أخر الاخبار

رواية جسور وجميله الفصل الثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية جسور وجميله الفصل الثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية جسور وجميله الفصل الثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


جميلة بدهشة: شهيد

ماهر : ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل 

جميلة بصدمة: أنت بتقول ايه يا عمو بابا اتقتل ليه ومين الي قتله 

ماهر: أنا وباباكي كنا شغالين في قضية ، شبكة كبيرة تبع المافيا  بتاجر في كل حاجة مخدرات سلاح بودرة كل حاجة بالرغم من أن نشطها بدأ قريب من حوالي 3 سنين ، باباكي كان معاه معلومات ما فيش حد غيره يعرفها حتي أنا، جتله رسايل تهديد كتير عشان يسيب القضية ولكنه رفض فكان لازم يخلصوا منه 


جميلة باكية: ليه يا بابا ، كنت سبت القضية كنت سبتهم في حالهم ، أهم خدوك مني 


هشام بصدمة : انتي يا جميلة الي بتقولي كدة باباكي ضحي بنفسه عشان خاطر بلده 


جميلة بسخرية من بين دموعها: ضحي بنفسه ومات وماتت معاه المعلومات والشبكة زي ما هي وأنا الوحيدة الي خسرت أبويا وأمي ، وكنت هخسر شرفي بسبب رامي 


ماهر : جميلة أوعدك أني مش هسيب حق والدك والشبكة دي هنقبض عليها ، بس المشكلة المعلومات الي معاه لو بس الاقيها 


جميلة : أنا عايزة أروح 

ماهر بحدة: عايزة ترجعي لرامي تاني المرة دي ربنا ستر مين عارف المرة الجاية ممكن يعمل فيكي ايه 

جميلة بقلق: والعمل يا عمو

ماهر بعد تفكير : تسافري 

جميلة: اسافر ، فين ، لالالا أنا مش عايزة اسافر

ماهر: فترة مؤقتة يا جميلة ، لازم تبعدي عن الأنظار 

جميلة : أنظار مين وليه 


ماهر بحذر: بصي يا جميلة، شبكة المافيا عارفة أن ابوكي الله يرحمه معاه جزء كبير من Data بتاعتهم ، وبما أنه مات وهما مالقوش ال Data دي ، فالعيون كلها هتبقي عليكي انتي ، واحتمال وراد جدا انهم يخطفوكي عشان يوصلوا للمعلومات دي 


جميلة سريعا: ايوة ، بس أنا ما اعرفش المعلومات دي فين 


ماهر : هما ما يعرفوش انك ما تعرفيش مكان المعلومات  ، عشان كدة لازم تبعدي عن الانظار

مش لازم حد يعرف مكانك خالص ولا حتي عمك لأنهم اكيد مراقبين عمك


جميلة بخوف : بس أنا ما عرفش مكان استخبي فيه منهم 


ماهر : ما تقلقيش أنا محضرلك مكان امان تروحي فيه 

جميلة: فين يا عمو

ماهر: قرية ....... ، عمدة القرية دي تلميذ والدك 

جميلة: مش فاهمة ازاي يعني 

ماهر : العقيد جسور السيوفي ، عقيد سابق استقال من 3 سنين بعد ما مراتوا وبنتوا ماتوا 

كان تلميذ والدك، ووالدك كان بيعزه اوي 


جميلة : طب أنا هروح عنده أعمل ايه ، اقوله احمني 

ماهر بفخر : بصي يا جميلة طالما انتي دخلتي أرض جسور السيوفي انتي تلقائيا بقيتي في حمايته ، جسور ممكن يضحي بحياته عشان خاطر اهل قريته هو شديد أوي ، بس طيب ، اما هتعملي ايه انتي هتروحي تشتغلي في الوحدة الصحية في القرية هناك 


شردت عينيها بقلق من المستقبل المجهول 

ماهر: مالك سرحتي في ايه


جميلة بدموع: خايفة حياتي اتغيرت من بين يوم وليلة خسرت كل حاجة أمي وأبويا حتي ضحكتي خسرتها ، احساسي بالأمان راح ، حاسة إني عريانة وسط الناس 


ماهر بحزن: ما تقوليش كدة يا بنتي ، هو أنا روحت فين دا أنا وابوكي أصحاب من اكتر من عشرين سنة دي انتي كبرتي علي ايدي ، انتي بنتي يا جميلة انتي عارفة أن مراتي الله يرحمها ما كنتش بتخلف ، اكمل بحزم مصطنع وبعدين بقي هنفضل نعيط كتير علي فكرة هشام زعلان منك بجد 


جميلة باتنباه : بابا 

ماهر بتأكيد: ايوة هو جالي امبارح في الحلم وقالي انه زعلان منك عشان اللي انتي عملاه في نفسك دا ، وأنه هو وحشته ضحكتك ونفسه يوشوفها ، ومامتك كمان زعلانة منك عشان ما بتاكليش كويس شايفة وشك اصفر ازاي 


جميلة: هي ماما كمان جاتلك في الحلم 

ماهر بمرح : لاء بلغت صفية مراتي ومراتي جت في الحلم قالتلي ، انتي عيزاني احلم بامك عشان الاقي ابوكي بيولع فيا وفي الحلم 


خرجت منها ضحكة صغيرة رغما عنها 

ماهر مبتسما: ايوة كدة يا جميلة الجميلات 

جميلة بحزن : الله يرحمك يا بابا أنت وماما 

ماهر: المهم بقي يا ستي ، أنك تسافري في أسرع وقت ، أنا كلمت جسور وشرحلته طل حاجة الراجل رحب جدا وهتبقي تحت حمايته ومجهزلك بيت هناك قريب من الوحدة الصحية 

واهو بردوا تغيري جو عشان نفسيتك 


جميلة: الي تشوفه يا عمو ، بس أنا مش معايا هدوم ولا اي حاجة عشان اسافر بيها 


ماهر : ما تشليش هم ، أنا هجبلك كل حاجة 

المهم دلوقتي ان ابعدك عن هنا في أسرع وقت 

لحد ما نلاقي المعلومات الي هشام مخبيها 


هزت رأسها إيجابا ، فقام ماهر وخرج من الغرفة

استووووووووب 

( ماهر نور الدين صديق هشام المقرب لواء شرطة ، في السادسة والخمسون من عمره ، يحب جميلة كثيرا ويعتبرها كابنته ) 


أعد ماهر كل شئ احضر لها حقيبة بها بعض الملابس وبعض الطعام واعطاها بعض النقود 


ماهر: جاهزة يا جميلة 

جميلة: ايوة يا عمو ، بس ممكن اطلب من حضرتك طلب

ماهر : طبعا يا بنتي

جميلة: مش عايزة حد عمي مختار يعرف مكاني

ماهر : ما ينفعش اصلا يعرف مكانك مش عايزك تقلقي خالص 

هز رأسه إيجابا ومدت يدها تحتضن القلادة التي اعطاها والدها لها لتشعرها ببعض الأمان 


ماهر : يلا بينا الطريق طويل أوي من هنا للبلد 

هزت رأسها إيجابا وخرجت في جوف الليل هي وماهر استقلا سيارة اجرة الي محطة القطار 


ماهر: جميلة انتي هتركبي القطر دا وهتنزلي في .....


جميلة: حاضر يا عمو

ماهر : خلي بالك من نفسك يا بنتي ، صحيح خدي الموبايل دا الخط بتاعه متشفر عشان كا حدش يعرف يحدد مكانك ، لو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا مفهوم يا جميلة 


جميلة:، حاضر يا عمو

ماهر: في رعاية الله يا بنتي 

ركبت جميلة القطار انطلق بها بعيدا 

______________________________

بينما عاد ماهر الي بيته ما أن وصل حتي وجد باب المنزل يدق بلهفة ، ذهب وفتح فوجد مختار عم جميلة

ماهر : مختار خير في ايه

مختار: جميلة ، جميلة فين 

ماهر: جميلة وايه الي هيجيب جميلة عندي

مختار غاضبا : ما تستعبطش يا ماهر أنا واثق أنها عندك جميلة يا جميلة 

أزاح مختار ماهر من امام الباب ودخل يبحث عن ابنه اخيه في جميع انحاء المنزل وعندما لم يجدها ذهب الي ماهر وامسكه من تلابيب ملابسه 

مختار غاضبا: جميلة فين يا ماهر انطق

ماهر بحدة: قولتلك ما اعرفش ، روح دور عليها في حتة تانية 

مختار راجيا : أبوس ايدك يا ماهر ، أنا من امبارح بدور طمني بس عليها مش عايز اعرف مكانها أنا عايز بس اطمن عليها 


ماهر: جميلة بخير ما تقلقش

مختار بلهفة : طب هي فين 

ماهر : ما ينفعش اقولك أنت ناسي انك متراقب 

مختار سريعا : والله ما هقول لحد ولا حتي بيني وبين نفسي بس اعرف بس هي فين 


ماهر: جميلة عند جسور السيوفي 


اتسعت عيني مختار بذعر ترك ملابسه ماهر وعاد بظهره للخلف يهز رأسه نفيا بفزع: لا لا لا مستحيل بعت جميلة لجسور ، لا مش ممكن ، ازاي تعمل كدة


ماهر: جسور الوحيد الي هيقدر يحميها 

مختار غاضبا: جسور هيدمرها لما يعرف اني عمها 

ماهر: دا الحل الوحيد يا مختار 

_________________________________

بعد ساعات بالقطار وصلت الي محطتها المطلوبة ، وبالقليل من الاسئلة استطاعت الوصول الي المكان ، اعجبت بشكل القرية ونظامها وطيبة اهلها البادية على وجوههم 


جميلة لاحدي السيدات : لو سمحتي ، هي الوحدة الصحية الي هنا فين 


السيدة بود: انتي مين يا بتي 

جميلة: أنا الدكتورة الجديدة 

السيدة بترحاب : يا اهلا يا اهلا نورتي البلد يا بتي ، محسوبتك عطيات تمرجية في الوحدة الصحية 


جميلة بابتسامة صغيرة : اهلا وسهلا حضرتك معلش حضرتك ممكن تعرفيني طريق الوحدة


عطيات؛ طبعا دا انا بنفسي هوديكي لحد هناك 

سارت جميلة مع عطيات التي لم تكف عن الثرثرة حتي وصلوا الي مبني أبيض قديم مكونين من طابقين 

عطيات : ديه بقي الوحدة الصحية

جميلة: ايه المكان دا ، بقي هنا بيعالجوا المرضي دا المكان نفسه يجيب أمراض فين عمدة البلد دي ، دا ايه الاهمال دا


عطيات سريعا: سلام قولا من رب رحيم ، اسكتي يا بتي الله يخليكي جسور بيه ما هيرحمناش 


جميلة بضيق: جسور بتاعكوا دا علي نفسه مش عليا 

دخلت جميلة الي الوحدة وانهت اجراءات استلام عملها وذهبت الي قسم الأطفال لتباشر عملها 

_______________________________

في سرايا جسور 

كان جالسا في مكتبه عندما دق احد حراسه الباب 

جسور : ادخل 

دخل الحارس : جسور بيه الداكتوره الجديدة وصلت 

جسور : وبعدين 

الحارس : التمرجية عطيات وصلتها الوحدة الصحية ويعني يا بيه يعني 

جسور بحدة : انُطق ايه الي حُصل 


الحارس بخوف: قالت علي جنابك أنك مهمل لما شافت الوحدة الصحية 

هز جسور رأسه إيجابا بتوعد : طيب روح أنت 

خرج الحارس سريعا من الغرفة وترك خلفه عينيه اشتعلت من الغضب 


في الأعلي 

زين باكيا : زوري بيوحعني قوي يا اما 

سهر بفزع : جسمك مولع يا زين استني هروح اقول لخالك يبجبلك داكتور 

نزلت سهر سريعا لأسفل واقتحمت مكتب جسور بقلق

جسور بحدة : انتي اتجيني اياك يا سهر كيف تدخلي مكتبي اكدة


سهر باكية : احب علي يدك يا اخوي ، اطلبلي داكتور يجي زين تعبان جوي

جسور بقلق : تعبان ، حاضر حاضر

امسك هاتفه ليتصل بالطبيب ولكنه ما كاد يطلب الرقم حتي  التمعت في رأسه فكرة فاغلق الهاتف مرة اخري ونظر لاخته


جسور : لبسي زين هناخده ونروح الوحدة الصحية بيقولوا في داكتورة جديدة شاطرة قوي


هزت سهر رأسها إيجابا وصعدت لاعلي سريعا تبدل ملابس صغيرها 

بعد قليل كانوا يستقلون سيارة جسور منطلقين الي الوحدة 


في الوحدة كانت جميلة تحاول اقناع احدي السيدات ب

جميلة بتعب : يا افندم قولتها لحضرتك للمرة العاشرة دا محلول معالجة الجفاف ، مش بتاع البشرة الجافة والله

السيدة: يعني ما ينفعش احط منه علي وشي 

جميلة: والله العظيم ما ينفع 

وبعد طول شرح اقتنعت السيدة اخيرا واخذت العلاج ورحلت 

تهاوت جميلة علي كرسيها بتعب: يا نهار أبيض طلع عيني من كشف واحد ، شكلي هتعب هنا أوي 


دقات ثابتة منتظمة وكأن الفارق بين كل دقة مظبوط بالثانية 


جميلة: ادخل 

فتح الباب ليطل بقامته المهيبة ، سمعت صوت طرقات حذائه المنتظمة علي ارضية الوحدة ، ازدرقت ريقها بتوتر وقامت تقف وعلي شفتيها ابتسامة متوترة : ححضرتك دا قسم الاطفال 


رمقها بنظرات خاوية باردة بعثت فيها رجفة صقيع قوية ، ثم تحرك خطوتين فقط لتظهر من خلفه تلك السيدة وهي تحمل ذلك الطفل الصغير


دخلت سهر سريعا ووضعت زين علي سرير الكشف 

سهر بلهفة : الحقني يا داكتورة 

هزت جميلة رأسها إيجابا وشرعت في اداء عملها 

جميلة مبتسمة: افتح بؤك يا عسل 

امسك جميلة خافض اللسان لتري به لوزيتين زين

جميلة بمرح: امممم ، اللوز ملتهبة خالص شكلك شقي وبتاكل شيبسي وايس كريم كتير 


سهر بقلق : حالته ايه يا داكتورة طمنيني 


جميلة مبتسمة: ما تقلقيش حضرتك اللوز عنده ملتهبة عشان كدة مسخناه أنا هديله إبرة خافضة للحرارة 


حضرت جميلة الحقنة وذهبت ناحية زين

جميلة مبتسمة: يلا يا عسل شمر دراعك

زين بخوف: لع عتجوني 

جميلة مبتسمة: لاء خالص خد كلامي ثقة شكة صغننة خالص 

زين بخوف : بجد 

صدح صوته القوي الذي جعل قلبها يتنفض خوفا 

جسور : وبعدهالك يا زين من ميتا والرجالة بتخاف 

زين بخوف: حاضر يا خال 

شمر الصغير ذراعه طاعة لكلام خاله ولكنه لم يستطع أن يمنع خوفه الذي تحول لدموع 

جميلة مبتسمة: بس يا سيدي خلصنا ، امسح دموعك دي بقي

جسور بحدة: واااه وكمان هتعيط 


قامت جميلة تنظر له بتحدي : علي فكرة زين طفل من حقه يخاف ومن حقه يعيط

جسور: الرجالة عندينا لا بيبكوا زي الحريم ولا بيتوجعوا 


ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه ، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة

جميلة ساخرة : الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح 

أسودت عينيه بغضب حارق .......الفصل الرابع


ضيقت جميلة عينيها بغيظ وعلي حين غرة داست بكعب حذائها علي قدمه ، فخرجت منه صرخة خفيفة متألمة

جميلة ساخرة : الرجالة عندكوا ما بيتوجعوش صح 

أسودت عينيه بغضب حارق ، انطلقت شرارت الغضب تلقي بسهامها المرعبة علي قلبها 

جسور غاضبا: اخرسي  لولا انك حرمة كنت عرفت أرد عليكي زين بس مش جسور السيوفي الي يمد يده علي حرمه


جميلة غاضبة: ما تحترم نفسك يا استاذ أنت ايه حرمه دي 


جاسر غاضبا: اتقي شري يا داكتورة ، خافي تسلمي


جميلة بتحدي : مش جميلة هشام الدميري الي تخاف من واحد زيك 


ضرب بعصاه الابنوس الأرض وهدر غاضبا : الزمي حدودك يا داكتوره انتي اهنه في أرض جسور السيوفي واقفة علي ملكه 


عقدت ذراعيها امام صدرها واردفت بعند : والله المستشفي دي ملك الحكومة 


دوي صوت ضحكاته المجلجلة في ارجاء غرفة الكشف : علي رأي الأستاذ أحمد السقا إني اهنه الحكومة يا داكتوره ، افتكري كلامي كويس جسور السيوفي هو اهنه القانون يا داكتورة 


اقترب منها بخطوات بطيئة يتردد صوت عصاه الابنوس بجانب طرقات حذائه الفاخر الي أن وصل قريب منها فهمس بهسيس مستعر افتكري إسم جسور السيوفي كويس هيعلم معاكي عمرك كله 


نظرت له بسخرية تنافي دقات قلبها المرتجفة خوفا : اوعي تكون فاكر أنك هتخوفي بكلامك دا ، انسي 


جسور بحدة: طالما مش هتمشي علي قوانيني اخرجي من ارضي ، مالكيش حماية عندي ، روحي لعمك وولده يحموكي


هزت رأسها نفيا وهتفت سريعا: لالالا أنا آسفة ، آسفة ، بس ارجوك ما تخرجنيش من هنا 


نظر لها بدهشة لما كل هذا الخوف الذي تجسد في عينيها ماذا فعل بها عمها وابنه لتخاف منهم كل لهذه الدرجة ، لتتعلق بحمايته كالطفلة التائهة 


جميلة بخوف عندما طال صمته: حضرتك ساكت ليه 


رفع عينيه ينظر الي بريق الخوف الامع في عينيها بنظرات غامضة 


جسور بهدوء: هتلزمي حدودك وتمشي بقوانيني 

جميلة بطاعة : حاضر بس مش هسمحلك تهيني ولا تغلط فيا ، بابا قالي كله الا كرامتك اوعي حد يهينك ابدا 


جسور بإعجاب : اللوا هشام ربي زين ، يلا يا سهر 


كتبت جميلة للصغير زين بعض الادوية علي الروشتة الطبية واعطتها لسهر فحملت الصغير وخرجت من الغرفة ، بينما ظل مكانه يطالعها ببرود لدقيقة واحدة مرت عليها كأنها عمر كامل نظراته مخيفة باردة ، استدار بهدوء وخرج من الغرفة واغلق باب الغرفة خلفه 


تنهدت جميلة براحة : يا نهار أبيض ايه كينج كونج دا 

دق باب حجرتها ودخل الكشف الجديد فعادت تباشر عملها حتي تنسي أو بمعني ادق تتنساي ذلك الرجل المفزع 

____________________________________

في المستشفى 

بعد مرور أربعة وعشرون ساعة بدأ يفتح عينيه بصعوبة 

رامي بألم: آه ، أنا فين 

صفاء بلهفة: حمد لله على السلامة يا حبيبي حاسس بايه دلوقتي 

رامي بألم: وجع رهيب ، هو ايه الي حصل 


صفاء بحسرة: الدكاترة اضطروا يشليولك الزايدة لأن السكينة دخلت فيها 


رامي غاضبا: قسما بالله لاحبسها كانت عايزة تموتني 


صفاء بضيق: أنت كمان ليك عين تتكلم لولا أنك إبني وقلبي بيتقطع عليك لو حصلك حاجة ، أنا كنت سبتك زي ابوك ، اكملت برجاء أنت ما عملتلهاش حاجة يا رامي صح 


رامي بغل : لاء عملتلها ،اغتصبها ايوة اغتصبتها عشان أحرق قلب بابا عليها دايما جميلة هي الهادية الطيبة دايما يقولي ليه ما تبقاش زي جميلة أنت فاشل أنت صايع شوف جميلة اتعلم من أدبها واخلاقها هي متفوقة وأنت ساقط 


صفاء بصدمة: ياااه يا رامي أنت ما كنتش متخيلة أن جواك الغل والكره دا كله


رامي بغل : انتوا السبب ليه بتحبوها أكتر مني ، اديني ضيعتلكوا مستقبلها تشوف مين بقي هيرضي بيها 


مختار : هتتجوزها ورجلك فوق رقبتك ، هتكتب عليها وبعدها بساعة واحدة هطلقها منك انا مستحيل اسيب بنت اخويا تعيش مع حيوان كلب زيك 


رامي ساخرا: ات...ايه ، اتجوزها دا في المشمش أنا ما اتجوزش واحدة غلطت حتي لو معايا


مختار غاضبا: يا قذر يا حيوان مش كفاية أنك اغتصبتها هتتجوزها يعني هتتجوزها 


رامي ضاحكا بسخرية : مش هيحصل يا والدي العزيز مش هيحصل تعرف أنا عملت فيها كدة ليه عشان أحرق قلبك عليها 


مختار بصدمة: أنت أكيد مريض

رامي غاضبا: بسببك من وانا صغير وانت بتقارني بيها جميلة ، جميلة ، جميلة ، ايييييه هو أنا الي ابنك ولا هي ، أنا فاشل وصايع وساقط بسببك أنت وست جميلة بس أنا عرفت اخد حقي وانسي إني اتجوزها والا والله هفضحهالك 


رمق مختار ابنه بحسرة وندم ثم تركه وخرج من الغرفة 

______________________________

نرجع لجميلة كانت قد استنفدت طاقتها بأكملها بعد انتهاء دوام العمل ، أوصلتها عطيات للبيت القريب من الوحدة ، شكرتها جميلة ، دخلت الي منزلها تتطلع إليه 

وجدت غرفة صغيرة للنوم وصالة صغيرة بها طاولة خشبية مستديرة بجانبها كرسيين واريكة صغيرة كالتي تظهر في الأفلام القديمة ومطبخ صغير به بوتجاز بعينين فقط وبعض الأواني الأساسية فقط وحمام صغير ، تنهدت بتعب ثم ذهبت بخطي ببطيئة متعبة ناحية تختها الصغير ، القت بجسدها على الفراش ، تحدق عينيها في سقف الغرفة المتشقق ، ترقرقت الدموع في عينيها 


جميلة باكية: عاجبك كده يا سي بابا ، شايف جميلة اتبهدلت من بعدك ازاي ، هعيش ازاي من غيركوا ازاي بس ، دا أنت لما كنت بتخرج كنت بفضل صاحية لحد ما تيجي ما كنتش بعرف أنام غير لما أحس بوجودك معايا في نفس المكان ، وانتي يا ماما أنا زعلانة منك أوي مش انتي كنتي بتاخديني في حضنك لحد ما أنام ، لما كنت بحلم بكابوس كنتي بتجري عليا تخديني في حضنك وتفضلي تطبطي عليا لحد ما انام ، أنا خايفة أوي 


احتضنت تلك الوسادة الصغيرة تخبئ وجهها فيها بخوف 

جميلة بخوف: بابا 

كانت تشدد على احتضان الوسادة تريد أن تشعر منها ولو ببعض الأمان ، وفي النهاية استسلمت للنوم من شدة خوفها وبكائها 

__________________________________


في مكتب جسور كان يقف امام زجاج مكتبه ينظر للحديقة بشرود 

عقله مشغول بتلك الفتاة ، عنيدة قوية ، أم طفلة خائفة تائهة 

امسك هاتفه واتصل بهذا الرقم 

جسور: أنا عايز اعرف كل حاجة 

بعد مدة صمت 

جسور: أنا جايلك 

اغلق الخط واخذ مفتاح سيارته وانطلق بها الي ..............


__________________________________

مر أسبوع علي بقائها في تلك القرية ، أيامها متشابهه بدرجة مللة كئيبة ترهق نفسها نهارا  في العمل لعله يسكن ألم قلبها الذبيح 


قربت علي الانتهاء اخيرا من ذلك اليوم الشاق 

جميلة في نفسها : يا رب نخلص بقي أنا جعانة أوي أوي ، والاكل الي كان معايا خلص عايزة الحق اشتري اي حاجة أكلها 


دق باب مكتبها ودخل مدير الوحدة

جميلة: خير يا افندم

المدير: جميلة في حادثة حصلت قريب من هنا وهيجيبوا المصابين علي هنا ما تشميش قبل ما ينقلوا كل المصابين 

جميلة بصدمة: نعم ، طب وحضرتك

المدير: أنا مروح طبعا ، أنا المدير ولا ناسية  

رمقته بغيظ فقابل نظراتها بابتسامة سمجة سخيفة واغلق الباب خلفه 

جميلة بتعب: يا رب هي كانت ناقصة 


بدأت تتابع مع رجال الاسعاف وصول المصابين وتسرع بتضميد جراحهم هي وطبيب آخر وممرضتين الي أن انتهت عند منتصف الليل 


فخرجت من المستشفى تبحث عن محل مفتوح في تلك الساعة فمعدتها تكاد تصرخ من الجوع 

_________________________________ 

كان يسير شارد بين الحقول يتذكر حياته السابقة طفلته الصغيرة التي ماتت قبل أن تكمل عامها الأول زوجته التي احبها بصدق تلك القضية اللعينة التي كان يحقق فيها مع اللواء هشام ورامز زوج شقيقته وصديقه المقرب 

ليتنهي بهم الأمر بموت رامز وهشام وزجته نهي وابنته الصغيرة جميلة ، ويالها من صدفة فتلك المشاكسة العنيدة تحمل نفس اسم ابنته المتوفية 

تناهي الي اذنيه صوت نباح كلاب عالي ، رأي علي مرمي بصره شخص يركض تجاهه ، رد فعل طبيعي وضع يده في جيب جلبابه الداخلي واخرج مسدسه 

كاد أن يطلق النار ولكنه توقف عندما اقترب ذلك الشخص من النور ، فراها وكأنها خرجت من افكاره لتتجسد امامه كانت تركض وهي تبكي وخلفها نباح الكلاب يزيد 

____________________________________

كانت تسير شاردة تبحث وتبحث تريد أن تسكت ألم جوعها ، ولكنها لم تجد اي محل مفتوح ظهر امامها فجاءة من العدم مجموعة من الكلاب ، ازدرقت ريقها بخوف رجعت بظهرها للخلف ببطئ فداست قدمها علي حجر صغير ودون تردد التقطته وقذفته ناحية الكلاب فاغضبت ذلك الجمع الغفير فبداوا يركضون خلفها وهي تركض وتبكي ، الي أن اصدمت بحائط صلب ، دون تردد كانت تتمسك به بتلابيب جلبابه تخبئ رأسها فيه 


جميلة باكية: كلاب ، كلاب ،كلاب

رفع جسور مسدسه واطلق رصاصة في الهواء فهربت الكلاب وصرخت تلك الصغيرة المتعلقة بجلبابه كالعصفور الصغير 

جميلة صارخة: عااااا ، كلاب وضرب نار يا بابا الحقني 

جسور : احم

هزت رأسها نفيا وظلت متعلقة بجلبابه ، حمحم مرة أخري علها تفيق

جسور : احم احم 

جميلة باكية : ما تسبنيش يا بابا 

جسور: جميلة انا مش باباكي 

اتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت صوته علي الرغم أنها سمعته مرة واحدة لكن نبرة صوته القوية لم تستطع نسيانها ابدا 


ابتعدت عنه سريعا تنظر ارضا باحراج

جميلة وهي تمسح دموعها بطرف كمها كالاطفال: أنا آسفة ، الكلاب كانت بتجري ورايا كتير ، كنت خايفة أوي 


جسور بضيق: وانتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي

جميلة بدهشة: أنت بتتكلم زيي

جسور بحدة: شوف بتقول ايه عاد

جميلة سريعا: لا لالا خليك زي الأول يعني ايه عاد دي

جسور غاضبا: انطقي كنتي بتعملي ايه برة بيتك دلوقتي 

جميلة بعند: وأنت مالك هو أنت ولي أمري مش شغلك أعمل الي اعمله 

قبض علي رسغ يدها بعنف

جسور غاضبا: قسما بربي يا جميلة لو ما نطقتي لهديكي علقة تكسحك


سحبت يدها بعنف من يده : أنت مالك ما اسمحلش تتكلم معايا بالطريقة دي ، ما اسمحلش تمسك ايدي ثم اكملت ساخرة وبعدين مش سيادتك كنت بتقول مش جسور السيوفي اللي يمد يده علي حرمه ، عشان تعرف انك بتاع كلام وبس 


جسور في نفسه : اقتلها واتاويها في الدرة واخلص من طوله لسانها دا احسن حل ، استغفر الله العظيم يا رب 

جميلة ساخرة: ما تنطق ولا القطة كلت لسانك 

نظر لها ببرود دقيقة واحدة ثم رفع مسدسه ووضع فوهته عند رأسها

جسور: هعد لحد 3 لو ما نطقتيش هقتلك، 

انتي هنا في ارض جسور السيوفي تمشي علي قوانينه ، وأهم قانون هنا أن ما فيش واحدة ست تخرج من بيتها بعد المغرب ، واحنا دلوقتي نص الليل كنتي فين وبتعملي ايه 


اتسعت عينيها حتي كادت تخرج من مكانها من شدة الفزع 

جميلة بذعر: ااااااانننتتت مممججججنون 

جسور بهدوء: واحد 

انتظر بعض ثواني وأكمل بنفس الهدوء المميت اتنين ، شعرت بان لسانها قد شل حاولت الكلام ولكن دون فائدة

جسور بهدوء: 3 انتي الجانية علي نفسك


جميلة بتكرار : كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة كنت في الصحة 


جسور بحدة: بس انتي علقتي وبتعملي ايه في الصحة لحد دلوقتي


جميلة: والله المدير السبب كان في حادثة وما رضيش اخليني اروح عشان المصابين لما يجيوا

جسور بضيق: طب وهو

جميلة: روح من بدري

جسور بتوعد : ماشي وحياة أمك يا نبيل الكلب لاوريك ، عاد ينظر لها بحدة : طب وانتي ايه الي جايبك هنا ما روحتيش ليه مش السكن جنب الصحة


صمتت باحراح وبدأت تفرك يديها بتوتر 

جسور غاضبا: ما تنطقي 

رفعت عينيها التي امتلأت بالدموع تنظر له بضعف وهمست باحراج: أنا جعانة 


طفلة كلمة تردد صداها داخل كيانه كله التي تقف امامه الآن ليست سوي طفلة صغيرة خائفة جائعة ، تخيل جميلة ابنته الصغيرة تقول له تلك الجملة ماذا سيكون رد فعله ، لما يشعر ناحية تلك الفتاة باحساس الأبوة الغائب عنه 

اعاد مسدسه الي مكانه في جيب جلبابه 

جميلة باحراج : أنا بس كنت بدور على محل اشتري منه اي حاجة للصبح 


جسور بحنان : ايه رايك تيجي معايا السرايا ، أنا عازمك علي العشا


جميلة غاضبة: أنت قليل الأدب ومش متربي 

هبط كفه على وجنتها دون سابق إنذار بعد جملتها الحمقاء تلك 


وضعت يدها على وجنتها بألم أسرعت تركض من امامه وهي تبكي سمعت صوته القوي يصدح باسمها فاسرعت اكتر حتي تبتعد عنه 

تذكرت رامي وكم الصفعات التي هوت علي وجنتيها بسببه فبدأت تنتحب ويعلو بكائها الي أن وقفت فجاءة عندما شعرت بقبضة يده تقبض علي رسغ يدها 

جميلة بصراخ وبكاء : ااابعد عني بقي كل دا عشان قولتلك إن أنا جعانة فكرني رخيصة وعايز تاخدني سرايتك 

جسور غاضبا: اخرسي بقي انتي مجنونة والله أنا غلطان اني قولت اعمل فيكي معروف بس طلعتي متخلفة هنيل بيكي ايه في سرايتي مش جسور السيوفي الي يغضب ربنا ولو كنتي اجمل ست في الدنيا  


جميلة باكية: سيب ايدي بقي بتوجعني 

ترك رسغ يدها فضمته لجسدها تدلكه برفق 

جسور: طب خلاص بطلي عياط ، انتي عايزة ايه دلوقتي 

جميلة باكية كالاطفال : عايزة بابا 

جسور بحزن: الله يرحمه ، جميلة انتي مش طفلة والدك مات والي بيموت ما بيرجعش صح


هزت رأسها إيجابا بحزن فاكمل هو : هتعملي ايه

جميلة: هروح انام 

جسور : مش بتقولي جعانة يا جميلة اسمعي الكلام والله سهر وزين والخادمين في السرايا 


هزت رأسها نفيا بتصميم فتنهد بتعب : خلاص تعالي نشوف محل مفتوح  ، امسحي دموعك بقي 


مسحت دموعها بطرف كمها وابتسمت ابتسامة صغيرة 

جميلة: شكرا 

هز رأسه إيجابا ، بدآ يسيران بين الحقول 

جسور: يا جميلة والله العظيم ما فيش محلات فاتحة في البلد دلوقتي المحلات كلها بتقفل بعد المغرب


جميلة: هو أنت ازاي بتتكلم زيي

جسور: انتي ليه بتعمملي معايا علي إني جاهل ، أنا عقيد سابق يا جميلة قضيت معظم حياتي في القاهرة فبعرف اتكلم زيك عادي 


هزت رأسها إيجابا ظل يبحثان بعض الوقت دون فائدة

جميلة بتعب: أنا تعبت وما فيش محلات فاتحة، أنا آسفة إني عطلت حضرتك معايا عن إذنك

جسور؛ رايحة فين 

جميلة: هروح انام وابقي اجيب أكل الصبح بقي وخلاص

جسور؛ طب تعالي معايا 

وقبل أن تعترض كان قد سحب يدها خلفه واركبها سيارته وركب بجانبها

جميلة غاضبة : ايه الي أنت عملتوا دا ، أنت مجنون نزلني 


جسور غاضبا: بطلي رط عاد 

جميلة غاضبة : أنا مش بط أهو انت الي بط وستين بط كمان

جسور ضاحكا: اسكتي يا جميلة الله يرضي عليكي 

جميلة : أنت واخدني فين 

نظر لها ببرود ثم شغل سيارته وانطلق بها 

جميلة: أنت واخدني فين  يا استاذ يا حج

رفع جسور حاجبه بدهشة : حج ليه انتي شيفاني كام سنة 

جميلة بتفكير: 45 ، 50 

جسور بدهشة: كاااااام ليه ، شيفاني مركب طقم سنان ولا بمشي بعكاز 

اشارت جميلة الي عصاه الابنوس السوداء


جسور: يا هطلة عمدة البلد معاه عصاية زي دي في ايده حتي لو عنده عشرين سنة


جميلة : طب أنا عايزة أروح ، أنت واخدني علي فين 

جسور غامزا بوقاحة: علي السرايا


تكملة الرواية حتى الفصل التاسع من هنا


بداية الروايه من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close