القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وبقي منها حطام انثي الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية وبقي منها حطام انثي الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية وبقي منها حطام انثي الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


الفصل الثالث

    ''  وما زاد الحزن من عينيها إلا جمالاً ..  ليجعلني أنحني في حضرة جمالها أحتراماً  ،  وكأن بريقهما شعاع أملٍ..  أُضئ لي بليلةً سادها السواد ظلاماً  ''

ماهذه العينين البائستين الجذابتين ..  تجمع بين المتناقضات في جمالها ،  يااللهي سبحانك وقد خُلقت بإبداع يدك .. 

  _ هكذا كان يحدث نفسه جالساً شارداً علي فراشه قبيل النوم ..  فامشهد تصادم عيناهما لا يفارق ناظريه وكأنه يعيش الموقف من جديد ،  ساحرة هي تلك العينان اللاتي تخفيان من الحزن أكثر مما تبدي ،  ماذا حدث لكي أيتها الجميله البائسه..  أحترق فضولا لأعرف ماذا أصابك .

   _ في هذه اللحظه ،  فتحت روان باب غرفته بتريس وحذر شديدين ثم أطلت برأسها للداخل لتجده هائما بعالم آخر..  فخطت علي أطراف أصابعها بهدوء ثم صاحت به علي حين غره فأنتفض من مكانه فزعا وهو يهتف

مالك : ده أنتي فصلان ياشيخه ،  أنتي مبتتهديش أبدأ

روان بنبره مرحه : لأ مش بتهد ..  سرحان وشردان وهيمان في أيه قولي أعترف بسرعه ومتخبيش عليا أحسن لو خبيت عليا هضطر أسلط عليك عمتو وساعتها بقي هي هتعرف تقررك ولو فشلت ممكن ينجح عمو ابراهيم و......

مالك واضعا يده علي فمها : بسسسسسس  ،  أسكتي يخرب بيتك أنتي بؤك مش بيوجعك

روان وهي تهز رأسها نافيه :  تؤ ،  قولي حصل أيه تحت خلاك تطلع مش علي بعضك كده هه ..  قول

  _ أشاح بوجهه للجهه الأخري مسلطا بصره علي تلك المساحة من السماء القاتمه ليلاً ويزينها لآلئ صغيره مضيئه ثم أردف ناغمه

مالك : عينيها ،  يخرب بيت عينيها

روان عاقده حاجبيها بعدم فهم : عينيها !!

مالك حاككا فروة رأسه : اه عينيها ،  تحسيها فيها جاذبيه كده غريبه ،  مش عارف أوصفها

روان وهي تدعي عدم الفهم : ممكن نستخدم نظرية الجاذبيه بتاعت عمو نيوتن ..  كان راجل بيفهم والله

  _ رمقها بنظرات حانقه ثم لوي شفتيه بأستنكار علي سخريتها منه ،  ألتفت بجسده ثم سحب الغطاء عليه مدعياً النوم ولكنه سحبته عنه وأستدارت له وهي تهتف

روان : خلاص خلاص بهزر والله ،  بس فهمني عين مين دي اللي عملت فيك كده

مالك بتنهيده : إيثار ،  وما أدراكي وما عيون إيثار

روان محملقه به : أوب أوب أوب ،  ده الموضوع وسع منك خااالص ،  وفي يوم واحد

مالك قاطبا جبينه : ما هو ده الغريب ،  أنه يوم واحد بس وكمان معرفش إي حاجه غير يدوب إسمها

روان : بس اسمها غريب أوي مسمعتش عنه قبل كده

مالك  : بالعكس اسم جميل ،  معناه المكرمه أو المفضله وممكن المميزه

روان بنص عين : لحقت تبحث عن الأسم كمان

مالك معتدلا في جلسته : روان عايز منك خدمه ،  حاولي تتعرفي عليها وتصاحبيها

روان مشيره بأصبعها محذره : ماااالك

مالك بقسمات جاده : بطلي عبط ،  أنا عمري ما أذي ..  بس الفضول هيموتني وعايز أعرف عنها كل حاجه

روان ناهضه من جواره : حاضر ياسيدي ،  هشوف كده أقرب فرصه وأبقي أتعرف عليها

مالك في نفسه  :  

   '' خاصمتني الراحه وهاجمتني حلقه تدور حولها ، وكأنها المتاهه بعينها ''

......................................................................

   _ بعد أن أستيقظت عقب نوما مريحاً هنئت به بعد فترات طويله من الأرق والأرهاق ..  قامت بارتداء الأسدال الخاص بها ثم توجهت للشرفه الملحقه بصالة المنزل ..  نظرت صوب البحر نظرات متأمله متمنيه حتي أخترق أُذنيها صوت أوتار الكمان التي تُعزف بالقرب منها ، شعرت بأنتعاشا قد أصابها وبدأت البسمه تلون فوهة فمها وقد أنسجمت مع اللحن المعزوف بحرفيه وإتقان ..  وكأنه عازفا ماهرا متمكنا من الآله هو سبب تلك المقطوعات ..  أخذت تبحث بعينيها حولها لتتعرف علي مصدر هذه الألحان حتي وجدته ..  لمحته يجلس بشرفة منزله بالأسفل غائصا بالعزف حتي قطع لحظتها صوت والدتها وهي تنادي بإسمها

تحيه : إيثااار ،  تعالي حضري الفطار معايا أحسن عمك نازل يفطر معانا النهارده

إيثار بتأفف وهي تدلف خارج الشرفه : من أولها كده ياماما ،  ده أحنا لسه مخلصناش الشقه حتي

تحيه وهي تلكزها بذراعها : يابت أسكتي أحسن أبوكي يسمعك ،  ده جايب لأخوكي شغله كويسه وأبوكي صمم أنه يفطر عندنا ..  مش أحسن ما نطلع لأم أربعه وأربعين وبنتها

إيثار وهي تمط شفتيها بأنزعاج بالغ : نطلع تنزل ،  في النهايه هنتقابل في مكان واحد

تحيه وهي تنظر حولها للتأكد من خلو المكان : أسمعي ،  البت ساره دي من زمان بتغير منك وانا مش عايزاها تاخد عليكي ولا تبقوا أصحاب ..  في الاخر دي بنت ايمان

إيثار بنبره خافته : ساره مش وحشه عشان تغير مني ياماما ،  بالعكس دي أحلي مني

تحيه وهي تعقد ساعديها أمام صدرها : بس من زمان والعيله كلها عندها إيثار في كفه وكل العيله في كفه تانيه..  عرفتي ليه العقربه وبنتها غيرانين ياهبله ..  هتفضلي طول عمرك عبيطه وعلي نياتك كده وبتاخدي علي قفاكي

إيثار وقد لمعت عيناها قهراً  :.............

تحيه وقد عبست ملامحها ضيقا : يقطعني ،  مش قصدي أفكرك ياحبيبتي والله

إيثار :...... عن أذنك هقلع الأسدال وأجي أساعدك

   _ تركتها ثم عبرت الرواق القصير لتدلف حجرتها في حين ظلت والدتها متسمره مكانها ثم رفعت رأسها للسماء وهي تقول

تحيه : يارب عوض علي بنتي يارب ،  يارب أسعد قلبها يارب

.................................................................

        _ وقف أسفل البنايه بصحبة رفيقه يتبادلون بعض الأقراص المدمجه  ( أسطوانات)  ثم تحدثا قليلا بشأن العمل

عبدالله : أنا أتفقت مع أستاذ فايق اني هاخد أجازه الأسبوع الجاي وأنت هتغطي مكاني

مالك واضعا يده بجيب بنطاله المنزلي : أنت هتبتدي أستعباط بقي ولا أيه

عبدالله مداعبا طرف ذقنه : انت حبيبي يامالك وصديق عمري وصاحبي ،  لو مش هتشيلني مين هيشيلني

مالك لاويا شفتيه : ايوه ايوه الكلمتين بتوع كل مره دول ،  ربنا يهدك وتبطل تفسح الجو علي قفايا

عبدالله غامزا بعينيه : عقبال ما أردهالك وأداري عليك لما تقرر تخرج المزه ..  خلينا في المهم عشان متأخرش  ،  الأسطوانة اللي معاك دي فيها حصر لحسابات المكتب كلها انقلها علي فلاشه واديها لأستاذ فايق بكره

مالك متفحصا القرص : يارب بس يشتغل

 ( ملحوظه  / يعمل مالك بأحد مكاتب المحاسبه الكبيره بمدينة الأسكندرية كمتدرب لحين أنتهاء دراسته )

عبدالله : أنا ماشي أنا بقي ومتنساش تكلمني و.........

    _ كان عبدالله يتحدث إليه وهو يبتعد عنه لكي يعبر الطريق غير عابئا بحركة سير السيارات ،  في حين لمح مالك بزاوية عينه سياره علي الطريق تقودها إمرآه كادت تدهسه ..  جحظت عينيه فجأه ثم صرخ به ليتراجع سريعا

مالك : حاسب حاااااااااااااسب

عبدالله بفزع : يالهووووووي

   _ كانت صوت فرملة السياره فجأه قادرا علي احياء كل الذكريات المؤلمه برأسه ..  حيث أستعاد مشهد إصطدام سيارتهم أثناء السفر وذهاب والديه للرفيق الأعلي  ،  دفن رأسه بين راحتي يده وظل علي هذه الوضعيه حتي عاد له صديقه وأخذ يهز بجسده حتى يعود لوعيه

عبدالله : خلاص يامالك أنا كويس ياصاحبي ،  لولاك كان زماني م....

مالك بنبره مرتفعه : بس خلاص ،  أنا طالع وأنت خلي بالك من طريقك ..  سلام

عبدالله بذهول :........

   

    _ صعد لمنزله سريعا وهو يلهث ثم دلف لحجرته علي الفور ،  حيث أخذت الذكريات تقتحم أغوار عقله بقوه ..  ونهش بصدره مشهد الحادث

   ( كان بعمر الخامس عشر عندما قرر والداه السفر لقضاء العطله الصيفيه بأحد سواحل البحر الأحمر ..  حيث لم ينتبه والده لأحدي سيارات النقل المغلقه تأتي نحوه وبقوه لترتطم السيارتين أرتطاما قويا )

مالك بلهجه يسيطر عليها الوهن : يارب صبرني

...................................................................

     _ ظلت إيمان مابين الذهاب والإياب يأكلها الفضول لمعرفة ما يحدث بالأسفل ،  حيث تركها زوجها وهبط لتناول الأفطار مع أخيه وأسرته ورفض مجيئهم معه ..  ياتري ما الذي يدفعه لذلك إلا اذا كان يدس عنها آمرا لا تعلمه ..  ضربت كفيها سويا بغيظ في حين تابعتها ساره بصمت ثم هتفت

ساره : ماما انتي خيالتيني،  أقعدي واكيد هنعرف كل حاجه لما يطلع

إيمان بنبره مغتاظه : ابوكي ده هيفرسني ،  ايه اللي ينزله من تاني يوم كده علي طول وكمان ميرضاش يقولي سبب نزوله

  _ فتح مدحت باب المنزل ثم اغلقه وترك المفتاح معلقاً جوار الباب ،  توجه للداخل ليجد زوجته علي هذه الحاله ..  مط شفتيه بإنزعاج ثم هتف

مدحت : ماتهدي يا إيمان

إيمان وهي تهز ساقيها بتوتر : كنت بتعمل أيه عند أخوك كل ده

مدحت جالسا بأريحيه علي الأريكه : جيبت شغل لعمرو وكنت بقوله علي الأوراق اللي يجيبها معاه بكره عشان التقديم

إيمان فاغره شفتيها بصدمه : شغل ! ؟ وأنت مالك أنت ياخويا كنت فاتح مكتب توظيف وأنا معرفش

مدحت بنبره خشنه : جري ايه ياإيمان ،  ابن أخويا وبساعده

إيمان وقد تعمدت اغاظته : وياتري هتشغله أيه أبو خدمه أجتماعيه ده

ساره بقهقهه رقيعه : هههههههه دمك زي العسل ياماما

مدحت وهو يلثن عليها بالكلام : عجبتك أوي ،  أهو علي الأقل فلح في الثانويه ودخل جامعه حكوميه ،  يعني ماعدش السنه وكمان داخل جامعه خاصه بالشئ الفلاني

ساره بتأفف من أسلوب والدها في التعامل :  أووووف بقي

إيمان واضعه يدها أوسط خصرها : بنتي مش زي حد عشان تدخل حكومه يامدحت

مدحت بتهكم صريح : فعلا مش زي حد ،  عموما متبقيش ست جاهله وتستقلي بالخدمه الأجتماعيه ..  ده فيهم مراكز عاليه وناس بتشتغل بأعلي مرتبات دلوقتي زيهم زي الدكاتره النفسيين بالظبط ..  أنا داخل أريح شويه كتكم الهم

 _ قال كلمته وهو ينهض عن مكانه بتكاسل شديد ،  ثم توجه صوب غرفته ..  في حين تلوت إيمان بجسدها ثم همست بخفوت

إيمان وهي تغمغم بخفوت : هو ده اللي فالح فيه

.......................................................................

    _  بعد غروب الشمس ،  وقد بدأ الظلام بالزحف بأرجاء المدينه..  كان رُحيم قد أنتهي للتو من صلاة العشاء في جماعه بالمسجد المجاور للعقار القائم به ثم توجه عائدا لمنزله ليقابل بطريقه....

ابراهيم : تقبل الله ياأستاذ

رُحيم مبتسما بهدوء : منا ومنكم

ابراهيم متأملا ملامحه : مش حضرتك الساكن الجديد في العماره،  أصل أتهيألي شوفتك أمبارح طالع أنت وأبنك باين

رُحيم مومأ برأسه إيجابا : أيوه أنا ،  أهلا وسهلا بحضرتك

ابراهيم مصافحا اياه بحراره : ياالف مرحب بيكم في اسكندريه

رحيم مربتا علي صدره بأمتنان : الله يخليك يارب

ابراهيم مشيرا بيده للأعلي : أنا ساكن تحتيك علي طول أنا واختي ومعانا ولاد أخويا الكبير الله يرحمه ،  تسمحلي أعزمك علي كوباية شاي حلوه كده نشربها سوا عندي

رحيم بلهجه متردده : لألأ متتعبش حالك ،  خليها مره تانيه

إبراهيم مستنكرا وهو يعود بجسده للوراء :مره تانيه ليه مااحنا فيها أهو ..  ولا مش عايزنا نبقي جيران

رحيم بإبتسامه خفيفه : مش هقدر أكسفك

   _ صعدا سويا حيث منزل ابراهيم ،  قرع ابراهيم علي الباب عدة مرات حتي فتح له مالك الباب وبادره باأبتسامه واسعه في حين قال إبراهيم

ابراهيم : جارنا الجديد جاي يشرب معانا الشاي يامالك

مالك وقد أنفرجت أساريره : أهلا وسهلا بحضرتك

رحيم مصافحا اياه : اهلا بيك يابني

ابراهيك مشيرا نحو مالك : ده ابن اخو المدام مالك ،  بيدرس في أخر سنه كليه تجارة

رحيم وهو يربت علي كفه : ماشاء الله ربنا يبارك فيه

ابراهيم مشيرا نحو الداخل : اتفضل اتفضل

  _ نظر مالك نظره سريعه نحو الخارج معتقدا أعتقاداً أبله بأنها ستكون خلف أبيها .. ولكنه لم يجد شيئاً ،  ف ركل الباب بقدمه لكي ينغلق وحده ثم ذهب لعمته كي يخبرها لُتعد لهم مشروب الشاي الساخن

ميسره بنبره سعيده : شكلهم ناس طيبين ،  مش زي الجيران اللي فوق وبنتهم ام دم تقيل دي

مالك بعدم تركيز : اه

ميسره وهي تملأ سخان المياه : والست تحيه دي كمان شكلنا هنتصاحب أوي قريب

مالك حاككا طرف ذقنه وهو يغمغم : أمال هشوفها تاني أزاي

ميسره عاقده حاجبيها بعدم فهم : بتقول أيه يامالك!!

مالك بانتباه : ها ،  لا ولا حاجه

    _ أعدت لهم أقداحاً خزفيه من الشاي ثم وضعت علي الجانب بعض أوراق النعناع الطازج حتي إذا أراد أحدهم أضافته للمشروب ..  توجهت بالحامل المعدني إليهم وعلي مبسمها إبتسامه سعيده ثم هتفت

ميسره : أهلا وسهلا

رحيم مجفلا بصره للأسفل : اهلا بيكي

ابراهيم متناولا الحامل من يديها : تسلم أيدك ياميسره

_ حضرت روان بهذه اللحظه بخطوات مرحه نشيطه غير محسوبه لتتفاجأ بوجود هذا الغريب في منزلهم ..  قطبت جبينها ثم رددت في خفوت

روان : مساء الخير

رحيم،  ابراهيم : مساء النور

ابراهيم مشيرا لها بيده : تعالي ياروان ،  دي روان اخت مالك الصغيره في أولي ثانوي السنه دي

رحيم مبتسما : ماشاءالله ،  عقبال ما تشوفها عروسه

ابراهيم بقهقهه خفيفه : لسه بدري ياحج رحيم ،  تخلص بس تعليمها وتاخد شهادتها وبعد كده يسهلها ربنا

رحيم مرتشفا بعض القطرات من مشروبه : الجواز ستره للبنات يااستاذ إبراهيم وخصوصا في الزمن الأسود ده ..  هيعملها ايه العلام ما اخرتهم البيت برده

   _ ضيق مالك عينيه وقد بدأ يستشف من حديث الرجل بعض من افكاره ومعتقداته الخاصه بتعليم الفتيات وزواجهن ،  حيث انه يؤمن بأن الزواج المبكر للفتيات هو ستر لهن وحمايه من أخطار الزمن ولا يراه بمنظور المشاركه والحب والتعاون بين الزوجين ..  فكر مالك بحنكه ثم قرر  إعطاء الخيط لأخته لكي تتصرف نيابة عنه ..  فأصطنع ملامحا بريئه ونيه صافيه وهتف ب....

مالك : ده بقي استاذ ابراهيم ياساره ،  جارنا الجديد

روان بنيه صافيه : واوو،  حضرتك تبقي بابا إيثار

رحيم وقد عبست قسماته قليلا ثم هتف : أنتي تعرفي بنتي؟

روان وهي تحاول تدارك الموقف : اااه  ،  اصلي قابلتها علي السلم أمبارح وأتعرفت عليها

رحيم : اها

روان بخبث : هو أنا ممكن اطلع اجيبها تقعد معايا

رحيم وهو يحاول الأنفلات من تلك الصغيره الطائشه : اصلها مش بتحب الأختلاط كتير وزمانها شغاله مع امها في الشقه

روان : طب أطلعلها أنا ياعمو

ابراهيم باأبتسامه هادئه :أطلعي ياحبيبتي ،  علي الأقل تساعديها

مالك غامزا لها بعينيه : .....

روان بفرحه طفوليه : شكرا ياعمو

رحيم وقد التزم الصمت  :......................

....................................................................

    _ صعدت إليها بخطي مرحه سعيده وعلي ثغرها ابتسامه تنير وجهها ثم طرقت الباب بهدوء لتتفاجئ به يفتح الباب ويقف أمامها ،  فاختفت أبتسامتها وحل محلها العبوس والتجهم

روان : ممكن أشوف إيثار

عمرو مدعيا عدم تذكرها : أقولها مين

روان عاقده ساعديها أمام صدرها : أنا جارتكوا اللي تحت

عمرو بعدم أهتمام : اه اه أفتكرتك ،  اتفضلي هي جوه

روان في نفسها : يالهوي علي بوزو ،  انا هسميه حمبوزو بوزو

  _ تأمل عمرو خطاها الغير مستقيمه ثم لوي شفتيه بإزدراء وهو يغمغم لنفسه بخفوت

عمرو : ايه البت البارده اللي طلعتلنا في المقدر جديد دي ،  مش مستريحلها خالص 

.................................................................

    _ ما أشبه اليوم بالبارحه ..  فأنها الآن تتأهب وتستعد لمغادرة المنزل متجهه صوب جامعتها كما كانت بالقاهره ،  فلقد مرت اياما عديده تجاهد بها إيثار لتحويل أوراقها حيث جامعة الأسكندريه ،  والحق يقال ان الأمر لم يكن سهلا إلا بمساعدة عمها ''  مدحت  ''  والوسيط الذي تدخل بالأمر ليعجل من تنفيذه سريعا .. 

  _ وما أن مرقت إيثار بوابة الجامعه حتي أعجبت بها حقاً  ،  كان تصميمها يختلف عن جامعة القاهره كثيرا من حيث الشكل ،  ولكنها شعرت وكأنها طالبه بالفرقه الأولي وهذا أول يوم لها كطالبه جامعيه ..  أجل فإن تغيير المكان يجعل من شعورك بالوحده شعوراً قويا ،  ظلت تجوب الطرقات داخل الجامعه تبحث عن كلية  ''  الحاسبات والمعلومات  ''  حتي أنها تسائلت من البعض و أدلوها عليها ...  وقفت أمام المكتب المعني بشئون الطلبه والطالبات ثم تأملت المكان من الداخل وكادت تلتفت لتتأكد من اليافطه لتجده أمامها فجأه

مالك باأبتسامه برزت اسنانه : صحيح ،  رب صدفه خير من ألف معاد

إيثار محدقه به : اا انت.......................


#الفصل_٤


الفصل الرابع

تفاجئت إيثار بوجــــود مالك أمامها عند مكتب شئون الطلبة التابع لكليتها .. ففغرت شفتيها بإندهـــاش ، ورددت بصوت مصدوم :

-إنت !

إرتسمت علامات السعادة على محياه ، وهتف قائلاً بمرح :

-شوفتي الصدف !

أجفلت عينيها خجلاً منه ، فتابع مالك قائلاً بإهتمام :

-ها قوليلي بتعملي ايه هنا

رفعت رأسها قليلاً ، ولكنها لم تنظر إليه ، وأشــارت بيدها لتجيبه بتلعثم :

-أنا .. أنا كنت جاية أشوف ورقي

أخذت نفساً عميقاً لتسيطر على حالة الإرتباك التي تتملكها فور حديثها معه .. وسألته بجمود:

-إنت بتعمل ايه هنا ؟

رد عليها مالك بهدوء وهو يتأمل ملامحها :

-واحد أخو صاحبي كان بيحول من كلية لكلية ، وأنا جاي أخدمه

هزت رأسها في إقتناع ، فتابع قائلاً بحماس :

-بس انا حظي حلو إن شوفتك

رفعت إصبعها محذرة :

-من فضلك أنا مش حابة النوعية دي من الكلام ، أنا غير أي حد

ابتسم لها مالك ليقول بخفوت :

-حقك .. انتي مالكيش زي بصراحة

-برضوه مصمم

جاهد ليحافظ على جديته الزائفة وهو يسألها :

-سوري ، المهم خلصتي ورقك ولا لسه ؟

ردت إيثار بإنهاك :

-أنا هاشوف هاعمل ايه هنا وآآآ..

قاطعها مالك بجدية واثقة :

-ماتتعبيش نفسك ، انتي جيتي في ملعبي !

عقدت ما بين حاجبيها بشدة ، ورددت :

-نعم ؟!

وضـــح لها مالك مقصده بـ :

-أقصد ان أنا أعرف كل حاجة هنا ، وأقدر أساعدك تخلصيها على طول

سألته بهدوء وهي محدقة بوجهه :

-هو انت في حاسبات ؟

ابتسم مالك لها وأجابها بثقة :

-لأ طبعاً ، أنا في تجارة !

إنفرجت شفتيها مندهشة وهي تسأله :

-وإيه اللي جايبك هنا ؟

رد عليها بتنهيدة سعيدة :

-النصيب !

توترت من كلمته الموجزة ، وتوردت وجنتيها خجلاً .. ورمشت بعينيها في إرتباك ,,,

تابعها مالك بإهتمام .. فقلما يرى فتاة تخجل من أبسط الكلمات وتكون على طبيعتها دون تكلف ..

أخــذ هو نفساً مطولاً ، وزفره على مهل ، ثم عقد ساعديه أمــام صدره ، وسألها بإهتمام ليرفع عنها الحرج :

-قوليلي بقى ناقصك ايه وأنا أخلصهولك

ردت عليه إيثار بحرج بادي في نبرتها :

-مافيش داعي تتعب نفسك ، أنا آآآ...

قاطعها مالك بإصرار بعد أن أرخى ذراعيه :

-تعب ! يا بنتي بلاش التكليف ده ، إحنا جيران ومعارف ، وبعدين أنا خبرة في الكلية دي ، وانتي هنا في المكان بتاعي ، ها ، قولي بقى ؟

عضت على شفتيها قليلاً لتفكر ملياً فيما قاله ، فهي مازالت تجهل الأماكن هنا ، وربما يضيع عليها اليوم هباءاً إن قضته في البحث عما تريد ، لذا أجابته :

-هو أنا المفروض هادفع المصاريف ، وأخد الإيصال وأطلع الكارنيه ، وأدفع اشتراك الـ آآ..

قاطعها مالك مجدداً ليقول بهدوء :

-استني .. احنا نعمل حاجة حاجة ، وبعد كده نشوف فاضلك ايه

-اوكي

ســـــار الإثنين في إتجاه مكتب الخزينة ، وظل مالك ينظر إليها بطرف عينه .. واعتلى ثغره ابتسامة هادئة .. هي كانت مختلفة عن الأخريات .. هادئة بطبعها ، تتحدث قليلاً .. ترتبك من مجرد كلمات عابرة ويظهر خجلها على وجهها .. عاود النظر إليها ، وهو يمني نفسه برؤيتها ..

بعد لحظات وصل كليهما إلى وجهتهما ، ولكن كان المكان يشهد زحاماً شديداً ..

شهقت إيثار قائلة بصدمة :

-كل دول طلبة !!

بدت علامات الإنزعاج على وجهه وهو يجيبها :

-أومــال انتي مفكرة ايه ، ده الدخول والخروج من هنا بقوة الدفع

تسائلت إيثار بحيرة وهي تشد على حقيبة يدها المعلقة على كتفها :

-طب أنا هادخل ازاي ؟

صحح لها جملتها قائلاً بمزاح :

-قصدك هاتتحشري إزاي

-أووف

أشـــار لها مالك بكفه قائلاً بجدية :

-ماتشليش هم ، أنا هادفعلك الفلوس ، هاتي بس الجواب ، وهاتصرف

هزت رأسها معترضة وهي تقول بيأس :

-مش مشكلة هابقى اجي وقت تاني تكون الزحمة خفت

أضــاف مالك قائلاً بإحباط :

-مش هايحصل هنا ، الوضع هايفضل على حاله !

ثم استدار برأسه ناحيتها ، ومد يده ليقول بجدية :

- هاتي الجواب ، واستنيني هناك ، ولما أطلع هاكلمك

قطبت جبينها مشدوهة من جملته ، وسألته بإستغراب بادي في نبرتها

-تكلمني ؟!!

ابتسم لها ببلاهة مجيباً إياها بـ :

-أهـــا .. ماهي فرصتي اعرف رقم موبايلك

-نعم !

-بهـــزر بدل ما تقفشي .. !

وأشـــار لها بإصبعه قائلاً بحزم :

-اقفي هناك بعيد عن الزحمة ، وهاجيلك لما أخلص

أومــأت إيثار برأسها لتهمس بإستسلام :

-طيب

شـــق مالك طريقه وســـط الزحـــام ، وتلاشى بين أجســـاد الواقفين ، فتابعته هي بقلق بعد أن تراجعت للخلف في إحدى الزوايا ، وانتظرت لبرهة في الخـــارج ، ثم زفرت بتعب ، وتمتمت مع نفسها بإنزعاج :

-اتأخر أوي جوا !

بدت كالتائهة – والغريبة - هي تقف بمفردها لا تعرف أي أحــد بالمكان ..

إنكمشت على نفسها ، وراقبت بتوتر المارة وهي تحتضن حقيبتها بكفيها ..

خرج مالك بعد فترة وهو يلهث ، وجـــاب بعينيه المكان بحثاً عنها إلى أن إلتقطتها عينيه ، فتلاشى الإجهاد من عليه ، وحل محله إبتسامة هادئة ..

اقترب منها وهو يهتف بمزاح :

-ده دمـــارشامل جوا

ابتسمت بخجل له وهي تجيبه على استحياء :

-ميرسي على تعبك

تابع مالك قائلاً بمزاح وهو يرمقها بنظراته الناعمة :

-ميرسي كده ناشف ، مافيش حاجة ساقعة ولا منحة تشجيعية منك ، ده أنا عبرت المانش عشان أوصل للشباك

إرتبكت بشدة ، وتلعثمت وهي تحاول البحث عن كلمات مناسبة لتجيبه ، فتدارك الأمر سريعاً ، فقد إعتاد على خجلها ، وتشدق قائلاً وهو يمد يده نحوها بالإيصـــال :

-انتي لو عاوزة أي حاجة أؤمري بس ، وأنا تحت أمرك

نظرت له بإمتنان وهي تهمس :

-شـ.. شكرا

ثم تناولت منه الإيصـــال ووضعته بداخل حقيبتها ، وتابعت بجدية :

-هامشي أنا بقى ، كفاية كده النهاردة

عبست ملامحه وهو يسألها بإضطراب :

-بسرعة كده ؟ طب مش ناوية تجيبي جدول محاضراتك ؟!

ردت عليه بإقتضاب :

-بكرة .. أنا مش مستعجلة

-ممممم..

هزت رأسها وهي تتحرك للأمام قائلة بخفوت :

-أشوفك على خير ، سلامو عليكم

ســـار إلى جوارها ، وهتف بتلهف :

-طب استني أوصلك ، ده احنا سكتنا واحدة

رمقته بنظرات حادة وهي تقول بجدية بالغة :

-أنا أعرف أوصل لوحدي ، شكراً على ذوقك

توقف في مكانه وهو يتعجب من تبدل حالها سريعاً .. فهي في لحظة تكون طيعة خجولة ، وفي الأخــرى حادة الأسلوب .. ولكنها في النهاية تمكنت من شغل تفكيره رغم قلة اللقاءات بينهما ..

.......................................

استلم عمــــرو عمله بهيئة النقل العـــام ( فرع السكة الحديدية ) ، وتنفس الصعداء بعد تمكنه من الحصول على تلك الوظيفة ..

فلولا وساطة عمه لما ظفر بها ..

جلس على مقعده ، ومسح بيديه على سطح مكتبه ، وفجـــأة وجد من يُلقي بـ ( رزم ) من الملفات لتتراكم أمامه ..

فحدجه بنظرات نارية وهو يهتف غاضباً :

-ايه ده كله ؟

رمقه زميله بنظرات باردة وهو يجيبه ببرود

-أوراق ناس ومصالح متعطلة ، شوف انت هتعمل ايه فيها

إلتوى فمه عمرو قائلاً بسخط :

-من أولها كده !

رد عليه زميله بتهكم :

-أومال مفكر نفسك المدير ، انت هنا في السكة الحديد ، يعني غلب السنين وقرفه

-استعنا على الشقى بالله

-ده لسه في كتير ، بس خلص دول الأول

-ربنا يدبرها !

قالها عمرو وهو يحاول فهم طبيعة العمل في هذا المكان ..

...................................

فكرت إيثـــار طوال طريق العودة إلى منزلها في تصرفات مالك العفوية معها ، وتشكلت إبتسامة راضية على شفتيها .. فهو يختلف عن ( شريف ) بكل المقاييس .. فالأول شهم في طباعه ، مرح في أسلوبه ، رقيق في كلماته ، ورجل في تصرفاته .. أما الأخير فكان على النقيض تماماً ..

زفرت في إنهـــاك ، وأغمضت عينيها يائسة ..

كم ودتْ لو لم تخضْ تلك التجربة المؤسفة التي جعلت ثقتها في الجنس الأخــر تهتز ..

...........................

ألقت روان بحقيبة مدرستها على الأرضية وهي تسب بحنق تعنف المعلمات مع الطالبات في المدرسة ، وإصرارهن على تزويد حصص المراجعة .. فنهرتها عمتها ميسرة قائلة :

-يا بت اتلمي ، والله تستاهلي اللي بيعملوه فيكي

زفرت قائلة بغيظ :

-يا عمتوو دول مستقصدنا

-هما عشان عاوزين مصلحتكم يبقوا ضدكم !

ألقت بجسدها على الأريكة ، وتابعت بتذمر :

-يعني ايه الفسحة تكون ربع ساعة بس ؟ ده ظلم

ردت عليها ميسرة بهدوء :

-معلش ، بكرة لما تخلصي ثانوية عامة ، وتخشي الكلية اللي بتحبيها هتقدري قيمة الأيام دي

هتفت قائلة بضجر :

-ده أنا روحي هاتكون طلعت

صاحت بها ميسرة وهي تنهرها :

-بعد الشر عنك ، ماتقوليش الكلام ده !!

تنهدت بتعب وهي تتســأل :

-هو مالك جه ؟

-اه من شوية ، ومريح جوا في أوضته

نهضت بتثاقل من على الأريكة وسحبت حقيبتها خلفها قائلة :

-طب أنا داخلة أشوفه

................................

فتحت روان الباب لتجد أخيها ممدداً على الفراش ، وممسكاً بورقة ما في يده يدرسها بتمعن شديد ..

قطبت جبينها ، وتأملته لبرهة دون أن تصدر أي صوت ..

لم ينتبه هو لوجودها .. فزاد فضولها لمعرفة ما يشغل تفكيره ويلهيه عن الشعور بمن حوله ..

إعتلى فمها ابتسامة ماكرة ، وســارت بحذر على أطراف أصابعها وهي تقترب منه ..

وبحركة مباغتة انتزعت من يده الورقة وهي تصيح بإنتصار :

-بس قفشتك ، ده جواب بقى ولا ايه ؟

هب مالك من فراشه قائلاً بضجر واضح في نبرة صوته:

-روان هاتي الورقة

ركضت مبتعدة عنه وهي تخبيء الورقة في يدها ، وتحدته قائلة :

-تــؤ .. مش قبل ما تقولي فيها ايه !

زفر بصوت مسموع وهو يحذرها :

-يوووه ، مش بأحب كده ، هاتيها أحسنلك

هزت كتفيها رافضة ، وصاحت بإصرار :

-لأ ..

ثم قامت بفتحها وهي تقفز فوق الفراش ، وقرأت ما بها بصوت مسموع :

-جدول محاضرات الفرقة الثالثة حاسبات !

في تلك اللحظة اختطف مالك الورقة منها ، صائحاً بغيظ :

-هاتيها

ثم طواها ودسها في جيبه ، وجلس على طرف الفراش وهو متجهم الوجــه

جلست روان إلى جواره ، وتسائلت بصدمة :

- ده مش جدولك ؟!!

رد عليه بصوت قاتم :

-مالكيش دعوة

ضربته بكتفها وهي تسأله بخبث :

-انت جايب الجدول ده لمين ؟

نظر لها شزراً ولم يجبها ، فهمست له وهي تغمز بعينها :

-مالوكة حبيبي ، ده للجو صح ؟

نهرها قائلاً بغلظة :

-بت اتلمي

أضافت قائلة بمكر وهي تدقق النظر فيه :

- ده لإيثار

تنهد ليجيبها بنفاذ صبر :

-أيوه

حركت كتفيها للأعلى ، ورفعت رأسها في تفاخر ، وصاحت مازحة :

-مممم.. سيدي يا سيدي ، ده الحب بهدلة بصحيح

رمقها مالك بنظرات محذرة وهو يرد عليها بقوة :

-حب !! بلاش هبل ، دي مجرد مساعدة

هزت حاجبيها بهمس مرح :

-مساعدة بردك ، هي بتبدأ كده

-ماتبقيش بايخة

-اوكي .. هاتعمل بيه ايه بقى قولي ؟

-مممم.. لسه مش عارف

سألته مجدداً بإهتمام :

-طيب هاتشوفها امتى عشان تديهولها ؟

رد عليها بفتور :

-معرفش

مطت روان شفتيها وهي تقترح بجدية :

-طب ايه رأيك أنا أديهولها ؟

رفع حاجبه للأعلى وهو يردد :

-انتي !!!

لكزته في كتفه قائلة بمزاح :

-اينعم ، ومش هاقولها انه منك !

فكــــر مالك فيما قالته أخته بجدية ، ووجد أنه إقتراحاً مقبولاً ، فهو لا يضمن رؤيتها لاحقاً .. فأبدى موافقته المبدأية عليه .. بينما تحمست روان لفكرتها كثيراً ، وقررت أن تزور إيثار مساءاً لتعطيها إياه ......

....................................

إنتهت إيثار من تنظيف صحون الطعام ، وكذلك الموقد .. وخرجت من المطبخ لتجفف يديها في المنشفة المعلقة على بابه .. وتسائلت بصوت جاد :

-حد عاوز شاي معايا ؟

نظر لها والدها رحيم من أسفل نظارته ليجيبها بهدوء :

-اعمليلي يا بنتي

التفتت برأسها نحو أخيها ، وسألته :

-وانت يا عمرو ؟ عاوز شــاي ؟

رد عليها بجمود :

-لأ .. أنا شوية ونازل القهوة

نظرت له والدته بإستغراب ، وســألته مستفهمة :

-القهوة ، ليه يا بني ؟

نفخ من الضيق وهو يرد :

-زهقـــان ، هاغير جو

أومـــأت تحية برأسها وهي تطلب منه :

-طيب .. متتأخرش بس برا

زم عمرو فمه ليقول بسخط :

-هو أنا عيل صغير ؟!

ردت عليه والدته بصوت أمومي حاني :

-لأ يا بني ، بس انت عارفني ، أنا بأقلق عليك

-ربنا الحارس !

ثم عـــادت روان إلى المطبخ لتعد الشاي الساخن لها ولأبيها ..

..................................

في نفس التوقيت ، صعدت روان للطابق العلوي ، ووقفت أمـــام باب منزل إيثار ، وطرقت الباب وهي متحمسة لرؤيتها ..

نهض عمرو عن الأريكة ، وتوجه ناحية الباب ليفتحه ، فتفاجيء بجارتهم الطائشة أمامه ، فعبست ملامحه وسألها ببرود مستفز :

-خير

إكفهر وجهها هي الأخـــرى ، ورمقته بنظرات منزعجة وهي تسأله بجمود :

-هو إيثار موجودة ؟

سألها بصوت قاتم وهو يرمقها بنظراته الساخطة :

-عاوزة منها ايه ؟

شعرت روان بالإهانة من نظراته تلك .. فهو يشعرها بأنها حقيرة ولا تليق بمستوى عائلته لتتحدث مع اخته ، فظهر عليها الإرتباك والضيق وهي تجيبه :

-كنت .. كنت جاية أديها حاجة

مازالت تلك النظرة الإحتقارية ظاهرة بوضوح في عينيه ،وتقوس فمه متسائلاً بإمتعاض :

-ايه هي ؟

عقدت ساعديها أمام صدرها ، ونظرت له بتحدي وهي تجيبه بصوت متجهم :

-والله حاجة بيني وبينها

زادت نظراته حدة وهو يسألها بجدية أخافتها :

-في ايه بينك وبين واحدة اكبر منك بكام سنة ؟!!!!!

إرتخى ساعديها من صوته ، وزاغت عينيها قليلاً رهبة منه .. ولكنها عاودت السيطرة على نفسها ، وقبل أن تنطق سمعت صوتاً أنثوياً مألوفاً يأتيها من الداخل بـ :

-بتكلم مين يا عمرو على الباب ؟

صاحت روان بصوت مرتفع :

-انا يا طنط تحية !

اقتربت منها تحية ، ونظرت لها بإستغراب وهي ترحب بها :

-روان .. تعالي يا بنتي !

ابتسمت لها روان بإصطناع ، وتابعت :

-سوري إن كنت جيت من غير ميعاد

بادلتها تحية الإبتسام وهي تحتضنها:

-ولا يهمك !

أردف عمرو قائلاً بخشونة :

-انا نازل يا ماما ، أجيبلك حاجة وأنا جاي ؟

-تسلم يا بني

غمغمت روان مع نفسها وهي ترمقه بنظراتها المنزعجة :

-أووف ، مش برتحاله خالص

هتفت تحية بصوت مرتفع وهي تدير رأسها للخلف :

-إيثـــــار ، تعالي كلمي روان

خرجت إيثار من المطبخ لتتفاجيء بوجود روان بالصالة ، فتشدقت قائلة وهي تقبلها من وجنتيها :

-إزيك يا روني ، عاملة ايه ؟

-الحمدلله

بعد لحظات ، ولجت الإثنتين إلى داخل غرفة إيثار ، فتسائلت الأخيرة بـ :

-ها ، في ايه بقى ؟

مدت روان يدها بالورقة لتقول بتنهيدة حارة :

-اتفضلي يا ستي !!

تناولت الورقة من يدها ، وسألتها بإستغراب :

-ايه ده ؟

غمزت لها قائلة بهمس :

-جدول محاضراتك يا جميل !

إرتسمت علامات الإندهاش على وجه إيثار ، واتسعت عينيها بتعجب كبير ، وقائلة بصدمة :

-جدول محاضراتي !

ابتسمت لها وهي تقول :

-أهـــا ، أي خدمة بقى يا حلوة !

سألتها إيثار بغموض :

-مين جابه ؟؟

غمزت لها روان وهي تجيبها بمكر :

-اللي بالي بالك ..!

فكرت إيثار في مالك ، فهو الوحيد الذي يعرف بمســألة جدول محاضراتها ، وتشكلت إبتسامة خفيفة على فمها ..

راقبتها روان بدقة ، وبدت هي الأخرى سعيدة بردة فعل إيثار ، ولم تقاطع تفكيرها - المتيقنة منه - في أخيها ....

ثم استأذنت بالعودة إلى منزلها ، فودعتها إيثار شاكرة إياها على ما تفعله هي وعائلتها من أجلها .........

....................................

كان الوقت قبيل الفجر بقليل حينما كان مالك لا يزال محــــدقاً في صورة فوتغرافية قديمة تجمعه مع أبويه الراحلين ... تنهد بحـــزن عميق وهو يمسح بأنامله عليها ..

أدمعت عينيه آسفاً على رحيلهما ، ورغم مرور السنوات على تلك الحادثة المفجعة إلا أنه مازال يذكرها ، وكأنها حدثت بالأمس القريب ...

.....................................

◘◘◘◘ كان مالك جالساً إلى جوار أخته الصغيرة في المقعد الخلفي بسيارته والدته ويلهو بكرته الجديدة حينما حانت إلتفاتة من رأس والدته نحوه لتسأله بحنو :

-أجيبلك تاكل يا مالك

-لأ يا ماما ، مش جعان

تعلقت روان بمقعد والدتها ، وهتفت بصوت طفولي :

-هاتلي ثاندوتس دبنة ( سندوتش جبنة )

ابتسمت لها الأم برقة مجيبة إياها :

-حاضر يا روني

وفجـــأة اتسعت حدقتيها برعب جلي ، وشهقت بصريخ مخيف :

-حاسب يا رشــــاد ، حــــــاسب !

-لألألألألألألألأ

أطاحت سيارة نقـــل بسيارتهم الصغيرة ، فإندفعت بقوة للجانب لترتطم بالسور الحجري قبل أن تنقلب رأساً على عقب ...

كان أخــــر مشهد إلتقطته عينيه الصغيرتين هو نظرات الذعر في مقلتي والدته والتي تلون وجهها بدمائها المراقة .. وصوت والده المنتحب وهو يلهث قائلاً بصعوبة :

-مـ.. آآ... مالك ، آآ.. أختك !◘◘◘◘◘

.......................................

أفــــــاق مالك من ذكرياته الحزينة وهو يشهق بصوت مكتوم .. وتسارعت العبرات في الإنهمار من عينيه ، فأبعد الصورة عنه ، ودفن وجهه في راحتي يده ، وأصدر أنيناً يحمل مرارة الفقد والحرمان ، ثم رفع رأســه للأعلى ، وتجمدت نظراته على آلة الكمان الخاصة به ..

وببطء شديد نهض عن فراشه ، وســار نحوها ، وتلمسها بأصابع مرتجفة ، ثم أسندها على كتفه ، وأخذ نفساً عميقاً حبسه في صدره للحظات قبل أن يحرره ..

بدأ مالك في عزف تلك المقطوعة الحزينة ، والتي عبرت نغماتها الساحرة بصدق عما يشعر به قلبه ...

استسلم لإحساسه العالي ، وتناغمت أصابعه مع الأوتـــار فخرج اللحن شجياً مؤثراً ..

...................................

تقلبت إيثار في فراشها ، وتحرك جفنيها بصورة مقلقة ..

كانت كالذي يقــــاوم شيئاً ما في منامه ..

لقد رأته يهاجمها في أحلامها ، حاولت الفرار منه ، ولكنه تمكن منها ، وطوق عنقيها بقبضتيه الغليظتين ليخنقها أكثر ..

حاولت أن تصرخ ، أن تستغيث بمن ينقذها .. لكنها كانت عاجزة بين يديه .....

وفجــــأة انتفضت مذعورة من نومتها ، وقلبها يخفق بقوة ..

تسارعت أنفاسها بشدة من فرط الخوف ، وجابت بنظراتها المرتعدة الغرفة من حولها لتتأكد من أنه مجرد حلم لا أكثر ..

رددت لنفسها بصوت لاهث :

-مش حقيقي ، الحمدلله ، الحمدلله ..

حاولت أن تضبط أنفاسها لتهديء من روعتها .. فمجرد رؤيتها لخطيبها السابق في منامها تنغص عليها حالها ، وتذكرها بمدى وضاعته معها وخسته حينما أطلق عنها الأقاويل الكاذبة والشائعات المغلوطة ليجبرها هي وأهلها على الانتقال جبراً لمكان جديد بعد أن شوه سمعتها ظلماً على يده ..

تنفست الصعداء لوجودها بغرفتها ، وانكمشت على نفسها في الفراش .. وحاولت أن تنام مجدداً .. لكن مازالت ذكرى تلك الكارثة تطاردها ..

تسلل صوت اللحن الحزين من تلك الآلة إلى مسامعها ، فعزفت بعمق على أوتار قلبها ولامست بصدق مشاعرها الدفينة .. فأغمضت عينيها مستسلمة لنغماتها الساحرة ، وإنسابت عبراتها تلقائياً على موسيقاها الآسرة ، وتنهدت بحرارة لتنفس عن قدر قليل من تلك الأحزان الحبيسة في صدرها .

تابعووووووني 



الفصل الخامس والسادس من هنا



بداية الروايه من هنا



رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية خيانة الوعد كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺






تعليقات

التنقل السريع
    close