رواية أسوار الانتقام الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم رحاب زين
![]() |
رواية أسوار الانتقام الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم رحاب زين
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل السادس
مرت الايام بهدوء علي الجميع عدا من تلك السويعات القليلة التي يقتنصها حمزة للبقاء مع دانية و الحديث معها أو حتي مراقبتها بصمت
حتي دانية كان ذلك الوقت بعد منتصف الليل محبب الي قلبها لتقضيه بالحديقة برفقة حمزة لا تعلم لماذا و لكنها تشعر بالهدوء و السكينة و الاطمئنان بوجوده جانبها ، نظرة عيناه الدافئة التي تلهب دواخلها تلك ذاتها التي تتهرب منها
تلك السويعات القليلة هي الوقت الوحيد الذي تتناسي به كل شئ و تهدء من ثورة أفكارها و مخططاتها تصبح دانية فقط دون أحمال أو احزان
.
.
صباح يوم جديد
اجتمعت العائلة جميعا علي مائدة الفطور بحب و مودة ، و ما يميز ذلك الصباح اكثر هو وجود خديجة الابنة الكبري لمحمود الشريف برفقة طفلها الصغير -ساري -
جلس حمزة بجانب أخته الحبيبة وهو يري ملامحها نظرة عيناها المكسورة و لكنها تخفيها ببراعة
: مالك يا خوخة ، قال بصوت هادئ ليكون حديث جانبي بين اخ و أخته
: بردو خوخة يا ميزو ، قالت بلوم و نظرة حارقة فهي تكره هذا الدلع بشدة
ضحك حمزة بمشاكسة : بتردهالي ماشي يا ستي حسابنا بعدين ، جاوبي سؤالي بقا مالك ، انهي كلامه بنبرة جدية و حازمة
: مالي يا حبيبي مانا كويسة اهو ، قالت بثبات لكن هروب عيناها عنه اثبت شكه
: ماشي يا خديجة هنتكلم بعدين ، انهي كلامه ليصمت بعدها بضيق مدركا كون أخته لن تتحدث ابدا فهو أكثر من يعرفها
: اكل خلص ، يلا اتفضل ، قالت جوليا بطريقتها المكسرة بالحديث ليستقيم الجميع
: امال فين دانية ، قالت جايدة بتعجب فهي انشغلت بشقيقتها و نسيت دانية تماما رغم حماسها لتعرفهم
: اه صحيح هي فين عايزة اشوفها اوي ، قالت خديجة بحماس
: جوليا قولي لصفية تنادي علي دانية ، قالت فريدة
: صفية مفيش
تعجب الجميع
: اومال راحت فين طب ناديها انتي يا جوليا تنزل تفطر معانا
جلس الجميع منتظرين تلك الغائبة لتهبط جوليا بعدها و هي تقول
: ميس دانية مفيش فوق
انتفض الجميع باستغراب و عيونهم المتسائلة متجهه لفريدة و محمود المتعجبين
استقام محمود بقلق و هو يحادث حراسه ، بينما فريدة صعدت للاعلي بسرعة و خوف تتفقد غرفتها و خزانة ملابسها لتهدأ قليلا برؤية ثيابها موجودة و لكن الشيطان لم يترك وساوسه بعقلها ليصيبها بالخوف
هبطت فريدة
: هدومها في الدولاب يعني ممشيتش
أغلق محمود هاتفه بضيق
: اطمني يا فريدة الحراس بيقولوا اخدت عربية مع صفية و حارسين و مشيت قالت عندها مشوار
تنهدت درية بقلق وهي تسند رأسها بيديها و تقول بغلب : بدأتي يا بنت عبد العزيز ، يارب استر يارب
وضعت فريدة يدها علي كتف والدتها لتواسيها بينما نظراتها القلقة قد قابلت نظرات زوجها التي لا تقل قلق عنها
احمد : خلاص يا جماعة متقلقوش مدام اخدت حراس معاها
وافقته ناهد : و بعدين كويس انها خرجت دي من ساعة ما جت مستبتش اوضتها يمكن حبت تغير جو او تشتري حاجة نقصاها
كان كلام ناهد منطقيا للجميع عدا عن الثلاثي درية و ابنتها فريدة و بالطبع محمود ، وحمزة الذي لم تفته نظراتهم القلقة
.
.
.
بمكان اخر
أوقفت السيارة بمكان مخفي وهي تأمر الحراس بالبقاء بامكانهم حتي تعود و رغم اعتراضهم إلا أن الحاهها و نبرتها الآمرة اجبرتهم
سارت برفقة صفية بطرقات تحفظها عن ظهر قلب ، فكيف لا وهي قد قضت طفولتها و مراهقتها بهذا المكان
وصلت اخيرا لمبني كبير لا يظهر ما هو لأنها تدخله من باب سري لا يعرفه سوي اهل المبني
أكملت طريقها بثبات و خطوات تعرف طريقها حتي وصلت لأحد الابواب
دخلت لتجد رجل كبير بالسن يبدو عليه الطيبة والحكمة
: عم درويش ، قالت وهي تراه ليستقيم وهو يسلم عليها بحرارة
: يا مراحب تو ما نورت الدار
بينما صفية ارتمت باحضانه و هي تقول : ابا درويش
ضحك الحج درويش و هو يطبطب علي ظهر صفية بحنان ابوي : كيفك يا بت يا صفية
: زينة يابا انت كيفك توحشتك جوي
: نحمد ربنا و نشكره يا صفية ، ينفع اكدة يا بنتي تختفوا و لا نعرف طريقكم واصل
: معلش يا عم درويش بس دا اللي كان لازم يحصل ، قالت دانية بابتسامة معتذرة
: هروح اني اشوف العيال ، قالت صفية بحماس لترحل
: تعالي يا بنيتي ، قال الحاج درويش وهو يجلس خلف مكتبه كما كان و تجلس دانية أمامه ليبدأ حديثهم عن شئون الدار
.
.
.
تجلس نساء عائلة الشريف يتناولون بعض المسليات مع القهوة
نهاد و فريدة يتحادثون بينما الجدة درية شاردة غير منتبهه لما يتحدثون به
أمامهم الفتيات داليدا ، جايدة و خديجة
: اهو لازم كل يوم اكشن كدا من ساعة ما جت ست دانية ، قالت داليدا بضيق كالعادة
: يا سلام دي يبنتي قاعدة فاوضتها علي طول لا بتعد معانا و لا بتحتك بينا اصلا اكشن ايه بقا ، كانت جايدة
: انتي كمان عايزاها تعد معانا دا احنا مش بنشوفها و كل دا بيحصل امال لو نزلت و قعدت وسطينا
: والله انا ما فاهمة انتي بتضايقي منها ليه ، آه اوعي تكوني بتغييري منها ، قالت جايدة ثم ضحكت بسخرية
: اغير و من مين من الصعيدية دي بطلي هبل يا جايدة و احترامي نفسك ، قالت بغيظ
قاطعتهم خديجة
: ايه دا براحة شوية منك ليها دخلتو فبعض كدا ليه ، ثم ضحكت لتقول ، طب والله انا اتحمست اكتر عشان اشوف دانية دي و هبات معاكو النهاردة
تحمست جايدة جدا بينما اكتفت داليدا بابتسامة واسعة
.
.
شركة NH
جالس خلف مكتبه بعقل شارد يفكر بأخته و نظرتها الكسيرة ، متأكد أن خلفها الكثير و لكنها لن تتحدث ستخفي آلامها و تضحك بوجوههم
يشعر بالضيق من نفسه فهو لا يحب رؤية احدي شقيقتيه هكذا و لكن لن يدوم حزنها سينبش حزنها حتي يعرف سببه ليحله و يعيد سعادتها مجددا
بالجهة الأخري من أفكاره سرح بها ، بالحورية الحزينة اين اختفت يا تري ؟ ، و لما تلك النظرات القلقة بعيون عائلته
عندما يراها بالمساء تكون هادئة ساكنة حتي نظراتها لا توحي الا بالحزن الدفين
لا يعلم أهذه ما هي حقا ايصدق نظراتها المكسورة ام تلك النظرات يوم جاء حماد ، نظرتها القوية التي تخفي خلفها الكثير
لا يفهمها .. لقد اعترف لذاته بهذا قرائتها صعبة كثيرا بكل ثانية تظهر شخصية مختلفة بأفعالها بنظراتها بحديثها
هي كالصندوق المغلق لا يجد مفتاحه و لكنه لن يستسلم فمؤكد سيجد خريطة ما تدله عليه و ما أن يجد ذلك المفتاح يعلم تمام العلم أن ذلك الصندوق به الكثير من الكنوز التي سيكون سعيدا باكتشافها
خرج من أفكاره علي صوت رفيق عمره علي
: ايه يا وحش سرحان في ايه
: آه ابدا مفيش
: ايه اللي مفيش بس دا انا بقالي فترة بنادي عليك و انت ولا انت هنا
: انجز يا علي في ايه
: شركة ..... بعتولي ميل بالعقد و كدا عايزين نراجعه و نشوف اللي يناسبنا و لو هنغير فيه
: تمام وريني الملف
جلسا الاثنان يتناقشان بأمور العمل حتي انتهوا
: كدا تمام اوي اطبع انت بقا و ابعتلهم و لو كدا حدد كمان معاد الاجتماع
: تمام ..... صحيح يا حمزة انت مش قلقان من عمامك ساكتين المرادي و مفيش رد فعل
تسائل علي بقلق
لترتيب ابتسامة ساخرة علي ثغر حمزة وهو يقول
: ازاي بقا بس رد فعلهم المرادي رخيص اوي متشغليش انت بالك
خرج علي بغير فهم ، بينما عاد حمزة بذاكرته لذلك اليوم بالنادي
•••
كان بصالة الأجهزة الرياضية يقوم ببعض التمارين عندما سمع صرخة من جانبه
استقام بسرعة ليري فتاة نائمة علي مقعد الضغط بينما قضبتان الأثقال ساقطة علي صدرها و لا تستطيع رفعها
اسرع إليها ليرفع الثقل بسهولة و يعيده مكانه وهو يقول
: هو دا ادك عشان تشيليه
جلست الفتاة و هي تفرك ذراعيها بالم : مكنتش اعرف
: فين الكوتش بتاعك
عبست الفتاة بدلع وهي تقول : معنديش
نظر إليها ليجدها تنظر إليه بعينين متسعتين
: حمزة ، قالت بهمس و نبرة مايعة
: تعرفيني ، سال بتعجب
: اكيد طبعا اعرفك ، بس شكلك انت معرفتنيش .. انا ماهيتاب بنت عمك شاكر
نظر إليها بتعجب ليرفع حاجبه و يقول بسخرية غير ملحوظة
: لا بجد مكنتش اعرف ان شاكر بيه عنده بنت حلوة كدا
ضحكت بغرور لتعزمه بعدها علي كوب قهوة شكرا لمساعدتها
: انا بجد مبسوطة اوي يا حمزة اني اتعرفت عليك اخيرا ... رغم كسوفي منك من افعال بابا و انكل جلال لكن اتمني أن دا ميأثرش علي علاقتنا احنا كولاد عم
كان حمزة جالسا يراقب تعابيرها ، نظرة عيناها و لغة جسدها ليضحك بداخله بسخرية فهو كان يتسائل عن صمت أعمامه و ما يحضرانه له ليجد انها جميلتهم الصغيرة
هل يعتقدونه حقا بهذه السذاجة و السهولة لتغريه أي فتاة و لكن لما لا فليتسلي قليلا
تبادلا الارقام و من وقتها لا تكف ماهيتاب عن مهاتفته و ارسال الرسائل له تطلب مقابلته مجددا
عاد من ذكرياته بابتسامة ساخرة و عين لامعه بخبث
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
- الفصل السابع
Vote & comment
Enjoy...
اجتمع أبناء الدار للقاء الشقيقة الغائبة نعم ف دانية كانت كالاخت لجميع من بالدار قضت أغلب طفولتها و مراهقتها بينهم أصبحوا اخوتها و اخواتها و كونت علاقة و جيدة معهم
بعد الترحيب و السؤال جلست أمامهم ليتحدث أحد الشباب و كان بكر : اختفيتوا فين يا ست دانية جلقتونا عليكو جوي خصوصا لما رجع حماد من مصر يضرب كف علي كف
: متقلقش يا بكر احنا فمكان امان
: كان لزومه ايه بجا تخبيتك دي معافهمش انا النقطة دي واصل - كان ربيع المتحدث
: أيوة يا ست دانية دا حماد جلب عليكي الدنيا كلياتها حتي الدار جلبه فوقه تحتانه و معيصدقش انك مش أهنئ و جعد يتحدت بحديت ماسخ زييه - قالت ورد
: معلش يا جماعة اهم حاجة محدش فيكوا اتاذي منه مش كدا
: متجلجيش تركناه يسوي ما بداله فتش الدار حته حته و عاد خيبان و الشرار عيطلع من عينه - قال غياث بنبرة رزينة و هادئة
: يا جماعة حد يرد علي حديتي عايز افهم تخبيتي ليه أكده و خليتي اللي ما يتسمي حماد يتقولو عليكي وسط البلد - أعاد ربيع سؤاله بحنق اكبر
: هقولك يا ربيع بس الاول قولولي لو عرفتوا اللي قتل ابويا و امي هتعملوا ايه ..
كان سؤالها الصريح كالانذار بعقولهم فسيدتهم لا تتحدث من فراغ ابدا بل خلف كل كلمة تقولها الكثير من المعاني و الأسباب
: هناخدو بتارنا و نجيبوا خبره كيف ما عملنا باللي قتل دياب الله يرحمه
: هنشىربو من دمه و معايكفيناش
: هنفرجوا الوان العذاب كيف
: اللي انقتلوا ماهمش امك و ابوكي وحديكي يا دانية دول امنا و ابونا كومان ، وقت ما كل واحد منينا عيل صغير اهله رموه كان ابوكي سند و حماية لينا و امك صدر حنين يخففوا علينا ، حرقة قلوبنا عليهم معتجلش عن حرقتك واصل
كان رد أبناء الدار منتظرين منها أن تخبرهم و تعطيهم الإشارة الخضراء ليبدأوا انتقامهم ممن اخذ نبضهم و أنفاسهم بقتله لاغلي شخصان بحياتهم لقتلهم لرجل كان والدا للجميع كان ظهر و حماية لكل من احتاج ، و ام كان حنانها كالبحر لا تري نهايته و لكن تغرق بامواج محبته
: اللي قتلهم و رمي رصاصه فصدورهم هو متولي سيد دراع حماد اليمين
: متولي كلب معيسويش أكده غير بأمر سيده ، قال بكر بحقد
: متأكدة يا ست دانية ، كانت نوارة المصدومة
: يومها انا مشفتش وشه شفته وهو بيجري بسرعة هربان و عرجته كانت باينة اوي دا غير سبحته اللي وقعت منه و ماخدش باله
قالت وهي تخرج السبحة ترييها لهم
: يا ابن الكلب يا ....... ، كان ربيع العصبي
: هناخدو طارنا كيف يا دانية .. قال غياث بصمود و لكن عيناه تبث غضب و حنق شديدين
جالت بنظرها عليهم لتجدهم متأهببن للاستماع اليها لتبدأ هي بسرد خطتها عليها و دور كل واحد بتلك الخطة
: الكلام دا كله مبدئيا طبعا قريب في معلومات تانية هتجيلي وقتها هيبدأ طارنا الحقيقي - قالت لتنظر بعدها لغياث وهي تقول
: غياث ابعت لمتولي اني جيت الدار ، صدم الجميع و لكن نظرتها الواثقة الجمتهم جميعا لينفذ غياث مهمته
خرجت هي لتلعب قليلا مع اطفال الدار
: عتنظريهم ولا ايه .. قال غياث
: لا طبعا بس مينفعش امشي كدا وانت لسة باعتله الرسالة عشان دورك انت يتحبك صح
.
.
بجهة أخري
كان جالسا بضيق بين عائلته المكونة من والدته و زوجته و شقيقتيه
: متفكها امال يا حماد هتضل أكده لاوي بوزك لحد ميتي ، قالت شقيقته شيماء
: متجلجش يا ولدي هتلاجي طريجة بس الصبر متنكدش علي نفسك اكده ، قالت والدته لمواساة
لتمصمص زوجته شفاهها بضيق و صمت
: هموت يامه من الغيظ هطق ، قال بغضب وهو يعود بذاكرته قبل عدة أيام
•••
بعد أن انهي بحثه عنه بكل مكان ولكن لا أثر لها قرر الإتجاه لشركة عمه معتقدا أن بهروبها قد فتحت له بابا اخر للاستيلاء علي ثروة عبد العزيز
اتجه لمكتب عمه و جلس علي كرسي المكتب بكل ثقة و غرور ارسل بعدها الي السكرتيرة باحضار اخر الأعمال و الصفقات و الملفات
جلس بانتظارها و لكنه تفاجأ بدخول محامي عمه المرحوم
السيد نشأت
: يا اهلا بيك يا حماد نورت المكتب ، قال بترحيب زائف
: اهلا بيك يا نشأت بيه
: تحب تشرب حاجة يا حماد
: متشكر السكرتيرة مهياش بعيدة عني و اني منيش غريب انا جاعد فملكي
تجاهل نشأت حديثه وقوله ملكي ليجلس بابتسامة متكلفة
انزعج حماد ليرفع الهاتف مجددا وهو يسأل السكرتيرة عن تأخيرها
: عايز ايه من السكرتيرة يا حماد
: انت ايش يخصك
: ماهو انا المحامي القانوني الشركة و المسؤل عنها بغياب مالكيها
: واهو انا جيت متشكرين علي خدماتك
: سوري يا حماد بيه قصدي بالمالكين عبد العزيز بيه الله يرحمه أو شهيرة هانم الله يرحمها بردوا و بوفاتهم فيبقا الورثة الشرعيين اللي هما دانية هانم و داوود بيه
: عتقول ايه يا راجل انت عمي مات وولده مهاجر و معيرجعش و بته هربت مداريش أراضيها فين عترك اني بقا ملك عمي بيد الغريب مش أكده
: انا معنديش معلومات باللي انت بتقول عليه و دانية هانم متابعة الشغل و بتبعتلنا اوامرها علي طول
: ايه يعني انت تعرف وين المخفية علي عينيها قليلة الحيا
: من فضلك يا حماد عيب الكلام دا و بعدين مكان دانية هانم معرفهوش لكن هي بتتواصل معايا عن طريق الميل
: عفهم ايه انا من حكيك الماسخ دا
: تفهم أن وجودك هنا علي عينا و راسنا لكن بحدود الزيارة غير كدا متاسفين و لو مصمم بحق ملكيتك فممكن تنتظر لحد ما نفتح وصية عبد العزيز باشا و نشوف كاتبلك ايه
: وصية ايه ، عمي تارك وصية .. معتفتحاش ليه امال مستني ايه
: الوصية متتفتحش غير بوجود الورثة الشرعيين اللي هما اولاد عبد العزيز باشا دانية هانم و داوود بيه ، عن اذنك دلوقتي
خرج حماد من الشركة بغضب عارم و نار تحرق جوفه فلا شئ يحدث كما يريد
...
عاد من ذكرياته علي صوت متولي اللاهث
: الحق يا حماد
وقف حماد بخوف
: ايه في ايه ياض
: دانية بت عمك بالدار ، ما أن انهي كلامه حتي لمعت عينا حماد بغضب
: و عتنتظر ايه شيع رجالتك يمسكوها بسرعة
خرج متولي ينفذ أوامر حماد بينما جلس حماد بملامح متوعدة
: والله و جيتيلي برجليكي يا بت عمي
.
.
.
.
خرج رجالة حماد للبحث عنها ، دخلوا الدار و قامو بتفتيشه مجددا و لكن لا شئ ليخبرهم غياث انها خرجت مع عبد العال ليوصلهم
اسرعوا يتقفون اثر سيارة عبد العال الربع نقل المتجه لمحطة الحافلات
و لكن ما أن رآوها كان عبد العال يقود سيارته عائدا باتجاه الدار ليبحثوا هم بمحطة الحافلات و يقلبوها رأسا علي عقب و لكن لا أثر لها فيعودوا خائبين الوفاض مجددا تاركين حماد يكسر ما حوله بغضب صائحا لهم أنهم بلا فائدة
أما دانية التي أمرت عبد العال بالخروج الي الطريق معه فتاتان من الدار حتي يتبعه رجال حماد و ما أن وصل المحطة هبطت الفتاتان لتاخذا مواصلة أخري يعودان بها الي الدار
بينما تسللت هي و صفية بسرية متخذتان نفس الطريق السري الذي اتيت منه حتي وصلتا للسيارة و بها الحرس و انطلقت عائدة الي القاهرة
.
.
حل المساء و اجتمع الجميع مجددا عدا من مراد الغائب منذ عدة أيام جالسين بغرفة الجلوس
و ملامح القلق ترتسم علي وجوههم جميعا حتي داليدا المنتقدة لكل ما يخص ابنة خالتها و لكن غيابها و اختفائها بهذا الشكل مقلق خاصة بعدم اجابتها للهاتف و هواتف الحرس المغلقة
فتح الباب اخيرا لتدلف هي بهيئتها الهادئة الحزينة لتسرع إليها جدتها و خالتها فريدة يضمانها و يطمئنان عليها
: كدة بردو يا دانية تختفي بالشكل دا من غير ما تقولي و لا تبعتي رسالة حتي
قالت فريدة بلوم
: سوري يا خالتو بس انا خدت الحرس معايا عشان متقلقوش
: و لما نلاقي موبايلك و موبايلات الحرس مقفولة مش عايزانا نقلق
: سوري يا جماعة قلقتكوا عليا بس كان عندي مشوار مهم ، قالت باسف لتجلس وسط خالتها و جدتها وهي تمسك أيديهم و تطمأنهم عليها
: مشوار ايه يا دانية اللي ياخد الوقت دا كله ، سألها محمود بلوم
لتبتسم هي و تقول : انا افتكرتك خمنت انا فين يا انكل عموما انا رحت الدار كان لازم اطمن علي اخواتي و كمان اشوف لو ناقص حاجة الاطفال زادو
لمعة عيناها المحبة بحديثها عن الدار و اهله لم تخفي علي حمزة الجالس يراقبها بإحساس غريب لا يعرف سببه و كأنه يطمئن قلبه انها هنا و بخير
: دار ، دار ايه و بعدين اخواتك مين مش داوود مسافر ، سالت جايدة بتعجب
: دا دار أيتام عمك عبد العزيز كان عامله من زمان اوي و بيهتم بيه كأنه بيته الثاني ، شرح محمود
: و اخواتك دول قصدك الايتام ولاد الدار ، سالت داليدا باستهزاء مخفي
: طبعا ، بابا من ساعة ما عمل الدار دا وهو بيعتبر ولاد الدار ولاده و لما اتجوز ماما ولاد الدار بقا ليهم ام كمان ، انا اتربيت و عشت أغلب حياتي وسطهم انا و دياب الله يرحمه و داوود ، الدار دا بيتي و اهله هما اهلي زي ما انا جزء منه هو و اللي فيه جزء مني جزء بفتخر بيه
قالت دانية بحب شديد لتبتسم صفية التي تقف أمام الغرفة بحب : طول عمرك يا ست دانية اخت كبيرة أو صغيرة لكل واحد منينا معتكلمش عن ابا عبد العزيز ولا حتي عن امي شهيرة و خيرهم علينا كيف بس انتي و اخواتك ليكوا معزة تانية بقلبي و قلب كل واحد من ولاد الدار و خصوصا انتي يا زينة البنات
ابتسمت دانية بحب : عارفة يا صفية
استمع الجميع لحديث الفتاتان و استشعروا مقدار الحب و الترابط بينهم و الاكيد بين دانية و كل فرد من افراد الدار
: طب طمنيني بقا عم درويش عامل ايه ، سال محمود بابتسامة
: بخير الحمدلله لكن مشغول شوية فيه شياطين جديدة جت الدار لازم يحاوطهم و يربي جواهم طيبة قلبه
استمروا بالحديث و تعرفت دانية علي خديجة التي اعجبت بها كثيرا و اصبح ذلك المساء مساء مميز و سعيد قضوه بالحديث بجو يملأه المودة و الالفة
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل الثامن -
Vote & comment
Enjoy....
جالسة باحدي طاولات النادي تراقب ملعب التنس بكل لهفة وشوق تتمني رؤيته تريد فقط اشباع عينيها برؤية طلته
: الجميل بيعمل ايه ، كان صوت صديقتها المقربة ريم
جلست ريم لتتبع نظر صديقتها الي ملعب التنس
: متتعبيش نفسك مش موجود
اخيرا استرعت انتباهها
: بجد يعني مش جاي النهاردة ، قالت بخيبة أمل
: لا يا حبيبتي دا بقالة فترة مش موجود عرفت أنه مسافر عنده بطولة ، فسرت ريم
: اووووف ، تاففت داليدا بملل و ضيق
ثواني لتنضم إليهم إحدي فتيات النادي و التي تبغضها داليدا بشدة
: ايه دا يا ديدا انتي هنا
: اومال هكون فين يعني ، قالت داليدا بانزعاج
: سوري يا بيبي بس لما سمعت الكل في النادي بيتكلم عن حمزة خطيبك و أنه قاعد مع واحدة مقضينها ضحك و هزار طول الاسبوع افتكرتها انتي ، أوبس شكلي غلطت
قالت الفتاة بخبث جاعلة من داليدا تستشيط غضبا لترحل بعدها
: شفتي بتقول ايه أما وريتك يا استاذ حمزة
ثم همت واقفة غاضبة متجهه حيث هدفها
.
.
بجهة أخري بالنادي
كان حمزة جالسا مع ماهيتاب باحدي كافيهات النادي يتبادلان الحديث متصنعا الابتسامة و الاستمتاع بينما ماهيتاب فضحكاتها كانت تملأ المكان غير لمساتها المقصودة بشكل عفوي لحمزة
كل هذا جعل رأس داليدا يشيط من الغضب ، سيطرت علي نفسها لتتجه إليهم بكل غرور وهي تقول
: سوري هبوظ اللمة الحلوة دي بس عايزاك يا حمزة
نظر إليها حمزة ليفهم ما بها كانت ملامحها تفضح غضبها المكبوت
: عن اذنك يا ماهي ، استأذن حمزة و لكن لماهيتاب رأي آخر
وقفت بجانبه و هي تتأبط ذراعه
: مش تعرفنا الاول طيب ، قالت بغنج مستفز و نظرة خبيثة لم تخفي عليه
مدت يدها لتصافح داليدا وهي تقول : انا ماهيتاب بنت عم حمزة و انتي
مطت كلامها بالنهاية متصنعة جهلها بهوية من أمامها
: داليدا خطيبة حمزة ، عن اذنك - قالت داليدا بغيظ دون مصافحتها لتشد حمزة خلفها
بالسيارة
: ممكن افهم ايه الاستهبال اللي بيحصل دا ، صرخت بغيظ ما أن دلفا السيارة
: ايه اللي بيحصل ، قال حمزة ببرود
: بيحصل استهبال و سخافة و قلة احترام ليا لو ناسي يا محترم انا خطيبتك و لما الناس تشوفك قاعد مع واحدة زي دي و بالشكل الحميمي دا هياكلوا وشي
: اولا وطي صوتك ثانيا قعدتنا كانت عادية لا فيها حميمية ولا زفت و بعدين مش من حبك ليا هتغيري مثلا فبلاش الجو دا
: لا بحبك و لا بتحبني يا سيدي و احنا الاتنين عارفين أن خطوبتنا مؤقته بس لحد ما تنتهي من حقي انك تحترم وجودي و تحترم مسمي العلاقة اللي جامعنا
: بصي يا داليدا من غير كلامك دا انا عامل اعتبار لمسمي علاقتنا دا و اعتبار اكبر لعمي محمود فمستحيل اسئ ليه ، قعادي مع ماهيتاب ليه اسبابه و مع ذلك ما تخطتش حدودي و انتي شفتي انا كنت قاعد ازاي أما بقا لو في حد بياكل وشك زي ما بتقولي فالمفروض انتي تقدري تردي عليه ولا ايه
انهي كلامه ليحرك السيارة أما هي فصمتت بغيظ يتآكلها من الداخل
.
.
.
كانت جالسة بغرفتها كالمعتاد سارحة بافكارها
لاحت برأسها ذكري مميزة
كانت بغرفتها تضع رأسها بحضن والدتها التي بدورها تمرر يدها بحنان علي شعر دانية الجميل
: ها يا دودو قوليلي بقا
: اقولك ايه بس يا ماما
: ايه حكاية حسن دا
ضحكت دانية بمرح لتقول : لا حكاية و لا حاجة يا حبيبتي مجرد زميل مش اكتر
: بس نظراته ليكي مش باين أنه مجرد زميل
: يمكن بس انا مش شيفاه غير زميل يا ماما
: يعني مبتحسيش بحاجة ناحيته خالص
: حاجة زي ايه ، استقامت بعدها لتنظر لوالدتها و تقول
: ما تقوليلي انتي يا ماما حبيتي بابا ازاي و اتجوزتو ازاي و يعني كنتي بتحسي بايه كدا
لمعت عينا شهيرة بحب لتبدأ الحديث
: حكايتنا انا و باباكي يا ستي غريبة شوية زي باباكي بالظبط كدا
اتقابلنا اول مرة في النادي كان جاي مع عمك محمود و احمد و محي ، كان شكله وسيم اوي و جنتل كل البنات اتهبلوا عليه معرفش ايه اللي حصلي وقتها بس اضايقت اوي و خدت الموضوع عند ، هو بقا رغم شكله و حتي لبسه وقتها شيك جدا دماغه الصعيدية كانت مسيطرة عليه زيها زي لهجته ..مواقف كتيرة مرينا بيها غيرته و حمقته و رجولته كانت بتخليني هطير لحد ما اتجوزنا يا ستي و خلفناكوا و حبنا كل يوم بيزيد و كل يوم بحمد ربنا أنه ادني راجل زي عبد العزيز
ابتسمت دانية بحب لوالدتها : طب كنتي بتحسي بايه ناحيته و كمان اعترفتوا لبعض بحبكوا ازاي
ضحكت شهيرة : ابوكي مقليش غير مرة واحدة بس أنه بيحبني و دي كانت يوم جوازنا بس ، لكن كان كل يوم بيورني حبه دا و اهتمامه بيا و كلمته اللي احلي عندي من ألف كلمة بحبك " حبة جلبي "
ضحكت الام و ابنتها بشدة لتكمل شهيرة بمشاعر جياشة
: عارفة يا دودو لما تبصي لعين شخص و تحسي بالأمان و الدفء و الحب ، لما تسمعي صوته تحسي أن قلبك هو اللي بيسمعه قبل ودنك و مهما يمر عمر ما بينكم دايما قلبك متلغبط جنبه شويه هادي و شوية مش قادرة تسيطري علي دقاته
لو لقيتي حد تحسي ناحيته بدا و شايفة مشاعره ليكي فنظرته فتصرفاته معاكي لازم تحافظي عليه لان دا الحب اللي بجد
...
فاقت من أفكارها و صورة شخص واحد أمام عيناها ، نظراته التي تلاحقها بكل مكان و ذلك الدفء العجيب الذي تستشعره بها ، صوته المميز ذو النبرة العميقة عندما يتحدث معها و حتي استماعه لها بابتسامة و مشاعر صادقة بتلك اللحظات الصغيرة التي يلتقطونها كل مساء
( حمزة ) ذلك الوسيم المميز يشعرها بمشاعر جديدة و مختلفة ليست مستعدة لها و لكنه يقتحم حياتها و أفكارها بقوة
ارتسمت ابتسامة خفيفة علي ثغرها وهي تفكر به و تتذكر ملامحه و لحظاتهم معا ليقاطعها دخول صفية
: خير يا صفية
: في واحد تحت يا ست دانية عيقول أنه عنده معاد معاكي
عقدت دانية حاجبيها لتنظر الي هاتفها و تري الساعة السادسة مساءا فتتسع عيناها بدهشة
كيف لم تشعر بالوقت ؟!
: طيب يا صفية استأذني طنط فريدة و خليه يستناني في المكتب
رحلت صفية لتتحرك دانية وهي تدخل الحمام تغسل وجهها بالماء
تنهدت وهي تنظر لنفسها بالمرأة
: مينفعش .. مينفعش يا دانية لازم تركزي لازم تفضلي قوية طار ابوكي و امك مستنيكي متسمحيش لأي حاجة تانية انها تشتتك
رسمت ملامح القوة و البرود علي وجهها لتهبط متجهه للمكتب
: اهلا بيك يا رعد ازيك
قالت ما أن دلفت ليقف رجلا وسيما ذو جسد ضخم و بنية رياضية
: ازيك يا دانية
: الحمدلله اتفضل
جلس رعد أمامه دانية ليمد يده بملف لها
: دا اللي طلبتيه مني فيه كل حاجة و زيادة و المرادي العيار تقيل اوي و مش بسيط
أخذته دانية بعينان تلمع بامل
: متشكرة اوي يا رعد
: خلي بالك من نفسك المرادي مش سهلة اللعبة كبيرة اوي و لو بدأتي يبقا بترمي نفسك فنار
: من ساعة موت دياب و انا علي طول فالنار يا رعد مش هيختلف كتير ، طار اهلي لازم يتاخد لازم اعرف هو ليه قتلهم بالطريقة الوحشية دي و ياخد جزاؤه و ايا كان اللي هيقابلني و يقف فطريقي هواجه بكل قوتي ، قالت بتأكيد و حزم
: و انا دايما فظهرك لو احتجتي اي حاجة انا موجود ، و علي فكرة أنا هشارك المرادي لان الموضوع طلع يخصني انا كمان بس همشي بطريقتك
تعجبت دانية لتنظر للملف بتوجس : متشكرة اوي يا رعد ميرسي
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل التاسع
Vote & comment
Enjoy ....
بالصعيد
وفي منزل حماد ، كان جالسا أمامه شاب نحيف يبدو علي ملامحه الخبث
مد حماد يده بورقة و هو يقول امرا
: وادي العنوان عتنفذ اللي جولتلك عليه بالحرف و تبلغني اول باول
: متشغلش بالك يا كبير معنزلش عيني من علي سرايتهم بس لو مكنتش هناك عنعملوا ايه
: لاع عتلاقيها متخفية هناك انا متوكد محدهاش مكان تاني انت بس فتح عينك أكده و اول ما تتوكد تخبرني طوالي
: تحت امرك يا كبير استأذن انا
خرج الشاب تارك حماد الجالس بابتسامة خبيثة و نظرة حاقدة ليقول
" هجيبك يا دانية جريب جوي هتبجي بيدي "
....
بجهة أخري
كان متولي جالسا بيده الشيشة بينما غياث يجلس أمامه ينظر إليه بحقد يحاول إخفاءه
: واه ، شغل البتاعة دين و زود فحم يلا ، قال متولي بضيق من قلة الدخان و انطفاء الفحم
: معلش يا معلم سهيت كنت عفكر شوية ، قال غياث بخبث محاولا فتح بابا لما يريد
: و عتفكر فايه يا حيلتها
: الصراحة يا معلم اني سمعتك انت و حماد عتتكلموا عن الشحنة الأخيرة و كلام اكدة
قال غياث بخبث
لينتفض متولي فزعا
: نهارك مطين و انت عتتسمع علينا اياك
: واه عيب يا معلم الموضوع كله صدفة و بعدين متخافش أكده انا لو نيتي شينة مكنتش عقولك اني سمعت و لا ايه
: و عايز ايه يا غياث
: اشتغل وياكم و اكون دراعك اليمين يا معلم
: لاع ياض و اني المفروض اصدجك دلوق مش اكدة ياض دا انت ابن الدار اللي كلياتكم خدامين لدانية ، تعرف اني المفروض اخلص عليك دلوكيت
: يا معلم براحة اني لو زي ما بتقول خدام دانية كنت جولتلها هي اللي سمعته مش انت و لو رايد ليك أذية كنت اذيتك من بكير و بعدين متنساش أن اني اللي بلغتك أن دانية في الدار و لو رجالتك كانت حِركة شوية كانت زمانها بيدكم
: و عملت أكده ليه عايز تشتغل ويانا ليه
: لقمة العيش يا معلم و بعدين اني عايز اتجوز و افتح بيت معايزش ابقي ولد الدار بعد اكدة
: و اني اضمنك كيف
: يا معلم دانا لحم اكتافي من خيرك مستحيل اخونك انت بس اديني فرصة و عتشوف
صمت متولي مفكرا : خلاص عقول لحماد و عتشتغل معايا
: تسلم يا معلم
قال غياث بابتسامة منتصرة و بداخله
" ابدأوا و خطوا نهايتكم بيدكم معكونش غياث ولد الدار لو ما جبت حق ابوي و امي اللي قتلتوهم بس الصبر حلو "
.
.
.
بمنزل الشريف
رمت الملف بغيظ و حقد : يا ابن ال ..... يعني غياث كان عنده حق طب و ديني و رحمة اهلي لاجيب اجلك يا حماد الكلب
بقيت تسير ذهابا و ايابا بغيظ و حرقة قلب لا تصدق ما قرأته بالملف ، ايعقل أن يتواجد اشخاص بتلك القذارة
.
.
أما بجهة أخري فقد وصل حمزة مع داليدا التي صعدت لغرفتها بضيق دون الحديث مع احد
: ايه دا في ايه يا حمزة مالها داليدا ، قالت فريدة التي تعجبت من رؤية ابنتها بذلك الضيق
: مفيش يا طنط شوية دلع .. هو العشاء امتا صحيح انا واقع جوع
انهي كلامه بطريقة كوميدية لتضحك فريدة عليه
: طب روح غير هدومك يكون الاكل جهز
صعد حمزة لغرفته لتتنهد فريدة و هي تتبع أثره بعيناها
: يارب ريح قلوبهم
قالت بقلب مثقل فهي تعلم أن حمزة و داليدا يستحيل أن يكونا لبعضهما و رغم صحبتهم الجيدة في السابق إلا أن قرار الخطبة أفسد علاقتهم تماما
.
.
حل موعد العشاء و تجمع الجميع علي السفرة يتناولون طعامهم بجو يملأه السكينة
عدا من تلك الجالسة معهم و لكن أفكارها بمكان اخر ، ملامح الغضب و الضيق مرتسمة ببراعة علي وجهها
كل ذلك لم يخفي علي حمزة الذي يراقبها بقلق ، رغم ضيقه السابق من جمود ملامحها الدائم و جهله لما تشعر به و لكن تلك الملامح الان تنهش قلبه من القلق يتمني أن يمر الوقت سريعا ليأتي منتصف الليل فيسرق بعض الوقت كما اعتاد معها إما يعرف سبب ضيقها أو يخفف عن قلبها
أما هي فالأفكار تعصف بها تأخدها يمينا و يسارا بغير هوادة لا تصدق كيف يكون شخصا مثل حماد موجودا و ليس هذا فقط بل هو ابن عمها و حامل للقب عائلتها" عائلة جبران "
تلك العائلة التي بمرور السنين حافظ أجدادها و ابيها علي نظافة اسمهم و كبريائهم ، حتي عمها والد حماد كان رجلا طيب و حنون ليس كولده شيئا
فكيف يكون هذا الفاسد العاصي ابنا لتلك العائلة
بينما شعار الجبران مساعدة الأبرياء و المساكين و نصرة المحتاجين كان هو ابليس يدمر حياتهم و يسرق أرواحهم و يتلاعب بعقولهم
تبا لك يا حماد فوالله الواحد الاحد لانتقم منك شر انتقام عدائنا لم يعد طار اهلي فقط بل هو طار كل شخص آذيته و تآذيه بفعل سمومك
.
.
أما بالصعيد
فعاد حماد لمنزله سعيدا و مبتسما لأول مرة منذ وقت طويل
: واه وشك عيضحك يا ولدي بشرني ، كانت والدته بسعادة لرؤيته مبتسما هكذا
نظر لها بابتسامة ليتذكر ما حدث اليوم بدءا باتفاقه مع ذلك الشاب لمراقبة منزل الشريف و مراقبتها هي خصيصا أن وجدها هناك ثم بمجئ متولي و أخباره برغبة غياث للانضمام إليهم بعملهم ، لا ينكر قلقه في البداية و لكن ما أن علم أنه من اخبرهم بوجودها بالدار و مساعدة الرجال لتقفي أثرها ارتاح و سعد كثيرا فغياث من اكفء رجال البلد وجوده بجانبهم سيكون ورقة رابحة ،
خرج من ذكرياته ليجيب والدته بعينان لامعة بالشر
: جريب يمه جريب جوي مر الكثير و ما بقي الا القليل يا ست الكل
: عارفة يا ولدي عمري ما شككت فتربيتي ليك يا ابن بطني عارفة عتجيب حقنا و عترجعني هانم و ترجع شقا السنين اللي فاتو ، قالت وهي تربت علي يده و نبرتها و نظرة عيناها مليئة بالحقد
: ست الهوانم كومان يمه متحمليش هم ، يلا اني هجوم اريح جتتي شوية
اتجه حماد لغرفته فيجد هنادي جالسة كعادتها تلك الأيام صامتة و تغزل بعض الصوف
رفعت عيناها لترا هيأته تلك فتتجاهله و تعود لما كانت تعمله
: واه اكدة يا هنادي معتقوليش حمدالله علي السلامة و لا حاجة و بعدين ايه البوز دا علي المسا افردي وشك اياك ، قال محاولا تلطيف الجو
: ليه كنت عتحرر فلسطين و انا ماخبرش اياك و بعدين ماله بوزي يا حماد مانا أكده من وقت ما رجعت من عند امي و لا فكرتش تراضيني و لا عايزني كومان افرد وشي وقت ما تحب و اكشر وقت ما تحب ، قالت باستهزاء و حنق
: واه علي النكد اللي حداكي هقولك ايه انا جاي مبسوط بلاش تعفرتيني يا بت خالتي ، قال بتحذير وهو يخلع جلابيته و يجلس علي السرير
: و مبسوط جوي أكده ليه لتكون الغندورة بت مصر رضيت عنك اياك ، استهزأت
: عارفة يا هنادي لولاش اني عارفك و عارف ان كل ده من غيرتك و حبك ليا كان ليا تصرف تاني و عشان اريحك الغندورة علي جولتلك لا رضيت و لا هببت و انا معستناش رضاها انا هلاقيها و هجيبها من شعرها اربيها من اول و جديد
: بردك يا حماد مصمم عليها و عتقول اكدة فوشي ، ليه يا حماد هو انا كنت قصرت فحقك و لا عميلت حاجة عايز تتجوز عليا ليه ، انهارت هنادي فالبكي
: يا بت يا بت يا هبلة انتي جولتلك الف مرة معتزوجاش حبا فيها دا عشان حقي و حق امي و اخواتي و حقك و حق ولادي منك ، يا بت داني معحبش غيرك ، قال بخبث و نبرة يعلم جيدا كيف تؤثر بها وهو يضمها إليه
: جد يا حماد ، قالت بسعادة ممتزجة بسذاجتها
: جد الجد يا روح حماد ، تعالي أهنئ يا بت داني اتوحشتك جوي ، قال وهو يأخذها لحضنه و يقضيان ليلتهما
🌹أسوار الانتقام 🌹
للكاتبه 🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥
الفصل العاشر
Vote & comment
منتصف الليل ، بحديقة منزل الشريف
واقفة أمام حمام السباحة تفرك يداها بغيظ لتتحرك بعدها ذهابا و ايابا لتنزل بعض خصلاتها القاتمة علي بشرتها الصافية فترفعها بغضب و هي تنفث الهواء بقوة عل وعسى يهدأ من ثوران قلبها و النار المشتعلة بصدرها
"دانية "
يصدر صوته من خلفها فتتنفس بقوة كغريق خرج من الماء باخر لحظة
نظرت اليه لتري عسليتاه يتطلعون إليها بقلق " حمزة " قالت بنبرة هالكة
" مالك ؟ " سألها حمزة و يدعي بداخله أن تتحدث معه و تشاركه مشاكلها
تنهدت دانية بغضب و ضيق لتقول بانفعال " هو ازاي في ناس عايشة عشان نفسها بس و ممكن تعمل اي حاجة في سبيل مصلحتها يسرقوا يقتلوا يكونوا سبب فدمار حياة ناس كتيرة و ميحسوش باي ذنب ، ازاي في ناس عايشة كدا من غير اخلاق من غير مبادئ .. من غير ضمير حتي انا انا بجد مش فاهمة هي ناس زي دي موجودة فعلا "
نظر إليها حمزة بمشاعر متضاربة ، من يرا قوتها و عيناها النارية لا يصدق انها ذات الفتاة الان ذات النبرة المنكسرة و العينان اللامعة بفعل دموع غيظها و حديثها النقي البرئ
" أيوة فيه يا دانية للاسف و كتير اوي و بتتعدد أشكالهم و اسبابهم ، في المعروفين زي الإرهاب و تجار السلاح و المخدرات و أشكالهم و في بقا اللي يبانوا ابسط من كدا بس بردو معندهمش ضمير زي اللي ياكل حق اليتيم زي اللي يأذي أمه و أبوه فكبرهم زي اللي يقتل اخوه عشان فلوس وورث زي اللي يطرد اللي من دمه عشان طمع جواه زي اللي بيرموا أولادهم فالشارع و يتخلوا عن مسئولياتهم و غيرهم كتير
بتتعدد الأشكال بس الفكرة واحدة و انعدام الضمير واحد "
تنهدت دانية بالم " و دول بيعيشوا ازاي انا مش قادرة اصدق ، مخنوقة .. مخنوقة و حاسة اني مش قادرة اتنفس " قالت وقد تركت العنان لدموعها بالانهيار ليفزع حمزة و قد آلمه قلبه عليها
" اهدي طيب اهدي و تعالي اعدي " قال وهو يمسك يدها يرشدها حيث الكرسي لتجلس عليه
بينما هو ملأ كوب الماء و أعطاه لها لتشرب منه القليل ثم تتركه و هي تمسح بيدها دموعها بينما اليد الأخري بيد حمزة دون شعور منها
" بقيتي احسن " قال حمزة الجالس علي ركبته أمامها و عيناه تفضح قلقه عليها
اومأت برأسها دون حديث فتتوه بعسليتاه اللامعة و يتوه هو بحور سوداوتيها
خرج صوت قطة ليفيقهما من سرحانهما ببعضهما فتبعد هي عيناها بخجل و توتر و هي تشعر بقلبها يكاد يخرج
ضغطة علي يدها اشعرتها بيده التي تحتوي يدها بكل دفء لتبعدها و تقف بتوتر
" هطلع انا انام "
صعدت بسرعة هاربة من مشاعرها و ضعفها أمامه
أما هو الذي شعر بالبرودة ما أن نزعت يدها من بين يده و لكن قد أعجبه خجلها و توترها الواضح ليجلس واضعا يده علي قلبه و هناك ابتسامة جميلة تزين ثغره
.
.
مر الليل ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة
بالصعيد ، بمنزل متولي
كان يرتدي حذائه خارجا من المنزل و لكن يوقفه صوت زوجته ' عائشة '
" رايح علي فين من طلعة الشمس اكدة يا متولي "
" واه يا عايشة و انتي من ميتي عتسأليني رايح فين و جاي منين " قال بحدة
" مجصدش يا اخويا بس يعني من غير ما تفطر اكدة هتمشي علي لحم بطنك "
" الشغل معيستناش حد يا عايشة روحي شوفي وراكي ايه متاخرنيش اكتر من أكده " قال ليخرج بعدها تاركها تتنهد بالم لتعود للداخل و تجلس علي الأرض حاضنة قدميها و دموعها تعبر عما بداخلها
" لا انت ويايا و لا اني عارفة اجبلي حتى عيل يملي عليا دنيتي الفاضية دين " قالت بحسرة لنفسها
أما هو فخرج ليسير بعدها حتي خرج من منطقته ليتجه بعدها لمنزل آخر ناظرا من حوله بقلق
طرق الباب ليفتح له طفل صغير الذي هتف ما أن رآه " ابا "
حمله متولي بحب وهو يقبل رأسه " عا ازيك يا ولا اتوحشتك جوي "
" وإني كمان توحشتك جوي يبا "
" اخيرا طرينا علي بالك يا معلم " قالت زينات بغنج وهي تضع يدها بوسطها بينما ترتدي قميص ضيق يظهر جسدها البض
" حضري الفطور يا حرمة عايز اكل مع ولدي "
" عيني يا معلم " قالت لتسير بتمايل متجهه للمطبخ
" يبوي امك دين عليها خصر " قال متولي هامسا
" عتقول حاجة يبوي " سال خلف
" ها لاع يا روح ابوك معجولشي "
.
.
أما بالقاهرة ، بقصر الشريف
كانت تقف أمام المرآة بملامح جامدة و نظرة قوية وهي تصفف شعرها الطويل أما رأسها بمكان اخر فبعد انهيارها بالامس لم تستطع النوم ، قرأت الملف اكثر من مرة و بدأت تضع خطتها بتركيز حاسبة كل خطوة
و ها هي تعيد ترتيب أفكارها و خطواتها ، فرعد كان محقا هذه المرة ليست كسابقتها و تلك النار ليست كما اعتادت
تعلم الخطر أمامها و لكن لا مجال للتراجع لقد وعدت باخذ طارها من حماد و لكن اصبح ذلك الطار اكبر و اثقل بكثير فلم يعد طار والديها فقط
فتح الباب فجأة لتدخل جايدة التي شهقت ما أن رأت دانية تقف و تصفف شعرها الذي يصل لركبتها
" بسم الله ما شاء الله ، واو يا دانية شعرك يجنن " قالت بانبهار
" ميرسي يا جايدة دا من زوقك " قالت وهي ترفع شعرها كالعادة و تعقده علي هيئة كعكة
لتتعجب جايدة فمن يكون لديه مثل هذا الشعر الرائع و يكتمه هكذا و لكنها كبحت فضولها قليلا
" طب يلا الفطار جاهز و علي فكرة ديجا عازمانا النهاردة و مش هتقبل اعذار "
تنهدت دانية لتومئ لها ، لديها الكثير لتفعله و تفكر به و لكنها لم ترغب برفض طلبها ككل مرة خاصة أنها أحبت خديجة كثيرا
نزلت الفتيات
" صباح الخير " قالتا معا ليجيبهم الجالسين بابتسامة جميلة
بينما لم تنزل عين حمزة من دانية يريد الاطمئنان عليها بعد الامس
جلست دانية بجانب جدتها لتسألها عن صحتها و تطمأن عليها بحديث جانبي ودي
ليصدح صوت جايدة " لا بصي انا مش قادرة اكبح فضولي اكتر من كدا ، يعني انتي ماشاءالله عليكي شعرك جنان يهبل شكله و طوله خيال في حد يبقا عنده شعرك دا و يفضل لامه كدا و كاتمه بدل ما يسيبه واخد راحته و يتعايق بيه "
ابتسمت دانية بخفة
تمسح درية علي شعر حفيدتها وهي تقول بحزن " اتصدقي فعلا وحشني شكل شعرك زي ما وحشني اشوفك بالالوان "
نهاد بفضول مماثل لابنتها " ليه يا جوجو هو شكلها ازاي بشعرها مفرود "
" شكلها حلو اوي يا ماما احنا معانا رابونزل في البيت والله ، طويل كدا لحد ركبتها و شكله غجري "
" ماشاءالله يا حبيبتي ربنا يحميكي امال ليه مش بتفرديه كدا و تخليه يتنفس "
" لاني دائما بعتبر شعري رمز لحريتي و سعادتي و حاليا فانا لا حرة و لا سعيدة عشان كدا لاماة و هفضل لاماة لحد ما اخد طاري و يرجعلي حقي و حق اهلي " قالت بثبات و قوة
" بردو يا دانية ، انا كنت عارفة .. عارفة دماغك يا بنت عبدالعزيز مش هتجيبيها لبر ، حرام عليكي يا بنتي دا انتي اللي بقيالي مليش غيرك من ريحة شهيرة شيلي الطار من دماغك يا دانية و حقك عند ربنا " قالت بحزن و الم و قد سقطت دموعها
" متخافيش يا نينة انا عمري ما مسكت سلاح و قتلت حد طاري مباخدوش بالدم طاري باخدو بطريقة تانية ، حقي عند ربنا محفوظ و انا عارفة دا اللي بعمله دا مجرد اني بطفي نار قلبي مش اكتر " قالت موضحة بنفس القوة و الثبات
" طار دياب اتاخد بالدم يا دانية انتي بتضحكي علي مين ما اللي قتل اخوكي اتقتل و مات " قالت درية من بين دموعها فتصدر ضحكة ساخرة من بين شفاه دانية لتقول
" مين قالك كدا يا نينة اللي قتل دياب متقتلش اللي قتل دياب انتحر .. بس الصراحة كان شجاع جه لحد بيتنا و اعترف بجريمته و سببه الدنئ و بعدين قتل نفسه قدام عينينا "
اندهش الجميع لما سمعه
" انتي بتقولي ايه ، احنا افتكرنا أن عبد العزيز هو اللي كان السبب و أنه قتلوا قدام بيتكوا " قال أحمد باستغراب
" مين قالك كدا يا انكل بابا بعد حكم الشرطة معملش حاجة لأنه كان واعد داوود و حضرتك عارف إن كلمة بابا سيف ميخونهاش ابدا ، و داوود كان مسافر يعني محدش قتله أو وصي عليه حد و بعدين مراد كان موجود و شاف اللي حصل " أوضحت
" لا عبدالعزيز و لا داوود طب و انتي يا دانية " قالت درية
" انا ايه يا نينه مانا قولتلك عمري ما مسكت سلاح و قتلت حد ، الشخص دا كان اوسخ من اني اوسخ ايدي بدمه هو اللي انتحر "
قاطعهم صوت جوليا تخبرهم أن المائدة جاهزة
" يلا يا جماعة مش جعانين ولا ايه " قالت وهي تتجه حيث المائدة تاركة الجميع مصدوم و يفكر بما قد حدث منذ سنين عدا الجاهلين بقضية دياب وهم حمزة و جايدة و حتي داليدا التي لا تعلم سوي أنه متوفي
شوية روايات كامله بس راااائعه اتفضلوا حضراتكم من هنا 👇👇
رواية صراع أحفاد السيوفي من هنا
رواية لم أكن يوماً سجينتك من هنا