أخر الاخبار

رواية أسوار الانتقام الفصل العاشر حتى الفصل العشرون بقلم رحاب زين

 رواية أسوار الانتقام الفصل العاشر حتى الفصل العشرون بقلم رحاب زين 


رواية أسوار الانتقام الفصل العاشر حتى الفصل العشرون بقلم رحاب زين 


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل العاشر                                                                                           

منتصف الليل ، بحديقة منزل الشريف     

                      

واقفة أمام حمام السباحة تفرك يداها بغيظ لتتحرك بعدها ذهابا و ايابا لتنزل بعض خصلاتها القاتمة علي بشرتها الصافية فترفعها بغضب و هي تنفث الهواء بقوة عل وعسى يهدأ من ثوران قلبها و النار المشتعلة بصدرها     


                              


"دانية " 

يصدر صوته من خلفها فتتنفس بقوة كغريق خرج من الماء باخر لحظة 


نظرت اليه لتري عسليتاه يتطلعون إليها بقلق " حمزة " قالت بنبرة هالكة     


                              


" مالك ؟ " سألها حمزة و يدعي بداخله أن تتحدث معه و تشاركه مشاكلها     


                              


تنهدت دانية بغضب و ضيق لتقول بانفعال " هو ازاي في ناس عايشة عشان نفسها بس و ممكن تعمل اي حاجة في سبيل مصلحتها يسرقوا يقتلوا يكونوا سبب فدمار حياة ناس كتيرة و ميحسوش باي ذنب ، ازاي في ناس عايشة كدا من غير اخلاق من غير مبادئ .. من غير ضمير حتي انا انا بجد مش فاهمة هي ناس زي دي موجودة فعلا "     


                              


نظر إليها حمزة بمشاعر متضاربة ، من يرا قوتها و عيناها النارية لا يصدق انها ذات الفتاة الان ذات النبرة المنكسرة و العينان اللامعة بفعل دموع غيظها و حديثها النقي البرئ    


                              


" أيوة فيه يا دانية للاسف و كتير اوي و بتتعدد أشكالهم و اسبابهم ، في المعروفين زي الإرهاب و تجار السلاح و المخدرات و أشكالهم و في بقا اللي يبانوا ابسط من كدا بس بردو معندهمش ضمير زي اللي ياكل حق اليتيم زي اللي يأذي أمه و أبوه فكبرهم زي اللي يقتل اخوه عشان فلوس وورث زي اللي يطرد اللي من دمه عشان طمع جواه زي اللي بيرموا أولادهم فالشارع و يتخلوا عن مسئولياتهم و غيرهم كتير 

بتتعدد الأشكال بس الفكرة واحدة و انعدام الضمير واحد "     


                              


تنهدت دانية بالم " و دول بيعيشوا ازاي انا مش قادرة اصدق ، مخنوقة .. مخنوقة و حاسة اني مش قادرة اتنفس " قالت وقد تركت العنان لدموعها بالانهيار ليفزع حمزة و قد آلمه قلبه عليها     


                              


" اهدي طيب اهدي و تعالي اعدي " قال وهو يمسك يدها يرشدها حيث الكرسي لتجلس عليه 

بينما هو ملأ كوب الماء و أعطاه لها لتشرب منه القليل ثم تتركه و هي تمسح بيدها دموعها بينما اليد الأخري بيد حمزة دون شعور منها     


                              


" بقيتي احسن " قال حمزة الجالس علي ركبته أمامها و عيناه تفضح قلقه عليها     


                              


اومأت برأسها دون حديث فتتوه بعسليتاه اللامعة و يتوه هو بحور سوداوتيها     


                              


خرج صوت قطة ليفيقهما من سرحانهما ببعضهما فتبعد هي عيناها بخجل و توتر و هي تشعر بقلبها يكاد يخرج 

ضغطة علي يدها اشعرتها بيده التي تحتوي يدها بكل دفء لتبعدها و تقف بتوتر 

" هطلع انا انام " 

صعدت بسرعة هاربة من مشاعرها و ضعفها أمامه     


                              


أما هو الذي شعر بالبرودة ما أن نزعت يدها من بين يده و لكن قد أعجبه خجلها و توترها الواضح ليجلس واضعا يده علي قلبه و هناك ابتسامة جميلة تزين ثغره     


                                          


              

                    


.

.

    


مر الليل ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة     


بالصعيد ، بمنزل متولي     


كان يرتدي حذائه خارجا من المنزل و لكن يوقفه صوت زوجته ' عائشة '     


" رايح علي فين من طلعة الشمس اكدة يا متولي " 

" واه يا عايشة و انتي من ميتي عتسأليني رايح فين و جاي منين " قال بحدة 

" مجصدش يا اخويا بس يعني من غير ما تفطر اكدة هتمشي علي لحم بطنك " 

" الشغل معيستناش حد يا عايشة روحي شوفي وراكي ايه متاخرنيش اكتر من أكده " قال ليخرج بعدها تاركها تتنهد بالم لتعود للداخل و تجلس علي الأرض حاضنة قدميها و دموعها تعبر عما بداخلها 

" لا انت ويايا و لا اني عارفة اجبلي حتى عيل يملي عليا دنيتي الفاضية دين " قالت بحسرة لنفسها     


أما هو فخرج ليسير بعدها حتي خرج من منطقته ليتجه بعدها لمنزل آخر ناظرا من حوله بقلق 

طرق الباب ليفتح له طفل صغير الذي هتف ما أن رآه " ابا " 

حمله متولي بحب وهو يقبل رأسه " عا ازيك يا ولا اتوحشتك جوي " 

" وإني كمان توحشتك جوي يبا "     


" اخيرا طرينا علي بالك يا معلم " قالت زينات بغنج وهي تضع يدها بوسطها بينما ترتدي قميص ضيق يظهر جسدها البض     


" حضري الفطور يا حرمة عايز اكل مع ولدي " 

" عيني يا معلم " قالت لتسير بتمايل متجهه للمطبخ 

" يبوي امك دين عليها خصر " قال متولي هامسا 

" عتقول حاجة يبوي " سال خلف 

" ها لاع يا روح ابوك معجولشي "     


.

.    


أما بالقاهرة ، بقصر الشريف     


كانت تقف أمام المرآة بملامح جامدة و نظرة قوية وهي تصفف شعرها الطويل أما رأسها بمكان اخر فبعد انهيارها بالامس لم تستطع النوم ، قرأت الملف اكثر من مرة و بدأت تضع خطتها بتركيز حاسبة كل خطوة 

و ها هي تعيد ترتيب أفكارها و خطواتها ، فرعد كان محقا هذه المرة ليست كسابقتها و تلك النار ليست كما اعتادت 

تعلم الخطر أمامها و لكن لا مجال للتراجع لقد وعدت باخذ طارها من حماد و لكن اصبح ذلك الطار اكبر و اثقل بكثير فلم يعد طار والديها فقط 

    


فتح الباب فجأة لتدخل جايدة التي شهقت ما أن رأت دانية تقف و تصفف شعرها الذي يصل لركبتها 

" بسم الله ما شاء الله ، واو يا دانية شعرك يجنن " قالت بانبهار 

" ميرسي يا جايدة دا من زوقك " قالت وهي ترفع شعرها كالعادة و تعقده علي هيئة كعكة 

لتتعجب جايدة فمن يكون لديه مثل هذا الشعر الرائع و يكتمه هكذا و لكنها كبحت فضولها قليلا 

" طب يلا الفطار جاهز و علي فكرة ديجا عازمانا النهاردة و مش هتقبل اعذار " 

تنهدت دانية لتومئ لها ، لديها الكثير لتفعله و تفكر به و لكنها لم ترغب برفض طلبها ككل مرة خاصة أنها أحبت خديجة كثيرا 

    


نزلت الفتيات 

" صباح الخير " قالتا معا ليجيبهم الجالسين بابتسامة جميلة 

بينما لم تنزل عين حمزة من دانية يريد الاطمئنان عليها بعد الامس     


جلست دانية بجانب جدتها لتسألها عن صحتها و تطمأن عليها بحديث جانبي  ودي 

ليصدح صوت جايدة " لا بصي انا مش قادرة اكبح فضولي اكتر من كدا ، يعني انتي ماشاءالله عليكي شعرك جنان يهبل شكله و طوله خيال في حد يبقا عنده شعرك دا و يفضل لامه كدا و كاتمه بدل ما يسيبه واخد راحته و يتعايق بيه " 

ابتسمت دانية بخفة 

تمسح درية علي شعر حفيدتها وهي تقول بحزن " اتصدقي فعلا وحشني شكل شعرك زي ما وحشني اشوفك بالالوان "    


نهاد بفضول مماثل لابنتها " ليه يا جوجو هو شكلها ازاي بشعرها مفرود " 

" شكلها حلو اوي يا ماما احنا معانا رابونزل في البيت والله ، طويل كدا لحد ركبتها و شكله غجري  "     


" ماشاءالله يا حبيبتي ربنا يحميكي امال ليه مش بتفرديه كدا و تخليه يتنفس "     


" لاني دائما بعتبر شعري رمز لحريتي و سعادتي و حاليا فانا لا حرة و لا سعيدة عشان كدا لاماة و هفضل لاماة لحد ما اخد طاري و يرجعلي حقي و حق اهلي " قالت بثبات و قوة     


" بردو يا دانية ، انا كنت عارفة .. عارفة دماغك يا بنت عبدالعزيز مش هتجيبيها لبر ، حرام عليكي يا بنتي دا انتي اللي بقيالي مليش غيرك من ريحة شهيرة شيلي الطار من دماغك يا دانية و حقك عند ربنا " قالت بحزن و الم و قد سقطت دموعها     


" متخافيش يا نينة انا عمري ما مسكت سلاح و قتلت حد طاري مباخدوش بالدم طاري باخدو بطريقة تانية ، حقي عند ربنا محفوظ و انا عارفة دا اللي بعمله دا مجرد اني بطفي نار قلبي مش اكتر " قالت موضحة بنفس القوة و الثبات     


" طار دياب اتاخد بالدم يا دانية انتي بتضحكي علي مين ما اللي قتل اخوكي اتقتل و مات " قالت درية من بين دموعها فتصدر ضحكة ساخرة من بين شفاه دانية لتقول     


" مين قالك كدا يا نينة اللي قتل دياب متقتلش اللي قتل دياب انتحر .. بس الصراحة كان شجاع جه لحد بيتنا و اعترف بجريمته و سببه الدنئ و بعدين قتل نفسه قدام عينينا " 

اندهش الجميع لما سمعه     


" انتي بتقولي ايه ، احنا افتكرنا أن عبد العزيز هو اللي كان السبب و أنه قتلوا قدام بيتكوا " قال أحمد باستغراب     


" مين قالك كدا يا انكل بابا بعد حكم الشرطة معملش حاجة لأنه كان واعد داوود و حضرتك عارف إن كلمة بابا سيف ميخونهاش ابدا ، و داوود كان مسافر يعني محدش قتله أو وصي عليه حد و بعدين مراد كان موجود و شاف اللي حصل " أوضحت     


" لا عبدالعزيز و لا داوود طب و انتي يا دانية " قالت درية     


" انا ايه يا نينه مانا قولتلك عمري ما مسكت سلاح و قتلت حد ، الشخص دا كان اوسخ من اني اوسخ ايدي بدمه هو اللي انتحر "     


قاطعهم صوت جوليا تخبرهم أن المائدة جاهزة 

" يلا يا جماعة مش جعانين ولا ايه " قالت وهي تتجه حيث المائدة تاركة الجميع مصدوم و يفكر بما قد حدث منذ سنين عدا الجاهلين بقضية دياب وهم حمزة و جايدة و حتي داليدا التي لا تعلم سوي أنه متوفي 


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل الحادي عشر -

                                          


Vote & comment

    


                      


Enjoy ....

    


                      


خرجت الفتيات متجهات الي منزل خديجة و لاول مرة هناك الفة و تفاعل بين دانية و داليدا 

ركبن السيارة و تحركن غير منتبهات لمن يراقبهن،  

بالجهة الأخري كان " حمامة " رجل حماد الذي كلفه بمراقبة دانية الذي ما أن وقعت عيناه عليها حتي اتصل بسيده علي الفور 

" الو ايه يا كبير ، لقيت البت لسة خارجة من السرايا دلوق اهو " 

: خليك وراها متغيبش عن عيونك واصل و كلم رجالتنا فمصر ياجو ليك اول ما تلاجي فرصة تخطفوها الليلادي عايزها تكون بيدي فاهم     


                      


" تمام يا كبير " أغلق المكالمة ليرسل لبعض الرجال كما أمره حماد وهو لا يزال يتقفي اثر دانية     


أما بالصعيد 

فكان حماد جالسا مبتسما و عيناه تلمع بنصر بعد أن أغلق مكالمته مع حمامة 

" اصباح الخير يا حماد تدوم الضحكة يا خويا " كانت هنادي التي ما أن استيقظت وجدت أمامها وجه حماد المبتسم 

" هتدوم بس يحصل اللي اني عايزه و محيكونش حد قدي يا بت يا هنادي " انهي كلامه ليستقيم و يبدأ يحضر نفسه للخروج     


                      


" واه يا حماد هتخرج أكده معتفطرش معايا " 

" افطري مع امي و اخواتي اني مشغول "     


                      


خرج ليهاتف متولي فورا " أيوة يا متولي جهز حالك و الرجالة هنستلموا الشحنة النهاردة "     


                      


.

.    


                      


وصلت الفتيات منزل خديجة الذي كان عبارة عن فيلا صغيرة ذات تصميم انيق و راقي 

رحبت خديجة بهم كثيرا 

" عارفة يا دانية كنت هزعل اوي لو مكنتيش جيتي " قالت خديجة 

" مانا جيت عشان زعلك انتي والله " 

" حبيبتي يلا تعالوا نعد فالجنينة عملالكوا جو حلو اوي "     


                      


اتجهوا جميعا حيث الحديقة ليجدوا تنسيق جميل و مختلف قد أعدته خديجة من أجلهم حيث ابدلت خديجة الكراسي ب أربعة من ال bean bags يتوسطهم طاولة قصيرة و هناك شمسية فوقهم غير التنسيق الزراعي للحديقة و اشكال الازهار و الورود فكان كانك دخلت جنة من جنان الارض     


                      


" واو يا ديجا الجنينة حلوة اوي " قالت دانية باعجاب 

" دا اقل حاجة عندها ديجا اصلا interior designer شاطرة اوي بس للاسف مش بتشتغل " قالت داليدا بلوم     


                      


" حسين مش عايزني اشتغل و بردو كويس عشان اعرف اخلي بالي من ساري " قالت موضحة    


                      


" بصي انا مش مقتنعة بكل دا انتي المفروض يكون ليكي كيانك " قالت جايدة 

لتوافقها داليدا وهي تقول " و للأسف انا مع جايدة فالموضوع دا " قالت بسخرية لاتفاقها مع جايدة لأول مرة 

دانية " بصي هو انا معاهم طبعا لاني مؤمنة أن مهما كان الراجل كويس و بيحبك لكن لازم تعملي كيان لنفسك و career  بس مدام انتي موافقة و مرتاحة وواثقة فجوزك مفيش مشكلة خصوصا انك لسة بتمارسي مهنتك و هوايتك حتي لو في نطاق ضيق اللي هو بيتك  " 

" انتي عسل اوي والله تدي طاقة إيجابية كدا مش زي البومتين دول " قالت خديجة وهي تضمها 

لتضحك الفتيات و يقضين وقتهن بسعادة و مرح     


                                  


              

                    


.

.    


بشركة الشريف     


كان محمود جالسا مع شقيقه احمد الذي يبدو علي وجهه الهم و الحزن 

" مالك يا احمد بقالك كام يوم مش مرتاح كدا و فكرك مشغول " 

تمهد احمد بتعب " اعمل ايه يا محمود كل ما اكلم سليم يا ميردش يا يتحجج بمشاغيله و رافض يرجع عارف اني كسرت قلبه و جرحته بس كفاية كدا تعبت "     


" مش هقولك قولتلك عشان اللي حصل حصل لكن ايا كان انت عارف كويس ان الخطوبة دي مش هتكمل مهما طالت و كلها وقت " قال محمود باسي    


" للاسف لا حمزة انا اللي مربيه و عارفه عمره ما هيلغي الخطوبة دي و عمره ما هيتقدم خطوة كمان  و زي ما قبلها عشان خاطرنا لو قولنا له علي الجواز هيتممه بردو عشانا " 

" وانا مش هعمل كدا فبنتي يا احمد احنا خطبناهم عشان المشاكل و الظروف وقتها و اول ما داليدا تقرر تلغيها هتتلغي " قال محمود بصرامة     


" ولا انا عايز اعمل كدا فولادي يا محمود الخطوبة دي بعدت سليم عننا و بوظت علاقة الثلاثة ببعض و لو في نسبة ضئيلة أن علاقتهم ترجع تاني فانا مش هدمرها بقرار الجواز " قال أحمد مؤكدا     


محمود " يبقي متشلش هم و سيبها تمشي لوحدها يا اخويا احنا دلوقتي في مشكلة تانية علي دماغنا و لازم نحلها " قال منبها 

" مشكلة ايه بس يا محمود البنت دي بمية راجل ياريت واحدة من بناتي كانت زيها مكنتش شلت هم والله "     


" دانية مكنتش كدا يا احمد و انا خايف عليها دي أمانة عبدالعزيز خايف يحصلها حاجة بسبب جنانها دا ميغركش القوة اللي انت شايفها دي دانية رقيقة جدا من جوا و لولا دماغها اللي زي ابوها كانت غرقت من زمان "     


" وانا دماغ ابوها دي بالذات واثق فيها متقلقش انت و مدام الحرس وراهم خلاص اهدي "     


" ربنا يستر يا احمد "     


.

.    


أما بأحد الكافيهات حيث يتواجد حمزة مع ماهيتاب التي الحت عليه حتي يتقابلان 

" كدا يا حمزة يعني لازم اعد اتصل و اتحايل عشان ترضي نتقابل هو انا مش غالية عندك ولا ايه " قالت ماهيتاب بعبوس 

لترتسم السخرية بعين حمزة وهو يقول 

" ازاي بقا دانتي بنت عمي بردو " 

" يبقي لازم تعرف اني اقرب حد ليك و مستحيل حد يحبك ولا يفهمك قدي عشان احنا دمنا واحد " قالت باغراء و تلميح لتهتف بعدها بغنج " بس بردو زعلانة منك ولازم تصالحني "     


نظر لها حمزة بغير تصديق " لا والله و عايزاني اصالحك ازاي يا ستي " 

" تسهر معايا النهاردة ، في night club تحفة بحب اروحه و نقضي الليلة دي سوا نرقص و نهيص اصل انا بحب الرقص و السهر اوي يا حمزة " قالت وهي تميل إليه     


" و ماله احنا عندنا كام ماهي " قال بسخرية مبطنة لتضحك هي بصخب و سعادة وهي تقول " واحدة و مش هيبقالك غيرها "     


تنهد هو مشيحا برأسه عنها يفكر بحوريته ، لقد بدت جيدة هذا الصباح و لكن لما قلبه لا يزال يؤلمه عليها 

اصبح لا يفهم نفسه كما لا يفهمها     


            


              

                    


.

.    


بالصعيد     


كان غياث يقف مع مجموعة من الشباب الآخرين بمنطقة خالية علي حدود البلد ينظر حوله باستغراب لا يعرف ما يحدث و لكنه متاكد انه بخصوص عملهم المشبوه و الشحنة الجديدة 

دقائق بعدها ليدخل متولي و يقف أمامهم 

" كيفكم يا رجالة ، حضروا حالكم الليلادي هنستلم الشحنة عايزكم تفتحوا اكدة و تاخدو حذركم معايزينش حد يحس بينا ولا الشرطة تشم خبر ، سلاحكم بجيبكم و كل واحد عارف اللي عليه يلا " 

انهي كلامه ليتفرق البقية عدا من غياث الذي لازال يقف لا يدري ماذا يفعل ليقترب منه متولي 

" الليلادي أول عملية ليك ويانا يا ولد الدار خلي بالك زين لان حماد معيرحمش اللي يغلط ولا اللي يبوظ الشغل ، عتسوي كيف ما الرجالة حتسوي لا تتكلم ولا تفتح خشمك واصل هنستلم الشحنة و نرجع لو حصل اي كبسة و لا خيانة من الطرف الثاني هتفتح سلاحك و لا توقفش قتل فيهم غير لو القائد بتاعك قال ، و انتبه يا غياث لو الشحنة عدت علي خير فيدك هتشوف خير كتير و فلوس عمركش شوفتها أما بقا لو حصل اي عوق فالموضوع فانت الجديد معانا و رقبتك قصاد خيانتك " 

قال متولي مستخدما طريقته بالترغيب و الترهيب كما يفعل مع كل مستجد     


" معتخافش يا معلم منيش مستغني عن روحي و لانيش عيل صغير انا عطيتك كلمة و هكون قدها " قال غياث بنبرة واثقة     


" يبقا توكلنا علي الله " قال متولي مربتا علي ظهره ليبتعد عنه غياث متجها لبقية الشباب بكره و غيظ و لكنه يهدئ نفسه متذكرا حديثه مع دانية هذا الصباح     


....    


: مش مصدقة أن كلامك كان صح يا غياث و انا اللي كنت بقول مش للدرجاتي 

: جولتلك قبل سابق يا دانية و عشان اكدة صممت اشتغل عند متولي الكلب دهون حتي و انتي مش موافقة 

: معلش يا غياث بس الموضوع كان صعب اني أصدقه 

: ولا يهمك عموما اني اتكلمت مع متولي و دخلت رجالتهم ، في شحنة جديدة عتوصل قريب و اكيد هيشركوني فيها 

: طيب اول حاجة تخلي بالك من نفسك يا غياث و اوعي تفضح نفسك ولا اللي جواك منا مش مستغنية عنك 

: متخافيش عليا اني اعرف احمي نفسي زين و معيحوصليش حاجة من جوز الخرفان دوهمن 

: متستقلش بيهم يا غياث دول قتالين قتلة و ميهمهمش حد انا بس عايزاك تجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات و تخليهم يوثقوا فيك تعرف مخازنهم و بيتعاملوا مع مين الشحنات دي بيجبوها من مين و بيبعوها لمين وجودك جواهم هيساعدنا جدا و متقلقش رعد معانا في اللعبة دي     


: توكلنا علي الله خلي بالك انتي من نفسك انا شاكك فحماد و مش مرتاح لسكوته فدماغه حاجة ليكي انا متوكد هو مقبلش بيا غير وهو مفكر اني ضدك و هخونك 

: متقلقش عليا انا هنا حوليا كتير بس انت هتكون لوحدك 

: وانا قدها يلا لا اله الا الله 

: محمد رسول الله     


.....    


عاد من ذكرياته لينتبه للبقية و يحاول أن يكون طبيعي مثله مثل الآخرين     


.

.

.    


أما عند الفتيات فقد انهو جلستهن بعد الكثير من المرح و التسلية ليودعن خديجة و يأخذنا طريقهن للعودة الي المنزل 

جايدة من كانت تسوق تجلس بجانبها دانية و خلفهم داليدا المستكينة

لتقطع عليهن فجأة سيارة سوداء ، حاولت جايدة الابتعاد و لكن السيارة خلفهم لتتوقف فجأة بخوف و ذعر مطابق لبقية الفتيات 

ليخرج من السيارة عدة رجال ملثمين متجهين للسيارة 


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الثاني عشر 


                                    

                                          


هاي جايز اول حاجة قبل ما نبدأ البارت كنت عايزة اتكلم فنقطة كتبتها في البارت اللي فات وهو كيان المراه و شغلها 

انا بالتأكيد مش بقول أن الشغل هو كل كيانها لكنه جزء منه ، ممكن تكون نظرتي سوداوية شوية لكن فكروا معايا في اهالي كتير بيمنعوا بنت من التعليم بحجة أنها في الاخر لبيتها و جوزها و للاسف حاليا دا بقا تفكير بنات صغيرة أقصي طموحهم يتجوزوا و يعملوا عائلة ، عايزة اقولكم أن اه دا طموح سامي جدا و لازم تفهموا أن تكوين أسرة اهم حاجة في الوجود لكن التعليم هيفيدك انتي كأنثي فمعاملة زوجك و تربية اولادك 

أما الشغل فدا شئ خاص بيكي تشتغلي أو لا مش مهم بس اهم حاجة يكون معاكي الشهادة و القدرة علي العمل لأن لا قدر الله فاسوء الظروف لو الزوج دا كان انسان سئ مش بيخاف ربنا و حصل انفصال ففي ستات بيجبروا نفسهم علي العيشة و يقولوا هنعيش و ناكل و نأكل عيالنا منين و لا قدر الله حتي لو كان راجل كويس فلاقدر الله توفي هتروحي لمين انا في رأي لازم كل انثي يكون عندها القدرة للاعتماد علي نفسها و متحتجش حد متعلقش حياتها في راجل و دي وجهة نظري     


                      


اسيبكم بقا مع البارت     


                      


Vote & comment     


                      


Enjoy ....

    


                      


خرجت الفتيات من منزل خديجة بعد توديعها و شكرها علي هذا اليوم الممتع ، ليركبن السيارة متجهات الي المنزل 

استلمت جايدة القيادة بعد أن أعلنت داليدا رغبتها بالاستلقاء في الخلف بينما اتخذت دانية المقعد بجانب جايدة     


                      


كانت شاردة ملامحها جامدة و لكن عيناها الكسيرة كالمرآه لما تشعر به 

لا تصدق ما سمعته ، لا تصدق كيف تتلاعب بها الحياة 

وجدت الحب بوقت لا تحتاجه به و رغم عدم اعترافها إلا أن بقرار نفسها تعلم أن ما تشعر به تجاه حمزة ماهو الا الحب ، قررت تناسي تلك المشاعر و المضي قدما لتصدم بحقيقة ابن عمها لتجده يقف بجانبها يهدء من ثورتها و كغير عادتها لا تخجل من الانهيار أمامه لم تفكر به كغريب لا يجب أن يريد ضعفها 

بالامس فقط قررت أن تترك مشاعرها ولا تكبحها و ليتطور حبها لحمزة كما يريد و إن كان لهما نصيب فبعد انتقامها ستتمناه ستتمني أن تكون له و يكون لها 

و لكن اليوم تلك الحقيقة التي كشفت لها اليوم حطمت كل أحلامها و امانيها 

عادت بذاكرتها لساعات قليلة 

.....    


                      


كانت جالسة برفقة داليدا و جايدة تلعب مع ساري الصغير ذو العام الواحد لتدخل خديجة عليهم تحمل صحنا من الفواكه خلفها الخادمة معها ابريق من العصير الطازج     


                      


داليدا " انا بجد لازم أقنع بابا و اسافر البطولة " قالت بضيق و تأفف وهي تضع هاتفها بغضب علي الطاولة 

فللتو رأت صور لمعاذ مع بعض الفتيات المشاركات لتشعر بالغضب و الغيرة يتأججان بداخلها 

جايدة " في ايه يا بنتي طلعتي كدا زي الخازوق و بعدين انتي عارفة انكل مستحيل يوافق " 

داليدا " مستحيل ليه انا هحاول معاه و اقنعه ماهو انا متعلمتش تنس و بقيت شاطرة كدا و خلاص فيها ايه لما اسافر و اشترك فبطولات زي بقيت البنات " 

هتفت بضيق 

دانية " مش شرط بطولات يا ديدا ممكن هواية و رياضة انا فعلا معتقدش أن انكل محمود هيقبل خالص " 

داليدا " يوه بقا طب ايه رايكم أنا هقنع بابا و هسافر ها " قالت بعند و غيظ وهي تتذكر صوره مع الأخريات     


                                  


              

                    


خديجة " داليدا بلاش عند و ياريت تشيلي الفكرة دي من دماغك خالص دا لو حصلت معجزة و انكل محمود وافق فحمزة مستحيل يوافق فبلاش تعملي مشاكل "     


عقدت دانية حواجبها باستغراب فما دخل حمزة برغبات داليدا 

" اوف وحمزة ماله بقا " قالت داليدا بحنق 

لتجيب خديجة بصرامة " عيب يا ديدا و متنسيش أنه خطيبك " 

نفخت داليدا بضيق وصمتت فلا تستطيع أن تتحدث أمامهم بزيف تلك الخطبة و قرب نهايتها 

أما جايدة فعضت علي شفاهها بحذر وهي تلعن خديجة بداخلها و تراقب رد فعل دانية و التي وسعت عيناها بدهشة و استغراب 

خطيبك .. هل هما خطيبان و لكن كيف كيف لم تعرف 

تصنمت لمدة دقيقة لتزدرق ريقها وهي تحاول الثبات و ترسم الجمود علي ملامحها 

مر الوقت و اشتركت معهم بالحديث و المرح دون أن تظهر ما بداخلها     


....    


تنهدت بالم ، هل يعقل أن من دق له قلبها و رأت بعينيه الامان ليس سوي خطيب ابنة خالتها 

ليتها علمت منذ البداية لبنيت بدل الحاجز الف ووضعت بدل الحصن مليون و ما سمحت له بالتسلل الي دواخلها هكذا 

ايعقل أن ما رأته بعيناه و ما شعرته بهمساته و كلماته بنبرته و لمساته من حب و دفء و امان و راحة مجرد كذب 

هل أساءت الفهم أم أنه كان بارع بخيانته لداليدا 

الافكار تعصف بذهنها و التشتت واضح علي وجهها ، تريد العودة سريعا فقط العودة لتعتكف بغرفتها و تفيض بمشاعرها و قهرها لتخرج قوية كالمعتاد     


خرجت من أفكارها علي تصادم السيارة و قيادة جايدة المرتعبة خلف مقودها 

" في ايه " قالت بالتزامن مع داليدا التي سقطت بأرضية السيارة     


" مش عارفة في عربية ورانا و عايزة توقفنا " قالت بهلع لتنظر الفتاتان بذعر لم يلبس الكثير من الوقت حتي أسرعت السيارة ووقفت أمامهم لتجبر جايدة علي التوقف و يرتدون جميعا للامام 

جلست الثلاث فتيات برعب بينما جايدة حملت هاتفها سريعا تتصل بشقيقها الذي ما أن رن هاتفها حتي فتح الرجال ابواب السيارة وهو يصرخون بهن للنزول     


صرخت جايدة برعب لتترك الهاتف و تخرج مع الفتيات     


وقف أمامهم ( حمامة ) ذلك الشاب النحيل خبيث الملامح وهو ينظر إليهم بتمعن 

: يبوي ثلاث ملبنات لولاش عندي أمر بواحدة بس كنت عرفت كيف اتصرف وياكن 

ثم أشار لدانية وهو يقول لرجالته : هاتوها و يلا بينا معايزينش نتأخر اكتر من أكده الكبير جاعد علي نار     


اقترب الرجال من دانية ولكن يوفقهم سيارة الحرس التي توقفت و بدأ اشتباك مصغر بينهم و بين رجال حمامة     


كانت الفتيات تصرخ وهن مختبئات خلف السيارة 

ليصدح صوت دانية المزمجر بهما 

" اركبوا بسرعة بسرعة " ركبت الفتاتان لتأخذ دانية المقود و تبدأ القيادة بسرعة و تهور     


.

.

.    


بمكان اخر تحديدا شركة NH     


كان حمزة جالسا خلف مكتبه ، لقد انهي أعماله لليوم تمهد وهو يتذكر أحداث الصباح متمنيا أن يحل منتصف الليل سريعا ليراها 

ولكن هل ستخبره أن سألها ، هل ستشاركه بقصة دياب و موته     


            


              

                    


قاطعه طرق الباب لتدخل سكرتيرته خلفها ماهيتاب 

أشار حمزة للسكرتيرة بينما دخلت ماهيتاب وهي تجلس علي المكتب أمامه 

" المفروض أن انت اللي تيجي تاخدني عشان اصالحك  بس مش مشكله انا شارية مصالحتك دي اوي فجيت انا اخدك مش يلا ولا ايه " قالت بغنج 

كانت ترتدي فستان سهرة قصير يصل لمنتصف فخدها يظهر بشرتها السمراء الجذابة و تترك شعرها البني مصبوغ أطرافه بالاشقر منسدلا بشكل اجعد ليصل اسفل كتفها ، و تضع مكياج راقي يليق بسمارها و يبرز عيناها التي تحتوي علي عدسات خضراء     


نظر لها حمزة من أعلي للاسفل هي جميلة لاشك في ذلك و لكنها ليست من تحرك بداخله شيئ خاصة وهو يعلم بقذارة أفكارها هي ووالدها 

أما هي فسعدت كثيرا لنظراته معتقدة انها نظرات اعجاب فهي ماهيتاب السباعي من الذي لن يعجب بجمالها الجرئ     


" و ماله يلا بينا " قال حمزة مستقيما ليرتدي جاكيت بدلته تحت نظراتها المعجبه فخلافا لوسامته الفتاكة ، جسده الرياضي و تلك العضلات المنقبضة اثر رفع ذراعه ليرتدي الجاكيت كانت كفيلة بجعلها تطلق القلوب من عينيها     


تأبطت ذراعه ليخرجا معا من مكتبه و لكن يوفقهم رنين هاتفه 

توقف حمزة ليجيب هاتفه بعد أن وجدها شقيقته جايدة و لكن صدم مما سمع فلاشئ سوي الصراخ من الفتيات ثم صوت إطلاق نار 

" جايدة جاااايدة ردي الو الووووو " كان يصرح بالهاتف عل تجيبه شقيقته و لكن لاشئ 

تجمع حوله بعض العاملين بقلق من ضمنهم علي 

" في ايه يا حمزة " قالت ماهي باستغراب وقلق ليتجاهلها     


أغلق حمزه هاتفه ليشغل برنامج ال GBS و يتعقب شقيقته بينما يصرخ علي علي " جمعلي كل الحرس بسرعة يلااااا " 

اتجه خارجا من شركته للسيارة برفقة علي الذي أصدر أوامره لجميع أفراد الأمن و اتجهوا متعقبين سيارة جايدة خلف حمزة     


.

.    


بنفس الوقت 

بمنطقة خالية بالصعيد كان غياث يقف مع بقية الشباب منتظرين التسليم 

كان ينظر لترتيب حماد ومتولي ، كيف أمروا باحاطة المنطقة خوفا من حدوث أي مشاكل كحضور الشرطة أو التعرض لخيانة من الطرف الآخر 

كان حماد جالسا علي السيارة بجانبه يقف متولي و الجانب الآخر يقف القائد شاب طويل ذو جسد عضلي و قوي     


دقائق أخري من الانتظار لتصدر الإشارة وهي عبارة عن إضاءة كشافات السيارة ثلاث مرات ، أشار حمزة لأحد الرجال برد الإشارة 

لتتقدم بعدها عدة سيارات يخرج منها عدد من الرجال المسلحين مثلهم و هناك القائد وسطهم رجل قصير ذو جسد عريض 

" يا مراحب بأبو عريش نورت " قال حماد 

" المعلوم يا حماد و ياريت ننجز " 

أشار حماد لأحد الرجال الذي كان يحمل حقيبة كبيرة ليضعها علي الأرض ثم يفتحها فيظهر مبلغ مهول من المال     


أشار ابو عريش للرجال فينزلوا عدد من الصناديق الكبيرة و الثقيلة محملة بالأسلحة 

يتم التبادل بهدوء و غياث يراقب ما يحدث بهدوء ظاهري لا يصدق أنه جزء من تلك الجريمة و لكن عزاءه الوحيد فكرة تدميرهم بالنهاية و القضاء علي اذاهم     


.

.

.    


عودة للفتيات 

كانت دانية تقود بسرعة هائلة و طريقة جنونية فيبدو أن أولئك الرجال قد انتهوا من الحرس و ها هم يطاردونهم مجددا 

هي تعلم من هم فحديث ذلك الضعيف منهم يثبت أنهم من طرف حماد ، تشعر بالغيظ خاصة و أن الفتيات معها تقلق أن يصيبهم مكروه بسببها     


رن هاتف جايدة التي اجابت بلهفة وصوتها متقطع من البكاء 

" حمزة الحقنا في عربية ماشية ورانا ... معرفش دانية يتهرب منهم بس هما ورانا ... بسرعة يا حمزة انا خايفة ... "     


بالجهة الأخري كان حمزة الذي حاول الاتصال بجايدة علها تجيبه و يهدأ قلبه قليلا خاصة بعد أن وصل لموقعهم الاول ووجد الحرس و الذي كان عددهم ثلاث مصابين     


وجد أن الخط فتح ليتحدث بلهفة " جايدة " 

و لكن يقابله صوتها المرتجف الباكي 

" حمزة الحقنا في عربية ماشية ورانا "

" اهدي طيب انتو فين " 

" معرفش دانية بتهرب منهم بس هما ورانا " ما أن سمع اسمها أصبح قلقه أضعاف 

" متخافيش انا جاي مش هيحصلكوا حاجة " قال بقوة  

ليجد صوتها المرتجف وهي تقول " بسرعة يا حمزة انا خايفة "     


أغلق الخط وهو يضرب المقود بقوة و غل ليضغط بنزين اكثر وهو يدعو الا يصيبهم سوء فهناك شقيقته الحبيبة و ايضا تلك الحورية التي أعادت نبض قلبه     


كانت دانية تقود و تدخل بشوارع و حواري مختلفة لتتحدث لهم " انا هقف فاي حتة دلوقتي تنزلوا و تستخبوا و اول ما العربية تمشي ورايا تهربوا انتوا " قالت لهم بصرامة و لكنها وجدت الرفض و العصبية من الاثنتين 

" انتي هبلة لا طبعا دوسي بنزين انتي و هنهرب منهم بسرعة " قالت داليدا رغم خوفها 

" بسرعة يا دانية اصلا حمزة جاي "     


اضطرت دانية لتكمل بقلق و خوف تحت إصرار الأخريتان دقائق بعدها من المطاردة ليجدوا عدد من السيارات يحاوطهم و يحاوط السيارة المطاردة لهم و سيل من الرصاص أصبحوا يتبادلونه من السيارات مما افزع الفتيات و اجبر دانية أن توقف السيارة 

اخفضت الفتيات رأسهم للاسفل و اصبح لا يسمع سوي صراخهم مع صوت إطلاق النار     


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل الثالث عشر


Vote & comment    


                      


Enjoy ...    


                      


بعد فترة من إطلاق النار المتبادل و إصابة الكثيرين وجد حمامة أنه خاسر لذا و بعد معافرة استطاع الهروب 

ليتوقف بعدها إطلاق النار و اصبح الصمت هو كل ما يحيط بهم 

بالرغم من هدوء الوسط حولهم إلا أن لم تجرأ واحدة من الفتيات أن ترفع رأسها فلازالت قلوبهم ترجف من الخوف 

فجأة يفتح باب السيارة من جهة دانية لتصرخ الفتيات بفزع و لكن تهدأ صرخاتهم و تصدر عوضا عنها تنهيدة راحة مجرد أن رأوا حمزة 

" انتوا كويسين " سألهم ليومئوا له بينما تنزل جايدة بخوف و هي تبكي لتتعلق بحضنه 

اخذ حمزة يهدء بشقيقته بينما عيناه وجدت طريقها حيث دانية 

نظراته المتفحصة القلقة ازعجتها و زادت حنقها منه     


                      


" اركبي يلا عشان نمشي " قال لشقيقته ثم أعاد نظره لدانية وهو يقول " انا اللي هسوق " 

خرجت دانية لتركب بالخلف بجانب ابنة خالتها بصمت دون أن تتفوه بحرف 

اخذ حمزة مقعد السائق لينطلق بينما عيناه اخذت تنتقل بين الطريق و بين دانية التي تجلس بالمقعد خلفه فكان من السهل رؤيتها باستخدام المرآه 

جسدها المتخشب و ملامحها المنزعجة بالإضافة لنظراتها الغاضبة كل ذلك لم يخفي علي حمزة الذي ظن أن ضيقها مما أصابهم و لم يعلم أن كل ذلك بسببه فقط و بسبب نظراته فهو الآن بنظرها مجرد " خائن عديم الحياء " 

كان هذا ما تفكر به دانية فكيف يجرأ أن ينظر إليها هكذا و خطيبته موجودة الا يشعر بأي حرج أو ذنب     


                      


وصلوا اخيرا لقصر الشريف لتهبط دانية سريعا غير راغبة بالتواجد مع حمزة بمكان واحد     


                      


بداخل القصر كان كبار الشريف يجلسون و القلق ينهش قلوبهم بداية من تأخر الفتيات بعد اتصال خديجة و معرفة خروجهم منذ وقت طويل وصولا لاكتشافهم ما حدث للفتيات عن طريق أفراد الأمن     


                      


ما أن دخلت الفتيات حتي أسرعت الأمهات باحتضانهم و الاطمئنان عليهن 

ثم بدأت فقرة العتاب و اكتشاف ما حدث بالتفاصيل     


                      


.

.    


                      


أما بالصعيد 

فكان حماد جالسا مع متولي بيده الشيشة يشرب باستمتاع وهناك ابتسامة عريضة علي وجهه 

" تعرف ياض يا متولي اني مبسوط جوي الليلادي حاسس اكدة أن النهاردة كان يوم حظي " 

ضحك متولي " ايه اللي يبسطك جوي اكدة " 

" منتاش مبسوط اياك ياض داني كنت حامل هم الشحنة دي جوي بسبب العك اللي حصل المرة اللي فاتت منت خابر بس هاه عدت علي خير و الاحلي بقا اني عترت فالبت دانية و شوية و تكون بيدي " 

" جد يا حماد كيف لقيتها " سال متولي بمفاجأة 

" بعت الواد حمامة يراقب سراية خالتها و لقاها هناك ، البت دايرة علي حل شعرها عتخرج من غير كلام ولا سلام بس اني قولتله يأطرها و يخطفها و يجيبها "     


                      


قاطعها رنين هاتف حماد ليجده حمامة ليجيب " فينك لحد دلوق يا زفت " 

حمامة من الجهة الأخري " البت هربت يا كبير كان وراها حرس كتير و الرجالة كلهم اتصاوبو مقدرناش عليهم "     


                                  


              

                    


رمي حماد الهاتف بغضب ليتحطم بالأرض 

صرخ حماد بقهر وهو يسب دانية بكل الألفاظ التي يعرفها 

" ايه يا حماد حصل ايه " كان متولي المرتعب من التغير المفاجئ 

" هربت بنت ال...... هربت بس ماشي انا هوريها جوم معايا ياض جوم " 

خرج حماد غاضبا خلفه متولي     


.

.    


بقصر الشريف     


قصت الفتيات ما حدث الا دانية الصامتة و عيناها التائهة تعبر عن حياتها و تفكيرها العميق     


احمد " الحمدالله أن انتو بخير " قال متنهدا 

" بس غريبة كانوا عايزين ايه منكم الناس دي " قالت فريدة باستغراب و تفكير 

" مش عارفين بس ممكن كانت عملية خطف و عايزين فدية يعني الحمدلله أن حمزة لحقنا انا قلبي وقع لما شاور علي دانية ياخدوها و معرفش كانوا هيعملوا فينا ايه " دق قلب حمزة بقلق ما أن سمع كلمات شقيقته لينظر الي دانية و لكنه لاحظ انزعاجها منه و من نظراته التي تتجنبها كأنها اقسمت الا تتقابل عيناهم ابدا     


" مكنوش هيعملولكم حاجة دول كانوا عايزني انا " قالت دانية بانزعاج 

" قصدك ايه " سالتها جدتها بخوف 

" دول رجالة حماد مسمعتوش لهجتهم و كلام العيل اللي كان محركهم دا " 

" و عرفوا ازاي هو مش حماد جه هنا و مشي متاكد انك مش موجودة " سالتها فريدة بقلق 

" ماهو دور فكل مكان يعرفه و ميعرفوش و اكيد العيل دا كان مراقبنا من فترة " تاففت دانية بعدها وهي تعيد شعرها بيدها بقوة و حنق وهي تقول 

" كدا اللعب بقا علي المكشوف و الخطوة الجاية لحماد اكيد مش هتعجبني " 

" قصدك ايه يا دانية تفتكري هيكون ناوي علي ايه " سألها محمود 

" مش عارفة يا انكل .. عن اذنكوا محتاجة ارتاح شوية " استقامت ذاهبة لغرفتها وهي تشعر بالثقل 

دخلت حمامها لتنزع ثيابها و و تقف اسفل المياه الباردة علها تهدأها قليلا 

.

.    


بجهة أخري 

بفيلا شاكر السباعي 

دخلت ماهيتاب المنزل بعصبية لترمي حقيبتها بغل وهي تتأفف 

" تؤتؤتؤ مالها الحلوة متعصبة لايكون حلقلك ابن ناهد " قال خالد بسخرية ليضحك بعدها باستفزاز 

" خالد بجد مش ناقصاك و عشان ترتاح محلقليش ولا حاجة بس شكل في حاجة عندهم و مش بعيد تكون مصيبة مشفتهوش خرج متعصب ازاي " قالت بانزعاج وهي تجلس بملل     


" ربنا يكتر من مصايبه انتي بقا راجعة متعصبة اوي كدا ليه اوعي يكون صعب عليكي ولا قلقانة عليه "     


" اووووف يا خالد هتفضل طول عمرك سطحي كدا انا متعصبة عشان خطتي متنفزتش النهاردة و هضطر ااجلها، بس مفيش مشاكل انا عارفة هجيبه ازاي "

أنهت كلامها لتستقيم صاعدة الي غرفتها     


.    


.    


أنهت بطلتنا حمامها لتقف أمام المرآة تصفف شعرها بشرود آفاقها رنة هاتفها لتجد انها رسالة من غياث 

" الشحنة وصلت " 

زفرت بضيق هي تشعر بما يشعر به غياث كونهم جزء من قذارة حماد يقهرهم و لكن صبرا فلا تزال اللعبة ببدايتها     


ارتدت منامتها و رفعت شعرها كالمعتاد تلك الفترة لتخرج بعدها الي التراس تستنشق بعض الهواء     


في المقابل كان حمزة جالسا بالحديقة ينتظر نزولها يريد الحديث معها  ، يريد الاطمئنان عليها 

رفع نظره لنافذتها فيجدها تقف ضامة جسدها ترفع رأسها مغمضة العين كانت تبدو بغاية الجمال 

وقف يتأملها لثواني و ابتسامة هادئة مرتسمة علي شفاهه

ولكن سرعان ما اختفت عندما اخفضت رأسها و تقابلت أعينهم 

ملامحها الهادئة أصبحت متهجمة لتعطيه ظهرها و تعود لغرفتها     


تعجب هو مما حدث ، استمر ينظر لنافذتها بعدم فهم حتي استمعت لصوت خلفه 

" مش هتنزل " نظر ليجد شقيقته جايدة تنظر له بحزن واضح     


" جايدة ! بتعملي ايه هنا و .. قصدك ايه ؟" 

اقتربت جايدة من شقيقها وهي تتحدث باسف 

" جيت عشان اتأكد من حاجة .. دانية مش هتنزل النهاردة يا حمزة " 

ملامحه المتعجبة كانت كفيلة لتفهم ما يدور بخلده و تشرح له 

" انا عارفة كنت بشفكوا كل يوم بتعدوا هنا مع بعض تتكلموا احيانا و أحيانا تانية ساكتين  بس كنت مبسوطة و انا شايفاك مبسوط و شايفة عينيك بتلمع ، انا عارفة يا حمزة انك و داليدا مش بتحبوا بعض معرفش ليه اتخطبتوا بس مجرد نظرة من اللي بينك انت و دانية عمري ما شفتها بينكوا عشان كدا كنت مبسوطة ليك انت و دانية "     


كان يستمع لشقيقته تتحدث و عن كم تفهمه جيدا 

" هو انا للدرجاتي كنت مكشوف " سألها بضحكة ساخرة 

" لا بالعكس دائما تقيل و بارد زي عبادتك  بس انا اختك و بصراحة بقا كنت مركزة معاكوا اوي من ساعة اول مرة شفتكوا " 

ضحك حمزة بخفة ليعيد نظره حيث شرفتها وهو يسأل" وليه بتقولي مش هتنزل "     


تغيرت ملامح جايدة العبوس " عشان عرفت انك انت و داليدا مخطوبين .. النهاردة خديجة قالت الموضوع عادي و انا اخدت بالي انها اتفاجأت اوي و كمان في العربية كانت متضايقة و سرحانة و من اللي سمعته عنها معتقدش انها هتنزل تاني "    


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الرابع عشر

                                          


Vote & comment    


                      


Enjoy..    


                      


صباح يوم جديد 

استيقظت دانية لتجلس بغرفتها منعزلة تحاول توقع حركة حماد القادمة و ما يمكنها فعله و لكن لم تتوصل لشئ ، ربما يحاول خطفها مجددا أو يهجم علي فيلا الشريف و لكن كل الاحتمالات التي توقعتها لن يستفيد منها بشئ 

بالإضافة لتفكيرها الشديد بحمزة و داليدا 

تشعر بالتشتت و ربما هذا ما يجعلها لا تستطيع توقع ما قد يفعله حماد     


                      


بينما بالجانب الآخر حمزة الذي لم يستطع النوم يشعر و كأن ثقلا علي قلبه ولا يعرف كيفية حمله و إزالته 

خطبته من داليدا تصبح هما أكثر فأكثر ، لا يستطيع إلغائها ليس لديه المقدرة بجحد كل ما فعله احمد الشريف و شقيقه من أجله و يترك ابنتهم بتلك الطريقة 

و لكن بنفس الوقت لا يستطيع إتمام الخطبة بالزواج فداليدا مجرد شقيقة له و إن كان فكر سابقا باتمام الزواج لأجل والدها فالان لا يستطيع ذلك بعد ظهور دانية بحياته و مشاعره تجاهها 

ولكن .. يبدو أن عليه المعانة مع تلك المتمردة العنيدة و مشاعره تجاهها 

استقام اخيرا طاردا تلك الأفكار مؤقتا ليتجهز لعمله     


                      


.

.    


                      


بغرفة احمد الشريف 

كان يقف أمام النافذة حاملا هاتفه يستمع لذلك الرنين دون إجابة .. زفر بحنق وهو يرمي هاتفه علي الطاولة     


                      


" مالك يا حبيبي " كان صوت ناهد القلق 

" تعبت يا ناهد تعبت مش عارف اعمل ايه " قال احمد بتعب وهو يجلس     


                      


جلست ناهد أمامه وهي تمسك يده " مش هقولك انا حذرتك لان اللي حصل حصل بس لازم تاخد بالك يا حبيبي أن سليم من يومه حساس ولازم يكون نفسك طويل اوي و انت بتتعامل معاه "     


                      


" مكنش ينفع يا ناهد مكنش هيقبل انها مش ليه غير بالطريقة دي عارف اني كسرت قلبه و كسرت معاه حاجات تانية كتير بس كان الحل الوحيد اللي قدامي ، كان الحل الصح اللي كنت شايفه اقطع أمله فيها و احميها منه وفي نفس الوقت نقدر نقف جنب حمزة من غير حزازية "     


                      


" عارفة يا حبيبي بس كسرة القلب وحشة خصوصا أن سليم كبر و حاطط فباله أن داليدا بتاعته و من حقه و فجأة انت خطفتها منه و اديتها لاخوه .. لو عايز الصراحة يا احمد اكتر حاجة وجعاني علاقة سليم و حمزة اللي اتكسرت ، فاكر عانينا قد ايه لحد ما خليناهم يقبلوا بعض و يعتبروا بعض اخوات كل دا اتهد " 

أطلقت تنهيدة مصاحبة لزوجها ليطبطب هو علي يدها بحنية وهو يقول 

" هتتحل يا ناهد هتتحل بس هو يرد عليا و يرجع و كل حاجة هتتحل "     


                      


.

.    


                      


تجمع الجميع علي مائدة الفطور بصمت وهدوء ، كلن بأفكاره و همومه 

لم يقطع الصمت سوي دوي رنين جرس الباب ثواني ليدخل عليهم حماد و متولي برفقة رجلين آخرين مما جعل دانية تنتفض من مكانها وهي تنظر بدهشة للقادمين     


                      


" انت بتعمل ايه هنا " كان صوت محمود القاسي وهو يقف أمام دانية 

" واه هو ديه ترحيبك بضيوفك يا محمود بيه ولا ايه " قال حماد بنبرة خبيثة     


                                  


              

                    


" انت مش مرحب بيك هنا و انت عارف كدا ..

توقف محمود عن الكلام اثر مسك دانية ليده وهي تقترب من القادمين 

" معلش يا انكل عشان خاطر حضرة الشيخ و العمدة "     


كانت عيون دانية تائهة تحاول التفكير و لكن تشعر و كأن رأسها سينفجر ، مشتتة .. متعبة     


جلس الجميع بغرفة الاستقبال متجاهلين أعمالهم يريدون معرفة المصيبة الجديدة التي جلبها حماد     


" بقا أكده يا دانية دي تربية عبد العزيز الجبران ليكي تهربي بوسط الليالي و مندروش اراضيكي تخلي ولد عمك يقلب عليكي البلد و ميعترش عليكي " قال العمدة بقسوة     


" اهرب ايه يا جناب العمدة كل اللي حصل اني جيت عند خالتي عشان احافظ علي وصية ابويا اللي ابن عمي المبجل كان عايز يخل بيها و بعدين انا دانية الجبران يا عمدة مش انا اللي حد يتكلم عن تربيتها و لا يقول هربت " قالت دانية بلهجة قوية و قاسية وهي ترفع حاجبها بغيظ     


" وصية ايه يا بنتي " سال شيخ البلد بهدوء 

لتنظر هي بسخرية الي حماد بجانبه " قبل ما بابا يموت.. أو قصدي يتقتل كان رفض طلب حماد أنه يتجوزني مش عشان انا رافضة بس لأنه نفسه كان رافض وفي أول يوم عزا الاستاذ حماد جه و قالي أن بعد ثالث يوم عزا هيجي يتجوزني غصب فمكنش بايدي غير اني امشي " شرحت بغيظ     


" حتي لو ، كنتي جيتي ليا و العمدة لكن تختفي أكده غلط يا بنتي و بعدين جاية تجلسي بدار غريب كله رجالة ميصوحش " قال الشيخ ليكمل العمدة 

" ماهياش بسلومنا و لا عوايدنا يا بنت جبران نعد ببيت اغراب و البيت متروس رجالة و محداكيش محرم،  ولد عمك أولي بيكي و اذا كان علي رفض ابوكي لحماد فمهياش وصية ولا تتاخد بالاعتبار وإن كان ولد عمك رايدك فهو أولي بيكي "     


" انت بتتكلم ازاي انت يا راجل انت اتهبلت و بعدين اغراب ايه و محرم ايه انا جوز خالتها و مراد بحسبة اخوها و لحد ما داوود يرجع من سفره دانية مش هتمشي من هنا " 

قال محمود بعدائية    


" ملكش صالح جوز خالتها ايا كنت ولد عمها أولي فيها وألا تكون عتجيب العار لابوها بتربته " قال العمدة بوقاحة لتقف دانية بقوة وهي تنظر إليه بغل     


" وانت مين انت عشان تقولي اعمل ايه و معملش شكلك نسيت نفسك يا عمدة ولا فاكر عشان ابويا مات فحماد بقا مكانه لا كلوا يفوق لنفسه و يعرف الفرق بين عبدالعزيز جبران و بين الجربوع دا ..

قاطعها صفعة قوية من حماد علي وجهها ولكن لم تلبث أن تنظر حتي وجدت حماد يفترش الارض و أنفه ينفذ 

و حمزة يقف أمامها كدرع ينظر إليهم و الشرر يتطاير من عيناه     


" شكلنا ادينالكوا حجم ووقت متستاهلوش يلا من غير مطرود " قال بصوته العميق القوي 

ليقف حماد يرغب بضربه ولكن يحول بينهم الجالسين     


" عشان تعرفوا لما قولت انها فاجرة جابت العار لعائلتها تخرج و تدخل علي كيفها و دلوق ولد البندر هيدافع عينيها و عتتحامي فيه يبقي ايه " قال حماد بحقد باثثا سمومها بعقل كلا من العمدة و شيخ البلد 

حاول حمزة الهجوم عليه مجددا و لكن كان محمود و احمد يقيدون حركته 

" يا ابن ال ....... " شتمه حمزة     


" يبنتي ميصوحش اللي هيحصل بسببك دا و ميصوحش تعدي اهنيه بدون صفة " قال شيخ البلد بهدوء محدثا دانية ليقاطعه حمزة 

" صفة ايه يا شيخنا دانية مراتي انا كتبت كتابي عليها يعني دا بيتها خد بقا ابن ال ..... دا و برا " 

نظر إليه الجميع بصدمة لما تفوه به     


" الكلام دا صحيح يا بنتي ؟ " سال الشيخ بينما وقف كلا من العمدة و حماد الغاضب منتظرين إجابتها 

أما هي لم تستطع الإجابة لاتزال تحت تأثير صدمة ما قاله 

اجن!.. هو خطيب ابنة خالتي كيف يجروء أن يقول شي كهذا     


" اه يا شيخ كتبنا كتابهم امبارح ، حمزة يكون ابن مرات اخويا و كنا متكلمين مع عبد العزيز الله يرحمه قبل وفاته بيومين وهو وافق بس اجلنا كتب الكتاب وكل حاجة لحد ما دانية تفوق شوية من حزنها " قال محمود بدلا من دانية مؤكدا كلام حمزة     


" إن كان كدا فاحنا ملناش حاجة هنا يا عمدة بس كان ضروري الخبر يتعلن في البلد عشان الكلام عموما مبروك يا بنتي و بالرفاء و البنين يلا يا عمدة "     


رحل الشيخ خلفه العمدة أما حماد وقف ثواني يناظر لدانية خلف حمزة بغل و حقد ليرحل بعدها متبوعا بخادمه متولي     


 

🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل الخامس عشر


يقف الجميع صامتا بمكانه يحاولون استيعاب ما حدث منذ دقائق

ليقطع الصمت هجوم دانية المندفع تجاه حمزة " انت ازاي تتجرء و تقول أن انا مراتك انت اتهبلت " صرخت بوحشية مخرجة غضبها و حنقها عليه 

نظر إليها حمزة و لازال الغضب و الحنق يشعان من عيناه  

ليتحدث بصراخ مماثل لها 

" و كنتي عايزاني اعمل ايه اقف اتفرج و هما بيشوهوا سمعتك و بيمد أيده عليكي كمان "

" وانت مالك انت انا كنت اعرف اتصرف بتتدخل بصفتك ايه " صرخت دانية بوحشية و قسوة لا تصدق ما حدث 

تكره شعورها الدنئ بالسعادة لدفاعه عنها و لما قاله ، كيف لي ان اشعر بالسعادة أنه خطيب ابنة خالتي     


                      


" بصفتي راجل و مقبلش اشوف بنت بتضرب قدامي و اسكت و بعدين انتي بتزعقي فيا بدل ما تشكريني اني خلصتك من هم ابن عمك الزفت دا " قال حمزة بحدة و غضب  

" انت مخلصتنيش انت دبستني " قالت دانية لتصعد بعدها الي غرفتها منهية الحديث عند هذا الحد 

ليرحل حمزة هو الآخر متجها لعمله  غاضبا حانقا متجاهلا الجميع     


                      


بينما عائلة الشريف كلها كانت تقف تنظر لذلك الشجار بدهشة غير عالمين ما يجب فعله     


                      


.

.

    


                      


كانت تبكي بقهر و حزن و اشتياق تنظر لصورتها مع عائلتها الراحلة ، كم اشتاقت لهم والدها ، والدتها و شقيقها دياب هي دائما ما تحاول التماسك لتظهر قوية و صلبة أمام الجميع و لكن اوقات مثل هذه تنهار كل حصونها متمنية وجودهم حولها 

نظرت لشقيقها داوود بالصورة ذلك الغائب ولا يدري ما يحدث تتمني رجوعه ليقف بجانبها و يساندها و مع ذلك قلقة من معرفته الحقيقة لا يمكنها خسارة اخر شخص من عائلتها     


                      


طرق علي الباب آفاقها لتمسح دموعها بسرعة بينما دخلت صفية 

وقفت صفية تنظر إليها قليلا لتقترب وهي تقول " دا اني صفية يا ست دانية عايزة تبكي ابكي و خارجي اللي جواكي صدري دائما مطرح ليكي و متحمليش هم لا فيوم نظرتي فيكي تتغير ولا فيوم هشوفك ضعيفة " قالت لتضمها إليها 

لم تستطع دانية التماسك لتنزل عبراتها الساخنة بينما تكمل صفية حديثها " طول عمري عاستقوي بيكي يا ست دانية بس اللي حصل كسر ضهرنا كلنا عشان أكده عنتسندو علي بعضينا ، ابكي و صرخي و كسري لو عتعوزي اهم حاجة في الاخر تعاودي اقوي من الاول "     


                      


.

.    


                      


كان حمزة بمكتبه يتحرك ذهابا و إيابا به يحاول لم شتاته و تجميع أفكاره 

لا يعلم ما الخطأ و ما الصح ، لا يعلم كيف تجرأ و نطق بما قاله " دانية مراتي " 

و كأن رغبته الداخلية خرجت للعن دون استأذان 

كل ما يعلمه أنه لم يتحكم بنفسه و فقد عقله عندما مد ذلك الدنئ يده عليها و كيف صفعها 

لم يشعر بنفسه الا وهو يضربه و ينطق بتلك الكلمات     


                      


توقف أمام نافذة مكتبه وهو يمرر كف يده بين خصلات شعره بينما تنهيدة متعبة خرجت من بين شفاهه     


                      


' هعمل ايه معاكي يا دانية هعمل ايه فعندك و قوتك دي احيانا مش ببقا عارف اصدق القوة دي و لا اصدق دانية الرقيقة الحزينة ، لغز كبير بس الأكبر ازاي دخلتي قلبي بالشكل دا من غير ما احس ماخدش بالي غير و انتي جوايا محتلية قلبي و عقلي و تفكيري 

مش عارف اعمل ايه معاكي و نظرتك ليا اللي اتغيرت ولا اعمل ايه فمشاعري ليك و رغبتي فحمايتك و انك تكوني ليا بتاعتي '     


                                  


              

                    


فكر حمزة لتخرج تنهيدة أخري من ثغره 

" لا دي تنهيدة من القلب اوي مالك يا صاحبي " افاق علي كلام صديقه المقرب علي 

ليمسح وجهه بيده كأنه يخرج تلك الأفكار و يعيد وجهه الصارم و شخصيته القاسية 

" متشغلش بالك انت ، خلينا نشتغل " قال وهو يتجه حيث مكتبه 

ليلحقه علي بقلة حيلة فأن كان يعلم صديقه جيدا هو لن يتحدث الان ، سيتحدث فقط أن شعر بالرغبة في ذلك غير ذلك لن يعلم ما يدور برأسه     


.

.

    


حل المساء 

عاد حمزة من عمله ليجد الجميع جالسا و كأنهم بانتظاره ، حاول تجاهلهم و الصعود لغرفته و لكن صوت زوج والدته أوقفه 

" استني يا حمزة عايزك " 

" افندم " 

" داليدا انتي كمان تعالوا المكتب " قال محمود ليتحرك الاربعة الي المكتب     


" طيب اول حاجة انتوا الاتنين ناويين تكملوا خطوبتكم و تتجوزوا ولا لا " سال احمد بشكل مباشر 

صمت حمزة وهو يدير وجهه لجهة أخري 

أما داليدا تحدثت بانفعال 

" طبعا لا يا انكل انتوا قولتوا انها خطوبة مؤقتة و عدي سنتين و سبب الخطوبة مبقاش موجود انا اصلا مش فاهمة احنا لسة مخطوبين ليه " 

" و متكلمتيش قبل كدا ليه يا داليدا " سألها والدها 

" انتوا قولتوا انها خطوبة مؤقتة و انا كنت مستنياكوا تقولوا أن وقتها خلص " قالت داليدا بضيق     


" يعني متأكدين مش ناويين علي جواز " سال احمد مجددا 

" طبعا لا " قالت داليدا 

" لا يا عمي بعيدا اني معتبر داليدا اختي مش هتجوزها انا بالذات و احطم اخر امل ممكن سليم يرجع بيه كفاية اني طعنته بالخطوبة " قال حمزة بضيق و لوم 

تنهد احمد بحزن و ضيق علي ذكر ابنه بينما تصنمت داليدا     


" مدام متفقين يبقا المأذون هيجي بكرة و هتكتب كتابك علي دانية " قال محمود منهيا التوتر الحادث لينشئ توتر اخر بداخل حمزة المتفاجئ 

" مدام قولت انها مراتك قدام العمدة و شيخ البلد لازم يتحقق لان الزفت حماد دا اكيد هيدور ورا اللي انت قولتوا ولو اكتشفوا انها مش حقيقة ساعتها كرامة دانية و عبد العزيز الجبران هتبقا في الارض ، فهتتحمل مسؤولية كلامك " شرح احمد 

    


خرج الجميع تاركين حمزة بقلب صاخب و نبضات مجنونة ، ايعقل أن تتحقق رغبته فقط هكذا 

ارتسمت ابتسامة خفيفة علي وجهه ليخرج هو الآخر هابطا حيث الجميع موجود     


" ها كلمتوا دانية " سال محمود موجها حديثه لزوجته و حماته 

زفرت فريدة بتعب " دماغها ناشفة و رافضة الموضوع تماما " 

"ليه ؟" سال احمد     


عادت درية بذاكرتها عندما ذهبت للتحدث مع حفيدتها     


'

كانت دانية جالسة علي السرير بملامح مكفهرة و ضيق واضح لتجلس هي بجانبها وتمسك يداها 

" بنتي الحلوة الجميلة " قالت وهي تمسح علي وجنتها لتكمل " وحشتني ضحكتك يا دانية ضحكتك اللي من القلب و عينك لما سوادها يلمع من الفرحة دايما لما بشوفك بفتكر شهيرة كانت شقية و مجنونة " 

لمعت عيناها بدموع مماثلة لما بعينين دانية 

" عارفة الهم كان مستعجل عليكي و الحزن و الوجع غلفوا قلبك ، اللي شفتيه فحياتك مش قليل بس انتي قوية ولازم تفضلي قوية " 

هبطت دموع دانية بصمت 

" عارفة انك فاكرة أن ظهرك اتكسر ، عبد العزيز مات و كلوا آبتدي ينهش زي كلاب صعرانة خصوصا بعد اللي حصل النهاردة ، بس اللي حصل النهاردة دا بينلي انا حاجة تانية الظهر اللي انكسر دا ممكن يكونلك ظهر غيره " 

عقدت دانية حاجبيها باستغراب من كلام جدتها 

" حمزة النهاردة وقف قدام حماد عشانك وقال انك مراته ، عارفة دا معناه ايه " 

تحولت ملامح دانية للغضب 

" معناه أنه واحد مريض و متخلف لما يقول أن انا مراته و دا مش حقيقي و لا فوق كل دا وهو خاطب بنت خالتي معندوش اي احترام ليها و لعمو " 

" لا معناه أن انتي و حمزة لازم تتجوزوا بجد عشان لو الموضوع انكشف سمعتك و سمعة ابوكي هتبقي في الارض " قالت درية بحدة 

" سمعتي و سمعة ابويا هعرف احافظ عليها من غيره لكن اللي انتي بتقوليه دا مستحيل يحصل " قالت دانية بحدة مماثلة     


تنهدت الجدة لتتحدث بهدوء " يا بنتي حمزة انسان كويس ، كويس اوي انتي مش متخيلة جوازكم دا هيسعدني ازاي و يشيل عني حمل ثقيل هو الوحيد اللي هبقا مطمنة عليكي معاه وواثقة فيه " 

" انتي ازاي بتتكلمي كدا ، نينة دا خطيب داليدا خطيب بنت خالتي عارفة يعني ايه و انتي عايزاني اتجوزه باي منطق "     


" يا بنتي خطوبته هو و داليدا مؤقتة ..." قاطعت دانية جدتها بضيق " انسي الموضوع دا مستحييييل و بالنسبة لحماد و اهل البلد انا هتصرف " 

" و هتتصرفي ازاي بقا " سالت الجدة بنفاذ صبر 

" معرفش بس هتصرف " صرخت دانية بحدة منهية النقاش لتخرج الجدة خاسرة تضرب كف علي الاخر     


'    


اخبرتهم بما حدث و رفضها التام لحمزة كونه خطيب داليدا و إصرارها علي اغلاق الموضوع تماما 

ليتنهد الجميع     


" انا هتكلم معاها " نطقت داليدا فجأة لتصعد حيث غرفة ابنة خالتها تاركة الجميع يدعون بقبول دانية     


.

.

    


آسفة جدا اتأخرت جامد المرادي بس معلش بقا امتحانات اخر سنة و الحمدلله عدت و أن شاء الله بقيت خريجة 💃😂    


المهم قولولي رأيكم في البارت دا و أن شاء الله الجاي هينزل فاقرب وقت عشان بجد عايزة تخلصها بسرعة عندي ليموت افكار كتييير اوي فشجعوني     


هنزل نوت اخد رأيكم فهنتظر تعليقاتكم عليه عشان علي أساسه هاخد قرار مهم     



      🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


الفصل السادس عشر

                                          


هاي شباب عاملين ايه ؟ 

بما أن بكرة عيد ميلادي قررت احتفل معاكم ببارت جديد 😘     


                      


Enjoy 

    


                      


صعدت داليدا حيث غرفة دانية لتتنهد بقوة وهي تطرق الباب ، دخلت لتجد دانية جالسة علي سريرها و لاول مرة تري حالتها المزرية 

دموعها الناشفة علي وجنتيها شعرها المبعثر باهمال بينما تنظر لصورة بيدها غير شاعرة بمن حولها 

توقعت داليدا انها صورة لعائلتها ، ولاول مرة تشعر بالحنان و الحب لابنة خالتها و القلق من حالتها     


                      


حمحمت بصوتها لتنتبه لها دانية فهي شعرت أنها متطفلة علي ابنة خالتها ، بينما دانية ما أن انتهبت لوجود داليدا حتي مسحت دموعها بقوة و حاولت أن تبدو قوية     


                      


" ممكن اتكلم معاكي " سالت داليدا و لكن لقد اكتفت 

هي حقا قد اكتفت من الكلام لا تريد أن تسمع شيئا يكفي كلام جدتها 

" داليدا انا مش عايزة .." قاطعتها داليدا برجاء 

" لو سمحتي اسمعيني الاول فكري و بعدين انتي حرة بس لازم تسمعيني "     


                      


تنهدت دانية بتعب و ملل لتومئ لها و هي تشير أن تدخل     


                      


جلست داليدا علي الأريكة بينما اخذت دانية الكرسي بجانبها 

زفرت داليدا بتعب لتتحدث " انا هحكيلك علي حاجة الموضوع دا محدش يعرفه غير الكبار بس مكنش عندي جرأة اني اتكلم أو احكي عنه بس حاليا لازم اتكلم معاكي و أنا واثقة فيكي " زفرت بتوتر لتكمل بعدها 

" انتي طبعا عارفة سليم ابن انكل احمد الكبير ، من وانا صغيرة كنت متعلقة بيه اوي كنت شايفاه حاجة كبيرة ممكن عشان كان هو أكبر واحد فينا وهو كمان كان مدلعني اوي ،وقت ما مراد كان يتخانق معايا حد يضايقني او اي حاجة كنت بلجأ لسليم ياخد حقي وهو كان مبسوط من دا ، المهم كبرنا و فضل سليم فنظري اخويا الكبير و سندي و الشخص اللي بلجأله فأوقات ضعفي مع الوقت علاقتنا الثلاثة كانت كويسة حمزة و سليم بقوا اخوات بجد و انا كنت تحتهم الصغيرة الدلوعة و بدل اخ واحد بقا ليا ثلاثة كنت مبسوطة اوي 

مخدش بالي أن سليم مكنش شايف دا مخدش بالي أن سليم كان شايفيني اكتر من اخت ...

 من اكتر من سنتين اتعرفت علي شاب 'معاذ' مدرب التنس بتاعي المهم اني اعجبت بيه جدا و حبيته و الاحساس كان متبادل .. سليم لما اكتشف الموضوع اتحول بقا انسان تاني ضرب معاذ و هدده و زعقلي لأول مرة فحياته قالي مقربش من معاذ دا تاني قالي اني بتاعته هو 

انا اتصدمت اوي و خوفت لجأت لحمزة ساعتها مكنتش فاهمة ايه اللي بيحصل بس رغم كدا مخدش بكلام سليم و فضلت اكلم معاذ و اروحله لحد ما هددني سليم أنه هيموته لو لقاني بكلمه او بتعامل معاه تاني هيقتل اي حد يقربلي 

سليم الفترة دي اتغير اكتر آبتدي يشرب و يعمل حاجات غريبة خلت الكل ياخد باله أن في حاجة من خوفي و قلة حيلتي حكيت كل حاجة لبابا و انكل 

طبعا وقفوا قدام سليم مينفعش اللي انت بتعملوا دا حاولوا يفهموه بس سليم مفهمش و لما لقي أنهم ضده رجع فيوم سكران و حاول يتهجم عليا ، حمزة انقذني في آخر لحظة و بعدها خدوا قرار خطوبتنا انا و حمزة 

لان اي حد تاني غير حمزة سليم مكنش هيسيبوه فحاله بس حمزة مش هيقدر يعمله حاجة ، قولنا انها هتكون خطوبة مؤقتة لحد ما سليم يعقل و يرجع لعقله ،سليم سافر بعدها و اختفي من حياتنا خالص 

انا و حمزة علاقتنا باظت خالص طول عمرنا اخوات و فجأة نلاقي نفسنا مخطوبين غصب فظروف زي دي ، انا لسة بحب معاذ بس مكنتش عارفة اعمل ايه و مكنش عندي الشجاعة أن افسخ الخطوبة دي رغم اني عمري ما هكملها بس دايما رعب رجوع سليم تاني كان واقف قصادي " 

أنهت كلامها لتصمت قليلا ثم تكمل     


                                  


              

                    


" بصي يا دانية انا و حمزة بيكي أو من غيرك مستحيل نكمل وقت من الأوقات خطوبتنا لازم تنتهي ، و فوقت زي دا خدي بنصيحتي و اقبلي حمزة ، حمزة راجل اوي و هيعرف يخلي باله منك حتي لو انتي شايفة انك مش محتاجة دا بس حتي لفترة لحد ما المشكلة تهدي حلي الموقف بس متحطنيش قدامك و اوعي تقولي أنه خطيب بنت خالتك لأن حمزة طول عمره و هيفضل اخ لبنت خالتك مستحيل يبقي اكتر من كدا "     


رحلت داليدا بعد أن أنهت كلامها تاركة دانية بزوبعة أفكارها و كل تلك الهموم علي عاتقها     


أما داليدا فهبطت لهم " بتهيقلي قدرت أقنعها جيبوا المأذون بكرة و حطوها قدام الأمر الواقع و مش هتعمل حاجة " أخبرتهم 

لينظر الآخرون لبعضهم بتعب و امل للغد    


.

.

    


صعدت داليدا غرفتها لتغلق علي نفسها وهي تتكور علي ذاتها بأحد جوانب الغرفة و كل تلك الذكريات أصبحت تطاردها 

لطالما كانت الصغيرة المدللة و لكن فترة شهران قضتهم برعب سليم كفيلان بملاحقتها حتي اليوم 

لن تنكرر شعورها بالحزن و الذنب تجاه سليم و عمها و لكن قلبها ليس بيدها كما أن حب سليم غير طبيعي 

مهما حاولت أن تعيد صورة سليم بطلها المغوار و ذلك الأخ الذي تفتخر به تخرج أمامها صورته منذ سنتين وهو شارب ثمل يتلمس جسدها بقسوة و غصب يخبرها انها له و لن تكون لغيره 

تتذكر نبرته الشيطانية وهو يهددها بموت معاذ ، معاذ الرجل الوحيد الذي نبض له قلبها الصغير و تمنت حبه و رفقته 

هل سيعود سليم ، هل سيعاد ما حدث منذ السنتين ؟ 

ام قد انزاح هذا الهم و انطوي ؟ 

اذا ، هل سيكون لها فرصة مجددا مع معاذ ، هل ستكون صفحة جديدة و طاقة امل لعلاقتهم ؟     


تمنت و تمنت حتي غفت بين أفكارها و أحلامها و مخاوفها     


.

.

.

    


صباح يوم جديد يحمل حياة جديدة و مسمي جديد لشخصيات و احداث أخري     


كان محمود الشريف جالسا أمام دانية بغرفتها 

" دانية المأذون شوية و هيجي هنكتب كتابكم ويكون بتاريخ قديم عشان لو حماد دور او حاجة ، عارف انك قلقانة بس ممكن تديني فرصة و ثقي فيا  ، حطي ثقتك فيا و ارمي شوية من حملك عليا انتي بنتي يا دانية و مستحيل ارميكي او افكر اذيكي و حمزة بالذات اكتر حد ممكن اتطمن انك تكوني معاه ، حمزة راجل و قد كلمته لو عبدالعزيز موجود و كتب الكتاب دا جه بطريقة مختلفة كان زمانه اكتر راجل مبسوط لانه دائما كان بيحب حمزة و يمدح فيه " اخبرها 

لتتنهد دانية بتعب 

" ماشي يا انكل اعمل اللي حضرتك شايفه " اكتفت بتلك الكلمات سامحة لهم بفعل ما يريدون فلديها ما يكفيها للان لتدع هذا الأمر لهم فبأي حال لا يوجد حل اخر     


لن تنكرر أن ما جعلها تلين و تقبل بالأمر الواقع هو ما أخبرتها به داليدا ، قضت ليلتها بالأمس تفكر بداليدا و كيف أن لابنة خالتها المدللة ابنة الذوات صاحبة حياة باربي لديها ذلك الجانب المظلم بحياتها 

شعرت بالحزن الشديد لها كلما تذكرت نبرتها المهزوزة وهي 

تحكي ما حدث ، ارتجاف يدها و توتر ملامحها 

ما حدث ترك الكثير بنفس داليدا فليس من السهل أن تثق باحد ثقة عمياء ليخونها بذلك الشكل الفظيع     


ربما لا تعرف جانب سليم من القصة و ربما يكون هو أيضا مجرد ضحية بالحكاية و لكنه ضحية حبه أو هوسه المجنون     


ضحكت باستهزاء وهي تفكر ، الجميع يعاني بطريقة ما بتلك الحياة .. الجميع لديه تلك البقعة السوداء بحياته مهما اختلفت حجمها و شعورها و لكنها موجودة لتذكرك أن الحياة ليست وردية ابدا 

    


بجهة أخري 

كان حمزة المتوتر ، جالسا بغرفته عيناه شاردتان 

هل ستقبل ؟ اذا هل ستصبح زوجته ؟ 

ابتسامة خفيفة ارتسمت علي وجهه لوقع الكلمة بأفكاره 

ليتنهد مزيحا ابتسامته وهو يتذكر نظراتها الأخيرة له و حنقها عليه 

رن هاتفه ليجدها والدته والتي أخبرته كلمتان ثارت بهم مشاعره أكثر 

" المأذون جه " 

ايعني هذا قبولها !

هبط سريعا للاسفل ليجد الجميع متجمع بصالون المنزل 

يجلس المأذون بجانبه عمه محمود كوكيل للعروس ليأخذ هو جانبه الآخر 

طلب المأذون موافقة العروس لتأتي دانية برفقة جدتها لتدلي بموافقتها بملامح جامدة و نبرة قوية     


بدأ المأذون بعمله و حمزة يكرر خلفه غير مصدق ما يحدث لا يشعر بأحد حوله عيناه تائهة بين ما يحدث وقوفها جامدة بجانب جدتها ، يده بيد محمود يغطيهم المنديل 

و اخيرا كلمات المأذون " بارك الله لك و بارك عليك و جمع بينكما في الخير ، الف مبروك و بالرفاء و البنين "     


نظر إليها غير مصدق وهناك سعادة كبيرة بداخله و كان حقل ازهار ينمو بداخل قلبه 

' دانية مراتي ' لقد تحققت كلماته ابتسامة خفيفة جدا ارتسمت علي وجهه 

ولكن قابله جمود نظرة و ملامح دانية التي تناظره ببرود و دون مشاعر     


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل السابع عشر 


                                    

                                          


Vote & comment     


                      


Enjoy ...

    


                      


جالسة بغرفتها أمام مرآتها تنظر إلي ملامحها بشرود ، شعرها الملموم بطريقة راقية خارجا منه بعض الخصلات المتمردة علي بشرتها البيضاء ، عيناها السوداء مغطي جفونها بالظلال الوردي و شفاهها باحمر الشفاه الناعم ليزيد جاذبيتها مظهرا شاماتها ،لجسدها المزين بفستان ذهبي رقيق ناعم يبدو مثاليا عليها     


                      


لا تصدق انها تزوجت و بتلك الطريقة ، ترقرقت عيناها بالدموع وهي تتذكر تخيلاتها لذلك اليوم 

كانت سترتدي فستانا من اختيار والدتها غالبا سيكون فاتح اللون كالابيض أو اللبني الوان والدتها المفضلة ، كانت ستترك شعرها منسدلا ليزيد جمالها بينما تصنع والدتها بعض الضفائر به و تزينه بالزهور فتبدو كحورية خلابة ، ستبكي والدتها وهي تنظر إليها بحب لا تصدق أن صغيرتها كبرت و تتزوج ، سيدخل والدها عليها بجلبابه الصعيدي المميز و هيبته الطاغية و ابتسامة سعيدة يبرزها دموع محبوسة بعيناه ، سيضمها إليه بحب وهو يقبل جبينها و يحيط يداها الصغيرة بين يداه القوية 

كانت ستخرج من غرفتها لتجد اخويها يقفان أمام الباب ببذلاتهم الأنيقة دياب بلونه المفضل الاسود ليبدو وسيما ينافس عريسها بمكانه كان سينظر إليها بعينان لامعه محبة بينما يقف داوود بجانبه ببذلته الرمادية المزكرشة يصفف شعره الطويل بشكل انيق ليبدو وسيما جدا كفريسة لكل العزباوات ليشاكسها بكلمة أو كلمتان من معجمه الخاص 

كانت ستعبر السلم بين والديها و شقيقيها خلفها في سرايتهم الخاصة ، محاطة بدفئ عائلتها و حبهم 

كان والدها سيهدد عريسها بعدم أحزانها و وقتها سينظر له كلا من دياب و داوود بنظرات محذرة 

كانت ابتسامتها ستملأ وجهها     


                      


أفاقت من أحلامها علي وجهها الجامد الذابل بالمرآه لتهبط دمعة يتيمة علي وجهها 

كيف تخيلت ذلك اليوم و كيف اصبح ، نظرت الصورة أمامها وهي تنظر لوجه وجه بهم محاولة استشعار وجودهم صوتهم لمساتهم دفئهم 

و لكن .... فراغ ما شعرت به 

دمعة أخري لتمسحها بسرعة وهي تري الباب يفتح مظهرها جدتها و خالتها بالإضافة لداليدا     


                      


كان جميعهم يرتدون الفساتين و يضعون مستحضرات التجميل يحتفلون بذلك اليوم 

فقد قرر اخوان الشريف بإقامة حفل عائلي صغير للاشهار عن زواج حمزة و دانية خاصة كونهم يعيشون ببيت واحد     


                      


كانت الزغاريط تملأ المنزل لتسمعها دانية اخيرا و كأنها كانت محاطة بفقاعة من الاحلام و التخيلات لتختفي الان و تصطدم بالواقع     


                      


" بسم الله ماشاء الله يا حبيبتي زي القمر الله اكبر " قالت فريدة بحب و سعادة وهي تنظر لابنة اختها الوحيدة 

"ربنا يحميكي يا بنتي زي القمر " قالت درية وهي تمسح دموعها وتنظر لحفيدتها بسعادة بالغة و حب كبير 

" بتعيطي ليه بقا دلوقتي " سالت داليدا بمشاكسة لجدتها    


                      


" فكرتني بخالتك الله يرحمها كانت شبهها تمام يوم فرحها علي عبدالعزيز " قالت درية     


                      


استمعت دانية لحظتها وهي تنظر لنفسها ، هل حقا تشبه والدتها يوم زواجها و لكن لا 

هي تتذكر صور والدتها بذلك اليوم كانت مختلفة ، كانت سعيدة ذات عينان لامعة شعر منسدل حريري و ابتسامة كبيرة     


                                  


              

                    


" كان نفسي تفردي شعرك " قالت درية وهي تمسح علي شعرها بحنو لتستقيم دانية اخيرا و تتحدث 

" هننزل ! "     

    


.

.    

    


بغرفة أخري كان يقف أمام مرآته ينظر لنفسه مرتديا بذلته السوداء متخليا عن الجاكيت ليبقي بقميصه الابيض الملتصق بعضلات ذراعيه فوقها صديرية البذلة السوداء مبرزة عضلات جسده و رشاقته مع بنطاله الاسود ، رش عطره المفضل وهو لا يزال لا يصدق أن هذا يحدث حقا 

هو . اليوم . يحتفل . بزواجه .من . دانية ! 

مشاعر متداخله لا يعرف كيف يفرزها ، سعادة ، قلق ، توتر ، حماس 

هو لا يعرف ، لم يفكر يوما بزواجه حتي مع خطبته من داليدا لم يفكر بالأمر لثانية واحدة و الان هو حقا يتزوج و من الفتاة التي أرادها حقا 

هل قرر القدر و اخيرا أن يحنو عليه و يسعده ! 

لا يعرف شئ و لكنه اخيرا قرر عدم التفكير بشئ و ليكن ما يكن     

    


.

.    

    


هبط من غرفته ليجد الاحتفال قائما ابتسامة خفيفة ارتسمت علي ثغره وكأنه يبدأ يصدق ما يعيشه الان 

" الف مبروك يا وحش والله مش مصدق " كان علي وهو يضمه بسعادة شديدة و إخوة 

" وحياتك انا نفسي لسة مش مصدق " قال بابتسامة صادقة و نبرة مرحة ليضحك علي عليه و يبدأ يسلم علي العدد القليل من الضيوف     

    


قليل من الوقت لتهبط حوريته و تتعلق عيناه بجمالها الأسر لقلبه منذ أول لمحة لها 

افترست عيناه ملامحها البارزة أكثر بفعل القليل من مستحضرات التجميل و فستانها الذهبي الراقي الملتف علي جسدها بمثالية 

حاول قراءة ملامحها لربما يعرف مشاعرها و لكن هيهات فكالعادة فشل أمام ملامحها الجامدة الباردة و نظرتها الخاوية     

    


نغزة بقلبه تجاهلها مهتما فقط بحقيقة احتفال اليوم وهو زواجه منها     

    


.

.    

    


كل شئ كان مثاليا و جميلا الزينة ، الوجوه، الابتسامات و السعادة علي الجميع و لكن ليس بعينها هي ، كانت تري الصورة باهته بدون اي الوان ، وقعت عيناها عليه ابتسامته لصديقه و سعادة عيناه 

لينقبض قلبها عليه ، هل حقا أصبحت زوجته ؟ 

الشخص الوحيد الذي جذبها و جعل قلبها بنبض !     

    


عبست داخلها فبالرغم من ما عرفته من داليدا شعورها تجاه هذا الزواج لم يتغير ، و إن لم تعد تشعر بالذنب أو الضيق لعلاقته السابقة لداليدا و لكن ..

هل اصبح هناك شخص جديد لتخشي خسارته ؟! هي كرهت هذا كثيرا     

    


عندما لم تعرف شيئا عنه غير كونه ابنا لأحمد الشريف تمنت عند نهاية طريقها المظلم تجده نورا في نهايته و يكون بداية لحياة جديدة هادئة و سعيدة 

و لكن كيف تحول الأمر ليصبح جزءا من ظلمة حياتها ، لماذا عليه أن يتواجد بالوقت الذي امتلأ قلبها بحقده و انتقامه 

هي علي شفير حرب لا تعرف أحداثها و نتائجها ، لا يجب أن تفكر بشئ غير انتقامها و حربها لا تستطيع الانشغال باي مشاعر أخري و لا يمكن أن تسمح لقلق الخسارة أن يؤرقها من جديد 

كانت تشعر بالراحة لعدم وجود داوود و دعت كثيرا أن يطيل غيابه حتي انتهاء انتقامها رغم شدة احتياجها له و لكن إن كان موجودا ستكون قلقة و خائفة من خسارته فهو اخر من تبقي لها لعائلتها ، نقطة ضعفها الوحيدة 

لا يجب أن تسمح أن يصبح حمزة نقطة ضعف أخري 

ستغلق علي قلبها و مشاعرها ستقسوا و تركز علي هدفها الأساسي

ستجعله بعيدا عنها و عن حياتها تماما فلا يصبح جزءا من ظلمة حياتها ولا يمس من نيران حربها     

    


.

.    

    


ليلة طويلة امتلأت بالمجاملات و لكن اغلبها كان سعادة حقيقية و فرحة كبيرة فحمزة و دانية ثنائي مثالي لبعضهما البعض 

وأكثر سعادة بذلك الحدث كانت جايدة التي كانت كالفراشة بالحفل تطير و تسجل كل لحظة و ثانية لترفع الصور بعدها معلنة سعادتها البالغة بزواج شقيقها الأكبر 

،خديجة و التي تعجبت الأمر بالبداية و لكن مع فهم الأمر و رؤية السعادة و القبول في وجوه الجميع لم يكن هناك اسعد منها لشقيقها الحبيب خاصة مع فتاة جميلة و مميزة كدانية ، داليدا و التي شعرت بتحرر جزء منها حاملة بقلبها أمنية تحرر الجزء الآخر بارتباطها الرسمي بحبيبها و عدم ظهور سليم ليعكر صفو حياتها 

و بالطبع كبار العائلة من كانوا بقمة سعادتهم لتوافق هذا الثنائي الرائع     

    


.    

    


انتهت الليلة اخيرا ليرحل الجميع و يذهب الجميع كلا لغرفته 

غير حمزة ثيابه و بدأ يجول غرفته بقلب صاخب ، لم يستطيع الحديث معها لم يستطع فهم مشاعرها أو ما تريده 

بعد حرب طويلة مع نفسه قرر الذهاب إليها اخيرا 

وقف أمام غرفتها ليطرق الباب منتظرها لتفتح له 

ثواني لتظهر من خلف الباب مرتدية بيجامة سوداء كعادتها 

عقدت حاجبيها لرؤيته متجاهلة قلبها و نبضاته 

" محتاجين نتكلم شوية " اخبرها 

صمتت قليلا مفكرة لتومئ بعدها وهي تأخذ شالها متجهة للخارج     

    


جلسا ببقعتهم المعتادة بالطاولة خارجا أمام شرفة الحديقة و بجانب حمام السباحة ، صمت مطبق و موتر لا يعرف أحدهما كيف ينهيه ليقرر اخيرا الحديث 

" دانية .. " نظرت اليه لتتعلق عيناهم ثواني بينما يكمل هو متجاهلا نبضاته " من ساعة اخر مرة و اللي حصل مع ابن عمك و احنا متكلمناش كتبنا الكتاب و معرفش رأيك عن جوازنا .." بدأ حديثه بهدوء محاولا اخفاء توتره من الأمر و لكن قاطعته هي 

" المؤقت " قالت لينظر إليها بتيه وحاجبين معقودين 

" افندم ! " تسائل 

" جوازنا .. هيكون مؤقت، بسبب اللي حصل اخر مرة لما جه حماد و موقفك الشهم معايا اتدبسنا في الجوازة دي عموما هيكون لفترة لحد ما هم حماد دا يخلص أو اعرف اتصرف فيه و نقدر ننهي الجواز دا " قالت بنبرة باردة مصدرة نبرة ساخرة أثناء قولها 'موقفك الشهم ' متجنبة النظر إليه 

" انتي شايفة أن جوازنا دا تدبيسة و هيكون مؤقت دا تفكيرك يعني " قال بنبرة مرارة غير قادرا علي السيطرة عليها لتصدر ضحكة ساخرة منه وهو ينظر إليها بغير تصديق 

أما هي حافظت علي موقفها الجامد و تجنبت النظر إليه تماما 

عض علي شفتيه بغيظ ليجلس القرفصاء أمام كرسيها محاصرا لها بين ذراعيه وهو يقول 

" تمام بس طول فترة جوازنا أو تدبيستنا المؤقتة دي فاحنا متجوزين و اشهرنا جوازنا يعني انتي مراتي "قال ناظرت لعيناها بحدة و قوة لترجع هي يظهرها ملتصقة بالكرسي أكثر وهي تقول 

" قصدك ايه .. بص جوازنا دا هيبقي علي الورق بس لحد ما يخلص " 

لمعت عيناه وهو ينظر لوجهها الشاحب و عيناها التائهة بقلق 

" موافق هيبقا علي الورق بس بجانب دا كل حقوقي الزوجية هطالبك بيها " انهي كلامه ليرحل غير موضحا كلامه تاركها متصنمة مكانها تتخبط أفكارها بين كلماته     


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل الثامن عشر


انتشر خبر زواج حمزة السباعي من دانية جبران تاركا العديد من التساؤلات و الكثير من علامات الاستفهام علي رؤوس الجميع و لكن دون اجابات 

.

.    


                      


"ههههههههههههههههههه " كان خالد صاحب الضحكة الصاخبة و المتواصلة منذ أكثر من عشر دقائق بعد رؤية صور حمزة مع زوجته الجديدة دانية بينما تشتعل أخته بجانبه 

"لا بس حلوة العروسة ابن المحظوظة هههههه دا عملها ازاي دي ساب البت و خد بنت خالتها هههههه "     


                      


أغمضت ماهيتاب عيناها بغيظ لتنفجر اخيرا بشقيقها " ما تبطل ضحك بقا و بطل سخافة " 

"سوري يا ميهو بس عجبني ابن عمي والله لا و انا اللي كنت فاكر هيبقي جوز اختي ، الواد طلع انصح منك " 

علق خالد ساخرا     


                      


"انا مش فاهمة مين البت دي اصلا و طلعتلي منين و بعدين ازاي بنت خالة داليدا  " 

"بابا دايما كان بيتكلم عن عبدالعزيز جبران و شركاته و شغلهم الجبار مع عائلة الشريف عشان نسايب و كدا المهم بقا أن عبد العزيز جبران دا مات من كام شهر كدا مبقالوش كتير يعني و اهي فرصة يكوش علي البت و حاجاتها "

شرح خالد ليكمل بعدها بنبرة حقيرة " بس البت صاروخ "     


                      


نظرت اليه ماهيتاب بغيظ " اكتم بقا خليني افكر و اشوف هعمل ايه فاللي طلعتلي دي " 

"تفكري فايه ياختي ماهي خلصت الواد اتجوز اللعبة خلصت خلاص " 

"لا يا خالد اللعبة مخلصتش و مش ماهيتاب السباعي اللي تدخل فلعبة و تطلع خسرانة منها ، حمزة دا هيبقي بتاعي انا وهتشوف " قالت ماهيتاب بخبث و نبرة واثقة بينما أفكارها تذهب للبعيد    


                      


.

.    


                      


أما بمنزل الشريف 

استيقظت دانية علي اتصال أبناء الدار يهنوها بزواجها و يعاتبوها لعدم معرفتهم بالأمر ما جعلها تشعر بالقليل من السعادة و الالفة حتي و إن لم يعلموا حقيقة الأمر و لكن يكفي وجودهم بحياتها الذي يذكرها دوما انها ليست وحيدة لديها عائلة كبيرة و دافئة و إن لم يتواجد والدها و أن توفي عضيدها الاول فلازال لديها كنزها المتروك من قبل والدها الدار و ابناؤه     


                      


هبطت دانية للاسفل لتجد الجميع جالسون يشربون قهوتهم مع القليل من الأحاديث الجانبية ما يدل أنه صباح هادئ 

"صباح الخير " قالت لتجلس بجانب جدتها بينما أشارت لصفية أن تحضر لها كوب قهوة هي الأخري 

" صفية هاتيلها تفطر الاول بدل ما تحرق دمها علي الصبح بالقهوة السودا اللي بتشربها دي " قالت درية بلوم وهي تنظر إليهم فاهمة ما يحدث 

لتبتسم دانية بخفة وهي تشير لصفية بالذهاب و تأخذ منها كوب القهوة 

" هفطر يا نينة متقلقيش بس لازم القهوة الاول "     


                      


ثواني بعدها لينزل حمزة بثيابه الكاجوال عبارة عن جينز غامق و تيشرت جملي " صباح الخير " قال 

ليجيبه الجميع عدا تلك الجالسة تتجنب نظراته ملتهية بكوب قهوتها     


                      


" ماما ممكن تجيبي مفتاح الشقة عشان مستعجل " اخبرها لتبتسم والدته وهي تتحرك لتعطيه اياه

"شقة ايه دي " سالت جايدة الفضولية 

"شقة حمزة من باباه اللي يرحمه " اجابتها ناهد 

" ايه دا بجد ، اول مرة اعرف وانت عايزها ليه دلوقت " 

" هبدأ اجهز فيها مدام اتجوزت لزوم الاستقرار بقا " قال بنبرة خبيثة و ابتسامة جانبية بينما ينظر إلي دانية و التي بدورها ما أن سمعت كلامه حتي شرقت بقهوتها ليضحك هو بخفة 

" يلا عن اذنكم ورايا حجات كتير "     


                      


.

.

.    


                      


بمكان اخر .. بلد آخر     


                      


كان يقف أمام جدار شقته الزجاجي عاري الصدر بجسده المملوء بالوشوم حاملا هاتفه ينظر لذلك الخبر و تلك الصورة غير مصدق ما يراه ، ارتسمت ابتسامة لعوبة علي شفاهه وهو ينظر للخارج بعينان لامعتان     


                      


" Good morning babe , seeing you smile ..um hoping you had enjoyed last night "

"صباح الخير حبيبي ، اراك تبتسم .. امم أمل أن تكون استمتعت الليلة الماضية "

كان صوت فتاة جميلة من الخلف ترتدي تيشرت فقط تاركه جسدها يظهر بشكل مثير بينما شعرها الأشقر مبعثر حول وجهها تتحدث بدلع و مياعة بينما تستند عليه     


                      


نظر إليها بشرود قليلا شعرها الأشقر الذي يصل لمنتصف ظهرها ، بشرتها البيضاء ، عيناها الخضراء الضيقة 

كانت جميلة تشبهها و لكن ليست هي 

" قريب اوي مش هبقى محتاجلك ولا لاشكالك هرجعها هي هتكون ليا و المرادي لا حمزة ولا غيره هيقفوا قدامي " 

قال بتأكيد لنفسه غير مهتما بالتي أمامه عاقدة حاجبيها لا تفهم شيئا مما يقوله     


                      


ليحمل هاتفه مجددا بينما يضعه علي أذنه " الو ، عايزك تصفيلي كل الشغل هنا انا راجع مصر "    


                      


.

.    


                      


أما في صعيد مصر 

كان حماد ذو الأعصاب المثارة يقتاد نارا بعد انتشار خبر زواج دانية في البلد ، ليس فقط من شيخ البلد و العمدة و لكن تكفل أبناء الدار بنشر الاخبار و الاحتفال و توزيع الشربات موعدين بإقامة حفل و مأدبة قريبا علي شرف زواج دانية بأقرب فرصة عند زيارتها مع زوجها     


                      


دخلت والدته عليه لتجده يجوب الغرفة ذهابا و إيابا لا يستطيع الراحة كل ثانية يسب و يشتم و يكسر شيئا 

"حماااد " نادت بصوت عالي و صارم 

"بكفياك يا ولد بطني اللي عتسويه معيغيرش حاجة بنت ال .... سوتها و اتزوجت و دلوق لازمن نغير خطتنا و الا هنطلع من مولد بلا حمص ، ثورتك دي معتغيرش شي واصل "     


                      


"افكر فيه يمه افكر فايييييه و كيف داني هتجنن الشركة و منيش عارف أدخلها قال ايه داوود بيه و دانية هانم و انت بلح يا حماد ملكش فيها و اللي كنت ناويه هدته بنت .... الفاجرة و اتزوجت من ولد البندر و انت يا حماد اضرب راسك فاتخن حيط و انتي تقوليلي نهدي و نفكر و نغير خطتنا اغير ايييييه بس " صرخ بغضب و حنق شديدين     


                      


" الشركة ليها مدخل تاني و مضمون اكتر يا ولدي بس اللي عليه العين يرجع و اني هعرف اتصرف كيف انت روق و ريح بالك املاك الجبران هترجع لينا بالاخير ركز انت فشغلك و حالك و سيب الباقي علي امك " أخبرته بثقة و تأكيد  لينظر لها حماد باستغراب 

" اللي عليه العين!  قصدك مين يمه " سألها 

"قصدي داوود يا روح امك " إجابته بخبث     



🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل التاسع عشر            


"لاع يا بدرية منيش مرتاحة متولي لو عرف هيموتني " قالت عائشة بقلق وهي تنظر لصديقتها 

" يا بت و متولي عيعرف منين هنروح الطريق صد رد ولا من شاف و لا من دري ، همي حالك انتي بس " 

"يا بدرية لا متولي رافض فكرة الحكيم دي خالص " قالت بقلة حيلة 

" يوه يا عائشة متتعبنيش معاكي امال ، يا بت دا اني تعبت علي ما عرفت الحكيم دا و حجزتلك الميعاد دا بيقولوا سره باتع شاطر قوي مفيش واحدة اتعالجت عنده إلا خلفت و بقت ام و بعدين يعني هو متولي يكره أنه يبقي اب ولا ايه يلا بس معيحصلش حاجة يلا يا عائشة متأخريناش " قالت بدرية     


                      


"يوووه يا بدرية خلاص هاجي وياكي و امري لله و ربنا يسترها بقا و متولي ميدراش بحاجة " قالت باستسلام اخيرا وهي تقف لترتدي عبايتها لتخرج مع صديقتها متجهين الي وجهتهم غير عالمين بمن يتبعهم     


                      


.

.    


                      


أما متولي الجالس أمام حماد أمامهم الشيشة يدخنون بشراهة 

"الا جولي يا متولي اخبار الواد غياث ايه " سأل حماد فجأة من الا مكان 

"والله يا معلم اني حاطت عيني عليه من وقت ما دخلنا بينا بس الحق يقال الواد نبيه نباهة و شاطر و لحد دلوق مطلعتش منيه غلطة مركز فاللي عيطلب منه و عينفذ طوالي " اجابه متولي 

"حلو يعني طلع صح معانا مش أكده " 

" أكده و نص يا معلم و بعدين طول ما الفلوس عتجري بيده زيه زي غيره و بعدين متنساش دا ولد فقر و العز اللي عيشوفه ويانا يخليه يبقي كلب لينا " أكد له متولي 

"دام أكده خليه يجيني عايزه فموضوع " قال حماد بحقد يقتاد بعيناه    


                      


.

.    


                      


دخل حمزة شقته المتروكة من والده رحمه الله لينظر إليها و الي جوانبها بحنين و ابتسامة حزينة

شقة حمزة تقع بحي جاردن سيتي ، كانت الشقة التي تزوج بها والديه و قضا بها حياتهم حتي توفي والده ، رغم ظلم أعمامه بعد وفاة والده و اخذ ميراثه و حقه و حق والدته إلا أن ناهد وقفت أمامهم و حاربتهم طويلا و رغم أنهزامها الواضح إلا أنها نجحت بالاحتفاظ بتلك الشقة التي تحمل الكثير من الذكريات الجميلة و الثمينة لكلا من الام و الابن ، بعد زواجها من أحمد الشريف أغلقت الشقة تاركة إياها لطفلها الوحيد كميراثه الوحيد المنقذ من بين انياب اعمامه 

حاول حمزة الانتقال لها بعد بلوغه العشرين و لكن رفض والدته و حزن احمد الشريف وقف أمامه ليقرر ترك أمر الشقة حتي يحين وقتها 

والان هو الوقت المناسب لقد أصبح متزوجا و لابد له من الاستقرار 

كانت الشقة واسعة ذات اثاث قديم و عتيق لم يغيره حمزة ابدا و لكنها نظيفة ذات رائحة عطرة حيث يبقيها حمزة فيأتي إليها كلما ضاق به الحال أو شعر بالعجز أو الاشتياق لوالده 

نظر بأرجاء الشقة كما يفعل كل مرة يأتي بها لتمر لمحات برأسه لطفل صغير يجري بالانحاء و رجل ذو ملامح مبهمة تظهر و تختفي 

ابتسم بخفة لذلك الشعور المحبب لقلبه و اتجه حيث غرفة الصالون ليجلس علي الأريكة العتيقة بينما ينظر لتلك الصورة المعلقة علي الحائط تحتوي وجه والده المتوفي 

بقي يتأملها قليلا وهو ينظر لملامح والده ثم يغلق عيناه محاولا تذكر اي ذكري بينهما 

ولكن لا يتذكر سوي تلك اللمحات التي يحاول الحفاظ علي وجودها بذاكرته حامدا الله عليها 

طفل بسنه ربما ما كان تذكر شيئا و لكنه محظوظ ، محظوظ لتلك الذاكرة التي تطيب خاطره بلمحات من ذكريات يعطيها القيمة حتي وإن لم يتذكرها كاملة     


                                  


              

                    


"اتجوزت يا بابا " قال ليضحك بعدها ثم يسرح قليلا ليكمل غير مفكرا بما يقوله فقط يتحدث مع والده كالمعتاد 

" اسمها دانية ، تبقي قريبة عمي احمد من بعيد صعيدية هه اول مرة شفتها افتكرتها جنية و كنت بعد استعيذ تخيل لحد ما اكتشفت انها بجد 

هي حلوة.. حلوة اوي، اه شفت كتير حلوين زيها و يمكن اكتر بس مش عارف بس فيها حاجة بتشدني حاجة كدا مخلياني شايفها احلي واحدة في الدنيا وآه من حور عينيها عمري ما تخيلت اني هعشق سواد العيون بالشكل دا 

ابنك وقع يا حاج وقع وقعة وحشة اوي ، خصوصا أن بنت اللذينة مرات ابنك عليها عند و مستقوية اوي و ناوية تتعبني معاها 

قال ايه قال جواز مؤقت دا علي اساس اني هسمحلها تمشي بعد ما بقت مراتي ، بس متقلقش علي ابنك قدها و قدود انا هوريها و غلاوتك يا حاج لجننها 

هتشوفها قريب عشان انا قررت اني اجيبها هنا هنعيش هنا،  اخيرا هحس بيك حواليا علي طول 

عارف يا بابا إحساسها حلو اوي حاسس ان ربنا بيعوضني ، بس متقلقش دا مش معناه اني طريت ولا حاجة و هسيب حقك و حقي اخواتك مشوارهم معايا طويل و انا لسة ببدأ معاهم 

انا بس حبيت اطمنك عليا و اقولك أن اخيرا في حاجة عدلة حتي لو صعبة بتحصل فحياة ابنك بدل ما انا علي طول باجي اعد اشتكي و اعيط جنبك " استقام من مكانه ليضع يداه بجيبه وهو ينظر لصورة والده 

" المهم بقا يا حاج بتهيقلي كدا مش هينفع اجيب العروسة و الشقة بالشكل دا للاسف هتضطر اغير شوية عفش و ديكورات و كدا " قال وهو ينظر للشقة ليبدأ يتحرك بها وهو ينظر لقدم العفش و الدهان و الديكورات ليقرر أن يبدأ بمحادثة العمال لتغيير المكان مقررا داخل نفسه أنه سيحاول أن يحافظ علي روح الشقة كما هي فلا يشعر بالغربة بها بعد الانتهاء     


.

.

    


بقصر الشريف 

كانت دانية الجالسة بالحديقة سارحة بأفكارها و بكلام حمزة ، لا تزال لم تفهم معني كلامه ماذا يعني أنه سيطالبها بجميع حقوقه الزوجية و ماذا يعني تصرفه هذا الصباح اي شقة و اي استقرار يتحدث عنه 

تشعر أنها ستجن ولا تفهم شيئا 

خرجت من أفكارها علي رنين هاتفها لتجد انها رسالة من غياث و كالعادة بها اخر الاخبار و المعلومات الجديدة 

تنهدت بتعب وهي تتذكر ذلك الهم الثقيل و العبء المتعب علي ظهرها 

كلما فكرت بالأمر لا تصدق كيف لابن عمها أن يكون شخصا بتلك الوضاعة و الدناءة 

رجل عصابة .. هو ما يصفه صفقات سلاح ، مخدرات و ترويجهم بين الشباب و الصغار 

لا تصدق وجود أشخاص بتلك الحقارة في الحياة الحقيقية لطالما سمعت عنهم بالأخبار و قرأت عنهم في الروايات أو شاهدت تلك الأحداث بالافلام و المسلسلات و لكن فعلا معايشة الأمر خاصة مع معرفة الفاعل و أن يكون قريبا منك لتلك الدرجة لهو أمر مختلف تماما 

أمر مرعب و مخيف وجود أشخاص لا تهتم سوي لمصلحتها الشخصية غير آبهة بكم الحيوات التي يهدمونها بأفعالهم 

يدمرون الشباب فيدمرون الاوطان ثم بكل وقاحة يتحدثون عن الحقوق و يحاولون الوصول للسلطة و القوي ليتمكنوا من توسيع أعمالهم المشبوهة الحقيرة     


تنهدت بتعب محاولة مواساة نفسها فغياث وصل للكثير بوقت قصير و هذا بالتأكيد شئ ايجابي و مع ذلك فلازال أمامهم الكثير لا تستطيع المخاطرة الان ، كما أن قلقها علي غياث رغم ثقتها الكبيرة به تعكر صفو تفكيرها 

فقط مجرد التفكير أنه قد يصاب بأي سوء نتيجة ما اقحمته به تشعرها بالذنب و لكن مجددا غياث هو من اختار الانضمام بذلك الشكل كما أنه ذكي و شجاع وهي تعلم بقدراته جيدا بالإضافة لوقوف رعد بجانبهم ما يعطيها ثقة و اطمئنان أكثر     


رسالة أخري اخرجتها من زوبعة أفكارها 

لتبتسم ابتسامة كبيرة علي وجهها وهي تقول " الله دي حلوت اوي يا متولي اوي "     


"ربنا يديم الضحكة الحلوة دي يا ستي بس ممكن اعرف سببها " نظرت لجايدة الواقفة أمامها بابتسامة جميلة 

" خبر حلو مش اكتر " أخبرتها وهي تغلق هاتفها و تتركه أمامها 

"اممم الخبر دا ليه علاقة بالشقة الجديدة و حمزة ولا حاجة " سالت بفضول و نبرة لعوبة لتعبس دانية 

"لا " 

"ايه التكشيرة دي بس ، طب بقولك ايه ما تحاولي تقنعي حمزة يفضل هنا و تعيشوا معانا مش لازم شقة تانية مش فاهمة انا استقرار ايه اللي بيقول عليه دا " قالت جايدة بعبوس و رجاء     


"جايدة انا معرفش حاجة عن الشقة اصلا و اتفاجئت زي زيك و بعدين يا بنتي انا و اخوكي كتبنا الكتاب من يومين مش اكتر و متكلمناش اصلا أقنع مين انا معرفش حاجة عن اخوكي اصلا عشان اتكلم معاه و اقنعه " شرحت لها     


"اممم طب قوليلي كدا عايزة تعرفي ايه و انا في الخدمة " قالت بخبث وهي تغمز لها 

" و النبي انتي فايقة و انا بقا مش فايقالك خالص " أخبرتها وهي تستقيم من مكانها راحلة بينما تضحك جايدة عليها     


.

.

.    


بغرفة داليدا 

كانت جالسة تنظر لصوره بتوتر ، لقد عاد اخيرا و عاد منتصرا فائزا تشعر بالفخر به و السعادة ، تريد رؤيته باسرع وقت و لكن بالرغم من حماسها فلا تزال متوترة كيف سيكون رد فعله عندما يعلم أنها لم تعد مخطوبة هل سيكون لها فرصة ثانية معه     


ظهر رقم صديقتها المقربة علي الهاتف ' ريم ' 

" هاي يا ريم " 

" شفتي الصور رجع و كسبان كمان النادي كله مش مبطل كلام عليه و ناويين يحتفلوا بيه اخر الاسبوع دا اكيد هتيجي صح " أخبرتها بحماس ما أن أجابت 

" اه شفت مش مصدقة اصلا و مبسوطة اوي بس مش عارفة خايفة اوي و متوترة يا ريم " أجابت بصدق     


" يا بنتي خايفة من ايه اخيرا بعد سنتين تقدري تقفي قدامه من تاني داليدا حبيبته مش خطيبة حمزة السباعي دي فرصتك عشان قلبك يرجع بتبسط تاني يا ديدا " 

"ماهو دا اللي انا خايفة منه يا ريم يا تري هيسمعني و هيدينا فرصة تانية ولا لا مش عارفة و قلقانة اوي "    


" لا بقولك ايه سيبك من القلق و الخوف دا خالص اخر الاسبوع لازم تكوني موجودة الحفلة مفتوحة لكل اعضاء النادي اصلا هتبقي فرصة حلوة تباركيله و تتكلمي معاه " 

"يارب يا ريم يارب بجد " قالت برجاء       


🌹أسوار الانتقام 🌹

للكاتبه  🔥🔥 رحاب زين 🔥🔥


 الفصل العشرون


Vote & comment    


                      


Enjoy ..    


                      


كان غياث جالسا بغرفته بالدار يضع يداه بين خصلات شعره بينما ملامحه مكفهرة لا تعلم ما يخفي خلفها و لكن بالتأكيد ليس شيئا جيدا نظرا لانعقاد حاجبيها الواضح     


                      


دخل بكر عليه " واه يا غياث انت جاعد اهنه و احنا هندورو عليك " سكت بكر ملاحظا حال أخيه " مالك يا اخوي ايه اللي معكننك اكدة " سأله 

" ولا حاجة يا بكر العادي ماهو دا حالي من ساعة ما بقيت مع جوز الرمم حماد و متولي " قال متنهدا 

"لا يا غياث حالك اني اعرفه عدل بس دلوق فيه حاجة تانية معكننة راسك و الا لو الموضوع شوية الخرفان دول فمكنتش هتقعد القعدة دي شايل الهم كان زمانك عمال تتمشي في الحوش و تفكر بتعملوا ايه الخطوة الجاية " أخبره بكر بلوم علي محاولة اخفاؤه     


                      


تنهد غياث بضيق " متشلش همي و انا اخوك اني هعرف اتصرف عموما انا مسافر مصر اليومين الجايين دول و هشوف دانية خليكم انتم بس زي ما انتم الحجات اللي عتجيبوها متقلش ابدا عن معلوماتي و يمكن انتم اهم فتحوا عيونكم " أخبره نبرته الواثقة     


                      


"ولا يهمك كل واحد مننا قايم بدوره و منتظرين النهاية و ناخد حقنا علي احر من جمر " 

"هيحصل هيحصل " قال غياث بتأكيد 

ليهبط الاثنان حيث البقية 

فكان عم درويش جالسا بالحوش حوله الاطفال الصغار يحكي لهم القصص و الحكايات بينما فتيات الدار يعددن الأطعمة و المشروبات و يوزعنها علي الجالسين 

أما الشباب جالسين بدائرة يتحدثون بجو يملؤه الحب و المودة     


                      


.

.    


                      


بمنزل حماد 

كانت تقف أمام مرآتها بينما تنظر لنفسها بابتسامة واسعة مرتدية قميص وردي لاسفل الركبة مجسم عليها بينما يحتوي زيلة علي الكرانيش كما زراعيه الثلث كم بينما فتحة الصدر واسعة ، تاركة شعرها البني عدا من تلك الربطة الوردية ذات القروش الامعة فوق رأسها مزينة وجهها بروج وردي فاقع و داجعة عينيها بالكحل 

وقفت تتغنج أمام المرآة بينما تحسس علي بطنها بسعادة ثم تعيد النظر لنفسها     


                      


دخل حماد الغرفة بملامحه العبوسة بتلك الفترة ليجدها بذلك الشكل بكامل حليها تنظر إليه بابتسامة سعيدة 

" واه ايه اللي انتي عملاه فحالك دا يا بت يا هنادي " 

ضحكت هنادي بغنج " ايه وحش يا حماد لا اكون طالعة عفشة " 

"عفشة مين لاع زي القمر بس ايه اللي طري علي راسك يعني مهياش عوايدك " قال ولازال يفترسها بنظراته لتشعر هي بالسعادة أكثر بينما تقترب منه بغنج و سعادة     


                      


" بس الليلادي غير اي ليلة يا حماد و عندي ليك خبرية إنما ايه هتغير عبوس وشك دهون و معتبطلش تتبسم علي طول " أخبرته 

"واه خبرية زينة قوي اياك طب قولي و فرحيني ربنا يفرح ايامك " اخبرها لتقترب هي منه أكثر لتقول بسعادة 

" هتبقي اب يا حماد اني حامل " 

نظر لها حماد بصدمة 

"عتقولي ايه صح يا بت " سال بغير تصديق 

" صح الصح يا حماد هتبقي اب و اني هبقي ام ام لولدك " أخبرته ليضحك بسعادة شديدة بينما يضمها ويقبل رأسها بغير تصديق ليخرج بعدها خارج الغرفة وهو ينادي علي والدته و اخواته 

" يمه يمه يامو حماد بت يا شيماء يا رغدة جمعوا اهنيه يمه "     


                                  


              

                    


خرج الجميع بخوف ليروا سعادته فيبتسمون عالمين بالخبر 

"هبقا اب يمه هيجيلك حفيد هبقا اب هتبقوا عمات يا بنات هيبقالكوا ولد اخ " قال بسعادة ليضحكوا عليه  و يبدأون يهنونه 

"الف مبروك يا ولدي ها بداية الخير جات " قالت والدته بسعادة 

"الف مبروك يا حماد ، الف مبروك يا اخويا " كانا شيماء و رغدة أختاه بينما يضمانه و يباركان له سعادته     


.

.    


مر اليومان بهدوء علي الجميع 

حمزة مختفي اغلب وقته يذهب للشركة قليلا لإنجاز أعماله ثم يذهب للشقة لمتابعة العمال ثم يعود متأخرا    


أما دانية فغياب حمزة اعطاها الوقت و الهدوء للتفكير بخطتها و حركاتها القادمة ، الشئ الوحيد الذي يقلقها هو حضور غياث و رغبته بزيارتها دون التوضيح     


غياث لا يزال مشتتا ينتظر مقابلة دانية علي احر من الجمر فهو يعلم أنها الوحيدة التي تستطيع فك عقد عقله و ترتيبها     


أما داليدا فقضت اليومان بقلق و توتر و حماس منتظرة رؤية معشوقها حالمة بكيف يكون اللقاء     


.

.    


يوم الحفل     


استيقظت داليدا مبكرا بقلق و حماس لتقرر الذهاب لابنة خالتها اول الامر ، لم تتخيل يوما انها ستلجأ لدانية باي شئ و لكن لا أحد يعلم بأمر حبها لمعاذ غير دانية و مما رأته الفترة الماضية فدانية شخص جيد للحديث معه و ربما أخذ النصيحة     


فتحت الباب بقوة غير مهتمة بآداب طرق الباب أو حالة ابنة خالتها النائمة و التي استيقظت فزعة لما أصدره الباب من صوت قوي 

" في ايه " قالت بفزع وهي تنظر برؤيتها الصباحية المشوشة الباب     


"اصحي و النبي يا دانية محتجالك ضروري " قالت داليدا وهي تقفز بجانبها علي السرير 

فركت دانية عيناها بلطف محاولة ابعاد آثار النوم لتعتدل جالسة بقلق وهي تنظر لابنة خالتها 

" خير يا داليدا علي الصبح في ايه " سألتها 

"معاذ رجع من الالومبياد من يومين و رجع كسبان و النهاردة النادي عامل حفلة بيحتفل بيه و كدا لكل الاعضاء فانا اكيد هروح يعني و كنت بفكر انها فرصة حلوة عشان ارجع اتكلم معاه تاني و يمكن يكون لينا فرصة تانية مع بعض بعد ما فسخت انا و حمزة و كدا فانا محتجاكي تساعديني " قالت بسرعة في نفس واحد لتتنهد بعدها     


"آه .. طيب وانا اساعدك ازاي يعني " قالت دانية بتشتت     


"اولا هتيجي معايا انتي و جايدة جايدة اصلا هتروح بس انتي كمان هتيجي معايا و مفيش نقاش في الموضوع دا ، ثانيا هتيجي تساعديني البس ايه و بعدين تفكري معايا اتكلم معاه ازاي هقوله ايه انا متوترة اوي و خايفة بس بردو مبسوطة و متحمسة مش عارفة يا دانية بس بليز لازم تساعديني " كانت تتحدث بتوتر مملوء بالحماس يظهر من حركات جسدها قفزها المستمر و تلويح يداها غير بريق عيناها و ابتسامتها التي تأتي قليلا ثم تذهب     


لتبتسم دانية بخفة علي ابنة خالتها وهي تشعر بالحب لتلك الحالة التي تراها بها 

" طيب طيب الاول قومي هاخد دش الاول وانتي قولي لصفية تحضرلي القهوة بتاعتي عشان اصحصح كدا و اعرف اركز معاكي و بعدين نتكلم و نعمل كل اللي انتي عايزاه " أخبرتها وهي تتحرك من سريرها متجهة للحمام 

لتومئ داليدا كالطفل بحماس علي كلامها 

" تمام انا هقول لصفية حالا و هستناكي في الآوضة بتاعتي و انتي يلا بسرعة " 

قالت لترحل بعدها مسرعة بينما تضحك دانية عليها بمتعة     


.    


انتهت دانية من حمامها لترتدي ثيابها السوداء كالمعتاد و ترفع شعرها بينما تدخل صفية عليها حاملة كوب القهوة 

" اصباح الخير يا ست دانية ، ست داليدا جالتلي اوصلك القهوة " 

"صباح الخير يا صفية ، اه هاتيها و النبي داليدا فزعتني علي الصبح حاسة دماغي هتنفجر " قالت وهي تحمل كوب القهوة ثم ترتشف منه باستمتاع     


ضحكت صفية " حتي لو متفزعتيش انتي كيف أبا عبد العزيز تمام دماغك متتوزنش علي الصبح غير بكوباية القهوة المرة دين " 

ابتسمت دانية باشتياق " كنت دايما بصحي بدري مخصوص عشان الحق اشربها معاه و نعد نتكلم ولو يوم اتأخرت عليه و شربتها لوحدي كأني مشربتهاش كان هو اللي بيوزن دماغي والله يا صفية مش القهوة قعدته و كلامه ... وحشني اوي " قالت بحنين و حزن كاتمة غصتها بقلبها 

" متأخذنيش يا ست دانية قلبت عليكي المواجع علي الصبح بس اعمل ايه جه فبالي أكده كيف كنت أحضرها ليكوا ويا بعض ربنا يرحمه يارب " قالت صفية بحزن     


" ولا يهمك يا صفية الوجع اللي فالقلب من ناحيتهم مبيتنسيش ولا بيخف و عمري ما شربت القهوة غير و انا فكراه و متخيلاه قدامي ، بالعكس يمكن لما بتكلم عنهم مع حد عرفهم و حبهم زي برتاح " أخبرتها بابتسامة حزينة    


أنهت دانية كوب قهوتها لتخرج بعدها حيث غرفة داليدا و التي كانت مقلوبة رأسا علي عقب ، الأرض و السرير مملوئان بالثياب بينما هي تقف أمام المرآة تجرب شئ لتلقيه بعيدا ثم تأخذ غيره و هكذا     


وقفت دانية مصدومة مما تراه " يخربيتك يا داليدا ايه اللي انتي عملاه دا " قالت 

نظرت إليها داليدا بلهفة لتتجاهل ما قالت كأنها لم تسمع لتندفع إليها وهي تقول 

" كويس انك جيتي تعالي اختاري معايا بسرعة "      


تتوقعوا هيحصل ايه في الحفلة ؟! 


تكملة الرواية من هنا


اللي عاوز يوصله اشعار بالتكمله يعمل إنضمام معنا من هنا 👇👇👇👇👇


انضموا معنا من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close