ويقولك انك ليكي كلمه ولا صوت في ام البيت ده ..يبقي كتبتي نهايتك بأيدك 


سابها وزقها بعيد ووقعت في الارض علي بطنها والطبق اللي في ايدها وكله اتدلق في الارض

 

قرب منها ورفع صباعه بتحذير 


:عارفه لو لاقيتك بتتصرفي من دماغك تاني ولا بتحاولي تعملي نفسك بني ادمه عليا ..هقطع خبرك من الدنيا كلها وارميكي في الشارع مع الكلاب اللي انتي شبههم وواحده منهم فاهمه 


مروه بعياط :

انا ..انا بس كنت كنت 


عاصم بجنون :

كنتي ايه ..عاوزه تثبتي ايه باللي بتعمليه ..انتي مش شايفه نفسك ولا شايفه شكلك وحركاتك..يا شيخه ده انا بشوف خدم كتير عند الناس ولما اجي اقارن بينك وبينهم الاقي إنك انتي متنفعيش تشتغلي خدامه عند الخدم دول ..ولا هو انا عشان شفقت عليكي واتجوزتك ورحمتك من اخوكي ومراته هتفتكري إني بيدوب في هواكي ..ده انا بكره شوفتك وبكره شكلك وبكره اسمك وبكره صوتك وبكرهك كلك علي بعضك وانتي اصلا جايه عليا بخساره 


مروه كانت بتسمعه ودموعها نازله شلالات من قسوه كلماته عليها 

وقفت وقربت منه واتكلمت بنفس مكسوره وبشهقات


:انا ..انا اسفه ومش هعمل كده تاني ..انا ..انا 


سكتت وبصتله بوش شاحب زي ماتكون بتنازع للحياة 

وكملت


:انا بس افتكرت ان حضرتك ممكن في يوم تتقبلني وتعاملني زي ما علي بيعامل منال..بس انا ..انا غلطانه ومش بفهم ..اصل ازاي واحد زيك هيبص لوحده زيي 

خدامه ..انا اسفه مش هتتكرر تاني 


عاصم رفع ايده واتكلم بتحذير:

يكون احسن لو عرفتي قيمتك كويس وعرفتي تتعاملي مع اسيادك بطريقة احسن عشان مترجعيش تعيطي زي دلوقتي 


سابها ومشي وهي بقت واقفه مكانها تبص لطيفه بخواء وقلب مكسور للمره الألف بعد المليون 


.....


:علي عوزاك في موضوع 


علي بصلها وقلب عيونه بملل وكمل فرجه علي التلفزيون لأنه عارفها هتقول ايه 


علي بملل: 

بعدين يا منال ..بعدين 


منال نفخت بضيق وبصتله بغيظ بعدها قعدت جنبه ومسكت الريموت منه وقفلت التلفزيون  ربعت ايديها بحسم 


علي اتنفس بضيق وبصلهاا برفعه حاجب واتكلم ببسمة سمجه 


: نعم يا روحي عاوزه ايه ..اتحفيني 


منال حمحمت وحاولت تهدي ورسمت ملامح بريئه مش لاقيه مع شخصيتها وقالت 


:كنت عاوزه اقولك اننا نج


:لا 


قاطعها علي بملل واخد الريموت منها وفتح التلفزيون من تاني وكمل تقليب بين القنوات 


لكنه سمع صوت منال اللي اتغير ميه وتمانين درجه لما قالت 


:هو ايه اللي لأ مش لما تسمع انا عاوزه أقوى ايه وبعدين ابقي اقبل ولا أرفض 


علي اتكلم من غير ما يبصلها 


:ماهو انا عارف انتي عاوزه تطلبي ايه ..ليكي خمستاشر يوم مش بتطلبي غير الطلب ده ...خدامه مش هتدخل بيتي يا منال ..احنا داخلين علي مشروع كبير وقرض ومحتاجين كل جنيه وانا مش هروح ارميلي تلات أربع آلاف كل شهر لوحده بتعمل شغل البيت وانا متجوز ومعايا ست المفروض دي شغلتها 


منال بردح:

نعععععم ..هو انت متجوزني عشان الخدمه 


علي اتنهد وبصلها وابتسم بأصفرار 

:يا حبيبتي انا مقولتش كده...بس انتي ما شاء الله يعني صحتك كويسه ولا انتي شغاله ولا معاكي وظيفه وطول اليوم في البيت مش بتعملي حاجه ..اقوم اجيبلك خدامه تخدمك وانتي اصلا موراكيش حاجه ..طب ده كلام ناس عاقلين 


منال دبدبت برجليها في الارض قال يعني ايه بتدلع واتكلمت  بعناد 


:مليش دعوه بقي انى وسطي اتقطم من الشغل اللي مش بيخلص ده ..انا عاوزه علي الاقل حد يساعدني شويه خليني اعرف ابص لنفسي واهتم بيها زي زمان 


علي بملل:

ايوه يعني انا المفروض اعمل ايه دلوقتي 


كانت لسه هتتكلم لكنه كمل برفض


:ومتقوليش اجيب خدامه 


منال ذمت شفايفها وربعت ايديها وسكتت وبصت قدامها بغضب 

علي اتنهد وقرب منها وحاول يرضيها 


علي بهدوء: 

يا حبيبتي افهميني..مش ولادنا اولي بالفلوس دي ..وانتي عارفه اننا داخلين علي مرحله جديده في حياتنا عاوزين نخطط ليها كويس اوي .. ومحتاجين كل جنيه عشان المشروع..ده احنا لسه ورانا قروض ومصاريف بنيان واجور عمال ومواااااال طويل اوي اوي 


يعني كل جنيه احنا اولي بيه وعيالنا كمان اولي بيه ..يعمي دلوقتي افرض جبتلك خدامه ولطشت نص المرتب بتاعي ..هنعيش منين ولا حتي هندبر أمورنا ازاي..لكن انتي يا حبيبتي ده دورك كا زوجه بتحب جوزها انك تخدميه هو وعيالك وتشوفي ايه ناقصنا..هو انتي جديده في عالم المتجوزين يا منال ولا ايه ما كلها بتعمل كده...وبعدين يا ستي ليكي عندي كل شهر  ألف جنيه مصروف خاص بيكي انتي تتصرفي فيه براحتك 

وملوش دعوه بمصروف البيت ..هااا بقي مرضيه يا روح قلبي 


منال فرحت لما سمعت انه هيديها فلوس وكأنها محتاجه ومش بتاخد اللي عوزاه 


مثلت الرضا وقالت


:يا حبيبي انا مش قصدي اني اخد فلوس ولا حاجه ...انا بس صعبان عليا انت..انا بقيت بتعب ومش مهتمه بيك خالص وبقيت مهله فيك جدا


منال قربت منه بدلع وحطت ايدها علي صدره وتكلمت بمسكنه وقله حيله مصطنعه


:ده حتي انا جبت قميص جديد مخصوص عشانك ومكنش عندي الوقت اني البسه واريه ليك ..

عشان تعرف بس ان شغل البيت 

مفرق ما بينا..وانا كانت بس عاوزه اكون فاضيه ليك وللعيال 


كانت لسه هيشيل ايدها علي تبت عليها وبص حواليه بخبث وسأل


:هو فاضل قد ايه علي السحور 


منال بدلع :

فاضل حوالي ساعتين ..بس بتسأل ليه 


قرب منها اكتر واتكلم بمكر


:لا ابدا بس كنت عاوزك توريني القميص ده..مش يمكن ما يعجبنيش مثلا..وقتها لازم ترجعيه 


:طب ولو عجبك


علي بخبث :

لا ساعتها بقي الكلام يختلف 


بص حواليه لاقي البيت هادي من عياله وعرف انهم نامو 

بص لمنال واتكلم بتلميح وهو بيغمز


:طب قومي انتي جهزي الجو وانا هحصلك 


..... 


ومرت الايام علي ده الحال 

وبعد ما مروه كان عندها امل ان عاصم ممكن في يوم يتقبلها فقدت الأمل ده من رد فعله الاخير 


هو يأمر وهي مش مطلوب منها غير تقول حاضر ونعم وماشي ..بس كانت صحبتها الجديده بتسليها


وتيجي تشقر عليها من وقت للتاني وتشاركها الاكل اوقات كتيره ..خصوصا ان عاصم كان بيخرج يفطر بره في العزومات بتاعه أصحابه ويسيبها هي في البيت لوحدها أو مع صحبتها القطه 


مروه في الوقت ده محاولتش تقرب من عاصم تاني بعد آخر مره ورضيت بقدرها اللي اصلا كانت راضيه بيه من زمان ..بس حياتها الجديده مع عاصم خلتها تفكر انها ممكن تبقي زي منال لو سمعت كلامه 


مع انها مكنتش تقدر تعصيه وإلا ساعتها كان اللي بيحصل علي ايدين علي كان هيتكرر علي ايدين عاصم 


كل اللي كان نفسها فيه انها تحس انها انسانه زي بقيه الخلق 

لكن تعمل ايه وهي كبرت وكل اللي حواليها محسسنها انها اقل منزله من باقي البشر..زيها زي الحمار بيشتغل ليل مع نهار ولو في يوم اشتكي ولا تعب بياخد بالكرباج وبيشتغل برضوا 


حتي ام ولا اب مش عندها..امها ما تت وهي طفله عندها شهور 

وابوها من زعله عليها المرض  ركبه وبقي قعيد في الفرشه وهي عندها خمس سنين 


ومن يومها استلمها علي وأمه اللي كانت بتعاملها أسوء من علي نفسه 


ومن بعد مو ت أمه اخدها علي ومراته  ومن بعدهم اخدها عاصم 

طفله عندها خمس سنين كانت بتتكوي بالنا ر وتنام جعانه بسبب جحود مرات ابوها واخوها 


وابوها نفسه مكنش ليه حول ولا قوة وهو طول اليوم محبوس في اوضه وقاعد علي السرير 


طفله صغيره انحرمت من التعليم ومن ابسط حقوقها 

لولا ان الحاجه سميه قدمتلها علي المدرسه الابتدائية واتكفلت بالمصاريف كان زمانها مش بتعرف تفك الخط 


لكنها مكملتش التعليم ..وتكمله ازاي وهي دايما بتروح بهدوم مقطعه ووسخه عشان مكنش فيه حد يهتم بيها 


حتي كراريس ولا شنطه مدرسه كويسه مكنش فيه 

كانت الناس بتجيب حاجه عيالها القديمه وتديها ليها ..لكن لانها كانت قديمه مكنتش بتكون متحمله وبتتقطع بسرعه 


والبنات دايما تتريق عليها وعلي شكلها وشعرها المنكوش ..حتي مكنش فيه واحده منهم بتلعب معاها ولا عمرها بقي ليها صاحبه 

ولما جات منال بعد ما كانت بتتعذ ب مره ولا اثنين في اليوم ..بقي يومها كله عذاااااب علي ايدين مرات اخوها 


ودلوقتي الدور علي عاصم عشان  يفش فيها غلط السنين ويطلع عليها كرهه لسلمي 


ولو عرفوا اللي بيعملوه ده عقابه ايه عند ربنا كانوا اتقو الله فيها وفي ضعفها 


..... 


يوم الوقفة 


مروه كانت شغاله علي ايد ورجل ..من طلعه النهار مبطلتش حركه رغم أنها صايمه وتعبانه لكن رغم ده كله كانت عماله تغني وهي مبسوطه..


مروه بفرحه:

غنوا معايا غنوا ..قولو ورايا قولو ..كتر يارب في اعيادنا واطرح فيها البركه وزيد ..جانا العيد أهو جانا العيد ..جانا العيد أهو جانا العيد 

اهلا اهلا بالعيد مرحب مرحب بالعيد 


كملت غني وهي بتنشف البيت بعد ما مسحته وبقي فُله

عاصم في الوقت ده كان داخل ومعاه كحك العيد وكل مستلزماته عشان يوم بكره 


لاقي مروه عماله تغني ومندمجه جدا في الغنا والضحكه مرسومه علي وشها 


عاصم دخل ومهتمش يقلع جزمته ولا ان جزمته ممكن توسخ الارض اللي مروه بتنضف فيها من الصبح 


حط الأكياس اللي في  ايده علي الطربيزه وقعد 

مروه قربت منه ومسحت ايديها من المايه في عبايتها المقطعه اللي عاصم قطعها قبل كده وهي خيطتها ورقعتها ورجعت تلبسها من تاني بس خلتها للخدمه بس 


عاصم :

دي حاجه العيد ..رتبيها عشان بكره وشوفي وراكي ايه 


مروه بصتله بتردد وكانت عاوزه تسأله عن حاجه 


عاصم من بصه واحده فهم هي عاوزه ايه واتكلم بملل 


:عاوزه ايه 


مروه: 

هو حضرتك ..يعني حضرتك بتروح تصلي العيد ولا بتفضل في البيت 


عاصم بسؤالها رجع بالزمن لورا وافتكر لما كان صغير وكان لسه أهله عايشين وكان دايما أهله يروحو يصلوا العيد في الجامع ومن بعدها يرجعوا البيت يفطروا وبعدها يقضوا باقي اليوم بره بيتفسحوا


:يلا عاصم بابا هياخدنا نتفسح ونلعب 


عاصم بص لأمه وابتسم واتكلم بفرحه 


:بجد يا ماما..طب انا عاوز اروح جنينه الحيوان واأكل

الأسد لحمه 


:حاضر يا حبيبي هنعمل كل اللي انت عاوزه ..هو احنا يعني عندنا كام عاصم ..بس توعدني إنك كل عيد تصحي بدري وتخليك ولد شاطر وتروح تصلي العيد عشان تكون ماشي وبركه ربنا معاك وحرساك 


عاصم بسعادة: 

حاضر يا ماما 


عاصم ابتسم وفاق من شروده وبص لمروه اللي كانت بتبصله بأستغراب من سكوته وابتسامته 


بعدها لاقته بيهز رأسه بمعني ايوه وقال

:ايوه بروح اصلي العيد فيها ايه يعني 


مروه بسعاده: 

لا مفهاش حاجه ابدا 


بعدها اخدت الأكياس وراحت تكمل اللي بتعمله عشان تلحق تخلص وتنام شويه قبل الصلاه 


.....


في يوم العيد


عاصم كان خارج من البيت بعد 


ما لبس واتجهز للصلاة لحد ما قاطعه صوت بيقول بلهفه من وراه

 

:يلا انا جاهزه 

عاصم التفت وراه لاقي مروه لابسه وواقفه باين عليها الفرحه والحماس بصلها بأستهزاء وسأل :


جاهزه لايه إن شاء الله 


مروه بطفوله: 

عشان ننزل نصلي العيد ونتفسح بعدها

ونشوف الناس...ده النهارده العيد 


عاصم قلب وشه وبص عليها من فوق وتحت واتكلم بسخريه 


:وانتي فاكره اني ممكن اخرج معاكي  بشكلك العره ده ...انتي مجنونه يا بت 


مروه بأستغراب وزعل وهي بتبص علي شكلها


:ماله شكلي انا ...انا استحميت وسرحت شعري ...وغسلت الملحفه بتاعتي من امبارح


عاصم عوج بقه وهو بيبص عليها وبيحاول يعرف إذا كانت بتتكلم جد ولا لا ...لكن ملامحها كان باين عليها انها بتتكلم جد 


عاصم بجمود وتريقه

: وانتي فاهمه انك لما تستحمي وتنضفي جسمك الجربان وتسرحي شعرك المقمل وتغسلي العبايه المزيته بتاعتك هوافق واخدك معايا وأخرج بيكي قدام الناس 


مروه بصت عليه والدموع محبوسه في عيونها وكلامه صاب قلبها من جوه وهي كل مادا وبتحس انها اقل من باقي البشر 


مروه بحزن وشفايف ممدوده زي الأطفال


: انا جسمي مش جربان..انا بستحمي كل يوم ...هو صحيح اخد ضرب كتير اوي ولسه هياخد بس مش جربان

وشعري مش مقمل انا بسرحه كل يوم بعد ما استحمي ...هو صحيح استحمل شد كتييييير اوي ويمكن مش بحطله حاجات من الغاليه اللي بسمع عنها دي وبحط له زيت من بتاع الاكل ...لكنه مش مقمل 

وملحفتي مش مزيته هي صحيح قديمه اوي بس مش مزيته ولا مبقعه ولو كان عندي غيرها أو احسن منها اكيد كنت هلبسها...لكن مش عندي وده مش ذنبي 


عاصم ضم شفايفه باستياء بعد كلامها وحس انه غلطان 

لكن مرضيش يعترف بكده او حتي يعتذر منها 


عاصم بجمود:

بت ...اخفي من وشي ...النهارده العيد ومش عاوز شكلك العكر ده يعكر ليا اليوم ...خشي اتلقحي جوه علي بال ما انزل اصلي العيد وحضري الفطار علي بال ما اجي عشان عاوز افطر وأخرج علي طول اشم شويه هوا واتفسح 


مروه بغصه: 

طب...طب وانا 


عاصم برفعه حاجب:

 انتي ايه


مروه بأستعطاف:

 انا كمان عاوزه اخرج اتفسح واصلي العيد ...طب اقولك انت اكيد مش عاوز تاخدني عشان محدش يعرف اني معاك.. انا...انا ممكن اروح جامع غير اللي انت رايح عليه واول ما يخلص الصلاة اجي انا بسرعه البيت احضر الفطار...وبكده محدش هيعرف اني تبعك او اقربلك 


عاصم بحده:

هي كلمه قولتها خروج مفيش ...انتي عوزاني اخليكي تخرجي وتفضحيني قدام الناس اللي في الحته ويعرفوا انك مراتي ...اتلحدي هنا وكلمه كمان منك هخليكي تقضي العيد تعيطي فاهمه؟ ؟؟


بعدها خرج من البيت من غير ما يستني ردها 

مروه اتنفضت من صوت رزع الباب العالي وفضلت واقفه مكانها تبص عليه وهي بتفكر ليه محدش بيحبها في الدنيا دي ابدا ...


معقول مفيش اي مخلوق بين الناس دي كلها حبها أو مهتم بيها أو حتي فكر فيها في لحظه من اللحظات ..ده كان تفكيرها 

لحد ما اتحركت من قدام الباب وراحت ناحيه الكيس اللي بتشيل فيه هدومها وخلعت الملحفه ولبست مكانها عبايه حمرة وباين عليها انها قديمه 


لكن تعتبر احسن حاجه في كل اللبس اللي بتلبسه لأنها مش مقطوعه أو باين عليها خياطه 


بعدها اتحركت وهي بتجر رجليها 

ناحيه البلكونه وهي بتسمع تكبيرات العيد وتردد معاها ودموعها بتنزل بقهر 


والقهر زاد وهي بتشوف من البلكونه الناس ماشيه وهم رايحين يصلوا صلاه العيد 


بنات باين عليهم أصحاب وأم وعيالها ورجاله واطفالهم 

وشباب باين انهم اصحاب 


لكن هي مفيش اي حد ليها ابدا مفتكرها في اليوم ده 

هي مكنتش طالبه كتير...كل اللي كانت عيزاه انها تخرج تصلي العيد وتشوف الناس والأجواء عامله ازاي وتنبسط زي كل الناس في اليوم ده

 

لكن حتي الطلب ده كتير عليها ومينفعش تعمل كده 

ببساطه لانها مروه ام هدوم مقطعه ومرقعه وقديمه تعر اي حد يمشي جنبها 


أو يمكن لأنها مروه اللي بتخدم في البيوت وبتنضف من ورا الناس 

ولا يمكن عشان مروه اللي عندها توحد والناس بتقول عليها عبيطه ومبتفهمش حاجه 


لما البكا غلبها دخلت جوه البيت وشغلت التلفزيون 

اكيد عاصم مش هيعمل مشكله لو هي فتحته يوم العيد ..وحتي لو  عمل  مش هتفرق كتير ..جابت قناه من القنوات بتعرض صلاه العيد بث مباشر من مسجد من المساجد


وشكل الناس والأطفال مع التكبيرات برد نار قلبها شويه 

بعدها راحت جابت 


سجاده صلاه كانت لقيتها هي وبتنضف وفرشتها بأتجاه القبله ولبست حجاب واتوضت وبقت تصلي مع الصوت اللي خارج من التلفزيون...هو صحيح مش زي الصلاه في المسجد بطريقه مباشره...لكن اهو كل واحد بيشتغل بالمتوفر عنده 


بقت تكبر وكل تكبيره كانت بتمسح علي قلبها وتهديها شويه وإلا  كان زمانها عامله حاجه في نفسها من اللي شافته 


خلصت صلاة وسلمت ..بصت علي التلفزيون لاقت الناس كلها بتسلم علي بعض وكل واحد بيعيد علي التاني ..بصت حواليها للبيت الفاضي اللي مفهوش صريخ ابن يومين غيرها 


رغم عنها ملامحها بقت تعيسة وباين عليها الحزن وهي شايفه الناس كتيررر جدا وبيحتفلوا وبلالين بتنزل عليهم من السما وناس تانيه بتوزع حلويات وملبس وناس تانيه بتدي بلالين للأطفال 

كانت لوحه جميله سبحان من سواها ..السعاده بتنطق من كل الوشوش والضحكه مرسومه علي شفايف الكل 

ماعداها هي ..مروه 


اتحركت من مكانها وهي بتجر رجليها جر وراحت ناحيه المطبخ تجهز فطار لعاصم 


دقايق وكل حاجه كانت جاهزه 

كانت رايحه ناحيه البلكونه عشان تتفرج علي العيد اللي محرومه منه 


لكنها لاقت عاصم داخل وااضحكه مرسومه علي وشه وهو بيتكلم في التليفون بسعاده وعيونه بتلمع 


بصتله بملامح وشها اللي دبلت مره واحده كأنها بقي عندها سبعين  سنه مش بنت في أوائل العشرينات 


ده حتي ما عيدش عليها ولا وجه ليها كلام ..كل اللي عمله انه قعد علي السفره وبدأ ياكل وهو مكمل كلام علي التلفون 


وش مروه الزعل بقي واضح عليه لدرجه ان الاعمي ممكن يشوفه 

سابته بيفطر وراحت ناحيه البلكونه وبقت تبص علي الناس ورجليها بتفرك وتطلع وتنزل ومش واقفه مرتاحه خالص ..وهي شايفه كل الناس فرحانه وبتضحك وطالعه تتفسح بينما هي هنا مش بتعمل حاجه غير انها شاربه المُر في كاسات 


رجعت المطبخ وجهزت ضيافه العيد والكحك والترمس ..كل حاجه جهزتها وزينتها وسندتها علي الرخامة عشان تخرجها اول ما عاصم يخلص اكل 


ثواني وعاصم خلص اكل 

طلعت بره وبقت تلم الدنيا...جابت البواقي وحطتها في طبق ..بس لما بصت ليها حست انها مش عاوزه تاكل وملهاش نفس 


ركبتها علي جنب وجابت الضيافة والكحك وطلعت بيه بره وحطتهم قدام عاصم اللي كان بيتفرج علي التلفزيون ومشاهد العيد 


مروه سندت كل حاجه قدامه وراحت قعدت في الارض 

عند باب البلكونه وسندت راسها علي الحيطه ..وحرفيا كان شكلها زي اللي كبرت عمر علي عمرها من زعلها اللي واضح للاعمي علي وشها 


عاصم رفع عيونه ليها لاقاها قاعده وقرأ ملامح وشها 

حمحم بصوت عالي عشان يلفت انتباهها 

مروه بصتله تشوف يمكن محتاج حاجه 


عاصم بأستغراب: 

انتي مش هتفطري 


هزت راسها شمال ويمين بمعني لا وقالت 


:حاسه نفسي مش جعانه عشان كده مش هاكل 


عاصم بصلها واتكلم بسخريه 


:غريبه ده انتي لو اتحطيتي علي وليمه لوحدك تخلصيها ..


مروه بصت في الارض وسكتت 


حمحم مره تانيه وبص قدامه علي الكحك والتسالي والحاجات المرصوصه وشاور بأيديه 


:طب تعالي خدي كحك ولا اي حاجه ليكي كوليها عشان متقعيش من طولك وتشيليني ذنبك وتتحسبي علينا بني ادمه ..واعملي حسابك اللي هتاخديه دلوقتي هو نصيبك ملكيش تاني..إلا لو بواقي ممكن تاخديها 


مروه وقفت وقربت منه وبصت للطبق ومهتمتش واخدت واحده بس بشكل عشوائي ورجعت قعدت مكانها في الارض تحت انظار عاصم اللي استغرب حالتها ..وهو من معاشرته ليها عرف انها مهما تزعل ولا مهما يحصل مش بيأثر فيها وبتاكل عادي 


مروه بصت للكحكه اللي في ايدها وحطتها علي شفايفها بس مش قادره تاكل منها حته ولا حتي تدوقها ولو طانت في موقف غير ده كان زمانها أكلتها واخدت كتير بدل واحده بس 


نزلتها من تاني ووقفت بضعف وراحت البلكونه تتفرج علي الناس 

عاصم كان متابعها واستغرابه زاد من حالتها وشكلها اللي باين عليه ضعيف كأن طاقتها خلصت مره واحده 

هز كتافه بلا اهتمام وطلع تليفونه وبقي يعمل اتصالات كتيره ويعيد علي ناس 


بينما مروه فضلت في البلكونه ساعه والتانيه لحد ما تعبت من الوقفه وراحت تقعد في الارض تاني ولسه الكحكه في ايدها 

كانت عامله زي العيل اليتيم في يوم عيد ..وده كان

حالها قولا وفعلا...بنت يتيمه ملهاش حد 


قعدت وضمت رجليها لصدرها وبصت للي في ايدها 

حاولت تاكل بس لما جات تقطم منها حته كانت 

يادوب قد قطمه عصفور 


نص ساعه كمان ولاقت عاصم دخل الاوضه 

اتحركت وراه ووقفت علي الباب وسألت بصوت حزين


:هو حضرتك هتتغدي ايه النهارده..الورقه مش مكتوب فيها حاجه

 

عاصم بصلها واتكلم:

مش بتغدي في البيت ..بخرج اتغدا بره وممكن اتعشى بره برضوا 


هزت راسها وجابت الفرشه بتاعتها وفرشتها واتكلمت 

بضعف 


:طب انا..انا هنام ..لو احتجت حاجه مني ..انا دايما في خدمه اسيادي 


عاصم بصلها وميعرفش ليه قلبه وجعه عليها وحس انه لو سابها علي حالها ده ممكن يحصلها حاجه 


مروه نامت علي ضهرها وغمضت عنيها وفي صداع غريب بقت حاسه بيه 


فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق 


عاصم ببسمة: 

يلا هنخرج 


12


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق 


عاصم ببسمة: 

يلا هنخرج

 

مروه بصتله وعرفت انه بيتريق عليها وبيغيظها 

بصتله بكسره نفس ونزلت عيونها تاني لما دموعها 

بقت تنزل وشفايفها اتقوست بعياط 


عاصم نزل لمستواها واتكلم بنبره اول مره تسمعها

: بتعيطي ليه انا بقولك يلا هنخرج 


مروه رفعت وشها اللي غرقان بالدموع واتكلمت بشهقات 


:عشان انت بتتريق عليا  


:بس انا مش بتريق عليكي..انا بتكلم جد ..مش انتي نفسك تخرجي تعالي هخرجك 


مروه اتعدلت وبصتله لاقت ملامحه كلها جديه 


مروه بزهول:

انت..انت بتتكلم جد ..يعني انت هتخرجني 


عاصم ابتسم بقله حيله وكلام ابوه وأمه بيرن في ودانه لما كان صغير 


:كل بني آدم يستاهل يكون مبسوط وفرحان يوم العيد يا عاصم ..ربنا خلق اليوم ده عشان كل اللي في قلبه غمه تروح وتزول بمجرد بس ما يسمع التكبيرات 

عشان كده لما تلاقي واحد فرحان زي العيال الصغيره بالعيد اعرف انه شاف كتير وما صدق الفرح يزور قلبه عشان يرويه من عطش الحزن والغم ويبدل حاله والضحكه تترسم علي وشه 


فاق من ذكرياته علي نظرات مروه وكأنها بتسأله 

بصلها وهز  رأسه بحنين لما افتكر أهله 


اتكلم بهدوء:

 روحي البسي عبايتك عشان ننزل ونلحق اليوم من أوله 


مروه ما صدقتش نفسها ونطت من مكانها بسرعه ومن غير تفكير كانت بتقلع العبايه اللي لبساها قدامه وبقيت بالقميص وجريت علي الكيس اللي فيه هدومها وطلعت الملحفه بسرعه ولبستها


 وجابت طرحتها ولفتها بسرعه وخرجت الجزمه ومسكتها في ايدها وفي اقل من دقيقتين بقت جاهزه 


عاصم بأستغراب: 

اومال بقولو الستات بتطول علي ما تجهز ليه 


شاور بأيده ليها عشان تمشي وراه 


لكن قبل ما يخرجوا وقف وبصلهى واتكلم بتحذير شديد اللهجة وهو بيرفع صباعه 


:اسمعي كويس اللي هقوله ..انتي هتنزلي الاول وتستني جنب عربيتي وانا هنزل وراكي بدقيقة واركب العربيه واسوقها براحه خالص لحد ما نبعد عن المكان هنا ..بعدها هوقف وتركبي معايا عشان محدش يعرف اني اعرفك وكده فاهمه 


مروه بلعت ريقها وهزت رأسها بسكات وعاصم كمل 


:ولو حد سألك جايه هنا لمين تقولي انك غلطتي في العنوان ..ولازم تحفظي شكل اللي هيسألك ده كويس اوي ..والاحسن اصلا مترديش علي حد وتمشي ساكته ..وملكيش دعوه بحد و إوعي إوعي حد يعرف اني اعرفك ولا اقربلك بأي شكل ..فاهمه 


مروه اتنهدت وهزت رأسها بمعني فاهمه 


عاصم :

طب يلا انتي انزلي قبلي واعملي زي ما قولتلك..استني عند العربيه اكيد عارفه شكلها مش كده 


هزت راسها بسرعه بمعني ايوه 


عاصم بهدوء: 

طب كويس ..انزلي يلا وانا هحصلك 


مروه عملت زي ما قال ولبست جزمتها اللي كانت قديمه وفي قطع  بس الملحفه مدارياها 


..... 


مروه نزلت من السلم وخرجت بره العماره زي ما عاصم قالها

خرجت بره وبقت تبص يمين وشمال بفرحه طفل صغير علي اجواء العيد 


نسيت اللي قاله عاصم وبقت تتفرج علي الشارع والناس والألعاب والجو المليان فرح لحد ما فاقت لنفسها وخافت حد يسألها هي مين ولا يتكلم معاها وتوقع بالكلام 


بصت حواليها عشان تشوف عربيه عاصم لحد ما لاقتها مركونه بعيد شويه عن العماره 


اتمشت ووقفت تحت شجرة وبقيت واقفه 

دقايق وكان عاصم نازل وركب العربيه وبقي يتحرك بيها براحه خالص ومروه وراه من غير ما حد ياخد باله 


لحد ما بعدوا شويه عن المكان اللي ساكنين فيه ووقف 

ومروه ركبت 


كانت فرحانه زي عيل صغير وناقص بس تتنطط من كتر فرحتها 

عاصم بصلها وبص علي السعاده اللي هي فيها وميعرفش ليه بس فضوله خلاه يسألها


:انتي مكنتيش بتخرجي يوم العيد ولا ايه 


مروه بتلقائيه وبسمه

:لا كنت بخرج ..بس مكنتش بعرف اتفسح كويس زي الناس عشان كنت براقب ولاد علي ..واشوف طلباتهم 


عاصم بتشنج: 

وهو علي ده مش عارف ياخد باله من عياله هو ومراته اومال مخليفينهم ليه 


مروه بطفوله: 

اصل علي ومنال كانوا بيحبوا يقعدوا مع بعض ويتكلموا كلام حب وحاجات من بتاعه الناس الكبيره 

ومش بيكونو فاضيين للعيال وبيخلوني انا اخد بالي منهم وارعاهم في الجناين 


عاصم بقرف وهمس :

هم عندهم مراهقة متأخره دول ولا ايه ..مش فاهم انا كل واحد بيحب التاني علي ايه ..ده الاتنين انيل من بعض ..ده انا مش طايقهم ومقعدتش معاهم غير مرتين ولو حسبتها هلاقيها متكملش ساعتين ..صحيح ما جمع إلا أما وفق 


مروه بصتله بهدوء وما اتكلمتش لانها خافت تكتر معاه في الكلام يغير رأيه ويبطل يفسحها بعد ما اخيرا ربنا هداه عليها 


عاصم حمحم وسألها


:وعلي كده كنتي بتعملي ايه في العيد انتي واخوكي وعياله ومراته 


مروه بتلقائيه: 

كانو هم بيلعبوا وانا اخد بالي منهم  وأفضل مرقباهم عشان ما يضيعوش ولا يتوهو

وعلي ومنال بيكونو قاعدين علي جنب ..بس لوحدهم 

وساعات كانوا بيخلوني العب معاهم 


بصلها وكرر الكلمه

:تلعبي معاهم؟


مروه بتأكيد:

ايوه بلعب معاهم .. بجري وراهم وامسكهم..وساعات لو موجودين في مكان مقفول بنلعب استغمايه بس كل مره بكون انا اللي بغمي عيوني وهم يستخبوا بس ..كان نفسي استخبي زيهم 


خلصت كلامها وهي بتمد شفايفها زي الأطفال بالضبط 

كانت كل حركاتها وردات فعلها بتقول انها ما عشتش طفولتها ولا شافت حنيه في يوم 


وغصب عن عين عاصم قلبه رق ليها وشفق عليها 


مروه كملت :

بس يوسف ابنهم كان كويس اوي معايا ..ساعات بحس انه ابني انا ..مع اني ربيت التلاته وكنت معاهم من لحظه نزولهم للدنيا لحد ما مشيت من البيت ..لكني دايما بحس ان يوسف حاجه تانيه خالص ..ودايما بيعاملني كويس ويقسم معايا الحاجه اللي يشتريها 

حتي يوم العيد كان بيجيب ليا حاجات بالعيديه بتاعته ..بس كان لازم ياكل منها الاول عشان يقدر يديها ليا وإلا ياسين ممكن يروح يقول لمنال ومنال تقول لعلي واتضرب واتحرم من الاكل ..عشان كده بيديها ليا قدام الكل كأنها بواقي أكله..بس انا عارفه ان دي مش نيته خالص 


عاصم بأستغراب: 

مين ياسين ده 


:ده ابن علي الصغير ..بس دايما بينقل اي حاجه بتحصل قدامه لمنال وعلي

 

عاصم بسخريه :

عصفوره يعني 


مروه كملت :

واصلا هو مش بيحبني ولا بيطيقني..وساعات ممكن يكدب ويألف قصص عشان علي يضربني .. ساعات مش بصدق انه عنده خمس سنين 


عاصم بصلها بتفاجأ واتكلم بسخريه 

:يا ما شاء الله..خمس سنين وعصفوره ومحرض وفيه العبر السودا..اومال لما يقفلهم عشره ولا خمستاشر هيعمل ايه ..هيترأس الما فيا 


الاتنين فضلوا ساكتين لحد ما العربيه وقفت 


.....


منال وعلي وعيالهم التلاته كانوا هم كمان خارجين عشان يتفسحوا في العيد 


منال كانت متبته في ياسين ويوسف وعلي ماسك مصعب عشان خايفين يتوهو منهم او واحد منهم يضيع او يتخطف في الزحمه 


علي بأمر:

إوعي واحد منكم يفلت ايدي او ايد امكم يا حبايبي ..ولو كنتو عاوزين تشتروا حاجه او تعملو اي حاجه قولو قبلها عشان ناخد بالنا منكم 


منال كملت: 

وادعي حد يقول لواحد منكم تعالي معايا ولا يديكم حاجه وتاخدوها غير لو احنا موجودين وشايفين ده كله ووافقنا كمان 


علي كمل:

وبلاش وانتو بتلعبوا تبعدوا عن عنينا ابدا ابدا ...حتي لو كنتو عاوزين تروحو الحمام تاخدوا حد مننا معاكم سواء انا او مامتكم

 

منال كملت:

وفلوس العيديه متتصرفش كلها ولو لاقيتو شحات ولا شحاته إوعو تدوهم جنيه دول ناس نصابين ..واوعو تروحو مكان من غير ما تقولو وو


مصعب اتأفف بملل واتكلم بضيق 


:في ايه يماما دي اول مره تدونا الأوامر دي كلها ..ما كل عيد بنخرج عادي من غير كل الحاجات دي 


منال بضيق:

عشان دي غير كل مره ..المرات اللي فاتت كان فيه مروه وبتاخد بالها منكم ..إنما المره دي مفيش..يعني ممكن تتوهو وتضيعو عادي 


يوسف بصلها بزعل واتكلم

:هي عمتو مروه خلاص كده يا ماما مش هتيجي تاني عندنا ولا هنشوفها 


رد عليه علي بحده:

لا يا حبيبي خلاص مشيت ومش هترجع تاني ..عشان كده اتعود علي الوضع الجديد 


يوسف بدموع:

مش عارف يابابا مش عارف دي وحشتني أوي...كنت متعود انها هي اللي بتعملي كل حاجه..دي حتي من ساعه ما مشيت و كنت كل يوم بتأخر علي المدرسة حتي هدومي بتكون مش مكويه زي ما متعود ..ومحدش بقي يشجعني عشان اذاكر وابقي دكتور لما أكبر 


ياسين اتكلم بطريقته المستفزه كالعادة 


:قولتلك قبل كده خاف ان حد يعرف انها تقرب لينا..وانا اصلا بشجعك علي طول عشان تبقي دكتور 


يوسف بضيق:

انت بتقعد تشتم في عمتو مروه وتقول اني لو ما ذاكرتش وبقيت دكتور هكون خدام زيها ..بس هي مش خدامه دي عمتنا ..وعادي يعني لما تشتغل ما بابا بيشتغل في شركه عند واحد غني يبقي كده هو شغال عنده خدام ..لا طبعا يبقي عمتو مروه مش بتشتغل خدامه ..والبعدين الخدام خدام ربنا والباشا ريحته معفنه 


:يووووسف بطل الكلام ده واتكلم كويس ..وبطل تجيب سيره الزفته دي ما صدقنا خلصنا منها وارتاحنا

 

علي قال كده بحده في ابنه 

علي اخر كلامه منال حركت شفايفها يمين وشمال بتريقه واتكلمت بهمس


:مين اللي ارتاح يا حسره ..

ده انا وسطي اتقطم من الخدمه ..ولا الفلوس ..الفلوس الكتير اللي اتحرمت منها..فرخه بتبيض دهب وفرطنا فيها جتنا خيبه

 

علت صوته واتكلمت بضيق


:ممكن نتحرك بقي..احنا لسه هنروح عند ماما وبابا عشان نعيد عليهم..يعني يادوب نتحرك ونأجل اي كلام لبعدين..وانت يا يوسف بطل كلام في الموضوع ده 

خلاص خلصنا 


سابته وشدت علي وراحوا للعربيه  سابو العيال التلاته 

مصعب بص ليوسف واتكلم بتحذير 


:متجبش سيره مروه تاني يا يوسف عشان بابا بيضايق 


يوسف بغضب طفولي :

ملكش دعوه انت..انا حر احب اللي عاوزه او اكره ..


بص لياسين واتكلم بتحذير: 

وانت يا ياسين بطل تقول علي عمتنا خدامه وإلا مش هكلم تاني وشوف مين هيذاكر ليك بعدها عشان تبقي شاطر وتنجح


ياسين بسخرية: 

مش مهم ماما تذاكر ليا..ولو هس مش فاضيه هتأمرك وانت مش هتقدر ترفض وهتذاكر ليا غصب عن عينك 


يوسف بص لاخواته بغضب طفولي وهو ضامم شفايفه وسابهم ومشي


....


الاتنين وصلوا جنينه كبيره جدآ جدآ وفيها من كل الوان واشكال الزرع والورود..والناس هناك بكل أشكالها واعمارها متجمعين علي الفرحه بيوم العيد 


مروه بصت حواليها علي الجو الجميل الي خلاها تنسي اي زعل مرت بيه واخدت نفس عمييق وطلعته براحه كأنها بتقول انا اخيرا حيه وبتنفس 


عاصم اخدها وقعدوا علي جنب قدام بحيره فيها وز وبط بيعوم 

كان فيه بياع ايس كريم وغزل بنات وبياعين كتيييير بحاجات اكتر 


عاصم شاور لبتاع الايس كريم وجاله 


بصلها واتكلم: 

عاوزه الايس كريم بتاعك بطعم ايه 


مروه فضلت باصه حواليها بفرحه وما اخدتش بالها من عاصم لانها افتكرت انه بيكلم حد تاني 


لكنها اتفاجأت لما لاقيته بيهزها من أيدها وعاد سؤاله 

مروه بصتله زي ما تكون مس مصدقه وده كان حالها فعلا 


مروه بزهول: 

انت .. انت ..انت بتتكلم جد ..هو انت هتشتري ليا حاجه 


عاصم بص للبياع ولاقاه مركز معاهم ..حمحم واتكلم بالنيابه عنها

 

:انا عاوز الايس كريم بتاعي شوكولاته..وهي اممم ..هاتلها شوكولاته برضوا 


هز راسه واداهم طلبهم واخد حسابه ومشي 

عاصم مد ايده ليها عشان تاخد اللي اشتراه لاقاها لسه بصاله بأستغراب وعدم تصديق في نفس الوقت


نزلت عيونها علي ايده ورجعت بصت لوشه من تاني وسألت بحيره


:انا مش فاهمه...هو المفروض ان ده ليا انا 


هز راسه وهو باصص عليها بأستغراب 


مره واحده مروه ابتسمت بفرحه وعيونها لمعت بطريقه غريبه...لما ركز فيها لاقي في دموع في عيونها 


مدت ايدها واخدته منه وهي بتتكلم بسعاده وتلقائيه 


:بجد ده ليا انا ..ربنا يخليك يا رب ويوفقك ويكتر من امثالك..انا..انا عمري ابدا ما حد اشتري حاجه ليا خالص ..


عاصم بصلها بعدم استيعاب وسأل

:ابدا ..محدش جابلك حاجه خالص زي أيه مثلا ..يعني قصدك هدايا 


مروه اخدت قطمه من الايس كريم وسكتت شويه علي بال ما تبلع لانه كان ساقع اوي بعدها جاوبته وهي بتهز رأسها بنفي


:لا ولا حاجه ابدا ابدا ...ولا هدوم ولا هدايا ولا حتي اكل ..كل حاجه في حياتي كانت من بواقي الناس اللبس والجزم والاكل حتي امشاط الشعر والتوك..كله بتاع ناس بس بقي قديم عليهم عشان كده بيدوه ليا 

وانا باخده عشان معييش غيره ..حتي الصابون بيكون بواقي صابون متكسر بتاع البيت باخده استحمي بيه واغسل بيه هدومي 


عاصم بصلها بعدم استيعاب للي قالته وكأنه مش قادر يصدق ان في انسان عايش كده وراضي عادي 


بصلها مره تانيه وبقي يتامى فيها وهي بتاكل الايس كريم بسعاده حقيقه لمجرد سبب تافه زي ده ..لكنه ميعرفش ان اللي عمله لمروه ده كان أكبر من كل طموحها وتخيلاتها ..هي كان كل اللي في بالها انها هتخرج معاه وتتمشي بس وتشوف الناس ..حتي قعاد كانت هتقعد في الارض علي النجيله 


رجع سألها تاني وهو حاسس ان فضوله هيمو ته 


:طب واخوكي علي ده كان راضي بكده وساكت 


مروه اول ما سمعت سيره علي ايدها ارتجفت وبصتله ولمعه عيونها انطفت وتكلمت بمرار


:علي ؟  وهو في ايده ايه عشان يعمله ..اذا كان هو بنفسه بيعمل فيا اوحش من كده بكتير 


دمعتها نزلت وافتكرت حدث حصل معاها من حوالي عشر سنين واتكلمت بشرود


:تعرف انه لما كنت صغيره وهو اتجوز منال ..كان ..كان عاوز يرميني في الشارع ..بس منال مرضيتش وقالت إني هفيدها ..عشان كده بقت تشغلني خدامه ليها بلقمتي ونومتي..حتي البيت انطردت منه وبقيت انام في اوضه في بير السلم ..كنت بكون خايفه اوي وانا نايمه هناك عشان بتكون ضلمه ومفيش نور ..وبسمع أصوات طول الليل خارجه من الحيطان ..روحت وعيطت لمنال عشان تخليني ارجع ابات جوه معاهم بس ..بس هي سخنت عليا علي وضربني جامد ..كنت بحسه ما بيصدق يلاقي  سبب عشان يضربني عشانه ..وحتي لو ملقاش كان بيضربني كده من غير سبب ..إللي من باب تفريغ الطاقه السلبيه زي ما منال بتقول 


عاصم بصلها وزعق بزهول 


:هم دول بشر زينا عادي..ده حتي المفروض اخوكي من لحمك ود مك ..ازاي يعمل فيكي كده... طب مفيش حد قريبك كان ساعدك ولا مد ايده ليكي ولا نجدك من الحوش دول 


مروه بقله حيله :

لا مليش غير علي بس هو اللي اخويا..وعيله امي معرفش منهم حد خالص ..اصل انا وعلي اخوات من نفس الأب بس ..يعني عيله أمه غير عيله امي خالص ..


عاصم بتشنج: 

انتي بتشرحي ايه انتي التانيه ما انا عارف المعلومه دي 

...اوووووف انتي حكاياتك نكد خالص ..


بصلها وكمل بزهق

:كولي الايس كريم بتاعك هيسيح من الحر 


هزت راسها وكملت اكل لحظات سكوووت عدت عليهم وكل واحد سرحان في حاطه مختلفه وعيون الاتنين متابعه الجو حواليهم لحد ما مروه التفت ليه وسألت بتوتر 


:وانت


بصلها بأستغراب وسأل


:وأنا؟ 


مروه بتوتر:

قصدي وانت معندكش أهل او أب وأم ..او اخوات 


عاصم بتنهيده: 

لا معنديش..بابا وماما الله يرحمهم ومعنديش اخوات ..معنديش غير خاله واحده وساكنه في الكويت 

هي وجوزها وعيالها ..ومش بينزلوا غير كل كام سنه و..


سكت وبوصلها واتكلم بنرفزه 


:انتي مالك اصلا بتسألي ليه ..انا بس اللي أسأل هنا فاهمه 


هزت راسها بسرعه بخوف من تحوله المفاجيء 

دقايق عدت وهم ساكتين لحد ما عاصم وقف وطلب منها


:تعالي نتمشي شويه بدل القعده دي 


مروه هبت من مكانها بسرعه وهي بتهز رأسها بفرحه ومش مصدقه انه طلب منها كده 


فضلوا يتمشو ومروه عماله تعبر عن فرحتها بضحكتها وهي عماله تشاور علي كل حاجه بفرحه 


بينما عاصم كان بيراقبها ببسمه وهو حاطك ايديه في جيوبه 

لحد ما جه وقت الغدا 


اتمشو وراحوا مطعم قريب لاصحاب الطبقه المتوسطة والفقيره لانها مرضاش يروح مطعم كبير احسن يشوف واحد يعرفه هناك او من الشركه 


لكن رغم كده المطعم كان حلو شيك رغم بساطته 

مروه وقفت علي جنب بعيد عن المطعم وقالت لعاصم قبل ما يدخل


:أنا هستني هنا لحد ما تخلص


 عاصم ادور وبصلها وهو بيسأل بأستغراب 


:هتستني هنا ازاي..احنا داخلين ناكل..ايه هتاكلي في الشارع

 

مروه بصتله بعدم فهم وقالت بتوضيح 


:انا قصدي هستني هنا لحد ما حضرتك تخلص اكل وتخرج ..مش هروح في حته 


عاصم بنرفزه: 

وانتي مش هتدخلي ليه .. عليكي تار مع صاحب المطعم 


مروه بخفوت: 

اصل علي ومنال مكنوش بيخلوني ادخل معاهم لما يدخلوا مطعم ولا كافيه زي كده ..وكنت بستني بره زي كده عشان بيقولو ان شكلي يعر وهم هيتكسفوا لو انا دخلت معاهم ..و و 


سكتت وكملت بخجل


:عشان انا بقعد اكل بطريقه مش حلوه ..ومش بعرف اكل زيهم ..وكده 


عاصم اتنهد بملل وهو تقريبا بقي متوقع كل حاجه من الثنائي ده ..من غير شعور مسكها وشدها ودخل بيها المطعم وهو بيتكلم

 

:ده كان ايام زفت وزفتان..إنما انتي دلوقتي مع عاصم ..وعاصم غير ..عشان كده اسمعي كلامي من سكات مش عاوز وجع راس 


مره واحده لاقت نفسها قاعده علي طربيزه علي جنب في المطعم اللي كان نفسها تدخله من قلبها وتعمل زي ما منال بتعمل وتقعد تدي رأيها في الاكل وتطلب الاكله اللي نفسها فيها


ثواني وجاهم الجرسون وسأل عن طلباتهم 

عاصم بصلها ومسك المنيو واختار اللي عاوزه وسأل مروه عن طلبها وكانت النتيجه انها تنحت وكأنها بتساله اذا كان ده كله

 حقيقي وانه بيتكلم جد ومعاني كتير من نظراتها قدر يقراها 

بص للجرسون واتكلم بهدوء 


:هي هتاخد زيي ..


الجرسون هز راسه ومشي ومروه لسه برضوا مش مصدقه اللي هي فيه لحد ما جه الاكل وبقت تاكل علي طبيعتها مع انها بتحاول تاكل بطريقه أرقي شويه 


وهي حرفيا مش مصدقه انها بتاكل مع حد ومش اي حد ..ده واحد زي عاصم..وفي مطعم فيه ناس باين عليهم انهم اغنيا او دي كانت نظرتها ليهم 


خلصوا اكل واكلوا الحلو وخرجوا وركبوا العربيه ونزلو علي الكورنيش وبقو يتمشوا..


بس رغم ده كله عاصم حاسس انه متكتف لانه طول الوقت خايف حد يعرفه  يشوفه مع مروه وسأله مين دي


حتي الأماكن اللي متعود يروح عليها لغاها وراح أماكن تانيه ..اهم حاجه محد يعرف هو مين 


بص علي مروه اللي مسنوده علي السور وبتبص للنيل بفرحه والهوا بيحرك حجابها ويجيبه علي وشها وهي تشيله 

بصتله هي التانيه واتكلمت ببسمه سعيده وقالت


:النهارده احلي يوم في حياتي كلها ..شكرآ 


13


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:النهارده احلي يوم في حياتي ..شكرآ 


عاصم بصلها وبص لبسمتها اللي كانت صادقه ومن القلب طالعه 

من غير ما يحس طول النظر ليها ولعيونها اللي شاف فيهم براءة مش موجوده غير في طفل لسه بيكتشف

الحياه جديد 


نزل راسه بسرعه وهو بينهر نفسه 


:فوق يا عاصم بتعمل ايه ..دي بت غلبانه حبيت تفرحها وتعمل بوصيه أهلك..يبقي بتبص ليها ليه دلوقتي..فوق مش دي اللي تبصلها في يوم..دي ولا شبهك ولا تنفعك 

بص فيها كويس واتعظ..واحده هبله وعلي نياتها كل طموحها في الحياه انها تلبس هدمه جديده وتاكل اكل عدل مش بواقي الخلق ..ناسي انت متجوزها ليه ..لو ناسي افكرك ...متجوزها عشان اول ما سلمي تحر ق 


د مك تيجي وتفش غلك وغلبك فيها وهي ملهاش حد تتحامي فيه ولا تشكيله..هتلاقي واحده زي دي فين 

فوق واصحي لنفسك وبلاش قلبك يسوحك..بلاش تديها ريق حلو عشان قلبك ما يحنش خليك قاسي ..قسوتك هي قوتك ..لو مشيت ورا طيبه قلبك قلبك نفسه هينجرح زي كل مره ..وريها قسوتك بتعمل ايه ..وريها نفسك الجديده..اللي مفهاش حنيه ولا طيبه ولا عطف ولا شفقه ..


عاصم بصلها وبص لبسمتها اللي طالعه من قلبها 

قلب وشه وكشر واتكلم بسخريه 


:ماهو لازم يكون أجمل يوم في حياتك ...وهو انتي كنتي تحلمي تعملي حاجه من ده كله 


مروه مكنتش تعرف انه بيتريق عليها عشان كده ابتسمت واتكلمت بتلقائيه 


:فعلا انا عمري ابدا ما كنت احلم بحاجات حلوه زي كده وإني اكون ماشيه عادي زي الناس من غير ما احس ان كل العيون بتبصلي بقرف ..انا النهارد حسيت اني لأول مره عايشه 


بصتله وعيونها لمعت واتكملت بشجن 


:تعرف ..لما كنت بخرج مع علي و منال والعيال يوم العيد ..كانوا بيمشوا بعيد عني ولو حد سألهم مين دي ..بسرعه يقولو اني الخدامه ..وساعات بيقولو اني المربيه بتاعه الأولاد..ولما كان علي يشتري حاجه ليهم ..كان بيشتري للكل إلا انا ..ولو حد منهم فيض حاجه كان ممكن يديها ليا ..او يرميها في الزباله 

بس مكنتش بزعل عشان اتعودت لان انا عمري ما شفت منهم اي حاجه كويسه ابدا ..عشان كده مكنتش بزعل ..بس كنت نفسي اجرب اعمل كده زيهم ..اني اعمل الحاجات اللي بيعملوها بس مبعملهاش لأني مروه

بس لما انت عملت اللي عملته النهارده ده خلاني انسي كل اللي حصلي زمان وافرح من قلبي إن وأخيرا عملت حاجه من اللي كان نفسي فيها وشوفت يوم عدل اخيرا 


عاصم بصلها وملامحه رجعت تاني هاديه بعد ما سمع كلامها اللي حنن قلبه من تاني 


بصلها واتنهد وحاول يصفي ذهنه 

رجع نظراته ليها لاقاها لسه علي حالها مبتسمه ببرائه منقطعه النظير 


هرب بنظراته منها واتكلم بتوتر 


:انتي لازم تروحي دلوقتي..


اول ما قال كده بسمتها اختفت وهو كمل 


:انا هوصلك للبيت وانا هخرج شويه اقابل صحابي ..عشات اتأخرت عليهم اوي ..وانا متعود كل عيد اقضيه معاهم 

عشان كده روحي انتي ..وارتاحي 


قرب منها واتكلم بهدوء وضيق 


:وياريت تجهزي نفسك عشان عاوزك في الاوضه..وجهزي اي حاجه خفيفه للعشاء..


مروه هزت راسها بنعم ومتكلمتش..هو عنده حق اصلا انه يطلب كده ..اكيد مش هيخلي صحابه يشوفوها 


اخدها وركبت العربيه وهو ركب ..وفضل سايق لحد ما وصلو للبيت وطلع معاها عشان المفاتيح معاه 


اول ما مروه وصلت قدام الباب واتفتح ..بصت لعاصم واتكلم ببسمه 


:النهارده كان احلي يوم في حياتي كلها ..شكرآ 


عاصم بصلها وقدام نظراتها وبسمتها محسش بنفسه غير وهو بيقول 


:وانا مبسوط ..إنك مبسوطه 


قال كلمته واتدور عشان يمشي بص وقف وبص وراه 

لمروه واتكلم هو التاني ببسمه 


:متنسيش اللي قولتلك عليه ..عشان هستناكي بالليل 


خلص كلامه واتحرك لتحت بسرعه ومستناش جواب منها 


..... 


مروه اول ما وصلت البيت غيرت هدومها ولبست العبايه الحمرا من تاني والضحكة مش مفارقه وشها 


لسه هتعدي بعد ما غيرت لاقت الكحكه قاعده علي فرشتها بعد ما سابتها 


قربت عليها واخدتها وحطتها علي بُق واحد بعد ما نفسها اتفتحت من تاني واكلتها بأستمتاع 


بعدها راحت الصاله ووقفت قدام التلفزيون بتردد ونفسها انها تشغله بس بتفتكر كلام عاصم انها متعملش حاجه من دماغها ومن غير إذنه 


اتكلمت مع نفسها بطفوله كالمعتاد 


:بس ممكن لو شغلته ميزعقش تاني ..هو النهارده كان طيب خالص معايا وجابلي حاجات حلوه وأكل معايا ودخلنا مطعم حلو مع بعض واكلنا ..


سكتت وقالت بخوف :

بس برضوا مش خلاني اروح اصلي العيد واتريق علي شكلي ولبسي 

بس ماهو عنده حق..انا اصلا شكلي ولبسي وحشين وكل الناس بتقول كده مجتش عليه يعني 


بقت في مناقشه طويله عريضه مع نفسها وفي الاخر قررت متشغلش التلفزيون لما خوفها منعها وراحت تتفرج علي الناس من البلكونه 


فضلت علي حالها ده لمده مش هينه ..وبعدها سرحت في يومها اواللي حصل فيه وكل خليه جوه جسمها مش مصدقه اللي عاشته النهارده 


بعدها افتكرت طلب عاصم ..ضمت شفايفها بتردد واتنهدت وراحت تشوف حاجه في لبسها 


جابت عبايه بنص كم وجهزتها عشان تدخل تستحمي وتستناه 

بعدها راحت المطبخ وبقت تحضر حاجه خفيفه للعشاء زي ما قالها 


بعدها بصت في الساعه اللي متعلقه في الحيطه لاقتها داخله علي عشره بالليل 


حست ان الوقت بدري شويه..عشان كده خرجت تاني للبلكونه ..لكن لاقت الجو بقي اهدي والرجل خفت 

بس رغم كده فضلت واقفه ونسمات الهوا بتضرب وشها 


في الوقت ده كان عاصم في كافيه مع أصحابه

والقعده أخر انسجام 


:لا بس انت مش عادي النهارده يا عاصم 


عاصم بص لحامد واتكلم بأستغراب 


:ازاي يعني يا حامد..شايف ايه فيا مختلف 


حامد بمكر:

يعني ..جاي متأخر عن المعتاد ..وفوت نص اليوم..بعدها قولت انك اتغديت..ودلوقتي مش راضي تتعشى معانا ..لا يكون واعد حد 


عاصم ابتسم بتوتر واتكلم بكدب 


:لا ابدا ..بس ..بس كان فيه جماعه تانيين عزموني علي الغدا وقضيت اليوم معاهم 


حامد بخبث:

جماعه مين دول ياتري 


:الله ..جماعه وخلاص يا حامد ..جماعه جيراني يا عم 


حامد بتلميح: 

باين علينا هنسمع اخبار حلوه قريب وهنلبس بدل 


عاصم بسخرية: 

والجدع قال مستنيني مخصوص عشان يلبس بدل 

..بقولكم ايه انا ماشي عشان ورايا كام حاجه هخلصها 


:ماشي ايه يابني ..هو انت لحقت ..وبعدين وبعدين يادوب الساعه عشره ..هتروح من دلوقتي تعمل ايه

 

عاصم بتنهيده: 

معايا شويه حاجات هخلصها يا محمد ..وإلا انتو قعدتكم مينشبعش منها ..انتو عارفين ..هو انا يعني ليا مين اروح ليه 


خلص كلامه وسلم علي الكل وخرج عشان يروح 

اول ما دخل البيت لاقي مروه مش موجوده 


بص في الاوضه وفي البلكونه والمطبخ برضوا ما لاقاش حاجه 

للحظه قلق لا تكون خرجت من البيت ..بس هدي لما سمع صوت باب بيتقفل 


ثواني وخرجت مروه من حمام البيت وهي بتتحرك بسرعه ومش واخده بالها من عاصم اللي واقف علي جنب 


عاصم بصلها بنظرات غريبه وهو شايفها لابسه قميص قصير من اللي بيتلبس تحت العبايه وبتنشف شعرها 


مروه وقفت بصدمه لما لاحظت ظل حد واقف..بتبص لاقت عاصم واقف ومركز معاها ومع كل حركه منها 

بلعت ريقها واتكلمت بتوتر شديد وهي بتحاول تداري جسمها الباين بالفوطه 


:انا ..انا كنتوبس بستحمي ..و و..ثواني والاكل هيكون جاهز ..انا بس هلبس العبايه بتاعتي 


عاصم بسرعه: 

لا ..خليكي كده متلبسيش..


مروه بصتله بأرتباك بس رغم كده هزت راسها 


عاصم :

انا رايح استحمي واغير هدومي ..ابقي جيبي العشا وادخلي علي طول 


سابها ومشي بعد ما بصلها بصه غريبه مفهمتهاش 

وراحت عملت كل الي قال عليه 


بس المره دي انتهي بيها الوضع نايمه معاه علي نفس السرير بعد ما راحت عليها نومه من تعبها من اول اليوم 


..... 


كانت إجازه العيد خلصت وعاصم رجع لشغله وحياته الروتينيه 

لسه داخل من باب الشركه لاقي ايمن قاعد علي مكتبه الجديد بعد ما منصبه المهم نزل وبقي موظف عادي بدل ما كان من المسؤولين 


عاصم بصله بشماته منطوقه من عيونه 

قرب منه وهي بيتكلم بأستفزاز 


:صباح الخير يا أيمن بيه ..قصدي يا أيمن 


أيمن بصله وداس علي اسنانه ورغم كده ابتسم بغيظ ورد


:يا صباح  النور يا يا عاصم 


عاصم ببرود :

تؤ تؤ تؤ..مش عيب تنادي مديرك كده بأسمه حاف ..مفيش مستر عاصم ..عاصم بيه ..عاصم باشا

سيادة المدير ..مش عيب كده 


أيمن وقف وبصله بقرف واتكلم بسخريه 

:وماله يا عاصم بيه ..وماله يا سيادة المدير ..وماله يا مستر عاصم ..هااا اي طلبات تانيه 


في الوقت ده قربت سلمي لما لاقت انهم طولو مع بعض في الوقفه ساعتها سمعت عاصم اللي قال


:قصدك أوامر..اصل في العادة المدير بيدي أوامر للي أقل منه 


سكت لما شاف عيونه اللي قدامه ولعت عشان كده كمل بسماجه 


:في المركز..أقل منه في المركز ..واه كنت عاوز حاجه منك ..ياريت تجيب الورق بتاع اخر صفقه انت مسؤول عن مراجعتها عشان اتمم عليها ..ما انت عارف بقي مركز المدير التنفيذي ده حاجه صعبه اوي ومهمه 

يعني مينفعش اي شارده ولا وارده تعدي غير لما اعدي عليها بنفسي واطمن ان كل حاجه في السليم ..انت عارف بقي ده مال ناس وانا مسؤول عنه 


عاصم حرك عيونه لسلمي اللي باصه عليه وتقريبا قربت تنف جر من غيظها واتكلم بأستفزاز 


:ياريت تقولي لخطيبك يصحصح شويه يا آنسه سلمي 

مش معقول كده ..مش كل شويه هنبه علي الموظفين كأننا في حضانه 


أيمن بغضب :

وهو اما كنت بلعب ..مش شغال انا قدامك 


عصام ببرود:

اولا ياريت متعليش صوتك ..تاني حاجه..اه كنت بتلعب ..انا داخل وانا شايفك بتلعب في تليفونك ومش واخد بالك من اللي حواليك ..


اتحرك من قدامهم بمنتهي الهدوء والبرود 

ونظرات الاتنين لو كانت رصا ص كانت موتته 


سلمي قربت من ايمن واتكلمت وهي بتضغط علي أسنانها بغيظ


:عاجبك كده ..جبت لينا الكلام من اللي ما يسواش

بقي بذمتك ده مكتب واحد المفروض انه ابن صاحب الشركه دي كلها ..انت ازاي اصلا تسيبه يكلمك بالطريقه دي 


ايمن بصلها بضيق واتكلم بهمس 

:كانت نقصاكي انتي التانيه..بس معلش ليكي روقه ساعتها انا هعرف اكسر عينك كويس واطلع عليكي كل مليم صرفته عليكي ..أما سي عاصم ده إن ما كنت اوريك النجوم في عز الضهر مبقاش أيمن 


بعدها اتكلم بصوت وحاول يلطف الجو 

:معلش يا سلمي يا حبيبتي..اصل اللي زي عاصم ده طل ما يتنفخ اكتر فرقعته بتكون اسهل زي البالون..وانا في الوضع ده لفتره مؤقته ..


سلمي بغضب:

أيمن اتصرف ..انا مش هتحمل الوضع ده ..ومش هتحمل غلاسة اللي اسمه عاصم ..وبصراحه كده كارزميتك قلت من عيني بعد ما بقيت زيك زي اي موظف عادي هنا في الشركه ..خصوصا وانا شايفه عاصم بيتكلم معاك كده 


أيمن بغضب :

وهو انا يعني اللي راضي بالحال دي ..انا هروح اتكلم مع ماما وبابا بخصوص الوضع ده ..ومش هيعدي الشهر ده غير وانا راجع مكاني الطبيعي


سلمي بتحفز: 

أما نشوف


سابته ومشيت بعد ما قالت كده ..وأيمن متحتم ليها هي وعاصم وكل اللي شارك في اذيته وخساره منصبه في الشركه 

ع صوت أفكاره رنه تليفونه


فتح المكالمه واتكلم شويه بعدها خرج من الشركه بسرعه بعد ما استأذن ساعه 


.....


ايمن خرج عشان يقابل الي اتصل بيه ..وصل لمكان علي النيل ووقف بالعربيه لاقي اللي مستنيه علي أحر من الجمر 

نزل واتجه ناحيته علي طول 


اول ما وصل قلع نظارته واتكلم بضيق 


:ايه خلاك تتصل ..مش قولنا مش هنتواصل مع بعض لحد ما الدنيا تهدي يا مجدي 


مجدي بسخريه: 

مجدي حاف كده 


أيمن بسخريه مماثله: 

اه مجدي حاف كده ..ما انا لسه عاصم قايلي يا أيمن حاف 

 

مجدي اتكلم بجديه وغيظ 

:انت قولت اننا هناخد فتره مش بنتكلم ..بس عدي اكتر من شهر واحنا علي حالنا ..مفيش حاجه اتغيرت ..انا مش هينفع اكمل في الشغلانه دي اكتر من كدهو...مش بعد ما كنت في المركز بتاعي ده ..ابقي موظف عادي ..وعيل قد أولادي يبقي هو مديري وبيديني أوامر 


أيمن بغضب مماثل 

:والله الحال من بعضه ..الفرق ان حالي انيل ..بابايا يلقي صاحب الشركه والهلوما دي كلها وانا شغال عنده موظف عادي بعد ما كنت مدير وباخد أوامر من عاصم وحامد وست منه ..حتي سلمي بقي مركزها اعلي من مركزي 


مجدي بضيق :

مش مهم ..الفكره كلها كانت فكرتك ولعبت في دماغي وخليتني اخون ماهر ومش بس كده ده لما اتمسكنا خليتني اشيل شيلتك واطلعك مظلوم ومجني عليك 


سكت وكمل بغيظ :

ماهو لو مكنتش حاطط راسك برأس عاصم مكنش حاجه من دي حصلت 


أيمن بعصبيه :

يووووه..مش هنخلص بقي ..انت عاوز ايه دلوقتي يا مجدي 


مجدي بعصبيه أكبر: 

عاوز ارجع زي الاول يا أيمن..وعاوز ماهر يرجعني شغلي الاولاني..مش حتت محاسب عادي..واتصرف مع الللي اسمه عاصم ده ..عاوز الواد ده يدفع تمن عملته 


أيمن بفحيح: 

انت هتقولي ..ده انا اكتر واحد متغاظ منه ..سيبك انت ..خلينا بس نرجع زي الاول وعاصم ده ساعتها هنعرف نتصرف معاه ..اهم حاجه دلوقتي محدش يعرف حاجه من ده كله ولا حد يعرف اننا بنقابل بعض ولا لينا علاقه ببعض بعد اللي حصل ده كله ..هصبر بس كام يوم علي الوضع الجديد ده وبعدها كل حاجه هترجع لاصلها 


.....


في الصبح المنبه الاول رن 

ورغم ان عاصم سمعه لكنه حتي مكلفش خاطره يبص عليه وطفاه من سكات عشان يتنعم بالكام دقيقه زياده من النوم 

نص ساعه تانيه وكان المنبه التاني بيرن 


اتأفف واتدور علي المنبه طفاه وفرك شعره بكسل 

لسه هيتحرك من السرير عشان يبدأ يومه لاقي مروه لسه نايمه قدام الباب ومحضرتش ليه حاجته اللي رايح بيها الشغل ولا حضرت الفطار

 

عاصم بغضب:

ده انتي صباحك مش معدي النهارده..انا هعرف اخليكي تسمعي الكلام كويس .. عشان الظاهر اخدتي عليا بزياده 


بعدها قرب منها والشر باين في عيونه 


14


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


بعدها قرب منها والشر باين في عيونه 

وقف فوقيها ولسه هيزعق فيها ...لكنه وقف لما شاف حالتها متغيره


نزل لمستواها في الارض ..لقي جبينها عرقان وجسمها بيتنفض بطريقه مش طبيعيه 


حط ايده علي جبينها لاقاها سخنه ناااار 


مروه فتحت عيونها وبصت في وشه والصوره مش واضحة بالنسبه ليها وملغوشه فضلت بصاله بلا رد فعل 


بعدها غمضت عيونها من تاني من غير ولا كلمه

عاصم بلع ريقه وقلق من حالتها ومن غير ذره تفكير كان واخدها بسرعه علي الحمام بعد ما استنتج انها محمومه 


قلعها هدومها ماعدا الداخليه ووقفها تحت الدوش وشغل المايه الساقعه وفصل واقف معاها حاضرها عشان متقعش

 

مروه اول ما المايه الساقعه نزلت علي جسمها المولع شهقت بفزع وصرخت غصب عنها ومن غير شعور حضنت عاصم اكتر وأكتر وسكتت لذرات المايه اللي نازله علي جسمها 


كل ده ومروه مش حاسه بحاجه ابدا هي يادوب بتشوف اللي حواليها .. بس الرؤيه طشاش


عاصم خلاها تحت المايه لمده عشر دقايق وطبعا كى الوقت ده وهي في حضنه واتغرق معاها 


قفل المايه وجاب فوطه كبيره لف فيها مروه وشالها وطلع بيها بره ونيمها علي السرير 


بعدها راح للكيس اللي فيه هدومها وطلعلها هدوم ناشفه 

بعدها رجع وقلعها هدومها كلها ولبسها هدوم تانيه وهو بيتحاشي انه يبصلها في حالتها دي 


خلص تغيير ليها وراح علي دولابه وجاب هدوم ىيه وغير هو التاني

 

رجعلها تاني لاقاها لسه بيتنفض بس خفت عن الاول 


عاصم بقله حيله: 

هعمل ايه انا دلوقتي..مش هقدر اسيبها في حالتها دي ..لو حالتها دي اهملتها ممكن تقلب معاها بنزله شعبيه وحالتها تسوء ..كان ناقصني هم انا يعني ..انا مش واخد بالي من نفسي لما هاخد بالي من غيري 


اتنهد بقله حيله وجه علي باله الشغل اللي المفروض يروحه دلوقتي 


ضرب رأسه بكف ايده وخرج تليفونه وطلب رقم 


:الو..ايوه يا حامد صباح الخير..

حامد معلش كنت عاوزك تغطي عليا النهارده عشان مش هقدر اجي الشغل 


حامد بقلق:

خير يا عاصم..حصل حاجه ولا تعبان 


عاصم بسرعه:

لا لا اطمن انا تمام بس حصلي ظروف مش هتخليني اقدر اجي الشغل النهارده 


حامد بقلق :

يا عاصم انت كده بتقلقني اكتر ..انت اخر مره تعبت مرضتش تقول وحالتك سائت علي الاخر وقعدت راقد في السرير اسبوعين ..فا لو فيه حاجه قول لو سمحت وبلاش الحركات دي اللي هو مش عاوز اشيل حد همي 


عاصم بأمتنان: 

والله يابني انا كويس وتمام وزي الفل الحمد لله ...الموضوع وما فيه ان واحده قريبتي تعبانه واتصلت بيا وللاسف ملهاش حد غيري  ..عشان كده هروح اخد بالي منها واجيب لها الدوا وممكن اشوف حد يقعد معاها لة لاقيت انها ممكن تطول في رقدتها 


حامد بهدوء: 

طب الحمد لله طمنتني..لو كده متشلش هم ..انا هيشيل عنك الشغل متخافش..ولو مستر ماهر سأل هقوله علي ظروفك وهو اكيد مش هيمانع انك تغيب النهارده..ما انت ياما كنت حاضر ..ومش بتغيب 


عاصم شكره وقفل معاه ..بعدها رجع بص لمروه 

وقرر أنه ينزل الصيدليه يجيب ليها اي خافض حراره 

ومسكن عشان تتحسن 


..... 


حامد كان وصل الشركه وواقف عند الاستقبال لما عاصم رن عليه وقاله علي غيابه النهارده 


في الوقت ده كان معدي أيمن وسمع الحوار اللي دار مة بينهم 

الاتنين استغربوا من طلب عاصم اللي عمره ما غاب عن الشغل حتي في عز مرضه 


أيمن قرب من حامد اللي بان عليه الاستغراب والدهشه 

وفي نفس الوقت قلق من طلبه وخاف لا يكون حصل معاه ظرف مش كويس 


أيمن بسماجه: 

صباح الخير يا حامد باشا ..


حامد بصله بضيق واتنهد ورغم كده رد عليه بهدوء 

:صباح النور يا استاذ أيمن..


أيمن بخبث: 

شايفك مش علي بعضك ..خير حصل حاجه 


حامد ببرود واستفزاز:

لا ابدا بس مستر عاصم بيه المدير التنفيذي مش جاي النهارده وكان بيبلغني بكده 


أيمن بقلق مصطنع وسخريه: 

يا خبر ..خير إن شاء الله..اكيد كان عنده ظرف قهري عشان كده مقدرش ينزل النهارده ..يلا ربنا يكون في العون 


حامد بصله ببرود واتحرك من قدامه من غير ما يرد عليه وهو اكتر واحد عارف العداوه اللي بين أيمن وعاصم 


أيمن بص لطيفه بعد مامشي وهو بيسأل نفسه بجديه 


:هو عاصم ده مخبي حاجه ولا ايه ..تصرفاته الأيام دي غريبه شويه ..معقول يكون وراه حاجه ...لو كده ممكن امسك عليه زله واجيب راسه في الارض بيها 

بس ازاي ..


سكت شويه وبعدها ابتسم بخبث وطلع موبايله وطلب رقم معين


:الو ..في واحد حبيبي كده عاوزك تجيبلي كام معلومه عنه ..وعاوز واحد يراقبه طول ماهو في البيت بتاعه 


.....


عاصم رجع البيت وجاب معاه الدوا المناسب لحالتها 

ومين اكتر منه هيفهم حالتها وهو يااامااا تعب وهو لوحده 

دخل لاقاها علي حالها 


قرب منها ومسك الأدوية اللي معاها وقرأ طريقه الاستخدام وكان فعلا هيديها الدوا..بس افتكر انها لسه علي لحم بطنها وما اكلتش حاجه 


راح المطبخ وفتح التلاجه وبقي يخرج اي حاجه سريعه 

وعملها واخد الاكل علي صينيه لاوضه النوم 


عدل مروه في نومتها وبقي يأكلها غصب عنها ..رغم أنها لحد دلوقتي مش حاسه بأي حاجه حواليها وبقت تخترف من الحمي اللي هي فيها وده قلق عاصم اكتر 


أكلها كام لقمه وبعدها جاب الدوا واده ليها وبعدها 

نومها تاني 


خرج شويه وقعد علي التلفزيون بعد ما طلب شويه طلبات من البواب


ثواني والبواب جاب الحاجه اللي كانت عباره عن فرخه وخضار عشان يعملها شوربه 


دخل الاوضه وحسس علي جبينها لاقي إن حالتها بقت احسن وارتعاشه جسمها بطلت ..حتي حرارتها خفت 

عاصم بصلها بغلب علي أمره 


:وبعدين في الحكايه دي ..إنا قلبت ممرضه لست مروه دي كمان...هو انا ناقص ..ده انا عامل زي الطفل الشريد

وعاوز اللي يهتم بيا 


اتنهد وكمل :

احسن حاجه اروح اعملها شوربه عشات تاكلها وتخف ..بدل ما انا عمال اندب حظي كده 


.....


تاني يوم كانت حاله مروه اتحسنت شويه ..بس ليه التعب باين عليها وعلي حركتها 


كانت يادوب بتقدر تدخل الحمام لوحدها أو تقف تشرب 

من غير مساعده ..بس مكنتش بتقدر تعمل اي حاجه من شغل البيت ومعظم يومها نايمه 


عصام اضطر أنه يروح الشغل ويسبها ..بس قبلها اهتم بيها وخلاها تفطر واداها الدوا ونامت 


بس استأذن في نص اليوم عشان يرجع البيت وده خلي الشكوك تزيد من ناحيته 


لكنه رجع عشان يهتم بمروه وهو مش قادر يسبها لوحدها وهي مريضه ملهاش حول ولا قوة 


وافتكر ايام مرضه ووحده وهو بيتمني ان حد.ياخد بحسه ويساعده في مرضه ..لكنه كان لوحده 


..... 


اليوك الرابع وكانت حاله مروه اتحسنت اكتر واكتر ورجعت لطبيعتها..غير بس انها كانت بتسعل من وقت للتاني 

لكنها رجعت لروتينها اليومي العادي 


ورجعت معامله عاصم معاها تبقي ناشفه زي الاول 

لكنها رغم كده مكنتش مضايقه ابدا وكانت دايما تبصله نظرات امتنان شديد 


وكانت دايما تفتكر لما كانت تتعب في بيت علي وكانت تفضل باليومين مرميه محدش بيسأل فيها 


ولولا ان يوسف كات بيجيب ليها اكل كان زمانها لو مامتتش من المرض كانت ما تت من الجوع 


لحد ما جه اليوم اللي غير كل نظراتها تماما 


.....


عاصم دخل البيت ولسه هنادي علي مروه لاقاها خارجه من اوضه النوم وشكلها متغير وباين عليها الرعب الشديد كأنها شافت شبح 

مروه قربت منه وهي حاطه ايدها علي بوقها بخوف وبتبص لعاصم زي ما يكون وحش هينقض عليها 


عاصم بريبه:

عملتي مصيبه صح ؟!


مروه متكلمتش وفضلت باصه عليه بخوف ولسه ضامه ايدها وحطاها علي بوقها 


عاصم بنفاذ صبر: 

عملتي ايه 


15


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:عملتي ايه 


مروه فضلت باصه عليه ومتكلمتش وعيونها اتملت دموع 

عصام بقي يبص حواليه بيدور علي حاجه مش طبيعيه 


لحد ما عينه وقعت علي اللي مروه خايفه منه 


قرب براحه علي الي شايفه ومسكه في ايده ورفعه 

لاقاها حا رقه  قميصه بالمكوي حر ق كبير والقميص باظ خلاص 

عاصم مصدق عيونه وهو شايف اكتر قميص بيحبه وغالي علي قلبه وهو بالشكل ده 


كان ممكن الموضوع يعدي لو مكنش ده القميص اللي اشترته ليه سلمي بعد ما اتخطبوا ونقته هي بنفسها 


عاصم بص لمروه بزهول لاقاها واقفه خايفه منه ومن رد فعله 

لكنه مشفش خوفها ده ..هو شاف بجاحه منها انها تعمل كده ..


شاف قله أدب منها انها تعمل كده 


شاف جحود منها انها تعمل كده 


عشان كده انقض عليها زي ما بينقض التمساح علي فريسته وهي جوه منطقته 


ومروه كانت جوه منطقه عاصم ولمست الوتر الحساس بتاعه 

كان بيصرب فيها بغل وغضب وكره 


ضرب لو كان راجل مكانها كان زمانه واقع من طوله 

مروه كانت بتتضرب من سكات ومش مطلعه صوت 

ولا حتي قايله كلمه آه تعبر بيها عن وجعها 


كانت زي الجماد مهما يتضرب ويتكسر ويتعمل فيه مش بينطق 


عاصم اتعصب اكتر واتجنن لما لاقاها مش مطلعه صوت رغم انه بيضرب فيها بقوه ..عشان كده زود قوه ضرباته ليها 


وبقي يضربها في مناطق حيويه زي البطن والصدر والوسط 

لحد ما مروه حرفيا بقت بتخلص بين ايديه وحست إن مصارينها اتقطعت من كتر الوجع والضرب اللي خدته 


بس رغم ده كله مطلعش صوت ومشهد قديم بيتعاد قدام عينيها 


فلاش باك 


علي كان ماسك مروه في الصالون بيضربها بعصايه الزعافه المعدن ومروه بتصرخ 


علي افتكر لما الجيران بتسمع صوات مروه بتيجي تحجز عنها ويشيلوها من تحت ايديه ويشتموه 


رمي العصايه ومسكها من شعرها بعنف شديد جدا لدرجه ان في خصلات من شعرها طلعت في ايده 


قرب وشه من وشها واتكلم بفحيح ونبره صوته اللي بترعبها...ونظره عيونه اللي زي الجحيم 


علي بفحيح: 

عارفه لو صوتي ولا طلعتي حس انتي وبتضربي ..هنود الضرب فيكي لحد ما تمو تي في أيدي وارتاح من وش امك ال****..عشان كده تتضربي وانتي ساكته ومسمعش منك صوت ...ولو عاوزه ازود الضرب فيكي اعملي بس ولو صوت صغير ..حتي كلمه آه متنطقيهاش 


في الوقت ده مروه كان عندها حوالي اربعتاشر سنه 


وكانت منال مش مخلفه غير مصعب وحامل في يوسف جديد 

ومن بعيد كانت منال بتتفرج وهي مبتسمه وماسكه ابنها بعد ما حرضت علي عليها عشان يضربها

 

لأنها بس طلبت تاكل ومنال كانت مستخسره فيها بواقي الأكل 

مروه بصتله وبصت لنظراته ورغم ان وشها وارم وملامحها مش واضحه 


هزت راسها بسرعه وتعب بلغ أشده 

علي رجع كمل فيها ضرب وكانت كل ما يطلع منها صوت يزود ضربه ليها 


لحد ما مستحملتش و أغمى عليها من كتر الوجع 

ومن ساعتها وهي بقت كل ما تضرب تكتم صراخها جواها لحد ما اتعودت وبقي ده حالها 


حتي لو فيه منشار بيقطع في جسمها حتت مش بتطلع صوت بعد ما عقلها اتبرمج علي الوضع ده 


باك 


رجعت لحاضرها لاقت عاصم لسه مكمل ضرب فيها وبيشتم فيها بألفاظ وحشه جدا 


وهي كل اللي في ايدها دموع نازله شلالات من سكات 

لحد ما عاصم بطل ضرب لما تعب وسابها مرميه علي الارض حتي وقوف مش قادره تقف 


بص عليها وعلي حالها ومفيش ذره شفقه ناحيته ليها اتحركت وهو شايفها مرميه في الارض وبتاخد نفسها بالعافيه ومفيش حته في جسمها ماطلهاش آذاه..


اخد مفاتيحه وخرج من غير اي ذره ندم واحده علي اللي عمله في مروه 


مروه بعد ما مشي بقت بتحاول تتنفس والوجع في جسمها ميتحملوش بشر ..بقت علي الحال ده فتره 

لحد ما اتقلبت علي بطنها وبقت تزحف ببطء لحد ما وصلت للحمام واترمت تحت الدش 


فضلت شويه بتاخد نفسها ..بعدها اتعدلت وسندت ضهرها علي الحيطه ومدت ايدها بضعف شديد جدا بعد قوتها راحت وفتحت المايه الساقعه عشان تخدر الآلم اللي حاسه بيه 


بس اول ما المايه لمست جسمها ولمست جرو حها 

حست انها عاوزه تصرخ من كتر الوجع بس برضوا مينفعش وكتمت صوت آهاتها جواها واتألمت من سكات زي ما طول عمرها بتعمل 


......


عاصم نزل من البيت وملامح القسوه بس اللي واضحه علي وشه 

ركب عربيته ومبقاش عارف يروح فين 


وكل تفكيره في اللي حصل ي الشركه من شويه مع سلمي ومخليه متعفرت ومش طايق نفسه 


بقي يضرب دريكسيون العربيه بغضب لولا علي العالم ممكن ينهيه 

وفي لحظه غضبه دي عقله استحضر ذكري حصلت من حوالي سنتين لما كان هو وسلمي مخطوبين 


فلاش باك 


سلمي وعاصم كانوا رايحين مول كبير وعاصم ماسك ايدها بتملك وكأنه بيوجه رساله للعالم كبه انها تخصه هو لوحده 


بصلها وهو مبتسم بسعادة بتتكون بس لمجرد انه شايفها قدام عنيه وسألها 


:بس لو اعرف انتي وخداني علي فين كده


سلمي بحماس: 

هشتري ليك حاجه علي ذوقي 


اخدته لمحل لبس رجالي وبقت تنقي بين اللبس لحد ما اختارت قميص أبيض 


عاصم بملل:

يابنتي انا معايا قمصان باللون ده كتير 


سلمى قربت منه بحماس واتكلمت بلهفه 


:بص القميص ده روعه بص لياقته عامله ازاي 


عاصم بص لتصميم القميص لاقاه عادي شويه إلا من الزخارف اللي مزينه لياقته واكمامه وخلي شكله مميز 


عاصم أبتسم ليها ورجع بص للقميص واخده منها وبقي يجربه غلي نفسه في المرايا 


سلمي بلهفه: 

انت بتعمل ايه ..ادخل جوه قيسه وشوفه عليك ..اكيد هيكون تحفه علي جسمك وعضلاتك المتقسمه 


عاصم غمزلها واتكلم بعبث:

قريب بقي هتشبعي منهم عضلاتي دول ..هروح بقي اجرب القميص 


باك 


عاصم فاق من سرحانه وبص حواليه لاقي نفسه موجود لسه في العربيه ومعرفش حتي هو علي الحال ده بقاله قد ايه 

عشات كده قرر يرجع تاني 


اول ما رجله خطت الشقه لاقي القميص لسه مكانه في الارض ..الد م غلي تاني في عروقه 


بيبص لاقي مروه خارجه من الحمام وهدومها غرقانه مايه وبتتسند علي الحيطان لحد ما وصلت وشافته 


ومن خوفها منه ضمت نفسها للحيطه


عاصم قرب منها ومسك القميص واتكلم بفحيح مرعب 


:عارفه القميص الي خربتيه ده بكاااااام 


زعق فيها في اخر كلمه وكمل بغضب 


:ده لا انتي ولا عيلتك تعرفوا تجيبوه..مغلطتش لما قولت انك جايه عليا بخساره 

عشان كده تمن القميص ده انتي هتدفعيه 

وبما انك واحده فاشله ملهاش شغله ولا عمله ..تمنه هيتخصم من أكلك..يعني هتاكلي يوم آه ويوم لأ 

والنهارده ملكيش طفح عشان تعرفي تخربي كويس ...وجربي..جربي بس تخربي حاجه تانيه وانا هطلع البلا الأزرق علي جتت اللي خلفوكي 


كل ده وهو بيتكلم في وشها وعيونه بقت حمرا وعروق رقبته هتطلع من مكانها 


بصلها بصه راعيتها اكتر وخلتها هتعمل حمام علي نفسها من كتر خوفها وبعد سابها ومشي 


...... 


:هااا  عملت ايه..فيه جديد


هز رأسه بالنفي وهو بيتكلم بضجر 


:لا ياباشا مفيش اي حاجه ..مفيش حد بينزل من البيت عنده ولا حد بيطلعله..ساكن لوحده حتي وهو جاي بيجيب طلبات عاديه جدا بتاعه البيت مفيش حاجه ملفته 


أيمن بغضب: 

اواي بس ..انا متأكد ان عاصم ده وراه حكايه ولازم اعرفها ..عاصم ده مش عِشره يوم ولا اتنين...ده شغال معايا في نفس الشركه بقاله سنين ..بس الايام دي حاله بقي متغير ودايما مستعجل علي الرجوع للبيت ..وعمل حاجه معملهاش بقاله سنين ..غاب يوم عن الشغل ولاسباب مجهوله 


الرَجل بضجر:

يابيه انا مراقب الراجل اللي بتقول عليه ده بقالي دلوقتي اسبوع ...مفيش حاجه حصلت فيهم ولا فيه اي رد فعل منه غريب

 

أيمن بغضب: 

هو انت خيخه اوي كده ليه..لا والمفروض ده مجال شغلك ..روح واسأل عنه ..اسأل البواب..اسأل جيرانه ..ادخل الشقه عنده وقلب في البيت وشوف هتلاقي ايه ..هو انا يعني هعرفك تعمل ايه ومتعملش ايه ..ولا اجيب واحد غيرك بدل القرف ده كله 


الرَجل بسرعه:

لا واحد تاني ايه بس يا باشا ..انا هتصرف وفي ظرف كام يوم هجيبلك الخبر الأكيد 

..بس انت يعني بحبحها شويه 


أيمن بصله بقرف وخرج مبلغ مالي من جيبه وحطه في ايد الرَجل 


:ادي دي دفعه والباقي تاخده لما تجيبلي حاجه عدله تستاهل عليها مكافأة 


الرَجل بص للفلوس بطمع وفرحه واتكلم بمكر 


:لا مادام انا شوفت البرايز يبقي الشغل هيبقي تمام وعلي مايه بيضا...


أيمن بترقب :

أما نشوف وخد وقتك بس هاتلي نتيجه ترضيني 


...... 


علي دخل البيت وهو حرفيا بيطير من الفرحه الي هو فيها 

رمي اللي في ايده ودخل بسرعه علي المطبخ 


لاقي منال مش واخده بالها وشغاله في الغدا 

اتسحب براحه لحد ما بقي وراها تماما واخدها في حضنه علي غفله وهو بيصرخ


:مفاجأة 


منال صرخت بفزع والأطباق اللي في ايدها طارت منها من خضتها 

بصت لعلي وهي بتتكلم بأنفاس هربانه منها 


:ليه كده ياعلي ..ليه كده يا حبيبي..ده انا كان نفسي اجيب بنوته صغننه ..تعمل فيا كده ليه 


علي بعدم فهم :

عملت ايه يا روحي بس ..انا بس كنت بعملك مفاجأة 


منال بتعب من الخضه :

مفاجأة ايه يا علي انا قطعت الخلف حرام عليك 


علي قرب منها واداها كوبايه المايه عشان تشرب وتهدي 


سألها بعد ما شربت :

هاا بقيتي كويسه 


منال بطمأنينه: 

الحمد لله بقيت كويسه..هااا خير بقي جاي منشكح اوي كده ليه وفرحان وبتعمل مفاجأت..فرحني معاك 


علي شدها بسرعه وخرجوا من المطبخ 

بعدها حاب الشنطه بتاعته وخرج منها ورق واتكلم بفرحه 


:والود ودي اقوم ارقص كمان..بصي علي دول بصي وملي عينك 


منال بصت للورق بعدم فهم وسألت 


:ايه ده برضوا انا مش فاهمه 


علي بلهفة: 

انا خلاص لاقيت حتت الارض اللي هنبني عليها مشروعنا..ومش هتصدقي السعر..حتي كلمت مهندس يعملي دراسه جدوي ويحسب التكاليف وكل حاجه ..وسألت في بنك من البنوك علي قرض وهناك اتوسطلي واحد صاحبي ليه واحد قريبه شغال هناك 

ووافقوا يدوني قرض سنوي بقيمه مليون جنيه ..علي الكام مليون اللي حيلتنا ونطلع بالعمارة 

وكل سنه ناخد قرض برضوا ونطلع بدور والدراسه بتقول ان الدور الواحد بيشيل شقتين واسعين واخر فخامه ..يعني الشقه هتتباع بالملايين يا منمن وهنعدي 


منال ابتسمت بسعاده وحضنت علي 

بس فكره ضربت بالها عشانن كده بعدت عنه وسألت 


:طاب والقرض ده هندفعله كام كل شهر ..وأكيد.هيكونو 

عاوزين ضمان بنفس قيمه القرض او ازود 


علي قعد وبقي يشرحلها براحه وواحده واحده


:بصي هم طالبين ندفع عشر تالاف كل شهر ..ده طبعا بعد تلتاشر..وده اتوسط فيه صاحبي وقريبه 

والضمان انا هديهم ورق الارض بتاعه الشرقية..كده كده اصلا تخص البت العبيطة 


منال بخوف:يالهوي عشر تالاف جنيه مره واحده ..ده المرتب يا علي هنتصرف ازاي كل شهر ..مصاريف البيت ومصاريف العيال والدروس والمدارس..كل ده هنتصرف فيه ازاي 


علي ببرود :

من المعاش بتاع الهبلة...هي مش بتاخد معاش كب شهر يعدي الخمس تالاف جنيه عشان مريضه وعندها توحد وحالتها ضنك خالص

 

منال بصتله بسخريه وعلقت:

انت هتكدب الكدبه وتصدقها ولا ايه ..ما انا وانت عارفين ان البت مروه سليمه وانسانه طبيعيه زينا بس احنا اللي مطلعين الاشاعه دي عشان نعرف نتصرف في ورثها وكل اللي يخصها ..لكن الحقيقه انها ولا فيها توحد ولا تمزق ولا اس هبل من الحاجات اللي بنقولها دي 


علي بصلها واتكلم بتحذير :

هشششش ..حسك عينك تقولي الكلام ده تاني ..احنا مفهمين الكل ان عقلها علي قدها وبالطريقه دي قدرنا ناخد ورث امها الله يحرقها مطرح ما راحت..وقدرنا ناخد لها معاش كبير حتي نصيبها في ورث ابويا ..كل ده تحت ايدنا ولوحد شم خبر انها طبيعيه ومفهاش حاجه كل ده هيطير من تحت ايدنا 


منال بنفاذ صبر: 

برضوا معاش العبيطة مش هيكفي ..دول يادوب خمس تالاف مطلوب هيجيبوا ايه ولا ايه 


علي :

اتصرفي يا منال مش انتي ست بيت دبري نفسك ..بيعي حتت صيغه من اللي عندك ..او اصرفي من الفلوس اللي حسابك في البنك ..انتي اكيد معاكي قد كده 


منال بحسره: 

مش لو كانت مروه موجوده دلوقتي كان زمانها هي اللي بتدفع مصاريف القرض من غير ما نغرم حاجه 


علي بصلها وقلب عيونه بملل وسابها وبقي يرتب في الورق وحلمه قدامه 


......


وزي ما قالو ..يبقي الحال علي ماهو عليه 

عاصم بقي مركز لمروه علي الوحده ونفذ كلامه انها تاكل يوم آه ويوم لأ 


كانت من اول الساعه ١٢ بالليل وهي بتتحرم من اي لقمه تدخل جوفها..لحد اتناشر بالليل اليوم اللي بعده..بس طبعا لان مفيش حد بياكل الساعه اتناشر كانت بتضطر تستني للصبح عشان تقدر تاكل 


حضرت الأكل بتاع الغدا وكانت مستنيه عاصم يخرج بعد ما غير هدومه ...وريحه الأكل بتدخل بطنها علي طول 


كانت واققه بتتأمل شكل الأكل اللي بتقعد تزين فيه وتفنن في شكله من كتر مابقي عندها وقت فراغ 


كانت بتتخيل طعمه وهو لسه سخن كده خصوصا الرز البسمتي اللي ريحته مفحفحه..ولا الفراخ بالخلطه 


وعليها من فوق شويه طحينه اكيد طعمها يجنن 

فاقت من التتنيحه في الأكل علي قعاد عاصم قدامها 

وابتدي ياكل ...فضلت باصه عليه  ومتابعه ايده اللي بتتحط في الاكل ونفسها تدوق حاجه منهم ومع كل لقمه بيبلعها كانت هي بتبلع ريقها معاها وتعض علي شفايفها بجوع 


عاصم بصلها لاقاها حاطه عينها في اللقمه اللي بياكلها 


زعق فيها بغضب 

:مبحلقه ليه هطفحيني اللقمه ..


اترعشت من زعقته وبصت بعيد ..لكنها سمعت صوته بيقول 


:غوري اترزعي في المطبخ ولما اخلص هناديكي..جاتك القرف 


مروه جرت نفسها لجوه المطبخ ولسه هتقعد في الارض 

لاقت صحيتها القطه قاعده في الشباك 


بس علي غير العاده كانت نايمه وضامه رجليها لقدام وبتبص لمروه بنظرات غريبه جدا علي قطه 


بتبصلها وكأنها موجوعه 

مروه فتحت الشباك وشالتها لاقت القطه برضوا بتبص لمروه بنفس الطريقه الغريبه 


مروه بزعل :

حقك عليا مفيش اكل النهارده..


سكتت وكملت 


:بس هو مفيش اكل ليا ..ممكن يكون فيه اكل ليكي ..مش عارفه انا هسأل عاصم بيه اشوفه ..بس خايفه يزعق فيا او يضربني تاني وانا جسمي لسه واجعني لحد دلوقتي وخايفه 

مروه استنت لحد ما عاصم خلص اكل وراحت عشان لتم الأطباق 

وقفت قدام عاصم بخوف وطلبت منه 

:ممكن ..ممكن اخد شويه اكل اديهم القطه عشان جعانه 

عاصم رفع عيونه ليها وبصلها وقلب عيونه واتكلم بسخريه

:مادام للقطه ماشي خليها تاكل ..اهو علي الاقل القطه ليها لازمه عنك ومش بتيجي علي صاحبها بخساره زيك 

مروه مهتمتش بكلامه وجريت علي المطبخ بعد ما اخدت البواقي وحطتهم في طبق للقطه عشان تاكل 

لكن القطه مرضتش تاكل وفضلت تبص لمروه وعيونها بتلمع بنفس النظره الغريبه 

بعدها سابت الأكل وقربت من مروه نامت في حجرها  وفضلت تنونو براحه كأنها بتكلمها 

مروه دموعها نزلت ومتعرفش ليه حست انها بتواسيها 

مروه بدموع:

انى مش زعلانه منه علي فكره ..ماهو معاه حق..انا جايه عليه بخساره وخربت قميصه الغالي انا حتي محلمش اني اخد القميص ده لو قدم عليه من كتر ما هو غالي ..عشان انا مروه مروه يا بسبوسه..مروه العبيطة الهبلة اللي عمر ما حد هيحبني ولا حتي يتقبلني 

خلصت كلامها وشالت القطه من علي رجلها عاشت ترجع تكمل تنضيف السفره 


......


سلمي كانت روحت من الشغل وغيرت هدومها 

كانت موجودة في الاوضه بتاعتها وموقفها النهارده مع عاصم شاغل بالها طول اليوم 


فلاش باك 


سلمي كانت موجودة في الكافتيريا بتاعه الشغل بتشرب قهوه في الاستراحه ومتعرفش ليه ايمن لحد دلوقتي مجاش مع انه قال انه هيحصلها 


كانت ماسكه فنجان القهوة ولسه هتتدور عشان تمشي 

لكنها حست بحد يتخبط فيها والفنجان المولع اتدلق عليه 

سلمي بصت بصدمه لعاصم اللي اتكب عليه الفنجان وهو باين عليه الآلم وبيبعد القميص عن جسمه عشان حراره السائل مش تأذيه اكتر 


رفع عيونه بحده للي كان السبب 


عاصم بعصبية: 

مش تاخد بالك يا غب..


سكت لما شاف اللي قدامه والكلام وقف علي طرف لسانه مش راضي يطلع

 

سلمي قربت منه بسرعه وهي بتخرج منديل من شنطتها وبتتكلم بتوتر


:اسفه بجد ..والله ما كان قصدي..انت اللي مره واحده ظهرت قدامي وخبطت فيا 


عصام بغضب أكبر: 

نعععم ..يعني انا المتصاب وكمان هطلع الغلطان عشان سيادتك ترتاحي 


سلمي بضيق: 

علي فكره انا بتكلم صح ..انت اللي خبطت فيا ..دي مش غلطتي ..وبعدين انا اعتذرت ..أظن ده كفايه 


عاصم بصلها بسخريه وقلدها 

:أظن ده كفايه ..


اتجاهلها وبعد القميص عن جسمه اكتر وحرارة القهوة مخلياه مش مرتاح 


كان رياح الحمام ينضف القميص ويعدل شكله اللي اتبهدل وهو متجاهل اللي وراه دي لحد ما سمع صوتها بتنده عليه 

التفت وبصلهى وهو راسم البرود ببراعه 


سلمي بتوتر:

علي فكره انا آسفه بجد ومكنش قصدي ..والله انت اللي ظهرت قدامي علي غفله عشان كدت خبطت فيك والقهوة اتكبت عليك 


عاصم اتنفس بهدوء ومن غير شعور عيونه خانته وبصت لملامحها بأشتياق وحب وهو شايفها قدامه اخيرا وقريبه منه بعد ما هجرته الايام دي كلها 


عاصم بهدوء: 

حصل خير ..انا مش زعلان 


لسه هيمشي لكنه وقف علي صوت أيمن اللي جه ولاقي الاتنين مع بعض 


:ايه ده في ايه يا سيادة المدير التنفيذي..ايه اللي مبهدلك كده 

عاصم بصله بسخريه وملامحه قلبت اول ما شاف أيمن وافتكر أن هو ده اللي سلمي باعته عشانه 


عاصم بسخريه: 

لا ابدا بس سلمي هانم تقريبا محتاجه تروح لدكتور عيون ..اصلي كنت قدامها وخلطت فا دلفت عليا قهوتها 


أيمن بصله واتصنع الاسف 

:تؤ تؤ تؤ..يا خبر ..ليه كدة يا لوما يا حبيبتي..ينفع تغرقي مستر عاصم كده وتبهدلي لبسه ..يروح ازاي بقي دلوقتي بشكله ده..


بص لعاصم واتكلم ببسمه سمجه 

:معلش يا عصوم امسحها فيا انا المره دي ..اصلك عارف سلمي حبيبتي حساسه اوي اوي ومش هتستحمل انك تتكلم معاها نص كلمه 


عاصم اتنهد بملل وقرف منه وستبهم ومشي لان الكلام معاه مضيعه للوقت 


سلمي فاقت من شرودها واتكلمت بضيق 


:كان لازم تدخل انت يعني يا أيمن ..بعدين انا مالي اصلا وبفتكر حاجه زي دي ليه ...ما خلاص بقى اللي كان بينا خلص وانا دلوقتي بقيت أخص واحد تاني 


كملت بوعبد لما افتكرت حركات أيمن 

:بس أيمن ده مش سهل زي عاصم..ولو سيبته يطول اللي هو عاوزه هيرميني في أقرب مقلب زباله 

ماشي يا أيمن فاكر نفسك مفتح اوي عليى يعني ...إن ما وريتك والمره دي يا ندخل في الجد يا إما هروح ادور علي واحد تاني غيرك ويكون ايده قصيره شويه 

في موضوع التحسيس ده ...ده انت زباله علي الاخر 

ياخي 


......


تاني يوم كان اليوم اللي مروه هتاكل فيه 

بس عاصم قرر حاجه غير كده لما خلاها تعمل اللي قاله 


16


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه كانت حضرت الأكل ورصته علشان الفطار 

ومستنيه بفروغ الصبر عاصم يصحي عشان ياكل ويخليها تاكل بعد يوم طويل عريض قضته إمبارح من غير ما تاكل حاجه 


حتي المايه كانت حاسه طعمها مُر من كتر ما بطنها فاضيه 

كان عدي حوالي عشر أيام من يوم من ساعه ما مروه حر قت القميص وعاصم أمر انها تاكل يوم ويوم 


خرج من الاوضه بعد ما لبس واتجهز 

لاقي مروه واقفه جنب السفرة كالعادة..بصلها بضيق 

وقعد ياكل من سكات 


مروه خانتها عيونها ورفعتها وبقت تتأمل الاكل بجوع شديد ومطت شفايفها بزعل علي الجوع االي هي فيه 


بي ملامحها ارتخت لما افتكرت انها هتاكل خلاص بعد ما عاصم يخلص

 

وده اللي حصل ..بعد ما عاصم خلص جريت بسرعه اخدت الأطباق وراحت المطبخ وفضت البواقي في طبق وبقت تاكل بسرعه ونهم شديد 


كل ده كان تمام لحد ما جه موعد رجوع عاصم من الشغل وقعد عشان يتغدي ..لكن في طعم غريب كان في العصير وطعم غير مستحب بالمره 


لكنه رغم ده كله كمل شرب الكوبايه ..لكنه تف الي في بقه لما شاف اللي قعر الكوبايه وعيونه اتفتحت بشر 


حرك نظراته ليها وهي واقفه بتمثل البراءه 

بلعت ريقها بخوف لما لاقته بيبصلها كده ودعت سكون حاجه متخصهاش هي واقفه ساكته وفي حالها ومتكلمتش وعيونها في الارض من ساعه ما جه 


عاصم بهدوء غريب شاور لها:

تعالي 


مروه بلعت ريقها من نبرته وطلبه وعرفت ان اليوم مش هيعدي

قربت منه بالراحه لحد ما بقت جنبه لكن قلبها اتخلع من مكانه لما لاقته بيقبض علي شعرها ببت ايديه وهو بيقرب وشها من الكبايه وبيتكلم بفحيح


:ايه ده..ردي بقي وسمعيني صوتك وقوليلي ايه ده 


مروه حركت بؤبؤ عنيها وركزت في الكوبايه كويس 

وزاد معدل تنفسها لما شافت هو قصده ايه ومتعرفش هو وصل للكوبايه ازاي او دخل ليها ازاي اصلا 


مروه برعب:

والله م..معرفش وصل للكوبايه ازاي..انا عملت العصير بعد ما خلصت طبيخ وكل حاجه معرفش وصل ازاي والله 


عاصم شدها اكتر وبعدها رجعها لورا لحد ما وقعت في الارض من قوه الزوحه بتاعته واتكلم بسخريه وغضب 


:آه فعلا اكيد متعرفيش..يعني اواي فص توم يوصل للعصير ما اكيد حد من الخدم الكتير اللي في المطبخ هو اللي عمل كده وانتي ملكيش ذنب يا مسكينه 


سكت وضغط علي سنانه وعروق رقبته هتنفجر من عصبيته 

قرب منها وهي واقعه في الارض لحد ما بقي واقف فوقيها ومسكها من شعرها بعنف 


مروه كتمت صرختها وجواها واتوجعت من سكات وقامت معاه وهس يترخي راسها عشان الشده متوجعاش اكتر 


وقفل قصاده وهس منكمشه علي حالها واتكلم وهو بيجي علي اسنانه بغل 


:هو انتي يابت مبتحرميش..بتتكيفي وانتي بتضربي..يعني بتعملي كده عشان اضربك ولا عاوزه تلفتي نظري ليكي يا جربوعه..دي مش اول غلطه ليكي..عديتها مره والتانيه وبعاقب فيكي يمكن تتعلمي 

لكن نسيت انك معندكيش عقل من أساسه 


هزها في ايديه بعنف ومروه غمضت عنيها من كتر الوجع والصداع اللي ضرب راسها من شده لشعرها واتكلم بصوت عالي زي مدرس بيدي تعليمات لتلميذ


:شفقت عليكي وجبتك من عند النطع اخوكي ورحمتك من خدمه البيوت والرايح والجاي يقول الخدامه أهيه 

رحمتك من أيد اخوكي اللي مش بيفوت فرصه عشان يسففك التراب..رحمتك من مرات اخوكي اللي عملاكي

ممسحه وبتعاملك معامله البهايم 


كان بيقول كل ده وهو مكمل هز فيها واسده قابضه علي شعرها زي ما تكون هتهرب منه وكمل 


:وبعد ده كله جبتك هنا تعيشي مستوره عن عيون الناس وبتشتغلي بأكلتك ونومتك..بس لا ازاي ..لازم تحاول تعملي نفسك حاجه وتلفتي نظري ليكي 

مره بكلامك العبيط ..مره بطلباتك التافهة زيك ..ولما ده كله مجبش نتيجه بقيتي تخربي حاجتي وتفكري عليا مزاجي وانتي اصلا جايه عليا بخساره 

بس لا ..ده انا اقطع خبرك قبل ما تفكري بي تعملي نفسك بني ادمه وتفكري يبقي ليكي دور هنا 


رماها تاني ووقعت في الارض وهي بتمسك راسها بوجع من شده الضغط 


عاصم التفت حواليه لحد ما لاقي طريقته اللي هيعاقب بيها مروه من غير ما يتعب نفسه ويضربها 


مسكها من هدومها بطريقه مُهينه ويقومها ورماها في البلكونة 


عاصم ببسمة غضب :

انتي هتفضلي هنا في البلكونه والشمس لمده ساعه 

ولو فتحي بقك بحرف هتاخدي اليوم كله ومش هيكون ليكي أكل

 

مروه اتعدلت في وقفتها وبصت عليه بضعف والكسره والحسره في عيونها ميتحكوش


وقفت وادت وشها للشمس عشان تتفادي نظراته بعد ما سلمت لكلامه ومفتحتش بقها بحرف 


حست بأيده وهي بتلفها وبيتكلم بتفكير 


:خليكي مديه وشك للبيت وظهرك للشمس ..مش ناقص انى الشمس تحر ق وشك وأفضل انا ابص فيه ..قال يعني وشك ناقص وحاشه 


بص عليها لاقي كفوفها ورقبتها الشمس طيلاهم سابها واتكلم وهو بيدخل جوه


:غطي اي جزء باين من جسمك . مش عاوز الشمس تكول اي حته منه ..عاوز اقضيلي كام ساعه بمزاج ..ومش عاوز حاجه تعكر عليا

 

نزلت الإشارب علي رقبتها وايديها ضمتها لقدام عشان الشمس مش تطولها 


كانت شايفه طول الساعه دي عاصم هو وبياكل ويشرب ومشغل المروحه وبعد ما دخل الاوضه شغل التكييف اللي بيخلي الاوضه تلج لكنها اكيد مكنتش بتقعد عليه لأنه ممنوع 


كانت كل حاجه بيعملها وهس بتشوفها بتزود من عذابها وهي نفسها تجربها او تعمل زيها ..لكنها متقدرش لان مفيش حد هيسمح ليها تعمل حاجه زي كده وتحاول تتشبه بأسيادها البشر 

اخيرا خلصت الساعه وعاصم شاور ليها عشان تدخل 


بسرعه دخلت علي الحمام وبقت تغسل وشها بمايه بارده وتغسل ايديها لحد ما شغلت المايه وخلتها ابرد من الدافيه بشويه ودخلت تحتها بعد ما قلعت هدومها واستحمت يمكن حراره جسمها تهدي 


...... 


بعدها بكام يوم كان نفس الحال 

عاصم بيتلكك عشان يعذب في مروه 


كان قاعد في الاوضه وبيغير هدومه ..وكالعادة سلمي منكده عليه في الشغل هو وبوز الأخص اللي إسمه خطيبها 


عشان كده كان عاوز يفش غله في حد ميتكلمش ولا يفتح بُقه بحرف 


وأكيد مفيش حد مناسب لحاجه زي كده غير مروه المسكينه 

اول ما دخل لقح الشنطه اللي كانت في ايده علي أقرب كرسي ..لاقي مروه خارجه بطبق من المطبخ 


موره ببسمة: 

حمد الله على السلامة يا عاصم بيه ..أنا حضرت الغ


سكتت بفزع وكانت ختوقع الطبق من ايدها لما زعق فيها 


:مااااا خلاص..هي نشره ..اتكتمي ولا انتي عاوزه تعصبيني عند ..هو انا مش قايل إني باجي من الشغل مصدع ومش بحب اسمع صوت ..ايه مش بتفهمي ولازم اعيد كلامي يعني 


بلعت ريقها وهزت رأسها بمعني لا وبقت تحرك ايديها بعشوائية بتحاول تبرر ليه وتقول اي حاجه ..لكن لسانها مش مساعدها ومش مخرج حرف 


عاصم بغضب :

لقولك ايه ..انتي عصبتيني اكتر ما أنا متعصب..غوري اترزعي في البلكونه من سكات لمده ساعه ولو كترتي معايا هخليهم ساعتين

 

هزت راسها وراحت من سكات بعد ما كتافها ادلدلت بزعل واحباط وراحت تقف في البلكونه زي ما قال 


والشمس عماله تضرب فيها مده ساعه كامله بطريقه مباشره..حتي الارضيه مش رحماها وهي سخنه مولعه 


لحد ما الساعه خلصت وكانت خلصت معاها أنفاس مروه 

يادب اخدت منه الأذن عشان تدخل وجريت علي الحمام شغلت

 الدش واستحمت بعد ما حست ان جلدها بيدوب زي


 الشمع ..وحالها بقي حال ووشها بقي اصفر من تعبها ويادوب بتاخد نفسها وبتحاول تنظمه 


...... 


كان عدي كمان كام يوم وعلي ده الحال 


مفيش جديد طرأ علي حياه مروه ...حتي صاحبتها القطه بطلت تيجي بقالها كام يوم 


ومن ساعتها ومروه حالها بقي من سىء لأسوء 

دايما قاعده ساكته لان مفيش حد تتكلم معاه ..حتي الكام كلمه اللي بتتكلمهم مع عاصم بيكون أوامر او شتيمة وهب كل اللي عليها حاضر ونعم وماشي 

وساعات انا آسفه

 

عاصم رجع من بره عشان يتعشي لاقي مروه او الخادمه المطيعه مجهزة كل حاجه بعد ما حفظت مواعيده 


لسه هيقعد عشان ياكل لاقي حاله مروه متغيره 

ركز فيها لاقي وشها دبلان وشفايفها ناشفه جدا ومن وقة للتاني بتكح بتعب كحه ضعيفه زي ما يكون حلقها مدخلوش مايه بقاله سنين 


:انتي شكل وشك عامل كده ليه ما تروحي تشربي بق مايه ولا حاجه 


اتكلمت بصوت مبحوح من العطش والتعب 


:أصل النهارده كنت صايمه ..ولما إذن المغرب مرضتش اشرب مايه لاني من كام يوم لما عملتها المايه وجعت بطني وخلتني جعانه اوي 

بس لما لقيت مبشربش مايه بتبقي حالتي عاديه ..هو صحيح بحس بعطش ..بس اهو اهون من وجع البطن والجوع اللي بحس بيه 


عاصم بتشنج: 

وانتي بتصومي ليه إن شاء الله عليكي ندر


هزت راسها بمعني لأ وكملت 

:لا بس اصلي باخد اليوم مش باكل فا قولت استفاد من قله اكلي دس واعمل حاجه مفيده..انا عليا ايام مش صيماها ومجتش فرصه اني اعوضها ولما حضرتك طلبت إني اقلل الاكل لقيت انها فرصه مناسبه عشان اعوض اللي عليا واعمل حاجه ترضي ربنا عشان يحبني 


عاصم بصلها من فوق لتحت وسكت وهو مش لاقي رد 

لكنه قرر يتجاهلها واور بأيده ليها بمعني تمشي تستني في المطبخ 

بعد ما خلص الأكل طلب منها انها تحصله علي الاوضه عشان عاوزها لمزاجه وده بقي حاله 


كب ما يكون متعصب ولا مدايق ياخدها لمزاجه كام ساعه ويعذبها عشان يطلع الطاقه السلبيه وميعرفش انه بقي نسخه من منال وعلي واستكتر عليها الحيل 

والصحه اللي هم الحاجه الوحيده اللي عندها 


......


تاني يوم كانت مروه رصت الغدا ومستنيه عاصم عشان يجي ..كان اليوم اللي بتتحرم فيه من الأكل 


وكانت صايمه كالمعتاد عشان تستغل جوعها في حاجه مفيده 

وعلي غير العاده اليوم النهارده كان حر جدآ والشمس قويه..وهي حتي المروحه مش مشغلاها زي مت قال عاصم قبل كده 

ثواني وكان عاصم داخل ووشه مقلوب 


اول ما قابل مروه في وشه وليه هتنطق وتقوله حمد الله على السلامة زي كل يوم 


لكنه سبقها لما شاور علي البلكونه واتكلم بقسوة وجمود


:غوري اقفي في البلكونه..ضهرك للشمس ووشك ليا 


مروه بزعل وخوف:


بس انا معملتش حاجه والله ..حتي أكل ما أكلت ولا شربت ..أنا اصلا صايمه والله 


عاصم بصلها بصه خوفتها وبسرعه هزت راسها وراحت في البلكونه ووقفت في الشمس وادت ليها ضهرها 


كانت واققه في الشمس المولعه وضامه ايديها قدامها زي ما تكون مذنبه وبتتحاسب 


عاصم قعد علي الكرسي اللي قصاد البلكونه عن عمد وبقي ياكل ويتلذذ بالأكل قدامها 


مروه لما يأست بصت في الارض بتعب بلغ أشده وكل ثانيه والتانيه تمسح العرق اللي نازل منها بكم الجلبيه 


وهي عماله تفرك ومش واقفه علي حيلها لان ارضيه البلكونه سخنه جدآ 


كأنها واقفه علي صفيح ساخن 

خصوصا ان التوقيت الصيفي ابتدي وعاصم كان بيرجع في عز الضهريه وفي اكتر وقت بتكون الشمس في قويه وسخنه موهوجه 


عاصم خلص اكل وطلع موبايله وبقي يرن علي حامد 


دخل المطبخ فتح التلاجه وجاب عصير بارد وطلع بره تاني وبقي يشرب فيه براحه خالص وبأستمتاع شديد 


:ايوه يا حامد ..بقولك عاوزك بكره تجيبلي الفايل بتاع صفقه قطع الغيار اللي انت كنت مسؤول عنها عشان فيه حاجه كنت محتاج ابص عليها 


سمع رد حامد عليه وهو بياخد بق من الكبايه اللي في ايده وكمل 


:لا لا ..مش ضروري ..يعني انا مش مستعجل اوي ..انت لما تفضي منه هاته معاك ابص عليه بصه بسرعه اتأكد من حاجه وخلاص 


كمل شرب العصير وهو سامع صوت حامد 


لكن صوت تاني اخترق ودنه غير صوت حامد 


صوت حاجه اتهبدت في الارض جامد 


زي ما يكون شوال دقيق وقع بقوه من حد


 او سجاده تقيله وقعت من البلكونه وهي ملفوفه علي نفسها 


أو ... انسان وقع من طوله ...؟!


عند الخاطره دي وحول عيونه لمروه لاقاها واقعه من طولها علي بطنها وحرفيا كانت قاطعه النفس 


من غير ما يحس قفل في وش حامد وقرب علي مروه بسرعه لاقي حالتها غريبه ..مش حكايه واحده مغمي عليها ..الحكايه اكبر من كده 


كان باين عليها تعب شديد ..كأنها منامتش بقالها ايام 

ركز في جلدها لاقاه جاف رغم العرق اللي مغرق جسمها كله 

قرب وحط ايده علي جبينها..لكنه بعده بفزع لما لاقاها مولعه ناااار ..اكتر بكتير من لما كانت محمومه 


جري بسرعه علي المطبخ  وجاب إزازه مايه ساقعه من التلاجه وراح عندها ودلقها عليها 


لكن مفيش اي استجابه ..لسه قاطعه النفس ومفيش اي رد فعل 

قرب عليها بخوف ابتدي يتسرب لقلبه من حالتها 


حط ودنه علي صدرها لاقي نبضات قلبها ضعيفه زي ما تكون بتحارب عشان تطلع 


حط صوابعي بالمقابل لبقها لاقي نفسها يادوب طالع وبتتنفس بصعوبه شديدة 


إنذار الخطر اشتغل جوه عقله وعرف ان اي تصرف غلط في الحاله دي هيكون نتيجته هو حياه مروه 


يادوب اخد لحظه تفكير بسيطه ومحسش بنفسه غير وهو شايل مروه بسرعه وقلق 


وجري بيها بره الشقه ..بهدوم البيت وهي يادوب لابسه إشارب قصير مداريه بيه شعرها 


لكن في اللحظه دي مهموش اي حاجه غير أنه يلحقها قبل ما تفرفر بين ايديه 


...... 


عاصم جري بيها بسرعه علي العربيه ومهتمش ان حد يشوفه او ياخد باله 


بس ما اخدش باله من اللي عيونه كانت هتطلع عليه وهو شايفه شايل واحده وطالع بيها علي عربيته 


الراجل بسرعه طلع تليفونه وصور المشهد ده فيديو مدته كام ثانيه يتعدوا علي صوابع الايد الواحده 


لكنه كان كافي انه يبين المستور ويكشف كل حاجه 

الراجل اللي شغال مع ايمن قرب من بواب العماره عشان يتأكد اكتر وطلع سيجاره واداها ليه بعد ما سلم عادي عشان يفتح الكلام وسأل


:إلاااا..هو الجدع اللي شايل واحده ده ماله يا حج 


البواب :

؟! 


17


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ


عاصم وصل لاقرب مستشفى من بيته 

نزل من العربيه وشال مروه وجري عليها للاستقبال


عاصم بصراخ: 

دكتور لو سمحتو ..مراتي مش بتنطق وقاطعه النفس 


جريت عليه ممرضه وطلبت منه يدخلها اوضه ومن بعدها جات دكتوره وكشفت علي مروه ..بس وشها اتغير وطلبت تتنقل من الاوضه فورا وتروح قسم الطواريء 


كل ده وعاصم مش فاهم حاجه ومحدش بيرد عليه أو يفهمه هي مالها او جرالها ايه ...بس بعد كلام الدكتوره عرف ان الحاله خطيره ومش عاديه زي كل مره بيضربها فيها ..المره دي مسأله حياه أو مووووت 


من كتر توتره مبقاش عارف يعمل ايه واحساس الذنب بقي ساكنه ومسيطر عليه 


حط ايده علي راسه وهو بيكلم نفسه 


:كانت في حالها ومش بتعمل حاجه...ليه عملت ده فيها 

حتي ألاكل والشرب محرومه منهم وكانت صايمه 

انا ليه بعمل فيها كده ..بقيت مفرقش 

حاجه عن اخوها ومراته عديمين الرحمة..بقيت زيهم واوحش منهم كمان 

هي عملت ايه عشان ده كله ..دي مسكينه 

مكنتش عاوزه حاجه غير تعيش من سكات .. عمرها ما قالت عاوزه حاجه ...اكبر طموحها كانت لما طلبت تاكل معايا علي نفس السفره .. وانا هزأتها واتريقت عليها ..حتي هدوم عدله بدل اللي عندها دول مكنتش بتطلب 

كانت راضية باللي معاها وساكته 


سكت وشيطانه بقي يبرر له اعماله لما وسوس ليه


:ماهي تستاهل..طيبت قلبها هي اللي مخليه الناس تيجي عليها ...الغلبان في الزمن ده الناس بتدوس عليه 

وانت اصلى مش بتحبها ولا عمرك هتبصلها حتي ..يبقي لازم كنت تعرفها حدودها عشان متتخطهاش..انت متعرفش اللي زي دول لما يلاقوا شويه إهتمام بيعملوا ايه ..بيتفرعنوا و اصلهم الحقيقي يبان ويبقوا ناكرين للجميل..واكيد انت لو كنت عملت كده كان ده بقي حالها ..وكانت كل يوم تسوق فيها 


ضميره انبه بقوله بعد كلامها شيطانه 


:حرام عليك ياخي هو انت مبتخافش ربنا ..البنيه مكسو رة الجناح وملهاش حول ولا قوة..كل اللي طلباه تعيش من غير ما حد يأذيها وكانت راضيه بكل اللي بتجيبه الدنيا سواء كان خير ولا شر ..تقوم تفتري عليها الافتراء ده كله 


عاصم مبقاش عارف يسمع صوت شيطانه ولا صوت ضميره والاثنين بيتخانقوا جوه رأسه 


عشان كده قرر يسمع صوت قلبه اللي كان نوجوع علي مروه واللي بيحصلها واللي هو كان جزء منه وكان جزء من عذا بها 

اتركن علي جنب والحزن كسا ملامح وشه وتأنيب الضمير رجع وبقوه 


ميعرفش عدي قد ايه وقت ..لكنه رجح انه ساعات 

فضل مستني عي جنب وعيونه علي الاوضه اللي دخلت فيها


 مروه وعقله عمال يعيد ويزيد في كل ذكرياته معاها من يوم ما جات عنده ..بقاله اكتر من شهر ونص منفذ عليها عقابه انها تاكل يوم آه ويوم لأ..عشان حته قميص جابته سلمي الخاينه اللي باعته لاقرب واحد أتقدم ليها لمجرد بس انه اغني منه


في اللحظه دي كره نفسه وكره سلمي اللي وصلته للحاله دي 

فضل علي ده الحال لحد ما الممرضه خرجت بعد فتره 


قرب منها والقلق مرسوم بوضوح علي ملامح وشه وسألها 


:خير يا مس ..حصلها ايه وليه مكنتش بتنطق 


الممرضه بصتله واتكلمت بأسف بس حاولت تطمنه 


:للأسف جالها ضربه شمس..ولولا ستر ربنا وعنايته كان زمان الوضع اختلف ..خصوصا إن ضربه الشمس ناس قليله اللي بتقوم منها وده لما بتتلحق في الوقت المناسب..والمدام كان حظها كويس عشان حضرتك لحقتها 


عاصم بتوتر :

ايوه يعني هي دلوقتي عامله ايه ؟!!..بقت كويسه ولا لسه تعبانه؟! ..مممكن توضحي اكتر؟!


الممرضه بصتله واتنهدت وكملت:

الحمد لله حالتها اتحسنت كتير عن الاول ..هي بس هتفضل تجت الملاحظه كام ساعه ولو حالتها كانت مستقره هيتكتب ليها علي خروج..انا معرفش بصراحه معلومات أدق..يعني اسألتك دي كلها تسألها للدكتوره لان دي مش مهنتي 


عاصم بلع ريقه اللي نشف وهز رأسه والممرضة سابته ومشيت 

فضل رايح جاي لحد ما الدكتوره كمان خرجت وجري عليها بقلق 


:خير يا دكتورة..مراتي مالها 


الدكتورة كررت كلام الممرضة عن إن مروه جالها ضربه شمس واتلحقت في لحظه ولولا كده كان هيبقي فيه كلام تاني 

وكلمت علي كلام الممرضه 


:هي الحمد لله بقت احسن وحالتها بقت مستقره وهتتنقل اوضه عاديه كمان شويه 


يادوب خلصت كلامها لاقت سرير متحرك الممرضة خارجه بيه من الاوضه وعليه مروه اللي مغطيين جسمها ومش باين غير وشها 

ساعتها استوعب انها جايه بهدوم البيت ..وحتي الحجاب اللي لابساه عباره عن إشارب قصير مش مداري رقبتها 


الإدراك ضربه واستأذن من الدكتورة وطلع بسرعه وهو ناوي يرجع البيت بسرعه عشان يجبلها أي حاجه تلبسها بدل اللبس بتاع البيت 


لكنه وقف علي صوت بيناديه 


:يا استاذ ..يا استاذ ..حضرتك رايح فين 


التفت وراه لاقي موظف الاستقبال هو اللي بينادي 

قرب منه 


:رايح فين يا استاذ ..اومال المريضه اللي حضرتك جايبها دي مش محتاجه تدفع رسم دخولها وعلاجها للمستشفى 


عاصم بنفاذ صبر: 

انا جيت هنا علي غفله ومحلقتش اجيب حاجه معايا ..حتي موبايلي نسيته في البيت ..واهو انا رايح اجيب كل حاجه من هناك 


مستناش يرد عليه وخرج بسرعه و الرَجل ليه يينده عليه لكنه كان خرج ..ساق عربيته بسرعه لحد ما وصل البيت وراح لحاجتها


 بقي يفتش فيها لحد ما اخد العبايه الحمرا اللي لبستها يوم العيد و الملحفه وطرحه وحطهم في كيس وخلاهم علي جنب 


بعدها راح اخد دش سريع وغير وغير هدومه وجاب محفظته اللي فيها كل حاجه تخصه وجاب تليفونه واتحرك بسرعه رجع المستشفى تاني 


بس الؤمن دس قبل ما يدخل من الإستقبال الموظف اللي هناك مسكه ومسبوش غير وهو دافع مصاريف المستشفى 


.....


عاصم دخل علي مروه الاوضه كانت يادوب بتحرك رأسها براحه بعد ما قضت الساعات اللي فاتت في نومتها الطويله واللي كانت غصب عن كل خليه في جسمها 


قرب منها اكتر وجاب كرسي وحطه جنبها وقعد وهو مركز مع كل حركه بتصدر منها 


لحد ما اتعدلت براحه وهو قرب منها وعدل لها المخده ورا ضهرها  عشان ترتاح في قعدتها 


عيونها جات علي الاوضه وبصت حواليها واتكلمت بأستغراب ونبره صوتها باين فيها التعب 


:انا فين..وايه الللي جابني هنا وايه اللي حصل ..انا مش فاكره غير إني كنت واقفه في البلكونه والدنيا كانت حر اوي ..حتي الارض كانت سخنه اوي مكنتش عارفه أقف عليها ..بعد كده مبقتش فاكره حاجه 


عاصم قلبه وجعه عليها وهي بتحكي معاناتها بمنتهي البساطه قدامه عادي وهو السبب فيها 


بلع ريقه واتكلم بندم :

جاتلك ضربه شمس ووقعت من طولك وانا جبتك هنا 

ولحقتك 


مروه بصتله وبقت توزن الكلام في دماغها لحد ما المعلومه وصلت ..شهقت وبصتله واتكلمت بفزع 


:يعني انا كنت هموووت..


عاصم ميعرفش ليه قلبه انقبض من الفكره لكن مروه كملت ببرائتها المعهوده 


:انت طيب اوي يا عاصم بيه ...ربنا يخليك يارب عشان لحقتني وانت كان ممكن تعمل زي علي وتسيبني مرميه عادي لحد ما اقوم لوحدي..انت طيب اوي بجد 


عاصم مقدرش يمسك نفسه وسألها بأنفعال 


:هو علي ده من سلالة ايه ..هو انتي متأكده إنك أخته 

ياساتر عليه 


مروه لوت شفايفها بزعل واكلمت بنبره عاديه 


:هو كده مش بيحبني..ومنال كمان لأنها بنت خالته 


سكتت واتلكمت لما افتكرت حاجه 


:تعرف إن المره الوحيده اللي وداني فيها المستشفى هو ومنال كانت لما نزل فيا ضرب في المطبخ بالطاسه

 لحد ما رأسي اتفتحت بس هو مهتمش..بس لما زقتي راسي اتخبطت في سن الحوض ومن بعدها قطعت النفس 

ومنال دخلت المطبخ تجيب حاجه 

لاقتني سايحه في 

د مي ومن بعدها فوقت لاقيت نفسي في المستشفى زي كده..والضابط جه وسألني ايه عمل فيا كده 

بس منال كانت قالتلي لما فوقت إن لو حد سألني ايه اللي عمل فيا كده اقول اني وقعت وراسي اتخبطت 

وعملت كده ...في اليوم ده نومت من غير عشا ومنال قالتلي كفايه علينا الفلوس اللي دفعوها ليا في المستشفى 


سكتت واتلكمت بأحباط لما افتكرت وبصتله


:اكيد دلوقتي حضرتك ممكن تحرمني من العشا زيهم 


عاصم فتح بقه بعدم تصديق ولسه هيتكلم لاقي الممرضه داخله ومعاها صينية عليها أكل وقربت منهم 


الممرضه ببسمه: 

حمد الله على السلامة يا قمر ..خودي جبتلك الأكل عشان تتغذي 


مروه بصتلها وبصت لعاصم واتكلمت بمنتهي التلقائية 


:بس انا اكلت إمبارح 


الممرضه بصتلها بعدم فهم ولسه هتتكلم عاصم اخد منها الصينية واتلكم بأرتباك 


:هاتي انتي أنا هتأكد انها تاكل كويس ..روحي أنتي شوفي شغلك عشان متتعطليش 


مطت شفايفها بعدم استيعاب وهزت رأسها ومشيت 

عاصم حط الصينية قدامها 


عاصم بهدوء: 

خودي كولي الأكل ده كله 


مروه ببراءة :

بس انا اكلت امبارح يا بيه 


عاصم اتنهد واتلكم بهدوء أكبر 

:لا ما انتي خلاص مش هتاكلي يوم من تاني يوم ..هتاكلي كل يوم عادي


مروه بفرحه: 

يعني خلاص سديت حق القميص 


هز راسه بمعني ايوه ومقدرش ما بيتسمش قدام فرحتها 

مروه ابتدت تاكل وعاصم وقف علي الباب لحد ما شاف الدكتوره اللي مسؤولة عنها 


عاصم بلهفة: 

أنا هخرج اشوف الدكتوره واسألها عن كام حاجه ..خلصي اكل انتي  اسندي الصينيه جنبك علي 


هزت راسها والاكل في بوقها ومش قادره تتكلم 


.....


:يعني هي تقدر تخرج إمتي ؟


قالها عاصم للدكتور وهو بيتطمن علي حاله مروه وصلت لفين وبقت ازاي 


:ايوه يا استاذ تقدر تخرج كمان ساعه علي بال ما اكون كتبت لها تقرير الخروج بتاعها ...وفي ادويه لازم تلتزم بيها لحد ما حالتها تستقر وياريت متتعرضش للشمس الكام يوم اللي جايين حتي ولو فتره بسيطه ..وكمان تقعد في مكان حرارته معتدله أو بارده ..وراحه تامه لحد ما تقدر تقف علي رجليها زي الاول ..ومتتعبش نفسها في حاجه وتتغذي كويس عشان جسمها هزيل وضعيف 


عاصم هز راسه لكلام الدكتوره ولسانه اتعقد ومبقاش عارف يقول ايه


الدكتوره كملت بشويه تردد: 

وياريت تهتم بيها شويه..لأن واضح إن فيه إهمال شديد 

في حياتها وده واضح من طريقه لبسها وصحتها البدنيه واستجابتها للي حواليها وده بيأثر جدا علي الصحة النفسية 


عاصم لوي بضيق من طلبها وهي اكيد لاحظت لبس مروه وطريقه كلامها وكل حاجه فيها عشان كده مردش عليها واكتفي إنه يهز رأسه علي كلامها 


واتخطي ده كله وسأل 


:طب هي هتخرج إمتي بالضبط عشان اكون جاهز 


الدكتور اتنهدت وقالت بنفاذ صبر


:حالا هكتب لها طلب الخروج ..ياريت تجهز وتقولها كمان تجهز عشان الممرضات يساعدوها تخرج لحد العربية 


عاصم ما صدق ادته الأمر وهز رأسه بلهفه ..بعدها جري علي اوضه مروه يقولها انها هترجع البيت معاه وقالها تجهز وبقي يساعدها عشان تلبس الملحفه بتاعتها وتلف حجابها 


..... 


:تعالي 


قالها عاصم وهو بينزل مروه من العربيه وبيسندها عشان لو كانت دايخه متقعش 


حاوطها بأيده وبقي يتمشي بيها لحد ما وصل لبوابة العماره اللي فيها بيته


مكنش حاسس باللي بيراقبه من أول ما عربيته وقفت وواقف يصوره وماشي وراه 


الرَجل مكنش غبي وافتكر اللي قاله البواب عشان يوثق كل حاجه بالصوت والصورة 


:إلاااا..هو الراجل اللي شايل واحده ده ماله يا حج 


البواب بصله بصه غريبه ومركز في شكله كويس 

وهو مش مخفي عليه أن الرَجل اللي قدامه ده مراقب العماره من اكتر من شهر ودايما شايفه بيحوم حواليها 


وسأله عن عاصم بالذات اكدله انه هنا بيراقبه 


عشان كده عمل من بمها يمكن يطلع بمصلحة منه


البواب بأستغراب مصطنع: 

ده الباش مهندس عاصم ..أما الست اللي معاه دي معرفهاش 


:يعني مشفتهاش خالص قبل كده 


البواب قعد علي الكرسي من تاني واتصنع النسيان واتكلم ببرود 


:وهو انا فاكر ..انا كل يوم بشوف ناس أشكال وألوان 

يعني يا  افتكرت يا لا 


الرَجل اتنهد بضجر وحط ايده في جيبه وطلع رزمه فلوس لسه واخدها من أيمن وأخرج منها ميتين جنيه 


أداها للبواب واتكلم بضيف


: يارب دي تفكرك 


اخدها منه بفرحه واتكلم زي البربنط 


:ايوه تصدق كده افتكرت فعلا ...الست دي جات الشقه مع استاذ عاصم من اكتر من أربع شهور..ومخرحتش غير تلت مرات بس من ساعتها..منهم المره اللي كانت امبارح وهو شايلها ومره تانيه كان يوم العيد والمره التالته مكنتش موجود فيها بس مراتي قالتلي لانها بتكون مكاني لما انا اخرج اروح اي حته 


:يعني هي تقرب له حاجه ولا جات قبل كده معاه او أي حاجه 


البواب بأستفزاز: 

لا براحه عليا ...انا ذاكرتي علي قدي ومش هفتكر ده كله 

الرَجل طلع ميتين تانيه واداها والبواب كمل بفرحه وعيونه بتلمع من الفلوس


:لا كده افتكرت خلاص...دي أول مره اشوفها يوم ما جات هنا ..حتي بالأماره اداني فلوس عشان متكلمش واعمل نفسي مش شايف حاجه ..انا الصراحه افتكرت انها واحده مش ولا بد جايبها من اي طريق

 يقضي معاها ساعه ولا ساعتين..لكن ظني خاب لما لاقيتها مش بتخرج خالص وافتكرت انها خرجت وانا مش موجود عشان كده مشوفتهاش..لكن لما نزلت في مره من المرات 

اتأكدت انها لسه موجوده.. وأظن انها مراته عشان مفيش واحد ماشي مع واحده بتكون 

علاقتهم عامله كده ..ده حتي محدش من السكان يعرف عنها حاجه خالص ولا يعرفوا

 انها موجوده وعايشه معاه وفاكرين أنه لسه عايش لوحده 


فاق من شروده لاقي عاصم ركب الاسانسير 


جري بسرعه ووقف قصاد شقته وبعدها طلع السلم اللي قصاد شقته واختفي وبقي مستني عاصم اللي مطولش وخرج من الاسانسير وهو لسه محاوط مروه وساندها 


وبعدها فتح الباب ودخل معاها البيت 


الرَجل بفرح :

ده اللي إسمه أيمن ده هيدفع مبلغ حلو اوي علي اللي جبته ليه


 ..


مروه رجعت البيت اخيرا بعد ما غابت عنه قرابه اليوم 

وهي مش فيه ...


اول ما دخلت من باب الشقه لاقت الدنيا خابطه وراقعه

والدنيا مكركبه بالنسبة ليها 


أكل امبارح اللي اتغدي منه عاصم لسه علي السفره وأكيد مبقاش ينفع خلاص ولازم يترمي 


كوبايه العصير واقعه في الارض والعصير مدلوق وفي مكانه نمل كتير ..ده غير التراب اللي عبي المكان لأن محدش قفل باب البلكونه بالليل 


محستش بنفسها وهي بتروح ناحيه ده كله وبتتكلم بلهفة 


:انا هنضف ده كله ..واحضر لحضرتك الاكل 


لسه هتتحرك وتسيب ايده حست بدوخة خلت توازنها يختل 

عاصم قرب منها بسرعه واتكلم بلهفة 


:حاسبي..انتي هترتاحي خلاص لحد ما تقومي وترجعي زي الاول..وبالنسبة للبيت  الخدمه وكل حاجه ..فا انا ههتم بكل حاجه  


مروه بصتله وسألت 


:هتتصرف اواي يا بيه هتجيب خدامه 


عاصم بسخرية :

لا يا فالحه ..بس انا قبلك كنت عايش عازب وكنت بعمل

كل حاجه لنفسي عادي ..يعني مش هتفرق لما ارجع اعمل حاجات بسيطه زي الأول ..تعالي خلصي عشان تدخلي الاوضه ترتاحي علس بال ما اطلب اكل وشويه كلبات يجبهم البواب ..ولو علي التنظيف ممكن اجيب مرات البواب تنضف علي خفيف كده 


.....


كانت مروه لسه متمدده علي السرير ..بقالها شويه من ساعه ما جات 


مصدقتش نفسها وهي اخيرا نايمه علي سرير حلو وكبير زي بتاع عاصم ومش بس كده 


ده مشغل ليها المروحه والتكييف عشان متقعدش في الحر

بصت حواليها وهي بتتأمل الاوضه بتاعته وبتتأمل تفاصيلها وفي لحظه سهو منها اتخيلت نفسها تكون دي اوضتها وتنام وتصحي كل يوم فيها 


:بطلي عبط يا مروه ..عبطك ده هو اللي جايبلك الكافيه 

اعقلي وارسي وبطلي الافكار دي بعدين انتي نسيتي عاصم بيه قال ايه ...انتي هنا خدامه وبس..يعني أنسي إني ممكن اكون زي منال في يوم 


اتنهدت ولسه هتتحرك من السرير لاقت عاصم جاي ومعاه صينيه فيها أكل 


اتعدلت من رقدتها واتكلمت بلهفه 


:ليه تعبت نفسك يا بيه ..انا كنت ممكن اعمل الأكل واروق البيت ..


عاصم سند الأكل علي طربيزه في الاوضه واتكلم وهو بيساعدها تقف وبيتكلم بسخرية 


:هو انتي قادره تقفي علي حيلك لما هتعملي اللي بتقولي عليه ده كله ..تعالي عشان تاكلي بلاش غلبه


مروه بصت للأكل لاقت انه كامل مش بواقي ولأ حتي حد مسه 


مروه بطيبه: 

بس يابيه الأكل ده محدش أكل منه قبل كده ..ازاي هاكله..كُل حضرتك الأول وأنا هاكل بعدك 


عاصم بصلها وهو بيضغط علي أسنانه منها ومن طريقه تفكيرها وتقبلها للزل عادي لحد ما بقي جزء من حياتها 


اتنهد واتكلم بهدوء: 

مفيش أعذار..كولي انتي وملكيش دعوه بيا ..انتي عيانه ولازم تاكلي عشان تخفي وتقفي علي رجلك زي الأول ..يلا عشان تاخدي دواكي 


مروه بطيبه: 

يااااه حضرتك متعرفش انا قبل كده لما كنت بعيا كنت بعمل ايه ..


بصلها بأستفهام وهي كملت


:كنت بفضل متلقحه في الاوضه اللي تحت بير السلم ومحدش بيسأل فيا بحاجه ولا حتي يجي يبص عليا غير يوسف كان بيجب ليا أكل وإلا لو مكنتش مُت من المرض كنت هموووت من الجوع


عاصم بضيق :

يخربيت النكد ..أنتي إيه خزان أحزان..خلاص يا ستي كولي مش عاوز اسمع حكاياتك الكئيبة دي 


بصتله بعيونها اللي بتشع منها البراءه وهزت رأسها وقربت عشان تاكل وكالعادة بقت تاكل بسرعه وجوع وبطريقتها اللي زي العيال الصغيره 


كل ده مفرقش مع عاصم ...لكن أكلها بسرعه هو اللي مخليه مضايق وكأن فيه حد بيجري وراها 


عاصم بهدوء: 

كولي براحه محدش بيجري وراكي ..يعني براحتك 


بطلت اكل وهزت رأسها وكلمت اكل براحه وهي بتقول 


:أصل منال كانت بتشيل مني الأكل لما بتأخر عن عشر دقايق وكنت بقوم جعانه ..عشان كده اتعلمت أكل بسرعه عشان ألحق أشبع 


:هو الناس دي طينه أهلهم إيه بجد ..دول حاجه فوق الوصف جاتهم القرف 


قالها بمنتهي العصبية..لكنه افتكر إن حاله مروه دي هو السبب فيها ..عشان كده بلع باقي كلامه وسكت ..ونفس الحال عند مروه...

سكتت ومرضتش تتكلم وبقت تاكل براحه زي ما أمرها 


عاصم اتنهد وخرج يشوف هيعمل ايه في حال البيت وهو بيحمد ربنا إن النهارده إجازة وإلا كانت هتبقي مشكله فعلا لو كان نزل الشغل وساب كل حاجه علي حالها كده 


.....


تاني يوم 


عاصم دخل الشركه بعد ما اطمن على مروه

بس المره دي كان فيه حاجه غريبه بتحصل ..الكل بيبص عليه ويهمس 


نظراتهم كانت مريبه جدا بالنسبة لي..

حاول بتجاهل ده كله ويتخطاهم لكم كتله السماجة قاطعته لما وقف قدامه واتكلم 


:يا صباح النور يا عاصم باشا..ده ايه الصباح الجميل اللي ملوش مثيل ده


عاصم رفع حاجبه بتشنج من طريقه كلامه معاه ورغم كده رد عليه التحيه ببرود وكان هيتحرك لكن قاطعه من تاني لما سأل بصوت عالي لفت انتباه الكل


:إلاااا صحيح يا عاصم بيه أخبار الصحه إيه 


عاصم بتشنج وسخريه: 

الصحه بومب وضاربين كرمب 


أيمن ضحك بصوت عالي وهو بيسقف بأيديه بطريقه هزليه جدا وهو بيبص علي الكل وبيشاور علي عاصم 


:لطيف اوي مستر عاصم ده ...لا ود مه خفيف 


سكت والخبث اترسم علي وشه وده قدر يقرأه عاصم بوضوح ...وشكوكه اتأكدت لما سأله 


:طب والست هانم اللي معاك في البيت صحتها عامله ايه ...اصل اخر مره كانت في المستشفى 

واحد معرفه قالي أصله..خير يارب

 

خلص كلامه وحط موبايله قصاد عين عاصم وشغل فيديو لبه هو وشايل مروه وبيجري بيها 


بعدها شغل فيديو تاني وهو ساند مروه ومحاوطها بأيديه ودخل بيها شقته ..كل ده كان بيشوفه عاصم وكل المتجمعين وبسمه أيمن هتشق وشه شق


عاصم بصله وبص للكل اللي واقفين ومركزين جدآ مع الاتنين عشان يعرفوا الاشاعه دي صح ولا لا 


حاول يبان ثابت بعد بعد ما الد م هرب منه من صدمته إن أيمن والشركه كلها عرفت إن مروه عايشه معاه 


لكن الظاهر انهم ميعرفوش حاجه عنها غير انها ساكنه معاه في البيت وبس وميعرفوش انها مراته ولا يعرفوا حاجه عن تاريخها أو أنها كانت خدامه 


حمحم بصوت عالي ورسم الثبات ببراعه وبث لأيمن واتكلم بثقه مزيفه


:الحمد لله المدام حالتها بقت بخير وكويسه ..كانت بس دايخه شويه وأنا طبعا جريت بيها علي المستشفى اتطمن عليها..والحمد لله الدكتور طمني 


أيمن بصله وابتسامته خفتت حبه حبه وهو كان فاكر ان مروه عشيقه ليه مش مراته 


عشان كده سأل بزهول


:يعني هي تبقي مراتك ..انت اتجوزت إمتي اصلا وازاي وليه مقولتش لحد 


عاصم لمع الانتصار في عيونه لما شاف تشتته وفهم اللي كان مخطط ليه


عشان كده حط ايده في جيبه واتكلم في ثقه مش في محلها وهو رافع رأسه بشموخ

 

:اه حصل ..انا اتجوزت من فتره ..ومن حتت ليه مقولتش لحد ..فا انا هجاوبك مش عشان انا مضطر علي ده أو أنك ماسك عليا حاجه وبتهددني بيها ..أما بس هجاوبك عشان محدش يفتكر فيا ظن بطال انا ومراتي 


سكت وخد نفس وكمل 


:الحقيقه ان مراتي عندها أسباب خاصه وعندها حاله وفاة من الدرجه الأولى عشان كده مقدرناش نعمل فرح 

ولا تعمل هيصه وندعي معازيم وكل الكلام ده..تاني حاجه انى وهي كنا مخطوبين من فتره و برضوا مجتش فرصه إني اقول ..وبس كده انا بقيت متجوز 


قال آخر كلماته علي دخول سلمي للشركه واللي اول ما سمعت كلامه وبان علي ملامحها الصدمه الشديد لدرجه ان  وشها اتخطف من اللي قاله 


سلمي بصدمة :

اتجوزت 


18


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم رجع البيت ووشه مش متفسر 

وكل اللي حصل عمال يتعرض في دماغه كل دقيقه ومش سايبه

اول ما دخل لاقي مروه خارجه من المطبخ وفي ايدها طبق فيه فراخ متحمره..


ابتسمت أول ما شافته 


مروه ببسمة: 

حمد الله على السلامة يا بيه ..


عاصم محسش بنفسه وزعق فيها بغضب 


:هو انا مش قولت تتزفتي ترتاحي ..مسمعتيش الكلام لسه ..ولما تمو تي دلوقتي وتغوري في داهيه وتتحسبي عليا بني ادمه اعمل ايه ساعتها أنا 


مروه خافت والطبق كان هيقع منها من خوفها منه 

اتكلمت بصوت واطي بخوف 


:أنا..أنا حسيت إني بقيت احسن وقولت أقوم أحرك نفسي شويه ..أنا معملتش مجهود كبير ..وقولت إني لو تعبت هقعد علي طول ..بس انا والله حسيت نفسي كويسه

 

عاصم مكنش قادر حتي يرد عليها ..قعد علي أقرب كرسي ليه وحط ايديه علي راسه وكل اللي حصل في الشغل بيعدي قدام عنيه زي ما يكون بيعيش اللحظه من الأول 


فلاش باك 


عاصم التفت علي صوت الهمس اللي جاي من ورا وكسر حاله السكوت اللي كانت منتشره بين الكل من بعد إجابته الأخيره واللي حرفيا بوظت خطه أيمن ودمرتها 


اول ما بص لاقي سلمي واقفه وباين عليها علامات الصدمه الشديدة وكأنها كانت متيقنه إن عاصم مستحيل يتجوز من بعديها او حتي يفكر في الارتباط 


لكن هو معملش كده ..يادوب فاسخين خطوبتهم من أقل من سنه وهو راح خطب ..ومش بس كده ده كمان اتجوز


عاصم بصلها بحقد وحس إن ده وقته عشان يثأر لكرامته وقلبه الليي سلمي داست عليهم برجلها ومشفقتش عليه 

عشان كده بصلها ببرود ولا مبالاه 


بعدها حرك عيونه للكل اللي تقريبا نسيوا أنهم في شركه وده شغلهم وتحولت القعده لقهوة بلدي وكله بيجيب في سيرة كله 


:هااا في حاجه تاني عاوزين تقولوها ولا خلصنا كده وكل حي يرجع لشغله بدل العطله دي 


كان لسه هيتحرك لكنه وقف من تاني صوت ابو د م تقيل اللي إسمه أيمن لما سأل بصوت مستفز


:وعلي كده حضرتك مش ناوي تعرفنا علي المدام وتخلينا نشوفها

 

عاصم التفت ليه بحده وسأل بغضب 


:واعرفها علي سيادتك بصفتك ايه ..كنت ابن خالتها في الرضاعه وأنا معرفش 


أيمن ببرود ومكر: 

لا أبدا بس عشان تتعرف علي زمايل جوزها وأصحابه 


عاصم بصله بسخريه واتكلم وهو بيقلد نبره صوته 


:اه صحيح فمره ..أما اقولها يلا يا حبيبتي معايا الشغل عشان صحاب جوزك وزمايله في الشغل عاوزين يتعرفوا عليكي..جهزي نفسك بقي 


:خلاص..خطوبه رنا أخر الأسبوع ده ..جيب المدام بقي وخلينا نتعرف عليها 


اللي قالت كده كانت سلمي وكان من طريقه كلامها وردود أفعالها اللي باينه علي وشها مبينه قد ايه هي غضبانه ومتغاظه ومغلوله 


:خلاص يبقي أتفقنا..هنشوف بعض أخر الأسبوع في الخطوبة ونشوف مدام عاصم بيه ونسلم عليها و نبارك 

للجواز 


اللي قال كده أيمن وكالعاده كان بيتكلم بطريقه مستفزه جدا بالنسبة لعاصم وهو بيتعمد يثير غضبه عشان يخرجه عن شعوره 

لكن عاصم خيب ظنه لما حافظ على هدوئه والتزم بيه وهو من جواه بيولع وشايط 


يادوب دخل المكتب بعد ما خلص نفيه بالعافيه من أسئلة ونظرات الكل..لكنه لاقي حامد داخل وراه وهو بيتكلم بسخرية 


:ويا تري بقي هي دي قريبتك اللي كانت تعبانه وملهاش حد 


عاصم بصله واننهد بقله حيله وهو لسه مش عارف يتصرف إزاي في الورطه اللي حط نفسه فيها وبيضرب نفسه ميييت جزمه علي اللي حصل ده

 

:ما ترد يا صاحبي .. 


عاصم فاق من شروده لاقي مروه بصاله بأستغراب شديد وهو بقاله فتره مش قليله قاعد قدامها سرحان وفي عالم تاني بعد ما زعق فيها 


قربت منه براحه وهو بتسأل بحذر


:انت كويس يابيه 

عاصم رفع عيونه اللي دبلت من كتر التفكير وبص لعيونها البريئه واللي بتقكره بعيون العيال الصغيره في نظراتها 


هز راسه بمعني لأ واتكلم بصوت باين عليه التعب والتوهان 


:لا ..لا انا مش كويس ولا هبقي كويس 


مروه بلعت ريقها وقررت منه اكتر واتكلمت بقلق


:ليه حصل ايه ..قول ممكن أساعدك 


عاصم رفع عيونه ليها وكانت في اللحظه دي حمرا واتكلم بجمود


:لا ماهو انتي هتساعدني برضاكي او غصب عنك 


مروه بصتله بعدم فهم لكنها قلقت من نظرته وسألت


:عيوني يا بيه ..انت قولي بس المطلوب مني ليه وانا اعمله 


عاصم قرب عليها اكتر لحد ما مكنش فيه بينهم فواصل 

بعدها مسك ايدها وقعدها جنبه 


:ممكن بس تقعدي هنا لحد ما اشوف حهبب ايه في المصيبه السودا دي 


مروه بتوتر:

هو حصل ايه 


عاصم بنفاذ صبر وزعيق :

حصل إن كل اللي في الشركه عرفوا إني متجوزك..ومش بس كده المفروض اخدك معايا لخطوبه تبع واحده شغاله هناك واعرفك علي الكل خصوصا اصحابي 


مروه شهقت بفزع وبصتله واتكلمت 

:ازاي..انا والله متكلمتش مع حد هنا ولا خرجت من يوم العيد إلا لما حضرتك وديتني المستشفى..اومال عرفوا ازاي 


عاصم بغل بقي يكلم نفسه: 

حتي حركاتك رخيصه زيك يا أيمن..عملت كل حاجه عشان تخليني إبان الوحش في عيون الكل..بس مش هنولهالك والحفره اللي حفرتها ليا ادي دقني إن ما وقعت أنت فيها ..يا وسخ 


بص لمروه واتكلم بسرعه ونفاذ صبر 


:مش وقته المهم إنك تسمعي كويس اللي هقوله 


كمل وشرح ليها اللي هي هتعمله لما الفكره لمعت في راسه وهو بيحذرها ملون تحذير بين كل أمر والتاني وختم كلامه 


:اسمعي بقي ..الناس اللي رايحه تقابليهم دول ناس مهمه ونضيفه اوي ..يعني محدش في عيلتك يحلم يسلم عليهم حتي ..يعني أي غلط منك ولا حركه تعرني من حركات الخدامين بتوعك ..هخليكي ترجعي لاخوكي ومراته واخد منهم الفلوس اللي دفعتها وشوفي بقي هم هيعملوا فيكي ايه ساعتها 


....


:هااا يا باشا البشوات ..استاهل حلاوه كبيره أنا مش كده 


أيمن كان في البيت في اوضته بعد ما رجع من الشغل ورن علي الرَجل اللي كلفه بمراقبه عاصم 


بانت علي ملامحه الغضب وزعق في الرَجل بغيظ


:هو انت يابني آدم بتفهم منين..ولا هو الاستيعاب عندك صفر 


:الله فيه ايه بس يا باشا..ما الدنيا سكلانس علي الاخر والراجل اللي انت مسلطني عليه جبتلك قراره ..يبقي ايه اللي مزعلك دلوقتي 


أيمن زعق بغضب وهو بيرمي المخده من علي السرير


:اللي حصل يا غبي إن انت قولتلي إن الست دي تبقي عشيقته مش مراته..


اتنهد بغضب وكمل بزعيق 


:يعني كل اللي خططت لسه باظ من ورا سيادتك ومن الأخبار الفاشله اللي انت جايبها 


الرَجل بلع ريقه بأرتباك وهو اتعمد يخفي المعلومه دي عن أيمن عشان ياخد منه فلوس اكتر ..لكنه حاول يبرر تصرفه لما قال 


:ماهو انا يا بيه لما سألت البواب ..قالي أنها مش بتخرج من البيت ومحدش يعرف عنها حاجه ..وهو زي ما تقول كده داسسها عن عيون الكل ...فا انا لمى شغلت دماغي قولت هو ليه بيعمل كده إلا لو البت دي وراها حاجه..وقولت إنها اكيد عشيقته عشان كده مش عاوز يوريها لحد 


أيمن بسخرية: 

واهي طلعت مراته ..وكل اللي حاولت اعمله جه علي راسي في الاخر ..والبيه هيجبها فرح زميلتنا ويعرفها عليها 


:طب ماهو ده حلو ..فرصه زي دي تخليك تعرف تكيده 


أيمن بأستغراب: 

ازاي مش فاهم 


الرَجل بمكر :

انا اقولك 


....


مروه مكنتش مصدقه نفسها حرفيا وكانت بتحلف جوه عقلها إن ده لو حلم تتمني تموووت ولا تصحي منه 


كانت في مول كبير ورايحه تشتري لبس جديد ليها هي لوحدها ومحدش لبسه قبلها 


دخلوا محل بتاع فساتين سهره ..وبعد اختيارات كتير وبروفات اكتر..اتلاقي الفستان المطلوب..فستان باللون الروز صك وعليه قطعه تانيه بتتركب من اول الوسط وتنزل لحد الرجل زي مكمل للفستان..بس بتدي لمسه خيالية ليه 


خصوصا أنه مزين بطريقه أقل ما يقال عنها رائعة 

بعدها راح واشتري حجاب وبندانه تليق علي الفستان 


بعدها راح لمحل تاني واشتري جزمه بكعب واطي عشان تعرف تمشي بيها ..وأخيرا شنطه صغننه نفس لون الفستان 


مروه ده كله كانت في عالم غير العالم وهس شايفه حاجه مكنتش تحلم بيها حتي بتتحقق قدام عينها ومن غير مجهود منها


عاصم اخدها بعد ما اشتري ده كله وقعد في مطعم في المول وطلب غدا ليه هو ومروه اللي حرفيا عيونها هتطلع من مكانها من كتر البص حواليها علي كل حاجه وهي أول مره تدخل مكان زي ده 


دي حتي منال لما كانت بتيجي تشتري هدوم كانت بتروح محلات عاديه ..عمرها ما جات مكان زي اللي هي شيفاه ده 


انتبهت علي صوت عاصم وهو بيقولها تاكل عشات يلحقوا يرجعوا البيت ويكمل بقيه الدورس اللي اللي ليها عشان تتعلم اواي تتعامل مع الناس وقت الخطوبة 


....


في يوم الخطوبه..عاصم يادوب خرج من شغله وراح البيت اتغدي بسرعه وطلب من مروه تلبس وتجهز كل الحاجه اللي جابها ليها من لبس واكسسوارات والذي منه


وهي من سكات نفذت اللي طلبه

بعدها لاقت نفسها راكبه معاه العربيه ومعدات كتير وكانت واقفه قدام كوافير في وسط البلد بعيد عن سكنه 


طلب منها تنزل والاتنين دخلوا ولأن المكان للستات بس عاصم وقف بره مع واحده شغاله هناك وبقي يطلب منها اللي لازم تعمله لمروه 


:بصي يا استاذه..انا عاوزك تجهيزها من كله ..تعملي ليها وشها وشعرها وجسمها .كل حاجه حرفيا..بعدها عاوزك تساعديها تلبس وتحطي ليها مكياج حلو كده يخليها تبان ملكه ..وبعدها تساعديها تلف حجابها برضوا بطريقه حلوه ..عاوزها تكون متغيره ميه وتمانين درجه لما اشوفها 


:فهمت حضرتك ..ولا يكون عندك فكر ..انا هخرجها من تحت ايدي واحده تانيه خالص ..بس هو حضرتك لو تحدد المناسبة عشان اعرف المطلوب بالتفصيل 


عاصم بتنهيده: 

هو بس هتروح فرح معايا والفرح ده هيكون فيه شخصيات مهمه جدا وعاوزها تكون مش أقل من اي حد من اللي هناك 


الست وجهت عيونها لمروه من تاني واتأملت شكلها 

وبعدها اتأملت شكل عاصم اللي واضح جدا الفرق بينها وبينه ..بس متكلمتش وهزت رأسها من سكات 


وطلبت منه يستني في الإستقبال او لو وراه موار يروح يعمله 

عاصم كان لسه هيخرج عان يروح البيت يجهز نفسه لكنه لاقي مروه بتمسك إيده وبتسأله بخوف


:رايح فين وهتسيبني 


بصلها وحاول يطمنها 


:انى جاي تاني ..انتي  هتفضلي هنا والبنات جوه هيهتموا بيكي عشان تبقي زي ما الكل متوقع ..وانا هروح البيت البس واجهز وهعدي عليكي كمان ساعتين تكوني اخدتي وقتك في كل حاجه ..ولو لاقيتك لسه مخلصتيش هستني بره هنا ..يعني مش رايح في حته 


هزت راسها بعد ما اطمنت شويه 


عاصم عيونه جات في الست اللي متابعاهم..قرب من مروه واتكلم بهمس


:لو الست دي او أي واحده جوه سللتك عن حاجه مترديش وقولي اي حاجه..يعين لو قالولك أنا اقربلك ايه قولي معرفه ..المهم متخلهمش يعرفوا اي حاجه ولا تديهم معلومه مفيدة..تمام؟ 


:تمام


قالتها مروه 


عاصم مشي ومروه استلمتها البنات اللي جوه واللي عملو فيها حاجات ال مره تشوفها..حست انها بتتكلم من جديد ..وكل ما واحده منهم تحاول تاخد منها كلمه كانت بتزوغ في الكلام وتسأل عن حاجه من الأجهزه او حاجه شافتها المهم انها كانت بتخلي اللي سألها سؤال ينساه 


لحد ما خلصت بعد اكتر من تلت ساعات  ولبست وبقت علي سنجه عشره 


في الوقت ده  عاصم كان لبس ووصل ومستني بره لأنهم بلغوه انها لسه مجهزتش 


كان واقف ولابس بدله كلها اسود في اسود..حتي القميص كان اسود وكان فاتح اول زرارين منه وسرح شعره الأسود لورا ورفع جزء منه لفوق..فا كان شكله تحفه ومخلي الستات اللي طالعه واللي داخله تبص عليه بأعجاب 


لحد ما جه الخبر الأكيد..مروه جهزت 

عاصم استني عند الاستقبال 


فضل واقف مستني كتير بس مروه مش خارجه 

اتأفف بضيق وبص الست اللي قالت اول ما جه


:هي هتخرج إمتي ..انتي مش قولتي انها جهزت 


:سلامه النظر يا استاذ المدام واقفه جنبك بقالها مده 


عاصم بص للي جنبه 

عيونه اتفتحت علي وسعها ولحظه حس إن فيه خلل في عيونه إنه شايف مروه بالهيئه دي..كأنها مش هي 


متغيره ٣٦٠ درجه مش ميه وتمانين 


بقي يفتح ويغمض في عيونه علي أمل يكون بيحلم ..لكنه كان صاحي ..دي فعلا مروه اللي قدامه وواقفه وهو متعرفش عليها 

مروه قربت منه وهي لحد دلوقتي ما شفتش شكلها 


وقفت قدامه واتكلمت بكسوف


:هو انا شكلي حلو يابيه 


عاصم كان هيقول انها تهبل باللبس ده والشكل ده والهيئة دي ..كانت جميله جدآ جدآ النهارده..كانت ست بكل ما للكلمة من معني 


كان لسه هيقول ده كله..لكن صوت في دماغه نبهه عشان يفوق وقال عكس اللي جواه


:بالعكس ..شكلك كده اوحش..انا قرفان حاليا وانا باصص ليكي ..اول كلمه قولتها لما شوفتك كانت يع 

مش مصدق إن فيه وحاشه بالمنظر ده


قال كلامه ومهتمش بملامح مروه اللي دبلت فجأه بعد ما كانت منوره وعيونها اللي كانت بتلمع لمستها انطفت 


وهي كل الوقت بتسمع كلام البنات جوه وهم بيقولو إنها جميله جدا وكل حاجه لايقه عليها 


اننهدت وملامحها غطاها الحزن ..حتي انه بان في صوتها لما قالت

 

:انا كنت فاكره إني بقيت حلوه وهشرفك قدام الناس بعد ما لبست هدوم جديدة وعملت زي ما الناس بتعمل 


عاصم قرب منها وهو بتحارب عشان ميبصش ليها واتكلم باللي حطم امالها 


:اللبس عمره ما هيغير طبيعه البني آدم..يعمي في ناس لة لبست الدهب في رجلها هيفضلوا شحاتين..وفيه ناس لو لبسوا خيشه هيفضلوا أولاد ذوات ومن أصل كريم ..يعني أكيد اللبس ده مش هيغير حقيقتك واصلك 


هزت راسها واتكلمت بأقتناع: 

عندك حق..حتي انا حسيت كده برضوا 


سكت بزهول لما لاقاها موافقه عادي علي كلامه 

بعدها راح دفع الحساب ومشيوا..وبدل الفرح ما كان مزين وش مروه وتديها لمسه اضافيه علي مظهرها الجديد..بقي الزعل هو اللي مزين وشها 


....


وجات اللحظه الحاسمه 

الاتنين نزلوا قدام القاعه اللي فيها الخطوبة..وعاصم حاسس إن كل الأنظار مركزه عليه 


19


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:إوعي تنسي حاجه من اللي قولتها ..وأكيد عارفه إجابه كل سؤال ده لو حد سألك يعني ..وانا هتكلم واجاوب علي كل حاجه ..بس احتياطي لو حد سألك تكوني عارفه هتقولي ايه 


مروه كانت خايفه من المقابلة دي اوي ..لكن في نفس الوقت عندها فضول مُميِت إنها تدخل وتشوف العالم الجديد  ده 


افتكرت كلام عاصم وكل توجيهاته في الكام يوم اللي فاتوا وهو تقريبا مكنش بيسبها من أول ما يرجع من شغله ويقعد معاها يعلمها ويديها نصايح أو أوامر وهي المفروض منها تنفذها 

رجعت بذاكرتها لليوم اللي قال فيه إن الكل عرف إنها مراته 


فلاش باك 


:لا ماهو انتي هتساعدني برضاكي او غصب عنك 


مروه بصتله وبصت لملامحه اللي اتغيرت وبان عليها الإصرار والغضب 


قرب منها وقعدها تاني قدامه بعد ما قامت 


عاصم بجدية شديدة: 

اسمعي كويس وركزي في كل حرف هقوله 


هزت راسها بسرعه وهي منتبه ليه وهو كمل باللي خلاها تستغرب وتندهش 


:انتي هتروحي معايا المناسبه دي وهعرفهم عليكي ..هعرفهم علي اللي المفروض مراتي 


سكت شويه واخد نفس وبعدها كمل وهو بيشرحلها لازم تعمل ايه

 

:بس طبعا مش هيتعرفوا علي مروه الخدامه..هيتعرفوا علي مروه هانم 


مروه شاورت علي نفسها بأستغراب وكأنها بتسأله انت تقصدني أنا

 

عاصم بجديه وحده: 

ايوه انتي اومال مين ..


مسح وشه بأيديه بعنف واتكلم وهو بيدخل علي أسنانه 


:كان ممكن أأجر واحده تعمل مراتي وتإدي الغرض وتاخد قرشين وتمشي..بس أعمل إيه لبست في حضرتك..إللي صورنا صور وشك وشافوه..يعني لبست فيكي رسمي ...المهم ركزي معايا 


هزت راسها بسرعه وادته كامل الإنتباه 


:هم هيتعرفوا علي مروه هانم..انتي هتعملي نفسك هانم بنت هوانم ..بس هتكوني من الصعيد 


مروه قاطعته بأستغراب: 

بس انا مش من الصعيد يا بيه 


عاصم زعق بغضب :

أنا عارف ..عارف يختي..بس دي اللعبه اللي هنلعبها علي الكل عشان محدش يكشف حقيقتك ويعرفوا أصلك اللي يشرف 


اخد نفس عشان يهدي وكمل بتحذير 

:إياكي تقاطعيني..المهم اللي يسألك هنقول انك جايه من الصعيد لأنك قريبتي من بعيد ووالدك ووالدتك عملوا حادثه واتوفو..وانتي حصل مشاكل بينك وبين ناس في البلد وطبعا لأنها المفروض حاجات خاصه مش هنقول ايه اللي حصل ..هنكتفي بقول إنها حاجات خاصه وهم هيسكتوا ..بعدها هنقول أننا اتجوزنا من بعد الأربعين بتاع أهلك وكان كتب كتاب سُكيتي خالص والموضوع اصلى جه بسرعه كبيره عشان الظروف الخاصه اللي عندك 


سكت شوبه وهو بيدور علي باقي التفاصيل 

لكن عيونه جات علي السفره المرصوصه 

وقف وقال لمروه تيجي وراه ونفذت كلامه 

شاور علي الكرسي اللي جنبه 


:اقعدي 


بصتله كأنها بتتأكد هو قال كده ولا لأ 

لكنها لاقته بيعيد الكلمه من تاني بس بحده 


:قولت اقعدي 


ما صدقت قال كده وقعدت بسرعه وهي مبسوطه من جواها إنها أخيرا قعدت معاه علي نفس السفره اللي نفسها تقعد عليها من اول يوم جت فيه 


عاصم مسك الشوكه والسكْىينة  وبقي يعلمها تاكل ازاي 

ومن ساعتها وهو مش سايبه وبقي يعلمها كل حاجه وعلمها إزاي تمشي بالكعب ورغم أنه كان كعب واطي لكنها اخدت وقت علي بال ما اتعلمت تمشي بيه 


وبقي يعلمها ازاي تتكلم وترد وتقعد وتمشي ..حرفيا مسبش حاجه إلا وعلمها ليها ..وفضل ليل مع نهار يدربها ويعلمها ازاي تبقي شبه الناس اللي كانت رايحه تقابلهم ..أو علي الأقل زي الشخصيه اللي هو مألفها وقايل عليها للكل ومفهمهم أنها شخصيه مراته 


لحد ما أخيرا اتأكد أنها جاهزه لكنه رغم ده كله كان قلقان وقلقه واضح جدا ومروه قدرت تشوف ده واضح علي ملامح وشه


باك 


فاقت من شرودها لاقت عاصم لسه عمال يتكلم وتقريبا هي مسمعتش حاجه من اللي قاله وخافت لا يكون قال حاجه مهمه وهي مش واخده بالها ..


لكنها رغم ده كله هزت راسها وكأنها مركزه معاه وعيونها مركزه علي الناس اللي داخله القاعه ولأول مره تحس إنها مش أقل منهم في حاجه 


لأنها شكليا بقت شبههم .. بقيت لابسه فستان جديد غالي وعامله كل اللي البنات بتعمله في وشها وجسمها 


حتي اتعلمت تاكل وتمشي وتتحرك وتتكلم زيهم 

وده نوعا ما أداها شويه ثقه في نفسها 

عاصم خلص كلامه اللي مروه مكنتش مركزه معاه أصلا 

بعدها بصلها واتكلم 


:خليكي هنا انا هنزل وافتحلك باب العربيه كأني جنتل وكده 


هزت رأسها واستنته فتحلها باب العربية ومدلها إيده وساعدها تنزل

 

بعدها ثني إيده وخلي مروه تأنكجه وهو بيمشي معاها براحه 


:إوعي تنسي حاجه من اللي قولته ..ولو حسيتي إنك اتذنقتي في الكلام ..بصيلي وانا هفهم واتكلم 

وإوعي إوعي تتكلمي بالطريقه اللوكل بتاعتك دي ..خليكي كلاس وبنت ذوات في نفسك ..انا هفهم الكل إنك من عيله كبيره وغنيه في الصعيد..وانتي خريجة كلية مش معاكي ابتدائية ..وخلي بالك من كل تصرف بتعمليه قدامهم 


وقف ووقفت هي معاه وبصلها واتكلم بهدوء 


:عارفه لو اليوم عدي زي ما انا مخطط هديكي مكافأة حلوه تبسطك 


مروه ابتسمت بفرحه :

بجد يابيه مفاجأة ايه 


:بعدين لو عملتي اللي قولتلك عليه 


سكت وكمل بتحذير وفحيح: 

لكن لو عملتي حاجه تكسفني..هعلقك من عرقوب رجلك زي الدبيحه..فاهمه


هزت راسها بسرعه بتوتر 

لكن الاتنين اتنفضوا من الصوت العالي اللي جه علي غفله من وراهم 


.....


جوه القاعه كانوا زملاء واصحاب عاصم موجودين 


:هو عاصم مش جاي ولا ايه 


:انا اتصلت بيه من نص ساعه قالي أنه في الطريق ..مش عارف ليه موصلش لحد دلوقتي 


قرب منهم أيمن اللي علي غير العاده كان جاي بدري وسمع كلامهم واتكلم بسخريه 


:يمكن خايف نشوف المدام بتاعته 


حامد بغضب :

وهو هيخاف ليه ..كانت بتلت عيون ولا بتتكلم من قفاها 


أيمن هز كتافه ببرود واتكلم وهو ماشي 


:والله اهو عندك لما يوصل كل حاجه هتبان..واللي مداري حاجه هتبان وتنكشف ..


الكل اضايق من كلامه لكن محدش علق والضيق بأن علي وشوش الكل 


:ياخي إنسان سمج ود مه تقيل ..اوووووف عليه وعلي غلاسته

 

قالها حامد وهو بيبص لأيمن بغيظ لما لاقاه رجع طربيزته اللي قاعد عليها هو وسلمي واللي حرفيا كانت مزغلله عيون الكل بلبسها وشكلها ومكياجها وكأنها هي العروسه مش رنا 


وكأنها كانت مستقصده تلفت أنظار الكل..وده عادتها دايما إنها تكون موضع أنظار الكل الموجودين 


عند سلمي..كانت قاعده علي نااار وبتفرك عاوزه تشوف مرات عاصم دي وتشوف إيه المميز فيها عشان يختارها من بين الكل ويداريها عنهم 


ثواني وكانت كل الرؤوس ملتفته لورا لما اتسمعت الأغاني المميزه اللي بتقول إن العريس والعروسة وصلوا 


لكن المميز اكتر إن مش العريس والعروسة اللي كانوا داخلين ..ده كان عاصم ومراته اللي الكل عاوز يشوفها 


كانت حاطه ايدها في ايده ومسنوده عليه وراسمه بسمه هاديه زي ما عاصم قالها وبتمشي براحه خالص بطريقه راقيه 

عاصم كان تقريبا حاطط إيده علي قلبه وخايف أي غلط يحصل وينتهي بكارثه زي إن مروه تقع أو تتشنكل في الفستان أو حتي تعمل حاجه تخليه ينعل اليوم اللي فكر فيه يجيبها هنا ..لكنه جابها لهدف ومش هيمشي غير لما يحققه


مروه حرفيا كانت عيونها بتلمع بأنبهار لا متناهي من أقل حاجه هنا 


بصت للنجفه الكبيرة اللي في السقف 

واتكلمت بدهشه 


:كل دي نجفه..


خبطت عاصم علي كتفه براحه وهي بتشاور بوشها علي النجفه 


:شايف النجفه دي كبيره ازاي..ولا المكان كبير وواسع أوي..وفيه طربيزات كتييير 


عاصم مكنش مركز معاها وعيونه كانت بتدور علي الشله بتاعته ..لحد ما لاقاهم لما حامد شاور ليه بأيده ..

نبه مروه واتكلم بهمس 


:اسكتي وبطلي العبط اللي عماله تقوليه 


شاور برأسه ناحيه مكان معين واتكلم بتحذير 


:احنا دلوقتي رايحين ناحيه زملائي واصحابي ..اعدلي نفسك زي ما علمتك واتصرفي زي الناس الكلاس 


مروه انتبهت للناحيه الىي رايحين ليها واتعرفت علي شوبه منهم لأنها شافتهم قبل كده في العزومة بتاع رمضان 


مسكت في ايد عاصم اكتر واتوترت ..لكنها حاولت تعمل زي ما علمها 


عشان كده فردت نفسها وابتسمت وطمنت نفسها إن لو حاجه حصلت عاصم هيتصرف لأنه اكيد مش هيسمح إن حاجه تشوف صورته قدام معارفه 


وقفوا قدام الطربيزه والكل وقف عشان يسلم علي مروه ..وكل واحد منهم بيقيمها علي حسب رأيه 


عاصم فرد نفسه واتكلم وهو بيشاور علي مروه 


:مساء الخير يا جماعة..احب اقدم لكم مدام عاصم بيه صابر ..


مروه اتوترت لما الكل حول نظراته من عاصم ليها هي وبس 

قرب عليها واحد باين عليه الطيبه وسلم عليها من غير ما يمد ايده واكتفي إنه يحط إيده علي صدره علامة التحية 


:مساء الخير يا 


سكت وبص لعاصم اللي اتكلم بسرعه

:مروه ..اسمها مروه 


ابتسم وكمل 

:مساء الخير يا مدام مروه ..انا حامد ..صاحب عاصم من سنين ويعتبر صديقه الصدوق ..اتشرفت بمعرفتك 


مروه ابتسمت برقه واتكلمت بصوت واطي وخجل كبير

:وانا اتشرفت بحضرتك يا استاذ حامد 


قرب واحد تاني وعمل زي حامد وحط إيده علي صدره واتكلم ببسمه واسعه 


:ازيك يا مروه عامله ايه.. انا بقي كمال صاحب عاصم من أيام الكلية..ويعتبر اخوات واكتر 


مروه هزت راسها وعبرت عن امتنانها 

لحد ما وصلت للبنات ..كانوا تلاته..واحده منهم تقريبا منعزله عن الدنيا ومش فيها والتانيين كان باين عليهم الحماس وواحده منهم قربت منها حضنتها وهي بتتكلم بحماس ولهفه 


:نورتي ياروحي ..انا بوسي زميلة عاصم في الشغل من سنين زيي زي معظم الموجودين..واتشرفت جدا إني قابلتك ومبسوطه أوي إن أخيرا عاصم لاقي شريكه حياته واللي قلبه اختارها وهتعوضه عن كل اللي شافه 


بصت لعاصم ورفعت صوابعها التلاته علامه إنها مفهاش غلطه وعاصم ابتسم علي كلمتها الأخيرة إبتسامه سخريه..ممكن تبان إنها سعاده..لكن هي عكس كده خالص 


مروه بلعت ريقها وهزت رأسها علي كلمتها الأخيره 

وجه دور البنت المنطويه علي نفسها واللي اسمها راندا واللي سلامها كان بارد أوي واكتفت إنها تقول كلمه واحده بس 


:أهلآ 


بعدها رجعت مكانها تاني ورجعت للسرحان اللي كانت فيه 

مروه بصت لعاصم بمعني إنها ملهاش ذنب في اللي حصل ..لكنه هز راسه بمعني مش مهم


قربت منها واحده وهي بتبتسم بلطف وسلمت عليها 


:ازيك يا جميل ..أنا منة زميلة عاصم في الشغل من سنين وبعتبره اخويا الكبير..بصراحه مكنتش اعرف إن عاصم ذوقه حلو اوي كده إلا بعد ما شوفتك..يازين ما اخترت يا عاصم بجد


 بصت لمروه واتكلمت ببسمة واسعة 

:اتشرفت بشوفتك 


مروه افتكرت في العزومه بتاعه رمضان لما كانت محبوسه في البلكونة وشافت أصحاب عاصم ..ساعتها كانت منة موجوده..يعني هي واحده من أصحابه اللي المفروض تشرفه قدامهم 


فردت جسمها واتكلمت بثقه وخجل وهي بترقق صوتها وسلمت عليها هي التانيه ببسمه بسيطة 


:الشرف ليا يا منة ..عاصم حكي ليا عنك قبل كده وشكر فيكي علي فكره ..


بصت للكل واتكلمت بخجل كبير:

حكي ليا عن الكل هنا لدرجه إني اتشوقت عشان أشوفكم 


:طب وايه رأيك بقي 


سألتها واحده فيهم بهزار ومروه ردت بسرعه 


:لا هو الواضح فعلا إنكم زي ما بيقول عاصم..


:طب وهو عاصم قال ايه 


سأل حامد وهو بيبص لعاصم 

:قال إنكم أصحابه من سنين وإن ربنا اخد منه أهله وعوضه بحاجتين..الحاجه الأولي هي انتم 


:طب والتانيه هي إيه 


سألت منة بمنتهي الحماس


مروه مقدرتش ترد عشان كده اتكلم عاصم بلهفه وهو بيمثل نظرات هيام وهو بيبص لمروه 


:الحاجه التانيه هي مروه حبيبتي..ربنا عوضني خير لما هي ظهرت في حياتي ..واتمني ربنا يمد عمرنا احنا الاتنين ونكون عايشين مع بعض ولبعض 


قرب منها بعدها وباس أيدها برومانسيه قدام الكل 

لكنه بعد لما سمع الشباب صحابه عمالين يصفروا ليه 

ومسح علي رقبته بأحراج 


بينما مروه حست إن كل اللي كانوا مخططين ليه هيبوظ لو عاصم فضل علي الوضع ده..واللي نخليها مرتبكه ومش علي بعضها  هي عمرها ما اتعودت منه علي كده 


:اخيرا..أخيرا هنول شرف مقابلة الأميرة الغامضة اللي قدرت تسحر عاصم بيه وتخليه هايم بيها 


قالها أيمن وهو بيقرب بطريقه دراميه وهو ماسك سلمي وجاي عليهم


في القوت ده مروه كانت مدياه ضهرها ..هو قدر يشوفها هي وداخله ..لكن كانت بعيده عنه وهو ك أيمن لازم بقرب ويكون الشخص قدامه عشان يعرف يحكم عليه ويقول رأيه اللي ملوش لازمه 


الكل التفت لأيمن وعاصم كان متجوز لأي رد منه وخد وضع الاستعداد لدرجة أنه ما اخدش باله من سلمي اللي هتاكل الاتنين بعنيها 


مروه وقفت واتكلمت برقه ولطف 

:أهلآ وسهلا يا فندم 


أيمن قرب منها اكتر ومد ايده وهو بيتكلم بغرور وعيونه بتستكشف أقل تفصيله في مروه


:أهلآ وسهلا بيكي..أنا أيمن ابقي زميل عاصم في الشغل وأصحاب من زمان 


أيمن حس بأيد رجوليه هي اللي بتسلم عليه بيبص لاقاها أيد عاصم 


عاصم اتكلم وهو بيجز علي اسنانه وراسم إبتسامه صفرا 


:أهلآ بيك يا أيمن بيه..معلش بقي المدام مش بتسلم علي رجاله ..اصلي بغير عليها من الهوا الطاير 


قال كلامه وداس علي إيده اكتر 

أيمن داس علي سنانه ورسم بسمه هاديه بيداري بيها غيظه من عاصم ..بعدها حرك عيونه لمروه اللي واثفه مش فاهمه حاجه واتكلم بسخرية مبطنه 


:تشرفنا يا مدام عاصم  ..بما أنه بيغير وكده اكيد مش هيحب حد يناديكي بأسمك 


مروه اكتفت انها تهز رأسها علامه التحيه وهي مش مستريحه للي اسمه أيمن ده 


أيمن اتحرك شويه وظهرت من وراه سلمي اللي أول ما مروه شافتها تنحت من جمالها وافتكرتها علي طول 

شافتها قبل كده ..اكيد مش كل يوم هتقابل واحد عيونها خضرا وبالجمال ده 


سلمي قربت منها وهي بتمشي بدلع ومدت ايدها تعمل علي مروه 


:هاااي ...أنا سلمي  ابقي زميلة مستر عاصم وخطيبة أيمن .. سعيدة إني شوفتك 


مروه للحظه سكتت وهي بتحاول تجمع سمعت الإسم ده فين قبل كده 


لحد ما جاتها ذكري من حوالي أربع شهور لما عاصم طلبها في الاوضه وكان عاوز يتمم جوازهم ..وبدل ما يناديها بأسمها ناداها بأسم سلمي 


مروه دققت فيها كويس ..لاقت عيونها مثبته عليها وهي بتتفحصها كويس زي ما يكون عايزه تمسك عليها غلطه..بصت لعاصم لاقته متنح في سلمي وغصب عن عينه بقي يبصلها بأعجاب..ورغم إن مروه تفكيرها برئ لكنها قدرت تقرأ نظرات عاصم كويس 


عشان كده فردت نفسها وابتسمت واتكلمت برقه وهي بترفع صوتها 


:تشرفت بيكي يا سلمي..أنا مروه مرات عاصم ..بس الغريبة إن عاصم جاب سيرة الكل هنا ما عدا سيرة أستاذ أيمن وحضرتك يا آنسه سلمي 


سملي رفعت حاجبها وبصت لعاصم ..لكنها سمعت صوت أيمن وهو بيقرب علي سلمي وبيحضنها من كتفها قدام الكل 


:أصل احنا واهاصم مش اصحاب أوي يعني..انتي عارفه بقي إني ابن ماهر باشا صاحب الشركه اللي شغال فبها عاصم والكل ..وسلمي خطيبتي فا مش معقول همشي اصاحب الموظفين..أنا كل اصحابي من الطبقه المخملية وأصحاب شركات ..إنما زي ما انتي 

شايفه..عاصم وشلته كلهم شبه بعض ..موظفين 


الكل بصله وبص للتناكه اللي هو بيتكلم بيها بقرف 

وحامد رد عليه بمنتهي الهدوء 


:ماهو يا أيمن يا حبيبي بيقولو إن الطيور على أشكالها تقع ..وانت ما شاء الله كل شلتك شبهك..كلهم اولاد ذوات وأصحاب شركات وعقارات ومصانع ..لكن هم فين ولا عملوا ايه..ده كله شغل أهلهم وتعبها..احنا بقي انا وشلتي ..شويه الموظفين زي ما بتقول كى اللي احنا فيه ده بتعبنا ومجهودنا 


سكت وشاور علي عاصم ورجع بصله واتكلم بسخرية 


:يعني مثلا عاصم ده كان جاي الشركه موظف عادي ..اشتغلنا انا وهو وانت في نفس السنه ..انا وهو بقينا مدراء ولينا مركزنا هناك وكله بيعملنا ألف حساب ...إنما أنت ما شاء الله..جيت موظف ولسه موظف من سنين ..الظاهر إن اللقب عاجبك عشان كده ماسك فيه أوي 


الكل كتم ضحكته علي وش أيمن اللي اتغير وأحمر من الغيظ 

سلمي نفخت بضيق ..لانها عرفت إن حامد هو اللي هيكسب في الاخر وأيمن هيمشي قفاه يأمر عيش 


عشان كده استأذنت بصوت واطي وانسحبت من بين الكل ورجعت مكانها من تاني..لكن عيونها مش مفارقه الطربيزه اللي هم عليها 


أيمن حمحم واتكلم بثقه زائفة


:انت والكل هنا عارفين إن ده كان غلط ..بس مش غلكي وانا بدفع تمنه ..وبابا قال أنها فتره وهتعدي..بكره ولابعده هتعدي ..والشاطر اللي يضحك في الآخر 


:طب حاسب بس عشان ساعات في ناس بتكون بتضحك علي خيبتها وهم مش واخدين بالهم 


قالها واحد من زملاء عاصم واللي مش شغال في الشركة عشان كده اتكلم بطريقه مباشره وهو بيبص لأيمن بتحدي 

أيمن بصلهم وهو هيفرقع لكنه لوحده قصادهم كلهم مش هيقدر عليهم ..لكن اللي هيعمله كمان شويه كفيل يجيب مناخير الكل الأرض 


بص لمروه وابتسم بأصفرار 

:اتشرفت بشوفتك يا مروه هانم 


التفت ومشي وابتسامته اختفت 

اول ما قعد جنب سلمي اتكلم بخنقه


:شله فشله ..مش لاقيين حاجه يعملوها 


بص لمروه للحظه ورجع بص لسلمي

:بس مش قد كده مرات عاصم دي يعني ..حاسسها عاديه مش اللي هي يعني


سلمي بصتله واتكلمت بغرور 


:طبعا وهو عاصم ده اصلا عنده ذوق ..بعدين دي باين عليها لبخه خالص ..شايف مكلبشه فيه ازاي كأنها لو سابته هيضيع


ضحكت ضحكه من غير روح بعد كلامها وأيمن ضحك معاها وعلق وهو بيتأمل سلمي بولهان 


:هو اي حد يكون عنده سلمي ..سلمي اييه انتي المفروض يسموكي قمر ..شمس ..جميلة..انتي جميلة اوي يا سلمي ..جميلة اوي اوي 


سلمي بصلته وحست إن كلامه من قلبه ..هو طول عمره بيقول إنها جميلة وكل اللي حواليها بيقولو كده وهي كمان عارفه إنها جميلة ..لكنها ساعات بتحس إن أيمن كل اللي هامه فيها جمالها ..إنما اي حاجه تاني مش مهم 

اتنهدت وبقت تجاريه في الكلام 


..... 


عند عاصم ومروه كانوا قاعدين بعد ما مشي السمج زي ما حامد بيقول عليه 


:وانتوا وعاصم بقي اتجوزتو إمتي يا مروه 


سألتها بوسي والكل منتظر الإجابه..لكن عاصم جاوب بسرعه


:متجوزين من شهر تقريبا او ممكن أقل 


:يعني اليوم اللي غيبت فيه من الشغل كنت بتجوز فيه 


عاصم اتوتر وهز رأسه بمعني آه علي سؤال حامد 


:طب كده يا عاصم متقولش لحد ..هو انت يعني لسه عارفنا إمبارح..مش تقولنا 


سأله كمال بعتاب نطقته عيون الكل 

عاصم اتنهد واتكلم بمرار


:صدقوني يا جماعه الموضوع جه بسرعه اوي اوي ..ومعرفتش اقول لحد حاجه ..اصل يعني هدخل الشغل في يوم اقولكم صباح الخير يا جماعة أنا اتجوزت ..ماهو بالعقل كده حاجه زي دي كانت عاوزه مناسبه خاصه وانا كنت بحضرلها..بس الظاهر إن أيمن باشا كان ليه رأي تاني لما شردلي قدام الشركه كلها بالطريقه اللي شوفتوها 


:يابني ماهو كل يوم حد مخطوب ومتجوز  في الشركه ..ايه اللي كنت مستنيه ..ولا انت بقي كنت مخبيها عننا وخايف من الحسد 


عاصم بص لمنة وابتسم وكمل بتمثيل 


:أصل اللي محدش يعرفه ..إن مروه حبيبتي مناعتها ضعيفة أوي أوي وفي تعليمات صارمه من الدكتور بتاعها إنها متخرجش كتير بره ..والزيارات ممنوعه لان ممكن حد يكون عنده اي مرض يعديها وهي مش بتستحمل...يعني شوبه سخونيه كفيله تخليها تهرتل وتخترف وتقعد عيانه شهر 


الكل بصلها بشفقة 


:معلش ياروحي..اكيد ربنا بيحبك..انا قريت مره أن اللي بيكون عيان وعياه مزمن او صعب ربنا بيكون بيحبه 

سخر عليه المرض ده عشان يكفر عنه ذنوبه اللي عملها واللي هيعملها ..يعني متزعليش 


عاصم بسرعه:

هي مش زعلانه..طب ده مروه عمرها ما اشتكت ولا اعترضت ..دي دايما تقول الحمد لله علي كل حاجه..حتي لو اذي ليها 


لحظه سكوت بعدها منة سألت


:هو انتي عندك اخوات با مروه ..


مروه هزت راسها بمعني عندي واتكلمت بحزن


:عندي أخ أكبر مني 


:ومالك زعلانه كده يابنتي ..ده الأخوات دول نعمه مش كله بيمتلكها 


قالها كمال ..لكن عاصم قاطعه بسرعه 


:لا طبعا هي اكيد زعلانه لأنها سابته ومشيت ومن ساعه ما اتجوزنا مشفهاش غير مره واحده ..لانكم زي ما عارفين الزيارات ممنوعه ..لأن الزائر ده ممكن يكون شايل جرثومة ولا فيرس علي هدومه وهو مش حاسس والعدوي تتنقل لمؤوه اللي مش هتستحمل


:انت مالك يابني.عمال تجاوب علي كل الأسئلة بدالها ما تخلي البنيه تتكلم 


عاصم ابتسم بتوتر وهز رأسه وبق يراقب مروه وهم بيسالوها لحد ما استأذن من الكل عشات يروح البوفيه..او بمعني أصح يتهرب من الكل..لأن مروه بأن عليها التوتر الشديد والخوف وهم عمالين يسألوها اسأله ملهاش أول من آخر 


.....


قربوا من البوفيه وعاصم مكلبش في ايد مروه وهو خايف عليها لا تعمل حاجه كده ولا كده بتصرفاتها الطفوليه 


اخد منها الطبق بتاعها واتكلم ببسمه صفرا 


:هاتي الطبق بتاعك يا حبيبتي وقوليلي انتي بس عاوزه ايه وانا اجيبلك 


مروه بصت علي الاكل الكتير اللي قدامها بجوع قربت من ودن عاصم وبقت تقوله علي طلباتها 


عاصم اتأفف لأنها كانت طالبه كتير عشان كده زغدها بأيده عشان تسكت وعمل نفسه بيبتسم وقال بيقول بصوت مسموع


:بس كده ..لا مروه حبيبتي احنا متفقناش علي كده

انتي لازم تتغذي كويس يا روحي ..إيش حال أننا لسه عرسان جداد ولازم ناكل عشان نعوض المجهود اللي بيتعمل كل ليلة 


مروه ما فهمتش هو بيقول ايه او بيحاول يوصلها ايه ..لكن عاصم نفسه كانت عيونه علي اللي مركزه معاه وجات وراهم البوفيه عشان تسمع هم بيقولو ايه 


سلمي وشها بأن عليه الغيره والغيظ بعد كلامه وكأنها شويه وهتفرقع 


قرب من مروه واتكلم بهمس


:اول ما أبعد عنك حطي ايدك علي بقُك واعملي نفسك بتضحكي بكسوف 


رغم أنها مفهمتش حاجه ..لكنها اول ما شافته بيبعد عملت نفيها بتضحك ومكسوفه


وسلمي حرفيا بقت هتفرقع من شكلهم وعاصم اللي عامل نفسه مش شايفها ..كأنها هوا قدامه 


عشان كده رجعت طربيزتها من تاني وهي اصلا كانت جايه عند وبتتعمد تظهر قدام عاصم تشوف رد فعله وكانت عايزه تعمله مشكله لما مراته تشوفه بيبص لواحدة غيرها ..لكن عاصم غير الخطط تماما لما عمل عكس ما كانت متوقعه وهي شيفاه مش شايف غير مروه اللي رغم جمالها البسيط ..لكنه بسيط بطريقه تخطف 


عاصم اول ما شافها مشيت ابتسم بغضب وهو بيهمس لنفسه 


:ولسه انتي شوفتي ايه ..ده انا من هنا ورايح هحرق  

د مك في الشركة انتي والاراجوز اللي مخطوباله 


بص لمروه وجابلها كام حاجه في الطبق بتاعه وجابله هو كمان ورجعوا مكانهم 


.....


علي الطربيزه كانوا اصحاب عاصم موجودين وهم منبهرين بشخصيه مروه الخجوله الهادئة جدآ وملامحها اللي تريح النفس من البص فيها 


:لا بجد البنوتة دي كيوته خالص ..شوفتوا هاديه ازاي وبتتكسف علي نفسها..طول الوقت وشها محمر من كلام عاصم اللي عمال يقوله 


منة بصت بطرف عينها علي سلمي واتكلمت بقرف 


:مش زي واحده كده كانت بتاخد خطيبها بالاحضان والبوس اول ما تشوفه وتعمل فيها قال ايه رومانسيه ومرهفه الحس ..يع ..رومانسيتها تموع النفس ..ايه العلاقه المقرفة دي بجد


:عندك حق والله ..شايفه البنت كتكوته ازاي ..تحسيها طفله دخلت عالم الكبار بالغلط..


:باين إن عاصم بيحبها 


الكل التفت لرندا اللي اتكلمت أخيرا..لكن نبره صوتها بتقول انها بتتريق من اللي شيفاه 


:اه طبعا باين كده انتي مشفتيش عاصم ماسكها ازاي ..لا وعمال هو بنفسه يجبلها الأكل..ده ناقص يأكلها في بوقها بقولكم ايه اسكتوا هم جايين علينا وممكن مروه تتضايق من كلامنا لأنها لسه مش متعوده علينا 


عاصم رجع وقعد معاهم وحط الطبق قدام مروه وهو بيطلب منها ببسمه 


:كولي ياروحي..الدكتور قال إن من حقك يوم فري كل اسبوع..زي الرجيم كده .يعني تقدري بقي تخرجي وتروحي المكان اللي عوزاه وتاكلي اكل من بره علي أساس انه يكون مضمون 


مروه بصتله ولاقت الكل مركز معاهم اتوترت وحست إن في حتت ألاكل دي بالذات ممكن تفضح الدنيا رغم إن عاصم مسبهاش غير وهي متعلمه تأمل كويس بالشوكه والسكىينة 


منة حست بتوترها وإنها مش متعودة تاكل قدام حد وده شئ عادي لبنت انطوائيه زيها ..زي ما قال عاصم 

عاشت كده غزت للكل واتكلمت بصوت عالي


:يلا يا جماعه نروح احنا كمان البوفيه قبل ما الحاجه تخلص ..انا مفييش حيل ارجع البيت أعمل أكل بعد دلوقتي 


الكل فهم وقاموا عشان يسيبوهم علي راحتهم 

عاصم قرب منها واتكلم بصوت مسموع


:كولي يلا قبل ما يرجعوا ..وياريت متخلصيش الطبق وتخليه زي المرايه..خلي فيه بواقي أكل وبيني إنك أكلتك خفيفه وبنت ذوات في نفسك 


هزت راسها ورغم إن الطبق مكنش فيه اكل كتير ..لكنها عملت زي ما طلب وأكلت بسرعه لما اتأكدت إن محدش واخد باله منها والكل مركز مع العرسان اللي بيرقصوا 

لحد ما خلصت ..او لحد ما عاصم قالها كفايه 

لما لاقي البقيه راجعين علي الطربيزه 


.....


كانت كل حاجه ماشيه زي الفل لحد ما ظهر الرَجل اللي شغال مع أيمن 


أيمن شافه من بعيد والتاني غمزله وبعت ليه رساله لما قرأها كان محتواها كالآتي 


:انا جيت وكله تمام ..دقيقه بالضبط ونبدأ في اللي مخططين ليه ..حاول تلهي اللي إسمه عاصم بسرعه عشان اعرف انفذ 


أيمن هز راسه ليه من غير ما حد ياخد باله ووقف مكانه 

راح الحمام

 

هناك لاقي واحد من عمال القاعه ..قاله يقرب وقاله حاجه في ودنه واداه فلوس بعدها ومن بعدها خرج رجع مكانه واستني اللي هيحصل 


عاصم كان موجود وبيتكلم مع أصحابه بعد ما بقي موضع حوار هو ومراته..لكنه لاقي واحد لابس لبس العمال وقف قدامهم فجأة 


:اللي عربيته مرسيدس ونمرتها.... ياريت يخرج بره يركنها في حته تانيه لأنها عامله مشكله في ركنتها وفي عربيات كتير عاوزه تطلع ومش عارفه 


عاصم وقف واتكلم بعدم فهم 


:دي عربيتي..مش فاهم انا ازاي عامله مشكله وأنا راكنها صف اول وعلي الرصيف اللي جنب القاعه 


اتنهد وبص لمروه واتكلم بنبره بانت للكل حنينه وكلها حب لكن مروه لوحدها قدرت تعرف هو قصده ايه 


:خمس دقايق وراجع يا حبيبتي مش هتأخر عليكي 


مروه هزت راسها واتكلمت بتوتر


:تمام يا عاصم ..متتأخرش عليا انا هستناك 


:هو مسافر ..ده هيخرج يشوف العربيه مالها وجاي علي طول 


قالتها بوسي بهزار  ..


عاصم ابتسم وبص بصه اخيره لمروه ..وبعدها مشي 

منة قربت من مروه هي بوسي ومنة سألت 


:وانتي خريجة إيه يا مروه 


مروه اتوترت وبقت تفرك في ايدها لكنها جاوبت باللي قاله ليها عاصم 


:أنا خريجة آداب قسم ..قسم علم نفس


:واو ده أنتي علي كده دكتورة نفسية..وياتري بتشتغلي 


سألتها بوسي

بلعت ريقها وهزت رأسها بنفي 


:لا انا بخرج من البيت قليل زي ما عاصم قال عشان المناعه عندي ضعيفة أوي وممكن أقل نزله برد تخليني اقعد في القليل زي ما عاصم قال عشان المناعه عندي ضعيفة أوي وممكن أقل نزله برد تخليني اقعد في السرير شهر 


:ممم ..لا ألف سلامه ..بس انتي برضوا لازم تخرجي من وقت للتاني عشان المناعه تقوي شويه شويه ..لأن القعده في البيت وتلافي المرض مش كفاية..الأحسن انك تتدربي ازاي تواجهيه لحد ما تتغلبي عليه 


مروه بصت لمنة بدهشه  وهي بتتكلم بنبره ظاهره فيها القوة والتحدي وهس بتتكلم عن المرض بالشكل ده 

ومن غير ما تحس سألتها


:هو انتي عييتي قبل كده ..قصدي حاجه صعبه زي اللي عندي 


منة ابتسمت واتكلمت بشرود


:الحمد لله علي كل حال..أنا اتصبت بالمرض الخبيث تلت مرات ..وكل مره كانت أصعب من اللي قبلها..بس بس طنت استسلمت لضعفي ساعتها ..كان ممكن زماني مش موجوده معاكم دلوقتي

 

:بعد الشر ..إن شاءالله العدويين


منة كملت وهي بتبص لمروه


:يعني في الظروف اللي زي دي لازم تكوني قوية ومفيش حاجه تهزك ولا حتي المرض ..خليكي قد الدنيا  والدنيا نفسها متقدرش عليكي 


مروه محستش بنفسها غير وهي بتقف وتقرب من منة وتحضنها وهمستلها بمحبه


:إنتي قد الدنيا وملكيش زي 


منة بصتلها وابتسمت وبادلتها الحضن 

بعدها بعدت عنها وبثت تكلمها عن عاصم وعاداته في الشغل بما إنها عرفاه من سنين 


لحد ما جه جرسون وعلي إيده صينية عليها عصير 

وهو بيبص لمروه تحديدا ونظراته غير مبشره 


:حمحم ..جوز حضرتك يافندم بعتني عشان أدي لحضرتك العصير ده ..وبيقولك تشربيه كله 


قال كلامه وحط العصير قدام مروه ومشي من سكات 


:ايوه ياعم ..الناس اللي ميقدروش يستغنوا عن حبايب قلبهم بقي 


مروه بصتلها بكسوف ومدت لها الكوبايه وطلبت بأدب 


:اتفضليها مش هزعل 


:لا ياستي دي جايه علي اسم مروه ..وأنا بقي أسمي منة ..وأنا أصلا لسه سنجل 


مروه ابتسمت وشربت العصير براحه وبُق بُق زي ما عاصم علمها عشان العصير ميدلقش عليها او يبهدلها 


أما عند عاصم كان وصل للعربية والتفت حواليه عشان يشوف العربيات اللي عايزه تطلع وعربيته ساده الطريق 

لكنه ملقاش أي عربيات شغاله..ملقاش عربيات أصلا غير عربيتين اصحابهم مش موجودين 


اتنهد بضجر وبص حواليه بضيق


:اومال فين الناس المضايقه من ركنتي..ولا هو تدييق خُلق وخلاص ..أما اروح الحق مروه لا تعمل مصيبة 


يادوب التفت وهيتحرك..لكنه ثبت مكانه من اللي شافه 

وبلع ريقه وهو  بيدوس علي سنانه بتوتر 


20


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم حاول يتخطي اللي واقفة قدامه دي من غير ما يحتك بيها وعمل نفسه مش شايفها 


يادوب هيتخطاها سمع صوتها وهي بتتكلم 


:لأمتي هتعمل نفسك مش واخد بالك 


التفت وبصلها وعمل نفسه مش فاهم  واتكلم وهو بيشاور علي نفسه


:هو حضرتك بتكلميني أنا 


سلمي بصتله بسخريه وقربت منه


:بطل الاستعباط ده ورد عليا هتفضل عامل نفسك مش شايفني كتير ..انا سلمي ..يعني حتي الاعمي بيشوفني


قرب منها هو التاني واتكلم بسخريه مماثله 


:عارفه ايه سبب تعاستك في الدنيا دي يا آنسه سلمي..


استنت إجابه ترضيها لكنه قال ببسمه ساخره 


:غرورك المبالغ فيه ونرجسيتك المنفره..اللي بتخلي حتي أقرب الناس ليكي يكره قربك عشان صفاتك دي 


سلمي بصتله بدموع بتملع في عيونها 

وقربت منه واتكلمت بحنين


:فاكر لما كنا مخطوبين وكنت دايما تقولي يا سلمي يا حبيبتي انتي كوين ومن صفات الملوك الكبرياء والترفع وعزه النفس والشموخ ..وانتي فيكي كل ده 


سكتت وكملت بسخريه وهي بتبصله 


:دلوقتي بقي ده كله غرور ونرجسية ..


لفت وادته ضهرها وهي بتبص للسما وكلمت 


:دلوقتي ده كله بقي مش عاجبك وبقيت تنفر منه يا اللي كنت أقرب الناس ليا 


عاصم مسكها من أيدها وخلاها تلف واتكلم بتحذير 


:اديكي قولتي كنت..فوقي بقي واعرفي إنك دلوقتي لابسه دبله واحد غيري بعد ما سيبتيني عشانه ..وانا دلوقتي واحد متجوز وبحب مراتي 


سلمي قربت منه وهو ماسك ايدها وبصت في عيونه بمشاعره مختلفه


:اتجوزت يا عاصم ..اتجوزت وسيبتني وانت اللي كنت بتقول ان قلبك معرفش الحب غير لما شافني ..


حطت ايدها علي قلبه واتكلمت بوجع 


:ده قدر يحب غيري..ده قدر يشوف غيري ويدق لغيري 


دموعها الحبيسه نزلت واتكلمت بنحيب


:مش انت اللي قولت إن قلبك ده ليا انا .. وليا انى وبس ..مش انت اللي قولت إن كل دقه من دقاته بتقول سلمي سلمي 

كل ده نسيته وروحت اتجوزت غيري ..لمست واحده غيري ..قولت بحبك لواحده غيري كل يوم الصبح بتصحي علي صوت ولمسه ووش واحده غيري ..قدرت تعملها 


عاصم حس إنها مش طبيعيه وممكن تكون شاربه حاجه 

لأن سلمي مش معقول تكون بتقول كده في وعيها 

بصلها وسأل


:سلمي انتي واعيه بتقولي ايه ..واخده بالك من كلامك 


سلمي اتكلمت بدموع وهي بتعيط بصوت عالي 


:للأسف واعيه وعارفه انا بقول ايه ..بس مقدرتش ..مقدرتش اشوفك مع غيري ..كنت فاكره انك هتكون زي حامد وتعيش علي الذكري وحتي لو كنت لغيرك انت مش هتروح لغيري ابدا 


الد م غلي في عروقه من كلامها عشان كده بعدها عنه ونتر ايدها اللي علي صدره واتكلم بحقد 


:والله ؟!..جايه تحطي اللوم عليا..يعني خيناني وسيباني وروحتي بكل بجاحه اتخطبتي لغيري وبكل أنانيه كنتي عوزاني افضل عايش علي ذكراكي وابكي علي الأطلال مش كده ..يا شيخه ده انا مشفتش بجاحه بالشكل ده ولا عمري هشوف 


كان هيلتفت عشان يمشي لكنه اتجمد لما حس بسلمي وهي بتحضنه من ضهره وانفاسها بتضرب في ودنه 


حس برعشه خفيفه في جسمه لمة لاقتها بتشدد ضمتها ليه وهي بتتكلم بهمس جنب ودنه


:كنت أكبر عبيطة في الدنيا دي كلها لما عملت كده ..كنت عبيطه وهبله ومتخلفه ومش بفهم 


سابته ووقفت قدامه واتكلمت وهب بتبص لعيونه  


:عاصم ..عاصم انا بحبك ..وقلبي عمره ما دق لحد غيرك ..كنت فاكره نفسي وانا بسيبك إني اقدر علي بعدك وأنك مش نصيبي ...لكني عرفت قيمتك لما بعدت عني ..كنت طول الوقت بحاول اضايقك عشان اثبت لنفسي انك مش فارق معايا..لكن كل مره كنت بشوفك مضايق كنت انا كمان بحس إني مضايقه..واول ما بتبتسم كأن الدنيا بتضحكلي 


عاصم كلامها زي ما يكون خلاه في حاله من اللا وعي 

وقلبه رجع يدق ليها من تاني وضعف 


قربت من وشه اكتر واتكلمت بنبره خلته يستسلم لقربها 


:قلبي مش معترف بأ حد غيرك ولا عاوز حد غيرك ولا دخله ولا هيدخله غيرك ..لأن قلبي ليك انت وبس 


قربت منه وشفايفها قربت من شفايفه 

وعاصم استسلم تماما ليها وغمض عيونه وانفاسهم بقت تضرب في وشوش بعض 


:عاصم 


عاصم كأن الكهرباء لسعته من النداء دع...بيبص لاقي منة بتنادي عليه لكن لحسن حظه ما شفتش حاجه وهي بتدور عليه ولسه بتنادي بأسمه 


بص لسلمي واتجاهلها رغم إن ده كان من ورا قلبه وسابها ومشي


 

..... 


مروه كانت لسه بتتكلم مع منة وبوسي ولأول مره تحس إنها طبيعية زي كل الناس وفي حد ..أول مره تحس إنها بشر وعايشة بجد 


:بس يا ستي ومن ساعتها وأنا قررت أخلي بالي من نفسي وشغلي وبس ..إنما بقي جواز وارتباط وكلام من ده ..مش في دماغي حاليا ..مع ماما وبابا كل يوم والتاني جايبين ليا عريس ..مره مهندس ومره مدرس ومره دكتور ومش عارفه ايه ..


مروه بصت لبوسي بأنبهار من كلامها وإن الرجاله المهمه دي بتكون عرسان ليهم وهي بترفضهم


بصتلها وبقت تركز في تفاصيلها 

جسم متناسق وعيون سودة كحيله ومنخير رفيعه زي حد السيف ..وشفايف مليانه صغننه حتي وشها مدور وزي القمر وشعرها بلون الليل اسود جدآ بيلمع وطويل وفيها شامه في نص خدها وتحتها بالضبط فيه غمازة بتبان لما تضحك 


مروه لنفسها:

دي جميلة اوي اوي..ليها حق ترفض العرسان..أكيد عاوزه واحد يقدر جمالها ..دي حتي د مها خفيف وباين عليها طيبه خالص وي..


مروه سكتت لما حست بوجع في رأسها مره واحده 

لدرجه أنها غمضت عنيها من كتر الوجع 


افتكرت انه وجع عادي بيروح ويجي ..بس ده محصلش ..الوجع بقي أشد لدرجه خلتها حطت ايدها علي رأسها وملامحها انكمشت بألم 


منة بصتلها لما لاحظت إنها موجوعه وسالتها 


:مالك يا مروه ..انتي كويسة 


بوسي هي كمان بطلت كلام وبصتلها وسألت 


:مالك يا مروه ..حاطه ايدك علي راسك ليه 


مروه مكنتش سامعه هم بيقولو ايه ..

مره واحده الوجع بطل ومروه بقت حاسه جسمها خفيف اوي ..وكأنها ريشه 


وقفت من علي الكرسي وهي بتترنح يمين وشمال حاجه بسيطه وسابت الكل وبقت تمشي وهي حتي مش عارفه راحه فين بعد ما الدوا اللي آتحط في عصيرها مفعوله اشتغل 


مره واحدة حست الدنيا بتلف بيها لحد ما حرفيا مبقتش في وعيها وغير مسؤوله عن تصرفاتها 


لثت تتحرك بعشوائية وتلخبط في الناس ..شافت الناس من بعيد شايله اطباق عند البوفيه 


مروه بتذمر:

اشمعنا يعني يعني هم يملوا بطونهم وانا لا ..أنا رايحه اكل 


قبل ما تتحرك سمعت صوت أغنيه شعبيه مشهوره جدا

بقت تسقف بأيديها بفرحه وبتتكلم بصوت عالي 


:الله انا بحب الاغنيه دي وكنت بسمعها كتير من التكاتك اللي بتعدي في الشارع وكان نفسي ارقص عليها ..انا هروح ارقص 


بقت تمشي لحد ساحه الرقص اللي كانت خربانه من كتر البنات والناس الملومه فيها منة وبوسي بصوا لبعض بقلق 


بوسي بقلق:

منة بقولك دي باين عليها مش في وعيها.. انتي شايفه بتمشي ازاي ..مش معقول دي تكون حركات واحده واعيه 


منة بصت لمروه لاقتها بتعمل حركات بأيديها وهي بتحاول تقلد اللي بيرقصوا وكل دقيقه والتانيه تميل علي ناحيه زي ما يكون حد بيشدها


بصت للوسي وهزت رأسها والاتنين قاموا يروحو وراها بعد ما الطربيزه ما مبقاش عليها غيرهم بعد ما الكل راح حته غير التاني 

مروه كانت خلاص وصلت لساحه الرقص ..طانت العروسه بترقص مع اصحابها وأخواتها 


مروه دخلت بينهم وهي تبان للكل إنها يادوب بتحرك ايديها مع الموسيقى..لكنها كانت في قمه جنونها وهي متخيلة نفسها بترقص رقص محترفين باللي بتعمله

ده 


منة قربت منها وحاولت تشدها وتبعدها لكن مروه نفضت ايدها اكتر من مره 


العروسه لما لاقت الوضع كده واتعرفن عليها لان عاصم جه سلم عليها وهي معاه وقال للكل إنها مراته 


قربت منها وبقت تحاول تلطف الأجواء ومسكت ايديها وبقت ترقص معاها براحه زي ما هي بترقص 

منة بصت لبوسي واتكلمت بحسم 


:كده مش هتجي..انا هروح انادي عاصم وهو هيتصرف.. خلي بالك انت منها علي بال ما ارجع 


بوسي هزت راسها وبقت تراقب مروه واللي بتعمله 

مروه سابت العروسه بعد ما الأغنيه خلصت وهي بتعمل حركات غريبه بوشها زي عيل صغير مش راضي عن اللي عمله 

سابت الكل وراحت ناحيه البوفيه وهي بتخبط في الناس كل شويه 


بصت للاصناف الموجوده وجابت طبق وبقت تاخد من كل الأصناف لحد ما الطبق اتملي علي آخره ومبقاش فيه حته لاي فتفوته زيادة 


لسه هتحط ايدها علي الطبق عشان تكمش حاجه وتاكلها بطريقتها..لكنها لاقت حد بيمسك أيدها وبيمنعها 

حركت عيونها لصاحب الايد لحد ما مطت شفايفها بملل وهي بتقول 


:ايه ده أنت جيت ..ياخي ده انا كنت نسيتك 


بصت لايده اللي ماسكه ايدها واتلكمت بفرحه وسكر 


:بص الأكل ده كله ببلاش ..انا خدته وهاكله لوحدي ..روح انت كمان جيب طبق وهات أكل عشان تاكل 


عاصم بص لاقي إن فيه اثنين مركزين معاهم لكن لحسن حظه انهم ميعرفهوش ولا هو يعرفهم 


حمحم وخد الطبق من مروه اللي اتأففت بصوت بصوت عالي وقالت 


:اهو جينا للنكد بقي ..ولا هو يعني لازم اكل البواقي ..خلاص يا عم شوف البوا مممم


عاصم حط ايده علي بوقها قبل ما تفضحه في المكان 

بص للمكان اللي فيه منة وبوسي والكل وقرب منهم وهو حاضن مروه من كتفها وخايف لا تفلت منه وتروح تعمل مصيبه 

بص للكل واتكلم بأعتذار 


:معلش يا جماعه إحنا لازم نمشي دلوقتي..مروه تعبت اةي ومعرفش في ايه بجد ..بس الظاهر إنها شربت حاجه مينفعش تتشرب ..عن اذنكم 


بعدها سابهم ومشي  هو كل ماله وبيضم مروه ليها اكتر لحد ما بقي شبه حاضنها وهي عماله تتأفف من الوضع ده وبتتكلم بسكر 

يادوب عاصم هيخرج من باب القاعه لاقي سلمي داخله 

نظرات متبادله بين الاتنين بعدها عاصم اتجاهلها وكمل مشي لحد ما ركب العربية ومشي 


..... 


:ادخلي بقي فضحتنا 


عاصم زقها لجوه أول ما وصلو للبيت وهو حرفيا مش طايق نفسه 


مروه بقت تتمطوح والتفتت ليه واتكلمت بسكر


:الله ما براحه هو انا عملت ايه 


قرب منها وزقهى من كتفها واتكلم بغضب 


:انتي هتسكتي ولا اسكتك بمعرفتي 


بصتله ومدت شفايفها بضيق واتكلمت 


:يووه بقي هو انت مش بتحب تشوفني مبسوطه 


سكتت وجاتها زغطه وبقت تهدده وهي رافعه صباعها في وشه 


:علي فكره عمايلك دي مبقتش تنفع ..انت ازاي بتعامل مراتك كده..علي مكنش يعامل منال كده ابدا علي فكره 

انا كنت فاكره الجواز كله زيهم ..لكن انت خليتني اغير تفكيري


بقت تلف في البيت وعاصم متابعها ومتابع حركاتها اللي مش متزنه وهي كانت هتقع كذا مره خصوصا إن الفستان طويل 

اتأففت بضيق وقلعت فرده جزمه وبقت تمشي بفرحه واحده وبقت تمشي تعرج وراحت ناحيه المطبخ وهي بتتكلم بصوت عالي 


:انا جعانه اوي ..انت مخلتنيش أكل في الفرح مع أن كان فيه اكل كتير 


فتحت التلاجه وخرجت اللي لاقته في وشها 

وبقت ترصه علي طربيزه المطبخ تحت نظرات عاصم اللي هيفرقع من حركاتها ..لكن الي مصبره عليها إنه عارف انها مش في وعيها وإلا اكيد مكنتش هتعمل كده حتي لو كانت هتمووووت من الجوع 


كانت هتاكل بأيدها زي كل مره لكن انتبهت وبصت لعاصم وضحكت وهي بتشاور بأيديها 


:ايوه صح ..مدام عاصم بيه لازم تاكل بشوكه وسكيىنة 

مش بأيديها 


راحت علي درج المعالق وجابتهم وبقت تاكل من غير اتزان زي ما عاصم علمها وهي مش مبطله تمتمه مع نفسها وبتضحك زي المساطيل كل شويه 


لحد ما حست انها شبعت 

ورجعت كل حاجه مكانها وخرجت تاني من المطبخ ولسه بتتمطوح ..قربت من الطرقه بتاعه الاوضه ولسه هتدخل عليها لكنها كشرت ورجعت في طريقها تاني وعاصم مشاي وراها وهو عاوز يعرف اخرتها ايه 


لحد ما وصلت للصالون من تاني 

مروه بقت تتمطوح وتتكلم بسكر


:تعرف إني أعرف البنت الحلوة اللي اسمها سلمي ..


سكتت وضحكت بقله  وعي وكملت 


:قبل ما تيجي تتجوزني كنت عندهم في البيت بنضف واطبخ لأن كان جاييها عريس إسمه أيمن..ساعتها أنا بصتلها وسألت نفسي ..هو في حد جميل اوي كده 

كانت حلوه اوي ..حلوه اوي اوي اوي 


سكتت واتكلمت بوجع رغم أنها مش واعيه بتقول ايه 


:ساعتها أهلها كانوا حواليها وعمالين يشكروا فيها وحبهم باين في كل حرف بينطقوه..ساعتها...


بصت حواليها زي التايهه واتكلمت بشرود 


:ساعتها أنا سألت نفسي هو انا ليه معنديش أهل يحبوني زيها كده ..وليه معنديش أم زيها..وليه هي لما جاها عريس راحت كوافير وعملت حاجات عشات تبقي حلوه اكتر وليه جابو واحده خدامه زيي تنضف البيت وتطبخ وتعمل كل الحاجات دي عشان لما العريس يجي 

يتشرف إن ده بيتهم ودي معاملتهم ودي العروسه اللي هو هيتجوزها

ساعتها انا سالت نفسي هو انا ليه معنديش زيها كده ..وليه مش حلوه زيها كده ..وليه مفيش حد بيحبني زيها كده 


سكتت وبصتله وضحكت بوجع ودموعها بقت تتسابق علي مين هينزل الاول وكملت


:ساعتها لما روحت من عندهم وطبعا كنت واخده بواقي الأكل اتعشى بيها لاقيت منال بتقولي أن فيه عريس جاي ليا ..ساعتها استغربت وقولت مين ياتري اللي هيجي لمروه الهبلة ويتقدم 

وسألت نفسي معقول هيتعملي فرح والبس فستان حلو وأكون عروسه زي ما بشوف كل البنات ..واروح بيت يبقي بيتي وابقي ست البيت زي ما بيقولو وهترحم من على وعذا به 


قعدت في الارض واتربعت وضحكت بصوت عالي وكملت 

:بس ده محصلش ..اصل من إمتي الهُبل بيتعمل ليهم أفراح ..


ضحكتها خفتت لحد ما اختفت وبصتله واتكلمت بهدوء غريب وكملت 


:بس انت معملتش حاجه من اللي انا كنت فكراها..انت اخدتني خدامه وخليتني خدامه ..الفرق بس أن انا عند اخويا كنت بخدم في بيوت كتير وبجيب فلوس وإلا هترمي في الشارع..لكن هنا بخدم في بيت واحد وبخاف اعمل اي غلطه ترميني في الشارع او ترجعني ليهم وتاخد الفلوس..ساعتها علي ممكن يمو تني ويرميني هو في الشارع ..طول عمرك خايف لا حد يعرف إني اقرب ليك .. بس اللي انت كنت خايف منه حصل وعرفوا..قومت ايه بقي روحت ولحقت نفسك وألفت قصه عشان محدش يعرف إنك متجوز الخدامه اللي هي انا  ..حتي النهاردة كنت خايف بعد ما نضفتني ولمعتني وبقيت شبه البني ادمين لأني أكيد ممكن اعمل حاجه تكسف


بصتله ووقفت وقربت منه واتكلمت وهي حاسه إن رأسها بقت تقيله 


:انا مكنتش عاوزه حاجه غير بس ناس تحبني وتخاف عليا وتحسسني إني مهمه ليهم وافرق معاهم ..وكنت عاوزه البس هدوم مش مقطعه او قديمه اوي ..كنت عاوزه هدوم مستعمله عادي بس مش قديمه أوي عشان محدش يعايرني 

كنت نفسي اقعد مع علي علي طربيزه السفرة لما كنت صغيره وأكل معاه ..بس هو وأمه كانوا يضربوني ويخلوني أكل لوحدي الأكل اللي بيفيض منهم ..وكنت عاوزه اخد عيديه يوم العيد واروح العب زي العيال واركب مراجيح ومش مهم لبس العيد ..بس انا لى كنت بلبس لبس عيد ولا كنت باخد عيديه ولا كنت بركب مراجيح ولا كنت بعمل حاجه غير إني اتحبس في البيت لأن علي وأمه بيخرجوا يروحوا لقرايبهم..حتي ابويا كان محبوس دايما في اوضه ومش بدخل عليه ..وكنت بخاف منه لأن أم علي قالت إن هي اللي عملت فيه كده لو دخلت عنده هتعمل فيا زيه وتخليني محبوسه دايما في اوضه وراقده علي السرير مش بتحرك ..ههه كنت صغيره وبصدقها ..مكنتش اعرف انه عامل حا دثه وعنده شلل عشان كده مكنتش بدخل عنده عشان ميعرفش اللي فيا واللي بيحصلي 


بلعت ريقها لما حست إن رأسها تقيله اوي وجابت مخده وحطتها في الارض وسندت عليها رأسها وهي لسه باصه لعاصم واتكلمت قبل ما تقفل عينها


:تعرف انا نفسي في ايه بجد ..نفسي اموووت وارتاح من كل ده ..الشيخ بيقول إن اللي زيي وعقلهم قدهم بيدخلوا الجنه من غير حساب ..واكيد انا لما اموت واروح الجنة هرتاح ومش هتعب تاني ولا حد هيأذيني وربنا هيعوضني ويحققلي كل اللي نفسي فيه وهلبس لبس جديد معمول منن الحرير وأكل أكل كتير واشرب من مايه الجنة ويبقي ليا بيت لوحدي هناك ومش هخدم عند حد تاني....يااااه المو ت ده حلو أوي..يارب اموووت 


خلصت كلامها وغمضت عنيها وراحة في النوم وكانت دي اخر كلامتها

 

عاصم محسش بنفسه غير ودموعه علي خده من كلامها اللي قالته ومن كميه الوجع اللي كانت بتتكلم بيها 


مسح دموعه وشالها من الارض آخدها علي السرير وقلعها الجزمه والطرحه والإكسسوارات وسابها بالفستان بس 


التفت وغير هدومه وجه اتمدد جنبها وبقي يتأمل فيها وفي ملامحها اللي اتغيرت من المكياج وخلتها احلوت 

بص في السقف واتنهد وهو بيكلم نفسه 


:وبعدين يا عاصم..هتعمل فيها ايه دي ...دي واحده بتتمني المووووت من كل قلبها...هعمل فيها ايه 


سكت وبصلها تاني والمره دي اتنهد وهو حسم أمره 

:أنا هطلقها وارتاح من العذ اب ده وربنا هو اللي هيتولاها 


..... 


تاني يوم مروه قامت لأول مره متأخره بعد ما مسمعتش صوت المنبه 


قامت وهي ماسكه رأسها بوجع والصداع حرفيا هيفرتك دماغها ...اخدت فتره علي بال ما استوعبت هي فين ...

شهقت بزهول لما لاقت نفسها نايمه علي السرير بتاع عاصم مش في الارض علي فرشتها وعاصم نفسه مش موجود جنبها 

بصت علي نفسها لاقت نفسها لابسه الفستان بتاع إمبارح 


مروه بخوف:

يا نهار اسود يا نهار اسود..انا نومت بالفستان الغالي اللي جايبه عاصم بيه ..ده مش بعيد يعلقني من عرقوب رجلي زي ما قال

 

وقفت بسرعه وهي بتتكلم بلهفة 


:انا اروح اقلعه بسرعه واحضر الفطار وإن شاء الله ميكونش خد باله وإلا سا..


وقفت عن الكلام وهي بتقلع وعينها جات علي الساعه اللي علي الحيطه لاقتها داخله علي تناشر الضهر 


بصت حواليها وهي مش مصدقه اللي حصل ..وعاصم بيه فين ..


:اكيد يومي مش هيعدي وممكن يكسرني علي عملتي دي ...انا ازاي نومت لحد دلوقتي..ازاي بس وايه حصل خلاني انام علي السرير ..انا مش فاكره حاجه من إمبارح غير إني كنت قاعده بتكلم مع منة وبوسي وشربت عصير ..ايه حصل بعدها 


وشها اتخطف لما الفكره دي جات لبالها


: معقول اكون عملت حاجه إمبارح خلت عاصم بيه يتكسف مني او عملت حاجه مش كويسه 


الخوف بان عليها عليها ومعرفتش تعمل ايه 

لكنها سمعت صوت خطبه الجمعه جايه من الجامع القريب من البيت وعرفت أن النهارده إجازة عاصم يعني هو دلوقتي في الجامع راح يصلي


جريت بسرعه وغيرت الفستان ولبست هدومها العاديه وغسلت وشها . بس مخدتش بالها إن المكياج اللي هي حطاه بيحتاج مجهود عشان يتشال من الوش ..جتي شعرها اتعمله فرد ومكوا وسشوار وبقي ناعم حرير 


جريت علي المطبخ عشان تحضر الفطار لعاصم يمكن غضبه يخف شويه وعقابها ميكونش قاسي 


السلام عليكم ورحمة الله 

السلام عليكم ورحمة الله 


سمعت صوت الشيخ وهو بيسلم واتوترت اكتر..اكيد عاصم هيجي دلوقتي وهتشوف الويل 


بقت قاعده علي اعصابها لحد ما سمعت سمعت صوت الباب بيتفتح 


قربت منه وعاصم شاف نفس المنظر يون ما حر قت 

القميص نفس النظرات الخايفه اللي حاسه بالذنب 

لكنه وقف لما لاقاها لسه متزينه بشكلها بتاع بليل 


معرفش يقول ايه وهو عارف إن اللي حصل ده كله مش ذنبها .. حتي كلامها بتاع بالليل لما اتمنت الموووت لسه بيرن في ودانه 

عشان كده قرر إن احسن حل إنه يتجاهلها 


مد ايده بالاكياس اللي معاه وطلب منها ببرود 


:خدي الحاجه دي فضيها في اطباق وهاتيها 


مروه مدت ايدها بخوف وهي كل اللي في خيالها إنه اكيد هيمسك ايدها علي غفله ويشدها ناحيته عشان يضربها 

لكنه خيب كل ظنونها لما اخدت الأكياس ولاقت نفسها في المطبخ بتفضيهم وجايه بيهم ناحيته 


استغربت تماما وقالت إنها يمكن معملتش حاجه إمبارح زعلته ..لكن اللي مخليها خايفه انها مش فاكره حصل ايه من بعد ما شربت العصير ..يعني ممكن تكون عملت عمله وهي مش فاكره 

بس لو عملت عمله فعلا ليه عاصم ساكت عليها 


حتي كانت خايفه من نومتها في السرير ومن صحيانها متأخر وأكيد عاصم مش هيعديها برضوا 


سمعت صوته وهو بينادي عليها..متعرفش قعدت قد ايه سرحانه لكن الظاهر انه وقت مش قليل لان عاصم خلص اكل وهي لسه بتفكر 


قربت منه ولمت السفره..بس مقدرتش تقاوم السؤال 

عشان كده التفت ليه وسألت بخوف


: هو حصل ايه إمبارح يا بيه ..انا مش فاكره حاجه 


عاصم مكلفش نفسه يبص عليها واتكلم وهو مديها ضهره 


:محصلش حاجه ..كانت كل حاجه عاديه 


مروه بزهول:

يعني اصحابك صدقوا إني مراتك بجد واني واحده غنيه ومتعلمه وكل اللي قولناه ده 


برضوا جاوب وهو مديها ضهره


:اه صدقوا واقتنعوا ارتحتي 


مروه بفرحه:

يعني كده حضرتك هتجيب ليا المفاجأة اللي قولت عليها 


التفت لبها وبصلها وبص للفرحه اللي في عنيها وافتكر بالليل لما كانت عينها مفيهاش غير الوجع 

هز راسه واتكلم بأختصار 


:إن شاء الله 


بعدها سابها ومشي يغير هدومه عشان يروح اي حته لأنه مخنوق والتفكير مش سايبه من امبارح ..لكنه قرر أول ما يروح الشركه بكره يسأل ويعرف ايه وصلها للحاله دي 


بينما مروه كانت هتطيرمن السعادة وهي بتفكر ياتري مفاجأة ايه اللي هيجيبها عاصم ليها 


مروه بتفكير:

معقول يكون هيديني الهدوم والجزمة اللي جابهم دول ويبقوا بتوعي ..


سكت وقالت بسعادة :

وهكون اخيرا لبست حاجه ليا وبتاعتي ومحدش ليه فيها حاجه ..يارب يكون كده فعلا..انا فرحانه أوي 


..... 


تاني يوم عاصم كان في في طريقه للشغل وهو متحاشي الكلام مع مروه والقرار اللي اخده بيرن في دماغه ومصمم عليه 

فاق من شروده لما وصل ونزل ودخل الشركه 


يادوب لسه داخل المكتب لاقي حامد داخل وراه وهو بيتكلم بهزار

 

:ايوه بقي الناس المتجوزين وصلو الشركه..وانا اقول المكان منور ليه 


عاصم بملل :

حامد لو جاي تحفل عليا فا انا مش رايق حاليا 


حامد قرب منه واتكلم بمكر 


:ليه بقي ايه اللي شاغل بالك يا عم المش فايق 


سكت وقرب من عاصم واتكلم بجديه 


:انت جبتها منين دي يا عاصم ..لا بجد جبتها منين 


عاصم بصله بتحفز وسأل 


:قصدك ايه 


حامد بجدية :

قصدي إن انت وقت مع البنت دي منين ..دي ولا كأنها من النبيلات بتوع العصر الفيكتوري ..لا بجد انت محظوظ البنات اللي من النوع ده بقو نادرين جدا الأيام دي 


عاصم بصله بعدم فهم واتكلم :

انت بتقول ايه يا حامد أنا مش فاهم حاجه ..مالها مروه مش فاهم


حامد قعد علي الكرسي واتكلم بحماس وجديه 


:بقولك ان مراتك دي انت بجد محظوظ بيها ..انت طبعا عارف إني في لحظه اقدر اعرف شخصيه الخص من نظراته وده من تجاربي في الحياه..ومراتك صدقني قلبها طيب وصافي ..يابني دي بتتكسف من خيالها 

وباين عليها مؤدبة خالص وانت قولت إنها مش بتسلم علي رجاله عشان كده محدش فينا سلم ..وما شاء الله باين عليها بنت ناس ..طب تصدق انت محظوظ 


سكت وكمل بهزار 

:بالله عليك يا شيخ معندهاش اخت تكون لسه آنسه 


عاصم كان لسه بيفكر في كلامه وإن ازاي واحد زي حامد يعتبر تجاربه في الحياة اكتر تجارب عاصم يكون ده تفكيره لمروه الخدامه وازاي مكشفش حيلتهم اللي عملوها علي الكل 

بص لحامد علي سؤاله وهو عارف إنه بيهزر لأن حامد قلبه محبش غير واحده بعينها 


ابتسم علي سؤاله ورد عليه بهزار هو التاني


:لا هي بس ..إصدارها كان محدود اوي وكان حصري ليا 

بس عندها اخ لو عاوز حاجه تانيه


حامد بصله واتكلم بقرف:

يلا يا ابو تفكير زباله..أنا حامد آه بس راجل اوي حتي اسأل..


سكت وبلع باقي كلامه والحزن بلع في عيونه وهز رأسه لما الذكريات رجعت ليه من تاني 


عاصم عرف إنه افتكر اللي حصل زمان واتنهد بزعل عشانه 

قرب منه وطبطب علي كتفه واتكلم بدعم


:سيبها لله يا حامد وهي لو كانت نصيبك هتجيلك ولو كنت انت في بلد وهي في بلد تانيه 


حامد ابتسم بوجع وبصله وعيونه بتشوف لقطات من الماضي 


:مش هترجع يا عاصم ..اللي راح مبيرجعش..وهي معاها حق اللي بيخون مره بيخون ألف مره ..وانا معملتش كده مره ولا اتنين دول كانوا كتييير..بس أنا والله في بعدها اتعلمت الدرس وندمت ورضيت إني اعيش من غيرها ..صحيح هعيش في عذ اب من فراقها لكني راضي لأني انا اللي اتسببت في ده لنفسي 


قال كلامه والدموع بتلمع في عيونه 


سكت ومسح علي وشه عشان اثار الدموع ووجه كلامه لعاصم 


:كنت بقولك اني عاوزك تاخد بالك من مراتك..صدقني اللي معاك دي جوهرة ولو ضيعتها انت هتكون الخسران الوحيد وياريت تنسي الماضي وتفتكر اللي قولته ليك من فتره 


عاصم رجع بذاكرته لليوم ده وافتكر قول حامد 


:انا مش هقولك ما تزعلش ولا هي الخسرانة عشان اللي قدامك كل اللي هنا عارفين حكايته وعارفين انا كنت فين وبقيت فين من ورا اللعنه اللي اسمها الحب 

بس خدني عبره  واتعلم من غطلي يا عاصم ..انا واحد عايش دور المظلوم ومبقاش عارف اطلع منه ..البنت الوحيده اللي حبيتها ودخلت قلبي ..سابتني ومشيت وانا السبب ..لو مكانتش شافتني وانا بخونها مكنش اللي حصل حصل ...ومكنش الهم هو اللي ساكن قلبي 

...فوق من اللي انت فيه يا عاصم قبل ما يكون حالك زي حالي ..انا مبقولش الحب عيب ولا حرام  ..بس المشكله اننا بنحب الشخص الغلط ..دور علي الحب في مكان تاني يا عاصم وياريت لو يكون بره الشركه...الدنيا مش بتقف علي حد وسواء رضيت او لا مفيش حاجه هتتغير غير المكتوب ..دور كويس هتلاقي ..بس لما تاجي تدور متحكمش علي المظاهر من بره ...دور في الجوهر ..في الصميم ..متدورش في الوشوش ..دور في القلوب


فاق من شروده وهز رأسه لصاحبه وبعدها اتكلم

 

:بقولك ايه بمناسبة النكد ده ايه رأيك نروح نشرب قهوة علي روح اللي راح 


قالها عاصم بهزار ..

حامد ابتسم وهز رأسه والاتنين خرجوا ..لكن في الطريق عاصم شاف منة وكان عاوز يسألها ايه اللي حصل إمبارح ووصل مروه للي هي كانت فيه


عاصم:

حامد بقولك ..اسبقني انت وانا هحصلك 


:تمام


مشي وعاصم قرب من منة وبعد ما سلم عليها سأل 


:منة حصل ايه مع مروه إمبارح ..خلاها توصل للحاله اللي كانت عليها 


كان بيتكلم بتوتر وهو أول مره يتكلم عن مروه قدام حد وهو عارف انها مراته 


منة بصتله واتكلمت بعدم استيعاب 


:والله يا عاصم مش عارفه ايه حصل..هو احنا بنتكلم عادي انا وهي وبوسي ..بعدها جه جرسون بعصير وقال إنك أنت اللي باعته ونبه عليها تشربه كله بأمر منك طبعا وهي عملت زي ما قال ومن بعد ما شربته وبقت مصدعه وماسكه رأسها وبعدها بقت زي ما انت شوفت 


سكتت واتكلمت بتخمين 

:ممكن يكون عندها حساسيه من العصير ومع مرضها المناعي حصل فيها كده 


عاصم من بعد كلامها بقي يربط الأحداث ببعض 

واحد جاله قاله ان عربيته عامله مشكله ..ويروح يلاقي أن مفيش حاجه واصحابه الاولاد كل واحد فيهم يجي حد يخليه يقوم ويروح حته مختلفه غير التاني 


ومروه يجيها عصير والجرسون يقول إنه منه ..هنا اتأكد إن ده كله مخطط ليه ومن تدبير حد ...هو افتكر إن مروه شربت مشروب كحولي سببلها كده وحد استغل سذاجتها..

بص لمنة وسأل


:هي شربت عصير ايه 


مطت شفايفها بتفكير واتكلمت بتخمين


:تقريبا مانجا او برتقان..هو كان لونه أصفر  ومع النور والاضواء مركزتش هو كان انهو فيهم 


هزلها رأسه واستأذن منها عشان يمشي لكنها وقفته بلهفة 


:بقولك يا عاصم ما تديني رقم مروه ملحقتش اخده منها إمبارح

 

عاصم بصلها وابتسم بتوتر واتكلم


:معلش يا منة مش دلوقتي..اصل مروه إمبارح وقعت تليفونها وهي مش مركزه واتكسر وانا وانا لسه هوديه لواحد يصلحه..ليه هو انتي كنتي عاوزه منها حاجه


منة بحماس: 

لا بس اصل أنا وهي حسيت اننا شبه بعض وارتحت معاها اوي وشافه اننا هنكون صاحب حلوين انا وهي وبوسي ورنا وممكن بقي نخرج لما تخف أن شاء الله او ممكن إحنا نزورها في البيت أو حتي هي تزورنا ونوطد العلاقه 


عاصم بلع ريقه وحاول يتهرب منها بأي شكل

 

:ماشي يا منة هقولها انا علي الكلام ده وهي تبقي ترن عليكي من موبايلي علي بال ما بتاعها يتصلح 


:طيب اوكي..سي يو وسلملي علي مروه 


هز راسه ومشي من قدامها بسرعه قبل ما يتورط اكتر


:هي ناقصه ...لا لا انا لازم اسرع في الموضوع ده قبل ما اتورط في البت دي اكتر من كده وتتصاحب علي الكل ويتعلقوا بيها ..بس فيه حاجه لازم اعملها الأول عشان ده كله يحصل 


.....


سلمي كانت في البيت لوحدها بعد ما امها راحت عند خالتها 

كان علي غير العادة وشها باين عليه الإرهاق والتعب وهي مبقتش تنام كويس من ساعه ما عرفت إن عاصم اتجوز وشافت مراته وشافته معاها وبيعاملها بحب او هو ده اللي هي والكل فاكرينه 

سمعت صوت موبايلها بيرن ..بتبص لاقته أيمن 


اتأففت بزهق وعملته صامت وكملت سرحانها..بس الخال ده ما دامش كتير لنا سمعت صوت الموبايل بيرن تاني وكان أيمن برضوا 

اتنهدت بنفاذ صبر وقررت ترد


سلمي بزهق:

أيوه يا أيمن 


:إيه يا بيبي مش بتردي عليا ليه 


سلمي بملل:

معلش كنت في الحمام ولما خرجت رديت علي طول

 

:اممم..طب بقولك ايه انتي فين 


سلمي بسخرية: 

بقولك كنت في الحمام يا أيمن..هكون فين يعني.. في البيت اكيد 


:طب كويس انا جايلك 


سلمي بسرعه: 

لا لا لا بلاش تيجي دلوقتي

 

:ليه يا روحي بس 


سلمي بتوتر: 

بصراحه انا في البيت لوحدي وماما راحت عند خالتو واخر مره لما شافتنا مقربين من بعض اوي زعلت مني وطلبت اننا احنا الاتنين منكونش لوحدنا خالص لحد الفرح ..اكيد فاهمني يا أيمن مش كده 


:طبعا يا روحي فاهمك أكيد ..طيب هسيبك أنا عشان ورايا حاجه هعملها 


سلمي

:طيب سلام 


قفلت الموبايل ورمته علي السرير تاني ..بعدها جابت فرشه الشعر وبقت تسرح شعرها الأسود الناعم الطويل اللي فيه خصل صفراء لحد ما خلصت بعدها راحت تخرج هدوم عشان تستحمي لانها متعوده تسرح شعرها قبل الاستحمام وبعده 


لسه يادوب قلعت هدومها ودخلت تحت المايه وسمعت صوت جرس الباب بيرن بطريقه مزعجه جدا 


سلمي لنفسها:

ده مين ده اللي بيرن الجرس كده ..معقول تكون ماما نسيت المفتاح..بس لو هي بترن الجرس كده ليه 


سلمي قلقت لا يكون حصل حاجه لأمها لأنها مريضه ضغط وساعات بتقع من طولها لما تتعب 


قفلت المايه ولبست البرنص بتاع الحمام وخرجت بسرعه تفتح وتشوف فيه ايه والقلق بان علي وشها لان صوت الجرس مبطلش 

فتحت الباب بسرعه لكن ملامحها قلبت لما لاقت اللي علي الباب وبيرن الجرس بالطريقه اللي تخوف دي هو أيمن 

محستش بنفسها وهي بتزعق فيه 


:في ايه يا أيمن..بترن الجرس كده ليه وقعت قلبي يا شيخ حرام عليك 


أيمن مكنش مركز معاها بتقول ايه وهو كل تركيزه علي جسمها اللي باين من البرنص وهو مبلول وشعرها اللي بتنقط منه المايه ولازق في رقبتها..ورجليها اللي معظمها مكشوف لان البرنص قصير 


بلع ريقه وبص لوشها اللي يقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك من كتر حلاوته 


محسش بنفسه غير وهو بيرمي نفسه في حضنها وبيتكلم بنبره غريبة 


:مقدرتش علي بعدك يا روحي ..أصلك بقالك كذا يوم مش فايقه ليا 


سلمي بعدته عنها بضيق وهي حرفيا مش طيقاه 


:يا أيمن ابعد بقي بقولك ماما زعلت أخر مره شافتنا بوضعنا ده 


أيمن بسخرية: 

وهي شافت ايه ..احنا بس يادوب كنا حاضنين بعض ..اومال لو شافت اللي بنعمله غير كده  هتعمل ايه..هتغسل عارها بأيدها 


بصتله بغضب ومردتش عليه 


أيمن بغمزة:

طب ايه مش هتقوليلي أدخل 


حطت ايدها علي الباب واتكلمت بتأفف 


:قولتلك ماما مش هنا ونبهت منكونش لوحدنا قبل الجواز ..او علي الأقل قبل كتب الكتاب 


أيمن بصلها بسخرية نطقتها كل ملامح وشه واتكلم 


:ده من إمتي ده يا روحي ..ما احنا طول عمرنا ده وضعنا حتي أيام ما كنتي مخطوبه لسي عاصم كنا بنتكلم ونتقابل ..ايه اللي جد بقي 


سلمي اتنهدت بزعل حقيقي أول ما جاب سيرة عاصم 

وبان عليها الندم 


اتنهدت بخنقه واتكلمت بنفاذ صبر 


:أيمن لو سمحت زي ما قولتلك مش هينفع تدخل ..ابقي تعال مره تانيه تكون ماما هنا ..سلام


جات تقفل الباب لكنه حط رجله ومنع قفله 

بعدها زقه بسرعة ودخل وقفله 


سلمي بصتله وابتدي الخوف يعرف طريقه ليها 

خصوصا أن نظرت أيمن ليها مش مريحه ابدا ابدا 

وكأنه بيجردها من هدومها..ده لو اعتبر إنها لابسه هدوم 


سملي بغضب وارتباك:

ايه اللي انت عملته ده يا أيمن انت اتجننت ..بقولك اخرج حالى من هنا وإلا مش هيحصل كويس 


أيمن بصلها بأستخفاف واتكلم وهو بيقرب منها 


:هيحصل ايه يعني ..هتشتكيني لماما 


نظراته اتحولت كليا واتكلم بغل 


:هو انتي فكراني مختوم علي قفايا ومش عارف اللي فيها ..فكراني مش ملاحظ بصاتك لعاصم ومش واخد بالي من اللي بتعمليه ..


ضحك بسخريه وبقي يتكلم بسواد 


:لا فوقي ..انا عارف اللي فيها وعارف أن قلبك لسه بيميل ليه ..وواخد بالي من اللي تعمليه كويس اوي..وشوفتك لما روحتي وراه برا القاعه وانتي بتعيطي وندمانه ..ولا بصاتك ليه وردود أفعالك لما عرفتي انه اتجوز 


كانت سلمي بترجع وهو بيقرب منها لحد ما زنقها في الحيطه وحاصرها بأيديه ومع كلامه إنذار الخطر اشتغل جوه عقلها 

قرب منها اكتر وهو بيشم ريحتها وكمل


:بس انا طنشت كل ده عشان اوصل للي عاوزه ..حتي لو بالغصب ..


سلمي محستش بنفسها ولاقته بيتهجم عليها وكمم بقها عشان حسها ميطلعش ومحدش يسمعها لو فكرت تطلع صوت


تابعووووووني 



الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون من هنا



بداية الروايه من هنا




تعليقات

التنقل السريع
    close