سكريبت شهد وعمران حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
سكريبت شهد وعمران حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
_يعني أنتم جايبينني من سَفر 8 ساعات علشان تقولوا لي أتجوز غصب عني؟
_يا "عمران" لازم تتجوزها صدقني.
_ليه يا ماما؟ أتجوز بنت عندها 16 سنة؟ أنتِ للدرجة دي مضحية ببنت أختك وهي في السن دا؟ دا أنتِ كنتِ أكبر المعارضين للجواز بدري.
ساعتها بصت له، وكانت منكسرة، حس ببصة القهر في عينيها وهي بتقول:
_أنت مش فاهم!!
كان غضبان، ازاي يتجوز بنت صغيرة كان بيعتبرها أخته وكان بيلاعبها وهي صغيرة على حجره؟ دا لو كان متجوز كان خلف قدها؟
_طب ما تفهميني؟؟
اتنهدت وهي بتبص له بهدوء وبعدين قالت له يقعد جنبها، قعد وهو رجله بتتحرك بغضب كل شوية، والأدرينالين اترفع في جسمه وحاسس إنه عاوز يضرب أي حاجة..
بس اللي أمه قالته مكنش يتخيله عقل.. قالت:
_البنت..
اترقب باقي كلامها بس لاقاها نزلت راسها بطريقة غريبة وهي محرجة فقال لها:
_مالها "شهد"؟؟
_أخوك "عامر" اغتـ.ـصبها وهرب..
كانت مترقبة ردة فعله في حين إنه مش عارف يقول ايه، حط راسه بين ايديه بصدمة وهو مش مستوعب هي قالت ايه دلوقتي؟
أخوه الصغير الـ18 سنة يعمل كدا؟
وكل دا يحصل من وراه وأمه مكنتش عاوزة تحكي له حتى؟؟
فضل ساكت لمدة لحد ما والدته حطت ايدها على كتفه وبتقول:
_ها؟ موافق دلوقتي؟ البنت من ساعتها وهي في حالة صدمة.. بقى لها شهر يا عيني على الحال دا.
"شهد" الصغيرة؟ "شهد" أخته؟ يحصل فيها كدا؟ وبسبب مين؟ أخوه؟
ايه الهبل اللي بيحصل دا؟
قام فجأة وهو بيصرخ بدون وعي:
_ازاي دا يحصل وأنتم كنتم فين؟ والحيوان هرب فين؟..
فضل يقول كلام كله غضب وأغلبه تساؤل عن "عامر" راح فين، بقى حاسس إنه تايه وهو بيفكر.. يا ترى "شهد" حالها ايه؟
وافق والدته في كل اللي بتقوله..
_أنت بس هتتجوزها شهرين تلاتة والبنت تتستر بدل الفضيحة اللي حصلت دي، محدش يعرف غيري أنا وخالتك وأنت..
_لازم أروح لها.
قال الكلمة دي وبالفعل خرج جري على بيت خالته، خبط بسرعة لقاها فتحت له بدهشة:
_"عمران"؟ أنت جيت امتى؟
_مش وقته، هي "شهد" فين؟
نظراتها اتقلبت لحزن وخزي وهي بتقول:
_أنت عرفت؟ عموما هي جوة في أوضتها، استنى أخليها تلبس حاجة على راسها.
استنى دقيقتين عقبال ما خرجت تاني ووافقته يدخل، سابت الباب مفتوح وبعدت عنهم شوية.. أخد صدمته اللي خلته غضبان أكتر من الأول..
"شهد" قاعدة وبتبص قدامها بعينين مبيرمشوش، عقلها سرحان والطرحة على شعرها مش سوية، كانت متبهدلة.. على الحال دا بقى لها شهر؟؟؟
_"شهد".. عاملة ايه؟ فاكراني؟
آخر مرة شافها كانت من خمس سنين أيام ما كانت طفلة 11 سنة، مرفعتش عينها حتى في عينه وفضلت باصة قدامها.. مفيش كلمة طلعت من بقها.
فجأة بصت عليه بصة مختلسة وأول ما لقته باصص عليها بعدت وشها وهي بتبص في الأرض بخزي، كانت مكسوفة وغضبانة.. غضبانة من عيلته ومن أخوه ومن أي حاجة متعلقة بيهم.
تفهم اللي هي فيه، بس قال لها جملة واحدة عمرها ما هتنساها:
_هجيب لك حقك حتى ولو كان أخويا.
سابها ومشي، وهي كانت بتبص في أثره بصمت، محركتش ساكن ولا قالت حرف، خرج هو لخالته كانت والدته وصلت برة وكانوا مع بعض فقال لهم بكل حزم:
_هكتب عليها يوم التلات الجاي وهنسافر الأربعاء، عرفوا كل العيلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوم التلات..
"عمران" كان عدى على بيت خالته وهو ماسك حاجة في ايديه بابتسامة، افتكر كلام الدكتور اللي قال له:
_"حاول على قد ما تقدر تخرجها من اللي هي فيه، هات لها حاجة حلوة مثلا، خرجها معاك بعد كتب الكتاب لمكان بتحبه وتقدر تجذب انتباهها بيه، لازم تخرجها من صدمتها علشان لو مطلعتش من الدوامة هتضيع".
وأهو جاب لها في ايديه حاجة مجهولة ومش عارف هتفرحها ولا لا.. بس يرجو إنها تنبسط، خالته فتحت له بابتسامة:
_عامل ايه يا حبيبي؟
_الحمد لله يا خالتو، هي"شهد" جوة؟
اتنهدت وهي بترد عليه بيأس:
_وهي هتروح فين يعني؟ ملهاش مكان غير دا.. البنت انطفت.
قلبه وجعه لما سمع الكلمتين دول وحلف ليسعدها بكل ما يملك، معرفش يدخل فقال لها بسرعة:
_طب اديها الحاجات دي، النهاردة عقد القران، وطمنيني عليها هتابعك بالموبايل.
خالته ابتسمت له وهي بتقول:
_ربنا يخليك يا ابني ويرزقك على وقفتك معانا، الرجولة دي مش في أي حد.
باس راسها وهو بيقول:
_أنا عيوني ليكم صدقيني، أنتِ أمي التانية.
سابها وهو رايح يهندم نفسه ويجيب المأذون والشهود، اللي كانوا عبارة عن أخوه التاني اللي كان مسافر بس ميعرفش حاجة ولسة جاي ليلة امبارح، افتكر لما استغرب على موضوع الجوازة الغريبة دي بس هم محكوش حاجة في الآخر و"عمران" سكته بما إنه أخوه الكبير.
عدى الوقت وخلاص راحوا على بيت خالته تاني والكل كان جاهز صاحبه وأخوه الشهود، والمأذون قاعد علشان هيكتب ورقتيين العرفي بما إنهاقاصر مينفعش تتجوز رسمي.
مامته وخالته دخلوا علشان يشوفوا "شهد" بعد ما سابوها تلبس فستانها براحتها، بس اللي حصل قلب البيت كله.. مامته خرجت فجأة وهي بتقول بخوف:
_"عمران" الحق "شهد".. مش راضية تخرج من الحمام وقافلة على نفسها.
شهد وعمران
البارت التاني
_"عمران" الحق "شهد".. مش راضية تخرج من الحمام وقافلة على نفسها.
انتفض ودخل يجري على جوة لا تكون عملت في نفسها حاجة!
دخل باب الحمام كان مقفول فضل يخبط بقلق:
_"شهد".. لو سامعاني طمنيني عليكِ طيب.. "شهد"؟؟
مفيش أي كلمة أو أي رد، مكنش عنده حل غير إنه يخبط الحمام بكل قوته واتفتح معاه بعد محاولتين، دخل لقاها بالفستان واقفة وشها في المراية، بس أول ما دخل عليها اتخضت وهي بترجع لورا بخوف لحد ما لزقت في الحيطة.
منظر الخضة والرعب اللي في عينيها خلاه يفكر مليون مرة قبل ما ياخد خطوته التانية، دخل بكل هدوء وهو بيقول بحنية:
_تعالي متخافيش، عاوز أقول لك حاجة.
_بس.. أنا خايفة.
عبرت عن خوفها لما لقته هادي، أما هو فما صدق! دي وأخيرا اتكلمت وطلعت جملة مفيدة؟
حاول يطمنها بكل حنان بدون ما يلمسها لإنها لسة متجوزلوش، قال لها وهو بيمد ايده علشان تيجي وراه:
_متخافيش، أنا هنا معاكِ.
يمكن كلامه طمنها شوية، الكلمتين اللي قالهم هدوها وبقت شايفاه كحد ممكن يُستند عليه، طلعت وراه وكانت متوترة وخايفة ومش عارفة تتصرف، عينيها بتروح في كل الأماكن إلا مكانه.
راعاها، دي لسة طفلة تقريبا ومش فاهمة حاجة.. والصدمة كانت كبيرة عليها وتخليها تخاف من أي حد.. لما خرجت وراه فضلت بعيدة عنه بمسافة، فهو اللي قرب شوية لحد ما بقى على بعد شبرين بس منها، قال لها:
_أنا وعدتك إني هلاقيه.. هاخد حقك وأرده من تاني، وهحاول أعوضك بكل الطرق.. ايه ممكن يرضيكِ وأنا أنفذه فورا؟
سمع صوتها الواطي الهادي وهي بتقول بتوتر:
_ابعد.. ابعد عني شوية.
بقى عندها حساسية من القرب واللمس بشكل عام، بقت بتخاف حد يكون جنبها.. وبتخاف أمانها ميكونش جنبها علشان يحميها.. بقت شايفة الكل وحوش نفسهم يدمروها..
حزن على حالها ولبى طلبها، بعدين حاول يقنعها بموضوع كتب الكتاب وقال:
_احنا دلوقتي هنكتب الكتاب، مش هنعمل فرح وهتسافري معايا على طول، ماشي يا "شهد"؟
سألها بيحاول يستبين هي مركزة معاه ولا لسة أفكارها مشتتة، هي قالت له بخوف:
_بس أنا مش عاوزة أتجوز، أنا عاوزة بابا.
بابا؟ باباها اللي ميت بقى له خمس سنين تقريبا؟ عرف إنها افتقدت الأمان بعد ما باباها توفاه الله، ومهما كان مامتها مهتمة بيها فمش زي اهتمام الغايب لما مشي وسابها.. كان بيدلعها ويلاعبها.. بس الله يرحمه.
_الله يرحمه، أنا أخوكِ الكبير، اعتبريني باباكِ لو حابة.. بس بلاش القلق اللي شايفه على وشك دا.. أنا مش وحش والله.
قال الكلام دا وهو زعلان عليها وعلى ظروفها اللي خلتها تشوفه بالطريقة دي وخايفة كأنه هياكلها في أي وقت.
لقاها بتقول وهي بتبص له بسرعة:
_أنا مقولتش إنك وحش.
كأنها بتحاول تبرأ، ابتسم لما لقاها بتكمل كلامها وهي باصة للأرض بهدوء وبتقول بصوت واطي بالعافية لما سمعه:
_أنت مش وحش.
_طب يلا بقى نطلع؟ عارفة لما نسافر بكرة؟ هيبقى ليكِ عندي مفاجأة كبيرة أوي.
جذب انتباهها رغم إنها مشتتة، كان الجمود هو اللي على وشها في اللحظة دي وكأنها مش حاسة بحاجة، بس لما طلع هي طلعت وراه، سمعت زغروطة مامتها وخالتها وفرحتهم المصطنعة اللي بيخبوا تحتها حزنهم عليها وعلى شبابها اللي هيضيع في جوازة مش هتكمل.
كتبوا ورقتين العرفي ووقعوا عليهم خلاص، بقت متجوزاه خلاص.. بقى جوزها وهي بقت مراته، مامتها حضنتها وهي بدون شعور حطت ايدها بتحضنها كإنها بتلتمس الأمان الغايب ومش عارفة.
بعدت عنها بعدين مامت "عمران" قالت له بابتسامة:
_يلا يا عريس، خد عروستك فسحها خلينا نشوفها بتضحك بقى.
ابتسم لهم وهو لأول مرة من ساعة ما جه يمسك ايد "شهد" اللي رجعت لورا بسرعة لدرجة إنها كسرت الفازة اللي وراها على الترابيزة، اتخضت وهي بتبص حواليها كإنها عملت مصيبة بس هو هداها وقال بيماشيها:
_خلاص.. اهدي مفيش حاجة، تعالي مش هلمسك.
قال الجملة دي فهي من كتر التعب النفسي اللي حساه كانت هتعيط، مشيت معاه وهي بتكتم دموعها علشان ميشوفوهاش، الدنيا كانت ليل وهو أخدها بفستانها الأبيض الهادي في عربيته المتوسطة السوداء.
ركبت معاه وهي بتقول له بخوف:
_ممكن أركب ورا؟
بص لها بحنية وهو بيقول:
_يرضيكِ الناس تشوف عروسة بعيدة عن عريسها؟
_بس أنا مش مراتك بجد!!
_صدقيني نفسي أنفذ كل كلمة أنتِ عاوزاها، بس تعالي جنبي مش هتخسري حاجة..الكرسيين بعاد عن بعض أصلا.
كان بيحاول يجاريها ويقنعها تقعد جنبه وهي وافقت وقعدت برغم التوتر والمشاعر المختلطة اللي جواها.. حقد.. خوف.. قلة أمان.. حنية غريبة؟؟
_هو احنا لازم نخرج؟
مكنتش عاوزة تطلع برة معاه لوحدها، وهو فهمها.. وقالها لها صريحة وهو بيبص قدامه وهو سايق العربية:
_عارف إنك خايفة مني، بس صدقيني أنا مش هأذيكِ، أنتِ أختي الصغيرة يا "شهد".
بيحاول يطمنها فهي هزت راسها وبصت من الشباك سرحانة، ساكتة طول الطريق، لاحظ هو دموعها اللي نازلة على خدها وهي سرحانة فعرف إنها بتفكر في الموضوع إياه.
وصل لأرض فاضية، كان نصها فيه شجر كبير، والنص التاني في زراعة خضرة الندى شكله عليها يبهر في الليل دا، الجو كان برد ولما هي خرجت بصت حواليها باستغراب وخوف من المنظر:
_احنا فين؟
ابتسم لها بسمة هادية مطمئنة وهو بيقول:
_دي يا ستي أرض أسرتنا، ورثي وورث إخواتي من أبويا الله يرحمه، بقى لي كتير سايبها في ايد عمي ومجيتهاش.. تيجي نلف فيها شوية؟
هزت راسها بالنفي وهي بتضم نفسها:
_لا، أنا خايفة.
كلمة قالتها بس زلزلته أكتر من اللي فات، الله لا يسامح أخوه الشيطان، هو السبب في كل دا.. ليه يعمل كدا في بنت بريئة زي دي؟ عيّل منحط.. والله لو حازه لهيدخله السجن وقتها.
_هاتي بس ايدك، وتعالي معايا نشغل الأنوار.. ولا عاوزة تفضلي هنا جنب العربية؟
المكان كان واسع فهي خافت ومسكت ايده فورا، لو هتقارن بين خوفها من المكان وخوفها منه فخوفها من الأرض في الليل دا يفوز.. على قد ما المنظر جميل تحت ضي القمر بس مخيف.. هي.. لوحدها.. مع واحد مفروض إنه جوزها.
مشيت معاه لحد ما وصلوا لأوضة في نص الأرض وهو فتح أنوارها وبقت منورة الشوية اللي حوالينها لأربعة متر قدام كدا.. المنظر كان شكله جميل، والأنوار كانت دافية وبتحسس بالأمان.
فرش سجادة قدام الأوضة وقعد، القمر كان مكتمل فبقى بتمام البدر، والسما كان فيها بعض السحاب البسيط الظاهر بحكم إنهم في الشتاء..
قعد وهي قعدت جنبه، قال لها:
_تشربي معايا شاي؟ ولا بتحبي النسكافيه؟
كانت خجلانة وقالت وهي بتفرك في صوابعها بتوتر أو قلق مكتوم:
_ممكن شاي بلبن؟
ابتسم لها وشاور على عيونه فهي لأولل مرة ابتسمت له ابتسامة خفيفة رد فعل عليه، وهو فرح إنها ابتدت تخرج من قوقعتها.. حاول طول الأسبوع اللي فات يبعت لها حاجات بتحبها أو تقدر تستخدمها وتشغلها عن دوامة التفكير المفرط اللي دخلت فيها نفسها.
جاب الشاي وقعد وهو بيقول بهدوء فيه لمسة هزار:
_وآدي يا ستي الشاي بلبن لأجل عيونك، قولي لي شكرا بقى.
ابتسامتها وسعت بخفة وهي بتقول بهدوء:
_تسلم ايدك.
ـلادا احنا اتطورنا أوي، يا ترى قلبك فرحان بالقعدة دي ولا بتمثلي عليّ بضحكتك دي؟
ضحكت ضحكة خفيفة بس عملت صدى صوت لإن المكان حواليهم فاضي فهي اتخضت وهي بتبص حواليها، وهو في اللحظة دي ضحك:
_بقيتِ بتخافي من خيالك، فين "شهد" اللي كانت ما بتصدق تخضني كل ما تلاقيني لوحدي أو سرحان؟ فاكرة يا شقية؟
المرة دي ضحكت بجد من قلبها وهو باصص لها بضحكة على ضحكها إنه عرف يطلعها من توترها شوية، قالت له بكل حنين للذكريات وحزن طغى عليها وهي بتفكر:
_ياريتني فضلت صغيرة على طول.
_على فكرة أنتِ لسة طفلة أصلا، لو عاوزة تركبي عجَل محدش هيقول لك حاجة.
رفعت حاجبها وهي بتبص له باستغراب شوية من كلامه، بس مع ذلك افتكرت حبها الشديد للعَجل وهي صغيرة وكان عندها واحدة صغيرة لونها بينك وفيها فيونكة أخدتها من راس عروستها وحطتها في العَجلة مخصوص.
ضحكت وهي بتفتكر الذكريات، سندت على المخدة اللي كانت بدورها على الحيطة فحست براحة وهي بتبص للسما على القمر من غير ما تتكلم، والتاني مستسلمش وهو بيعمل زيها وبيبتسم:
_شبهك أوي.
بصت له بعدم فهم لما جذب انتباهها لكلامه فكمل وهو بيقول:
_القمر.
ابتسمت في الخفا وهي بتبص لبعيد، كانت مفكراه ملاحظش بسمتها بس سنانها الباينة فضحتها خاصة وهي بتحاول تداريها بايديها بعفوية.
_بكرة هنسافر، مامتك هتجهز الشنطة الليلة دي علشان أرجع على القاهرة وأنتِ معايا المرة دي.. أخيرا حد هيونسني في غربتي.
اتوترت فجأة وهي بتقول كإنها بتتأكد:
_أنا.. مش عاوزة أسيبهم.. لازم نسافر؟ مش ممكن تسيبني هنا؟
_مفيش عريس بيسيب عروسته في أول أيام جوازهم، لازم تكوني معايا.. وبعدين شكلك مش حابة تيجي معايا.. للدرجة دي خايفة مني؟
_لا طبعا أنا مش بخاف منك بالعكس..
لما قالت كلامها بسرعة واندفعت وهي بتبص له، حست بالإحراج فرجعت مكانها وهي بتقول بهدوء:
_بقيت بحسك زي أخويا الكبير.
وهو الكلمة مضايقتوش خالص رغم إنه جوزها، بيعتبرها أخته وحتة منه، وبيعتبر نفسه مدين ليها باعتذار عن اللي أخوه عمله وكإنه دين في رقبته ولازم يرجعه.. بقت مسؤولة منه خلاص.
لما قعدوا أكتر من ساعة لقاها نامت وراسها مسنودة على الحيطة بطريقة مؤلمة ليها وراسها ممكن تتضرر، فراح مال شوية وخلى راسها على كتفه في حين إن هو سند على المخدة وبقت النومة مريحة ليهم الاتنين.
بس هو منامش، فضل يفكر في اللي هيعمله معاها الأيام الجاية، ازاي يسعدها؟ وازاي يلاقي أخوه علشان يقتص منه ليها؟
بعد شوية لما لقاها بتتقلب والوضعية مبقتش مريحة أخدها.. شالها وهو ماشي بيها لحد العربية.. حس بايديها اللي اتلفت على رقبته بعفوية فابتسم وهو بيبص لوشها عن قرب، كانت عاملة زي القطط لما بتتمسك بصاحبها.. بريئة ومحتاجة اللي يراعيها.
دخلها العربية وبعد كدا رجع علشان يطفي الأنوار ويرجع كل حاجة لمكانها، رجع بيها بيت خالتها واللي كان عبارة عن دورين، كانت مامته لسة عند خالته وقالت له:
_احنا هنبات النهاردة عند خالتك، وأنا جببتك كل حاجتك اللي هتسافر بيها هنا اتطمن.
قد ايه ممتنّ لرأي مامته واللي عملته، على الأقل هيكون مطمن أكتر على "شهد" اللي دخلها أوضتها في الدور اللي فوق، وهم ناموا في الدور التحتاني.
طلع البلكونة في عز الفجر وهو بيبص على أوضتها اللي فوق.. ابتسم وهو بيفتكر شكلها في العربية وهو ماشي كانت هتقع لولا إنه خلاها تنام على رجله طول الطريق، ورغم إن الموضوع مكنش مريح ليها بس هي مكنتش حاسة أصلا.. كانت نايمة وخلاص.
طلعت منه ضحكة بدون وعي وهو بيربّع دراعاته وبيفكر في اللي جاي، إن شاء الله يقدر يعوضها.. مامته جت من وراه وهي بتحط ايدها على كتفه فلف بسرعة.. سألته بهدوء:
_متتخضش، تعالى قل لي بقى خدتها على فين.
كان بيحكي لأمه كل حاجة من عادته، حكى لها إنهم راحوا الأوض بس مجبش تفاصيل كتير فهي قالت له بدهشة:
_وجبت مفتاح الأوضة منين دا عمك ميعرفش إنك هنا أصلا.
_ما هو أنا رحت له وقلت إني هاخد منه المفتاح في مصلحة، كتر خيره دا كله وهو مهتم بالأرض في غيابنا..
التانية دعت له وهي بتبتسم لـ"عمران" وقالت:
_يعني "شهد" فكّت شوية؟ دي كانت ساكتة خالص.
ضحك وهو بيقول:
_أهو ربنا نطّقها على ايدي الحمد لله.
أمه طبطبت على كتفه وبتقول بحنان:
_يا رب يا ابني تكون عوض ليها عن اللي حصل لها، دا مش هيّن برضه علشان تتخطاه بسرعة.. خلّ بالك منها لإنها مش هيكون ليها حد غيرك.
كلام مامته خلاه يعيد التفكير تاني في طريقة معاملته لـ"شهد".. حاسس إنها بسكوتة هشة لازم يتعامل معاها بكل رقة.. ضحك على تفكيره.. بسكوتة!!
شهد وعمران
البارت الثالث
_يا رب يا ابني تكون عوض ليها عن اللي حصل لها، دا مش هيّن برضه علشان تتخطاه بسرعة.. خلّ بالك منها لإنها مش هيكون ليها حد غيرك.
كلام مامته خلاه يعيد التفكير تاني في طريقة معاملته لـ"شهد".. حاسس إنها بسكوتة هشة لازم يتعامل معاها بكل رقة.. ضحك على تفكيره.. بسكوتة!!
ــــــــــــــــــــــــــــ
صحي الصبح علشان يفطروا مع بعض قبل الصبح، اتجمعوا على السفرة كلهم وهو كان طول الوقت يختلس النظر ليها علشان يطمن عليها، لقاها أغلب الوقت مش مركزة ولسة مشتتة، عينيها اترفعت له فجأة فبص لها بترقب.. لقاها بعدت عينيها بسرعة عنه.. مش عارف دا توتر ولا كسوف.. ولا خوف؟
_هتوحشوني أوي يا ولاد، خلوا بالكم من بعض.
قالت الجملة دي مامت "عمران" وهم أخيرا بيودعوهم بعد أحضان زعل على فراقهم، بس خلاص.. لازم يسيبوا القرية علشان يرجع القاهرة لشغله، ويبعد عن بنت خالته كلام الناس.. بنت خالته؟؟ قصده مراته؟
أخدها وهو بيطلع الشنط وهي وراه كانت هتشيل معاه بس هو قال لها بهدوء وبابتسامة:
_روحي أنتِ على العربية استنيني، أنا هجيبهم وجاي.
_طب أساعدك!..
كان كلامها متردد ونبرتها هادية ولطيفة فبسمته اتسعت وقال:
_كل المساعدة في إنك تبقي كويسة ومتتعبيش أبدا.
بعدت عيونها عنه بتردد وهي بتلف ومشيت للعربية، لقى خالته جت عليه وبتوصيع على "شهد".. وبتقول له أغلب الحاجات اللي هي بتحبها أو مبتحبهاش.. وكونها البنت الوحيدة فكانت دلوعة زمانها ومتعرفش حاجة في الطبخ.. متعرفش غير التنضيف كحد أقصى.
وهو بص لخالته وطمنها وبيقول:
_الغربة علمتني كل حاجة، ومتقلقيش عليها هتكون بخير.
_متزعلهاش يا ابني، البنت مطفية.
_هأشيلها في عيوني يا خالتو، متزعليش نفسك بس على فراقها، إن شاء الله هرجعها لك كويسة وهنتابع مع دكتور يشوف حالتها.
ابتسمت له وهي بتدعي له بفرحة، هو سابها وراح سلم على أمه بعدين خد الشنط ومشي.
قعد جنب "شهد" وشغل العربية، كانت بتبص من الشباك كعادتها وسرحانة.. بص لها بيحاول يفتح معاها كلام:
_قولي لي بقى بتحبي لون ايه؟
كان سؤاله غريب وهي بصت له بنظرة بعدم فهم بس قالت له بهدوء:
_بحب البندقي، البن الغامق.
_زي لون عينيّ يعني؟
كان بيبص لها وبيهزر معاها بمكر، فلقاها بصت له وضحكت بخفوت، وقالت وهي بترجع تبص من ورا الشباك وبتبتسم:
_زي لون عيونك تمام.. كان نفسي في عيون زيهم.
جه دوره يستغرب، بقى هي اللي بعيون عسليّة وبتبهر في الشمس عاوزة تبدل عيونها بلون غامق موجود عند أغلب البشر؟ بس بص لها وقال بحنان:
_على فكرة عيونك أجمل، لون العسل فيهم مدّيهم لمعة تبهر أي حد بصره يقع عليكِ.
وكعادتها خبّت بقها اللي كان بيبتسم ورا ايديها، بس دا ممنعش غمازتها تظهر وتكشف إنها بتضحك فهو ضحك وبعدين كمل تركيز في الطريق.
وصل بعد فترة لا تقل عن الـ8 ساعات للشقة اللي ساكن فيها، كانت هي نايمة جنبه في سابع نومة من تعب الطريق، فوّقها وهو التاني مرهق:
_"شهد".. يلا اصحي وصلنا.
التانية صحيت بسرعة بس كانت لسة نعسانة، عيونها بتقفل كل شوية.. راحت ومشيت وراه وهو كان طلع الشنط وقفل العربية راكنها، دخلوا الشقة وهي أول ما لقت أنتريه قعدت عليه وسندت راسها ونامت.
كان الوقت دخل في الليل وكان لازم على الأقل تاكل حاجة قبل ما تنام، بص لها باستنكار لما لقاها نامت.. راح وفوقها تاني:
_"شهد"! فوقي يلا وغيري هدومك هتفضلي كدا؟
ووسط نومها فتحت نص عين وبعدته بايديها وهي بتنام تاني:
_ابعد عني أنا تعبانة.
لا والله؟ بص لها بعدم تصديق بس في الآخر شاف الكلام مش هيجيب معاها نتيجة فقام وشالها ودخلها الأوضة جوة، التانية صحيت وانتبهت للي عمله فشهقت وهي بتقول:
_بتعمل ايه نزلني.
بص لها بسخرية:
_حد قال لك متسمعيش الكلام؟ هجيب لك شنطتك دلوقتي لو ملقيتكيش غيرتِ هدومك دي عقبال ما أعمل الأكل مش عاوز أقول لك هعمل ايه.
ورغم قلقها الباين إلا إنها كانت غضبانة واتعصبت، بس سكتت.. دخل بالشنطة بعد شوية وعطاها لها، وبعدين خرج يغير لبسه بسرعة ويعمل الأكل.
كان متعود على المكان على عكسها فضلت تسأله الحمام فين؟ وتشغل الماية ازاي؟
ضحك على شكلها وهي بتقول له بصدمة:
_يعني أنا أمشي ايدي تحت الحنفية من غير ما ألمسها ألاقيها نزلت ماية؟؟
حرك راسه وهو بيفهمها وبيغمز لها:
_ابن خالتك غني يا ستي، مش غني أوي يعني.
قال الجملة التانية باستدراك بعد ما بصت له بدهشة، وبعدين سابها وراح يعمل الأكل.
بعد دقايق كانت هي لبيت إسدالها ودارت شعرها.. لسة مش متقبلة فكرة إنها ممكن تظهر حتى شعرها قدامه.. وهو معلقش على كدا بل سابها براحتها.
قعدوا ياكلوا مع بعض ومع أول معلقة ليها قامت بسرعة من مكانها وهي بتهوّي على بقها بحرارة:
_فين المية؟ أنت حاطط شطة؟؟
كان عامل كشري فطبيعي يبقى فيه صلصة وشطة.. وهو قال لها بصدمة:
_أنتِ كلتِ من الشطة يا مجنونة؟ خدي بسرعة.
عطاها مية وهي زي الملهوفة شربت، وبعد لما هديت وهي بتنهج بصت له بعتاب فهو رفع ايديه كأنه بيبرر نفسه:
_مفيش غبي ميعرفش إن فيه مع الكشري شطة.
_لحقت تعمله ازاي أصلا؟
سألته باستنكار ووشها كان أحمر من الحرارة فهو قال لها:
_لا، أنا معملتوش، دا ماما حاطاه ليّ من أكل امبارح.
بصت له وهو بيقول الجملة بكل براءة كإنها بتهدده مثلا، فضحكت بدون وعي على شكله، خلصوا الأكل وهي ودتهم المطبخ في حين إنه كان جنبها بيعمل شاي.. بلبن علشان "شهد" بتحبه.
قعدوا مع بعض قعدة قدام التليفزيون، كان هو مشغول في موبايله يعرف الشغل المتأخر عليه، وهي كانت سرحانة.. التليفزيون زي ما هو شغال وهي مش مركزة معاه.
بس بصت له فجأة بتقول:
_هو أنا هنام فين؟
بص لها بانتباه:
_نفس الأوضة اللي حطيت لك فيها الشنطة.
_طب.. وأنت؟
عرف هي بتفكر في ايه فابتسم وقال لها:
_الشقة فيها أربع أوض، واحدة للضيوف وواحدة ليكِ وواحدة ليّ، وفيه واحدة زيادة كمان.
استأذنت منه براحة وراحت تنام، عدى اليوم وجه اليوم اللي بعده.. قبل ما يخرج قال لها:
_أنا هروح الشغل دلوقتي، لو عاوزة أي حاجة اتصلي بيّ من الموبايل الجديد، أو لو فيه مشكلة انزلي الدور لللي تحت كلمي "أم سلمى" جارتنا طيبة هتساعدك.
وافقته على كلامه، وكانت قاعدة طول اليوم تفكر.. بس فيه حاجة جذبت انتباهها في الدرج في أوضتها.. كشكول كبير وجنبه كذا قلم.
فتحته باستغراب لقته فاضي، ففكرت.. ليه مثلا متكتبش؟ أو ترسم! نفسها تعمل كدا أوي وايديها تتحرك على أي حاجة.. أخدت ورقة وفضلت تكتب جمل غير مفهومة.. لحد ما بصت على الجملة اللي في النص..
"روحي متعلقة بين حاجتين، نسيان.. أو انتقام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_غمضي عينيكِ.
كانت دي جملة "عمران" أول ما دخل الشقة وكانت "شهد" قدامه، كانت مش فاهمة فيه ايه بس غمضت عينيها..
حست بحاجة ناعمة بتتحرك ماشية على وشها فرفعت ايديها تلمسها وفتحت عينيها بسرعة بفرحة أول ما عرفت جاب ايه.. دي قطة؟؟
_ها؟ ايه رأيك في القطقوطة دي؟
_شكرا أوي أوي بجد.
قالتها بكل فرحة وهي بتبص له وبتداعب القطة، وهو قال بضحك:
_لو أعرف إنها هتفرحك كدا كنت جبتها من زمان.
ضحكت وهي بتشكره تاني وهو قرب منها وسألها:
_هتسميها ايه بقى؟
بصت له بعيون مليانة حماس أول مرة يشوفهم:
_بسكوتة.
ضحك على كلمتها..هو لسة بيفكر إنها ذات نفسها بسكوتة وهي سرقت الاسم من تفكيره علشان تسمي بيه القطة؟
قال لها بدون وعي وهو مركز مع ضحكتها:
_وحياتك مفيش بسكوتة غيرك.
معملش حساب التانية اللي بصت له مرة واحدة بدهشة وقالت:
_ايه؟
شهد وعمران
البارت الرابع
_هتسميها ايه بقى؟
بصت له بعيون مليانة حماس أول مرة يشوفهم:
_بسكوتة.
ضحك على كلمتها..هو لسة بيفكر إنها ذات نفسها بسكوتة وهي سرقت الاسم من تفكيره علشان تسمي بيه القطة؟
قال لها بدون وعي وهو مركز مع ضحكتها:
_وحياتك مفيش بسكوتة غيرك.
معملش حساب التانية اللي بصت له مرة واحدة بدهشة وقالت:
_ايه؟
حمحم وهو بيبص بعيد وبعدين دخل بسرعة ومتكلمش تاني، وهي اتشغلت مع القطة اللي كانت بتتسلقها كإنها ستارة، كانت ماشية طول الوقت مع ااقطة ودخلت النطبخ مخصرص تدور لها على أكل، ومعرفتش تعمل حاجة لإنها متعرفش حاجة في الشقة واتكسفت..
راحت لـ"عمران" اللي كان في أوضته وسايب الباب مفتوح، خبطت ودخلت بتردد لقته راقد على السرير وبيبص للسقف وشكله سرحان ومركزش مع خبطاتها.
_"عمران"؟
نادته وهو في دنيا تانية مش حاسس بيها، هو مش سامعها؟
راحت وهزت كتفه علشان تجذب انتباهه فبص لها بانتباه وبعدين اتنهد بهدوء وهو بيفرك عينيه.. قالت له:
_أنت شكلك تعبان.
رد عليها بنبرة مرهقة:
_الشغل النهاردة كان كتير بسبب غيابي، ولولا أني سايب حد بدالي في الشركة كان كل شيء خرب.
بصت له بعدم فهم وهي بتقول:
_شركة؟ عندك شركة؟
ابتسم وهو بيفهمها:
_شركة صغيرة كدا للإعلانات والجرافيك ديزاين، لسة فاتحها من سنتين والحمد لله شغالة كويس.
ردت له الابتسامة بنبرة متفهمة، القطة قطعت عليهم الكلام وهي بتجري منها وطلعت فوق السرير بتنونو فوق صدر "عمران".. ضحك وهو بيقول للقطة:
_جعانة يا بسكوتة؟ دا أنتِ لسة مخلصة مخزون التونة في الشركة النهاردة.
التانية بصت له بتقول باستفسار:
_هي كانت معاك دا كله في الشركة؟
فضل يمسح على ضهر القطة وهو بيقول لـ"شهد":
_دي يا ستي من "دنيا" زميلتي في الشركة، ودايما بتيجي معاها وتقلب لنا الشركة لعب ومبوظ لنا الشغل برغيها زي ما أنتِ شايفة كدا.. استأذنت بقى "دنيا" وأخدتها منها علشانك وهي وافقت لإن عندها قطط كتير.
علشانها؟ وقفت عند الكلمة دي.. ابتدت تسترجع ذكريات الأمان من زمان.. باباها لما كان كل شوية يرجع بحاجة شكل علشان يسعدها بيها، مرة شوكولاتاية.. مرة فاكهة.. مرة هدوم جديدة.. قد ايه هي مفتقدة حنانه عليها زي زمان..
التاني لاحظ أنها سرحت فسألها:
_أنتِ كنتِ بتنادي عليّ بقى ليه؟
انتبهت له وردت عليه بضحكة خفيفة لما لقت القطة بتطلع على وشه ورجليها خلته يغمض بالغصب:
_كنت عاوزة أكل لبسكوتة علشان شكلها جعانة.
التاني نزل القطة وهو بيقول باستنكار وتهكم:
_دي جعانة دي؟ دي أكلت منابي النهاردة في الغدا.. مفجوعة سيبك منها.
"شهد" مقدرتش تمسك نفسها وهي شايفة القطة لازقة فيه ورجعت تاني تتسلق التيشرت بتاعه وتقريبا خربشته، فضلت تضحك على منظره لحد ما مسك القطة من قفاها وهي عاملة نفسها البريئة وبتبص له وتنونو بهدوء..
صعبت على "شهد" وهي بتاخدها منه وتقريبا كدا بتوبخه:
_بطّل رخامة عليها بقى هي عملت حاجة؟ بعدين خليها تاكل منابي أنا دي تاخد قلبي.
نظرته ليها في الوقت دا كانت أبعد ما يكون على الهدوء، كان باصص لها بسخرية وهو بيقول وبيديها القطة في حضنها:
_اشبعي بيها أهي، قطة ديكتاتورية خدت قلبك؟
_بس متقولش عليها ديكتاتورية.
_ايه؟ خايفة على مشاعر البسكوتة ولا ايه؟
لقاها بتضحك عليه وهي بتاخد القطة كأنها بنتها وبتخرج برة تدور على أي حاجة توكلها لها، وهو التاني لانت ملامحه وهو بيرجع لوضعيته وبيبتسم، عرف يجيب لها حاجة تسعدها على الأقل.
عدى شهر كامل على الحال دا، هو بيروح الشغل يغيب كام ساعة وبيرجع في نص اليوم يتغدى معاها بعدبن يمشي تاني، والقطة كانت بتاكل الأخضر واليابس وأي حاجة عينبها تقع عليها..
_طبعا! ما الست هانم مدلعاها.
"شهد" بصت له بنص عين وكانت اتعودت عليه خلاص وهي بتقول له بتجاهل:
_أنا مش هرد عليك علشان مبتكلمش مع فلاحين بيغِيروا من البسكوتاية دي.
وهو وراها شايفها بتلعب مع القطة وبتوكلها وباصص لها بتشنج وبيقول باستنكار:
_بقى أنا أغِير من كتلة الفرو دي؟ ليه كانت ضرتي؟
القطة كانت هتجري عليه بطريقة مفاجئة لولا "شهد" اللي مسكتها وهي بتقول بتهكم:
_اهدي يا بسكوتة أنا هطرده لك دلوقتي، عيّل غيّور وقليل الأدب صح؟
بصت له لقته باصص لها بنص عين وبعدين بص للقطة بشك:
_أنتِ ساحرة لها؟؟
"شهد" ضحكت على كلامه بعدين قامت وسابت بسكوتة تكمل أكلها، كان شعرها مفرود واتعودت إن البيت بيتها وبتتحرك فيه براحتها لما "عمران" قعد معاها وفهمها تبقى على راحتها وإنه أخوها الكبير.. بس هل يا ترى لسة بيفكر كدا دلوقتي؟
راحت وفضلت تنقل الأطباق من المطبخ للسفرة علشان ياكلوا، كانت "شهد" متحمسة وشبه اتخطت اللي فات بعد ما تواصلت مع الدكتورة النفسية وسمعت نصايحها وطبقتها بسرعة.
قعدوا وبدؤوا بالأكل في حين إن "شهد" كانت بتبص لعمران بترقب وحماس:
_ها؟ حلو؟؟
كانت دي المحاولة المليون في إنها تعمل أكلة مفيدة متسممهومش زي اللي فاتوا، وبالفعل كان طعمها جميل وخلّى "عمران" يبص لها بابتسامة غير مفهومة ويقول:
_كل اللي ايديكِ بيعملوه جميل.
ابتسامتها وسعت وأكلت بسعادة، فرحت إن أكلها عجبه.. وهو عارف إن أي تفصيلة صغيرة بتؤثر فيها لإنها فقدت كل شيء وهو بيتمنى يعوضها عن مشاعرها المفقودة.. بقى ليها الأب والسند والرفيق والأخ.. هل يمكن من الأيام يكون الحبيب؟
بعد ما خلصوا أكل هو قال لها بفكرة مجنونة يغير بيها روتينه اليومي الممل:
_تحبي نخرج دلوقتي نشرب شوب قصب نرطب بيه على نفسنا؟
وهي كانت متفاجئة وبتبتسم بعدم تصديق وقالت لـ"عمران":
_طب وهتسيب بسكوتة ازاي؟
_أمري لله هتاخدها معانا، بس مش هشتري لها حاجة أهي لسة مخلصة على أكل لو خزنناه كان أحفادنا ورثوه.
ضحكت على كلامه بس رفعت صباعها في وشه بتقول:
_إياك تتريق على بسكوتتي.
هو لسة لحد دلوقتي مش متخيل كارثة الاسم، بس حمد ربه إنه لما بيدخل البيت وبيغلط وبينادي على "بسكوتة" وقصده "شهد" مبتلاحظش حاجة.
لبسوا هدوم الخروج وخرجوا بالفعل، كان الجو بدأ يدخل في الربيع والبرد بيقلّ، القطة كانت بين ايدينها في حين إنه سايق العربية لحد ما وصلوا لحتة قريبة على بُعد خمس دقايق.
دخلوا وجاب لها قصب وهو كمان، والقطة كانت بتحاول بكل الطرق تستولي على الشاليموه بتاعة "شهد" علشان تدوق معاها.. قد ايه البسكوتة دي فضولية!!
قعدوا في العربية من تاني بس متحركوش، كان حركة الجو حلوة وفيها هوا فاقترح عليها يفضلوا شوية كدا.. حبة هدوء.
هي قاطعت سكينته فجأة وبتقول ببسمة:
_عارف أحلى حاجة بتعجبني فيك ايه؟
بص لها بغرور وهو بيشاور لنفسه:
_أكيد وسامتي، شاب حليوة عنده أنيميا زيي ازاي ميجذبش الأنظار يعني؟
ضحكت وهي بتقول:
_روقانك.. روقانك دا رهيب يا جدع، يعني حليوة وبعضلات وبتقول عندك أنيميا؟ بتخزي العين؟
_والله أنا نفسي أخزق عيون أي حد بيفكر يبص لي إلا عيونك، فيهم دفى غريب..
انسجمت معاه في كلامه وهو مبتسم بس لقته قلب فجأة وهو بيخمس في وشها:
_وبعدين قولي ما شاء الله عاوزة تديني عين تجيبني الأرض؟
كانت مذهولة وهي بتبص قدامها:
_أنا قلت والله أنت مش طبيعي.
كان لسة هيرد عليها لولا موبايله اللي رن، كانت مامته بترن عليه كعادتها كل يوم، بس عمرها ما رنت في وقت متأخر زي دا!
رد عليها وبيسلم عليها:
_ازيك يا ست الكل.
_"عمران" لو فاتح الاسبيكر اقفله فيه حاجة مهمة، وابعد عن "شهد" لو جنبك.
قلبه اتقبض وهو مش عارف فيه ايه وبالفعل خرج من العربية وهو بيبتسم لـ"شهد" علشان متلاحظش حاجة وقال لأمه:
_فيه ايه يا ماما؟ مالك؟ حصلت حاجة؟
_"عامر" أخوك رجع يا ابني.
شهد وعمران
البارت الخامس والاخير
_ازيك يا ست الكل.
_"عمران" لو فاتح الاسبيكر اقفله فيه حاجة مهمة، وابعد عن "شهد" لو جنبك.
قلبه اتقبض وهو مش عارف فيه ايه وبالفعل خرج من العربية وهو بيبتسم لـ"شهد" علشان متلاحظش حاجة وقال لأمه:
_فيه ايه يا ماما؟ مالك؟ حصلت حاجة؟
_"عامر" أخوك رجع يا ابني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجع البيت وكانت ملامحه جامدة ومبيتكلمش، "شهد" كانت مستغربة حدته وهو بيسوق العربية بعد مكالمة والدته بس مسألتهوش عن أي حاجة علشان ميتعصبش عليها وهي ما صدقته يبقى هادي وأأمن حد بالنسبة لها.
بمجرد ما رجعوا دخل على أوضته كان بيظبط شنطة سفره ومغيرش حتى هدومه، كان بيفتكر عياط "شهد" وصدمتها.. كان بيسمع كلامها لنفسها لما كانت بتبكي في الليل ومفكراه نايم..
والدته قالت له إن "عامر" رجع البلد وساكن مستخبي في بيت أجره من واحد مسافر مش من هنا، "شهد" بصت لحالته وهو بيحط هدومه بسرعة وقالت له بتوجس ودهشة:
_"عمران" فيه ايه؟ بتلم هدومك ليه أنت ماشي؟
قام من على الشنطة ووقف قدامها وهو بياخد بايدها علشان يدخل أوضتها.. فتح دولابها وجاب شنطة سفرها وقال بنبرة كلها أمر:
_لمي حاجتك هنرجع البلد النهاردة.
والتانية كانت مصدومة مش عارفة تعبر عن حاجة بس قالت بلعثمة:
_نـ.. نرجع البلد؟ ليه؟ فيه حاجة حصلت طيب قل لي؟
كان ساكت وهو بيبص لها، ملامحه كانت حادة وهو كان متعصب بس مش منها.. بل عليها، أولما لقى الخوف ظهر في عينيها من تاني ملامحه بدأت تلين وهو بيمسك ايديها بين ايديه:
_اه فيه حاجة حصلت، ولازم نرجع ضروري وأنتِ هتعرفي لما نوصل هناك.
_أنت بتقلقني يا "عمران".
قالت له الجملة دي وهي بتحاول تتحكم في دموعها، عدت الصدمة بس كان ليها آثار، بقى عندها حساسية من أي كلمة وأي شخص يقول لها حرف يضايقها أو يخوفها.
"عمران" بص لها بنظرة حنية وقال بهدوء:
_صدقيني مفيش حاجة هتأذيكِ، بل بالعكس أنا هأجيب لك حقك.
_تجيب حقي؟ هو.. هو..
مقدرتش تكمل كلامها ودموعها غطت على عينيها وهي بتبص للأرض بتخبي وشها عنه، افتكرت حقها اللي ضاع وميتعوضش أبدا.. إحساسها اللي اتجرح وقلبها اللي اتكسر و.. حاجات كتير خسرتها!
التاني حس بتعبها النفسي، مكنش ينفع يقول لها بس لازم يقول علشان يمهد لها اللي هيحصل لما يوصلوا البلد، طلع ايده وبيرفع وشها وبص لها:
_مش عاوزك تقلقي خالص، واوعي تفتكري أي شيء يتعبك، فكري في اللي جاي.. حقك هيرجع وهتخلي الـ*** دا يتذلل لك علشان تسامحيه.. وإياكِ تسامحيه.
مقدرتش تطلع كلمة واحدة وهي لسة بتعيط فأخدها في حضنه وقلبه موجوع عليها، ازاي بنت صغيرة تتعرض لحادثة زي دي كسرت شوكتها وتعبت قلبها.. وهو مدرك.. إنه لولا وجوده جنبها بعد ربنا مكنتش فاقت من صدمتها ولا تخطتها.
مسح على راسها وهو بيهديها وفي نفس الوقت بسكوتة كانت بتتمسح في رجلها وبتزغزغها فحاولت تتخطى وابتسمت بسمة كلها ألم.. بعدت عنه ومالت تمسك القطة وبعدين قالت له بكل ثبات انفعالي هي قادرة تملكه:
_هجهز كل حاجتي علشان نرجع.
ابتسم بفرحة خفية لأنها تقبلت الموضوع ولو حتى شوية، راح خلص تجهيز حاجته وبعدين رجع لقاها لسة بتظبط في حاجاتها.. دخل يساعدها وكل ما يطبق معاها حاجة يلاقي بسكوتة القطة بتقعد فوقيها وبتبوظ له الرصة.
مسكها من قفاها زي حرامي الشباشب من قدام الجامع بغيظ وهو بيقول لها:
_بس يا بسكوتة.. لازم يعني تبوظي لي كل حاجة؟ بترتاحي وأنتِ بتفسدي في الأرض يا فاسدة!!
القطة نونوت علشان "شهد" تلحقها من بين ايديه والتانية بالفعل استجابت.. دي مكنتش بتنونو.. دي كانت بتصرخ!
التانية ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتدافع عنها:
_سيبها تعمل اللي هي عايزاه، إن شاء الله تبوظ الشنطة كلها سيبها تلعب.
و"عمران" في اللحظة دي بص لها بتذمر وهو بيرفع صباعه بتحذير:
_على فكرة أنتِ بتدلعيها وماشية في صفها.. دي عنصرية على فكرة..
وبصة التانية المستفزة غاظته أكتر وهي بتقول:
_براحتها بسكوتة قلبي.
القطة سابت حجرها وهي بتجري على برة وطبعا هو عارف هي عاوزة ايه وبص لـ"شهد" اللي قالت له ببراءة مصطنعة:
_روح أكّلها أرجوك.
بص لها بكل برود:
_لا.
_ولو قلت لك علشان خاطري؟
والتاني كان هيضعف قصاد كلمتها وعيونها العسلي بس بعد عينيه بسرعة وبص بعيد وهو بيقول باستنكار:
_متستعطفينيش!! بقت زي العِجلة ولسة عاوزة تاكل؟
_متقولش عليها عِجلة! دي بسكوتة هشة محتاجة رعاية وحنان.. وهي بتعتبرك باباها.. أنت أب مش كويس.
سمع المحاضرة اللي رمتها عليه وكان باصص لها بنص ابتسامة وهو بيقول:
_وأنتِ بقى الأم الكويسة؟
بعدت عينيها وهي فاهمة هو عاوز يلمح لايه علشان كدا مردتش عليه، وهو ضحك بيأس وبعدين كمل معاها حاجاتها وخلصوا، كانت الساعة 2 بالليل عقبال ما خلصوا وكدا ممكن يوصلوا الساعة 9 أو 10 الصبح بالكتير.. وودوا القطة قبل ما يمشوا عند جارتهم "أم سلمى".
الرحلة هتكون مرهقة فهي ما صدقت تحط راسها على الكرسي وتنام، والتاني بص لها بتهكم:
_هتنامي وتسيبيني يا خاينة؟
_بقول لك ايه متصدعنيش، أنا هموت وأنام أصلا.
ـوالله وبقينا بنقول متصدعنيش وبنقل أدبنا على اللي أكبر مننا، اتعدلي يا بت وخليكِ سهرانة معايا وإلا أقسم بالله لو لقيتك نايمة!
بصيت له بترقب وهي رافعة حاجبها بتحدي فقال:
_هسيبك نايمة تاني عادي.
ضحكت وهو التاني ضحك معاها، بس هي منامتش وقررت تتفضل عليه وتفضل سهرانة معاه، وصلوا في الميعاد المحدد ومامته كانت مستنياه بخوف.. قالت له:
_استهدى بالله بس، خليت أخوك التاني يحبسه جوة لحد ما تيجي زي ما قلت، اوعى تأذيه بس عيّل وغلط.
كان خوفها طبيعي كأي أم على ابنها، والحقيقة هي زعقت له وهزقته وضربته بس مقدرتش تأذيه أكتر من كدا أو ترد له اللي عمله في بنت أختها.
"عمران" تخطى والدته بكل غضب خلاها تخاف منه وهي بتصرخ عليه ميعملوش حاجة، و"شهد" واقفة مفزوعة من الأجواء ومن صراخ خالتها ومخضوضة.
أول ما "عمران" فتح الباب عينه وقعت على "عامر" اللي كان أخوه جنبه طول الليل حارسه علشان ميهربش بعد ما جابه بالعافية وعرف كل اللي عمله.
دخل عليه ومسكه من شعره والتاني صرخ بألم وهو بيترجاه يسيبه، في حين إن "عمران" مقدرش يصبر أكتر من كدا وهو بيرمي كلامه عليه:
_أنت حيوان معندكش ذمة ولا ضمير، ازاي تأذي بنت صغيرة؟ دي المفروض إنها أختك وبتثق فيك.. تقوم عامل فيها كدا يا ***؟؟؟
التاني مقدرش يدافع عن نفسه بس كان بيقول له بترجي وخوف منه:
_والله حصل غصب عني مكنتش في وعيي، العيال كانوا مشربينني حاجة!!
_العيال؟ صحابك العرر اللي أنت ماشي معاهم؟ كلاب سكك وبتشرب معاهم كمان الل خلاك توصل للحالة دي؟ اه يا ***.
فضل يضرب فيه لحد ما التلني كان هيتعمي من كتر الضربات، وأمه دخلت فجأة بتحاول تبعده عن أوه وتفصل بينهم:
_بس هيموت في ايدك! الحق ميتجابش كدا يا "عمران"!!
حاولت تهديه على قد ما تقدر وهو مقدرش يزقها، مخلاش غضبه يعميه وبعد عنه أول ما لاحظ رعشة "شهد" اللي كانت خايفة وبتبص لهم بعينين مفتوحين على آخرهم من كتر الفزع.
وهو بغباءه اللي فكرها تخطت اللي حصل وجابها معاه.. طلع لسة في ندوب في قلبها عمرها ما هتلتئم أبدا ولا هتزول.
قرب منها بيحاول يهديها وهي بعدت عنه فجأة فهو اضطر بالغصب يدخلها في حضنه ومايسيبهاش لنفسها، ورغم محاولاتها في الهرب بس معرفتش بسبب ايديه حواليها.
أول مرة تعيط بالطريقة دي.. أول مرة تنهار كدا من ساعة ما شافها..
عياطها قطع قلبه ميت حتة وهو شايفها خايفة بين ايديه فمسح على راسها بيحاول يهديها.
_اهدي خلاص، حقك هيرجع و"عامر" هياخد جزاءه، متعيطيش.
حولت نظراتها لـ"عامر" اللي كان بيبص لها بندم، كان بيردد إنه مكنش في وعيه وغصب عنه.. بس يفيد بايه الندم دلوقتي؟ يفيد بايه بعد ما كسر كل حتة فيها وخلاها مش قادرة تتقبل نفسها حتى؟ يفيد بايه يا "عامر"؟؟
صوتها طلع مبحوح من كتر العياط وهي بتقول له بضعف:
_أنا عاوزة أمشي من هنا.. عاوزة أرجع للقاهرة.. مش عاوزة حاجة منه.
هي بتتخلى عن حقها دلوقتي؟ مش قادرة تستحمل صورته في نفس المكان معاها.. بيخليها تفتكر كل جزئية وهي بتصرخ وبتستنجد بيهم علشان يلحقوها.. افتكرت لما خلاها أغمى عليها بسبب ضربته العنيفة ليها على راسها.. قلبها اتقبض وحطت ايدها على قلبها وهي بتقول لـ"عمران" كأنها بتستغيث:
_أبوس ايدك نمشي.. مش عاوزة أبقى هنا.
والدة "عمران" دموعها نزلت وهي بتبص لحالتها، وبعد كدا لفت لابنها وهي بتضربه على وشه يمين وشمال لحد ما ورم وبتقول:
_منك لله.. خليت البنت تخاف مننا يا حيوان!! كسرتها!
أخوه التاني بعدها عنه و"عامر" كان متقبل كل اللي بيحصل فيه بكسرة وهو بيبص في الأرض، معدش هينفع الكلام بحاجة.. هو السبب في كل حاجة.. معترف بغلطه.
بس وسط ما أخوه التالت ماسك مامته هو هرب، جري نط من الشباك وعقبال ما "عمران" صرخ وهو بيجري وراه مشافش ضله!
_الواد جري ومش لاقيه!!..
كان لسة هيكمل كلامه ويشتمه لولا ملاحظته لـ"شهد" وهي بتقرب منه وبتمسك ايديه وبتقول له:
_يلا.. بلا نمشي خلاص مش لازم.. يلا.
ومع إصرارها دا معرفش يهديها:
_نمشي ازاي بس يا "شهد" احنا حايين من سفر ومش هعرف أرجع بالحالة دي تاني!
كان دمه فاير وللأسف غضبه خرج فيها فجأة فهي بعدت ورجعت لورا بعيد عنه، كانت مامتها جت بعد ما سمعت الصراخ واللي بيحصل و"شهد" أول ما شافتها جريت على حضنها.
أمها قالت بغضب:
_بتزعق لها ليه وهي مالها؟؟
وهو فاض بيه الحال من نفسه وهو بيأذيها بدل ما يصلح حالها، قرب من "شهد" بيمسك ايديها علشان تيجي له يصالحها بس التانية رمت ايده بعيد وهي بتشدد على مامتها أكتر.
بصة الصدمة في عينيه كانت كافية توصف حاله، بقت خايفة منه خلاص؟ مبقتش عايزاه؟؟ قلبه وجعه لما خالته قالت له بغضب:
_سيبها بقى يا أخي هنلاقيها منك ولا من أخوك الله ياخدكم خربتوا بيتنا!
ملامها كان قاسي وخلاه يفرّ من قدامها علشان لو رد ممكن يخسرهم خالص، مشي بسرعة وخد عربيته واتحرك خلاص.. مبقاش موجود في البيت في حين إن كلهم اتجمعوا حوالين "شهد" يهدوها..
عدت ساعة و"عمران" مرجعش وشهد قلبها قلق عليه، وخالتها انشغلت تعمل أكل ومامتها قاعدة جنبها بتقول:
_مالك يا حبيبتي قلقانة ليه وعينيكِ بتبص في كل مكان كدا؟
هتصارحها ازاي إنها بتدور على "عمران"؟ على أمانها؟ على الحنان اللي اكتسبته منه واتعودت يبقى جنبها طول الوقت، عيطت وهي بتفتكر الأيام اللي فاتت وهم سوا.. كان مراعيها وبيكلمها بكل حنان.. وهي قلبها اتعلق بيه.
أمها اتخضت وهي بتاخذها في حضنها تاني وبتقول:
_مالك بس بتعيطي ليه؟ أهو خلاص مفيش حاجة تأذيكِ احنا كلنا جنبك.
_بس أنا عاوزاه هو يا ماما.. عاوزة "عمران".
كلامها خلى قلب والدتها يشك وهي بتبص لها بعدم فهم:
_اشمعنى هو؟ دا لسة مزعق لك وماشي!
الكلام اللي جه "شهد" مكنتش عارفة إنها هتقوله، ولا مامتها خدت في الحسبان إنها ممكن يوم تسمعه.. قالت بكل ضعف وهي بتبص لها:
_أنا بحبه.
بنتها؟ اللي لسة مكملتش حتى الـ17 سنة اتعلقت بـ"عمران" اللي عنده 26 سنة وحبته؟
هي كأم قلقت عليها ومش عارفة تفكر كويس.. اتشوشت أول ما سمعت الكلام دا من بنتها.. والتانية كملت وقالت:
_سيبيني أروح له أنا عارفة هو فين.
التانية رفضت بس مع إصرار "شهد" وافقت بس شرطت عليها "مروان" أخو "عمران" التاني يروح معاها يوصلها.. وافقت فورا وخدته معاها..
وصلوا بعد دقايق للمكان اللي فيه "عمران" وعمره ما يتوه عن بالها.. الأرض بتاعتهم.
دخلت و"مروان" مشي وهي راحت تدور في الأوضة عنه بس ملاقتوش.. استغربت.. هي هنا لوحدها؟ هل خابت ظنونها وهو فعلا مش هنا؟
_أنتِ بتعملي ايه هنا؟
لفت وراها بسرعة لقته وراها وشكله لسة جاي من نص الشجر بعد ما خد باله أنها موجودة، بصت له براحة:
_أخيرا لقيتك.
_أنتِ عاوزة ايه؟
ليه كلامه ناشف وجامد كدا؟ هو زعلان منها أوي؟ ملامحها انكمشت بحزن:
_لسة زعلان مني؟
مردش عليها وهو بيبص لها بملامح حادة متغيرتش، كملت كلامها وهي هتبدأ في العياط:
_والله مكنش قصدي.. أنا بس كنت.. خايفة.
مردش عليها تاني وحالته متغيرتش فعيطت أكتر لإنها حساسة ومش عايزاه يزعل منها، قربت منه وهي بتضربه على كتفه كأنها بتنتقم:
_أنت على فكرة قلبك حجر.. أنا أصلا مش هكلمك تاني.
وسابته ومشيت اتحركت شوية وبعدين شهقت من الخضة أول ما لقته شد ايديها وقربها منه وبيقول بحدة:
_مش هتكلميني تاني ها؟ مين اللي يزعل من مين بس؟ بقى أنا كنت عاوزك تهدي ومخضوض عليكِ ساعتها تقومي تبعدي وتخافي مني؟
_ما هو أنت اللي زعقت لي وأنا خفت من شكلك..
_لا والله؟ بقرون شيطان أنا علشان تخافي.. بعدين ما أنا كنت هصالحك وأنتِ فضلتِ تعيطي في حضن أمك.. أهو ما نابني منها غير كلمتين قتلوني وأهانوني.
_وأنت بتزعق ليه دلوقتي؟ والله أعيط وأقلب لك الدنيا مَنَاحة.
كانت بتعيط بالفعل أصلا فهو ضحك بعدم تصديق.. هي بتهدده تعيط؟ يعني هي مش بتعيط دلوقتي؟ أومال لو عيطت بجد بقى هتعمل ايه؟
_يلا بقى علشان نروح.. بسكوتة وحشتني.
حاولت تغير الكلام بتردد لما لقته ساكت وبيبص لها باستنكار ومش مصدق، بعدت عينيها عنه وهي بتقول الكلام دا فضربها ضربة خفيفة على راسها:
_يا دي أم القطة اللي فاكرة نفسك أمها.. ما تسيبيها هي هتطير؟
_بس وحشتني..!!
غمض عيونه وهو بيحاول يهدي نفسه، بعدين خدها ومشي راحوا العربية واتحرك بيها، ووسط الطريق كانت هي مترددة تتكلم ولا لا.. وهو لاحظها:
_قولي فيه ايه أنا سامعك.
مكنتش مستغربة إنه لاحظها.. هو حفظها اليومين اللي فاتوا وهي حفظت كل تفصيلة تخصه خلاص، بقوا متعودين على أي حاجة تحصل..
كانت مكسوفة وهي بتحاول تتكلم:
_كنت عاوزة.. كنت.. أنا..
_مالك بتهتهي ليه؟ أنا كنت كنت أنا..! فيه ايه؟
_أنا مش.. أنا مش عاوزة.. أسيبك.
كانت بتقطع الكلام فهو مفهمش غير لما خلصته، ومن عدم استيعابه قال لها:
_ما أنا مش سايبك أهو أسيبك ليه؟
وهي كانت خجلانة وبتتمنى الأرض تنشق وتبلعها وقالت له خلاص مش لازم، وهو فضل يفكر بعدم استيعاب وعدت دقيقة كاملة لحد ما استوعب.. وقف العربية فجأة في نص الطريق وهو بيبص لها بصدمة..
_أنتِ قلتِ ايه؟
بعدت وشها بسرعة وهي ميتة في جلدها وهو خلاها تلف وشها غصب عنها وفضل يسأل فيها:
_أنتِ قاصدة اللي بتقوليه بجد؟ عارفة دا معناه ايه؟
كان بيحاول بكل الطرق يفهم ويتأكد من كلامها وهو زي اللي جردل مية باردة وقع على دماغه وخلته مش عارف يفكر، وهيوافق براسها على كلامه وكاتمة بسمتها المكسوفة وبتقول بصوت واطي:
_إني هكون.. مراتك بجد!
من الصدمة فضل باصص قدامه وشكله سرح مش مصدق، بس هي مفهمتهاش كدا وهي بتسأله بعدم فهم وبتردد وخوف من جوابه:
_أنت.. أنت مش.. بتحبني؟
_أنا؟ دا أنا كنت مستني اللحظة دي من زمان وكنت بحسبك هترفضي!
اتخضت من اندفاعه في الكلام وهو اللي قرب بيحاول يتأكد:
_أنتِ متأكدة إنك عاوزاني بجد مش مجرد تعلق بيّ بسبب الفترة اللي فاتت؟
ماله بقي بيسأل كتير زي المجنون كدا ليه؟ بس عي وافقت براسها وقالت بتأكد له:
_اه عاوزة جوازنا بجد، أنا.. بحبك.
هي بتعيدها تاني على مسامعه ليه؟ دا هيتجنن من ساعة ما سمع الأولى، ظهرت الابتسامة على وشه فجأة واتحرك بالعرببة بسرعة بفرحة، فضل يضحك وهي بتبص له مش مصدقة.. دا شكله اتجن بجد يا عيني!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد شهر...
كانت الليلة المنتظرة بعد موافقة الاتنين على الجواز واعترافهم لبعض، اللي حواليهم مكانوش مصدقين المفاجأة اللي حصلت دي..
والمفاجأة الأكبر؟؟
لما في يوم من اللي فاتوا فيه ظابط جه يتأكد منهم من القصة الحقيقية..
وعرفهم إن "عامر" سلّم نفسه علشان ياخد جزاءه.. واعترف بكل حاجة وحتى صحابه اتجابوا بتهمة المخـ.ـدرات..
بس خلاص الحزن والغم خلصوا.. رغم إن مامته لسة زعلانة عليه وقلبها واكلها على اللي هيحصل لـ"عامر" بس مقدرتش ترفض طلبهم إنهم يعملوا حفلة بسيطة في البيت ويعلنوا بيها الفرح في المنطقة كلها.
وبالفعل دا اللي حصل، طول الحفلة كانت "شهد" و"عمران" مشغولين بالتهاني والمعازيم.. لحد ما أخيرا "عمران" مال على "مروان" ويقول:
_بقول لك ايه أنا عاوز أهرب زهقت من الحفلة.. بقي لنا ساعتين بنرغي مع الناس دي.
_بس كدا؟ من عيوني ههربك وأغطي عليكم متقلقش.
التاني ضحك على كلامه وبالفعل دا اللي حصل، وسط انشغال الكل في الأكل اللي اتقدم لهم اتسحّب هو وخد في ايديه "شهد" اللي مكنتش فاهمة حاجة... قالت له بتعجب:
_احنا رايحين فين؟
_هنهرب.
كان موطي صوته وبيقولها لها بكل حذر، وهي كانت هتسأل تاني لولا إنه خلاص خدها وأول ما نزلوا من الشقة اللي فوق هربوا من البيت على طول، أخدها في العرببة وهي سألته تاني:
_واخدني على فين يا "عمران" أنا ماقلتش لماما!!
غمز لها بخبث:
_ماما مين اللي مهمة دلوقتي؟ دا أنا مجهز لك مفاجأة اصبري على رزقك بس.
ضحكت من طريقة كلامه كإنه رئيس عصابات بضحكته الشريرة دي، لعبت في دقنه وهي بتقول:
_يا كوتي على روح الشرير اللي جواك.
مقدرش يمسك نفسه من الضحك هو وهي، وبعد ما عدت نص ساعة وصلوا لمكان عامل زي المزرعة.. فسألته بعدم فهم:
_ايه المكان دا؟
_المفاجأة.
بصيت له مش فاهمة فخد بايديها وهو بيدخل جوة، كان المكان عامل زي الأرض بتاعته بس كان على أضيق وكان فيه بيت زي الڤيلا البسيطة على جنب.. انبهرت من الأضواء وشكل المكان فقالت بصدمة:
_دا بتاعك؟؟
_لا.. بتاعك أنتِ.
كانت الصدمة خلاص احتلت كل ذرة فيها فهو ضحك وفهمها:
_بعت نصيبي في الورث لعمي واشتريت دي وكتبتها باسمك.. اعتبريها هدية مني بمناسبة جوازنا.
عينيها دمعت من التأثر وهي مش عارفة تقول له ايه، رمت نفسها في حضنه وقالت بكل امتنان:
_أنا بحبك أوي.
باسها من جبينها وهو بيشدد على حضنها:
_وأنا بموت فيكِ يا بسكوتة.
يمكن بيحصل لنا بلاء في حياتنا واحنا بكل غباء بنحسبه شرّ.. في حين إنه بيبقى حامل وراه كل الخير،"شهد" مكنتش هتتجوز "عمران" ولا هتتعلق بيه من غير ما يحصل لها الحادثة دي.. الحادثة كسرتها.. بس "عمران" عوضها وبقى سندها.. خسرت حاجة؟
بس كسبت حاجات كتير.. أولهم راجل اهتم بكل تفصيلة تخصها وراعاها وكان أحن من كل الناس عليها.
تمت
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق