القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رحلة عذاب الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية رحلة عذاب الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية رحلة عذاب الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه أسماء العزب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


للحظه استوعبت اللي هي عملته وازاي خطفت منه الريموت من غير إذن 


حطت الريموت في ايده من غير كلام وقامت وقفت وهي بتتكلم بخوف واستسلام 


:ممكن لما تضربني تضربني علي وشي وايديا ورجليا عشان النونو ميتأذيش 


عاصم بصلها بغضب كفيل يحر قها 


كان فعلا هيقوم يضر بها ..لكنه بص علي بطنها الكبيره  وافتكر كلام الدكتوره الليقالت إن الطفل هيحس بكل اللي بيحصل حواليه 

بصلها تاني وافتكر لما قالت إنها مش عاوزه تموووووت وبقت حابه الحياه عشان ابنها 


بعدها جه لباله ذكري تانيه حصلت قبل ما تعرف انها حامل 


فلاش باك 


عاصم كان معدي من جنب المطبخ لاقي مروه بتكلم القطه كالعادة 


كانت بتعيط وهي بتسألها 


: انا مش عارفه انا مابموتش ليه...كل الناس بتكرهني ومحدش عاوزني ولا طايقني ومفيش ليا اي لازمه 

يبقي قاعده ليه ...ليه مش بمووووت 

انا عاوزه امووووت واريح الناس مني ومن شكلي ومن همي ...اكيد لو مُت كل الناس هترتاح

بس ربنا مش بياخدني ليه...معقول حاجه حلوه زي الموووت مينفعش واحده زيي تنولها

طب ماهو كل الناس بتموووت 


...اشمعنا انا ...ليه مش بموووت زيهم....نفسي اعرف ايه النعيم اللي بعد الموووت ده واللي كل الناس نفسها فيه..بس ..بس 

سكتت وكملت بشهقات وصوت مكتوم بالبكا

:بس أنا وحشه اوي لدرجه ربنا مش عاوز ياخدني ..ايوه اكيد انا وحشه ..وحشه اوي اوي ..كل الناس بتقول كده عليا ..بتقول إني وحشه ...مع اني والله بحاول اعمل كل اللي يرضيهم ..بس برضوا ليه وحشه ومحدش بيحبني ..


سكتت ببكا وبعدها كملت 


:حتي عاصم بيه اللي انى متجواه بيكرهني اوي اوي اوي ..اكيد لو ربنا خدني هز هينبسط..انا حتي قولتله يرميني مم البلكونة وهو مرضاش..وانا سمعت إني لو عملت كده بنفسي يبقي حرام وربنا مش هيقبلني ودخل النااااار 


سكتت بخوف من الكلمه وجسمها اترعش واتكلمت برعب 


:انا ..انا مش عاوزه ادخل الناااار..مش عاوزه ..الشيخ بيقول إن النااار دي بتدخلها الناس المؤذيين واللي عملوا حاجات صعبه خالص محدش يتصورها ..بيقول انها ناااار كبيره وشديده ومحدش يقدر حتي يقف فيها ثانيه واحده ...لا ..لا انا مش عاوزه ادخلها..مش عاوزه ...عاوزه اروح الجنة واقابل رسول الله عليه الصلاة والسلام...ده حنين اوي اوي اوي ..احن واحد بين كل الناس ..وربنا حنين ..احن بالإنسان من نفسه 

عاوزه اروح الجنة واكون هناك 


عاصم كان بيسمع كل ده وافتكر اللي وصلها للحاله دي لما غلطت بالكلام مع منة في حاجه معينه ولما قفلت سمعها وصله تريقه وشتيمه وتقليل تهد جبل 


وهي راحت تخرج زعلها بطريقتها 

كمل بص عليها بسريه لاقاها سكتت وهي حاطه ايدها علي خدها ولسه مكمله بكا 


كان هيتدور ويمشي 


لكنه سمع صوتها لما كلمت القطه وقالت 


:بس خلاص انا عرفت هعمل ايه 


بص تاني لاقاها باصه للقطه ومبتسمه 


: انا عرفت انا ليه مش بموووت ...اكيد لاني مش ملتزمه في الصلاه..وربنا عاوزني ابقي ملتزمه عشان ياخدني 

وكمان فيه ايام عليا عاوزه اصومها...يبقي انا اصلي دايما وادعي ربنا علي طول في كل صلاه انه ياخدني ويخلني اموت واصوم كل الايام اللي عليا ولو مت همووووت صايمه

وكده ربنا هيحبني اكتر لاني كنت صايمه ...بس يارب اقبل دعايا وخليني اموووت بقي خلي كل الناس ترتاح

يمكن...يمكن لو مت بعد مماااتي اي حد يزعل عليا او يفتقدني او ممكن حد يحس ناحيتي بالحب 

اي حد إن شالله واحده من اللي كنت بنضف عندهم وبيزعقوا فيا ويشتموني 

...اي حد انا راضيه


ومن بعدها بقت تصلي وتدعي علي نفسها بعد كل صلاة 

عاصم فاق من شروده وخاف يقرب منها او حتي يضايقها بكلمه ترجع تدعي علي نفسها بعد ما قالت إنها بطلت اخيرا 


وافتكر كلام الدكتوره الىي قالت الصحه النفسية للحامل مهمه جدا 


عمل نفسه مخدش باله وسألها ببسمه مصطنعه 


:ياااه دي شعرها طويل فعلا...هي ليه شعرها طويل كده ..هو مسحور 


مروه بصتله بفرحه وبقت تحكي له عن المشاهد اللي شافتها قبل كده وفرحتها مش سيعاها بعد ما فلتت من علقه عاصم ومش بس كده فلتت من كلامه اللي بيوجعها اكتر من ضربة 


..... 


تاني يوم كان الجمعه

 

عاصم صحي قبل الصلاة بنص ساعه 


يادوب دخل استحمي ةغير هدومه واستعد عشان ينزل 

مروه أول ما شافته ابتسمت بتوتر 


:صباح الخير يا بيه..


سكتت بتوتر وعاصم عرف انها عاوزه تقول حاجه 

سألها بهدوء 


:عاوزه تقولي ايه 


موره بصلته وبلعت ريقها واتكلمت بتوتر وخوف


:هو..انا ممكن اطلب من حضرتك حاجه 


:حاجه ايه 


مروه بسرعه ولهفة 


:عاوزه اروح أصلي الجمعه وادعي ربنا عشان يحفظ ليا إبني بخير وأقوم بالسلامة 


سكتت وكملت بزعل 


:انا من كام شهر كنت بدعي ربنا بحاجه مش عاوزه اقولها دلوقتي..بس ..بس انا بطلت وبقيت خايفه ربنا يقبل  الدعوه دي وانا حامل و 


عاصم قرب منها بسرعه واتكلم بلهفة 


:بعد الشر ..ازاي تتكلمي كده ..مش خايفه علي المسكين اللي في بطنك ده ..ازاي تفولي عليه بالشكل ده 


مروه بزعل 


:ماهو انا عشان كده عاوزه اروح اصلي الجمعه في الجامع عشان سمعت الشيخ مره بيقول إن الصلاه في جماعه بيكون أجرها مضاعف والدعوه بإذن الله مستجابة ..اروح؟


سألت بعيون بتلمع بالرجاء 

عاصم اتنهد وقالها علي اللي في باله 


لكنه قبل ما يتكلم لاقاها بتتكلم بسرعه 


:لو حضرتك خايف عشان الفطار ..انا حضرتك معظم الحاجه ولما اجي هبقي اقلي البيض ولو فيه اي حاجه اعملها بسر..


عاصم بضيق 


:هو انتي مبتفكريش غير في الأكل..


اتنهد وحاول يهدي وهو بيكلمها 


:بصي انا معنديش مانع انك تروحي تصلي وتدعي وتعملي اللي قولتي عليه ده كله ..انا بس مش مطمن انك تروحي لوحدك ..افرض توهتي زي ما حصل قبل كده ..او افرض حصل اي ظرف ..او ممكن حد بالغلط 

يخبط فيكي وتتأذي ..ده كله بفكر فيه وبقلق من افكره لوحدها 


مروه بأرتباك 


:انا عرفت المكان واسمه خلاص ورقم العماره واسم الشارع ..عرفت كل حاجه..يعني مش هتوه..وهخلي بالي هناك عشان ماحصلش حاجه..حتي هقعد في الصف الاخير وهستني الزحمه بتاعه الناس لما تخف وبعدها اخرج من الجامع..  بس خليني اروح ..انا عاوزه أدعي ربنا اوي ..وحاسه لو دعيت في الجامع بعد الصلاة ربنا هيقبل دعوتي ..أرجوك 


بصتله برجاء وعيون بتلمع زي الأطفال 

عاصم اتأملها..ميعرفش ليه بقي حاسس انها بقت تزداد جمال الأيام دي ..بقي يحب يبص في وشها ..ميعرفش هل الحمل ليه علاقه ولا هو بقي متعود عليها وبقي عنده ألفه ناحيتها مخلياه يشوفها جميله علي غير العاده 


فاق من سرحانه فيها واتكلم بتحذير 


:طب انا موافق تروحي ..بس هتروحي الجامع اللي انى بصلي فيه ..فيه هناك دور تاني للستات..تقدري تصلي فيه ..بس خلي بالك كويس جدا وانتي نازله من علي السلم وابعدي عن الزحمه واستني العيال الصغيرة لما تنزل عشان بيقعدوا يزقوا الناس وممكن تقعي ..مفهوووم 


هزت راسها بسرعه ولهفة 


:مفهوم مفهوم....انا هخلي بالي كويس اوي متخافش 


عاصم بأستعجال 


:طب يلا بسرعه روحي اتوضي والبسي اي حاجه عشان فاضل اقل من ربع ساعة والضهر هتأذن 


مروه هزت راسها بحماس وراحت بسرعه تعمل زي ما قال 

الاتنين نزلوا وعاصم كان معاها وأخيرا ماشي معاها في الشارع  مش خايف حد يشوفه او يسأله مين دي ..لكن اللي كان موتره ان حد من صحابه يشوف مروه وعي حامل ساعتها مش هيعرف يرد يقول ايه 


وصلو الجامع اللي كان كبير ومزخرف علي الطراز الإسلامي للعصر الفاطمي ..وكل زخارفه مجرده  تماما من اي شكل قريب من الحياة حتي لو مجرد زهرة


عاصم اتطمن إن مروه طلعت لجامع الستات ودخل هو لجامع الرجاله 


معاش وقت كتير وكان الضهر مأذن والصلاه قايمه وبعدها خروج المصلين بعد الصلاة 


عاصم فضل مستني مروه بقلق بعيد شويه عن جامع الستات عشان محدش يضايق من وقفته 


لكنها طولت ..لحد ما اخيرا نزلت بعد ما مبقاش فيه غيرهم هم الاتنين واقفين 


مروه قربت عليه ببمسه سعيدة وبقت تحكي له عن اللي عملته فوق زي ما تكون عيله صغيرة بتحكي لابوها عن أول مره راحت في الجامع لوحدها 


عاصم علي غير العادة كان بيسمعها ببسمه وهو مهتم لكلامها االي بتقوله من غير ما يقاطعها أو يتريق عليها 


:بعدها بقي انا فضلت أدعي ربنا كتيييير وانى حاطه ايدي علي بطني عشات يحفظ ليا ابني بخير ...


سكتت وبصتله واتكلمت بهدوء 


:تعرف إني حسيت إني مرتاحه اوي اوي وانا بدعي ربنا ..حسيت إن فيه حمل علي كتافي وانزاح اخيرا ..حسيت نفسي اخف ..تعرف إن كان فيه واحده تانيه كانت بتدعي ربنا زيي وكانت عماله تعيط اوي وهي بتدعي وصعبت عليا ..واحده تانيه سألتها بتعيط ليه قالتلها إن الدعاء ده نوع من أنواع العباده 

يعني الواحد لما يدعي ربنا كأنه بيعبده وبتاخد عليه حسنات كمان وان لو حد دعي لحد تاني بالخير  ربنا يكتب له الخير ده برضوا 


عاصم بصلها وهو مبسوط وحس بتغير من ناحيته لمروه 

بقي متقبلها بكل اللي فيها واتعود علي كل حاجه منها ..حتي حكايتها دلوقتي بالنسبة ليه مسليه وعاوز يسمعها ...بقي عاوز

 يسمعها بتتكلم حتي لو اي كلام والسلام ..بقي يحب يسمع صوتها


 


..... 


تاني يوم في الشركه 


عاصم دخل المكتب بتاع حامد عشان يطمن عليه 

لاقي حامد ساند رأسه علي الكرسي وراه وتقريبا مش واعي للي بيحصل حواليه 


عاصم قرب اكتر منه لاقي الدموع بتلمع في عنيه 

اتنهد بقلق علي حالته واحداث يوم الخميس بتتعاد في دماغه 


فلاش باك 


عاصم دخل بيت حامد وهو عمال ينده عليه لكن مفيش 

رد ..لحد ما وصل الصاله اللي كانت مضلمه تماما ومفهاش شعاع نور


عاصم شغل النور لكنه اتفاجىء من اللي شافه ومن وضع حامد

كان متمدد في الارض وجنبه ازايز بيره وسجاير  محشيه ..كل ده كان يعدي ..لكن اللي مكنش ينفع يعدي ابدا هو  الحاجه البيضا اللي شبه الدقيق وموجودة علي ورقه علي الطربيزه جنب باقي الموبقات 


عاصم مم غير مجهود اتعرف علي الماده البيضا دي وعرف هي إيه 

قرب بسرعه من حامد اللي كان غير واعي بالمره باللي بيحصل حواليه 


كان بينا ايده عشان ياخد سيجاره يشربها 

لكنه اتفاجىء بعاصم بيشدها منه ويرميها بعيد 

التفت بعدها لكل الموجود علي الطربيزه ورماه بعيد بقرف وهو بيتكلم بأنهيار 


:بتعمل ايه يا حامد ...ايه ده اللي انت بتعمله..حراااااام عليك ياخي بتعمل ايه في نفسك ..مش خايف تروح فطيس بجرعه زايده من الهباب ده 


وقف حامد وهو بيتكلم بعدم تصديق 


:انت من امتي حتي بتشرب القرف ده ولا بتدخله بيتك ..ازاي ..ازاي تعمل كده..ازاااااي ...ده انت اعقل واحد فينا تقوم تعمل ده كله 


حامد بقي يتطوح بسكر وهو بيتكلم 


:بس بقي يا عاصم..انت جاي تبوظلي الدماغ اللي عاملها ليه .. روح يلا شوف مراتك 


بقي يتكلم بعدها بحسره ووجع رغم أنه مش واعي


:روح يلا لمراتك اللي انت مطنشها وعينك علي سلمي الغداره..هتعمل زيي يا عاصم وتيجي تتحسر بعدين علي اللي هتخسره..هتقول ياريت اللي جرا ما كان وتضرب نفسك مييييت جزمه علي عبطك واللي عملته 


شاور علي نفسه واتكلم ببسمة مقهورة 


:زيي كده ..بقعد اعض صوابعي من الندم علي اللي ضيعته من ايدي بطمعي وعيني الفارغه 


عاصم كان بياخده الحمام في الوقت وبيحاول يوقفه علي حيله 

ورغم إن كلام حامد وجعه وعارف انهبيقول كده من حسرته علي نفسه لكنه متكلمش واخده الحمام وحط رأسه تحت حنفيه الحوض وهو بيتكلم بأصرار 


:فوق من اللي انت فيه ده يا حامد ..لازم تفوق وتستوعب انت بتعمل ايه ..متضيعش نفسك وتجري ورا وهم 


حامد كان بيتنفس بعنف تحت المايه وهو بيحاول يبعد عن المايه بكل طريقه ممكنه ..لكن جسمه كان لسه تحت تأثير اللي شاربه عشان كده معرفش

 

لحد ما حس أنه بقي واعي شويه للي حواليه 


حامد بصوت عالي 


:كفايه يا عاصم مش قادر ..رجليا مش شيلاني سيبني خلاص انا فوقت..فوقت خلاص 


عاصم بعد عنه وبصله كويس عشان يعرف هو فاق ولا لا ...لاقاه بيبص حواليه زي اللي كان نايم وصحي 


عاصم بزعيق 


:انت عبيط يالا..انت عبييييييط..بتعمل ايه وتهبب ايه في نفسك..لو حياتك وصحتك مش هماك فاهي تهمني انا ..ولا انا كمان مبقتش افرق معاك 


حامد مسك الفوطه وبقي ينشف شعره ووشه اللي اتغرقوا مايه 

خرج من الحمام من غير ما يرد علي عاصم وعيونه كانت بتحكي اللي هو حاسس بيه 


عاصم بعصبيه قرب منه وخلاه يبص ليه بعد ما كان مديه ضهره وهو بيضربه علي صدره 


:ماترد عليا ولا خلاص مبقتش تكبر حد وماشي كلمتك من دماغك

 

حامد بعد إيده ببرود وراح يقعد ما كام ملكان متمدد

لاقي عاصم رامي كل حاجه علي الارض والدنيا معكوكه 


حامد بضيق 


:كده بهدلت الدنيا ..انت مش عارف إني مبحبش الكركبه ولا إن حاجه متبقاش في مكانها 


عاصم بسخرية وهو بيشاور علي المرمي في الأرض 


:وياتري حاجات زي دي مكانها فين يا كبير يا عاقل 


حامد مردش ومسح علي وشه بأيديه 


لكن حاله عاصم مكنتش تسمح أنه يهدي او يتكلم معاه براحه 

قرب منه وهو بيضربه علي كتفه وبيزعق فيه


:انا ساكت من الصبح لكن اكتر من كده مش هسكت..اييييييه ده يا حااااامد


خلص كلامه وهو بيشاور علي كل المنكر المرمي في الارض 


:هانت عليك نفسك عشان تعمل فيها كده ..الحاجات اللي كنت بتحتقر اللي يشربها بقيت جايبها انت وتبلبع فيها ..لى وايه جايب كذا نوع ..بيره علي حشيش علي هروييييين..طول عمرك تحب التنوع انت يا حامد 


خلص كلامه بسخريه مريره 


لكن حامد كان لسه دافن وشه بين ايديه ومش بيرد 

عاصم اتعصب اكتر وقرب منه وهو بيشيل ايده وبيتكمل بغضب 


:مترد عليا ..بتعمل ده كله ليه ..عشان سابتك ...كده يعني هي هترجع باللي انت بتعمله ده ..لا ياا..


سكت وبلع باقي كلامه لما لاقي دموع حامد مغرقه وشه 


عاصم اتصدم من شكله ومعرفش يقول ايه لان الموقف لجمه 

قرب من حامد واول حاجه خطرت علي باله انه خده بالحضن من سكات 


حامد وكأنه مل صدق حد يحتويه واتفتح في العياط 


:النهارده كان عيد ميلادها..يوم فرحنا كان المفروض في اليوم ده ..كان زماننا متجوزين من بدري بس انا بوظت كل حاجه ..كل حاجه بسببي انا من طمعي وعيني الفارغه..انا السبب ..انا السبب ..انا استاهل كل الوجع اللي حاسس بيه دلوقتي 


عاصم بوجع 


:ليه تعمل في نفسك كده يا حامد ..انسي يا صاحبي وأبدأ من الاول ..اللي بتعمله ده مش هيرجع اللي راح ..انت بقالك سنين موقف حياتك ..جه الوقت انك تفوق لنفسك بقي 


حامد بتعب 


:النهارده هتكمل السبعه وعشرين سنه ..كاان زماننا متجوزين من تلت سنين ..كان ممكن يكون معانا عيال دلوقتي لولا إني عملت اللي عملته ..انا مني لله 


عاصم بوجع :

يا صاحبي كفايه بقي ..اللي حصل حصل خلاص ..انسى وركز في اللي جاي ..التفت لمستقبلك بقي يا حامد ..انت موقف حياتك من سنين ..وين حامد الطموح اللي الضحكه مش بتفارق وشه..ياخي ده انت كنت تكره النكد مووووت ...ايه حصلك ..خلاص يا حامد بقي والله وفتك كده بتقطع قلبي عليك ..واللي شوفته النهارده اثبتلي انك مضحي ومش فارقه معاكي حياتك 


عاصم قرب منه وهو بيسأل بجديه مفرطه


:بقالك قد ايه بتضرب يا حامد 


حامد بصله واتكلم ببسمة موجوعه 


:انا مضربتش يا عاصم...مقدرتش اعملها ..كنت اول مره اجيب السم ده ومقدرتش اخده ..بس ضربت سيجارتين وكأسين هم الي عملوا الدماغ دي ..يعني متخافش 


عاصم بجدية وحب 


:لا أخاف..من حقي اخاف عليك يا حامد ..انت متعرفش مكانتك عندي ايه ...انت بقيت اكتر من اخويا ..يبقي من حقي اخاف واقلق عليك ..


طبطب علي كتفه واتكلم بحب 


:انا بخاف عليك يا حامد..عشان انت تهمني وتفرق معايا..وزعلك يفرقلي اوي ..انا عاوزك كويس...مش عاوز اعرف انك عمات كده في نفسك ...أرجوك يت حامد بلاش تمشي في السكه دي دي سكه اللي يروح ما بيرجعش 


حامد اتنهد ومسح دموعه وهو بيحط ايده علي ايد عاصم اللي علي كتفه 


حامد بحب


:وانا عارف ده كله ..انت اخويا يا عاصم وعارف إني افرق معاك زي ما انت تفرق معايا ...بس صدقيني القلب له أحكام..انا مبقدرش اعيش اعيش عادي وانى عارف إن فيه اب وأم كل يوم بيتحسروا علي بنتهم اللي راحت وانا السبب في كده 


سكت وكمل بدموع وهمس 


:صعب ..صعب يا عاصم ومش قادر ..إحساس الذنب بيقطع في قلبي تقطيع..كنت عاوز اي حاجه تخلي الاحساس ده يمشي وملقتش غير الطريقة دي..بس ندمت ..وعد مني اول واخر مره يا عاصم..ولو قبلها مكنتش باخد بالي من نفسي هاخد بالي من النهارده عشانك وعشان مشوفش النظره دي في عينك بعد كده 


عاصم ببسمه 


:وعد يا صاحبي 


مد كف إيده وحامد مد كفه واتكلم وهو بيشبكه في كف عاصم 


:وعد.يا صاحبي 


باك 


عاصم فاق من شروده علي حامد اللي بيبصله بهدوء وهو تقريبا استنتج سبب سرحانه وانه اكيد بيفتكر اللي حصل من يومين 

عاصم ببسمه 


:هااا بقي ايه أخبارك يا شقيق 


حامد ببسمة 


:انا زي ما انت شايف ..انت بقي ايه اخبارك 


عاصم بأستغراب: 

اخباري مالها..ما انا كويس قدامك اهو 


حامد اتنهد وقرب منه وهو بيتكلم بجدية 


:عاصم أنا مكنتش عاوز اتكلم لكن انت اضطرتني..


عاصم بصله بتحفز وهو تقريبا خمن اللي هيتكلم فيه ..وصدق ظنه لما لاقي حامد بيقول 


:سلمي


عاصم بسرعه 


:حامد اظن انا قولتلك قبل كده ..سلمي دي موضوع وانتهي ...صفحه وانطوت من حياتي ومفيش اي فرصه لرجوعنا من تاني .انا دلوقتي متجوز ست كويسه زي ما انت قولت ومفيش منها ..وانا مش مستعد اخرب حياتي عشان واحده باعتني بالرخيص لاقرب واحد خبط علي بابها عشان هي اصلا رخيصة..عشان كده متشغلش بالك ..انا تمام والحال مستقر حتي اشعارا اخر ..لنهم انت بقي ..ركز شوبه في مستقبلك وارجع حامد بتاع زمان 


سلمي كانت علي الباب من بره وسمعت كلام عاصم لانها كانت جايه تمضي ورق واستغلت دخول عاصم عشان تشوفه وتحاول تتكلم معاه او تلفت نظره 


لكن أملها خاب بعد ما سمعت كلامه عليها هو وحامد 

عنيها اتملت دموع وقررت ترجع ودخلت الحمام تعيط هناك لحد ما تهدي وتخرج قدام الكل بمظهر البنت القويه اللي محدش يقدر يكسرها 


32


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم دخل علي مروه بعد ما رجع من بره وقت العشاء 

لاقي مروه بترص الأطباق 


اول ما شافته ابتسمت ورحبت بيه كالعادة 

لكنه كان باصص علي بطنها اللي محشوره في الجلبيه اللي لابساها 


العبايه كانت واسعه ..لكن بسبب بطنها اللي كبرت بقت ضيقه عليها ..ورغم ده كله مسمعش منها شكوي او طلبت منه يجيبلها حاجه أوسع 


بصلها بصه غريبه ..كأنها كان معمي علي عيونه والغشاوه اتقالت  قدر يشوف ..في اللحظه دي كان شايفها جميلة ومتواضعه وبتضحي بنفسها عشان غيرها 


حتي أهم احتياجات الحياه مطلبتهاش واكتفت باللي معاها 

عاصم في سره 


:لازم اجيب ليها كام عبايه واسعين كده بدل الضيقين دول ..ده اسبوع كمان والعبايات بتاعتها مش هتدخل بطنها 


اتنهد وراح عشان ياكل وعقله مش مريحه الفتره دي ابدا بسبب كميه الافكار اللي فيه 


...... 


عاصم تاني يوم وقت العشا رجع ومعاه كام كيس في ايده ...كانت مرووه في المطبخ 


سندهم علي الكنبه وقرر لما ياكلوا يديهم ليها 


مروه لاحظت الأكياس اللي في ايده ..


:اكيد جايب ليه لبس جديد ..ده بيه كبير ولازم كل شويه يلبس لبس جديد 


قالت كده في دماغها وهي بتقعد علي طربيزه السفره 

بعد الأكل مروه لمت السفره 


وجات تقعد مع عاصم شويه علي التلفزيون قبل ما يروحو يناموا 

لاقت عاصم بيجيب الشنط وهو بيديها ليها 


مروه بأستغراب


:ايه ده يابيه..هدومك يعني اروح اعلقهم في الدولاب ..بس هو انت مش بتغسلهم الاول 


عاصم بهدوء: 

لا دول ليكي انتي 


مروه بصت للشنط بفضول وسألت 


:هم ايه دول 


عاصم بحرج 


:دول هدوم ليكي ..كام عبايه واسعه كده عشان بطنك اللي كبرت دي ولسه هتكبر ..احسن من هدومك التانيه دي اللي بقت ضيقه 


بصتله بعدم تصديق وكأنها بتسأله انت بتتكلم بجد

عاصم ابتسم وهز رأسه بمعني ايوه ليكي 


مروه مسكت اللبس بفرحه وهي بتبصله بسعادة 


:الحمد لله جم في وقتهم ...اللبس بتاعي بقي ضيق وكنت هقطع عبايه منهم وأوسع بيها الباقيين 


سكتت وبصتله بتردد بعدها قالت


:بس يابيه انت كده اشتريت ليا حاجات كتير ..يعني الاول الفستان اللي روحت بيه الخطوبه ومعاه طرحه وجزمه وشنطه وكمان مصاريف الكوافير ..بعدها العبايه الخضرا وطرحتها..هو انا صحيح ما اخدتهاش بس انت دفعت حقها وبعدها الفستانين وبرضوا كل واحد معاه طرحته والجزمه الجديده ودلوقتي العبايات دي ..ده كده كتير اوي اوي اوي ..انا مكنتش احلم بربع الحاجات دي حتي ..ده غير مصاريف الكشف بتاعه الدكتورة بتاعه كل شهر بجد ده كتير اوي وانا مستاهلش ده كله ..انا كنت كل اللي فكراه إني هترحم من الخدمه في البيوت ومضربش تاني ..لكن كده كتير ..انا مستاهلش كل ده 


عاصم بصلها وهي بتتكلم بزهول وعدم تصديق

من القناعه اللي هي فيها ..دي مستكتره الكام هدمه اللي جابهم ليها علي نفسها ...حتي كشفها عند الدكتورة مستكتراه علي نفسها 

معرفش يجاوب علي كلامها بأيه غير أنه جاوب ببسمه 


:لا انتي تستاهلي ..تستاهلي يا مروه 


......


مروه كانت وصلت للشهر التامن وبطنها كبرت اكتر عن الأول ..بس العبايتين اللي يجابهم عاصم كانوا مستوعبين حجمها الجديد 


عصام اتأملها في شكلها وجسمها اللي وزنه بقي زايد عن الاول 

ميعرفش ليه حس إن شكلها بقي احلي واجمل واطعم 

عاصم كان بيقول كده في باله وهو بيتأمل شكلها وهي بتطبق الهدوم 


شعرها اللي بقت تسيبه مفرود علي غير العادة والخصل اللي بتنزل علي عنيها وتبعدها من وقت للتاني 


عنيه جات علي خدودها اللي اتنفخت بطريقه ملفته بتخليه عاوز يبوسهم كل شويه وهم بيفكروه بحدود العيال الصغيرة 

حتي شفايفها بقت مغريه بعد ما اتضمت لما خدودها تخنت 

كانت كلها علي بعضها حلوه 


عاصم لفت نظره حر ق في ايد مروه وباين عليه جديد


:ايه اللي حر ق ايدك كده ..مش تخلي بالك 


مروه بصت لايدها واتكلمت بلا مبالاه 


:ده ..ده ولا حاجه يا بيه ..حر ق صغير مفيهوش حاجه 


عاصم بص للحر ق اللي كان واخد جزء ظاهر من ايدها


:ولا حاجه ازاي ..ده محتاج مرهم حررروق  


مروه بصتله واتكلمت بتلقائيه وبسمه 


:ياااه ..ده انت طيب اوي يابيه ..ده انا اخدت ضرب وجسمي فيه كميه حر وق كتييير اوي ..جات علي ده يعني 


عاصم بصلها بدهشه وسأل بأستنكار 


:مليان ايه معلش 


مروه ببساطه 


:حروووق يا بيه ..حروووق 


رفعت كم العبايه وشاورت علي حر ق جنب كوعها 


:ده مثلا ..علي حر قني بيه لما كان عندي اتناشر سنه عشان منال في اليوم ده كانت عوزاني اعمل الرز بس شاط مني عشان كده لسعني بالناااار 


رفعت رجلها شويه وشاورت علي جزء في مشط الرجل 


:وده ام علي لسعتني لما كنت صغيره اوي ..كان عندي تقريبا ست سنين عشان اخدت ربع جنيه من وراها وروحت اشتريت حاجه حلوه ..


سكتت واتنهدت بوجع وبعدها فتحت سوسته العبايه ونزلتها عن كتفها وهي بتشاور علي حر ق فيه 


:وده عشان مره روحت فرح مع منال كنت شايله يوسف لانه كان لسه صغير وواحده بالي من مصعب ..بس واحنا راجعين فيه اتنين عاكسونا ومنال جابت الحق عليا إني ماشيه اتمايع راح حلق شعري كله وحر قني في ضهري 


رفعت رجليها الاتنين وضمتهم علي بعض وشاورت علي علامه واضحه في بطن رجلها لدرجه أنها باينه كمان في جلد الرجل من فوق بس علي بسيط


:ودي كان علي ومنال متجوزين جديد ..كان عندي وقتها حداشر سنه وهم كانوا معزومين مم اول اليوم عند أهل منال وانا كنت محبوسه في البيت وجعانه اوي مكلتش حاجه طول اليوم ..روحت فتحت التلاجه كان فيها كفته قولت إني هاكل صوباعين تلاته ومحدش هياخد باله ..


سكتت ودموعها نزلت بقهر وهي بتكمل


:بس ..بس انا كنت جعانه اوي ..محستش بنفسي غير وانا مخلصاها كلها ..بعدها جه علي وعينك ما تشوف إلا النور نزل فيا ضرب ضرب وبعدها سخن السكيىنه ولسعني بيها في رجليا واخدت اسبوع مبقفش عليها ..بس برضوا منال كانت بيخليني اخدم وإلا هتقول لعلي وهو يجي يكمل ضرب فية 


سكتت ومسحت وشها اللي اتملي دموع ..بعدها قربت منه ووطت شويه وفرقت شعرها 


عاصم بص جوا شعرها لاقي اثار غُرز ..بصلها بعدم استيعاب وهو لسه بيحاول يفهم اللي هي ورته ليه ده كله 


مروه بوجع 


:مره كنت باكل في المطبخ في الارض  زي الخدم عادي

قام ياسين  دخل المطبخ وداس علي الأكل بتاعي بقصد برجليه وهو لابس الكوتشي وقالي إني اجيب ليه كوبايه عشان يشرب ..انا مرضتش اديله الكوبايه وبعدته بعيد عن الأكل اللي دايس عليه 


وفضلت اتحسر علي الكل اللي هو داسه واني هقعد جعانه ..بس هو مسكتش وراح قال لعلي وهو بيعيط إن مروه زقته ووقع في الارض اتعور عشان بيقولها أنه عاوز يشرب ..بعدها علي دخل والشر باين في عيونه 


حاولت اقوله أنه هو اللي داس علي الأكل بتاعي بس علي مسمعش وعينه جات علي طاسه علي الحوض 

ونزل بيها ضرب علي راسي لحد ما اتفتحت والد م 

غرقني ولولا ما اغمي عليا حتي اللي قدرت انفد منه ..بعدها يوسف جري علي الحاجه سميه وهي كتر خيرها اخدتني وعملت اللازم ورجعتني تاني ليهم لاني مليش مكان تاني 


عاصم بصلها بشفقه وتقريبا اخد صدمه عمره لما سمع كلامها 

كل ده اللي ورته ليه والظاهر علي جسمها بس ..اومال الضرب اللي اختفي مع الايام 


بصلها والكلام هرب منه ومش عارف يقولها او يواسيها 

بأيه ..كل كلام الدنيا مش هيكفي 


مروه هزت كتافها وهي دموعها وبتتكلم ببهوت 


:يعني الح رق الصغير ده ميجيش حاجه من الباقيين ..

انا اتعودت ..صحيح هو بيوجع كل مره بس انا اتعودت علي الوجع

 

عاصم محسش بنفسه غير وهو بياخدها في حضنه بسرعه وبيكتم دموعه بصعوبه 


:لا ..متتعوديش..انسي ..انسي الوجع وحاولي تبتدي حياه جديدة مفهاش لا علي ولا اي حد من ريحته 


مروه بسرعة وطيبة 


:بس عياله كويسين..هم بس بيعملوا زي ما بيشوفو امهم وابوهم بيعملوا..ماعدا يوسف..ده طيب خالص ..طيب خالص والله ومش بيحب يزعلني 


عاصم بتنهيده 


:عشان تبتدي حياه جديده اردمي علي كل اللي فات ..عشان مش هيعمل حاجه غير أنه يحط علي 

الجر ح ملح ..انسي يا بنت الناس ..انسي 


......


الاتنين كانوا نازلين من العياده بعد ما مروه عملت الكشف الشهري 

مروه بسعادة 


:كان عمال يتحرك انا شوفته ..شوفت عمال يحرك ايديه ورجليه ازاي ..وبقي كبير حبيبي ..ربنا يخليه ويحفظه من كل شر يارب ..انا اول ما هينزل والمسه بأيدي هاخد في حضني مش هسيبه واقعد أشم ريحته الحلوه وابوسه لحد ما اخلي خدوده تحمر من كتر البوس ..


اتنهدت واتكلمت بسعادة وراحه 


:بس هو يجي وانا هخلي بالي منه او منها..هضحي بأي حاجه عشان يكون مبسوط..حتي لو كان التمن حياتي 


عاصم قلبه انقبض من كلمتها الأخيرة..كأنها هتسيبه في اللحظه دي 


اتمالك اعصابه ومردش عليها بعدها كملوا تمشيه 


الاتنين بقو يتمشوا كتير خصوصا إن الدكتوره طلبت من مروه تتمشي كتير الفتره الجايه عشان الولادة تكون أسهل 


كل ده ومروه عماله تتكلم وتعبر عن فرحتها 


بينما عاصم سايبها تتكلم مع نفسها وهو شاغله باله حاجه تانيه 

حاول يغير الموضوع عشان كده بصلها وسأل 


:تروحي نتعشي في مطعم ولا ناكل في البيت 


مروه بعدم تصديق ودموع 


:هو انت بتسألني بجد وبتاخد أيي 


هز راسه بمعني ايوه وموره كملت بشجن 


:خلينا ناكل في البيت ..بحس بالأمان هناك اكتر ..ومش بكون مرتاحه اوي في المطعم ..بحس ان الناس كلها مركزه معايا وواقفه ليا علي الوحده ومستنيين إني اغلط 


عاصم بأستخفاف 

:ناس مين اللي مركزه معاكي..هو حد فاضي يركز مع حد ..يلا يا بنتي بلاش غلبه ..وعلي العموم ..ماشي انا برضوا بحب اكل في البيت اكتر 


مروه ابتسمت وهزت رأسها براحه والاتنين كملوا 

مشي وهم بيتكلموا ..او بالاصح مروه هي اللي بتتكلم وعاصم عو اللي بيسمع


لحد ما عاصم حس أنه كفايه مشي لحد كده وشاور ليها علي العربيه عشان يرجعوا عاصم ركب ومروه ركبت جنبه 

العربيه وقفت في إشارة مرور 


مروه شافت حاجه خلتها تنزل من العربيه من غير ما تتكلم ..بقت تمشي زي المغيبه 


عاصم بصلها بأستغراب واتحرك بالعربيه ركبها بعيد شويه بعد ما الإشارة فتحت 


لاقاها وقفت عند كشك صغير بيبيع هدوم أطفال وفيه نظام طربيزه حاطط عليها كذا حتت هدوم موديلات مختلفه ..وكلهم للأطفال حديثي الولادة 


مروه وقفت قدام الهدوم بشرود وهي بتتأمل كل حته منهم وبتتخيل ابنها او بنتها جواه 


الراجل انتبه ليها ولوقفتها..بعدها بص لبطنها واتكلم بفرحه علي امل انها تشتري منه  وتنفعه 


:أهلآ اهلا يا أستاذه..اتفضلي تعالي شوفي اللي انتي عوزاه 


مروه بثتله وشاورت علي نفسها ببراءة كأنها بتسأله انت بتكلمني انا 


الراجل هز راسه ببسمه 


مروه قربت وبقت تلمس الهدوم بمشاعر مختلطه 

بقت تنقي كام حته علي كام جلبيه من بتاعه العيال الصغيرة وبطانيه وكام بنطلون 


عاصم كام وراها وهو بيشوف اللي بتاخده وغصب عنه ابتسم بحنان علي حجم الهدوم وشكلهم


لاقي مروه منقيه هدوم قليله 


قرب منها ونقي هو كمان كام حاجه تانيه ومروه اتحمست ونقت كام حاجه حست انهم ضروريين لحد ما خلصوا وعاصم حاسب علي الحاجه اللي خدها واللي كان تمنها بالنسبه ليه مش غالي ابدا ..لأن المكتن كان متواضع جدا مش مول ولا محل كبير من اللي أسعارهم بتكون غاليه اوي 


عاصم حس بتليفونه بيتهز جوا جيبه 

خرجه ولاقي المتصل حامد ...بص لمروه واتكلم بأستعجال 


:يلا عشان اروحك لاني هخرج والشباب بيستعجلوني ..يعني يادوب اكل وامشي ..ولا نخلي الأكل لما ارجع 


مروه ببسمه 


:خليه لما ترجع ..انا كده كده مش جعانه اوي ولو جعت هاكل اي حاجه خفيفه واستناك لما تيجي ناكل سوا ..ماشي ؟


هز راسه ببسمه ليها والاتنين رجعوا ركبوا العربيه وفرحه مروه مش سايعه الدنيا بالهدوم الجديده بتاعه ابنها 


اول ما عاصم رجع لقي السفره جاهزه وعليها كل حاجه بس مروه مش موجوده في استقباله ..كان راجع متأخر علي غير العادة..كانت الساعه عدت اتناشر بالليل من شويه 


عاصم درو علي مروه لحد ما لاقاها في اوضه النوم وقاعده في الارض بتطبق الهدوم اللي جابتها للنونو 


وكل ما تطبق حته هدوم تبوسها بفرحه قبل ما تحطها في الدرج اللي في الارض بتاع الخزانه 


مروه بقت تكلم ابنها وهي حاطه ايدها علي بطنها 


:شايف كل دول ..ليك انت يا حبيبي..امتي بقي هتيجي عشان تنور حياتي..عارف ..انت كل اللي هتكون عاوزه هجيبه علي طول...عاصم بيه بقي طيب ولو قولتله هات اي حاجه ليك مش هيرفض ..لما تيجي وتكبر هجيب ليك لعب كتير وحاجات حلوه وكل اللي نفسك فيه مش هحرمك من اي حاجه ..


سكتت وعنيها دمعت وهي بتكمل 


:هجيب ليك كل اللي اتحرمت منه ..مش هخليك تعيش ولا تشوف اللي انا شوفته 


عاصم بصلها بس نظراته كانت متغيره ..كانت نظرات غامضه ومشاعر مختلطه الواضح فيهم هو الندم 


حمحم وجذب انتباهها لحد ما موه بثت عليه وابتسمت في وشه ..بس ابتسامتها حسسته بالوجع والندم اكتر وهو بيطلب منها


:تعالي عشان ناكل ..احنا اتأخرنا اوي وانا عاوز انام عندي شغل 


هزت راسها بسرعه وسابت الهدوم علي جنب وقامت عشان تاكل معاه 


...... 


بعد فتره 


مروه صحيت بالليل بعد ما عاصم نام 

كانت حاسه بجوع شديد متعرفش ليه 

بصت لعاصم بخوف لاقته رايح في النوم 


نزلت من علي السرير وبقت تتسحب براحه لحد ما خرجت من الاوضه وراحت ناحيه المطبخ 


وبسرعه خرجت اي اكل تقابله في وشها وحطته علي طربيزه المطبخ 


:بتعملي ايه 


بصت لعاصم بخضه وخافت يضربها عشان هتاكل من غير إذن 

واتكلمت بخوف 


:انا ..انا ..انا كنت جعانه وعاوزه اكل ..و و والله دي أول مره أعمل كده ..انا انا عمري ما عملت كده...انا كنت حاسه إني جعانه اوي و و و


سكتت ومعرفتش تقول ايه 

بينما عاصم بيبصلها نظرات جامده 


متعرفش ليه حاسه أنه متغير بقاله كام يوم وبيحاول يتحاشاها ..نظراته اتغيرت ..حتي معاملته معاها بقت ناشفه جدا ..وبقي مش بيكلمها كتير ولا يقعد معاها 


بصتله لما اتكلم بجمود وهو بيشاور علي الطربيزه 


:كولي يلا عشان تدخلي تنامي 


هزت راسها بتوتر من طريقته 


وقعدت عشان تاكل بينما هو قعد علي الكرسي اللي قصادها وعيونه عليها 


كانت نظراته مريبه ..ده أقل وصف


نظراته بتقول حاجات كتير مش مفهومه 

بقت حاسه أنه عاصم بتاع اول ايام جات فيها هنا 

كان بيعاملها بقرف وتناكه 


كانت هتساله كذا مره عن سبب التغيير اللي صابه 

او إذا كان مضايق منها او عملت حاجه زعلته


لكنها اتراجعت وقالت في نفسها انه ممكن يكون متعصب في حاجه في شغله وهي لازم متتخطاش حدودها 


بينما عاصم كان بيبص عليها وألف فكره وفكره بتدور جوه دماغه ...اولهم موضوع ولادتها اللي قرب جدا 

ومبقاش فاضل حاجه عليها 


كان بيفكر الطفل اللي جاي ده هيكون مصيره ايه ومروه أمه وهو أبوه 


بص لمرووه لاقاها خلصت اكل وحطت ايدها علي بطنها بشبع 

جات تقوم عشان تشيل الأطباق 


لكنها اتجمدت مكانها لما حست بمايه نازله منها من تحت 

بصت علي الأرض لاقت فيه مايه كتير نازله منها 


معداش جزء من الثانيه وحست بوجع رهيييييييب  من تحت 

عاصم بص عليها لما لاقاها وقفت مكانها من غير حركه 


لكنه اتفاجأ بالمايه اللي ماليه الأرض ومغرقه نصها التحتاني 

بصلها بقلق وعرف إن دي مايه الرأس وبتنزل اول ما الجنين بيكون نازل عشان ده وقت الولادة


مروه ببهوت


:انا بولد 


ومن بعدها صوت صراخها ملي المكان 


عاصم:!!


33


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه ببهوت


:انا بولد 


ومن بعدها صوت صراخها ملي المكان 

عاصم بصلها بخضه ومعرفش يتصرف إزاي 


بص حواليه بتوهان ومعرفش يعمل ايه وحس إن تفكيره وقف 

وفكره واحده جات في باله


:جه الوقت ..اعملها يا عاصم و إوعي ترجع 


بس الوجع كان رهييييب علي إن مروه تسكت عليه وهو واقف مش مدي رد فعل وبقت تصرخ وتعيط من شده الوجع 


قربت من عاصم وهي بتمسك ايده تبوسها برجاء 


:ابوس ايدك اعمل حاجه ..مش قادره اتحمل ..حاسه إني همووووت .. مش قادرة..مش قادرة ..الوجع فظييييييييع 


عاصم بصلها وبلع ريقه بصعوبه بعدها اتكلم بتوتر


: تعالي البسي اي حاجه وانا هاخد المستشفى وهناك هتولدي ..يلا بسرعه 


مروه مشيت معاه وكانت اكتر من مره هتقع من طولها من شده الوجع..اول حاجه جات في وشها هي الملحفه بتاعتها لبستها بصعوبه بمساعدة عاصم ولفت الطرحه اي كلام وهي بتخرجي فيه 


:ابوس رجلك مش قادره ..وجع رهيييييييب والله ما قادره 


بقت تتكلم وهي بتنهج ووشها اتملي عرق 


عاصم سندها وخرج بيها بره البيت وركبوا الاسانسير..


سندها لحد ما وصلت للعربيه وساعتها تركب 

بعدها رجع للبيت جري وتو بيقولها 


:مش هتأخر..نسيت حاجه هجيبها واجي 


مروه مكنتش واخده بالها هو بيقول ايه ..

البواب ومراته ومعظم السكان اخدوا بالهم لأن صوتت صراخ مروه ملي المكان بعد ما مقدرتش تسيطر علي نفسها وصرخاتها عبت الدنيا 


البواب بص لمراته 


:الله..هو الجدع ده كل شويه بحال ..مره متجوز ومش قايل لحد..ومراته محدش بيلمح طرفها ..ودلوقتي بتولد ..هو خايف من الحسد ولا ايه 


مراته بصتله واتكلمت بسخريه 


:يعني قال انت مكنتش واخد بالك منهم وهم خارجين كل شويه ..ما الوليه بطنها قدامها مترين ..ايه كنت فاكرها متعشيه عشوه دسمه ولا ايه 


البواب بص لمراته واتكلم بضيق 


:لأ يختي بس كنت فاكرها اشتغاله ..حركه بيحفظ بيها كرامته عشان محدش يسأل مين دي ..ماهو اكيد لما حد هيلاقي بطنها قدامها كده هيقول انها اكيد مراته ومحدش يستجري يتكلم نص كلمه عليها 


:وهو انت فاكره يعني ماشي معاها ولا ايه ...اومال هتكون ايه لو مكنتش مراته..بنت خالته في الرضاعه 


جوزها بصلها بغضب وهو بيزقها 


:ماتروحي شوفي الست عاوزه ايه واطمني عليها بدل ما قاعده ترغي معايا في كلام فاضي 


الست مشيت وهي بتتكلم بصوت واطي 


:انا برضوا اللي بقول كلام فاضي ..ياخي ده انت والفضيان معمولين من طينه واحده 


الست قربت من مروه بس قلقت لما شافت حالتها 

كان وشها أحمر وعرقان وعمال تزوم من الوجع وتكلبش بأيدها في اي حاجه عشان تتحمل 


:سلامتك يا أستاذه..متخافيش خير إن شاء الله 

قوليلي بس هي دي أول ولاده ليكي 


مروه هزت راسها بصعوبه ليها وهي بتتنهد بوجع وبتنهج بصوت عالي 


الست ردت عليها بطمأنينه 


:متخافيش ..هي بس البكريه بيكون الطلق بتاعها صعب حبه ..بس إن شاء الله هتولدي وتقومي زي الحصان بعد يومين بالضبط 


مروه مردتش عليها وبقت تتلوي من الوجع مستنيه عاصم ينزل ومرات البواب بتحاول تهديها 


عصام كان نازل ومعاه اللي جابه من فوق بعد ما غير هدومه وجاب محفظته وتليفونه كان رايح ناحيه العربيه طوالي لكنه وقف علي صوت البواب اللي بيتكلم بنبره مستفزة

 

:ألف سلامة علي الست يا أستاذ عاصم 


عاصم وقف وبصله بتحذير وهو بيتكلم 


:الله يسلمك يا مخلوف .. ابقي استناني عشات عاوزك في موضوع بعد ما ارجع 


:وماله يابيه استناك ..هو انا ورايا حاجه 


عاصم بصله بصه مخلوق فهم معناها بعدها سابه ومشي 

لاقي مرات البواب واقفه علي شباك العربيه بتحاول تهدي مروه 

اول ما شافته قربت عليه وهي بتتكلم بلهفة 


:ألف سلامة علي الست يا عاصم بيه ..خير إن شاء الله 


عاصم بصلها وطلع عشرين جنيه من جيبه وهو بيديها ليها بضيق


:الله يسلمك يا رحاب 


ركب العربيه بسرعه وهو متجاهل كلام البواب ومراته ومفيش في دماغه غير صوت واحد بس 


إن الوقت جه خلاص واللعبه قربت تخلص 


..... 


عاصم اتحرك بالعربية بسرعه علي أقرب مستشفى 

وعيونه طول الوقت بتحكي أهوال هتحصل وبتحصل 


كان باين عليه التوتر الشديد والقلق وهو بيبص علي مروه من مرايه العربيه وهي بتتلوي من الوجع وخلاص مبقتش قارده 

صرخت اكتر وهي بتقول 


:انا حاسه بيييييه ..حاااااسه بيييه ..عاوز ينزل ..عاوز ينزل مش قادره ..اعمل حاجه ابوس ايدك مش عاوزه اخسر ابني 


عاصم بتوتر


:اهدي ..كلها دقيقه ولا اتنين وهتكون في المستشفى وهتبقي كويسه


مروه بصراخ:

الدكتوره..كلم الدكتوره هي قالت نكلمها لما اولد 


عاصم بتوتر


:انا كلمتها وهي قالت تروحي مستشفى وهتبقي كويسه 


مروه بنهجه 


:مش مهم انا..المهم ابني ..لو اتحطيتوا في اختيار بيني وبينه اختاروه هو عشان يعيش ..انا..انا مش مهم 


عاصم بصلها في المرايه واتكلم بعصبية 


:بس بقي بطلي الكلام ده..متخلينيش اشيل ذنبك اكتر ما أنا شايله ...كفااااايه 


مروه بصتله بتعب وبقت تحاول علي قدر ما تقدر تكتم صوت صراخها وتتحمل الوجع 


بقت بتتنفس بصعوبه لدرجه بقت تتنفس من بُقها


وكل اللي فب بالها دلوقتي توقف الوجع اللي هي فيه..حتي لو كان اللي هيوقف الوجع ده هو المووووت 


كانت موافقه عليه ..بس الاهم ابنها اللي في بطنها يعيش  ويشوف الدنيا بعنيه


..... 


عاصم دخل من بوابه المستشفى بسرعه وهو ساند مروه 

لاقي اتنين ممرضين جايبين كرسي متحرك خلو مروه تقعد عليه لانها مبقتش قادره تتحرك خالص 


الممرضين اتركوا بيها بسرعه علي اوضه العمليات لأن ولادتها مستعجله 


عاصم وقف قدام الباب زي ما يكون مش هنا 


كل الأصوات بعيده..الرؤيه مشوشه..حتي رجليه مش قادر يقف عليها 


قعد علي الكرسي اللي وراه وفكره واحده بيحاول يقنع بيها نفسه


: اللي هتعمله ده هو الصح ...إوعي ترجع هتندم ..متغلطش غلطه حامد وتقعد تبكي علي اللي ضاع ..اللي هعمله ده هو الصح ..هو الصح ..هو الصح 


صوت بقي يتردد جوه دماغه بأخر جمله 


بص بشرود للاوضه اللي دخلت منها مروه 

لسه قادر يسمع صراخها من عنده وبيتخيل كمية الوجع اللي بتحس بيه 


ممرضه جات عليه وهي بتتكلم بعمليه 


:ياريت يا استاذ تتفضل في الإستقبال عشات تملي الاستمارة وبعدها تعدي علي الخزينه عشان تحاسب 


بصلها بشرود والرؤيه مش واضحه بالنسبه ليه وهز رأسه ومشي للمكان اللي قالت عليه 


بعد فتره رجع كان عدي اكتر من ساعه علي دخول مروه للاوضه ومفيش حد طالع ولا داخل منها يطمنه 


لحد ما أخيرا اتسمع صوت بكاء عيل صغير نور الدنيا اخيرا 

عصان وقف مشتت اول ما سمع الصوت ومعرفش يعمل ايه لحد ما خرجت ممرضه من جوه وهي مبتسمة 


:ألف ألف ألف مبروك يا أستاذ جالك بنت زي القمر بعيون خضرا وشعر سايح ..اللهم بارك  تتربي في عزك يا رب


عاصم بتوهان 

:ومروه ..مروه عامله ايه


الممرضه ببسمه 


:المدام زي الفل هي التانيه . والبنوته الصغننه صحتها كويسه مع انها نزلت بدري شويه 

احنا هناخدها دلوقتي نحميها ونعملها كام حاجه ونجيبها عشان تشوفها..والمدام هتتنقل اوضه عاديه كمان شويه وتقدر ساعتها تطمن عليهم بنفسك


عاصم هزلها راسه من غير كلام 


حتي أنه نسي يديها حلاوه المولود زي ما العاده بتقول 

والبنت اتحرجت تطلب عشان كده مشيت 


دقايق وخرجت مروه علي سرير وهي مش واعيه 


وبعدها خرجت ممرضه شايله البنت الصغيرة وهي ملفوفه ومش ظاهر منها حاجه 


.....


اول ما دخل كان حسم أمره خلاص وقرر ينفذ 

استني الممرضه تخرج 


بص لمروه لاقاها نايمه من كتر التعب اللي هي فيه 

هزها عشان تصحي لحد ما فاقت 


اول ما شافته ابتسمت وهي بتسأل


:هي فين ..انا سمعت الممرضه بتقول انها بنت ...فين بنتي ..عاوزه اشوفها ..هاتها ليا 


عاصم قرب علي السرير اللي حاطين فيه البنت عشان عاصم يشوفها 


مقدرش يقرب منها ويلمسها لأن صوته ملي الاوضه وهو بيشاور عليها بغضب جحيمي 


:ايه ده ..البنت دي مش بنتي 


34


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه ملحقتش تستوعب اللي قاله ولاقته نزل فيها ضرب علي وشها وهو بيشتم فيها بأفظع الألفاظ 


:  البنت دي مش بنتي ...انتي كنتي ماشيه مع حد تاني وجايه تلبسيني بلوتك يا فا****

خونتيني مع مين يا ****** يا ******


كل ده وهو نازل فيها ضرب علي وشها وهي كل همها تحمي البنت من بطشه وقسوته 


بعد ما قامت من علي السرير بصعوبه وراحت ناحيتها وغطت السرير اللي موجوده فيه بجسمها عشان عاصم ميوصلش ليها

وبسبب ألم الولاده  وكميه الضرب اللي اخدتها منه مستحملتش واغمي عليها 


وبسبب انها مبتصرخش أو بتعمل صوت وهي بتضرب محدش حس بيها من اللي شغالين في المستشفى

 

عاصم بسرعه البرق محسش بنفسه وهو بيطلب ان مروه تخرج من المستشفى بعد ما شدها من الأرض ورجعها السرير تاني

 

وبعد إلحاح كبير من الكل اللي هناك من دكاتره وممرضين وافقوا علي قراره لأن حالتها كويسه هي والبنت ومش محتاجه تدفع حضانه ..وبما انها مستشفى حكومي مكنش فيه اللي يسأل ولا يدور وراهم او حتي يفكر فيهم وهم ماصدقوا سرير يبقي فاضي 

في الوقت ده كانت مروه فاقت وهي حاضنه بنتها بخوف ورعب كبير عليها وعارفه إن عاصم اكيد مش هيجيبها لبر ...وانها بعد ما الدنيا اخيرا فكرت تبتسم ليها وعاصم عاملها كويس وبقي عندها بنوته صغننه تملي عليها حياتها يحصل ده كله وعاصم يرفض انه يعترف ببنته اللي من صلبه....


عاصم قرب منها وعيونه قدرت تشوف فيها الجحيم بحد ذاته ومعاه تلاته ممرضين بقو اتنين يسندوها وواحده شايله البنت الصغيره لحد ما وصلوها للعربيه بتاعه عاصم وركبت وسلموها البنت اللي حضنتها وهي حالفه في نفسها انها تحميها من العالم كله ولو اتكتب عليها الموووت هيكون وهي بتدافع عن بنتها قصاد العالم كله ..حتي لو كانت لوحدها 


العربيه فضلت ماشيه بسرعة  وعاصم كل شويه يتوعدها بنظراته في المرايه بينما مروه منكمشه علي نفسها وحاسه بوجع


 رهيييييييب جدآ في قلبها كأنه هيقف..ده غير وجع الولادة اللي مخليها مش حاسه بنصها التحتاني 


بس ده كلن ميجيش نقطة في بحر خوفها علي بنتها 

من الاذي اللي ممكن يصيبها 


العربيه فصلت ماشيه لحد ما دخلت في منطقه سكنيه هي عرفاها كويس ازاي متعرفهاش وهي المنطقه اللي ساكن فيها أخوها 


في اللحظه دي عرفت اللي عاصم ناوي عليه 

بصتله برجاء في المرايه وهي بتقول


:والله العظيم يا بيه دي بنتك زي ماهي بنتي ..انا عمري ما راجل.قرب مني ابدا زي المتجوزين غيرك ..انتي وعلي الوحيدين اللي لمستوني..بس علي كل لمساته كانت ضرب بس ..والله يا بيه بنتك ..حرام عليك تعمى فيها كده وهي لسه مفتحتش عنيها حتي

 

عاصم بعصبية 


:عنيها الخضرا مش كده ..جايبه بت بعيون خضرا وبيضه كده لمين يا سافله ..مين اللي عملتي معاه العمله دي ..ده انا هخليكي تندمي ندم عمرك ..اصبري بس واستني 


ثواني ووقف قصاد بيت علي 


نزل من العربيه زي الإعصار ومسك مروه بغل من هدومها وهو بيشدها..بس هي كل اللي كان هاممها تحمي بنتها 


عاصم خبط علي باب بيت علي بعنف لحد ما الباب اتفتح وطل منه علي ومنال 


عاصم مسك مروه ودخل بيها البيت ورماها علي الكنبه بقرف وهو بيبص لعلي 


:اختك عندك أهيه..انا استحملتها وهي في العبر..خدامه وعبيطه وشكلها يسد النفس ..وفوق ده كله خانتني وخلفت البنت اللي أيدها دي من اللي خانتني معاه


مروه بنواح 


:حرام عليك..والله اللي ما بحلف بيه كده محد قرب مني ابدا غيرك ..ده انت لما كنت بتخرج كنت بتقفل الباب بالمفتاح ومش بخرج غير معاك 


عاصم قرب عليها وهو بيحط صباعه علي شفايفه 


:اششششش مسمعش ليكي صوت ..اومال جيباها عيونها خضرا لمين لأبوها الحقيقي مش كده ..انا قولت اللي عندي 

عارفه لو شوفتك او شوفت البت دي بعد كده هدبحكم انتوا الاتنين بد م بارد ... فاهمه 


مروه اترعشت وهي حاضنه بينتها اللي عماله تعيط من اول ما دخلت 


عاصم بص لعلي ومنال وشاور علي مروه


:اختك عندك تعمل فيها اللي انت عاوزه ..لكنها خلاص مبقتش تلزمني 


رفع كيس الهدوم بتاعها ورماه في الارض وكمل


:وادي الهلاهيل اللي جات بيهم زي ماهم وقريب هبعت ليها ورقه طلاقها خلينا نخلص من جوازه الغم دي 


قال كلامه وساب الكل ومشي بعد ما رزع الباب وراه 

علي ومنال لحد دلوقتي مكنوش مستوعبين اللي حصل لحد ما عاصم سابهم ومشي 


علي بص لمروه بصه خلتها تعمل حمام علي نفسها من الخوف وجسمها بقي يتنفض بعنف وهي بتهز رأسها بمعني لأ انا معملتش كده 


لكن محاولتها كانت فاشله وهي شايفه علي بينقض عليها زي الغول اللي ما صدق لاقي فريسه


 

..... 


:يااا علي كفايه هتموووت في ايدك ابعد عنها 


علي بجنون


:ابعد ايه انتي مسمعتيش قال ايه ...قال ان البت دي مش بنته ...واحده زي دي علي اخر الزمن هتحط راسي انا في الارض...ده انا اقتل^ها هي وبنت الحرام دي 


بعدها هجم علي مروه تاني واللي في الوقت ده كانت مش دريانه بحاجه من كتر الضرب لحد ما جسمها 

اتخد ر 


ووجع الولادة مخليها في دنيا غير الدنيا .. كانت بين الوعي واللا وعي 


في الوقت ده كان علي هجم عليها وضر ب كل حته طالتها ايده بغل لو خرج علي الناس ممكن يغرقهم


حول عيونه للبنت الصغيرة اللي مبطلتش عياط 

وعيونه كانت بتقدح شرار حرفيا 


لكنه قبل ما يقرب منها لاقي منال بتشده بكل قوتها 


منال: يا علي تعال بس واسمعني الاول ...بلاش تتصرف من غير تفكير 


في الوقت ده الاتنين كانو وصلو اوضتهم ومنال قفلت الباب 


على بجنون: 

افهم ...افهم ايه يا منال انتي هتجنيني انتي كمان...

منال قعدت علي السرير واتكملت بدهاء وخبث


:وهو انت اي حاجه حد  هيقولها هتصدقها...علي احنا اكتر اتنين عارفين ان البت مروه هبله وعبيطه وبتخاف من خيالها ...مصدق انها تقدر تعمل كده...دي تربيتي وانا واثقه أن الواد ده عمل الفيلم ده كله عشان يخلص من الاتنين ويخرج منها هو زي الشعره من العجين


علي هدي شويه وبقي يسمع كلام مراته وهي كملت 


:اصل بالعقل كده واحد زي ده هياخد مروه الهبلة علي ايه ...ده واحد باينه هاي اوي وراكب عربيه محدش في المنطقه يحلم يتصور قدامها 


هيبص لاختك علي ايه..انا كنت عارفه من الأول أن ده اللي هيحصل ...كنت متوقعه انه متجوز اختك من باب التغيير ...لاقي كل الستات اللي في حياته عينه واحده...وحب يغير ...وخدها يتسلي بيها شويه من باب التجديد...وبعدها يرميها تاني 

بس اللي انا محسبتش حسابه أن البت مروه ترجع بعيل 

والظاهر انه هو كمان مكنش حاسب حساب حاجه زي كده ...عشان كده يادوب البت ولدت من هنا وجابها من هنا ...دي الكانيولا لسه متركبه في ايدها  والبت الصغيره لحمه حمرا لسه خارجه من بطن امها 


سكتت شويه وضحكت بتريقه وكملت


:ياخي ده كان مجهز حاجتها ولبسها وواخدهم معاه المستشفى عشان عارف انها مش هترجع ....حب يسبكها بزيادة بس زي ما تقول شاطت منه 


علي هدي وبصلها زي ما يكون استوعب اخيرا 

فعلا مين هيبص لمروه غير لو كان فيه العبر 


وازاي مدققش في كلامه ولا اخد باله من توتره الملحوظ او خوفه وهو بيسحبها عشان تنزل هي والبنت 


بص لمنال وسأل بحيرة 


:طب احنا دلوقتي هنعمل ايه 


هنا منال كملت كلامها وهي بتضحك بخبث


:هتروح للواد ده وتطالبه بالمؤخر بتاع مروه ..وتاخده وتروح تعمل شهادة ميلاد للبت عشان كل حاجه تبقي علي نور ...وتطلب منه انه يدفع مصروف كل شهر للبت وإلا هتيجي كل شويه وتعمله فضيحه انه رمي مراته وبنته في الشارع من غير ما يسأل فيهم ولا يصرف عليهم ...بس ده طبعا بعد ما تعمل الشهادة عشان البت رسمي تبقي علي اسمه...وتاخد نسخه من قسيمه الجواز 

وهو عشان ليه مركز وبيخاف علي سمعته هيدفع من سكات 


علي ابتسم ابتسامه واسعه وهو بيمدح في دماغ مراته


:ايه الحلاوة دي...انتي مكانك مش هنا في الحته اللوكل دي ...انتي مكانك في القصور والفلل...واحده بالدماغ دي لازم تنام علي حرير وتلبس الماظ عشان دماغك الماظ يا الماظيه انتي

 

سكت شويه بعدها سأل


:وطب وبنت الصرمه دي  والبت الصغيره هنعمل فيهم ايه دلوقتي

 

منال بلا مبالاه:

 هنعمل ايه يعني ...هنخليهم متلقحين 

يومين لحد ما البت مروه تقف علي حيلها وترجع الفرخه تبيض دهب زي الاول 


والبت بتها ...خليها ما بكره البت تكبر وتشتغل زي امها وبدل ما يكون عندنا فرخه واحده يبقوا اتنين

ومش مكلفينا حاجه ..ولا اكل ولا لبس ...كله ببلاش ...وقدام ده كله بيدخلنا اولوفات من وراهم


علي بتردد 


:بس انا ما صدقت خلصت منها يا منال ده الهم ده 


منال بتحذير 


:علي يا حبيبي اصحي شويه معايا ..احنا واخدين قرض والمصاريف مش مقضيه وانا لولا حتتين الصيغه اللي بعتهم كان زمانا بنام من غير عشا ..لكن لما مروه ترجع هيرجع العز كله معاها ..ده فيه لحد دلوقتي زبائن بيتصلوا عشان يسألو عنها وعاوزينها تشتغل..يعني احنا من ورا مروه ممكن ندفع قسط قرضين مش قرض واحد ..عشان كده اعصر علي نفسك ليمونة واستحمل ..وإذا كان عليها مش هخليك تلمحها غير وانت بتضربها وتطلع طاقتك السلبية كلها عليها..نستني بس تقوم بالسلامة الأول وشوف اللي هيحصل ..


علي سكت شويه وفكر في كلام منال ولاقي الحال عجبه عشان كده هز رأسه بموافقة 


لكنه أتكلم بجحود وتحذير


:ماشي كلامك ..بس بت ال****دي محدش يقرب منها ولا يديها بُق مايه حتي ..خليها مرميه كده زي الكلبه يومين تتربي ..حتي البت اللي معاها دي محدش يجبلها حاجه ولا يديها حتي غطا تنام عليه ..عاوزها تدوق المُر لحد ما تستكفي ..وتفضل مرميه في الاوضه اللي تحت بير السلم متطلعش هنا دلوقتي لحد ما ادي أمر بكده 


منال بلا مبالاه 


:انا أصلا كنت هعمل كده من غير ماتقول اهو ده الناقص أصلا ادي مروه أكل او فرشه..لا وايه اطلعها ببنتها عندنا عشان منعرفش ننام بالليل من عياطها  ..دي تبقي هزلت 


سكت واتكلمت بمكر الثعالب 


:اسمعني بس فيه حاجه خطرت علي بالي 


علي بأنتباه: 

حاجه ايه 


منال بضحكه خبيثه 


:لما مروه تقوم وتقف علي حيلها ..عاوزين كل شويه نكسرها بحتت إن البت اللي معاها دي بت حرام بشهاده جوزها نفسه وانت بقي عارف شغلك بعد الكلمه دي ..


علي بعدم فهم

 

:واحنا هنستفاد ايه من كده 

:الا هنستفاد.. انا خايفه قعدتها مع الواد ده تكون فتحت دماغها وخلتها بتفهم وتقويها علينا ..بس بكلامنا ده هنكسرها اكتر ماهي مكسوووره ونهددها كل شويه اننا هناخد بنتها بنت الحرام نرميها لو مسمعتش الكلام 


علي صفر بأعجاب علي تفكير مراته 


:لا لا انا منبهر ..انتي دماغك دي ايه ..هي الحكومه تايهه عنك فين ..ده انتي المفروض تشتغلي في المخابرات 


منال بغرور 


:طول عمري ذكيه واعرف المصلحه فين ..المهم دلوقتي اطلع علي الواد ده واطلب منه اللي قولتلك عليه وخليه يسجل البت بأسمه ..عشان دي برضوا هتكون ورقه لصالحنا هقولك عليها بعدين ..لازم نضرب الحديد وهو لسه سخن 


علي بضحكه

 

:انا ماشي دلوقتي..بس لما ارجع ومعايا الفلوس عاوزين نحتفل شويه مش كده 


منال بدلع 


:شور يا بيبي ..ده انت هتشوف دلع النهارده مش هقولك عليه ..بس انت ارجع بالفلوس والخبر الأكيد عشان الفرحه تكمل


علي هز راسه ومشي 


منال جريت علي تليفونها واتصلت علي رقم بلهفة 


:الووو..مدام سالي ..عندي ليكي خبر حلو ..مروه رجعت الشغل وهتقدر تيجي تنضف لحضرتك الشقه وتعمل اللي انتي عوزاه 


.....


عاصم بعد ما مشي من الحته اللي ساكن فيها علي  وودي فيها مروه 


طلع علي مكان بعينه وهو عارف هيعمل ايه ومفيش غير صوت في دماغه بيقوله أنه عمل الصح 


رغم أنه حاسس بوجع كبير في صدره 


لكن كل ده اختفي لما وقف قدام باب بيت ورن الجرس 

اول ما الباب اتفتح ظهرت من وراه سلمي 


عاصم ببسمة 


:طلقتها ورجعتلك يا حبيبتي 


تابعووووووني 



بداية الروايه من هنا






تعليقات

التنقل السريع
    close