القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أسير العشق الفصل الحادي والثلاثون وقبل الاخير بقلم نور ناصر الهادي حصريه وجديده

رواية أسير العشق الفصل الحادي والثلاثون وقبل الاخير بقلم نور ناصر الهادي حصريه وجديده 


 زياد – "قولتلك نمشي! ومش هقبل الشخص ده يدخل بينا. سمعاني؟ مش هروح معاه وهفضل هنا

ادم- زياد أتفهم الوضع

زياد- ابعد عننا عايز اى من ماما، انت شر.ير عايز تاخدها منى

نظر له ادم بيقوله زياد- انا عارف انت مين من زمان، اى الى رجعك هنا تانى..أمشي وسبنا

بصله ادم من قصده بيقوله-عارفنى منين

- من الصور من بابا

بصتله اسير وبصيت لادم بيلف زياد زيقولها – مش هروح معاه ف اى مكان

آدم اتضايق من كلماته، وزياد بيمشي ويسيهم، أسير فضلت قاعدة مكانها، عينيها رايحة بين ابنها وآدم إنه مضايق


عبير لحقت زياد وهو ماشي متضايق قالت– "ليه كده يا زياد؟"

– "ليه ماما قاعدة معاه؟ وإيه الخاتم اللي في إيدها؟"

ابتسمت عبير ابتسامة حنونة وقالت – "مش لازم تفكر إنه هيكون بدل باباك آدم عمك، وصدقني ممكن يكون أحسن أب ليك."

– "أب؟ قصدك إيه يا تيتة؟"

عبير  "والدتك هتتجوز آدم… وبلاش كل شوية تضايقها بكلامك."

الكلام وقع على زياد كالصاعقه كانت فكره بتخليه يحبه متعرفش كلامها سبب ايه



فى نص اليوم أسير بتقفل تليفونها مع آدم  دخلت أوضتها وما لقتش زياد. نادت عليه وهي بتفتش الأوضة، بعدين راحت على المطبخ، ملقتهوش.

بدأ القلق يكبر جواها، فضلت تلف البيت وتنادي بصوت عالي:

– "زياد! يا زياد!"

لكن ماكانش فيه أي أثر له. طلعت برة، لقت البوابة مفتوحة. قلبها وقع، يكون خرج منغير ما يقولها بتبص فى تليفونها كانت هتتصل بادم بس مش اترددت وخرجت تشوف ابنها بسرعه ولسا بتلف لقت فؤاد. اتخضت من ظهوره المفاجئ

فؤاد– "آسف يا مدام أسير على المفاجأة… كنت لسه هرن على الجرس."

اسير– "آدم مش في البيت."

فؤاد وقفها وقال– "أنا مجيتش لآدم… أنا جيتلك إنتي."

أسير اسنغربت من قصده ما كانش عندها وقت– "فيه حاجة يا فؤاد؟ أنا متأخرة دلوقتي."

قبل ما تمشي وقفها وقال – "بتدوري على زياد… صح؟"

نظرت أسير لفؤاد بشدة وقالت بقلق:

– "أيوه… إنت عارف هو فين؟"

– "أه، متخافيش يا أسير. زياد عندي… وهو بخير. قاللي ماعرفكيش إنه عندي ولا أي حد."

بتزعل اسير وتقوله– "متعرفنيش انا،هو جالك ليه؟"

– "هو ماجاليش انا هو طلب مني أوصّله بيت عاصم في أكتوبر. ولما سألته ليه، قال مش عايز يقعد في القاهرة ولا يتكلم مع حد. حاولت أقنعه ييجي عندي، وقلتله نلاقي حل لأي حاجة بدل ما يقلقك. واضح إنه زعلان قوي… لكن وافق في الآخر."

اسير بصتله شويه قالت– "يعني… هو عندك دلوقتي؟"

– "أه، قاعد مع فتون وابني. بس متقولهوش إني بلغتِك… عشان ما يقولش عليا فتان."

أسير سكتت للحظة، أول مرة ابنها يهرب منها ويمشي بعيد عنها

– "خدني عنده يا فؤاد… لازم أشوفه."

...

وصلوا بيت فؤاد.دخلت أسير، واستقبلتها فتون اتفجات إنها شافت اسير اللي نادرًا ما كانت بتشوفها. بطبيعتها الانطوائية ماعرفتش ترحب بيها كويس لان باين اسير مهمومه

قال فؤاد وهو يشاور: "اتفضلي يا أسير."

وبص لفتون يسألها – "زياد فين؟"

– "قاعد في الأوضة لوحده."

استأذنت أسير وقالت– "هروح له."

فؤاد– "برحتك."

دخلت أسير، وقفت على باب الأوضة… وعينيها اتشبكت في ابنها لأول مرة بعد هروبه.كان زياد قاعد ومديها ضهره، ساكت وصوته مكتوم.دخلت قالت

– "لى يا زياد؟ تقلقني عليك وتمشي من البيت؟"

ما ردش وكأن كلامها مش واصل له قالت – "يا زياد… مشيت ليه؟"

التفت عيونه مليانة غضب وحزن – جيتي ليه دلوقتي؟"

أسير بصتله قالها زياد– "أنا مش هضايقك تاني… مشيت علشان تستريحي مني."

– "إيه اللي بتقوله ده يا زياد؟ تعال نرجع البيت ونتكلم بهدوء."

هز راسه بعناد– "مش هارجع البيت معاك… أنا هعيش عند بيت بابا."

– "إزاي يا زياد؟ مينفعش تعيش لوحدك."

– "وأنا مش هعيش معاه… بعد ما اخترتيه بدالي."

قلبها اتقبض من كلماته قالت– "انت بتقول إيه يا زياد؟"

رفع عينيه لها، الدموع بتلمع فيها – "أنا عرفت كل حاجة… عرفت إنك هتتجوزيه."

سكتت، ومقدرتش ترد.قالها ودموعه نازلة– "ردي يا ماما… هتتجوزيه فعلاً؟"

بصت له وهي مش قادرة تسيطر على مشاعرها، وقالت بهدوء:

– "لسه… مش دلوقتي يا زياد. وبعدين… آدم مش وحش."

– "لأ! وحش! إنتي اللي كنتي بتقولي مفيش راجل كويس… كلهم وحشين… دلوقتي هتتجوزي واحد منهم؟"

– "زياد… آدم مش زيهم، آدم مش عاصم."

– إنتي اللي قولتي إن كلهم واحد… دلوقتي بتغيري كلامك؟"

زياد بص فيها بعيون مجوحه– "إنتي مش بتحبي بابا… أنا عارف. لأنه عمل حاجات غلط معاكي."

سكتت أسير من الى بيقوله قالت– "خلاص يا زياد… كفاية."

– "عارف إنك بتتضايقي لما أتكلم عنه وانه هو وحشني. هو ما.ت وإنتي بسرعة عايزة تتجوزي حد تاني؟"

أسير دمعت وقالت بهدوء  "آدم… ممكن يبقى أقرب ليك من أي حد. ممكن يكونلك أب حقيقي."

انتفض زياد وقال بحدة– "أنا مش عايز أب غير بابا! هو مش هياخد مكانه مهما عمل… حتى لو جابلي لعب. مش هقبله."

اقتربت منه وحاولت تلمسه – "ليه يا زياد؟ آدم عملك إيه؟"

سكت، اسير قالت– "آدم طيب يا زياد، صدقني. بيحاول يقرب منك. ادي فرصة ليكو."

– "لأ… إنتي قررتي تتجوزيه من غير ما تفكري فيا. عمرك ما اهتمتي برأيي."

– "زياد… إنت ابني، يعني أهم من أي حاجة."

قاطعها بعصبية ودموع– "كذب! إنتي اخترتيه قبلي. لو كنتي بتحبيني بجد… متتجوزهوش يا ماما!"

حاولت تمد إيدها عليه– "زياد…"

– "لو اتجوزتيه… أنا مش هعيش معاكي. ههرب منك علطول."

– "طب قولي يا زياد… ليه رافضه كده؟"

– "لإني… مش بحبه."

– "ليه يا زياد؟ آدم معملكش حاجة… ليه مش بتحبه؟ فهمني."

– "لإني عارف هو مين من زمان… وعارف إنه السبب في حزنك أنا وبابا."

عيون أسير اتسعت وهي بصاله قالت– "عرفت منين؟"

– "منك… ومن بابا. تيته قالت إنه عمي لما جه، بس أنا شفته قبل كده… في صورة مع بابا. كان بيفتحها كتير… وفضلت في بالي."


فلاش باك –

زياد صغير ماسك كورة، داخل المكتب برجليه الصغيرة.بيوقف لما يسمع صوت شهقات أبوه "عاصم"، اللي كان بيكتم دموعه بسرعة عشان ابنه ما يشوفهوش.

زياد – "بابا؟"

عاصم بيرفع راسه بسرعة، يحاول يخبي ضعفه. بيشير لزياد يقرّب.الكورة تقع من إيد زياد وهو واقف باعينه الاهثه،عاصم يمد إيده يلمس وش ابنه كأنه بيتأمله، وبصوت مكسور:

– "بتحبني؟"

زياد يومئ برأسه، عاصم يحضنه بقوة، يشم ريحته زي عادته ودموعه بتنزل غصب عنه.زياد يبعد شوية، عينه تقع على صورة فوق السرير: صورة عاصم ابوه بلبس تخرج مع شاب اخر، ببراءة يشاور:

– "بابا… ده مين؟"

عاصم يتنهد بعمق، يحاول يرسم ابتسامه– "آدم."

زياد يكرر الاسم بفضول– "آدم؟"

عاصم يطبطب على راسه– "أخويا… افتكر اسمه كويس، يا زياد. عشان في يوم… هيكون أهم منّي عندك."

زياد ينظر إليها الصوره مجددا. قال ببرائه -شوفته قبل كدخ

استغرب عاصم قاف– شوفته،فين؟"

– ماما

بيصمت عاصم وسقط دمعته الاخيره واحنى راسه وهن يمسك باينه وقبض على كتفه

باك ---

زياد وهو بيبص لمامته – "سألت بابا وقتها… قال لي آدم أخوه. بس أنا ماكنتش بسأله عشانه هو… أنا كنت بسأله عشانك إنتِ."

أسير تبصله زياد يكمل بعينين غرقانين دموع:

– "شُفت صورة ليكي مع آدم قبل كده… كنتي نايمة لوحدك زي كل يوم، وكنت بسمع صوت بكاكي وادخل انام معاكى لما تنامةد بس مرة نسيتي تخبي الصورة… وقعت من إيدك وانتي نايمة،أنا شوفتها غصب عنى ورجّعتها في إيدك عشان ما تزعليش… لكن ليه إنتِ وهو بتبكوا على بعض؟ ولما بابا مات عرفت ليه

اسير- زياد

– "هو السبب في تعاستنا! هو السبب إنك بعيدة عن بابا…"

أسير – "بس يا زياد… إنت فاهم غلط."

زياد بعناد وحزن– "لأ يماما… دي الحقيقة. أنا عرفت كل حاجة. إنتي مش بتحبي بابا… إنتي بتكرهيه. وبتحبي هو. ولما بابا مات… عايزة تتجوزيه."

أسير تتجمد، عيونها تتملي دموع، وزياد يصرخ فجأة:– "أنا شوفت بابا بيبكي بسببك!"

فلاش –

فى ليل.زياد الصغير متغطى تحت البطانية في سريره. الباب يتفتح، أبوه "عاصم" داخل مترنّح من العلاج الى بياثر على خلاياه ويخليه متخدر زى السكرا.ن. كان دايما اول حد يدخله هو زياد ينام جنبه بدل اسير الى بترفضه وتكرهه كان بيحب قبول عاصم يقرب من السرير، يقع جنبه ويبكي بحرقة.

زياد بخوف وشفقة– "بابا… 

ببربت عليه قال- متزعلش."

عاصم بصوت مخنوق وهو ماسك راسه– "أمك… مش بتحبني. قلبها… مع غيري."

زياد يفضل ساكت، ملامحه الصغيرة بتتجمد على الكلمة.،عاصم يكرر وهو بيكتم بكاه:– "قلبها معاه… مش معايا."

دماغه يسجل كل كلمة…

عاصن-حاولت يا زياد سامحنى خليها تسامحني

 صرخة أبوه بتتحول لحقيقة راسخة في عقله الطفولي.

باك---

زياد بصوت مخنوق وهو يواجه أمه– "كنت بسمع بابا بيزعل عشانك… كنت بشوفه بيبكي، وأنا مش قادر أعمل له حاجة. وكل ده بسبب آدم!"

أسير مش قادرة ترد… الدموع خانتها.ابنها شايل وجع قديم، وهي مش عارفة تبدأ منين تفككه.

زياد – "كنتي مش بتحبيه… كنتي قاسية عليه. لو هو كان شرير… إزاي يحبك للدرجة دي؟!"

صوته بيرتعش- "إنتي اللي كنتي بعيدة عنه يا ماما… ومش بتحبيه! بابا مات زعلان إنك ما بتحبيهوش… إنك بتحبي آدم."

أسير بتنهيدة مخنوقة– "كفاية يا زياد!"

زياد – "مش دي الحقيقة؟! دلوقتي عايزة تتجوزيه وتنسيني… وتنسي بابا وانا!"

أسير – "أنا مكنتش هنساك… ولا هتجوز وأسيبك أبداً كنت هاخدك."

زياد بحدة وهو يتراجع– "مش عايز أعيش معاه! ولو اتجوزتيه… مستحيل أكلمك تاني. ولو ضرّبك… مش هدافع عنك!"

أسير تسكت، زياد يضغط أكتر بصوت باكي:– "ليه هتتجوزي تاني؟ إنتي عيطتي كتير! لو بابا أذاكي… هو هيأذيكي أكتر. لو زعلانة عشان وحيدة… أنا معاكي، أنا هكون كل حاجة ليكي يا ماما!"

أسير بحنان متوسلة– "زياد… افهمني."

زياد – أنا فاهم هو هيزعلك! هيجرحك!"

أسير – "آدم مش هيعمل كده."

زياد يسكت… متفاجئ من ثقتها، الغضب يتحول لدهشة.أسير تقرب منه أكتر، والدموع محبوسة– "شيل كلام أبوك من دماغك… زرع فيك فكرة غلط عني."

زياد بعناد– "إنتي اللي عملتي كده… مش بابا. لأنك دلوقتي عايزة تتجوزيه!"

أسير بحزن وصوت واطي– "أنا مش بعمل حاجة غلط…"

زياد يقطعها– "يبقى سيبيني وامشي… روحي عيشي معاه."

أسير بصوت مكسور– "وانت يا زياد؟"

زياد دموعه– "مش هتهتمي بيا… وهبعد عنك. مش هتشوفيني تاني. وهريحك مني… لو ده اللي إنتي عايزاه."

أسير – "زياد… أنا عمري ما هسيبك."

زياد يقترب منها، عيونه مليانة رجاء– "يبقى سيبيه… أرجوكي يا ماما."

لحظة صمت خانقة.أسير تبصله بدموع متحجرة بيقول زياد

- أنا يماما أو هو، متتجوزيش عشانا

اسير– "مش هتجوزه."

زياد بيحضنها فجأة، يقبض إيديه حواليها بقوة، ودموعه تتوقف… وكأنه كان مرعوب إنها فعلاً تسيبه.أما أسير… فدموعها مش بتنزل، واقفة بعينيها المجمدة على الفراغ… لأنها عارفة إن القرار اللي أخدته دلوقتي أكبر من قلبها.


آدم يدخل البيت، فى ايده ورقة رسمية يحطها على الترابيزة، ويتجه لأوضة أسير.يخبط… مفيش رد. يفتح الباب يلاقي الأوضة فاضية. يستغرب.

بعد لحظات… يسمع صوت باب الشقة بيتفتح.يخرج يشوف أسير داخلة.

آدم – "كنتي فين؟"

أسير بهدوء غريب– "عايزة أتكلم معاك."

آدم – "تمام… في حاجة ولا إيه؟"

عين أسير تقع على الورقة اللي على الترابيزة.آدم يوضح– "مشيت في إجراءات نقل الملكية… البيت جاهز من كل حاجة. مش هيحتاج توضيب."

أسير بصوت مبحوح– "أنا… مش هعرف أجي معاك."

آدم – "تيجي معايا فين؟ روسيا؟"

أسير – "آه."

آدم استغرب من جديتها قال ساخرا– "إزاي يعني؟ بتحبي مصر أوي يا أسير

أسير– "أنا مش هعرف أعيش معاك… حتى في مصر."

آدم يتجمد مكانه– "مش فاهم قصدك إيه؟"

أسير بنبرة واضحة، رغم رجفة في صوتها– "مش هينفع نتجوز، آدم."

آدم ينظر لها بصدمة، عينه تتسع – "بتقولي إيه؟"

أسير تحاول تحافظ على هدوءها– "خلينا نقف لحد هنا… مش هقدر أكون مراتك… تاني."

الكلمة تقع زي الطعنة آدم يقف يحدق فيها وكأن الوقت توقف قال

– "يعني إيه؟… مش فاهم!"

أسير تحاول تثبت صوتها– "يعني… مش هنتجوز يا آدم. أنا آسفة… مش هقدر."

آدم يتتقدم خطوتين، صوته بيرتفع– "يعني إيه مش هتعرفي؟! مش هتعرفي تتجوزيني؟! أنا لسه سايبك الصبح… وانتي بتخططي معايا! إيه اللي حصل؟!"

أسير تكتم غصتها، تنزل عينيها وتقول– "أنا… بسحب قراري. مقدرش أتجوزك."

آدم– "يعني إيه متقدريش؟! حصل إيه يا أسير؟ اتكلمي!"

أسير تحاول تمسك دموعها، تقول بهدوء– "أنا آسفة…"

آدم يقترب منها، يمسك إيدها بقوة – "آسفة على إيه؟! اديني سبب! إيه هو سببك يا أسير؟!"

أسير بصوت واطي– "آدم… أرجوك… متصعبش الموضوع عليا."

آدم ينظر في عينيها بحدة… يقرأ صمتها، ينطق بحسم– "هو السبب… مش كده؟

أسير تنظر له انه عرف عن زياد، آدم – "ردي! بترفضي جوازنا عشانه؟!"

أسير مازالت صامتة. آدم صوته ينفجر لأول مرة

– "اتكلمي يا أسير! اتكلمي… عشان مش هييجي فرصة تانية تتكلمي فيها!"

أسير بألم– "خلاص يا آدم… كفاية."

آدم يثبت مكانه الصدمة تتحول لاستيعاب قاسي.ينظر لها بعينين متهمه– "خلاص… قررتي. رفضتيني أنا… عشانه. فضلتيه علينا."

يسيب إيدها فجأة كأنها نار، ويتراجع خطوة لورا.هي تدمع، وهو واقف قدامها محطم لكن كبرياءه مانعه ينهار.

أسير – "زياد مالوش دعوة… القرار منّي أنا يا آدم، مش منه."

آدم ينظر لها بحدة، صوته يتهز– "لا… هو عايز يفرقنا زي ما أبوه عمل! بيعمل أي حاجة عشان يكمل طريقه… وإنتي بتساعديه."

أسير تحاول تتمالك– "لأ يا آدم… القرار ده منّي أنا."

آدم – "خلاص… قررتي. وجايّة تقوليلي ليه؟! عشان تعرّفيني زي أي قرار بتخديه لوحدك؟"

يشاور عليها بإصبعه– "رجعتي تاني… قرار الغلط. قررتي بدماغك إنتي بس… وأنا؟! أنا اللي هنفّذهولك."

أسير بترتعش إيدها وهي بتقلع الخاتم، تمدّه له:– "خده… آسفة يا آدم."

آدم يبص على الخاتم في إيدها، وبصوته غضب وحزن متشابك:– خليهولك...انا ما باخدش حاجة مستعملة…

أسير تحبس غصتها – "آدم… أنا آسفة… والله

آدم ينظر لها ببرود جارح، عينيه تلمع لكنه ماسك نفسه – "مش عايز أسفك… مش فارق. الأمور اتوضحتلي أكتر."

يتنفس بعمق ويكمل – "إنتي اخترتي… اخترتي عاصم تاني. زي ما عملتي زمان… رجعتي وقررته تاني."

شاورلها وقال- "اختارتيه يا أسير… ورفضتيني أنا. انتي السبب في كل معاناتنا… وبرغم كده حاولت، حاولت أشوفك ضحية. لكن الحقيقة… إنتي المذنب الحقيقي. انتي صاحبة القرار والأمر."

يتنفس بعمق، ثم بصوت قاطع– "بس المرة دي… أنا اللي هديكي قرار نهائي. قرار تحطيه في دماغك كويس: من اللحظة دي… كل حاجة بينّا انتهت."

أسير تنظر له بعينين مرتعشتين، الخوف والحزن ظاهرين فيها.آدم بصوت ميت من جوه– "لو كان في حب… فهو مات. ولو كان في علاقة… فهي اتقطعت. أنا مسافر النهاردة… أول طيارة. والمرّة دي… أوعدك، مفيش مقابلة تانية. مفيش رجوع تاني."

 يرمي الورقة اللي في إيده على الأرض… ويمشي  ويدوس عليها متجاهل بيدفن معاها آخر ذرة وصال بينهم، ويخرج من البيت، خطواته تقيلة لكن حاسمة.تتجمد مكانها، الدموع بتنزل بلا توقف، تحط إيدها على بقها تمنع شهقاتها لكن تفشل.كلمات آدم بتتردد في ودنها، تضرب عقلها زي الطعنات.

الخاتم في إيدها… اللي آدم رفض ياخده منها، بقى شاهد على نهايتهم.

أسير – "خلصت… بإيدي أنا."


عبير واقفة على بُعد، عينها متعلقة بأسير. بتحاول تمشي بسرعة بعكازها… لكن فجأة رجلها تتلوي وتقع على الأرض.ترفع وشها وهي ملهوفة… تشوف ابنها آدم راكب عربيته

-"آدم! استنى 

لكن آدم ما بيبصش ورا… بيشغل العربية ويمشي. الدموع تتجمع في عين عبير وهي شايفاه بيبعد من غير ما يلتفت لها.


مرت ساعات ساعات وأسير قاعدة على السرير بصمت، عينيها ثابتة في الفراغ، كأن قلبها اتكسر ومش قادر يتلحم تاني.يدخل زياد، يبص على أمه بقلق.

زياد – "ماما؟"

أسير ما بتردش.يقرب منها خطوة:زياد:– "مالك يا ماما؟"

أسير (صوت مبحوح، تحاول تمسك نفسها– "سيبني لوحدي يا زياد."

يسكت زياد… لكنه يسمع ارتعاشة صوتها، ويفهم إنها عايزة تبكي. يخرج بهدوء، يسيبها لوحدها.يرن جرس الباب.

أسير ترفع راسها قلبها يخبط بقوة… متخيلة إنه آدم ع تروح على الباب تفتح… بس مش آدم.رجل غريب واقف ببدلة رسمية، ماسك شنطة فخمة.

الرجل – "مساء الخير… حضرتك مدام أسير المسلم؟"

تسكا من الاسم اللي عارفه ان آدم بس ال. بيناظيها بيه زمان وهي مراته

أسير – "أنا."

يمد لها الراجل الشنطة – "اتفضلي… دي من الصاغة. البيه دفع تَمام أول امبارح وطلب تتسلم لحد البيت."

تفتح الشنطة بيد مرتعشة… تلاقي علبة مجوهرات فخمة، نفس اللي كانت شافتها مع آدم في المحل أسير – "مين… مين قالك تجيبها هنا؟"

الرجل– "الطلب واضح يا فندم… قال تتسلم في بيت مدام أسير."

بيستاذن الرامل ويروح على العربيه الى عليها علامه المحل ويركب ويمشي، اسير واقفة وإيدها بتترعش وهي شايلة الشنطة كأنها حِمل تقيل على قلبها.

تمشي خطوات بطيئه… بتدخل اوضتها تحط الشنطة على السرير بحرص مبالغ فيه، كأنها بتحط حاجة أغلى من عمرها كله.تفتحها ببطء… العلبة الفخمة تطلع قدامها.

نفس الشبكة اللي شافتها مع آدم بتفتكره كلامه  "الماس… مش بيليق غير عليكي."

دموع أسير تنزل فورًا. تمد إيدها المرتعشة وتاخد العقد اللي اختارهولها بعناية… تحطه على صدرها كأنها بتجرب إحساسه، كأنه هو اللي بيحطّه بإيده.


صوته يتكرر في ودانها "أوعدك… مش هيكون في لقاء تاني. خلاص… انتهينا."

شهقة قوية تخرج منها.دموعها تسيل بغزارة… وصوته يرجع يتردد جوه عقلها، أقسى من السكين "إنتي حاليًا خطيبتي… ومع أول ثانية تنتهي عدتك وتكوني امرأة حرة… هكون كاتب عليكي… وترجعي مراتي."

تضغط عليه وكأنها بتحاول تسكّت الألم اللي بيوجعها. تنهار على السرير من البكاء وهى مش قادره تستحمل


مرّت ثلاثة أيّام على رحيل آدم، والبيت تحوّل إلى فراغ ثقيل لا يُحتمل. الجدران معتمة كأنها فقدت ضوءها الداخلي، حتى أشعة الشمس كانت تتسلّل بخجل ثم تنكسر قبل أن تلامس الأرض، تاركة الغرف في شبه عتمة خانقة. الأصوات اختفت، لا ضحكة، لا خُطى، فقط صمت متواصل يتخلله بين لحظة وأخرى نشيج مكتوم.

زياد، في عناده الطفولي، فرح. أن امه اختارته هو، وتمسّكت بيه لوحده. لم يعد في حياتها رجل آخر يهدد مكانته، ولم تعد هناك مخاوف أن يبتعد عنها لصالح غيره. أصبحت له فقط. ومع ذلك، محسش راحة. بدا وكأن الفرح الذي انتظره طويلًا جاء مشوّهًا، ناقصًا، لا يكتمل.

كان يسير داخل البيت بخطوات بطيئة، يراقب أمه من بعيد. ملامحها لم تكن تشبه تلك التي عرفها يومًا، وكأن الرحيل سلخ منها روحها وأعادها إلى حالة الهشاشة القديمة. دموعها لا تجف، وعيناها لا ترفعان عن الأرض، وجسدها خاوٍ من كل حيوية.

تسلّل الخوف إلى داخله. ما الجدوى من أن تكون له وحده إذا كانت كل يوم تخسر جزءًا من نفسها؟ لم يجد في قربها الاطمئنان الذي حلم به، بل وجد امرأة تنطفئ ببطء أمامه. فرحته امتزجت بقلق حارق، كأنه نال ما أراد لكنه خسر ما لم يكن يعرف أنه الأهم.


كان زياد بيقف على باب أوضة أمه بالليل، بيسمع صوت بكاها من ساعة ما آدم مشي. البكا رجّع كل جروحها القديمة اللي افتكر إنها اختفت، لكن اتضح إن اللي كان مخبيها هو وجود آدم، ولما سابها رجعت تبان من جديد.

زياد وقف حزين، بس جواه عناد. كان فاكر إنه هو الوحيد اللي يقدر يسعدها، وإن وجوده كفاية، لكن الحقيقة إن آدم لما رجع خلّاها شخص حي، مليان مشاعر زي ما هو كان بيتمنى يشوفها. في يومين بس، ظهرت النسخة اللي كان بيحلم بيها من أمه، وهو من غير ما يقصد طفاها تاني وهو فاكر إنه بيحميها.

ظهر صوت جدته من وراهـ "بُص عليها كويس يا زياد… شوف حجم الحزن اللي رجعته ليها."

بص عليها من فتحة الباب الصغيرة، وشافها مقهورة، ملامحها منكسرة.

كملت عبير كلامها ـ "والدتك يا زياد اتخلّت عن حبها وسعادتها عشانك… حطتك في الأولوية، وأنت في المقابل حطيتها في مقارنة مش عادلة."

سكت زياد قالتله ـ "إنت متعرفش الحقيقة كلها… ولا هقدر أقولك حجم اللي عملته ده إيه بعد ما اتقابلوا أخيراً. بس هقولك على حاجة مهمة، وأنت ذكي كفاية ولاحظتها… بص لأمك كويس، افتكرها كانت إزاي قبل ما آدم يرجع، وبقت إزاي من ساعة ما شافته. لو فاكر إنك قادر تخليها تنسى، فأنت غلطان."

بص زياد لها بعناد مرتبك، رفعت هي إيدها وأشارت ناحية أسير:

ـ "انط  هتعيش طول عمرك شايل ذنب كبير، وهتحملّه ليك… هتشوفها حزينة طول الوقت، وعارف في قرارة نفسك إنك السبب اللي فرّقها عنه."

تمتم زياد ـ  وبابا؟"

هزت ـ "مش يمكن تكون فاهم كلامه غلط…  يمكن يكون زعلان منك علشان أمك كانت حزينة… هو كان بيحبها. إنت عملت غلطة كبيرة يا زياد، زَي ما إنت بتحبها… هي كمان كانت بتحبه. بس إنت اتهمت حبهم إنه جريمة."

سكت زياد، صوته اختفى. عبير مدت إيدها تربّت على كفه وقالت:

ـ "الله يسامحك يا ابني على اللي عملته…"

واستدارت ببطء ومشت، تسيبه لانها مش قادره تدعى عليه لأنه مفيدها بس كان سبب ف ابنها يمشي


في الصباح، كان فؤاد قاعد في السوبر ماركت بتاعه، يتابع الزباين والناس رايحة جاية. فجأة لمح طيف صغير واقف، التفت ولقى زياد قدامه. اتفاجأ وقال لهـ "عايز حاجة يا زياد؟"

زيادـ "لا."

ـ "أمال إيه؟ جدتك وأمك كويسين؟"

زياد بص له بصّة مترددة وقال ـ "عمي ادم…"

بصله فؤاد ابتسم بخفة:ـ "دي أول مرة تقول عليه عمك."

تردّد زياد شوية وقالـ "هو فين…

فؤاد ـ "عايز إيه من آدم يا زياد؟"

رد الولد بسرعه ـ "يرجع."

ـ "يرجع؟!"

ـ "أنا غلطت… ودلوقتي عايزه يرجع البيت. هقوله إني السبب في اللي حصل… أنا اللي ضغطت على ماما."

فؤاد ـ "مش فاهم منك حاجة يا زياد، بس آدم مشي."

زياد قرب منه ـ "خدني عنده."

فؤاد ـ "آخدك عنده فين؟"

زياد ـ "لو زعلان… هعتذرله. ماما ملهاش دعوه."

نظر له فؤاد، شاف في عينيه عناد طفل متكسر، طفل بيكسر كبرياءه علشان يعتذر لآدم اللي عمره ما طاقه. سأله فؤاد بهدوء ـ "إيه اللي غيرك كده يا زياد؟"

سكت زياد افتكر بكاء أمه ليالي طويلة، ووشها المقهور اللي مش قادر يتحمله

ـ "أنا غلطت يا عمو… صح؟"

فؤاد حس بأن ف تقل على الطفل الصغير ده قال ـ "كان نفسي أساعدك يا زياد… بس آدم رجع روسيا، البلد اللي كان فيها."

 زياد لحظة وقال بإصرار ـ "خليه يرجع."

رد فؤاد متعجب ـ "يرجع فين يا زياد؟ أنت عارف ده بياخد وقت."

زياد شد على كلماته ـ "ممكن أكلمه؟… أنت بتتكلم معاه صح؟"

فؤاد سكت، عينيه وقعت على الصغير اللي سايب بيته ومدرسته وقاعد قدامه مستني أمل. تنهد وقال:ـ "حاضر، اقعد… وأنا هحاول أتواصل معاه. لو رد هعرفك، بس آدم على طول بيكون مشغول."

هز زياد راسه موافق وقعد مكانه.نادَى فؤاد على الشاب اللي بيشتغل عنده:ـ "هاتله أي حاجة ياكلها… كيكه مولتن مثلًا."

لكن زياد رفض بسرعة، وكأنه مش جاي غير لهدفه، مر الوقت وفؤاد بيحاول يتصل كل ساعة تقريبًا، يستنى اللحظة اللي يكون فيها آدم فاضي، لكن مفيش رد خالص. لحد ما جه المساء، فؤاد قعد جنب زياد وقال له بهدوء:

ـ "رنيت عليه كتير يا زياد… بس مش بيرد.".

زياد ـ انا بس هقوله الحقيقه ممكن تحاول تانى

فؤاد بصله باستغراب، شايف قد إيه بيشوف الولد ده آدم اكتر من عاصم أبوّه نفسه. وقال له ـ "مش المفروض ترجع البيت عشان مامتك؟"

ـ مقولتش احد

ـ "زمانها قلقانة عليك جدًا."

ـ "عايز أكلمه الأول… عشان أقولها ومتزعلش مني."

سكت فؤاد شوية وبعدين قال ـ "بص يا زياد… هرن على شريف أو على الشركة، وإن شاء الله أخليك تكلمه."

ـ "يلا."

ـ بلاش تتأخر… ارجع البيت، ولما أوصل لآدم هعرفك."

زياد بصله بقلق وقال ـ "وعد؟"

أومأ له فؤاد بتأكيد مشى زياد، وفؤاد فضّل واقف، بيبص وراه وهو ماشي. فجأة سمع رنّة في تليفونه، رد بسرعة ـ "ألو؟ أستاذ شريف؟ أنا فؤاد… صاحب آدم."

ـ "إزيك يا فؤاد؟ في حاجة ولا إيه؟"

ـ "أيوة… كنت عايز أسألك لو تقدر تتواصل مع آدم وتبلغه إني عايزه."

ـ "ما تتصل عليه إنت."

ـ "اتصلت عليه كتير… مش بيرد."

ـ "إزاي؟ ده أنا لسه مكلمه من أربع ساعات! … إنت بتتصل على تليفونه الروسي؟"

ـ "أيوة، مش هو ده؟"

ـ لأ… اتصل على المصري."

فؤاد باستغراب ـ "إزاي؟!"


 زياد كان راجع البيت. من بعيد لمح ناس متجمعة عندهم، وصوت سرينة بيعلي. قرب بسرعة، قلبه بيخبط، بيعدى وسط رجلين الناس العملاقه ويزقهم عينيه وقعت على عربية إسعاف واقفة عند بيته…

دخل زياد بيته بخوف وقلق، لقى ناس غريبة واقفة جوه، بيبصوا له باندهاش ـ "إنت بتعمل إيه هنا؟"

ما ردش عليهم، عينه كلها قلق، وزق الطريق ودخل جوه. فجأة وقف مكانه مصدوم… حاجات متكسّرة، الأرض فوضى، والدم مبقّع الرخام. شاف جدته مطروحة على الأرض، راسها غرقانة د.م

ـ "تيته!"

جرى عليها، بس المسعفين زقّوه بعيد بسرعة، رفعوها بحرص وابتدوا يجهزوها على النقالة. زياد وقف يتنفس بسرعة، قلبه بيرتعش، عينه بتدور في كل اتجاه. دخل أوضة ورا أوضه

… "ماما؟" …

 لكن أسير مش موجودة.وقف يتنفس بقطع، دموعه بتغلبه، وجرى على بره تاني. شاف جدته وهي محطوطة في عربية الإسعاف. قرب منها وهو بيبكي:ـ "تيته! تيته ردي عليا! ماما فين؟ مالك يا تيته؟"

العربية بدأت تتقفل، وهو بيحاول يركض وراها، لحد ما عبير حرّكت صباعها بصعوبة وأشارت عليه. المسعف فهم بسرعة وقال:

ـ "هاتوا الولد."

فتحوا الباب وطلع زياد معاها. قعد جنبها مسكت ايده بقبضتها وكأنها بتحميه من حاجه هو مش عارفها

ـ "تيته… قوليلي، فين ماما؟"

عبير حاولت تفتح عينيها، صوتها خانق وواطي ـ "م.. م..مترجعش… البيت."

سقطت إيدها فجأة زيتد ـ "تيته!!"

المسعف شال الولد بسرعة وحطوه في الكرسي التاني، وبدأ يضغط على صدر عبير عشان يرجعلها النفس…


زياد كان ماشي ورا سرير جدته، خطواته صغيرة مش قادرة تلاحق سرعة المسعفين. قلبه بيتنفض مع كل حركة، لحد ما دخلوا بيها أوضة الطوارئ وقفلوها في وشه. وقف برا، ضايع وسط ممرات المستشفى الكبيرة الواسعة، كل شيء غريب عليه، لا في حد كبير معاه ولا في وش مألوف يطبطب عليه.


قعد على كرسي حديد في الطرقة، حضن نفسه، عينه متسعة من الخوف. منظر البيت المدمر ما فارقش خياله، وغياب أمه بيحرقه جوه. دمعة نزلت غصب عنه، لكن بسرعة مسحها بكفه الصغير، رافض يبين إنه ضعيف أو بكاء.


خرج الدكتور بعد شوية، وشه جاد وصوته حازم وهو بيكلم الممرضات:

ـ "الضربة على الرأس كانت قوية… هنخليها تحت الملاحظة هنا، ومش هنسمح بخروجها غير بعد ما يتم التحقيق."

مشى الدكتور، وفضل زياد في مكانه، مش قادر يتحرك ولا يعرف يعمل إيه. عايز يرجع البيت يدور على أمه، يشوفها بخير ولا… بس الكلمة الأخيرة اللي قالتها جدته "مترجعش البيت" لسه بتزن في دماغه وتحبسه مكانه.


وصل ضابط، بدأ يسأل الدكتور ويكتب ملاحظاته. بصوت جاد قال:

ـ "الإسعاف وصلت إزاي؟ مين بلغ؟"


رد الدكتور وهو بيوريه التقرير ـ "جارهم من الشارع قال إنه سمع صوت صريخ وضرب. لما خرج، شاف عربية سودا ماشية بسرعة، والباب الرئيسي مفتوح. دخل لقى الست مصابة فاتصل بينا فورًا."


زياد كان سامع كل كلمة، قاعد على الكرسي، عينيه بتلمع بخوف… لأول مرة حس إن الدنيا بقت أكبر منه بكتير، وإنه لوحده تمامًا.

سأل الضابط الدكتور وهو بيكتب ملاحظاته ـ "كان في حد معاها؟"

رد الدكتور بهدوء ـ "لا… البيت كله كان فاضي. لكن من شدة الضربة، تِبَيّن إنه اعتداء متعمد."

ـ "والتكسير اللي جوه البيت واضح… ده هجوم كامل. وخصوصًا مع اختفاء الزوجة، ومحدش عارف هي فين."

ـ "واضح إن في حرامية… بس لسه مش أكيد."

سكت الضابط، وبص من بعيد لزياد اللي قاعد متحجر على الكرسي، صغير في حضن المستشفى الكبير. الدكتور قال بسرعة ـ "الولد معرفش حاجة… هو دخل اتصدم لما شاف جدته واختفاء أمه الى مش بيبكل يسأل عنها

الضابط تمت ـ "يمكن ده كويس، على الأقل ماكانش في البيت ساعتها واتاذى المهم اول ما العيانة تفوق لازم تبلغني، محتاج نعرف منها إيه اللي حصل ومراته راحت فين."

ـ "حاضر يا فندم." رد الدكتور، والضابط بدأ يمشي.

لكن قبل ما يبعد، حس بيد صغيرة ماسكة طرف هدومه. بص لتحت، لقى زياد، عينيه حمرا وصوته مبحوح ـ "ممكن تقوللي… ماما فين؟"

وقف الضابط لحظة مش عارفه يقول اى فقالـ "لسه بنحقق… وهانلاقيها إن شاء الله."

زياد رفع نظره ليه بسرعة ـ "يعني إيه

الراجل ماقدرش يجاوب، اكتفى إنه يربت على كتف الولد ويقول:ـ "إحنا بندور عليها، ماتقلقش... قولى.،مفيش حد معاك هنا؟ باباك فين؟"

رد الدكتور ـ "الجيران قالوا إنه متوفي من حوالي 3 أسابيع."

الضابط عض شفته وهو شايف الولد بيحاول يمسك نفسه… شفايفه احمرت من كبح البكاء، وعينيه بتلمع بالدمع لكنه رافض يسيبها تنزل. مشى الضابط، ومشى الدكتور وراه. وفضل زياد لوحده، محشور وسط ممر طويل في مستشفى ضخمة، أصوات الأجهزة والنداءات حوالينه، لكن جواه صمت خانق. طفل صغير يتيم لأول مره يحس باليتم.. لا أم ولا أب، وجدته بين الحياة والموت… والدنيا كلها فجأة بقت واسعة عليه أكتر من اللازم.


كان زياد قاعد على الكرسي الخشب البارد قدام باب أوضة جدته، جسمه متجمد كالصنم، عينه سايحة في الأرض وقلبه مليان خوف. الساعات بتمر ببطء قاتل، والوجوه بتيجي وتروح: ممرض يرمقه بنظرة شفقة، طبيب يمر في هدوء، حتى عمال النظافة يلقوا عليه السلامة ويمشوا. الليل خلص، وبدايات الفجر طلعت عليه تقيلة، كأنها حمّلت صدره أكتر.

سامح صوت خطوات بس مش زي الباقيين، مكملش مشي واقف قدامه كأنه جايله هو،. زياد رفع وشه ببطء… واتجمد لما لقله ادم

واقف قدامه، ينظر اليه وقالـ "إيه اللي حصل يا زياد؟"

زياد اتلجلج، دموعه لمعت وهو بيقول ـ "معرفش… والله معرفش."

آدم قرب أكتر، صوته عالي من القلق ـ "فين أسير؟ ليه مش معاك؟"

زياد حاول يرد، بس الكلمات تخنق في حلقه. دمعة نزلت غصب عنه وهو يقول ـ "أنا… أنا مكنتش في البيت…"

ماعرفش يوضح، ولا يوصل الصورة. بس آدم عينيه كانت مشدودة ليه بقوة، كأنه بيحاول يفهم من بين الدموع.،وفجأة جه صوت من وراهم:

ـ "كان معايا… وده كويس، الله أعلم كان ممكن يحصل له إيه."

زياد التفت… لقى فؤاد الى جاي مع ادم، قال زياد لادم

ـ "انت هنا إزاي؟"

فؤاد ـ "آدم مرجعش روسيا يا زياد."

فؤاد كمل بتوضيح ـ "بعد ما مشيت أنا كلمت شريف، زي ما وعدتك. وقال لي إنه آدم ما سافرش."

فلاش 


فؤاد ماسك موبايله، بيرن على الرقم المصري بتاع آدم، زى ما شريف قاله ـ "آدم؟ انت فين؟"

آدم ـ "فيه إيه يا فؤاد؟"

ـ "انت ما سافرتش؟"

ـ "لا… معرفتش. قول بسرعة، الطيارة كمان ساعة."

ـ "استنى، هجيلك أنا وزياد الفندق. صح؟"

آدم باستغراب:ـ "زياد؟!"

ـ "أيوة… بيدور عليك. لازم تكلمه بنفسك. بيقولك ما تسافرش."

باك


آدم واقف دلوقتي قدام زياد، عينه متعلقة بالصغير،  زياد بيقولهـ "معرفتش تسافر ليه؟"

آدم رد وهو متنهد ـ "كان في مشاكل في السفر… معرفش سببها. يمكن ربنا اخرنى عشان اللحظة دي."

زياد بصوته المرتعش:ـ "هتسافر تاني؟"

فؤاد تدخل:ـ "هو كان حاجز تاني فعلاً… بس الطيارة طلعت من ساعتين من غيره. لحّقته قبل ما يركب. ولما عرفت اللي حصل ليكم… خدت عنوان المستشفى وجينا."

زياد بص لآدم بخوف ـ "حققوا معاك؟"

آدم هز راسه ـ "لأ."

زياد شد أنفاسه وقال بهمس: ـ "م..ماما…"

آدم ثبت نظره عليه قال زياد ـ "الظابط قال… إن ماما مش موجودة."

سكت ادم لحظة، وبص ناحية أوضة عبير والهم مالي وشه. الأفكار اتزاحمت في دماغه: مين المجرمين اللي اتجرأوا يدخلوا بيتها؟ لو كانوا عايزين فلوس كانوا أخدوها من غير ما يأذوا امه… طب فين أسير؟ هل ممكن حصل لها حاجة أسوأ؟

زياد قرب منه خطوة، عينه بتترجى ـ عمى

كان ده اول مره ينطقها لآدم وكأنه حس إن معاه حد فهو لا يزال طفل طفل يتيم لا سند له قاله بضعف٠ ممكن ترجعلي ماما؟"

آدم لأول مرة يشوف الطفل مكسور كده قدامه بيطلب منه طلب وهو إلى عمره ما كلمه او رد عليه

زياد كمل، صوته متهدج ـ "أنا… أنا زعلتها مني. أنا آسف. هي كانت بتعيط بسببي كتير. أنا كنت عايز أصالحها… وكنت عايز أكلمك ترجع. بس… ماما مش موجودة."

آدم وقف ساكت، كلماته متحبسة في صدره وهو بيسمع اعتراف صغير مؤلم.

زياد رفع راسه ليه ـ ماما عملت كده عشان متزعلنيش… بس هي… هي مكنتش عايزة تزعلَك إنت كمان."

صمت ادم لكن حط ايده على كتفه قال- هترجع، والدتك هترجعلك

بصله زياد بيمشي آدم  لجقه فؤاد قال ـ "رايح فين؟"

آدم رد بحزم ـ  خليك مع زياد وانا لازم  ادور عليها."

ـ "البوليس ملقاش أي طرف ليها يا آدم."

آدم رفع عينه ـ "يبقى أنا هلاقيه. مش هقدر أقعد وأسيب أسير غايبة ومش عارف عنها حاجة. هتصرف… ولو تحت الأرض هلاقيعل يا فؤاد."

سكت فؤاد وهو ينظر إليها فكيف توقف من آدم ان يقف مكتوم الايدى كيف نسي من تمون أسير له، آدم لا حياه له بدون أسير


كان آدم في عربيته، سايق بأقصى سرعة، صوته بيتقطع من التوتر بيرن تليفونه اخيرا وكأنه كان مستنى المكالمه دى قال زليد

ـ "أيوه يا آدم."

آدم بسرعة ـ "عرفت توصل لحاجة يا وليد؟"

ـ "القسم متشدد أوي، مش سايبين معلومة تطلع."

ـ "عارف. أنا اللي موصي على كده. بس دلوقتي… عايز أعرف، خدوه على أنهي قسم؟"

وليد سكت ثواني قبل ما يقول ـ "هبعتلك العنوان."


معدتش ساعه وآدم كان واقف قدام القسم. ترجل من عربيته بسرعة، ووليد قابله عند الباب ـ " بقالك غيبه يوم اما نتقابل ننقابل هنا

آدم ما بصش له حتى ـ "فين الزفت ده؟"

وليد رفع حاجبه ـ "استنى… افهمني الأول، عايزه ليه؟"

ـ "أسير غايبة."

وليد ـ "أسير؟!!"

آدم ـ "أهلي اتهاجموا في البيت… ودي مش أول مرة. الراجل ده قبل كده حاول يدوسهم بالعربية. واللي حصل النهارده مش بعيد يكون وراه."

وليد اتصدم بيبصله ادم قالت- فين

شاورله وليد جوه دخلو سوا للمر الحبس وكأن مجهزين زيارة ادم لميتهم وحاكبنه ف الاوضه، بيقف عسكرى لما يشوف وليد وآدم بيقوله وليد

-اتفضل يا ادم

دخل آدم الغرفة بعد ما وليد أشار له، والباب اتقفل وراه.النقيب كان قاعد جوه، عينيه مليانة غيظ أول ما شافه

قال ببرود ممزوج بالغضب:ـ "عايز إيه؟"

آدم سحب كرسي وقعد قدامه من غير ما يرمش، وقال بابتسامة باردة:

ـ "قعدة القفص وحشة… صح؟"

النقيب شد على أسنانه وقال بحدة ـ "انت جاي تهزر؟ وحياتك لو خرجت من هنا مهحلك!"

آدم رد فورًا وصوته غليظ ـ "ده لو خرجت أصلاً.

-اااااخرس، لأني معنديش وقت أضيّعه. أنا جاي أسألك سؤال… وترد."

النقيب مال بكرسيه وقال بسخرية:ـ "أسئلة إيه؟ فاكر إني هينفعك بحاجة؟"

آدم ـ "اليوم اللي حاولت تدوسهم فيه… مين اللي بعتك؟"

النقيب جمد مكانه، وبعدين اتدارى وابتسم ابتسامة باردة ـ "مقولتلك؟ مخدتش بالي… كنت شارب."

آدم ضرب كفّه على الترابيزة فجأة، الصوت رجّ الحيطان، وقال:ـ "هسألك تاني… وبحذرك تكذب. مين اللي قالك تعمل كده؟ أنا عارف إن في حد وراك."

النقيب  ببرود مستفز:ـ "إنت ليه متأكد كده؟"

آدم رد بسرعة قال ـ "لأن أسير مش موجودة… وأمي اتهجم عليها في بيتها. والبيت شكله إعلان أن حد دَخله متعمد."

النقيب اتكأ على الكرسي وقال ـ "يمكن شوية حرامية بيلعبوا، ولا إيه؟"

ساعتها آدم قام فجأة، سحب كرسيه بعنف لحد ما صوته دوّى في الغرفة، ومد إيده وضغط على كتف النقيب بقوة كأنه هيكسره

ـ "اقسم بالله… لو ما اتكلمتش دلوقتي… هضمنلك تاخد مؤبد، وتشوف الوشوش اللي بتخاف منها كل يوم لآخر عمرك."

 ضغط على كتفه أكتر ـ "انطـق!"

النقيب خاف ودقدرش يخبى ـ "ليه فاكر إن في حد باعتني؟"

آدم صرخ في وشه ـ "لأن يومها قصدت تخبطهم هما… وسايب الناس كلها. وامبارح… نفس اللي كانت معرضة تموت… اختفت. وانت أول حد جه في دماغي."

النقيب بلع ريقه وقال بهدوء مصطنع ـ "ولو قولتلك إنك صح… وساعدتك باللي أعرفه… أنا هستفاد إيه؟"

آدم ـ "هخرجك من هنا."

النقيب بسرعة ـ "وهرجع شغلي؟"

ـ "انسى! زبالة زيك عمره ما يرجع مكانه تاني. احمد ربنا إني هخرجك أصلاً… لأني دلوقتي في حالة ممكن تخليني أعمل أي حاجة عشان أوصل لها. غير كده… كنت نفذت وعدي وخليتك تحب السجن لآخر يوم في عمرك."

النقيب نظر لآدم بتركيز… وبعدين قال جملة غريبة ـ "انت… أخو عاصم… صح؟"

آدم حاجبه ارتفع وقال ـ "إيه علاقة الكلام ده باللي بقوله؟"

النقيب ـ "سمعت اسمك من هنا. عمتًا… أنا أعرف أخوك. كان في شغل بيني وبينه."

ـ "وضح أكتر."

النقيب ابتسم ابتسامة جانبية وقال ـ "البنت دي… مش هي المقصودة. هي مجرد وسيلة."

آدم قبض إيده وقال ـ "وسيلة لإيه؟"

النقيب:ـ "لفلوسها. الورث… اللي خدته من عاصم بعد ما مات. هو كان مخلّيها وكيلته في كل حاجة."

آدم شد الكرسي أكتر على الأرض لحد ما صوته خبط، وقال بعصبية:ـ "وانت عايز إيه من فلوسها؟"

النقيب رفع حاجبه، هز راسه وقال ـ مش أنا… دول ناس كبيرة، إنت مش قدّهم."

آدم ضرب الطاولة بقبضته ـ "اتكلم! ناس مين؟"

النقيب ـ انت حر.. هو رئيس البرلمان… وراجل تقيل في الهندسة السكانيه. كانوا شُركا فى شغل....

بث لادم وقال بتوضيح - مصالح مع عاصم. هو كان معروف بذكاءه، بيخلص الشغل وما بيجيبش وراه قلة. بس يوم ما قرر يقطع عنهم المية والنور… ويبعد… هددوه."

آدم ـ يبعد

-اه قطع اعماله من شكله تاب

سكت ادم قليلا قال- كمل هددوه بإيه؟"

النقيب: ـ يدّيهم فلوسهم اللي دفعوها… أو يكمل معاهم. أخوك رفض. الفلوس اللي خدها كانت حقه، شغل خلصه وبدماغه. لكن المشاريع الجديدة… هو ما كانش عايز يدخل فيها ولا يلطّخ إيده... بصراحه بصراحه معاه حق لأنهم كانو عايزين ياخده كل فلوسه حتى فلوس شغله الحقيقه بمعنى صح يخلوه على الجنت

آدم  ـ "كمل."

النقيب وقال ـ "طبعًا… هما ما سكتوش. كانوا هيخسروه، فـ أخوك عمل أكبر غلطة… هددهم. قال لهم: أي حد يقربله… هيفضحهم كلهم ويجرّسهم. عنده أوراق… وأدلة. قال إنه هيهدم الكل معاه."

آدم ساكت وسامه، النقيب واصل:

ـ "ومن هنا… بدؤوا يلعبوا شغل تعابين. يا يرجع يشتغل معاهم، يا ينسى فلوسه ويتقي شرهم. كانوا بصرفوا ببذخ عشان يربطوه بيهم على طول. أنا… حاولت أفهّمه يمشي الأمور ودي. كنت عايز حقي أنا كمان. لكن… أخوك؟ قلبه جامد. مأمن نفسه… وما كانش همه حد."


فلاش –

 بار فخم مظلم، أنوار خافتة ودخان سيجار مالي الجو.رجلين قاعدين على الكراسي الجلد، كل واحد حاطط رجل فوق رجل وكؤوسهم منورة على الترابيزة. النقيب قاعد معاهم، عامل نفسه جزء من مجلسهم.

النقيب بابتسامة:ـ "بلغته بكل حاجة."

 عاصم، واقف مستقيم، خطواته واثقة رغم الشد في ملامحه. جلس قدامهم.

ـ "إنتوا عايزين فلوسي."

الرجل الأول ابتسم بسخرية ـ "لا يا عاصم… فلوسنا. وادي الورقة عندك."

ورمى ملف قدامه.  قال راجل- امضى يبابا

عاصم مسك الورقة… أوراق ملكية مختومة. الرجل الثاني، قال ببطء:ـ"أمضي… واخرج من دايرتنا. لو عايز تبدأ على نضيف."

عاصم رفع عينه ـ "أمضا؟ … مش همضي."

وحط القلم بقوة على الطاولة. ـ "أنا مش عايز عداوة معاكم، لكن الفلوس دي ليا و لعيلتي."

ضحك الرجل الأول ضحكة ثقيلة، دخان السيجار طالع من فمه:ـ "فلوسك الحرام… هتعمل بيها إيه لما تموت؟! إنت نفسك عارف المرض هيخلص عليك. سيبها… وسيب وجع الدماغ."

عاصم عينه لمعت بالغضب، قام واقف وقال:ـ "لا… وأنت الى طالع من جامع، بس أنا قولتلكم قبل كده… شغلي وفضيته. مش هرجعله. وأتمنى نقف لحد هنا."

أخذ جاكتته ولف عشان يمشي.لكن قبل ما يوصل للباب…الرجل الثاني قالها ببرود قاتل

ـ "أخبار ابنك إيه يا عاصم؟"

توقف عاصم ونظر إليه نظرة واحدة من عينه قالت كل حاجة… هو فهم الرسالة. تهديد صريح من غير كلمة زيادة.

باك


بيرجع النقيب بعد حكايته ويقول لآدم ـ "ولما مات عاصم اتبقت فلوسه اللي هما عايزينها، ودول لما بيحطوا حاجة في دماغهم بياخدوها، وخصوصًا إن أخوك عداهم وحط راسه براسهم… وهما حطوه هو وعيلته ف دماغهم، فأكيد اللي حصل لعيلتكم من وراهم."

ادم بص له وقال:ـ "ماقولتش لسه… اشمعنا أسير؟ ليه ماخدوش زياد… ابنه معاها؟"

النقيب هز راسه ـ "هيعملوا إيه بيه؟ هما عارفين الفلوس مكتوبة باسمها هي."

آدم رد بسرعة: ـ "غلط… الفلوس لزياد! وعاصم خلى الملكية لأسير لأنه صغير، والمحامي عرّفني بكده لما رجعت."

النقيب ـ "وهو هيكتب فلوسه لعيل ده ليه؟"

آدم  ـ "العيل ده يبقى ابنه! لِيه أسير بس اللي خدُوها… وسابوا ابنه وريته الحقيقى

النقيب ـ بس هو مش وريثه

رفع عينه ليه وقال- لأنه مش ابنه أصلًا."

لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



بداية الروايه من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات








تعليقات

التنقل السريع
    close