نوفيلا في منزلي شبح الفصل التاسع بقلم بسمه مجدي
![]() |
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فتحت جفونها بضعف لتجد نفسها جالسة مقيدة علي كرسي خشبي رفعت رأسها بألم لتجد الرؤية مشوشة بدأت تتضح شيئاً فشيء لتجده أمامها يطالعها بحقد وابتسامة قاسية دبت الرعب بقلبها لتقول بصدمة :
- علوان الهواري !
اقترب ببطء ليصفعها فجأة فينزل خيط من الدماء بجانب فمها تزامناً مع شهقتها امسك خصلاتها يشد عليها بغضب قائلاً :
- فاكرة نفسك هتلعبي معايا وهسيبك دانا علوان الهواري يا بت !
صفعها مرة أخري بقوة اكبر ليقول بحده :
- انطقي مين الي باعتك ؟!.
أجابته بضعف :
- محدش بعتني !
صفعها مرة أخري بغضب ليهمس بفحيح افعي :
- لأخر مرة هسألك مين الي باعتك ؟!. وايه اللي دخلك فيلتي ؟!.وعملتي ايه بالحاجات الي خدتيها ؟!.انطقي !
عند هذه النقطة رفعت رأسها رغم ألمها وهي تقول بتحدي :
- ايه خايف الناس تعرف انك قاتل وحرامي !
صعق من معرفتها بجريمته كيف وقد مر العديد من السنوات ولم يعرف أحد وقد حرص تمام الحرص علي اخفاء اي دليل ! قاطع صدمته حديثها الساخر :
- منصحكش تسيبني عايشة بعد اللي عرفته انا لو مكانك اخلص عليا عالطول !
تراقصت القسوة بعيناه ليجذب خصلاتها بعنف صافعاً اياها مرة أخري هادراً بحده :
-عرفتي الكلام ده ازاي ؟!. انا مش هقتلك قبل ما اعرف !
تراجع خطوة ليركل الكرسي بقوة ليسقط بها أرضاً بعنف ! وقد فقدت وعيها من شدة الضرب شد خصلاته بغضب وهو يتلفت حوله بجنون كيف عرفت ومن اين وهل غيرها يعلم ؟! تنهد لأنه امر حراسته بالمغادرة قبل ان يسمعها أحد فالمنزل ليس به سواهم ! اقترب منها مرة أخري ليركلها بقسوة قائلا بحدة :
- قومي يا بت ! لازم اعرف عرفتي منين قبل ما اطلع روحك بإيدي !
- عرفت مني انا يا عليوه !
ابتلع غصة بحلقه من هذا الصوت الذي يدركه جيداً التفت ليشهق بصدمة فقد وجد " يونس " يقف أمامه مباشرة بأعين حمراء كالدماء وهاله مخيفة تحيط به وابتسامة تدب الرعب بالقلوب. تتشكل علي ثغره...ليقول بتقطع وارتجاف :
- م..م...مستحيل !
في ثواني كان أمامه مباشرة ليقول بصوت مبوح وسخرية :
- ايه يا عليوه حد يقابل صاحب عمره كده بعد غياب السنين دي كلها !
ارتجف جسده بقوة وعجز لسانه عن الحديث وعقله ينسج له ما حدث قبل اربعين عاماً...
Flash back
خرج من منزله حانقاً غاضباً ليتجه لتلك الرقعة بأحد الاراضي الذي يفضلها ليجده جالساً ليضع يده علي كتفه قائلاً بضيق :
- يونس !
التفت له بابتسامته الصافية ليضحك بخفه حين رأي تعابيره قائلاً :
- ايه يا شملول خير ؟!. أبوك طردك تاني ؟!.
جلس "علوان" ارضاً بجانبه قائلاً بحنق :
- ايوه طردني بيجولي اني مش نافع وهفضل إكده طول عمري !
ضحك يونس بقوة ليردف بمرح :
- يا عم متاخدتش في بالك ابوك بيطردك كل يومين أصلاً !
رمقه بغيظ ليلكمه علي كتفه بقوة ليصيح الاخير متألماً ليرد له لكمته قائلاً بمهادنة :
- خلاص يا عم عليوه يدك تجيلة اهدي بقي !
ربت علي كتفه قائلاً بهدوء :
- اسمعني زين يا صاحبي مش عشان الدنيا ملطشة معانا شوي يبجي خلاص لا احنا لازم نشتغل ونتعب ونعافر عشان نوصلوا للي رايدينه (عايزينه )!
اجابه بتهكم :
- اللي زي انا اللي لازم يتعب يا يونس اما انت راجل ذكي ده كفاية صور العربيات الي بتعملها اهي دي لحالها كافية تخليك من كبرات البلد !
ابتسم ليردف بمزاح :
- واني اجول بقالي كام يوم تعبان ليه اتاريها من عينك الصفرا !
ابتسم الاخير بدوره ليضحك كلاهما بمرح متناسيان ما يحملانه من أعباء....
بعد مرور بضعة أيام في زفاف "صابحه "...
وضع عِمته ليبدو كرجل صعيدي أصيل تطلع علي وسامته في المرآه ليبتسم برضا وما كاد يخرج حتي وجد هاتفه الصغير يرن ليجيب فيخرج صوت "علوان" قائلاً بحزن :
- عايز اشوفك دلوجت يا يونس !
قطب جبينه ليردف بتساؤل :
- حصل حاجة يا علوان ؟!. انت زين ؟!.
اجابه الاخير بضعف :
- محتاجلك يا صاحبي عندي مشكلة كبيرة !
ليقول بحيره :
- طب الليلة فرح صابحه متجدرش تستني لما نتمموا الفرح ؟!.
ليهتف بنبره مختنقة :
- مش هأخرك يا يونس خمس دجايج بس !
انهي مكالمته ليتجه لغرفة شقيقته ويهنئها ويقبل جبينها متمنياً لها السعادة ويخرج بوعد مع عدم التأخر وصل الي مكانهم المفضل تلك الارض الزراعية البعيدة النائية ليجده جالساً ارضاً يبكي انتفض ليهتف بقلق :
- جري ايه يا علوان ؟!.بتبكي ليه ؟!.
نهض علوان ليحتضنه ببكاء ، ربت "يونس" علي ظهره قائلاً بشفقة :
- اهدي بس يا صاحبي وأياً كان اللي حُصل هنحله سوا !
ليقول "علوان" ببكاء وهو يشدد من احتضانه :
- سامحني يا يونس !
قطب جبينه وما كاد يسأله حتي شعر بطعنه تنغرز بظهره بقوة ! شهق بألم ليبتعد عنه الاخير وهو يبكي بانهيار ويضع يده علي كتفه والأخرى نزع السكين بقوة ليشهق "يونس" بألم وعيناه تتسعان بصدمة غرز السكين مرة أخري ببطنه ليغرق جلبابه بالدماء ويسقط أرضاً يضغط علي جرحه النازف ويهمس بتقطع وصدمة :
- ...ل..ليه !!!!
دفعه برفق ليستلقي أرضاً وهو يشهق بعنف ويلتقط أنفاسه الأخيرة جلس بجواره ماسحاً علي وجهه برفق ليقول ببكاء :
- اني تعبت من حياتي يا يونس وعايز ارتاح وراحتي بموتك سامحني يا صاحبي بس إكده أحسنلك انت طيب جوي والدنيا دي مبتشيلش طيبين !
شهق شهقته الأخيرة لتصعد روحه وتفارق جسده اقترب ليغمض عيناه ونهض ليرحل مسرعاً قبل ان يراه أحد...
بداخل المنزل
تتجول بغرفتها بقلق لتطمئنها صديقتها قائلة :
- متجلجيش يا بت يا صابحه انتي خابرة يونس زينة الرجال وبيحبك اكيد اللي اخره حاجة غصب عنه !
لتقول بعصبية وهي تفرك اصابعها :
- يونس جال مش هيتأخر وشوفي عدي اكتر من ساعتين ولساته مرجعش والله لما اشوفك بس يا يونس شوف هعمل فيك ايه !
استمعت للصرخات القادمة من الأسفل لتصيح بصديقتها :
- جومي شوفي ايه الصويت اللي تحت ده يا عزيزة !
استمعت " صابحة " للصراخ والعويل لتدلف احد الفتيات قائلة ببكاء :
- سي يونس انجتل !
صفعتها "صابحة" بقوة صارخة :
- جطع لسانك محدش يجدر يمس شعرة من اخوي !
قاطعها صياحات رجولية لتهرع الي النافذة فتجدهم يحملون جثمان "يونس" الغارق بدمائه ! داهمها دوار شديد وشعرت بالأرض تميد من حولها وكأن الهواء قد نفذ ارتخت حواسها في محاولة للهروب من الواقع لتستلم للدوار وتغمض عيناها وتسقط أرضاً بقوة حتي احدثت ارتطاماً قوي تزامناً مع صرخات الفتيات من حولها......
End flash back.
اختفي الهواء من رئتيه وهو يتراجع نافياً برأسه أن يونس أمامه ! ليصيح بصوت مخيف :
- ايه يا عليوه فاكر ان السنين هتغطي علي عملتك ولا ايه يا صاحبي !
ليهمس بارتجاف :
- يو...يونس أنا...
اشتعلت الاضاءة من حولهم تنطفئ وتشتعل بلا توقف والنوافذ تكاد تنكسر من قوة الرياح ! اختفي ليصدع صوته بنبرته المهيمنة :
- قتلتني وسرقتني وبعت صاحب عمرك علشان شوية فلوس ومكفاكش كمان عشان تأذي المسكينة دي اللي ملهاش ذنب في حاجة !
ركض نحو الباب عازماً علي الفرار ليجد الباب مغلق بقوة اخذ يهزه بعنف ليشعر بإحدى الطاولات تتحرك لتصدمه بعنف ! سقط أرضاً ولم يستطع النهوض لكبر سنه ، تراجع زحفاً وهو يتمتم برعب :
- سامحني يا يونس سامحني !
التقط سكين من جانبه ليقترب ببطء فيصرخ الأخر بآيات قرآنية لعلها تحميه ، ليضحك يونس بقوة رادفاً :
- ضحكتي والله يا صاحبي...انت فاكر انت لما تقرا قرآن هختفي ؟!.بالعكس دانا اللي المفروض اقرا عشان شيطان زيك يختفي !
توحشت ملامحه ليقترب أكثر والاخير مازال يزحف تجاه الشرفة! ، افاقت أسيل من غفوتها الاجبارية لتجد الحبال التي تقيدها مفككة لتنهض وهي تفرك رأسها لتتوهج عينيها وهي تري " يونس " حاملاً سكيناً ويقترب من " علوان " لتصيح بخوف :
- يونس متقتلوش ! بلاش تلوث نفسك بدمه خلينا نبلغ البوليس وأكيد هيتحبس !
لم تتغير ملامحه المخيفة و"علوان" اقترب من حافة الشرفة ليصرخ برعب :
- انا عملت كده عشان انا كنت تعبان في حياتي ولما قتلتك انت ارتاحت وانا ارتاحت !
كان دور "يونس" ليصيح بصوت غاضب يصم الأذن من قوته وعنفوانه كالرعد في منتصف الشتاء ! :
- انت بس اللي ارتاحت انا بقالي 40 سنة بتعذب بسببك لا مني طايل دنيا ولا أخرة مجرد روح هايمه علي الارض ! حتي جثتي مريحتهاش و خدت الجثة ودفنتها في حته بعيدة عن اهلي واوهمتهم ان ده الصح علشان محدش يدور وراك ولا القضية تتفتح من تاني والمقبرة دي محدش يعرف مكانها غيرك ومحدش بيقرب من المنطقة دي !
بكت أسيل ليس خوفاً بل حزناً علي غضبه ، ليكمل هادراً :
- انت اللي بدأت العذاب ده ليا وليك! وانا مش هعمل حاجة انت بنفسك اللي هتنهيه عشان انا وانت نرتاح !
اقترب حتي صار كلاهما بالشرفة تراجع " علوان" مستنداً علي سور الشرفة ضعيف البنية الذي لم يتحمل استناده عليه ليقرر السقوط ساحباً اياه معه ! صرخت أسيل برعب حين سقط "علوان" من أعلي الشرفة وكما قال "يونس " هو من سينهي الامر وبالفعل لم يلمسه ! نظر له بحسره ليعود لصغيرته التي سقطت جبراً بتلك الدوامة وضع كفه علي وجهها هامساً بحب :
- انتي كويسة ؟!.
نظرت له بدموع ولأول مره تري ملامحه بذلك السكون والراحة لتقول بضحك من بين دموعها :
- دانا كلت ضرب ! مكالوش حرامي في مطلع !
ضحك بحزن ليتحول ضحكها لبكاء وشهقات عالية جذبها لصدره ليلف ذراعه حولها ويحتضنها هامساً بألم :
- عمرك سمعتي عن واحد عاش عمره وما حبش حد ولما مات لاقي نفسه بيعشق مش بس بيحب!
زاد بكاءها ليكمل هامساً بأمر حنون :
- هتنسي يا أسيل وهتعدي سنين وهتعيشي !
همست من بين شهقاتها :
- هتستناني ؟!.
- مينفعش !
- هتستناني ؟!.
- لازم تنسيني !
- هتستناني ؟!.
اخرجها من أحضانه ببطء ليكمل هامساً بعشق دفين :
- قضيت اربعين سنة من غيرك ومستعد اقضي اربعين زيهم مستنيكي !
ابتسمت من بين دموعها ليباغتها بأن لثم شفتيها بعمق لتخوض نوعاً جديداً من المشاعر رغم برودة شفتيه بهما دفئ غريب استشعرته ابتعد قليلاً ليهمس بنبرته الرجولية التي باتت تعشقها :
- بحبك !
لمعت عيناه بعشق جارف ليبتسم ابتسامته المهلكة ويختفي ببطء وكأن شئ لم يكن ! اغمضت عيناها للحظات لتغادر المنزل مشت في الطرقات بلا هوادة وماذا بعد يا أسيل ؟!.أحببتي شبحاً عاد لينتقم ممن اذاه وانتهي الأمر ليعود صوت قلبها صارخاً ولأول مرة ينتصر قلبها علي عقلها بأن ستظل ملك له ملك لشبح !
مجمع الروايات الكامله من هنا
إللي عاوز يوصله اشعار بتكملة الروايه يعمل إنضمام من هنا