رواية لعنة الإرث البارت الثاني والثالث بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
علي وصل لمكان الحاج زكريا بعد ساعة من التفكير والتوتر، المكان كان عبارة عن مزرعة صغيرة في أطراف القرية، هادية ومخفية عن الأنظار. لما دخل علي، لقى الحاج زكريا قاعد في ركن هادي من المزرعة وبيشرب شاي.
الحاج زكريا (بابتسامة خفيفة): "أهلاً يا علي. شكلك مجهد، إيه اللي حصل؟"
علي (بجديّة): "يا حاج، الموضوع طلع أكبر مما كنت متخيل. أبويا مات مقتول، مش في حادث زي ما كنا فاكرين."
الحاج زكريا يرفع حاجبه باستغراب، ويحط كوب الشاي على الترابيزة.
الحاج زكريا: "مقتول؟ إزاي عرفت الكلام ده؟"
علي: "في تسجيل قديم لأبوي، وكمان شفت واحد اسمه عمر سالم في البيت المهجور اللي تابع لعيلة سليم. الراجل أكدلي إن الصفقة اللي بين أبويا وعيلة سليم كانت السبب، وإنهم هددوا أبويا وقتلوه لما رفض يسكت."
الحاج زكريا يسند ظهره على الكرسي ويتنهد بعمق، وكأنه بيراجع ذكريات قديمة.
الحاج زكريا: "كنت حاسس إن موت صالح وراه حاجة غلط، بس ما كانش عندي دليل. أبوك كان راجل مستقيم، وعيلة سليم مش من النوع اللي يحبوا حد يوقف قدامهم."
![]() |
علي (بإصرار): "دلوقتي عندنا دليل، وعارفين الحقيقة. بس المشكلة إنهم لسه بيهددوني برسائل. آخر رسالة وصلتلي كانوا بيقولوا فيها إنهم هيوقفوني بأي تمن."
الحاج زكريا (بنبرة تحذير): "اسمعني كويس يا علي. عيلة سليم مش ناس سهلة، ومش هيرتاحوا غير لما يخلصوا منك. لازم تكون حذر."
علي: "مش هخاف منهم، يا حاج. أبويا مات عشان الحق، وأنا مش هسيبهم يكملوا اللي بدأوه."
الحاج زكريا يبص لعلي بنظرة فيها خليط من الإعجاب والخوف، ويقوم يقرب له صندوق صغير كان محطوط على الأرض جنبه.
الحاج زكريا: "الصندوق ده كان عند أبوك. قال لي مرة إنه فيه حاجة مهمة، بس ما قاليش إيه هي. يمكن تلاقي فيه إجابة على اللي بتدور عليه."
علي يفتح الصندوق ببطء، يلاقي فيه مجموعة أوراق قديمة وصور. أول حاجة تلفت نظره كانت ورقة مكتوب عليها "عقد شراكة". يبدأ يقرأها بسرعة.
علي: "ده العقد اللي بينهم وبين أبويا. كل الشروط مكتوبة هنا، بس في شرط غريب..."
الحاج زكريا يقرب منه ويمسك العقد.
الحاج زكريا: "الشرط ده بيقول إن أي خلاف بين الطرفين لازم يتحل عن طريق حكم محايد. بس واضح إن عيلة سليم ضربوا بكل ده عرض الحيط."
علي (بفكرة مفاجئة): "يبقى الحل الوحيد إننا نرجّع القضية دي للقانون. العقد ده دليل كفاية عشان نفتح الموضوع من جديد."
الحاج زكريا: "صح، بس ما تنساش إنهم ممكن يستخدموا نفوذهم عشان يطمسوا الأدلة. عيلة سليم عندهم ناس في كل مكان."
علي (بحزم): "ما يهمنيش. القانون لازم ياخد مجراه. أنا هبدأ أول خطوة من النيابة."
علي ياخذ العقد ويخرج من المزرعة وهو مليان طاقة وإصرار. الطريق كان هادي، لكن داخله كان عاصفة من الأفكار. لما وصل البيت، لقى رسالة جديدة مستنياه على باب البيت.
يفتح الرسالة بسرعة، يلاقي فيها كلمات بسيطة مكتوبة بخط واضح: "آخر مرة نحذرك. لو ما وقفتش، اللي حصل لأبوك هيحصل لك."
علي (بغضب وهو يقطع الرسالة): "جربوا! الحرب لسه في أولها."
يجلس على مكتبه ويبدأ يكتب شكوى رسمية ويجهز كل الأدلة اللي معاه. الوقت كان بيعدي ببطء، لكن علي كان حاسس إن كل خطوة بتقربه أكتر من الحقيقة. بعد ما خلص الشكوى، قرر يتصل بصديق قديم ليه شغال في النيابة.
علي: "يا أحمد، عايزك تساعدني. معايا قضية كبيرة وأدلة قوية، بس محتاج حد أثق فيه."
أحمد (على التليفون): "خير يا علي؟ إيه اللي حصل؟"
علي: "الموضوع متعلق بموت أبويا وبعيلة سليم. ما أقدرش أشرح كل حاجة دلوقتي، بس هاجي لك بكرة ومعايا كل الأدلة."
أحمد: "تمام. هستناك. بس خد بالك، لو الموضوع كبير كده، تأكد إنك ماشي بخطوات مدروسة."
علي يقفل التليفون ويقعد لوحده في الظلام، يفكر في الخطوات الجاية. هو عارف إن اللي جاي مش سهل، لكنه مستعد يواجه أي حاجة عشان يحقق العدالة لأبوه. في قلبه كان فيه خوف، لكن كان فيه كمان عزيمة لا تتزعزع.
الليل كان هادي، بس عقل علي كان مليان بأفكار وأسئلة ما بتقفش. كل تفصيلة كان بيحاول يربطها ببعضها، وكل خطوة كان بيحسب حسابها. فجأة، سمع صوت موبايله بيرن. الرقم مجهول. قاعد لحظة يفكر إذا كان يرد ولا لأ، وبعدين قرر يرد.
علي (بحذر): "ألو؟ مين معايا؟"
صوت مجهول (بهدوء غريب): "علي صالح؟ شكلك ما بتسمعش الكلام. قلنا لك ابعد عن اللي مالكش فيه."
علي (بغضب): "ومين اللي قال إني هاخاف؟ لو عندكوا حاجة اعملوها، بدل التهديدات الفاضية دي!"
الصوت المجهول (ساخر): "إحنا مش بنهدد، دي وعود. لو فضلت مكمل، مش هتلاقي حد حواليك يساعدك. فكر في الناس اللي بتحبهم."
علي يسكت لحظة، لكن الغضب كان ظاهر في صوته لما رد.
علي: "الناس اللي بحبهم عمرهم ما هيبقوا وسيلة لتهديدي. وصدقني، اللي زيكوا أنا ما بخافش منهم. الحرب بدأت، وأنا مش ناوي أوقف."
الصوت ضحك ضحكة خفيفة قبل ما الخط يتقفل. علي قعد مكانه شوية، قلبه كان بيدق بسرعة، لكن جواه كان مليان إصرار أكتر من أي وقت فات.
في الصباح، علي خد الأدلة اللي معاه وراح يقابل أحمد في مكتبه. لما دخل، لقى أحمد قاعد وبيراجع أوراق على مكتبه.
أحمد (بيرفع عينه وبيبتسم): "إيه يا علي، شكلك جايب حاجة تقيلة."
علي: "أكتر مما تتخيل. شوف ده."
علي طلع العقد والصور والتسجيل الصوتي وحطهم على المكتب. أحمد بدأ يراجع الورق بانتباه.
أحمد (بدهشة): "العقد ده لوحده ممكن يقلب الدنيا. والتسجيل كمان دليل قوي. بس إنت متأكد إنك عارف إنت بتواجه مين؟"
علي: "عارف يا أحمد. وعارف إنهم مش هيسكتوا، بس أنا مش ناوي أسيب حقي وحق أبويا."
أحمد (بجدية): "طيب، هنبدأ نتحرك. بس خلينا نعمل ده بطريقة ذكية. أول خطوة، هنعمل بلاغ رسمي ونأمن الأدلة دي. عيلة سليم عندهم نفوذ كبير، ولازم نكون أسرع منهم."
علي هز رأسه بالموافقة، وأحمد بدأ يكتب البلاغ. الجو كان مليان توتر، لكن في نفس الوقت، كان فيه شعور بالأمل.
بعد ما خلصوا تقديم البلاغ، أحمد قال لعلي يروح يرتاح، لكن علي كان عارف إن القصة لسه ما انتهتش. رجع البيت، ولما دخل، لقى الست خيرية، جدته، قاعدة على الكرسي وبتبصله بنظرة مليانة قلق.
خيرية: "إيه اللي بتعمله يا علي؟ سمعت إنك بتدور وبتقلب في اللي فات. إنت عارف إنهم ناس خطرين؟"
علي (بحزم): "عارف يا تيتة، بس أنا ما ينفعش أسكت. أبويا كان بريء، واتقتل ظلم. أنا لازم أرجّع حقه."
خيرية (بتنهيدة): "ربنا يكون معاك يا ولدي. بس خليك حذر، الدنيا ما بترحمش."
علي طمنها ووعدها إنه هيكون حريص. الليل جه، وعلي كان قاعد يراجع كل اللي حصل. فجأة، جاتله رسالة على موبايله. فتحها بسرعة، وكانت مكتوب فيها: "الوقت خلص. دورك جه."
علي رفع عينه وبص حواليه، قلبه كان بيدق بسرعة. حس إن الخطر أقرب من أي وقت فات. مسك موبايله واتصل بأحمد.
علي: "أحمد، وصلني تهديد تاني. المرة دي واضح إنهم مستعدين يتحركوا."
أحمد: "خليك مكانك، ما تتحركش. أنا هاجي لك حالاً."
علي قفل المكالمة وقعد يراقب الشارع من الشباك. الجو كان هادي، بس كان فيه إحساس غريب بالخطر. بعد نص ساعة، أحمد وصل ومعاه ظابط شرطة.
أحمد: "ما تقلقش، إحنا هنا. الشرطة هتبدأ تحقيق رسمي، ومش هيسيبوا حد يلمسك."
علي حس براحة بسيطة، لكنه كان عارف إن المعركة دي طويلة، وإنه محتاج يفضل قوي لحد النهاية.
الليلة مرت بصعوبة على علي. عيونه كانت معلقة على الشباك، وأفكاره مشوشة بين الخوف والإصرار. كان عارف إن كل خطوة بيعملها بتقربه من الحقيقة، لكنها كمان بتزيد من خطورة الموقف. في الصباح، قرر يخرج يشوف أحمد تاني، بس المرة دي مشي بحذر، كأنه حاسس إن حد بيراقبه.
في الطريق، علي لاحظ عربية سودة ماشية وراه. وقف فجأة على جنب، والعربية كملت قدامه، لكنه لاحظ إن السواق كان بيبصله بنظرات غريبة. قرر يتجاهل الموضوع ومشي، لكنه فضل منتبه لكل حركة حواليه.
لما وصل لمكتب أحمد، لقى أحمد قاعد مع الظابط اللي قابله قبل كده. الجو كان مشحون، وعلي حس إن فيه حاجة جديدة حصلت.
أحمد: "علي، فيه تطورات. بعد ما قدمنا البلاغ، حاولوا يشتروا ناس من جوة النيابة عشان يوقفوا التحقيق."
الظابط: "بس إحنا مسكنا على واحد منهم تسجيلات تثبت إنه كان بيقبل رشاوي. دلوقتي التحقيق هيمشي، بس لازم تكون مستعد لأي رد فعل منهم."
علي (بحزم): "أنا مستعد. مش مهم إيه اللي هيحصل، مش هسيب حقي."
أحمد ابتسم بإعجاب، لكنه كان قلقان من اللي جاي. فجأة، الباب خبط ودخل واحد من المساعدين.
المساعد: "أستاذ أحمد، فيه ظرف جيه ليك بالبريد مكتوب عليه مستعجل."
أحمد فتح الظرف بسرعة، ووشه اتغير لما قرأ الرسالة. مدها لعلي، وعلي قرا بصوت عالي.
علي: "إبعد عن القضية دي، أو هنكشف سر قديم هيهدم كل حاجة ليك."
علي بص لأحمد بغضب.
علي: "إيه السر ده؟ فيه حاجة أنا مش عارفها؟"
أحمد (بتوتر): "مش عارف يا علي، بس واضح إنهم بيحاولوا يخلونا نشك في نفسنا."
الظابط قاطع الحوار.
الظابط: "إحنا هنتتبع مصدر الرسالة. المهم دلوقتي إنك تفضل مركز وما تخليش الخوف يأثر عليك."
علي هز رأسه، لكنه كان عارف إن الخطر بيقرب. قرر يروح البيت، لكنه حس إن فيه حاجة مش مظبوطة وهو داخل. باب البيت كان مفتوح شويه، رغم إنه متأكد إنه قفله.
دخل بحذر، ومعاه عصاية صغيرة كان شايلها للدفاع عن نفسه. البيت كان ساكت، لكن كان فيه إحساس غريب. فجأة، سمع صوت خفيف جاي من غرفة المكتب. قرب بحذر، ولما فتح الباب، لقى الورق اللي كان مخبيه فوضوي على الارض ، وكأن حد كان بيدور على حاجة.
علي (بغضب): "مين هنا؟!"
الصمت كان الرد الوحيد. علي بدأ يفتش البيت، لكنه ما لاقاش حد. رجع لغرفة المكتب وجمع الورق بسرعة، لكنه لاحظ إن فيه ورقة ناقصة. الورقة دي كانت جزء مهم من العقد اللي اكتشفه.
قعد على الكرسي، ودماغه بتغلي. الموقف ده كان رسالة واضحة: هما مش بس بيراقبوه، هما كمان قادرين يوصلوا لبيته بسهولة. لكنه بدل ما يخاف، قرر إنه يستخدم الموقف ده لصالحه.
علي (لنفسه): "لو فاكرين إنهم هيرهبوني، يبقوا غلطانين. اللعبة بدأت، وأنا هكمل لحد الآخر."
في الليل، وهو بيخطط لخطوته الجاية، وصلته رسالة جديدة على موبايله. فتحها بسرعة، وكانت مكتوب فيها: "الورقة اللي ناقصة هتكون سبب نهايتك. استعد للضربة القاضية."
علي ابتسم بسخرية، وقرر إن الرسالة دي هتكون الحافز إنه ما يتراجعش أبدًا. الحرب ابتدت، وهو مستعد يواجه أي حاجة مهما كان الثمن.
اابارت 3
الليل عدى بصعوبة على علي، كل ما يقرا الرسالة اللي وصلت له، الإصرار يزيد جواه. في الصبح قرر إنه يخرج يتمشى شوية عشان يصفّي ذهنه. الجو كان هادي، لكنه حس بنظرات غريبة بتتبعه في كل خطوة. وصل لمقهى صغير، وقرر يقعد يرتاح شوية.وهو قاعد بيشرب الشاي، لاحظ بنت شابة قاعدة على الترابيزة اللي قصاده. كانت لابسة جينز وسترة جلدية سودة، وشعرها مربوط بطريقة بسيطة. عيونها كانت فيها نظرة حادة وغامضة، كأنها بتقرأ اللي جواه. علي حاول يتجاهلها، لكن لما قامت، وقع منها دفتر صغير. علي لقطه بسرعة ونادى عليها.
علي: "يا آنسة! الدفتر ده وقع منك!"
البنت رجعت بخطوات هادية وأخدت الدفتر، لكن بدل ما تشكره، بصت له نظرة عميقة.
البنت: "شكرًا... على فكرة، شكلك مش من النوع اللي بيقعد في أماكن زي دي."
علي (بابتسامة صغيرة): "ومين قال إني محتاج حد يحدد مكاني؟"
البنت ضحكت بخفة، وقعدت على الكرسي اللي قصاده بدون استئذان.
البنت: "أنا رانيا. وأنت؟"
علي: "علي."
رانيا حطت الدفتر على الترابيزة وبدأت تقلب فيه بشكل عشوائي، لكن علي لاحظ إنها كانت بترسم خرائط أو ملاحظات زي اللي هو كان بيعملها.
علي (بفضول): "أنتي بتشتغلي إيه؟ شكلك كده مش بعيدة عن اللي أنا فيه."
رانيا (بغموض): "أنا بعمل حاجات كتير. بس خليني أقول إني بدور على حاجات محدش غيري عاوز يلاقيها."
علي: "غموضك ده ما يطمنش. إيه اللي بتدوري عليه؟"
رانيا (بابتسامة صغيرة): "يمكن نفس اللي إنت بتدور عليه."
علي اتفاجئ من كلامها، لكنه حاول يخفي ده.
علي: "وأنتي عرفتي منين أنا بدور على إيه؟"
رانيا: "الطريقة اللي بصيت بيها للدفتر لما وقع. نظراتك فيها حاجة بتقول إنك مشغول بحاجة كبيرة. وكمان الرسالة اللي في جيبك، باين عليك إنك مش مرتاح لها."
علي لمس جيبه تلقائيًا، وده أكّد شكوكه إنها عارفة أكتر مما بتبين.
علي (بحذر): "طيب، خلينا نفترض إنك عارفة حاجة. ليه ما تقوليش كل حاجة بدل ما تلعبي أدوار غامضة؟"
رانيا: "الغموض جزء من الخطة يا علي. لو قلت كل حاجة دلوقتي، ممكن نضيع فرصة نكشف الحقيقة."
علي حس إن رانيا بتلعب لعبة خطيرة، لكنه ما قدرش ينكر إنه كان محتاج حد يساعده. قرر يمشي ورا فضوله.
علي: "طيب، إيه رأيك نبدّل معلومات؟ أنا عندي شوية ورق ممكن يفيدك، وإنتي ممكن تشرحي لي ليه أنتي مهتمة بالحقيقة دي."
رانيا: "صفقة عادلة. بس مش هنا. تعال معايا مكان هادي نقدر نتكلم فيه."
رانيا قامت بهدوء، وعلي اتبعها. حس إن الخطوة دي ممكن تغيّر كل حاجة. وصلت بيه لكافيه صغير بعيد عن الزحمة، وقعدت.
رانيا (وهي بتفتح الدفتر): "اللي بدور عليه له علاقة بعيلة كبيرة كانت متحكمة في كل حاجة زمان. العيلة دي اسمها سليم، وأنت واضح إنك عارفهم."
علي انصدم لما سمع اسم العيلة. ابتدى يربط بين اللي بيحصل له وبين كلام رانيا.
علي: "عيلة سليم هي السبب في كل ده؟!"
رانيا: "مش العيلة كلها. فيه ناس منهم بيحاولوا يخبوا أسرار كبيرة. وأنا، زيك، بدور على دليل يدينهم."
علي حس إنه لقى شريكة ممكن تساعده، لكنه كان عارف إنه ما ينفعش يثق فيها بسهولة. قرر يراقب خطواتها بحذر، لكنه ما قدرش يخفي إحساسه إنها ممكن تكون مفتاح جديد للحقيقة. في اللحظة دي، رانيا طلعت صورة صغيرة من الدفتر، ورميتها ناحية علي.
رانيا: "دي صورة لشخص اسمه سامر. هو كان جزء من الصفقة اللي بتحاول تدور على حقيقتها. لو لقينا سامر، هنعرف كل حاجة."
علي بص للصورة وقرر إنه لازم يكمل الطريق مع رانيا، حتى لو كان الطريق مليان غموض ومخاطر. علي خد الصورة من رانيا وبص فيها كويس. الشخص اللي فيها كان شكله مألوف، لكنه مش قادر يربط فين شافه قبل كده. قرر إنه يخبي الصورة في جيبه مؤقتًا.
علي: "طيب، لو سامر ده هو المفتاح، عندك فكرة فين ممكن نلاقيه؟"
رانيا (بهدوء): "مش بسهولة. الشخص ده كان مختفي عن الأنظار من سنين، لكن فيه إشاعات إنه بيظهر أوقات في مكان بعيد عن المدينة، عند مزرعة قديمة بتاعة واحد من عيلة سليم."
علي: "مزرعة؟ ومين اللي أكدلك إنه لسه هناك؟"
رانيا: "في شغلنا ده، التأكيد مش دايمًا متاح. بنمشي ورا خيوط، بعضها صح وبعضها غلط. لكن الخيط ده قوي، وأنا واثقة إنه يستاهل المخاطرة."
علي سكت للحظة، وهو بيحاول يقيم مدى مصداقية رانيا. كان متردد، لكن في نفس الوقت حس إن وجودها ممكن يسرّع وصوله للحقيقة.
علي: "طيب، نفترض إننا هنروح المزرعة. إيه خطتنا؟ هنواجه سامر لوحدنا؟ ولا عندك خطة بديلة؟"
رانيا (بابتسامة غامضة): "أنا ما بمشيش بدون خطط. لكن قبل ما نتحرك، محتاجة أعرف إنت لحد فين مستعد تمشي في الطريق ده؟ الطريق مش آمن يا علي، وممكن تلاقي نفسك في مواجهة ناس أخطر مما تتخيل."
علي: "رانيا، أنا وصلت لنقطة ما ينفعش أرجع منها. اللي بدور عليه مش مجرد أسرار، دي حاجة بتخص عيلتي وماضيهم كله."
رانيا (وهي تبص له بنظرة مليانة جدية): "تمام. لو كده، يبقى عندي فكرة. هنروح المزرعة دي بس هنحتاج أدوات، ومعاينة دقيقة قبل ما نواجه أي حد هناك."
رانيا بدأت ترسم خريطة للمزرعة على ورقة قديمة كانت في دفترها. حددت مداخل ومخارج، ونقاط احتمالية وجود سامر. علي كان بيتابعها، وملاحظ إنها محترفة بشكل كبير في التخطيط.
علي: "واضح إنك مش جديدة في الموضوع ده. إنتي كنتي شغالة إيه قبل ما تدوري على سامر؟"
رانيا: "كنت أشتغل في البحث الجنائي. بس لما لقيت إن الشغل بيخدم مصالح ناس معينة، قررت أشتغل لحسابي. والحقيقة دي تخصني زي ما تخصك."
علي: "إزاي؟ إنتي من عيلة سليم؟"
رانيا (بهدوء): "لا. لكن عيلتي كانوا ضحاياهم. أبوي دخل معاهم في صفقة مشابهة للصفقة اللي بتدور عليها. بس هو ما خرجش منها حي."
الكلام أثر في علي، لكنه حاول يخبي تعاطفه.
علي: "واضح إننا عندنا أسباب كفاية نكمل. طيب، إمتى التحرك؟"
رانيا: "بكرة الصبح. هتقابلني هنا ومعاك كل اللي ممكن تحتاجه. الطريق مش هيكون سهل، لكن لو لعبناها صح، هنلاقي سامر وناخد منه الحقيقة."
علي هز راسه، وقام من الترابيزة. وهو خارج من الكافيه، كان حاسس إن الخطوة الجاية مش بس هتقربه من الحقيقة، لكنها كمان هتدخله في مواجهة أكبر من اللي كان متخيلها. في الصباح، علي وصل للمكان المتفق عليه. لقى رانيا مستنياه ومعاها شنطة صغيرة مليانة حاجات زي كاميرات صغيرة، وأدوات حفر، وخرائط.
رانيا: "جاهز؟"
علي: "جاهز. بس لو سامر ما كانش هناك، إيه خطتنا التانية؟"
رانيا: "دايمًا فيه خطة بديلة. لو ما لقيناش سامر، هنحاول ندور على أي مستندات أو تسجيلات ممكن تدلنا على مكانه."
ركبوا العربية وتحركوا ناحية المزرعة. الطريق كان مليان صمت، لكنه مش صمت مريح. علي كان حاسس إن فيه حاجة بتستناهم هناك. لما وصلوا المزرعة، وقفوا بعيد عشان يراقبوا المكان. كانت المزرعة مهجورة، لكن كان فيه علامات تدل إن حد بيجي هنا بشكل منتظم، زي آثار عجلات حديثة.
رانيا: "فيه حد هنا. لازم نبقى حذرين."
رانيا وعلي قرروا يدخلوا المزرعة من الباب الخلفي. المكان كان مظلم وبارد، وكل خطوة كانوا بياخدوها كانت بتزيد من توترهم. فجأة، سمعوا صوت خطوات جاية من بعيد.
رانيا (بهمس): "خبّي نفسك!"
اتخبوا ورا صندوق خشب كبير، وشافوا راجل كبير في السن داخل المزرعة. علي حس إنه شاف الراجل ده قبل كده، لكن مش فاكر فين. الراجل وقف قدام غرفة صغيرة وفتح الباب، ودخل.
رانيا: "ده ممكن يكون سامر. لازم نتأكد."
علي قرر يتحرك بهدوء ناحية الغرفة، لكن قبل ما يقرب، الباب فتح، والراجل خرج فجأة.
سامر (بنبرة صارمة): "كنتم فاكرين إنكم هتستخبوا مني؟ كنت مستنيكم."
رانيا وعلي انصدموا. سامر كان عارف إنهم هيجوا، وده كان معناه إن اللعبة لسه في بدايتها. سامر وقف قدامهم بابتسامة ساخرة وهو بيبص لعلي ورانيا بنظرة مليانة ثقة. المكان كان صامت تمامًا، وكل اللي علي كان حاسس بيه هو تسارع ضربات قلبه، مش بس من المواجهة، لكن كمان بسبب رانيا اللي كانت واقفة جنبه وبتبص لسامر بثبات غريب.
سامر: "فاكرين إنكم أذكياء أوي؟ تفتكروا إنكم تقدروا توصلوا للحقيقة بالطريقة دي؟"
رانيا (بنبرة تحدي): "إحنا مش جايين نلعب. إحنا عارفين إنك المفتاح لكل حاجة، والأسرار اللي مخبيها هي اللي هتنهي الصراع ده."
سامر (بضحكة خفيفة): "أسرار؟ الأسرار اللي بتدوروا عليها هتدمركم قبل ما تعرفوا الحقيقة."
علي قرب خطوة ناحية سامر، وهو بيحاول يثبت أعصابه.
علي: "يمكن تدمرنا، لكن ده ما يهمش. إحنا جايين هنا نعرف الحقيقة، وأنت الوحيد اللي يقدر يقولها."
سامر بص لعلي للحظة، وبعدين لرانيا، وكأن نظراته بتحاول تكتشف إيه اللي جمعهم في الطريق ده.
سامر: "تمام. لو كنتوا شجعان كده، طيب ندخل جوه ونتكلم. بس أوعوا تفكروا إنكم هتخرجوا من هنا بسهولة."
دخلوا الغرفة مع سامر. المكان كان بسيط، لكن مليان بصناديق ومستندات قديمة. سامر قعد على كرسي خشب قديم وبدأ يراقبهم.
سامر: "قبل ما تسألوني أي سؤال، عايز أعرف حاجة. إنتو ليه مهتمين قوي بالقصة دي؟"
رانيا وعلي بصوا لبعض للحظة. كان واضح إنهم محتاجين يتشاركوا أكتر، مش بس عشان يقنعوا سامر، لكن عشان يقربوا من بعض كمان.
رانيا (بصوت هادي): "أنا بدور على الحقيقة لأن حياتي كلها كانت متعلقة بيها. أبويا مات بسبب صفقات زي اللي كنتوا بتعملوها. وأنا مش هسيب الموضوع ده يمر من غير ما آخد حقي."
علي (وهو بيبص لرانيا بحنان): "وأنا حياتي ضاعت ورا أسرار عيلتي. كل ما أفتح باب ألاقي وراه باب تاني، وأنا تعبت من الهروب. عايز أنهي الموضوع ده وأعيش حياتي."
سامر ابتسم بخبث، لكن رانيا قطعت الصمت لما قربت من علي ولمسته على إيده بحركة خفيفة.
رانيا (بنبرة أهدى): "علي، إحنا مش لوحدنا. إحنا فريق، ومهما حصل هنا، مش هسيبك تواجه ده لوحدك."
علي اتفاجئ من كلامها، لكن حس بحاجة مختلفة. لأول مرة من وقت طويل، حس إن في حد فعلاً واقف معاه، مش بس كشريك، لكن كداعم حقيقي.
علي (وهو بيبص لها بعينه بعمق): "رانيا... أنا مش عارف إزاي أشكرك. وجودك هنا مش بس دعم، ده هو اللي مخليني أكمل."
رانيا ابتسمت بخفة، لكن قبل ما ترد، سامر قاطعهم بصوت جاف.
سامر: "كفاية كلام رومانسي. أنا مش هنا أتفرج عليكم. لو فعلاً عايزين الحقيقة، في شرط واحد."
علي (بتوتر): "شرط؟ إيه هو؟"
سامر: "إنكم تستعدوا تواجهوا كل حاجة، حتى لو كانت هتفرقكم عن بعض."
الكلام ده خلى الجو مشحون أكتر. علي بص لرانيا وكأنه بيستنى رد فعلها، لكنها كانت متماسكة.
رانيا: "إحنا مستعدين. قول اللي عندك."
سامر ابتسم بخبث، وقام من مكانه وهو بيقرب لصندوق قديم. فتحه وطلع مستندات وصور.
سامر: "هنا كل حاجة. الصفقات، الأسماء، والأسرار اللي بتدوروا عليها. لكن أنا بقولكم... الحقيقة دايمًا ليها تمن."
رانيا مدت إيدها للمستندات، لكن سامر مسكها قبل ما تلمسهم.
سامر: "تمن الحقيقة مش في الورق ده. التمن هو إنكم تقدروا تواجهوا اللي جاي مع بعض. القرار في إيدكم."
علي ورانيا تبادلوا نظرات مليانة تحدي، لكن كان فيها حاجة أكتر من كده... كان فيها وعد غير معلن إنهم مش هيسيبوا بعض مهما حصل.
علي (بحزم): "إحنا هنواجه كل حاجة مع بعض. هات اللي عندك."
سامر سلمهم المستندات، ونظرة غريبة في عينه كأنها بتحذرهم من اللي جاي. وهم خارجين من الغرفة، علي مسك إيد رانيا بخفة.
علي: "رانيا... أنا عارف إن الطريق ده خطر، لكن معاكي، أنا مش خايف."
رانيا (بابتسامة خفيفة): "وأنا مش هسيبك تواجه أي حاجة لوحدك. إحنا فريق، فاكر؟"
علي ابتسم، لكنه كان عارف إن الخطوة الجاية هتكون أخطر خطوة في حياتهم. ومع كده، وجود رانيا جنبه كان كفاية عشان يواجه أي حاجة.
يتبع
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺