expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم نورا عبد العزيز

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم نورا عبد العزيز 

رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت الحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم نورا عبد العزيز 

الفصـــل الواحد والعشــــرون 

كان "عاصم" مستلقي بفراشه فجرًا وهو يحدق بوجه "حلا" وهى نائمة جواره بعد نوبة طويلة من البكاء والخوف، تسائل كثيرًا عما يحدث معها بعد أن ازداد بكاءها بدلًا من أخباره بما يحدث، أشتعل عقله من الفضول وكاد أن يجن من التخيل لما يحدث معها، ربما وصلت لهذه الحالة بسبب حضور "جوليا" التى دمرت حياتها مما أثر على نفسيتها، هذا كان التصور الأقرب لمنطق عقله ربما لهذا طلبت إبعاد والدتها عن المنزل..

رفع يده وهو يمسح على رأسها بحنان ثم وضع قبلة على جبينها وتسلل من الفراش حتى يستعد للذهاب إلى الجامع من أجل صلاة الفجروقد نسي تمامًا ما حدث من "فايق" وطلبه بعد ما سمع ما حدث من زوجته والتغييرات التى طرأت معها فى يومًا واحدًا......


__________________________________


كان "مازن" جالسًا على الدرج أمام المنزل ناظرًا للأمام لتقول :-

-يعنى هتعمل أيه؟


أجابها بضيق شديد قائلًا:-

-معرفش، أصل عاصم سكت وسكوته بيخوفنى ويجلجنى


تمتمت "فريدة" بلطف وهى تربت على كتفه بحنان هاتفة:-

-متجلجش عاصم مهيجوزهش هيام بالطريجة دى


نظر "مازن" لها بقلق وحدق بعينيها بغضب كامن بداخله:-

-عاصم أتجوز حلا بالطريجة دى، بالأجبار وهى مموافجش


وقف من مكانه وعقله لا يتوقف عن التخيل لرد فعل "عاصم" وفقالت "فريدة" بهدوء:-

-معتجدش أن عاصم هيعمل أكدة، بعدين أنا مفهماش لازمتها أيه الجوازة دى، هى أى واحدة وخلاص، فريدة اتجوزت يبجي ندخل على هيام


ألتف "مازن" غاضبًا وقد أطلق العنان لهذا الغضب الكامن بداخله وهو يقول:-

-أصلًا كل دا بسببك أنتِ يا فريدة ومن تحت رأسك، أنتِ اللى عاندتى وركبتى رأسك لما موافجتي علي ولد الصديق، بتمنى تكونى مرتاحة دلوجت

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لم تتوقع رده وهو يلحق بها التهمة لتقول بأنفعال:-

-دلوجت بجيت أنا وعنادى السبب، يعنى مش لأنهم مُصرين يأخدوا واحدة من الدار دى وخلاص، مجاش فى بالك أن لولا انكط اتجوزتنى لكانوا ضغطوا عليكم عشان أتجوز مصطفى، خلاص طلجنى يا مازن وجوزنى مصطفى ما دام أنا السبب وأنا اللى هدمر أختك وحياتها


تركته ودلفت للداخل غاضبة من هذا الرجل، تأفف "مازن" بضيق شديد وهو يمسح وجهه براحة يده....... 

 

أستعدت "هيام" للذهاب إلى الجامعة صباحًا وأرتدت فستان أبيض اللون به ورود زرقاء اللون ولفت حجابها ووقفت قليلًا فى غرفتها قبل أن تخرج منها تتذكر رسالته فأخذت نفسًا عميقًا وخرجت من الغرفة لترى عائلتها على السفرة بدون "جوليا" فجلست معهم تتناول فطارها فى صمت لتنتبه إلى نظرات "عاصم" و"مازن" لها فرفعت رأسها قليلًا بحرج وقلق وقالت:-

-هو فى حاجة؟


هز "مازن" رأسه بضيق شديد ثم قال:-

-لا، كلي


أومأت إليه بنعم بقلق حتى أنهوا طعامهم، خرجت "جوليا" من غرفتها صباحًا ليراها "عاصم" ثم نظر إلى "حلا" بقلق وقال:-

-جوليا


ألتفت "جوليا" على صوته وقبل أن يتحدث خرجت "مُفيدة" من الغرفة غاضبة وهى تصرخ بأنفعال لينظر الجميع عليها وسألت "سارة" بقلق:-

-فى أيه يا ماما؟


نظرت "مفيدة" إلى "جوليا" وهى تقول بضيق شديد:-

-فى أيه؟ هيكون فى أيه غير أنك يا عاصم دخلت حراميه دارنا، أنا بتسرج فى دارى يا كبير، ذهبي أتسرج


وقف الجميع من مكانه بصدمة وقال "مازن" بأندهاش:-

-أنتِ بتجولي أيه يا أمى


صاحت بانفعال شديد وعينيها تحدق بـ "جوليا" توجه لها الأتهام قائلة:-

بجول اللى سمعته، أول مرة تحصل من يوم ما دخلت البيت دا انى أنسرج


تمتمت "تحية" بذهول تام قائلة:-

-تنسرجى كيف؟ مين اللى هيعملها؟


صاحت "مفيدة" مُنفعلة بجنون قائلة:-

-كيف يا تحية تسألنى كيف؟ ما دام معانا حرامية فى الدار دى مش بتسرج الرجالة لا دا كمان...


أستوقفتها "جوليا" بضيق شديد وهى تقول:-

-لا لحد هنا وكفاية، ما بسمحلك نهائيًا أنا ما أخدت حاجة ولا دخلت أوضتك


ضربت "مُفيدة" يديها ببعض وهى تقول بأنفعال:-

-حوشي يا ست شريفة، دا أنتِ بايعة بنتك يا عرة النسوة


توقف "عاصم" وهو يضرب الأرض بنبوته ليصمت الجميع فقال:-

-أنتِ دخلتى أوضتى؟


نظرت "جوليا" له بقلق وتوتر من نظرات الجميع لها ثم قالت مُنفعلة:-

-لا


سار "عاصم" مع "ناجية" لغرفة "جوليا" ثم أمرها بتفتيش الغرفة تحت أنظار الجميع مما جعلهم ينتظروا أن يظهر الذهب لتثبت التهمة عليها، أم "عاصم" فكان هادئًا جدًا و"حلا" لم تدخل خلفهم أو تعري أهتمام لما يحدث بل ظلت تكمل طعامها، رفعت "ناجية" يدها بكيس من القماش يحتوى على الذهب من فوق الدولاب، هرعت "مفيدة" للذهب وهى تقول:-

-شوفت بجى يا عاصم، شوفته كلتكم أنها حراميه، دا ذهبي، دى السلسلة اللى جبتهالى يا عاصم بيدك فى العيد 


نظر "عاصم" بضيق شديد إلي "جوليا" ثم قال بحدة:-

-أسمع يا ست أنتِ، أنا جعدتك فى دارى عشان خاطر مرتى اللى هى بتك، لكن فى سبوع واحد تمدى يدك على مرت عمى وتعرضي حياة مرتى وابنى للخطر وكمان تسرجي لا بكفاية أكدة، لمى اللى ليكي وهملنا ومشوفكيش اهنا لما أعاود 


خرج من الغرفة غاضبًا وخلفه غادر الجميع لتبتسم "مُفيدة" بسخرية عليها وهى تحمل الذهب فى يدها، تأففت "جوليا" بضيق شديد وهى تستدير لترى بسمة "مُفيدة" فقالت:-

-أنتِ اللى عملتيها صح؟


ضحكت "مُفيدة" بسخرية وتحدثت بنبرة أنتقامية غليظة:-

-أنتِ لسه شوفتى منى حاجة؟ دا أول حاجة طردك من أهنا؟ لسه اللى جاي كتير مهتجدرش عليه حشرة كيفك، أنا لسه هفعسك بجزمتى وأعرف الكل خباثتك وشرك، روجى بالك وأستعدى للطوفان اللى جاي


سارت "مُفيدة" للخارج بحماس وقبل أن تغلق الباب قالت بتهديد:-

-وحلا أنتِ مهتجدريش تمسيها مرة تانية لأن مهيجفلكيش غيرى أنا 


أغلقت الباب بقوة لتفزع "جوليا" وهى ترتب الاحداث فى عقلها وخمنت أن "حلا" لم تجرأ على التحدث إلى "عاصم" لكنها تحدثت إلى هذه المرأة.....


___________________________


لم تقترب "هيام" من المكتبة نهائيًا رغم عشقها لهذه المكتبة، كانت جالسة على طاولة بلاستيكية خاصة بالكافتريا وتضع رأسها فوق ذراعيها على الطاولة ومُغمضة العينين، رمقها "تامر" من تارة لأخرى و"جاسمين" تشرح له المحاضرة التى تغيبها فقال بضيق:-

-هيام


أجابته دون أن تفتح عينيها قائلة بخمول:-

-امممم


ضرب الطاولة بقبضته غاضبًا من خمولها وهو لا يعرف سببه لتفزع "هيام" غاضبة منه وهى تقول:-

-فى أيه؟


تحدث بهدوء وهو  يقول:-

-ممكن أعرف أنا بذاكر فى الشارع كدة ليه؟ ما جولت نروح المكتبة


تأفف بضيق وهى تنظر للجهة الأخرى وقالت:-

-روحوا لوحدكم


نظرت "جاسمين" لها بشك من أمرها لتقول:-

-هو فى عفريت فى المكتبة


صاحت "هيام" بضيق مُتلعثمة من كذبتها:-

-الجو حر هناك


رفع "تامر" حاجبه بغرور وهو يفهم كذبتها ثم قال:-

-أولًا المكتبة فيها تكييفات وثاني إحنا فى اول الشتاء يا هيام حر ايه


نمت مُجددًا على الطاولة وهى تخفي وجهها للأسفل وهى تخشي الذهاب للجامعة بعد أن قرأت رسالته، حتما ستعطيها الأمينة الكتاب بالأكراه أم الآن بالمناسب لـ "أدهم" فهى لم تستلم الكتاب ولم تصلها رسالته، كانت خائفة وهى لا تملك ردًا على طلبه، حتى إذا كانت موافقة على الزواج منه فلن تقبل عائلتها بهذا الأمر وربما سيحرموها من الجامعة بعد أن يعلموا بحب "أدهم" لها فتأففت بضيق وحيرة تسكن ضلوعها .....


_______________________________


وصلت سيارة "عاصي" على سرايا قيد التجهيزات ليفتح له الرجال البواب الحديدية وولج بسيارته وقاد وسط الحديقة الخضراء الكبيرة وتوقف بجوار النافورة  الدائرية وترجل من السيارة بعد أن هرع الرجل إليه ليفتح له الباب، حدق "عاصم" بالسرايا من الخارج وهو ينزع نظارته الشمسية ليرسم بسمة على وجهه بحماس ودلف للداخل وكان العمال يعملون بأقصي طاقتهم فأقترب من المهندس وقال:-

-الله ينور يا باشمهندس


ألتف المهندس له بسعادة ثم قال:-

-أيه رأيك يا عاصم بيه؟ كيف ما طلبت بالضبط، والدورين اللى فوج خلصوا على المفتاح كيف ما بيجولوا، أدينى على أول الشهر أكدة وأسلمك مفاتيح السرايا كلتها 


أشار "عاصم" لـ "حمدي" فأحضر له من السيارة حقيبة من المال كبيرة الحجم ثم قال:-

-لا أنا مستناش لأول الشهر، أنا هستلمها منك أول السبوع وأصرف فى اللى ناجص كيف ما بدك  ولو أحتجت حاجة أطلبه من حمدى


نظر المهندس حوله بحيرة من تعجل الميعاد ليقول بتوتر:-

-أول السبوع كيف يا عاصم بيه لسه النظام الأمنى اللى حضرتك طلبته متركبهاش وحاجات كتير ناجصة


ربت "عاصم" على كتفه بلطف وقال بنرة جادة:-

-كيف ما بجولك أول السبوع هستلمها منك، معلش هتعبك ويايا لكن بعد حريج البيت الكبير كأن لازم أنجل أهنا والحريج دا لغبط حساباتى 


أومأ المهندس له بالموافقة وهو لا يعرف كيف يفعل هذا...

خرج "عاصم" من السرايا وأنطلق إلى شركته ورأى "مازن" هناك يعمل بأستماتة وعلى وجهه علامات الغضب ليشير له بأن يأتى ودلف "عاصم" إلى المكتب و"مازن" خلفه يتنهد بضيق ليقول "عاصم" بسخرية من تذمر هذا المهندس الغليظ:-

-وااا مالك يا باشمهندس


-مفيش


ضحك "عاصم" بعفوية وهو يعلق عباءته المفتوحة على الشمعة الخشبية جوار مكتبه ثم جلس على مقعده وقال:-

-أنا مخابرش كيف مهندس كيفك أكدة يكون غبي 


حدقه "مازن" بضيق شديد ليشير "عاصم" له بأن يجلس وتلاشت بسمته العفوية وتحولت ملامح وجهه للجدية والثقة وتابع حديثه:-

-ايه اللة معصبك أكدة موضوع هيام ولا حاجة تانية أنا مخابرهاش


تنحنح "مازن" بحرج وهو يخفي عنه غضبه من "فريدة" وشجارهم ليقول بخنق:-

-وشايف موضوع هيام ميستاهلش


هز "عاصم" رأسه بلا وهو يقول بثقة:-

-لا ميستاهلش، مش بجولك غبي، أنت ذكاءك مبيطلعش غير فى الهندسة وتصميم البيوت بس يا هندسة لكن فى الحياة غبي، ورب العرش يا مازن لو أنطبجت السماء على الأرض ما هيطوله ضرفها، يمكن لو كان طلبها منى بأدب كنت أديت للموضوع أهمية هبابة لكن بأسلوبه دا وهو فاكر أنه بيهدد الكبير مهيطولهاش حتى لو حكم الأمر أن أجتل ولده مصطفى وأفتح بحور دم، أنا مكسرش رأس واحدة من حريمي وتحت جناحى، كيف ما فريدة رفضت بعد الموافجة أنا كان ممكن أجول دا كلام رجالة وأنا الكبير مرجعش فى كلمتى فى واصل، لكن لا.. لا عاش ولا كان اللى يزعل حرمة من حرايم الشرقاوي، دول كيف ألماظ عائلتنا يا مازن ولازم يتصانوا ، وهيام وسارة كيف فريدة وكيف حلا عندي ميمسهمش أذي واصل


تبسم "مازن" بعفوية وحماس بعد أن أطمئن قلبه قليلًا ليقول "عاصم" بسخرية:-

-خليك أنت فى الهندسة والجواز اللى على الأبواب دا وهمل المشاكل والهموم لي أنا 


أومأ "مازن" له بنعم، فتح باب المكتب ودلف السكرتير وهو يقول:-

-التذاكر


أشار له بأن يعطيها لـ "مازن" وهو يقول:-

-أديها للعريس 


أخذ "مازن" الظرف وغادر السكرتير بينما فتح "مازن" الظرف وكان يحمل حجز أسبوعين فى ذهب فرفع رأسه إلى "عاصم" ليقول:-

-هدية جوازك يا عريس، شهر عسل برا الصعيد وعن دوشة البيت


ثم قدم "عاصم" ورقة أخرجها من الدرج إلى "مازن" وقال:-

-ودا حجك


نظر "مازن" للورقة كانت عقد مليكته ل25% من السرايا الجديدة بأسمه سُجلت فى الشهر العقاري، رفع نظره إلى "عاصم" وقال:-

-أنا ...


قاطعه "عاصم" بجدية وهو يفتح الملف الموجود على المكتب ليبدأ عمله قائلًا:-

-دى أتعابك على تصميم السرايا، كنت هديهم لك فلوس، بس خابرك مهتعيش فى دار مش ملكك وأنا معايزيش العائلة تتفرج ولا حتى بعد ترميم البيت الكبير...


أومأ "مازن" له بنعم ووقف من مكانه وهو يقول بمرح:-

-ماشي تسلم يا كبير


غادر تاركًا "عاصم" يبدأ عمله.... 


_____________________________


لم تجمع "جوليا" أغراضها كما طلب "عاصم" منها بل ظلت بغرفتها غاضبة وحسمت أمرها على تنفيذ خطتها، خرجت من الغرفة وكان بهو المنزل فارغًا لتتجه بغضب إلى غرفة "حلا" ولم تجدها لكن قبل أن تغادر فُتح باب المرحاض وخرجت "حلا" مُرتدية روب الأستحمام وشعرها مبلل لتفزع بهلع عندما رأت "جوليا" فى غرفتها ثم قالت:-

-أنتِ دخلتى هنا ليه؟


أقتربت "جوليا" منها بغضب شديد كالعاصفة ومسكت شعرها بقوة لتصرخ "حلا" صرخة خافتة من الألم لتحنى "جوليا" ظهر "حلا" للأسفل بالقوة وهى تقول:-

-أنا حذرتك تفتحى فمك ولا لا؟ كل دا من تحت رأس عيلة؟


تألمت "حلا" كثيرًا من فعلتها وبطنها تؤلمها من الأنحناء بقوة هكذا لتقول بذعر:-

-أنتِ حذرتنى أنطق بحرف لعاصم، ولحد دلوقت عاصم ميعرفش حاجة 


دفعتها "حلا" بقوة غاضبة وأبتعدت عنها أكثر لتقول بتهديد:-

-فاكر عاصم لو عرف كان زمانك واقف قصادى وبتهددنى كدة ... عادي


تبسمت "جوليا" بسخرية وهى تضع يديها فى جيوبها لتقول:-

-شوفوا القطة طلع لها لسان


تأففت "حلا" بضيق شديد من تصرف هذه المرأة وقالت:-

-لا هفضل ضعيفة وخايفة منك لحد ما تأذنى مرة تانية، لا تانية أيه دى المرة المليون، وأقولك على حاجة أنا ما عايزة أعرف مين اهل، أنا أعتبرت اللى هنا أهلى وكفاية عليا، العبي غيرها يا جوليا، واه أنا ما نطق بكلمة لعاصم، بس أنا اللى طلبت منه يطلعك من البيت وإذا طلبت بس بيطلعك من الدنيا كلها


لم تتحمل "جوليا" جراءة وقوة هذه الفتاة لتنقض عليها فسقطت "حلا" على الفراش و"جوليا" فوقها وتضع يد على عنقها واليد الأخرى على بطنها بقوة وتقول:-

-وأنا لو حبت بأقبض بروحك أنتِ واللى فى بطنك، أنتِ حتى ما بتتخيلي أنا كيف خدتك من أمك وعمرك دقايق يا حلا


أقتربت من أذن "حلا" بغضب مُخيف وهمست فى أذنيها قائلة:-

-أنا شيطان يا حلا


أرتجفت "حلا" ذعرًا من هذه المرأة وحدقت بوجهها وهى تلهث بقوة من الخوف لتقول "جوليا" بغضب شديد:-

-كيف ما تطلبي منه يطردنى، أطلبي منه أن أبقي وإلا راح يكون اليوم أخر يوم بحملك وأنا بعملها كيف ما عاصم بيعملها ويطردنى


تركتها على الفراش ترتجف كما هى وسارت نحو باب الغرفة وقالت:-

-وبكرة الصبح يكون عندي ربع مليون جنيه كبداية ولازم تتعلمي كيف تقلبي جوزك الملياردير 


تبسمت "جوليا" بسمة مُخيفة وخرجت من الغرفة .......


عاد "عاصم" للمنزل مع أذان المغرب ليري "جوليا" جالسة أمام التلفاز فتنهد بهدوء قبل أن يذهب إليها وقال بحدة:-

-أنتِ لسه هنا؟


واقفت أمامه حزينة وتصطنع الخوف وعينيها بالأرض ثم قالت:-

-كنت رايحة بس حلا منعتنى!!


سار إلى غرفته غاضبًا من زوجته ومعارضتها لأمره ودلف وكانت الغرفة فارغة ليتجه إلى حيث غرفة "مُفيدة" فمؤخر زوجته أصبحت تلازم "مُفيدة" دومًا ...

قالت "حلا" بهلع شديد وخوف:-

-أنا بجبلها مبلغ زى دا منين؟


أجابتها "مُفيدة" بحيرة وهى تقول:-

-المشكلة مش فى المبلغ، المشكلة أنها تبجي هنا؟


تمتمت "حلا" بيأس شديد قائلة:-

-دى بتهددنى بحياة ابنى، وإذا سرقت عاصم عشان ابنى هخسر عاصم، أنا بين نارين من ناحية سلامة ابنى ومن ناحية عاصم 


ربتت "مُفيدة" على قدم "حلا" بلطف ثم قالت:-

-متجلجيش أنا هديكى المبلغ دا من فلوس أبوكي  بس لحد ما أفكر كيف نخلص منها نهائيًا 


نظرت "حلا" لها بحيرة ثم قالت:-

-بس أنتِ بتعرفي أنى ما بنته؟


تبسمت "مُفيدة" بعفوية وسلام ثم قالت:-

-أنا اعتبرتك بنته، لا ما بيستاهل، أنتِ هتكوني بنتى أنا ، أتفقنا


أومأت "حلا" لها بنعم لتفتح "مُفيدة" ذراعيها إلى "حلا" لتضمها بحنان، فتح باب الغرفة ودلف "عاصم" ليراهم فقال بحيرة:-

-والله أنا بجيت أجلج من الأحضان الكثير دى


أبتعدت "حلا" عن "مُفيدة" ونظرت لزوجها ثم قالت:-

-جيت بدرى


أومأ إليها بنعم ثم قال:-

-اه تعالي عشان عايزك وأنتِ كمان يا مرت عمي تعالي


خرج الأثنين معًا ليقول بجدية:-

-أستنينى يا حلا فى أوضتنا 


دلفت للغرفة بقلق من جديته بينما جلست "هيام" و"مُفيدة" معًا بعد أن طلب "عاصم" من "جوليا" أن تلتزم غرفتها وقال بهدوء:-

-هيام جايلها عريسها


اتسعت عيني "هيام" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأعتقدت أن "أدهم" ذهب لـ "عاصم" كي يتزوجها وتبسمت بخفوت، تبسمت "مُفيدة" بحماس شديد لرؤية ابنتها عروس وقالت بعفوية:-

-مين دا؟


نظر "عاصم" إلى "هيام" وقال بجدية:-

-مصطفي ابن فايق الصديق


وقفت "هيام" بفزع بعد أن سمعت اسمه وتلاشت بسمتها فورًا وتحولت لغضب شديد ثم قالت:-

-نعم!!، أنا معايزاش أتجوز، أنا لسه صغيرة وبدرس وبعدين هو مش سبج وأتجدم لفريدة ولا دلوجت فريدة أتجوزت يدخل على اللى بعدها، طب وإذا أنا رفضت هيدخل على سارة


تنحنح "عاصم" بهدوء وهو يستمع لكلماتها ولأول مرة تذهب من أمامه قبل أن يسمح لها فنظر إلى "مُفيدة" التى صمتت وتلاشت سعادتها التى لم تدوم طويلًا ثم قالت:-

-أنت خابر زين أن كلامها صح، دا غير أنهم شغالين فى الممنوع والبلد كلتها خابرة دى، كيف أديهم بتى 


وقف "عاصم" بهدوء وهو هيندم ملابسه وقال بجدية:-

-أنا رفضت بس حبت أعرفكم من باب العلم للشيء


دلف إلى غرفته ورأى "حلا" تنتظره بقلق شديد ليقول بجدية:-

-جعدتيها فى الدار ليه؟


تنحنحت بحرج وهى لا تملك سببًا فمن الأساس هى لم تسمح بذلك ثم قالت بتوتر شديد:-

-طلبت أسبوع واحدة على ما تدور على مكان تقعد فيه


ألقي عباءته على المقعد وهو يستمع لحديث زوجته المرتجفة ونبرتها المُتلعثمة ليعلم بأنها تكذب فقال:-

-بجيت بتكذبي يا حلا ومن غير ما ببص فى عينيك، بجيتى بتتنفسي كذب


خرج من المرحاض عاري الصدر ويحمل تي شيرته فى يده ليرتديه وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر وقال:-

-ولو عرفت اللى شقلب حالك أكدة لوحدي هتخسري يا حلا


صعد للفراش غاضبًا منها لتنهد بهدوء وخوف من أخبره، لم تملك الشجاعة لتتحدث معه فى هذه الأمور، صعدت للفراش وهو  يعطيها ظهره غاضبًا فوضعت يدها على كتفه بلطف وقالت:-

-عاصم


أجابها دون أن يلتف لها قائلًا:-

-هملينى أنام


 نامت جواره وهى تعطيه ظهرها وحيدة وبدأت الدموع تتسلل من عينيها حزنًا على هذه الفجوة التى ظهرت بينهما وبدأت تكبر لتُتمتم بنبرة خافتة:-

-كان ناقصنى هجرك يا عاصم 


أستمع لكلماتها فأغمض عينيه بضيق شديد، هو يدرك تمامًا بأن هناك شيء سيء يحدث معها وخصامه يزيد من حزنها وضغطها، لكن صمتها و وأخفاء الأمر عنه يزيد من غضبه هو كونه عاجزًا عن مساعدتها، ألتف إليها بلطف لتشعر بيديه تحيط خصرها وجذبها لها ليتلصق ظهرها بصدره ووضع رأسه على كتفها الصغير ثم قال:-

-معجول تحكى لمُفيدة وتخبى عني، لو بس أعرف اللى مزعلك يا حلا


لم تجيبه ليرفع يده إلى رأسها وأدارها له ليرى دموعها تتساقط بصمت وهى تكبح غضبها فأعتدل فى جلسته وهو يجذبها لتجلس بانفعال وقال:-

-أتكلم يا حلا، والله دموعك بتجتلنى يا حلا، معجول يهون عليكى جلبي يتوجع 


هزت رأسها بالنفي وهى تقول:-

-والله يعز علي وجعك يا حبيبى


جفف دموعها بلطف وعينيه تحتضن عينيها بحنان ليقول:-

-أتكلمي ويايا يا حلا


هزت رأسها بنعم ثم قالت:-

-ممكن تدينى أسبوع واحد، واحد بس يا عاصم وأنا هجيلك لحد عندك وأحكيلك 


أومأ إليها بنعم وهو لا يملك خيارًا أخر وقصي عليها طلب زواج "هيام" لتنحنح بحرج وقالت:-

-هيام وافقت؟ لا مستحيل توافق


رفع "عاصم" حاجبه بشك من ثقة زوجته وقال:-

-أشمعنا مستحيل، عشان مصطفى اتجدم ساابج لفريدة


هزت رأسها بلا ثم قالت بجدية:-

-أوعدنى ما تعصب ولا تقول لمازن


أشار إليها بنعم وهو  يدرك أن هناك أمرًا أكثر من اهتمامها بدراستها لتقول "حلا" بجدية:-

-هيام بتحب


أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقول:-

-كيف؟


تابعت "حلا" بلطف شديد قائلة:-

-بتحب دكتور فى الجامعة، بس والله ما بتكلم هو مجرد مشاعر جواها وما قالت له أو أتكلمت معه، بس قلبها حب وأنت يا عاصم بتعرف أن الحب ما بأيدينا


أومأ "عاصم" لها بحيرة من هذا الأمر ثم قال:-

-ومين الدكتور دا 


تبسمت "حلا" بخبث شديد وهى تقول:-

-أكيد ما هقولك، عاوز تروح تمحيه من على الأرض


تبسم "عاصم" بخبث شديد وهو يقرص وجنتيها بدلال:-

-بالعكس يا حلوتي أنتِ حلتيها، أنا هجوزهما كيف أنا أفرج الأحبة وأنا عاشج 


تبسمت "حلا" بعفوية إليه، بسمتها التى لطالما أشتاق لها مُنذ أن جاءت والدتها وأختفت هذه البسمة، حدق بها بهيام وعشق يغمره ليقترب نحوها أكثر وهو يهمس إليها:-

-بس ضحكة منك يا حلوتى بتكفينى عمرى كله


كبرت بسمتها بدلال وهى ترى يده تصل أمام شفتيها تلمس هذه البسمة التى تأسره وتزيد من جنون قلبه ثم قالت:-

-حبيبى، عاصم لو حطكوا بكف والعالم كله بكفة تأكد أنى هتضم كفتك ويتحرق العالم بأكمله، أنت بتكفينى 


جذبها بقوة إليه لتلتصق به ويشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه وعينيها تعانق عينيه بنظراتها العاشقة، رفعت "حلا" يدها إلى لحيته تلمسها بدلال وقالت:-

-أنا مستحيل أخسرك يا عاصم!!


قالتها وهى تتواعد بالانتقام من "جوليا" وتستمد قوتها منه لتصبح أقوى حتى تستطيع مداهمة "جوليا" وأفكارها الخبيثة ووعدت قلبها العاشق بأن سقوط "جوليا" ونهايتها ستكون على يد هذه الطفلة الضعيفة الباكيه


___الفصـــل الثاني والعشــــرون (22 ) ___


دق باب غرفة "جوليا" صباحًا فقالت بخفوت:-

-أتفضل


دلفت "حلا" لتراها جالسة أمام المرأة فقالت بلطف مُصطنع:-

-ممكن تستنى عليا أسبوع


رمقتها "جوليا" بغضب شديد لتتابع "حلا" بأنكسار شديد مصطنع هاتفة:-

-أنا أزاى هقدر أخد منه ربع مليون جنيه فجأة كدة،أنتِ قولتى أتعلم كيف أقلبه، أدينى أسبوع على ما أرسم على عاصم خطتي 


أقتنعت "جوليا" بحديثها ونظرت للمرأة قائلة:-

-تربيتى يا حلا ، موافقة بس نضاعف المبلغ كفوائد تأخير


أومأت "حلا" لها بنعم وخرجت من الغرفة لتقول بأختناق:-

-تربية زبالة بس أستنى عليا


دلفت إلى غرفة "مُفيدة" فأعطتها "مُفيدة" منديلًا لتأخذه "حلا" منها وألتفت لكى تغادر فقالت "مُفيدة" بقلق:-

-حلا، خلى بالك من نفسك


أومأت "حلا" بنعم ثم خرجت من الغرفةوأخذت نفسًا عميقًا لتذهب إلى الفندق الذي يقيم فيه "ماكس" وقصت له ما يحدث معها ثم أخرجت المنديل من حيقيبتها وقالت:-

-أنا عايزه اعمل أختبار DNA واحد مع شعرة جوليا والتاني مع شعرة مازن، أول أتأكد أنا بنتها ولا لا والتانية اتأكد أن أختهم ولا لا


أومأ "ماكس" لها بنعم وقال:-

-it’s easy (أنه سهل)


غادرت "حلا" من الفندق وذهبت للجامعة وعقلها لا يتوقف نهائيًا عن التفكير فى طريقة مثالية لتخلص من "جوليا" نهائيًا، قاطعها صوت"رقية" وهى تقول:-

-سرحانة فى أيه؟


هزت رأسها بلا وهى تقول:-

-الله رائحة دى جميلة أوى


أستنشقت "رقية" الهواء لتقول بتعجب:-

-رائحة السمك


حركت "حلا" رأسها قليلًا بحيرة ثم قالت:-

-سمك!! دى رائحة حاجة حلوة


تأففت "رقية" بحيرة من هذه الفتاة الحامل وقالت:-

-حلا مفيش روائح يا حبيبتى


أومأت رأسها بنعم، أتاها صوت "عاصم" من الخلف يقول:-

-يمكن رائحة الأيس كريم


ألتفت "حلا" بفزع من وجوده وظهوره فى الجامعة من العدم، رأته يحمل أيس كريم فى يده لتذهب "رقية" بعيدًا فنظرت "حلا" له بحيرة وقالت:-

-أنت أيه اللى جابك هنا


أجابها وهو يعطيها المثلجات ونظره ينظر للجميع:-

-كلي دا الأول، فين الداكتور


قهقهت ضاحكة عليه فهل جاء من أجل "أدهم" حقًا ليقول:-

-فعلًا


أخذها وذهب إلى كلية "هيام" لتقول"حلا" بتمرد على السير من كليتها إلى كلية "هيام" وهى حامل:-

-يا عاصم والله تعبتك ، أنت هتفضل تلف لحد ما تدور عليه، أصلًا هيام ما جت الجامعة النهار دا


أومأ إليها بنعم وأنه يعلم ذلك ولم يظهر "أدهم" طيلة أنتظاره لتتأفف "حلا" بضيق وهى تقول:-

-جعانة يلا


نظر حوله بحيرة وهو يقول:-

-هبابة... هبابة يا حلا


صاحت بأنفعال شديد وهى تجلس بالأرض غاضبة:-

-جعانة، أنا حامل وجعانة 


نظر الجميع علىصراخها بعد أن جلست على الأرض بتدمر ليمد يده لها بأستسلام وأخذها وذهبوا معًا إلى المطعم وطلب لها وجبات مُختلفة  وبدأت تأكل بشراسة ليقول "عاصم" بقلق:-

-أنتِ زينة يا حلا


أومأت إليه بنعم ثم قالت:-

-أنا هبدأ الرابع بعد يومين، تفتكر ولد ولا بنت


أجابها بملل ولا مبالاة قائلًا:-

-اللى يجيبوا ربنا زين


تركت الملعقة من يدها غاضبة من نبرته وعدم أهتمامه لتقول بضيق:-

-أنت جاي معايا غصب عنك، قوم روح يا عاصم


نظر لغضبها بأندهاش ثم قال:-

-أنتِ عصبية ليه؟


لم تجيب عليه فرفع يده على الطاولة وفتح راحة يده لها، نظرت ليده الممدودة ثم قالت:-

-ايه؟


لم يتفوه بكلمة واحدة بل حرك يده إليها لتترك الملعقة وتضع يدها فى راحة يده ليحرك يدها معه وهو يقول:-

-تعالي


وقفت من قابلته وذهبت لتجلس جواره وهى ترمقه بنظرها بأستغراب شديد، رفع يده الأخرى ليمسح بقية الطعام عن فمها وقال:-

-إياكِ تتعصبي مرة تانية وإحنا برا البيت


رفعت حاجبيها له بعدم فهم ليقول بهمس فى أذنيها ويديه تضع جمبري فى فمها بدلال:-

-بتكون كيف البدر وأنت متعصبة يا حلا، معجول كل الناس دى تشوف بدر] أنا


ضحكت بعفوية على هذا الإطراء وتلاشي الغضب منها وهى تأكل الجمبري ثم قالت:-

-أنتِ أزاى بتعملها


عقد حاجبيه لها بعدم فهم وقال بذهول:-

-هى أيه؟


تبسمت وهى تغلق قبضتها على يديهما المُتشابكة معًا وقالت بلطف:-

-بتمتص غضبي بكلمة واحدة منك ونظرة من عينيك


تبسم وهاتفه يدق ليقول وهو يقف من مكانه:-

-كملى أكلك، هرد على التليفون دا وهجيلك


أومأت إليه بنعم بينما خرج "عاصم" للخارج يتحدث بعيدًا عنها ثم قال:-

-عملت أيه يا جادر


أتاه صوت "قادر" عبر الهاتف يقول بجدية صادمة له:-

-مش بنتها


ألتف "عاصم" بصدمة ألجمته ناظرًا إلى "حلا" من خلف الزجاج وهى تأكل بشراسة وهتف بتلعثم:-

-أنت متأكد


أجابه "قادر" بجدية حازمة:-

-التحليل فى يدي أهو وأثبت أكدة، مدام حلا مهيش بنت جوليا


كان يعلم أن هناك شيء تغير مُنذ أن تقابلت "حلا" مع "جوليا" وبعد أن تذكر رسالة "جوليا" وهى تطلب المال من "حلا" قبل أن تأتي شك بالأمر والآن تأكد من هذا بالأدلة، كانت الصدمة تحتل عقله حتى فاق من صدمته على حديث "قادر" وهو يقول:-

-خلى بالك يا بيه، جوليا ممكن متكنش دى الست اللى أتجوزها عمك، ممكن تكون نصابة أو ....


أبتلع كلماته قبل أن يتهم "حلا" بالنصب وقتله "عاصم" فهى زوجته الآن وتحمل بطفله فأغلق "عاصم" الاتصال دون أن يكمل حديثه ودلف للداخل وجلس مقابل "حلا" بعد ان تخلى عن مقعده الموجود جوارها، لم تعري "حلا" أهتمامًا لفعله وكانت تأكل بشراهة ولم تشبع بعد فقال "عاصم" بحدة وهو يقف:-

-أنا لازم أمشي


رفعت رأسها بحيرة من غضبه المفاجيء ثم قالت:-

-أنا لسه مأكلتش


حمل حقيبتها بغضب وهو يقول:-

-أبجى كملى فى البيت


جذبها من يدها بقوة وإعادها للمنزل وهى لا تفهم سبب تحوله هكذا وهذا القدر من الغضب المفاجيء....


_____________________________


كانت "هيام" جالسة على الفراش تبكى بحزن شديد على ما حدث وقد مر أربعة أيام بالفعل على تغيبها عن الجامعة وهى سجينة غرفتها لم تغادرها و"سارة" تجلس جوارها تواسيها ثم قالت:-

-أهدئي يا هيام، وأجفي جصاد عاصم وجوليه أنك مموافجاش على الجوازة دى، أكيد كيف ما عمل مع فريدة ومجوزهاش غصب مهيجوزكيش غصب


أخبرتها "هيام" بطلب "أدهم" لزواج بها ولأول مرة تعترف بلسانها أنها تحبه قائلة:-

-أنا بحبه يا سارة، معجول أتجوز غيره دا ظلم


ضمتها "سارة" بهدوء وهى تربت على كتفها ثم قالت:-

-أنا مُتأكدةأن لا عاصم ولا مازن هيجوزكي غصب عنك


تمنت "هيام" ذلك، رن هاتفها باسم "أدهم" بعد تغيبها المفاجيء عن الجامعة لتقلبه رأسًا على عقب فهى لا تملك جوابًا ولا ترغب بمحادثتها الآن...


_________________________ 


أتصل "ماكس" بـ "حلا" وكانت نائمة بفراشها حزينة مُنذ ثلاثة أيام وزوجها قد تغير عليها ولم تراه دومًا يتأخر بالخارج ولا يعود للمنزل إلا بعد منتصف الليل حتى لا تراه ويغادر فجرًا مع صلاة الفجر، فتحت عينيها بتعب وهى تضع الهاتف على أذنها بملل قائلة:-

-ألو 


طلب "ماكس" رؤيتها ضروريًا لتستعد إلى الذهاب وأرتدت بنطلون أسود اللون وقميص نسائي أبيض وفوقه بلطو من الصوف وردي اللون وأتصلت بـ "عاصم" كي تخبره بخروجها لكنه لم يجيب عليها فتنهدت بضيق وارسلت رسالة له تقول بها

(أنا خارجة)


كانت رسالة باردة تكفي للرد على تجاهله وتقلبه عليها ليراها "عاصم" وهو جالسًا فى مكتبه وأغلق الهاتف دون أن يجيب عليها وأكمل عمله وكأنه لا يبالي بما يحدث معها أو ما تفعله...


ذهب للكافي ورأت "ماكس" جالسًا على الطاولة فذهبت نحوه وجلست ليطلب "ماكس" لها عصير ليمون وأعطها ظرفًا يحمل نتيجة التحاليل ففتحته بيدي مُرتجفة خائفة رغم أنها تعلم بما داخله سابقًا وكانت النتيجة كما قالت "جوليا" لم تكن أختًا لـ "مازن" ولا ابنة لـ "جوليا" فأخذت نفسًا عميقًا ووقفت كى تغادر ليستوقفها "ماكس" بقلق شديد عليها وقال:-

-هتعملي أيه؟


غادرت دون أن تحدثه وصعدت للسيارة لينطلق "حمدى" بها لتقول بنبرة خافتة:-

-خدنى بعيد


نظر "حمدى" لها فى المرآة لتتابع كلمتها بصوت مبحوح:-

-بعيد... 


رفعت نظرها إلى "حمدى" بضعف شديد ثم قالت بعيني دامعة:-

-ينفع أهرب منهم، لو هروبى حل هربنى 


لم يفهم "حمدي" سبب حزنها وتمنيها للهرب بعيدًا ثم أخذها إلى النيل لتجلس على الأرض أمامه تفكر بشرود تام ....


______________________________ 


لم تعود "حلا" للمنزل حتى أذان العشاء مما جعل "مُفيدة" تقلق على هذه الفتاة خصيصًا بعد أن أخبرتها بأنها ذاهبة لترى نتيجة التحاليل فأتصلت بـ "عاصم" ليجيب عليها بهدوء:-

-ألو


تنحنحت "مُفيدة" بحرج شديد ولا تعلم ماذا تخبره فقالت:-

-حلا خرجت الصبح ولسه مرجعتش ومبتردش على تليفونها


أغلق معها بقلق شديد عليها وأتصل بـ "حمدي" وقال:-

-حلا فين؟


صورها "حمدي" بهاتفه وهى جالسة أرضًا قرب النيل وتبكى وأرسل الصورة إلى "عاصم" وقال:-

-من الصبح وهى بتبكى أكدة، مخابرش السبب أيه 


-أنت فين؟

سأله عن مكانهما وخرج من الشركة كى يذهب إلى هناك وفى طريقه وصله رسالة منها ليقرأ جيدًا وكا محتواها (لنتحدث اليوم، أنا لن أنتظر حتى نهاية الأسبوع... سأخبرك بكل شيء)


أنطلق إلى حيث هى، ترجل من سيارته ليراه "حمدى" فأشار "عاصم" له بأن يذهب، أخذ السيارة ورحل بينما أقترب "عاصم" منها بخطوات ثابتة وقال وهو يقف خلفها:-

-جفي


رفعت رأسها للأعلى لتراه أمامه فعادت تنظر للنيل بحزن شديد فجثو على ركبتيه وهى يضع عباءته على أكتافها ويأخذ يديها بين راحتى يديه وهو يقول:-

-كيف تجعدى فى البرد دا


ظلت تنظر إليه بحزن شديد وهو يخاصمها مُنذ أيام دون ان تعرف السبب لتقول:-

-كأن بيهمك إذا مرضت


نزع وشاحه عن عنقه ليضعه حول عنقها بهلع شديد من أن يصيبها نزلة برد وحمى وهو يعلم أن مناعتها ضعيفة ولن تستطيع أخذ الأدوية لكونها حامل، لفه حول عنقها بحنان وعينيها لم تترك أنش فى وجهه دون أن تنظر بها مُشتاقة لملامحه فقالت:-

-عاصم


نظر إليها بهدوء وتوقفت يديه عن الحركة لتقول:-

-مستعد تسمعنى


مسك كتفيها بلطف ليوقفها معه وهو يقول:-

-نروح الأول 


توقفت قدميها عن الحركة بخوف من غضبه ووجود "جوليا" بنفس المكان فقالت:-

-لا أنا مش هحكيلك فى البيت،أصلًا معرفش بعد ما تسمعنى هتدخلنى بيتك ولا لا


نظر لها بهدوء وأخذها إلى السيارة ولم يقودها بل ظل صامتًا تاركًا لها الفرصة بأن تتحدث لتعطيه ظرف التحاليل وفتحها بتوتر ليُصدم من كونها ليست أخت "مازن" إذا هى لم تكن أبنه "جوليا" والآن ليست ابنه عمه فرفع نظره بصدمة ألجمته لتقول بحزن شديد دون أن ترفع نظرها به قائلة:-

-أنا ما بكون بنت عمك ولا بنت جوليا


لم يستوعب الأمر فقال بحيرة شديدة من أمره:-

-كيف، عمى أدينى صورتك من صغرك وجال أنك بنته


هزت رأسها بالنفي وهى تبدأ فى البكاء من جديد وتقول:-

-ما بعرف، عاصم أنا أصلًا لسه ما بستوعب اللى بيحصل معً، ما بقدر أفهم أنا كيف ما بكون بنتها ولا حتى بنت عمك، أنا حتى ما بفهم كيف لجوليا أنها تعمل فيا كدة، ما كفاها اللى عملته بكل حياتى، بس لا أنا مستغربتش أنها مش أمى مستحيل أم تعمل اللى عملته فيا، بس قولي أعمل أيه؟


رفعت نظرها له بأنهيار تام وهى تبكى بهلع وطريقة جنونية وتكاد كلماتها تخرج منها قائلة:-

-إذا هى هددتنى بحياة ابنى، وأن هى هتأخده منى كيف ما أخدتنى من أهلى لو ما سرقت فلوس منك وعطتها، أصلًا هى هددتنى أن تأذي أهلى الحقيقين لو ما نفذت اللى عاوزه 


فركت جبينها بجنون وعقلها يكاد يجن من مكانه وتقول:-

-قولى مين أختار ، أنت وأخواتى اللى طلعوا مش أخواتى ولا ابنى ولا أختار أهلى اللى ما بعرفهم وأخلصهم من ابتزاز واحدة حقيرة كيف جوليا، ولا .... أموت ممكن موتى يحل الأمر


كانت ترتجف وتبكي بطريقة جنونية وكأنها أصابت بصدمة عصبية للتو وهى تجمع حقائق تفوق قدرة تحملها ليجذبها "عاصم" بقوة إليه ويضمها بحنان حتى تهدأ وهو يمسح على رأسها وظهرها بيديه ويقول هامًا لها:-

-أهدئي يا حلا، أهدئي


تمتمت بأنهيار تام وكأنها لم تشعر به ولا تستمع لحديثه:-

-لو موتي بيحلها، أقتلنى يا عاصم وموتي هيقضي على كل خططتها وشرها أقتلنى وأنا بسامحك والله.. بس أنا مستحيل أقبل أن حد يتأذي بسببى أنا ...أنا ......


كانت تنتفض بين ذراعيه تمامًا وهى تتحدث بتلعثم شديد حتى توقفت فجأة وأسترخاء جسدها تمامًا بين ذراعيه بعد أن شعر بسقوط رأسها للخلف فاقدة للوعى، أبتعد عنها وهو يمسك مؤخرة رأسها بيده وتتطلع بها وهو يعلم بأن زوجته الباكية تكاد تكون أصابتها صدمة عصبية بعد أن حصلت على هذه التحاليل وتأكدت من تهديدات "جوليا" لها، أنطلق بسيارته بسرعة جنونية وهو يتصل بـ "قادر" ويطلب منه أحضار طبيب لفحص "حلا" أخذها إلى السرايا ولم يعد بها لهذا المنزل وضعها فى غرفتهما الجديدة وجاء الطبيب لفحصها ليقول بهدوء:-

-عندها صدمة عصبية لكن كيف توصل للمرحلة دى وهى حامل، من البداية وإحنا بنحذر من العصبية والأنفعال على الحامل، كيف وصلت لهذه المرحلة


نظر "عاصم" لها بقلق شديد من أن تفقد طفلها بسبب هذه الضغوطات فلن تتحمل فقده وربما تجن عنها حقًا، غادر الطبيب بعد أن كتب الأدوية لها، ترجل "عاصم" معه للأسفل وكانت السرايا خالية من البشر فصاح بضيق شديد قائلًا:-

-جادر


دلف "قادر" له بسرعة ليقول "عاصم" بضيق وهو يعطيه ورقة الأدوية:-

-روح هات العلاج دا وعدي على دارك هات مرتك تجعد جنب حلا وحسك عينيك يعرف مخلوج أنها أهنا؟ ولا حتى حمدي فاهم


أومأ "قادر" له بنعم وخرج مُسرعة فصعد "عاصم" للأعلي حيث "حلا" وجلس جوارها على الفراش وهو يأخذ يدها فى يده ليشعر ببرودها وهى كقطعة ثلج، ذهب إلى غرفة الملابس وأحضر غطاء أخر ووضعه عليها جيدًا وهو يجلس جوارها ويقول:-

-جولتلك أنى هحلها ليه عاندتى وشلتى الهم لحالك؟


أنحنى ليضع قبلة على جبينها بحنان وقلبه وعقله يصدقان كل كلمة تفوهت بها فهذه الـ "جوليا" قادرة على فعل الكثير ليتواعد لها بنهاية شنيعة تشبه حياتها المقززة لكن قبل نهايتها سيجعلها تدفع ثمن كل ما فعلته بهذه الحبيبة، همس فى أذنيها بلطف:-

-أوعدك يا حلا مهيصبكيش أذي طول ما أنا عايش، وهحلها وأخلصلك من كل الندبات اللى فى حياتى، حتى أهلك لو كاليفورنيا بوعدك أنى هرجعهم لك يا حلا، أنا وعدتك أن حياتى مهيكنش فيها حزن ولا بكاء تانى 


حدق بوجهها وقلبها تتسارع نبضاته من القلق عليها ووضع رأسه على رأسها حتى نام جوارها...


____________________________ 


صرخت "تحية" صباحًا بعد أن سمعت بخبر أختطاف "حلا" وأستيقظ الجميع على صوت  صراخها لتسأل "جوليا" بضيق شديد قائلة:-

-فى أيه ؟


كانت "تحية" تلطم وجهها بذعر و"قادر" واقفًا أمامها بعد  أن نقل خبر أختطاف "حلا" لها وتقول بصدمة:-

-يالهوى يالهوى أتخطفت كيف، وعاصم فين؟ ولدى فين؟


أجابها "قادر" بنبرة جادة قائلة:-

-بندور عليها، عن أذنك يا حجة


أتسعت عيني "جوليا" على مصراعيها بعد أن سمعت بخبر أختطاف "حلا" وهكذا "مُفيدة" والجميع ليخرج "مازن" من المنزل كالمجنون وهو يبحث عنها .......


______________________________


عاد "قادر" للسرايا وكان واقفًا أمام "عاصم" ليقول:-

-حصل يا جناب البيه


أومأ "عاصم" له بنعم ثم قال:-

-دلوجت جوليا تتجنن وتسأل حالها مين اللى خطف حلا، عينك عليها يا جادر وأى حركة تبلغينى بيها


أومأ "قادر" له بنعم وخرج من السرايا ليصعد "عاصم" للأعلي حيث زوجته، فتح باب الغرفة ورأها نائمة كما هى فسار نحوها وهو يفتح ستائر الغرفة بالريموت الألكترونى ثم جلس جوارها وهو يحاول أن يقظها بلطف قائلًا:-

-حلا.. يا حلوتي


فتحت "حلا" عينيها بتعب شديد ولم تستوعب رؤيته الآن ليساندها "عاصم" جيدًا وهو يساعدها فى الجلوس لتحدق بالغرفة وهى اول مرة تراها ليقول:-

-بيتك الجديد، تعالي أفرجك عليه


ترجلت من الفراش وكانت مُرتدية بيجامة من الحرير بشورت قصير وبدي حمالة وفوقه روب قصير، نظرت له وهو يضع الخفة فى قدميها وأخذها من يدها للأسفل حتى ترى السرايا كاملة وهى صامتة لم تتفوه بكلمة واحدة وكأن ما حدث كان كابوسًا فى منامها وأنتهى مع يقظتها، عاصم لم يتغير عليها او يأخذ اى رد فعل فتح باب زجاجي ودُهشت عندما رأت خلفه حمام سباحة كبير ليقول:-

-مفيش دلع أكدة بس مجدرتش أعمله برا، بتعرفي أنى بغار


تحدثت بخفوت شديد قائلة:-

-عاصم أنت سمعتنى أمبارح صح؟


تبسم بعفوية وهو يقول:-

-جصدك من 3 أيام أه، أنتِ نايمة بجالك 3 أيام يا حلا


كانت تشعر بخمول جسدها وحتى عقلها كان شبه متوقفًا او ما زال نائمًا لتقول:-

-جبتنى هنا ليه؟


تبسم وهو يقف أمامها ويضع خصلات شعرها خلف أذنها بدلال ثم قال:-

-عشان دا بيتك، بنيته مخصوصًا عشانك ولحفت لتكونى اول واحدة تحط رجلها فيه


-حتى بعد ما عرفت أنى مش بنت عمك

قالتها بتوتر شديد لتشعر بيديه تحيط خصرها بدلال ويقول بثقة:-

-وإن يكن، أنتِ مرتى وحبيبتى وأم ابن وكل دنيتى


أبتلعت ريقها بتوتر شديد من كلماته وسرعان ما خرجت منها صرخة قوية حين تشبث بها جيدًا وعاد بظهره للخلف ليسقط بها داخل حمام السباحة فتشبثت بعنقه جيدًا وهى تهلع وتصرخ بخوف:-

-يا عاصم الله يخليك أنا بكره المياه


وقف على قدميه وهى لم تصل للأرض بسبب قصر قامتها لتتشبث بعنقه بخوف شديد وقالت:-

-طلعنى أنا بخاف


حدق بعينيها بحب وأشتاق  وترك أسر خصرها لتحكم يديها حول عنقه ورفع "عاصم" يديه إلى وجهها يمسح عنه الماء ثم قال بنبرة دافئة:-

-معجول تخافى وأنا أهنا 


تطلعت بعينيه الرمادتين بضعف شديد وحبًا يغمرها ثم قالت:-

-هتطلقنى؟


تبسم بعفوية وهو يرفعها من خصرها إلى حافة حمام السباحة وظل هو بالداخل ثم حدق بها وقال:-

-كل مرة كنت برجع ألاجيك معيطة ودبلانة كيف الورد الدبلان ولا مرة حكيت ليا اللى بيحصل وياك بس كنتِ بتجولى حاجة واحدة يا حلا، مهتملنيش، معجول أهملك طيب كيف.... 


صعد ليجلس جوارها وقدميهم بالماء لينظر لوجهها بحنان  وهو يلمس وجنتها براحة يده وتابع حديثه:-

-كيف أعيش من غيرك يا حلوتى؟ جلبي هتحمل ولا عجلى هيتحمل لا والله ما بيتحملوا بُعدك يا حلا، أنا هجن وجلبي هيوجفه من غيرك


وضعت رأسها على كتفه بضعف رغم أطمئنان قلبها وأرتياح عقلها لسماع كلماته ليقول:-

-أنا أهلك يا حلا 


تمتمت بحب شديد وهى ترفع رأسها إليه وتلمس لحيته بأناملها:-

-وأنا مش عايزة غيرك يا عاصم


تبسم إليه وهو يقترب ليسرق منها قبلة ناعمة تحمل حبه لها وأشتياقه لها طيلة الأيام التى نامت بها دون أن تُحدثه أو تشاجره لتتشبث حلا بيديه وهى تشعر بأصابعه تتشابك وتتغلل أصابعها بدلال ثم أنحنى قليلًا ليقبل يدها بحنان ورفع نظره إليها ليُدهش عندما قبلت "حلا" جبينه بإمتنان شديد ثم قالت:-

-شكرًا 


ضحكت على شكرها له رغم أنه لم يفعل سوى واجبه كزوج وأخذ يدها ليسقط مرة أخرى بها داخل الماء........


_____________________________ 


كادت "جوليا" أن تجن من اختفاء "حلا" وإختطافها وهذه الفتاة لا تملك اعدائًا هنا، جلست مع "ماكس" فى مطعم قلقة مما يحدث حولها ليأتي النادل لها وقال:-

-أتفضلي


نظرت "جوليا" له وأخذت الظرف الأبيض الصغير من يده ليتلف النادل وهو ينزع القناع الطبيعى عن وجهها وتبسم "أمير" بمكر وهو  يضع الهاتف على أذنه ويقول:-

-حصل يا عاصم بيه


فتحت "جوليا" الظرف لتُصدم مما راته ونظرت حولها بهلع شديد وتعجب "ماكس" من خوفها وتوترها ليقول:-

-what?


لم تجيبه بل أخذت حقيبتها وخرجت من المكان خائفة وتهلث بجنون وتحمل الظرف بيدها .........

 


الفصول الاخيره من هنا


بداية الروايه من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close