![]() |
كان لي
بقلم الكاتبه مني أحمد حافظ
الفصل الاول حتي الفصل الثالث
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
كان لها الاخ و الحبيب نسجت معه ذكريات الحب ..
و كانت هي توأم الروح متممة حياتها التي همست لها بأحلامهما و عاشت تشاطرها الحياة هكذا ظنت ..
ل تصحو علي طعنة غادرة منهما لتكتشف ان حبها خدعة و احلامها اوهام تبددت بعلاقتهما سويا لتنهر الحب و تزهده ...
و علي حين غرة تتفاجىء بافتقدها لاتزان قلبها حينما دخل حياتها.. احبها فعاملته كصديق و رفضت حبه.. ليعلمها ان الحب عطاء و ان عطاء قلبه احتواء ...
فهل يفتح قلبها بابه للحب مرة أخري ام ستعاند قدرها ...
الفصل الأول "غيرة مستترة"
---------------------------------
احكيلو يا موج مطروح، على القلب اللي بات مجروح، من فرقة حبيب الروح، روح قولو دا قلبي معاك..
شدو عذب حمله الهواء لتلك الجالسة بشرود على شاطيء البحر تغني بإحساس مفعم بالحب، ولما لا وقلبها غارق حد الثمالة في عشق نبت بأعماقها، فهي تأكدت منذ أبصرت عيناه أنها ولدت لتكون حبيبته هو فقط، تنهدت أمل لتنتفض بغته وتسرع بالمغادرة بعد تذكرها أن الوقت مر سريعا بها وأن عليها العودة للمنزل، وما أن ولجت إلى داخل غرفتها حتى أسرعت نحو خزانتها وأخرجت مذكراتها التي تعتبرها مخزن أسرارها فهي تبوح لها بخواطرها وترسم بين سطورها كل إحساس تشعر به فوجدت نفسها تفصح بمكنون قلبها بيت صفحاتها تقول:-
-أعشق تفاصيل ملامحه، بل صرت أعشق حتى لحظات غضبه، نعم يا مذكرتي العزيزة فهو خالد حبيبي ولما أخجل وأنا أعترف بحبي للبحر والسماء ويبارك أبواي ثريا ومحمد هذا الحب لنا، كم أنا محظوظة لانهما أبواي فقد نشأت وأنا أرى العشق بينهم هو لغة الحوار، فربياني أنا وأختي ضُحى على الحب والإحترام.
-حبيبي خالد صاحب العين العسلية الخاطفة لنبضات قلبي وأنفاسي، حبيبي الذي أطاح بعقلي بجسده الرياضي الذي يدير روؤس الجميع إليه بطول قامته الذي يكاد يصل حد المترين ووسامته وجاذبية محياه، حبيبي الذي يتغني كل يوم بأنه يوم ولدت كان هو من حملني بين ذراعيه وهو الذي أختار لي إسمي، ودائما ما يتحدث بغرور بأنه طلب الزواج مني يوم مولدي وحصل على موافقة أبي وأمي، ليصبح خالد هو محور حياتي، فعلمني أبجدية الحب ودعمني وأنا أخطو أولى خطواتي بجانبه، حبيبي لا أنكر بأنه متسلط يابس الرأس منعني من الإختلاط بغيره وأوصد عليا كل الأبواب والنوافذ ولكنه ملاء أيام حياتي سعادة، والتي كانت ككل حياة يشوبها أحيانا بعض الخلافات بسبب غيرتنا المتبادلة، أحبه لا بل أنا أعشقه، ولا أتخيل أبداً أن يأتي يوماً لا يكون فيه معي، لن أنسي أبداً أنه كان يحثني دوما لأتفوق في دراستي وشجعني على الألتحاق بكليتي رغم أختياره هو لكليه التجارة، خالد أنا دوما أفتخر بك لإنك تحملت مسئولية نفسك منذ كنت مراهقا بعدما توفي والديك لتصبح اليوم ذلك الرجل الذي ملك حياتي وشارك شقيقتي في قلبي.
أبتسمت وهي تفكر في شقيقتها بحبور ومودة وكتبت:-
-ضُحى تبدو كشقيقة عادية تجدها بكل منزل ورغم أنها تكبرني بعامين إلا أنها دوما ما تعاملني بحنان يماثل حنان أمي، أكن لها الكثير من الحب والأحترام بداخلي، ولا أتخيل الحياة أبداً دونها، ما أجمل قامتها الرشيقة التي جعلت الجميع يلقبها بغزال مطروح بشعرها الأسود الذي بدا كليل غاب عنه القمر، وعيناها اللامعة بلونها البني المشرق بالذهب، ووجهها الذي دوماً يبدو كالقلب.
تنهدت أمل وهي تحك رأسها لتعود وتدون بمذكراتها:-
-أأخبرك سراً أنا أحسدها كثيراً كونها ألتحقت لتدرس برفقة خالد بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكما أحببت أظنها أحبت إيهاب الصاوي الذي تقدم لخطبتها سريعاً قبيل إنتهاء عامها الدراسي الأول بالجامعة، وهو زميل وصديق مقرب لخالد لذا وافق والدي على طلبه الزواج من ضُحى ورحب به.
كادت أمل تستكمل تدوين ما تريده حين تذكرت إيمان فلوت شفتيها لخصامهما الذي دام يومان حتى الأن بسبب رغبة أمل الخروج برفقة خالد بمفردها لتهملها إيمان وتمنع نفسها عن الحديث معها رغم أنها تعيش معها بنفس المنزل، لم تستطع أمل أن تنهى ما تكتبته فكتبت:-
-توأمتي إيمان، البائسة، المجنونة، صاحبة التصرفات الطائشة، والضحكة العالية الرنانة التي تجذب إلينا العيون أينما تواجدنا، رفضت وبشدة أن تدخل معي كلية الهندسة، لتشاركهم تجارة القاهرة، فكانت تلك هي المرة الأولي التي نفترق فيها، فنحن معا في كل شيء حتى في نومنا، فمنذ وفاة والدها وهي طفلة في العاشرة وزواج والدتها فور إنتهاء عدتها من رجل جاف ذو قلب قاس متحجر، رفض أن تعيش إيمان مع والدتها، لتطلب والدتها من أمي التي تربطهما الصداقة، أن تعيش معانا، وهكذا أصبحت إيمان ظلاً لي في حياتي، ولكنها بدت لي وكأنها أخرى، لا أعلم لما تغيرت هكذا وأصبحت تدفعني بعيداً عنها.
-مذكرتي العزيزة هل أخبرتك أنني سأنتقل لأعيش بصحبة شقيقتي ضُحى وإيمان وحبيبى خالد بالقاهرة لأبدأ عامي الدراسي الأول بالجامعة، حقا أنا سعيدة فقد رتبت أمتعتي وكتبي تمهيداً لإنتقالي إلى منزل خالتي نعمة وكم أنا سعيدة لإن منزل خالتي سيجمعني بحبيبي و.
أجفلها صوت ضُحى المرتفع، لتتوقف عن الكتابة، ليعلو صياحها المنادي لها:-
-أمل، يا أمل يلا خالد وصل، هنتأخر يا كسلانة هانم.
أسرعت أمل ووضعت مذكراتها في حقيبة يدها، وغادرت غرفتها مسرعة وهي تجيب صياح ضُحى بصياح مماثل وتقول:-
-استنونى أنا جيت أنا.
أعترض خالد طريقها فجأة وأحتواها بين ذراعيه، وجال بعيناه فوق وجهها الذي لونه الحرج بحمرة سلبته عقله، لتشعر أمل بإن أنفاسها التي كانت تتسارع منذ ثوان توقفت فجأة بداخلها وعيناها تحدق بعيناه، سمعت أمل صوت خالد كالشدو في أذنيها يهمس بصوت أجش ويقول معاتبا إياها:-
-هو مش أنا منبه عليكي كذا مرة إنك تمشي على مهلك ومتجريش علشان متتعبيش وصوتك يبقى واطي وتكوني هادية.
ازدردت لعابها وأبتعدت عنه بإرتباك وعيناها شاخصة بملامحه المحببة إلى قلبها وقالت بصوت متلعثم:-
-أنا أنا.
لم تستطع إيجاد كلمات تجيب بها عتابه الرقيق الذي حرك مشاعرها، وجعلها تتمنى لو تبقى طويلاً بين ذراعيه لتنعم بالدفء، ولكنها إنتبهت لإنحراف أفكارها فخفضت رأسها وقالت بصوت مضطرب: -
-خالد أنا بجد أسفة حقيقي مكنش قصدي إني أجري كدا، بس يمكن من الحماسة والخوف لتمشوا وتسيبوني قولت ألحقكم.
إبتسم خالد لبرائتها فقال وهو يلمس حدود وجهها بأصبعه وعيناه تلتهمها بحب:-
-ودا معقول، يعني بتفكيرك وعقلك هل ينفع إني أسيبك، يا أمل دا لو العالم كله مشي هتلاقيني أنا واقف مستنيكي وعمري ما هسيبك يا حب خالد كله.
زاد إرتباكها أمامه ولكنها تمردت على ذلك الأرتباك بعدما تذكرت تحدي إيمان لها بأنها لن تقوى على البوح لخالد بكلمات الحب فهمست وعيناها تغوض بعمق عيناه:-
-خالد أنا بحبك أوي.
توقف إصبع خالد فوق شفتيها ما أن همست بكلمة أحبك وضغط بقوة عليهما وهو يقاوم مشاعره بأن ينصاع لرغبته ويتذوق شفتيها التي عذبته طويلاً ولم يحظى بقبله منها رغم خطبته لها حتى الأن وهمس بصوت أجش مبادلاً إياها أعترافها:-
-وأنا بحبك يا أمل خالد وحب عمره كله وبعشقك فوق ما تتخيلي.
كبح مشاعره فلا الوقت مناسب ولا المكان وأبتعد فجأة حين لاحظ إنجراف مشاعره وأغمض عيناه ليجلي عقله من أفكاره فغادر صوته بنبرة حادة بعض الشيء مما أجفلها:-
-أمل يلا بينا علشان نلحق نوصل القاهرة بدري.
وقفت لثوان تحدق به بدهشة لحدة صوته ولكنها رمت توترها خلف ظهرها وتبعته وهي تحتضن يده بحب، وقلبها يرجف بداخلها بسبب إقترابه منها للمرة الأولي، أحمر وجهها بشدة حين ضغط خالد على يدها بقبضته بقوة تارة وبحنان تارة، فنظرت له وأحست أن عيناها لم تعد ترى أحداً غيره في الحياة.
وغفل العاشقان عن تلك الأعين الحزينة التي تابعت لقائهما منذ البدء لتفر دموعها وتتبعهما بصمت حزين، لتجلس إيمان بجانب ضُحى في مقعد السيارة الخلفي، بينما أحتلت أمل المقعد الأمامي بجانب خالد وبعد مضي بعض الوقت أخرجتأمل كتاباً من حقيبتها وأخذت تقرأ بصمت وعيناها تحدق تارة بالكتاب وتارة بوجه خالد الذي قطب جبينه فأمعنت أمل النظرات به لتلاحظ تصلب جسده وتجهم ملامحه وبدى أمام عيناها شارداً عنها بمئات الأميال، حاولت أمل طوال الطريق أن تخرجه من تلك الحالة الغريبة التي أصبح عليها لتلوذ بعيداً عنه في نهاية الأمر حين زجرها خالد بنظرات غاضبة أرهبتها كلياً.
وصل الجميع إلى منزل الخالة نعمة وقد تملكهم جميعا التعب، ليجدوا نعمة تقف وقد أرتسمت إبتسامة عريضة فوق شفتيها ترحب بهم، فتحت نعمة ذراعيها لتندفع أمل بينهما تقبلها بسعادة لرؤيتها بعد غياب عامين، فأبعدتها نعمة عنها قليلاً وقالت:-
-وحشتيني قوي يا أمل، عارفة إن أنا كنت ناوية اخاصمك علشان مرضتيش تيجي مع أختك الأجازة اللي فاتت، لكن لما عرفت إنك كنتي تعبانة قولت سماح المرة دي، طمنيني يا غالية يا بنت الغالية صحتك عاملة إيه.
صاحت ضُحى وهي تبعد أمل عن ذراعي خالتها بمزاح وقالت:-
-نحن هنا يا خالتو، ولا علشان شوفتي الست أمل هتنسيني، عموما اطمني عمر الشقي بقي، وأمل دي بسبع أرواح زي القطط، والحمد لله الأزمة اللي جت لها راحت لحالها ومجتش تاني بفضل الله.
ربتت نعمة على وجنتي ضُحى بعدما أحاطت وجهها بكفيها وقالت:-
-يعلم ربنا يا ضُحى إن إنتو الإتنين غلاوة واحدة، بس إنتِ عارفة أنا بحب أمل شوية صغيرين زيادة علشان هي أخدت كل ملامح جدتك الله يرحمها، فبحب أبص لها، يعني بحس إني شايفة أمي فيها.
كادت نعمة تسهب في حديثها ولكنها أمتنعت حين لمحت نظرات أمل لخالد فأبتسمت وجذبت ضُحى لتصعد درجات السلم مبتعدة قليلاً عن أمل وخالد بعدما قرأت بعين أمل رغبتها بالحديث معه بمفردها، ولكنها قطبت فجأة حين لاحظت إلتصاق إيمان بخالد ليزداد عبوسها وإحساسها بالمقت لإيمان، لتتذكر أنها السبب الأساسي لكل خلاف يحدث بينها وبين شقيقتها، فزمت نعمة شفتيها لتكمل صعودها إلى شقتها، وبينما تصعد نعمة لاحقت عينا خالد فعاد بعيناه إلى أمل وقال:-
-أمولتي ممكن تسمعي كلام خلودة حبيبك وتطلعي دلوقتي تغيري هدومك وتنامي على طول، أنا مش عاوزك تسهري وتقضي الوقت فالكلام إتفقنا.
اومأت بوجه لونته حمرة الخجل لتنتبه لصوته يضيف:-
-أنا هسيبك بقى وهأدخل شقتي علشان أريح أنا كمان، أحسن أنا حاسس إني مقتول تعب بسبب السواقة من مطروح لحد هنا، عارفة إني بحمد ربنا إن لسه في يومين قبل الدراسة ما تبدأ، علشان نلحق نرتب كل حاجة على مهلنا وكمان أطمن عليكي فكليتك و.
صاحت ضُحى ليوقف حواره مع أمل ويحدق بها ليسمعها تقول:-
-خالد وحياة أمل متنساش تتصل بإيهاب وتبلغه يحضر لي المذكرات بتاعته أحسن موبايلي فاصل شحن وعلى ما أشحنه هكون نمت، يلا تصبح على خير ونشوفك بكرة على الفطار.
لم إيمان تستطع التحمل أكثر فجذبت ذراع أمل ودفعتها لتصعد درجات السُلم رغماً عنها، فنهرتها أمل بعيناها وأشارت لخالد، فعقدت إيمان حاجبيها وقالت تزجرها بصوت حرصت على ألا يسمعه غير أمل:
-إيه هو إنتِ مسمعتيش قال إيه، قال عاوز يرتاح يعني تتفضلي أدامي وأطلعي وبعدين هو إنتِ مشبعتيش منه طول الطريق ما إنتِ كنتي متشعلقة فيه، بقولك إيه يلا اطلعي ادامي وكفايا قوي كدا.
هزت أمل رأسها بالنفي وتبادلت معها الحديث بصوت منخفض:-
-طيب سبيني دقيقة بس هقوله على حاجة وأسلم عليه، أطلعي بس إنتِ وملكيش دعوة.
أحست إيمان أنها على وشك الإنفجار فضغطت على ساعد أمل بغضب وقالت:-
-طيب قبل بس ما تقولي دقيقة ونص بصي على خالتك اللي واقفة إزاي وبتراقب، وماظنش من شكلها إنها هتوافق على وقفتك مع خالد على السلم لوحدكم.
ضربت أمل الأرض بقدمها بتذمر وضيق ونظرت إلى إيمان وقد إمتلأت نفسها بالحنق والسخط عليها وقالت:-
-حاضر يا إيمان بس خليكي فاكرة اللي بتعمليه دا علشان هردهولك.
وصعدت أمل عدة درجات لتستدير إلى خالد الذي وقف أمام باب شقته وقالت:-
-أشوفك بكرة متتأخرش عليا بقى.
أتسعت إبتسامتها وأضافت:-
-خالد مش عاوز تقولي حاجة.
رفع خالد رأسه إليها وبادلها الإبتسامة وقال:-
-إن شاء الله بكرة بعد ما نفطر هاخدكم ونقضي طول اليوم سوا وهبقى أقولك ساعتها على كل اللي عاوز أقوله.
أكملت إيمان دفع أمل حتى ولجت بصحبتها إلى غرفتهما لترى أمل حالة العبوس التي ظهرت على وجه إيمان فرفعت حاجبها بتعجب وقالت:-
-هو إنتِ يعني مكنتيش قادرة تمشي وتسبيني دقيقة مع خالد، على فكرة يعني مكنش هيحصل حاجة وبعدين خالتو عارفة أنه خطيبي وعادي إني أقف أتكلم معاه.
حاولت إيمان تمالك غيرتها فأشاحت بوجهها عن أمل وزفرت بغضب وقالت:-
-على فكرة أنا من واجبي إني أنبهك لكل حاجة إنتِ مش واخدة بالك منها بتصرفاتك مع خالد، يعنى مفروض بعد ما أكلتي دماغه كلام طول الطريق من مطروح لحد هنا، تسيبي له مساحته علشان ميحستش إنك خنقاه ومقيده حريته، يا أمل إنتِ مش بتشوفي نفسك خانقة خالد إزاي كل ما تبقي معاه برا البيت.
بهتت ملامح أمل فتلك هي المرة الأولي التي تحدثها إيمان بتلك الطريقة وتشكك في أنها مصدر ضيق لخالد فشعرت بالحزن بسبب كلمات إيمان التي جعلتها تبدو بصورة المتسلطة واللحوحة، فتمالكت دموعها حتى لا تفر منها أمامها وقالت:-
-على فكرة أنا مش بخنقه يا إيمان، وإنتِ فاهمة كدا كويس، وعارفة إن أنا وخالد بنحب بعض قد إيه ومافيش بينا الكلام دا.
إرتبكت إيمان وشعرت بالقلق بأن تخبر أمل خالد بحديثهما، فأسرعت وقالت وهي تضم أمل إليها:-
-أمل أنا مش عوزاكي تزعلي من كلامي، أنا أنا بنصحك علشان مش عاوزكى تقعي فأي غلط، وعموما يا ستي حقك عليا وبعدين ما إنتِ عارفة إني مش عاوزة أي حاجة تحصل وتزعلكم من بعض، أقولك يلا بينا ننام علشان نلحق نصحى بدري ونلحق اليوم من أوله، ولا إنتِ مش عاوزة تقضي اليوم برا زي ما خالد قال.
تلاشى عبوس أمل وأبتسمت سريعاً وقالت:-
-معاكي حق يلا ننام علشان نصحى بدري أصلك متعرفيش أنا نفسي قد إيه إن الليل يعدي بسرعة والصبح يبقى دلوقتى علشان أبقى معاه.
تمددت إيمان فوق فراشها وتصنعت النوم حتي تأكدت من نوم أمل، فأعتدلت وأستندت إلى وسادتها تحدق بسقف الغرفة، لتستدير وتحدق بوجه أمل بشرود، وهي تتنهد بحزن وتهمس:-
-وبعدين يا أمل هنفضل أنا وإنتِ فالدوامة دي لحد أمته، إنتِ بتحبيه ومش شايفه فالدنيا غيره، وهو بيحبك وعاوزك وأنا ما بينكم، الظروف حطتني وزرعتني فوسطكم علشان تكمل عليا زي ما تكون بتنتقم مني، رغم إن مافيش فرق كبير ما بيني وما بينك.
إنتبهت إيمان إلى حالها فنهرت نفسها قائلة:-
-لأ يا إيمان إزاي تقولي إن مافيش فرق زإنتِ وأمل زي الشرق والغرب، ما تشوفي الدنيا إديتها إيه وإديتك إنتِ إيه، الدنيا إديت ليها كل حاجة الجمال والرقة والبرائة والقلب اللي بيحب الكل والروح اللي الكل بيعشقها، دا كفايا إن مافيش حد بيشوفها إلا وبيحبها وبيعجب بيها، طبعاً دا كفايا عيونها البني الواسعة وشعرها الأشقر واللي أول ما خالد قالها إتحجبي وغطيه نفذت وغطته وخبت جماله تحت الحجاب علشان ميزعلش، بس أنا عمري ما كرهت أمل ولا حتى إتمنيت لها أي حاجة وحشة، إنما غصب عني أنا لا عندي أهل بيحبوني زي أهلها ولا حتى يخافوا عليا ويقفوا فضهري زي والدها وولدتها.
زفرت بألم وعيناها تترقق بالدموع وهمست:-
-أنا عشت لوحدي ومكنش في حد فحياتي غيرك يا أمل إنتِ وخالد وغصب عني ملكني وبقى بالنسبة لي حياتي ودنيتي، وكنت فاكرة إنه عوض الدنيا ليا عن وفاة والدي وجواز أمي من واحد مبيحبش إلا نفسه وبس أناني وقاسي، عاوز كل حاجة لنفسه وبعدني عن أمي وحرمني منها وهي كمان ما صدقت رمتني ولا كأني بنتها الوحيدة اللي ماليش فالدنيا غيرها وجمدت قلبها عليا وطردتني برا حياتها، صحيح إنتِ معايا وطنط ثريا وعمو محمد ومحدش حسسني أبداً منكم إني غريبة، إنما الحبيب حاجة تانية خالص وخالد بالنسبة لي حبيبى وكل حاجة ليا.
تنهدت إيمان ومسحت دموعها التي فرت مع أفكارها وهمست:-
-تعرفي يا أمل إني لحد دلوقتي مصدومة من وقت ما عرفت إنكم موعدين لبعض، ومن ساعتها وأنا بموت فكل ثانية من الغيرة اللي بتكوي قلبي كل ما بتجيبي سيرته أو تفكري فيه، ببقى نفسي أصرخ وأقولك إبعدي عنه خالد ليا أنا وبس، لكن برجع وأفكر فيكي وبحس بالندم إني حبيت حبيبك، وحقيقي مرعوبة لتعرفي حاجة زي دي ومش عارفة وقتها هتفضلى معتبراني توأمتك وأختك زي ما دايما بتقوليلي ولا هتكرهيني.
وكعادتها غفت إيمان ودموعها تجري فوق وجنتيها، ليأتى الصباح بإشراقة تدعو للبهجة، ومن بين صحوها ونومها سمعت إيمان صوت أمل يغرد ويقول:-
-يلا يا كسلانة قومي بقى وإصحي، يا بنتي أنا صحيت من قبلك من بدري.
زفرت أمل بضجر ومدت يدها وهزت إيمان مرة أخرى وقالت:-
-خلاص براحتك خليكي نايمة وأنا هطلع أفطر مع خالد وإيهاب وضُحى.
همهمت إيمان وقالت بنعاس:-
-سبيني أنام خمس دقايق كمان.
أجابتها أمل بمزاح:-
-براحتك بس متلوميش بقى إلا نفسك لو مشينا وسبناكي، تصدقي هتبقى خروجة عسل أوي، وياسلام لو إيهاب يخطف ضُحى ويسبني أنا وحبيبي خلودة لوحدنا ياه.
إنتفضت إيمان واعتدلت فوق فراشها ورمت أمل بنظرات نارية غاضبة وقالت:-
-أنا صحيت يا رخمة وهخرج معاكم ورجلي على رجلكم ومش هسيبك لوحدك أبداً.
ضحكت أمل وهي تهز رأسها بتعجب وقالت:-
-تصدقي إنك إنتي اللي رخمة يا إيمان بقلك أبقى مع خطيبي لوحدنا تقومي تلزقيلنا، عموما أنا لبست ومستنية من الفجر وإنتي أدامك دقيقة ياريت تجهزي فيها وإلا هنهرب أنا وخالد.
أخرجت إيمان لسانها لأمل وقالت:-
-بعينك يا أمل إنتِ مش هتعرفي تهربي بخالد أبداً.
هزت أمل كتفيها بتعجب وأبتسمت، لتبدأ في غنائها وهي تغادر الغرفة، لتتفاجيء بخالد يحمحم وهو يحدق بها بعبوس وبجانبه يجلس إيهاب، فشهقت وتوقفت عن الغناء بوجه لونته حمرة الخجل، لكز إيهاب خالد ومال صوب إذنه وهمس:-
-أنا هطلع البلكونة شوية وأسيبك مع ليلي مراد عيش يا صاحبي وعد الجمايل.
تابع خالد خطوات إيهاب ليقف بدوره ويتجه صوب أمل ويلتقط يدها بين كفيه ويقترب برأسه منها ويقول بعتاب هامس:-
-مش قولنا بلاش تغني لما يبقى في حد موجود، شوفتي إنك بطلتي تسمعي كلامي إزاي يا أمل.
شاكسته بحب وهي تبتسم وتقول:-
-سماح المرة دي يا خلودة أعتبرها آخر مرة يا حبيبي.
ازدرد خالد لعابه أمام دلالها عليه فضغط على يدها ومال فوق وجهها أكثر وقال بصوت أجش هامس:-
-آه منك إنتِ بتخليني معرفش أزعل منك، خصوصا لما بتقوليلي حبيبي وخلودة، وبعدين بقى أمته يا أمل أسمعها منك وإنتِ فحضني لوحدنا وفبيتي.
تسارعت أنفاسها وأصطبغ وجهها بحمرة قانية، فمرر خالد أنامله فوق وجنتيها وأضاف:-
-إيه الفروالة اللي إتزرعت فوق خدودك دي يا أمل اللي يشوف وشك باللون دا يتفكر إني بوستك مثلاً.
شهقت وقد ازداد وجهها إحمرار، لتنتفض مبتعدة عنه حين صدح صوت إيمان الغاضب يقول:-
-أنتو واقفين لوحدكم ليه، وبعدين فين ضُحي وإيهاب أنا بجد مش عارفة إزاي سيبنكم ومش قاعدين معاكم.
تحول خجل أمل إلى ضيق وسخط لتشير إلى صديقتها وتقول:-
-تصدقي إنك بجد مفرق جماعات وهادم لذات، يا ساتر عليكي.
وبعد أن أنتهوا من طعامهم غادروا المنزل ومرت الساعات بين ضحكات ومشاكسات، ونظرات وأمنيات، لتبقى إيمان بين أمل وخالد، رغم محاولة خالد إبعاد إيمان عنهم، خاصة بعد أن أصر إيهاب على أصطحاب ضُحى إلى مكانٍ أخر، حتى يجلس بمفرده معها رغم أعتراض ضُحى ورفضها الأبتعاد عن الجميع، وحين أقبل المساء عليهم توقف خالد عن سيره وحدق بساعة يده وقال:-
-أنا بقول كدا كفايا ونرجع بقى، يعني الوقت بدأ يتأخر ومش حابب إني نعوم تعلقنا بسبب التأخير ولا حتى تفتن علينا من أول يوم للحج فمطروح.
لمحت إيمان شرود أمل عنهما فضغطت بيدها على يد خالد ليرفع خالد حاجبه بإستنكار لفعلتها فحدقت به إيمان بتحدي وقالت:-
-خلينا نتمشى شوية كمان.
وصاحت بصوت أعلى لتلفت إنتباه أمل:-
-ولا إيه يا أمل ما تقولي لخالد يخلينا ساعة كمان يمكن يوافق، ما هو مش بيرفض لك طلب.
أشاح خالد بوجهه عنها وقال:-
-لأ يا إيمان حتى لو طلبت أمل أنا مش هوافق علشان أنا تعبت وعاوز أروح أرتاح وبعدين أنتو متعبتوش على فكرة إحنا من الصبح برا البيت، دا غير إن ورايا حاجات عاوز أعملها وكفايا إني أجلتها إمبارح.
اسندت أمل رأسها إلى ذراع خالد وقالت بصوت مجهد فجأة بعدما شعرت بالوهن:-
-معلش يا إيمان خليها مرة تانية، أنا هتصل بضُحى أقولها إننا هنروح علشان تبقا عارفة وتعمل حسابها و متتأخرش علشان خالتو متزعلش.
تغضن جبين إيمان حينما شاهدت رأس أمل التي أسندتها إلى كتف خالد فزفرت بعصبية وألتفت حول خالد ووقفت بينه وبين أمل لتبعدها عن كتفه وقالت:-
-وماله يا أمل، بس بقولك إسندي على كتفي أنا وبلاش كتف خالد علشان أحنا فالشارع، وبعدين مالك سهتانة على نفسك كدا ليه.
رفعت أمل يدها ولمست رأسها بألم وقالت بصوت ضعيف:-
-أنا حاسة إني تعبانة قوي يا إيمان.
أسرع خالد وجذب أمل لتستند إليه مرة أخرى وهو يحدق بوجهها الشاحب بقلق ليقول:-
-إنتِ ليه مقولتيش إنك تعبانة يا أمل وكنا روحنا بدل المشي دا كله.
كادت أمل أن تطمئنه ولكن إيمان لم تترك لها الفرصة لتتحدث فقالت عنها وهي تبعد أمل عن صدر خالد وتحيطها بذراعيها:-
-على فكرة إنتِ بتدلعي ما تجمدي يا أمل وتبطلي شغل العيال دا، دا إنتِ ناقص تقولي شيلوني أنا رجليا وجعتني.
شعرت أمل بسخف قول إيمان وأحست بالضيق من تصرفها لتمد يدها وتنزع ذراع إيمان من عليها وتتركها وتسير مبتعده عنها، فلحق بها خالد سريعاً بعدما أبلغ صديقه بشأن عودتهم.
الفصل الثاني " خيانة "
------------------------------
بعد عودتهما للمنزل جلست إيمان تزفر بضيق وتهز قدمها بعصبية وهي عابسة الوجه بل وتتعمد تجاهلها لأمل، فنظرت أمل إليها بدهشة متعجبة من تصرف إيمان فأقتربت منها وسألتها:-
-مالك يا إيمان حصل حاجة ضيقتك فالخروجة ولا حد قالك حاجة زعلتك.
رمقتها إيمان بنظرات هامشية ولزمت الصمت فأعادت أمل سؤالها بطيبة قلب لتشيح إيمان بوجهها عنها وهي تزفر بصوت مرتفع وتقول:-
-مضايقة وخلاص يا ست أمل، ولا حرام اضايق كمان.
لم تدري أمل لما تحدثها إيمان بهذا الأسلوب الفج ولكنها تغاضت الطرف عنه وقالت:-
-مش حرام بس أنا مش عارفة إنتِ ليه زعلانة كدا و.
باغتتها إيمان وقالت:
-يعني كمان مش عارفة أنا ليه زعلانة ولا مضايقة وإنتِ السبب.
لم تقوى أمل على أحتمال عجرفة إيمان أكثر، فوجدت نفسها تجيبها هي الأخري بعصبية وتقول:-
-وهو مفروض مين فينا اللي يضايقك ويزعل يا إيمان، أنا ولا إنتِ، إيه إنتِ مش ملاحظة إنك بقيتي بتتعمدي تحرجيني دايما قصاد خالد.
حملت نظرت إيمان السخرية التامة من أمل، فرفعت حاجبها بسخط وعقدت ساعديها وقالت متهكمة بهجوم:-
-لازم أحرجك لما أشوفك بتتصرفي بسخافة، وبعدين هو إنتِ كمان اللي مضايقة وزعلانة، طبعا ما إنتِ نسيتي كلامك معايا الصبح اللي بين اللي جواكي ليا، إنتِ مكنتيش عوزاني أخرج معاكم، ما طبعا أنا الغريبة اللي وسطكم وماليش حد وبفرض نفسي عليكم، وليكي حق تعملي فيا أكتر من كدا كمان، عموماً يا أمل أعتبري الخروجة دي هي أخر مرة اخرج فيها معاكم تاني، وولا تضايقي نفسك خالص بعد كدا، وأطمني علشان خلاص مش هبقى العزول اللي بيحرمك من خطيبك، اللي بقت كل كلمة منك والتانية تحشري كلمة خطيبي خطيبي فكلامك علشان تضيقيني بيها.
وقع كلام إيمان علي أمل بصدمة، فهي لم تتخيل أن تقذفها إيمان بتلك الكلمات البغيضة، فازدادت عصبيتها ولكنها نفضتها سريعاً عنها وقالت بعتاب:-
-على مهلك يا إيمان معقول كل دا شيلاه فقلبك ليا، وعلى فكرة أنا عمري ما تعاملت معاكي زي ما إنتِ قولتي، ودايما بتكلم معاكي بطبيعتي زي ما بتكلم مع ضٌحى اختي، وبعدين إنتِ مش حتي صحبتي لأ دا أنا بشوفك نفسي، ولو على كلام الصبح، فأنا كنت بهزر معاكي ولو دا ضيقك فحقك عليا.
أحتبست أنفاس أمل فجأة، فشهقت لتتنفس بقوة حين نغزها قلبها بشدة، وأغمضت عيناها لشعورها بضيق أنفاسها، ولكنها لم تهتم بما شعرت به، وفتحت عيناها وأستكملت حديثها وهي تنهج بشدة وتقول:-
-أول مرة تظني فيا كدا يا إيمان، ويمكن دا اللي زعلني منك، عارفة ليه علشان إنتِ اتغيرتي معايا يا إيمان من السنة اللي فاتت، وبقينا عايشين مع بعض ونايمين فأوضة واحدة وكأننا أغراب، دا إنتِ حتى بطلتي تحكي لي زي الأول أو حتي تسمعيني.
تلقفت أمل أنفاسها وهي تحاصر إيمان بنظرات عتابها لتضيف:-
-بصي يا إيمان أنا مش هقف قصادك وأحلف وأقول اللي جوايا، علشان ربنا عالم بكل حاجة حلوة فقلبي ليكي، بس هقسم لك بالله إنك لو طلبتي روحي، متغلاش عليكي لإني بحبك.
ضاقت أنفاس أمل بها، وأحست بقضبة تعتصر قلبها تمنعه عن النبض، وأحست بدموعها تحرق عيناها، لتزيد من حدة ما تشعر به من ألم فلزمت الصمت، تسلل الندم إلى نفس إيمان، وادركت بأنها تمادت كثيراً مع أمل في الحديث، وهي لم تكن تريد أن يصل الأمر لذلك الحد، حتي لا تشعر أمل بشيء، فخطت إيمان صوب أمل وأحاطتها بذراعيها وضمتها، ولكنها لم تستطع تصنع البكاء فقالت:-
-خلاص حقك عليا يا أمل أنا أسفة، وبعدين ما إنتِ عرفاني دبش، خلاص بقى عموما أنا كنت متعصبة ومن ضيقتي اتكلمت بالأسلوب دا معاكي، وأهي الحمد لله إنها طلعتها فيكي إنتِ، وبعدين مين يعني اللي هيتحملني غيرك.
ببرائتها وفطرتها احتضنتها أمل بشدة وقالت:-
-أنا تعبانة يا إيمان بجد ومرعوبة من الكلية، و عندي خوف جوايا إن خالد هيبعد عني، صدقيني الخوف دا ومعاه قلبي المقبوض ليهم فترة ملزمني، وإنتِ وتصرفاتك الغريبة معايا، حسيت إني لوحدي، وإنتِ عارفة كويس إن أنا ماليش غيرك احكي معاه.
ربتت إيمان على رأس أمل وهي تتنهد بحزن وقالت:-
-خلاص بقى روقي، ومتخافيش من حاجة دي كلها وساوس ملهاش أساس، ولا في حاجة تانية حصلت وإنتِ بتعيطي علشانها.
هزت أمل رأسها بالإيجاب وقالت:-
-خالد يا إيمان كلمني بطريقة مش متعودة عليها منه، بعد ما وصلنا لهنا طلبت منه إنه يطلع يسهر معانا، فقالي أنا مش فاضيلك، وسابني ونزل وهو متعصب، وأنا مش عارفة أنا عملت له ايه علشان يتصرف معايا كدا.
شردت إيمان بعيداً عنها، فهي تعلم سبب تغير خالد مع أمل، فرسالتها التي ارسلتها إليه وهم بطريق العودة، هي ما جعله يخرج عن طوره مع أمل، انتبهت إيمان لشرودها فأبتسمت بحرج وهي تربت على وجنتي أمل ثم ابعدتها عنها وقالت:-
-طيب أهدي إنتِ ومتشغليش دماغك بحاجة، وعلى ما تروحي تاخدي شاور دافي كدا يفوقك، هنزل أنا وهشوف الأستاذ دا إزاي يزعل حبيبتي بالشكل دا، بس قبل ما تتدخلي الحمام عوزاكي تشوفي لي الجو، احسن خالتك نعمة مش طيقاني، ولو لمحتني جنب الباب مش بعيد تعلقني.
أحست أمل بالأمتنان نحو إيمان وضحكت قائلة:-
-ربنا ميحرمنيش منك يا إيمان، أنا بجد مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه، عارفة أنا نفسي اتجوز أنا وخالد بسرعة، نفسي أهتم بيه وابقى قريبة منه فكل حاجة، بس مش عارفة بابا ليه مصمم اخلص الكلية الأول قبل ما أتجوز فيها ايه يعني.
رغبت إيمان بصفع أمل، ولكنها تمالكت أعصابها وزفرت بقوة وقالت:-
-بس يا ماما وبطلي أحلامك الوردية دي وعيشي الواقع قال تتجوزي دلوقتي قال، أنا هنزل قبل ما أتهور عليكي وإنتِ نامي.
وتسللت إيمان وأسرعت إلى شقة خالد، بعدما طمئنتها أمل أن خالتها قد نامت، فأخرجت مفتاح شقة خالد من جيبها، ودلفت لتجده يجلس فوق مقعد مكتبه يسند رأسه إليه بشرود، فأقتربت منه ومالت عليه لتضم رأسه إلى صدرها وهي تقول:-
-حبيبي سرحان فايه.
انتفض خالد من شروده وصاح بحدة وهو يبعدها عنه وقال:-
-مليون مرة أقولك متدخليش عليا إلا لما تستأذني، صح ولا كلامي مالوش أهمية عندك.
تراجعت إيمان عدة خطوات بعيداً عنه وهي تتخصر بكفيها وتقول بتحدي:-
-كلامك له أهمية طبعا يا قلبي بس مش ليا أنا، علشان دا يتقال لأمل ولا أنت ناسي أنا أبقى مين.
ثارت أعصابه فشد شعره بقوة، واقترب منها قابضاً على ساعدها وضاغط بقوة، فصاحت إيمان متألمة وقالت:-
-أة إيدي يا خالد بتوجعني ايه مالك هتطلع اللي فيك عليا.
لم يعير كلامها اي اهتمام ليميل عليها ويقول بغضب:-
-إنتِ بتتحديني يا ايمان، وبتلعبي لعبة إنتِ الوحيدة الخسرانة فيها، فاصحي لنفسك وفوقي، علشان مش أنا اللي تتعمل معاه الحركات اللي عملتيها النهاردة، وأنا سبق وحذرتك وقلت لك بدل المرة ألف، طالما إحنا مش لوحدينا فلازم تخلي بالك من حتي نظراتك ليا، ونبهت عليكي إن أمل خط أحمر متتعديهوش، وإنتِ النهاردة بطريقة كلامك وأسلوبك معاها، هتخليني أقولك إن لو اتكرر اللي حصل فأنا هزعلك، وحسك عينيك يا إيمان تقربي مني تاني فأي مكان، إلا لما أأذن لك فاهمة.
كانت نظرت إيمان مليئة بالخوف، فنظرات خالد لها ارعبتها فأومأت وقالت بتلعثم:-
-فاهـــ فاهمة وحقك عليا، ولو علي أمل فأطمن أنا أنا صالحتها.
لمعت عيناها بالدموع وهي تنظر إليه برجاء وأضافت:-
-سامحني يا خالد وحياتي، علشان أنا مقدرش اتحمل تبقي مش راضي عني وحياتي.
أقتربت منه دون أن يدري وأندست بين ذراعيه، وأستندت برأسها فوق صدره ومدت أصابع يدها وتحسست ذقنه، وابحرت بلمساتها حتى وصلت لشفتيه وأضافت بصوت هامس:-
-خالد خلاص بقى حقك عليا، معقول ابقى بين إيديك وقريبة منك كدا وهتسبني ولا أنا موحشتكش، عموما إنت وحشتني قوى عارف من أمته، من وقت النتيجة علشان معرفتش اقعد معاك خمس دقايق لوحدنا.
ابعدها خالد عنه بفتور وقال:-
-أنا مش فايق لك يا إيمان، فلو سامحتي سبيني فحالي، وأنا لما اروق وارتب نفسي هقولك وابقى اعوضك.
ربت على وجنتها وأضاف:-
-يلا يا إيمان إطلعي قبل ما نعمة ما تحس بغيابك، وخلي بالك من تصرفاتك بعد كدا.
زفرت بحنق ولكن ما جعلها تثور غضباً سؤاله لها حين قال:-
-إيمان قوليلي صحيح انتِ قلتي لأمل ايه علشان تنزلي لعندي هنا.
رفعت حاجبها بتهكم وابتسمت بسخرية وقالت:-
-ولا حاجة يا حبيبي، أنا بس قولت لها إني هنزل وهصالحكم، ولا تحب تطلع إنت تصالحها واستني أنا هنا لحد ما تخلص معاها.
لم يشأ بأن يصفعها حتى لا يترك بوجهها علامة كالمرة السابقة ولكنها قتلها بقوله:-
-ليه هو إنتِ فاكرة إن أمل زيك.
شعر خالد بتأنيب الضمير حين شحب وجه إيمان، وأنهمرت دموعها سريعاً أمامه أدرك بأن كلماته الجارحة نالت منها حين أنتحبت، فاقترب منها واحتضنها وهمس:-
-حقك عليا يا إيمان بجد أنا أسف والكلام طلع غصب عني و.
أجابته بصوت متألم باكي:-
-لأ يا خالد أنت كنت قاصد، بس عموما إفتكر إنك متأكد أن مافيش فحياتي غيرك وأنت عارف دا كويس، ودلوقتي أنا همشي وهطلع أقول لأمل إنك هتصالحها بكرة، وإنك كنت مضايق علشان خبت عليك إنها تعبانة.
منعها خالد من المغادرة وجذبها إليه بشدة وقال:-
-مش هسيبك تمشي وإنتِ زعلانة.
رفعت إيمان عيناها الحزينة إليه وقالت:-
-إنت عارف أنا بحبك قد إيه، ومهما قولت لي مبزعلش منك عارف يا خالد، كل الحكاية إنك بس محتاج تحس بقلبي هو بيحبك قد إيه، علشان تديله ولو نقطة من بحر حبك لأمل.
-----------------------------------------------------------
مرت الأيام سريعة وأبتلعت الجميع في دوامتها، وها هي أمل تدون كما تعودت مذكراتها فكانت تخبرها وتقول:-
-الوقت بيعدى بسرعة يا مذكرتى، والدراسة بدأت بسرعة غريبة وطحنت فيا دوامة المذاكرة وصعوبتها، مش لاقيه وقت ارتاح فيه بس إنتِ عارفة لا يمكن اسمح اني أضيع دقيقة واحدة من وقتي، انا عاوزة اثبت نفسي علشان اكون قد تحدي إيمان اللي قالت إني اخترت كلية أكبر من قدراتي، انا نفسي اخلي خالد فخور بيا بعد ما اخد صفي.
زفرت أنفاسها وهي تبعد خصلاتها العسلية عن عيناها وكتبت:-
-انا مش مصدقة أن لينا شهر هنا، عارفة إني لما ببص حواليا بشوفهم كلهم مشغولين فدراستهم بغير علشان مع بعض، واللي مضايقني اني مش لاقيه وقت اقضيه مع خالد، حتى ايمان مش بشوفها خالص، ولا ضُحي اللي بقت تتعمد تسيب لي رسايل تغيظني انهم فكلية واحدة ودايما سوا، وانا منفية بعيد عنهم وبقوا بيذاكروا تحت مع خالد، ولا الغيرة اللي قايدة جوايا بسبب إن أستاذ خالد رجع يدي ايمان دروس ويشرح لها المحاضرات، قال بيساعدها فى الدراسة وبقت تقعد تحت على طول، أنا وصل بيا إني بقيت بقول ياريتنى كنت دخلت تجارة علشان اكون معاهم وبالأخص مع حبيبى، إنما اللي رعبني بعدي دا عن خالد، هل ممكن يخليه ينسانى؟ أو ينشغل عني خصوصا أن السنة اللي فاتت انشغلت بالثانوية العامة، وحسيته بعد شوية ومشغول عني، حسيت اشتياقه ليا قل صحيح كان بيحاول يعوضني، بس احساسي من جوايا بيقول إن في حاجة، ولا لما شفت البنات اللي فالكلية معاه حاجة تلف الدماغ، انا خايفة واحدة تحاول تاخده بس لا دي وساوس، وخالد مستحيل يسبني دا حب العمر وكل حياتي معاه، وحشنى اوي انا حتي بغيابه عني بنفذ تعليماته قفلة علي نفسي وبعيدة عن الكل، مافيش إلا بنت واحدة بس اللي بسلم عليها بنوتة لذيذة اسمها هناء مووس الدفعة صاحبة أطول لسان، واللي مش بتسيب حد يتكلم بحرف او يسأل سؤال، علشان محتكرة الاسئلة كلها لدرجة اننا بنفهم احيانا من الأسئلة اللي بتسألها للدكاترة، ولا خطيبها عصام شاب خفيف بيحب يصاحب البنات، ودايما خلافتهم بسبب هزاره مع البنات.
تزمرت أمل حين تذكرت أمر ذلك البحث فكتبت سريعاً:-
-أنا نسيت إن ورايا بحث كدا ضيعتى مني الوقت، امممم تصدقي فكرة يا مذكرتي انا استئذان خالتو وانزل تحت، أهي فرصة ابقي مع خالد واعمل حجة اني هستلف اللاب منه يا سلام على افكارك يا بت يا امل.
غادرت أمل غرفتها وهي تهرول فاتستوقفها خالتها نعمة وسألتها بفضول:-
-بتجري كدا ليه يا أمل ورايحة على فين.
إلتفت أمل وحدقت بخالتها بأرتباك ووقفت، لتلتقف أنفاسها وهي تضغط فوق صدرها وقالت:-
-خالتو كويس اني لقيت حضرتك، أصل انا كنت جيالك استئذنك علشان محتاجة انزل اخد اللاب بتاع خالد، أصل ورايا بحث وعاوزة اشوف حاجات على النت دا بعد اذنك يا خالتو، ويعني لو تسمحي لي إني اقعد معاهم شوية ممكن.
اومأت خالتها بالموافقة وقالت:-
-ماشى يا بنتى بس متقعديش هناك كتير، كفايا صحبتك دي بقت خلاص مقيمة تحت، انا مبقتش اشوفها هنا خالص استحلتها القعدة واللازقة فيه.
أثارت كلمات نعمة حيرة أمل فسئلتها بإستغراب:-
-تقصدى ايمان يا خالتو، بس خالد بيساعدها وبيذاكر لها، أصل هو كان بيعمل معاها كدا من السنة اللي فاتت كان بيذاكر لها.
حدقت نعمة بملامح أمل البريئة وقالت:-
-بردوا يا بنتى مفروض البنت تكون حكيمة نفسها، وتخلى بالها على نفسها و تراعي البيت اللي قاعدة فيه، ومتديش فرصة لحد يظن فيها، انا مش عارفة انتي صاحبتها ازاى.
زادت حيرة أمل ونظرت لخالتها وقالت:-
-يعنى ايه يا خالتو تقصدي ايه انا مش فاهمة.
حركت نعمة كتفيها بلامبالاة وألتفتت لتعود إلى المطبخ:-
-مقصدش حاجة، عموماً ربنا يهدى الحال، ودلوقتي روحى شوفي وراكي إيه تحت، وأبقي هاتيها فايدك وإنتِ جاية ومتسبهاش تحت.
اسرعت امل تهبط درجات السُلم، حتى وصلت إلى شقة خالد وهى تفكر في حديث خالتها، وتسائلت عما تقصده خالتها بكلماتها، طرقت أمل باب شقة خالد وانتظرت ليفتح لها بعد برهة خالد فابتسمت أمل وقالت:-
-ايه رأيك في المفاجأة دي.
تردد خالد لبرهة ولكنه إنتبه لصوت أمل وهي تقول:-
-إيه إنت هتسبنى واقفة على الباب كتير، ولامش عاوز تدخلنى.
ابتسم خالد بحرج وقال وهو يبتعد ويفسح لها لتدخل:-
-اتفضلى يا أمل بس أصلي أستغربت علشان دي يعني اول مرة تنزلي لعندي.
بادلته الإبتسامة الحرجة وقالت:-
-أنا أنا عموما مش هعطلك، يعني كنت محتاجة اللاب بتاعك اشوف حاجات للبحث وهرجعه تانى اومال فين ايمان.
استدار خالد يسبقها ولكنها مدت يدها واستوقفته وقالت بهمس:-
-إنت وحشتنى قوي ينفع اقعد معاك شوية.
أربكته بكلماتها، ليدرك بأن إيمان بحضورها إليه بشكل يومي، نجحت في إبعاده عن أمل وأهماله لها، فأطرق برأسه بندم ومال نحوهها بوجهه وأقترب بشفتيه من اذنها، فشعرت أمل بانفاسه تلفح وجهها فأحمر وجهها لتسمعه يهمس:-
-انا عارف انى مقصر معاكى، وان المذاكرة والكلية اخدتنى منك، بس صدقيني إنتِ كمان وحشتينى اوى.
حركت أمل دون وعيا منها وجهها، لتقع نظرات خالد علي شفتيها فكتمت انفاسها وحدقت به مترقبة حركاته، لتنفض أمل حين سمعت صوت إيمان يسئل:-
-خالد إنت أتأخرت ليه هو إنت بتكلم مين.
أحست أمل وكأن دلو من الماء انسكب عليها فازداد وجهها احمرار، حينها حدقت إيمان بشدة لخالد و رفعت حاجبها وهي تقترتب منهما وقالت:-
-اسفة معرفتش انك هنا يا أمل، ايه يا حبيبتى واقفة ليه كدا تعالى احنا لسه مخلصناش مذاكرة، بعدين إنتِ سايبة مذكرتك ونازلة ليه.
نظرت أمل لخالد لينقذها فأجاب عنها:-
-تعالى يا أمل أقعدي اعملى البحث بتاعك معانا.
ابتسمت أمل بسعادة وتبعتهم ودخلت لتأخذ مقعد بعيدا عنهم، فانشغلت ليضيع عنها سماعها لصوت ايمان وخالد، لتندمج اكثر مع بحثها ولكنها انتفضت مرة اخري حين هزتها ايمان بعنف وصوتها الصاخب يعلو ويقول:-
-ليا ساعة بتكلم معاكى بقلك يلا بينا انا خلصت مذاكرة.
أجابتها أمل بعدما عادت تدون بعض الكلمات دون ان ترفع عيناها إليها وقالت:-
-انا لسه مخلصتش اطلعي إنتِ ولما أخلص هاجى.
استشاطت إيمان غضباً لأهمال أمل لها فقالت بحدة:-
-ازاى يعنى اسيبك لوحدك هنا مع خالد.
ما إن سمعت أمل رد إيمان حتي توقفت عن الكتابة، ورفعت عيناها تحدق بها بدهشة فهزت رأسها بإستغراب وقالت:-
-عادى يا إيمان ما إنتِ بتذاكرى هنا كل يوم، وزي ما قلت لك هخلص البحث واجى وعموما خالتو عارفة اني هنا، فاطلعي أنتي وبعدين أنا مش قاعدة مع حد غريب ولا نسيتي أنا مع مين يا أيمان.
ازدردت إيمان لعابها حين ولج خالد إلى الغرفة وقالت بارتباك:-
-أنا مش قصدى خلاص انا هستناكى بدل ما تزهقى لوحدك.
لم تدري أمل لما رغبت بمغادرة إيمان التي زاد سخفها معها فنظرت لها بضيق وقالت:-
-وازهق ليه وخالد معايا دانا حتى محتاجة استشارة تجارية منه للبحث.
أحس خالد بتوتر الجو فوجه بصره نحو إيمان ليذكرها بحديثهم السابق وهو عابس الوجه، ليشيح وجهه عنها ويلتفت نحو أمل مبتسما ويقول:-
-عيونى ليكى إنتِ تؤمري يا قلبي.
شعرت إيمان إن بقائها سيثير الريبة في نفس أمل وسيزيد من سخط خالد عليها، فهمهمت بكلمات مقطبة وهي تحدق بهما بتجهم وتغادر إلى أعلى.
الفصل الثالث.. خطيئة لم تكتمل.
-------------------------------
غادرتهم إيمان غاضبة فسمعا صوت الباب يصفع بشدة، فنظرت أمل لخالد وهي حائرة، فإحساسها بأن هناك شيء غامض يحدث بين إيمان وخالد، وهي تقف في المنتصف بينهما مغيبة عنه، أصبح مؤكد لديها وبقوة، لاحظ خالد إطراق أمل بالتفكير، فأسرع بالحديث حتى لا يترك لها أي فرصة لتجمع الخيوط ببعضها ليقول:-
-إيه يا أمل مش هتكملي البحث ولا ناوية تكسلي.
أجابته بشرود وبدت وكأنها لم تسمعه وقالت لتفاجئه:-
-خالد إنت مش ملاحظ إن إيمان اتغيرت كتير عن الأول، دي زي ما تكون واحدة بتغـــ.
أبتلعت أمل باقي كلمتها وهزت رأسها بالنفي بقوة، وقالت بصوت لم يصل لسمع خالد:-
-لأ مش معقول تكون إيمان بتحب، لأ ماظنش أبدا مستحيل طبعا إيمان لا يمكن تكون بتفكر فيه، أستغفر الله العظيم ربنا يسامحني على ظني دا.
حاول خالد أن يعرف فيما شردت أمل عنه، وازداد قلقه واضطرابه أمام همهمتها الخفيضة فأقترب منها وقال:-
-أمل إنتِ روحتي مني فين، دلوقتي قوليلي إنتِ ناوية تعملي إيه، هتخلصي البحث ولا هتقعدي معايا ولا هتطلعي.
حين طال صمتها مد خالد يده ولمس كتفها وقال ووجهه يميل نحوها:-
-أمل على فكرة أنا بكلمك ممكن أعرف مالك.
أجابته لتطيح بتوازنه وبتلقائيتها المعهودة:-
-بص يا خالد أصلها هي ملهاش إلا إحتمالين وبس، يا أما تكون إيمان بتحبك وبتغير عليك أو إنها غيرانة منك إنت عليا.
توقفت أنفاسه فسعل خالد بشدة من قوة اضطرابه، لإدراكه أن أمل في سبيلها لإكتشاف ما حاول إخفاءه، فحدق بوجهها وتفرس في ملامحها فبادلته التحديق وهي تقول:-
-خالد إنت سمعت أنا قولت إيه، ما تجاوب إيمان بتحبك ولا بتغير من.
نفض خالد الأمر من رأسه، فكلمات أمل بدت كمن يحاول ضم الشرق والغرب معاً، ويبحث عمن يمنعه فأبتسم بإرتياح وقال:-
-حبيبتي ممكن تبطلي عبط، علشان إيمان لا بتحبني ولا بتغير مني عليكي، وكل الموضوع إنها خايفة زيك من الامتحانات، وعاوزة تنحج فالتحدي معاكي وتثبت إنها تقدر تبقى الأولى، بس اللي أنا واثق منه أن حبيبتي أمل هي اللي هتكسب التحدي وهتبقي أول الدفعة صح.
ابتسمت بحرج واومأت ثم أنتبهت إلى مكانها ووقوفها، فرفعت عيناها وتلاقت نظراتها بعينا خالد الذي زاد قرب أمل منه، من تأجج مشاعره نحوها فأسبل عيناه لتسير رعدة حارقة بجسد أمل فزفرت وقالت:-
-واضح إن معاك حق يا خالد، أنا الظاهر اللي بقيت لا أطاق خصوصاً إن الكلية أخدت كل وقتي وحاسة إني بعدت عنك وعنها و.
لم تستطع إكمال كلماتها، فخالد لم يمهلها الفرصة، فقد مال بوجهه أكثر نحو وجهها فحاولت أمل أن تتراجع بخطواتها، لتتفاجأ بالحائط خلفها تماماً فازدردت لعابها وعيناها معلقه بعين خالد، وحينها سمعت صوت همساته المتحشرجة والتي أصابتها بالرجفة تقول:-
-وحشتيني قوي يا أمل، وحشتيني لدرجة إني مبقتش لاقي نفسي من غيرك، أمل أنا لو عشت عمري كله أقولك بحبك وبعشقك، مش هيكفيني العمر وهحتاج لعمر تاني وتالت ومليون، علشان أقدر بس أوصل لك إحساس قلبي بيكي.
زفر خالد أنفاسه متعمداً أن ترتطم ببشرة أمل وحينما أرتعدت شفتيها أضاف:-
-أمل إنتِ عارفة إن دي أول مرة نبقى أنا وإنتِ لوحدنا، من يوم ما أتخطبنا وكل مرة نكون سوا لازم ألاقي حد جاي يقعد وسطنا لدرجة تخنق، عارفة إن من زمان وأنا نفسي يكون لنا مساحة لوحدنا زي دلوقتي، علشان أقدر أقولك على إحساسي اللي جوايا ليكى، تخيلي إن أنا خايف عليكي من حبي دا، وفنفس الوقت عاوزك تحبيني حب قده وأكبر منه، أمل أنا بحبك قوي ومحتاج لك قوي.
خفضت أمل رأسها خجلاً منه وهمست بإضطراب:-
-أنا كمان بحبك قوي يا خالد، وبتمنى أكتر منك اليوم اللي يجمعنا فيه بيت واحد و.
سيطر خجلها عليها ونهرها عقلها لتماديها في الحديث، فلزمت الصمت ولكن إشتياقها الذي تحرر عقاله من أسر عقلها نغز قلبها وبقوة، فرفعت عيناها لتنظر إلى حبيبها ولكنها شعرت بأن تلك النظرات كشفت ما يجول بداخلها أمام خالد، فنظراته وأنفاسه المتسارعة أعلنت عن أشتياقه هو الأخر لها وفضحت كلاهما.
لم يدري خالد لما اهتاجت مشاعره هكذا، فحبه لأمل طغي على كل تعقل لديه، وأصبح كل ما يريده الأن، هو أن يقبل شفتيها الوردية المرتعشة ليمتص رحيقهما البريء، فمال خالد برأسه وهو يعد نفسه بأن يلثم شفتيها برققة، ويبتعد سريعاً عنها قبل أن تدرك أقترابه، ولكنها لم يظن أبداً بأن قبلته لأمل ستطيح بتعقله وتفجر بركان حرمانه إليها، فوجد ذراعيه تضمها إلى جسده بشدة وحواسه ترغب بالمزيد.
كانت تدرك أن تلك هي المرة الأولى التي يقترب منها خالد إلى هذا الحد، فهو دوماً حريص بوضع مسافة أمنة بينه وبينها في كل تعامله معها، حتى أن أبتعاده عنها أصبح يضايقها أحياناً لأنها كانت تتوق للمزيد من الأحاسيس معه، ولكنها لم تتخيل أبداً بأن تكون أول قبلة لها معه قبل زواجهما كما أخبرها ذات مرة.
تاهت بل سلب عقلها منها بمجرد أن أمتلك خالد شفتيها، فأرتعدت بقوة بين ذراعيه، غاصت أمل بعمق عقلها تبحث بداخله عن وصف يعبر عما يجيش في نفسها ، فكل قصة قرأتها وكل رواية حفظت كلماتها، لم تنحج في وصف إحساس ما تشعر به الأن وهي بين ذراعيه وهو يقبض عليها بشدة يضمها وكأنها كنز ثمين، إستسلمت أمل لخالد بل سلمت له كافة مقاليد مشاعرها، ليوجهها هو فشعرت وكأنها تغرق أكثر مع احساسه وتتوق للمزيد، فأحاطت عنقه بذراعيها بعدما تلاشى منها وعيها وادراكها بكل شيء ماعدا هو، حينها حملها خالد وتوجه بها صوب فراشه ومددها فوقه كأنها لؤلؤة ثمينه ذادها خجلها جمالاً، وأطاحت رغبته بها بعقله أكثر ليمطرها بقبلاته مبحراً بشفتيه بين عنقها وشفتيها وجيدها، تأوهت أمل دون وعي بسبب اثارته لها لتثير جنونه، فتوجهت أصابعه تتلمس جسدها برغبة محمومة فهمهم بالقرب من أذنيها:-
-ياه يا أمل إنتِ لا يمكن تقدري تتخيلى مدى إشتياقي ليكي قد إيه، أنا أنا مش مصدق نفسي إنك بين إيديا وجوا حضني، أنا محتاج لك قوي يا أمل محتاج لك وعاوزك.
تبع خالد كلماته بتحرير جسد أمل من ملابسها، وهو يحدق بعيناها بعدما تملك كافة حواسها بكلماته اللاهبة لمشاعرها، وأعتلى جسدها بجسده وأخذ ينهل من رحقيها مقبلاً كل ما تطاله شفتيه، لا يصدق بأنها بين ذراعيه وجسده فطغى بمشاعره ولم يراعي شيء.
وكما تاهت وسيطر وأستحوذ عليها خالد، توقفت أنفاس أمل فجأة بعدما شعرت بحريق يشعل صدرها، فأصبح مجرد شهيقها يقتلها، أحست أمل فجأة بالأختناق وبأنها تجاهد لتحصل على الهواء، فأرتفع صوت شهيقها ليكون أشبه بصرخة ألم، نفضت خالد من فوقها رعباً عليها، ووقف يراقب صدرها وهو يعلو ويهبط بتسارع أخافه، وبدى لعيناه وكأن قلبها جُن تماماً وأعلن تمرده وأحتجاحه على ما كان يفعله بجسدها، رفعت أمل يدها بألم وضغطت فوق قلبها بوجه شاحب وشفتان زرقاوان، فكانت أمل أمام عينا خالد لوحة شاحبة أمتص منها لون الحياة، بقبلاته التي تحولت إلى رغبة عارمة في امتلاكها، ليشحب وجه خالد هو الأخر، حين أدرك بأنه كاد يلوث براءة أمل وينل منها، زاد ندم خالد حين أرتفع أنين أمل، فأسرع وأخفى جسدها العاري أسفل دثار فراشه، وجلس إلى جوارها وأخذ يهمس ليطمئنها وقال:-
-أمل حاولي تتنفسي بالراحة ومتخافيش أطمني، أرجوكي يا أمل أتنفسي واحدة واحدة.
انفطر قلب خالد عليها فلأول مرة يراها بضعفها هذا، ودموعها تجري بلا توقف تشيح بوجهها عنه بخزي وخجل فهمهم وهو يضمها إليه:-
-أنا أسف يا أمل أسف، بجد أنا مش عارف إزاي نسيت نفسي بالشكل معاكي، مش عارف إزاي هان عليا ألوثك كدا، وأنسى إنك أمانة فرقبتي وإن حقك عليا أحافظ عليكي لحد أخر عمري، إنتِ يا أمل أطهر من إني أدنسك برغبتي فيكي، أرجوكي يا أمل سامحيني.
دفن خالد رأسه بين خصلات شعرها، لتخونه دمعة فرت من عيناه فتوارت بين الخصلات، حينها مدت أمل يدها المرتعشة ولمست وجه خالد وكافحت لتتنفس وتتحدث بآن واحد:-
-خالد أنا أنا كمان غلطانة زيك، علشان مكنش مفروض أبداً إني أفضل هنا معاك لوحدي.
صمتت وهي تتطلع لعيناه بألم، وشهقت بقوة لتدفع الهواء إلى صدرها وأضافت بصوت حزين:-
-إنت عارف إن إيمان كان معاها حق، أنا دلوقتي إتأكدت إنها كانت خايفة عليا إني أضعف وأنا معاك، وإن تصرفاتها معايا مكنتش غيرة ولا حب ليك إنما خوف عليا، خالد أنا حقيقي أسفة علشان مكنش المفروض أفضل لوحدي معاك، مش بسبب قلة ثقة بينا بالعكس أنا واثقة فيك بعمري كله، بس كنت أتمنى إن ميحصلش حاجة زي اللي حصلت دي بينا وتنزلني من نظرك ومن نظر نفسي.
إنتحبت أمل بشدة ندماً على لحظة تهورها تلك وأضافت بصوت مكلوم:-
-أنا مش عارفة إزاي هقدر أرفع وشي فوش أهلي، وأنا حاسة إني ضربتهم فضهرهم بالشكل دا وخنتهم، إزاي هقدر أرفع عيني فعينك بعد ما سبت نفسي بالشكل دا معاك وإزاي هحترم نفسي بعد اللي حصل.
أنتحت بعيداً عنه وهي تخفي وجهها بين كفيها تبكي خزي فعلتها وخطيئتها، كذلك ابتعد خالد عنها غاضباً من نفسه، ومن برائتها وتفكيرها الساذج، فدفع المقعد بقدمه بغضب، وإلتفت إليها حين شهقت خوفاً من غضبه، ليصيح خالد بوجهها ويقول:-
-إنتِ إيه يا أمل إنتِ إزاي كدا ومش زي باقي الناس، إزاي عايشة فالدنيا دي ببرائتك وقلبك الطيب دا، إنتي مش متخيلة إن لحظة واحدة بس هي اللي فرقت من إني أخطف براءتك، إنتِ لازم تتغيري يا أمل لازم علشان مينفعش تعيشي فالدنيا بطهر الملايكة اللي إنتِ فيه دا.
اعتدلت أمل وجلست ترتدي بيد مرتعشة ثيابها، ولأول مرة تشعر بالخوف من نظراته، وعجزت عن الكلام خائفة من أي كلمة تقولها تزيد غضبه، انحني خالد وأعاد المقعد وصحح موضعه ليجلس عليه ووجه ظهره لأمل، دافنا وجهه بين كفيه لعل أحاسيسه المختلطة تهدأ، فغضبه من خيانته لحب أمل الطاهر ورقتها التي أصابته في مقتل، جعلته يرى نفسه صغيرا لا يستحق جوهرة قلبها، وخاف أكثر من أن يخسر حب حياته، كيف له أن يتمادي مع إيمان ليرتبط بها ويطعن تلك العاشقة التي كادت تمنحه ما يطالبها به بسذاجة، ليحتقر نفسه فرفع عينه التي تحولت للاحمر القاني وتكاد تسود من غضبه ليصيح بها:-
-اطلعي يا أمل ارجوكي وسبيني لوحدي، أنا محتاج أقعد مع نفسي علشان أهدا.
وقفت أمل تتطلع له فقالت تناشده:-
-خالد سامحني أرجوك، أنا عارفة إنك كنت شايفني الملاك البريء، لكن خيبت أملك، ياريتني ما نزلت ومكنش حاجة من كل دا حصلت، ولا أنت بقيت بالحالة دى أبداً.
إلتفت إليها فرأت عيناه المشتعلة فوضعت يدها علي فمها لتصمت صوتها، ولكنها لم تتحمل أن يحمل نفسه كامل الذنب، فهي شاركته كل شيء فعادت وأقتربت منه ومدت يدها تلمس كتفه، فحدق خالد بها وكاد يجيبها ولكن رنين هاتفه اوقفه فأبتعد ووقف وهو يقبض على هاتفه بانفاس متهدجة، وحين قرأ الأسم أغلق الهاتف بحدة ونظر بإتجاه أمل وقال:-
-أمل حقك عليا بس أنا فعلا مش عارف أفكر ولا أتكلم، وإنتِ جانبي فأرجوكي أطلعي إنتِ خصوصاً إن الوقت اتأخر ومش عاوز أي حد يضايقك بالكلام، وبكرة يحلها ربنا يلا إسمعي الكلام واطلعي.
تابعها خالد وهي تغادر الغرفة وأغلق عيناه حين عاد هاتفه للرنين من جديد، فأجاب إتصالها وقال بغضب:-
-عاوزة إيه أنا عاوز أفهم بتتصلي دلوقتي ليه، هو أنا مش قايلك متتصليش وأنا بس اللي أتصل بيكي.
توقف خالد عن الحديث وأستمع إلى صوت إيمان الباكي ليقول بغضب:-
-ممكن تسكتي وتبطلي علشان مافيش أي حاجة حصلت، وبعدين إنتِ ملكيش فيه وإياكي تسئلي إمل عن أي حاجة فاهمة.
في تلك الأثناء.. كادت أمل أن تستكمل صعود درجات السُلم ولكنها تذكرت أنها نسيت أمر البحث وجهاز خالد اللوحي، فعادت تهبط درجات السُلم لتكتشف بأنها نسيت غلق باب شقته، فولجت إليها ولكن أوقفها صياح خالد الغاضب وهو يقول:-
-ما أنا قولت لك مافيش أي حاجة حصلت بيني وبينها، فبطلي علشان أنا مخنوق وعلى أخري ومش ناقص خنقة وفيا اللي مكفيني، فكفايا زن وأستفزاز فيا وأقفلي أحسن أنا لا طايقك ولا طايق حالي.
أسرعت امل وغادرت قبل أن يلحظ خالد عودتها، لتهرول لأعلى وعقلها يقتله التفكير بسر تلك الكلمات التي سمعتها من خالد.
------------------------------------------------------------
وفي غرفتها جلست ضُحى تشعر بالأختناق، وهي تستمع لكلمات إيهاب الهامسة، فلم تدري لما أحست بأن عليها أن توقفه قبل أن يتمادى بحديثه، فصاحت بإستنكار وقال:-
-إيهاب لو سمحت ممكن تبطل كلامك دا، وتتكلم فأي حاجة تانية علشان مضيقش أكتر من كدا.
أبعد إيهاب هاتفه عن أذنه وحدق به بعصبية، وأعادة مرة أخرى وقال بصياح غاصب:-
-في إيه يا ضُحى على فكرة كدا كتير قوي منك، يا بنتي أنا خطيبك وبكلمك عن بيتنا اللي هيجمعنا، وبعبر لك عن مشاعري وأشتياقي ليكي، يعني مأجرمتش علشان تصديني بالشكل دا، أنا مش عارف في إيه بالظبط معاكي كل ما أجي أقولك بحبك ووحشتيني وتعالي نخر،ج تطلعي بمليون حجة مرة أصل المذاكرة والأمتحان وخالتك ولأ أتصل ببابا وأستئذنه، أنا مش عارف أتكلم معاكي كلمتين على بعض، إلا وتخرجيني عن شعوري يا ضُحى.
أغضبتها كلماته فوقت بعصبيه وصاحت بصوت عال مماثل لصوته وقالت:-
-علشان أنا وضحت لك قبل كدا كذا مرة إني مش بحب الكلام الرومانسي دا، طالما اللي بينا خطوبة وبس، وقولت لك معني إني أتكلم عن مشاعري وتسمعها وأسمعك يبقى بنشيل كل الحدود اللي بينا، وأنا يا إيهاب مستحيل أقبل إني أشيل الحدود اللي بينا من غير ما يبقى في رباط شرعي يجمعنا، ولو حضرتك شايف إني كدا مكبرة الموضوع وإني مش عايشة حياتي، فأحب أقولك إني مش هتغير وإن كلام الحب والعشق دا أنا ماليش فيه فالوقت الحالي، وأظن إن دا شيء ميزعلش جنابك يا إيهاب لاني بحترم غيبة ولدي، وبحترم ثقته فيا اللي أدهالي وخلاني أعيش بعيد عنه، ولو أنا أتنازلت وأتساهلت معاك مرة، يبقى هفضل أتساهل لحد ما وعدي لنفسي ولولدي ميبقاش له أي قيمة، ووقتها صدقني أنا لا هقدر أحترمك ولا هحترم نفسي، ودلوقتي بعد أذنك يا إيهاب لان شكل الكلام ما بينا هيتطور وهتقلب بخناق ومشاكل زي كل مرة، وأنا مش حابة كدا عن أذنك يا إيهاب سلام.
--------------------------------------------------------------
طعنت كلمات ضُحى قلب أمل بعمق، فهي فعلت عكس ما سمعته من شقيقتها، أحست أمل بوقفتها أمام غرفة شقيقتها بأنها على وشك النحيب، فأسرعت إلى غرفتها وولجتها وهي تتلقف أنفاسها بشدة، وقد نشب الألم بقوة بصدرها، فرمت بنظراتها إلى فراش إيمان لتجدها توليها ظهرها، ولكن إهتزاز جسد إيمان أعلمها بأنها تبكي، وقفت أمل بحيرة تتسائل والألم يزداد عليها لتمسك كتفها الأيسر، وهي تفكر هل تحدثها أن تدعها كما هي فهي لا تستطيع مواجهتها في الوقت الحالي، ولن تتحمل أبداً نظرات الأتهام التي ستقرأها بعيناها، لتتفاجىء بايمان تعتدل وتجلس وتحدق بها وتأكدت أمل من بكاء إيمان بسبب عيونها المنتفخة وأنفها الأحمر، ليعلو الأحمرار وجهها فحدقت إيمان بها بريبة، بعدما لاحظت حالة أمل المجهدة والغريبة وملامح الألم التي ظهرت علي وجهها، زادت حيرة إيمان وهي تفكر بأن تسئلها عما حدث بالأسفل ليسبب لها كل هذا، وفكرت إيمان بأن تخبر أمل بكل شيء، ولكن خوفها من الصدمة أوقفت كلمات أعترافها وقالت وهي تحاول إحتواء صراعها:-
-مالك يا أمل ماسكة كتفك كدا ليه وماله وشك لونه مصفر كدا، إنتِ تعبانة.
أوقفت إيمان كلماتها لإحساسها بالقلق الشديد تجاه أمل وهي تراها تترنح، فوقفت سريعاً وساندتها حتى أجلستها فوق فراشها، حاولت أمل إخفاء دموعها عن إيمان ولكن يد إيمان التي قبضت على ذقن أمل وحدقت بوجهها بتركيز وقالت:-
-هو في حاجة حصل وضيقتك، طمنيني يا أمل ولا تحبي أروح أصحي لك خالتو نعمة.
إنتاب الذعر قلب أمل فهزت رأسها نافيبالنفي وقالت بصوت مضطرب:-
-لأ يا إيمان أنا كويسة وبخير، كل الحكاية إني طلعت السلم بسرعة، وكنت بجري فعلشان كدا بنهج عموماً دلوقتي أهدي، معلش سامحيني إني خضيتك عليا.
رسمت إيمان إبتسامة باهتة علي شفتيها، وقد تأكدت بأن شيئا قد حدث بينها وبين خالد فقالت بسخرية:-
-طيب حاولي بقى تنامي أحسن شكلك يرعب، ومظنش أبداً إن عندك استعداد لتحقيق من خالتك نعمة بسبب اللي إنتِ فيه.
رفعت إيمان حاجبها وربتت فوق وجنة أمل، أتجهت إلى فراشها وجلست فوقه وقالت بخبث:-
-إنما فين اللاب يا أمل، مش مفروض كنتي تحت علشان البحث مجبتهيوش معاكي ليه.
💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇👇