رواية وبقي منها حطام انثي الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية وبقي منها حطام انثي الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الفصل الخامس
_ وقفت أمام النافذة حتي يقترب صوت آلته الحزينه ويخترق آذانها ، حيث أصغت إلي مقطوعته بتركيز قوي وظلت علي وضعها ذلك إلي أن شعرت بثقل في رأسها وقد غلب النعاس جفنيها فتوجهت نحو الفراش وتدثرت به ....
...................................................................
_ في صباحٍ مشرق غزت فيه الشمس أحضان السماء ، إستيقظت إيثار مبكراً لترتدي ثيابها استعدادا لأول يوم دراسي لها بالجامعة ، حيث ارتدت سروالاً فضفاضاً بعض الشئ من اللون الأزرق القاتم ويعلوه كنزه متوسطة الطول من اللون السماوي الهادئ الذي أضاء من لون بشرتها .. ثم طوقت رأسها بالحجاب الأزرق الممزوج بالأبيض .. واكتفت فقط بوضع مستحضر كريمي لترطيب البشره ثم أمسكت بحقيبتها وجهتها للخارج ، في هذا الحين .....
كانت والدتها قد انتهت من إعداد الفطور وقد جمعت حقيبة القمامه السوداء لتضعها بصندوق المهملات الذي يتواجد بجانب باب المنزل ، وما أن خرجت حتي لمحت زوجة '' مدحت '' أخ زوجها تهبط عن الدرج وقد تلوت شفتيها عندما رأتها فتمتمت قائله
تحية : ده أنتي بوز نوو .. إن مافي صباح الخير حتي!
إيمان بلهجه جافه : صباح الخير ياتحيه
تحية بعدم أكتراث : صباح النور ، عن أذنك
إيمان وقد تعمدت إغلاطها : كده من غير سلام ولا حاجه!
_ إلتفتت إليها تحية ثم رمقتها بنظرات ساخطه قبيل أن تلوي شفتيها بإستهجان ثم أردفت بنبره ساخره
تحيه : لا والنبي !! ده بأمارة أنك مقطعانا سلامات .. ده أنتي حتي مهانش عليكي تتمختري بخطوتك البهيه وتنزلي تقولي حمدالله علي سلامتكوا
إيمان وهي تضرب علي جبهتها مدعيه النسيان : ياخبر ، أزاي فاتتني دي .. معلش بقي تتعوض في المره الجايه
تحيه وهي تهز رأسها بإستنكار : مره جايه!! ليه حد قالك أننا ناويين بعد الشر نعزل تاني
إيمان بأبتسامه مصفره : لأ إن شاء الله متحصلكوش فضايح ولا حاجه هنا
_ أنتبهت تحيه لكلمات تلك الغيورة المتواريه والتي تقذف بها عن عمد متعمده أثارة حنقها وغضبها ، في حين هتفت الأخري بنبره مرتفعه
تحيه : فضيحة ايه وبتاع ايه !! ربنا ما يجيب فضايح أبدا يارب إن شالله اللي يتمناهلنا
إيمان وهي تهبط درجتين السلم لتمرق من جوارها : يلا مش مشكله كل شئ نصيب ، عن أذنك أحسن أتأخر علي السوق
تحيه وهي تتمتم بحنق : إما نشوف نصيب السحليه بنتك هايبقي عامل أزاي ياأم أربعه وأربعين أنتي .. كتكوا الهم
_ خطت داخل منزلها ثم صفعت الباب وهي تلعن حظها الذي جعل من تلك المرأةجارتها .. عليها الحذر الشديد في التعامل معها لأتقاء شرها وشر لسانها السليط فلمحت إبنتها تقف علي أطراف قدميها وتلتهم بعض اللقيمات الصغيره في عجاله فتقدمت نحوها وهي تردف
تحيه : ماتقعدي ياإيثار بدل الوقفه دي يابنتي
إيثار مبتلعه الطعام : معلش ياماما عندي محاضرة لازم ألحقها .. عن أذنك بقي أنا هنزل
تحيه بنبره خافته : بقولك أيه أوعي تتأخري أحسن أبوكي يعملنا تحقيق يابنتي
إيثار وقد شعرت بالأختناق من هذه السلطة المُحكمه : طيب ، سلام
.................................................................
_ كانت تجوب المكان بناظريها تتفحص الأرقام المدونة علي لوحة معدنية أمام المدرجات الدراسية لتتعرف علي مكان محاضرتها .. ثم أخرجت الورقة المطوية بجيب حقيبتها لتتأكد من مواعيد الجدول وأرقام المدرجات .. حتي توصلت أخيراً للمكان الذي ستكون به المحاضرة الأولي .. دلفت للمدرج بترقب وهي تراقب المكان بعينيها والطلاب الجالسين والواقفين علي المقاعد الخشبية الطويلة.. فتقدمت بخطوات حذرة نحو أحد المقاعد وجلست عليه ، وماهي إلا لحظات حتي شعرت بوقع أقدام تتقافذ علي المدرجات فنظرت بزاوية عينيها للخلف ليفاجأها علي حين غره عندما جلس جوارها، حدجته بنظرات مذهوله ثم أشاحت وجهها للجهه الأخري
إيثار :...........
مالك بأنفاس لاهثة : طب قولي صباح الخير
إيثار بنظرات من زاويتها : أنت بتعمل أيه هنا! مش أنت تجاره
مالك وقد أتسعت عينيه وعلي مبسمه أبتسامه متسعه : جيت عشانك
إيثار وهي ترمقه بحزم : أفندم!
مالك قاطبا جبينه متصنعا الحزن : أصل جدولك أتغير الصبح قولت أجيبهولك ، غلطان أنا يعني
إيثار بلهجه مرتبكه بعض الشئ : طيب ، ش شكراً
مالك بتذمر مصطنع : ما تطرديني أحسن ، بدل معاملة مرات الأب دي
_ ضحكت بصوره تلقائيه ثم أنتبهت لنفسها وكبحت صوتها الذي أرتفع واضعه كفها علي فمها
مالك طارقا بكفه علي المسند الخشبي : أيوه بقي ، أضحكي حرام عليكي ..
'' دنا منها الكروانُ وأقتربُ .. ليسرق ضحكتها ففيها لحنهُ وبه شجنُ ''
_ لمعت عينيها أعجاباً بأطراءه ثم رددت بصوت ناعم
إيثار : أنت بتقول شعر!؟
مالك وهو يعدّ علي أصابعه : أنا شاعر تلاقي موسيقي تلاقي ومحاسب تلاقي ولو عايزه سباك أو كهربائى موجود برده .. والمحبس الطويل يشهد ياقصيره
_ قوست فمها مستنكرة علي سخريته منها ثم هتفت
إيثار : مالهم القصيرين ، دول ملكات جمال ايش عرفك أنت
مالك غامزا بعينيه : من ناحية ملكات جمال فاهما ملكات جمال فعلاً .. والعينّه بيّنه
_ أخرج من جيب بنطاله ورقة مطوية ثم وضعها أمامها وهو يردد
مالك : ده الجدول الجديد و.....
المحاضر : الكل يلتزم بمكانه
_ كانت تلك عبارة المحاضر الذي دلف فجأة لقاعة المدرج في حين جحظ هو '' مالك '' بعينيه عندما رأه وجلس سريعاً وهو يقول بنبره هامسه
مالك : ده انتي حظك أسود ، هيدرسلك دكتور نزار
إيثار متفحصه هيئة المحاضر : ماله ، شرحه وحش؟
مالك ساخرا : هه هه ، شرح أيه مفيش الكلام ده ، ده أنا شيلت علي أيده مواد محدش شالها في حياته
إيثار بشهقه متواريه : هااا
مالك بنبره متهكمه : أحسنلك تخليكي في حالك طول المحاضره وتركزي معاه عشان بيسأل كتير ، أنا لازم أنصرف من هنا بسرعه لأني مش هستحمل بصراحه
_ نهض عن مجلسه سريعا وكاد يتحرك لمغادرة القاعه ولكن بادره المحاضر بلهجه خشنه حازمه وهو يقول
نزار : أنت ياغبي ، واقف ليه
مالك متنحنحا : أحم .. اا
نزار مشيحا بيده : أترزع أقعد
_ جلس مالك بصمت في حين كبحت هي ضحكتها فرمقها مغتاظا ثم أردف ب...
مالك : ليكي حق تضحكي ، ماشي ماشي مردودة قريب
ده أنتي هتشوفي معاه أيام كحلي
نزار وقد أرتفعت نبرته : أنت ياغبي ، مش قولت مسمعش صوت
مالك محاولا السيطره علي أنفعالاته : طيب
نزار ممدا بكفه وهو يشير بأصابعه : هات الكارنيه بتاعك
_ أنتفض مالك من مكانه فزعا ثم حدق به وهو يهتف
مالك : لالا كارنيه أيه أنا هخرج خالص وأريحك مني يادكتور أنا يهمني راحتك وربنا
نزار صائحا به : بقول هات الزفت ياغبي ، أنت لسه هتحكي معايا
مالك حاككا فروة رأسه يفكر في كيفية التخلص من هذا المأزق : ماهو .. أصل بصراحه أنا مش في حاسبات
نزار وهو ينزع عنه نظارته الطبيه بعنف : بتقول أيه !! أمال بتعمل أيه هنا
أحد الطلاب ممازحا : أكيد العصفوره في حاسبات وهو جه عشانها
_ علت أصوات القهقهات بالقاعة في حين زفر مالك أنفاسه متأففا ثم أردف بنفاذ صبر
مالك : بص يادكتور أنا هخرج وكأننا متقابلناش النهارده
نزار : هات الكارنيه بتاعك مهما كانت كليتك أيه
مالك مشيرا نحو إيثار : يا دكتور البنت الغلبانه دي لسه جديده علي جامعة أسكندريه وكنت بجيبلها الجدول .. عديها بقي يادوك تور
_ أشار المحاضر لإيثار لتقف في مكانها في حين أرتعدت الأخيره من هيبته التي بدت عليه.. فأبتلعت ريقها بصعوبه ثم
نزار : أنتي غبيه ولا مفيكيش مخ زينا ، مش عارفه تجيبي الجدول ليه لنفسك ياغبيه
إيثار وهي تغمغم بخفوت : هو أيه حكاية الغباء معاه!
مالك هامسا : لأ ده داء عنده ومفيش طالب سلم منه
نزار بنبره صارمه : ما تنطقي
إيثار بتردد ونبره متعلثمه قليلا : اا انا حضرتك ، ماهو أنا معرفهوش حضرتك
مالك محدقا بها بذهول : الله الله ، من أول يوم ظهرت النداله كده .. طب أستني لأخر الأسبوع حتي
إيثار مدعيه عدم معرفته : أفندم !!
مالك بنظرات مذهوله : أفندم مين ، وأنا اللي أفتكرتك علي نياتك طلعتي سهونه
نزار صائحا به : أنت ياغبي ، هات الزفت بتاعك
_ ضرب مالك كفا بكف ثم وقف أعلي المدرج وظل يقفذ علي الدرجات متقدماً للأمام في حين كانت الضحكات قد أنتشرت بداخل القاعه وعمت الفوضي
مالك : بص يادكتور أنا ماصدقت بصراحه وصلت سنه رابعه والمشوار كان طويل أوي عليا ، سامو عليكو
_ ركض مالك من أمامه تاركا القاعه في حين ظل المحاضر يهتف بأسمه ويسبه ولكنه لم يكترث بل صار في طريقه بدون أهميه له
_ وبعد مرور ساعه ونصف من الوقت بدأ الطلاب للخروج من القاعه الدراسيه حيث دلفت إيثار للخارج ومازالت الهيستريا متمكنه منها بقوه ولا تستطيع التحكم بها ، فتفاجئت به يقف أمامها عابساً بوجهه ثم ردد
مالك : بتبيعني في أول محطه !! تماااام أوي اللي حصل
إيثار بقهقهه عاليه : ...........
مالك مبتسما بعذوبه : لأ ده أنا أجيلك كل يوم بقي ونطرد سوا عشان الضحكه دي
إيثار متنحنحه بحرج : اا انا ، أنا همشي طالما الجدول أتغير ومعنديش حاجه
_ تقدمت بخطواتها للأمام بينما تقدم هو بخطي أسرع كي يقف أمامها وهو يهتف
مالك : طب أستني هوصلك ، يعني طالما الطريق واحد وكده
إيثار وهي تهز رأسها بعدم رضا : مش لازم تتعب نفسك ، أنا عارفه الطريق كويس
مالك محاولا أختلاق الأسباب : أيوه بس دلوقتي هتلاقي المواصلات زحمه و ...
إيثار بإبتسامه متواريه : هعرف أتصرف ، عن أذنك
_ فضل أن لا يلح عليها برغبته حتي لا يشعر بثقله عليها .. فيجب عليه أحترام رغبتها ختي وإن كانت ضد رغباته .. هكذا يفكر ، في حين كانت وسائل المواصلات بهذا الوقت مزدحمه بالفعل ولكنها أستطاعت إجتياز هذه العقبة حيث أعتادت عليها بالقاهره .. وأخيراً وصلت أسفل العقار لتجد صديقتها الصغيره روان وهي تكاد تدلف من البوابه الرئيسيه للبناية فباغتها ببسمه أبرزت غمازتيها ثم رددت ب.....
إيثار : أزيك ياروني
روان مدققه النظر بوجهها : أنا الحمد لله كويسه أيه ده أنتي عندك غمازات ياخواتي عليهم
_ أطلقت ضحكة ذات صوت منخفض علي صوتها الطفولي الذي برز فجأة ثم هتفت
إيثار : أنتي هتبصيلي علي غمازاتي ولا ايه
روان وهي تشير بأصابع كفها الخمس : لالأ ، عيني حلوه متخافيش ، أيه رأيك نروح النهارده خالد إبن الوليد سوا ، أنا هروح مع أصحابي نشتري شوية حجات لو عايزاني أكنسل معاهم وأجي معاكي أنا مواقفه
إيثار بنظرات زائغه وقد جذبتها الفكره : والله كويس ، هشوف بابا كده وأقولك بس بلاش النهارده عشان ورايا حجات كتير عايزه أخلصها
روان وهي تصفق بحركه خفيفه منها : اووو ، مش مشكله هستناكي مش ورايا حاجه
_ حضر '' عمرو '' بخطوات أشبه للركض وهو يرمق شقيقته بنظرات حادة مغتاظه ثم أقترب ليهدر بها بنبره مرتفعه
عمرو : أنتي واقفه في الشارع كده ليه ياهانم!
إيثار بإرتعادة خفيفة : خضيتني ياعمرو في أيه ، أنا واقفه تحت بيتنا يعني مفيهاش حاجه
روان بنبرة متذمرة قليلا : كنت بقولها علي حاجه مهمه
عمرو مشيرا لها بسبابته محذراً : بقولك ايه ياأنسه أنتي ، ملكيش دعوه بأختي أنا بقولك أهو
إيثار محملقة به وقد أصابها الحرج : عمرو أيه اللي بتقوله ده ميصحش كده
عمرو قابضا علي ذراعها بعنف : أمال يصح وقفتك في الشارع كده واللي رايح واللي جاي يبص عليكي.. أتفضلي قدامي يلا .. يلااا
_ غمزت إيثار بزاوية عينيها لروان كي لا تحزن من تصرف أخيها الغير لائق معها ، فتفهمت الأخيره وهزت رأسها لتعلن تقديرها للموقف ثم صعدت إيثار ويتبعها أخيها للأعلي في حين أنتظرت روان بضع دقائق قبيل أن تصعد حتي تتأكد من خلو الدرج من وجه ذلك ال '' عمرو '' .
_ بينما دلفت إيثار لمنزلها بإندفاع ثم ألقت حقيبتها علي الأريكه وألتفتت له وعلي وجهها علامات الأزدراء بادية بقوه ثم جزت علي أسنانها ونطقت من بينها بغيظ
إيثار : انت ازاي تحرجني بالشكل ده وتكون قليل الذوق مع البنت كده .. دي أصغر منك بكتير ليه بتعمل عقلك بعقلها
عمرو مشيرا لها وبنبره حذره هتف : انتي هتقطعي علاقتك بالبنت دي وده أخر كلام عندي
إيثار واضعة يدها وسط خصرها : نعم !! وانت من أمتي بتختارلي أصحابي إن شاء الله!؟ .. انا حره طالما مش بعمل حاجه غلط
عمرو بنفاذ صبر : البت دي مدلعه وهتفسدك معاها واحنا مش ناقصين
إيثار محملقة به : مدلعه !! وهتفسدني !! هو انا عيله صغيره ولا أيه ، وبعدين البنت مؤدبه ومشفتش منها إي حاجه وحشه
عمرو وهو يرمقها بنظرات ساخرة : ايش عرفك أنتي في البنات! وبعدين متمسكه بيها ليه كده.. دي مش من سنك حتي
إيثار وقد توترت عضلات وجهها : يمكن ده السبب اللي مخليني متمسكه بيها.. انها أصغر مني وهتعيشني جوه سنها اللي معيشتوش وانا قدها
عمرو وقد أرتفعت نبرته وزادت حدتها : انتي هتتنمردي ولا ايه من أولها
_ حضرت '' تحية '' بهذه اللحظة ممسكه بملعقة الطعام الكبيره ثم حدجتهم بحنق وهي تهتف
تحية : بتتخانقوا ليه ياأساتذه ياللي مش عاملين احترام للي في البيت
عمرو مشيرا صوبها : بنتك متصاحبه علي واحدة هتبوظ أخلاقها
رحيم بلهجة خشنة : في أيه ياعمرو ، ومين اللي بتتكلم عنها دي
_ نطق أباهم بتلك العبارة وهو يتحرك نحوهم ممسكا بالجريدة
إيثار وقد تحركت للوراء بخطوات مرتبكه : مفيش حاجه يابابا
عمرو : لأ في ، إيثار يابابا متصحابه علي البت اللي ساكنه تحتنا وانا بصراحه مش عجباني الصحوبيه دي .. بت مدلعه زيارة عن اللزوم كده وشايفه نفسها مش عارف ليه
رُحيم بلهجه حازمه : اسمعي كلام أخوكي الكبير ياإيثار هو عنده خبره عنك ، وبعدين دي أصغر منك متصغريش نفسك معاها
إيثار وقد أنقطب جبينها بضيق : أيوه يابابا بس انا.....
رحيم مشيرا لها لتصمت : خلاص مش عايز جدال كتير .. يلا ياتحيه حضري الغدا
تحيه وهي تدلف للمطبخ مره أخري : حاضر ياحج علي طول أهو
_ حدجها من الأعلي للأسفل ثم تركها ليدخل غرفته بينما ظلت هي متصلبه مكانها تعاني مرارة السلطة المتشدده علي أصغر تصرفاتها وعدم الأحقيه لها بإتخاذ القرارت التي تخص حياتها .. نظراً لتلك النظريات المغلوطه والتي تحتم علي الفتاه الأنصياع التام لرغبة والديها دون الأهتمام برغباتها الخاصه حتي تنتقل لمنزل زوجها .. '' تباً لكل هذه المعتقدات التي ستودي بحياتي للجحيم '' ، هكذا هي رددت بداخلها قبيل أن تلتقط حقيبتها وتدلف لحجرتها بإستسلام ويأس..
.................................................................
_ في يومٍ إشتدت به حرارة الشمس وقد توهجت أشعتها وطغت علي مدينة الأسكندريه .. وقفت تمسح عنها قطراتٍ قد تندّت علي جبينها وهي واقفه في أنتظار أحد وسائل المواصلات التي ستقلها لمنزلها بعد يوماً مليئا بالمحاضرات الدراسيه التي أنهت صلاحية التفكير لديها لهذا اليوم .. وعلي حين غرةٌ ، وجدت من يجذب ساعدها بخفه لتلتفت بفزع وتراه أمامها ، حدقت به وتوقفت الحروف عدي حافة لسانها في حين هتف هو بلهجته الناعمه
شريف : أذيك ياإيثار
إيثار وقد تملكها الذهول : اا ن انت ا.....
شريف وقد أرتسم علي مبسمه إبتسامة :أيوه أنا ، وحشتيني
_ بدأت تستشعر كفه القابض علي ساعدها وتلمس في نبرته التملك فتشنجت عضلات وجهها ثم راحت تدفعه بقوه ليترك ذراعها.. في حين كان '' مالك يتابع الموقف من بعيد ويخشي التدخل حتي لا تصيبه خيبة الأمل وتكون قد تعرف ذلك الشاب، حينها لن يستطيع النظر إليها مره أخري .. ولكنه لاحظ تعبيراتها المنفعله ونظراتها المُهينه له فتقدم ببطئ نحوها ليستمع للحوار القصير الذي بينهما
إيثار : أنا مش سايبه القاهره بأهلها وناسها وأصحابي اللي فيها بسببك عشان حضرتك تنطلي هنا كمان
شريف بنظرات متفرسه : وحشتيني ياإيثار ، مش قادر أستحمل بُعدك عني لحظه
إيثار وهي تنظر للمّاره حولها : هلم عليك الناس لو ممشيتش
مالك بلهجه محتده : لأ أعتبري الناس أتلمت خلاص .. في أيه ياأخ
_ تحدث بعبارته تلك وقد تقدم نحوهم ليقف أمامه ليسد عنه الطريق في حين رمقه '' شريف '' بنظرات حانقه وهو يهتف
شريف : أنت مالك أنت شئ ميخصكش ، ياريت توسع من هنا ومتحشرش نفسك في اللي ملكش فيه
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز : لأ ليا ، ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها وهو يردف متهكما : هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها غضبا : أخرس ياحيوان ، أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة : أمال مين ده!!
مالك جاذباً ياقته بشكل مُهين : ميخصكش ، وأمشي بسلامتك أحسن
شريف لاويا شفتيه : لأيخصني ، أنا خطيبها .. أنت بقي مين ياحلو !؟
مالك وهو يهز رأسه محاولا أستدراك ما سمعته أذنيه : خـ.. خــ.. طيبها ...................
_ أطبقت إيثار جفنيها بقوه ثم إبتلعت مرارة هذه الحقيقة اللعينة و.............................
....................................
#الفصل_٦
الفصل السادس
(( وكـــأن الماضي قد عاهد حاله ألا يتركني أنســـاه ، فأرسلْ لي من يعكر صفوي ، وطاردني حتى في منفاي .. ))
تجهم وجـــه شريف بشدة ، ورمق ذلك الغريب الذي تدخل في الحوار مع إيثار – خطيبته السابقة – بنظرات شرسة ، وصــاح بنبرة غليظة :
-أنا خطيبها !
سيطر الإندهــــاش الممزوج بالصدمة على مالك ، وعجز عن الرد ببنت شفة .. بينما اتسعت مقلتي إيثار في صدمة واضحة ، وشهقت نافية :
-كنت .. كنت .. احنا سيبنا بعض خلاص !
إلتوى فمه ليضيف بإبتسامة قاسية:
-وهو انتي مفكرة إنك لما هتبعدي مش هاعرف أوصلك ، تبقي غلطانة ، أنا مش هاسيبك إلا لما أخد حقي منك ! أو عندك حل تاني .. نرجع لبعض
صرخت فيه بصوت محتد ويحمل التهديد وهي تشير بإصبعها :
-شيل الأوهـــام دي من دماغك ، وأنا بأحذرك دي أخر مرة تيجي هنا ، وإلا مش هايحصلك خير أبداااا
رد عليها شريف بتحدي شرس وهو يتحرك خطوة نحوها :
-وريني هتقدري تعملي ايه ؟
في تلك اللحظة تدخـــل مالك ووقف بجسده أمامه ليسد عليه الطريق ، ثم حدجه بنظرات محتقنة ، وهتف بصوت قاتم :
-في ايه يا كابتن ، هو أنا مش مالي عينك ولا حاجة ؟
رمقه شريف بنظرات مستهزأة، وأردف قائلاً بسخرية وتهكم :
-وإنت مين يا حلو .. لأ وفـــارد عضلاتك أوي
صـــاح به مالك بجمود :
-ملكش فيه ، وأحسنلك يا بابا تمشي من هنا !
لوى شريف فمه ليردد بتهكم :
-بابا !
تابع مالك حديثه بقوة تحمل التهديد :
-الوقتي بابا ، وبعد شوية هاخليك ماما ، انت هنا في منطقتي !
أدركت إيثار أن هناك معركة على وشك النشوب بينهما ، فهتفت بتوسل وهي تنظر إلى مالك بخوف :
-خلاص يا مالك سيبك منه ، هو .. هو مايتسهلش
إبتسم شريف قائلاً بتهكم وهو يربت على كتف مالك :
-اسمع كلام الـ.. الهانم !
أزاح مالك كفه مضيفاً بصرامة والشرر يتطاير من عينيه:
-نزل إيدك عني ! ويالا اتمشى بدل ما أخرشمك النهاردة
رد عليه شريف بعدم مبالاة بعد أن سلط أنظاره على إيثار :
-وعلى ايه .. خلينا حبايب النهاردة زي ما كنا زمان
ثم حدج مالك بنظرات احتقارية ، و سار عائداً في اتجاه سيارته ، وقبل أن يركبها ، تابع بتوعد :
-أنا ماشي الوقتي ، بس مسيرنا هنتقابل يا .. يا إيثار ، وسلمي على الفاموليا المحترمة
ثم قهقه عالياً وهو يغلق الباب خلفه ..
-سيبك منه يا مالك ، متردش عليه ، ده .. ده واحد مايسواش
قالتها إيثار بتوجس وهي تدعو الله في نفسها ألا ينفعل مالك ويتشاجر مع ذلك الحقير
تنهد هو بصوت مسموع وظل هينيه مسلطتين على السيارة إلى أن اختفت في وسط الزحـــام ، فعاود النظر إلى إيثار ولم ينطق بكلمة .. بينما ضغطت هي على شفتيها وهمست بحزن :
-أنا .. أنا اسفة ان كنت دخلت في مشاكلي
نظر لها بحنو ، وأخفض من نبرة صوته وهو يرد عليها :
-متأسفيش ، ده مش ذنبك
ثم أخذ نفساً مطولاً ، وأكمل بحنق وهو يكور قبضة يده :
-بس البني آدم ده عاوز الحرق
لم تنظر إيثار له ، بل ظلت مطرقة لرأسها ، وأضافت بخفوت :
-أنا هاعرف بابا وعمرو باللي عمله هنا
أشـــار لها بيده قائلاً بجدية :
-مافيش داعي ، مش مستاهلة الحكاية
ثم ابتسم لها ليضيف بمزاح :
-وبعدين لو كان طول شوية كنت اديته باللوكامية في وشه
قطبت إيثار جبينها ، ورددت بعدم فهم :
-لوكامية !!
-بالبوكس يعني !
ابتسمت له إيثار ، فهتف مالك بسعادة :
-ايوه كده اضحكي ، محدش واخد منها حاجة
وفجــأة أصاب إيثار الهلع ، وصاحت بتوتر :
-اووف ، ده انا اتأخرت أوي ، لازم أروح
نظر لها بإندهاش وهتف بجدية :
-طب استني أوصلك ، ده احنا سكتنا واحدة
هزت رأسها معترضة وهي تجيبه :
-لأ مش هاينفع ، عن اذنك
ثم تحركت بخطوات أقرب إلى الركض لتعبر الطريق ، فصــاح بها مالك :
-يا إيثار .. استني بس ..!
تنهد بعمق وحاول اللحاق بها ولكنها أوقفت الحافلة لتستقلها ، فتوقف في مكانه ، ووضع يده على رأسه ليحكها ، وحدث نفسه بفضول :
-يا ترى ايه حكايتك يا إيثار ؟
.....................................
قررت إيثــــار ألا تخبر عائلتها عمــا حدث حتى لا يتأزم الوضــع ، ويعلم أخيها فيتهور مجدداً مع ذلك البغيض ، وتتحمل هي اللوم والتوبيخ من الجميع وكأنها المذنبة ..
كذلك خشيت من معرفتهم بصلتها بمالك ، وبالتالي العاقبة ستكون أشــد عليها ...
...........................
مـــرت عدة أيـــام ، وتكررت اللقاءات بين إيثار ومالك في الحرم الجامعي ، وفي قاعات الدراسة .. وأحياناً في طريق عودتها للمنزل ..
وشعرت هي بالإطمئنان من قربه ، خاصة بسبب أخلاقه الكيسة ، وصفاته الطيبة ، بالإضافة إلى روحه المرحة ..
كما شعر مالك هو الأخـــر بالإرتياح من وجودها في حياته المملة .. وإنعكس هذا على طبيعة ألحانه التي يعزفها على آلته المفضلة ..
ولم يخفْ عن روان ملاحظتها للتغيير الذي طرأ على أخيها ، وتمنت له السعادة مع من تمكنت من تغييره ، وإن كانت تعرف هويتها مسبقاً .. فهي رفيقة طيبة وانسانة محبوبة ..
كذلك راقبت ســــارة – ابنة عمها – من شرفة منزلها ما يحدث بين الاثنين من تبادل للإبتسامات والعبارات أثناء لقائهما .. فزاد فضولها لمعرفة سبب توطيد العلاقة بينهما ، وتسائلت مع نفسها بخبث :
-ايه لم الشامي على المغربي ؟ أكيد الموضوع ده فيه إن ، وأنا لازم أعرفه ...
.......................
وذات يوم .. قرر مالك أن يســأل إيثار عن تلك المسألة التي شغلت تفكيره لليالٍ طوال..
فإستغل فرصة إلغاء محاضرتها ، وطلب منها :
-ينفع أتكلم معاكي في الكافيتريا شوية
نظرت له بإستغراب ، وتسائلت :
-هــاه ، نقعد لوحدنا ؟
ابتسم لها ليجيبها بمكر :
-لأ مش لوحدنا بالظبط ، احنا حوالينا زمايلنا ، وأصحابنا .. كمان مش هنطول ، دول عشر دقايق بس !
سألته بجدية وهي ترمقه بنظرات مترقبة :
-هو انت مش عندك محاضرات ؟
هز رأسه قائلاً :
-أه ..
لوى شفتيها لتســـأله بإهتمام واضح :
-طيب مش بتحضر ليه ؟
أجابها بغرور وهو ينتصب في وقفته :
-ما أنا بأجي في أخر أسبوع وأشد العزم وأعدي
-ممم..
ابتسم لها متسائلاً بتوسل :
-ها ، موافقة نقعد في الكافيتريا شوية ؟
أومــأت برأسها موافقة ، فتهللت أساريره ، وسارا سوياً نحوها ...
............................
انتهت إيثار من إرتشـــاف مشروبها ، وأسندت الكوب الفاضي على الطاولة ، فتسائل مالك بجدية :
-تحبي أجيبلك تاني ؟
نفخت من الضيق وهي تجيبه :
-لأ مش عاوزة ، قولي بقى انت عاوز ايه ، احنا بقالنا فترة أعدين ومش قولت حاجة !
ابتسم لها ليقول بمرح :
-بأستجمع بنات أفكاري
رددت متسائلة بإستغراب :
-بنات مين ؟
أردف قائلاً بجدية :
-بأهزر يا إيثار .. أنا مش عاوزك بس تفتكري إني بأدخل في حياتك لا سمح الله ، كل الحكاية إني .. ان بالي مشغول بقاله فترة على حاجة كده
سألته بفضول وهي ترمقه بنظرات ثابتة :
-حاجة ايه ؟
اخذ نفساً مطولاً ، وزفره على مهل ليسألها بتوجس :
-هو ايه اللي عجبك في خطيبك الأولاني ؟
اتسعت مقلتيها بصدمة .. فتابع قائلاً بحذر :
-لو مش عاوزة تردي براحتك !
مطت شفتيها للأمام ، وأجابته بإنزعاج :
-مش الفكرة ، بس .. بس البني آدم ده ما إكتفاش باللي عمله فيا ، كمان آآآ...
ترددت هي في إخباره بما حدث معها ومع عائلتها ، وطأطأت رأسها منكسرة ..
-أنا أسف لو كنت ضايقتك ، انسي اللي قولته كله
قالها مالك وهو يلوم حاله بشدة لتسرعه في طرح ذلك السؤال عليها ، وتوجس خيفة من أن تتركه وترحل مبتعدة عنه ، وترفض الحديث معه مجدداً ، ولكنه تفاجيء بها تتابع بصوت شبه مختنق :
-أنا مكنش بيني وبينه قصة حب ، أو غيره .. أنا .. أنا كنت زي أي بنت جالها عريس مناسب ، فإتقدملها ، وأهلها سألوا عليه ووافقت .. لكن ..آآآ...
صمتت للحظة لتسيطر على حالها ، وتابع بحزن :
-لكن للأسف طلع عكس ما كنا مفكرين ، وأنا اللي كنت عبيطة ومصدقتش اللي اتقال عنه
سألها بإهتمام وهو يتطلع إليها بتفرس :
-تقصدي ايه ؟
ردت عليه بتنهيدة مطولة :
-كان لافف وداير ومصاحب بنات كتير ، وأنا .. وأنا مكونتش أعرف ده لحد ما ........
......................................
Flash Back ◘◘◘ ( في وقت سابق )
خرجت إيثار بصحبة رفيقتها مروة من محل الزهـــور بعد أن إبتاعت باقة ورد حمراء مميزة .. وابتسمت لها متسائلة بسعادة :
-تفتكري شريف هايفرح بالورد ده يا مروة ؟
ردت عليها رفيقتها بثقة :
-أكيد طبعاً ، يا بنتي هو كل يوم بتجيله ترقية ، وبعدين الورد مش جايله من أي حد .. ده منك ، خطيبته !
قبلتها إيثار من وجنتها ، وقالت بإمتنان :
-حبيبتي يا ميرو ، يا ريت يقدر ده لأحسن كل شوية يعمل خناقة ونتخاصم ، ويستنى مني أصالحه
هزت رأسها لتقول بخفوت :
-معلش ، هما الرجالة كده بيحبوا الواحدة اللي تحسسهم بقيمتهم ..
-أها .. هو هيخلص شغله في الشركة كمان ساعة
أردفت مروة قائلة بهدوء :
-طيب تعالي نستناه في الكافيه اللي جمب شغله ، وقرب ما يخرج تطلعي تستنيه عند باب الشركة ، وتهاديه بالورد
-اوكي ..
وبالفعل تحركت الاثنتين في إتجاه المقهى الحديث المجاور لمقر عمل خطيبها شريف ..
بحثت إيثار بعينيها عن طاولة شاغرة لتجلس عليها ، ولكن وقعت عينيها مصـــادفة على شريف الذي كان يقهقه عالياً وبصحبته إحدى الفتيات صارخات الجمــال .. فتسمرت مكانها مصدومة ، وحدقت فيه بعدم تصديق ..
لم يختلف حــال رفيقتها مروة عنها كثيراً ، فقد كانت هي الأخرى مذهولة مما تراه ..
رأت الاثنتين شريف وهو يمد كفيه ليمسك بيدي الفتاة ، ومن ثم رفعهما إلى فمه ، وقبلهما بعاطفة واضحة ..
إرتخى ذراع إيثار الممسك بالباقة ، وكذلك انفرجت شفتيها للأسفل لتصرخ بإسمه بغضب :
-شـــريف !
صُدم الأخير حينما سمع صوتها ، وإستدار برأسه ناحيتها ، وجحظ بعينيه بتوتر رهيب ..
انفجرت إيثار صارخة بصوت جهوري :
-انت .. انت يا شريف ، انت بتعمل كده ! و.. وبتضحك عليا وتستغفلني ؟! هونت عليك تخدعني وآآ... وتعرف عليا غيري !
نهض عن مقعده ، واتجه نحوها ، وأردف قائلاً بتلعثم :
-انتي .. انتي فاهمة الموضوع غلط
صرخت فيه بإنفعال وهي تشير بيدها :
-انت كداب .. أكبر كداب ومنافق شوفته وعرفته في حياتي !
ثم ألقت بالباقة في وجهه ، وإنصرفت وعبراتها تسابقها في الإنسياب على وجنتيها
نظرت له مروة شزراً ، وأضافت قائلة بسخط :
-حقيقي هي خسارة فيك !
ركض شريف مسرعاً ليلحق بإيثار ، وهتف بصوت لاهث :
-استني يا إيثار ، إنتي فهمتني اللي حصل غلط .. دي .. دي زميلتي
رمقته بنظرات حادة ، وأكملت بغضب :
-أنا شايفاك بعيني ، وطالما انت قبلت تعمل كده وأنا خطيبتك ، يبقى الله أعلم هاتعمل ايه وأنت متجوزني
ثم نزعت خاتم الخطبة من إصبعها ، وألقته في وجهه لتضيف بصوت محتد :
-خد دبلتك ، أنا مش عاوزاك
نظر لها مصدوماً ، وتسائل بنبرة مشدوهة :
-ايه اللي عملتيه ده ؟
ردت عليه بصوت مختنق :
-اللي كان لازم يتعمل من زمان ، وشبكتك تيجي تاخدها من بابا ، عن اذنك
إحتقنت عينيه بشدة ، وهتف بصوت شبه غاضب :
-مش أنا اللي واحدة تسيبني يا إيثار
ردت عليه بتهديد صريح :
-حاسب من سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك فضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية :
-لأ الفضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثــــار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ، ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ، ثم تركته وإنصرفت وهي تمسح عبراتها ..
...........................
لاحقاً عادت إيثار إلى منزلها ، وسردت على عائلتها ما حدث ، فإنزعج والدها كثيراً ، واستشاط أخيها عمرو غضباً ، وتحسرت تحية على حال ابنتها ، ولكنهم في النهاية وافقوا على قرار ابنتهم بإنهاء الخطبة على الفور ...
ما لم تتوقعه عائلتها هو حضور شريف أسفل البناية ، والصياح بصوت جهوري لفت أنظــــار ساكني المنطقة متهماً إيثار – زوراً – في سمعتها ..
واستمر في تلفيق التهم الباطلة عليها ، وهتف بنبرة عالية :
-هاتولي راجل يرد عليا وينكر اللي بأقوله ده ، بنتكم المصونة مصاحبة شباب ودايرة على حل شعرها ، ومقضياها .. لأ وفي الأخر يقولولي بالسلامة معدتش يلزم .. طب اتشطر يا حاج رحيم ولم بنتك الأول ، احسن ما تلزقوها لولاد الناس المحترمين
احتقن وجــــه عمرو بشدة ، وهتف بصوت غاضب :
-سيبني يا بابا أنزل أربيه
أمسك به والده ، ومنعه من النزول قائلاً بصرامة :
-ده واحد ...... ماتضيعش نفسك عشانه ، خليك هنا
رد عليه عمرو بصوت محتد وهو يرمق إيثار بنظرات نارية :
-انت مش سامع بيقول ايه عن بنتك
بكت إيثار بحرقة وهي تدافع عن نفسها قائلة :
-أنا معملتش حاجة
لطمت تحية على صدرها وأضافت بصوت متحسر :
-يالهوي على الفضايح ، إتجرسنا واللي كان كان
هتف عمرو بنبرة هائجة :
-خدنا ايه من طلوعها معاه وطول الخطوبة غير الفضايح والتهزيق
استمرت إيثار في البكاء بمرارة ، في حين أكملت تحية بصوت مليء بالخزي :
-يا كسرة عيني قصاد الجيران ، مين هايصدق إن بنتنا أشرف من الشرف بعد الجرسة اللي عملهالنا في كل الشارع !!!!
لم يكفْ شريف عن تلويث سمعة إيثار مما دفع عمرو للخروج عن شعوره والدفــــاع عن شرف اخته الوحيدة ، فنزل إليه وتشاجر معه في مشاجرة عنيفة انتهت بالذهاب إلى المخفر ، وعمل محاضر للطرفين ...
-احنا معدلناش قعاد في البلد دي ، خلاص هنسيب البيت ونعزل عند أخويا مدحت !
قالها رحيم لعائلته بعد أن ضـــاق بهم الخناق من أفعال شريف المشينة ....
وبالفعل انتقلت الأســـرة إلى الاسكندرية ليبدأوا حياتهم بعيداً عن ذكريات الماضي المؤسفة ... ◘◘◘◘
................................
عودة للوقت الحالي ،،،
استمع مالك لما قالته إيثار بإهتمام واضح ، وبدى التأثر الممزوج بالإنزعـــاج على وجهه بعد معرفته لسبب العداء مع شريف .. كما لاحظ زيادة لمعــان عينيها وكأنها تقـــاوم العبرات وتحول دون إنهمارها ..
نظرت له إيثار بحزن جلي ، وابتسمت لتضيف بتهكم:
-حاجة مش مشرفة طبعاً ، بس ربنا كان مقدره ليا ، الحمدلله على كل حال
رد عليها مالك بهدوء جدي :
-لأ بالعكس إنتي انسانة محترمة وأخلاق واللي يقول عكس كده يبقى كداب ومابيفهمش !
ابتسمت له إبتسامة مصطنعة ، ونهضت عن مقعدها لتقول بخفوت :
-شكراً على مجاملتك ، يدوب ألحق المحاضرة
نهض هو الأخر من مكانه ، وتشدق قائلاً :
-استني شوية ، ده لسه آآ..
قاطعته بإصرار :
-معلش .. وشكراً على العصير .. سلامو عليكم
عــــاود مالك الجلوس في مقعده ، ووضع كفيه على رأسه ، وتنهد بعمق وهو يفكر ملياً في كل كلمة سردتها إيثـــار ..
(( فخلفَ قِناع إبتسامتها أحزانٌ شَجية .. إن إختلتْ بنفسها بكتْ ملياً ، فيا ليتها تسمح لي أن أمسح بأناملي عبراتها النقية )) ....
.............................................
كان أول من تعرف إليه عمرو في المكتب هو زميله محسن ، والذي كان تفكيره مقارباً إليه .. فتوطدت صداقتهما .. وأصبح يشكو إليه معظم مشاكله وهمومه كصديق وفي ينفس معه عما يضيق به صدره .. فعرف عنه محسن الكثير والكثير .. وأثاره بشدة التقرب إلى عائلته البسيطة ...
تكاثرت الملفات على سطح مكتب عمرو ، فنفخ بضيق ، ولوى فمه ليحدث نفسه بتذمر :
-الشغل ماييخلصش أبداً
سحب محسن بعض الملفات ، ووضعها على مكتبه قائلاً بإصرار :
-هات عنك شوية ، أنا فاضي
تنهد عمرو قائلاً بإرهــاق :
-كتر خيرك يا محسن ، الورق والروتين مابيخلصش
قال له محسن بجدية :
-يالا ، كله بيعدي .. أعملك شاي معايا ؟
-ماشي .. أهوو يعدل النافوخ شوية
-طيب ..
قالها محسن وهو يتجه إلى الغلاية الكهربية لصيب المياه الساخنة في الأكواب الفارغة ، ومن ثم قـــام بإعداد الشاي له ..
أسند محسن الكوب على مكتب زميله قائلاً بحماس :
-أحلى كوباية شاي لأحسن أستاذ في المكتب
ابتسم له عمرو ممتناً :
-تسلم يا محسن ، جت في وقتها والله
-أي خدمة
إرتشف عمرو القليل من كوبه .. ثم أسنده إلى جواره ، وقــام بسحب ملف ما ليبدأ العمل فيه ، ولم ينتبه لإرتطام طرفه بالكوب فتناثر الشــاي الساخن على يده، ، فصرخ متأوهــًا من الآلم :
-آآآه .. اوووف !
نهض محسن عن مقعده ، وتسائل بقلق :
-في ايه يا عمرو ؟
ظل عمر يهز كف يده الذي إلتهب سريعاً من سخونة الشاي ، وأجابه بصوت متحشرج
-الشاي اتدلق عليا ، ايدي مش قادر منها
أردف محسن قائلاً بهلع :
-حطها تحت المياه بسرعة !
ثم إصطحبه إلى الخـــارج لإسعافه ، وظل مرافقاً له حتى أوصله إلى منزله ..
مط عمرو فمه للجانب ليقول بحرج :
-كتر خيرك يا محسن ، عطلتك النهاردة معايا
رد عليه محسن بجدية :
-يا راجل متقولش كده ، ده انت صاحبي
..............................
سمعت تحية صوت قرع جرس الباب ، فإتجهت نحوه وهي تردد بصوت مرتفع :
-ايوه .. جاية أهوو
شهقت مصدومة ، ولطمت على صدرها في ذعـــر حينما رأت يد ابنها ملفوفة بالشاش الأبيض ، ويقف إلى جواره شخص غريب .. وتسائلت بنبرة متوترة :
-جرالك ايه يا بني ؟
أجابها محسن بهدوء :
-اطمني يا حاجة، مافيش حاجة خطيرة
-أنا كويس يا ماما
قالها عمرو وهو يدلف إلى الداخـــل ..
تشدقت تحية قائلة بتلهف وهي تسند ابنها على أقرب أريكة :
-كويس إزاي بس وانت ايدك متبهدلة
رد عليه بضيق :
-والله أنا تمام .. ده بس عشان الإلتهاب
سألته بتلهف :
-ايه اللي حصلك طيب ؟
رد عليها محسن بنبرة رخيمة :
-شوية شاي سخنين وقعوا يا حاجة ، والحمدلله عدت
لطمت على صدرها قائلة بفزع :
-يا ساتر يا رب ، يا رحيم ، يا حــــاج ، تعالى شوف ابنك واللي جراله !!
خرج رحيم من غرفته ، ودقق النظر فيمن يوجد بصالة منزله ، وتسائل بصوت متحشرج :
-في ايه يا تحية ؟ بتنادي كده ليه ؟
ولجت إيثار هي الأخرى إلى الصالة بعد أن وضعت حجابها على رأسها وتسائلت بقلق :
-ماله عمرو يا ماما ؟
في تلك اللحظة وقعت عيني محسن على تلك الفتاة الشابة التي اقتربت من أخيها ، وربتت على كتفه ، وقبلته بحنو في رأسه ، وهمست له بصوت مختنق :
-ألف سلامة عليك يا حبيبي ، يا رب مايسمعنا عنك حاجة وحشة أبداً
رد عليها بإمتنان :
-الله يسلمك
أثارت إيثار دون قصد إهتمام محسن والذي ظل يتابعها بحذر .. فقد كانت عفوية وبسيطة في تصرفاتها وتحركاتها ..
طلبت تحية من ابنتها أن تعد مشروباً بارداً للضيف للترحيب به ، ولكن اعترض محسن قائلاً :
-مالوش لازمة يا حاجة ، أنا ماشي
هزت تحية رأسها نافية ، وأردفت بإصرار :
-والله ما يحصل ، ما تمسك في صاحبك يا عمرو
نظر له عمرو قائلاً بجدية :
-اقعد يا محسن
ربت رحيم على ظهر محسن ، وأشـــار له بكف يده وهو يقول بنبرة خافتة :
-اتفضل يا بني
....................................
لاحقاً أحضرت إيثار المشروب ، وقدمته وهي ترسم إبتسامة مصطنعة على ثغرها وهي تقول بهمس :
-اتفضل ..
بادلها محسن إبتسامة باهتة :
-شكراً ، تسلم ايدك
ســـرد رحيم بعض الحوارات القديمة عن إصابات العمل الخطيرة للتهوين على زوجته التي كانت ملتصقة بإبنها وكأنه أصيب بحادث مؤسف وليس حرق بسيط سيعالج مع مرور الوقت .. ثم تطرق إلى ترقياته وإنجازاته على مدار السنوات ..
تشاركت إيثار في الحوار مع والدها ، وبدت جميلة وهي تتطلع إليه بتفاخر ، في حين لم يخفض محسن عينيه عنها ، وعقله لم يتوقف للحظة عن التفكير في وضعها كإحتمال مناسب لغرضه .. فقد وجد إلى حد ما مبتغاه فيها .. فتاة بسيطة ، على سجيتها .. يسهل السيطرة عليها ..
إلتوى فمه بإبتسامة خبيثة وهو يحدث نفسه قائلاً :
-أنا تقريباً لاقيت العروسة المناسبة ، ناقص بس أفكر في السكة اللي أدخل بيها صح عليهم
تابعووووووني
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق