رواية وصمة عار المقدمة والفصل الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
مستمرة : كاملة .."
عدد الفصول: 28 فصل .."
نبذه مختصره عن الروايه:- ولدته مدللة وكانت جميع طلباتها متاحة لها دون جهد حتى توفي والدها بعد إفلاسه لتجد نفسها وحيدة في تلك الحياة ومطلوبة أن تتأقلم وتعيش في حياتها الجديدة الغير راغبة بها، لـ تواجه الكثير من الصعوبات التي لم تتوقعها في يوم؟ وهي وتشعر أنها منبوذة من الجميع ومكروه بسبب معاملتها الوقحة في الماضي! وبين ليله وضحاها تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فتقع في حب شيطان على هيئة إنسان! لتجد نفسها فجاءه في بيت دع،اره ،ويجب عليها ان تكون مثلهم تمامًا مجرد عاه،رة !!
لا تنسى الصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 😊🤩🤩
الفصل الاول
دائما نقف في منتصف الطريق لا نعلم في اى اتجاه يتوجب علينا السير، ننظر لكل ما حولنا لعل نجد ما يرشدنا ويظل هناك تخبطات بين كلا من العقل والقلب وعندما نجد ما يرشدنا ونكمل السير في اتجاهه نكتشف في النهايه أنه كان الطريق الأخطاء وهو طريق مغلق لا يوجد له مفتاح.
مازالت الشمس تشرق مثل كل صباحاً عليها وهي تتنمي كل يوم ان تستيقظ صباحاً ولا تجد نفسها في تلك الحياة وبذلك المكان كباقي الفتيات اللاتي في سنها أو أصغر منها لكن مجبورين علي تلك الحياة مثلها رغماً عنها.. فقد اشرقت شمس جديدة ليوم سئ كالعادة على فتاة تبلغ الثانيه والعشرون من عمرها ... ككل يوم تستيقظ و تجهز نفسها لارضاء غيرها مقابل المال!
هذا ما علمتها اياه السيده شويكار البالغ من العمر أربعين عاماً أو أكثر لا تعرف لكن عندما التقط بها في ذلك اليوم المشئوم كي تجد نفسي في هذا المنزل الكبير ذاته مساحة واسعة من خمس ادوار مختلفة وهي تعيش في الدور الاخير في غرفه متهالكة في ركنا صغير على فراش عليه وساطة متأكلة وغطاء خفيف وتشارك هذه الغرفه مع أربع فتيات غيرها مثلها من اعمار مختلفه.
مع فتيات مثلها باعوا أنفسهم برخص التراب .. كانت تشعر بالبرد لأن الشتاء على الابواب وهي ترتدي ذلك الفستان القصير يظهر بياض فخذيها و ذراعيها الطويل و جزء من الصدر.. فهي مجبره على ارتداء ذلك في حين تنتظر مصيرها ومع من سوف يقع عليه الدور ليفوز بليله معها مثيرة.
❈-❈-❈
في الأسفل بداخل ألحانه لقد جهزت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء وختامها مسك كما يقال. تحرك يقف "ليـام" إلى ذلك المسرح الضخم بأنواره الساطعة و أمامه العديد من الرجال الذي تلمع اعينهم بالشهوة فكل منهم يبحث عن افضل واجمل فتاه حسناء بداخل ألحانه ليقضي الليله معها و يطفون نار رغبتهم.. توقف ليام فوق الساحه وهو يهتف بابتسامه عريضه
= كالعاده ساداتي الأفضل يتنظر للأخر لي يفوز بليله مثيرة مع الجميله لوسي إنه دورها الآن.. ومن سيدفع اكثر سوف يقض ليله مثيره معها بالمقابل.
ومن بعيد كانت تجلس بينهما السيده شويكار تراقب ما يحدث بصمت وهي تدخن سيجارة وعلي ملامحها كل الإسترخاء الذي يمتلكها وهي تشاهد سرعان ما ارتفع أصوات الرجال برقم من المال معين يتبعه اخر، ليعلو صراخ من نوع اخر بلهفة، والجميع يتسابقون علي من يدفع اكثر ليفوز بليله معها.
في الاعلي كانت تقف تلك الفتاه تشاهد ما يحدث خلف النافذة وكيف يتسابقون الرجال على نهش جسدها دون رحمه... سرت قشعريرة في جسدها الشبه عاري الا من قطعه شفافه فقط تريدها، نتيجه الرهبه إلاّ إنها النهايه لا مفر! وكأنت قدمها و أيدها تترعش من ذلك الافاعي الذين يغيرون جلدهم كل موسم..
ابتعد الصراخ شيئاً فشيئاً وهدأ الضجيج لتعود الأرقام تتصاعد من حولها وصوت جرس رنّ في عقلها وروحها قبل أن يصل بأذنها فقد تم بيعها كسلعه رخيصه الثمن بلا قيمه وغيرها من يتحكم فيها فقط..!
= لقد فاز رقم 6 ..مبارك لك
رغم ان كل شئ مباح هنا بذلك المكان .. لا يوجد شخص ليمنعهم عن اي شئ ، حتى الحرام كلمة لا توجد في قاموسهم هنا، فالخيوط التي تربطهم بالله متقطعة ..اما هي فأصبحت مثل حباية الندي التي سقطت من السماء و تلوثت في مياه عكره.. لتعود الي ذكرياتها لهذا اليوم الذي تغيرت فيها حياتها من فتاه مدلله الي فتاه ليلة!
قـبل سابـق.
اولم يقولوا أنه الفتيات مثل الزهور..! ايعني أنها زهرة قد ذبلت بسبب افتقارها للتربة الصالحة .. كيف لزهرة الزنبق ان تنبت في الصحراء !.. كيف لزهرة ان تعيش دون ماء !.. ولكن هي عبارة عن زهور الصبار تسلط أشواك من الخارج ليخاف من يقترب منهم ولكن ما بداخلها عبارة عن خزين كبير من الحب الذي لا يجب ان يراه احد كي لا تتبخر قطراته فتموت!..
رفعت اليزابيث وجهها الباكي من ركبتيها وحدقت بعينيها الخاليتين من التعبيرات وعيناها المتجولتين بالقصر وكحل العيون الأسود يقطر من وجهها وخديها الأحمران ملطختان بخيوط سوداء وكل شيء بداخلها يرتجف من الخوف وكل الألم بداخلها والصمت
كانت هي جالسة فوق الدرج الخلفي للمنزل الكبير الذي ولدت فيه وعاشت قرابة عشرين عامًا مع عائلتها التي ماتت للتو واحدة تلو الأخرى مثل زهرة جميلة جفت أزهارها في الخريف
وآخرها اليوم تخليداً لذكرى والدها الذي توفي قبل يومين بنوبة قلبية مفاجئة بعد أن فقد أمواله في البورصة في غمضة عين! لتتدفق دموعها في صمت وهي تنظر أمامها دون أن تنبس ببنت شفة بينما ترى جسدها يرتجف وسط رعشات تكاد تكون غير ملحوظة
انهار بكائها بحزن شديد جعل قلبها المسكين يرتجف بين ضلوعها بقوة حيث كانت عطشانة من إكسير الحياة قضى تماماً على كل مقاومة لديها أصبحت الآن وحيدة بلا أسرة بلا أصدقاء بلا جيران بلا أب!
تراجعت اليزابيث للوراء بوخز من الألم في صدرها فقد توفي والدها فلم يحضر أحد جنازة والدها ولا أحد من أصدقائه أو شركائه أو من قضي حياته في الدفاع بما يرضيه عنهم
أي من موظفيه أو جيرانه قد اكتشفت جميعًا بعد وفاته أنهم نسوا كل التضحيات والهدايا التي قدمها لهم في حياته أنه الآن فقير في عيون الجميع ولا يستحق حتى وضع وردة على قبره كدليل على تلك الرحمة ...استدارت لتجد عدد من الخدم ينظرون إليها بعطف فلم تستطع أن تتحمل نظرات الشفقة في عيونهم الأمر الذي دفعها إليهم فصرخت
_إذا رأيت أيًا منكم أمامي سأطرده من هذا المنزل على الفور اذهبوا
ذهبوا سريعآ بالفعل ثم التفتت أمامها لتتفاجئ بمجيء العم أركون نهضت بسرعه و ركضت نحوه وعانقت عمها بقوة أمضت بضع ثوان في سحب الحنان من صدره الدافئ قبل أن يتكلم
قائلا
= اهدي حبيبتي كن مطمئنًا اليزابيث كل شيء سيكون على ما يرام توقفي عن بكاء اليزابيث يجب أن نتحدث الآن في شئ هام
رفعت اليزابيث وجهها المغطى بالدموع وشعرها الفضي يتساقط حول وجهها تنهد العم أركون بحزن فهي صغيرة جدًا على هذا الألم ثم قال بهدوء
_أنتٍ ناضجة الآن اليزابيث عليكٍ أن تفهمي وتقبل وضعك الآن كان والدك رجلاً رائعًا وأبًا صالحًا لقد أحبك كثيرًا وبجنون فعل كل ما في وسعه ليجعلك سعيدًا ولكنه ليس الآن في هذه الحياة و ذهب عن عالمنا.
شعرت بألم يخنقها ثم سكت لثوانٍ قليلة قبل أن يقول العم أركون بتردد قليلا
= كما تعلمين تمت مصادرة جميع ممتلكات والدك حتى هذا المنزل أصبح ليس لكٍ وعليكٍ المغادرة خلال فترة محدودة، لذا أريدك أن تأتي وتنتقلي في منزلي مع عائلتي وأتمنى أن يكون لديكٍ فكرة عما ينتظرك في المرحلة القادمة؟ أتمنى ألا تكون هذه المرحلة صعبه على الإطلاق
اتسعت عينا زوجته لينا على الفور وصرخت بغضب = ماذا ستعيش معنا؟
استدار أركون ونظر إلى زوجته بحدة فقالت لينا على عجل بصوت متوتر
= بالطبع يا عزيزتي هذا هو منزلك أيضًا أوه أنا سعيدة جدا لهذه الأخبار السعيدة
أغمضت اليزابيث عينيها بإحكام و وضعت راحتيها فوق أذنيها ربما سينتهي هذا الكابوس وتستيقظ الآن! أولاً من وفاة والدها وثانيًا من ستغادر المنزل وتذهب لتعيش مع عمها وزوجته التي لم تحبها أبدًا وكان ذلك واضحًا لها دائمًا و لم تكلف نفسها عناء إخفاء هذه الحقيقة.
❈-❈-❈
مرت أيام العزاء طويلة وحزينة وهي في حاله ذهول فلم تستطع البكاء وكأنت الدموع أباتت ان تشاركها في مراسم عزاء والدها، وكان عمها أركون يجبرها على تناول القليل من الطعام و الاعتناء بها.. فلم يأتي إليها أحد في أيام العزاء ولا حتي اصدقاء ولا جيران ولا رفيق يواسيها ..فهي لا تصدق أن والدها توفي ولا أنها سوف تغادر القصر ولم تعد لديها هذه الحياه التي اعتادت عليها قبل سنوات.. و دموعها الخائنه بدأت تتساقط رغما عنها عندما جاءت الشرطه والبنوك ليحتجزون علي الممتلكات وياخذون القصر منها ويطردوها بالخارج دون أي شيء مسموح لها تاخذه..!
بدأت تبكي بهستيرية و لا أثر للحياة على ملامحها وصوت الناس من حولها تثير أعصابها بل وتفقدها القدره على التنفس أيضا، و كانت تنظر لكل هؤلاء الناس وهنّ يأخذون كل ممتلكات والدها بمرارة وذهول .
مرت عشرة أيام وقد ذهبت الى منزل عمها لتسكن فيه وحالها لم يتغير ، تجلس بجانب النافذة بمفردها فيأتي عمها اركون ليقتحم خلوتها ليلا ويجلس صامتاً بقربها و يده تستقر على كتفها بحنان بعد ان يضع شال يمنعها من برودة ليالي الربيع عن جسدها الهزيل ، و نهاراً صامتة وغير قادرة على وضع لقمة في فمها،
شعور غريب يصيبها عندما تستيقظ وتجد نفسها في منزل عمها وتتذكر علي الفور فقدان والدها وفقدان امواله.. فهي ما زالت لم تتاقلم على حياتها الجديده؟
❈-❈-❈
بعد مرور شهرين اخترق ضوء شروق الشمس نافذة الغرفة مما أجبر اليزابيث على الاستيقاظ التي نشرت ذراعيها للسماح لقفصها الصدري باستنشاق أكبر كمية من نسيم الصباح الذي يمر عبر النافذة المفتوحة نسبيًا فوقها وتجديد رئتيها
جلست وفركت عينيها النعاسستين ثم نظرت إلى جانبها على الفراش الثاني الذي كانت تشاركه ابنة عمها سافانا في نفس الغرفة لتجده فارغًا وكانت وحدها في الغرفة لابد أنها لم تشعر بأن سافانا نهضت وذهبت لأول مرة في حياتها منذ أن أتت للبقاء في هذا المنزل مستيقظة دون أن تزعجها سافانا ووالدتها لأن سافانا تعتمد على إحداث ضوضاء في الصباح الباكر متعمده.
إلى أن تنزعج من نومها على الرغم من أن الساعة 1:00 ظهرًا تستعد سافانا للذهاب للعمل كممرضة في أحد المستشفى.. وفجاه لقد أذهلتها طرقه مدوية على باب الغرف والتي أعلنت أن المالك نفذ صبرها على المطرقة وهي بلا شك سافانا وأن هذا هو وقتها معظم الصباح
فالاستيقاظ مبكرًا في هذا المنزل ليس خيارًا صحيحًا إنه مفيد للصحة لكنه ليس رائعًا أيضًا سارعت اليزابيث لفتح الباب و أجابت بصوت أجش = صباح الخير
حدقت سافانا واقفة في وجهها مكبوتة في سخط قبل أن تقول بنبرة عصبية تعلن سخطها
= أي صباح وجعلتني أطرق الباب لمدة عشر دقائق متتالية كل هذا النوم أم أنك تفعلين هذا عمداً لتجعلني أنتظر وقت طويلاً وأشعر بالملل لأتركك وشأنك
نظرت اليزابيث إلى ساعة الحائط ثم نظرت إليها بحنق وقالت
= ليس هذا لكنني لا أمانع إذا كان الوقت مبكرًا في الصباح ، أحب فقط أن أنام في الصباح وأشعر بالراحة لهذا السبب أتأخر قليلاً ، وما إلى ذلك لماذا أستيقظ كل صباح دون فعل أي شيء مهم
أثار خطاب اليزابيث غضبها وقالت سافانا بصوت ساخر
= عفوا يا هانم لأننا لسنا مثلك لدينا وقت فراغ طوال الوقت حتى نتمكن من النوم كثيرًا والراحة على مرتبة من ريش النعام لدينا عمل حتى نتمكن من دفع الإيجار والفواتير المتأخرة أو نجد أنفسنا في الشوارع مثل غيرنا من الناس بدون منزل ومال ولا ماوى
ضغطت اليزابيث على شفتيها بشدة وصرخت
= ما الذي تقصدي بحديثك السخيف هذا، دون كلام مراوغ وقوليها مباشرة بوجهي تقصدني أنا لأنني لا أملك منزل ولا نقود صحيح
قالت بحزم وكرة لولبية شفتيها ببرود وبتعبير صارم
= لا أريد أن أتحدث كثيرًا ابتعدي عن وجهي حتى آخذ مفتاح غرفتي لا أريدك أن تغلقي الباب خاصة في الصباح حتى آتي وأوقظك بسرعة
نظرت إليها اليزابيث بشفتين واسعتين ونظرة مندهشة كأنه كان الشخص الذي يقف أمامها يمزح أم أنها مجنونة بالفعل
_هل انتٍ واعيه علي ماذا تريدي مني، لا يمكنني السماح لكٍ بفعل ذلك
لكن سافانا لم تنتبه لما قالته اليزابيث عندما رأت أنها كانت تأخذ المفتاح الموجود في مكانه بالباب لذا أخرجته على الفور لتهتف اليزابيث باعتراض وقالت بعدم تصديق
_إنتٍ مجنون حقًا أعدي المفتاح إلى مكانه
لوحت بالمفتاح في يدها بنظرة استفزاز وقالت بابتسامة خبيثة
_أوه هكذا ستوقفني يا آنسة اليزابيث لكن كيف ستوقفني؟ وهذا المنزل هو منزل والديه و الغرفة التي تضعي فيها قدمك هي غرفتي أنا ..!
تجمدت اليزابيث بلا حول ولا قوة عندما ذكرت أن هذا منزلها وهي مجرد ضيفه لا اكثر به ولا يحق لها الاعتراض حتي.. ثم نظرت إليها بعيون غارقة في الكراهية عندما سمعت صوتها الساخر يقول بقوة بنبرة ناعمة ومسلية
= هناك شيء آخر عليكٍ الاحتفاظ به في رأسك بشكل جيد ما دمتٍ تعيشي داخل بيتي فليس لكٍ الحق في الأمر والنهي واتباعي قواعد المنزل الذي تعيش فيه.. واحترام الأشخاص الذين فتحوه بيتهم لكٍ بدلًا من وقتك في الشوارع مع المشردين بلا ماوى
كبت اليزابيث غضبها وظلت صامتة لكنها لم تستطع السيطرة على الدموع التي بدأت تسقط على وجنتيها من شعرها بالإهانة المريره داخلها منها.. خطت سافانا بضع خطوات إلى الداخل وقالت بأعينها الجليدية هاتفه في سخط
= أوقفي تلك الحركة الطفولية وامسحي دموعك لا يوجد مكان لي ضعيف مثلك في تلك الحياة.. اتبعني واحترمي قواعد المنزل، فيتم وضع الإفطار هنا مرة واحدة وشيء آخر اغسلي الصحون بعد الإفطار لا أحد من خدامك هنا ليحمله ورائكٍ يجيب أن تنسى الماضي وحياة الرفاهية
همست اليزابيث وسحبت الحروف من حلقها بالقوة قائله بصوت مكتوم وهي تمسح دموعها
= حسنا سأفعل ذلك الآن.. ارحلي وسوف اتبعكٍ بعد قليل
❈-❈-❈
بعد مغادرة سافانا ذهبت اليزابيث إلى حوض الاستحمام وفتحت المرحاض لتستحم وتضع منشفة على جسدها ثم خرجت بحثًا عن الجميع استمعت أصواتهم في المطبخ ثم تحركت بتردد بخطوات سريعة إلى الغرفة مرة أخرى وفتحت خزانة سافانا
رأت ثوبًا جميلًا مزينًا بالورود داخل الخزانة وتتذكرت أن هذا الفستان باهظ الثمن بالنسبة لها ثم ابتسمت ابتسامة خبيثة وظهر بيدها مقص حاد واقتربت بغضب وهي تحمل الفستان في يدها و شرارت حقد اندلعت من نار عينيها وهي تردف ببغض
= لنرى كيف سيكون وجهك الآن حتى تزعجني مرة أخرى وتقول لي ليس لدي منزل ولا مال يا وجه الأفعى.
❈-❈-❈
في الأسفل.
انتهت لينا من صنع الشاي ونظرت إلى اليزابيث التي كانت واقفة متكئة على الرخام وذراعيها مغطاة كان عقلها وعينيها وكل شيء بداخلها في عالم آخر، هتفت لينا باسمها عدة مرات قبل أن تلاحظ اليزابيث احمرار وجهها بغيظ شديد ثم قالت لينا على مضض.
= لقد انتهيت من صنع الشاي من فضلك ضعي السكر فيه وخذيه إلي الخارج وضعيه على المنضدة ليشربه زوجي وابنتي قبل ذهابهما إلى العمل
جعدت حاجبيها وهي تحدّق في صمت وذهول لما كانت تقوله ثم التفتت إلى لينا زوجته عمها وقالت بتعبير حازم فقد سئمت من استعباد هذه الأسرة لها فهي ليس معتاده علي خدمت غير ولا هي ذات نفسها بالأساس
= اذهبي أنتِ واجلبي لهما الشاي لم أنا؟
شهقت لينا وهي ترى اليزابيث تتحداها بصلابة فهتفت فيها بحدة
_عندما أقول شيئًا عليكٍ فعله دون أي نقاش وعليكٍ أن تطيعيني يا فتاة
عقدت ذراعيها أمام صدرها فردت اليزابيث بحزم و وقاحة
= لا اريد هما زوجك وابنتك اذهبي انتٍ واخدميهما بنفسك.. لما انا
توحشت ملامح لينا وهي تقول بصوتٍ جهوري قائلة فيها بينما لا تزال تحمل صينية الشاي
= هل تقولي لا مباشرة بوجهي؟ ما هذه الوقاحة يا فتاه! لا تريدي خدمه عمك الذي فتح لكٍ منزله لرعايتك بدلاً ما كنتي بالشوارع الآن باحثاً عن لقمة في القمامة؟ أخبرتك أن تاخذي الشاي لهم فافعلي ذلك بدون أي نقاش
اندلع غضب اليزابيث وانزعاجها من الطريقة التي يتحدث بها الجميع معها و شعرت أن لديها ما يكفي، لذلك صرخت وهي تقترب بتهور و دفعت صينية الشاي التي كانت لينا تمسك بها بالقرب منها وسقطت على الأرض صارخة
= كـفى .. أنا متعبة بما فيه الكفاية هل سيعاملني الجميع دائما بهذه الطريقة هنا ويعايرني بمساعدته لا أريد .. ولا أسمح لكٍ بالتحدث معي هكذا
ابتعدت لينا للخلف وهي تلهث في ذعر. وتناثرت قطرات من الشاي المغلي عليها أذهلها لتشهق شهقة لاذعة خرجت منها وصرخت بألم من حرارة الشاي الساخن وهي تغلق عينيها من شدة الألم التي كانت تشعر به
_أوه.. يا إلهي.. يدي
صدمت اليزابيث لما حدث لها لم تصدق ذلك أبدًا رغم كراهيتها لها لكن حدث ذلك عن غير قصد ولم تفكر ان تؤذيها ابدا، ابتلعت لعابها بارتباك وقلق واقتربت بتردد لمساعدتها
لكن توقفت مكانها بهلع عندما سمعت صوت سافانا تهتف باسمها وهي تزمجر في اليزابيث هادرة بحسره
_يا محتاله أيتها الحقيره ..ماذا فعلتي بفستاني
ثم شهقت سافانا لتركض نحوه والدتها تسألها والذعر عليها يملأ عينيها وهي تصرخ
_أمي.. أمي هل أنتِ بخير؟ ماذا فعلتي بها ايتها الغبيه
ادمعت عينا اليزابيث وتزايد وتيرة أنفاسها بخوف لأنها كانت المتسببة لما حدث لها كانت في هذا الأثناء تقترب من لينا بمحاولة الاطمئنان على يدها الموضوعه تحت الماء البارد إلا أن صوت سافانا يردعها تصيح بحقد
= ابقى بعيده عنها كل ما حدث لها بسببك .لا أفهم لماذا أتى بكٍ والدي إلى هنا للعيش معنا وهو يعلم أن الجميع هنا يكرهك غير مرحب بكٍ ..الأفضل لكٍ لملمي كرامتك الباقية واتركي هنا إلا المصائب تأتي من ورائكٍ فقط
❈-❈-❈
رفعت اليزابيث وجهها الملطخ بالدموع إلى المرآة أمامها ناظرة إلى عينيها الثائرتين وكان كل شيء بداخلها يرتجف من الألم وكان كل شيء من حولها مليئًا بالكرب والصمت. ثم أوقفت اليزابيث تعابيرها اللامتناهية.
تحركت لتنهض لكنها صُدمت عندما رأت نفسها في المرآة كانت أمامها فتاة لا تعرفها ووجدت نفسها تنظر بعناية إلى صورتها جيدًا في المرآة بشرتها التي كانت دائمًا ذهبية اللون كانت شاحبة وصفراء وعيناها الخضراوتان كانت الاثنتان على الدوام مشرقة ومليئة بالحياة كانت ذابلة ومحاطة بهالات سوداء أغلقت عينيها بشدة لن يساعدها الحزن الآن الألم لن يساعدها على الاستمرار في حياتها هكذا.
هي بالفعل صغيرة جدًا على هذا الألم في البداية غادرت ذلك المنزل الكبير إلى الأبد؟ المنزل الذي عاشت فيه سنوات طويلة تنعم بالرفاهية والحياة الوردية المنزل الذي بناه والدها لأمها عندما كانت صغيرة عندما أنجبتها والدتها في سن الخامسة والآن أين المنزل، و أين العائلة وأين الأصدقاء الذين كانوا بجانبها طوال الوقت؟
لقد هجرها الجميع منذ وفاة والدها وإعلان إفلاسه واكتشفت الآن أنها ليس لديها أصدقاء أبدًا كان الجميع يغازلها ويقترب منها و من عائلتها على أمل المصالح المادية أو الاجتماعية الآن أدركت أنها لا تستطيع الوثوق بأحد كان عليها أن تعتمد على نفسها فقط، فـ المدينة كلها أصبحت تعرف أن ممتلكات والدها الأكبر قد تمت مصادرتها بسبب الديون وتركها والدها وتركها في مواجهة كل هذه المشقات بمفردها
غير أنها تعيش في منزل غير مرحب بها فيه ولا أحد يريدها فيه ولا تريد حقًا البقاء في ذلك المنزل الصغير وكل من يعيش فيه يكرهها وليس لديها من يحبها ويريدها أن تكون دائما بصحة جيدة فلماذا لا تزال وسط كل هذا وعليها التشبث بالقوة والتظاهر باللامبالاة
ثم سرحت متذكّرة ما حدث منذ فترة قصيرة كان يسير العم أركون في زاويه المنزل وعندما مر في الصالة اتسعت عينا اليزابيث وامتلأتا بالدموع عندما رأت العم أركون يقف أمامها و تعثر لعابها وبدأ وجهها يرتجف بقلق كطفل مذنب لذا فسألها هو باهتمام عما حدث؟.
تطوعت ابنته سافانا للرد بازدراء مصعبه الموقف
= أبي من الجيد أنك هنا ابنة أخيك المصونه رميت إبريق الشاي عمدًا على الأرض وسكبة على والدتي وأحرقت يدها
شعرت اليزابيث بالحرج مما كان يحدث الآن خاصة مع وجود عمها أركون هنا ومشاهدة ما كان يحدث بالكاد تراجعت اليزابيث عندما رأت مظهر أركون كان يحدق بها بعتاب وخيبة أمل ومن الاحراج المفرط الذي كان يكتسحها لم تستطع التكلم بشيء
ثم اقترب العم أركون من زوجته لينا بقلق ثم وجد اليزابيث تقترب منه لتقف أمامه وهي تقول كلمات متعثرة.
= العم أركون أرجوك أن تسمح لي أن أبرر موقفي لم أقم بإلقاء الشاي الساخن على العمة لينا عمدًا أبدا كما قالت سافـ..
قاطعتها لينا بتعبير قاسٍ على وجهها وهي لا تزال تتألم قائلة بحده
= اغربي من أمام وجهي الآن.. لقد خيبتي ظننا جميعاً بيكٍ و افسدتٍ حياتنا منذ أن جاءتي هنا للعيش معنا، تحركي من امامي لا اريد ان أراكٍ
فاقت اليزابيث من شردها ثم جمعت قوتها بشكل ضعيف وسارت نحو الباب وفتحته قليلاً لتقف خلفه مختبئة عن الأنظار تستمع إلى المحادثة التي كانت تدور بينهما في الخارج أطلقوا لينا و ابنتها صرخة عنيفة وسيل من الاتهامات والشتائم القاسية من الجميع إليها
صاحت سافانا بعصبية حادة
= كفى والدي ما حدث من تلك الفتاة حتى الآن يجب أن تغادر من هنا بأسرع ما يمكن إنها ليست سوى فتاة مدللة عديمة الفائدة و مجرد فاشلة ..تلك المتغطرسة كانت تهدف إلى إذلالي وإهانتي بسلوكها طول الوقت.
ثم تحدثت لينا زوجته بسرعه بينما كانت تخمد الألم بصعوبة مرددة
_ابنتك علي حق أركون ، هي طفلة مدللة ومفسدة وتحتاج لمن يربيها مرة أخرى كان من الممكن أن يكون جرحي أعمق وأحتاج إلى طبيب جراحة أو كنت أموت بسببها
قال أركون بجدية شديدة وهو يتحدث قائلا
= لا تبلغي لينا ، أنتٍ بخير الآن وهذا جيد و اليزابيث ليست فتاة سيئة للغاية مثل ما تتوقعين هي ما زالت تحت تأثير الصدمة.. ذات ليلة فقدت والدها وحياتها الغنية وكل أمواله وأصبحت وحيدة وليس لديها أحد يجب أن نتعامل معها هذه الايام بحذر شديد لتتجاوز هذه المرحلة
عبس وجه لينا وهي تتحدث بغضب مكتوم
= أعرف كل ذلك لكن للصبر حدود لقد سئمت من سلوكها المتهور أعلم أنك تحاول تجاهل ما تفعله من أجل شقيقك المتوفى كانت تربطك به علاقة طيبة .. لكن لا تتوقع مني أن أتحمل هذا القدر ،عليك التحدث معها عن احترامها معنا
هز رأسه وتنهد بعمق وزفير وهو يتكلم
-حسنًا سأتحدث معها ولكن ليس اليوم .. الي هنا يكفي
ابتعدت اليزابيث عن الباب وكانت تعاني من ألم شديد وكسرت قلبها تلهث بالدموع المكتومة وأنه لم يعد هناك من يحبها في تلك الحياة.
❈-❈-❈
عند المساء.
قام أركون بالزفير لفترة طويلة قبل أن يدخل إلى الداخل وعندما دلف نظر إليها وجدها جالسة على كرسيها كما كانت منذ الصباح بنظرة شاردة مثل عقلها أغلق العم أركون الباب من ورائه وضاقت عينيه نظر إليها وهي جالسة على المقعد المقابل للسرير و انهارت على نفسها بشكل متشنج.
اقترب وأضاء الضوء ومرت بضع دقائق فقط عندما نادى باسمها بصوت أجش
= ابنتي اليزابيث تعالي الي هنا أريد التحدث معك قليلاً
خرجت من دهشتها ولاحظت أنه أشعل الأنوار وكان يناديها كأنها غائبة منذ فترة ثم استجابت لطلبه و تحركت بهدوء من مكانها وسارت نحوه و جلست على سريرها وهو جالس بجانبها ، لف يده حول كتفها بحنان ويقول بابتسامة خفيفه
= أنتٍ وحيده هنا لماذا، تبدو منزعجًا جدًا من شيء ما؟
نظرت إليه بصمت قليلًا وحزنها من نفور الجميع لها وضغطت علي الألم داخل قلبها وقالت بمرارة
= لا أحد يحبني هنا وأنا أتفهم ذلك وأعرف السبب الجميع يريدني أن أغادر هنا، لكن ليس لدي مكان إلا هنا ما هو خطئي .. تركني والدي وترك العالم كله و تمت مصادرة جميع ممتلكات والدي وصرت وحدي بدونه
لم يرد عليها ولم تشعر بأي حركة قادمة منه في البداية لكنه ما زال يضع يده حول كتفها وبصوت رقيق قال
= ليس لدينا رفاهية الانهيار يا عزيزتي علينا أن نتغلب على كل شيء.ما يحدث لكٍ الآن هو امتحان من الرب بالتأكيد كل هذه الصعوبات ستنتهي قريباً، ولم تدوم هكذا.. لكن الأهم أن نتغلب على كل شيء بالعزيمه والصبر.
ثم تابع حديثه وهو يقول بصوت هادئ لطيف
= ولا تتحدثي مرة أخرى أن لا أحد يحبك لأنني أحبك وأعتبرك مثل ابنتي الثانية والآن أريد ابنتي الجميلة أن تقول الحقيقة هل أنتٍ حقًا من قطعتي فستان سافانا؟
تفاجأت بالسؤال ثم أصبحت متوترة للغاية عند التحدث بصوت خجول وقالت بصوت هامسه بصدق
= لا أعرف ما حدث لي في تلك اللحظة شعرت أن باقي جسدي يحترق من الغضب وهذا شيء جديد بالنسبة لي وبعيد عن طبيعتي أنا هادئه وخجوله وقليلة الانفعال ولكن ما فعلته سافانا جعلني غاضبة وحتى تحولت إلى فتاة سيئة ومتهورة لكن أقسم لك أنا نادمة لفعل ذلك.. لكنها جعلتني أفعل ذلك لقد تحدثت معي بطريقة قاسية ووقحة
ابتسم أركون وقال بهدوء
= أما زوجتي لينا فهل تعمدتي إلقاء الإبريق عليها لحرق يدها لأنك كنتي غاضبة منها هي الأخري؟
تكلمت بسرعة قائلة بصوت حزين
= لا يا عمي من فضلك لا تصدق أنا لست شريره لهذا الحد.. كل شيء حدث بدون قصد وحتى الآن لا أصدق كيف حدث
تنهد بعمق وزفير وقال بجدية
= لكنك ارتكبتي خطأً كبيراً يا عزيزتي وعليكٍ أن تعتذري لهم عما حدث حسنًا ابنتي الجميلة
ضغطت على شفتيها بشدة وقالت بصوت منخفض
= أعرف لكنهم أول من تعمدوا القتال معي لأنهم يكرهونني ولا أعرف لماذا
هز رأسه ببطء وبتفهم قال مرادفا
_ سأتحدث معهم عن هذا لا تقلقي لكن يجب أن تعتذري لهم اتفقنا
أومأت إليه بإيجابية وبوجه غاضب بينما قام أركون وقال بهدوء
_تعالي واخرجي معي حتى يتصافى الجميع من بعضهم البعض.. ولا تكبر المشكله
❈-❈-❈
بعد أسبوع بدأت في الذهاب إلى جامعتها القديمة لطالما كانت اليزابيث من أشهر الأسماء في الكلية كانت أشهر طالبة بشخصيتها القوية وغطرستها لطالما كانت علاقتها بزملائها في الفصل علاقة تفوق وغطرسة ولماذا لا؟ كانت دائما الأفضل و الأجمل و الأكثر أناقة و الأكثر تفوق في الدراسات كانت علاقتها مع الأساتذة متقاربة نظرا لمعرفتهم بأهمية والدها فقد حرص الجميع على ذلك ولكن الوضع تغير الآن!
ذهبت اليزابيث على الفور إلى كافيتريا الكلية حيث وجدت سافانا تنتظرها على أحد الطاولات في الزاوية بجوار النافذة حيث كانت تنتظرها باستمرار رغم إرادتها بأمر من والدها حتى يصل ويقودهم إلى المنزل.. وبمجرد أن جلست اليزابيث بجانبها قامت من مقعدها وقالت في اشتمئزاز
_ ما هذا ألا يوجد من ينظف محل القذارة؟
وأنتٍ كيف تجلسي في وسط هذا الغبار الكرسي متسخ لنغادر المكان؟
نظرت سافانا ببرود إلى اليزابيث وقالت باقتضاب إلى وجهها المحتقن
_لا ، من لا يحب المكان يجب أن يغادر أنا لا أهتم بكٍ على الإطلاق
تنهدت بضيق شديد وشعرت بالملل وقالت بنبرة لطيفة تحاول حل المشاكل بينهما هاتفه بصوت لطيف
_سافانا لماذا تتحدث معي دائمًا هكذا ما الذي فعلته لكٍ حتى أنك تكرهني كثيرًا لا يمكنك حتى النظر إلى وجهي بنظرة جميلة
ضحكت سافانا بسخرية وقالت بنبرة حادة
_ لمعلوماتك لم أوافق على الاعتذار تلك الليلة ولا أقبل اعتذار منك وفعلت ذلك لأجل خاطر ابي فقط.. لأنك برأيي لن تكون إلا فتاة فاشلة ومتعجرفة.
اتسعت عيون اليزابيث على الفور في حالة من الغضب وهتفت بحده وغيظ
= أقول لك شيئًا ليس هنال شخص متعجرف وفاشل غيرك سافانا و انتٍ دائمًا تغاري مني ، لذلك لا تحبيني لأنني أفضل منك.
نهضت سافانا بغضب وقالت بصوت حاد
= هل يمكن أن تخبريني بما لديكٍ الآن حتى اغار منك؟؟ على الأقل أنا لدي أبي وأمي وعائلة تحبني ولدي عمل ناجح ومستقبل باهر.. ابقي صادقه مع نفسك اليزابيث أنتٍ من يجب أن يغار مني
أصبح وجه اليزابيث شاحبًا و التمعت عيناها بالدموع بحسره عندما ذكرت عائلتها ولم تفهم لماذا يكرهها الجميع و يرآها فتاة فاشلة وخاصة سافانا.
ثم عادت من تجولها إلى هذه البغيضة لتتحدث بغضب و استهزاء
= انتٍ لست سوى طفلة مدللة يا آنسة اليزابيث لقد ولدت بفمك ملعقة ذهب و اعتدتي على إخضاع الجميع لاوامرك ولن يستمر هذا طويلاً سيأتي يوم و لن تجدي فيه أحدًا معك ...ولماذا سيحدث هذا في المستقبل لقد حدث بالفعل وأنتٍ الآن بمفردك وبدون عائلة
تحدثت اليزابيث بين أسنانها في سخط
_أنتٍ حقاً مختله عقلياً سافانا لا أفهم لماذا تكرهني بهذه الطريقة.. ماذا فعلت لكٍ حتى تحقدي عليا هكذا
ارتجف جسد سافانا بعنف وغلي الدم في عروقها وهي تصرخ بعصبية وتكشف عن سبب كرهه لها قائله بابتسامه مريرة
= أنتٍ من بدأ يكرهني في البداية حاولي أن تتذكري كيف عاملتني في الماضي ألم تتذكري عندما ذهبت إليكٍ احد المرات إلى قصرك القديم كيف استقبلتني حينها؟ تذكري آخر مرة جئت فيها و اصدقائك الماكرون كانوا موجودين ايضا.. وكنت ارتدي ملابس عاديه ولم يكن لدي مال لشراء فستان غير الفستان الذي كنت أرتديه كبير وواسع من ماركة رخيصة.. هل تتذكري كيف أحرجتني عندما طلبت مني إحدى صديقاتك أن أحضر لها كأس ماء لأنها ظنت أنني خادمة في القصر !!. وأنتٍ بدلاً من أن أصلح الموقف؟ وتخبريها أنني إبنه عمك ولست خادمة؟ صمتي وظلتي تراقبني وتضحكي بسخرية معهم
وقفت اليزابيث للحظة غير متفهمة ومحاولة طرد هذا الشعور الذي جعل جسدها يرتجف من حقارة نفسها وما كانت تفعله بها بالماضي.
ابتسمت سافانا ساخره وشعرت بالدموع تنهمر من عينيها بإهانة وهي تتذكر ذلك الموقف الذي شعرت فيه بانها بلا قيمه بسببها وبسبب اصدقائها السيئين..ثم نظرت إلى وجه اليزابيث بحقد هاتفه
= وبعد كل هذا تسألني لماذا أكرهك؟ هل عرفتي الآن فقط لماذا أكرهك كثيراً ولا أحبك ولا أريدك أن تبقى معي في منزل واحده.. آمل أن تحاولي أيضًا أن تتجاهلني ولا تتحدثي معي سأرحل، وأنتٍ تنتظري والدي.لا أستطيع حتى التحديق في ذلك الوجه أشعر بالاشتمئزاز حقًا
ثم هرعت سافانا للخروج من المكان وبقيت اليزابيث في مكانها لكنها كانت لا تزال في حالة صدمة فقد عرفت أخيرًا سبب كرهه لها لكنها عرفت أيضًا مدى احتقارها لنفسها.. صحيح هي كانت تعامل الجميع بطريقه سيئه وتشعرهم بالإهانة لانها تربت على ذلك واعتادت ولم تكن تعرف قيمه فعلتها هذه غير الآن! بعد ما اصبحت واحده منهم.. بلا مأوى بمفردها في تلك الحياة.. ثم جمعت ما تبقي من كبريائها وخرجت من الكافيتريا وهي تمسح دموعها بشدة.
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق