رواية رحلة عذاب الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية رحلة عذاب الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
عاصم تاني يوم كان في الشركه
لكن كان فيه حركه غريبه في المكان وكله عمال يبص في اتجاه معين
اتنهد بضجر منهم وهو تقريبا كيله طفح من حركات ستات العزا اللي بيعملوها دي كل يوم التاني
يوب دخل مكتبه لاقي حامد مقتحم المكتب من غير حتي ما يخبط
عاصم استغرب وبصله بأستفهام
حامد قرب منه بلهفة واتكلم بحماس
:ليا عندك خبر بمليون جنيه
عاصم اداه كامل الإنتباه واستني هيقول ايه
حامد بشماته :
أيمن وسلمي..
عاصم وقف من علي الكرسي وانتبه اكتر وبان عليه الأهتمام وحامد كمل
:سابوا
عاصم بصله وهو مش مستوعب الكلمه وكررها وراه بأستنكار
:سابوا..؟!
حامد قعد قدامه وهز رأسه بلهفة واتكلم بحماس مبالغ فيه
:آه..النهارده الصبح سلمي جات مش لابسه دبلتها ولما البنات سألوها قالت إن مبقاش ليها لازمه لأنها هي واللي إسمه أيمن انفصلوا خلاص وكل اللي بيربط بينهم هو الشغل وبس
سكت واتكلم بأستغراب وبسمه
:متخيل دي قالت كده بالضبط ..قالت اللي إسمه أيمن وكل اللي بيربط بينهم هو الشغل وبس
سكت وغمض عيونه بتفكير وهو بيكمل ومش واخد باله من عاصم اللي وشه اتغيرت ملامحه وبقي سرحان في عالم تاني
حامد كمل
:بس حالتها مكنتش طبيعية خالص النهارده..يعني غريبه اوي اننا من يومين بس طنا في خطوبة رنا شايفين الاتنين عايشين دور روميو وجولييت..هو صحيح طريقتهم تموع النفس بس برضوا حاجه غريبه اوي دي وشها باهت وعندها سواد تحت عنيها ومش جايه علي سنجه عشره زي كل مره ..لا باين إن الموضوع مأثر فيها
سكت وكمل بتفكير
:او فيه حاجه حصلت هي السبب ومش راضيين يقولو عليها
حامد بص لعاصم لاقاه سرحان وفي ابتسامة علي وشه
قرب منه واتكلم بتحذير
:عاصم أنا مش جاي اقولك كده عشان اقولك انها بقت فاضيه والسكه سالكه..عاصم فوق انت راجل دلوقتي متجوز ومراتك مفيش منها ..يعني لو فيه اي احساس من ناحيتك ناحيه سلمي تمحيه علي طول ومتخربش علي نفسك يا صاحبي
عاصم بصله وانتبه لكلامه وحامد كمل
:أنا مش بأمرك ولا حاجه ..بس انا بصفتي صاحبك لازم أنصحك وادلك علي الصح وهو ده دور الصاحب
عاصم اوعي قلبك يحن ..سلمي باعتك زمان عشان أيمن كان اغني منك ..وممكن دلوقتي لو لاقت اللي أغني منك برضوا مش هتتردد لحظه انها ترتبط بيه وتعمل انها بتحبه ودايبه في غرامه وانت حب الطفوله والمراهقه والشباب وهي متعرفه عليه من يومين
اللي زي سلمي دي ميعرفش يحب غير نفيه ومصلحته وبس ..وبس يا عاصم..يعني انت لا كنت ولا هتكون فارس معاها يعني فوق وخلي بالك من اللي معاك عشان متخسروش وتيجي تتندم بعدين
عاصم بلع ريقه وبص لحامد وهو مش زعلان من طريقته في الكلام معاه لانه عارف إن الهدف من ده كله
مصلحته خصوصا أنه مر بتجربه شبه دي قبل كده وطلع هو الخسران فيها من كل النواحي
عاصم بصله وغمض عيونه واتكلم بتشوش
:مش هقدر اقولك إني مش فرحان عشان سابته رغم أني معرفش حصل ايه ..لكنه اكيد حاجه كبيره ..مقدرش اقولك إن قلبي مش سعيد لما سمعت الخبر ..لا انا فرحان ..بس مش عارف انا فرحان ليه ..مش عارف فرحتي دي شماته ولا انا فرحان عشان هي اتوجعت زي ما انا اتوجعت ولا لأن كلامي كان صح وإن أيمن مش بتاع جواز وبيتسلي..أما مش فرحان ليه لكني فرحان ..ورغم ده كله خليك واثق فيا يا حامد أنا خلاص سلمي دي صفحه وانا طويتها خلاص وهلتفت للي معايا وبين ايديا
حامد قرب منه وطبطب علي كتفه بدعم واتكلم ببسمة
:واثق فيك يا صاحبي
.....
سلمي كانت موجودة في مكتبها ولان مكتبها واجهته إزاز كانت شايفه الكل وهم عمالين يبصوا عليها ويتغمزوا بالكلام
اتنهدت بخنقه ودموعها نزلت لما افتكرت اللي حصل جسمها اتنفض من الذكريات الموجعه اللي افتكرتها وحصلت ليها من يومين
فلاش باك
:بس انا طنشت كل ده عشان اوصل للي عاوزه ..حتي لو بالغصب ..
سلمي محستش بنفسها غير وأيمن بيتهجم عليها وبيحاول يقرب منها بالغصب
حاولت كتير تزقه وتقاومه لكنه كان اقوي منها
كمل وهو مش مهتم بيها أو بمقاومتها
:كل يوم اقول هتنسي وترجعلي وتختارني..لكن لا كل شويه عينها علي سي عاصم ويلا نضايق اللي إسمه عاصم وعاصم عمل كده
زقها في الارض وزعق بغضب
:هو اييييه مفيش غير عاصم علي لسانك يا وسىخه
سكت وبصلها بصه رعبتها وكمل
:بس تصدقي دي حركات وسخه فعلا ومن واحده أو سخ ..اصل اللي تكون مخطوبه عن حب لواحد وتروح تكلم واحد تاني عليه تبقي وسىخه
سلمي بقت تحبي في الأرض وعاوزه تبعد عنه لما قرب منها تاني ..لكنه مسكها من شعرها بعنف وشدها دخلها الاوضه اللي جات في وشه وهي بيتكلم بفحيح
:كنتي فاكره انك هتقدري تضحكي عليا وتتجوزيني..ده بعدك يا واطيه ..ده انتي عرفاني عشان الفلوس يا رخيصة..بس متخافيش أنا بعد ما اخد اللي عاوزه منك هدفعلك تمن حلو ..ولو انبسطت هزود السعر شويه
سلمي كانت بتقاوم بكل قوتها وهي ماسكه في إطار الباب عشان متدخلش الاوضه وأيمن يستفرد بيها ويعمل ما بداله
:حد يلحقننننني..الحقوووووووني..يا أيمن فووووق بقي وبطل جدااااا حراااااام عليك
سلمي بقت تصرخ لما بعد إيده عم بوقها
أيمن شدها أكتر لحد ما دخلت الاوضه ورماها علي السرير
قرب منها وهو بيقلع جاكيته وبيفتح زراير القميص وبيتكلم بسخرية
:الليله ليلتك يا سوسو
سلمي قبل ما يقرب منها كانت ماسكه فازه ولما جه قرب منها هبدتها علي دماغه بكل قوتها
أيمن رجع لورا بسرعه وحط ايده علي رأسه لاقاها غرقانه د م
سلمي رجعت لورا بخوف وهي عماله تترعش من شكله وعيونه اللي شويه والنااااار هتطلع منها
أيمن بصلها بغضب جحيمي واتكلم بفحيح
:انا مكنتش عايز اضربك واشوه وشك الجميل..بس الظاهر انك مش هتيجي غير بكده
قرب منها وغضب عاميه واتهجم عليها المره دي بطريقه أقوي من اللي قبلها وكل ما كانت تحاول تقاومه كان بيضربها بالقلم ويخبط راسها في السرير لحد ما قوتها خارت واستسملت ليه وللي بيعمله فيها
أيمن لما لقي أنها بطلت مقاومه ابتسم بنصر
لسه هيشيل البرنص من عليها عشات يشوف ويهتك حرمه جسمها ..لكنه حس بحد بيشده بعيد وصراخ ملي المكان
أيمن قلب وقع في رجليه لما حس بحد بيزقه وسمع صوت الصوات
التفت وعيونه اتفتحت بصدمة لما شاف إن اللي لحق سلمي منه عي أم سلمي نفسها ومعاها خالتها
سلمي لما شافت امها الأمل دخل قلبها أخيرا بعد ما كانت استسلمت خلاص
اما أم سلمي كانت حالتها صعبه وهي في حاله صدمه
كانت يادوب لسه داخله البيت لما سمعت صوت حركه وزي ما يكون حد بيضرب وصوت أنين..أصوات مختلفه خلت الريبه تدخل قلبها
بصت لاختها بقلق والاتنين مشيوا ورا الصوت لحد ما لاقوه واصل من اوضه سلمي
لكن الاتنين رجليهم اتخشبت والد م نشف في العروق وهم شايفين المنظر ده قدامهم
سلمي في واحد بيعتدي عليها وهي من كتر الضرب اللي خدته بطلت تقاوم..لكن اثار الضر ب واضحه جدا علي وشها
واللي كان بيعتدي عليها مكنش اي واحد ..ده كان خطيبها اللي ءأتمنوه علي بنتهم وعرضهم ودخلوه بيهم
كانت خالتها الاسرع لما فاقت من صدمتها هجمت علي
أيمن بكل قوتها بعدته عن سلمي بينما أمها رقعت بالصوت وجريت علي بنتها تداري جسمها الباين
سلمي متعرفش ايه حصل بعدها لانها مش شده الصدمه والضر بات اللي اتعرضت ليها أغمى عليها اول ما حست بالأمان في وجود امها وخالتها
لكن كل اللي عرفته إن امها اخدت كل حاجه ورمتها ليه
بعد ما مسحت بكرامته الارض وكانت عاوزه تبلغ عنه لكن اختها منعتها بحجه انهم مش عاوزين فضايح
حتي انهم مكلفوش نفسهم يبلغوا أهله باللي عمله وحطوا كل ارقامهم في البلوك
فاقت من شوردها علي الدموع غرقت وشها اللي بقي دبلان وبانت عليه هالات سودا تحت عنيها
وافتكرت لما أصرت انها تيجي الشركه ومتسبش الشغل عشان تثبت للكل وأولهم أيمن انها مش ضعيفه
لكن هي عارفه انها رايحه هناك عشان تشوف عاصم ومتبعدش عنه
اتنهدت بخنقه وهي حاسه في وجع في قلبها ..بعدها قررت تشغل نفسها في الشغل يمكن تنسب شويه اللي حصل معاها
.....
أيمن كان بقاله يومين مرحش الشركة ومش قايل لأهله في البيت علي حواره خو وسلمي ..لكنه وصله خبر انها راحت الشركه
النهارده وأكيد قالت للكل انهم سابوا بعض وأبوه وصله الخبر
كان قاعد في اوضته فوق وهو هيموووت من الغيظ أنه مقدرش ياخد اللي عاوزه من سلمي
مكنش حاسس بذره ندم واحده علي اللي عمله
بالعكس كان كل اللي حاسس بيه هو الغيظ والضيق من أنه محققش هدفه
لكنه حمد ربنا إنهم مقدموش فيه محضر واشتكو عليه وإلا ساعتها كان هيبقي فيه كلام تاني
بص لأنعكاسه في المرايا واتكلم بضيق
:ماشي يا سلمي نفدتي مني..لكن في طريقه تانيه اجيب بيها مناخيرك الارض..وابقي وريني بقي عاصم
بتاعك ده هيعمل ايه
ضرب بقبضه إيده علي الكرسي واتكلم بغضب
:بس لو فيه طريقه اخلص منه سي زفت ده كنت عملتها من زمان ..لكن اعمل ايه بابا متمسك بيه وعارفه كويس ..يعني اي محاوله مني إني ءأثر عليه مش هينفع..بس وماله لو مقدناش علي عاصم في الشغل نقدر عليه في حاجات تانيه
طلع تليفونه وطلب رقم معين لحد ما فتح
:ألو..بقولك ايه..اعمل اللي قولتلك عليه وقته جه أخيرا
قفل تليفونه وابتسم بخبث
:أنا بقي كل اللي عليا اقعد واحط رجل على رجل واتفرج من سكات
.....
عاصم دخل علي مروه البيت كانت قاعده مش بتعمل حاجه ..كانت واقفه في البلكونه بتتفرج علي الناس والشارع ولما شافته جه دخلت تستناه عشان لو طلب منها تحضر العشا ولا حاجه
كان فيه في ايده كيس هدوم واكياس تانيه شفافه فيها فاكهة
كانت فاكره انها هدوم ليه عادي.. هي شافته كتير جايب هدوم ليه
بصتله واتكلمت
:تحب احضر لحضرتك العشا ولا هتستني شويه
عاصم علي غير العادة كان داخل مبتسم ووشه باين عليه الراحه والرضا
بص لمروه وابتسم ليها ضحكه من قلبه بجد ..من المرات القليلة اللي مروه تشوف فيها ضحكته
شاور علي الأكياس واتكلم
:خودي الأول شوفي انا جبت ايه
مروه بصتله وكأنها بتسأله بعنيها وهو كمل بهدوء
: انا كنت قولتلك لو عملتي حاجه تكسفني هوريكي الويل ولو انبسطت منك ليكي عندي مفاجأة
طلع من الكيس عبايه استقبال بلون الزمُرد ومزخرفه بطريقه بديعه بخيوط حمرا وصفرا
مروه بصتله وهي مكدبه عنيها ولسانها عجز عن الكلام
عاصم وقف وفرد العبايه عشات تفاصيلها تبان
:دي ياستي بقي المكافأة بتاعتك
مروه قربت منه وهي فاتحه بقها بأنبهار وبقت بأطراف صوابعها تلمس العبايه براحه خالص كأنها بتتأكد امها حقيقه مش عقلها اللي مهىء ليها كده من كتر بصها لهدوم الناس
بصة لعاصم وسألته وهي لسه مش مستوعبه
:يعني دي بتاعتي لوحدي ومحدش لبسها قبلي
ابتسم وهز رأسه بمعني أيوه
مد ايده ليها عشان تاخدها
مروه اخدتها منه وهي لسه مش مصدقه إن دي ليها هي
وعيونها بقت تلمع زي ما تكون نجوم بتضوي عتمه الليل
فردت العبايه علي جسمها وبقت نلف بيها بفرحه طفل يتيم بلبس العيد
عاصم بصلها وابتسم علي برائتها ورد فعلها
عشات كده اتكلم ببسمة
:ومش بس كده انا جبتلك معاها قميص جديد وطرحه والفستان والحاجه اللي روحتي بيها الفرح كلها بقت بتاعتك
مروه بطلت لف وبصتله بزهول واتكلمت بعدم تصديق
:انت ..انت بتقول ايه يا بيه
شاورت علي نفسها بفرحه واتكلمت
:انت بتتكلم جد ..كل دول بقو بتوعي انا ..ده ..دول ..دول حلوين اوي اوي ربنا يخليك ربنا يحفظك يارب وتعيش اللي نفسك فيه وتحقق اللي في بالك وربنا يجبر بخاطرك زي ما جبرت بخاطري يارب
دموعها نزلت من تأثرها بالموقف وهي بتبص لعاصم بشكر وامتنان
ومكتفتش بكده وبس قربت منه ومسكت كف إيده وقربته من بقها عشان تبوسه
عاصم سحبه منها بسرعه واتكلم بأرتباك
:انتي هتعملي ايه يا بت انتي
مروه بصتله واتكلمت ببراءة
:أصل انا مكنتش عارفه اشكر حضرتك ازاي ..فقولت ابوس ايدك ..
عاصم اتنهد وبصلها واتكلم بضيق
:قومي يابنتي وبطلي هبل ..ايدي ايه اللي هتبوسيها
بقولك ايه بطلي نكد ..انا مش عاوز دموع ولا نكد ..مفهوم
هزت راسها وابتسمت ورجعت تاني تبص للعبايه واتكلمت بحماس
:انا هروح استحمي واقيسها واوريها ليك
لسه هتتحرك لاقت عاصم بينادي عليها
:استني بس قبل ده كله..انتي روحي حضري العشا وخودي الفاكهة دي فضيها وحطيها في طبق عشان انا نفسي مفتوحه النهارده بعدها بقي ابقي افرحي بالعباية والفستان براحتك
مروه هزت رأسها بضحكه واسعه ومسكت الأكياس ودخلت بيهم المطبخ بعد ما سابت العبايه في الصالون مع عاصم اللي كان متأمل رحيلها ببسمة
التفت للتلفزيون وشغله واحداث النهاردة مخلياه مبسوط من جواه
لكن بسمته اختفت وخاف كلام حامد يكون صح وقلبه حن لسلمي من تاني وممكن يرجعلها بعد ما غدرت بيه
هز رأسه بالنفي واتكلم بأصرار
:حتي لو جاتني راكعه مش هسامح ..صحيح القلب ده لسه بيحبها ..لكن هدوس عليه بالجزمه ولا ارجع لها تاني
حسم أمره وكمل فرجه علي التلفزيون لحد ما مروه جات وهي شايله الأطباق ورصتها وبعدها نادت عليه
بعدها دخلت المطبخ وسابته ياكل وهي دخلت جابت طبق كبير من الازاز وبقت ترص في الفاكهة بشكل حلو
عيونها لمعت لما شافت فاكهتها المفضله..التين
اكتر فاكهه بتحبها ومن بعدها الموز
مروه بأمل:
يمكن عاصم بيه يديني منهم هو مبسوط وممكن اوي يديني لو عرف إني بحب التين
خلصت رص وخرجت بالطبق وحطته علي الطربيزه اللي قدام التلفزيون عشان عاصم ياكل هو وبيتفرج
بعدها رجعت لاقت عاصم خلص اكل ..وبقت تلم السفرة واخدت البواقي ليها
خرجت لعاصم لاقته بياكل تفاحه وقاعد بكل أريحية
بصت للتين والموز اللي في الطبق وعضت علي شفايفها وهي بتبص ليهم وحطت طرف صباعها في بوقها زي ما يكون عيل صغير عاوز يطلب حاجه بس مكسوف
اتشجعت وطلبت منه
:هو انا ممكن اخد تين من اللي في الطبق ده
عاصم بصلها وبص للطبق وهز رأسه بمعني ايوه
مروه مصدقتش وجريت علي المطبخ جابت طبق ليها
وحطت فيه تلت حبات تين وصباع موز صغير واكتفت بيهم ومرضتش تاخد حاجه تاني مع أن كان فيه أصناف تانيه والكمية كبيره لكنها اكتفت بدول
سندت الطبق علي الطربيزه من غير ما تاكل منه واتكلمت بحماس
:انا هروح استحمي والبس العبايه الجديده اجربها وبعدها اجي اكل عشان اكون باكل وانا مبسوطه
اخدت اللبس وجريت بسرعه علي الحمام زي العيال الصغيره تمام
عاصم بصلها بأستغراب واستغرب من معاملتها معاه وهي تقريبا نسيت كل اللي عمله فيها ومبقيتش فكراله غير الحلو اللي هو ايه ميعرفش ..
هز كتافه وكمل فرجه علي التلفزيون
....
مروه خرجت من الحمام بعد ما استحمت ونشفت جسمها كويس ولبست العبايه وسرحت شعرها
خرجت لعاصم وهي هتطير من الفرحه ووقفت قدامه وهي بتتكلم بسعادة
:انا لبستها ..دي حلوه خالص خالص ..اول مره البس حاجه حلوه كده ..هي والفستان حلوين اوي اوي اوي ..مش مصدقه انهم بقو بتوعي خلاص ..والله ما مصدقه
بصتله مستنيه رد لكنه كان باصص في التليفون ومش مركز معاها
بصت علي الطربيزه لاقت الطبق اللي فيه الفاكهة اللي اخدتها
مسكت الطبق وبصت للتين بفرحه ومدت ايدها عشان تاخد واحده
لكنها اتنفضت بفزع لما سمعت زعقته فيها زي ما يكون لبسه جن
22
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
مسكت الطبق وبصت للتين بفرحه ومدت ايدها عشان تاخد واحده
لكنها اتنفضت بفزع لما سمعت زعقته فيها زي ما يكون لبسه جن
مروه معرفتش تتصرف اواي ولا حتي هو بيزعق ليه ولا ايه اللي ضايقه كده مره واحده وهو لسه قايل أنه مبسوط وكان بيضحك
ايه حصل دلوقتي ضايقه
مروه لاحظت انه بيبص للتليفون بلعت ريقها وسألت بخوف
:هو..هو حصل حاجه يا بيه
رفع عيونه ليها واللي كانت حمرا وبتبين حالته دلوقتي عامله ازاي
من غير ما يحس لاقي نفسه بيقرب عليها بسرعه ومسكها من شعرها بغضب واتكلم بجنون
:ولسه بتسألي ....انا خلاص اتفضحت بسببك يا جربوعه يا شحاته يا تربيه الشوارع..
محسش بنفسه غير وهو بينزل بالقلم علي وشها بشده لدرجه ان شفايفها نزفت
قرب منها تاني بعد ما وقعت من قوه الضربه
مسك التليفون ووراها الفيديو اللي كان بيتفرج عليه
واتكلم بعصبية
:اتفرجي ياختي علي الفضيحه اللي انتي عملاها ..اتفرجي علي شكلك والناس عملاكي أراجوز
ونكته بيضحكوا عليها وفوق ده كله اللي هيتفضح أنا..
رماها في الارض واتكلم بجنون
:بس انا استاهل ..اصل اللي ياخد واحده زيك معاه لمكان زي ده وهي عبيطه ومتخلفه يبقي يستاهل . يا شيخه روحي منك لله انتي واللي بلاني بيكي
مروه بصتله بدموع وهي لحد دلوقتي مصدومة من اللي شافته مع ان وشها مكنش باين في الفيديو لكنها قدرت تتعرف علي نفسها المشكله انها مش فاكره ده كله
وقفت براحه واتكلمت بعدم استيعاب
:هو ..هو إزاي ده حصل انا ..انا مش فاكره حاجه من ده كله ..إمتي ده حصل انا مش فاهمه ولا فاكره حاجه
:حصل ما كنا في الخطوبه..فضحتيني قدام صحابي وقدام الناس وانتي سكرانه ومش عارفه حتي بتهببي ايه
حطت ايدها علي بقها بصدمه وكررت الكلمة
:سكرانه..؟
:اه ياختي سكرانه وحاله أهلك بالبلا وانا اللي هيشيل الليله بعد اللي حصل
مروه بصتله واتكلمت بقله بأرتباك
:بس ..بس انت قلتلي إني معملتش حاجه والليله عدت علي خير ومفيش حاجه حصلت ..حتي انك ..حتي انك كنت مبسوط مني وجبت ليا هدوم
عاصم بص للعبايه اللي لبساها واتكلم بعصبية شديدة
:واهي طلعت خساره فيكي وفي اللي جابوكي يا جربانه
يا مصديه.. انتي تجري دلوقتي تغوري تقلعي العبايه دي ..وانسي كل الكلام اللي قولته عن انك تاخدي اللبس النضيف اللي انا جايبه انتي اخرك تلبسي اللبس المزيت اللي معاكي
بص للطبق اللي لسه مسكاه في ايدها وقرب منها اخده بعنف بطريقه خلت شفايف مروه تتقوس ببكا وبقت تشهق وتبكي زي العيال الصغيره لما اخده منها وهي حتي لسه مقدرتش تدوق حاجه منه
:هاتي خساره فيكي وفي اهلك..خساره فيكي اللقمه اللي بتاكليها ..انتي أصلا جايه عليا بخساره..الناس من قرفها منك محدش بقي طايقك ولا طايق قربك وكله عاوز يخلص منك
مروه بصت حواليها وسألته بوجع
:طب انا اعمل ايه عشان الناس تحبني
عاصم بعصبية:
متعمليش حاجه لانه عمر ما حد هيحبك ابدا ...إذا كان اخوكي اللي من دمك بيكره اليوم اللي جيتي فيه وباعك ليا بشويه فلوس وقالي اعمل فيكي اللي انا عايزه
متوقعه ان حد غريب هيحبك .....اقولك علي حاجه انتي اللي زيك ما ينفعش يتحب ...انتي اللي زيك ينكره وبس
عشان كده متستنيش ان حد يحبك أبدا....كل الناس بتكرهك وهتفضل تكرهك لحد ما تموووتي ....وأكيد كمان محدش هيحضر جنازتك لان محدش هيكون عارفك ولا هتكوني فارقه مع حد اصلا
فهمتي بقي
انا بكرهك ...بكرهك وبكره شوفتك وبكره اسمك وشكلك وكل حاجه تخصك
وبكره اليوم اللي ارتبطت فيه بيكي وبقيتي علي اسمي وانتي جايه عليا بخساره
ربنا ياخدك بقي خلي عيني ترتاح من شوفتك ومنظرك اللي يسد النفس...جاتك داهيه
بعدها خرج وقعد في الصاله علي التلفزيون وكأن شيئًا لم يكن بعد ما جاب الحق كله عليها وفش غله منها
مروه وقفت مكانها والدنيا بقت تلف بيها لحد ما ركعت علي رجليها وكل المواقف اللي حصلت في سنين حياتها بتمر قدامها
:دي مروه الهبلة مشغلينها خدامه عندنا واهي بتعمل بلقمتها احسن ما تقعد في الشارع
:لا متخديش في بالك دي مش بتزعل ولا بتضايق ..اصلها بعيد عن السامعين متخلفه وعندها توحد يعني مش حتفهم انتو قولتو ايه اصلا
:والله عال مبقاش إلا الهُبل كمان اللي هيتعمل ليهم أفراح
:أكل ايه اللي تاكليه معانا يا ام قويق انتي ..انتي تترزعي في اي حته بعيد لحد ما نخلص وتاكلي اللي يفيض مننا
:بقي انتي بتقولي ليا أنا لا ..طب تعالي أما اوريكي لا تتقال إزاي يا بنت ***
فاقت من شرودها علي وجع في قلبها وبقت واعيه للي حصل واللي بيحصل حواليها
وقفت واتسندت لحد ما قامت ومشيت لجوه وهي رجليها بتترعش لحد ما وصلت للكيس اللي فيه هدومها وغيرت العبايه الجديده ولبست واحده من المقطعين بتوعها
بعدها مسكت عبايه عاصم اخدتها وخرجت بيها ليه وملامح وشها زي ما تكون ما تت بالحياة
مدت العبايه ليه واتكلمت بصوت ماااات
:أنا هدعي ربنا كل يوم أنه ياخدني واموووت عشات ترتاح ..بس أمانة عليك يا بيه لما أموووت ابقي ادفني
في النهار عشان انا بخاف من الضلمه
سكتت وكملت بضياع
:انا..انا عارفه ان كل الناس بتكرهني ولما افتكرت ان فيه حد ممكن يحبني في يوم من الايام كنت عبيطه ..
سكتت ودموعها نزلت بنفس الملامح المد/بوحه
:انا ..انا بس افتكرت كده عشان كان نفسي اشوف واجرب احساس الحب ده عامل ازاي
بس مش مهم ..انا خلاص مبقتش عاوزه ..انا هقعد ادعي ربنا كتير أنه ياخدني وساعتها يمكن يعني لما أموووت الاقي حد يزعل عليا او..او علي الأقل مووتي فرق معاه ..انا اسفه تاني .انا اوعدك مش هعمل حاجه تزعلك لحد ما ربنا ياخدني وهسمع الكلام ومش هطلب حاجه ابدا ولا هتسمع ليا حس ..حتي مش هطلب منك أكل وهرضي باللي هتديه ليا حتي لو كان عيش ناشف هاكله من سكات
بصت في الأرض واتكلمت بصوت واطي
:عن إذنك
خلصت كلامها وراحت علي فرشتها عشان تنام
عاصم بصلها وهز رأسه بلا اهتمام وهو فاكر انها بتقول كده زي كل مره وكلها سوم ولا اتنين وترجع زي الأول
بعدها طلع تليفونه وطلب واحد واتكلم معاه في حاجه وقفل علي طول
عاصم بوعيد:
ماشي يا أيمن..هي وصلت بيك لكده ..بس هتوقع ايه منك ما انت واطي
بينما مروه اتمددت بوجع في الارض وهي بتقنع نفسها
:محدش بيحبك..محدش بيحبك ..محدش بيحبك..محدش طايق شوفه وشك ..انا هتمني من ربنا أنه يريح الماس من شوفه وشي ..يمكن لما اموووت الاقي حد زعل عليا او حبني ...يارب اموووت بقي عشان انا وكل الناس نرتاح
.....
كان بيضحك بصوت عالي وهو ماسك التليفون ومنتشي من السعادة
خصوصا لما لقي الفيديو منتشر علي صفحات التواصل بمختلف أنواعها
:يا خسارة الفيديو متاخد من الضهر ..بس مش مهم ..المهم أن اللي إسمه زفت ده د مه يتحرق وانا استااااذ في كده
وقف وبص من الشباك ..بعدها خرج تليفونه وبص علي صوره سلمي واتكلم بوعيد
:وانتي بقي هرجعك ليا ولو كان علي الجواز مش مهم اتجوزك كام يوم اتمتع بيكي ولما ازهق منك وارميكي ..
سكت وكمل بنبره قذره
:مش المهم اي حاجه..المهم ادوق طعمك عامل ازاي وانتي فرسه وعاوزه الخيال ..وانا خيالك والفارس بتاعك اللي هتكوني تحت أمري وطوعي
.....
سلمي كمان شافت الفيديو..تقريبا مفيش حد في الشركه مشفهوش لأن أيمن اتأكد إن الكل يشوفه لمة بعته ليهم من اكونتات فيك
بصت لشكل مروه وهي بتتطوح..وبترقص
ابتسمت بسخريه
:تستاهل يا عاصم ..واحده غبيه زي دي لأزم يكون ده حالها
سكتت واتكملت بتفكير
:بس هي إزاي بقت سكرانه كده ..دي مش عارفه حتي هي بتروح فين ولا تتحرك إزاي
افتكرت لما راحت تسأل منة عن سبب مشيان عاصم ومراته في الخطوبة وهي ردت عليها بتناكه إن مراته تعبانة
سكتت تاني وافتكرت لما عاصم قال أنها عندها مرض مناعي بيمنعها من اكل اي حاجه غير بحساب وممنوعه من الخروج والزيارات
سلمي بتفكير :
معقول مرضها يكون ليه علاقه بحالتها دي ..
اتتهدت بغيره وقالت
:بس احسن يستاهل..حد قاله يروح لواحده مريضه زيها ..خليه يشرب بقي ويتحمل نتيجه اختياره
لسه هترمي التليفون علي جنب ..لكنها لاقت اكونت بيبعت ليها رساله
:سلمي ازيك ..انا أيمن..سلمي لو سمحتي ردي عليا وفكي البلوك..سلمي والله اللي حصل ده كان غصب عني انا كنت شارب وقتها ومش دريان بعمل ايه ولا بتكلم إزاي..سلمي ابوس ايدك ردي عليا انى مش قادر علي بعدك ومن ساعه اللي حصل ده وانا مش قادر انام ولا باكل ولا بشرب ..وضميري بيأنبني ويجلد فيا ليل ونهار ..انتي بس اديني فرصه تانيه وانى مش هجيب ظنك ..انا حتي مستعد أننا نتجوز ولو قولتي اه انا عندي استعداد اجيب المأذون واجي دلوقتي بيتكم اكتب عليكي
سلمي بصت للرسالة منه والد م هرب منها
من غير ذره تفكير واحده دخلت علي المحادثه وعملتله حظر عشان ميقدرش يوصلها من تاني
سلمي بخوف :
هو عايز مني ايه ده ..معني أنه رجع تاني أنه مش ناوي علي خير ...انا عاشرتك يا أيمن وعارفه إن كل اللي قولته ده كدب في كدب وانت كل اللي عاوزه تطولني وخلاص وبعدها هترميني في اقلب مقلب زباله..بس ده بعدك يا ***مش سلمي اللي تتختم علي قفاها وتسكت وحقي انى خدته منك لما لهفت منك المجوهرات دي كلها والفلوس..ومش هرجعلك مليم منهم وموووت بغيظك يا معفن
رمت التليفون بعصبية علي السرير وراحت تغير هدومها
.....
بعد كام يوم
عاصم كان خارج من الاوضه عشان هيخرج زي كل يوم
لاقي مروه قاعدة بتصلي وبتقول التحيات
يادوب خلصت ورفعت كفوفها للسما وبقت تدعي ربنا
:يارب انا عارفه إني وحشه اوي عشان كده كل الناس بتكرهني..بس أنا عاوزه اطلب منك ياربي انك تاخدني عندك وعند أمي وابويا اللي ملحقتش اشوفهم
أنا مش عارفه لما اموووت هروح جنة ولا نااار ..بس انا سمعت الشيخ بيقول انك ياربي عفو كريم ورحيم اوي اوي بعبادك الضعيفين وأنا ضعيفه ..ضعيفه اوي ..يارب اقبلني عندك ..انا عارفه انك مش بتاخد غير الناس الكويسين..انا يارب قررت اصلي واصوم وأقرأ قرآن عشان ترضي عني ..انا متأكده إنك يارب رحيم اوي اوي اوي وهتحقق ليا طلبي وتاخذني عندك عشان الناس ترتاح مني ومن شوفتي
مروه بعد ما خلصت وقفت ولمت سجاده الصلاه لكنها اتفاجأت بعاصم واقف وبيبص عليها
قربت عليه لحد ما وقفت قدامه واتكلمت بهدوء
:انا يابيه دعيت ربنا كتير النهارده إني امووووت
وبقيت اصلي ..اصل انا عرفت إن ربنا بيقبل الدعوة يعد الصلاة وبقيت حاسه أنه هيقبل دعوتي وإن شاء الله هتصحي تلاقيني مُت خلاص وترتاح مني .. بس ياريت لما تيجي تدفني ممكن متزعلش مني تاني وتضايق عشان ربنا يقبلني عنده وأخش الجنة
عاصم :؟؟؟؟؟؟؟
23
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
عاصم بصلها بقرف من طريقتها وبقت بالنسبة ليه ممله و ادائها مبالغ فيه
اتكلم بسخرية:
وافرض لما تمو تي مكنتش موجود واضطريتي تستني بالليل ساعتها هعمل ايه هستناكي للصبح واغيب من شغلي ..جاتك نيله وانتي عبيطة
بصلها واتكلم بحده
:بطلي شغل الصعبنيات ده شويه ..عاوز ارجع من بره الاقيكي مستحميه ومحضره العشا عشان هتيجي الاوضه
سكت وكمل بضحكه ماكره وهو بيغمز
:اصلي جايلي مزاج ارمرم شويه ..عشان كده عاوزك ..وابقي اعملي اي تغيير في شكلك ده ..اي حاجه تفتح النفس بدل ما الواحد تكون نفسه مفتوحه يبص في وشك تتسد
مروه بصتله بملامح وشها الحزينه وعيونها الدبلانه وهزت رأسها من غير كلام
عاصم بصلها بضجر واتكلم بغيظ
:ماتفردي أم وشك المقلوب ده ...طول الوقت بوزك ممدود شبرين ومكشره زي اللي ضايع منها عيل...ده ايه القرف ده
سابها وخرج وهو بيشوح بأيديه
ومروه علي حالها
بعدها راحت تشوف هو عاوز ياكل..بصت في الورقه بتاعه النهارده وبقت تحضر العشا اللي مكتوب لحد ما خلصت
بصت في الساعه لاقت انه فاضل وقت علي ما عاصم يجي ..راحت البلكونه ووقفت شويه وبقت تشم الهوا اللي بقت محرومه منه هو وشوفه الناس
كانت الأجواء جميله جدا تحت وناس رايحه وناس جايه والحركه في كل حته
بقت تتخيل نفسها زي منة أو بوسي أو حتي رنا اللي قابلتهم يوم الخطوبه
بقت تتخيل نفسها بنت ناجحه ليها عيله وعندها شغل والناس بتحبها
سكتت وبصت قدامها بشرود واتكملت بأستسلام
:بس هم مش مروه وعمر مروه ما هتكون زيهم لأن مروه دي ولا حاجه ..اكيد لو مُت في يوم من الايام محدش حتي هيحس بغيابي ولا يحزن عليا والدنيا هتعدي عادي
بلعت ريقها بوجع ودخلت عشان تستحمي وتجهز لعاصم لانها مش جمل كلمه واحده منه
بصت لنفسها في المرايا بعد ما استحمت وبصت لملامحها اللي بالنسبة ليها وحشه أوي أوي والكل بيكره البص ليها (علي حسب اللي كانت تسمعه طول عمرها من الكل)
راحت ولبست عبايه بنص كم واخدت علبه كحل طانت الست بتاعه الكوافير ادتها ليها هديه عشان تجر رجلها للمكان حسب ما قالت
اخدت منها وكملت عيونها بطريقه حلوه زي ما كانت تشوف منال علي طول بتعمل
واخدت حبه علي طرف صباعها وبقت تحطهم علي حواجبها وترسم بيهم حواجبها لحد ما اترسموا رسمه حلوه واخدت السواد اللي باقي علي طرف صباعها عملته محدد وحددت بيه مناخيرها زي ما كانت تشوف منال بتعمل وشافت البنت في الكوافير برضوا بتعمل كده وده كان لوحده كفيل يخلي ملامحها جميله جدا
لكنها مشفتش كده ..شافت نفسها وحشه اوي وكل مالها وعماله تزيد وحاشه
حطت ايدها علي صدرها وحست بوجع مكان قلبها بقي يجي الأيام دي من وقة للتاني لكنها اتجاهلته
فردت شعرها ونشفته وسرحته كويس اوي لحد ما بقي ناعم ومفرود وسابته علي حالته دي
بعدها راحت قعدت في الأرض لحد ما عاصم يجي وهي حاضنه رجليها بأيديها بسكوت وعيونها زي ما تكون انطفت فيها الحياة
محستش بالوقت وهي سرحانه وكل ذكرياتها الوحشه اتجمعت في بالها غصب عنها
كانت حاسه بخنقه فظيعة من كل حاجه
من كلام عاصم وتريقته عليها
من دعاها اللي ربنا مش قابله
من ذكرياتها اللي مفيهاش حاجه تفرح
من حبستها هنا طول اليوم لوحدها
حتي القطه صحبتها بطلت تيجي بعد ما كانت بتتونس بيها
محستش بنفسها غير وعاصم وشه في وشها تمام
عاصم كان داخل البيت ..لكنه كالعادة لاقاه مضلم ومفيش نور داخل غير اللي جاي من البلكونه
شاف جسم مروه المتكوم في ناحيه في البيت ومش باين منها حاجه
نده عليها مره والتانيه لكنها مسمعتش لانها كانت سرحانه ..لحد ما قرب منها وبقي وشه في وشها
ساعتها هي فاقت من سرحانها علي قربه منها ورغم أنها اتخضت لأنها علي غفله لاقته في وشها إلا انها اتمالكت نفسها وبصتله
عاصم بصلها وبص لعيونها المتكحله ومرسومه بالكحل ولمعه عنيها اللي خلته سرح فيها
لكن بوظ ده كله الحزن اللي كان واضح علي ملامح وشها وهينطق من نظرات عنيها
قام وقف بسرعه وشغل النور وبقي يتكلم وهو متحاشي النظر ليها..لكن لما شاف هيئتها لما النور اشتغل غصب عنه فضل باصص عليها
اول مره يشوفها عامله حاجه في وشها من ساعه الخطوبه
كان الكحل لايق علي عنيها جدا ومبينها واسعه وتهبل
حتي حواجبها كانت لائقه جدا مع عيونها ومكنش واحده تنفع من غير التانيه
بلع ريقه واتكلم بأرتباك
:هاتي العشا يلا عشان اتعشى
هزت رأسها من غير كلام وراحت المطبخ تحت نظراته اللي كانت متبعاها لحد ما جات واتعشي
مروه اخدت البواقي لكنها حست نفسها مش جعانه عشان كده حطتهم في طبق وركنتهم علي جنب وخرجت بعدها
عاصم بصلها واستغرب أنها خلصت بدري
:ايه اكلتي بسرعه يعني ..
مروه بصتبه واتنهدت ومردتش وكانت مستنيه أمره عشان تيجي وراه
عاصم فضل شويه علي النل ومروه واقفه وراه من سكات وفضولها غلبها وخلاها تتفرج علي اللي بيتفرج عليه وكان فيلم اجنبي خيال علمي
حاجات جديدة عليها تماما ..لحد ما فاقت علي قفله للتلفزيون وشاور لها تمشي وراه
مشيت وراه لحد ما دخلت الاوضه وفضلت برضه واقفه من غير كلمه
وعاصم اخد هدومه وراح يغير في الحمام..خرج لاقاها علي حالها واتنهد بضيق
:تعالي يختي بوشك اللي يسد النفس ده ...ايه البوز ده ده لو قا:تلك قتىيل مش هتبقي ليا كده ..جتك نيله
.....
تاني يوم عاصم قام من النوم علي صلاة الجمعة
يادوب صحي استحمي وخرج
اما مروه كانت لامه هدومها بتغسلها بعد ما غسلت هدوم عاصم ..لكن الفرق إن عاصم هدومه اتغسلت في الغسالة أما هي هدومها غسلتها في الطشت البلاستيك اللي في الحمام ببواقي الصابون
يادوب خلصت وراحت بسرعة نشرت الكل في المنشر الداخلي
لحد ما خلصت وحضرت الفطار وعلي غير العاده اليوم ده عدي من غير ما عاصم يوجه ليها كلمه واحده أو حتي يحاول يضايقها
لأن باله كام مشغول بحاجه تانيه أو بمعني اصح بواحده تانيه
.....
:عاصم
عاصم عامل نفسه مش سامع اللي بينده عليه وكمل بسرعه عشان يخرج
لكن قاطعت طريقه لما وقفت قدامه واتكلمت بأعتراض
:إيه هو انت مش سامع ..بقالي يومين بنادي عليك وانت مش هنا
عاصم بلع ريقه بتوتر واتكلم بتهرب
:معلش يا منة مخدتش بالي أصلي مستعجل
حاول يمشي لكنها وقفت قدامه من تامي واتكلمت بشك
:عاصم أنا من ساعه خطوبة رنا وانا بقولك عاوزه اكلم مروه وانت مش راضي وكأنك بتتهرب ..في ايه يا عاصم
عاصم بصلها واتكلم بتوتر واضح
:منة اكيد انا مش قصدي كده ..انا بس مشغول الفتره دي ومروه الدكتور مانع عنها الزيارات و..
منة قاطعته:
عاصم لو سمحت لو انت مش عاوز تعرفنا علي مراتك وتخليها تختلط بينا لأي سبب يبقي تقول علي طول يعني مفيش داعي تفضل تخلق أعذار وكل شويه تطلع بحجه شكل ..انت بس قول انك مش عاوزها تختلط بينا واحنا حانفهم علي طول
كانت هتمشي لكن عاصم وقف قدامها واتكلم بضيق
:منة انتي بتقولي ايه بس ..انتي فكراني مش عاوز اعرفكم علي مراتي يعني ولا عاوزها تقرب منكم لا طبعا الموضوع مش كده ابدا ..انا بس بخاف عليها اوي وهي زي ما قولتلك مناعتها ضعيفة أوي..أقل حاجه بتتعبها وأنا مش بتحمل أنها تتعب أو حتي تكح قدامي
منة برفعه حاجب :
وبالنسبة أني بقولك عاوزه أكلمها..دي عذرها ايه بقي
عاصم داري عيونه منها واتكلم بتبرير
:أصل انتي عارفه انها موبايلها بايظ زي ما قولتلك ولسه بيتصلح وهي اصلا مش بتستخدمه عشان كده مطنشه المووضوع هي اصلا مش بتكلم غير اخوها وبتكلمه من علي موبايلي
منة ابتسمت بأصفرار واتكملت بسماجه
:خلاص يبقي خليها تكلمني من علي موبايلك واهي اتحلت أهيه وبالنسبة لموضوع الزيارة ده يتحل بعدين
عاصم حرفيا عصر علي نفسه لمونه ورسم بسمه اصطناعية علي وشه واتكلم بهدوء مصطنع
:حاضر يا منة ..اول ما هروح هخليها تكلمك ..
منة بحماس:
وياريت بقي لو تصلح تليفونها في أسرع وقت ..إحنا البنات منقدرش نعيش من غير رغي ..وانا واثقه أننا هنكون شله جامده بعد ما مروه تدخل الشله دي
عاصم بهمس لنفسه
:البت منة دي مخها لاسع..لازم اخد بالي منها ..دي بحركه مجنونة واحده ممكن تعملها هتكشفني خالص ..والبت مروه دي اصلا هبلة يعني مش هتاخد مجهود وتقر علي كل حاجه ..واللي هيضيع في النص هو أنا بعد ما كل الشركه تشمت فيا لما يعرفوا بجوازه الشوم اللي أنا متجوزها..الوضع ده مش هينفع..انا للزم أسرع في خطوه طلاقي دي وإلا ساعتها هقوم ألاقي نفسي لبست الخازوق
بص لمنة واتكلم وهو ماشي
:حاضر يا منة إن شاء الله..لما اوصل هبقي اخليكي تكلميها
سابها ومشي بسرعه قبل ما تمسك فيه وتطلب تاخد رقمها عشان تكلمها لما التليفون يتصلح ولا تطلع بأي فكره جديدة
.....
سلمي كانت قاعده في الكافتيريا وقت الاستراحة وكل تركيزها مع باب الدخول ..لحد ما اللي كان نفسها فيه حصل ولاقت عاصم داخل هو وحامد والاتنين بيتكلموا
عاصم لما شافها وقف لثانيه وعينه جات في عينها
سلمي كان عندها أمل أنه لسه بيحبها وعيونه هتفضحه
لكن عاصم كأنه عرف اللي بتفكر فيه عشان كده بعد عيونه عنها وراح قعد وحامد راح جاب ليهم قهوة وحاول ينشغل معاه بالكلام وميركزش معاها
سلمي لوت شفايفها بزعل بس فكره لمعت في دماغها خلتها تقوم بسرعه وهي عاوزه تنفذها
كانت يادوب معديه من جنب طربيزه عاصم وعملت إن كعبها اتلوح وهتقع..كانت مستنيه منه أنه يمسكها او يلحقها او حتي يعمل اي رد فعل يقول إنه مهتم بيها
لكن ولا حاجه..لاقت نفسها بتقع في الارض علي رجليها بعد ما مسكت نفسها من الوقعه بطريقه بايخه قدام الكل
:ألف سلامة عليكي يا آنسه سلمي..مش تخلي بالك
سلمي رفعت عنيها واتكلمت بضيق
:شكرا يا حامد هخلي بالي حاضر
بصت لعاصم مستنيه منه أي رد او كلمه لكن كل اللي عمله انه كان بيشرب قهوته ببرود وبيبص في التليفون بتاعه ومش مركز معاها اصلا
سلمي وقفت وهي حاسه بنااااار من عاصم لكنها حاولت متبينش
بينما عاصم كان عامل نفسه مش واخد باله منها لكنه كان مركز معاها ومع كل حركه منها
وبطلوع الروح قدر يحافظ على ثباته الانفعالي وهو شايفها بتقع قدامه
لكنه اقنع نفسه في النهايه انها متستاهلش حتي نظره منه
بينما حامد كان فاهم اللي بيدور في دماغ الاتنين لس ٧امل نفسه مش فاهم
.....
عاصم يادوب رجع البيت لاقي اتصال من منة
كنسل عليها ودخل بسرعه لاقي مروه كالعا بتبص الأكل علي السفرة
شدها من أيدها وقعدها علي الكنبه بسرعه وهي مش فاهمه حاجه وبتبص ليه بأستفسار
عاصم بلهفة
:اسمعي كويس ..منة بتتصل وعايزه تكلمك ..
شاورت علي نفسها بمعني أنا
عاصم بنفاذ صبر
:لا ماهو ده مش وقت غباء .منة من يوم الخطوبه وهي عاوزه تكلمك وانا بتهرب منها لكن النهارده مقدرتش ..عشان كده انا هرن عليها دلوقتي وانتي هتكلميها وتباني عادي ..ولو سألتك عن معاد تيجي تزورك فيه قولي انك مش عارفه وهتسألني وبعدها اديني التليفون وانا هتصرف ..اهم حاجه مش عاوزها تشك في حاجه واتكلمي زي بنات الذوات وخليكي ذوق فاهمه..ولو عجبتيني هديكي..
مروه قاطعته واتكلمت بهدوء
:انا مش عاوزه حاجه يابيه ..انا خلاص الحمد لله رضيت باللي معايا ومش عاوزه حاجه ..ممكن حضرتك تكلمها وانا إن شاء الله مش هجيب ظنك ومحدش هيعرف انك متجوز واحده خدامه متقلقش
عاصم بصلها بشك ورغم ده كله حس بزعل من نبره صوتها ..لكنه اتجاهل كل ده ورن علي منة اللي فتحت بسرعة
:ألو..ايوه يا عاصم فين مروه
عاصم بهدوء:
منة معلش كنسلت عليكي..مروه كانت في الحمام ولسع خارجه ..أهيه معاكي كلميها
منة بحماس:
مروه حبيبتي..عامله ايه يا قلبي وايه أخبارك
مروه بصت لعاصم واتكلمت بمنتهي الهدوء
:الحمد لله يا منة يا حبيبتي..انا كويسه خالص ..انتي اخبارك ايه طمنيني عليكي
منة بزعل:
انا كويسه وكنت طول الوقت بحاول اتواصل معاكي من ساعه خطوبة رنا..كنت عاوزه اتطمن عليكي..والله زعلت اوي لما عرفت انك تعبتي ..حتي كان نفسي اقعد معاكي حبه كمان اما وبوسي ..بس ملحقناش
مروه ببمسه هاديه:
والله وانا كمان حبيتك يا منة ..انتي وبوسي وحتي رنا ورندا مع إني متكلمتش معاها كتير ..بس حبيتكم كلكم
وكنت عاوزه اتطمن عليكم واعتذر عن اللي عملته آخر مره ..اكيد العروسة اتضايقت جدا من قله ذوقي
منة بسرعة
:تضايق ايه يابنتي هو انتي عملتي كده بمزاجك...ده كله كان غصب عنك ..انتي ملكيش دخل وبعدين تعتذري
ليه اصلا ..ده المفروض احنا اللي تعتذر علي اللي حصلك ..اكيد اللي حصل ده لأن العصير كان مش صحي وفيه مواد حافظه أثرت عليكي
عاصم فضل مركز في كلمه كه مروه لانها كانت فاتحه السماعه الخارجية
حرفيا طان متفاجئ من ردود مروه اللي كانت بمنتهي الذوق والعقلانيه كأنها اتبدلت وبقت واحده راقيه غير مروه العشوائية التلقائية العكاكه اللي عارفها
عاصم بقي يشاورلها بأيده علس حاجات تعملها
مروه فهمت عاوز يقول ايه وبقت تعمل نفسها بتكح
منة بقلق:
ألف سلامة عليكي يا قلبي..طب انا هقفل دلوقتي واسيبك ترتاحي..بس هتصل تاني متخافيش..ده انتي قعدتك مينشبعش منها
مروه عملت نفسها بتكح وبتتكلم وهي بتكح زي ما عاصم بيقولها
:معلش يا منة..بجد آسفه بس هضطر اقفل لان حلقي وجعني وفي دوا لازم اخده دلوقتي لأن مواعيد الدوا بتاعتي مينفعش تتأخر ..سلام يا قلبي
عاصم أخيرا قدر ياخد نفسه بعد ما قفلت المكالمه وحط إيده علي صدره براحه
:ياااه كنا علي شعره وهنتكشف
بص لمروه وكمل :
لا طلعتي بتعرفي تمثلي وتمرت فيكي اللقمه اللي بتاكليها عندي ..بس بكش منة تتهد وتبطل تتصل ..مش اي واحده تشوفها تكون عاوزه تصاحبها..دي غريبه اوي
.....
يوم الجمعة الساعه عشره ونص الصبح كان عاصم لسه صاحي ..بص في الساعة لاقي إن لسه فيه وقت علي الصلاة عشان كده قرر يكمل نوم ..خصوصا أنه نام متأخر ليله إمبارح
لكنه فتح عينه بسرعه لما لاقي مروه داخله عليه وبتتكلم بتوتر
:عاصم بيه ..عاصم بيه الحق الباب بيخبط
عاصم اتعدل وبصلها وعيونه مش قادر يفتحها وبصلها واتكلم
:مين اللي بيخبط في الوقت ده
مروه بتوتر أكبر:
انا لما بصيت من العين السحريه لقيت اللي بيخبط منة وبوسي والعروسة اللي رحنا فرحها ..حتي أصحابك الأولاد كله واقف علي الباب ..أعمل إيه
عاصم بصدمة:
مين؟!
24
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
عاصم بصدمة:
مين؟! بتقولي مين؟
مروه بصتله بخوف وكررت جملتها
:صحابك اللي قابلتهم يوم الخطوبه حتي العروسه اللي إسمها رنا برضوا معاهم ..كله بره علي الباب
عاصم وقف بسرعه من علي السرير وحط ايده علي رأسه بخوف واتكلم بقلق
:ايه جابهم دول ..ايه جابهم ..مش بتحصل ابدا إنهم يجوا من غير ما يتصلوا
مروه بخوف:
هنعمل ايه
عاصم لسه هيرد لكنه سمع صوت تخبيط جامد علي الباب
عاصم بصلها بقله حيله وهو مش عرف يعمل ايه
مروه بأرتباك
:انت ممكن تخرج تقولهم إني مش موجوده وانا استخبي في اي حته لحد ما هم يمشوا
عاصم بتوتر:
مينفعش..مينفعش..انا قايلهم انك عيانه ومش بتخرجي خالص بره البيت غير نادرا جدا..لازم نلاقي حل تاني
سكت شويه ومروه مستنيه هيقول ايه
لكن الرزع مش مبطل ومخلي الاتنين متوترين ومش عارفين يفكروا
علي الباب
:يابني براحه اكيد نايمين متبقاش قليل الذوق بقي
:ياعم انا متعود علي كده ..وبعدين لو كانوا نايمين مش لازم نصحيهم
:طب بدل ده كله ما تدوا لعاصم رنه علي الموبايل بدر الهيصه والدوشه دي كلها
الكل بص لرنا وكأنه أستوعب إن فيه اختراع اسمه تليفون ممكن يستخدمه
كمال بأستغراب:
هو احنا ازاي مجتش فكره زي دي علي بالنا ..ده انا ايدي وجعتني من التخبيط علي الباب
خرج تليفونه وبقي يرن علي عاصم
لكن صوت التليفون كان جاي من ورا الباب علي طول
ثواني والباب اتفتح وطل منه عاصم وهو باين عليه اثر النوم
عمل نفسه متفاجئ لما شافهم واتكلم
:ايه ده هو انتم ..انا افتكرته البواب جايب الطلبات
رحب بيهم بعد ما سلم علي الكل و دخلهم وهو بيحاول ميبينش توتره وقلقه
عاصم بأرتباك:
منورين يا جماعه..بس غريبه يعني محدش بلغني بالزيارة دي
كمال بهزار:
قولنا نعملها مفاجأة..هااا ايه رأيك
عاصم بلع ريقه واتكلم بأرتباك
:حلوه طبعا ..بس لو كنتو بلغتوني كان هيبقي احسن ..حتي الحق اجهز الدنيا ونحضر الفطار واكون مجهز نفسي بدل ما انا طالع بشكلي ده
:يعني هي دي أول مره نشوفك بالحال ده
قالها حامد لكن وقف علي كلمه رنا
:احنا أول مره نشوفه
قالت كلامها وهي بتشاور علي البنات
منة بحماس:
فين مروه ..انا طول الطريق مش بتكلم غير عليها ونفسي اشوفها بجد
عاصم بهزار:
هو انتو جايين لمروه ولا جايين ليا ولا طلعتو خونه ولا ايه
منة بهزار:
بص هو احنا ممكن تقسمنا..يعني عندك البنات جايين لمروه ..أما شويه الشنبات اللي جنبك شوفهم جايين لمين
عاصم بصلهم واتكلم برفعه حاجب
:جاي لمين ياخويا انت وهو
كمال بملل:
انا عن نفسي جاي أكل..اصلنا عزمنا نفسنا علي الفطار عندك النهارده..وياريت لو الطعميه تكون سخنه مولعه
والفول بالزيت الحار وعايز بصل أحمر وشويه عيش شامي
حامد بزهق :
انا معرفش الواد ده طينته ايه ..ده بارد برود القطبين
لحظه سكوت كان الكل فيها بيبص لبعض قطعها كمال اللي اتكلم بصوت باين عليه الهزار والحماس بعد ما استجمع نفسه
:طبعا إحنا اكيد لما جينا علي غفله انت مكنتش عامل حسابك وده بدليل انك خرجت لينا بعماصك
عاصم بصله وعمل نفسه هيحدفه بالطفايه من وصفه
كمال كمل بضحك
:بس إحنا قولنا بقالنا كتير متجمعناش عندك ..عشان كده قولنا نيجي النهارده..خصوصا إن البنات عاوزين يتطمنوا علي مروه وكل شويه ملهمش سيرة غيرها واتفقنا اننا نيجي النهارده في يوم الاجازة ونفطر مع بعض
حامد كمل :
طبعا انت عارف كمال مخه طاقق منه ومش بيفكر ..عشان كده أصر علينا اننا نيجي ..والبنات كمان كل شويه زن زن عشان نيجي وانت اصلا مش هنا الايام دي ومشغول ومش عارفين نتلم عليك ..عشان كده جينا من غير خبر ..معلش بقي
عاصم بعتاب :
انت بتقول ايه يا حامد ..انت تيجي وقت ما تحب
بص للكل واتكلم من قلبه
:انتوا كلكم تيجوا وقت ما تحبوا ..بيتي هو بيتكم يا جماعه ..ولا خلاص يعني عشات اتجوزت هنبتديها رسميات
كمل ورسم نبره حزينه
:انا بس الفتره دي متلخبط شويه وبرجع بدري عشان اكون مع مروه ..انتو عارفين انها مش بتخرج ومحدش بيزورنا وهي بتفضل لوحدها ..حتي موبايلها بايظ..وبقلق عليها طول ما انا بره ومش برتاح غير لما اشوفها قدامي كويسه
:ماهو احنا جايين عشان كده يا عاصم..احنا زعلنا اوي علي حاله مروه اوي يوم الخطوبه بتاعتي..احنا بجد اتعلقنا جدا بيها
كملت منة بعد رنا
:ايوه صح ..أنا حبيت مروه اوي ..انت ممكن تقول علينا بنبالغ بس دي الحقيقة..انا حبيت مروه اوي وامت عارف اني من بصه واحده بقدر اعرف اللي جوه اللي قدامي واعرف نواياه ومروه فعلا نضيفه اوي من جوه وتستاهل كل خير وكل حب
عاصم بصلها كلامه اثر فيها وشكرها بعنيه قبل لسانه
:والله انا مش عارف ارد اقول ايه بعد الكلام ده..بس اكيد مروه هتكون محظوظه لو كنتو صحابها فعلا
بوسي بحماس :
هااا بقي فين مروه اللي احنا عمالين نتكلم عليها ..مش تحضرنا واحنا بنشكر فيها ولا ايه
عاصم هز راسه وهو راسم ابتسامة مصطنعه واتكلم
:ثواني وهجيبها هي كانت صاحيه وفي الحمام لما انا فتحت زمانها خلصت
حامد اتكلم قبل ما عاصم يمشي
:متخافش عليها احنا جايبين مطهر ومعقم وكل الحاجات اللازمة عشان لو فيه اي جرثومة ولا اي عدوي في حد فينا تتباد ..علي بال ما تخرج انت هنكون عقمنا نفسنا والمكان اللي قعدنا فيه
عاصم بص للاكياس اللي معاهم واللي بقو يخرجوا منها علب وبخاخات يرشوا بيها علي نفسهم وعلي المكان وهم خايفين إن مروه تلقط عدوي ولا تتعب
اتنهد بقلق ودخل الاوضه علي طول
اول ما دخل لقب مروه لبست وجهزت
اتأملها بالعباية الجديدة اللي حرفيا كانت هتاكل منها حته
والطرحه كانت لائقه جدا مع لون بشرتها القمحيه
لاقاها كحلت عيونها وحطت شويه لحواجبها عشان تبان مرسومه وحددت مناخيرها عشان تبان مظبوطة ورفيعه
كانت جميله مع انها مكنتش عامله اي حاجه غير انها مستخدمه الكحل بس لكن بكذا طريقه
عاصم للحظه نسي اللي بره دول وبقي مركز ومتنح فيها
هو يوم ما جاب العبايه وجربتها كان علي آخره من الفيديو اللي شافه ومركزش معاها
لكن دلوقتي..مقدرش يمنع نفسه أنه يتأملها
مروه بصتله مستنيه اللي هيقوله وهي عملت زي ما طلب تمام
افتكرت طلبه منها قبل ما يخرج
فلاش باك
عاصم فضل بيفكر لحد ما فكره لمعت في دماغه
بص لمروه واتكلم بسرعه
:بقولك ايه روحي هاتي هدومك والفرشه اللي انتي فرشاها دي ولمي ده كله واخفيه
قام وقف بسرعه وخرج العبايه الجديده اللي جابها ليها هي والطرحه
:وادخلي استحمي وظبطي نفسك والبسي العبايه دي واعملي بالكحل زي ما كنتي عامله إمبارح..اهم حاجه تباني حلوه ومهتمه بنفسك واوعي ترمي الطرحه عادي علي شعرك ويبان ..مش عاوز شعره من راسك تبان
وهم اكيد حيتفهموا انك من الصعيد والعبايات الإستقبال دي هي اللي بيتقابل بيها الضيوف
سكت واتكلم بعدها بتحذير
:أما دلوقتي هخرج استقبلهم واظبط الدنيا عشان محدش يشك ..واديكي شويه وقت عشان تجهزي وبعدها هدخل اجيبك
مروه مروه هزت راسها بسرعه علي كلامه اللي حست انه منطقي ويتصدق
بسرعه لمت الفرشه وجابت الكيس اللي فيه هدومها وخبته جوه وبعدها اخدت العبايه ودخلت الحمام ودي كانت آخر
باك
مروه خرجت مع عاصم وهي خايفه وقلبها بيدق من كتر الخوف ..وكل تفكيرها أنها ممكن تغلط وعاصم يعاقبها زي ما بيعمل علي طول والمره دي حست إن طاقتها خلصت علي اي عقاب ممكن تاخده
رسمت بسمه هاديه علي شفايفها قابلت بيها الكل وسلمت عليهم
خصوصا منة اللي سلمت عليها بقلب جامد وعشم كبير هي وبوسي
بعدها سلمت علي أصحابه الرجاله من بعيد
والكل قعد وقتها
منة قربت من الكرسي اللي عليه مروه واتكلمت بحماس
:من يوم الخطوبه وانا نفسي اكلمك بجد ..حتي المكالمه اللي اتكلمتها معاكي من تليفون عاصم منفعتش..كنت عاوزه اتكلم معاكي ..انا حسيت اني عرفاكب ومتربيه معاكي ..انا ممكن اكون ببالغ بس بجد مش عارفه ايه حصلي من ساعه ما شوفتك ..حسيتك متربيه معايا واكتر من اختي
كملت بوسي بنفس الحماس
:وانا كمان ..حساكي شبه منة اوي عشان كده كنت عوزاكي تدخلي شلتنا ..اصل بصي ..شلتنا دي مفيهاش حد عاقل غير منة والباقي عقله طاقق منه وانا بالذات عندي ربع طاير ..عشان كده لازم نوازن ونجيب حد عاقل للشله قبل ما نروح العباسيه
الكل ضحك علي وصفها لحالهم وهو ده حالتهم فعلا منة اعقل واحده فيهم
قطع ده كله صوت الميكرفون بتاع الجامع القريب من البيت وهو بيشغل قرآن قبل الصلاة
حامد بص لعاصم واتكلم بسرعه
:عاصم ادخل اجهز انت عشان نروح نصلي والبنات هنا هيحضروا الفطار والباقي احنا هنجيبه واحنا راجعين من الصلاه ونفطر كلنا مع بعض
عاصم بلع ريقه بقلق من حته انه يسيب مروه لوحدها مع البنات لطمه فاق علي حامد وهو بيستعجله
:يلا يابني ومتخافش علي مروه ..البنات كلهم موجودين وهياخدوا بالهم منها متخافش
عاصم بصلها بصه فهمتها بمعني تخلي بالها من تصرفاتها
مروه بصتله بخوف وهزت رأسها براحه من غير ما حد يشوفها
عاصم استأذن من الكل وراح عشان يجهز ومروه غرقت في بحر الأسأله اللي اتفتحت عليها من الكل عن قصه حبها الأسطوريه مع عاصم ..وطبعا هي بقت تقول زي ما عاصم كان معلمها
لحد ما هو بنفسه خرج والرجاله كلها وراه والبنات دخلو المطبخ وهناك كان حوار تاني
.....
:يااااه اخيرا يابنتي عرفت اتواصل معاكي ..ده عاصم كان محاوط عليكي زي ما نكون هناكلك..بس الصراحة عنده حق..حد يكون متجوز حته السكر اللي زيك وميخفش عليها من عيون الناس
مروه بصت لمنة اللي بتقطع طماطم وخيار وهي بتقول كده وابتسمت ومعرفتش ترد بأيه غير أنها شكرتها
:ده من ذوقك بس ..إنما لو كان فيه حد جميل فعلا فاهو انتي
بصت لبوسي ورنا وكملت
:وبوسي كمان جميلة اوي اوي هي ورنا حلوين أوي
بوسي بملل:
عارفه عارفه وسمعت الكلام ده كتير ..عاوزه حاجه جديدة
رنا بسخرية:
بجد التواضع اللي انتي فيه مش معقول يا بنتي ..يلا يابت انجري شوفي البطاطس اللي بتتحمر دي لاتتحر ق
بوسي بأعتراض:
واشمعنا انا اللي أقف في وش البوتاجاز والنااار ما تقفي انتي ياختي بدل ما عماله تدي أوامر
منة بزهق:
لوكل اوي انتوا الاتنين..بتتكلموا زي الناس البيئة خالص
مروه بصتلها وخافت تتكلم زيهم تكشفها وهي طول عمرها طريقه كلامها اوحش من كده حتي
منة كملت :
شوفي البطاطس يا بوسي هتتحر ق الله !
بوسي بغيظ:
مااااشي ..بس البطاطس دي محدش هياكل منها غيري يا شويه مستغلين
بصت لمروه وابتسمت
:وأكيد مروه حبيبتي هتاكل معايا ..إنما انتم ولا اعرفكم
رنا بترفع:
انتي تطولي اصلا إن رنا هانم ومنة هانم ياكلوا معاكي يا عاديه انتي ..ده انتي بكلامك معانا بس هتدخلي التاريخ من أوسع أبوابه
بوسي بصتلها بسخريه وبقت تقلدها هي وبتتكلم
بينما مروه كانت واخده جنب وهي بتعمل السلطه وخايفه من اي غلط خصوصا إن عاصم مش موجود
لكن رغم تحفزها ده كله حست براحه بوجودهم
وأخيرا بقي في حد بيكلمها ويتفاعل معاها ويكلمها عادي من غير تريقه ولا أوامر ولا اي حاجه تحسسها أنها اقل من اللي قدامها
ابتسمت علي كلام التلاته ومناغشه البنات حواليها
بصت عليهم وسألت
:اومال فين رندا
الكل لوي وشه ورنا اتكلمت بضيق
: مرضيتش تيجي ..بتقول عندها ظروف
:اصلا رندا مش بتاعه خروج ولا طلعات ولا حاجات من دي..بحسها معقده كده زي اللي عندها توحد
مروه رفعت راسها زي الصاروخ وبصتلها بتحفز وبوسي كملت
:علي طول مش عاوزه حد يقرب منها ..دايما ساكته زي ما تكون واكله سد الحنك..وبتكره خالص التلامس ختي لو بالايد او مجرد سلام
مروه قلبها دق بسرعه وبقت مرعوبه لا حد يكشف إن هي عندها توحد هي التانيه
منة كملت بضيق:
ما تسكتوا انتو الاتنين انتو هتطلعوا إشاعه علي البنت ..حرام عليكم
بوسي بملل:
انا بقول اللي بشوفه..فعلى رندا دي مش طبيعية ..
وانتي عرفاني صراحتي سر تعاستي
منة بضحك :
يابنتي بقي انتي مش بتتكلمي جد خالص ..وبعدين يا حبيبتي مرضي التوحد بيكون عندهم مواصفات تانيه غير اللي انتي بتقولي عليها دي ..
:ايه هي
من غير ما تحس سألت السؤال ده بسرعه
منة بصت لمروه وردت علي سؤالها
:يعني مثلا تلاقيهم مش واخدين علي الناس وحياتهم كلها مفهاش غير كام واحد بس وفي حالات توحد برضوا مش بيكونو بيحبوا التلامس ابدا ابدا ولو اتحطم تحت ضغط بتحصل لهم حاله غريبه شويه ..يعني بيحطوا ايديهم علي ودانهم ويقعدو في الارض وبيقولوا كلام مش مفهوم وتلاقي اهتمامهم بحاجات محدده خالص وغالبا بتكون ليها علاقه بالأرقام والتكنولوجيا والمسائل الرقميه وساعات تحسي انهم علقوا في الكلام ..يعني ممكن تشوفي واحد منهم بيعيد الكلمه اكتر من مره بطريقه ملفته
ودايما تحسي وانتي بتتكلمي مع أي مريض توحد أنه باصص لحاجه جنبك ..مش بيبص لعيون اللي بتكلم معاه ابدا ..بيتحاشي اي تواصل بصري مباشر
مروه كانت بتسمعلها وهي في انشداه
وسألت
:يعني واحده زيي مستحيل تكون متوحده
التلاته بصولها بأستغراب وهي كملت بتوتر
:قصدي يعني عشان انا زي رندا كدا ..هاديه خالص وفي حالي ..بس يعني بسلم بالايد عادي و..
منة بجديه:
مروه حبيبتي انتي مفهمك انك عندك توحد ..انتي بتتكلمي جد ..مروه انتي طبيعيه جدا..انا مش عارفه مين اللي قال عليكي كده او حاول يفهمك كده حتي لو بيهزر..انتي طبيعيه جدا وزي الفل ..ولو كان علي كلام بوسي وانك قارنتي بينك وبين رندا ولقيتي إن فيه صفات متشابهه فيكم انتو الاتنين فا ده مش معناه انك فيكي حاجه غلط ..ولا حتي رندا..انتو بس انطوائيين شويه وده مش عيب علي فكره ..ده مفيش احلي من العزله عن العالم المؤذي ده والناس التوكسيك اللي فيه
مروه هزت رأسها برفض وهي مش مصدقه اللي سمعته
بلعت ريقها واتكلمت بهمس لنفسها
:يعني انا ده كله فاكره إني متوحده وكله بيتريق عليا وعامليني ممسحه بحجه إني هبله وعبيطه وعندي توحد ..وفي الاخر كل ده كدب
داست علي سنانها وكلمت نفسها بغضب ودموعها بتلمع في عيونها
:يعني انا طبيعيه زي كل الناس وانتو كنتو مفهميني انا والناس إني متخلفه..انا لما اصحاب عاصم يمشي لازم اكلمه ..
بلعت ريقها وحاولت تهدي وركزت في اللي بتعمله عشان محدش ياخد باله
اتسمع صوت الباب وهو بيتفتح وبعدها أصوات مختلفه بقت موجوده أوضح واحد فيهم هو صوت كمال اللي عمال يشتكي
:ياعم بقي انتو مشيليني كل الكياس لوحدي وكمان انا اللي أحاسب..ليه يعني
حامد بشماته:
مش انت اللي عملت فيها عم الشهم وقولت انا هدفع
كمال بتبرير:
دي كانت عزومه مراكبيه لو تاخد بالك
عاصم بملل:
بقولكم ايه ابعدوا كده وكملوا خناق بعيد عني..مش كفايه فرجتوا الناس علينا بسبب صوتكم العالي ..انا رايح اشوف اللي في المطبخ خلصوا ولا لا
كمال بغمزه:
رايح تشوفهم خلصوا ولا رايح تطمن علي الحب ..اوعدنا ياااارب
عاصم بقرف:
قر انت..اقعد قر لحد ما هتجيبني ارضي
عاصم لاقي منة خارجه من المطبخ ويعد شويه كلام اخدت منهم الأكياس الي فيها الحاجه الي جابوها عشان الفطار
علي السفره كان كله قعد بعد ما الطربيزه اتملت من خيرات ربنا
عاصم كان جتي وهو ماسك ايد مروه وقعدها جنبه وهو بيبتسم بقلق وبيبصلها بتحذير
لكن علي غير العاده نظرات مروه ليه كانت مختلفه تماما زي ما تكون مزيج من الغضب والعتاب والنفور
مركزش كتير والكل ابتدي ياكل وعاصم مش عارف مروه مالها..طول الوقت سرحانه..حتي أكل يادوب اكلت كام لقمه ونظراتها بتقول إن فيه حاجه حصلت
.....
تاني يوم كانو الشله متجمعين في الكافتيريا وقت الاستراحة وبيتكلموا عن زيارتهم لعاصم ومروه إمبارح
بس عاصم مكنش جه لسه
:بحس مروه دي مش زي الناس العاديه
قالتها رنا بأستغراب
خلي الكل كمان يبص عليها بأستغراب مماثل
منة :
تقصدي ايه
:مش عارفه حساها غريبه شويه في تصرفاتها..يعني منطويه جدا علي نفسها ..وطيبه خالص لدرجه تخوف متعرفيش دي طيبه ولا غباء ..بس الطيبه الزايده عن اللزوم غلط اوي ..كمان اخر مره شوفتها يوم الخطوبه عنيها كانت بتلمع والفرحه باينه علي وشها ..إمبارح كانت عنيها مطفيه ..بصو مروه دي باين عليها بير أسرار وملوش قرار
بوسي بضيق:
ياستي سيبها في حالها احنا مالنا ..وبعدين البنت زي السكر..هي بس اللي غلبانه ومن عيله محافظه جدا زي ما عاصم قال..والبنات اللي زيها بيكونو خجولين اوي خصوصا إنها مش بتخرج كتير وتتعامل مع الناس بسبب مرضها ..وبعدين مالها لما تكون طيبه اوي وعلي نياتها..خليها كده بريئه..ده عاصم محظوظ بيها
حامد بمزاح:
طب ما ده حلو ده ..واحده زي دي لقطه لأي راجل ..من أقل كلمه هقدر يثبتها..ومش هسأل روحت فين ولا جيت منين بمجرد بس ما يتقالها حاجه هتجري تصدقها
الرجاله ضحكوا لما فهموا اللي بيرمي ليه بعكس البنات اللي بصوله بزهق وواحده منهم نطقت بغل
:قصدك عشان يقدر يخونها في اي وقت وبراحته وميشلش هم أنها تكشفه في يوم من الايام مش كده
ضحكت حامد اختفت هو والكل ..بينما اللي قالت كده بصتله بصه قتىلته وقامت مشيت راحت علي طربيزه تانيه وباقي البنات راحوا وراها بينما الرجاله فضلوا مكانهم
سلمي كانت قاعده في الطربيزه اللي حنبهم وسامعه اللي بيتقال..وكأنهم بيتكلموا بصوت عالي عن قصد عشان تسمع..
كانت بتسمع حكايتهم عنها وعن صفاتها ومميزاتها
ود مها بيغلي من غيرتها
لكن كل ده وقف ونسيت كل حاجه هي شايفه اللي داخل عليها
:عاصم
قالت إسمه بهمس ومن غير شعور اترسمت بسمه علي وشها
عاصم كان شايفها وشايف بسمتها لكنه اتجاهلها تماما وراح علي الطربيزه اللي عليها حامد وباقي الرجاله
:ايه يا شباب ..اومال منة وبوسي ورندا ورنا قاعدين لوحدهم ليه
حامد بص بعيد وما ردش وعلامات الحزن بانت واضحه علي وشه
لكن كمال صاحبه كمل بسرعه
:اصلهم بيقولو كلام بنات..وانت عارف البنات بقي وعقلهم بيتكملوا في حاجات فاكرين إن الرجاله مش عرفاها ولا بتفهم فيها ..بس اهو سبناهم علي راحتهم
عاصم بص لحامد وعرف إن فيه حاجه حصلت لكنه قرر ميتكلمش ويفتح في الجر وح القديمه
بص بطرف عينه لقي سلمي لسه مركزه معاه
ابتسم بسخرية واتكلم لنفسه
:ولسه إن ما خليتك تعضي صوابعك من الندم مكنش انا عاصم ..دلوقتي زعلانه عشان مبقتش بتاعك ..ولا كنتي عوزاني اعيش علي ذكراكي وابكي علي الأطلال زي حامد ..طب حامد كان هو الغلطان في حكايته وبيدفع تمن غلطه ..إنما أنا ادفع تمن غلطك ليه ..بكره اطلق البت مروه العبيطة واتجوز واحده بنت ناس وعيلتها ليها شنه ورنه في البلد ..إنما انتي خليكي علي حالك وابكي اللي علي اللي ضيعتيه
ابتسم واندمج في الكلام مع أصحابه
ويادوب بيدور وشه يمين حاجه بسيطه لقي اللي خلي
د مه يفور ويغلي
25
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
ويادوب بيدور وشه يمين حاجه بسيطه لقي اللي خلي
د مه يفور ويغلي
سلمي اتخضت وبان علي وشها الفزع لما لاقت أيمن قدامها بأبتسامته اللي بقت تكرهها
قعد قدامها علي الطربيزه وهو بيمثل الندم والطيبة
في نفس الوقت
: سلمي ..روحي عامله ايه ..بقالي كتير مشوفتكش وجيت النهارده اطمن عليكي
سلمي بصتله بغضب واتكلمت بهمس وقلق
:اسمع ..انا مش فاضيه للعبك ده ..انا عارفه اللي في دماغك واللي بتفكر فيه ..بس مش انى يا بابا ..روح رمرم في حته تانيه بعيد عني ..اصل انا غاليه اوي ..متقدرش..عشان كده تاخد بعضك كده بالذوق من غير صوت وتتكل من هنا احسن هفرج عليك الشركه كلها وخلي مستر ماهر يعرف ابنه بيعمل ايه وليه فركش خطوبته
:هو مش ده أيمن..ده مظهرش من ساعه ما فشكل هو وسلمي.. ايه جابه دلوقتي
:اكيد جاي يلطف ويعطف عشان المايه ترجع لمجاريها
عاصم بص للي قاعدين معاه وبيقولوا الكلام
عيونه حرفيا كانت بتطق شرار وهو بيفتكر الفيديو اللي نشره لمروه واللي عاصم بطلوع الروح قدر يحذفه بعد ما خلي واحد هكر شالهم كلهم من علي مواقع التواصل
ورغم إن وش مروه مش باين ومش ظاهر منها حاجه لكن ده كان كفيل يقيد الناااار فيه
شافه وهو بيقعد علي الطربيزه معاها
لىحظ ملامح سلمي اللي اتقلبت وبقت تتكلم بهمس وهي بتدوس علي أسنانها وملامح الغضب باينه علي وشها
مكنش يعرف هم بيقولو ايه ..لكنه اكيد حاجه مش هتصره عشان كده قرر ياخد جزء من حقه من أيمن
عاصم عمل نفسه قايم وراح ناحيه مكنه القهوة وجاب كوباية سخنه من هناك وكان راجع مكانه
لكنه عمل نفسه بيتكعبل في رجل الطربيزه ووقع القهوة علي رجلين أيمن اللي من سخونتها صرخ بوجع وهو بيمسك قماشه البنطلون وبيحاول يبعده عن جسمه عشان ميتأذيش اكتر
ساعتها اتسمع صوت ضحكات من معظم الموجودين علي شكله وهو بيصرخ وبيبعد هدومه عن جسمه
عاصم بصله بشماته بعدها مثل الأسف واتكلم بحزن مصطنع
:يا خبر ..انا مكنتش اقصد يا استاذ أيمن..انا اتكعبلت في الطربيزه عشان كده القهوه وقعت مني عليك ..حقك عليا
أيمن بصله بغضب شديد وهو بيدوس علي أسنانه بغضب
عامل الكافتيريا جاب كوبايه مايه ساقعه فيها تلج وخلي أيمن يحط منها مكان القهوة اللي حر قته
لحد ما حس أنه بقي كويس
وقف وبص لعاصم ..والكل حرفيا مركز معاهم من اول وقوع القهوة علي أيمن
أيمن بعصبية:
مش تخلي بالك يابني آدم ..ولا اتعميت
عاصم بجمود:
الله يسامحك..وزي ما قولتلك يا استاذ أيمن..مكنتش واخد بالي ..من حظك بقي أن كوبايه القهوة تكون نصيبك
خلص كلامه وسأبه ومشي وهو مبتسم بأنتصار
أيمن بص حواليه بغضب علي الكل ..لاقي سلمي اتحركت ورا عاصم بعد ما بصتله بصه مستهزأه
....
سمعت صوت الباب
لسه علي حالتها من امبارح.. من كتر صدمتها من اللي سمعته مقدرتش تنطق ولا تتكلم
كانت عاوزه وقت تستوعب فيه إن الحاجه اللي كانت بتتعاير بيها طول عمرها طلعت مش حقيقيه ومن وحي شياطين الإنس علي ومنال
خرجت من المطبخ بالاطباق اللي معاها
نظراتها لوحدها بتحكي مقدار القهر والوجع اللي جواها
كانت من كتر التعب النفسي اللي فيها بتجر رجليها جر زي المتخدره
عصام بصلها وهو حاسس أن فيه حاجه حصلت من امبارح وملاحظ تغيرها ونظراتها الغريبه
حاول يتجاهل ده كله لما سمع جملتها اللي خرجت بقهر حسه من نبره صوتها
:حمد الله على السلامة
مردش عليها زي كل مره وراح قعد علي السفره ومستني بقيه الأطباق
بدأ أكل أول ما رصتهم ومن وقت للتاني يبيص عليها
كانت سرحانه وفي عالم تاني ..ملامحها لوحدها بتحكي حاجات كتير ..لكن اللي قدر يعرفه انها زعلانه ومقهوره..
كانت قاعده في الارض جنب باب المطبخ مستنيه لما ينده عليها
حالها لأول مره يشغله وهو بيسأل نفسه ايه حصلها خلاها كده ..معقول يكون حد من البنات قال حاجه زعلتها او واحده منهم اتريقت عليها او حاولت تقلل منها ..مع انه عارفهم مش ممكن يقولو كده
:اومال ايه حصل
سأل نفسه بصوت مسموع
:بتنادي يا بيه
سألت مروه لما سمعت صوته
التفت ليها وهز رأسه بتوتر
:لا انا بس كنت بفكر بصوت عالي ..انتي هتقفي ليا علي الكلمه ..خليكي في حالك
بلعت ريقها وهزت رأسها من سكات
بعد الأكل عاصم دخل يغير هدومه ..سمع تخبيط علي باب الاوضه
استغرب لأن مروه مش من عادتها تتكلم معاه في الوقت ده خالص
:ادخلي
مروه دخلت ومعاها العباية اللي لبستها إمبارح
مدت العبايه لعاصم واتكلمت بجمود
:العبايه يابيه ..أنا غسلتها ..وحضرتك متخافش أنا أول ما اصحابك مشيوا علي طول روحت قلعتها عشان متتوسخش ولا تيجي عليها حاجه
عاصم مسكها منها بطراطيف صوابعه وبقي يبص عليها
وبعدها رماها علي الكرسي اللي جنبه واتكلم بلا مبالاه
:خليها هنا ..يعني هعمل بيها ايه بعد ما لبستيها وبقت مستعمله..ولا تكوني مفكره إني هروح ارجعها بعد ما لبستيها..هه أما انتي عبيطة بصحيح
مطت شفايفها بوجع واتكلمت من غير تفكير
:انا مش عبيطة..انا ..انا معنديش توحد ومش عبيطة
عاصم بصلها وبمنتهي البرود رد
:منا عارف
:ع ..عارف؟!..عارف ايه ؟
عاصم بصلها بمنتهي البرود وهو بيسرح شعره قدامها
:عارف إن معندكيش توحد ولا حاجه ودي كلها كدبه
مروه بصتله بعدم تصديق ولسه مش مصدقه ودانها اللي سامعه كلامه وهو كمل
:طب الناس اللي كنتي ساكنه معاهم دول جاهلين ومش فاهمين حاجه ..إنما أنا الحمد لله واحد متعلم وأي واحد متعلم عارف إن مرضي التوحد بيكون ليه صفات وتصرفات خاصه
كمل بأستهزاء وهز بيبصلها من فوق لتحت واتكلم بتلميح
:خصوصا موضوع اللمس ..مبيحبوش ابدا حد يلمسهم
بأيه شكل من الأشكال..إنما انتي كل من هب ودب ضربك لما جسمك اشتكي من كتر الضرب..حتي انا ..
لف جسمه واداها ضهره وكمل
:أنا خدت حقي الشرعي منك ولسه باخده ..لو كان عندك توحد زي ما بتقولي كان زمانك منهاره وداخله مصحه من حاجه زي دي
حرفيا واقفه زي اللي اتدلق عليها جردل مايه في عز الشتاء..مش مصدقه انه كان عارف ورغم ده كله كان عمال يعاير فيها وهو عارف إن العيب ده مش فيها
محستش بنفسها وهي بتسأل بصوت هارب
سألته ووشها مبهوت
:ومقولتش ليه
قربت منه واتكلمت وهي بتشاور علي نفسها بوجع وضياع
:ما قولتش ليه وسايبني علي عمايا..كنت ليه عمال تقولي يا عبيطة..انت اصلى لحد دلوقتي عمال تقولها..مروه العبيطة الهبلة المتخلفه اللي عندها توحد
كنت بسمع كل ده كل يوم وانا اصلا مش بشتكي من حاجه منهم ..لكن ازاي ده انا مروه مروه الهبلة اللي مطلعتش هبله ..مروه المتوحده اللي مطلعتش متوحده
كل الي كنت بسمعه عن إني مش زي الناس العاديه طلع كدب وطلعت زي زيهم مع اني لو مكنتش زيهم وكنت مختلفه مكنش ده هيكون ذنبي ..لانهااااا خلقت ربنا
قال آخر جمله بصراخ
بصتله تاني وصرخت
:قولي مقولتش ليه..عملت ايه انا عشان ده كله يحصل فيا ..عملت ايه قولي ..انت وعلي ومنال ومرات ابويا وكل اللي عندنا في المنطقه بيقولو مروه المتوحده ..بقت شهرتي بأسم مروه الخدامه او مروه المتوحده ..ولو حد.حب يخفف من الكلمه كان بيقول العبيطة..مع أن دي خلقه ربنا اللي الناس عملتها تريقه ونكته بتتسلي بيها لما تزهق ..
عاصم مقدرش يرد عليها قدام كميه الوجع اللي بتتكلم بيها
هو مكنش مفكر إن حالتها هتكون كده لما تعرف
هو عارف من زمان جدا ..من قبل ما يتجوزها بس قرر يعوم علي عوم الكل وقال عليها المتوحده زيهم مع انه متأكد انها سليمه ومفهاش حاجه
بصلها وبص للوجع جوه عنيها اللي دبلت من كتر العياط
حاول يتكمل او يبرر لكن الكلام هرب من علي طرف لسانه
بلع ريقه وبصلها وهي منهاره تماما وحاطه ايدها علي صدرها مكان قلبها زي ما تكون خايفه عليه لا يخرج من مكانه
:انا..انا بس كنت ..كنت
مروه بسخريه مريره
:ايه كنت بتتسلي..ولا كنتي زهقان وقولت اما اضيع وقت
قربت منه لحد ما مبقاش فيه بينهم فاصل واتكلمت بهمس موجوع
:انت عارف انا عيشت حياتي ازاي مع الكلمه اللي انتو بتقولوها عادي زيها زي صباح الخير دي ..انا كنت بموووت وانا بسمعها وكل الناس بتحسسني إني اقل منهم ..كنت بتقطع وقلبي ده بيتكسر لمييييت حته
وبدل حضرتك ما تعمل حاجه كويسه فيا كملت مع الكل جر ح فيا لحد ما خلاااااص مبقاش فيا حته سليمه
منك لله ياخي منك لله انت وكل اللي وجعني
عاصم زقها بعيد واتحاشي النظر ليها واتكلم بغضب
:وهو انتي فكراني مبسوط معاكي ..وبموووت في قربك ...انا كنت بقولك كده عشان تبعدي عني ..عشان مش طايقك ومش طايق شوفتك ..مين هيتمني مراته تكون بتخدم في البيوت ..ايه يعني مطلعتيش متوحده وطلعتي عاديه..لكن كونك خدامه
بتنضف زباله الناس ده مش هيتغير واي حد مكاني كان هيستعر منك ومن سيرتك ..كنتي عاوزه اخدك بالحضن واقف قدام الناس اقولهم اقدملكم مراتي يا جماعه من أشهر الخدامين في المكان..لو خد احتاج حاجه يكلمني وانا هبعتها طوالي عندكم تنضف..مش كده
طبعا مكنتش هقولك ..عشان لوكنتي عرفتي كنتي هتسوقي فيها وتطلبي طلبات مش من حقك ..انتي هنا مش مراتي انتي بس للخدمه واهو اعتبري نفسك بتشتغلي بلقمتك ..مش هو ده كان حالك عند اخوكي ..ولا جيتي عندي انا وتعملي نفسك حاجه
مروه بصتله ومن سكات خرجت من الاوضه
عاصم بصلها بأستغراب ..لاقاها رجعت بعد اقل من دقيقة وفي ايدها سكيىينه
فتح عيونه بصدمه وانفاسه هربت منه وهو فاكر انها هتحاول تأذيه بيها لكن علي العكس
جابت السكىينه ومدتها قدامه واتكلمت بهدوء غريب
:خدها..
عاصم بصلها بصدمة ولسانه اتعقد ومش قادر ينطق ومروه كملت
:خدها وريحني وريح نفسك ..ضربه واحده والكل يرتاح .وهتكون عملت اللي نفسي فيه من زمان...الشيخ قال إن الانتحا ر حرام ..لكن لو حد هو اللي مو تني
مش حرام ..عشان كده بطلبها منك ..مو تني ..أرجوك
بصتله بدموع ورجاء
عاصم فاق علي نفسه ومسك السكىينه منها بسرعه واتكلم بغضب وزهول
:انتي اتجننتي..حصلك حاجه في دماغك ..ايه اللي كنتي مسكاه ده وايه اللي بتطلبيه اصلا ..
مروه بضحكه سخريه
:اللي يشوفك بتتكلم كده يقول خايف عليا ..يابيه ريح نفسك وريحني وخد روحي ..اوس ايدك اعملها
عاصم هز راسه بعدم تصديق لكلامها والحاله الللي وصلت ليها
طان بيستهتر بيها وبكلامها لما كانت تدعي علي نفسها بعد الصلاه وبيقول عليها انها بتمثل واوفر
لكن في اللحظه دي عرف انها بتتكلم جد وطالبه الموووت ومرحبه بيه بقلب جامد
مروه بصتله واتكلمت بهدوء
:انا عارفه انك اكيد خايف لا حد يتهمك انك اللي عملت كده ..طب بص انا عندي فكره تانيه ...انا هقف علي سور البلكونه وانت زقني وانا هكتب جواب إني أنا اللي رميت نفسي عشان زهقت من حياتي ومن مرضي اللي مفيش منه علاج واصحابك هيشهدوا إني كنت عيانه وانت هتطلع منها وبكده هتكون خلصت مني ..انا عارفه إني تعبتك وجايه عليك بخساره وانت اصلا مش بتحبني ..عشات كده لو عملنا كده الكل هيرتاح ..وإن شاء الله ربنا يدخلني الجنه ويعوضني عن ده كله
عاصم بصلها ومحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها بسرعه وبيشدها من ايدها وأيده التانيه بتنزل علي خدها بعنف وهو بيتكلم بجنون
:انتي اتجننتي..مخك طق منك ..انتي واعيه جتي انتي بتقولي ايه ..امشي من قدامي مش عاوز اشوف وشك لباقي اليوم ..انتي مستحيل تكوني طبيعيه..امشي بقولك
مروه جريت علي المطبخ وهي بتعيط بصوت عالي يقطع القلب
عاصم بصلها وبص لطيفها اللي اختفي في المطبخ
وهو بيتنفس بعنف كأنه كان في سباق جري ومش مصدق اللي هي طلبته او اللي هي كانت عوزاه يعمله
حط ايده علي راسه بزهول وهو بيهزها بنفي
:مستحيل..مستحيل..دي لو اتسابت لوحدها ممكن جدا تعمل حاجه في نفسها ..دي اتجننت خالص
.....
مروه دخلت المطبخ بعد ده كله ..بعد ما المطبخ بقي هو مكان قعادها المستمر لأن عام نادرا ما بيدخله
قعدت في الأرض وضمت نفسها وشفايفها ممدوه لقدام وهي بتحاول تكتم بكاها
لكنها مقدرتش ودنوغها نزلت وزي ما تكون حنفيه واتفتحت..دموع غزيرة كأنها كانت مستنيه بس الأذن عشان تنزل
سمعت صوت جاي من الشباك
لما التفتت لقتها صحبتها القطه
ابتسمت من وسط دموعها وقامت عشان تفتح ليها
اخدتها وخلتها تنزل ..بعدها جابت طبق فيه بواقي عضم وجلد بتاع فراخ وحطتهم لبها عشان تاكل
قعدت قدامها وبقت تتفرج عليها وهي بتاكل ولحد دلوقتي دموعها مش مبطله
اتكلمت بوجع وهي بتبص للقطه كأنها فهماها
:هو انا ليه مفيش حد بيحبني ..بيه كل البنات عندهم أهل وأب وأم يحبوهم ويخافوا عليهم واخوات مش بيطيقوا عليهم الهوا...
كملت بشهقات وهي بتشاور علي نفسها
:انا مش بحسدهم والله ولا قلبي شايل ليهم حاجه وحشه ..انا بس كنت عاوزه اكون زيهم واحس نفس احساسهم..انا ..انا طول عمري بعمل اللي الكل عاوزه عشان يحبوني..
كملت بوجع اكبر وصوت عياطها بقي اعلي وهي بتهز رأسها بنفي
:بس محدش حبني ..محدش حبني خالص ..طب ..طب هو ليه محدش بيحبني ..انا عمل ايه نفسي اعرف..نفسي بس اعرف انى عملت ايه
عشان معروفه بين الكل إني مروه ولا يمكن لاني بنضف بيوت وطول الوقت شغاله عند ناس
سكتت شويه وصوت بكاها بقي مالي المطبخ وهو بتتكلم بقهر
:بطبخ الأكل ومكلهوش...ارتب البيوت وانضفها وأسكن في اوضه في بير السلم مفيهاش غير فرشه قديمه انام عليها ....اغسل و اكوي الهدوم بس ملبسش غير القديم والمقطع والمرقع ...حتي الشغل..اشتغل واشقي واتعب واطفح الكوتا لكن مخدش جنيه واحد ليا
هو بيحصل ده كله ليا ليه بجد
طب نفسي اعرف معني السعادة دي ايه
نفسي احس ان في حد هامه أمري ومهتم بيا حتي ولو بالكدب..حتي الجواز اللي كنت بهبلي فاكره أنه حاجه حلوه وجوزي هيعمل لي فرح وافرح زي بقيه البنات واعيش مرتاحه خلاص واخلص من الزل بتاع علي ومنال ..بس طلع علي ومنال في عندهم رحمه علي اللي شوفته هنا ..هم صحيح كانوا مجوعيني عاملين فيا البدع..بس عاصم ده ظلمني اكتر منهم ..
ظلمني لما مخليني مراته بالاسم بس وانا الحقيقة خدامه مبعملش حاجه غير الخدمه ولما يجيله مزاج ياخدني ساعه يفك عن نفسه ..ظلمني لما قال للكل إني بنت ناس اغنيا واني متعمله وبلبس احلي لبس وباكل احلي اكل وانام علي احلي فرش ..بس انا مش كده ..انا مش كده ..انا واحده مدفونه بالحياة..
يارب امووووت بقي عشان ارتاح من القهر ده ..يارب خدني بقي وريحني..والله تعبت ..تعبت وجبت اخري ومبقتش قادره ..أنا بني ادمه برضوا وبحس حتي لو كان عندي توحد لكني بني ادمه
من بعد كلامها انهارت تماما وهي بترفص برجليها في الارض من كتر قهرتها ووجعها وحاطه أيدها علي قلبها بوجع هيمو تهاااا
عاصم كان موجود علي باب المطبخ وسمع جزء كبير من كلامها وجه وراها عشان خاف لاتعمل حاجه في نفسها
ميقدرش ينكر إن قلبه وجعه عليها لدرجه الدموع اتجمعت في عيونه من نبره صوتها المقهوره
بلع ريقه وراح الاوضه من تاني
خرج تليفونه واتصل برقم
:ايوه يا متر ..بقولك عاوزك تجهزلي كل اللازم للطلاق
26
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
تاني يوم في الشغل عاصم كان بيركن عربيته في الجراج
لسه هينزل من عربيته لقي اللي جايه بعربيتها هي كمان
غمض عنيه بتوتر وقرر يتجاهلها
يادوب نزل من العربيه وعدي من جنبها سمعتها بتقول
:صباح الخير
بلع ريقه ورد من غير ما يبصلها وهو مكمل مشي
:صباح الخير
سلمي اتحركت بسرعه ووقفت قدامه واتكلمت برجاء
:عاصم لو سمحت ممكن اتكلم معاك شويه..
عاصم بصلها برفعه حاجب واتكلم بجمود
:ده مكان شغل يا آنسه..مش مكان كلام ..وأظن مش فاضل غير كام دقيقة بس والشفت يبتدي..ياريت تركزي في شغلك ويكون من أولوياتك..واي حاجه تانيه تكون بعدين
كان هيتحرك لكنها من غير شعور مسكته من كف إيده واتكلمت برقه ورجاء
:طب ممكن بعد الشغل نخرج نقعد في اي كافيه
عاصم ارجوك فس موضوع مهم لازم اتكلم معاك فيه..صدقني لازم نتكلم
عاصم بصلها بطرف عينه واتكلم بجمود مقصود
:أظن مفيش كلام بيني وبينك ..وياريت تلتزمي حدودك في التعامل معايا ومتلغيش الألقاب
لسه هيمشي لكنه وقفت قدامه واتكلمت بأصرار
:لا يا عاصم مش هشيل الألقاب ولو عاوز تشتكي لمستر ماهر انت حر ..لكن برضوا انا مُصره علي موقفي وعاوزه اتكلم معاك لوحدنا ...أرجوك يا عاصم مش هتخسر حاجه لما تتكلم معايا
نبره صوتها خلته يبص ليها
عيونه اتأملت عيونها اللي بيضعف قدامها
ملاح وشها المحفوره في قلبه قبل عقله ..كل حاجه فيها جميله جمال ملوش مثال ..كأنها حوريه من الجنة..بس ده في الشكل بس ..إنما الأفعال ما يعلم بيها إلا الله..وقدام نظراتها دي مقدرش غير أنه يوافق وهو بيقنع نفسه أنه بس هيشوف هي عاوزه ايه ويديها كلمتين في جنابها ويسيبها تبكي علي الأطلال زي ما كانت عوزاه يعمل
عاصم بهدوء بيداري بيه لهفته
: طب تمام ..بعد الشغل هنتقابل في الكافيه اللي جنب الشركه. تمام؟ ؟
سأل
سلمي ابتسمت ومن غير شعور قربت منه وباست خده واتكلمت بفرح
:تمام اوي ..
للحظه استوعبت اللي عملته وعاصم بصلها وهو بزهول وقلبه بيدق بطريقه غريبه
بصتله واتكلمت بتوتر
:سوري مخدتش بالي ..انا بس من فرحتي عملت كده ..وانت عارف زمان لما كنا مرتبطين وكنت بتعمل حاجه بحبها انا كنت دايما بعمل كده
عاصم قاطعها وهو بيبعد عيونه عنها واتكلم بنبره حاول يخليها ثابته
: لو سمحتي ..نفيش داعي نتكلم في اللي راح ..خلينا في الحاضر..ياريت تشوفي انتي عاوزه تقولي عشان لما هاجي الكافيه مش هقدر اضيع وقت كتير معاكي لاني مقدرش اتأخر على مراتي ..وبالنسبه لحركتك دي ...انا هتغاضي عنها ومش هعمل مشكله بس عشان مبوظش شكلك قدام الكل ..عن إذنك
سابها ومشي بعد كلامه ده
لكنه من جواه كان يتمني يقف مكانه ويكمل كلام
حط ايظه علي خده مكان بوستها واتحسسه ببسمه اترسمت غصب عنه
سلمي بصت لطيفه وهي بتبتسم وعرفت انها أثرت عليه واتأكدت انها مع شويه الحاح وإصرار منها عاصم هيرجع ليها تاني
لكن المصيبه في أيمن اللي مش عاوز يحلها لحد دلوقتي وعمال يبعت رسايل ويتصل من أرقام كتير كل شويه وعلي لسانه مفيش غير كلمه انا اسف ..انا بحبك ..وندمت..يلا نرجع لبعض
غمضت عنيها بأنفعال لما لاقته بيرن عليها من رقم جديد
من غير ما تفتح حطت الرقم في الحظر وقفلت الموبايل ودخلت الشركه عشان تشوف شغلها وتفكر بطريقه تفتح بيها كلام مع عاصم
......
عاصم رجع وكان باين من ملامح وشه أنه علي آخره من مقابله سلمي
وكالعادة ملقاش حاجه يخرج فيها عصبيته غير مروه
لاقاها خارجه من المطبخ
اول ما شافته اتكلمت بهدوء
:حمد الله على السلامة يا بيه ..انا جهزت الغدا..اتفضل حضرتك عشان تاكل
اتنفضت بخضه لما زعق فيها
:وهو انا مستني عزيمتك عشان أكل ..انتي نسيتي نفسك ولا ايه ده انتي خدامه ولا تسوي
هزت راسها واتكلمت بهدوء وتعب
:حقك عليا يابيه ..الظاهر إني نسيت مقامي ..انا اسفه مش هتتكرر
عاصم بصلها بضيق وابتدي ياكل
مروه لسه هتدخل المطبخ سمعت زعيقه
:انتي اي زفته ..خودي هنا
التفت ليه وقربت منه وهي متوتره وسألت
:في ايه يا بيه ..انا عملت حاجه
عاصم بزعيق:
عملك اسود ومهبب..
شاور علي الطبق اللي هياكل فيه واتكلم بغيظ
:انتي اواي يا معفنه انتي تجيبي الأطباق مش نضيفه ..ايه فكراني زيك وباكل وخلاص
مروه قربت بسرعه من الطبق ومسكته في ايدها وبقت تقلب فيه يمين وشمال عشان تشوف لكنها لاقته نضيف ومفهوش حاجه
بصتله واتكلمت بأستغراب
:الطبق نضيف ومفهوش حاجه..انا بنفسي لسه غسلاه قبل الاكل
عاصم بتهكم:
لا والله ..طب والاكل اللي ملحه زايد ده ..ولا المايه السخنه اللي انتي جيباها..حتي دي مش عارفه تعمليها ..اومال انى بعلف فيكي ليه مش عشان تخدميني بذمه ..
مروه بصت لكل اللي قال عليه
هي متأكده ..داقت الاكل كله قبل ماا تقدمه واتأكدت إن ملحه مظبوط ..والمايه ساقعه متلجه..حتي الأطباق والمعالق..كل حاجه نضيفه وزي الفل
بصتله عرفت انه بيتلكك وعرفت اخرتها هترسي علي علقه محترمه منه ليها
عشان كده قالت توفر عليه وتقصرله الطريق
عينها جات علي المكنسة
راحت ناحيتها واخدت العصايه منها وراحت ناحيته واتكلمت بمنتهي الهدوء
:انا عارفه انك بتعمل ده كله عشان تضربني ..مفيش داعي تخترع حجج عشان تعمل كده ..ممكن تضربني من غير سبب عادي ..علي كان بيعملها علي طول ..وانا مش بصرخ ولا بطلع صوت عشان كده محدش هيسمع ولا يعرف انت بتعمل ايه ..متخافش
عاصم بصلها بارتباك واخد منها العصايا رماها بعيد وهو بيتكلم بتوتر شديد
:لا طبعا انا مكنش ده قصدي ..انا كنت بتكلم عادي انتي اللي عملتي من الحبه قبه وعاوزه تخليني زي اخوكي الحيوواان ..انا مش كده ..انا مش زيه
ابتسمت بمرار وقالت:
فعلا انت مش زيه ..هو طول عمره قاسي عمري ما شوفت من ذيق حنيه ولا حسسني اني بني ادمه زي باقي الناس ..إنما أنت كنت عارف إني بني ادمه لكنك اخترت السكوت عشان هو ده الحال اللي خدتني عليه ومش هينفع يتغير ..الفرق بينكم بس ان كل واحد منكم ليه طريقته الخاصه في مسح وشي بالأرض..وعلي حسب المزاج بقي ..كل طريقه علي حسب مزاج صاحبها
شاورت علي الاكل واتكملت بشرود
:روح يابيه كمل اكل.. الأكل هيبرد
سابته ودخلت المطبخ بعد كلامها بينما عاصم بيبصلها بزهول وتوتر من اللي هي قالته وعرفته عنه
عاصم بأصرار:
انا مش زي اخوها ..انا مش زيه ولا عمري هكون ..ده واحد باع لحمه بالرخيص وكان مشغلها خدامه وواكل ورثها وبيعاملها معامله البهايم..انا ..انا مش زيه ..انا مش زيه لا كنت ولا هكون
قال كده كأنه بيقنع نفسه أنه صح وانه طالما مخلهاش تخدم في البيوت زي علي يبقي هو احسن منه
بينما نظره مروه كانت تانيه وهي شيفاه نسخه أسوء من علي ..علي الاقل علي مكنتش بتشوفه غير وقت ضربها بس ..إنما عاصم بتشوفه كل شويه ..ده غير قربه منها اللي مخليها تكره جسمها
.....
تاني يوم مروه كانت بتجيب العشا لعاصم بعد ما رجع من بره
كانت حاطه ايدها علي رأسها وحاطه بدوخة
وبقت تبعد وشها عن الطبق اللي في ايدها ومتعرفش ليه مش مستحمله ريحه التسبيكه اللي عملت بيها الأكل
ريحتها كانت بالنسبه ليها تقيله جدا ومخلياها عاوزه ترجع وتجيب اللي بطنها من كتر ماهي مش مستحملاها
واللي زاد وغطي إحساس الدوخه اللي حاسه بيه من اول اليوم
حطت الأطباق غلي السفره ووقفت مكانها ماسكه في الكرسي وبقت حاسه إن الدنيا بتلف بيها
عاصم ابتدي ياكل ..لكنه بص عليها لما لاحظ انها ثبتت مكانها
بص عليها لاقي راسها بتلف وعيونها بتتحرك في كل ناحيه كأنها مش في وعيها
سألها بأستغراب:
انتي مالك كده واقفه ليه ..ما تروحي شوفي وراكي ايه وانا لما اخلص هنده ليكي..اتحركي
مروه تقريبا مكنتش سامعه هو قال ايه لكنها سمعت كلمته الأخيره
هزت راسها وسابت الكرسي وراحت تمشي لكنها ممشيتش خطوتين ووقعت من طولها
عاصم اتنفض علي صوت الهبد اللي جه من وراه
بيبص لاقي مروه واقعه في الارض
جري عليها بسرعه
حط راسها علي رجله وبقي يضر ب علي خدها براحه
:مروه ..مروه ..مروه فوقي ..اصحي
سابها وجري علي السفره جاي كوبايه مايه ساقعه وبقي يرش عليها كام نقطه وهو بينادي باسمها وبيخبط علي خدها براحه
لحد ما بقت تفتح عيونها براحه ..وأخيرا استوعبت الوضع اللي هي فيه
حاولت تقوم وعاصم ساعدها لحد ما وقفت
لكنها كانت دايخه ومش قادره تقف لوحدها
اخدها وقعدها علي كرسي السفره
مروه حطت ايدها علي مناخيرها من ريحه الاكل واتكملت بصعوبة
:ريحه الاكل..فيه ريحه مش حلوه فيه بتقلب بطني
عاصم بلع ريقه وسالها
:انتي بقالك قد ايه بتيجي ليكي الدوخه دي
مروه بتعب:
مش عارفه ..هي بقالها كذا يوم ..لكن كانت علي خفيف خالص ..يعني يادوب ادوخ شويه بس بقدر اقف كويس وامشي ..مش عارفه..مع اني باكل كويس مش فاهمه الدوخه دي من ايه
..
سكتت وكملت لما افتكرت
:اه صحيح انا بقالي كام يوم مش قادره اكل كويس ..بطني بلاقيها بتقلب من ريحه البصل او اي اكل مسبك ..بكون عاوزه ارجع من كتر ما الريحه مش قادره استحملها
عاصم بصلها وهز رأسه بعدم تصديق
:لا ..لا مستحيل..مستحيل يكون اللي في بالي مستحيل
قرب منها واتكلم بتوتر:
انتي مالك بقالك كام يوم مش مظبوطه..وكل شويه دايخه وحاسه إنك هتقعي من طولك
مروه بصتله بتعب واتكلمت بعفويه
:مش عارفه في ايه ..انا اول مره يحصل كده ...حاسه نفسي دايخه وجسمي مكىسر ونفسي غامه عليا..حتي أكل مش قادره اكل ..انا ..انا بايني خدت دور برد ..
عاصم بلع ريقه بعد كلامها ده
حط ايده علي راسه وبقي يشد شعره بعنف
بص للسفره وبص للطبق اللي فيه اكل مسبك
اخد الطبق وقربه منها واتكلم
:خودي كولي ده ..اكيد من قله الاكل عماله تقعي من طولك كل شويه ..لكن لو اكلتي هتقدري تقفي علي حيلك
مروه بصت للطبق في ايده وملامحها انكمشت بأشمئزار زي ماتكون هترجع
بعدت وشها عنه وسدت مناخيرها بسرعه وهي بتتكلم بصعوبة
:ابعده عني ..مش مستحمله ريحته ..حساها وحشه اوي وبتقلب بطني ومخلياني عاوزه ارجع وا
مكملتش كلامها ووقفت بسرعه وجريت علي الحمام
عاصم مشي وراها وسمع صوتها وهي بترجع وبتجيب اللي بطنها كله
استناها لحد ما خرجت واطمن عليها
بصلها بلهفه لاقاها بتتسند علي الحيطه وملامح وشها بهتانه وباين عليها التعب مسكها وقعدها علي أقرب كرسي
بعدها سابها وراح لتليفونه وبقي يكتب حاجه عليه بسرعه وبعد خمس دقايق بالضبط رجع ليها وهو بيتكلم بتهور
:قومي ..قومي بسرعه البسي وتعالي معايا ..بسرررررعه
مروه هزت راسها برعب من حالته وجريت تلبس من غير ما تزيد كلمه ولا حتي تنطق حرف
يادوب حطت الدبوس في الطرحه بعد ما لبست الملحفه بتاعتها لاقت عاصم بيشدها من أيدها ويتحرك بسرعه كبيره جدآ لتحت ..كانت بتجري عشان تحاول تمشي معاه
الغريب انه مركبش العربيه ولا حتي إن حد يشوفه وهو معاها وماسك ايدها بالشكل ده
لاقته بيشدها لشارع قريب من العماره اللي ساكنين فيها
معداش غير كام خطوه ولاقت نفسها داخله عماره تانيه
رطب معاه الاسانسير وهي بتبص لوشه وتسأل حصل ايه ..لكنها مقدرتش تنطق
الاسانسير وقف والاتنين خرجوا ..لاقت نفسها داخله لبيت فيها
لكن لما دخلت عرفت إن ده مش بيت
اتأملت المكان الواسع الللي مفهوش غير كراسي انتظار ومكتب عليه واحده ..استنتجت أنه عياده
عاصم شدها اكتر وقرب من البنت اللي قاعده وحاول يبان طبيعي
:لو سمحتي عاوز اعمل كشف مستعجل للمدام
:تمام حضرتك ياريت تدفع مصاريف الكشف واول ما المريض اللي جوه يخرج حضرتك هتدخل بعديه علي طول
عاصم هز راسه وتقريبا بقي علي ناااار والأفكار بتوديه وتجيبه
دفع حق الكشف وشد ايد مروه والاتنين قعدوا علي أقرب كرسيين
مروه بصتله لاقته بيهز رجليه بتوتر ودايس علي سنانه
وعمال يفرك في ايديه ..كل حاجه بتقول انه متوتر وعلي اخره
المريض خرج والبنت الموجودة اذنت له يدخل
شد مروه بسرعه ودخل وهو علي ناااار حرفيا
مروه دخلت وملامحها انكمشت من المكان والريحه اللي ضربتها في وشها ومن المكان البارد اللي بقت فيه
بصت حواليها وشكل السرير اللي ورا الستاره بتاع الكشف خلاها متوتره
مخدتش بالها من عاصم اللي راح اتكلم مع الدكتور وبقت تتفرج علي المكان والاجهزة الغريبه اللي فيه
حتي في التلفزيون مشفتش حاجات زي كده
لاقت الدكتور بيقرب عليها وهو بيلبس جوانتي ابيض في ايده وبيشاور علي السرير اللي ورا الستاره
:اتفضلي معايا يا مدام
مروه بصت لعاصم بخوف وهزت رأسها بمعني لا
عاصم قرب عليها وهو عليةاخره واتكلم بهمس
:روحي معاه هو مش هياكلك..خليه يكشف عليكي مش هيعمل حاجه
مروه بخوف:
انا.. انا كويسه يابيه ومفييش حاجه ..دي دوخه عاديه ومش حاجه وحشه
عاصم بصلها بتحذير واتكلم بغضب
:قولت روحي خليه يكشف عليكي ..انا مش ناااقص
مروه بصت ليه وبعدها بصت للدكتور اللي بيبص عليهم بنفاذ صبر
بعدها قربت من السرير براحه ورجليها بتخبط في بعض
عاصم قعد علي الكرسي بعد ما الدكتور شد الستاره
حط ايده علي راسه وهو بيحاول يطمن نفسه إن ده مستحيل يحصل
دقايق قضاها علي ناااار لحد ما الدكتور خرج ومن بعده مروه
عاصم بقلق وانفاس هربانه:
هاا يا دكتور ايه الأخبار
الدكتور ببسمه:
مبروك المدام حامل ...
27
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
:مبروك المدام حامل ...
كلمه من تلت جُمل لكنها كانت كفيله تخلي حال الاتنين يتشقلب
عاصم رجليه مشالتوش عشان كده قعد علي الكرسي اللي وراه وحط رأسه بين ايديه ولحد دلوقتي مش مصدق
رفع رأسه للدكتور واتكلم ببهوت
:انت متأكد يا دكتور ..متأكد انها حامل ..أرجوك اتأكد تاني
الدكتور بصله ومن رد فعله عرف إن فيه حاجه غلط
بص لمروه اللي لاقاها حاطه ايدها علي بطنها وملامح الاستغراب باينه علي وشها
بص لعاصم واتكلم بهدوء
:ايوه يا استاذ المدام حامل وده واضح جدا من النبض والأعراض..انا صحيح مش دكتور نسا..لكن دي أعراض حمل واضحه جدا ..أي دكتور في سنه اولي طب ممكن يعرف إن صاحبتها حامل
انت لو مش متأكد او عندك شك ممكن تروح عند دكتور نسا وهناك هيكون فيه جهاز سونار هتقدر تشوف بيه الجنين وتطمن علي صحته إنما أنا دكتور باطنه يعني معلوماتي مش دقيقة اوي ..بس متأكد من كلامي المدام حامل
مروه بصتله واتكلمت ببراءة وفرحه
:يعني انا دلوقتي فيه نونو جوه بطني
الدكتور بص للوضع وحس إن فيه حاجه غلط واول فكره جات علي باله إنهم ممكن يكونو مش متجوزين او متجوزين من ورا أهلهم..المهم أن الحمل ده غير مرغوب فيه
عاصم وقف وهو مش دريان بنفسه حتى كلام متكلمش اكتفي أنه يهز رأسه للدكتور ومشي ..مروه مشيت وراه وهي مش مبطله تحسيس علي بطنها وبسمتها كل مالها وبتتسع
.....
سلمي كانت نايمه علي السرير وحرفيا هيمانه في السقف ومقابلتها الأخيرة مع عاصم في الكافيه مش بتروح من بالها
فلاش باك
سلمي وصلت الكافيه بعد الشغل
استنت حوالي خمس دقايق ولاقت عاصم داخل المكان
قعد علي الكرسي اللي قصادها من سكات وحط ايده علي خه واتكلم بسماجه
:أديني سامع ..اشجيني
سلمي بضيق:
عاصم لو سمحت مبحبش الأسلوب ده في التعامل
ياريت تكون أرقي من كده في كلامك وتصرفاتك
عاصم بسخريه:
ايه البرنسيسة مبقتش حابه تسمع كلامي وبقت مش لايقه معاها ولا ايه
قربت منه واتكلمت بهمس وعيون بتلمع
:طول عمري بحب كلامك..وبحب صوتك ..وشكلك وريحتك وكل حاجه تخصك ..ولمستك علي خدي بحنيه ..وشعري لما تدخل في صوابعك وتدلك راسي لما يكون عندي صداع..ببساطه بحبك كلك علي بعضك بكل حاجه تخصك حتي ولو من بعيد
كانت بتقول كده وهي مقربه وشها من وشه وصوت همسها كان مخلي عاصم فاقد تركيزه وبيبص عليها بنظرات مفضوحه وهو هيمان فيها وفي ريحتها اللي شقلبت حاله
عاصم كان لسه هيتكلم بعدما سيطر علي مشاعره لكن
قطع كلامهم الجرسون اللي جه عشان ياخد طلباتهم
عاصم بأرتباك:
انا عاوز عصير برتقال
بص لسلمي اللي قالت
:وانا هاتلي زيه
الجرسون خد طلباتهم ومشي
سلمي بصت لعاصم واتكلمت بنبره مستفزة لكل ثباته
:كنت هتقول ايه
بلع ريقه وشاور عليها
:أنا جاي اسمعك ..قولي انتي اللي عندك وانا سامعك
اتنهدت بحراره وقربت من كرسي عاصم اكتر ومسكت ايده بأيديها
عاصم بصلها بزهول من حركتها اللي خلت قلبه يدق
بصت لعيونه واتكملت بشجن
:عاصم ..تعرف إني بحب اقول اسمك كل شويه كأني بتغني بيه ..تعرف يا عاصم من ساعه ما عملت اكبر غلطه في حياتي وقررت ابعد عنك وانا عامله ازاي
سألها بعنيه بعد ما ملامحه بان عليها الضيق لما افتكر وهي كملت
:كنت زي المجنونه ..عماله افكر فيك ومش مفارق خيالي..حتي احلامي ..كنت البطل بتاعها ..لمى كنت مرتبطه بزفت الطين اللي إسمه أيمن كنت بحاول اثبت لنفسي قبل الكل إنك مش فارق معايا وبحاول اغيظك
واعصبك عشان اقول انك مش فارقلي..بس كنت كل ما اشوفك مضايق احس إني كمان مضايقه ..احس اني عاوزه تحري عليم اخدك في حضني واترجاك انك تسامحني..
بصت ليه اكتر زي ما تكون بتحفر ملامحه جوا عقلها وكملت بدموع
:بس ساعتها كان كبريائي مانعني اللي هو ازاي اكون سيباك وارجع اترجاك عشان نرجع لبعض..بس انا خلاص مبقاش فارق معايا حاجه غيرك انت با عاصم
قرب وشها من وشه واتكملت بهمس
:عاصم أنا بحبك ..كلمه بحبك دي قليلة علي حالتي ..انا بعشقك وبمووووت فيك ..مش عارفه عملت فيا ايه ..لكن انا مش قادره اعيش من غيرك صدقني ..حياتي واقفه عليك ..انا مبعملش حاجه غير افكر فيك واندم علي اليوم المنيل اللي فكرت ابعد فيه عنك ..
عاصم كان متأثر جدا بقربها منه ومن أنفاسها اللي بتخبط في وشه وريحتها اللي تجنن ..وغير ده كله من قلبه اللي عمال يدق ليها وقرب يخرج بره صدره
معرفش يرد بأيه ولا يبعدها اواي وهو مبسوط بقربها منه رغم إن ضميره بيأنبه علي كده لكن جزءطبير منه كان مبسوط من قربها
سلمي بهمس
:هااا قولت يا عصومي..موافق نرجع لبعض ..موافق نكمل حكايتنا اللي بدأناها ونكتب النهايه بنفسنا
كأن لسانه اتعقد ..مبقاش عارف يتكلم ولا يرد عليها
سلمي قربت منه اكتر وحضنته براحه وحطت رأسها علي صدره واتكلمت براحه
:بقالي زمااان محستش باحساس حلو مش بحسه غير وانا في حضنك..احساس حلو اوي يا عاصم
عاصم بلع ريقه وبص حواليه لاقي محدش واخد باله منهم لأنهم في مكان مداري ورا عمود
براحه جدا بقي يرفع ايده وبادل سلمي الحضن واللي ساعتها ابتسمت بفرحه لما حست بأيده اللي حضنها
لكن بسمتها اختفت لما لاقيته شال ايظه بسرعه ووقف زي الملسوع واتكلم بأرتباك
:انا..انا اتأخرت ولازم امشي ..
قال كلامه وخرج حق العصير وحطه علي الطربيزه ومشى بسرعه من المكان حتي مبصش وراه
باك
اتكلمت بثقه وهي بتبتسم
:ضعفت يا عاصم خلاص وهترجع لحضني قريب.. اول ما نرجع لبعض هعرف ازاي انسيك كل الزعل اللي كان بينا ..ونتجوز بقي وانت تطلق البت العيانه اللي متجوزها دي ونتجوز انا وانت ونعيش سوا زي اي اتنين حبيبه..هيح ..امتي يجي اليوم ده بس
.....
عاصم ومروه رجعوا البيت وحرفيا كان حال كل واخد عكس التاني تماما
عاصم زي ما يكون اخد صدمه عمره ولحد دلوقتي مش مستوعب إن مروه حامل منه وانه خلاص اتدبس فيها رسمي وفيه حاجه ممكن تربطهم العمر كله
مروه كانت عكسه ..طول السكه عماله تتحسس بطنها بمشاعر مختلطه بس اللي الظاهر فيهم هو الفرحه
بصت لعاصم واتكلمت بعدم تصديق
:انا جوايا نونو صغنن وبعد كام شهر هيكبر ويخرج عشان يكون ونسي وصاحبي في الدنيا دي ويهون عليا كل اللي شوفته
عاصم قعد بتعب علي أقرب كرسي وهي مش مبطله كلام وابتسامتها هتشق وشها
:اكيد هيكون صغير اوي وجسمه بيكون طري خالص كأنه مفهوش عضم .وصوابعه وبقه ومناخيره..كل حاجه فيه صغيره خالص بكون عاوزه اقعد ابوس فيهم من جمالهم
من شده حماسها وفرحتها نسيت زعلها اللي زعلته كله من لحظه ولادتها لحد دلوقتي..مفتكرتش غير الحلو بس واللي اتمثل في خبر حملها
قعدت جنب عاصم وكملت بفرحه
:تعرف لما منال كانت تكون حامل ..كانت بطنها بتكون كبيره أوي..بس لما كانت بتولد كانت بتخس..وانا ساعتها كنت بشوف النونو اللي هي جيباه ..كنت بحبهم اوي اوي خصوصا يوسف حبيبي كان دايما هادي ومش بيعيط وبيضحك لما يشوفني ..ربيتهم كلهم لحد ما كبروا قصاد عيني ..ساعات كنت اتمني يكون معايا نونو ليا انا لوحدي وانا اكون أمه زي منال ..
سكتت وكملت بزعل
:بس لما قولت كده لمنال إني نفسي اكون عندي نونو صغير انا أمه ضحكت عليا وقالت إني هبله ومحدش بيتجوز هبله يبقي هتخلفي ازاي
بصت لعاصم واتكلمت ببسمه بريئه
:بس انا طلعت مش هبله وينفع اتجوز وأخلف عادي واهو انا متجوزه وبطني فيها النونو اللي كنت عيزاه..
كملت بعيون بتلمع ببريق خاص
:هيكون عندي ابن أحبه وهو يحبني وينسيني كل الشقا اللي شوفته في حياتي
بصت ببسمة لعاصم اللي ساكت ومسهم في ملكوت تاني زي ما يكون اتخطف
قربت من مسافه مناسبة وسألت بقلق
:هو.. هو انت ساكت ليه ..هو انت مش زعلان عشان انا حامل
رفع عيونه ليها ..بص لعيونها البريئة..
حرك نظراته لبطنها اللي هي حضناها
اتنهد بضيع وهز رأسه بمعني لا وحاول يبان طبيعي لما قال
:لا ..لا مش زعلان..وممكن متسأليش سؤال زي ده ليا تاني ..انا مش..مش
مقدرش يكمل الكلمه
سابها واخد مفاتيح عربيته ونزل بسرعه لتحت
ركبها واتحرك بسرعه لمكان هو نفسه مش عارف رايح فين
:يعني انا اكون ناوي أطلقها وارتاح منها..تطلع حامل بعد ده كله...
وقف بالعربيه وبعصبيه بقي يضرب علي عجله السواقة
:ازاي..ازاي مفكرتش في حاجه زي دي..ازاي..هي مش ست وانا راجل..يبقي طبيعي ده كان يحصل ما بينا ..اومال ازاي عمرها ما جات علي بالي ..كان عقلي فين
اتنهد بتعب بعد ما كس إن قوته خلصت وكمل بتعب
: هعمل ايه انا دلوقتي..هعمل ايه ..دي حامل ..يعني انا خلاص كده اتربطت بالبت دي علي طول ..
جاتله فكره شيطانيه أنه يجبرها تنزل الجنين وكده كده هي لسه في الشهور الأولى يعني وارد جدا ينزل من أقل مجهود
هز رأسه بسرعه وبفزع من الفكره واتكلم بغضب حقيقي من نفسه
:ازاي افكر في حاجه زي دي ...ازااااااااي ..انا مستحيل اعمل كده ده روح بريئه ملهاش ذنب في حاجه حرام اوي لو فكرت حتي ااذيها
سكت واتكلم بضياع
:طب هعمل ايه انا دلوقتي..هتصرف ازاي
حسم أمره ولف بالعربيه عشان يرجع وهو خلاص قرر اللي هيعمله
:انا هخليها لحد ما تولد ..وساعتها يبقي يحلها ربنا ..لكن دلوقتي خليني مراعي ليها واهو كله في ميزان حسناتي
كان بيقول كده كأنه بيمن عليها مش اللي في بطنها ده ابنه وهو ملزم ياخد باله من الاتنين ويصرف عليهم في السراء والضراء
.....
عاصم كان في الشركه في استراحه القهوة
جاتله رساله علي تليفونه
أول ما شافها وعرف مبعوته من مين عيونه اتحركت تلقائي ناحيه اللي باعتها
لاقاها بصاله وبتبتسم وبتشاور علي التلفون بمعني يشوف هي بعتت ايه
اتنهد بقلق وبص للرساله لاقاها كالآتي
:عاصم إزيك..انا عارفه ان أخر مقابله بينا مكنتش احسن حاجه بالنسبه ليك ..بس بالنسبه ليا كانت حلوه اوي ..رجعت ليا ذكريات عدي عليها وقت ..كنت عاوزه اطلب منك اننا نتقابل تاني في نفس المكان ونفس المعاد ولو مش فاضي خليها علي بالليل
سلمي كانت مستنيه رده بفارغ الصبر لكن أملها خاب لما شافت رسالته المبعوته
:وعاوزه تقابليني بمناسبة ايه ..اعتقد كل اللي كنتي عاوزه تقوليه قولتيه وانا قولتلك رأيي
بصت وفتحت تليفونها وكان باين عليه الإصرار وهي بتكتب
:عاصم لو سمحت ..مش هتخسر حاجه لو خرجت وقابلتني..وبعدين يا سيدي اعتبر إنها مقابله شغل وفيه حاجه واقفه معايا وعوزاك تحلها
عاصم قرأ رسالتها واتنهد وهو بقي متيقن إن سلمي عاوزه ترجع اللي فات ..لكنه افتكر لما باعته لاقرب واحد أتقدم ليها بس عشان أغني منه
بصلها بغموض وكتب
سلمي ابتسمت بفرح لما قرأت رسالته اللي كانت
:طيب يا سلمي موافق اننا نتقابل..وخليها بالليل كده عشان مش رايق خالص حاليا ومش قادر اخرج ..هبعتلك المكان والمعاد في رساله
:طيب تمام ..انا هكون هناك وصدقني مش هتندم
بعتتها وهي بتبتسم ليه بملامحها اللي كانت في وقت من الأوقات بتسحره وتخلي عقله يطير بين السحاب
لكنه حاليا بقي بيحاول يتلاشي اي نظره ليها وهو مش ناسي اللي عملته فيه
حامد كان مركز مع كل حركه من الاتنين واخد باله من نظرات صاحبه اللي كشفاه
اتنهد بحزن واتكلم في سره
:لو ملحقتش نفسك هتخسر كل حاجه يا عاصم..هتخسر وترجع تندم بس الندم ساعتها مش هيفيد ..ياريت تفوق بدري بدري قبل ما تقع ومتعرفش تقوم من وقعتك
.....
عاصم روح البيت بعد الشغل لاقي مروه راصه كل حاجه ومستنيه ببسمة
: حمد الله على السلامة يا عاصم بيه ..اتفضل الأكل ليه محطوط وسخن
عاصم قعد وبصلها وسأل
:اكلتي؟
مروه بصتله بأستغراب واتكلمت
:أكل ازاي يابيه ..أنا مستنيه حضرتك تاكل عشان اخد البواقي
اتنهد بضيق ووقف من الكرسي وقرب منها براحه عشان متخافش منه واتكلم بحزم
:ده كان زمان ..دلوقتي انتي مسؤولة عن روح تانيه جواكي..علشان كده انتي مش هتستني البواقي والفوايض ..انتي كل ما تكوني جعانه كولي علي طول متستنيش اذني ولا تسأليني ..انتي تاكلي من نفسك كده
ملامح وشها بأن عليها عدم فهمها كأنه بيتكلم بلغه مش فهماها
سألت بعدم استيعاب
:أكل لوحدي ازاي يابيه ..مينفعش اعمل كده لازم اخد الإذن منك الأول قبل ما احط لقمه في بُقي
اتنهد بنفاذ صبر واتكلم
:انا اللي اقوله يتسمع ..انتي كل ما تحسي نفسك جعانه تاكلي من غير إذن..عشان اللي في بطنك مينفعش تفضلي جعانه ولا تعملي مجهود كتير..انا مش مستعد اشيل ذنب روح بريئه لسه مشافتش النور..
بصتله بعيون بتلمع من كلامه
:يلا روحي هاتي طبق ليكي وخدي كل اللي عوزاه عشان تاكلي
هزت راسها ودخلت المطبخ اخدت طبق وراحت علي السفرة..بس خافت تاخد أكل كتير يزعق فيها
عشان كده اخدت كميات بسيطه من كل نوع
:ايه العينات اللي انتي وخداها دي ..ما تاخدي كويس ...اقولك ..سيبي الطبق ده واقعدي كولي معايا وانا هشوف اكلك عامل ازاي
مروه بصتله بعدم تصديق من طلبه وفتما عيونها علي وسعها بزهول
بصت حواليها زيما تكون شاكه انه بيكلم حد تاني لكن هي وهو لوحدهم وزياده تأكيد بقت تشاور علي نفسها كانها بتقوله انت تقصدني أنا بالكلام ده
عاصم بص لرد فعلها برفعه حاجب واتنهد بضيق وشاور علي الكرسي اللي جنبه
:اقعدي يابابا وبطلي شغل الاستعباط ده ..اقعدي كولي بلاش غلبه
وكأنها ما صدقت قال كده وقت علي السفره اللي كان نفسها تقعد عليها من شهور ..حتي سوم ما قعدت عليها يوم زيارة أصحابه مكنتش بوعيها بسبب صدمتها في اللي عرفته وحزنها من عاصم ومعاملته
بكن حاليا كل حته فيها بترقص من الفرح ..زي ما تكون اتولدت من جديد
عاصم كان بيراقبها وهي بتاكل عشان يتأكد انها مهتمه بصحتها وصحه الجنين وبيقنع نفيه إن ده كله عمل خيري وهو مش مايل ليهم او مهتم بخبر حملها ده
ملامحه اتغيرت لما افتكر معاده مع سلمي وهو مقرر خلاص أنه لازم يقطع معاها اي فرصه لرجوعهم سوا من تاني
خلص اكل وقام ودخل الاوضه عشان يسيب مروه تاكل براحتها ..
غير هدومه واستعد أنه ينام شويه
بس عينه جات علي مروه اللي هي كمان جات تنام علي فرشتها اللي قدام الباب
بصعوبة ضغط علي نفسه عشان ميخلهاش تدخل الاوضه وتنام معاه
:اثبت يا عاصم..بكره تطمع وتتأمر وتتشرط الخدامه دي ..خصوصا إنها عرفت انها طبيعية خلاص ..يعني كل شويه هتدخل عليا بحوار جديد..انا اسيبها تنام في الارض دلوقتي وقدام شويه اخليها تنام في اوضه من الاوض وارحمها من نومه الارض
بص للسقف ومحسش بنفسه غير وهو بيروح في النوم ويصحي بعد وقت معرفش هو قد ايه لكنه ملقاش مروه مكانها
صحي ودخل المطبخ يشرب..سمع صوت جاي من الحمام..صوت عالي جذب انتباهه
قرب من باب الحمام لحد ما استوعب اللي بيحصل
مروه بترجع وباين عليها تعبانه شويه
خبط علي الباب براحه
:انتي كويسه ..
مفيش رد صادر من جوه..لكن صوت المايه بيدل انها بتعمل حاجه
خبط تاني وسأل
:ردي عليا انتي كويسه
مفيش رد ..لسه هيفتح الباب ..لاقي مروه سبقته وفتحت هي ..كانت حاطه ايدها علي رأسها ووشها اصفر وعنيها زايغه..حالتها خلت عاصم يقلق عليها
سندها لحد ما وصلها للكنبه وقعدها
عاصم بقلق:
انتي كويسه ..حاسه بحاجه ..ردي عليا
اتكلمت بصوت مبحوح وواطي
:أنا كويسه ..انا بس معدتي قلبت مره واحده بس بقيت كويسه متقلقش عليا
وقف واتكلم بحسم
:انتي لازم تتابعي مع دكتوره عشان تاخد بالها منك ومن اللي في بطنك عشان حتي لو تعبتي انا مش هينفع اديكي اي دوا وخلاص ..لازم الحامل ليها ادويه محدده تاخدها
ابتسمت علي كلامه وعلقت بشرود
:حامل ! ... احلي كلمه سمعتها في حياتي ..واللي أجمل منها إن يكون ليا عيل يقولي يا ماما ..ساعتها كل الوجع اللي شوفته في حياتي مش هفتكر منه حاجه ...كل اللي هفتكره هو الحلو وبس
اتنهد براحه من كلامها وعرف انها بقت كويسه عشان كده قرر يخرج يشوف دكتوره ليها ويشوف سلمي وينفذ اللي ناوي عليها
خلاها اتعدلت في قعدتها ورغم أنها لسه مظهرش علي شكلها اعراض الحمل ..لكنه كان قلقان عليها زي ما تكون هتولد في اي لحظه ..رغم انها في أواخر الشهر التاني
دخل وليس واستعد عشان ينزل ..لكنه قبل ما ينزل التفت ليها واتكلم بتحذير
:متعملش حاجه تتعبك ولو علي العشاء انا هجيب اكل من بره عشان تفضلي مرتاحه..وابقي شغلي التلفزيون سلي نفسك علي بال ما ارجع...تمام
هزت راسها بمعني تمام ببسمة من معاملته الجديده ليها
وهو سابها ومشي ومش ناوي يتراجع عن اللي في دماغه
28
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
كانت في المكان المتفق عليه وابتسامتها هتشق وشها
وكل شويه تبص في المرايه اللي معاها
كانت زي ما بيقولو لابسه الحته اللي علي الحبل عشان تبهر عاصم أول ما يشوفها وتخطف عقله
بقت تفتش في شنطتها وخرجت أحمر شفايف وبقت تحط تاني علي شفايفها عشان تزغلل عنيه أكتر
خلصت ورجعت كل حاجه مكانها وفضلت مستنيه لحد ما لاقت عاصم داخل عليها
اول ما قعد قالت ببسمة
:انا طلبت لينا عصير برتقال عشان عارفه إنك بتحبه ..ثواني والطلب هيكون هنا عشان انا قولت للويتر يجيب الطلبات لما انت تيجي
مخلصتش كلامها ولاقت الجرسون داخل عليهم ومعاه اللي طلبته
عاصم بصلها بعد ما مشي وحاول ميبصش في وشها واتكلم بجمود
:بصي يابت الناس ..انا المره دي وافقت اجي عشان انا اللي عندي اللي هقوله ..
سلمي بصتله بأنتباه وهو كمل
:ياريت ملكيش دعوه بيا بعد كده ..انا راجل متجوز ومش مستعد أعمل حاجه تزعل مراتي ..وبالنسبه لموضوعنا فا هو خلص من زمان وانا طويت الصفحه دي خلاص
سلمي بزهول:
عاصم انت بتقول ايه ..وايه غيرك كده ..انا افتكرت ان بعد آخر موقف بينا صفيت ليا وكل حاجه هترجع لسابق عهدها
عاصم بجمود:
انتي واعيه حتي بتقولي ايه ..انا راجل متجوز..متجوز..ايه مش بتفهمي..انا خلاص بقيت أخص واحده تانيه..وحتي لو مكنتش متجوز انا مش هبص لواحده كانت مخطوبه لواحد وعايشه معاه غراميات عشان بس تغيظ فيا ..انسي يا ماما..كان فيه منه وخلص للأسف
سكت واتنهد وبدل نبره صوته للهدوء
:انتي انسانة كويسه و اي حد يتمناها ..بس إحنا خلاص فنش ..مش هينفع نكمل مع بعض ..ببساطه علن اتجوزت ومراتي كويسه جدا
وانتي كمان اكيد هتلاقي نصك التاني والشخص المناسب في يوم من الايام ..بس
قاطعته بدموع وهي بتسأل
:بتحبها
بصلها بعدم فهم وهي كملت
:بتحب مراتك..حبيتها زي ما كنت بتحبني ..رد عليا ..بتحبها ربع الحب اللي حبيته ليا
عاصم اتوتر من سؤالها عشان كده حاول ينهي الحوار واتكلم بحسم
:انا قولت اللي عندي..ياريت تفهمي كلامي ده كويس وتعملي بسه ..ولو عندك اي أمل في موضوع رجوعنا ده ياريت تشيليه من دماغك ..انتي بقيتي بالنسبه ليا عاديه ومتفرقيش..عن أذنك
قال كلامه ووقف عشان يمشي وركب عربيته اللي قدام الكافية
سلمي جريت وراه لحد عربيته وقبل ما يتحرك كانت ركبت في الكرسي اللي جنبه
بصلها بضيق واتكلم بنفاذ صبر
:انزلي لو سمحتي انا مش فاضي للعب العيال ده
سلمي برجاء :
عاصم ارجوك ادي علاقتنا فرصه تانيه ..مش معقول تدمر حب سنين علي غلطه هايفه زي اللي عملتها
عاصم بزعيق
:برضوا بتقول هايفه ..لو كان لعبك بمشاعري ودوسك علي كرامتي حاجه هايفه يبقي انتي عندك حقك ..أصل انا مين عشان ابص للبرنسس سلمي ..هااا مش هو ده اللقب اللي بتحبيه البرنسس مش كده ..وقولتي إن البرنسس لأزم تسكن في قصر ويكون عندها خدم وحشم وتلبس الحاجه مره واحده ويكون عندها مجوهرات غاليه تشتري بلد بحالها
سكت واتكلم بقهر ومرار
:كنت مستعد اوفر دع كله في وقت من الأوقات..كنت مستعد اشتغل ليل مع نهار واعمل كل اللي عوزاه عشان ترضي ..بس لأنك جعانه وعينك فارغه مستنيتش وبعتيني وبعتي نفسك لأول تاجر جه طلبك يا ربه الصون والعفه
داس علي سنانه بغضب وهو بيضرب ايديه ببعض
:بس خلاص خلصنا ..ده كله كان زمان انا دلوقتي متجوز ومراتي ست البنات وأي حد يتمني واحده زيها
عشات كده يابنت الناس بطلب منك بالأدب تبعدي عن سكتي
سلمي بأنهيار
:بس انا لسه بحبك ..انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ..انت ليه مش حاسس بيا
ابتسم بسخريه واتكلم بوجع
:لا هتقدري متخافيش..عملتها قبل كده وتقدري تعمليها تاني ولاخ
اتصنم من حركتها اللي عملها دي
حس ان جسمه متخشب وقلبه بقي يدق بسرعه وعنف
بص لسلمى اللي اترمت في حضنه علي غفله
سملي بهمس ورجاء:
عاصم ارجوك متهدش كل حاجه في لحظه غضب ..اديني فرصه تانيه وانا هصلح كل حاجه .كل حاجه هتتصلح
كانت بتقول كده وهي بتتعمد تلمسه بطريقه مستفزة لكل خليه في جسمه
قربت شفايفها من رقبته وبقت تبوسه براحه وهي مكلمه همس
:بحبك يا عاصم ..قلبي ده مدقش غير ليك ولا عمره هيدق غير ليك ..بحبك اوي اوي اوي..ولو قعدت لبكره اقولك إني بحبك مش هوصف واحد في الميه من الي حاسه بيها ناحيتك
عاصم كان داب في هواها بعد كلامها ده كله ومش حاسس بنفسه
لكنه في لحظه فاق لما لاقاها بقت تتجرأ في لمساتها
بعدها عنه بسرعه وزقها بعيد وهو بيزعق فيها
:ايه الحركات الرخيصه دي ..بس هتوقع منك ايه تصحيني عشان اصلي الفجر ..ماهي دي عادتك من زمان انك معندكيش حدود ..وياعالم كنتي بتعملي ايه مع سي أيمن بتاعك ..ماهو انتي بالنسبة ليكي الخطوبه زيها زي الجواز مفيش فرق ..
بصتله بدموع وصدمه من رد فعله وهو كمل بعصبية
:لو منزلتيش حالا من هنا انا هعمل حاجه مش هتعجبك وتندمي عليها ..انزززززززلي
نزلت بسرعه من زعقته وعاصم اتحرك بالعربيه بسرعه قبل ما قلبه يحن ليها
عاصم لنفسه
:انا صح ..أنا صح ..اللي عملته ده صح ..مش خليها تقرب مني ..ده واحده ملاوعه ومش سالكه وبتحب تلعب علي كل النواحي عشان تطلع كسبانه ..بس انا مش هخليها تعملني لعبه وتتسلي بيا ..انا صح
هز راسه بأقتناع رغم قلبه اللي مش مطاوعه
.....
رجع البيت لاقي مروه لسه صاحيه وبتتفرج علي التلفزيون بأنتباه ومش واخده بالها منه
كانت قاعده علي الكنبه ولابسه عبايه نص كم من بتوعها وبتتفرج علي فيلم ابيض وأسود
كانت ضامه رجليها لصدرها ومسرحه شعرها علي شكل ضفيرتين علي كل ناحيه وعلي غير العاده وشها منور زي ما تكون الروح ردت فيه
عاصم قرب اكتر عليها لحد ما بقي وراها بالجنب
مروه لكا انتبهت علي ظل حد وراها بصت لاقته عاصم
اتنفضت بفزع وحطت ايدها علي صدرها تاخد نفسها من الخضه
بعدها وقفت بسرعه وخافت يزعق ليها عشان كانت قاعده علي الكنبه
اتكلمت بتوتر وهي بتشاور علي التلفزيون
:انا ..انا كنت بتفرج على التلفزيون
عاصم بهدوء:
اه ما انا خدت بالي
شاور علي التلفزيون واتكلم
:كملي فرجه ليه قومتي
بعدت عن الكنبه وراحت ناحيه باب المطبخ عشان تقعد جنبه زي ما بتعمل في العاده
عاصم بضيق
:يا بنتي انتي عاوزه تعصبيني ليه ..ماتقعدي زي ما كنتي قاعده بتروحي عندك ليه
مروه بتبرير
:ما ..ما انا بقعد هنا علي طول
شاور علي الكنبه اللي كانت قاعده عليها وبصلها بتحذير
من غير كلام هي كمان هزت راسها وقعدت ماكن ماهو بيشاور
رفع شنط كانت في ايده أول ما جه
قرب منها وهو بيرفع الشنط قدامها وبيتكلم
:انا حجزت معاد مع دكتوره نسا وهنروح بكره ..وجبت الفستانين دول عشان تروحي بيهم بدل اللبس اللي معاكي ..ماهو انا مش هخرج معاكي بشكلك ده ..انا عاصم بيه صابر يعني هيبه وهيئه وكاريزما
أداها الشنط بعد كلامه اللي حاولت على قد ما يقدر متزعلش منه
فتشت في الشنط لاقت فستانين واحد باللون الكافيه الغامق ومعاه حجاب باللون السكري..والتاني فستان باللون الازرق ومعاه حجاب باللون السماوي وفي آخر الكيس لاقت جزمه سودا جديدة
بصتله بفرحه وعنيها بتلمع
:كل ده ليا انا لوحدي ..دول جداد ومحدش لبسهم قبل كده ..ربنا يخليك يارب ويحفظك وتحقق كل اللي في بالك
قعد علي الكنبه جنبها ومسك الريموت وهو بيتكلم ببرود
:اومال هجيبهم مستعملين يعني ..
اتنهد ومد إيده بكياس الأكل
:خودي الاكل ده فضيه في الأطباق وهاتيه
هزت راسها بسرعه واخده منه ودخلت المطبخ
فتحت أول كيس وشمت فيه ريحه سمك مقلي خلاها تبلع ريقها بجوع
فضته في طبق كبير وفضت بقيه الحاجه ورصتها علي السفرة ونادت علي عاصم
قعد وبص عليها كانت بتبص للسمك بجوع وعماله تلحس شفايفها بلسانها كأنها ما اكلتهوش بقالها سنين
افتكر فعلا أن مروه من ساعه ما جات هنا هو مطلبش سمك خالص او دخله البيت
:ما تقعدي يابنتي مبلمه ليه كده
هزت راسها بسرعه وقعدت ..بس خافت تمد ايدها الاول..خلت عاصم هو اللي يبدأ الأكل وابتدت تاكل هي بعده وبتحاول علي قد ما تقدر ما تاكلش بسرعه زي ماهي متعوده
مروه في سرها
:الأكل مش هيطير ..كولي براحه عشان عاصم بيه ميقرفش مني ويخليني أكل معاه بدل ما كنت باكل لوحدي
بقت تحاول تعمل كل اللي علمه ليها عشان يرضي عنها ويتقبلها
بعد الأكل كانت مروه بتشيل الأطباق
عاصم بتنبيه
:إوعي تنسي معاد بكره عند الدكتورة يعني خليكي جاهزه من بعد بعد المغرب عشان معادنا الساعه تمانيه
هزت راسها بلهفة
.....
تاني يوم عاصم رجع من الشغل وكان المعاد عشان يروح مع مروه للدكتورة
لبست الفستان الأزرق وفرحتها بيه مكنتش تتوصف
وكل شويه تبص عليه وعلي الجزمه الجديده اللي في رجلها زي ما تكون خايفه يكون ده كله حلم وممكن تصحي منه في أي وقت
عاصم كان علي عكسها وبيفكر في حاجه تانيه خااالص
:معقول الدكتوره تقول أنها مش حامل واكون خلصت من التوريطه اللي اتورطت فيها دي ..
بس ازاي..الدكتور قال أنها حامل والأعراض كلها ظاهره عليها ..ياااه لو يطلع اي حاجه تانيه غير الحمل..ده انا هجيب خروف وادبحه و اوزع علي خلق الله..بس هو يطلع حمل كاذب ..يارب يكون كاذب انا مش حمل صدمات تانيه
ابتسم بأمل أن ده ممكن يحصل
عاصم ببسمة لنفسه:
ده لو حصل انا هودع الزعل خااااالص وارتاح بقي..والبت دي هبقي اديها قرشين واطلقها تروح لحال سبيلها وهتكون غلطه واتصلحت
أفكاره وقفت عند فكره بعينها وبسمته اختفت لما سأل نفسه
:طب ولو طلعت حامل بجد هعمل ايه ساعتها..انا كده هتدبس فيها العمر كله هي واللي في بطنها..مستحيل في يوم دي تكون أم عيالي مستحيل..بس...بس هي ملهاش ذنب في وضعها ده ولا حالتها ..دي من فتره قريبه كانت فاكره انها عقلها علي قده والدنيا كلها ضاحكه عليها ..
اتنهد بتعب واتكلم في سره
:انا هسيبها للأيام ويمكن حاجه تحصل تغير ده كله
بص لمروه بطرف عينه لاقاها عماله تبص علي اللبس اللي هي لابساه بفرحه ومبتسمه زي ما يكون النهارده العيد وهي رايحه الملاهي
اتنهد بقله حيله وكمل سواقه لحد ما وصل للعيادة اللي كانت في عماره كبيرة وباين عليها مهمه جدا ..حتي المنطقه اللي كانت موجوده فيها نضيفه جدا وراقيه
بصلها واتكلم بتحذير
:مش محتاج اقول ..اتصرفي كأنك بنت ناس فوق قدام الناس ..العياده دي مش بيجي ليها غير الناس الهاي كلاس بس ..يعني شغل الخدامين بتوعك ده تنسيه خالص ..وحاول تنسيه علي طول وتتعاملي علي اساس انك واحده طول عمرها متربيه في فلل وقصور وكل الحاجات دي معروفه بالنسبة ليكي وعاديه
مش كل ما هروح مكان هقعد اشرح ليكي تعملي ايه ومتعمليش ايه ..وياريت كلامك يكون قليل فوق ..يعني تردي علي قد السؤال ..مفهوم
بصتله بزعل وهزت رأسها
عاصم بضيق:
لا افردي وشك ده شويه ..انتي واحده حامل يعني المفروض تكوني فرحانه
مروه بزعل :
ما انا كنت فرحانه ..بس بتقعد تقول عليا خدامه ..خدامه وتزعق فيا وده بيزعلني
اتنهد بضيق وبصلها واتكلم بهدوء
:خلاص انا هبطل اقول خدامه دي ..بس افردي وشك شويه وأنا بعد الكشف هجبلك ايس كريم
مروه بفرحه :
ايه ده بجد...خلاص انا ضحكت اهو ومش هكشر تاني
ابتسم وهز رأسه وبعدها نزل والاتنين دخلو العياده
كان شكلها بالنسبة لمروه جميله اوي وكل حاجه هناك جديدة وبتملع ونضيفه ..شغل عالي
قالتها بهمس
بصت علي الستات اللي موجودين..كانت اللي بطنها كبيره وعلي وش ولاده واللي بطنها يادوب ظاهره ..والي مفهاش بطن اصلا والظاهر أنها لسه في أول حملها
مسكت ايد عاصم بتوتر لمى شافت شويه منهم بيبصوا عليها
عاصم بصلها بأستغراب لاقاها باصه علي الستات اللي باصين عليها
ضمها من كتفها وراح ناحيه البنت الي بتسجل اللسماء عشان يشوف دورهم
اخدها وقعد بعد ما عرف ان دورهم ده اللي جاي
مروه كانت بتبص علي الستات اللي هناك ..كلهم باين عليهم اغنيا وحاطين رجل علي رجل واللي ماسكه موبايلها وعماله تلعب فيه
انكمشت علي نفسها بحرج وهي عارفه إن كل اللي هناك اغنيا جدا وهي متحلمش تسلم عليهم ..لكن بفصل عاصم بقت قاعده معاهم وش لوش
دقايق قليله والمريضه اللي قبلها خرجت وجه الدور عليهم
دخلوا وحرفيا عاصم علي نااااار
الدكتوره بعمليه:
خير يا مدام ..
عاصم بسرعه
:المدام با دكتورة بتشتكي بقالها كام يوم تعبانه ودايخه وبترجع..روحنا كشفنا عند دكتور باطنه باعتبار إن بطنها هي اللي وجعاها..بس الدكتور قال إن كل دي أعراض حمل..عشان كده جينا نتأكد
الدكتوره ببسمة:
إن شاء الله خير..
شاورت علي سرير قدامه ستاره واتكلمت بهدوء
:ممكن تتفضلي معايا مدام
بصت لعاصم اللي هزلها رأسه بمعني تروح
راحت معاها وبقو ورا الستاره حوالي خمس دقايق
بعد شويه خرجت الدكتوره واتكلمت ببسمه
:ألف مبروك يا أستاذ المدام حامل في الشهر التاني
قلب عاصم وقع في رجليه من بعد كلمتها علي عكس مروه اللي ابتسمت بفرحه
الدكتوره شغلت شاشه موجوده في نص اوضه الكشف وراحت الستاره عن مروه عشان تتفرج علي اللي هيتعرض
وبقت تعملها سونار وهي بتطلب من الاتنين يشوفو ابنهم في الجهاز
الاتنين بصو للشاشه ال باين فيها الطفل وهم سامعين نبضات قلبه
كان صغير وراسه كبيره ..يادوب ليه أطراف طالعه وظاهره
لكن ده كان كفيل يخلي الاتنين حالتهم تتشقلب
عاصم بص للشاشة وزي ما يكون اتغير ميه وتمانين درجه..ابتسم بفرحه وهو شايفه وسامع صوت دقات قلبه بودنه
مروه بثت لعاصم بفرحه واتكلمت بتلقائيه
:بص صغنن ازاي ..ده حلو اوي ..اوي اوي ..اكتر حاجه حلوه شوفتها في حياتي ...امتي بقي يجي واقدر اشيله بأيدي واشم ريحته
الدكتوره بصت لحالهم اللي هي متعوده عليه من كل الأزواج اللي بيجوا عندها ويسمعوا ويشوفو عيالهم
حمحمت عشان تجذب انتباه
الاتنين بصولها او بمعني أصح عاصم اللي التفت ليها
وشاف طلباتها
:طيب بص يا استاذ عاصم المدام حالتها كويسه جدا وصحه الجنين كمان كويسه..والحمل ثابت عشان كده انا مش هكتب ليها علي مثبتات..بس هكتب ليها علي فيتامين تاخده قبل الفطار ..ومش هكتر هو نوع واحد تاخده ولما يخلص هنشوف اذا كان لازم تاخده تاني ولا نكتفي بالقدر ده ..هي بس كل اللي عليها تاكل كويس اوي ترتاح وتبعد عن اي ضغط نفسي ..اهم حاجه الصحه النفسية للحامل ..ده بيفرق جدا معاها ومع صحتها
هز راسه لكلامها ..بص علي مروه لاقاها لسه بتتأمل مكان الشاشة حتي بعد ما الدكتوره شالت الجهاز من علي بطنها
عاصم ببسمه:
ايه يا مروه..يلا يا ماما الدكتوره وراها شغل ..ولا انتي عاجبك البص في الشاشة
انتبهت ليه وهزت رأسها
ظبطت نفسها وعدلت لبسها ووقفت جنبه
اخد الروشته من الدكتورة ومشي بيها
بعد ما خرجو افتكر كلام الدكتوره عن الصحه النفسيه
بص لمروه واتكلم ببسمة
:تعالي هنروح نتعشي في اي مطعم ..وبعدها نتمشي شويه علي النيل نشم شويه هوا وهجبلك الآيس كريم مش ناسي
.....
تاني يوم
عاصم راح الشركه بس اليوم ده مكنش عادي
طان يوم المواجهة بينه وبين عقبه حياته المتمثله في حاجه واحده بس (أيمن)
نطق الإسم بحقد وهو شايفه قدامه بيتمختر زي الطاووس ونافش ريشه علي الكل خصوصا بعد ما ابوه أمر انه يرجع لمنصبه القديم وبقي واخد من اللي ليهم كلمه وبقي يتقال ليه يا أيمن باشا او مستر أيمن بعد ما كان أيمن حاف
لسه مش ناسي ليه حركته الي عملها يوم الخطوبه
لاقاه رايح ناحيه طربيزه سلمي ..لكن لحظه كانت قاعده من كذا حد تاني مش قاعده لوحدها
بصلهم الاتنين بقرف وحاول يصرف نظر عنهم
خصوصا سلمي وهو مش ناسي اخر موقف بينهم
سلمي بصت عليه بطرف عينها لما لاقت أيمن قعد معاهم ..لكنها لاقته وقف هو وحامد وماشيين برا المكان
اتنهد بغل وهي بتدوس علي سنانها ..عيونها اتملت دموع من الموقف اللي حصل بينهم ورد فعله من قربها
كانت فاكره انها بتأثر عليه بقربها منه ..لكن طلعت غلطانه وحست بالندم لما صدها وعاملها بالطريقه دي
بصت لأيمن اللي قعد علي الكرسي اللي جنبها بعد ما زميلتها اللي جنبها مشيت
اتكلم بهمس وهو بيبص قدامه
:ايه ياروحي ..عملتي ايه في اللي قولتلك عليه
29
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
سلمي بصتله بضيق واتكلمت بغضب وهي بتخبط علي رأسها براحه
:اسمع يا جدع انت ..انا دماغي وجعاني وبقالي يومين منمتش..يعني مش عاوزه كلام كتير ..فا احسنلك تبعد عني مش كل شويه هسمعك كلمتين ولا انت الشتميه بتعجبك وبتيجي علي هواك
أيمن ببرود:
لاماهو واضح إن بقالك يومين منمتيش ..ايه الأسلوب البلدي ده يا سلمي ..لا مش اسلوبك خالص ده يابيبي
قرب اكتر واتكلم بمكر
:واه ..اه انا بحب اسمعك وانتي بتشتميني..ده بيبسطني بحس بلذه لما تنطقيها..يااااه علي ده احساس خصوصا لو كنا لوحدنا في حته ضلمه و
سلمي قاطعته بغضب وهي بتبص ليه بقرف
:انتي دايما تفكيرك قذ ر كده ..مش ناوي تنضف ولا حالك ينصلح ..هو سيبتك من قليل ..ياخي حل عن سمايا بقي هو البعيد جِبله مفيش د م
حط ايده علي وسطها وقربها منه اكتر لمى باقي اللي علي الطربيزه قاموا واتكلم بخبث
:ده علي أساس انك ربه الصون والعفاف ..ايه نسيتي ايام المكتب وايدي اللي مسبتش مكان في جسمك إلا وحطت ايدها عليه ..ولا العربيه اللي شاهده علي قبلاتنا الحاره..ده انتي تبوسي ايدك وش وقفا اني لسه عايزك في الحلال وبعد ده كله ..واحد تاني كان اداكي الصابونة وزحلقك من بدري ..من اول ما قولتي انا فشكلت مع عاصم يلا نتخطب..بس اما بقي اصيل ولسه شاريكي وعاوزك بالحلال ..قولتي ايه يابنت الناس
سلمي كانت الوقت ده كله بتحاول تشيل ايده اللي قابضه علي وسطها وبتبص ليه بقرف واضح
اول ما خلص كلامه اتكلمت بغل
:قولت انك واطي وزباله ولو قعدت للصبح بشتم فيك مش هكفي ..انت واحد ناقص مشفش ريحه التربيه..نن ايه بجد ..وجوابي علي سؤالك هو لا ..انا مش عاوزه اعرفك تاني ولا أقرب منك وياريت تنسي اي حاجه كانت ما بينا في يوم من الأيام..ولو حاولت تقرب مني مره تانيه أنا هطلع علي السيد الوالد واقوله انا سيبت ابنه ليه ..وهقوله علي حركاتك الو سخه معايا وهو بقي يبقي يتصرف ..تمام يا موني
قال ت اخر جمله بسخريه وعي بتطبطب علي ايده اللي كانت مساكاها بعد ما شالتها خلاص
أيمن بصلها وهي ماشيه بنظرات قذ ره ومريضه وهز رأسه واتكلم في سره
:وماله ..اللي ميجيش بالرضا يجي بالغصب ياروحي ..بكره هخليكي انتي اللي تجي تبوسي ايدي عشان اتجوزك ..
.....
عاصم دخل المكتب بمنتهي الضيق
حاسس كأن النفس بيخرج من صدره بالعافيه
كل ذكرياته مع سلمي ..الحلوه والوحشه بتمر قدامه زي شريط الفيديو
اخر لقاء بينهم لما شخط فيها وقالها كلام جااارح
لكنها كانت تستاهله
حامد دخل وراه ..لاقاه سرحان وعرف إن الموضوع ليه علاقه بسلمي
حمحم عشان يجذب انتباهه لحد ما انتبه
عاصم بتعب:
معلش يا حامد مخدتش بالي انك هنا ..خير في حاجه عشان كده جيت ورايا
حامد قعد قصاده بجدية واتكلم براحه لأن وقت الاستراحه لسه شغال
:اه فيه يا عاصم ..انت حالك مش عاجبني الأيام دي ..ولو تسمحلي طبعا اني ادخل في حياتك بالقدر المسموح عشات أنصحك واخد بيدك
عاصم بعدم فهم
:أنا مش فاهم حاجه منك با حامد ..قصدك ايه
حامد بنفاذ صبر :
قصدي علي حكايتك انت وسلمي يا عاصم
عاصم مقدرش يبص في عنيه لانه عرف انه هيكشفه من بصه واحده
حامد قرب منه واتكلم معاه بلين
:يا عاصم انت مينفعش اللي بتعمله ده ..لو كان ينفع زمان ..دلوقتي مبقاش ينفع ..انت دلوقتي متجوز ومراتك بنت حلال وكل اللي شافها عمال يمدح فيها وفي ادبها واخلاقها ..دي مبترفعش عينها في حد وخجوله جدآ مش زي بنات اليومين دول..بجحين بجاحه محصلتش..يعني واحده زي مروه دي عامله زي فراشه وسط دبان ..حافظ عليها يا عاصم ..حافظ علي مراتك عشان صدقني لو خسرتها في يوم مش هيفيد الندم..وسلمي دي ياريت تبعد عنها وتسيبها للأيام هي كفيله تنسيك..وركز.في اللي معاك انت معاك جوهرة
عاصم بهزار
:انا ليه حاسس انك بتعاكس المدام بتاعتي يا حامد
حامد ابتسم واتكلم بجديه
:انا قولت اللي شوفته صح وحسيته ..ركز في الليل معاك يا عاصم عشان مترجعش تندم ..وكل اللي قولته ده عشان معتبرك اخويا اللي مخلفتوش أمي..حافظ علي اللي معاك يا عاصم
طبطب علي كتفه قبل ما يمشي وعاصم عمال يفكر في كل كلمة قالها
عاصم بتعب وهمس:
بحاول يا حامد .بحاول ..بس الموضوع مش بالسهوله دي ...وإلا انت كمان كنت نسيت اللي حصل من سنين وكملت حياتك
.....
مروه كانت علي سجادة الصلاة وبتدعي بعد ما خلصت
:يارب ..انا خلاص مبقتش عاوزه امووووت..انا عارفه إنك رحيم اوي اوي اوي ورحمتك ملهاش حدود..عشان كده خليتني مبسوطه وهخلف وافرح زي الستات التانيين ..انا بحبك اوي يارب عشان انت رحيم اوي اوي اوي ..وبدل ما كنت عاوزه اموووت دلوقتي انا مكلبشه في الحياة بأيدي واسناني..
حطت ايدها علي بطنها وكملت ببسمه
:عشان ابني اللي في بطني ده يشوف النور ..وانا لازم افضل عايشه عشان ده يحصل ..يارب طول في عمري خليني اشيله بين ايديا وافرح بيه واملي عيني منه ..انا عارفه انك مش هتخيب رجائي لانك ارحم بيا من نفسي ..وانا بحمدك واشكر فضلك عشان عاصم بيه بقي كويس معايا ويعاملني حلو وكمان اشتري ليا لبس جديد فرحني بيه ..هو صحيح مشتريه عاشت انى قدام الناس مراته ومينفعش اخرج بلبس مش حلو ..بس انا برضوا مبسوطه ومش زعلانه
خلصت دعا ولمت السجادة وراحت عشان ترص الغدا زمان عاصم جاي خلاص
اسه هتدخل المطبخ سمعت صوت جاي من الشباك
التفت ببسمه وهي متوقعه اللي بيعمل الصوت ده
فتحت الشباك ببسمه وهي بتتكلم بفرح
:اخيرا جيتي ..انا كنت مستنياكي من بدري
شالت القطه وبصت لوشها بفرح وهي مركزه في عنيها الخضرة واتكلمت
:انا حامل ..عارفه يعني ايه حامل ..يعني فيا نونو صغير هينور الدنيا قريب ..انتي مش عارفه انا فرحانه ازاي ..فرحانه بطريقه متتوصفش..حاسه إني بحلم وخايفه اصحي من الحلم ده ..لو ده حلم اتمني امووت قبل ما اصحي..حتي اموووت مبسوطه
نزلتها في الارض وجابت طبق حطت فيه ليها أكل وحطته قدامها
:خودي ياستي بالهنا والشفا على قلبك..
سمعت صوت الباب بيتفتح ..اتنفضت بفزع وهي بتبص حواليها ..لاقت نفسها لسه محستش الاكل علي السفره
بقت تحري يمين وشمال عشان تلحق تخلص بسرعه وإلا عاصم ممكن يتعصب عليها
عاصم استغرب لما لاقي السفره فاضيه ومعلهاش حاجه
خطرت في باله فكره إن مروه تعبت وعشان كده معملتش حاجه
جري بسرعه علي المطبخ لاقاها عماله تجري وراكبه علي جردل بلاستك بتجيب حاجه من الرف العالي
متكلمش عشان خاف تتخض وتقع من خوفها
استناها لمى نزلت وقرب منها واتكلم بهدوء
:غريبه يعني ..متأخره النهارده
التفت ليه بفزع واتكلمت بخوف وقلق
:والله يابيه لسه مخلصه صلاه وقولت هغرف الأكل بعد ما اصلي ..بس ..بس لاقيت صحبتي والكلام اخدني معاها ومحستش بالوقت
عاصم بأستغراب:
صاحبتك مين دي
مروه شاورت علي القطه اللي بتاكل في ركن
عاصم بص للقطه بعدم فهم بعدها هز رأسه بلا مبالاه واتكلم بضيق
:طب يلا عشات انا واقع من الجوع
كان هيخرج لكنه رجع تاني لما افتكر
:صحيح منة كانت عاوزه تكلمك ..وكانت عاوزه تيجي تزورك هي والبنات ..طبعا انتي هتعملي نفسك تعبانه خالص وتقعدي تكحي وانا هقول إن الدكتور مانع عنك الزيارات تماما الفتره دي ..
سكت وبعدها رفع صباعه بتحذير
:واوعي توقعي بلسانك وتقولي انك حامل او تجيبي سيره الحمل علي لسانك ..لازم محدش يعرف انك حامل لحد ما اشوف انا هطل...
قطع كلامه عاي اخر ثانيه واتنهد بنفاذ صبر
:هاتي الأكل عشان ناكل..اكيد طبعا زي كل يوم مبتاكليش غير لما انا اجي
سابها وخرج..متعرفش ليه حست بالزعل لما قال متقولش لمنة علي حملها
مروه بزعل
:هو لسه بيستعر مني عشان كده مش عاوز حد يعرف اني حامل ..بس مش مهم ..المهم انه بقي كويس ومبقاش يقولي يا خدامه
...
مروه كانت بقيت في نص الشهر الرابع من الحمل وبطنها ابتدت تظهر ..بس كانت يادوب باينه ..يعني عامله زي كرش صغير كده
كانوا عند الدكتورة عشان الكشف الشهري بتاع مروه
كانت نايمه علي السرير بتاع الكشف والدكتوره بتمرر بجهاز السونار علي بطنها
وعلي الشاشة باين الجنين وعاصم ومروه بيتفرجوا عليه وملامح الشاشة كفيله تحكي عم احساسهم في اللحظه دي
الدكتوره ببسمه:
عال اوي ..ما شاء الله عليكي يا مدام مروه ..مهتمه بصحتك وصحه البيبي كويس .. النمو طبيعي وكل حاجه تمام ومفيش اي حاجه تدعو للقلق ابدا
بصت للاتنين واتكلمت ببسمه
:عندي ليكم خبر حلو
الاتنين بصولها بلهفه وهي كملت
:نوع الجنين ظاهر عندي ..تحبوا تعرفوا هيجيلكم ايه بعد اربع شهور ولا تخلوها مفاجأة للحظه الولادة
عاصم: ؟
مروه :!
30
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
:نوع الجنين ظاهر عندي ..تحبوا تعرفوا هيجيلكم ايه بعد اربع شهور ولا تخلوها مفاجأة للحظه الولادة
مروه بصت لعاصم بلهفة وبعدها بصت للدكتوره واتكلمت بسرعه
:لو هو عاوز يعرف ماشي ..بس انا لا..انا مش عاوزه اعرف دلوقتي..خليها وقت الولادة لما يبقي في حضني
الدكتوره ابتسمت وبصت لعاصم
:وانت يا استاذ عاصم..عاوز تعرف نوع الجنين دلوقتي ولا بعدين
عاصم بص لمروه وفكر شويه ..بعدها هز رأسه بالنفي واتكلم
:لا خليها لوقت الولادة زي ما مروه قالت ..خليها مفاجأة..عموما كل اللي يجيبه ربنا كويس..دي نعمه لازم نحمد ربنا عليها
الدكتوره ابتسمت للاتنين واتفهمت الوضع
رجعت مكانها بعد ما ساعدت مروه تسمح الجل الموجود علي بطنها مكان السونار
قعدت علي المكتب واتكلمت بعمليه
:طب يا استاذ عاصم ..خلينا نركز شويه مع اكل مروه ..ياريت تكتر من اكل الخضار والفاكهة وتاكل حاجات مغذيه زي السمسم والفول السوداني
يعني خليها تاكل حلاوه طحينيه علي الفطار ..عشان التغذية السليمه والا ساعتها هنضطر ندخل الأودية في الموضوع وده انا مش بحب استخدمه غير مع الستات اللي عندهم ضعف وانيميا ..لكن مروه حالتها كويسه ومش محتاجه
سكتت وبصت لمروه كأنها بتحذرها
:اهم حاجه يا مدام مروه..لازم تهتمي كويس بصحتك ..لازم تاخدي بالك من أكلك وشربك ..حتي حركتك يعني كل حركه بتكون بحساب ..ومينفعش تشيلي حاجه تقيله..والصحه النفسية مهمه جدا ..أهم من الصحه الجسدية..خصوصا إن الفتره الجايه الهرمونات هيكون ليها دور
بصت لعاصم وكلمت
:عشان كده يا استاذ عاصم ياريت تحتويها واصحابها وعيلتها يهتموا بيها ..لازم الحامل تحس بالاهتمام والحب والحنان من كل اللي حواليها
عاصم بص لمروه اللي ملامحها كشرت وبان عليها الزعل
وهز رأسه بسرعه وبقي عاوز يخرج من عند الدكتورة بسرعه قبل ما تاخد بالها من حاله مروه وتسأل في ايه وساعتها ممكن مروه تقع بلسانها
عاصم ببسمة متوتره
:شكرا يا دكتوره احنا همنشي علي كلام حضرتك بالحرف
الدكتورة بتنبيه
:تمام يا استاذ عاصم بس برضوا خلي بالك..الفتره الجايه حساسه جدآ..لان الجنين هيبتدي يكبر ويستوعب اللي بيحصل حواليه ..وياريت الأهتمام بالتغذيه عشان منضطرش لاستخدام الادويه
عاصم هز اسه بسرعه وسحب مروه وخرج علي طول قبل ما الدكتوره توقفه تاني
اول ما خرج من العياده اخد نفس كأنه كان بيغطس تحت المايه
أول ما نزلوا من من عند الدكتورة عاصم بصلها واتكلم تعالي نتمشي شويه
كانت العياده قريبه من الكورنيش في حته راقيه وفيها أماكن خروج كتيره
الاتنين بقة يتمشوا علي الكرنيش والنيل بالليل كان شكله يسحر والقمر مكتمل ومنعكس عليه
مروه كانت ماشيه جنبه ومتردد تقوله ولا لا
لكنها حسمت أمرها لمى التفت ليه وااكلمت بعد ما بلعت ريقها بتوتر
:علي فكره انا بطلت أدعي علي نفسي
عاصم التفت ليها وهو عاقد حواجبه ومروه كملت
:انا ..انا مبقتش عاوزه امووووت خلاص..انا..انا بقيت عاوزه اعيش وحبيت الحياه عشان ابني
قالت كلمتها وهي بتحط ايدها علي بطنها وكملت
:الاول مطنش فيه حاجه اعيش عشانها ..لكن دلوقتي..دلوقتي أنا عاوزه اعيش واربي ابني واشوفه بيكبر قدام عيني
سكتت وبصت لعاصم ..بس كملت بلهفة
:بس لو ربنا كان عاوز ياخدني انا مش هعترض ابدا..انا بس كل اللي عوزاه اني اكون ولدت ابني بصحه وسلامه واطمن عليه ..بعدها هقول يا مرحب بالمووووت
صدقني الموووت لو جه بعد ما اولد ابني بخير فا انا هكون مبسوطه وفاتحه ايديا الاتنين واخده بالحضن ..انا نف...
عاصم قاطعها بسرعه وحط ايده علي بقها واتكلم بحده
:بس بقي ..متجيبيش سيره الموووت ..بطلي تتكلمي كده ..انتي ايه مش فارقه معاكي حياتك ..
شاور علي بطنها وكمل
:مش فارق معاكي المسكين اللي جوه ده ..لو انتي زي ما بتقولي بتتمني الموووت وعاوزه ده يحصل ..ابنك المسكين ده مين يربيه..مسن ياخد باله منه ويرعاه ..مفكرتيش فيه خالص ولا حسبتي حسابه
مروه ببراءة:
انت تاخد بالك منه هو مش انت ابوه وكل اب بيحب ضناه
عاصم بص بعيد واتهرب منها بعد سؤوالها
لكنه رجع بصلها واتكلم بتحذير
:اوعي اسمعك بتقولي كده تاني ..حياتك مش ملكك عشان تكوني عاوزه تنهيها بأي شكل من الأشكال..حتي لو بالدعاء علي نفسك..كل واحد فينا ليه أجل ولمى أجله سجي مش هيتغير ثانيه
مروه ببراءة
:يعني انت كنت زعلان عليا لما كنت بدعي علي نفسي
تليفون عاصم رن قبل ما يلحق يجاوب عليها ..بص فيه وبعدها بص لمروه وفتح المكالمه
:ايوه يا كمال ...طب تمام انا نصايه كده واكون عندكم ..يا عم متخافش نص ساعه واجي..انتو بس اللي خليكم في مكان واحد وبلاش صرمحه كل شويه ..عاوزين نكبر شويه يا كمال يا حبيبي..هااا عاوزين نكبر ..واخدلي بالك انت ...صحيح بقولك..حامد معاكم ولا برضوا مش عاوز يخرج..يييه
برضوا قاعد في البيت ..طب بص انا هعدي عليه واحاول اجيبه ... تمام تمام ..يلا سلام
خلص تليفونه وبص لمروه واتكلم ببسمة وهدوء
:يلا عشان اروحك ولما ارجع نبقي ناكل ..بس انتي لو جعانه كولي ومتستنيش
مروه هزت راسها بهدوء علي كلامه وفهمت انه بيتهرب من الاجابه..وقالت في نفسها انه مكنش زعلان عادي..هو بس خايف انها تموووت وابنه في بطنها
بصتله و ركبت معاه العربيه عشان ترجع البيت تحضر العشا وترتاح شويه زي ما الدكتوره قالت
.....
عاصم وصل البيت عند حامد
كان ساكن في منطقه راقيه جدآ..وساكن في شقه تمليك بتاعته لوحده اشتراها من فلوسه مع انه من عيله غنيه ..لكنه بيحب يعتمد علي ذاته بكل ما للكلمه من معني..ودي من الأسباب اللي كانت سبب في تعاسته
عاصم وصل أبيت ولسه هيخبط لاقي الباب موارب
وفي صوت غريب جاي من جوه
فتح الباب براحه وهو بينادي علي حامد
:حامد ..حامد ..انت فين يا حامد..رد عليا يا ح..
عاصم بلع لسانه لما.ذال المنظر اللي قدامه اللي خلاه مش قادر حتي يتكلم من صدمته في اللي شايفه
عاصم بصدمه
:ايه اللي انا شايفه قدامي ده
.....
بالليل بعد ما مروه وعاصم اتعشوا وقعدوا علي التلفزيون شويه بعد ما عاصم رجع من بره
كان جه وقت النوم...
مروه حضرت الفرشه بتاعتها عشان تنام ..وتمددت في الارض علي ضهرها
عاصم جه وراها لاقاها متمدده..بص لبطنها اللي واضحه من العبايه النص كم اللي لابساها ..حتي الجو في الطرقه كان حر
دخل الاوضه بصعوبه وهو بينمع نفسه من أنه يقولها تيجي تنام معاه
:اهدي يا عاصم ...اكيد يعني نومتها في الارض مش هتتعبها..ده حتي نومه الارض مفيده للضهر..لسه..لسه لقدام لما بطنها تكبر اكتر من كده عشان ترتاح ..إنما دلوقتي مفيش حاجه
بقي يتقلب يمين شويه وشمال شويه خصوصا إن موضوع حامد شاغل باله ومش قادر يخرجه بره عقله
وكمل تقليب علي السرير
لحد ما ادي وشه للباب ..لكنه لاقي الفرشه بتاعه مروه مش قدام الباب زي ماهو متعود
كانت بعدت الفرشه شويه ومش باين غير أطراف صوابعها
وقف براحه وراح يشوف في ايه وليه مروه بعدت عن الباب
لكنه وقف بسرعه لمى شاف المنظر ده قدامه
بلع ريقه بصعوبه وهو بيتأمل منظر مروه اللي نايمه بيه
كانت قلعت العبايه النص كم ونايمه بقميص قصير من اللي بتلبسهم لما تروح عنده إلاوضه
عاصم قرب منها اكتر لاقاها مغمضه عنيها وتقريبا راحت في النوم
محسش بنفسه غير وهو بينزل علي رجليه وبيتأمل شكلها ..في اللحظه دي كان شايفها جميلة وجذابه علي غير العادة
بيبص لاقي في خصله من شعرها نازله علي وشها
من غير شعور مد ايده وبعد الخصله دي من علي وشها
لكنه مكتفاش بكده وبقي يملس بأيده علي وشها براحه كأنه بيحفظ ملامحها..لكن ايده اتمدت ونزلت لكتفها وايدها
مروه حست بحركته علي جسمها وقامت مفزوعه واتفزعت اكتر لما شافت حالتها وحالته والوضع اللي هم فيه
شدت عبايتها اللي جنبها بسرعه واتكلمت بتوتر
:أنا..انا آسفه يابيه بس الدنيا كان ..كانت حر وانا ..انا عملت كده عشان اكون حرانه ..قص ...قصدي عشان كنت حرانه و و ..
عاصم قاطعها
:خلاص مش مهم
وقف من مكانه وشاور علي الاوضه
:تعالي نامي علي السرير
مروه بخوف:
بس .. بس النهارده مش الخميس
عاصم بنفاذ صبر
:مش لازم يكون الخميس ..ومن هنا ورايح انتي هتنامي معايا علي السرير لحد ما تولدي ..انا مش مستعد أعمل اي حاجه ممكن تأذي عيل صغير لسه مشافش النور ولا نزل للدنيا ..يلا ورايا
قال كلامه ودخل الاوضه ومروه دخلت وراه وعرفت ان يومها مش هيعدي بالساهل
.....
مروه كانت خلاص خلصت الشهر الخامس وعلي مشارف الشهر السادس
كانت بطنها بقت واضحه ومدوره
كان ليها متابعه شهريه مع الدكتوره..كانت بتحب تروح هناك علي طول وتتمني تروح كل أسبوع ..بلن عاصم كان بياخدها بعدها يتمشوا وساعات بياخدها يعشيها في مطعم
كانت اخيرا حست انها طبيعية زي الناس
كانت مستنيه بفارغ الصبر يجي الليل ..لأن النهارده معاد الكشف عند الدكتوره
كانت قاعده علي السفره مع عاصم بتاكل
مره واحده بطلت اكل وملامح وشها انكمشت بأستغراب..
عاصم بصلها بعدم فهم وسأل
:بطلتي اكل ليه ..حاسه بحاجه ..
مروه مردتش عليه وفضلت ملامحها منكمشه لحد ما بصتله بعدم تصديق ودموع لمعت في عنيها ونزلت بسرعه وهي بتحط ايدها علي بطنها
بصت لعاصم بفرحه واتكلمت بلهفة
:انا حاسه بيها..حاسه بحركته..عمال بتحرك جوه بطني انا حاسه بيه ..
عاصم بصلها بعدم استيعاب للحظه وبعدها فهم
من غير شعور قرب منها وحط ايده علي بطنها
مروه قربت ايده لبطنها وهي بتحطها علي المكان اللي فيه الحركه
سألته بدموع
:حاسس..حاسس بحركته
ابتسم لما حس بحركته وقلبه بقي يدق بسرعه..شعور غريب أول مره يحس بيه..لكنه شعور حلو جدا
بص لمروه بعيون بتلمع بالفرح واتكلم بشجن
:ايوه حاسس ..حاسس بيه وقادر اتخيل شكله وهو بيتحرك
مروه بزهول
:ايه ده بجد ..طب اوصفلي..نفسي انا كمان اعرف
عاصم بهدوء
:خلصي اكلك الاول وتعالي نقعد بعدها هقولك
هزت راسها بلهفة وبقت تاكل بسرعه عشان تعرف اللي عاصم هيقوله وتتخيل زيه
بعد الأكل لمت السفره بسرعه وراحت جري ناحيه عاصم وهي بتسأل بلهفة
:يلا قولي اتخيلت ازاي..انا كمان عاوزه اتخيل
عاصم بصلها وابتسم وبعدها خرج تليفونه وبقي يقلب فيه شويه
لحد ما جاب فيديو معين بيصور حياه الجنين جوه بطن الأم من اول ما بيكون في مرحله التوتيه لحد لحظه الولادة
ادي التليفون لمروه
:خودي اتفرجي وهتعرفي انا قصدي ايه
مروه اخدت منه التليفون وبقت تتفرج علي الفيديو اللي بيصور الجنين وهو قاعد في مكان ضلمه وموصول بالحبل السُري وعمال يتحرك ويتقلب
حطت ايدها علي بطنها بمشاعر مش بتحسها غير الأمهات عموما ..والحامل خاصتا..احساس مهما ينوصف فيه مش هيعرف يوصل هي بتحس بأيه..لكنه إحساس جميل ..جسنل جدا
كملت فرجه ومع كل لقطه ردود أفعالها بتتغير
لحد ما جات لحظه الولاده
مروه بهمس
:يارب تيجي اللحظه دي بقي واجربها..عاوزه اجرب إحساس إن ربنا يسهل الحياه لمخلوق من خلالي انا
.....
بعد فتره ..في العيادة
مروه كانت مستنيه دورها
لكن علي غير العاده مكنتش متحمسه زي كل مره بعد ما شافت المرضي اللي موجودين
بصت بوجع علي واحد ومراته قاعدين في الكنبه اللي قصادهم
كان الراجل مميل راس مراته علي كتفه وماسك كف ايدها بدعم ..بعدها بص عليها وسألها
:حاسه بوجع..او اي حاجه مضايقه منها
بصتله بحب واتكلمت ببسمه
:يا حبيبي انا كويسه والله..هز بس احبك ده باين عليه شقي شويه عشان كده عمال يرفص في بطني لما هراني..بس علي قلبي زي العسل
جوزها مسك كف ايدها وباس باطنه واتكلم بحنان
:طب لو حسيتي بأي وجع قوليلي وانا استعجل الدكتوره عشانك ..مش بقدر اشوفك موجوعه خالص..والله ما بقدر
مروه ودت وشها الناحيه التانيه لما حست دموعها هتنزل
لكن ياريتها معملتش كده
الناحيه التانيه كام موجود بنت حامل باين عليها في شهورها الأولي
كان جنبها واحده ست تقريبا امها كانت برضوا منيماها علي كتفها وبتملس علي شعرها بحنيه
مروه اتنهدت بخنقه وحست إحساس وحش جدا ..إحساس اليُتم ..إحساس انها ملهاش اي كد يخاف عليها او يحتويها ويجن عليها ..لا اب ولا ام ..احساس وحش متتمنهوش لحد
بصت لعاصم وهي عندها أمل فيه لسه
لكنها لاقته بيقلب في موبايله وحاطط رجل علي رجل بمنتهي البرود ومش مركز معاها خالص
في الوقت ده مروه كانت هرموناتها هي اللي مسيطره غليها وبقت تقلب عليها المواجع والذكريات اللي بتحاول تنساها
بقت تبص علي الحنان اللي اهل البنات الحوامل بيوزعوه عليهم ..بينما هي ملهاش حد يحن عليها
مفيش حد.يعرف بحملها غير عاصم واللي كل اللي بيعمله خلاها تنام علي السرير عشان يرضي ضميره وتأمل معاه علي نفس السفره بعد ما كانت بتاكل لوحدها زي المنبوذة
ابتسمت بحسره وهي مكلمه فرجه علي الناس اللي باين علي جايين معاهم انهم بيحبوهم ويتمنوا ليهم الرضا يرضوا
حطت ايدها علي بطنها بملامح حزينه وهي مراقبه الراجل اللي بيحسس علي بطنه مراته ببسمه وبيكلم ابنه اللي جوه وهو مبسوط وفرحان ومراته بتضحك عليه وبتقول عليه مجنون وانه ميتعلش كده قدام الناس
عاصم بص لمروه لاقاها بتبص عليهم وعي حاطه ايدها علي بطنها وملامح وشها باين عليها الزعل
اتنهد بتوتر وبعدها خرج تليفونه وجاب ليها فيديوهات عليها ريلز قطط كرتون
أداها الموبايل وهو بيتكلم بهمس
:خودي اتفرجي هنا وسلي وقتك
مروه بصتله واتنهدت واخدت منه الموبايل من سكات
الكشف كان كالمعتاد
انها لازم تخلي بالها من اكلها والجنين بصحه كويسه والنمو طبيعي ومتعملش مجهود كبير ولا تشيل حاجه تقيله ..
وعلي كده خلص اليوم حسب التوقيت الزمني في العالم ..لكن في عقول الناس لسه حبيسه لحظات معينه مش قادره تخرج منها ومهنا مر عليها قوت مش بيلاحظوا وعايشين علي الذكري
....
مروه كانت بتسمع التلفزيون لما عاصم جه وقعد جنبها
كامت بتتفرج علي فيلم ابيض وأسود كالعادة..كانت بتحس إن الناس في الوقت ده لسه بريئين ومعندهمش تنمر ولا خسه زي ما موجود في الوقت الحالي..كانت الرجوله والشهامة ماليه ولاد البلد..كانت بتحس انها من الزمن ده وجات هنا بالغلط وده مش مكانها
كانت مندمجة جدآ في اللي بتشوفه
عاصم اخد الريموت من ايدها بلا مبالاه وقلب من علس الفيلم اللي هي كانت بتتفرج عليه
كان بيقلب بين القنوات بملل لحد ما حس بمروه بتخطف منه ريموت التلفزيون وبتقلب علي قناه معينه وهي بتتكلم بفرح
:انا بحب الفيلم ده اوي اوي..شوفته مره قبل كده بس مشفتوش للآخر
كملت وهي بتشاور علي شعرها ببسمه واسعه
:فيلم عن أميرة بشعر طويييييييييل اوي اوي اوي ..ولونه اصفر ..وهي حلوه اوي اوي وعيونها خضرا ...بس فيه ست وحشه خطفتها من بباها ومامتها
واخدتها حبستها في برج بعيد عن الناس عشان تستغل شعرها لنفسها
مروه بصت لعاصم اللي بيبصلها بغضب كبير
للحظه استوعبت اللي هي عملته وازاي خطفت منه الريموت من غير إذن
حطت الريموت في ايده من غير كلام وقامت وقفت وهي بتتكلم بخوف واستسلام
:ممكن لما تضربني تضربني علي وشي وايديا ورجليا عشان النونو ميتأذيش
عاصم بغضب
تابعووووووني
الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون من هنا
تعليقات
إرسال تعليق