رواية تفريق الأحبة الحلقه السابعه بقلم الكاتبه بسمله فتحي حصريه وجديده
قصر فاروق / الصالة – بعد خروج الشرطة بفاروق
(الصالة مليانة توتر. أحمد واقف مذهول، حمزة واقف مرتبك. الأحفاد والأمهات في وضع دفاعي).
فهد (بحدة): لو لسه معاه… إبقوا أعداءنا.
إياد (يمسك إيد ريما): المرة دي مش هنسمح لحد يكسرنا.
أحمد (بصوت مكسور): أعداءكم؟! أنا طول عمري كنت عايش في ظله… بيحرّكني زي ما هو عايز. حتى المسدس… رفعته بإشارته.
حمزة (بدموع): وأنا… أنا كنت فاكر إني بحميه. بس هو عمره حبنا. عمره فكر إننا ولاده بجد؟! كنا مجرد أدوات.
(الأحفاد والأمهات يتبادلوا نظرات صامتة. لحظة تقيلة).
ريما (بدموع): العيلة دي اتغرقت دم كتير… كفاية بقى.
إياد (ينظر لهم بجدية): لسه قدامكم فرصة… يا تكونوا معانا، يا تفضلوا عبيد ليه.
![]() |
(أحمد يتنفس بعمق، يحدف السلاح بعيد عنه).
أحمد (بصوت قوي): خلاص… كفاية. من النهاردة أنا مش تابع لحد… أنا معاكم.
(الكل يتفاجئ. حمزة يبص له، يتردد لحظة ثم يهز راسه).
حمزة (بصوت واطي لكنه حاسم): وأنا كمان… أنا مش عايز أكمل لعبة الدم دي.
(فاطمة تنهار دموع وتمسك إيد أحمد. علياء تبص لحمزة بحنان. فهد يمد إيده لأحمد وحمزة، إياد يقف جنبه. اللحظة مؤثرة جدًا).
فهد (بابتسامة رغم الدموع): أهلاً بيكم… في العيلة بجد.
(أحمد وحمزة يصافحوا الأحفاد، وسيلين وريما يبتسموا بخفة، كأن لأول مرة الصف كامل متحد).
---
– بيت مصطفى – في نفس الليلة
(مصطفى، علي، والأمهات قاعدين مع الأولاد. الجو أهدأ من قبل، لكن فيه حذر).
علياء (بصوت واطي): عمرنا ما تخيلنا إن أحمد وحمزة هييجوا في صفنا.
فاطمة (بحزن): يمكن عشان فاروق استنفد قلوبنا كلنا.
مصطفى (بحزم): الأهم إننا أخيرًا بقينا صف واحد. ده اللي هيكسر فاروق فعلًا.
نوره (بتنهيدة): بس متطمنوش… الراجل ده مش هيستسلم.
(الكل يسكت لحظة، وعيونهم مليانة قلق).
---
– الفيلا / غرفة سيلين – بعد منتصف الليل
(سيلين قاعدة تكتب في دفترها، ريما تدخل بهدوء وتجلس جنبها).
ريما: كنتِ شجاعة النهارده.
سيلين (بابتسامة باكية): وإنتِ كنتِ أقوى مننا كلنا.
ريما (بصوت حالم): عارفه؟ أول مرة أحس إننا عيلة بجد… مش قطع متفرقة.
سيلين: يمكن دي البداية اللي كنا بندور عليها.
(يصمتوا لحظة… ريما تحط راسها على كتف سيلين، والاتنين عينيهم تدمع بس بابتسامة أمل).
---
– زنزانة فاروق – اليوم التالي
(فاروق قاعد على السرير، عينه في الفراغ. يمسك ورقة صغيرة فيها أسماء ولاده وأحفاده. يبص على اسم أحمد وحمزة ويحط عليهم علامة X بالحمرا).
فاروق (يضحك ضحكة مجنونة): حتى ولادي خانوني… بس لسه عندي أوراقي.
(يبص على اسم "هشام" ويشد تحته خط سميك).
فاروق (بصوت شيطاني): اللعب الحقيقي… هيبتدي بيه.
---
– الفيلا / الحديقة – الصبح الجديد
(الأحفاد قاعدين حوالين الترابيزة، معاهم أحمد وحمزة لأول مرة في نفس الصف. الأمهات واقفين وراهم، ومصطفى وعلي موجودين. هشام واقف قدامهم).
هشام (ينظر للجميع): فاروق في السجن… بس الحرب لسه ما خلصتش.
فهد: إحنا معاك.
إياد: ولأول مرة… كلنا صف واحد.
أحمد (بحزم): حتى لو دفعنا التمن… مش هنرجع تاني تحت جناحه.
حمزة (بصوت قوي): كفاية دم.
(الكل يبص لبعض… لحظة وحدة قوية جدًا. سيلين تبص لدفترها وتكتب آخر جملة):
سيلين (تقرأ بصوت واطي): "يمكن نهايته كانت البداية لينا… ويمكن اللي جاي أصعب. بس النهارده… إحنا مش لوحدنا".
كانت العيله المتجمعة في صف واحد، لأول مرة متحدين ضد فاروق.
الشمس طالعة والجو هادي. لأول مرة نشوف كل العيلة قاعدة حوالين ترابيزة كبيرة. فهد وسيلين جنب بعض، وإياد وريما جنب بعض. أحمد وحمزة قاعدين قريب منهم. الأمهات: فاطمة، نورة، علياء، وأنغام واقفين بيجهزوا الفطار).
فاطمة (بابتسامة): من زمان ما شفتناش كده… كلنا قاعدين سوا من غير ما نخاف من كلمة أو نظرة.
نورة (بدموع): كأننا رجعنا عيلة بجد.
علياء: اللي فات خلاص… خلونا نفكر في اللي جاي.
أنغام (بصوت حنون): أهم حاجة نحافظ على ولادنا.
(فهد يمد إيده ويمسك إيد سيلين قدام الكل. إياد يعمل نفس الحركة مع ريما. الكل يتفاجئ، بس محدش يعترض).
إياد (بحزم): إحنا خلاص اخترنا… ومش هنسيب حد يفرقنا تاني.
فهد: ولا حتى جدي.
(لحظة صمت فيها ارتياح، الكل بيهز راسه بالموافقة).
—
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – الليل
(فاروق قاعد في الزنزانة، عينه مليانة غضب. يدخل عليه سجين قديم – شكله غامض).
السجين: وصلتني رسالتك. الناس برّه جاهزين.
فاروق (بابتسامة خبيثة): أولادي افتكروا إنهم انتصروا… بس اللعبة لسه ما ابتدتش.
السجين: إيه المطلوب؟
فاروق: عايز كل واحد فيهم يحس إن العيلة اللي جمعوها… هتتفكك تاني. بس المرة دي… على إيدي أنا حتى وأنا محبوس.
(فاروق يضحك ضحكة مجنونة).
—
– الفيلا / غرفة المعيشة – بالليل
(الأحفاد قاعدين بيتكلموا. ريما بتحط راسها على كتف إياد. سيلين بتضحك على حاجة قالها فهد. أحمد وحمزة قاعدين معاهم، بس باين عليهم شوية قلق).
حمزة (بصوت هادي): تفتكروا… جدي هيستسلم؟
فهد (بحزم): لا. بس المرة دي… إحنا اللي جاهزين.
سجن القاهرة / زنزانة فاروق – فجر
(فاروق واقف قدام الشباك الصغير، بيكلم السجين الغامض من غير ما يبص له).
فاروق: أول خطوة… خليهم يحسوا إن الأمان اللي لاقوه، كان وهم.
السجين: عايز أبدأ بمين؟
فاروق (بصوت بارد): اضرب الأضعف… علشان الكل يتوجع.
(السجين يومّي برأسه ويخرج).
—
– الفيلا / الحديقة – صباح
(الأحفاد مجتمعين بيفطروا. الجو مليان ضحك لأول مرة. ريما قاعدة بتحكي حاجة، وسيلين بتضحك جامد. فجأة تليفون فهد يرن. بيرد، ووشه بيتغير فجأة).
فهد (بتوتر): إيه؟… مستحيل!
سيلين (بقلق): في إيه يا فهد؟
فهد (بصوت مكسور): الشركة… الشركة اتعرضت لهجوم. في ملفات مهمة اتسرقت.
(الكل بيقف مذهول. أحمد يبص لفهد بقلق).
أحمد: ده شغل جدي… مفيش حد غيره يعرف الطرق دي.
—
– مكتب فهد / نفس اليوم
(فهد وإياد قاعدين قدام الكمبيوتر مع محامي الشركة. الورق متبعتر).
المحامي: الموضوع مش بسيط… اللي دخل على النظام كان عارف كل حاجة. الحسابات، العقود… كل حاجة اتسحبت.
إياد (بعصبية): يعني كل تعبنا راح؟
فهد (بغضب): لا… دي أول ضربة بس. جدي بيعلن الحرب.
—
– الفيلا / غرفة ريما – بالليل
(ريما قاعدة لوحدها، ماسكة صورة قديمة فيها هي وفهد وإياد وهما صغيرين. سيلين تدخل عليها).
سيلين (بحنان): إنتِ كويسة؟
ريما (بدموع): تعبت يا سيلين… كل ما نفرح شوية، لازم جدي يهد الدنيا علينا.
سيلين (تمسك إيدها): المرة دي مش هنسيبه. إحنا مع بعض… وهو مهما حاول، مش هيكسرنا تاني.
—
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – الليل
(فاروق قاعد بيضحك وهو بيسمع أخبار الهجوم من السجين الغامض).
فاروق: ولسه… دي مجرد البداية. عايزهم يعرفوا إن قوتهم دي لعبة في إيديا.
سجن القاهرة / زنزانة فاروق – صباح
(فاروق قاعد بيكتب على ورق صغير، يسلمه للسجين الغامض).
فاروق (بهدوء خطير): المرة دي مش ورق… المرة دي دم.
—
– الفيلا / الصالة – صباح
(الأحفاد قاعدين مع بعض، في جو من التوتر بعد اللي حصل في الشركة. فجأة الجرس يرن. أحمد يفتح الباب يلاقي ظرف أسود).
أحمد (بصوت عالي): في جواب على اسمنا.
(يفتح الظرف، يلاقي صورة فيها ريما وهي خارجة من الكلية، متصورة من بعيد).
ريما (ترتعش): ده معناه إيه؟!
إياد (ينفجر غضب): معناه إن جدي بيراقبنا حتى من جوه السجن.
—
– مكتب هشام – نفس اليوم
(الأحفاد مجتمعين عند هشام).
هشام (بجدية): لازم تفهموا… فاروق مش بيلعب. المرة دي مستعد يعمل أي حاجة.
فهد: حتى يقتل؟
هشام (يسكت لحظة): حتى يقتل.
—
– الجامعة / بعد الظهر
(ريما خارجة من محاضرة، ماسكة كتبها. فجأة تلاحظ عربية سودا بتمشي وراها ببطء. قلبها يدق بسرعة. ترجع الورى تلاقي واحد ماشي وراها بيحاول يقرب).
(قبل ما يوصلها، فجأة عربية فهد توقف بسرعة، وينزل هو وإياد).
فهد (يصرخ): ريمااا!
(الراجل يهرب بسرعة، فهد يجري وراه بس العربية السودا تختفي).
ريما (بتنهار في حضن سيلين اللي لحقتهم): هو مش هيسيبني في حالي أبداً…
—
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – الليل
(السجين الغامض راجع يحكي لفاروق اللي حصل).
السجين: كانوا هيخطفوها فعلاً… بس ولادك لحقوها.
فاروق (بابتسامة شيطانية): مش مشكلة… المرة الجاية مش هيلحقوا.
—
– الفيلا / غرفة فهد – بالليل
(فهد واقف لوحده قدام المرايا، غضبان).
فهد (يهمس لنفسه): مش هسمحلك يا جدي… لو آخر يوم في عمري، مش هسمحلك تؤذيها.
العيلة كلها قاعدة حوالين ترابيزة كبيرة في الحديقة. الجو فيه هدوء لأول مرة، ريما قاعدة جنب إياد، سيلين جنب فهد، حمزة وأحمد وأولادهم قاعدين. بيضحكوا ويحاولوا ينسوا الرعب اللي مرّوا بيه).
فاطمة: عارفين… يمكن دي أول مرة نحس إننا عيلة بجد.
نوره (مبتسمة): حتى لو متأخر… المهم إننا اتجمعنا.
(فجأة صوت طلقات رصاص يقطع الجو. الكل يترعب، الأطفال يصرخوا. الرصاص بيخترق الزجاج ويدخل في الحديقة).
فهد: كله يستخبى!
(الكل بينبطح على الأرض. الطلقات مستمرة، مصدرها عربية سودا واقفة برا الفيلا).
—
– الفيلا / وسط الفوضى
(فجأة نسمع صوت صرخة قوية).
اياد (بيصرخ): أباااااااااااااااااااااه!
علي (يجري ناحيته): مصطفى
(الطلقات لسه شغالة. حمزة يحاول يغطي أولاده بجسمه. فهد وإياد بيجروا بسرعة عشان يسحبوا العيلة للداخل).
—
– الفيلا / الصالة – دقائق بعد الهجوم
(الكل في حالة صدمة. مصطفى راكع جنب جسد أبوه، بيبكي وبيهزّه).
مصطفى (بانهيار): قوم يا بابا… قوم بالله عليك! متسيبنيش!
(الكل باكي، نوره مراته بتصرخ وبتغمى عليها. فهد ماسك دموعه بالعافية).
فهد (بغضب): خلص الموضوع… ده ما بقاش صراع عيلة، ده بقى حرب دم.
—
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – نفس الوقت
(السجين الغامض بيرجع يبلغ فاروق).
السجين: العملية نجحت… واحد من ولادك مات.
فاروق (ببرود وهو يبص للسقف): واحد مقابل الإمبراطورية… صفقة عادلة.
—
– الفيلا / جنازة مصطفى – اليوم التالي
(الجنازة مؤثرة جدًا. مصطفى ماشي ووشه غرقان دموع، ماسك إيد أمه. العيلة كلها لابسة أسود. فهد وإياد شايلين النعش مع حمزة وعلي. كلهم محطمين).
(بعد الدفن، فهد يقف قدام القبر، عينه مليانة نيران غضب).
فهد (يهمس): وعد… دمك مش هيضيع يا عمي… هنتحاسب يا جدي. هنتحاسب.
وش اياد اللي اتحول للحزن والغضب في نفس الوقت).
اياد قاعد لوحده، عينه حمراء من البكا، ماسك صورة قديمة لأبوه "أحمد" وهو ضاحك شايله وهو صغير).
اياد (بصوت مكسور): سامحني يا بابا… أنا ماقدرتش أحميك… بس أوعدك… دَمّك مش هيضيع.
(يسيب الصورة، ويفتح درج المكتب. يطلع مسدس قديم كان مخبيه. إيده بترتعش، بس في عينه إصرار جديد).
—
– الفيلا / الصالة – نفس الوقت
(العيلة متجمعة. فهد واقف يتكلم بحدة).
فهد: لازم نواجه جدي. لازم نخلص من رجاله قبل ما يخلصوا علينا واحد ورا التاني.
إياد: أنا معاك… بس مش بالعشوائية. لازم خطة.
(يدخل اياد فجأة، وشه متغير).
اياد: كفاية كلام… أنا عارف مين اللي ضرب علينا نار.
الجميع (مصدوم): إيه؟!
اياد: رجالة "سالم الحديدي"… إيده اليمين لجدي. شُفت عربيته بنفسي ليلة الحادثة.
حمزة (بغضب): الحقير!
فهد: بس يا اياد … ده خطر، ماينفعش تروح لوحدك.
اياد (بصوت ثابت): أنا مش لوحدي… أنا معاكم.
—
– مخزن مهجور / أطراف القاهرة – فجر
(لقطة مشبعة بالتوتر. عربية مصطفى واقفة برّه. هو، فهد، وإياد نازلين بحذر. معاهم أسلحة خفيفة. الجو صامت غير صوت الكلاب من بعيد).
(جوه المخزن، سالم الحديدي قاعد مع رجاله، بيدخن سيجارة).
سالم: فاروق باشا قال اللي يرفع راسه من ولاده… يتقطع من جذوره.
(فجأة باب المخزن يتفتح بعنف. مصطفى يدخل ومعاه فهد وإياد. اشتباك عنيف يبدأ – ضرب، طلقات رصاص، صراخ).
—
– المخزن / وسط المعركة
اياد بيواجه سالم وجه لوجه. سالم بيرفع سلاحه، لكن اياد يسبقه ويضربه طلقة في الكتف).
سالم (يصرخ): آآااه!
اياد (وهو بيقرب): دي أول طلقة لدم أبوي… والباقي جاي.
(فهد وإياد يسيطروا على باقي الرجالة، يربطوهم. الجو كله مليان أنفاس تقيلة بعد المعركة).
—
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – صباح
(السجين الغامض يدخل بسرعة يبلغ فاروق).
السجين: سالم وقع… ورجالته اتقبض عليهم.
(فاروق يضحك ضحكة غامضة).
فاروق: كنت مستني اللحظة دي… دلوقتي اللعب هيبدأ بجد.
—
– الفيلا / الحديقة – صباح تاني يوم
علي واقف مع فهد وإياد، وشه متغير… بقى راجل مش الولد اللي كان قبل كام يوم)
علي أنا مش هقف وراكم وبس… أنا في الصف الأول معاكم. جدي لازم يعرف… إن دمنا مش رخيص.
صباح تاني يوم
(علي واقف قدام فهد وإياد، صوته مليان غضب لكنه ثابت. باين عليه إنه اتحول من مجرد أب بيتفرج على ولاده لراجل مقاتل).
علي: أنا مش هقف وراكم وبس… أنا في الصف الأول معاكم. جدي لازم يعرف… إن دمنا مش رخيص.
فهد (يبص له باحترام، صوته فيه حنان): وجودك معانا أكبر قوة يا بابا.
إياد (بحزم): وإحنا محتاجينك دلوقتي أكتر من أي وقت.
(أحمد وحمزة يدخلوا، باين عليهم الإصرار).
أحمد: فاكرين زمان لما كنا نمشي ورا كلامه؟ خلاص… انتهى.
حمزة (بحزم): النهارده البداية بجد.
(الأمهات واقفين بعيد، بعيون مليانة خوف ودعاء. فاطمة – مرات علي – تبص على فهد، وعينيها بتقول "خلي بالك من أبوك").
---
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – الليل
(فاروق ماسك ورقة الأنساب تاني، يبص على اسم "علي" ويحط عليه دايرة).
فاروق (ببرود): الكبير… لما يقع الكبير، الصف كله يتهز.
العيلة كلها قاعدة حوالين ترابيزة خشب كبيرة. الشموع منوّرة، الجو هادي بس العيون كلها شايلة هم. فهد وإياد قاعدين جنب بعض، وعلي – أبو فهد – واقف واقفة قائد قدامهم).
علي (بصوت قوي): مصطفى مات… ودمه في رقبتنا. من النهاردة، أنا مش هقف أتفرج… أنا في الصف الأول معاكم.
فهد (بإصرار): وجودك معانا هو اللي هيخلينا ننتصر يا بابا.
إياد (يبص له بإعجاب): إنت السند اللي كنا محتاجينه.
(الأمهات واقفين وراهم. فاطمة عينيها بتدمع وهي تبص لجزها علي، كأنها خايفة يكون الدور عليه).
---
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – في نفس الوقت
(فاروق قاعد على السرير، ماسك ورقة الأنساب اللي كان كاتب عليها أسماء العيلة. يحدق في اسم "علي" ويعمل دايرة سميكة حوالينه).
فاروق (ببرود شيطاني): الكبير… لما الكبير يقع، الصف كله يتهز.
(السجين الغامض يدخل).
السجين: "جمال النمر" مستني أوامرك.
فاروق (بابتسامة خبيثة): قوله… الضربة الجاية على "علي".
---
– القاهرة / مخزن مظلم – فجر
(جمال النمر قاعد وسط رجاله. شكله قاسي، ندبة كبيرة في وشه، وصوته رخيم وبارد).
جمال: فاروق باشا اختار الهدف… "علي".
(رجاله يتبادلوا نظرات سريعة).
رجل 1: ده كبيرهم.
جمال (بهدوء): عشان كده لازم يقع. الكبار لما يطيحوا… الصغيرين يترموا في الأرض لوحدهم.
---
– الفيلا / غرفة فهد – صباح
(فهد قاعد مع أبوه علي. الاتنين لوحدهم، لحظة أبوية نادرة).
فهد (بابتسامة حزينة): عمري ما حسيت إني محتاجك قد دلوقتي.
علي (يحط إيده على كتف ابنه): وأنا عمري ما حسيت إني عايز أحارب علشانك قد النهاردة.
(يسود صمت قصير، فهد يبص لأبوه وكأنه خايف من حاجة).
فهد: أوعدني… إنك مش هتسيبني زي ما عمي مصطفى ساب ابنه.
علي (بصوت حاسم): أوعدك… طول ما فيا نفس.
---
– القاهرة / طريق سريع – مساء
(عربية علي راجعة من الشركة. الطريق هادي، فجأة عربية سودا تدخل من الجنب وتقفل عليه. يظهر رجالة جمال النمر. يبدأ المطاردة).
(لقطات سريعة: علي بيحاول يسيطر على العربية، الرصاص يضرب في الزجاج، الكاوتش يتخرم، العربية تتقلب على جنب الطريق).
---
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – في نفس اللحظة
(فاروق واقف قدام الشباك الصغير، يضحك ضحكة مجنونة).
فاروق: وداعًا يا علي… دلوقتي العيلة هتعرف يعني إيه تفريق الأحبة بجد.
– الطريق السريع / بعد الحادث – ليل
(عربية علي مقلوبة على جنب. الدخان طالع منها. صوت أنين خافت. فجأة باب العربية يتفتح بالعافية، رجالة جمال النمر يسحبوا علي وهو فاقد وعي).
رجل 1: هنخلص عليه هنا؟
جمال النمر (بهدوء قاتل): لأ… فاروق باشا قال "عايزه حيّ".
(يبص لعلي وهو واقع على الأرض): الكبير لما يتحبس في قفص… الصغار ينهاروا من غير رصاصة.
(الرجالة يشيلوه في عربية سودا ويمشوا).
---
– الفيلا / غرفة المعيشة – نفس الوقت
(فهد واقف بيتكلم في التليفون. إياد وريما وسيلين قاعدين قلقانين. فجأة فهد يسيب الموبايل من إيده ووشه يتغير).
سيلين (بقلق): في إيه يا فهد؟
فهد (بصوت مبحوح): بابا… العربية بتاعته اتقلبت.
إياد (ينط واقف): إيه؟! فين هو؟
فهد (عينيه تتملي دموع غضب): اختفى… مش لاقيينه في العربية.
(الكل يتصدم. الأمهات يدخلوا، فاطمة تنهار وتصرخ).
فاطمة: لأ… لأااا! مش هو كمان!
---
– سجن القاهرة / زنزانة فاروق – بعد نص ساعة
(السجين الغامض يدخل وهو مبتسم).
السجين: المهمة نجحت. "علي" عند جمال النمر.
فاروق (يضحك ضحكة شيطانية): دلوقتي بقيت العيلة عندها جرح مفتوح… وجرحهم ده أنا اللي هضغط عليه لحد ما ينزفوا آخر نفس.
---
– مخزن سري / أطراف القاهرة – فجر
(علي مربوط في كرسي حديد، ووشه مليان كدمات. جمال النمر قاعد قصاده، بيدخن سيجارة).
جمال: يا علي… إنت الكبير، والكبر ليه تمن. فاروق باشا قاللي جملة واحدة: "خليه يتفرج وهو شايف عيلته بتتفكك، وهو عاجز".
(يقرب منه ويمسكه من شعره): وده اللي هيحصل بالظبط.
---
– الفيلا / الحديقة – صباح
(العيلة كلها مجتمعة حوالين الترابيزة. التوتر مالي المكان. فهد واقف ووشه مليان نيران غضب).
فهد: خلاص… ده إعلان حرب. جدي خطف أبويا… يبقى مفيش رجوع.
إياد (بحزم): لازم نرجعه بأي تمن.
أحمد (ينفعل): بس جمال النمر مش سهل. الراجل ده أشد من سالم.
حمزة: ومعاه رجالة كتير.
فهد (يبص لهم بعزم): يبقى المرة دي… ندخل كلنا.
---
– مكتب هشام – في نفس اليوم
(هشام واقف قدام السبورة بيشرح خطة، والأحفاد حواليه).
هشام: جمال النمر ليه مخزن سري في أطراف القاهرة. المعلومات اللي عندي بتقول إنه بيستخدمه في كل عملياته.
إياد: يبقى أكيد بابا هناك.
فهد (بصوت غاضب): أنا هروح أجيبه… حيّ أو ميّت.
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق