روايه عشق المالك الفصل الاول حتى الفصل الرابع عشر بقلم رحمه حسين حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
روايه عشق المالك الفصل الاول حتى الفصل الرابع عشر بقلم رحمه حسين حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
تعريف الشخصيات
1. لارين علي
فتاة في أوائل العشرينات، طالبة في السنة الأخيرة بكلية العلوم. جميلة، هادئة، وقوية رغم هشاشتها الصحية. تعاني من مرض في القلب منذ الطفولة، وتعيش حياة قاسية تحت سلطة والدها المتسلط، الذي لا يعترف بها كابنته ويعاملها بعنف دائم. تحلم بحياة طبيعية مليئة بالحب والأمان، لكنها لم تذق طعمهما يومًا. شخصيتها تجمع بين الرقة والصبر، لكنها تخفي داخلها ثورة لا تهدأ.
2. مالك الجندي
ضابط شرطة شاب في أواخر العشرينات، ذكي وهادئ وملتزم بعمله لأبعد حد. يحمل بداخله جراح قديمة، لكنه يخفيها خلف قناع من القوة. يعيش مع والدته وشقيقته "مليكة"، ويرتبط بعلاقة قوية بها. عندما يُكلف بالقبض على تاجر سلاح خطير، لم يكن يعلم أن تلك المهمة ستقوده إلى الحب... وإلى صراع داخلي بين الواجب والمشاعر.
3. مليكة الجندي
شقيقة مالك الوحيدة، طالبة جامعية وصديقة لارين المقربة. تمتاز بخفة الدم والذكاء، وتحب الخير للآخرين. رغم بساطتها، فهي تلاحظ التفاصيل وتفهم من حولها جيدًا. علاقتها بأخيها قوية جدًا، لكنها تنقلب حين تكتشف الحقيقة المؤلمة.
4. مراد عبدالسلام
صديق مالك وزميله في العمل، ضابط شرطة قوي ومتهور أحيانًا، لكنه وفيّ وطيب القلب. دائمًا ما يدفع مالك للتفكير من زاوية مختلفة، ويحاول مساعدته حتى وإن بدا صداميًا. يحب أن يسخر من كل شيء، لكنه يخفي حزنه خلف ضحكته.
5. علي بدران
والد لارين، رجل قاسي القلب، متورط في تجارة السلاح ويعد من أخطر المطلوبين للعدالة. لا يعترف بابنته، ويعاملها كأنها عبء أو لعنة على حياته. أناني، لا يرى في البشر سوى أدوات لتحقيق مصالحه
البارت الاول
الإسكندرية، مساء شتوي بارد، رائحة البحر تختلط برائحة المطر، وصوت صفارات الشرطة يخرق سكون المدينة.
لم يكن يتوقع أن تبدأ الحكاية كلها من طلقة…
طلقة لم تُطلق بعد، لكنها كانت كفيلة بتغيير كل شيء.
وقف مالك أمام السبورة البيضاء، يراقب الصور والخرائط المعلقة عليها بعينين حادتين.
كان كل شيء في الغرفة يوحي بالتوتر؛ ملفات مفتوحة، أكواب قهوة فارغة، وأصوات متداخلة من جهاز اللاسلكي.
قال بصوت حازم وهو يشير إلى صورة رجل في أواخر الخمسينات، بعينين قاسيتين وملامح جامدة:
"اسمه علي بدران، تاجر سلاح دولي، مافيا سلاح متنقلة، وده آخر تحرك ليه في العصافرة من يومين… لازم نقفله الملف ده، وبسرعة."
اقترب منه مراد، صديقه وزميله، وربت على كتفه وهو يضحك بخفة:
"إيه يا عم، شكلك هتاكله بإيدك!"
ابتسم مالك ابتسامة ساخرة وقال:
"لو قدرت، هعملها."
كان مالك لا يعرف أن هذا الرجل، الذي يتحدث عنه باحترافية وهدوء، سيكون سببًا في أكبر صراع داخلي يمر به في حياته.
ولا يعلم أن هذا المجرم… هو والد تلك الفتاة التي سيتغير كل شيء بسببها.
---
في مكان آخر من المدينة، في شقة متواضعة في شارع جانبي، كانت لارين تجلس على مكتبها الصغير، تحاول أن تركز في مذاكرتها.
كانت في سنتها الأخيرة بكلية العلوم، تستعد لمشروع تخرجها، لكن عقلها لم يكن هناك.
وضعت يدها على صدرها برفق، تحاول تهدئة خفقان قلبها، الذي اعتاد على الخيانة كلما زاد التوتر.
من خلف الباب، جاءها صوته الأجش وهو يصرخ:
"خليكي فاكرة إنك عايشة هنا عشان بس ماحدش يقول إني رميت بنتي في الشارع!"
ردّت بهمس مرتعش:
"أنا مش طالبة حاجة… بس كفاية كده، بلاش ضرب."
فُتح الباب بعنف، لكنها أغمضت عينيها، تنتظر الألم القادم كعادته.
---
في صباح اليوم التالي، اجتمعت الصدفة والقدر في مقهى صغير على كورنيش البحر.
مليكة، أخت مالك، كانت تمسك بكوب الشوكولاتة الساخنة وهي تبتسم للارين قائلة:
"بصي، بجد إنتي لازم تيجي معايا البيت. أخويا مسافر النهارده بس هيرجع بكرة. تعالى وهنذاكر سوا، أنا زهقت من البيت لوحدي!"
ضحكت لارين بخفة وقالت:
"يا بنتي أنا مش ناقصة خناقة من بابا، كفاية اللي بيحصل في البيت."
ضحكت مليكة وهي ترد:
"بابا إيه، ده محتاج علاج نفسي! بصي، أنا مصرة، واللي يقول غير كده أهو!"
وأشارت بإصبعها وكأنها تقسم على قرارها.
ما لم تكن لارين تعلمه… أن هذا "الأخ" الذي تتحدث عنه مليكة، سيكون أكثر من مجرّد أخ لصديقتها… سيكون المنقذ، والمحنة، والحب الأول.
روايه عشق المالك
البارت 2
اليوم التالي – مساءً – منزل عائلة مالك – منطقة سموحة
فتحت مليكة باب الشقة وهي تضحك بصوتٍ عالٍ، وخلفها لارين بخجلٍ واضح.
البيت كان هادئًا، بديكور بسيط يغلب عليه الذوق الكلاسيكي، ولمحات من اللمسة الأنثوية واضحة في كل ركن.
"ادخلي يا لارين، اعتبري البيت بيتك."
ابتسمت لارين بخجل وهي تخلع حذاءها عند الباب:
"ربنا يخليكي، أول مرة أدخل بيت صاحبة ليا كده… حاسة إني داخلة عالم جديد."
ضحكت مليكة وقالت وهي تسحبها من يدها:
"ده بيت أهلي، يعني رسميًا… بقيتي من العيلة!"
لم تكن تعلم أن القدر يستمع لهذه الكلمات جيدًا.
---
في نفس التوقيت – أمام العمارة – مالك يركن عربيته السوداء بعد ما رجع من مأمورية مفاجئة.
كان مرهقًا، لكن هناك شيء ما في صدره يضيق كلما اقترب من هذا الحي.
وربما… قلبه بدأ يشعر أن بداخله حدث ينتظره.
فتح الباب ودخل، وقبل أن يخلع حذاءه، سمع صوت ضحك أنثوي ناعم، يخرج من الصالة.
توقف لحظة، لم يكن معتادًا على وجود ضيوف في البيت، خاصة من هذا النوع.
دخل بهدوء، ليجد مليكة جالسة على الأرض وسط كتب الكلية، وبجوارها فتاة لم يرها من قبل.
أول ما التقت عيناهما…
توقّف الزمن.
شعر بشيءٍ غريب يلامس صدره… لم يعرفه من قبل.
شعر أن ملامحها مألوفة… حزينة، لكنها قوية.
جميلة، لكن ليس جمالاً صاخبًا… بل جمال نقي، يشبه رائحة المطر بعد عطش طويل.
وقفت مليكة بسرعة:
"أووووه، ده مالك! رجعت إمتى؟"
ردّ وهو ينظر للارين دون أن يشعر:
"دلوقتي حالًا…"
سحبت مليكة يد لارين:
"دي لارين، صاحبتي من الكلية… قلبي وعقلي وكل حاجة."
ابتسم مالك بخفة، وقال بصوتٍ أجش:
"أهلاً وسهلاً… شرفتينا."
أخفضت لارين نظرها وقالت بهدوء:
"الشرف ليا، أنا آسفة لو ضايقت حضرتك."
هزّ رأسه نافيًا، لكنه لم يعلّق… كان لا يزال مأخوذًا بنظرة واحدة فقط.
---
بعد دقائق، وقف مالك في المطبخ، يصب لنفسه كوب شاي، ومراد على الهاتف معه.
مالك: "ألو؟"
مراد: "مالك، أنت فين؟!"
مالك: "في البيت، تعبان شوية."
مراد: "ها؟ سمعت إنك رجعت بدري… طمني، في جديد عن بدران؟"
مالك: "لسه، بس… قابلت حد النهاردة."
مراد: "قابلت؟ مين يعني؟"
مالك: "مش عارف أوصف… بس هي أول مرة أحس إني شفت عيون حزينة للدرجة دي."
ضحك مراد من الجهة الأخرى وقال:
"واضح إن المهمة الجاية ليك مش بس ضد المجرمين… دي ضد قلبك كمان."
---
في الغرفة، كانت لارين تضحك مع مليكة، لكن قلبها لم يكن في مكانه.
لأول مرة منذ زمن، تشعر أن هناك عيونًا رأتها حقًا…
رأتها كما هي، دون أقنعة… دون ألم.
ولم تكن تعلم أن هذا اللقاء العابر…
كان بداية قصة، لا تشبه أي قصة أخرى.
روايه عشق المالك
البارت 3
قسم الشرطة – وحدة الجرائم الكبرى – منتصف الليل
جلس مالك أمام مكتبه، عيناه تتابعان شاشة الحاسوب التي عرضت تحركات مشبوهة في أحد الموانئ.
كانت هناك شحنة غير معلومة تم رصدها، تعود إلى اسم وهمي: "سليم يونس".
لكن ببحث بسيط… ظهر الرابط.
"سليم يونس = شريك سابق لـ علي بدران."
الاسم الذي أصبح لا يُفارق رأسه.
دخل مراد وهو يحمل أوراقًا في يده، وقال:
"جابولنا صور جديدة بالقمر الصناعي، التهريب بيتم عن طريق مركب صغير بيتحرك من رشيد لإيطاليا… واسم علي بدران طالع في كل ملف."
ردّ مالك بجدية:
"لو قدرنا نمسك الشحنة دي، هنكسر له ضهره."
ثم أضاف بنبرة أخف، وهو ينظر لصورة بدران:
"الراجل ده مش مجرم عادي… ده شخص فاقد للرحمة… ومخيف."
ردّ مراد بنبرة غريبة:
"يعني بتحسه من النوع اللي لو مات قدامك، هتشُك إنه لسه عايش."
ابتسم مالك بخفة، وقال:
"أنا قابلت بنته امبارح…"
توقّف مراد عن الحركة، نظر له بدهشة:
"إنت بتقول إيه؟!"
"صدفة… كانت عند أختي مليكة، وهي صاحبتها في الكلية… ومحدش يعرف هويتها، حتى هي نفسها."
"ودي طلعت عاملة إزاي؟"
"طيبة… هادئة… وقلبها باين عليه موجوع."
قال مراد بقلق:
"بس دي بنت المجرم اللي بندوّر عليه، وده معناه إنها مستهدفة، وخصوصًا لو هو اتحس بالخطر."
هزّ مالك رأسه:
"أنا مش هسيبها في خطر… حتى لو هي ما تعرفش الحقيقة."
---
في مكان مظلم – شقة قديمة في العصافرة
كان علي بدران يقف أمام مرآة مشروخة، يصلح سلاحًا صغيرًا بيدٍ ثابتة.
اقترب منه رجل ضخم، وقال بخوف:
"في تحركات يا باشا… الشرطة قافلة الطرق، والاسم بتاعك اتذكر في التحقيق."
قال علي ببرود قاتل:
"اللي هينطق باسمي هيندم إنه اتولد… ومفيش حد يقدر يلمّني، لا زمان ولا دلوقتي."
ثم نظر للصورة الملقاة على الطاولة، صورة قديمة له مع زوجته وابنته وهي صغيرة.
تمزقت الصورة من المنتصف…
ولم يبقَ فيها إلا نصفه.
---
شقة بدران
كان الليل ساكنًا إلا من صوت قطرات المياه المتسربة من صنبور قديم، وصرير الباب حين فتحه بعنف علي بدران.
كانت لارين تجلس في غرفتها، تحاول أن تكتب في دفتر ملاحظاتها عن مشروع التخرج، عندما دوّى صوته من الخارج:
"لارين! تعالى هنا حالًا!"
اتجمدت أنفاسها، وارتجفت يدها دون أن تدري.
وقفت ببطء، وكأنها تسير نحو حتفها.
خرجت إليه بخطوات مترددة، وعيناه كعادته… تشتعلان بغضبٍ لا يُعرف سببه.
قال بنبرة زاجرة:
"إنتي كنتي فين طول اليوم؟!"
"كنت عند صاحبتي… بنذاكر."
"وصاحبتك دي بيت أبوها مفتوح كده لأي حد؟!"
"يا بابا… مليكة بنت محترمة، وأنا…"
صفعة قوية قطعت جملتها.
لم تتفاجأ.
ربما الألم لم يعد في الضرب… بل في التكرار.
صرخ بها:
"أنا مش عايزك تروحي عند حد تاني! ومش عايز أي كلام في الكلية عن أصحاب وصاحبات! فاهمة؟!"
"ليه؟! إنت عمرك سألتني عن الكلية أصلًا… حتى لما تعبت ودخلت المستشفى ماجيتش!"
"ما تتكلميش معايا كده!"
ودفعها بقوة حتى اصطدمت بالجدار.
وقفت بصعوبة، تمسك بصدرها… تشهق من الألم، ليس فقط الجسدي، بل ذلك الكامن في قلبها منذ سنوات.
قالت بصوت مكسور:
"أنا مش هطلب منك تبقى أب… بس على الأقل متكنش جلّاد."
غادر الغرفة وهو يتمتم:
"أنا مش معترف بيكي أصلاً… إنتي شبه أمك، وكان يوم أسود لما اتجوزتها."
---
في غرفتها، عادت لارين وجلست أرضًا بجانب سريرها، تضم نفسها بيديها، تكتم بكاءها في وسادة مهترئة.
لم تبكِ لأنها ضُربت… بل لأنها كانت تتمنى فقط أن يحبها.
كانت هذه الليلة… من الليالي التي وعدت نفسها فيها أنها "مش هتعيش كده طول العمر".
---
اليوم التالي – الجامعة – كلية العلوم
كانت لارين تسير بخطوات بطيئة، تشعر بثقل في صدرها.
قلبها لا يتحمل الضغط، لكنها تُجبر نفسها على الصمود.
سمعت صوت مليكة من بعيد:
"لارين! استني يا مجنونة!"
التفتت وابتسمت بخفة:
"كنت رايحة المعمل."
"مالك؟ وشك شاحب كده ليه؟"
"تعبانة شوية… بس عادي."
وفجأة… لمحت من بعيد مالك واقفًا بسيارته، يُراقب المكان.
أول ما التقت عيونهم، شعرت بشيء غريب، كأنه يحرسها من بعيد دون أن يقول.
لم تكن تعلم أن وجوده هنا…
ليس صدفة أبدًا.
روايه عشق المالك
البارت 4
في مكتب العمليات – مساءً
جلس مالك خلف مكتبه، وعيناه لا تفارقان شاشة الكمبيوتر التي أمامه.
كانت تعرض تقارير قديمة تخص علي بدران، بينها صور مشوّشة، وأسماء مشفرة.
دخل عليه مراد، وهو يلوّح بيده بورقة مطبوعة.
"جبت اللي طلبته… رصدت تحركاتها آخر أسبوع."
مالك رفع نظره وقال بهدوء:
"قولي."
"لارين بدران، طالبة سنة رابعة كلية علوم. حضورها منتظم، بتخرج من الجامعة وبتروح على طول بيتها. لا بتقابل حد مشبوه، ولا فيه أي تواصل مباشر بينها وبين أي عنصر إجرامي."
"مفيش تواصل بينها وبين أبوها؟ حتى تليفوني؟"
"ولا رسالة. مفيش أي دليل إنها تعرف إن أبوها تاجر سلاح أصلاً."
سحب مالك نفسًا عميقًا، وقال بنبرة فيها شيء من التردد:
"طيب… كمّل مراقبتها. أنا محتاج أتأكد ١٠٠٪ إنها مش متورطة، حتى لو كانت بنته."
مراد رفع حاجبه بدهشة:
"إنت بدأت تتعلق بيها؟"
مالك نظر له بحدة، ثم رد بجفاف:
"أنا ضابط… ومشاعري ملهاش علاقة بالقضية."
مراد في نفسه: "بس عيونك بتقول العكس."
---
اليوم التالي – الجامعة – حديقة صغيرة جانبية
كانت لارين تجلس تحت ظل شجرة، تذاكر بصمت، لكنها بين كل صفحة وصفحة… كانت تتوقف لتلتقط أنفاسها.
قلبها كان يؤلمها أكثر من المعتاد.
ضرباته غير منتظمة، صدرها يعلو ويهبط، لكنها لا تريد الذهاب للمشفى.
لم تعد تملك رفاهية الضعف.
اقتربت منها مليكة، وجلست بجوارها.
قالت بابتسامة:
"مالك؟ وشك شاحب."
"شوية إرهاق، بس هكون كويسة."
"مالك بيسأل عليك كتير اليومين دول."
لارين رفعت نظرها فجأة، وابتسمت بارتباك:
"ليه؟"
"معرفش، بس واضح إنه مهتم بيكي أوي… على فكرة، أنا ما شفتوش بيبص لحد كده قبل كده."
لم ترد لارين.
لكن قلبها… رغم ألمه، خفق بخجل.
---
مكان مظلم – مستودع مهجور على أطراف المدينة
وقف علي بدران وسط مجموعة رجال، يتحدث بنبرة غليظة:
"اللي حصل اليومين اللي فاتوا مش عاجبني… البوليس بدأ يقرّب."
واحد من الرجال قال بتوتر:
"في أخبار إن فيه حد من جوا بيتابع بنتك يا علي."
رمقه بنظرة قاتلة:
"بنتي دي؟ لو فتحت بقها أو قرّبت من أي حاجة ليّا… هعرف أخرسها بطريقتي."
---
في سيارة مراقبة – ليلًا – مراد يتحدث عبر السماعة اللاسلكية
"مالك… لسه بتراقبها من بعيد، بس واضح إنها بريئة. كل تحركاتها عادية، ومفيش سلوك مريب."
جاء صوت مالك:
"خليك معاها خطوة بخطوة، ولو حصل أي حاجة غريبة… عرفني فورًا."
ثم أغلق اللاسلكي، وأسند رأسه على المقعد…
همس لنفسه:
"يارب تكون بريئة… لأني مش هعرف أوقف قلبي عنها لو طلعت زي أبوها."
روايه عشق المالك
البارت 5
الساعة الخامسة مساءً – سور الكلية
أنهت لارين آخر محاضرة لها اليوم، وخرجت من مبنى الكلية تتنفس بصعوبة.
الجو خانق، لكنها لم تكن تشعر بحرارة الطقس… بل بشيء أثقل من الهواء، نظرات غريبة، كأن هناك من يتتبع خطواتها بصمت.
وقفت لثوانٍ، تدير رأسها ببطء، تبحث بعينيها في وجوه الطلاب والمارة…
لا أحد يحدّق… لا أحد يقترب…
لكن الإحساس ما زال يلتف حولها كالأفعى.
سارت خطوات قليلة، فسمعت وقع أقدام خلفها، ثابتة… متأنية…
التفتت فجأة… لا أحد.
بلعت ريقها وهي تهمس:
"أنا بتوهم؟ ولا… في حد فعلاً بيراقبني؟"
---
في سيارة مركونة على بُعد شارعين من الجامعة
جلس مراد يتابع من خلف الزجاج المعتم، نظراته لا تفارق لارين.
رفع اللاسلكي وقال:
"مالك… هي بدأت تحس. اتلفتت مرتين، وواضح إنها مرتبكة."
جاء صوت مالك من الطرف الآخر:
"ما تتدخلش… خليك متخفي. أنا محتاج أعرف رد فعلها لما تحس بالخطر… وهل هتلجأ لحد، أو تحاول تتواصل مع أبوها."
مراد سكت لحظة، ثم قال بجدية:
"وإنت متأكد إنك قادر تتحمل لو طلعت فعلاً بريئة؟"
مالك رد بصوت منخفض:
"أنا بدوّر على الحقيقة… حتى لو جرحتني."
---
في منزل علي بدران – في غرفة معزولة عن البيت الرئيسي
جلست لارين على سريرها، تحاول تذاكر، لكن كل كلمة في الكتاب كانت تتوه وسط دوشة عقلها.
نهضت وتوجهت للشباك… نظرت للشارع.
كان هناك شاب يقف بجوار عمود نور… يدخن… ثم نظر فجأة نحوها.
تراجعت سريعًا وهي تغلق الستارة.
دقات قلبها تسارعت…
"في حد… في حد فعلاً بيراقبني…!"
---
في نفس الوقت – بيت مالك
دخلت مليكة فجأة على أخيها:
"مالك! لارين بعتتلي رسالة… صوتها غريب، بتقولي إنها حاسة إن في حد بيراقبها، وسألتني عن اسمك الكامل."
رفع مالك رأسه فورًا، وقال بحدة:
"هي قالتلك إنها شافت حد؟ أو شكت في شخص معين؟"
"لا، بس قالتلي جملة غريبة… قالتلي: أنا حاسة إن في سر حواليا… وإن مالك مش مجرد شخص عادي."
تجمّد مالك في مكانه.
هل اقتربت من الحقيقة؟
أم أن قلبها فقط هو من يهمس لها باسمه
❤❤
عشق المالك
البارت 6
في اليوم التالي – في مكتبة الكلية
جلست لارين وسط كومة من الكتب، لكن تركيزها كان في مكان تاني تمامًا.
إحساس إن في حاجة غلط، وإن في سر كبير حواليها، بقى مسيطر على تفكيرها.
فتحت موبايلها، وبدأت تدور:
"علي بدران – الإسكندرية"
لكن ماكانش فيه أي حاجة واضحة… كأن الاسم مخفي عن العالم.
"بابا عمره ما حكى لي عن شغله، حتى لما كنت صغيرة… دايمًا سايبني في البيت لوحدي، وكل اللي أعرفه إنه (رجل أعمال)."
قلبت في المواقع القديمة، ودخلت على أرشيف جريدة محلية.
العنوان اللي شدّها:
"الشرطة تشتبه في ضلوع رجل أعمال في تهريب سلاح – الاسم محجوب"
والتاريخ… كان من سنتين، نفس الفترة اللي اختفى فيها أبوها أسبوع كامل ورجع متعور.
"أنا مش بتوهم… في حاجة غلط فعلاً."
---
في منزل علي بدران – غرفة مكتبه
كان بدران قاعد على الكرسي، بيشرب قهوته بنرفزة، لمّا دخل عليه واحد من رجّالته وقال:
"البنت بدأت تدور… شوفناها وهي بتبحث باسمك على الإنترنت."
رمى الفنجان بعصبية وقال:
"لو عرفت حاجة، كل اللي بنيناه هيقع… البت دي لازم تتوقف."
---
في غرفة لارين – ليلًا
وقفت قدام صورة قديمة لأمها، تحضنها وهي طفلة.
أغمضت عينيها وهمست:
"ماما… ليه سبتيني؟ كنت محتاجة حضنك دلوقتي… محتاجة حد يقولّي أصدّق إيه وكذّب إيه."
أخذت الصورة، وفتحت درج قديم فيه متعلقات أمها.
ورقة طبية، قصاصة من جريدة مقطوعة، وميدالية قديمة محفور عليها حرف "س".
وقفت تتأملهم… وتحاول تفك الشيفرة اللي شايلينها.
---
في اليوم التالي – شارع جانبي قريب من بيتهم
راحت لارين تقابل راجل كبير اسمه "عم شحاتة"، كان جارهم زمان.
"حضرتك كنت جارنا من زمان؟"
"أيوه يا بنتي، فاكرك وإنتي صغيرة."
"كنت عايزة أسألك… بابا كان شغال في إيه زمان؟"
سكت عم شحاتة لحظة، وبص حواليه قبل ما يرد:
"باباكي ده كان دايمًا في حاله… بس الناس كانت بتخاف تقرب من بيته. كتير كانوا بييجوا له بالليل، وكله سرية."
"يعني كان بيشتغل إيه؟"
"معرفش… بس اللي أعرفه إن البوليس فتش البيت مرة، وبعدها الناس بطلت تيجي."
مشيت لارين من المكان وهي بتحس إن الأرض بتتهز تحتها.
"أنا بنت مجرم؟!… ولا في حاجة تانية مستخبية أكتر؟"
---
من سيارة مركونة على بُعد شارعين
مراد بيتكلم في اللاسلكي:
"البنت بدأت تربط الخيوط… راحت للجيران القدام، وبتنقّب ورا الماضي."
رد مالك بصوت متوتر:
"تابعها كويس… لو عرفت الحقيقة من غير ما أكون أنا اللي أقولها، كل حاجة هتبوظ."
روايه عشق المالك
البارت 7
كانت الشمس بتغيب، ونسمة هواء خفيفة ولارين ماشية وسط شوارع إسكندرية، لكن لارين كانت حاسة إن الهوا بيحمل حاجة غير مريحة…
إحساس غريب، كأن في حد بيتبعها.
مش بس إحساس… ده بقى واقع بيتكرر من كام يوم.
خرجت من الكلية، وقبل ما توصّل محطة الترام، استدارت فجأة.
شارع شبه فاضي… لكن شافت لمحة شخص واقف عند ناصية، نازل كاب على عينه، ومجرد ما بصت له… اختفى.
اتنهدت، لكن قلبها كان بيرفرف.
"مش ممكن أكون بتخيل… بس مش أول مرة أحس كده."
شدت شنطتها على كتفها ومشت بسرعة.
---
في شقة مالك – مساءً
في صالة البيت، كانت مليكة بتحط الأطباق على السفرة، ووالدتهم قاعدة بتقلب في كشكول وصفات قديم، ومالك لابس ترنج بيتي، قاعد على الكرسي بضحك وهو بيهزر مع أخته.
مليكة:
"يعني أنت ظابط وعندك سلطة… ولسه بتخاف من كفتة ماما اللي فيها كمون كتير؟"
مالك (ضاحكًا):
"أنا لو دخلت عركة مسلحة أهون من طبق فيه كمون أكتر من الطبيعي! مش فاهمة إزاي بتستحملوه!"
الأم :
"هاتكل وانت ساكت يا سيد الرجالة… كمون إيه ده؟ دي وصفة جدتك الله يرحمها."
مالك:
"يعني وراثة… الموضوع طلع تقليد عائلي مش خطأ طبخي!"
ضحكوا التلاتة، وضحكهم كان بسيط… دافيء… مشهد بيوصل أمان البيت وحنيته.
وبين الضحك، نظرت الأم له وقالت :
"مالك… شغلك صعب وأنا عارفة، بس خلي بالك من نفسك… ومن قلبك. متنساش إنك بني آدم قبل ما تكون ظابط."
سكت مالك لحظة، وبصّ في عينيها، وقال بهدوء:
"عارف يا أمي… وبحاول على قد ما أقدر… بس في حاجات خارجة عن إرادتي."
مليكة:
"زي إيه؟"
مالك:
"زي إنك تقابل حد… ويغيّرلك دنيتك، حتى لو انت مش عارف ده صح ولا غلط."
سكتت الأم… وشالت نظرتها عنه، كأنها حاسة إن في حاجة جوّه مش قادر يقولها.
---
في مكان تاني – من داخل سيارة
مراد قاعد في العربية، عينه على لارين من بعيد وهي داخلة العمارة.
فتح اللاسلكي وقال:
"مازالت تحت المراقبة… بس شكلها بدأت تحس… حذرة جدًا النهاردة."
صوت مالك جاله من السماعة:
"خليك وراها… أي تصرف غريب بلغني فورًا."
---
لارين – في أوضتها
وقفت قدام الشباك، وبصت في الشارع.
مفيش حاجة واضحة… بس عقلها مش سايبها.
"أنا واثقة… في حد بيراقبني."
😔😔😔
روايه عشق المالك
البارت 8
الساعة كانت قرابة الخمسة، والنهار بيموت ببطء، والشارع شبه فاضي… خطوات لارين كانت سريعة، شنطتها متعلقة على كتفها، وإحساس الخوف بيتنفس جنبها.
كل ما تبص وراها، تلاقي الشارع فاضي… بس قلبها بيقول غير كده.
نفس الخطوات، نفس الظلال، نفس الشعور المقلق اللي لاحقها بقاله أيام.
عدّت من شارع جانبي قريب من بيتها، وهناك…
ظهر الشخص اللي كان بيطاردها.
واقف بظهره، لابس جاكيت أسود وكاب نازل على وشه، كأنه مستنيها.
اتشدّت.
وقفت.
ضربات قلبها عليت فجأة.
لارين (بحزم وقلق):
"إنت مين؟!"
ما اتحركش.
لارين (بصوت أعلى):
"أنا سألتك… إنت مين؟! بتتبعني ليه؟!"
اتلفت ناحيتها… ونزل الكاب شوية، لكن ملامحه لسه مش باينة تمامًا بسبب الظل.
مراد كان بيحاول يهدّي نبرته، لكنه غلط غلطة صغيرة… قال اسمها.
مراد (بهدوء):
"إهدي يا لارين…"
اتجمدت.
لارين (بعصبية):
"إنت قلت اسمي…! إنت تعرفني؟! إزاي؟ أنا عمري ما شفتك!"
مراد (يحاول يخفف التوتر):
"أنا مش عدوك، صدقيني. بس كان لازم أتابعك… للحماية بس."
لارين (بغضب مكتوم):
"حماية إيه؟! أنا مش طفلة، ولا محتاجة حد يراقبني! إنت شغال مع بابا؟! ولا وراه؟!"
مراد (بتردد):
"أبوك... موضوعه معقّد، وأنا مش هنا عشان أشرحلك دلوقتي."
لارين (تقرب منه بشجاعة رغم الخوف):
"أنا هبلّغ عنك… عارف؟ هصوّرك وهبعت للشرطة!"
مراد (بسرعة):
"أنا من الشرطة يا لارين… ومش هأذيك. لكن في حاجات أكبر بكتير مما انتي فاهمة."
سكتت لحظة… ضايعة بين الغضب والخوف، بين ألف سؤال وسؤال.
كانت هترد، لكن عربية ظهرت فجأة من بعيد، ومراد استغل اللحظة واختفى في الزحمة، قبل ما تلحق تسأله تاني.
فضلت واقفة مكانها…
مرتعشة، متوترة، وكل حاجة بتدور في عقلها.
"قال إنه من الشرطة… وذكر أبويا… وبيتابعني… يبقى في حاجة كبيرة… وناس كتير مش عايزينني أعرفها."
---
مرّ يوم كامل بعد مواجهة "الرجل الغامض" اللي قال إنه من الشرطة… لارين ما قدرتش تهدأ، وكل سؤال سألته لنفسها فتح وراه أبواب جديدة.
كانت قاعدة في أوضتها، عنيها بتلفّ على الحيطة، بس عقلها في مكان تاني.
"هو مراد قال إن أبويا موضوعه معقّد… يعني في حاجة فعلاً؟!"
قامت بسرعة، وراحت على أوضة أبوها. كانت فاضية، وهو نزل من بدري.
لارين (تهمس لنفسها):
"أنا لازم أعرف… حتى لو دا آخر حاجة أعملها."
فتحت دولابه، بصت في درج الكومود، ورق كتير… فواتير قديمة، قصاصات جرائد… لكن وسط الورق، كانت في ورقة مطوية ومخبّية جوه كتاب.
شدّت الورقة وفتحتها…
"عملية تسليم – سلاح آلي 7 قطع – الموقع: الميناء الجنوبي – التوقيع: علي بدران "
الاسم… التوقيع… الحقيقة وقعت قدام عنيها بدون رحمة.
اترجّت إيديها، والورقة وقعت منها.
لارين (بصدمة):
"لا… لا مش ممكن… مش بس شغال في تجارة السلاح… ده بيقودها؟!"
قبل ما تلحق تجمع نفسها… الباب اتفتح بعنف!
بدران (بصوت مرعب):
"بتعملي إيه في حاجتي؟!"
اتجمدت مكانها.
لارين (مرعوبة):
"أنا… أنا كنت بدوّر على…"
شاف الورقة في إيديها، وشكله اتبدّل.
عنيه اشتعلت بالغضب، ووشه اتحوّل لقناع قاسي.
بدران (بصوت مفزوع):
"انتي فتّشتي ورايا؟! بتتجسّسي عليا؟!"
لارين (تبكي):
"أنا بنتك! من حقي أعرف إنت مين!"
صرخ وهو بيقرب منها، ومد إيده بقسوة.
ضربها على وشها، وقعت على الأرض، مسكت خدها وهي بتبكي.
بدران (غاضبًا):
"أنا قلتلك مليون مرة… أنا مش أبوك! أنا غلطة حصلت، وانتي نتيجتها! ومش هاسمحلك تدمّري حياتي!"
لارين (منهارة):
"أنت اللي دمّرت حياتي… مش أنا!"
سابها مرمية على الأرض، وخرج من الأوضة وهو بيترعش من الغضب.
فضلت هي على الأرض… بتعيط، ومسكّة الورقة كأنها آخر دليل على عقلها اللي بيحاول يفهم.
"أنا كنت بضحك على نفسي… وهو عمره ما شافني بنته."
❤❤❤
روايه عشق المالك
البارت9
الليل هادي، والشارع نايم… بس قلبها صاحي، بيصرخ وبيقولها "اهربي".
لارين لبست طرحتها، لمّت حاجتها في شنطة صغيرة، وخرجت من البيت بخطوات مرتجفة، بس مصممة.
الهواء كان برد، بس اللي جواها أوجع بكتير من أي ريح.
ركبت أول ميكروباص، ومفيش في بالها غير عنوان بيت مليكة.
ما كانتش عارفة هتقول إيه، ولا هتعمل إيه، بس كانت حاسة إن وجودها مع مليكة ممكن يكون أمان.
بعد وقت، وقفت قدام الباب، وضغطت الجرس.
فتح الباب بهدوء، وظهرت سيدة في الخمسينات، بوش طيب ودافي… كانت أم مليكة.
الأم (بابتسامة):
"أيوة يا بنتي؟"
لارين (بصوت مكسور):
"أنا آسفة… أنا… أنا صاحبة مليكة… ممكن أدخل؟"
الأم لاحظت تورم وشها، وجفاف شفايفها، والدموع اللي كانت لسه ما نشفتش.
الأم (بقلق وحنان):
"يا بنتي! إنتي وشك فيه إيه؟! تعالي تعالي جوه…"
دخلت لارين بخطوات مهزوزة، والأم خدت منها الشنطة، وودّتها على الصالة.
الأم (بحنان):
"اقعدي… اهدي شوية. عايزة تشربي حاجة؟ ميّه؟ عصير؟"
لارين (تبكي):
"حضنك بس…"
بصت لها ، وفتحت دراعها، ولارين وقعت جوا حضنها وهي بتنهار.
لارين (تشهق من البكا):
"أنا تعبت… أنا خلاص مش قادرة…"
الأم (بهدوء وهي تمسح على شعرها):
"ولا يهمك يا بنتي… انتي في أمان. محدش هيقربلك هنا."
فضلت سايبها تعيط، لحد ما خفّت شوية، وساعتها نادت بصوت عالي:
"مليكة! يا مليكة، تعالي بسرعة!"
نزلت مليكة من فوق، ولما شافت لارين، جريت عليها وضمّتها.
مليكة:
"يا نهار أبيض… إيه اللي حصل؟!"
الأم (بحنان):
"اللي حصل حصل… دلوقتي نوقف جنبها."
لارين رفعت وشها، وبصّت ليها اللي أول مرة تشوفها.
لارين (بصوت واهن):
"حضرتك أول واحدة… حسيت معاها بدفء بعد ماما."
الأم (بابتسامة حزينة):
"ياحبيبتي ربنا يبعتلك اللي فيه خير يا بنتي."
---
الليل بقى أهدى شوية، والساعة عدّت اتناشر.
لارين كانت قاعدة على السرير في أوضة مليكة، لافّة طرحتها بعشوائية، ووشها لسه عليه آثار الألم، بس عنيها المكسورة كانت بدأت تنطق بالحكي.
مليكة بهدوء وحذر:
"قوليلي يا لارين… من الأول خالص. إيه اللي خلى وشك كده؟ إنتي هربانة من إيه؟"
لارين تتنهد وهي تبص في الأرض:
"أنا ماكنتش عايزة أصدق… بس الشك دخل قلبي من أول يوم جه فيه راجل عند باب الكلية، وقاللي إن أبويا مش زى ما أنا فاكرة."
مليكة بانتباه:
"راجل؟ مين؟"
لارين:
"قال إنه من الشرطة… اسمه مراد."
مليكة باندهاش مكتوم:
"مراد؟! …مراد ده يبقى صاحب مالك… أخويا."
لارين ترفع راسها بتوتر:
"إيه؟!"
سكتوا لحظة… الاتنين مصدومين، كل واحدة بطريقتها.
مليكة ببطء:
"طب كمّلي… بعد ما قالك كده، عملتي إيه؟"
لارين بنبرة وجع:
"رجعت البيت وبدأت أربط حاجات… وشه الغضبان، قسوته، كلامه اللي دايمًا فيه رفض… فتشت في حاجته، ولقيت ورقة… تثبت إنه بيتاجر في السلاح."
مدّت إيدها وطلّعت الورقة، مليكة خدت الورقة، قرأتها، وشها تغيّر.
مليكة:
"يا نهار أبيض… ده توقيع، واسم مكان، وقطع سلاح؟! انتي متأكدة؟"
لارين بدموع:
"أكيد… ولما شافني شايفاها، ضربني وقاللي: أنا مش أبوك."
سكتت لحظة، وبعدين قالتها بجملة كسرت قلب مليكة:
"أنا عمري ما كنت بنته… بس كنت دايمًا فاكرة إني غلطة بتتغفر مع الوقت."
مليكة بصوت مكسور:
"لارين… إنتي قوية أوي، بس الموضوع ده كبير… أكبر مني ومنك."
لارين:
"أنا مش جاية أحمّلك حاجة… بس حسيت إني لو جيتلك، هبقى لسه واقفة على أرض."
مليكة تمسك إيدها:
"وإنتي فعلًا واقفة… وده أهم حاجة دلوقتي."
سكتوا لحظة، وكل واحدة منهم كانت بتحاول تهضم حجم اللي اتقال.
مليكة بهدوء:
"بس في سؤال… مالك، أخويا، بيشتغل في الشرطة. ولو فعلاً هو بيحقق في بدران… يبقى كل ده ممكن ينفجر في وش الكل في أي لحظة."
لارين بصوت مرعوب:
"أنا عارفة… وعلشان كده أنا هفضل مستخبية شوية. ومش هتكلم مع مالك… مش دلوقتي."
مليكة:
"طب ولو أبوكي اكتشف إنك جيتي هنا؟"
لارين بحزم لأول مرة:
"مش هيفرق… لو هيفضل يطاردني، يبقى أهرب لبعيد أوي. لكن قبل ما أهرب… أنا لازم أعرف كل حاجة عنه."
روايه عشق المالك
البارت 10
كانت لارين قاعدة في أوضة مليكة، ملامحها مشوشة، وبتحكي بصوت منخفض، لكن قلبها بيخبط في صدرها كأنه بيحاول يهرب.
لارين بتهمس:
"أنا فتشت في حاجته… كنت بدور على إجابة…
ولقيت ورقة فيها أسماء وأرقام، وحاجات عن شحنة سلاح… أنا مش فاهمة كل حاجة، بس اللي فهمته إنه… مش إنسان عادي."
مليكة بدهشة:
"باباكي؟! إنتي متأكدة؟"
لارين بهمّ:
"أنا كنت شاكّة من زمان، بس… دلوقتي متأكدة.
هو مش بس تاجر سلاح، ده ممكن يكون مجرم كبير."
في اللحظة دي، كان مالك بيطلع السلم…
راجع من مأمورية، وبالصدفة سمع صوت أختُه، وصوت تاني مألوف… صوت لارين.
وقف، وقرب من الباب المفتوح نصه… وسمع.
مليكة بقلق:
"طب ومالك؟ لازم يعرف، ده شغله."
لارين بصوت مكسور:
"هو حتى ميعرفنيش كويس… إحنا ما اتكلمناش غير مرات قليلة…
ويمكن يحس إني كدابة، أو شريكة في اللي بيعمله بابا."
مالك دخل بهدوء وصوته هادي:
"أنا عارف كل حاجة يا لارين."
التنين بصوا له، لحظة صمت خيمت على الأوضة.
لارين واقفة بسرعة، بعصبية:
"إزاي… إزاي بتقول كده؟!"
مالك بهدوء لكنه حاسم:
"عارف من الأول إنك بنت بدران…
بس اللي ما كنتش متأكد منه، هل كنتي تعرفي؟ هل كنتي شريكة؟
كنت براقبك… مش لأنك متهمة، بس عشان اتأكد"
لارين بصوت مرتجف:
"يعني انت اللي خليت مراد يراقبني عشان كنت شاكك فيا "
مالك:
" لأ طبعا بس أنا ظابط، بس قبل كده بني آدم…
وكل حاجة عرفتها عنك بتقولي إنك أنضف من أي حد.
بس اللي بنلعب فيه كبير، ومفيهوش مجال للخطأ."
مليكة بتدخل بهدوء:
"مالك… هي مش لوحدها دلوقتي."
مالك يبص للارين:
"أنتي في خطر يا لارين… بدران لو شاف إنك قربتي من الحقيقة، مش هيتردد لحظة انه يعمل فيكي حاجه.
بس انتِ مش هتواجهي ده لوحدك احنا هنكون معاكي."
لارين بصوت خافت لكن فيه قوة:
"وأنا مش هسكت… حتى لو كان أبويا."
مالك ينظر لها :
"وإحنا هنواجه سوا… بس كل خطوة من هنا لازم تتحسب صح."
مالك:
"انا عارف اللي شفتيه مش سهل… بس اللي جاي أصعب.
عايزينك تفضلي هادية، وتبقي جزء من خطة أكبر."
لارين بقلق:
"يعني أنا بقيت ضمن تحقيق رسمي؟"
مالك بحنان خفي:
"لأ، إنتي بقيتي شاهدة مهمة… وركن أساسي في حل اللغز.
أي حاجة هتفك لغز بدران، لازم تمر من عندك."
لارين :
"أنا مش هخاف.
هو صحيح أبويا، بس الحقيقة أهم… أنا حتى مش عارفة يعني إيه أب بجد."
مالك قام وفتح ملف صغير وقال:
"دي صورة من الورقة اللي لقيتيها، مسحناها وحللنا الأسماء اللي فيها.
فيه واحد اسمه 'خالد القصاص'… ده المساعد الأيمن لبدران.
لو قدرنا نوصله… نقدر نفك أول خيط."
لارين بتفكر:
"الاسم ده… مرّ عليّ، سمعته في مكالمة مرة، وكان بيزعق، قاله: "دي آخر مرة تبعتلي الشحنة ناقصة يا خالد.""
مالك بيركز معاها:
"أنتي عارفة مكانه؟"
لارين :
"كان دايمًا بيجيله واحد أصلع، عنده لوجو على جاكته، لوجو بتاع محل قطع غيار… في المنشية."
مالك بنبرة حاسمة:
"يبقى نبدأ من خالد القصاص.
الاسم اللي سمعتيه في المكالمة… ومحل قطع الغيار اللي في المنشية.
دي أول خيط فعلي نقدر نمسكه."
"من بكرة، هنبدأ نتابع المكان، وإنتِ هتكملي حياتك عادي…
لكن في أي لحظة تحسي بخطر، ده الموبايل اللي هنتواصل بيه، والرمز ده هيخلينا نتحرك فورًا."
لارين تاخد الورقة وتبص فيها:
"أنا جاهزة… بس ماينفعش أفضل عايشة في بيت واحد معاه."
مالك:
"مش دلوقتي.
لما نوصل للمرحلة اللي نقدر نحرك فيها رسمي، ساعتها هنأمنك مكان
"وأنا وعدتك… مش هتواجهي ده لوحدك."
لارين:
تمام وقامت تمشي قبل ما تمشي، بصت لهما،
وفي عينيها خوف… لكن كمان فيه قوة ماكنتش عندها قبل كده.
😔😔
روايه عشق المالك
البارت 11
كان الوقت قرب المغرب، ضوء الشمس بيختفي ورا نوافذ مكتب العمليات، والهدوء بيغلف المكان… بس جوا المكتب، كانت العقول شغالة بأقصى طاقتها.
مراد كان واقف قدام السبورة اللي متعلقة على الحيط، وعليها صور وأسماء ومخططات متشابكة…
بينما مالك كان قاعد، بيقلب في ملف صغير بين إيديه.
مراد :
"يعني هي عرفت فعلاً؟"
مالك هزّ راسه:
"أيوه… امبارح كانت جاية عند مليكة، وأنا بالصدفة كنت معدي، وسمعت الكلام بينهم… دخلت وواجهتها."
مراد بتركيز:
"وقالت إيه؟"
مالك:
"كانت مصدومة… بس مش منهارة، بالعكس.
بدأت تربط حاجات كتير… واتفاجئت لما قلتلها إني كنت عارف من الأول إنها بنت بدران."
مراد :
"ما أنت دمّك تقيل أهو… كان لازم تقول من الأول."
مالك ابتسم بخفة:
"كنت عايز أشوف هي تعرف ولا لأ… وهي طلعت مش عارفة فعلًا.
ولما جبت سيرة خالد القصاص، وشفت رد فعلها… تأكدت إنها شافت وسمعت حاجات، حتى لو مش مخدتش بالها."
مراد رفع حاجبه:
"هي تعرفه؟"
مالك:
"سمعته في مكالمة قبل كده، وكان دايمًا بيجيله راجل أصلع، عليه لوجو محل قطع غيار… في المنشية.
دي أول خيط حقيقي نمسكه."
مراد ابتسم:
"يبقى هنبدأ من هناك.
هننزل النهاردة، نتابع المحل والمكان حواليه، ونشوف الراجل ده بيظهر إمتى وبيروح فين."
مالك بحسم:
"بس خلي بالك… لو بدران شك إنها بتتحرك ضده، هيتصرف.
ولارين حاليًا ما تقدرش تتحمل صدمة تانية."
مراد بهدوء:
"ما تقلقش… طول ما إحنا بنسبق بخطوة، مش هنوصل للنقطة دي.
ولارين مش لوحدها دلوقتي."
لحظة صمت عدّت بينهم، قبل ما مراد يضيف وهو بيراجع الأوراق:
مراد:
"النهاردة نراقب خالد… ولو قدرنا نوصله، نفتح الدفتر كله."
مالك وقف:
"وأنا معاك."
خرجوا من المكتب بخطى ثابتة…
وكل واحد فيهم عارف إن اللعبة بقت أخطر، وإن أول خيط حقيقي في شبكة بدران… خلاص في إيديهم.
---
ليل إسكندرية كان بارد، والهواء بيحمل ريحة البحر ممزوجة بريحة الزيت والدخان اللي طالع من ورش العربيات في المنشية.
واقف على ناصية شارع جانبي، كان مراد بيراقب من عربية صغيرة، والنور مطفي… جنبه مالك، مركز بنظرات صقر ومعهم قوات من الشرطة.
مراد بصوت واطي في اللاسلكي:
"الهدف خرج من المحل… جاكت جلد، أصلع، على دراعه لوجو المحل.
خالد القصاص. اتجه نحية الجراج اللي ورا الورشة."
مالك بسرعة:
"نتحرك… بس بهدوء. مش عايزين نخوفه."
نزلوا من العربية، وبدأوا يتحركوا في صمت واحتراف.
في آخر الزقاق، كان خالد واقف بيكلم واحد، وصوته واضح:
خالد بصوت غليظ:
"قول لبدران إن اللي بيعمله ده خطر… دي تالت شحنة تتأخر، وأنا مش هسكت!"
مالك فجأة وهو بيخرج من الضلمة:
"ولا إحنا هنسكت يا خالد."
خالد اتفاجئ واتلفت بسرعة:
"مين؟!… أنت؟!"
مراد خرج وراه:
" الشرطة. ودي نهاية اللّف والدوران."
خالد بغل:
"أنا معملتش حاجة… ده محل قطع غيار مرخّص!"
مالك ابتسم بسخرية:
"ورايح لجراج في نص الليل عشان تركب بنزين في العربية؟"
خالد بدأ يتوتر:
"اسمعوني… أنا معرفش حاجة عن شغل بدران!
أنا كنت مجرد وسيط… وقطعت علاقتي بيه من شهور!"
مراد:
"بس لسه بتوصل له كلام… ولسه بتستلم شحنات، ولسه بتقبض."
خالد بعد لحظة صمت:
"بدران اختفى… بقاله أسبوع مابيردش على حد.
حتى رجالتُه مش عارفين مكانه… وكل حاجة متوقفة."
مالك عيونه ضاقت:
"ليه؟ خايف؟
ولا فيه حاجة كبيرة جاية وهو بيحضّر لها؟"
خالد :
"اللي أعرفه إنه ناوي يعمل ضربة كبيرة…
بس المرة دي، مش في تهريب سلاح… في تصفية حسابات.
قال: "اللي خانني هيدفع التمن… حتى لو كانت بنته.""
اتبادل مراد ومالك نظرات سريعة…
المعلومة نزلت زي الصاعقة.
مالك بصوت حاد:
"إحنا هنا مش بس عشان نقبض عليه…
إحنا هنا عشان نوقفه قبل ما يأذي أي حد تاني."
خالد بتوتر:
"أنا قولت كل اللي عندي… سيبوني أعيش."
مراد:
"هنشوف الكلام ده بعدين يلا معانا ."
روايه عشق المالك
البارت 12
في مكان مجهول، مخزن قديم على أطراف المدينة، كان
بدران واقف قدام خريطة معلّقة على الحائط…
بيوزّع نظراته الباردة على نقاط حمراء وسوداء.
دخل أحد رجاله بسرعة، متوتر ومهزوز:
الرجل:
"خالد… اتقبض عليه.
بس احنا عرفنا إن الشرطة كانت بتراقبه."
بدران ببرود قاتل:
"كنت عارف إنه هيضعف."
لف وراح قاعد على الكرسي الخشبي، وأخرج مسدسه، وبدأ ينظفه بهدوء.
بدران:
"المرحلة الجاية، مفيهاش رحمة.
البنت؟ لازم نخلّيها درس…
مش بس عشانها، لأ… عشان أي حد يفكر يلمّس اسمي."
الرجل متردد:
"بس… دي بنتك يا باشا…"
بدران رفع عينه:
" هي بنت غلطة، وانا مش عايزها ولا بعتبرها بنتي
وغلطتي مش هتمشي على الأرض وتفتح بقيها."
وقف، وصوته كان مليان سمّ:
بدران:
"ابدأ التحضير… هنتحرّك قريب.
بس مش زي كل مرة… المرة دي، أنا اللي هصطاد."
---
كانت لارين قاعدة في أوضتها، والإضاءة الخافتة مخليّة كل ظلّ حواليها شكله مرعب…
إيدها بترتعش وهي ماسكة الورقة اللي لقتها وسط حاجات والدها، وعلى وشها ملامح قلق وارتباك.
بدأت تسمع صوت حركة غريبة تحت…
أولها افتكرت إن ده والدها، لكن الخطوات كانت سريعة، مش بتاعته.
قامت من على السرير بخوف، وقلبها بيدق بسرعة.
مسكت موبايلها، وكتبت بسرعة رسالة لـ مليكة:
> "لو حصلي حاجة… قولي لمالك إن في ورقة تحت المرتبة القديمة… مهمة جدًا."
مجرد ما ضغطت "إرسال"، سمعت الباب بيتفتح بعنف!
ما لحقتش حتى تتحرك… الباب اتكسر!
ثلاثة ملثمين دخلوا، واحد منهم مسكها بسرعة، والتاني سدّ بقها بقطعة قماش، والتالت فتّش المكان بسرعة بعينه.
لارين بتصرخ بكتمة:
"مممم!!… سيبوني!!"
لكن ماحدش رد…
خدوها بالعافية، وقبل ما يخرجوا، واحد منهم رجع للمكان وبص حواليه كأنه بيدوّر على حاجة.
ثم خرجوا… والبيت بقى ساكت كأنه مهجور.
كانت مليكة قاعدة في أوضتها، بتراجع شوية أوراق للمذاكرة، لما الموبايل رنّ برسالة.
شافت اسم المرسل:
"لارين"
ابتسمت، وفتحت الرسالة… لكن ابتسامتها اتجمّدت.
> "لو حصلّي حاجة… قولي لمالك إن في ورقة تحت المرتبة القديمة… دي مهمة جدًا."
مليكة بهمس:
"إيه ده؟!"
قامت بسرعة، قلبها بيخبط، وخرجت من أوضتها تجري ناحية أوضة مالك.
مليكة وهي بتخبط على الباب:
"يا مالك! افتح بسرعة! دي لارين! حصل لها حاجة!"
فتح الباب وهو لابس ترينينج سادة، وشكله متفاجئ.
مالك:
"في إيه؟!"
مليكة بتمديله الموبايل:
"بعتتلي دي من شوية! و مش بترد على التليفون! أنا قلبي مقبوض يا مالك… حاسة إنها حصلها حاجه او اتخطفت !"
قرأ الرسالة، وعيونه اتصلّبت.
مالك بصوت غاضب وحاسم:
"هنروح دلوقتي حالًا… وهنقلب الدنيا."
---
لارين كانت مرمية على الأرض، في مكان مظلم، برده شديد، وإيدها مربوطة من وراها.
كانت فاقدة توازنها، ووشّها فيه أثر كدمة.
الأنوار اتفتحت فجأة…
وظهر قدامها بدران بنفسه، واقف ووشه مليان قسوة.
بدران بصوت جامد:
"كنتي فاكرة إني مش هعرف؟ إنك بتدوّري ورا ضهري؟"
لارين بصوت متقطع وهي بتحاول تقوم:
"أنا مش خايفة منك… حتى لو قتلتني."
بدران اتحرك ناحيتها:
"اللي زيّك بيتكلم كده؟!
فاكرة إن الورقة دي هتوصلك لحاجة؟!
ده جزء بسيط من اللي أنا عملته…
ولو فتّحتِ بقك أكتر… هتدفعي التمن غالي."
لارين بصوت متحدي رغم ضعفها:
"أنا دفعت التمن من زمان… من يوم ما جيت الدنيا وانت مش شايفني بني آدمة."
وقف قدامها، وضربها بالقلم.
بس هي ما بكتش.
ولا حتى رمشت.
سابه وخرج…
لكن قبل ما يقفل الباب، قال لرجاله:
بدران:
"محدش يقرب منها…
بس لو حاولت تهرب، خلّوها عبرة."
تقفل الباب…
ولارين فضلت تبص في السقف، والدم بينزل من جنب شفايفها…
لكن في عينيها نور التحدي كان لسه موجود.
---
في مكتب صغير في قسم العمليات الخاصة، كان مالك واقف قدام المكتب، وإيده ماسكة ورقة عليها رموز وأرقام بخط بدران.
جنبه مراد، بيركز بعينه على تفاصيل الورقة.
مراد:
"الورقة دي مش عشوائية… شوف الرقم ده، 108 – 4 – B…
ده ممكن يبقى كود مخزن أو عنوان."
مالك بتوتر:
"والموقع اللي جمبه مرسوم عليه خط ساحلي…
ده معناه إنه قريب من الميناء."
مراد :
"يبقى نتحرك فورًا… قبل ما بدران يعمل فيها حاجة."
مالك بعزيمة:
"أنا مش ناوي أسمح له يأذيها تاني…
حتى لو اضطرّيت أكسر كل القوانين!"
---
في غرفة مظلمة، كانت لارين قاعدة على الأرض، الإضاءة خفيفة، بس عينيها كانت بتتحرك بدقة.
لاحظت إن في كاميرا صغيرة في الزاوية العليا…
وأن الباب معدن قديم بيصدر صرير لما حد يفتحه أو يقفله.
من الحيطة المقابلة، سمعت همسات رجال، واضح إنهم مش عارفين إنها قريبة كفاية.
رجل 1:
"الباشا ناوي ينقلها بعد بكرا…
بيقول لازم نخلص من كل اللي شاف أو عرف."
رجل 2:
"وسايبها لحد دلوقتي ليه؟"
رجل 1:
"بيقول عايز يشوف هتستسلم ولا لأ."
رجع الهدوء… لكن لارين كانت خلاص سمعت الكفاية.
لارين بهمس:
"يعني فاضللي يومين…
يعني ممكن أقدر أستغل الوقت ده… و أهرب."
---
كانت لارين في نفس المكان، وعيونها بتلمع رغم الوجع.
بدأت تفكر في كل خطوة ممكن تساعدها تهرب.
راقبت مفاتيح الباب مع الحارس لما دخل من شوية…
شافت إن القفل مش إلكتروني، وإن الكرسي اللي جنبها ممكن تفكه منه مسمار وتستخدمه…
لكن وهي بتحاول تقوم…
الدنيا لفت بيها.
إيدها اتسندت على الحيطة، قلبها بدأ يدق بشكل عشوائي.
لارين بهمس مخنوق:
"يا رب… مش دلوقتي… مش هنا…"
وقعت على الأرض، نفسها بدأ يضعف، عينيها بتزوغ، وجسمها بيترعش.
ما كانش معاها علاجها…
ولا في أي حد يسمعها دلوقتي.
---
كان مالك واقف بعيد عن المخزن القديم اللي وصله من خلال الورقة.
في إيده سلاحه، وبجانبه مراد وفريق صغير من الشرطة.
مالك بصوت جاد:
"هي جوه… لازم نتحرك دلوقتي."
أمر باقتحام صامت، وبدأ الفريق يقتحم من الجهة الجانبية.
دخلوا بهدوء…
وبدأ الاشتباك، أصوات طلقات متفرقة، صراخ، وهروب رجال بدران في كل اتجاه.
مالك دخل بسرعة وهو بيصرخ:
مالك:
"لارين!!"
فتح باب الغرفة الحديد…
ولقى لارين مرمية على الأرض، مغمى عليها، ونَفسها ضعيف جدًا.
ركع جنبها بسرعة، شالها بحذر، ونادى بأعلى صوته:
مالك بصرخة:
"إسعاااف! بسرعة! معانا حالة حرجة!!"
وهو شايلها في حضنه، عينه كانت مليانة خوف…
مش الضابط، ولا القائد،
بس الراجل اللي قلبه اتعلق بيها من غير ما يشعر.
لحظة وظهر بدران في الممر، بيحاول يهرب.
لكن مراد ظهر ورفعه السلاح عليه.
مراد بحزم:
"نهاية الطريق، يا بدران."
مالك بغضب:
"لو حصل لها حاجة… أنا مش هرحمك."
بدران بسخرية ضعيفة:
"كنت فاكرها أداة… طلعت نقطة ضعفك."
مالك بصوت حاسم:
"وأنت… نهايتك هتكون بسببها."
روايه عشق المالك
البارت 13
في مستشفى كبيرة وسط الإسكندرية، كانت مليكة واقفة
الكوريدور قدام غرفة العناية المركزة، ووشها شاحب وعيونها مليانة دموع.
مالك كان واقف بعيد، ساكت…
وفي وشه ملامح متضاربة بين القلق والغضب والحزن.
كانت والدته قاعدة على كرسي جنب الحيطة، بتستغفر بصوت خافت، والدعاء ما بيسكتش من على لسانها.
طلع الدكتور من غرفة العناية، ووشه جاد.
الدكتور:
"أنتو أهل المريضة لارين بدران؟"
مالك اقترب بسرعة:
"أيوه… حالتها إيه؟!"
الدكتور بهدوء :
"البنت عندها ضيق شديد في الصمام الميترالي، وحصلها أزمة حادة بسبب التوتر والضغط…
هي مستقرة مؤقتًا، لكن محتاجة عملية قلب مفتوح في أقرب وقت."
مليكة بانهيار:
"يعني خطر؟"
الدكتور:
"لو اتأخرت علي العمليه في خطر كبير جدًا علي حياتها."
الأم بدموع:
"هنعمل العملية… حتى لو في آخر الدنيا."
مالك بصوت حاسم:
"جهزوا كل حاجة… أنا المسؤول عن حالتها، وهتكفل بكل شيء."
---
في قسم الشرطة، جلس مراد على طرف مكتب التحقيق، ووشه فيه ملامح احتقار واضحة.
قدامه قاعد بدران، وإيده متكلبشة، ومكشر من غير أي ندم.
مراد ببرود:
"شايف يا بدران؟
اللي كنت فاكره فوق القانون، واقع قدامي زيه زي أي مجرم تافه."
بدران بصوت ساخر:
"أنا لو اتكلمت… هتشوفوا أسماء كبيرة بتقع."
مراد:
"اتكلم… ودي شغلتنا.
بس ده مش هيقلل من جرائمك:
تجارة سلاح، اختطاف، محاولة قتل بنتك، غسل أموال…
قضيتك جاهزة تتقفل قدامي."
بدران :
"لسه ما شوفتوش كل حاجة…
في ناس أكبر مني ورا كل ده."
مراد قرب وشه منه:
"بس في بنت صغيرة كسرت غرورك… وده كفاية."
دخل أحد الضباط:
الضابط:
"أوامر النيابة صدرت…
بدران يتحول فورًا على النيابة بتهم متعددة."
مراد وهو بيقوم:
"أخدنا أول خطوة…
والباقي للعدالة."
---
في غرفة بيضاء في الطابق الرابع،
كانت لارين نايمة على السرير، لونها باهت، وأنفاسها متقطعة لكنها بدأت تستفيق ببطء.
فتحت عينيها على خيال شخص واقف جنبها…
كان مالك، قاعد على الكرسي وراسه منحني، وإيده ماسكة إيدها.
لما حركت صباعها، رفع راسه بسرعة، عنيه اتغرقت بالدموع وهو بيقول بصوت منخفض:
مالك:
"لارين…؟!
أنتي سامعة صوتي؟"
لارين بهمس متقطع:
"مالك…؟"
مالك بابتسامة مرتعشة:
"أنا هنا…
وهنفضل نحارب لحد ما تقومي على رجلك تاني."
لارين:
"أنا… هعيش؟"
مالك:
"إن شاء الله، بس محتاجة عملية… والكل جاهز ليها."
دخلت مليكة بسرعة
مليكة:
"كل حاجة جاهزة…
والمستشفى بدأت التجهيز."
الأم:
"ادعولها… اللي جاي محتاج معجزة."
مالك وهو يبص في عنيها:
"أنا وعدتك إنك مش هتكوني لوحدك…
وعد الحر دين، يا لارين."
---
في مكتب النائب العام، كان بدران قاعد قدام فريق من المحققين، ومعاهم مراد كممثل من وحدة العمليات.
النائب العام:
"عندك فرصة تخفف عن نفسك… لو عندك معلومات عن شبكات تانية."
بدران بتنهيدة:
"أنا كنت مجرد أداة.
اللي فوقي أكبر… شبكة دولية لتجارة السلاح شغالة من سنين…
المقر الرئيسي في إيطاليا…
شخص اسمه ماريو كاستيللي هو اللي بيدير كل حاجة."
مراد بتركيز:
"عندك إثبات؟"
بدران:
"عندي تسجيلات واتصالات… مخزنة في وحدة خارجية في مخزن فـ سموحة.
فيها أسماء… وصفقات… وأوامر."
النائب العام بحزم:
"اعترف رسميًا وهتتحول لشاهد ملك لو قدمت الأدلة كاملة."
مراد بهدوء:
"لكن حتى لو بقيت شاهد…
اللي عملته في بنتك، مالوش مغفرة."
بدران (بصوت مكسور لأول مرة):
"كانت أكتر إنسانة بريئة… وأنا كنت أكتر إنسان مجرم."
---
داخل غرفة العمليات
الأجهزة ترن بنغمة ثابتة، صوت التنفس الصناعي واضح، والممرضين يتحركوا بدقة.
لارين على طاولة العمليات، محاطة بفريق طبي متكامل.
في الخارج، كانت مليكة بتبكي بصمت وهي ماسكة إيد والدتها، ومالك واقف قدام زجاج الغرفة، عينيه مش بتتحرك عن جوه.
الأم بصوت فيه رجاء:
"ربنا يستر… البنت دي شالت فوق طاقتها كتير."
مليكة بهمس:
"وكان ممكن تموت… من غير ما تعرف يعني إيه حد يحبها بصدق."
مالك بصوت حاسم:
"مش هاسمح بده يحصل… هتقوم… وهعيش علشانها."
المؤشر الحيوي على الشاشة يهتز… العملية مستمرة، والوقت بيمر ببطء قاتل.
---
في وحدة مكافحة الجريمة الدولية – القاهرة، قسم التعاون مع الإنتربول
مراد واقف قدام شاشة كبيرة، عليها خريطة لإيطاليا.
جنبه ظابط تاني، بيشرح:
الظابط
"ماريو كاستيل، زعيم مافيا
المعلومة اللي جابها بدران أكدت علاقته بتهريب السلاح عبر مراكب بتطلع من صقلية."
مراد:
"في تسجيلات من بدران بتربطه مباشرة بعمليات في مصر… ده معناه إنه داخل تحت اختصاصنا."
الظابط:
"لو عايز توصله… لازم عملية مشتركة."
مراد:
"مش هسيبهم… لارين كادت تموت بسببهم، وناس كتير ماتت فعلًا."
الظابط:
"بس ماريو مش أي مجرم… ده محصن في إيطاليا، ومعاه حماية."
مراد بحزم:
"هنهد الحماية دي… حبة حبة.
بس أولًا، ننقذ لارين… بعدين نطير لإيطاليا."
روايه عشق المالك
البارت 14
غرفة الإفاقة – المستشفى
نور خفيف، صوت الأجهزة منخفض…
لارين بدأت تفتح عينيها ببطء، تشهق نفسًا خفيفًا وكأنها رجعت من مكان بعيد.
كان مالك واقف بعيد شوية، لاحظ حركة جفنها…
قرب بهدوء، بصوت هادئ ومطمئن:
مالك:
"الحمد لله… أخيرًا فوقتي."
لارين (بصوت ضعيف):
"أنا… عشت؟"
مالك بابتسامة راضي:
"عيشنا سوا…
وأنا لسه عند وعدي."
لارين:
"إنت كنت هنا؟"
مالك:
"طول الوقت… من أول ما شلتك من المكان ده وأنا بدعي ربنا ما أخسركيش."
لارين بصوت متهدج:
"أنا… خفت أوي، كنت حاسة إني هموت."
مالك بنظرة حنونة صادقة:
"كل حاجة عدت… بس لازم ترتاحي.
وصدقيني، مش هتكوني لوحدك أبدًا بعد كده."
لارين بدموع :
"أنا… مش متعودة حد يخاف عليا… بس أنا حسيت ده منك."
مالك بهدوء:
"اللي بينا مش لحظة… دي حياة كاملة هنبدأها صح."
دخلت مليكة ومعاها الدكتور، وانتهى المشهد على تعبير من الراحة في وجه لارين لأول مرة من زمن طويل.
---
مكتب التحقيقات الدولية – القاهرة
مراد بيقدم تقرير لباقي الفريق، مع صور ووثائق:
مراد:
"البيانات اللي سلمها بدران بتأكد وجود خط تهريب واضح بين صقلية والساحل الشمالي المصري.
اسم ماريو كاستيللي اتكرر في خمس صفقات سلاح، وكلهم بيتموا بتنسيق مباشر."
أحد الضباط:
"وفيه تحرك ضد الشبكة؟"
مراد:
"أيوه. فيه تنسيق بدأ بالفعل
والخطوة الجاية… سفر فريق خاص من عندنا لإيطاليا. وأنا ومالك هنكون فيه."
ضابط آخر:
"والبنت؟"
مراد:
"لارين؟
هي صاحبة مفاتيح كتير، وعاوزة تساعد.
بس دلوقتي، أولويتنا نحافظ على حياتها."
النائب العام:
"بدران اتحكم عليه رسميًا…
وتحول كمصدر تعاون دولي."
مراد وهو بيقفل الملف:
"لسه في شغل كتير… بس المرة دي، هنقفل الشبكة دي للأبد."
---
غرفة المستشفى – مساء هادئ
لارين جالسة على السرير، صحتها بدأت تتحسن، ووشها فيه راحة ما كانتش موجودة من شهور.
الباب بيُفتح بهدوء، ومالك يدخل
مالك بابتسامة دافئة:
"الحمد لله… شكلك أحسن كتير النهارده."
لارين بنظرة ممتنة:
"وأنا مش مصدقة إني فقت…
كل اللي فاكراه إنك كنت جنبي وقت الأزمة."
مالك قرب منها ووقف قدام السرير، كلامه نابع من القلب:
"عارفة يا لارين… أنا كنت مستني اللحظة دي من أول ما شوفتك.
بس دلوقتي أنا متأكد… مش عايز أضيع لحظة بعيد عنك."
لارين بدهشة :
"مالك… إنت؟"
مالك بثبات وهدوء:
"آه…
أنا بحبك.
وبإذن الله… أول ما أرجع من المهمة، هيكون فرحنا.
يعني خليكي كويسة، وخفي بسرعة علشان نستقبل بداية جديدة… سوا."
لارين بعيون دامعة وابتسامة:
"أنا عمري ما حسّيت بالأمان كده قبل كده."
مالك بابتسامة خفيفة:
"وده أقل حقك… ولازم تحسي كده على طول.
وعد شرف، مش هتكوني لوحدك تاني."
---
في إيطاليا
مراد ومالك لابسين سترات مكافحة الإرهاب، واقفين قدام خريطة رقمية فيها مخزن للأسلحة في أطراف المدينة.
الضابط الإيطالي:
"عندنا ٤٥ دقيقة قبل ما الشحنة تتحرك.
المكان مؤمن، بس فيه احتمال مقاومة مسلحة."
مالك بنظرة حاسمة:
"المهم نخلّص الموضوع ده.
مش بس علشان شغلنا… ده واجب إنساني."
مراد:
"ونتأكد إن مفيش لارين تانية تعيش اللي عاشته."
العملية بتبدأ، تبادل نيران، مداهمة سريعة، وتعاون دقيق بين الفريقين.
بعد ساعتين
مالك بيخرج من المكان، ماسك هاتفه، بيتصل بـمليكة:
مليكة: ها يا مالك عملتوا ايه
مالك:
الحمدلله القضية انتهت.
كل الشبكة اتقفلت، والأسلحة اتحجزت.
وإحنا راجعين."
تابعوووووني
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق