أخر الاخبار

الحلقة_الحادية_والخمسون حتي الخامسه والخمسون عشق_الفيروز بقلمي_ولاء_رفعت_علي كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


الحلقة_الحادية_والخمسون حتي الخامسه والخمسون 

عشق_الفيروز

بقلمي_ولاء_رفعت_علي

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


دلفت إلي المرحاض وكان شاغرا .. قامت بغسل يديها من أثر المساحيق.. وأغترفت بكفيها المياه لتضعها ع وجهها وهي مغمضة العينين .. سمعت صوت فتح باب المرحاض لترفع وجهها ف المرآه لتري أنعكاس صورته


شهقت بفزع وأتسعت حدقتيها .... فألتفت إليه وترمقه بنظرات غاضبة وحاده : أنت بتعمل أي هنا؟؟؟


_ وحشتيني ... قالها بيبرس بنبرة هادئة


رمقته بسخط وقالت : أمشي من هنا بدل ما أصوت والسكيورتي والبوليس يجو ياخدوك ... قالتها بتهديد


أبتسم بهدوء وقال بمكر : نادي السكيورتي والبوليس براحتك .. بس ياتري هتقوليلهم أي؟؟؟ ولا هتعملي محضر بأنهي أسم ليكي روزلين!!! ولا فيروز!!! ... قالها وهو يقترب منها


_ عارف لو قربت مني خطوة هموتك ... قالتها وهي تمسك بمنفضة سجائر معدنيه


ألتفت خلفه عندما طرق باب المرحاض وسمع صوت إدارة المقبض الذي أوصده من الداخل


_ فيروز أنتي بالداخل؟؟؟ قالتها عائشة التي تقف بالخارج


أشار بيبرس لفيروز بتحذير ..


قالت : أيوه يا عائشة أنا جاية حالا


عائشة : وشنو(ليه) تأخرتي؟ خلعتيني( خوفتيني) عليك بزاف... مسيو فارس قلقان عليك بالخارج... قالتها ليدخل ع مسمع بيبرس أسم فارس وضيق عينيه


فيروز وهي تنظر لبيبرس بتوجس فقالت : روحي طمنيه وأنا جاية


عائشة : أوك ... قالتها لتبتعد خطواتها


بيبرس : هو فارس ده يبقي فارس الشامي؟؟؟


فيروز وقد شعرت بشئ ما : وأنت مالك؟


أقترب منها والغضب يسيطر ع ملامحه فأمسكها من معصمها بعنف لتقع من يدها المنفضة وقال : أنا لما أسألك تجاوبي ع طول


_ آآآه أيدي ... قالتها ليظهر ع وجهها علامات الألم ... ترك معصمها وزفر بضيق


وقال وهو يرفع كفيه بأستسلام : معلش أنا أسف ... بس طريقتك الي أستفذتني .. ياريت تجاوبني بسرعة صاحبتك تقصد فارس الشامي؟؟


فيروز : أه ف حاجه؟؟؟


تغيرت ملامحه إلي الخوف والقلق : فيروز لازم تمشي حالا وتسافري ع مصر


فيروز : وأنت مالك أسافر ولا مسافرش


بيبرس : فيروز لازم تسافري ومش بهزر حياتك ف خطر


فيروز : يعني سبتلكو البلد وجاي ورايا عايز مني أي لو الي اسمه شوقي ده بعتك ليا قولو ينساني ويشيلني من دماغه


بيبرس وهو يحاول يكظم غضبه : بصي مفيش وقت أن أشرحلك بإختصار روزلين الي أنتي عامله نفسك هي أتقتلت ع أيد أكبر رئيس عصابة مافيا ورجالته هنا ف فرنسا كتير ... وطبعا زمان يوري شافك ف التليفزيون وأمر رجالته يا يخطفوكي عشان يتأكد إنك هي ولا لاء أو يقتلك ويخلص عليكي


فيروز بعدم تصديق : كدااااب .. روزلين متقتلش هي أختفت من سنتين وأخوها بنفسه الي قايلي كده


بيبرس : أخوها ميعرفش حاجه ... كل الي يعرفه أنها أختفت بس ومحدش يعرف إنها أتقتلت غيري أنا وحد تاني ... أرجوكي أسمعي الي بقولك عليه مفيش وقت


و ف أثناء إنشغاله بالحديث معاها دفعته ليرجع للخلف وكاد يتعثر وف لحظة ألتقطت المنفضة المعدنية لتهم بضربها ف رأسه أسرع بمسك معصميها لتركله بركبتها ف منطقة أسفل الحزام ليتركها ويتأوه ... ركضت مسرعة تفتح الباب وغادرت تبحث عن فارس وعائشة


_ في الخارج كانت إيميلي تبحث عن بيبرس ف الأرجاء حتي أصتدمت برجل ضخم البنية .. وكادت تعتذر له لتتسع حدقتيها عندما رأت ع يده الوشم الخاص وكان عبارة عن جمجمة يخرج من إحدي عينيها ثعبان ملتف حولها... رمقها الرجل بنظرات مرعبة ركضت من أمامه لتختبأ ف مكان بعيد عنه وأخرجت هاتفها وقامت بالأتصال ع بيبرس


_ هيا أجب أرجوك لا وقت سيقتلونك أيها الأحمق... قالتها إيميلي وهي تزفر بغضب... لم يجيب فأعادت الأتصال مرة أخري لتأتي لها رسالة صوتيه أن الهاتف غير متاح بالفرنسية


_ بينما لدي فارس وعائشه أخير عثرت عليهم فيروز التي تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة


فيروز : يلا نمشي بسرعة من هنا


فارس بقلق وأقتضاب : شو فيه ؟ ليش خايفة ومذعورة هيك؟


فيروز : هقولك بعدين بس أرجوك يلا نمشي ... قالتها لتمسك بيده فأوقفها لتلتفت إليه وقال : بدي أفهم شو الي صار


فيروز : مفي..... لم تكمل لتتسع حدقتيها بذعر عندما رأت القادم نحوهم والشر يتطاير من عينيه ليلتفت فارس خلفه ليري


_ بيبرس!!!! قالها فارس لتلتقي عينيه بعين بيبرس ... ترك يدها وأتجه صوبه عازما ع أمر ما


عائشة : ياربي أشنو واقع ... فهمني فيروز؟


فيروز لم تجيب وركضت خلف فارس


_ فاااارس أستني .. قالتها فيروز


هجم فارس ع بيبرس وأمسكه من تلابيب سترته : شو بدك منها أتركها مو هي حبيبتك .. حبيبتك أختفت يا أجدب


بيبرس : فارس أبعد عني دلوقت فيروز ف خطر ولازم تمشي من هنا حالا


قام فارس بتوجيه لكمة ف وجهه وهو يقول : مو مكفيك المصايب الي صارت لشقيقتي بسببك


بيبرس بغضب وأمسك بقميص فارس : عارف أنا لولا مش فاضي لك دلوقت كنت علمتك الأدب .. قالها ليدفعه من أمامه تاركا إياه وجذب فيروز من يدها ويسحبها خلفه وهو يقول : وأنتي حسابك معايا بعدين


ذهب فارس خلفه ليجذبه من زراعه ويوجه إليه لكمات متتالية ويصيح فيه : أنا الي بفرجيك ياواطي ... أترك إيدها


أشتد حنق الأخر ليرد له الضربات وأخذ يتعاركا ف ساحة فارغة من الحاضرين


فيروز بصياح : عائشة روحي نادي السكيورتي .... قالتها لتركض عائشة وتفعل ما آمرتها به فيروز


ذلك كان تحت أعين ذلك الرجل التي أصتدمت به إيميلي ليقول ف السماعة اللاسلكية التي بأذنه :


سيد يوري لقد وجدناها هي وهو


Maître Yuri Nous avons trouvé que c'est


ليجيب عليه الأخر :


Allez-y et faites ce que je vous ai commandé mais la fille l'a enlevée


هيا نفذ ما أمرتكم به لكن الفتاة قم بخطفها


الرجل :


Votre commande est monsieur أمرك سيدي


قالها ليرفع سلاحه صوب اللذان يتعاركا معا.... وف نفس التوقيت وصلت إيميلي التي تركض نحو فارس وهي تصرخ


_ فااااااااااااااااااارس أبتعد...


أنطلقت الرصاصة نحو هدف لتصيب هدف أخر لتصرخ فيروز .. توقف فارس بمكانه تتسع عينيه بذعر ... يجثو بيبرس ع الأرض


جاءت الشرطة لينتشر الرجال بالمكان ويقول إحداهم :


Restez à votre place et personne ne bougera


قفوا في أمكانكم ولايتحرك أحد


Sinon je vais tirerوإلا سأطلق الرصاص


كان المشهد كما يلي ....تم القبض ع الرجل الذي لم يلحق أن يلوذ بالفرار.. فيروز تضع يدها ع فمها مما تراه ... بيبرس كالمتجمد في مكانه ... فارس يجثو ع ركبتيه وبين زراعيه إيميلي التي أخترقتها الرصاصة من الظهر لتستقر ف جسدها الذي هوي


قالت بصوت وتلتقط أنفاسها بصعوبة بين كل كلمة : فارس.. أريد.. أخبرك.. شيئا.. يوري.. قتل .. شقيقتك .. لينتقم.. من بيبرس.. إنه.. يعتقد هو المسئول.. عن ..مقتل.. والدتي.. في حادث صحيفة شارلي إبدو منذ ثلاث سنوات .. كانت تعمل هناك... صمتت وهي تشهق وأنتابها السعال


كان يستمع إلي كلماتها وتمني أنه ف كابوس وليس حقيقة ...


_ كلمة أخيرة فارس .. أنا أحبك .. وعندما أبتعدت عنك من قبل ذلك خوفا عليك من أبي الذي أكرهه .. والآن أتمني أنه يفرح من كل قلبه كما قتل رصاصه الكثير من الأبرياء .. قتل أيضا إبنته الوحيدة


فارس وقلبه يعتصر ألما : بيكفي إيميلي راح تعيشي .. خليكي ئويه


أبتسمت له .. أغمضت عينيها .. فقدت الوعي


جاءت سيارة الإسعاف ليأخذ الممرضون إيميلي ع السرير المتنقل... أخذت الشرطة فارس وبيبرس وفيروز حيث يدلو بشهادتهم ع الحادث المسجل ع الكاميرات


__________________________


- يجلس ع الشاطئ .. يبني قصرا من الرمال ويتأمله بعد الإنتهاء منه .. جاءت من خلفه تضع كفيها ع عينيه


- كل ده غياب أنا زعلان منك ... قالها صقر بنبرة هادئة


- خلاص أنا جتلك بنفسي أهو عشان ققولك وحشتني أوي ياحبيبي .. لسه زعلان بقي!!.... قالتها فيروز وهي تحاوط عنقه بزراعيها


أبتسم وقال :لاء مش زعلان .. تعرفي وحشني حضنك أوي حاسس كأني طفل تايه من غيرك


قامت بمعانقته بحب وحنان : أنا مش هبعد عنك تاني لأن أكتشفت مفيش حياه من غيرك


صقر: آسف حبيبتي ... آسف ع كل لحظة ألم عيشتهالك .. آسف ع كل كلمة جارحه قولتهالك ..آسف ع كل دمعة حزن نزلتهالك

ضحكت وتعالت ضحكاتها بدلال وقالت : أي ده احنا بقينا نقول شعر... قالتها بسخرية مازحه


رفع حاجبه وقال: أنا حاسس بتريئة ف كلامك


أخذت رمال مبتله بكفيها ووضعتها ع وجنتيه وهي مازالت تضحك : واحشني شكلك وأنت متعصب ياحبيبي

- أنتي أد الحركه دي!!!قالها صقر


نهضت لتبتعد من أمامه وأومأت برأسها : أنا أد أي حركه .. قالتها ثم قامت بهدم قصر الرمال بقدميها


- يخربيتك القصر بقالي ساعة أعمل فيه وأنتي تهديه ... طيييب أنتي الي جبتيه لنفسك ... قالها ونهض ليركض خلفها


لم يكن أمامها سوي تجري بداخل البحر .. وذهب خلفها ليلاحقها وكاد يمسكها ليجد أنه يمسك الهواء .. خفق قلبه ذعرا وظل يتلفت حوله ..

أخذ يناديها بصياح له صدي : فيرووووز ...فيروووووز


لم يجيبه سوي صدي صوته .. شعر بقدميه لم تتلمس الأرض ليجد نفسه ف عرض البحر وجسده متسمر لم يستطيع تحريكه حتي يسبح وبدأ يغرق ولم يستطيع إنقاذ نفسه حتي أستسلم للغرق ... يفتح عينيه أسفل الماء ليجدها أمامه تدفعه بقوة حتي يهوي إلي القاع تحت نظراتها وهي تبتسم بإنتصار ....


يرتجف جسده ف مكانه جبهته تتصبب عرقا .... يطلق شهقات كالغريق الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة . ...


- صقر .. صقر .. أصحي ياحبيبي .. صقر ....تناديه شقيقته ليدخل صوتها ف مسمعه لكن بصوت حبيبته ... وصورتها أمامه وبدأت تتلاشي .. شهق بفزع وهو ينهض بجذعه وينظر أمامه


رنيم بقلق وخوف : مالك ياحبيبي؟؟


ظل يحدق بها ... أعتصر عينيه ليعود إدراكه للواقع ... كاد يمسح قطرات العرق ع جبينه ليلاحظ بالأنبوب المنغرز بواسطة إبرة ف ظهر كفه ومتصل بكيس محلول مغذي معلق ع مشجب معدني. .


نظر من حوله ثم نظر لشقيقته : أنا فين؟؟؟


رنيم : أحنا ف المستشفي من إمبارح وأنت كنت نايم من وقتها ... ينفع كده ياصقر !! ... متاكلش ليومين لغاية ماجالك هبوط ووقعت من طولك !


أنزل ساقيه ع الأرض وهو يقول : أنا لازم أخرج


رنيم : رايح فين أنت متعلقلك محاليل ولسه تحت المتابعه .. والدكتور الي يقرر خروجكك ... قالتها وهي تمسك زراعه


دفع يدها بعيدا وزمجر بغضب وقال: أنا قولت هامشي يعني هامشي .. ومش كلام حتة دكتور هيمشي عليا


زفرت بضييق : نفسي تبطل عنادك الي هيوديك ف داهيه ده


لم يبالي لكلماتها حتي أسند يده ع التخت لينهض ... خانته ساقيه ليهوي متعثرا ع الأرض


صرخت رنيم : صقرررررر


دلف إياس مسرعا والممرضه والطبيب ليروا مايحدث ..


صاح فيهم بغضب : مش عايز حد هنا كله يطلع بره .. فاهمين برررررره


الطبيب وهو يدنو إليه قال : صقر بيه مينفعش تقوم مرة واحده كده جسمك ضعيف بسبب إنك مكنتش بتاكل و..... لم يستطيع إكمال حديثه بسبب صقر الذي قبض ع عنقه ويصيح فيه بغضب: مين ده الي ضعيف ... تحب أوريك قوتي وأنا بطلع روحك ف أيدي دلوقت ... قالها والدماء محتقنه ف وجهه من الغضب كالأسد الثائر


أمسك إياس قبضة صديقه ليبعده عن الطبيب : مينفعش الي أنت بتعملو ده الدكتور هيموت ف أيدك ... أرجوك سيبو وأنا بنفسي هعملك الي أنت عايزو


نظر لأياس حتي بدأت تتراخي قبضته ودفع الطبيب الذي أخذ يتنفس بصعوبه

رنيم : إحنا أسفين يادكتور هو بيمر بظروف نفسية


صقر بصياح : مش عايز أشوف حد بره الكل بره


الطبيب : أديلو حقنه مهدأه ... قالها الطبيب لتنظر الممرضة بتوتر وخوف


إياس: معلش ممكن تسيبي الحقنة دلوقت وأخته هتديهاله ... قالها خوفا ع الممرضة من غضب صديقه


غادر الطبيب والممرضه ....

- مش قولت كلكو بره عايز أبقي لوحدي

رنيم : حبيبي حرام الي بتعملو ف نفسك ده ... أوم بس قعد ع السرير .... قالتها وهي ترجوه وعبراتها أنسدلت حزنا ع حال شقيقها


- أطلعي بره يارنيم .... قالها بصياح قد أرعبها لتنهض.. ونظرإياس إليها بإيماءة من عينيه ..غادرت الغرفه وخلفها إياس وقبل أن يذهب قال: لو عايز حاجه أنا ورنيم قاعدين برة ... قالها وألقي نظرة أسف وحزن ع صديقه الذي يجلس ع الأرض بضعف ووهن ... غادر وأوصد الباب خلفه .. تاركا صقر الذي أجهش بالبكاء ... هو يبكي ع حاله الذي وصل إليه ... ع حبيبته التي لايعلم هل ستسامحه أم لا ... ع قلبه الذي لايتحمل البعد أكثر من ذلك ... فهو مشتاق لرؤيتها للمسات يديها .... مشتاق لمعانقتها بقوة حتي يصبحا جسدا واحدا حتي لايفترقا مرة أخري ... عقله غير قادر ع إستيعاب الواقع ... ظل مستسلم للبكاء .. تحمل ع نفسه ونهض يستند ع التخت بصعوبه حتي نجح ف النهوض وأرتمي بجسده ع التخت يغمض عينيه حتي يأتيه النوم ويراها ف أحلامه مرة أخري .


_____________________


في مخفر الشرطة التابع لأحد إحياء باريس..


أصوات تنبيه سيارت الشرطة بالخارج وأصوات تنبيه المكالمات المتبادلة بين أفراد رجال الشرطة عبر الأجهزة اللاسلكية...


ينتظركلا من فارس وفيروز خارج مكتب المحقق الذي أخذ شهادتهم بالمحضر لكن مازل بالداخل بيبرس ...خرجت لهم المحامية التي تدعي (كلير) فرنسية الجنسية لكنها تتقن اللغة العربية


_ مسيو فارس يمكنك المغادرة الآن أنت ومدموزيل فيروز... لكن مسيو بيبرس سيظل معهم بالداخل للتحقيق حول والد القتيلة إيميلي يوري... قالتها كلير


نظر كليهما بفزع وقال فارس : قتيلة!! بتقصدي ...


كلير : أجل أنها توفت فور وصولها إلي المشفي ... والرجل الذي أطلق الرصاصة تأكدت الشرطة أنه من رجال يوري... وربما الآن قد قبض ع يوري وجاري التحقيق معه


فارس : شكرا لإلك مدام كلير


كلير: العفو مسيو فارس .. إننا معرفة قديمة قبل أن تكون موكلي... لكن نصيحة لك وبالأخص مودموزيل فيروز يجب أن تغادر وترجع إلي بلدها قبل أن تكتشف الشرطة بوجودها ف البلاد بجواز سفر ليس لها... أنا أستأذنكم تنتظرني مرافعه بالمحكمة يجب أن أرحل الآن ...مع السلامة


فارس : سلام... قالها فارس ليغادر هو وفيروز المخفر... أستقل كليهما سيارة أجرة حتي وصل أمام البناء وصعدا معا


توقف أمام باب منزله وقال بوهن وحزن : بتريدي مني شئ فيروز؟


نظرت له بقلق عليه : مش عايزة أسيبك ف الحالة دي


فارس: بعتذر لإلك .. باريد أكون لحالي... قالها وألتمعت عبرات بداخل عينيه


فيروز : حاضر هسيبك ع راحتك ... قالتها لتدلف إلي المنزل المقابل التي تمكث فيه وأصدت الباب من الداخل


وهو دلف إلي منزله بقلب مقهور ومتألم ع شقيقته التي قتلت بدافع الإنتقام بسبب إنها أحبت شخص لايأتي من خلفه سوي الدمار والمصائب


___________________


_ تجلس ع تختها وتمدد ساقيها وتضع وسادة صغيرة تسند عليها الحاسوب المتنقل الخاص بها .... تتأمل صور حبيبها الموجودة ع صفحته الشخصية بموقع التواصل...


له العديد من الصور الذي يرتدي فيها قلنصوة ونظارة السباحة كما يرتدي فيها أيضا ميداليات فضية وبرونزية وذهبية وأخري يمسك بها كأس ذهبي.... وصور أخري قد جعلتها تستشيط غضبا منه ... وهي صور تجمعه مع العديد من الفتيات الشقراء والصهباء وذوات البشرات الحنطية يرتدون ثياب السباحة ..


_ والله عال أوي يا مصطفي باشا لما أشوفك ... قالتها بوسي بداخلها


فتح بأسفل الشاشة دردشة من مصطفي وكانت المحادثة بينهما كالتالي:


مصطفي : مساء الحب والجمال


بوسي : أهلا


مصطفي : أهلا!! وأيموشن غضبان!! مالك؟؟؟


بوسي : أنت ليه سايب الصور بتاعتك مع البنات الصايعه دي


مصطفي : هههههههههه دول أصحابي ف فرنسا ومعايا ف النادي الي بتدرب فيه سباحة


بوسي : وأنا مالي محتفظ برضو بصورهم ليه ؟؟؟


مصطفي : عادي يابوسي دي صور عاديه


بوسي : يعني أنت شايف إنها صور عاديه؟؟؟؟


مصطفي : بالنسبة عندهم صور عادية وبعدين عندك كتير ف شرم والغردقة والساحل والجونه والاماكن الي زيهم بيلبسو كده


بوسي : يعني ترضي أن ألبس كده وأتصور مع واحد صاحبي


مصطفي : نعم ياختي!!!! ده أنا كنت أدبحك .. ده ياسبحان الي خلاني أمسك نفسي ومتهورش عليكي يوم عيد ميلادك بقميص النوم الي كنتي لبساه


بوسي : لو سمحت لم لسانك اسمه فستان أرتقي شويه


مصطفي : بوسي مالك ع المسا؟؟ قافشه معايا كده ليه؟


بوسي : عايزاك تمسح الصور دي


مصطفي : وده أمر ولا طلب؟؟؟


بوسي : أفرض أنه أمر مش هتمسحها؟؟؟


مصطفي : أنا حر ودي صفحتي وأنزل الي أنا عايزو


بوسي : يعني كده؟؟


مصطفي : ع فكرة أنا كنت عايز أطمن عليكي وأنتي نازله فيا أستجواب أقفلي أحسن مانتخانق وأنا عايز أنام ورايا تدريب بكرة


بوسي : تدريب أي؟


مصطفي : سباحة زي ما أنتي شايفه ف الصور


بوسي : طيب ممكن طلب


مصطفي : أتفضلي


بوسي : ممكن تدربني ع السباحه عشان ميحصلش معايا زي قبل كده


مصطفي : ماشي طيب تيجي معايا بكرة؟


بوسي: أوك أمتي؟


مصطفي : 9 بالدقيقة تكوني جاهزة أعدي عليكي بالعربية وأخدك عشان عندي تدريب الساعه 10 ونص وقبلها هاعلمك


بوسي : حاضر .. شكرا


مصطفي : العفو ياحبي أنا تحت أمرك يلا بقي روحي نامي عشان تصحي بدري


بوسي : تصبح ع خير


مصطفي : وأنتي من أهله


أغلقت الحاسوب وهي تبتسم بمكر وتقول بصوت مسموع : ماشي يامصطفي والله لعلمك الأدب بس يجي بكرة ... قالتها ثم وضعت الحاسوب ع الكومود وجذبت الغطاء القطني لتدثر جسدها وهي مازالت تبتسم وكأنها تخطط لشئ ما .


________________


_ في نور الصباح تنتشر رائحة الندي المتساقط ع أوراق الشجر والأزهار لتنبعث روائح عطرية من وحي الطبيعة الساحرة بداخل الحديقة... يقف في الشرفة يستنشق الهواء بأبتسامة وتفاؤل ...... دلف إلي الحجرة ليجدها مازالت نائمة وجهها كالملاك ... خصلات شعرها الغجري تتناثر ع الوسادة ... ظل يتأملها غير مصدق أنها أصبحت أخيرا زوجته شرعا


أقترب منها بخطي هادئة وجلس بمحاذاتها ع التخت .. يمرر أنامله ع خصلات شعرها ثم يزيحها من فوق جبينها ووجنتيها حتي يستمتع برؤية وجهها ... أقترب أكثر حتي تلامست أنفاسه بشرتها قام بتقبيل جبهتها ثم وجنتها .. توقف عندما رأي ملامحها منزعجة


_ هتفضلي نايمة كده وسايبة حبيبك صاحي وقاعد لوحدو؟ قالها شهاب بالقرب من أذنها هامسا


فتحت عينيها وأبتسمت : صباح الخير ياحبيبي


شهاب : صباح الجمال والورد ع أجمل عيون وخدود وشفايف ف الكون


سيلين : دي أنا!!! بلاش مجامله


شهاب بنبرة رومانسيه : أنتي ف عيوني شايفك كده .. أنتي بقي شيفاني أي؟؟؟


سيلين : شيفاك أجمل وأجدع راجل ف الدنيا دي كلها


أمسك يدها وقام بتقبيل كفها وقال : ربنا مايحرمني منك ويخليكي ليا ياقلبي


جذبت يده أيضا لتضع كفه ع شفتيها وقامت بتقبيله وقالت : ويخليك ليا ياروح قلبي... قالتها ثم نهضت بجذعها وقامت بضمه إليها


شهاب : آآآه


أبتعدت بخوف : أسفه ياحبيبي مكنتش أقصد أخبط الجبس


شهاب : متفكرنيش أنا عايز أخلعه بأي طريقه كان قارفني طول الليل إمبارح


نظرت له بخجل وقالت : طيب أنا قايمه هاروح أتوضا عشان أصلي الصبح وممكن عشان خاطري تصلي معايا؟


نظر لها بخجل جلي وقال : بصراحة عمري ماصليت


نظرت له بأستغراب : إزاي ياشهاب !!! ده حتي أونكل ومامتك الله يرحمهم مكنوش بيقطعو فرض أنا فاكرة ده كويس


شهاب : هم حاولو معايا كتير بس أنا الي كنت بعند


تنهدت وقالت : طيب ياحبيبي أنسي كل الي فات وتعالي نبتدي حياة جديدة كلها طاعة خلي ربنا يكرمنا ف حياتنا ... ومتقلقش أنا هعلمك ... وهنبدأ بالوضوء


أقترب منها فطبع قبله ع جبهتها وقال : الحمد لله ربنا رزقني بيكي


سيلين : وأنا كمان بحمد ربنا أنه رزقني بيك ... أنت جواك أبيض ياشهاب أوعي تخلي الدنيا تاخدك لسكة الشيطان ... طول ما بتنمي جواك الإيمان بربنا وتقرب منه خطوة... هتلاقي ربنا معاك ديما


شهاب : أنتي أتعلمتي كل ده فين وأمتي؟


تنهدت بسأم :لما سبتني 3 شهور لوحدي بعد وفاة بابا الله يرحمه ... ربنا يباركلها ويجعله ف ميزان حسناتها دادة يسرية .. وقفت جمبي ف محنتي وخلتني أقرب من ربنا وأغير كل حاجه ف حياتي للأحسن بدأت بالصلاة أول حاجة وكنت بروح المعهد الديني أحفظ قرآن ع أد ما أقدر وأحضر دروس دينيه فادتني كتير ف حياتي


شهاب : أسف ياحبيبتي كان المفروض أبقي جمبك الوقت ده


سيلين : خلاص ياشهاب أرمي الماضي ورا ضهرك ومتبصش عليه عشان متتعبش ... ويلا بقي تعالي معايا أعلمك الوضوء


أبتسم لها : يلا


_ نهضت لترتدي المعطف الحريري فوق القميص الخاص به ... وأخذت تشرح له كيفية الوضوء وكيفية أداء الصلاة بأركانها تحت نظراته إعجابة إنبهاره بها... أنتهت من الشرح


_ ها خلاص حفظت هتعمل أي؟؟؟ قالتها سيلين


شهاب : تمام يافندم ... قالها بمزاح


سيلين : خلاص أنا هدخل أخد شاور وأتوضا بسرعه وأدخل انت بعدي أكون حضرت الفطار


_شهاب : لاء أستنيني نصلي مع بعض جماعة


_ بعد مرور من الوقت .... قام بفرد سجادة الصلاة ع الأرض مرتديا ثياب قطنية وهي ترتدي إسدال الصلاة ... تقدمها خطوة وهي رجعت خلفه ع يمينه .... وبدأ بالتكبير : الله أكبر....... كان تردد خلفه بخشوع وقلبها يتراقص من السعادة أخيرا نجحت ف أن تجعل زوجها يعود لها ويهدي طريقه بالتقرب من الله .... ف كل سجدة لها كانت تدعو له وتدعي بأن يرزقهم الله بالذرية الصالحة


أنتهيا من الصلاة ...فقالت : حرما


نظر لها بأستفاهم فضحكت وقالت : لما حد يقولك حرما ترد تقول جمعا إن شاء الله


شهاب : ماشي ياسيلي بتضحكي ع جوزك


سيلين : ياخبر! لاء خالص ياروحي مكنش أصدي


طرق باب الغرفة وأتي من خلفه صوت يسرية : الفطار ياعرايس


سيلين : نزليه الجنينة ياداده هنفطر تحت


شهاب : أستني ياداده هنفطر هنا.... ثم قال هامسا : تحت مين أحنا مش طالعين النهاردة من الأوضة ولا اسبوع كمان ... قالها لتضحك ع كلماته وذهب وفتح الباب وأخذ العربة المتراص عليها أطباق الطعام وأبريق الشاي وإبريق الحليب وكأسين من العصير الطازج.... أغلق الباب ثم قام بجر العربة نحو التخت وجلس وقال : تعالي يلا


أقتربت لتجلس بجواره فقام بجذبها من خصرها لتجلس ع فخذيه ..


شهاب : يكون ف علمك مكانك هنا ع طول كل ماناكل ... قالها ليشير إلي موضع مجلسها


سيلين : هو أنا طفله عشان تقعدني ع رجلك؟


شهاب : أه طفلتي أنا ... بنوتي وحبيبتي ومراتي وأمي كمان... قالها وطبع قبلة ع وجنتها


سيلين : حاضر يابابا


قام بأخذ قطعة من خبز التوست وقام بغمسها ف طبق العسل الأبيض و قام بوضعها بالقرب من فمها


شهاب : اللقمة دي رايحة فين؟؟؟؟


فتحت فاهها لتلتقم اللقمة وقامت بمضغها ... ظل يكرر إطعامها


سيلين : كفايه الحمد لله شبعت.. وأنت ماكلتش ليه؟


أبتسم بخبث وقال : بصراحه مش عايزة أكل دلوقت


سيلين بعدم فهم : ليه؟ ... قالتها بعدما نهضت


شهاب : هتعرفي دلوقت..قام بإبعاد العربة قليلا من أمامه ليجذبها من يدها لتقع ع التخت وهي تضحك من فعلته بعدما أدركت مقصده ... قام بفك الحزام الذي يرفع يده التي يحاوطها الجص


سيلين : بتعمل أي


شهاب : أنا أتخنقت من البتاع .... قالها ليعتليها وينظر لها بحب وأردف :ملكيش دعوة بأي حاجة ركزي معايا أنا بس


لم تجيب بل أغمضت عينيها خجلا وتوردت وجنتيها وجزت ع شفتيها السفلي ... أثارت مشاعره .. أقترب من وجهها ويهمس ع شفتيها : عجبك طعم العسل


أومأت له مبتسمه : اممم


شهاب : طيب ممكن أدوقه؟؟


سيلين بدلال : عندك ف الطبق ياحبيبي


شهاب : عيب ف حقي لما هاروح أكل من الطبق وأنا قدامي منبع العسل ...


قالها لينهال ع شفتيها بحب وكأنه بالفعل يتجرع رحيقها الذي يذوب ف فمه ومذاقه كالعسل وأشهي من العسل ذاته .... ظل الأثنان يحلقان معا ف سماء العشق ثم يغرقان ف بحور الحب ليعيش كليهما معا أجمل قصة حب لا تعرف الإستسلام ولا اليأس أمام المصاعب التي واجهتهم طيلة الأيام الماضية


______________________


_ ظلت تنتظره منذ نصف ساعة حتي شعرت بالملل وأخذت تتأفف ... حتي وجدته أخيرا يقف بسيارته أمامها


ترجل من السيارة وقال : بونجور


بوسي بإبتسامة تصنع : بونجور ياحبي ... مش شايف إن لسه بدري؟؟؟ قالتها بسخرية


مصطفي : معلش الطريق كان زحمة ووقف شويه... يلا بينا عشان منتأخرش


جزت ع أسنانها وأخذت تتمتم بدون أن يسمع : ماشي يامصطفي هانت


دلفت إلي الداخل ليلتف هو ويجلس بمقعد القيادة ثم أنطلق ...


مرت نصف ساعة من القيادة حتي وصل أمام النادي... نزل كليهما وأوصد أبواب السيارة.... ثم دلفو إلي الداخل بعدما تأكد حارس البوابة من بطاقة عضويته بالنادي والدعوة الخاصة بمرافقة بوسي معه


مصطفي : تحبي نروح الكافتريا نفطر الأول؟


بوسي : لاء مش بحب أفطر ع الصبح


مصطفي : ماشي .. تعالي أوديكي عن الأوضه الي بنغير فيها أنتي روحي بتاعة السيدات وأنا هاروح التانيه وهستناكي عند البيسين


بوسي : حاضر ... قالتها لتبتسم


ذهبت إلي الغرفة ووضعت الحقيبة ع المقعد الخشبي العريض وقامت بفتح السحاب وأخرجت ثياب السباحة ثم دلفت إلي المرحاض لتبدل الثياب التي ترتديها بالتي بيدها


_ ينتظرها بالخارج وهو يقوم بتمارين الإحماء ع حافة المسبح مرتديا ثياب السباحة وهو عبارة عن سروال يصل إلي منتصف فخذيه وعاري الصدر.... كان ذلك اليوم مزدحم بكثير من الشباب والفتيات ...


أوقفه إحداهم : أزيك ياديشا عامل أي


مصطفي : الحمدلله بخير


الشاب : أي يابني مالم مختفي ليه؟


مصطفي : مفيش كنت مشغول شوية


الشاب : طيب تعالي ده الرجاله كلها متجمعين هناك ... قالها ليشير إلي طاولة يتجمع من حولها أصدقائه الشباب


سأم من تأخيرها فذهب لدي أصدقائه ينتظرها وعندما يرها سيذهب إليها


خرجت من الغرفة بثياب البحر الفاضحة .. ترتدي قطعتين من الثياب التي تخبأ مفاتنها فقط وباقي جسدها عاري .. ألتفتت الأنظار إليها وكل من يقابلها من الشباب يلقي كلمة إعجاب بها ... تظن إنها ستأدبه وتعلمه درسا لكن لاتعلم هي من التي ستتأدب


يتبادلون الأحاديث ... قال إحدهم : مقولتلناش ياديشا أنا لسه واخد بالي إمبارح من الريلشن شيب (الحالة الإجتماعية) بتاعتك إمبارح ع الفيس كاتب مرتبط ياتري مين الي أمها داعية عليها وهترتبط بواحد زير نساء


مصطفي : ماتبطل خفة وأستظراف ع الأقل لما أكون زير نساء أحسن من القولة الفخار.... قالها ليضحك الجميع ع تشبيهه فأشتد حنق صاحبه ورمقه بغضب


قال الأخر : أي ياجماعه مالكو مش طايقين بعض كده ليه ..صمت لينظر خلفهم وأردف : أوبااااااا يالهوي ع الغزال الي بيتمشي عند البيسين ده... قالها وأطلق صفيرا إعجاب


ألتفت مصطفي خلفه لتتسع حدقتيه بالغضب ... نهض من مقعده ليلقي به بقوة ع الأرض


_ ألحقو يارجاله ده رايح يعلق الغزال... قالها أحدهم


تقدم نحوها وهي لم تري البركان الثائر الذي يقترب منها ....


_ أي الي أنتي لبساه ده ياهانم!!! قالها وهو يقبض ع زراعها بقوة


تصنعت بالإبتسام لتثير غضبه فقالت ببرود : عادي ده بيكيني وبنزل بيه البحر والبيسين كمان ... مش الي حضرتك متصور معاهم كانو لابسين كده!!!!


زمجر بغضب وصاح : أنتي بتستعبطي!!!! بتشبهي نفسك بدول!!! أنا لو كنت عايز أرتبط من النوعية دي كنت أرتبط من زمان.... بس الظاهر أتسرعت وغلطت لما أرتبط بواحدة ممكن العند يوصلها تعري جسمها للي يسوي والي ميسواش... حاجة تأرف... قالها وهو يترك زراعها ويرمقها بنظرات إحتقار ثم غادر


أوجعتها كلماته كأنها سياط تهوي ع جسدها لتشعر بقشعريرة وبرودة .. ركضت لتذهب إلي الغرفة لترتدي ثيابها وتغادر المكان ورفيقتها عبراتها التي أنسدلت من جراح كلماته


_________________________________


خرجت من البوابة لتنتظر سيارة أجرة .. لكن المكان نائي وقلما يعبر منه تلك السيارات ... تمشت قليلا حتي تصل للطريق الرئيسي ... توقفت أمامها سيارة نقل بها سائق وصاحبه يبدو ع ملامحهم الشر


السائق : رايحة ع فين ياحلوة ماتيجي نوصلك ف سكتنا


رمقتهم بريبة : لاء متشكرة... قالتها لتبتعد فترجل السائق من السيارة وأخرج سلاح أبيض من جيب بنطاله وركض نحوها ليمسكها من يدها عنوة عنها ليشهر سلاحه ف وجهها


_ هتيجي معانا بالذوء ولا هخلي المطوة دي تشرح وشك الجميل ده وبرضو هناخدك غصب عنك... قالها السائق بتهديد


كادت تصرخ فوضع يده ع فمها : هتصرخي هشقك ونرميكي ف الصحرا الي هناك دي الديابه تاكلك


نظرت له برعب وأومأت له برأسها ...


السائق: يلا أمشي ادامي ع العربيه


توقف السائق عندما سمع صوت عجلات سيارة تقترب ... ركلته بوسي ف ساقه ليترك فمها


_ الحقيني يامصطفي ... قالتها بصراخ


نزل من سيارته ليتوجه إلي السائق ... فقام الأخر بفتح باب السيارة النقل ليمنعه حاجزا إياه ...


وقال : ع فين ياننوس أبعد من هنا أحسنلك


رمقه مصطفي بغضب ليخرج من جيبه سلاحا يشبه سلاح السائق ويهدد به الرجل : أبعد ياض من وشي ... قالها وقام بدفع الرجل بأرتطام رأسه ف رأس الأخر بقوة ليقع الرجل ع ظهره... أسرع نحو السائق وصاح فيه : أبعد عنها بدل ما أشرحك


تعالت ضحكاته وقال : تشرح مين ياض ده أنت عيل توتو من بتوع بابي ومامي أخرك تشرح صرصار


أقترب مصطفي ليجذب الرجل من ثياب وركله ف يده ليقع منها السكين


أخذ الأثنين يتعاركان فخارت قوي السائق ... جاء صاحبه من خلفه يحمل أسطوانه معدنيه


صرخت بوسي : حاسب يامصطفي ... قالتها لينهض ع الفور لتأتي الضربة ف رأس السائق ويقع مغشيا ... تناول مصطفي صخرة صغيرة من الأرض مسرعا وقام بضربها ف رأس الرجل من الخلف ليقع هو الأخر مغشي عليه


نظر لها بقلق وخوف وغضب وقال : تعالي يلا أركبي


قالها فألحقت به ليدلف كليهما سيارته وأنطلق بها ... أخذت تبكي بجواره ... ترقرق قلبه لها ع الرغم من غضبه أتجاهها


فقال : خلاص بقي بطلي عياط


بوسي وهي تبكي : أنت كلامك جرحني أوي


مصطفي : ما انتي الي وصلتني لكده ... ينفع الي عملتيه ده؟


نظرت لأسفل بخجل وقالت : لاء مينفعش


أوقف السيارة ثم رفع ذقنها بأطراف أنامله لتنظر إليه ثم مسح عبراتها بيده الأخري وقال : متزعليش مني حقك عليا أنا لما بتعصب برمي كلام زي الدبش.. لسه زعلانه؟؟؟


هزت رأسها بالنفي :لاء خلاص مش زعلانه


مصطفي : طيب تعالي أصلحك وهفسحك ف أي حته عايزة تروحيها


أنفرجت أساريرها بالفرح فقالت : أنت عرفت مكاني أزاي؟؟


قال بأقتضاب : أنا كنت مراقبك من قبل ماتخرجي من البوابة وعارف إنك مش هتلاقي تاكسي ف المنطقة ...متفكرنيش أنا كان نفسي أقطعهم حتت


بوسي : أنت السبب


مصطفي : أنا السبب!!!.. ولا دماغك الي متركبة غلط هي السبب... قالها ليجدها ستبدأ بالبكاء مرة أخري فأردف : مش كفاية عياط بقي ... مش عايزة أشوف دموعك تاني


قالها لتبتسم له وتكفكف عبراتها ... ثم أنطلق بسيارته .


_______________________


_ بعدعناء يوم دراسي طويل وإزدحام السير والإختناق بداخل وسائل المواصلات المزدحمة ... وصلت أمام البناء التي تقطن فيها وكادت تدلف إلي الفناء فأوقفها ذلك الصوت


_ حمدالله ع السلامة ياعروسة.... قالتها شقيقة علي


ألتفتت ليلي إليها : عبير!!! أزيك .. قالتها وهي تشعر بالحرج


عبير بتهكم : الله يسلمك ياختي .. أحنا سمعنا إنك أتجوزتي وسافرتي مع جوزك .. أومال اسم النبي حرصه سابك عند أهلك ليه؟


ليلي : لو سمحت خليكي ف حالك وملكيش دعوة بيا أو بجوزي


عبير: هو حد داسلك ع طرف ياختي... أنا قولت أن الحته كلها مستغربة رجوعك لبيت أهلك من بعد جوازك بأسبوع .. يبقي الظاهر الي كان بيقولو أخويا طلع صح


ليلي بغضب : ماتلم نفسك ياوليه أنتي وأخوكي الحيوان ده ولا هو محروق عشان رميته رمية الكلاب وروحت للي جذمته برقبة ألف واحد من عينته


عبير : نعم نعم ياحلوة .... لاء ياعين أمك عند أخويا أقفي عوج وأتكلمي عدل .. أنتي فاهمه يابت ... قالتها بنبرة ردح


ليلي :طز فيكي وف أخوكي وف عيلتكو كلها ... أتفوو... قالتها ثم بصقت وركضت مسرعه لتصعد الدرج


عبير بصوت صياح : طيب ماشي ياليلي يابنت أم ليلي أما وريتك حق الي عملتيه دلوقت مبقاش أخت الأمين علي.... قالتها ثم أبتعدت وأخرجت هاتفها وقامت بالأتصال : ألو ........ أيوة شوفتها وقعدت أستفذها بالكلام...... هي مقالتش جوزها فين بس الولية أم بندق صاحبة أمها قالت أدامي أن جوزها ف إعارة ف دبي وهي هتروحلو ف الأجازة.......... أقفل يلا أنا هجيب الأكل وجاية حالا سلام


_______________________________


_ بداخل غرفتها تخلع ثيابها لتبدلها بعباءة منزلية مزخرفة وتترك لشعرها العنان ... ذهبت إلي المطبخ


_ مسا مسا عليكي يا أم إسلام... قالتها ليلي


والدتها : مساء العسل ياضنايا


عانقتها ليلي بحب وقالت : ياسلام ع حنيتك لو كنت اعرف أن لما أتجوز هتحبني كده كنت أتجوزت من زمان


والدتها : بصراحه البيت من غيرك كان زي المهجور أنتي الي كنتي ماليه عليا البيت حتي لو بنكش فيكي وبضايقك ... أنتي مهما كان بنتي ونور عيني


ليلي : ياسلام الله الله عليكي ياماما وع كلامك الحلو .. يارب ماتقلبي عليا


والدتها : هههههههه أه منك أنتي


رن هاتفها بالنغمة التي وضعتها له خاصة به عند أتصاله عليها وكانت مقطوعة من أغنية (أجمل إحساس لإليسا)....


ليلي : ده خالد


والدتها : روحي ياختي أديلو تقرير كل يوم ... قالتها بسخرية


ليلي : ده أنا لسه بدعي بقول يارب ماتقلبي... هاروح أكلمو ورجعالك تاني.... قالتها لتدلف إلي غرفتها


_ ألو وحشتيني اوي ياخالودي... قالتها ليلي


خالد ع الجانب الأخر: أنتي الي وحشاني أوي أوي ياروح خالودك... ها حبيبة قلبي عملت أي النهارده؟


ليلي : زي كل يوم روتين الصحيان بدري والمواصلات والمترو الي بتفعص فيه الصبح وبلليل كالعادة مفيش جديد ولسه راجعه


خالد : حمدالله ع السلامة ياقلبي


ليلي : الله يسلمك ياحبي... عامل أي ف العيادة؟


خالد : الحمدلله كله تمام


ليلي : كان ف سؤال رفيع كده كل مرة ببقي عايزة أسألهولك وأنسي


خالد : أسألي


ليلي: هو أنت بتعالج ستات؟


خالد : ههههههه هو المرض النفسي مقتصر ع الرجاله بس يالي لي!!! أنتي دكتورة وعارفة


ليلي: يعني أي!!! بتقعد مع واحده ومقفول عليكو الأوضة ونايمة أدامك ع الشيزلونج وهي تفضفضلك وأنت طبعا الصدر الحنين


خالد: هههههههههه يخرب الأفلام الي واكله دماغك دي ... يابنتي ده شغل وبعدين أنا عمري ماهبص لواحدة وأنا معايا الي ماليا عيني وقلبي وعقلي


ليلي: بجد ياخالودي؟؟؟


خالد : أيوه يالي لي ياعيون خالودك... هسيبك أنا دلوقت عشان ميعاد الزيارات أبتدي هبقي أكلمك لما أخلص دوام ... سلام ياحبي


ليلي : سلام ياحبيبي... أغلقت المكالمه وقالت بسخرية مازحه : تخلص دوام!!! بعد كده هلاقيك بتتكلم زي فواز ف فيلم عندليب الدقي


______________________________


_ في دبي بداخل عيادة الطب النفسي ....


المساعد يدلف : دكتور خالد الشيخة ميثاء أجيت


خالد وهو يجلس خلف مكتبه : خليها تتفضل


دلفت ميثاء ذات الأربعون عاما لكن جمالها الفتان جعلها كالفتاة ف بداية العشرينات ... ترتدي حجاب يصل لمنتصف رأسها ويظهر منه نصف شعرها الذي يتدلي ع هيئة خصلات تحيط وجهها ... ترتدي عدسات لاصقة بللون العسل ويحيط الكحل عينيها التي تشبه عيون المها ... شفتيها منتفختين يبرزهم لون الحمرة ... بشرتها خمرية... ترتدي عباءة سوداء يتوسطها حبل يتدلي جانبا ... تخطو بكعب حذائها المرتفع وتقول :


السلام عليكم دختر(دكتور)


خالد : وعليكم السلام ... أتفضلي حضرتك استريحي ...قالها ليشير إلي المقعد


ميثاء وهي تجلس أمام مكتبه وتضع ساق فوق أخري بتوتر : شكرا... الله يريحك


خالد : حضرتك تحبي تتكلمي ولاندردش الأول ف كلام عادي... قالها عندما شعر بالتوتر ع ملامحها


ميثاء: أنا تعبانه وايد وايد دختر ..مابعرف من وين أحكي لك السالفة (الحكاية)


خالد : ممكن حضرتك تتفضلي تستريحي ع الشيزلونج وتحكي كل الي انتي عيزاه بس أتعرف بحضرتك الأول


ميثاء : اسمي هو ميثاء...


______________________


_ مرت الأيام ع الجميع كالمعتاد... حتي جاء اليوم الحاسم الذي ستتأجج ف فيه الأحداث ....


_أمام مطار القاهرة الدولي بالخارج.....


_ أشتقت لهي البلد كتير ... قالها فارس وهو يستنشق الهواء


فيروز: فعلا وحشاني أوي هي وماما وأهلي كلهم والبت ليلي صاحبتي


فارس : هانت بتشوفيهم .. لكن ليش مائيلتي لمحمد ولإمك إنك إجيتي


فيروز : عايزة أعملهم مفاجاءة وعشان يتقبلو الي هيحصل


فارس :متإكده من هي الخطوه وواثئة من حالك منيح؟


فيروز : فارس فيروز القديمة خلاص راحت زي ماكل شئ راح .. خليني ف الي جاي لسه ليه أحلام وطموحات محققتهاش


فارس : كيف وأنتي بتخطي أول خطوة هلا


أبتسمت بتحدي : مش ده طموحي برضو ...حلمي أبقي صاحبة أكبر شركة تجميل ف الشرق الأوسط


أبتسم إليها بإعجاب : إن شاء الله بتكوني هيك وأكبر من هيك كمان


فيروز : يارب


فارس : يلا أجيت السيارة


توقفت أمامهم سيارة تابعة لأحدي الفنادق الفاخرة... دلف كليهما بعدما قام السائق بتحميل الحقائب وصعد ودلف لينطلق بالسيارة


فيروز : هي الساعة كام؟


فارس :فاضل ساعتين ع الحفل ..مو تقلقي


فيروز : يدوب ألحق أستعد


فارس:إن شاء الله


_________________________________


_ في منزل الهواري الكبير...


إياس يطرق ع باب الغرفة : أي ياعم بقالك ساعتين بتلبس دي حفلة إفتتاح مش رايح تتجوز


يفتح صقر الباب ببرود : نعم؟؟


إياس : لو مبطلتش البرود الي معيشنا فيه بقالك فترة ده يبقي مش داخلكو الفيلا تاني


رنيم خرجت من غرفتها : أي يا إياس صوتك عالي كده ليه؟


إياس : مفيش ...خلصتي؟؟؟


رنيم : أها خلصت فاضل بس ألبس الأكسسوريس بتاعت الدريس


إياس : وأنتي رايحة إن شاء الله بالدريس ده؟


رنيم : مالو!!


إياس : دراعاتك تتغطي يارنيم بدل ما اخليكي تلبسي بليزر البدله بتاعتي طول الحفلة


رنيم :أنا ألبس الي أنا عيزاه


زفر بضيق : اللهم يطولك ياروح ... أنت شايف أختك؟


رمقهم بنظراته البارده التي أعتاد عليها منذ أيام وتركهم ليهبط الدرج وهو يطلق صفير هادئا


إياس : لاء مش ممكن أن هتشل من العيلة دي وربنا ... قالها بحنق


_ بعد قليل ... يقف إياس منتظر رنيم التي ترتدي ثوب أخر بأكمام ومحتشم ويناسب أجواء الحفل بللونه الزمردي اللامع


رنيم : ها كده أستريحت؟؟


إياس : كده قمر ياروحي مفيش أجمل من اللبس المحترم


زمتت شفتيها لأسفل بسخريه


أردف : طيب يلا أركبي ...عشان نلحق أخوكي الي سبنا ومشي لوحدو


رنيم : هو مستناش ليه كنا روحنا مع بعض؟


إياس : أخوكي ده شكلو عايز يتظبط من أول وجديد


رنيم : يارب فيروز ترجع بقي يمكن لما تشوف حالته يصعب عليها وتسامحه ويرجعو لبعض


قالتها ودلف كليهما إلي السيارة وأنطلق


_________________________________


_ في أكبر قاعة أحتفال مكشوفة تتلاقي الأضواء وأصوات الموسيقي الهادئة ... بدأ المدعوين بالتوافد من رجال أعمال وزوجاتهم والعديد من نساء المجتمع المخملي الذين جاءو لأحتفالية إفتتاح أكبر سلسلة شركات لتصميم الأزياء... أصوات الضحكات والهمسات تملؤ الأجواء... الصحفين والمصوريين بكل مكان


بداخل بهو الأستقبال تقف سيلين تستقبل المدعوين بالترحاب والإبتسام .. جاء يهمس من خلفها


_ حبيبي عامل شغل جامد ده أنا متجوز سيدة أعمال جميلة وذكية .. قالها شهاب


سيلين : عشان تعرف كان عندي طموحات وأخيرا هحققها طول ما أنت معايا


شهاب وهو يقبل يدها : أنا العمر كله معاكي لحد ما أموت


سيلين : بعد الشر عليك ياروحي


أبتسم ليحاوطها بزراعه ويستقبل الوافدين معها


سيلين بتوتر: مش عارفة ليه اتأخر لحد دلوقت


شهاب : مين؟


سيلين: ده المتعقده معاه عشان الديفليه بتاع الأسبوع الي جاي


شهاب : مش المسئول عن التجميل


سيلين : أيوه


_ مدام سيلين المدعوين كلهم ف أنتظار حضرتك... قالتها منظمة الحفل


سيلين بسأم : حاضر أنا جاية


شهاب : أهدي وبلاش توتر إن شاء الله كل حاجة هتمشي زي ماأنتي عايزة


أبتسمت له لتزفر بأريحيه ثم دلفت إلي داخل القاعة تعبر ممر طويل تحت تصفيق وترحاب الحاضرين .. صعدت إلي المنصة حيث مرمي أنظار الجميع وخلفها شاشة عرض ضخمة تعرض دعاية إفتتاح المجموعة التي تحمل اسم (سيلي ديزاين)


وقفت أمام الميكروفون وقلبها يخفق بتوتر :


أحب أرحب بالسادة الحضور وأشكركم جميعا ع تلبية الدعوة .... قبل ما نبدء .. أولا أهدي نجاح الي وصلتلو لحد دلوقت إلي روح بابا الله يرحمه كان نفسي يبقي معايا ف اللحظه دي .... ثانيا أهدي نجاحي لزوجي شهاب السويفي ... ولكل من ساهم ف مجموعة سيلي ديزاين ...


في وسط الحضور يقف إياس مع رنيم حول الطاولة


رنيم : لسه مبيردش؟؟؟


إياس : لاء


رنيم : ده بيستهبل أعمل أي شوية وهتنادي سيلين علينا عشان تقدمنا للناس كشريك ومساهم معاها


إياس : مش عارف بقي


_ الناس الي مبتسألش... قالها محمد الذي حضر للتو


رنيم : أزيك يامحمد عامل أي؟


محمد : الحمدلله أديني عايش


إياس : ياعم لو شوفتلك مزه وخطبتها هتعيش أكتر


محمد :ههههههه مزه!!! أنت متأكد أنك نقيب يابني؟؟


رنيم : بس بقي عشان نسمع


_ ع المنصة ....


سيلين : ودلوقت هنرحب ع المنصة بالسادة المساهمين في المجموعة كشركاء أساسين وهم السيد محمد الأسيوطي مدير الأسيوطي جروب


قالتها ليتجه ف وسط تصفيق الحاضرين وصعد المنصة


وأردفت : والآنسة رنيم يوسف الهواري وشقيقها سيادة النقيب صقر الهواري..... أتجهت رنيم نحو المنصة لتتفاجاء بشقيقها الذي تواجد امامها ولم يعايرها أي أهتمام صعد كليهما المنصة


سيلين : والمفاجاءة النهاردة هي إن ... لم تكمل عندما وجدت باب القاعة ينفتح ع مصراعيه ليدلف إلي القاعة


فارس الذي يرتدي التوكسيدو ذات اللون الرمادي الغامق ورابطة العنق بللون ثوبها الأحمر القاني ذو البريق اللامع يشبه ثوب حورية البحر بأكمام تصل إلي معصميها ...ترتدي حذاء باللون الأسود يكسبها طولا وجاذبية... شعرها منسدل ع كتفيها ... تسند يدها ع ساعده ... تمشي معه ف سمو كأنهما ملك وملكة ..... الجميع ينظرون بدهشه ....


بينما الأخر يقف مشدوها هل هي التي أمامه أم هذا وهم ليبتلع ريقه ويتسمر بمكانه....


وصل الأثنان إلي المنصة لتصعد هي أولا ثم هو ... يمسك يدها تحت نظرات اللهب التي ستحرقهما أحياء


أخذ الميكروفون الأخر وقال: برحب بكل الموجودين وبعتذر كتير عن التأخير والسبب هو حبيت أنكم تشاركوني كلكن هي اللحظة الي بكون أسعد مخلوء بالعالم وهي .... صمت لينظر لفيروز ثم يضمها بزراعه بجواره وأردف : اليوم بعلن أمام العالم خطوبتي ع الآنسة فيروز وزوجتي المستقبلية....


أنتهت الحلقة ويارب تكون عجبتكم ... ماتنسو الكومنتات والتفاعلات حبايبي


باي باي


#عشق_الفيروز


#بقلمي_ولاء_رفعت_علي

#الحلقة_الثانية_والخمسون


#عشق_الفيروز


#بقلمي_ولاء_رفعت_علي


وصل الأثنان إلي المنصة لتصعد هي أولا ثم هو ... يمسك يدها تحت نظرات اللهب التي ستحرقهما أحياء


أخذ الميكروفون الأخر وقال: برحب بكل الموجودين وبعتذر كتير عن التأخير والسبب هو حبيت أنكم تشاركوني كلكن هي اللحظة الي بكون أسعد مخلوء بالعالم وهي .... صمت لينظر لفيروز ثم يضمها بزراعه بجواره وأردف : اليوم بعلن أمام العالم خطوبتي ع الآنسة فيروز وزوجتي المستقبلية..... قالها ثم أخرج من جيبه علبة مغلفه بالمخمل الأسود وقام بفتحها ليظهر أمام الأنظار خاتم يتوسطه ألماسه ع شكل دمعة وخاتم من الفضة ... أمسك يدها اليمني وألبسها الخاتم ذو الألماسة ف أصبعها البنصر وقام بتقبيل يدها ع مرأي الجميع تحت تصفيق الحضور ...


تتسمر رنيم بمكانها وهي تغر فاهها غير مصدقة ماتراه عيناها بينما إياس يترقب ما يحدث ف صمت وينظر بطرف عينيه إلي صديقه الذي كانت ردة فعله عكس المتوقع تماما حيث ترتسم ع محياه إبتسامة لم يراها عليه من قبل .... بينما محمد كان يرمقهما بأقتضاب محاولا ألا يبدي شعوره من الداخل من مايراه


أخذت هي الخاتم الفضي وقامت بوضعه ف أصبعه البنصر بيده اليمني أيضا


سيلين أنتابها القلق والخوف ... خاصة هي أكثرشخص يعلم قصة العشق التي بين صقر وفيروز... تعالت دقات قلبها عندما تقابلت نظراتها مع صقر الذي كان يرمقها ف موضع الإتهام ... لكن طمأنها شهاب الذي يقف بمحاذاتها يشابك أنامله بداخل أناملها


_ أحب أبارك وأهني الأستاذ فارس الشامي وخطيبته الآنسه فيروز وبتمنالهم من قلبي الخير والسعادة...قالها صقر في الميكرفون ليرمقه فارس متجهما ... لكن هي التوتر قد سري ف جميع عروقها ... تبتلع ريقها بصعوبة ... تشعر بالقشعريرة تسري بجسدها من أثر الكلمات التي تلقتها أذنيها بنبرة مليئة بالبرود عكس ماتوقعت.. وتتلاقي عينيه بعينيها التي ظلت ترمش لعدة مرات بتوتر


لاحظ فارس رعشة جسدها ليمسك يدها ضاغطا ع راحة كفها حيث وكأنه يبث بداخلها القوة والعزم... رأت رنيم ذلك رمقتها بسخط وإزدراء


بدأت تعمل الموسيقي الرومانسية الهادئة.... أقترب منها وقال بصوت لايسمعه سوي هي


_ خليكي واثئة بحالك ...هو بدو يحرئلك أعصابك ... تعي نرقص سوا... قالها فارس ليأخذها ويهبط كليهما من المنصة ويذهبان إلي ساحة الرقص... لينزل الجميع من فوق المنصة


_ فارس أنا عايزة أمشي من هنا... قالتها فيروز وتلتمع عبراتها بداخل عينيها... فقام بوضع يده ع خصرها والأخري يمسك بها يدها ليرفعهما لأعلي بقليل ويقربهما نحو صدره


_ وين القوة والعزيمة تبعك.. أنا معك ماتخافي ... قالها هامسا ف أذنها ويقترب منها أكثر ليري العينين التي تحدق بهما ببرود بعكس ماتكن خلفها من بركان نيران مشتعلة ... فأردف هامسا : تعرفي .. هو عامل حاله بارد لكن جواتو نار بدها تحريئني أنا واياكي


أقتربت منه ومازال يترقصا فهمست إليه : عارفة بس أنا مش قادرة أستحمل نظراته ليا .. قالتها ثم أحست بدوار خفيف لتعتصر عينيها


فارس بقلق : شو بكِ فيروز؟؟


فيروز بنبرة وهن جلي : نسيت أخد حقنة الأنسولين


فارس : تعي بنروح من هون ونفوت بأي صيدلية


فيروز: لاء خليك هنا .. أنا معايا ف شنطتي حقنة جاهزة هاروح أخدها ف التويليت وجاية ع طول


زفر بسأم : ماشي وأنا نتضرك هون .. ولو ف شئ دئيلي


فيروز : أوك .. عن أذنك ... قالتها وأبتسمت لتغادر ف هدوء تتجه للخارج حيث البهو تسأل عن مكان المرحاض ليشير لها إحدي العاملين بأن تسير رواق طويل و ف نهايته ع اليمين مرحاض


مشت بخطوات هادئة فالوهن يداهمها .... وصلت أمام المرحاض وهي تقوم بفتح حقيبتها لتأخذ الحقنة


_ حمدالله ع السلامه ... قالها صقر الذي يقف خلفها لتتفاجاء وشعرت بذعر ..فسقطت من يدها الحقنة بدون ان تشعر ولم تجيب عليه لتضع يدها ع المقبض حتي تدلف ... وضع يده ع يدها ليجذبها نحوه وتلتفت إليه


وقال وهو يحدق ف عينيها بقوة : حلوة أوي الفيلم الي عاملينو أنتي وفارس


أستجمعت قواها لتسحب يدها من يده وقالت : أبعد عني وملكش دعوة بيا أنا دلوقت واحدة مخطوبة وبحترم خطيبي ... قالتها لتثير حنقته


أبتسم ببرود ساخرا : بذمتك أنتي مصدقة نفسك .. أو بتحبيه!!!


فيروز بإبتسامة إستفزازيه : أها بحبو وهو بيحبني ..وبعدين أنت مالك محروق دمك أوي كده ليه!!! ولا تكون فاكرني مش هقدر أعيش من غيرك .. بالعكس أنا أكتشفت أن كل لحظة عيشتها معاك كانت ع الفاضي وبندم أن ضيعت الوقت ده مع واحد ميستهلش... قالتها بنبرة قوية وهي ترمقه بسخط


جز ع فكيه بغضب فأقترب منها يسند بكفيه ع الباب وهي محاصرة ف المنتصف لتتراجع بحذائها خطوة للخلف .. دعست الحقنة التي تحطمت بدون أن تدرك هذا ... ألتصق ظهرها بالباب


أقترب منها ليهمس ف أذنها : أنتي عمرك ماحبيتي ولاهتحبي ولا هتكوني لحد غيري.... قالها لتبتلع ريقها بتوتر وتنظر لأسفل لتتحاشي نظراته


دفعته ف صدره وصاحت به : كفياك بقي ... عايز بعد ظلمك ليا وقسوتك الي شربت منها كاسات أرجعلك!!!!.... أنت بتحلم ... أنا وفارس بنحب بعض ..هو الي حسيت معاه بالأمان والثقة المتبادلة ... مستعد يفديني بروحه ...مش زي واحد مجرد وقعت ف مشكلة كان أقسي واحد عليا وطعني ف سمعتي وشرفي .... أنا عمري ماهنسي نظراتك ليا يوم ماكنت ف القسم ولايوم ماجتلي السجن والي قهرني اكتر لما خلتهم يعملولي كشف عذرية ونظراتك ليا اليوم ده الموت عندي أهون منها قالتها ثم ألتقطت أنفاسها


كانت نظراته لها وهي تتحدث مليئة بالشوق واللهفة لم يعير لأي كلمة من ماتفوهت بها أي إهتمام ليجذبها من كتفيها ويلتهم شفتيها بحب وشغف ويحاصرها بأصابعه التي أنغرست بين خصلات شعرها خلف رأسها ليتمكن من السيطرة عليها ويرتوي من رحيق شفتيها


هي كانت تضربه بيديها ليبتعد عنها وظلت تقاومه ... حتي تمكن منها ف تلك اللحظة التعب.... أحس بأرتخاء جسدها ليبتعد عن شفتيها ... وجد أهدابها توصد بأرتعاش ... أدرك إنها ستفقد وعيها ... حملها ع زراعيه بخوف : فيروز ...فيروز ... قالها ليري زراعها تراخي ف الهواء والشحوب يتملك من بشرتها


لم يجد أمامه سوي أن يركض بها ليغادر ويذهب إلي أقرب مشفي... تقابل مع فارس الذي صاح فيه بغضب :الله يلعنك ... شو عملت فيها ؟؟


صقر : غور من وشي ... قالها ليدفعه بجسده وركض بالخارج متجها نحو ساحة الإنتظار حيث سيارته ... ذهب فارس خلفه لكن لم يلحق به


فتح صقر باب السيارة ليقوم بوضعها ع المقعد ويضع حزام الأمان عليها .. ألتف ليدلف إلي الداخل ... وأوصد الباب ليسرع وينطلق بالسيارة ...


_______________________________


_ في دبي .....

يجلس خلف مكتبه يتفحص بعض الأوراق .... يحتسي القليل من القهوة ... ترك الأوراق ثم أطلق زفيرا بأريحية وهو يرجع ظهره إلي الخلف وهو يمسك بهاتفه ... يضغط ع علامة ملف المعرض يتأمل صورة زوجته بإشتياق ... ترك الهاتف ع المكتب وخلع نظارته ..يضغط ع أعلي أنفه من بين عينيه بأطراف أنامله .... نهض من مقعده ووقف ينظر من الحائط الزجاجي الذي يطل ع الشارع ... أمامه منظر مهيب من المباني شاهقة الإرتفاع لاسيما ذلك البرج الأشهر ف الشرق الأوسط وهو برج خليفه .... ظل شاردا حتي أنتفض من طرقات الباب التي أزعجته ...


_ أتفضل ... قالها خالد بأقتضاب


دلف المساعد وقال: دكتور خالد أنتهت ساعات الدوام ممكن أذهب الحين ؟


خالد : أتفضل يا بلال وأقفل كل حاجه عندك قبل ماتمشي


المساعد : حاضر.....قالها ليغادر وأغلق الباب خلفه ولم تمر ثوان ووجد طرقات ع الباب مرة أخري زفر بضيق وقال : أتفضل يابلال ... قالها وهو يولي ظهره للطارق


_ بلال غادر الحين .... قالتها ميثاء


ألتفت ع الفور وقال بأقتضاب : أنا خلصت زيارات وماشي دلوقت وكمان حضرتك ميعادك لسه بعد 3 أيام


أقتربت ووضعت حقيبتها ع المكتب وقالت وهي تبتسم بدلال : هذي أستقبالك لي دختر!!!


خالد بنبرة توتر: احم ... مش أصدي حاجة بس فعلا وقت الدوام انتهي وأنا فعلا كنت مروح


ميثاء وهي تقترب منه وأمسكت برابطة عنقه : اها ع كل حال لو تبي(تريد) نذهب مكان غير العيادة تعال معي ع البيت نكمل الجلسات


خالد بنبرة حادة : لو سمحت ياشيخة ميثاء أنا دكتور محترم مليش ف الحوارات بتاعتك دي وحذرتك قبل كده


_ خالد أنا أصبحت ميهوده (مريضة) بيك ... جولي إيش أسوي من دونك .. أنا أحبك وايد وايد(كثيرا) وما ابيي (لاأريد) غير سواك ... قالتها وهي تحاوط وجهه بكفيها وتنظر له بشغف


أزاح يديها بعنف من ع وجهه وصاح بها : عيب عليكي أنتي واحدة متجوزه وجوز حضرتك رجل أعمال له وضعه ومكانته


إجهشت بالبكاء وقالت : أنت لا تعرف إيش الي بيصير معي .. أنا حكيت لك نص السالفة وما كملت لك الباجي (الباقي) ... جوزي رجال (رجل) عقيم غير معاملته الجافه لي.. و وايد طلبت منه أنه يطلجني لكن ما يبي(لايريد) هذا وأنا مثل أي ست ف العالم أبيي (أريد) يكون عندي ولاد من حجي أكون أم


تنهد متضايقا وأتجه نحو المكتب ليأخذ منشفه ورقية وأعطاها لها : أنا مقدر حالتك النفسية وشعورك بس ده ميديكيش الحق إنك تخوني جوزك .. أتناقشي معاه بهدوء وفهميه مشكلتك


كفكفت عبراتها بالمنشفه وقالت : أتكلمت أكثر من مرة وكان الحوار بينتهي أنه بيضربني ويهيني ويُسبني (يشتمني)


خالد : روحي أشتكيه ف مركز الشرطة وأرفعي قضية طلاق


أبتسمت بسخرية وسأم وقالت : حنا(نحن) بدبي ما بمصر ... أبيي أعجد (أعقد ) معك إتفاج وهو .. صمتت لتبتلع ريقها بتوتر ونظرت له بقلق وأردفت : بنسوي علاقة سرية وما أحد يدري وأعطيك من مالتي(مالي) ماتبغاه (ماتريده)... أنا لا أبيي سوي أن أكون حامل


أشتد حنقه لتتسع عينيه غضبا من ماتقوله ولايدري بحاله وهو يهوي كفه ع وجنتها بصفعه مدويه وهو يصيح بها : أخرصي


رمقته شزرا وهي تضع يدها ع أثر الصفعه وقالت : أقمسلك بخالق الكون لأكون أدفعك ثمن الصفعة هذي يا دختر(دكتور) ... قالتها بسخرية وغضب وتهديد ثم أخذت حقيبتها وغادرت وهي تتوعد له بالشر


زفر بضيق وأسند بيديه ع المكتب وظل يستغفر ربه ... ألقي نظره ع هاتفه ثم أخذه وقام بمهاتفة زوجته


_ ألو إزيك ياحبيبتي وحشتيني أوي... قالها خالد


ليلي بصوت ناعس : وأنت كمان واحشني أوي أوي


خالد : معلش صحيتك من النوم


ليلي : لا ياروحي كويس إنك صحتني أنا نايمة من ساعة ماجيت من الكلية .. هقوم دلوقت أصلي الي فاتني وأعملي مج نسكافيه باللبن وقعد أزاكر


خالد : ربنا يوفقك ياحبيبتي


ليلي : يارب... أنت فيك حاجه؟؟


خالد بتوتر : لاء خالص مفيش كان عندي زيارات كتير النهاردة فمصدع شوية


ليلي : ألف سلامة عليك ياخالودي


خالد : الله يسلمك ... خدي بالك من نفسك


ليلي : حاضر


خالد : هقفل معاكي بقي عشان مروح ...عايزة حاجه؟


ليلي: تسلملي ياحبيبي


خالد : لا إله إلا الله


ليلي: محمد رسول الله


خالد : سلام ..... قالها لتجيب عليه بذات الكلمة .... وأغلق المكالمة وقال لنفسه : ربنا يستر من الي جاي... قالها ثم أرتدي نظارته وأخذ متعلقاته وغادر المكان .


____________________


أفعلي بي ماشئتِ وماتريدين


لكن لاتبتعدي عني وتذهبين


أنتي كالدماء تسير في وريدي و عروقي


أنتي الروح في جسدي لاتتركني أرجوكي


يامن رسمتي البسمة ع محياي


وتهمس حروف أسُمكِ شفتاي


أموت فيكِ عشقا إلي حد الثمالة


سأكون مثل ظلكِ لامحالة


بقلمي: ولاء رفعت علي


_ بداخل إحدي المستشفيات الخاصة .....


تغرز الممرضة الإبرة ف زراع فيروز التي أعتصرت عينيها بألم .. حيث ترقد ع تخت المرضي ... ويقف صقر يري مايحدث بقلق وخوف


الطبيب : آنسه فيروز أخر جرعة أنسولين حضرتك خدتيها أمتي؟


رمقته بتوتر جلي وقالت : بصراحه بقالي 3 أيام مباخدهاش


زفر الطبيب بضيق وقال : طيب ممكن حضرتك تهتمي بعلاجك وتاخدي الحقنة بجرعاتها الي هكتبهالك .. عشان الإغماء الي حصلك ده كانت غيبوبة سكر ولولا الأستاذ الي معاكي جابك لاقدر الله كانت حياتك هتبقي ف خطر.... قالها لتنظر بمحاذاتها لتجده فرمقته بسخط


فقالت بنبرة حاده : هو أنا ممكن أمشي يادكتور؟


الطبيب : أنتي دلوقتي حاسه بأي؟


فيروز : الحمد لله بقيت كويسه


الطبيب : ممكن


نهضت من التخت وقامت لتشعر بدوار خفيف فأمسكت بمسند التخت المعدني ليسرع صقر نحوها ويساندها فقامت بسحب زراعها من يده وهي ترمقه بنظرات حادة


الطبيب : أنتي كده حضرتك لازم تستني شويه لحد ما مفعول الحقنة يبتدي يشتغل .. عن أذنك


قالها ليغادر هو والممرضة


_ أي مالك مستغرب ليه!! ومش مصدق!! ... لاء عيزاك تصدق الي سمعته أنا جالي السكر بسببك وكنت ممكن أموت دلوقت برضو بسببك ...عايز أي مني تاني!!! مش هتستريح غير لما تلاقيني جثة أدامك عشان ترتاح ... قالتها بصياح جلي


صقر بنبرة دفاع عن نفسه : أنا .... لم يكمل عندما دلف فارس


_ شو فيه ياحضرة الشرطي؟؟؟ مو بيكفي الي عملتو فيها ... قالها فارس بسخرية وغضب


صقر ثار غضبه ليمسك فارس من تلابيب سترته وقال : أنت تخرص خالص وأحمد ربنا إنك لسه عايش وواقف ع رجلك لحد دلوقت


دفعه فارس متخلصا من قبضتيه : بعد عني ولاه ... شو مفكر حالك !! هي بتكون خطيبتي ياريت ماتنسي هيك ... قالها ليقترب من فيروز ويمسك بيدها


رمقهم بغضب لو كانت نظراته رصاصا لأردتهم صرعي للتو....


_ أنت فاكرني عبيط ولا أهبل عشان أصدق لعبتك أنت وهي!!! لا ياحضرة المسيو ويكون ف علمك حتي لو خطوبتكو دي بجد ..هي لسه حبها ليا بيجري ف دمها وعمرها ما هتحب غيري وأنا عارف كويس إنها عايزة تعاقبني .... قالها وهو ينظر لعينيها بتحدي


فيروز : ومين قالك أن أنا لسه بحبك بالعكس كل ذرة حب جوايا ليك أتحولت لكره .. وأتفضل أمشي من هنا مش طايقة أكون معاك ف مكان واحد ... قالتها بنظرات قد أتقنتها حتي تؤثر كلماتها فيه حيث نجحت بالفعل


_ أنا كنت ماشي فعلا بس ياريت تستحملي الي جاي ... إما أنت بقي خليك عايش ف الوهم الي أنت فيه .... قالها ثم غادر وهو يصفق الباب خلفه بقوة


أجهشت بالبكاء وهي تقول : أنا مبقتش قادرة خلاص أستحمل .... قالتها بنبرة باكية ... أعتصر قلبه ألما من حالتها فقام بضمها وأخذ يمسد ع ظهرها ليهدأ روعها


_ و في الجانب الأخر بداخل سيارته ... أنطلق ولا يحدد الدرب الذي يسير فيه كانت كل مشاعر الغضب والحب والحقد تتصارع بداخله .. أخذ يضرب بقبضته ع عجلة القيادة ثم توقف فجاءه وأخرج هاتفه وقام بمهاتفه أحدهم


وقال : أي الأخبار؟؟؟


الطرف الأخر:مدام آمال ف الشقه ومحمد نزل من بدري ركبت تاكسي وراه لاقيته راح....


قاطعه صقر : عارف أنا كنت ف الحفلة دي.. بقولك تعرف تجيبلي من البواب رقم صاحب العمارة؟؟


الطرف الأخر : عيب عليك ياصقر بيه الفلوس بتخلي الحجر ينطق


صقر : خلاص 10 دقايق وهتصل بيك تكون جبتلي النمرة بسرعه


الطرف الأخر : أعتبرو حصل ساعدتك


صقر: سلام ... أغلق المكالمه ثم قال : أنتي الي بدأتي اللعب يافيروزمعايا لما نشوف قوة تحملك لحد فين!!!


____________________________


_ في محافظة أسيوط ... بداخل منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي


زهرة : والله يا ولدي كبرت وبجيت عريس وعايز تتجوز كمان


مصطفي : يعني ياتيتا هتقفي معايا وأنا بقول لبابا


زهرة: ماتخافش ياولدي أبوك بيحلم باليوم ده وإن شاء الله هيوافج


دلف إلي الغرفة حماد وهو يحتسي كوب الشاي وقال : هو مين ده الي هيوافج يا أمي ؟؟ بتتحدثو ع مين؟


نظر مصطفي إلي جدته لتبدأ الحديث


زهرة : بص ياحماد ياولدي ولدك ماشاء الله كبر وبجي راجل


حماد بسخرية : راجل كيف وهو لسه بياخد المصروف مني زي العيل الصغير ومش عايز يشيل المسئولية مع أخوه


جز ع أسنانه ثم تنفس بروية : يابابا أنا مش بفهم حاجه ف الشغل بتاعكو ده أنا راجل بحب الغني وعايز أبقي فنان


حماد بغضب : غني أي وكلام فارغ أي .. ع أخر الزمن ويلد حماد الأسيوطي يبجي مغناوتي بلاش مسخرة عاد


مصطفي : بابا أرجوك فكك من الموضوع ده دلوقت وخلينا ف الموضوع الي تيتا قالتلك عليه أنا عايز أتجوز


سمع حماد أخر كلمة فشعر بحشرجة ف حلقه وظل يسعل... أسرعت زهرة وجلبت له وعاء من الفخار (قولة) وأعطتها له


زهرة : أتفضل ياولدي


أخذ يبتلع الماء حتي هدأ وقال : شكرا يا أمي ... ثم تنهد وأردف : بص ياض أنت وأسمعيني زين .. لتكون فاكريني داجج عصافير إياك ... أنا أخبارك بتوصلني ... وخابر صايعتك مع البت الي جرستك ف النادي وهي بتتمرجع بالمايوه كيف الخوجات


مصطفي : أنت مشغل عليا جواسيس يابابا!!


حماد : أنا من غير ما أشغل جواسيس أخبارك بتيجي لحد عندي


زهرة : صوح الي بيجولو أبوك ده يامصطفي؟؟


مصطفي : ياتيتا أنتو فاهمين غلط الموضوع كله إن البنت دي محترمة جدا و......


قاطعه حماد : مش عايز إعرف لأني خابر هتجول إي وأني بجولك مش موافج


مصطفي بحنق : يعني أي الي حضرتك بتقولو ده!!!


صاح والده فيه : ولد صوتك ميعلاش ع أبوك وتسمع الي بجولهولك مفيش جواز غير لما ينصلح حالك وتبجي راجل صوح كيف أخوك محمد أجده .. راجل من ضهر راجل مهمل حاله ومركز ف الشغل وشايل عني حمل كتير


مصطفي : يعني لو أشتغلت معاكو هتوافق ع جوازي من بوسي


زهرة : واه!! بوسي كيف!! هتتجوز جطة إياك


مصطفي : هههههههه أنا عرفت خفة الدم دي ورثتها من مين ... لا تيتا بوسي مش قطة دي بنوته رقيقه وجميلة ومحترمة اسمها الحقيقي بسنت وبوسي دلع


حماد : أنا مايلدش عليا الحديث ده واصل ... أنا كل الي يهمني تشتغل مع أخوك ولما أشوفك بجيت جد المسئولية ساعتها هفكر ف موضوع جوازك


مصطفي : وأنا إن شاء الله هكون أد المسئولية وبكرة هتشوف ديشا أحم أصدي مصطفي ده هيبقي أحسن من إبنك محمد كمان


حماد : ياريت ده أنا أتمني


زهرة : ربنا يوفجك يامصطفي أنت واخوك محمد ياولود ولدي يارب


________________________


_ في حي مصر الجديدة.....


توقف بسيارته أمام مبني شاهق الأرتفاع يبدو ع معماره الرقي والفخامة


_ متأكدة منيح هي البناية تسكن فيها إمك ... قالها فارس


فيروز : أها محمد كان بعتلي العنوان قبل ما نسافر بكام يوم


فارس: يلا أنزلي وبنفوت سوا


فيروز بتوتر: فارس معلش ممكن أطلع لوحدي بالتأكيد محمد قال لماما ع الي حصل وأنا مش عارفه ردة فعلها هتكون أي


فارس : ئيليلون الحقيقة


زفرت بضيق وقالت : لاء مينفعش لازم الكل يكون مصدق فعلا أنا وأنت مخطوبين وبنحب بعض ....قالتها حتي حدق بعينيها بنظرات هي تعلمها جيدا فشعرت بالتوتر والإحراج فأردفت : طيب أنا نازله وهشوفك إن شاء الله بكرة


ترجلت من السيارة وكادت تذهب لكن أوقفها صوته وهو ينزل من السيارة


_ فيروز استني لعندك شنطايتك راح تنسيها... قالها ليلتف خلف السيارة ويفتح الباب الخلفي وقام بأخذ الحقيبة وأنزلها لتتجه نحوه ووضعت يدها ع المقبض لتسحبها .. توقفت لينظر كليهما إلي السيارة التي تأتي نحوهم وتوقفت أمامهم مباشرة .. نزل محمد من السيارة ووجهه متجهم


_ صباح الخير ... ولا أقول ألف مبروك أحسن ... قالها محمد بتهكم


فارس : محمد أنت مو فاهم شئ ك.....


قاطعته فيروز :إحنا كنا عملناها مفاجاءة


محمد بنبرة عتاب : تتخطبي من غير علم عمتي ولا أهلك يافيروز!!! ...ثم نظر لفارس وقال : هي دي الأصول يا صاحبي!!!!


لم يكن قادرا ع قول شئ فأخرجته فيروز من هذا الإحراج وقالت : محمد أنا مبقتش صغيرة وعارفة أنا بعمل أي كويس وفارس كده كده هيجي لماما ويتكلم معاها بس لما أتكلم أنا الأول وأمهدلها الموضوع


أبتسم بسخرية وقال : الي أنتي شيفاه يابنت عمتي أعمليه براحتك


فارس : محمد ياريت ماتتسرع وراح تفهم كل شيء ف أوانه ... قالها لترمقه فيروز بحنق فأردف : عن أذنكون سلام ...قالها ليدلف إلي سيارته ثم أدار المحرك وذهب


تشعر بالتوتر والقلق من نظرات محمد الذي يحدق بها فقالت : أنت طالع؟؟؟


محمد : أها أنا كل يوم بعدي ع عمتي الصبح بفطر معاها وبروح الشركة لو وجودي هيضايقك أنا ممكن أمشي


فيروز : أي الي بتقولو ده يامحمد !!! ده بيتك وتيجي ف أي وقت وأنا عمري ماهضايق منك... أنا عارفة كلامي ضايقك .. أرجوك متزعلش مني


محمد : أنا مبعرفش أزعل منك خالص ... لو زعلت بيبقي عشانك


فيروز : طيب يلا بقي نطلع وكفاية وقفة الشارع دي أنا جسمي تعبني من قلة النوم .. أنا منمتش من إمبارح ...قالتها لتسير وهو بمحاذاتها


_ بعد قليل وصلو أمام باب المنزل ليضغط محمد ع زر الجرس فقامت الخادمة بفتح الباب وقالت : محمد بيه أتفضل مدام آمال مستنيه حضرتك جوه .... قالتها ثم نظرت لفيروز التي برفقته


فقال : أعرفك ياسميحة بفيروز تبقي بنت عمتي آمال


سميحة : أهلا وسهلا يا آنسه فيروز


فيروز : الله يخليكي


جاء صوتها من الداخل : مين ياسميحة الي بيرن الجرس؟


دلفت فيروز مسرعه إتجاه الصوت لتتفاجاء والدتها التي أنفرجت أساريرها بالفرح والسعادة وهي تفتح زراعيها لتعانقها : حبيبتي ياضنايا وحشتيني أوي


فيروز : أنتي الي وحشاني أوي يا ماما ... قالتها ليظل كليهما متعانقان


محمد : إشمعنا هي ياعمتي ولا الي لقي أحبابه نسي أصحابه!! قالها بمزاح


جذبته آماله من يده لتربت ع كتفه : أنتو الأتنين حبايبي وولادي ربنا مايحرمني منكم يارب


محمد : يلا عشان نفطر كلنا مع بعض لأن يدوب نص ساعة والمفروض أكون ف الشركة


قالت سميحة : أتفضلو الفطار جاهز... قالتها ليذهب ثلاثتهم إلي غرفة المائدة لتناول الفطور


_________________________


_ غادرت المنزل مثل كل يوم معتاد من أجل دراستها ... مشت حتي وصلت إلي موقف سيارات الأجرة الجماعية


وهمت بالصعود وهي تسأل : مترو ياسطا؟


السائق : أه يا آنسه أتفضلي


قالها لتصعد ولم يدلف بعد إلي الداخل سواها .. جلست بجوار النافذه ... لتجد السائق تحرك بالسيارة ... شعرت بالخوف وقالت : لو سمحت ياسطا ممكن تنزلني؟؟


السائق : ماتقلقيش أنا هحمل من الطريق وأنا ماشي مش هخطفك


شعرت بالخوف أكثر من ملامحه المثيرة للشك والريبة : طيب لو سمحت أنا عايزة أنزل ممكن؟؟؟


لم يجيب عليها لينعطف ف شارع هادئ بعيد عن الأنظار فأقتربت من الباب لتفتح المقبض من الداخل لتجد الذي يسبقها ويفتح الباب ذو المزلاق


_ حمد الله ع السلامة يادكتورة .. قالها علي وهو يصعد للتراجع إلي الوراء بخوف وتوتر... ونزل السائق من السيارة وأبتعد


ليلي : أنت أنت عايز مني أي؟؟؟


علي : كل خير يامدام مش مدام برضو ولا آنسه؟؟؟ قالها بسخرية


ليلي : لم نفسك وملكش دعوة بيا وأرجوك أبعد عني أنا واحدة متجوزة وبحب جوزي


أقترب منها لتلتصق بالنافذه وصاحت فيه : والله لو مبعدتش عني وخلتني أنزل هصوت وألم الناس عليك أنت فاهم!!!


قهقه وتعالت ضحكاته وقال : ليه كده وأنا الي كنت جاي أسليكي بدل ما العريس الي سابك بعد أسبوع جواز لوحدك


أثار حنقتها لتهوي ع وجنته بصفعة قوية : أنت قليل الأدب وقذر وحيوان ... قالتها لتنهض ف محاولة أن تنزل من السيارة


_ ما أنا فعلا قليل الأدب وهوريكي القذارة ع حق... قالها ليجذبها من خصرها عنوة عنها وأجلسها بالمقعد وهو يقيد حركاتها وأخذ يقبلها رغما عنها وهو يمسك وجهها بقوة ... ظلت تقاومه وتضربه وتصرخ لكن كانت يكتم صرخاتها بقبلاته ... تمكنت من غرز أسنانها ف شفته السفلي ليتأوه بشدة وأبتعد عنها ... أستغلت أنشغاله بشفته التي تنزف بغزارة ونزلت من السيارة مسرعة وهي تبكي وتركض لتبتعد عن ذلك المكان حتي وصلت إلي الطريق الرئيسي المزدحم بالمارة والسيارات وظلت تركض ف إتجاه الشارع حتي وصلت إلي منزلها وصعدت وهي تتلفت من حولها بخوف ... صعدت الدرج... ضغطت ع جرس الباب وفتحت والدتها


_ نسيتي حاجه ولا أي؟؟؟ قالتها والدتها


ليلي بتوتر : لاء أصحابي كلموني قالولي أتلغت المحاضرات النهارده ... قالتها ثم ذهب إلي غرفتها وأوصدت الباب لتلقي بحقيبتها ع التخت وأرتمت عليه لتبكي وهي تكتم بكاءها ف الوسادة


رن هاتفها معلنا بالنغمة الخاصة بزوجها فأنتفض جسدها ... أخذت حقيبتها لتفتح السحاب وتناولت هاتفها وهي تكفكف عبراتها وأجابت : ألو صباح الخير ياحبيبي


خالد : صباح النور ع عروستي الي ديما وحشاني


ليلي : وأنت واحشني أوي ياخالد ... قالتها لتجهش بالبكاء حتي شعر بأنقباضة بقلبه وقال : مالك يا ليلي ياحبيبتي بتعيطي ليه؟


ليلي : عشان واحشني أوي ومش قادرة أستني لما الترم يخلص وأجيلك ياريتك كنت بتشتغل ف مصر أحسن من الغربة دي


زفر خالد وقال : ياحبيبتي أنتي عارفة الظروف كويس وكان ع يدك كا حاجه ... لازم أعمل قرشين وبعدها أرجع مصر وأفتح عيادة وساعتها مش هغيب عنك ولا ثانيه.. معلش استحمليني


ليلي : أنا أسفه ياحبيبي


خالد : متتأسفيش ياحبيبتي أنا عاذرك ومقدر مشاعرك وأنا كمان والله نفسي أكون جمبك وبعدين أنا عايزك كده ديما أي حاجه مضايقاكي أو مزعلاكي تفضفضيلي أنا نفسك وسرك ياليلي ولو أنا بعيد عنك بس سايب قلبي معاكي ... خلاص أتفقنا؟؟


ليلي : أه أتفقنا


خالد : أنتي وصلتي فين كده؟


ليلي : وصلت أي؟؟!!


خالد : ف المترو ياليلي مش أنتي رايحه الكليه دلوقت؟


ليلي : لاء ما أنا مروحتش النهاردة


خالد : أنتي تعبانة ولا أي


جزت ع شفتها السفلي بتوتر وخوف لم تريد إخباره بما حدث معاها فقالت : أه دايخة شوية


خالد : خدي طنط وروحي للدكتور


ليلي : الموضوع مش مستاهل كلها حبة صداع


خالد : أنا كده قلقت بالله عليكي ياليلي روحي للدكتور وأطمني ع نفسك وأنا إن شاء الله ع بكرة أو بعدو هبعتلك فلوس عشان مصاريفك


ليلي : شكرا ياحبيبي أنا لسه معايا الفلوس الي أدتهالي قبل ما أرجع مصر ... وبابا مش مخليني محتاجه حاجه


خالد : برضو ياقلبي مش عايزك تحملي ع أهلك أنتي دلوقتي ملزومة مني أنا


ليلي : ربنا يخليك ليا ياروحي


خالد : ويخليكي ليا يانور عيني ... لما تروحي للدكتور أبقي طمينيني عليكي


ليلي : حاضر...سلام


_ و ف مكان أخر يمسك علي بهاتفه ويقف مع السائق وشاب آخر : عفارم عليكو يارجاله تسلم الأيادي


السائق : أنت تؤمر ياكبير


علي : تسلم ياسطا ... وأنت كمان تسلم أيدك ياتيكا ع الصور دي


تيكا : أنا ف الخدمة يا باشا


علي : أتكلو أنتو ع الله دلوقت ... قالها ليذهبا بعد إلقاءهم السلام


أمسك علي بسلسلة من الذهب وهي ف كفه ويقول : أبقي وريني هتعملي أي لما تشوفي صورك معايا والدليل السلسلة بتاعتك معايا.... قالها ليبتسم كالشيطان.


______________________


_ في المخفر.....


_ مش عاجبني حالك ياسيادة النقيب بقالك فترة مش منتبه لشغلك ولا حتي لأهم قضية شغالين عليها من زمان .... قالها العقيد منصور


صقر : مفيش يافندم شوية مشاكل بس وهتروح لحالها


تنهد منصور وقال : أنت عارف أنا بعتبرك زي أبني وأكتر وحاسس بالي أنت فيه .. والحمدلله أظهرت براءتها بنفسك


زفر بسأم وقال : الحمدلله ... المهم دلوقت زي ماقولت لحضرتك لما روحت زيارة لأيمن محمود قالي ع دليل يثبت كل الي ف الورق ع شوقي ضرغام


منصور : أي هو؟


صقر : صندوق كبير زي الشنطة مليان مخدرات وأسلحة زي الي كانو بيضربو بيها علينا ... وكمية المخدرات لوحدها تجبلو تأبيدة


أبتسم منصور بسخرية : وده مش دليل كافي برضو .. أنت فكرك شوقي مش هيعرف يطلع نفسه منها ده كفايه المحامي العقرب الي اسمه عدنان الحاروني هيطلعو منها زي الشعرة من العجين


صقر : أنا مراقبتي الأخيرة ليه ولرجالته لاقيت ليهم تحركات غريبة أخرها زيارتهم المتكررة لقناة السويس.. وبعد تحريات عرفت إن كانت ف صفقة معدات تقيلة متبادلة مابينه وبين شركة روسية بس لسه هتم بعد 10 أيام


منصور : ده أنت ماشاء الله طلعت عارف كل حاجه


أبتسم صقر : حضرتك أنت عارف أن عمري ما بدخل حياتي الشخصية ف شغلي ... وأنا عايز ف أسرع وقت نقبض ع شوقي ورجالته عشان البرئ الي ف السجن ده ملوش ذنب


منصور : أنا متابع القضية أخر التطورات كان من يومين محاكمته لكن أتأجلت لشهرين ياريت ف خلال شهر نعرف نثبت براءته


صقر : حضرتك شوفت أخر الأخبار الصبح؟


منصور : أصدقك القبض ع أكبر رجال المافيا الفرنسي الروسي يوري دانييل


صقر : أها مش برضو قريب بيبرس الدراع اليمين لشوقي ضرغام؟


منصور : بيبرس ده لوحدو داهية كبيرة ومش قادرين نمسك عليه حاجة حتي جهاز المخابرات بذاته ع الرغم من المعلومات الي عرفوها عنه بس مش قادرين يمسكو عليه دليل واحد


صقر : وده ملهوش غير معني واحد


منصور : أيون زي ما أنت فهمت بالظبط مسنود من برة وخاصة الموساد... بس ع مين مصيرو هيقع ... المهم سيبك من كل ده وخليك مركز ف الي جاي أنت داخل ع حرب مش مجرد مهمه دي مافيا من النوع التقيل والدولة هتدعمنا بالقوات الخاصة غير طبعا الجيش هيكون مأمن الحدود بس بدون تدخل ف المهمة وده دورنا بقي


صقر : إن شاء الله يافندم قريب جدا شوقي والي معاه هيشرفو السجن ويتحكم عليهم كمان وأيمن براءته هتظهر إن شاء الله


______________________


_ في المنزل الجديد...


آمال بصياح : أنا نفسي أعرف أنا أي بقي بالنسبه لك عشان تروحي تتخطبي من غير أهلك ولا حتي كبرتي أبن خالك ولا خالك نفسه .. بتتصرفي من دماغك كده وخلاص


فيروز : ماما أنا مش صغيرة


آمال :دي أسمها عدم إحترام .. ليه كده يابنتي؟؟ ليه بتصغرني أدام واحد أنا معرفهوش أصلا غير إنك أنتي كنتي بتشتغلي عندو


فيروز : الواحد ده كان محافظ عليا لما كنت هربانه عندو وقف جمبي وشجعني لغاية ماوصلت للي أنا فيه


آمال : أنتي هتضحكي عليا يابنت بطني!!!... أنا فهماكي كويس أنتي عايزة تحرقي دم خطيبك الأولاني صح ولا أنا غلطانه؟؟


زفرت بحنق : ماما لو سمحت متجبليش سيرته ... وبالنسبة بتقولي أحترمك وأكبرك متقلقيش فارس إن شاء الله هيجي يقابلك ويتكلم معاكي


آمال بتهكم : بعد أي إن شاء الله !!! .. ياريتك حتي كنتي أتخطبتي لمحمد أبن خالك ع الأقل ده عارفينه ومن دمنا


فيروز : يووووه ياماما أنا مش عارفة أرضيكي إزاي ... بصي ياحبيبتي إن شاء الله قريب هتفهمي كل حاجة وهتعذريني


آمال وهي ترفع إحدي حاجبيها : آها قولتيلي بقي ... ده أنا أمك الي مربيكي ... لو الي ف دماغي ده صح يافيروز يبقي ع جثتي لو رجعتي لصقر الهواري ... الا لو أنتي معندكيش كرامة وعايزة تتذلي وتتهاني


فيروز بحنق : كفاية بقي ... أنا غلطانه أن رجعت


آمال :براحتك أعملي الي أنتي عيزاه بس متجيش تبكي ف الأخر ساعتها مش هتلاقي محمد ولا غيره هيقف جمبك حتي أنا عشان أصلا أنا مليش قعاد هنا هاروح أسافر عند جدك وستك ف أسيوط ورجلك ع رجلي


فيروز : مش مسافره ف حته حضرتك عايزة تسافري روحي دول أهلك برضو .. لكن أنا حياتي هنا وشغلي هيبقي هنا


آمال بأستغراب : شغل!!!!


فيروز : أها ... أنا كسبت ف المسابقة مبلغ حلو هبدأ بيه حياتي هفتح بيه شركة تجميل وفارس هيكون شريك معايا


_ مدام آمال آنسة رنيم جت ومستنيه برة.... قالتها سميحة


فيروز : قدمي لها حاجه عقبال ما أخرج لها


سميحة : حاضر... قالتها وذهبت


آمال :طبعا جاية تعاتبك ع بتعمليه ف أخوها


فيروز : تقول الي تقولو ياماما هي أكتر واحده عارفة الي حصلي وأكيد هتعذرني


آمال : لما نشوف


__________________________


خرجت فيروز إلي غرفة أستقبال الضيوف مبتسمة وتمد يدها بالمصافحة : أزيك ياروني


رمقتها رنيم بأمتعاض : الحمد لله كويسه ... قالتها بنبرة حاده ولم تمد يدها


أشارت لها فيروز بالجلوس : أتفضلي يارنيم


رنيم : أنا مش جاية أتضايف يافيروز أنا جاية أسألك سؤال واحد وماشية ع طول


فيروز : أتفضلي يارنيم قعدي ونتكلم بهدوء وعيب طريقتك دي معايا .. أنتي أكتر واحده شوفتي بعينيكي الي حصلي أنتي لو مكاني كنتي عملتي أكتر من كده


رنيم : عارفة أنا الي كان مصبرني ع أخويا أن أنا عارفه هيكتشف كل حاجه وهيندم ع الي عملو فيكي.. صقر كان بيتعذب وبيموت يافيروز وأنتي بره وصل بيه الحال وقع من طوله لأنه مكنش بياكل غير نفسيتو الي أتدمرت ... أنا أول مرة أشوف أخويا يعيط ... أنتي عارفة يعني أي راجل يعيط!!!.... قالتها لتشعر فيروز بغصة ف قلبها لكن تملكها الغضب


فقالت بغضب : أنتي مالك بتكلمني كده كأني أنا الي عملت فيه كل ده ... كأنه هو المجني عليه وأنا الجاني ... رنيم أفتكري كويس الي عاملو أخوكي فيا أنتي جيتي وشوفتي بعينك يوم ما أتقبض عليا ... شوفتي علامات صوابع أخوكي وهي معلمه ع وشي سمعتي من خطيبك كم الأهانات الي خدتها منه ونظرات الإحتقار ده غير حاجات كتير ... ياريت متقلبيش عليا المواجع


شعرت بالندم من تسرعها فقالت : أنا مش أصدي حاجه بس الي ضايقني أنك أخترتي الوقت والمكان وتعلنو خطبتكو أنتي وفارس.... عشان تغيظي أخويا


فيروز : أنا مش بغيظ ف حد أنا وفارس فعلا أتخطبنا وبنحب بعض


أقتربت منها وتحدق بعينيها : أنتي كدابة يافيروز ... لو بتحبي فارس مكنتش أشوف نظرة الخوف والقلق الي كانت ف عنيكي لما حكتلك عن حال أخويا .. أنتي عينيكي فضحاكي


فيروز بحنق وأستنكار: حتي لو لسه بحبه .. مش هرجعله ولا هكون ليه وياريت تفهميه الكلام ده


نهضت رنيم وامسكت بحقيبتها وقالت : أنا مش هقول حاجه لو عندك الجرأه والشجاعه وتقدري توجهيه بنفسك وتقوليلو الكلام ده أتفضلي


قالتها ولم تجيبها فيروز بل نظرت لأسفل


أردفت : ألف مبروك .. بس مش ع الخطوبه ع وجع قلبك الي هتحسيه كل ماتشوفي صقر


_دلفت سميحة بفنجان القهوة وقالت : أتفضلي ياآنسه رنيم


رنيم بسخرية : أديها لفيروز تشربها ... قالتها وغادرت ع الفور


سميحة : أتفضلي يا آنسه فيروز


أشتد حنقتها وقامت بقلب الصينيه ع الأرض وقالت : مش عايزة أشرب ده أي الأرف ده ... قالتها ودلفت إلي الغرفه وهي تبكي من أثر كلمات رنيم التي وقعت ع قلبها قبل مسمعها .


______________________


_ تنزل من السيارة معصوبة العينين يمسك يدها برفق....


_ ع مهلك أمشي واحده واحده ... قالها شهاب وهو يمسك بيد سيلين أمام بوابة كبيرة


سيلين بتوتر : عارف ياشيبو لو عامل فيا مقلب هعمل فيك أي!!!


شهاب بنبرة ضاحكا : ههههههه أنتي تعرفي عني كده برضو!!


سيلين : طيب عايزة أشيل البتاع الي ع عيني دي مضيقاني أوي


قام شهاب بالإشاره لحارس البوابه بالضغط ع زر الفتح لتفتح البوابة ... ثم قام بحملها ع زراعيه


صاحت بذعر : أنت بتعمل أي؟


شهاب : بشيلك فيها حاجه؟


سيلين بقلق : ياحبيبي دراعك وأنت لسه شايل الجبس


شهاب : ده كان مجرد شرخ ياسيلي وبعدين مش واثقة ف قدرات جوزك ولا أي ده أنا أشيلك وأشيل فيل كمان


سيلين : ههههههههههه فيل مرة واحده!!! متجوزه كينج كونج يا أخواتي


شهاب وهو يلهث ويسير بها للداخل : أتريئي ياختي هوريكي مين هو الكينج كونج بس لما نوصل


سيلين : نوصل فين؟؟؟


قام بإنزلها برفق ووقف خلفها ليقوم بفك العصبة وقال : فتحي عينيكي


فتحت عينيها بإنزعاج لتضيق حدقتيها ورمشت عدة مرات حتي تثني لها الرؤية أخير لتغر فاهها : ماشاء الله جميلة أوي


شهاب مبتسما وهو يحاوط خصرها من الخلف ويضع ذقنه ع كتفها : عجبتك ياروحي؟؟؟


سيلين بفرح : جميلة جدا الطراز بتاع المعمار تحفة كأنك ف العصر الروماني


شهاب: ما أنا قاصد تكون كده عشان عارفك بتحبي الديزاين الإيطالي... دي بقي كنت مجهزهالك من قبل مانتجوز .. هديتي ليكي ياحبيبتي وع فكرة بأسمك


ألتفت له وحاوطت عنقه بيديها وقالت : ياروح قلبي كفاية أنت عليا وجودك جمبي بمال الدنيا كله ومش عايزة حاجة غيرك أنت


أقترب بشفتيه ليطبع قبلة حانية ع جبهتها ثم أمسك يديها وقبلهما وقال : وأنا مبقتش عايز حاجه غير أشوف الفرحة والسعادة دي ف عينيكي ... تعالي بقي أفرجك ع الفيلا من جوه


كان المنزل من الداخل أقل مايقال عليه أكثر من رائع مصمم ع طراز مليئ بالرقي والفخامه ... الأثاث الإيطالي الفاخر الذي يجمع مابين النظام الكلاسيكي والحديث كأنه تحفه فنيه ... الحوائط جميعها من الحجر الذي يوحي لك إنك تعيش ف العصر الروماني ... التحف والتماثيل البرونزية والذهبية .... الأسقف كل سقف له ثريا خاصة به ع حده ذات الأدوار المتعددة وتعطيك إضاءة ساحرة ..


صعد كليهما الدرج وهو يحاوط ظهرها بزراعه حتي وصلو إلي الطابق الثاني وكان عبارة عن رواق ذو مساحة شاسعه ملتف بشكل دائري حول درابزون الدرج يتفرع منه ممران ... الأول يتفرع منه جناح كبير والثاني يتفرع منه 6 غرف كل غرفة ذات مساحة وله مرحاض خاص بها وتراس يطل ع الحديقة ....


وصل عند الجناح فقام بفتح باب ضخم الذي ينزلق ع مجري ف داخل الحائط ... كان شديد الإتساع ... الأرضيه من الباركييه الحوائط باللون الأبيض ملحق به مرحاض كبير وبها غرفة ثياب كبيرة ع أحدث طراز... التخت خلفيته عبارة عن صورة سيلين رسُمت بالفسيفساء الملون يحيطها العديد من الإضاءات


سيلين : دي أنا !!!!


شهاب : أي رأيك دي بنوته فنانة موهوبة ف الرسم بالفسيفساء خليتها تعملك صورتك ع الحيطة خلفية للسرير


سيلين : حلوة أوي أوي ياشيبو... تسلملي ياحبيبي ع كل حاجه


أحاط وجهها بكفيه : الي زيك ياسيلي ولاكنوز العالم تقدرها أنتي أغلي من كده بكتير ياروحي


أرتمت بين زراعيه ليقوم بضمها لينظر ف عينيها بحب دفين .... مد يده لطرف حجابها وبخفة يد قام بخلعه ... نظرت لأسفل بخجل لتتورد وجنتيها ... تأمل خصلات شعرها الغجري الذي يعشقه .. يستنشق عبيره .. قام بسحب مشبك الشعر التي تعقص به خصلاته لينسدل شعرها ع ظهرها... غرز أصابع يديه ف خصلات شعرها ليرجعه للخلف حتي يتمكن من رؤية عنقها المرمري ... قام بتلثيم كل إنش به تاركا أثر لكل قبلة عليه.. صعد لشفتيها ليلتقم تلك الفروالتين اللتان يذوب فيهما عشقا وولها ... هنا أعلنت مشاعرهما الإستسلام ليخوضا معا أجمل معزوفة حب مكونه من النظرات والهمسات واللمسات بداخل لقاء تحكمه مملكة العشق.


__________________________


_ تضع الحقيبة ع التخت لتفتح السحاب بحنق وتأخذ ثيابها من الخزانه وتلقي بها بداخل الحقيبة


دلفت إلي الغرفة تبحث عنها ... قالت بفزع : أي ده ياماما؟؟؟


آمال بنبرة حاده : هيكون أي يعني بلم هدومي عشان أبن خالك هياخدني ع البلد


فيروز : أنتي بتهزري!!!


ألقت قطعة الثياب بغضب وقالت : عايزة أي مني تاني مش ماشية بدماغك وبتقولي كبرتي خلاص ... أنا مبقاش ليا كلمة عليكي لزمتها أي بقي وجودي معاكي


فيروز بحزن : ليه بتعملي معايا كده!!! أنتي عمرك ماهتحسي بالي جويا سبيني أعمل الي فدماغي وأستحمل نتايجه بس متخافيش عليا .. أنا عارفه أزاي أحمي نفسي


حدقت ف عينيها بتمعن وقالت : مش لما تعرفي تحمي نفسك من نفسك الأول...وبعدين أنا أبويا وأمي وحشوني ونفسي أشوفهم وأنتي عندك شغل وشركة زي مابتقولي


فيروز : يعني مصممه تمشي وتسبيني لوحدي


آمال : أنتي مش لوحدك معاكي سميحة ومحمد هيجي يطل عليكي من الوقت للتاني


فيروز : ده حضرتك ناوية ع إقامة هناك بقي


آمال : الله وأعلم حسب مانفسيتي ترتاح ولو حبيتي تيجي تعالي ده بيت جدك برضو وهما نفسهم تروحي تزوريهم


فيروز بأقتضاب : إن شاء الله ... بقولك صح هم يعرفو الي حصلي؟؟


تنهدت وقالت : لاء الحمد لله خالك كان ف بلاد برة وقتها وجدك وجدتك ملهمش ف الأخبار .. غير محمد ربنا يباركله بعلاقاته كتم الخبر ده ومحدش يعرف وبعدين الحمد لله ظهرت براءتك وطبعا أنتي متعرفيش التفاصيل .. الي عمل فيكي الملعوب ده الواد جمال الله يحرقه أهو ربنا أنتقم منه وأتشل


نظرت لها بذهول : جمال!!!! ليه؟؟


آمال : كان عايز ينتقم من صقر فيكي .. يعني الي جرالك بسبب الباشا الي سيادتك لسه بتفكري فيه


جلست ع التخت غير مصدقة ماتسمعه وتقول لنفسها : إستحالة ده يكون السبب بالتأكيد ف حاجه تانيه وأنا معرفهاش


أنتهت أمال من إعداد حقيبتها .... وأرتدت ثيابها


آمال : أنتي لسه بتكلمي نفسك؟


رن جرس المنزل ... فأردفت : بالتأكيد ده محمد


خرجت كليهما معا ف الردهة


محمد : جاهزة ياعمتي


آمال : أه ياحبيبي وشنتطي أهي


محمد مناديا : ياعم عثمان .... دلف إليهم حارس البناية رجل يرتدي جلباب أبيض وعمة بيضاء


عثمان : مساء الخير ياجماعة


آمال : مساء الخير ياعم عثمان .. معلش هتعبك معايا ممكن تنزلي الشنطه لحد عربية محمد


عثمان : أمرك ياهانم


محمد : خد المفاتيح أهي حطها ف شنطة العربية عقبال ماننزل


أخذ الحقيبه وهبط الدرج ....


آمال : يلا عايزة حاجه خدي بالك من نفسك وأنا هبقي أطمن عليكي


فيروز بسأم : حاضر وأنتي كمان خدي بالك من نفسك


محمد : متقلقيش يافيروز أنا هوصلها وراجع تاني هبقي هعدي أطمن عليكي ولو محتاجه أي حاجه كلميني


فيروز : تسلم يامحمد


عانقت آمال إبنتها ثم غادرت برفقة محمد....


دلفت فيروز إلي الغرفة الخاصة بها وزفرت بضيق وتزكرت ميعاد الحقنة فقامت بفتح حقيبتها وأخذت منها الحقنه وقامت بغرزها ببطئ ف زراعها حتي أفرغت محتواها ....


طرقت سميحة الباب وقالت : أحضرلك العشا ياآنسه فيروز


فيروز من الداخل : شكرا ياسميحة مليش نفس أنا هنام


سميحة : خلاص أنا ف أوضتي لو حضرتك محتاجه أي حاجة أبقي صحيني


فيروز : تسلميلي... تصبحي ع خير


سميحة : وأنتي من أهل الخير


أرتمت ع التخت بأريحية وظلت شاردة ف السقف تتذكر نظراته وقبلته لها... قلبها كان يستمتع بنظراته بلهفة عينيه والشوق الذي يكنه لها ... لكن عقلها كان كالضمير المستيقظ يحذرها منه .... أوقف تفكيرها رنين الهاتف معلنا عن رسالة واردة علي (الواتساب)... قامت بفتحها لتجد فارس أرسل لها صورة له ويمسك كوب من القهوة بالحليب وكتب ف أسفلها


( يسعد مساكي فيروز ... أشتقتلك كتير )


تنهدت وقالت : وبعدين معاك يافارس بتحسسني بالذنب من ناحيتك ليه


ظلت تبادله الرسائل والنُكات المرحة حتي غطت ف النوم وتركت الهاتف بيديها..... مرت ساعات حتي عم السكون في الأرجاء


الساعة الثانية صباحا....


أستيقظت بفزع ع صوت الدقاق ( الشنيور) في الحائط ... نهضت لتري مايحدث .... خرجت إلي الشرفة لتجد مصدر الصوت يأتي من الشقة المقابلة التي وشرفتها بجوار شرفتهم .... قامت بمناداة الحارس


_ ياعم عثمان ... ياعم عثمان ... قالتها فيروز


عثمان من أسفل : نعم يا آنسه


فيروز : ينفع الإزعاج ده والناس كلها نايمة!!!


عثمان : ده الساكن الجديد الي أدامكو


فيروز : ماتطلع تكلمو


عثمان : معلش مش هجدر أجولو اجده ... أنا عندي ولاد وعايز أربيهم


زفرت فيروز بحنق وقالت : ده أي الأرف ده حتي النوم مش عارفه أتهني عليه... لما أروح أشوف الزفت ده كمان.... قالتها لتأخذ معطف قطني يصل إلي ركبتيها أرتدته ع منامتها القصيرة... خرجت من غرفتها تقابلت مع سميحة


_ رايحه ع فين الساعه دي يافيروز... قالتها سميحة


فيروز : هاروح أشوف الحيوان الي مش مراعي حق الجيره ده ومشغل شنيور الساعة 2 بلليل.... قالتها لتفتح باب المنزل ووقفت أمام المقابل لها ... ضغطت ع زر الجرس بعصبية


فيروز : أفتح يا بارد يالي معندكش دم .... قالتها بصوت غير مسموع


وبعد أكثر من دقيقتين فتح لها الساكن الجديد... مبتسما بأستفزاز : نعم ؟؟؟


حدقت إليه بذهول غير مصدقه ........

#الحلقة_الثالثة_والخمسون(الجزء الأول)

#عشق_الفيروز

#بقلمي_ولاء_رفعت_علي


ضغطت ع زر الجرس بعصبية


فيروز : أفتح يا بارد يالي معندكش دم .... قالتها بصوت غير مسموع


وبعد أكثر من دقيقتين فتح لها الساكن الجديد... مبتسما بأستفزاز : نعم ؟؟؟


حدقت إليه بذهول غير مصدقة ........


_ إزاي !!!!! ... قالتها فيروز بإندهاش جلي


صقر بنبرة باردة ساخرا : اي هو الي إزاي ... شايفاني ب3 رجول ادامك يعني!!!.... قالها فأثار حنقتها


زفرت بغضب وجزت ع أسنانها وهي تشير له بأصبعها السبابة ف وجهه: اسمع ياصقر أنت لو جاي تسكن ادامي عشان الي ف دماغك ف ده تنساه خالص ... لأن الي بيني وبينك إنتهي... وهكررهالك يمكن جالك زهايمر ولا حاجه .. أنا مخطوبة وبحترم خطيبي وبحبو وبموت فيه... قالتها وهي تحدق ف عينيه بقوة لم تعلم مصدر قوتها


كل كلماتها وأنفعالتها كان يتمعن فيها وكأنه يراها لأول مرة مما جعل قلبه يخفق بذلك العشق... يعلم كل ماتتفوه به مجرد كذبا من مقلتيها التي تتحركان يمينا ويسارا بتوتر جلي


لم يجيب عليها وأرتسمت ع محياه إبتسامه ساخره فأمسك يدها اليمني


صاحت فيه : بتعمل أي أوعي ... قالتها وهي تجذب يدها من قبضته


_ معلش بشوف خاتم الخطوبة.... قالها بسخرية


نظرت ف إصبعها لم تجده .. أدركت مقصده فقالت بتوتر: عادي ع فكرة قلعته وأنا بغسل إيدي ونسيته ع الحوض و..... توقفت بأقتضاب وقالت : وأنت مالك وبشرحلك ليه أصلا ... وبعدين أنا كنت جايه ف حاجه تانيه .. لو سمحت متشغلش الزفت الي كنت مشغله ده الناس نايمة وأنا تعبانه وعايزة أنام... إلا لو حضرتك عايز يتقدم فيك محضر إزعاج ... قالتها ثم عقدت ساعديها أمام صدرها


كاد يضحك من كلماتها الأخيرة لكنه أرتدي قناع الكبرياء وتعجرف وقال بسخرية : محضر!!! تحبي أوصلك بنفسي لحد القسم


_ أنت بتتريئ؟؟؟... أنا ممكن أخد شهود وأولهم عم عثمان هيشهد عليك ... قالتها فيروز بثقة


رجع بضع خطوات للوراء ليضغط ع زر (الأنتركم) وقال : عم عثمان


أجاب عثمان : نعم ياصجر بيه


نظر لفيروز مبتسما بسخرية وقال : أطلع عايزك


عثمان : أمرك يابيه


فيروز بحنق : أنت فاكرني بهزر!!!


صقر ببرود : وأنا مبهزرش


صعد إليهم عم عثمان يلهث من صعود الدرج : أؤمرني ياصجر بيه


أتجه إليه صقر وقال : آنسه فيروز عايزة تقدم محضر إزعاج فيا وعايزاك تشهد معاها


توتر عثمان وبدي ع ملامحه القلق والخوف : م ممحضر كيف يعني !! .. أنا مليش ف الحاجات دي واصل .. أنا راجل ع جد حالي ماشي جمب الحيط وعندي جوم عيال عايز أربيهم ... بعدي عني ياهانم الله يخليكي


رمقت فيروز كليهما بسخط ولم تتفوه ببنت شفه وتركتهما ودلفت إلي المنزل وصفقت الباب ف وجوههم تحت ضحكات صقر الإستفزازية الساخرة ونظرات عم عثمان الحائره


تتجه نحو غرفتها وهي تتمتم بغيظ : ماشي إما وريتك وحرقت دمك ياصقر مبقاش أنا فيروز


_ آنسه فيروز عملتي أي؟ ... قالتها سميحة ولم تجيب عليها فيروز ... كررت سؤالها مرة أخري بصوت مرتفع قليلا


فيروز بصياح : أييييي ... سبوني ف حالي بقي ... قالتها بغضب ودلفت إلي غرفتها وأوصدت الباب


زمتت سميحة شفتيها لأسفل بإستغراب وقالت: هي مالها دي من ساعة ماجت ومش طايقة نفسها ... الله يمسيكي بالخير ياست آمال ... قالتها ثم دلفت إلي الغرفة الخاصة بها


_ قد جافاها النوم وظلت تتجول ف الغرفة ذهابا وإيابا ... شتت عقلها وجوده بالقرب منها ... شعرت ربما كل ماتخطط له ربما سيذهب صدي ...


تتحدث مع نفسها قائلة : لاء أنا لازم أكون قوية ... لازم أدفعو تمن كل لحظة عذاب وألم عيشتها بسببه .... أنا .. أنا ... توقفت ثم ألقت نظرة ع هاتفها الموجود بأعلي الكومود فأتجهت نحوه وأمسكت به لتضغط ع علامة الإتصال ثم ضغطت ع رقم مسجل بأسم فارس بالإنجليزية


وضعت الهاتف ع أذنها اليسري حتي أجاب عليها


فارس بصوت ناعس : كيفك فيروز؟


فيروز بنبرة إعتذار : سوري فارس أني صحيتك ف الوقت ده بس .. بس


نهض بجذعه ليعتدل وقال بصوت عادي : ولايهمك أنا ئيلتلك من ئبل دئيلي كيف مابدك وف الوقت الي بدك إياه


إبتسمت بتوتر : ميرسي ... أنا كنت عايزة أقولك ممكن تعدي عليا بكرة تاخدني ف طريقك وأحنا رايحين الشركة؟


إبتسم بترحاب : ياريت .. أمتي راح أجي لعندك ؟؟


صمتت لتتذكر شيئا ثم قالت : إن شاء الله 8 بالدقيقة هكون مستنياك


فارس : من عيوني فيروز... إن شاء الله راح تلائيني عندك الساعه تمانيه


فيروز : تسلملي .. هاسيبك بقي تكمل نومك وأنا يدوب هاروح أخطفلي ساعتين ... تصبح ع خير


فارس : وأنتي من أهل الخير حبيبتي....سلام ... قالها ثم أغلق المكالمة ليشابك أنامله خلف رأسه وأرتمي ع ظهره وهو يتنهد وقال : وكيف يجيلي نوم وصوتك طير لي النوم من عيوني ... قالها وأطلق تنهيدة حاره مليئة بالحب والشوق.


_ لما أنام بقي عشان أعرف أصحي بدري ... قالتها فيروز وهي تدثر جسدها بالغطاء القطني حتي شعرت بقشعريرة من الهواء الذي يولج من الشرفة ويلفح بشرتها...


نهضت متضايقه وأتجهت وأمسكت بكلا البابين المتسلسلين لتوصدهما معا ... توقفت فجاءة عندما سمعت صوت أغنية منبعثة من الشرفة المجاورة


زفرت بضيق وقالت : أوووف هي باينها ليلة زي لون أيامو معايا


_ في الشرفة الأخري ... يقف ويمسك سماعه مكبرة (صب) متصلة بهاتفه


(انا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك ولا عارف فى يوم انسى ولا عايز حبيب بعدك


محبتش غيرك واعمل ايه فى شوقى وهوايا وليلى ونهارى بفكر فيك ماترجع كفايه) لعمرو دياب


أبتسمت رغما عنها وهي تقف بالداخل ثم أنتبهت وقالت بصوت غير مسموع : لا والله إحنا فينا من شغل المراهقين ده ماشي إنت الي جبتو لنفسك ... قالتها ثم أمسكت بهاتفها وهي تقول : أخيرا ألبوم الحزن الي ع موبايلي جه ف وقته ... قالتها ثم ضغطت ع أغنية وقامت بتقريب الهاتف ف الشرفه حتي يتثني له سمع الأغنية :


(آسفة شوف لك غيري


مش حتحمل تعبي معاك ..


أنت عايـز لك حد يضحي


مهما بتعمل فيه وياك


وانا جربت ده كله معاك


تعبت وضعفي معاك قواك


بس لآمتى انا حفضل أضحي


وقولي لآمتى أنا هبقى ملاك....) لأصالة


وفجاءة أفزعها صوت حطام قارورة زجاجية قام هو بإلقاءها ف داخل الشرفة لديها ... علمت أن الغضب تملك منه ...أوصدت أبواب الشرفة وهي تضحك بصوت منخفض... وتقول : ولسه هتشوف مني إما جننتك


_____________________


_ في منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي..... وصوت آذان الفجر الذي يروي القلوب بالإيمان والروح بذكر الرحمن...


زهرة بنبرة ترحاب وبعيون تبكي من الفرح : يامرحب يامرحب توحشتيني جوي جوي ياجلب أمك.... قالتها وهي تعانق إبنتها بفرحة عارمة


آمال بنبرة حانية : حبيبتي يا أمي أنتي الي وحشاني أوي عامله أي؟؟


زهرة : الحمد لله يابتي واجفة ليه اجعدي ... قالتها لتعانق محمد حفيدها وقالت : حمدالله ع السلامة ياولدي إجده تغيب عن جدتك !!


محمد مبتسما : معلش ياجدتي الشغل والله مبيخلصش


زهرة : ربنا يوفجك ياولدي ويرزجك بالعروسة الزين بإذن الله


محمد : يارب ياجدتي


آمال : أومال فين أبويا وحماد


زهرة : بيصلو الفجر جماعة ف المسجد


محمد : والواد مصطفي مش معاهم ؟


زهرة : أخوك يدوب لساتو نايم ..كان جاعد طول الليل يتحدث ع المحمول مع بوسي بتاعته


ضحك محمد وقال : أخويا وانا عارفه طول الليل مكالمات ف الموبايل وينام الفجر ويصحي الضهر


زهرة :جومي يابتي أوضتك جهزتهالك اول ما محمد خابرني إنكو جايين


لم تعقب آمال ونهضت من تلقاء نفسها وأتجهت نحو الغرفة التي تركتها منذ سنين... فتحت الباب ودلفت إلي الداخل تستنشق عبق المكان وتتأمل كل جدار شهد ع طفولتها وصباها .. مازال التخت والخزانة كما تركتهم ..


_ مغيرتِش فيها حاجة واصل ... كنت بنضفها بنفسي ع أمل إنك ترجعي ... حتي أبوكي مرضاش يغير الدار أو يهدها ونبني بيت بالمسلح..كان بيجولي هعيش وأموت فيها ... قالتها زهرة لتبتسم آمال


وقالت : ربنا يبارك ف صحته وعمره


زهرة :يارب ... أسيبك تغيري خلجاتك وتريحلك حبه عجبال ما البت هنيه تحضر الواكل ... قالتها ثم غادرت الغرفة


تركت آمال غارقة ف ذكريات كل ركن بهذه الغرفة والمرآة القديمة المعلقة ع الحائط التي طالما وقفت أمامها وتجملت ف صباها .. فتحت ضلفة الخزانة التي تتكون من ضلفتين لتقع عينيها ع صندوق من الخشب ... أرتسم ع محياها إبتسامة وأطلقت تنهيدة بأريحية .... قامت بفتح الصندوق لتأخذ منه بعض الصور التي تعود إلي فترتي السبعينات حيث الصور ذات اللونين الأبيض والأسود والثمانينات حيث الصور الملونة... تأملت تلك الصورة الخاصة بها وهي ترتدي زي المدرسة الفنية الذي يتميز بالقميص الأبيض والجونلة ذات اللون الأزرق القاتم ... وتجمع شعرها ف جديلة ملقاه ع كتفها وتحتضن بساعديها حقيبتها الجلدية السوداء ...


إبنتها تشبهها كثيرا ف تلك الصورة ماعدا لون العينين والشعر ... آمال تتميز بللون عينيها البني المائل إلي العسلي وخصلات شعرها مثل لون الكستناء.


_____________________________


_ صدي صوت نغمة المنبه ف الهاتف ليعلن عن تمام الساعة السابعة صباحا مع صوت بدأ السير والحركة ف الشارع وزقزقة العصافير التي تقف ع سور الشرفة لتعلن عن بدء يوم جديد مليئ بالأحداث


تجاهد ف فتح جفونها الثقيلتين فهي لم تنعم بساعات نوم كافية ... نهضت بجذعها وهي تمد زراعيها لأعلي وتتثاءب .. أمسكت هاتفها الذي لم يكف عن التنبيه فقامت بإغلاقه وملامحها مقتضبة.... أزاحت الغطاء وقامت متجهه إلي الخارج نحو المرحاض ودلفت إلي الداخل لتغتسل وتتوضأ ثم خرجت لتجد أمامها سميحة التي أفزعتها


_ صباح الخير يافيروز... قالتها سميحة


فيروز بأقتضاب : صباح النور ياداده


سميحة : أحضرلك الفطار؟


فيروز: أعمليلي فنجان قهوه بس عشان مصدعه وممكن ساندوتش صغير خالص جمبه


سميحة : حاضر... قالتها لتتجه نحو المطبخ


بينما فيروز عادت إلي غرفتها وهي تبحث ف حقيبتها التي لم تخرج منها ثيابها بعد ... أخذت إسدال للصلاة ثم أرتدته وتناولت السجادة المطوية ع ظهر المقعد الموجود أمام مرآة الزينة وقامت بفردها إتجاه القبلة كما أخبرتها سميحة بالأمس ... وبدأت بأداء فرضها


أنتهت لتلقي تحية السلام ... ثم قامت وهي تخلع الإسدال وتضعه جانبا مع السجادة التي أخذت تطويها ووضعتها معه.....


_ لما أتصل ع فارس أشوفو صحي ولا لسه نايم ... قالتها فيروز وهي تمسك بهاتفها وقبل أن تضغط وجدت أنه سبقها بالأتصال أبتسمت


وأجابت : بونجور مسيو فارس


فارس ع الجانب الأخر وهو يرتشف من فنجان القهوه خاصته : بونجور ع أجمل عيون


فيروز بخجل : ميرسي .. أنا كنت لسه هتصل عليك لاقيتك سبقتني


أبتسم وقال : موبيئولو بالمصري الئلوب عند بعضها


فيروز بإبتسامة مصتنعه : أها .. المهم ع ميعادنا إن شاء الله


فارس : أي إن شاء الله


فيروز : أوك هاسيبك بقي عشان أجهز نفسي .. سلام


فارس: سلام


_ أغلقت المكالمة لتلقي بالهاتف ع التخت وبدأت تخرج من حقيبتها بعض الثياب وهي ف حيرة ماذا سترتدي؟


____________________


_ في المنزل المجاور.... خرج لتوه من المرحاض وهو يجفف وجهه بالمنشفه القطنيه وتوقف أمام المرآه يتفحص إحمرار بياض عينيه من سهر الليالي يفكر ف من أختطفت قلبه وعقله .... زفر بضيق .. ثم أتجه نحو حقيبة ثيابه وقام بحملها ووضعها ع التخت ثم فتح السحاب خاصتها وتوقف وهو يفكر ماذا سيرتدي؟؟


______


_ نعود مرة أخري لفيروز التي أنتهت من إرتداء ثياب تبدو رسمية مناسبة لسيدة أعمال ...بدلة حريمي مكونة من سترة باللون الأسود ذات تصميم عصري أنيق أسفلها قميص من الحرير بللون الأحمر القاني وبالأسفل ترتدي بنطال باللون الأسود ذو الخصر المرتفع... وضعت وشاحا حول عنقها وقامت بربطه بشكل أنيق ليعطي لمظهرها رونق وأناقة ....


توقفت أمام المرآه وهي تصفف خصلات شعرها لتجعله منسدلا بتموج خفيف .. ترتدي قرط ع شكل دائرة بللون القميص ... وضعت بعض اللمسات التجميلية لاسيما حمرة الشفاه ذات اللون الأحمر الداكن ... تذكرت زجاجة العطر التي جلبتها من باريس منبع العطور الساحرة ... تناولت الزجاجه من حقيبتها وقامت برش القليل منها ذات رائحة ناعمة وهادئة مزيج من عطر اللافندر والياسمين.. وأرتدت حذاء ذو فتحة أماميه (صندل) وكعب مرتفع باللون الأسود المخملي ... وها هي أصبح مظهرها سيدة تنضح بالجمال والأنوثة الطاغية .... تلقي نظرة أخيره أمام المرآه وهي تضع يديها ع خصرها


__________


_ يقف أمام المرآه بعدما أنتهي من إرتداء سترة ذات اللون الأزرق القاتم وأسفلها قميص باللون الأبيض ليترك الأزرار العليا مفتوحه وأدخل أطراف القميص بداخل البنطال ذو اللون العاج وأرتدي حزام جلدي ذو اللون (جملي)....وأرتدي حذائه الجلدي نفس لون الحزام ... وساعة يد جلدية بنفس لون الحذاء والحزام ....


أخذ يصفف شعره بالفرشاه حتي أصبح مظهره جذابا .. وهندم من مظهر لحيته وشاربه بالمشط الخاص بهما .... أبتسم بجانب فمه وهو يتذكر شيئا ليأخذ من حقيبته زجاجة العطر الذي جلبها معه خصيصا لأنه يعلم مدي عشقها لتلك الرائحة التي تخصه هو فقط وقام برش منها الكثير حتي أمتلأ منزله منها .


______________


_بينما فارس خرج من الفندق الذي يمكث فيه متجها نحو المرآب مرتديا بدلة سوداء عصريه أنيقه وأسفلها قميص باللون الرمادي لم يرتدي رابطة عنق التي تزعجه ... حذائه الأسود يلمع ف ضوء الشمس ... تكسو عينيه نظارة شمسية من تصميم(كلوب ماستر من راي بان)....


وصل أمام سيارته ال (بي إم دبليو) السوداء طراز هذا العام ... أستقل السيارة ليدير المقود بروية وخرج من ساحة المرآب وأتجه للطريق الذي يؤدي للحي الذي تقطن به فيروز.


____________


_ خرجت من غرفتها وهي تحمل حقيبه يد صغيرة سوداء تحملها ع معصم يدها .....


_ القهوة جاهزة وعملتلك توست بالجبنة الفلامنك .... قالتها سميحة


أبتسمت وقالت : ميرسي ياداده


قالت سميحة بداخل نفسها : أخيرا ضحكت ياه ثم أردفت بصوت مسموع : ماشاء الله والله أكبر عيني عليكي باردة يا آنسه فيروز


فيروز وهي تمسك بالشطيرة : تسلميلي ياداده ... قالتها ثم قضمت قطعة من الشطيرة ومضغطتها بهدوء


_ تحبي أعمل لحضرتك أي ع الغدا ؟ قالتها سميحة


أبتلعت ما بفمها وقالت : لا شكرا مش هتغدي هنا ممكن أتأخر فهضطر أتغدي بره


سميحة : تروحي وتيجي بالسلامة وربنا يوفقك يابنتي


أبتسمت فيروز وقالت : يارب ياداده تسلميلي ع دعوتك .. وبالله عليكي أفضلي أدعيلي ديما كده خصوصا براحة البال


سميحة : ربنا يعلي مراتبك ويوفقك ف حياتك ويعطيكي راحة البال يا فيروز يابنت آمال


فيروز : يااارب... قالتها ثم أمسكت فنجان القهوة وترتشف منه وهي تنظر ف ساعة الهاتف وقالت : كده تمام فاضل 5 دقايق زمانه ع وصول ... قالتها لتنهض وتتجه نحو غرفتها وتدلف إلي الشرفة تنتظر فارس...


خطت أول خطوة لتآسرها تلك الرائحة التي تخللت ذاكرتها .. أغمضت عينيها وهي تستنشقها بإستمتاع وهي تسند ع سور الشرفة ...


_ مسافة الطريق وهكون ف الشركة إن شاء الله .. النهاردة مأجز من شغلي....قالها صقر وهو يتحدث ف هاتفه حيث أنفزعت وأتسعت حدقتيها عندما رأته بالشرفة المجاورة


_ سلام .. قالها صقر وأغلق المكالمة ورفع عينيه حتي ألتقت بعينين تلك المتسمرة ف مكانها .... مقلتيه لم تستقر ف الصعود والهبوط ع مظهرها الذي سلب عقله وقلبه ... أطلق نغمة صفير بإعجاب وقال :


Very excitingمثيرة للغاية


رمقته بحنق وأنحنت بجذعها لأسفل تتناول شيئا من الأرض ثم أعتدلت لترفع يدها بجزء متبقي من القارورة المحطمة وألقتها ف شرفته وهو يتفادها... فقالت : عشان نبقي خالصين... قالتها ثم دلفت إلي غرفتها وتركته يجز ع أسنانه وهو يتوعد لها


رن هاتفها بنغمة رسالة واردة قامت بفتحها وقرأت محتواها


( أنا نتضرك أمام البناية ).... ألقت نظرة أخيرة ع مظهرها وهي تعتدل من ثيابها ... تضم شفتيها لضبط توزيع الحُمرة.... أخذت حقيبتها وأسرعت نحو الباب وهي تقول : أنا نازله ياداده باي


سميحة : ف حفظ الله يابنتي


_____________________


فتحت الباب لتجد الذي فتح بابه هو الأخر وكأنه ينتظرها .. لم تعيره أي إهتمام ومشت نحو المصعد ف خطوات سريعه وهو يلحق بها ويرتدي نظارته الشمسية ذات اللون البني ماركة(دولتشي آند جابانا) ذات إطار علوي عريض....


وقفت أمام المصعد وهي تضغط ع الزر ليصعد إليها ثم توقف وفتحت الباب... علمت إنه خلفها من رائحته العطرية القوية توقفت ولم تنظر إليه وهي تحاول السيطرة ع أعصابها .. تذكرت الخاتم لتأخذه من حقيبتها من دون أن يلاحظ وأرتدته ع الفور...


_ أتفضلي .. قالها صقر وهو يشير إليها لتدلف إلي المصعد


فيروز بدون أن تنظر له : لاء هركب بعدين أتفضل أنت


أبتسم بتحدي وقال ساخرا: الجبن سيد الأخلاق .... قالها ليدلف إلي المصعد فأثار حنقها .. جزت ع شفتها السفلي بغيظ لتسرع وتدلف هي أيضا وهي ترمقه بسخط وقالت : وانا هخاف من أي إن شاء الله ... قالتها لترفع أنفها لأعلي بكبرياء وهي تنظر أمامها


ضغط ع زر المصعد ولم تنتبه إلي إنه ضغط ع زر الطابق الأخير صعودا .. أقترب منها ... أرتجفت بخوف لتتراجع إلي الخلف ليلتصق ظهرها بالحائط المعدني للمصعد وهي تقول بنبرة تردد : أأ بعد عني أأحسن هصوت


وضع يده ف جيبه ف زهو وكبرياء واليد الأخري خلع نظارته ووضعها ف جيب سترته ثم أستند بيده ع الحائط الخلفي لها ... يحدق ف عينيها ويقول بصوت كالفحيح : مش بتقولي إنك مش خايفه !!! مالك بتترعشي كده ليه ؟ قالها وأنفاسه تلفح بشرتها التي شعرت بالقشعريرة وهي تتحاشي النظر إليه .. إبتلعت غصتها ... وقعت عينيها ع الشاشة الرقمية لتجد الإتجاه ف الصعود وليس العكس


فصاحت وهي تدفعه ف صدره : أي ده؟؟؟؟ قالتها وهي تشير إلي اللوحه


صقر : زي ما عينيكي شايفة


قالت بغضب : ع فكرة أنت معندكش دم وأوعي من وشي... قالتها لتهم بالضغط ع زر النزول ... أمسك بيدها بقبضته وجذبها نحوه لتلتفت له ويحدق بعينيها بنظرات أرعبتها وقال : أنا مغلطش فيكي عشان تغلطي فيا أنتي فاهمه!!!


قالت بأستنكار وبدي ع ملامحها الخوف : أأنت أنت الي مستفز ... قالتها لتجده يضغط بقوة ع زر الوقوف ليتوقف المصعد فجاءة فأنفزعت


_ أوعي أيدي أنا عايزة أنزل هتأخر ع شغلي وخطيبي مستنيني تحت ... قالتها بنبرة إستفزازية فأثارت غضبه ليمسك بيدها الأخري وقال : مش هتنزلي ولا هتروحي ف حته غير لما تسمعيني الأول .. قالها بنبرة تهديد


فيروز بغضب : مش عايزة أسمع وكفاية بقي لحد كده ... أنت مبتزهقش!!!


صقر : لاء مبزهقش وهفضل وراكي لغاية ماتستسلمي لقلبك الي لسه بيدق ليا أنا وبس


_ ده ف خيالك وأحلامك وعمري ماهسامحك ع الي عملتو فيا .. فمتتعبش نفسك ف محاولات فاشلة لأن مش هرجعلك ... قالتها وهي تحدق بقوة ف عينيه ونجحت ف إفلات يديها من قبضتيه


صقر وهو يحاول كظم غضبه : هتسامحيني يافيروز وهترجعيلي لو كان برضاكي أو غصب عنك... قالها بنبرة تملك وهو يحاوط وجهها بكفيه


قامت بأزاحة يديه من ع وجهها وقالت : ده أنت بايع كرامتك ع الأخر بقي... قالتها بنبرة سخرية وإستهزاء


شعرت بالرعب عندما رأت تلك الظلمة المخيفة ف عينيه .. أدركت ماتفوهت به قد أثار الوحش الكاسر الذي بداخله .. فهي قد أهانته بجملتها تلك


_ أأأنا أنا ...لم تكمل حتي وقعت مغشي عليها ... أمسك بها بذعر وخوف لتتحول ملامحه من الغضب إلي القلق عليها


_ فيروز .. فيروز .. قالها وهو يربت ع وجنتها ... لم تفيق بعد .. ضغط ع عدة أزرار ع الفور حتي بدأ المصعد ف الهبوط وعينيه لم تفارق وجهها وهو يسندها بزراعه .... وصل إلي الطابق الأرضي لينتبه إلي الباب وقام بفتحه ..


فتحت عينيها قليلا ثم أعتدلت ع الفور وأسرعت تركض وهي ترتجف من الرعب لإكتشافه خدعتها .... وقف ف المصعد والدماء تغلي ف عروقه ..وصل إلي ذروة غضبه ... ركض خلفها ليتوقف عندما رأها تدلف إلي داخل سيارة سوداء ليدرك إنه فارس.


_ أطلع بسرعة يافارس الله يخليك ... قالتها فيروز برجاء وهي تدلف إلي السيارة وتوصد الباب مسرعة


فارس بقلق وهو ينطلق بالسيارة : شو الي صار؟ مو فاهمان شي


فيروز : مش وقت شو خالص .. هفهمك بعدين بس خليك سايق بسرعه


.. ذهب صقرنحو سيارته مسرعا وأستقل إياها لينطلق مسرعا خلفهم .


____________________


_ في فيلا الهواري....


تمسك هاتفها وتزفر بضيق : أوووف رد بقي .... قالتها رنيم بحنق


_ لسه مبيردش عليكي؟ قالها إياس


رنيم : ده الاتصال رقم 20 وبرضو مش بيرد


إياس ويرفع حاجبه حائرا : غريبة أنا برضو مبيردش عليا من إمبارح


رنيم : أنا من ساعة اليوم النحس بتاع الإفتتاح ده ومشفتهوش


إياس : أنا شوفته تاني يوم ف القسم ولا كأن حصل حاجه ما أنتي عارفة أخوكي


رنيم : طيب تقدر تفسر بأي إختفاءه من الحفلة بعد إعلان فارس خطوبته ع فيروز وفيروز كمان وبعدها ملقناش فارس.. أنا خايفه ليكونو عملو ف أخويا حاجه


أطلق إياس العنان لضحكاته وقال : أه مش قادر بطني هتموتني من الضحك


رنيم : هو أي الي ف كلامي بيضحك يا أستاذ إياس!!!


إياس وهو يمسح دمعة عينيه من أثر الضحك : بصراحة يارنيم كلامك وطريقتك وكلك ع بعضك تضحكي بلد ... قالها بسخرية مازحا


عقدت حاجبيها بحنق : الكلام ده ليا أنا؟؟؟؟


صمت وهو يبتلع ريقه ويكتم ضحكاته : لا ياروحي أنتي عسل وسكر وست العاقلين


_ إياااااااااس!!! قالتها بتحذير


إياس : عيون إياس وقلبه


رنيم : إتعدل


إياس وهو يعدل ياقة قميصه : حاضر ياكابيره


شردت ف الفراغ وقالت : طيب ياتري راح فين !!! ماتفكر معايا


إياس : ثواني هجرب أتصل عليه أنا تاني.... قالها وأمسك هاتفه وأجري الأتصال ع صقر فأجاب الأخر


_ نعم؟؟؟ قالها صقر بنبرة غضب وهو يقود السيارة ويتابع سيارة فارس


إياس : أي يابني عاملين بنتصل عليك من بدري ومبتردش


صقر : سايق العربية ومش عارف أرد ومش فاضي


إياس : طيب ياعم ... أنا عندكو ف الفيلا


صقر : نعم يا أخويا؟؟؟!!! أنت ف الفيلا وأنا مش موجود


إياس متضايقا : شكرا ياصاحبي ع الثقة ... ع فكرة أنا قعدت اتصل عليك من إمبارح وأنت مبتردش يا إما قافل تليفونك


صقر بحنق : إنجز ولخص ف الكلام عايز أي؟؟


إياس : أنا جاي هاخد رنيم عشان هنحجز الفرح الي مش عايز يتعمل ونروح نبص ع الفيلا نشوف مهندس الديكور عمل الي طلبناه منه ولا لاء وبعدها هنروح المعرض نشوف الأوض الي حجزناها


صقر بعدم إهتمام: طيب بس متأخرهاش ... سلام ..قالها وأغلق المكالمة بدون أن ينتظر رد إياس


إياس ينظر للهاتف وقال : واطي


رنيم : ها قالك أي؟


إياس : يلا أطلعي إجهزي عشان نلحق نخلص المليون مشوار الي ورانا أنا النهاردة واخد إذن بالعافيه


رنيم : حاضر ربعاية وهكون جاهزة ... خد راحتك ... قالتها لتصعد الدرج مسرعه


وهو ذهب نحو المطبخ ليدلف إليه وجد الخادمة تعد الطعام .... شعر بالجوع ومعدته أصدرت صوتا ....


_ لو سمحت ممكن تعمليلي سندوتشات ع السريع كده أنا مفطرتش وجعان أوي ... قالها إياس


ألتفتت إليه ورمقته بإندهاش وقالت : حاضر


__________________


_ بداخل سيارة فارس....


_ فيروز بدي أفهم شو الي بيصير .. أنا حاسس حالي متل الأجدب.... قالها فارس بنبرة ضيق


كانت تتلفت خلفها وتقول : بص أول ماهنوصل الشركة هقولك ع رواءه عشان أعرف أحكيلك


توقف بالسيارة فجاءة ليصدر صوت صرير العجل من أثر إحتكاكه بالأسفلت : لا مافيني أصبر أكتر من هيك


فيروز : فارس لو سمحت أنا قولتلك هقولك بعدين .. قالتها وصوتها مرتفع إلي حد ما


رمقها بنظرات عتاب وألتزم الصمت وأكمل السير


_ أنا أسفه والله ما اقصدي أزعئ ... قالتها فيروز بنبرة إعتذار


فارس وهو مقتضب حاجبيه ويقود السيارة : خلاص فيروز ما في شئ... قالها وظل صامتا طوال الطريق حتي وصل أمام الشركة


فيروز بخجل لأنها تعلم إنه مازال متضايقا : إحنا وصلنا؟؟


فارس وهو ينظر للجهة الأخري : أي يلا إنزلي وأنا راح أركن السيارة بالباركينج


نظرت له بسأم فتنهدت وقالت : أوك هستناك هنا .... قالتها وهي تترجل من السيارة وأنتظرت مكانها حتي جاء إليها وبدون أن ينظر لها مباشرة دلف برفقتها إلي الشركة ... لكن بالطبع كان يتفحصها بطرف عينيه بمشاعر حب متأججه بداخل قلبه ...


_ لو بتسمحي يا آنسه سيلين خانوم موجودة ... قالها فارس ويسأل موظفة الأستقبال


الموظفة :مين حضرتك ؟


قام بأخراج بطاقة ورقيه من جيب سترته الداخلي وأعطاه إياه ... فقامت بقراءته وهي تنظر إليها بإبتسامه ونهضت من ع مقعدها وأشارت له بيدها نحو المصعد وهي تقول : أتفضل فارس بيه تركب الإسانسير ده الدور الرابع هتطلع وتمشي طرقه طويلة ... المكتب تالت غرفة ع اليمين


فارس مبتسما : ميرسي لإلك ... قالها وإتجه نحو المصعد وفيروز تمشي بمحاذاته ... ضغط ع الزر حتي هبط إليه المصعد ففُتح إليهم الباب المعدني الذي يفتح ويغلق أوتوماتيكيا... دلف إلي الداخل أولا ثم هي وراءه وتنظر له بملامح إعتذار طفولية ... لم يعطيها إهتماما ع الرغم النار المشتعلة بداخله .. ضغط ع زر الصعود ع الطابق الرابع لينغلق الباب .


في نفس اللحظة يدلف بهيبته من البوابة الزجاجية ينظر ف ساعة يده من أسفل النظارة الشمسية.. ثم أتجه نحو المصعد ليضغط ع الزر منتظرا هبوط المصعد....


__________________


_ خرج كليهما من المصعد ليمشيا ف رواق طويل وتتبعو وصف الموظفة ... حتي وصلو أمام باب زجاجي ... دلفو بالداخل


_ أي خدمة يافندم ؟... قالتها السكرتيرة التي تجلس خلف المكتب وأمامها الحاسوب


_ أنا فارس الشامي وهي بتكون الآنسه فيروز شريكتي... قالها فارس


السكرتيرة : طيب لحظة من فضلكم أتفضلو أستريحو وهبلغ مدام سيلين بوجود حضراتكم... قالتها مبتسمه ثم طرقت ع باب المكتب ثم دلفت وأوصدت الباب خلفها


_ طيب ممكن ترد ع سؤالي لو مش عايز تتكلم معايا ؟؟ قالتها فيروز


زفر بضييق وقال : أحكي فيروز أنا بسمعك


فيروز : أحنا مش المفروض رايحين الشركة بتاعتنا أنا وأنت ... قالتها بنبرة هادئه


ألتفت إليها ويرمقها بنظرات لم تفهمها وأثارت القلق بداخلها وقال : أي إحنا هون بالشركة الي أنا وأنتي بنكون شركاء فيها


تجهم وجهها لتنظر بدهشة وكادت تنطق حتي خرجت إليهم السكرتيرة وقالت : أتفضلو سيلين هانم مستنيه حضراتكم


دلف كليهما ...


_ أهلا وسهلا دي الشركة نورت بحضرتك مسيو فارس والآنسه فيروز


فارس مبتسما : الله يخليكي يسلمو


فيروز : آنسه أي بقي بلاش تكلفة ياسيلي ... قالتها وهي تصافحها باليد


سيلين : والله أنا فرحانة بوجودكو معايا وكشركاء كمان


فارس : فيروز ما بتعرف موضوع الشراكة


نظرت له فيروز بأقتضاب وهي تقول : بصراحة أتفاجئت


سيلين بإبتسامه : وإن شاء الله هنكون أكبر جروب بينتج تصميمات أزياء ع المستوي العالمي و ف نفس الوقت هنكون أنجح شركة تجميل ف الشرق الأوسط


فيروز بإبتسامة زائفه : وهيكون إسمها سيلي برضو؟؟


سيلين : لاء هسيب لكو حرية أختيار الاسم بما إنكو شركاء أساسين وخبرة ف المجال ده


أوقفهم صوت طرقات ع الباب....


سيلين : أتفضل


دلف شهاب مبتسما ويحمل باقة أزهار وقال : ممكن أدخل ؟


سيلين بضحك : ما أنت دخلت بالفعل


تجهم وجهه لينظر لفارس وفيروز التي يعرفها وقال بتوتر: أهلا وسهلا


فارس : أهلين شهاب بيك ... قالها ليقف ويصافح شهاب باليد


شهاب : أهلا آنسه فيروز .. قالها وهي يمد يده إليها وينظر لسيلين بتوتر


فيروز : أهلا بحضرتك ...قالته وقامت بمصافحته باليد


سيلين : طبعا عارفين شهاب يبقي جوزي وابن عمي وشريكي الجديد ف الجروب والمسئول الخاص عن الوحدات بما أن ده تخصصه


أبتسم شهاب وقال :إعذروني أنا مليش ف مجال الفاشون والتجميل أخري ف المعمار والمقاولات والصفقات الي تبع مجالي


فارس :ولايهمك يابيك كل واحد إلو تخصصه و كيف بيئولو بالمتل إدي العيش لخبازه... قالها وهو مبتسما ونظراته لم تفارق فيروز التي سحرته بهيئتها الجذابة ونظرات عينيها البريئة ....


سيلين : قبل مانبدأ الإجتماع أحب إعتذرلكو بالنيابة عن أستاذ محمد الأسيوطي مش هيقدر يجي بسبب ظروف عندو


فيروز : عارفه.. هو ف أسيوط مع ماما


نظرت سيلين لها بإستغراب لتردف فيروز وقالت: محمد يبقي ابن خالي ... قالتها ليتبادل شهاب وسيلين نظرات توتر


سيلين مبتسمه : سبحان الله الدنيا دي صغيرة


فيروز : فعلا


سيلين : طيب ع كل حال ناقص آنسه...قاطعها طرق ع الباب مرة أخري فأردفت : أتفضل


دلفت السكرتيرة : سيلين هانم صقر بيه وصل ومستني برة


أتسعت عينين فيروز لتلتقي بنظرات فارس المقتضبه ... وسيلين زاد توترها أكثر من نظرات شهاب الذي كما إنه أراد منها أن تنقذه


_ خليه يتفضل ... قالتها سيلين


_____________________


دلف وسبقته رائحة عطرة فأبتلعت ريقها وأشاحت ببصرها ...


قامت سيلين وهي تقول : أتفضلو حضراتكو هناك ... قالتها لتشير إلي طاولة الإجتماعات ذهب شهاب وخلفه فارس الذي لم يترك فيروز بل أمسك يدها ليطمأنها بوجوده معها ... صقر ظل واقفا يرمقهم بنظرات نارية حارقة من أسفل نظارته ....


_ أتفضل ياصقر واقف عندك ليه؟... قالتها سيلين


تنهد وتقدم نحو الطاولة ... وجلس الجميع بذلك الترتيب.... سيلين تترأس الطاولة ... شهاب ع يمينها ... فيروز ع يسارها وبجوارها فارس الذي يجلس مقابله صقر... بعد مرور ثوان تحبس لها الأنفاس ... دلف مجموعه من الشباب والفتيات ... المسئولين عن التخطيط والتنظيم التي ستسير عليه مشاريع المجموعه ف المجالين الأزياء والتجميل


بدأ كل منهم يعرض أفكاره ويطرح مقترحاته والتي تخص مجال الإنتاج والإستيراد والتسويق وذلك عبر الجهاز العرض البصري (البروجكتور)


وف ظل ذلك كان هناك تبادل طلقات نارية عبر النظرات مابين صقر وفارس ... بينما فيروز لم ترفع عينيها حتي لا تلتقي بعينين صقر... شهاب يخشي من شئ ويتمني ألا يحدث ... سيلين تدرك كل ذلك وتجلس ف توتر تهز قدمها بحركة عصبية من أسفل الطاولة ومع ذلك تنتبه للفريق الذي يعرض العمل ..


_ رائعة جدا أفكاركم وأحيكم ع إبداعكم ف التصميمات والأنظمه الي ماشين بيها وده الي شجعني أبدء بيكو وأديلكو مجال للإبداع وده طبعا تحت إشراف المصممين الي هيوصلو بكرة إن شاء الله من فرنسا وإيطاليا..... حد عندو أي إستفسار ؟... قالتها سيلين


أجاب إحدهم : لايافندم


سيلين : طيب أتفضلو دلوقت ع مكاتبكو زلو ف أي قرارات متغيرة أو جديدة هبلغكو ف وقتها ع طول ... بالتوفيق ياشباب


قالتها لينهض الجميع ويغادر ماعدا شركاؤها ....


_ ها ياجماعة أي رأيكو ف الي طرحو فريق العمل ؟... قالتها سيلين


شهاب : تمام


فارس : حلو كتير ماشا الله عليهم


سيلين : فيروز؟


فيروز : ها ؟ نعم


إبتسمت سيلين وقالت : إنتي مش معانا خالص


فيروز بإبتسامة تكاد ترتسم ع محياها وهي تضع يديها ع الطاولة وقالت : مفيش بس...


قاطعها فارس وهو يمسك بيدها اليمني ليلتمع بريق خاتم الخطبة ف إصبعها وقال : أنا راح أشرح لها كل شيء وهي ماشاء الله عليها كتير ذكية ... ثم نظر لفيروز مبتسما : مو هيك حياتي؟؟


أومأت له فيروز وهي تنظر بطرف عينيها للبركان الذي يوشك ع الإنفجار ليحرقها هي وكل من يجلس ع تلك الطاولة اللعينة


_ وأنت يا صقر أي رأيك؟ قالتها سيلين


نهض من مقعده وقال : ف الإجتماع الجاي إن شاء الله لما تيجي رنيم ... عن إذنكو ... قالها ونظراته لما تفارق الثنائي الذي يجلس أمامه ... أرتدي نظارته ثم غادر... وتمني لو يقتلع رأس ذلك الفارس ويقطع يده التي تتلمسها بحرية


توترت الأجواء ...


_ عن أذنكو رايحة مشوار وراجعه تاني ... قالتها فيروز


فارس هامسا : مشوار شو؟


فيروز : نسيت أخد الحقنة هاروح أخدها وجاية ع طول


فارس : أوك راح نتضرك لاتتأخري


فيروز : حاضر... قالتها لتنهض وتغادر المكان ... وعبراتها رفيقة عينيها ... مشت مسرعة ولم تعرف إلي أين ستذهب ... قلبها يحترق قبل قلب حبيبها الذي يعتصر من الألم كلما رأها مع غيره لاسيما الذي يعلم أنه يعشقها وليس مجرد تمثيل من ناحيته... لكن هي كانت كمن وقعت بين شقي الرحي... أرادت أن تعاقبه بالبعد وتحرقه بنار الغيرة لكن لفحتها تلك النيران


أنتهت الجزء الأول من الحلقة ال53 .... ألقاكم ف الجزء الثاني الذي يليه

#الحلقة_الثالثة_والخمسون(الجزء الثاني)

#عشق_الفيروز

#بقلمي_ولاء_رفعت_علي

شعرت بالأختناق ..وجدت باب مكتوب ع لوحة أعلاه ( طوارئ) وبجوارها سهما يشير إلي أعلي ... وجدت إحدي العاملين بالشركة وقالت : لو سمحت هو الباب ده بيودي فين؟


العامل : بيودي ع السطح يافندم


فيروز : طيب شكرا


ترددت قليلا ثم وضعت يديها ع مقبض الباب ولم تري القادم نحوها عن بعد مترين ... صعدت الدرج حتي وصلت أمام باب قامت بدفعه لتجده مفتوحا .. مشت وأتجهت نحو السياج المعدني الذي يحاوط السطح .. كان المنظر مهيبا .. تري الكثير من المباني الشاهقة ... تتطاير خصلات شعرها ف الهواء .... عقدت ساعديها أمام صدرها ... لتستمتع بإستنشاق نسمات الهواء التي خالطتها رائحة للتو تميزها وتحفظها جيدا بقلبها قبل ذاكرتها ...


ألتفتت للخلف لتجده أمامها ... ظل يتبادلا النظرات ف صمت بدون أن تتفوه بكلمة وهو أيضا ... لغة العيون أقوي وأكثر صدقا من لغة اللسان الذي كثيرا يتفوه بالكذب ...إنسدلت من عينيها عبرة دون أن تشعر بها .. أقترب منها ليمسح بأطراف أنامله تلك العبرة


_ أنت قدرت تمسح دمعة عيني تقدر تمسح دموع قلبي!!! ... تفوهت بها بنبرة أخترقت قلبه ليتألم بشدة


_ أديني الفرصة وهنسيكي أي لحظة ألم عيشتيها بسببي... بس عشان يحصل ده لازم أكون معاكي وقريب منك يعني ... أبتلع ريقه بتوتر وقال : يعني نرجع لبعض... قالها صقر بنبرة رجاء حانية


_ صعب ياصقر .. صعب أرجعلك ف يوم وليلة ... عارف كل ما أبص لعينيك أفتكر نظراتك ليا ف القسم كأنك كنت بتطعني بألف سكينه ف قلبي ... يمكن ألم الطعنه أهون من نظرتك .. صعب أنسي إيديك الي كانت بتطبطب عليا وتحسسني بحبك وحنيتك عليا بقت الأيد الي كل كف منها علم ف قلبي قبل مايعلم ع خدي... صعب أنسي نظرة الإتهام الي ف عينيك يوم الكشف الي أنت كنت عايز تعرف منه إن أنا عذراء ولا لاء ..حسيت يومها إن الي أدامي وقتها ده مش صقر الي حبيته وحبني صقر الي حبيته ع الحلوة والمرة معاه .. الي كان ساعات بيجرحني وكنت برضو مقدرش أبعد عنه .. أقول أي ولاأحكيلك أي .. أنا لو فضلت أقولك ع كل الي جوايا هتكره نفسك أوي..... قالتها فيروز لتبدأ عينيها تذرف عبراتها


جثي ع ركبته والأخري أثناها وأستند بمرفقه عليها وأمسك يدها يقبلها وهو ينظر إليها وقال : أنا آسف .. آسف ع كل الي أنتي حساه .. آسف ع كل الي عملته معاكي... آسف إني مديت إيدي عليكي .. أوعدك عمري ماهكرر أي حاجة من دي تاني ... وربنا يقدرني وأسعدك طول ما أنا عايش


قال كل كلمات الأسف والأعتذار أمامها ف ذلك الوضع .. أزاح كبرياءه وغروره جانبا تجرد منهما ف تلك اللحظة من أجل أن تغفر له وتسامحه .. من أجل أن تعود له وتروي قلبه بنبع عشقها المشتاق إليه ... هو جسدها وهي روحه الذي يعيش بها .. كيف له العيش وهي بعيدة عنه قلبا وقالبا.


دقات قلبه كقرع الطبول ينتظر الحكم بالعفو بمسامحته أو حكم بالإعدام بالإبتعاد عنه .


_______________


_ في المكتب .. يجلس وكأن النار تشتعل ف المقعد الذي يجلس عليه .. ينتظرها ع أحر من الجمر ... ينظر ف هاتفه ... حتي وقعت عينيه ع حقيبتها وهاتفها التي تركتهم ... شعر بإنقباضة ف قلبه حينما علم بأنها كذبت عليه.. نهض فجاءة


_ عن أذنكون ...راح أشوف فيروز وين راحت ... قالها ولم ينتظر أجابتهم ليغادر المكان تحت نظرات سيلين وشهاب المدهوشة


وقف بالرواق يبحث يمينا ويسارا ... قابل إحدهم وقال : لو سمحت .. ماشفت آنسه مرآت من هون لابسه تياب باللون الاسود وبلوزة حمره وعينيها بللون الفيروز


نظر له الرجل وقال : معلش أنا لسه جاي من برة ممكن تروح تسأل عم شعبان الساعي وهو ممكن يفيدك


فارس : شكرا ..قالها وأتجه لأخر الرواق باحثا عن الساعي


______________________


_ أنا جهزت يلا بينا... قالتها رنيم


إياس : ياسلام ياجدعان ع القمر الي بحبه ياناس... قالها بنبرة غزل


رنيم بخجل : بس بقي


إياس : بعشق كثوفك ورقتك ياروحي.... هيا سيدتي الجميلة أنكجشيني حتي نذهب لنحدد ميعاد الزفاف.... قالها ساخرا بمزاح


رنيم : هيا يا أميري العزيز .. قالتها بمزاح وهي تسند يدها ع مرفقه


توجها إلي الخارج ليستقل كليهما سيارته وأنطلق بالسيارة


_ بداخل السيارة.....


رنيم : تفتكر الواد صقر بيعمل أي؟


إياس ضاحكا : الواد صقر!!! ... أه لو سمعك


رنيم بثقة :ولا يقدر يعمل حاجه


إياس : يالهوي ع الفشر ... ده لما بيشخط فيكي بتبقي شبه الكتكوت المبلول


لكزته ف كتفه وقالت : طيب ركز ف السواقة بدل ما هخليك إنت الي مبلول


إياس : هههههههههههه ... مجنونه ..... قالها ليزيد سرعة السيارة


_ توقف أخيرا أمام إحدي الفنادق الشهيرة ....


إياس : إنزلي هنا وأنا هاروح أركن العربية ف أي حته


رنيم : يعني هتسبني أٌقف لوحدي ؟؟؟... قالتها وهي تزمت شفتيها لأسفل كالطفلة


إياس : إنزلي يارنيم إنتي تخوفي العفريت


رمقته بتوعد وهي تضيق عينيها : حسابك تجل جوي جوي ياويلد مني .... قالتها مازحه


إياس : حاضر ياعم الخُط ... إنزلي بقي


فتحت الباب وترجلت من السيارة وهي تقول : متتأخرش عليا


_ بعد قليل دلف كليهما إلي داخل الفندق متجهين نحو غرفة مكتب المسئول عن حجز أكبر قاعة لحفلات الزفاف ....


_ أحم السلام عليكم ... قالها إياس ... ليستقبله الرجل مبتسما


وقال : وعليكم السلام أتفضل يا إياس بيه


إياس : إي أنت عرفت إزاي؟


الرجل : والد حضرتك لسه قافل معاه حالا


إياس : أه بابا ماشي


الرجل : أتفضلو أستريحو .. ونطلب لحضراتكو تشربو حاجه .. عقبال ما أشوف ليكو الوقت والعروض المتاحة


إياس : متشكر


_ دلف إليهما النادل يضع أمامهما كؤوس العصير.... تناول كل منهما كأسه ... تجرعه إياس ع مرة واحدة ... وظلت رنيم تحدق فيه بإندهاش وهي تكتم ضحكاتها وتركت الكأس ولم ترتشف من الإحراج


_ أعطي لهما المسئول كتيب صغير فيه العروض ومواعيد الحفل المتاحة لهم حاليا ... وأخذ يتناقش معهم .... وبعد مرور وقت


خرج كليهما من الفندق وهم يتنفسا الصعداء


رنيم : أنا صدعت من الراجل ده ياساتر عليه ده رغاي


إياس : هههههههههه وطي صوتك ... سيبك من الراجل ... مبسوطة ياروحي


رنيم وهي تبتسم بفرح : أوي أوي ياقلبي أخيرا هنتجوز


حملها إياس من خصرها وظل يلتف بها بشكل دائري : وأخيرااااااا هنتجوز يابت يارنييييييييم


رنيم : يخربيتك نزلني الناس عماله تبص علينا


توقف عندما رأي الكل يرمقه بنظرات ضحك والأخري إزدراء وحقد ... أنزلها برويه .. وأعتدل من ثيابه وقال بصوت مرتفع : تعالي يامراتي


كتمت ضحكاتها ثم همست له : أهو بعد كلمة تعالي يامراتي دي أتأكدو العكس .. الله يسامحك


إياس : خلي الي يتكلم يتكلم خلاص كلها يومين وهنتجوز وهتبقي مراتي ومحدش ليه عندي حاجة


رنيم : طيب يلا تعالي نتصل ع صقر ونفرحو بدل الكآبة الي عايش فيها دي


إياس : يلا


_ دلف كليهما داخل السيارة وظل يهاتف صقر الذي لم يجيب عليه


رنيم : لسه مش بيرد


إياس : شكله مشغول نبقي نتصل بيه ف وقت تاني...يلا عشان نقضي بقية مصالحنا يامسهل... قالها وأنطلق بالسيارة


____________________ 


_ نعود إلي فيروز وصقر الذي مازال ينتظر منها كلمة من أجلها سيعيش ومن دونها سيحيا كالميت .. قلب بلا روح


_ هفكر .... قالتها فيروز بإقتضاب


ع الرغم من قلبها الذي يصرخ بداخلها ويقول هيا سامحيه وبين زراعيكي وعانقيه وبعشقك أرويه .... لكن العقل تحدي القلب وقال لاتغفري له مهما كان ... ستتذكرين جراحه مهما أدركك النسيان ... ستظل قسوته تاركة آثارها بداخلك مهما مر الزمان. بقلمي : ولاء رفعت علي


نهض يبتلع غصته لكن لايعلم من أين جاءت له نقطة مضيئة التي أضاءت قلبه بنور الأمل وأن لايستسلم ولا ييأس


_ أفهم من كده إنك هتسامحيني بس بعد ماتاخدي وقتك؟؟؟... قالها صقر وهو ينظر بداخل عينيها الذي يري بداخلهما صراع مثل الأمواج المتلاطمة التي لاتريده أن يستقر ع شاطئ النجاة


_ يمكن ... سيب الوقت والزمن ينسيني بس إزاي وأنت قدامي طول الوقت؟؟؟.... قالتها بنظراتها الجافة


صقر : حاضر أنا همشي وهسيب الشقة ومش هضايقك وهبعد عنك طول الفترة دي بس أرجوكي مطوليش البعد.. عشان روحي بتغيب طول ما أنتي بعيدة عني... قالها ثم أطلق زفره كأنه تنفس الصعداء وأردف : أنا ماشي وهعمل الي أنتي عايزاه بس خدي بالك من نفسك لأنها غاليه عندي أوي


أومأت له بالموافقة ولم تجيب ...لتولي له ظهرها فعلم إنها بحاجه إن تنفرد بذاتها ويعطيها مجال لحرية التفكير... غادر المكان بدون أن تشعر وهبط الدرج مسرعا وخرج من باب الطوارئ الذي بنفس الطابق الذي صعد منه .


رمقته تلك الأعين بنظرات حادة وهو يخرج من ذلك الباب مبتسما ولم يلاحظه.. حتي وصل أمامه ليجد رجل يقف يعد أوراق من المال


_ لو سمحت تعرف واحد اسمه شعبان؟... قالها فارس


الرجل بإبتسامة : أنا يابيه أؤمر


أبتسم فارس براحة وقال : دخيلك ماتعرف وين بلائي آنسة .... ظل يسرد له مواصفاتها


شعبان :أها يابيه دي كانت بتدور ع مكان تشم فيه شويه هوي قولتلها ع الباب ده بيودي ع السطح وهي طلعت ع طول


أقتضب حاجبيه وقال : شكرا لإلك .. تسلم .... الآن ربط كل شئ مع بعضه البعض ... مغادرتها خلفه عندما ترك المكتب... كذبتها عندما قالت إنها ستأخذ الحقنة..تأخيرها من دون سبب ... خروج صقر من ذلك الباب مبتسما..... سيتأكد من كل ذلك ووجودها بالأعلي سيجيب عليه كل ما يجول بداخله ... النيران المشتعلة ف صدره ... نار الغيرة ع الرغم إنه يعلم مازالت تحب غيره ... صعد الدرج ليجدها تولي ظهرها وصوت أنين بكاءها يصل إلي مسمعه... أقترب منها ووضع يديه ع كتفيها ... فألتفتت له وهي تقول : نعم ياصقر!!!!


حدق بعينها بعدم تصديق ماتتفوه به الآن ... هي لاتعلم لماذا أنتابها الإرتباك ...


_ كِنتي معه؟؟؟ قالها فارس بهدوء الذي يسبق العاصفة


فيروز بتردد : لاء .. أأه .. بس


_ جاوبني بنعم أو لا... قالها بصياح ونبرة غاضبة لم تعهدها من قبل سوي عندما صاح ف إيميلي أمامها


فيروز : أه كنت معاه ... قالتها بنفاذ صبر وهي تبكي


فارس : ليش فيروز؟؟؟ ها ؟؟... ردي علي ... قالها وهو يمسك بزراعها لأول مرة بهذا العنف


أجهشت بالبكاء وقالت : كفاية بقي أرحموني .. كل واحد فيكو بيغرز سكاكينه جوايا لحد مبقاش ف مكان وقلبي عمال بينزف ومحدش حاسس بيا... سبوني أعيش ف حالي لوحدي من غير وجع قلب .. مبقتش أستحمل


____________________


_هبط الدرج بأكمله ليصل إلي البهو حيث مدخل الشركة ... لايعلم لماذا قلبه يتراقص من الفرحة .. أخيرا سينعم بالراحة ... أمسك بهاتفه ليجد العديد من المكالمات ... فقام بالإتصال ع إياس


صقر: ألو أيوه ياواد يا إياس ... قالها مازحا


إياس : واد!! ماشي ياعم مقبولة منك .. مبتردش علينا ليه؟


صقر : ما أنا لسه شايف المكالمات كان عندي إجتماع والأهم منه لقاء تاريخي هينتهي بفرحة قريب إن شاء الله


إياس : خير إشجيني؟


صقر : خير! وأشجيك!!! إي التناقض الي أنت فيه ده


إياس : أتريئ أتريئ وأنا الي كنت ناوي أفرحك وأقولك إن فرحي ع أختك بعد 3 أيام


صقر : نعم !!!


إياس : زي ماسمعت مفيش مواعيد غير ده والمواعيد التانيه ف الشتا وبصراحة أنا بكره الشتا بسبب التعب والبرد .. خليني أتهنالي يومين مع المزه بتاعتي


صقر : ده أنا الي هخليك تتهني بالبونيات ف وشك لما أشوفك


إياس : يعني دي كلمة ألف مبروك ... شايفه أخوكي يارنيم هيبتدي شغل الحموات


رنيم أخذت منه الهاتف وهي تضحك : هههههه أي ياعم التقلان علينا .. كده تسيب أختك لوحدها ف تلك الأيام العصيبة


صقر: ما أنا سايبك مع خطيبك بتخرجو براحتكو لولا أنا واثق فيه ومتربي معانا كنت زماني مخلتوش يشوفك غير ف ليلة فرحكو


رنيم : يا ساتر يارب... طيب يلا أرجع بقي عشان محتاجينك ف شوية حاجات


صقر : حاضر أنا جاي إن شاء الله ع بلليل ... وعندي خبر حلو


رنيم : ربنا يفرح قلبك ياحبيبي ها قولي؟


صقر : فيروز أخيرا هنرجع لبعض إحنا شبه إتصالحنا بس إدتلها وقت تفكر


رنيم : بجد؟؟؟؟ يارب يهدي ويصلح مابينكم وتتجوزو ع طول بقي


صقر : يارب يارنيم يارب


رنيم: هي عندك؟


صقر : لاء هي فوق ف الشركة


رنيم :الشركة؟؟؟... ماعلينا ..طيب أستغل الفرصة وروح إعزمها ع الفرح بنفسك يمكن تهل بركتنا عليكو وترضي عليك


صقر: يعني أنتي شايفه كده؟


رنيم : أه


تدخل إياس ف المكالمة وقال بمزاح :وأنا شاهد مشافش حاجه


صقر : أخرص ياض وخليك ف حالك بدل ما هخليك ماتشوفش حاجه خالص وفرحك بعد 3 أيام أظن إنك فاهمني... قالها مازحا


إياس : إحنا آسفين ياصلاح


صقر : هههههههههههه أيوه كده أتظبط..... وسلام بقي هاروح ألحق فيروزتي قبل ما تطير من ع السطح


إياس مازحا : سطح!!! هي وصلت للسطح ؟؟؟!!!


تدخلت رنيم : سطح إي؟؟؟


إياس : ملكيش دعوة ده كلام رجالة وخليكي ف حالك


صقر: طيب أقفل يا أبو نيه شمال... سلام ... أغلق المكالمة ليطلق تنهيدة بأريحية وقال : أمتي بقي يجي اليوم ده وأعزم فيه كل الدنيا ع فرحي أنا وأنتي.... قالها وأبتسم ليتجه نحو المصعد ويدلف إليه ليصعد إليها


_______________


_ إتركك!!! كيف إتركك وأنا عم بتنفس هواكي!!.. كيف إتركك وأنا مابئدر أعيش لحظة بلاكي!!... ئلبي ورحي وعئلي كلون تاركهم وياكي


بقلمي : ولاء رفعت علي


قالها فارس وكأن قلبه يتغني بكلمات عشقه لها


فيروز وهي تكفكف دموعها وهي مصدومة بذهول من مايتلقاه سمعها : أي الي أنت بتقولو ده إستحاله


أقترب منها وصاح فيها وهو يمسكها من مرفقيها : إستحالة!!! ليش إستحاله ؟؟؟ .... عنجد أنا بشفق ع حالك .. تتركي يالي بيحبك وبيخاف عليكي وتجري ورا الي بيدعس ع ئلبك كأنه ولا شئ بالنسبة لإلو... فوئي بقي وشوفي مين عم بيحبك وعم بيتعذب ف هواكي... أنا .. صمت ليبتلع ريقه حتي يستمد شجاعة قلبه ويصرح لها فأردف : أنا بحبك فيروز ... أنا عشقان وجانن ودايب فيكي ... قالها بجنون العشق الذي أشتعل بداخله كنيران التنور...


جذبها من مرفيقها ليعلن عن حبه بقبلة يعبر من خلالها عن عشقه الذي جعله مجنون فيروز


وفي نفس اللحظة والبرهة وصل إلي أخر درجة يصعدها حتي يتثني له ويري مايحطم قلبه مثل القارورة التي ألقاها ف شرفتها منذ الأمس...


تمني مايراه يكون كذبا خيالا ليس له بالواقع صلة ... جن جنونه ... لو تحرك قيد أنملة نحوهما ربما سيرتكب جريمة شنعاء ... وهي إلقائهم من فوق السطح حتي يلقيا حتفهما ويلقي بنفسه خلفهما... تلك كانت وساوس الشيطان الذي يهيأ له ذلك... عزم أمره ليبتعد عن هذا المكان بدلا من أن يرضخ لذلك الشيطان اللعين ... ركض كالتائه والثائر لايعلم وجهته ....ركض وقلبه يتألم ويذرف دماءه وجعا وقهرا .... لم يشعر كيف ومتي وصل إلي سيارته ليدلف إلي الداخل وأنطلق بها


______________


_ دوي صوت الصفعة التي ناولته إياها وهي تصيح فيه : أنت بني آدم مجنون ولا يمكن أثق فيك بعض كده ومن النهاردة كل الي مابينا من شراكة وصداقة أنتهي .... قالتها فيروز بقمة الغضب من ما أقترفه الأن ومن كلماته التي وقعت كالصاعقة ع مسمعها لتحيا بداخلها الوفاء والإخلاص التي مازالت تحمله للإنسان الوحيد الذي عشقته ولم تعشق غيره.


أتجهت نحو الخارج لتغادر...


عاد إلي وإدراكه وقال : فيروز أنا أنا آسف ... وقفي لعندك .. اسمعيني ... قالها ويلحق بها ع الدرج


توقفت ترمقه بسخط وقالت : خلاص يا فارس .. أنت فضفضت كل الي شايله جواك وقولته بكل صراحة ... أنا مش هحاسبك ع مشاعرك .. لأن كل واحد فينا قلبه مش بأيديه ... بس وجودي جمبك ببقي بظلمك ... وأنا أكتر حاجة بكرهها ف حياتي الظلم ... أسألني أنا الي عشت وعايشة فيه.... قالتها وتركته وغادرت المكان كله.... تاركة خلفها قلوب محطمة ... هل سيعالج الزمن ذلك الحطام!!!


______________________


_ يقود سيارته بجنون .. يريد أي شئ يشتت إنتباهه عن ما يدمر خلايا عقله من التفكير ويزهق روحه ويعتصر قلبه... ضغط ع زر المسجل... لتأتي تلك الأغنية تعزف ع أوتار جراحه الدامية.....


حاسس بخنقة وضيقة


حاسس ان انا بتهد


في ناس من براها بريئة


بس من جواها تخض


هو ايه الي حصل في الدنيا


حاسس ان انا موجوع عمال بتعذب


انا بنزف من برا ومن وجوا دموع


بعدك مش هيموتني


لا بالعكس دا انت حيتني


كل حاجة بيك ربطتتني خلاص قطعتها


انت بجد جرحك ليا علمني ما علمش عليا


ووقفني علي رجليا، خلاص كلامي انتهي


انا كنت بعتبرك بجد كتير عليا


بس اكتشفت ان انا الي كتير عليك


وان انت اصغر من انك تتسلي بيا


وانا كنت نعمة كبيرة ضاعت من اديك ....... (كلامي أنتهي _ أحمد سعد)


________________________ 


_ تجلس بالمقعد الخلفي بداخل سيارة أجرة قد إستقلتها للتو بعدما أتفقت مع السائق إعطائه الإجرة فور وصولها إلي منزلها .....


تنظر من النافذة وعينيها رفيقتها العبرات ... تتذكر كلمات صقر التي أذابت قلبها كما يذاب المعدن عند إنصهاره... بينما كلمات فارس أوجعتها بمعني الكلمة حرفيا


شعرت بإنها ع محك الظلم ... الذي تمقته بشدة لإنها تجرعت منه الكثير والكثير ولاتريد بأن تذيقه لأحد خاصة من المقربين إليها .


_ وصلنا يا آنسه ... قالها السائق فأنتبهت وقالت : طيب ممكن تستني لحظة


قالتها وترجلت من السيارة ونادت ع الحارس : عم عثمان ... ياعم عثمان


ركض إليها : نعم يا فيروز هانم


فيروز : معلش ممكن تطلع لداده سميحة خليها تديلك 100 جنيه عشان أحاسب التاكسي


عثمان : وليه أروحلها أنا معايا والخير كتير ... قالها ليخرج ورقة مالية بقيمة مائة جنيه وأعطاها للسائق : أتفضل ياسطا


السائق : متشكرين يابلدينا ... يلا سلامو عليكو


عثمان : وعليكم السلام ... أي خدمة تاني ياهانم


فيروز بإبتسامه : شكرا ياعم عثمان .. تعالي أطلع معايا عشان إديلك فلوسك


عثمان : عيب يافيروز هانم .. إحنا صعايدة وجدعان جوي ... خلي فلوسك معاكي يمكن أحتاجك ف يوم


إبتسمت لطيبة قلب ذلك الرجل النقي : تسلم ياعم عثمان ... قالتها وصعدت درج الفناء ثم دلفت .... دلفت إلي المصعد حتي وصلت إلي الطابق الذي تقطن فيه .... خرجت وتوقفت أمام باب منزلها وهي تنظر خلفها إلي باب منزله وهي تتذكر عندما رأته الأمس... أبتسمت بسأم ثم ضغطت ع الجرس... فتحت لها سميحة


_ سلام عليكم ياداده .... قالتها فيروز وهي تدلف إلي الداخل


_ وعليكم السلام يابنتي.. قالتها سميحة وهي تنظر بإستغراب من حالة فيروز ولم تري بيدها أي من متعلقاتها


أتجهت نحو غرفتها ... لتلقي بجسدها الذي قد تخدر من الوجع النفسي الذي تشعر به ع التخت الذي قد نظمته وقامت سميحة بترتيبه...


غطت ف ثبات عميق لتنفصل ذهنيا وبدنيا عن تلك الذوبعه التي مرت بها اليوم.


___________________


_ بعد مرور ساعات حتي أصبحت الساعة 12 منتصف الليل.....


بداخل الملهي الليلي....


يجلس ع المقعد ويسند رأسه ع ساعده ع الطاولة الرخامية (البار).... يتمتم بكلمات غير مفهومه .... لايسمعه أحدا بسبب تلك الموسيقي الصاخبة التي تهتز بسببها الكؤوس.....


وفي إحدي الأركان تجلس فتاتان ف مقتبل العشرينات ......


_ واخده بالك يايويو من الي نايم عند البار ده.....قالتها الفتاه


لتجيب الأخري وهي تزفر دخان السيجارة ف الهواء: فين ده؟


الفتاة : أنتي حولة يابنتي !! مفيش غيره أصلا وبقاله ساعات ع الوضع ده


نهضت وهي تطفئ السيجارة ف المنفضة المعدنية وقالت : خليكي هنا وجايلك


الفتاة : طيب متتأخريش


أتجهت الفتاة التي تدعي آيات التي ترتدي ثوب بللون الأسود يلتصق بجسدها كأنه جلد أخر لها... يكشف عن زراعيها وساقيها حتي منتصف فخذها ... شعرها يصل إلي عناقها الموشوم برسمة أنثي الثعبان... عينيها اللوزيتيان ذات لون الزيتون الأخضر يعطونك إنطباع الغموض عندما تحدق بداخلهما...


_ بسس ياكابتن ....قالتها وهي تلكزه بخفة ليستيقظ


أستيقظ بفزع وهو يضيق عينيه بإنزعاج وقال: أنتي مين؟


آيات : أنا نفسي أعرف جايلك نوم ف الهبد والرزع ده إزاي؟


صقر : وده مضايقك ف حاجه؟؟


حدقت ف عينيه ولم تجيب ع سؤاله .. مدت يدها لتصافحه وتقول : يويو أو يويا أو زي ماتحب تناديني ... 23 سنة ... خريجة ألسن شعبة اللغة العبرية


حدق بها من إسفل لأعلي وهو يتناول علبة السجائر التي أمامه وتناول واحده ويضعها بفمه ... لتسبقه هي وتمسك بالقداحة وتبتسم له بمكر وهي تشعل له السيجاره التي بين شفتيه


_ وأنت مين؟؟ قالتها وهي تضع القداحة ع الرخامة


زفر الدخان جانبا وظل يحدق بها وقال : تاخدي كام؟؟؟


_ نعم؟؟؟؟ أنا زيي زيك هنا زبونه مش أكتر.. ولا أنت عشان جيت وقفت معاك فاكرني من الريكلام بتوع النايت!!!....قالتها آيات بأمتعاض


صقر : ماشي يايويو طيب جيتي صحتيني ليه ؟ تعرفيني مثلا؟


آيات: بصراحة عجبتني .. بحب جو الراجل الغامض الي عينيه غريبة مش مفهومه


صقر بإبتسامة جانبيه ساخرا : والمواصفات دي فيا أنا؟؟


أخذت السيجارة من بين أصابعه لتسحب منها الدخان ثم تزفره ف وجهه وقالت : أنت كلك ع بعضك عجبتني... قالتها بجرأه


نزل من فوق المقعد المرتفع ليقف بطوله الفارع أمامها وأخذ من فوق الرخامه متعلقاته ... وألقي بعض ورقات المال للبارمان... ألقي إشارة بأصبعيه تعني (سلام)... ثم جذب آيات من يدها


صاحت به وهي توقفه : رايح فين وسحبني وراك؟؟؟


صقر بنبرة هادئة ونظرات جريئة: أصلك عجبتيني وأنا عاجبك .. مستنيه أي؟؟؟


آيات : طيب خليك هنا هاروح أخد الكروس (حقيبة) بتاعتي فيها موبايلي وفلوسي... وجايلك ع طول... قالتها وهي تغمز له بعينها


_ رايحة فين يامجنونه؟؟؟؟... قالتها رفيقتها


آيات :ملكيش فيه ... لما تروحي وحد سألك عليا قوليلهم عندي شيفت إضافي وراجعه الصبح ... يلا باي ... قالتها وأرتدي حقيبتها


الفتاه : يخربيت جنانك يا آيات مش هتسكتي غير لما توقعي ف شوية عيال صيع يعملو فيكي زي فيلم المغتصبون... قالتها ثم أرتشفت من النبيذ وأردفت : وأنا مالي خليها تاخد فوق دماغها


_ بالخارج أستقل سيارته وهي تجلس بجواره ... ثم أنطلق بالسيارة


_ مبتتكلمش ليه؟؟؟ ولا القطة كلت لسانك... قالتها آيات


رمقها بنظرات حادة ... صمتت ونظرت من النافذة وهي تلوي فمها جانبا


_________________


_ في منزل فيروز...


بدأت تستيقظ لتجد إنها تنام بثيابها ... نهضت بملل وهي تتثاءب .... أبدلت ثيابها بمنامة قطنية قصيرة ...ذهبت أمام المرأه وهي تمسك بقطعة قطن بحجم كرة صغيرة تضع بها القليل من سائل مزيل مساحيق التجميل ... تزيل الحمرة من شفتيها ... ثم تركت مابيدها أمام المرآه ... خرجت متجهه إلي المرحاض لتغتسل


خرجت من المرحاض وهي تمسك بمنشفة قطنية تجفف خصلات شعرها ووجهها..... دلفت إلي غرفتها ... وهي تمشط شعرها المنسدل وتنظر إلي عينيها المنتفختين ف المرآه .. توقفت لتنتبه لصوت عم عثمان


_ أي خدمة ياصجر بيه؟؟


لم يجيب عليه صقر ليردف الحارس : لا حول ولاجوة الابالله .. ربنا يهدي


أسرعت نحو الشرفة لم تتمكن من رؤيته ... أثارها الفضول لماذا رجع ف ذلك الوقت .. أصبحت الواحدة صباحا ...


أرتدت معطفها القطني وألقت المشط الذي بيدها وأسرعت نحو الباب وتقف خلفه تنظر من العدسة التي تتوسط الباب ... أنتظرت قليلا ... حتي أتسعت عينيها بالصدمة مماتراه ... كادت تفتح الباب لتتردد وتسأل نفسها ماذا ستفعل وبأي حق ستحاسبه؟؟؟ ... أليس هي من طلبت الإبتعاد!!!


لم تتحمل أكثر من ذلك ... فتحت الباب ف نفس اللحظة الذي قد دلف كليهما وأغلق الباب


أسرعت متجهه نحو منزله وظلت تضغط ع زر الجرس بيد واليد الأخري تطرق ع الباب بقوة


وتصيح بصوت غاضب : أفتح ياصقر ....


انتهت الحلقة بجزئيها الأول والثاني ... يارب تكون عجبتكم وماتنسو التفاعلات والكومنتات وسبب تأخيري إنها حلقة طويلة جدا يدوب خلصتها بطلوع الروح ونزلتها ع طول ... الي اللقاء ف الحلقة القادمة حبايبي

باي باي

#الحلقة_الرابعة_والخمسون


#عشق_الفيروز


#بقلمي_ولاء_رفعت_علي


لم تتحمل أكثر من ذلك ... فتحت الباب ف نفس اللحظة الذي قد دلف كليهما وأغلق الباب


أسرعت متجهه نحو منزله وظلت تضغط ع زر الجرس بيد واليد الأخري تطرق ع الباب بقوة...وتصيح بصوت غاضب : أفتح ياصقر


_ في داخل منزله ....


_ استني شوف مين الي بيخبط عليك الأول ... قالتها آيات وصقر يجذبها من يدها نحو غرفته


لم يجيب عليها بل دلف إلي داخل الغرفه وهو يضغط ع زر الإضاءه....آيات : أنت ياعم الساكت ماتروح تشوف الي عماله تصوت ع الباب دي


فيروز بالخارج : أفتح ياصقر أنا لسه شيفاك داخل ومعاك واحدة ... أفتح بدل ما أطلبلكو بوليس الآداب... قالتها بصياح وغضب الذي جعل وجهها محتقن بالدماء


بالداخل ...أقترب من آيات وهو ينظر لحمرة شفتيها .... أبتسمت له بمكر وقالت : أي ع طول كده!! مش لما ناخد ع بعض


_ هوس ... قالها صقر وهو يشير لها بالصمت .... خلع سترته وألقاها ع الأرض ... خلع الساعة من معصمه ووضعها جانبا ... ومازالت فيروز بالخارج تتطرق الباب وتناديه ورنين الجرس لن ينقطع.... خلع حزام بنطاله وألقاه أرضا .... كل ذلك تحت نظرات آيات التي جلست ع التخت وتضع ساق فوق الأخري وهي تحدق فيه بنظرات إعجاب...


قام بفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر ليخلع القميص ويصبح عاري الصدر


...قالتها آيات Very attractive _ واو....(جذاب جدا)


لم يعير جملة الإعجاب أو نظراتها أي إهتمام ... إقترب منها وهي يمد يده بقميصه إليها وقال : أنا هطلع بره دقيقة وراجع تكوني مش لابسه غير القميص ده ...قالها بصيغة أمر


وقفت وهي تمسك بقميصه بيد والأخري وضعت اليد الأخري ع لحيته وهي تقول بنبرة لعوب : أوك ... مستنياك .. قالتها وتغمز له بعينها... وضع طرف إبهامه ع شفتيها وهو يمسح الحُمرة ف إصبعه ثم تركها وغادر الغرفه متجها نحو باب المنزل... نظر ف العدسة التي تتوسط الباب وجدها مازالت تقف وتصيح غاضبه...


_ أفتح ياصقر ... والله لو مافتحت هنط من البلكونه ع البلكونه بتاعتك ... قالتها فيروز بالخارج ... بينما هو يتابعها من العدسة ثم وضع يده ع مقبض الباب وقبل أن يفتح قام بلطخ شفتيه بالحُمرة التي بإبهامه وهو يبتسم بمكر ... ثم مسح ماتبقي ف عنقه


فتح الباب مواربا إياه ليخرج إليها بصدره العاري والحمرة ع شفتيه و ع عنقه


وبنبرة برود جعلتها تحترق بمكانها : عايزه أي؟؟؟ أنا مش فاضي


أتسعت حدقتيها مما تراه لتقترب منه وكادت أن تلمس شفتيه لتتأكد من ماتراه فأمسك بمعصمها ويلقي بيدها بقوة ف الهواء


_ أنت بتخوني!!!! قالتها فيروز بنبرة غير مصدقة


إبتسم بسخريه وقال :بخونك ؟ ده ع أساس إن ف بينا حاجه!!!


فيروز بنبرة ع وشك أن تفقد أعصابها : ووعدك ليا النهاردة!! وكلامك!! وطلبك إني أسامحك!!!... كل ده كان أي؟؟؟؟


زفر بضيق وقال : كان تمثيل .. وإمشي من هنا يلا ... قالها بنبرة إزدراء وهو كاد أن يوصد الباب ف وجهها


لكن لم يستطع بسبب دفعت الباب بقوة لم تعلم متي وكيف أتت بها ... لتدفعه من أمامها هو أيضا وهي تصيح : هي فين بنت ال...... والله لموتهالك


قالتها وهي تركض تبحث ف الأرجاء عن آيات التي كانت بداخل الغرفة تغلق أزرار قميص صقر التي قامت بإرتداءه.....


أمسكها صقر من يدها وهو يجذبها لتغادر : أطلعي برة مش عايز أشوف وشك هنا ... قالها بنبرة قوية


رمقته بنظرات حارقة ولم تتمثل ماقاله لها بل سحبت معصمها بقوة من قبضته وصاحت فيه وقالت : مش ماشية من هنا غير لما العاهرة الي جايبها معاك دي تمشي الأول


أقترب منها وعينيه لم تشاهد سوي المشهد الذي رآه وفارس يقبلها .. تحول لون عينيه لظلمة قاتمة .. قبض ع عضديها بقوة لتشعر بأختراق أنامله جلدها وقال بغضب : عايزة مني أي!!! مش مكفيكي البوس والأحضان مع المسيو بتاعك !!... قالها لتنظر له ف ذهول


_ أنت أصدك أي مش فاهمه حاجه... قالتها بعدم فهم


ظل يضغط أكثر بأصابعه ع عضديها لتبدأ عبراتها ف الإنسدال من عينيها... وقال : أنتي فاهمه أصدي كويس... بطلي بقي دموع التماسيح ودور البراءه الي مش لايق عليكي ده... وأنا بقي الي بقولهالك أنا مش..... لم يكمل ليقاطعه صوت آيات التي خرجت وتمسك سيجارة مشتعله بيدها وتقول بنبرة دلال لتثير حنق فيروز


_ أي ياحبيبي ده أنت عندك ضيوف ولاأي؟؟ قالتها آيات التي تستند ع الإطار الذي يحيط باب الغرفة وتزفر دخان السيجارة ف الهواء


رمقها صقر بنظرات جعلتها ترتعب وتصمت وتلقي السيجاره ف الأرض لتعود إدراجها لداخل الغرفة.... دفعته فيروز ف صدره ليبتعد عنها وبسرعة البرق لحقت بآيات ... تجذبها من خصلات شعرها وهي تصيح فيها : أطلعي برة يا زبالة من هنا


آيات بصراخ : أه سيبي شعري ياحيوانه أنتي


فيروز بغضب : أنا حيوانه طييييب قالتها بتوعد لتترك شعر آيات التي تقاومها لتبعدها عنها ... أمسكتها من زراعها لتغرز أسنانها بقوة


_ آآآآآآآآآآآآآآآآآه ...صرخة ألم أطلقتها آيات ثم أردفت : أه يا..... يابنت ال...... والله ما أنا سيباكي


قالتها لتدفع فيروز التي وقعت ع ظهرها ع الأرض لتعتليها آيات وهي تحاول ضربها لكن فيروز تمسك كلتا يديها بقوة وهي تغرز أظافرها بيدي آيات ....


ظل متوقف ف مكانه بالخارج والغضب يعميه ... لكن تحرك ع الفور عندما وجد آيات نجحت ف إفلات إحدي يديها لتقبض ع عنق فيروز وهي تحاول خنقها ... قبض ع زراعي آيات ويجذبها للخلف لتبتعد عن فيروز


_ سيبني أخد حقي من بنت العضاضه دي... قالتها آيات بصياح


صقر وهو يبعدها : بس كفاية بقي أنتو الأتنين... وأنتي أطلعي برة ... قالها لفيروز التي نهضت وهي تحدق به ... ثم نظرت يمينا ويسارا ف عدم تصديق ذلك الموقف حتي وقعت عينيها ع حقيبة ثيابه المفتوحة وبداخلها السلاح الخاص به ف جيب داخلي بداخل الحقيبة ..... ألتمعت عينيها بدون أن تلفت إنتباه كليهما إليها .


_ أنا همشي ياصقر .... قالتها ثم أتجهت نحو الحقيبة وبحركة سريعه ألتقطت سلاحه وأردفت : بس لما أفهم أصدك أي والقذرة دي تغور من هنا... قالتها وهي توجه فوهة المسدس صوبهم


_ أنتي يامجنونة سيبي المسدس... قالها صقر بحذر وصياح ... أختبأت آيات خلفه وهي تصرخ


فيروز بتحدي : مش هسيب حاجة غير لما تمشي الزفته دي من هنا


آيات بخوف : طيب طيب أنا همشي بس أديني دقيقة ألبس الفستان الي عندك ده .... قالتها بخوف وهي تشير إلي ثوبها الملقي ع التخت التي فيروز بمحاذاته


رمقتها فيروز بإزدراء وهي تنحني لتأخذ الثوب وتلقيه بقوة نحوها لتلتقطه وهي تقول : ممكن أدخل الحمام أغير وهمشي ع طول؟


فيروز ومازالت تشهر السلاح صوبهما : ياريت مشوفش خلقتك خالص... قالتها لتركض آيات تغادر الغرفة وتتجه نحو المرحاض لتبدل ثيابها


_ سيبي المسدس يافيروز أحسنلك... قالها صقر وهو يجز ع أسنانه ويقترب ببطئ نحوها


أرجعت يدها لتقلب فوهة المسدس وتغرزها ف موضع قلبها وتصرخ فيه بغضب : مش همشي غير لما أسمع منك الأول وتسمعني أنا كمان لأن زهقت من التسرع والظلم الي بيجري ف دمك


أتسعت عينيه بالخوف وقال : حاضر حاضر هعمل الي أنتي كل الي أنتي عيزاه بس أبعدي المسدس ... قالها وهو يلوح بيده بإستسلام وخوف عليها.


________________________


_ في سكون الليل ونسمات الهواء التي تبعث ف روحك رائحة الطبيعة التي تآسرك ف عالم آخر.... وخاصة فوق منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي التي تحاوطه الاراضي الزراعيه ....


يتمدد ع ظهره فوق حصيره من الخوص يمدد ساق والأخري يثنيها ... يتحدث ف الهاتف بصوت هادئ مليئ بمشاعر الحب التي يحملها لها


وحشتيني أوي ... قالها مصطفي بنبرة إشتياق


ع الجانب الأخر بوسي تتمدد ع تختها وفراشها الوثير : شكرا


مصطفي بنبرة تهكم :شكرا!!! هو ده الرد الي ربنا قدرك عليه؟؟؟!!


بوسي بحنق : يعني عايز أي ف ليلتك دي


مصطفي : يعني عمال أغنيلك من بدري وأقول فيكي أشعار وبقولك وحشتيني وتقوليلي شكرا!!!


بوسي بنبرة عتاب : ما أنت عارف أنا بتكسف ومبعرفش أرد ومتنساش أن دي أول مرة ف حياتي أحب وأتحب والكلام ده


مصطفي بإندهاش : أول مرة !!


بوسي : أه مالك مستغرب ليه؟؟


مصطفي : أنا بصراحه كان نفسي أسألك لو ليكي تجربة حب قبل كده...بس قولت لنفسي ياواد ياديشا... مابلاش نتكلم ف الماضي .. الماضي ده كان كله جراح ... ومادمت بحبك أنا راضي .. هاندور ليه ع شئ راح


أطلقت ضحكة تردد صداها ف مسمعه : ههههههههه.... مش قادرة أبطل ضحك


مصطفي بأقتضاب : بقي كده!!


بوسي ومازالت تضحك : والله يا ديشا أنت الي بتضحكني.... خلاص خلاص هبطل ضحك .... قالتها ولم تسيطر ع ضحكاتها


مصطفي بحنق : والله لو مابطلتي ضحك هقفل السكة ف وشك


صمتت فجاءه وأنقلبت نبرتها إلي تهديد: أبقي أقفل السكة كده وشوف مين الي هيعبرك تاني ... ومين الي هيوافق عليك


غر فاهه وقال : أي ده أنتي وافقتي تتجوزيني!!! أحلفي


بوسي : أومال أي الي مصبرني عليك لحد دلوقت.... قالتها بسخرية مازحه


أنفرجت أساريره بفرح جلي وقال :حبيبة قلبي أنا بحبك أوي يابوسي


أحمرت وجنتيها لتجز ع شفتها السفلي بخجل ....


أردف وقال : وليا عندك خبر حلو إن شاء الله راجع كايرو النهاردة وهبتدي شغل ف شركة بابا وهبقي بيزنس مان


بوسي : بجد يا ديشا؟؟؟


مصطفي : أه طبعا عشان لما أجي أطلب إيدك من باباكي ومامتك أبقي أتكلم بقلب جامد


صمتت قليلا ثم قالت بنبرة قلق : مصطفي أنا كنت عايزة ققولك ع حاجه


مصطفي بإقتضاب : قولي خير


ترددت لثوان وقالت : بصراحة مش عايشه مع بابا وماما


مصطفي : يعني أي؟؟ هم مسافرين؟


بوسي : لاء ... هم بصراحه منفصلين ومحدش يعرف الموضوع ده غير رنيم


مصطفي :وفيها أي ياحبيبتي ... أي العيب ف كده؟؟


بوسي :ف حاجات كتير أنت متعرفهاش عني .. يعني أنا عايشه لوحدي من بعد ما جدتي توفت من 4 سنين وسبب إن معشتش مع حد من أهلي لأن بابا متجوز واحده من سني مبحبهاش عمري ما استريحت لها ... وماما متجوزه برضو وأنت عارف بقي مينفعش قعد معاها خصوصا أنا مش بعرف أخد راحتي وحسيت بعدم ترحيب من جوزها


مصطفي بنبرة حزن : ياحبيبتي .. متخافيش أنا جمبك وعمري ماهسيبك .. وبعدين أنا واثق فيكي و ف أخلاقك .. أنا الي كنت خايف إنك متوافقيش ع جوازنا


بوسي : عارف يامصطفي أنا كنت طول عمري خايفة أحب وأرتبط والكلام ده و ف الأخر ننفصل ونفسيتي تتدمر... لأن بجد وقتها مش هقدر أستحمل.. توعدني إنك تكون جمبي ع طول ومتتخلاش عني؟


مصطفي : أوعدك ياروح مصطفي مفيش حاجه تبعدني عنك غير الموت


بوسي : بعد الشر عليك ياحبيبي


مصطفي : قولتي أي؟


بوسي : بعد الشر


مصطفي : لاء الي بعدها؟


بوسي وهي تجز ع شفتيها ثم قالت : ياحبيبي


مصطفي : لولولولييي أخيرا بليتي ريقي بكلمة حلوة


بوسي : معلشي يامصطفي انا مبعرفش أعبر عن الي حساه


مصطفي : ولايهمك ياحبيبتي أنا حاسس بالي جواكي من غير ماتنطقي


_ وأنا كمان حاسس بيكو أنتو الأتنين..... قالها محمد بصوته الذي أفزع مصطفي وأخذ يضحك


مصطفي : ثواني يا بسنت خليكي معايا .. قالها ليضغط ع علامة كاتم الصوت ف الهاتف وقال بحنق : مش شايفني بتكلم!!!


محمد : ماتتكلم هو أنا ماسكك


مصطفي : طيب عن إذنك أنزل يلا


محمد :أنا كنت جاي أقولك جهز نفسك عشان ساعة ومسافرين إلا إذا لو مش عايز تشتغل وتتجوز بوسي ... قالها بسخرية وضحك


رمقه بسخط وقال : طيب إنزل وأنا جاي وراك


أبتسم محمد وقال : سبحان مغير الأحوال ... فعلا صدق الي قال الحب بيعمل المعجزات... قالها ليغادر ع الفور


ضغط ع شاشة الهاتف وقال : أيوه يابوسي أنا هقفل بقي عشان رايح أجهز حالي عشان مسافر مع محمد أخويا... خدي بالك من نفسك


بوسي :حاضر وأنت كمان تيجي بالسلامه


مصطفي : حاضر ياحبيبتي .... سلام


بوسي : سلام


___________________


_ لايوجد صوت أعلي من صوت أنفاسها المتلاحقة وهي مازالت تمسك السلاح وتغرس فوهته ف موضع قلبها ... قاطع ذلك السكون صوت صفق باب المنزل


_ خلاص هي مشيت أهي.... قالها صقر وعينيه تلتمعان بالخوف عليها


أرتخت قبضتيها ليقع السلاح ع الأرض ... فأسرع هو وقام بأخذه وألقاه بعيدا ... ليندفع بحبه لها ويجذبها بين زراعيه يحتضنها


_ ليه بيحصل لينا كده!!! .. كل ما نقرب تحصل مشكله أكبر من التانيه ونفترق.. قالها وهو يضمها بقوة وخوف وحب


رفعت عينيها الدامعتين وتحدق ف عينيه وتقول : أنت السبب ...قالتها ثم أزاحت زراعيه التي كانت تحاوطها ثم أردفت : ع طول شكاك ومتهور وبتحكم ع طول من غير ماتسمع الي ادامك


قال بأمتعاض : أنا قلبي أتكسر لما شوفتك بين إيديه وبيبوسك يافيروز مقدرتش أستحمل لو كنت قدمت خطوة كنت هرتكب جريمة نزلت ع طول مش عارف أنا رايح فين


أبتسمت بسخريه وقالت : وأنت صدقت!!! أنت لو كنت أستنيت ثانيه واحده كنت شوفتني وأنا بوقفه عند حده عشان تجاوز حدودو معايا .


تنهد بسأم وهو يجلس ع حافة التخت وقال : أنتي متعرفيش حاجه عمرك ما هتحسي بالي جوايا


فيروز: ومين قالك أن أنا مش حاسه بيك ... أنا عارفه يمكن صدمتك ف مامتك وانت صغير ده سبب لك حاجز نفسي خلاك متثقش ف أي واحده ... بس المفروض عندك عقل تميز بيه الي ادامك ويكون قلبك واثق ف الانسانه الي بتحبها


_ أنا بحبك وبعشقك يافيروز لدرجة أن أنا مش بستحمل حد يبصلك ... قالها بنبرة غيرة عاشق


فيروز : وإزاي بتحبني وأنت مش بتثق فيا!!! الحب ياصقر لو متبناش ع ثقة وإحترام متبادل ... أعرف إنها علاقة محكوم عليها بالفشل


نظر لها وكأنه ينتظر أن تكمل ... فأردفت وقالت: لازم نبعد عن بعد فترة كل واحد فينا يعيد حساباته


صقر بأقتضاب : يعني أنتي شايفه كده؟؟؟


فيروز : أنا كل الي أنا شيفاه عشان نرجع لبعض لازم تغير من نفسك ده لو عايزانا نرجع لبعض


صقر : والفتره دي لحد أمتي؟


حدقت ف عينيه بنظرات عميقه وقالت : لحد ما هحس إنك أتغيرت... قالتها ثم غادرت الغرفة بل المنزل ... تركته وهو متسمرا ف مكانه كأن سُكب عليه دلو مياه مثلجة... فقال بنبرة تحدي: ماشي يافيروز لما نشوف هتستحملي البُعد لحد أمتي؟


______________________________


_ تنسدل أشعة الشمس ف جميع أنحاء المعمورة ... مع إشراقة صباح يوم جديد لتبدأ أحداث وحكايا جديدة ....


تمام الساعة ال9 صباحا... في شركة الأسيوطي جروب


يدلف محمد من البوابة الزجاجيه الضخمة وبمحاذاته مصطفي الذي يخفي عينيه المسيطر عليهما النوم أسفل النظارة الشمسية .. أتجه كليهما ليدلفا إلي داخل المصعد حتي وصلو ف الطابق الذي يوجد به غرفة المكتب.....


_ حمدالله ع السلامة يافندم .... قالتها السكرتيرة


محمد بنبرة جدية : الله يسلمك... جهزتي الملفات بتاعت الصفقة المشتركة مابينا وبين السويفي جروب؟


السكرتيرة : أيوه يافندم .. وفيه ميعاد بعد ربع ساعة مع نائب مجموعة المتحدين للصلب


رفع معصمه أمام عينيه لينظر ف ساعة يده الفضية وقال : طيب تمام .. خلي عم ربيع يعملي واحد قهوة سادة و واحد إسبريسو... قالها وهو ينظر لشقيقه الذي يقف ولم يتفوه بكلمة


دلف إلي غرفة مكتبه ليسبقه مصطفي ويجلس ع إحدي مقاعد طاولة الإجتماعات ويعقد ساعديه ويسند رأسه عليهما ف وضع النوم


_ وده أسمه أي إن شاء الله؟؟ قالها محمد بسخرية


مصطفي بصوت ناعس : والنبي يامحمد سيبني أخطفلي ساعتين أنا هموت من قلة النوم


محمد بأمتعاض : ومش مكفيك ال6 ساعات الي نيمتهم ف العربية!!!


مصطفي : حرام عليك هوأنا عرفت أنام من المطبات الي كل شوية تترزع فيها وأصحي مخضوض أفتكر العربية أتقلبت بينا


محمد : طيب أوم وروح أغسل وشك وأتمشي شويه وأنت هتفوق


مصطفي بإذعان للنوم : لاء روح أنت وسيبني أنام


محمد بصياح : مصطفي ... أوم مبهزرش ده شوية وهيجي نائب من أكبر شركات الصلب


مصطفي بسأم قام وأعتدل وقال : يعني أنت عايز مني أي يا أخي ماتقابله أنت


محمد بنبرة تهكم: لا والله؟؟؟ وأنت جاي عشان تنام!!!... إسمعني بقي كويس عشان لو معملتش الي هقولك عليه هبعت لبابا فيك تقرير محترم هخليه يحبسك ف بيت جدك ومش بعيد يجوزك هنية الشغاله


مصطفي : لا وحياة عيالك يامحمد كله الا بابا خليني علاقتي معاه كويسه لحد مانروح عشان أتقدم لبسنت


محمد : طيب أتلم بقي وصحصح


طرق الساعي ع الباب ودلف يحمل صينيه بها فنجان قهوة وكوب ذو يد يحتوي ع (إسبريسو)


_ أي خدمة يامحمد بيه؟ قالها الساعي


محمد : شكرا ياعم ربيع... قالها ليغادر لساعي


دلفت السكرتيرة للتو .. وقالت : نائب مجموعة المتحدين للصلب مستني برة يافندم


محمد وهو يرتشف من فنجان القهوه : خليه يتفضل


_ السلام عليكم ....قالتها فتاة في منتصف العشرينيات بنبرة رقيقة وناعمه


_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. قالها محمد وهو ينظر لصاحبة البشرة الحنطية ذات الوجه الدائري والشفاه الورديه الرفيعه ... وعينيها اللوزيتيان ذات اللون الرمادي القاتم تحاوطهما رموش كثيفة .... ترتدي حجاب من الحرير الأسود وثوب باللون الأسود ليبرز جمالها الرباني الساحر....


مصطفي يخلع نظارته وهو يقف أمامها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... أنا مصطفي حماد الأسيوطي أخو محمد... أهلا وسهلا ... قالها وهو يمد يده ليصافحها


إبتسمت بخجل وإحراج وقالت وهي تمسك حقيبتها بيديها وتقول :آسفه حضرتك أنا مبسلمش ع رجالة.... قالتها ليبتسم محمد ساخرا من موقف شقيقه ... بينما مصطفي جز ع أسنانه بحنق لم يظهره لها


رن هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله ليقرأ أسم المتصل (بوسي) بالانجليزيه


_ طيب عن إذنكو طالع بره معايا مكالمه ... قالها بإبتسامه متصنعة


أشار إليه محمد بالخروج ليغادر توا ....


أتفضلي حضرتك... قالها محمد وهو يشير إليها للمقعد أمام مكتبه... تقدمت نحو مكتبه وتجلس بهدوء وهي تتحاشي النظرإليه بخجل


_ أنا أسمي بتول مراد الشيمي ... نائب ومندوب عام عن شركة المتحدين للحديد والصلب


محمد بنبرة ترحاب : أهلا وسهلا بحضرتك .. بس مش غريبة يعني؟


إبتسمت وهي تدرك مقصد سؤاله وقالت : غريبه إن نائب مجموعة ضخمة زي دي يكون بنت!!!


محمد : احم .. مش أصدي بالظبط


بتول : عادي أنا متعودة ع الأسئلة دي .. نيجي لموضوعنا المهم .. طبعا حضرتك عارف دراسة المشروع الي بعتناه الاسبوع الي فات محتاج لمهندسين معماريين من عندكو ومن عندنا ... خصوصا ف مرحلة التخطيط ومن بعدها التنفيذ


محمد : تمام


بتول : أنا إن شاء الله هكون مع حضراتكو بصفة مستمرة وبصفتي مهندسة المعمار لمجموعة المتحدين


____________________


_ في كلية الطب البيطري جامعة القاهرة ....


خرجت من إحدي القاعات مرتدية المعطف الأبيض وبيديها قفازات مطاطية متسخه بدماء العينة التي تتفحصها من أجل مادة التشريح التي تتدرسها عمليا ونظريا....


تشعر بقليل من الدوار وهي تتنفس الصعداء ....


_ مالك يا لي لي بتاخدي نفسك بالعافية كده ليه؟.. قالتها رفيقتها بالكلية


ليلي بوهن : مش قادرة الريحة جوة فظيعة والفورمالين ريحته قلبت معدتي وحاسه هجيب كل الي ف بطني


الفتاه : أممم قولتيلي ... متكونيش حامل ياعروسه؟؟


أبتسمت بوهن : هو أنا لحقت ده يدوب مر ع جوازنا 3 أسابيع


الفتاه : طيب عشان نطمن أول ماتروحي أعملي أختبار منزلي


ليلي : إن شاء الله .. المهم أنا هاروح التويليت دلوقت أغسل أيدي وأقلع البالطو ده .... وبعد كده هامشي


الفتاة : طيب أستنيني هامشي معاكي وهوصلك ... باين التعب عليكي ووشك أصفر


ليلي: متقلقيش عليا هاخد تاكسي من أدام البوابة


زفرت الفتاه بسأم : ماشي الي تشوفيه.. خدي بالك من نفسك


ليلي : حاضر ... يلا باي... قالتها لتتجه نحو المرحاض ....


بعد قليل إتجهت نحو البوابه ... لم تجد سوي سيارات الأجرة الجماعية فزفرت بضيق ... وأخيرا تقدمت نحوها سيارة أجرة خاصة


_ لو سمحت أنا عايزة أروح إمبابة. قالتها ليلي


السائق : أتفضلي حضرتك بس الأجرة هتبقي 50 جنيه


ليلي : 50 جنيه ليه إن شاء الله


السائق : لو مش عجبك عندك الميكروباصات ادامك اهي


ليلي : طيب شكرا أتكل ع الله ... قالتها بحنق وهي تمتم بصوت غير مسموع : ال50 جنيه قال راجل نصاب


ألتفت لليمين ثم لليسار حتي تعبر الطريق ... وهمت بالعبور لتأتي يد تجذبها لتلتف إليه


_ أزيك ياست العرايس.... قالها علي بسخرية وضحكته السمجه


أتسعت حدقتيها وقالت :لو مبعدتش عن وشي هصوت وهلم عليك الناس


قال بثقة وتحدي : صوتي وشوفي مين الي مستغني عن نفسه وهيجي يتخانق مع أمين شرطه... قالها ورمقها بتشفي


ليلي : أنت أي يا أخي مبتحسش ولا عندك دم ... عندك البنات ع قفا من يشيل ... عايز مني أي وأنا واحده متجوزة


علي بنظرات ماكره : عايزك


وضعت يدها ع فمها بصدمه وقالت : ياقليل الأدب ياسافل ... قالتها لترفع يدها وتصفعه فأمسك بمعصمها بقوة وهو يعنفها


وبنبرة غضب : جري أي يابت أنتي ..فاكراني علي بتاع زمان ... لاء ياحلوة لازم أدفعك حق الي عملتيه فيا أنت وال..... جوزك


شعرت بالدوار ولم تستطع أن تجيب عليه لتوصد أهدابها المرتجفه ... فأمسكها علي حتي لاتقع .. أشار لإحد سيارات الأجرة الخاصة فتوقفت السيارة وفتح الباب الخلفي ووضع ليلي ثم دلف وجلس بجوارها


وقال للسائق : أطلع ياسطا ع العمرانيه بسرعة عشان المدام تعبانه ومغمي عليها


السائق : تحب أوصلكو عند أقرب مستشفي يابيه؟


علي : لاء هي هتفوق دلوقت .. سوق أنت وملكش دعوة ... قالها بنبرة تحذيريه وهو يرمق السائق الذي خشي ع حاله عندما رأي الزي الرسمي الذي يرتديه.


____________________


_ في إمارة دبي......


يجلس أمام طاولة خشبية يحتسي كوب من الشاي وهو ينتظر أحدهم بداخل إحدي المطاعم الشهيرة .....


أمسك بهاتفه لينظر ف الساعة وقال : زمانها روحت لما أتصل وأطمن عليها..... قالها خالد وهو يضغط ع علامة الإتصال ثم يضغط مرة أخري ع رقم زوجته ووضع الهاتف ع أذنه لتأتيه رساله صوتيه بإن الهاتف ربما يكون مغلقا... أحس بالقلق ... فأردف وقال : طيب هتصل ع عمي كده هاشوفها روحت ولا لاء.... قالها وكاد يضغط ع الاتصال فتراجع عندما رأي القادم نحوه


_ السلام عليكم يادختر خالد ... آسف إني تأخرت عليك.... قالها أبوطلال


وقف خالد ليصافحه وقال : أهلا أهلا يا أبو طلال ...ولايهمك... كيف الحال؟


أبتسم وقال : الحمدلله بخير... وأنت كيفك يا أخي؟


خالد :الحمدلله ماشي الحال


أبو طلال بنبرة تردد : شوف أخي خالد والله ماأعرف من وين أبدأ أحكي... بس أبيي ( أريد) أجولك (أقولك) أن القرار هذي ما با أيدي .. حاولت معهم وايد لكن مافي فايده


تجهم وجه خالد وقال : متتعبش نفسك يا أبو طلال أنا فاهم أنت تقصد أي وكنت متوقع إنهم هيستغنو عني ف أي وقت


أبو طلال بنبرة حزن : لاتحزن أخي لاتعلم وين الخير


خالد : خير إن شاء الله


أبو طلال : أنا ذاهب الحين .. تبي مني شئ ؟


خالد : شكرا لحضرتك


أبو طلال وهو ينهض : طيب أخي السلام عليكم


خالد : وعليكم السلام ورحمة الله ... قالها فغادر أبو طلال


تنهد خالد وقال لنفسه : الحمدلله أهم حاجه مخسرش دنيتي وأخرتي ... حسبي الله ونعم الوكيل


أمسك هاتفه وقام بالإتصال : ألو سلام عليكم .. أنا عايز أحجز ف الطيارة الي رايحة مصربعد بكرة ............. تمام ...... بأسم خالد حافظ سراج الدين.


____________________


_ في حي العمرانية ......


بداخل بناء سكني قديم .. ف الطابق الأرضي ... صوت البائعين ... وأصوات همهمات المارة والأطفال الذين يلعبون بالخارج.... وصدي صوت أرتطام المفتاح المعدني بأسطوانة الغاز ليعلن البائع عن من يرغب بشرائها.....


تفتح عينيها ببطئ لتخترق أهدابها الواهنة ضوء أشعة الشمس المتسلل من فتحات النافذة الخشبية المتهالكة ... لتجد تلك الوجه الذي تمقته بشدة وهو يقول لها : نورتي البيت يادكتورة


أتسعت عينيها وكادت تصرخ ليمنعها تلك اللاصقة التي ع فمها ... لتجد أيضا يديها وقدميها مكبلتين ف المقعد الخشبي الجالسة عليه... تومأ رأسها يمينا ويسارا وتقاوم بجسدها ...


تعالت ضحكاته : ههههههه أنتي لسه شوفتي حاجه صبرك عليا ... قالها ثم أقترب منها وقال : أنا هشيل اللازقه الي ع بوءك بس عارفة لو صوتي هخلص عليكي أنتي فاهمه؟؟.. قالها وهو يشهر فوهة سلاحه ف وجهها


أومأت رأسها بالموافقه.... فأردف : كده تعجبني.... قالها ليقوم بجذب اللاصقة


أخذت تتنفس ... وقالت بنبرة متهدجة : أأأنت أنت عايز مني أي؟


جذب مقعد خشبي أخر ووضعه مقابلها وجلس وقال : عايز حقي .. حقي من دكتور المجانين والي عملو فيا ف البلد .. وحقي منك


ليلي بتوسل : أرجوك لو عايز فلوس حاضر هتصرف وأجبلك بس سيبني أرجع لأهلي


رمقها بإستهزاء : أنتي عبيطة ولا عامله نفسك مش فاهمه ... بقولك عايز حقي منك


أبتلعت ريقها بصعوبة وقالت : عايز أي بالظبط


أبتسم بشر : الي أنتي فهمتيه بالظبط... عارفه ليه؟؟ .. لأنك كنتي حقي أنا وهو جه خدك مني


ليلي بتلقائية : هو مخدنيش منك أنا الي هربت وروحتلو


أشتد حنقه وقال : مفيش واحدة تعمل عملتك دي غير لما يكون الي هربانة معاه او ليه مشجعها .. وهو عارف إنك مخطوبة وكان هنكتب كتبنا .. وعشان هو خدك مني وأنتي خطيبتي ..أنا هاخدك منه وأنتي مراته


صاحت فيه بغضب : ولا تقدر تمس شعره مني .. وخالد لو عرف بأنك خطفتني هيجي يقطعك حتت


ضحك بسخريه وقال : ده هيجي ينقذك ع اول طياره يعني؟؟؟ ما انا عارف أنه مسافر ... وده أحسن وف صالحي عشان أعرف أتمتع بيكي براحتي.... قالها ويرمقها بنظرات شهوانية ويمرر لسانه ع شفته العليا


تعالت أنفاسها بخوف وهو يقترب منها حتي أوقفه صوت رنين هاتفه ... أنا هرد ع التليفون ده ورجعلك يامزه ... مش هتأخر عليكي ... قالها ليقبلها ف وجنتها وغادر ع الفور.


ظلت تتأمل الغرفة التي بها بخوف ورعب .. فقد أقتربت الشمس ع المغيب والإضاءة منطفأه ...تأخر ذلك الشيطان بالخارج أكثر من ساعة .. ساعتين ...حتي بدأ الظلام يعم المنزل ... ليبدأ أكبر مخاوفها وهو الخوف من الظلام


أنتابها حالة من الذعر ... ظلت تبكي وتصرخ لكن الأصوات التي بالخارج تغطي ع صوت صرخاتها ... شعرت بالإختناق ... تتلفت برأسها كالتي فقدت عقلها وظلت تصرخ ... لاتعلم من أين أتي صوت من تعشقه ف عقلها وهو عندما كان يلقنها نصائح لتواجه ذلك الرهاب الذي تخشاه.....


أعتصرت عينيها بخوف وظلت تقرأ آية الكرسي والمعوذات الثلاثة وتدعو الله بالأذكار التحصين ...


خارج البناء ... ترجلت سيدة عجوز من السيارة وبرفقتها شاب أمام مدخل البناء


_ متشكرين ياسطا .. قالها الشاب وهو يعطي الأجرة للسائق


السيدة : واد يا أدهم متأكد أن ده البيت الي قالك عليه السمسار


أدهم : أيوه يا تيتا


السيدة : ده لو دق فيه مسمار هيقع


أدهم : ياتيتا مش أنتي هتهديه وتبني من أول وجديد؟


السيدة : مش عارفة قلبي مقبوض


أدهم : تعالي بس ندخل نتفرج ع مساحات الشقق والبيت من جوه يمكن يعجبك ونخلص فيه


السيدة : أمممم .. ماشي .. أه منك أنت ياسوسه بتعرف تقنعني بأي حاجه


أدهم : عيب عليكي ياتيتا ده أنا أدهومه حبيبك


السيدة : طيب يلا بطل غلبه وتعالي نشوف البيت الي شبه ضريح جدك ده


دلف كليهما إلي فناء المنزل .... ليلي بالداخل أسترقت السمع لتجد صوت السيدة العجوز وهي تقول : ياساتر يارب ده البيت ريحته تخنق كأن كلب ميت فيه


أنفرجت أساريرها لتبدأ بالصراخ : ألحقوووووووووووني


السيدة : أي الصوت ده ؟؟ مش الراجل قالك أنه مفيش سكان


أدهم : أه


السيدة : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أحفظنا


أدهم : ثواني ياتيتا ... قالها ليقترب من مصدر الصوت حتي وقع ع مسمعه


_ ألحقونيييييييييي حد ينقذني أنا مخطوفه


أدهم : ألحقي ياتيتا ده صوت واحده بتستنجد بينا


السيدة : ليكون جوه بلطجيه ولا حد يعمل فيك حاجه يابني


أدهم : متخافيش ياتيتا خليها ع الله .... قالها ليبحث من حوله ع شئ ليجد ملقي تحت الدرج أدوات خردة من الحديد فتناول أسطوانه صدأه


دفع الباب بجسده فلم يفتح ... دفعه مرة أخري ثالثة رابعه حتي أنكسر وأنفتح ع مصراعيه ليدلف إلي الداخل وهو يخرج هاتفه ويضغط ع زر الإضاءه حتي رأي التي وقعت ع الأرض ومقيدة بالمقعد ... تبكي وتستنجد به


_ أرجوك خدني من هنا بسرعه أنا مخطوفه ... قالتها ليلي بوهن


أقترب منها أدهم بحذر وهو يطمئن بعدم وجود أحد سواها.... جثي ع ركبتيه ويفك قيودها وقال : متخافيش أنا معايا جدتي بره ... أنتي منين؟؟


ليلي : أنا من إمبابة


أدهم وهو مايزال يفك القيود : ومين الي عمل فيكي كده؟


ليلي: واحد مجنون معرفهوش ... خشيت أن تخبره أنه أمين شرطة فيأبي مساعدتها ....


أنتهي من فك قيودها ... نهضت ع الفور وتأخذ حقيبتها الملقاه ع الأرض وتمشي بصعوبه


السيدة : واد يا أدهم


أدهم : جاي ياتيتا... ثم قال ل ليلي : أساعدك ؟


ليلي : شكرا أنا هعرف أمشي


خرج ثلاثتهم حتي وصلو أمام البناء ... فأوقف أدهم سيارة أجرة ... ليدلفو إلي الداخل


السيدة : ع مهلك يابنتي ... ربنا يجازي الي عمل فيكي كده .... قالتها ثم أنطلقت بهم السيارة.


_____________________


_ بداخل قاعة الزيارات في سجن طرة.....


أيمن : حبيب قلب بابا وحشتيني أوي ..يلا أكبر أنت وأخوك عشان تبقو سند لماما من بعدي.... قالها وهو يداعب ولده الصغير عُمر ذو الوجنتين الممتلئتين وشعره الأسود المسترسل ع جبهته


سلمي بنظرات حزن دفين وإبتسامة : إن شاء الله هتخرج وتربيهم معايا وهيبقو سندك وسندي ف الدنيا


حدق بعينيها وقال : تعرفي ياسلمي أنا كل خوفي وهمي مش أنه يتحكم عليا بالسجن .. أنا خايف عليكي إنتي والعيال ... هتعملو أي من بعدي


حملت ولدها سليم وأسندت رأسه ع كتفها وقالت : ليه بتقول كده؟؟ .. إن شاء الله هتطلع براءه والمحامي الحمد لله بيحاول يطول ف عدد الجلسات عقبال ما يوصل لأي دليل


تنهد بسأم وهي يحتضن ولده عمر ويربت ع ظهره : متضحكيش ع نفسك ولا عليا عمره ماهيوصل لدليل ... أقولك ع حاجة بس ياريت تكون سر مابيني وبينك


نظرت له بإهتمام وقالت : سرك هو سري يا أيمن .. أحكي وأنا سمعاك


أيمن : فاكرة النقيب الي حكتلك عنه؟؟


سلمي : مش أصدك ع صقر الهواري؟


أومأ لها بالإيجاب : أه هو جالي من فترة وقالي معاه أوراق تودي شوقي والي معاه ورا الشمس وقولتلو ع حاجه تبقي دليل مع الأوراق دي


سلمي بعدم فهم : طيب حتي لو أتقبض عليه هيثبت إزاي إنه الي ربنا ينتقم منه ده هو السبب ف موت البنات الله يرحمهم ... قالتها ليرتسم الحزن ع ملامحها


أيمن : دي شغلتهم بقي المهم عندي أنه يتقبض ع الكلاب دول وياخدو عقابهم


سلمي : ربنا ع الظالم ربنا ينتقم منهم واحد ورا التاني


أيمن : هانت كلها مسألة وقت مش أكتر ... المهم الدنيا ماشيه معاكي إزاي؟


إبتسمت بتصنع وقالت : الحمدلله أهو قرشين الي باخدهم من شغل المكتبه ع المعاش الي بتقبضو خالتي والحال ماشي .. ربك مبينساش حد


أيمن : ونعم بالله ... أدعيلي بالله عليكي ياسلمي


سلمي : بدعيلك ياحبيبي ف كل أذان وكل صلاه ربنا يظهر براءتك وترجع لينا سالم يارب


أيمن : يارب


سلمي : شوفت قعدنا نتكلم ونسيت أديلك الحاجه ... قالتها لتحمل من بجوارها حقيبة مليئة بعلب حافظة للطعام وأردفت : خد عملتلك كل الي الأكل الي بتحبه ... قالتها وهي تعطيه الحقيبة


تناولها من يدها وقال : ربنا مايحرمني منك أبدا ياحبيبتي


_ الزيارة أنتهت ياحضرات... قالها العسكري المشرف بصوت جهوري


سلمي : عايز مني حاجه قبل ما أمشي ؟


أيمن : تسلميلي ياحبيبتي خدي بالك من نفسك أنتي والعيال


سلمي : حاضر وأنت كمان خلي بالك من نفسك.... قالتها وهي تأخذ منه إبنهما


أيمن : سمي الله عليه ده نايم


أبتسمت وقالت : سبحان الله عمره مانام ف حضن حد كده ع طول غير معاك


أنحني نحو الصغيرين وقبلهما وقال : ربنا يخليهم لينا ويباركلنا فيهم


سلمي : سلام ياحبيبي ... لا إله إلا الله


أبتسم لها وهو يضع يده ع زراعها : محمد رسول الله


_____________________


_ في منزل عائلة ليلي....


تحمل والدة ليلي صينية عليها أطباق مليئة بأصناف الطعام ... تطرق ع باب غرفة إبنتها ...


والدة ليلي بنبرة رجاء : أفتحي يابنتي حرام عليكي إنتي من إمبارح محطتيش لقمة ف بوءك... حرام الي بتعمليه ف نفسك وفيا ده


ليلي من الداخل بصياح : قولتلك مش عايزة أاكل ... سبيني ف حالي بقي


والدتها : عارفة ياليلي لو مفتحتيش وكلتي أنا هتصل ع جوزك هخليه يسيب شغله ويجيلك ع أول طيارة ... قالتها بنبرة تهديد


فتحت ليلي باب غرفتها ورمقة والدتها بغضب :والله ياماما لو حد فيكو أتصل بخالد وقالو حاجه مش هقعد ليكو ف البيت ده ومش هتعرفولي طريق


وضعت والدتها الصينية ع الطاولة وقالت : أنتي هبلة يابت!!! لازم جوزك يعرف ... أبوكي من إمبارح قالب الدنيا ع ابن .... ومش لاقيه حتي ف القسم الي شغال فيه ... الشويش قاله إنه أتنقل من كام شهر .. اللهي ينقلو ع مشرحة البعيد


أجهشت بالبكاء وأرتمت بين زراعي والدتها .. فأردفت وهي تمسد ع ظهر إبنتها بحنان : خلاص ياضنايا كفاياكي عياط عينيكي ورمت


ليلي بصوت مكتوم ف حضن والدتها : خالد واحشني أوي ياماما


زفرت بسأم وقالت : بإذن الله تخلصي إمتحاناتك وتروحيلو بالسلامه... يلا بقي عشان خاطري كوليلك لقمة ... قالتها وهي تجلسها ع المقعد أمام الطاولة لتتناول الطعام


_ وفي الأسفل أمام البناء وصلت سيارة أجرة خاصة ... يفتح باب السيارة ويترجل منها وهو ينظر للأعلي نحو شرفة منزل عائلة زوجته..... نزل السائق ليلتف خلف السيارة ويفتح الباب الخلفي ثم يخرج منه حقيبة السفر الخاصة بخالد وهو يعطيها له


فقال : أتفضل يادكتور خالد


خالد مبتسما وهو يعطي بعض أوراق المال للسائق :تشكر ياعم عليش


عليش : عيب الي أنت بتعملو ده يابني .. والله ماهاخد منك ولا شلن


خالد : تسلم ياراجل ياطيب


عليش : يلا هاسيبك تطلع لجماعتك .. عايز حاجه؟


خالد : شكرا


عليش وهو يدلف إلي سيارته : سلامو عليكم


خالد وهو يلوح له بيده بإشارة السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


تنهد بأريحيه مبتسما ثم دلف إلي الفناء وهو يسحب الحقيبة خلفه ...


_ تمسك الملعقة وتقلب الحساء بدون أن تتناول شيئا وهي شاردة ف الطبق ... حتي أفزعها صوت رنين جرس المنزل


خرجت والدتها من الغرفة وهي تقول بصوت جلي : حاضر يالي بترن الجرس


قالتها وقامت بفتح الباب لتنظر بإندهاش : خالد!!!!


______________________________


_ في منزل فيروز...


تقف بداخل الشرفة تتحدث ف الهاتف ...


فيروز : متقلقيش عليا أنا بخير محمد عدي عليا الصبح وأطمن ونزل ع طول


آمال ع الجانب الأخر : قلبي مش مطمن عليكي وحاسة من نبرة صوتك فيكي حاجة ومش راضيه تحكيلي


فيروز: مفيش حاجة ياماما ... يمكن عشان كنت نايمه ولسه صاحيه


تنهدت آمال وقالت :طيب يافيروز .. خدي بالك من نفسك


فيروز : حاضر ... سلميلي ع جدو وتيتا كتير وخالو


آمال : يوصل إن شاء الله ... عايزة حاجه ؟


فيروز : شكرا .... سلام.... قالتها وأغلقت المكالمة وكادت تدلف إلي الداخل حتي وجدته يقف ف الشرفة المجاورة ينظر إليها ف صمت ويدخن سيجارته ويزفر الدخان ف الهواء


نظرت له بطرف عينيها ولم تتفوه بكلمة وهمت بالدخول إلي حجرتها


_ لو سمحت أستني ... قالها صقر لتتوقف بدون أن تنظر له


أقترب من حافة السور الملاصق لسور شرفة غرفتها وقال : أنا خبط عليكي من نص ساعة فتحتلي مدام سميحة وقالتلي إنك نايمه... قالها بنبرة هادئة ونظرات عشق


رفعت عينيها لترمش عدة مرات وقالت : فيه حاجه؟


وضع السيجارة بين شفتيه ليسحب نفسا عميقا ثم أخذها وهو يزفر دخانها ثم ألقاها ف أرضية الشرفة ودعس عليها ... ثم قال : ممكن تخليكي هنا ثواني وجاي؟؟


نظرت له بتوتر فقالت : حاضر


دلف إلي الداخل ولم يمر سوي ثوان معدودة ثم جاء إليها يحمل بيده إسطوانة من الورق بللون الذهبي ملفوف حولها شريطة من الحرير ذو اللون الأحمر ويمد يده إليها بها وقال : أتفضلي


أخذتها من يده وقالت وهي تنظر لها بإستفهام:أي ده؟؟


صقر: دي دعوة فرح ... قالها بنبرة ماكرة ليتلاعب بأعصابها


رمقته بقلق وقالت : فرح؟؟؟..قالتها ثم قامت بفك الشريطة وقامت بفرد الدعوة التي تشبه الرسائل الملكية في العصور القديمة وأخذت تقرأ بعينيها لترتسم البسمة ع محياها


_ ألف مبروك ... قالتها وهي تنظر للدعوة بيدها


صقر : الله يبارك فيكي ... عقبالنا ... قالها وهو يحدق ف وجهها ليري تأثير كلمته الأخيرة.. توترت ولم تجيب


فأردف وقال : هتيجي الفرح؟؟


فيروز : طبعا رنيم أختي وإياس أخويا.. هم ملهمش دعوة بأي حاجه


جز ع أسنانه عندما أحس إنها مازالت تفضل الإبتعاد ....


فقال بنبرة جدية : أوك .. عموما الميعاد والمكان مكتوبين عندك ف الدعوة ... ولو حبيتي أخدك معايا ف طريقي معنديش مانع


قالت بنبرة متسرعة : لاء شكرا .. أنا هاخد تاكسي.... قالتها ليرمقها بأمتعاض


_ عن إذنك ... قالتها لتدلف إلي داخل غرفتها وهي تحبس أنفاسها لتجلس ع التخت وهي تتنفس الصعداء ... تنظر مرة أخري لمحتوي الدعوة لتجد ميعاد الحفل غدا


طرقت سميحة ع الباب فقالت فيروز : أتفضلي ياداده


فتحت الباب للتقدم نحوها وقالت : أتفضلي يابنتي ده طرد جالك من شوية مع ساعي البوسطه وأستلمته بالنيابة عن حضرتك


أخذته فيروز وقالت : ميرسي ياداده ....قالتها وهي تنظر لأسم المرسل لتقطب حاجبيها عندما قرأت الأسم .... قامت بفتح الصندوق لتجد محتواه حقيبتها التي تركتها في شركة سيلين وهاتفها وظرف بمحتواه رسالة .


____________________


_ نهضت ع الفور ودقات قلبها تتزايد لتلتفت إلي الذي يدلف من باب المنزل .... تقابلت أعينهم بنظرات الشوق والحنين.... لاتصدق عينيها هل هو حقا !!أمامها أم هذا وهم!!... لا تشعر بساقيها التي أطلقتها راكضه نحوه لترتمي ع صدره ويضمها بلهفة المشتاق .... إنسحبت والدتها إلي داخل إحدي الغرف بهدوء


_ حمدالله ع السلامة ياحبيبي.. قالتها ليلي وهي تجهش بالبكاء وتدفس وجهها ف صدره


خالد بقلق : الله يسلمك يا لي لي .. مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه؟؟... قالها وهو يمسك بذقنها ليرفع وجهها وينظر إليها مما زاده خوفا وقلقا


ليلي بأعين باكية : أصلك كنت واحشني أوي


خالد : ما أنا أدامك أهو ... قولت أعملهالك مفاجاءه... وأتبسطي أكتر أنا خلاص مش مسافر تاني


كفكفت عبراتها وهي تقول : إزاي؟؟


زفر بسأم وقال : تعالي نقعد بس وهريح من السفر وهبقي أحكيلك


خرجت أليهم والدتها وقالت : حمدالله ع السلامة يابني... قالتها وهي تمد له يدها بالمصافحه


صافحها قائلا : الله يسلمك ياطنط ... عاملين أي وعمي عامل أي؟


والدتها : الحمد لله بخير .. عمك تحت ف مشوار وراجع ... خدي ياليلي خالد خليه يغير هدومو عقبال ما أحطلو الأكل


خالد : تسلمي ياطنط والله ماقادر لسه متغدي بعد ما خرجت من المطار


والدتها : طيب ع راحتك يابني ... خلاص أدخل ريحلك حبه


أبتسم وقال : حاضر ما أنا فعلا هدخل أريح شوية عقبال ما عمي يجي


نهض وغمز بعينه ل ليلي ثم دلف إلي غرفتها وهي خلفه....


دلفت إلي غرفتها وأوصدت الباب من الداخل وأتجهت نحوه وهو يخلع قميصه ...


_ أنت حصل عندك مشكلة ف الشغل؟؟؟ قالتها ليلي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها


خالد وهو يرتدي قميص أخر قطني : ياحبيبتي قولتلك هبقي أحكيلك بعدين لما نكون وحدنا


حدقت بعينيه ..رمقها بنظرات إستفهام وقال : هي ف حاجه حصلت ومش راضية تقولهالي؟؟؟؟


توترت ملامحها وقالت بتردد : ممفيش .. ب..س .. أه


_ مش فاهم حاجه منك... جمعي كلامك عشان أفهم ... قالها خالد


كادت تنطق لتتوقف عندما سمعت رنين جرس المنزل .....


دلف والد ليلي بغضب وهو يقول : وربنا ما أنا سايب ابن ال.... روحتلو بيت أخته لاقيته هناك وأول ماشافني نط من شباك المنور وهرب الندل الجبان


زوجته همست له : وطي صوتك .. أسكت


لم يفهم قصدها لتتعالي صيحاته : أسكت أي عيزاه يعمل ف بنتنا كده وجوزها سيابها أمانه عندنا وأسكت!!!!


أتسعت أعين خالد بغضب ويحدق ف أعين زوجته وقال : حصل معاكي أي؟؟... قالها بصياح وغضب


أجهشت بالبكاء ولم تجيب عليه... غادر الغرفه ع الفور ليلتقي بوالد ليلي


_ خالد!! حمدالله ع السلامه يابني


خالد بغضب : أي الي حصل ياعمي بنتك مبتردش عليا وعماله تعيط


والدتها بتوتر وقلق قالت : أهدي بس ياخالد يابني وأحنا هنحكيلك بس ريح أنت شويه لسه جاي من سفر


خالد بصياح : مش مرتاح ولا متزفت غير لما أفهم الأول حصل لليلي أي ف غيابي؟؟؟


تبادلت والدة ليلي وزوجها نظرات القلق والخوف فقالت بصوت يكاد يسمع :هقولك يابني بس مش عيزاك تتهور


رمقها منتظرا وملامحه ثائره بالغضب.....


أبتلعت غصتها وقالت : ربنا ينتقم منه دنيا وأخره الي إسمه علي......... اخذت تسرد له كل ماحدث حتي غليت الدماء بعروقه وسيطر عليه الإنتقام من ذلك الشيطان


إنتهت من الحديث ... دلف ع الفور إلي الداخل يبحث عن حقيبته .... فوجدها ليحملها ويلقي بها ع التخت وصوت بكاء زوجته يخترق أذنيه .... فتح سحاب الحقيبة ثم فتح سحاب جيب داخلي بالحقيبة ويخرج منه سلاحا وقام بشد أجزاءه


_ خالد هتعمل أي!!!!! صاحت بها ليلي وهي تضع كفها ع فمها بخوف


حدق بها والشر يتطاير من عينيه وقال بنبرة مرعبة : أنا الي يبص لك هخليه أعمي طول عمرو ... مابالك الي حاول يعتدي عليكي!!!


ليلي بنبرة رجاء وهي تتوسل إليه : أرجوك ياخالد بلاش تودي نفسك ف مصيبة عشان حتة كلب زي ده..... قالتها وهي تمسك بيده


دفع يدها جانبا وقال : مبقاش راجل لو ماخدتش حق مراتي وحقي .... قالها وغادر من أمامها مسرعا


أنتهت الحلقة وماتنسو التفاعلات والكومنتات حبايبي

#الحلقة_الخامسة_والخمسون(الجزء الأول)

#عشق_الفيروز

#بقلمي_ولاء_علي

_ عينيها تقرأ في صمت تلك الكلمات التي يهتز لها القلوب .... تقرأها وصوته في أذنيها ...


عزيزتي فيروز ...


عندما يصلك ذلك الطرد وتقرأين تلك الرساله فأعلمِ إنني الآن ع متن الطائرة المتجهة إلي باريس... ذهاب بلا عودة ...أنا أسف علي مافعلته معكِ... أعلم أنني تعديت حدودي... لكن أقسم لكِ ذلك كان من دافع حبي ومشاعري إتجاهك ... لم أستطع السيطرة علي قلبي حينها ... لذلك سأفعل كما طلبتِ وهو الإبتعاد .. هذا أفضل حل من أجلك أنتِ لكن بالنسبة لي سيكون أصعب مايكون ... لأنني لا ولن أنساكي ... حبك يجري ف عروقي كمجري دماءي ..


أعذريني عزيزتي ... لن أطيل عليكِ الحديث كثيرا... أردت أن أشكركِ ع تلك الأيام الماضية عندما كنا في باريس ...كانت من أجمل أيام حياتي ... لن أنساها بل سأعيش ع ذكراها ...


أتمني لكِ كل السعادة من كل قلبي وأن يوفقك الله في حياتك .. وتحققي كل ما تتمنيه ... ستجدين عدة أوراق مرفقة مع الرسالة بداخل الظرف وهي عقود ملكية بكل الأسهم التي أمتلكها في مجموعة سيلي ديزاين .. أرجو أن تقبليها هدية مني ...


أتمني أن أري نجاحك ف يوما ما وأنتي صاحبة أكبر شركات التجميل في الوطن العربي كله بل العالم أيضا... أنتِ تستحقين هذا واكثر عن جدارة


وفي الختام لن أقول لكِ وداعا لأنني أكره الوداع .. بل سأقول ربما ف يوم من الأيام سنلتقي.. لذا أقول لكي إللي اللقاء يافيروز القلب


فارس الشامي


_ في تلك اللحظة ينظر من النافذة المستديرة في الطائرة وكأنه يودع قلبه وحبه الذي قرر أن يتركهما ويرحل حتي لا يتعذب أكثر من ذلك .


_ طوت الرسالة وعينيها قد ألتمعت بعبراتها ... أمسكت الظرف لتري ما بداخله حتي وجدت عدة أوراق أخذت تقرأ كل منهم ع حده لتجدها حقا عقود تنازل ملكية إليها ... تركتها جانبا وأخذت هاتفها وقامت بفتح ملف معرض الصور .. تتأمل ف الصور التي جمعتها بفارس عندما كانا في باريس.


__________________


_ ينزل ع الدرج كالمجذوب ... يقسم بداخله إنه سوف ينتقم شر الإنتقام من ذلك اللعين يضع سلاحه خلف ظهره ....


_ أستني ياخالد يابني أنت هتعرف مكانه إزاي... قالها والد ليلي مناديا وهو يلحق به


توقف خالد وألتفت إليه وقال : لو سمحت ياعمي ده حقي وحق مراتي ومينفعش أتهاون فيه


والد ليلي بخوف :أنت دكتور وعقلك يوزن بلد تعالي نتكلم بالمنطق .. أنت دلوقت هتروحلو فين وأنت مش عارف هو ساكن ولا غار ف أنهي داهيه.. وبعدين أي السلاح الي معاك ده؟


خالد بنبرة جدية : متخافش ياعمي ده مسدس مترخص


رمقه بمكر وقال : يعني أنت ناوي تقتلو؟؟


خالد بإندفاع : وهشرب من دمه كمان


والد ليلي : طيب لو عملت كده هتتسجن.. وليلي هيهون عليك تكون بعيد عنها؟؟... قاله بنبرة هادئة وهي يراقب أثر كلماته ع زوج إبنته


صعد شاب في بداية العشرينيات الدرج وهو يركض ...وقابل والد ليلي وقال : عم أبو إسلام


_ نعم يا محمود؟


نظر محمود إلي خالد ثم نظر إلي والد ليلي وقال : إحنا عرفنا مكان الي اسمه علي


كاد خالد يهبط الدرج فأمسكه حماه من معصمه وقال لمحمود : هو فين؟؟


محمود : الواد عصام والواد بندق شافوه مستخبي ف ميكروباص الواد تيكا ابن أم منة


_ ومتعرفش فين الميكروباص ده؟


محمود : في الحارة الي جمب الموقف... قالها محمود حتي تأجج غضب خالد كالنيران فهو يعلم ذلك المكان ... تركهم وغادر مسرعا وهو يهبط الدرج


والد ليلي بصياح : أستني ياخالد ... ياخااااااااالد


خرجت ليلي مسرعه من باب المنزل وهي ترتدي عباءة سوداء وحجاب ...


_ أنتي يابت رايحه فين؟؟؟ قالتها والدتها وهي تلحق بها


ليلي بصياح : رايحة ألحق جوزي قبل مايروح ف داهيه


_________________________


_ أقترب من موقف سيارات الأجرة الجماعيه وهو يبحث بعينيه عن الزقاق الذي توجد به السيارة ... لاحظ وجود سائقين السيارات ... فكر مليا ثم أتجه نحو السيارة وكاد يفتح الباب...


أوقفه سائق السيارة وقال : معلش يانجم الميكروباص عطلان


لم يجيب عليه ليفتح الباب ذو المزلاق جانبا ... ليجد علي الذي يغط ف النوم ممدا ع المقعد الأمامي وقدميه ف واجهة خالد


قام خالد بجذب علي من قدميه بقوة ليستيقظ الأخر بذعر ويصيح


_ بتعمل أي يا ابن ال.......قالها بصياح لترتطم بأرضية السيارة رأسه وخالد يقوم بسحله


السائق وهو يشهر السكين ف وجهه خالد ويقول بنبرة تهديد : جري أي ياض جاي تاخدو عيني عينك كده ... قالها بصياح ليتوافد السائقين والماريين وتجمعو ليرو تلك المشاجرة


أمسك خالد بسلاحه الذي أخذه من خلف ظهره ورفعه لأعلي ليطلق رصاصة ف الهواء وقال بصوت جهوري : الي هيقرب من الكلب ده هخلص عليه زيو..... ثم نظر إلي علي بإزدراء وغضب وقال : وأنت لو قمت من مكانك هفرغ المسدس ده ف نفوخك


ضحك علي ساخرا : شيل اللعبة دي من أيدك ياشاطر بدل ماوديك أنت وعيلتك ف 60داهيه


رمقه بسخط ثم ركله بقدمه ف بطنه ليتأوه ويتكور مكانه ...


_ أنا هشهد الناس دي كلها عليك والي هيحكمو بيه هعملو ... قالها بصياح ثم أردف : لو حد جه خطف مراتك وعايز يعتدي عليها هتعمل ف أي؟؟؟


أرتفعت الهمهات وقال إحدهم : ده أنا هقطعو بسناني


وقال الأخر : ده أنا أشرحو حتت


رمقه خالد بإبتسامة وقال : أنا مجبتش حاجه من عندي الرجالة شهدت بالحق.. بس قبل كل حاجة لازم تتأدب ... قالها ليجذبه من شعره لينهض الأخر ويدافع عن نفسه ويوجه له ضربة قوية ف ساقه ليقع سلاحه جانبا ... فقام خالد بتوجيه لكمة ف منتصف وجه علي الذي أمسك بأنفه التي تذرف دماء...


_ خااااااااااالد ... قالتها ليلي وهي تخرج من بين الذين يقفون ويشاهدوا مايحدث ...


توقف خالد وصاح فيها : أنتي إي الي جابك هنا روحي ع البيت


قهقه علي بضحكات إستفزازيه وقال : جاية خايفة لوريك الغرميات الي مابينا ...قالها ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ويضغط عدة مرات حتي أتي بصور وأردف : بص ف الصور دي كويس وهتعرف إنها كانت بتستغفلك وعامله عليك الشويتين دول عشان تداري خيانتها ليك معايا ولو مش مصدقني ... أخرج محفظته الجلدية وفتح السحاب الداخلي وأخرج سلسلة ذهبية وأردف : أهي السلسلة بتاعتها معايا


تجهم وجهه وهو يتفحص الصور والسلسلة خاصتها ....


_ والله العظيم كداب وسافل وحيوان ... أنا كنت بركب ميكروباص لقيت السواق طلع ع طول من غير مايحمل وخدني ف شارع هادي وجيت أجري وأنزل لاقيت القذر ده ف وشي طلع الميكروباص وحاول يعتدي عليا .... قالتها ليلي ثم أجهشت بالبكاء


أستغل علي ذلك ليأخذ السلاح الملقي جانبا بدون أن يراه أحد وكاد يضرب طلقة نحو خالد ... فأوقفه ذلك الصوت


_ نزل السلاح ياأمين علي.... قالها الضابط وهو يصوب سلاحه نحو علي الذي ألقي السلاح


_ والله ما بتاعي يا منير بيه ... قالها بإستنكار


الضابط : هنعرف كل ده ف القسم .... ثم نظر إلي العساكر وقال :خدوهم يابني ع البوكس


فتوجه العساكر نحو علي وخالد ليأخذوهما ....


_ ميصحش كده يامنير بيه أنا أمين شرطة ليا وضعي ... قالها علي


الضابط : أنت بالذات تخرس خالص لأن متقدم فيك بلاغات أد كده غير خطفك لمدام ليلي وحاولت الإعتداء عليها


أقسم كذبا :والله ماحصل


الضابط بصياح غاضبا : أخرس ماتحلفش بالله كذب... دخلو ياعسكري يلا ف البوكس


أنطلقت سيارات الشرطة وخلفهم ليلي التي أستقلت سيارة اجرة


___________________________


_ بداخل المخفر .. في مكتب الضابط منير...


الضابط :أنت يا أستاذ علي ربنا كشف فضايحك لما قبضنا ع المدعو طارق عويس والمشهور بتيكا ... لقينا معاه مسروقات تشبه الأمانات الي بناخدها من المتهمين قبل الحجز موبايلات وساعات .. ده غير الموبايلات الي فرزناهم ولقينا ف واحد فيهم فيديو وحضرتك بتعتدي ع واحده ف الميكروباص


علي بذهول غيرمصدق : أنا يابيه؟؟


أمسك الضابط الهاتف وألقاه ع المكتب : أتفضل شوف وتيكا بنفسه أعترف إنه مصور الفيديو ده بأمر منك وإنه يعمل منه لقطات عشان تهددها بها وتفضحها أدام جوزها ... إحنا مبنجبش كلام من عندنا الإدله أهي وصاحبة البلاغ برة وجوزها كمان مرضتش أدخلو عشان لو دبحك أدامي مقدرش ألومو لأن أنا عندي ولايا وحاسس بالي هو فيه ... بس للأسف فيه قانون لازم نحترمه ونعمل بيه


علي بإنهيار : طيب ممكن أطلب محامي للدفاع


رمقه الضابط بإزدراء : ممكن طبعا بس هيدافع يقول أي... أنت متحول للتحقيق وموجه ضدك تهمتين سرقة وإغتصاب وتشهير بسمعة واحدة بريئة... ده غير الرشاوي الي متصور فيها بالصوت والصورة وأنت بتاخدها من الناس عشان تخلصلهم ورق وطلعلهم الرخص المسحوبه من حبايبك بتوع المرور... أنا بجد مش عارف أقولك أي الي زيك هم الي بوظو سمعة الداخليه روح ربنا ينتقم منك.... خدو ياعسكري ع الحجز وناديلي ع دكتور خالد وزوجته


العسكري : تمام يافندم ... قالها ليأخذ علي للخارج ليحدق فيه خالد بنظرات قاتلة وتمني لو قام بإحراقه حيا


دلف خالد برفقة ليلي....


_ أتفضل قعد يا دكتور خالد أنت ومدام ليلي... قالها الضابط


جلس كليهما أمام المكتب....


الضابط : أنا بصراحه مش عارف أبدأ أي ولا أقول أي بس كل الي ققولهولك زوجة حضرتك ست محترمة جدا وقعت ضحية لواحد شيطان كان عايز يدمر حياتكو بأي طريقة زي ما دمر وظلم حياة ناس أبرياء كتير... أنا كنت عايز أحكيلك بس توعدني تتحكم ف أعصابك وأوعدك أنا مش هسيبو غير لما هاخدلك حقك أنت ومدام ليلي


زفر خالد بضيق : حاضر أوعدك


قالها ليسرد له الضابط كل ماحدث وأعطاه الهاتف الذي مسجل عليه واقعة السيارة .. ليشعر بأن دماءه ستنفجر من عروقه وود قتل ذلك الوغد ويقطعه أربا أربا


بعدما أنتهي الضابط من السرد : هو ده كل الي حصل والباقي طبعا المدام حكتهولك وهي قبل ماتروحلكو الحارة جت وأستنجدت بيا وحكت لي ع الي حصل وخافت عليك لتقع ف شر الشيطان ده زي ما لحقناه ع أخر لحظة كان هيضرب عليك نار


خالد : متشكر لحضرتك يافندم ... وإن كان ع السلاح ده مترخص


الضابط : عارف وشوفت الترخيص الي لقوه ف محفظة حضرتك ... وأتفضل حاجتك أهي .. ومعلش ع الي حصل أنا عارف أن الشرف والعرض مينفعش فيهم كلمة أسف أو إعتذار ... بس أقل حاجه اقدر اقدمها هي إن أخدلكو حقكو بالقانون


خالد : وأنا أتشرفت بمعرفة حضرتك وشكرا جدا


الضابط : الشكر ده لمدام ليلي لولاها مكناش لحقنا المجزرة الي كانت هتحصل... للأسف الي زي أمين علي ان كان عسكري او لواء فاسد هم الي مشوهين سمعة رجال الشرطة واحنا ف بلد ماشية بمبدأ الحسنة بتخص والسيئة بتعم ع الرغم من وجود ظباط وعساكر وجميع الرتب ناس شرفاء وبيخافو ربنا زي أي مهنة تانية


خالد : ربنا يهدي الجميع


الضابط : أتفضل أمضي ع المحضر ده عشان ناخد الإجراءات ضد أمين علي ولو ف أي حاجة ممكن نبعتلكو حد من عندنا من غير شوشرة


خالد : تحت أمر سعادتك


الضابط : أتفضلو حضراتكو تقدرو تروحو.... قالها ليأخذ خالد متعلقاته وسلاحه ليوقفه الضابط


وقال : دكتور خالد أرجو من حضرتك تاخد حذرك ف إستخدام السلاح لأن الرصاصة الي هتخرج منه ممكن تضيع مستقبلك


أبتسم خالد وقال : عارف إن شاء الله مش هحتاجه بعد كده


أومأ له الضابط مبتسما


خالد وهو يمسك بيد ليلي التي ظلت صامته طوال الوقت ...وغادرا المخفر.. ليستقل كليهما سيارة ذات ثلاث إطارات (توكتوك)... حتي وصل أمام المنزل ... وصعدا الدرج ... ليجدا والدتها ووالدها ف إنتظارها.... وبعد الإطمئنان


دلف خالد برفقة ليلي إلي غرفتها ... ليوصد الباب ويتجه نحوها ويجذبها بعناق مزيج من الخوف والقلق والحب ... وكلما تذكر ماحدث لها ف غيابه تألم قلبه ويشتد ف عناقها بقوة وتنسدل من عينيه عبراته وكأنها تنسدل ف داخله وتطفئ نار الغضب التي بداخله .


________________________


- ولنبدأ صباح يوم جديد وأشعة الشمس تتسلل من الشرفة لتتجه صوب عينيها وهي مازالت نائمة ....

رنين هاتفها لم يتوقف منذ 10 دقائق .... فتحت أهدابها قليلا لتري نور الصباح ... نهضت وهي تشهق بفزع .... أنتبهت لإهتزاز ورنين هاتفها فأخذته من فوق الكومود لتري من المتصل ...

- ألو .. صباح الخير يا إيسو ... قالتها رنيم بصوت ناعس


إياس ع الجانب الأخر وهو يقف ف الشرفه ف منزله : صباح الجمال ع أجمل عروسة ف الدنيا دي كلها


أبتسمت بخجل وقالت : إياس


إياس بنبرة رجولية جذابة : نعم يانور عيون إياس


رنيم بنبرة رقيقه : أخيرا هنكون مع بعض


إياس : شوفتي بقي أخيرا هتبقي مراتي يابت


ضمت شفتيها كالطفلة وقالت : متقولش بت


ضحك وقال : ده أنتي بت البتات كلهم ... روني أنا مش مصدق نفسي أخيرا بقي ... قالها لترتسم ع محياه إبتسامة بلهاء

فصاح الأثنان بصوت واحد : وأخير هنتجوز هاااااااااااااااااع


- ربنا مايحرمك من الهبل يابني ... قالها نورالدين والد إياس


إياس بفرح جلي: بابا... حمدالله ع السلامه ياملك ... قالها وهو يحتضن والده يعناقه بترحاب


نورالدين : ملك يابكاش ... فرحك النهارده ورينا هتطلع ملك ولا ....


قاطعه إياس وهو يشير نحو هاتفه ويحرك شفتيه ويقول له هامسا : رنيم ع التليفون


أخذ منه الهاتف وقال: هات ياض أصبح ع عروستنا .... وضع الهاتف ع أذنه وقال : صباح الخير ياحبيبتي


رنيم : صباح الخير ياعمو ... حمدالله ع السلامه أنت وطنط


نور : الله يسلمك ياحبيبة عمو ... الواد إياس عامل معاكي أي ؟؟


رنيم : الحمدلله كويس


نور: عموما ياقلب عمو إنتي لسه فيها قبل ماتدبسي ممكن نزحلق الواد ده وتتجوزيني أحسن ... قالها بمزاح لتضحك رنيم


- أي يانور بتشقط مني خطيبتي عيني عينك كده؟؟؟.... قالها إياس مازحا


نور: أشقط !! ده أنت شغلك ف الأداب بهت عليك خالص ... لأخر مرة بقولك يارنيم فكري ف نور حبيبك


رنيم : ههههههههههه ياحبيبي يانور أنت الأصل


إياس : لاء ده أنا هاروح أناديلك ع ماما خليها تشوف الموضوع ده


نور : احم ... بس ياولد أنت فاكرني بخاف ولا أي .. عيب عليك أنا مسيطر


_ يانووووووووووووور .... قالتها مني والدة إياس منادية من الخارج


نور : جايلك ياحبيبة قلبي


إياس : هههههههههههه واضح السيطرة روحلها يانور وأنا جاي وراك


نور : طيب متتأخرش عليا بالله عليك عشان نسيت ف المطار الشنطة الي فيها الفستان الي هتحضر بيه فرحك وشكلها عرفت


إياس : حبيبي يابابا هتوحشني أوي ...هههههههههههههه


نور : بتتريئ ع أبوك ماشي ياواطي ...قالها ثم أردف بصوت جلي : جاي أهو ياروحي.... قالها وغادر الغرفه


إياس : روني أنتي معايا؟؟


رنيم : ههههههههههههههههه وربنا أنت وباباك ملكوش حل خالص


إياس : طيب ياروحي هسيبك بقي تجهزي حالك عشان المفروض شوية وهلبس وهعدي عليكي نروح الفندق


رنيم : ماشي ياحبي مستنياك.... سلام


_______________________________


_ أستيقظت بنشاط وهي تمد زراعيها لأعلي وتستنشق نسمات الهواء التي تولج من الشرفة ... نهضت من التخت ثم قامت بإعادة ترتيبه .... غادرت الغرفة ودلفت إلي المرحاض لتغتسل وتتوضأ.


_ بينما في الشقة المجاورة أستيقظ مرغما بعد رنين المنبه المزعج ...ليتثاءب ويفتح أهدابه بثقل ... أمسك هاتفه الذي تركه ع صورتها الذي ظل يتأملها طوال الليل ويحكي لها ما بداخله من مشاعر حبه لها .... نهض من التخت ليقف ويفرد زراعيه لأعلي ويحرك جسده بحركات رياضية .. فتح الخزانة ليتناول منها منشفة قطنية كبيرة ثم غادر الغرفة ليدلف إلي المرحاض.


_ هي خرجت من المرحاض وهي تجفف وجهها وزراعيها من المياه ... ودلفت إلي غرفتها تبحث عن إسدال الصلاة ذو اللون الأرجواني القاتم ومزخرف برسومات من الطراز البدوي... قامت بفرد سجادة الصلاة إتجاه القبلة لتؤدي فرضها..... إنتهت ثم جلست تردد أذكار الصباح وهي تدعو الله أن يهدي لها قلبها ويهدي لها من يعشقه قلبها .


_ خرج من المرحاض تلتف حول خصره المنشفة القطنيه وجسده تتساقط عليه قطرات المياه المنسدلة من شعره المبتل ... دلف إلي غرفته متجها نحو الخزانه وفتح ضلفتيها يبحث عن ثياب قطنيه يرتديها ... تناول فانلة بحمالات ذات اللون الأسود وبنطال قطني بنفس اللون .


_ نهضت وهي تطوي سجادة الصلاة ووضعتها جانبا ... شعرت بالأشتياق ..ترددت بأن تقف في الشرفة أم لا ... وهل هو قد أستيقظ ؟؟ أو مازال نائما؟.. أندفعت ساقيها نحو الشرفة وهي مازالت مرتدية الإسدال التي كان وجهها كالملاك وهي محجبه ...وقفت مستنده بكفيها ع السور تتأمل الشارع الساكن والعصافير التي تغرد فوق أغصان الأشجار التي تصل إلي الشرفة ... أوصدت عينيها عندما وصل إلي أنفها تلك الرائحة العطرية المتيمة بها .... فبدي ع ملامحها الإنزعاج عندما خالط تلك الرائحة دخان السجائر التي تمقتها ...


_ صباح الخير ... قالها صقر بنبرة قد عزفت ع أوتار قلبها


ألتفتت إليه وترتسم ع وجهها ملامح الجدية وقالت : صباح النور.... قالتها وهي ترمش وتنظر لأسفل


هو ظل متسمرا في مكانه يحدق بها وكأنه يراها لأول مرة ... رفعت عينيها ونظرت له عندما أحست بنظراته المثبته عليها ... لتلتقي عينيها بعينيه ودقات قلوبهما تخفق وتدوي إلي مسامعهم ...كما تعشق هي اللون الأسود عندما يرتديه...بينما هو قد أيقن بداخله إن الحجاب قد صُنع من أجلها تهامست شفتيه وقال بصوت يكاد مسموعا : تبارك الله فيما خلق


أحست بتوتر جلي وقالت : عن إذنك ... قالتها لتدلف إلي الداخل


_ لحظة من فضلك ... قالها بنبرة زوقية فنظرت إليه ووجنتيها توردت من الخجل


_ نعم ... قالتها بصوت منخفض


_ شكلك ماشاء الله جميل أوي بالحجاب... قالها بنبرة غزل عفيف


زاد توترها وهي تشيح بصرها جانبا : شكرا


_ والله ما بجامل أبدا ... أتمني إنك تلبسيه ديما


فيروز : إن شاء الله أنا بفكر فعلا ألبس الحجاب بس عن أقتناع من جوايا مش مجرد أن حد عايزني ألبسه .. قالتها وهي تراقب ردة فعله


هو يعلم إنها تريد إثارة حنقته لكن هو لم يعطيها الفرصة بل أبتسم وقال : طبعا لازم يكون أنتي الي عايزة كده من غير ماحد يفرضه عليكي


أبتلعت ريقها بتوتر وقالت: طيب عن إذنك


أبتسم بجانب فمه لأنه يري التوتر ع ملامحها فقال : أنا هاروح القاعه ع المغرب كده إن شاء الله تحبي تيجي معايا؟؟


أجابت بإمتعاض : شكرا أنا هركب تاكسي وعارفة مكان الفندق


تنهد وقال : ماشي براحتك ... قالها فتركته ودلفت إلي الداخل وهي تضع يدها ع صدرها وتشعر بدقات قلبها المتلاحقة وأتجهت نحو المرآه ووقفت أمامها تتأمل وجهها المشرق بالحجاب ... ثم قامت بخلعه وتأملت ملامحها وهي بخصلات شعرها التي تحيط وجهها ... ثم لفت الحجاب مرة أخري ... ثم زفرت بحنق وقامت بخلعه وخلعت الإسدال بأكمله وقالت : مش هعمل أي حاجة لمجرد أنت عايز كده .


__________________


_ بداخل المجمع التجاري الشهير...


زفرت بوسي بضيق وقالت : قولتلك مش عاجبني ومش هلبس الأرف ده


قطب حاجبيه بأمتعاض وقال : أتعدلي يابسنت أحسنلك .. أنا مش كذا مرة حذرتك من أسلوبك ف الكلام معايا؟؟؟ قالها مصطفي بحنق


بوسي بنبرة إعتذار : أنا أسفه مكنتش أقصد .. بس أنا قولتلك مبحبش اللون الأسود.. مش بلبس اللون ده غير لما بكون نفسيتي زفت.. وفستان مش ستايلي خالص وعايزني أدخل أقيسه بالعافية .. وبعدين أنا نفسي أعرف أنت جيت معايا ليه ؟؟؟


رفع إحد حاجبيه وقال : أنا قاصد أجي معاكي أشوف الفستان الي هتلبسيه ف الفرح النهارده ... عشان حضرتك متفاجئنيش وألاقيكي لابسالي قميص نوم زي بتاع عيد ميلادك


تأففت بضيق : أووف بجد بقي ... أنا كان مالي ومال الحب والأرف والإرتباط ما أنا كنت عايشة حرة نفسي ... تفوهت بها لتجد ملامحه المتجهمه وحدق بها وهو يجز ع إسنانه


_ أنا مغصبتكيش ع إنك ترتبطي بيا.. وإحنا فيها من دلوقت يابنت الناس.. لو مش عايزاني قوليها .. أنا مش هزعل خالص .. بالعكس هزعل أكتر لما هحس إنك غاصبه نفسك ع حبك ليا.... قالها بنبرة جدية صارمة


شعرت بالندم من كلماتها فقالت : مصطفي أنا آسفه والله ما أقصد


صاح فيها وقال بصوت جلي : مش ملاحظة إعتذاراتك بقت كتير !!! ولا أنا عشان مش باخد معاكي موقف فتغلطي زي ما أنتي عايزة!!!


أقتربت وأمسكت يده وقالت بنبرة إعتذار : والله يامصطفي أنا كده أكبر عيب فيا لما بتعصب برمي كلام زي الطوب مبعرفش أنا بقول أي


رمقها بسخط وقال : طيب لما أنتي عارفه إن ده عيب مش ميزة ليه مبتتغيريش للأحسن حتي عشان نفسك مش عشان حد تاني


وقد بدأت تلتمع عبراتها بعينيها وقالت بصوت مختنق : عشان مكنش فيه حد ف حياتي يقولي ده غلط وده صح


تنهد بسأم وقال : طيب خلاص أهدي محصلش حاجه ... تعالي ونقي الي يعجبك بس أتمني تكون حاجة محتشمة ...صمت لتومأ له برأسها بالموافقة وهي تبتسم ... أمسك يدها وقبل كفها وأردف : يابسنت أنا شايفك جوهرة مينفعش الي رايح والي جاي يتفرج عليها .. أنتي فاهماني؟؟


أومأت له بالإيجاب وقالت : أممم فاهمه


فقال بنبرة حانيه : وبعدين من يوم ما صرحتلك بحبي ليكي وعرضت عليكي الجواز بعتبرك حتة مني وبخاف عليكي ومش بطيق حد يبص عليكي ولو بنظرة أنا ممكن أرتكب جريمة


أبتسمت بخجل وقالت : ميرسي ياديشا


مصطفي : أنتي فكراني بهزر ... أنا راجل صعيدي ودمي حامي والي يفكر يهاوب ناحية مارتي بإعتبار ماسيكون إن شاء الله هجتلو وهاسيح دمو وأتاويه والدبان الأزرج مايعرفلوش طريج جرة واصل.... قالها بطريقة كوميديه باللهجة الصعيدية


أخذت تضحك : ههههههههههه أنت مشكلة يخرب عقلك


غمز لها بعينه وقال : إحنا نعجبوكي جوي جوي ولا إي؟؟


أبتسمت بخجل وشعرت بالتوتر فقالت :طيب يلا نروح نشتري الفستان عشان لسه هاروح لروني ع طول ع الفندق ..لوأتأخرت عليها هتزعل مني


مصطفي بنظرات خبيثة : ماشي ..ماشي بتتهربي من سؤالي؟؟ ليك يوم ياجميل


______________________________


_ في إحدي المواقع السكنية التابعة لشركة الأسيوطي جروب ....


تقف بجدية وهي تلقي التعليمات ع العمال وهي تمسك بلوحة ورقية بها تصميم لبناء سكني ع الطراز الحديث


_ لاء ياريس ناصر السور لازم يكون عالي شوية ويكون محاوط الفيلا من جميع الجهات طبعا ماعدا فتحات البوابات ... قالتها بتول التي ترتدي خوذة الحماية ذات اللون الأصفر


ناصر بصوته الأجش : حاضر يابشمهندسه تؤمري يحاجه تاني؟؟


بتول وهي تشير إلي الرسم وقالت : والمداخل ياريت تراعي نقطة إنها تكون بحري مش شرقي عشان منكررش الغلطة بتاعت المرة الي فاتت .. يلا وروني مهمتكو يارجاله


كان يقف ع بُعد مترين يراقب تلك الفتاة التي كانت تتعامل معه برقة في مكتبه ها هي الأن تقف بجدية وعزيمة تلقي الأوامر والكل يستمع لها بدون نقاش... أثاره الفضول يريد أن يعرف أكثر عن شخصياتها التي جذبته بدون أن يدري


ألتفتت لتري ذلك الشارد ف عينيها ....


_ بشمهندس محمد ! قالتها وهي ترتسم إبتسامة ترحاب ع ثغرها


محمد : إحم ... صباح الخير يا آنسه بتول أصدي ياباشمهندسه


بتول : صباح الخير أي؟ إحنا بقينا بعد الضهر... وحضرتك جاي متأخر ساعة ... قالتها وهي ترتسم الجدية ع ملامحها


كتم ضحكاته وقال : أنا أسف يافندم مش هتتكرر تاني ... قالها مازحا


حدقت فيه بإقتضاب بمزاح : أنا ممكن أقبل أسفك بس ف حالة واحده لو فطرت معايا... قالتها وقامت بخلع حقيبتها التي تحملها ع ظهرها وفتحت السحاب وأخرجت علبة بلاستيكية


أبتسم وقال بلباقة : شكرا سابقتك بصراحة


_ خلاص مش هاكل .. قالتها وهي تضع العلبة مرة أخري ف الحقيبة


محمد : أنتي زعلتي ؟؟


أومأت له بالإيجاب وهي تزمت شفتيها لأسفل بحركة طفوليه....


إبتسم وقال : خلاص عشان خاطرك هاخد ساندوتش واحد


تنهدت بسأم وقالت : ماشي هعديها المرة دي لكن أعمل حسابك المرة الجاية هتفطر معايا ع طول .... قالتها وهي تعطيه شطيرة


قضم قطعة ويتذوقها ثم أبتلعها وقال : الله حلوة أوي الكفتة دي جيباها منين؟؟


رفعت إحدي حاجبيها بزهو وقالت : أنا الي عملاها أي رأيك؟؟


محمد : تسلم إيدك شكلك شاطرة ف المطبخ زي ما أنتي شاطرة ف شغلك


أبتلعت ما بفمها وقالت : مش أوي بصراحه يعني ع أدي لولا تعليمات توتي مكنتش هعرف أعمل كوباية شاي


ضحك وقال : توتي؟؟؟


بتول : أوبس .. ده أنا نسيت أعرفك ع توتي ... قالتها وأمسكت هاتفها وضغطت ع الشاشة عدة مرات وقالت وهي تعطيه الهاتف : دي بقي ياسيدي مامتي حبيبتي بقولها ياتوتي دلع تغريد


محمد : بسم الله ماشاء الله الي يشوفها يقول إنها أختك


بتول : فعلا حتي شخصيتها مبحسش إنها ماما خالص علاقتنا ببعض علاقة أتنين أصحاب مش مجرد بنت ومامتها


محمد : ربنا يخليهالك


بتول : يارب ... لما أعرفك ع بقية العصابة ....قالتها لتجده مشدوها فأردفت : هههههه دي العائلة الكريمة مسمين نفسنا عصابه ... أنا أبقي أكبر أخواتي عندي زوما ف 2 هندسة مدني وروان ف 3 ثانوي عام.... قالتها وهي تقلب الصور


محمد : طيب وأستاذ مراد والد حضرتك؟؟


تبدلت ملامحها فجاءة وقالت بحزن : بابا الله يرحمه توفي من سنتين


محمد بحزن : البقاء لله الله يرحمه


تنهدت وقالت : الله يرحمه ... أرتسمت إبتسامة بتصنع وقالت : تعرف إنك شبهه جدا


محمد : أنا؟؟


أبتسمت وهي تنظر من حولها :هو ف حد تاني معانا يعني؟؟ قالتها بسخرية مازحه فأردفت : كفاية كلام كتير بقي وتعالي أفرجكك ع اخر التطورات ...قالتها وهي تغلق سحاب الحقيبة وترتديها ع ظهرها وأتجها معا نحو الأساسات التي شيدها العمال لبناء فيلا شاسعة المساحة


محمد : ماشاء الله ... دول قربو يخلصو الأساسات ف يوم واحد


أبتسمت بفخر وقالت : أومال أنت فاكر أي أنا فوق دماغهم لحد مايخلصو بُنا ف خلال أسبوعين عشان نسلم الوحدة ف المواعيد الي أتفقتو عليها مع العملاء


حدق بها بإندهاش وإعجاب .. أدركت هي تلك النظرات فتوترت وكادت تلتفت للجهة الأخري لكن لم تأخذ حذرها من إنها تقف ع حافة قاعدة الأساسات فتعثرت قدميها لينثني كاحلها وأوشكت ع الوقع ... ألحق بها وهو يجذبها من خصرها لتتشبث بياقة سترته.... ليحدق ف عينيها لثوان ... حتي لاحظ تورد وجنتيها ... تركها ع الفور بإحراج وخجل


_ آسف أنا لاقيتك كنت هتقعي فاللحقتك ... قالها بدون أن ينظر لها


أرتسم طيف إبتسامة ع محياها فقالت : ولايهمك ... قالتها وكادت تمشي فتأوهت : آآآآه


أنتبه لها بذعر : مالك؟؟


بتول وهي تعض ع شفتها السفلي بألم : رجلي شكلها إتلوت ومش قادرة أمشي عليها


أقترب منها وقال : طيب تعالي نروح لدكتور بسرعة


بتول : مفيش داعي أنا شويه وهاروح


محمد : هتمشي إزاي برجلك وإنتي مش قادرة تحركيها


بتول : معايا عربيتي


محمد : بطلي عند وتعالي معايا أنا هوصلك وقبلها نروح للدكتور يشوف رجلك


نظرت له بإستسلام لتذعن لأمره : حاضر بس الشغل و...


قاطعها بصرامة وقال : الشغل مش هيطير ياباشمهندسة .. تعالي معايا وأسمعي الكلام ... قالها ليذهب نحو سيارته ثم فتح باب السيارة ودلف إلي الداخل ثم قادها حتي أصبحت بمحاذاة بتول ... نزل من السيارة ليثني ساعده حتي تستند عليه وفتح لها باب السيارة وجلست بحذر ..ثم ألتف ودلف وجلس ع مقعد القيادة وأغلق كليهما الأبواب... لينطلق بالسيارة


________________________


دلف كليهما إلي داخل المتجر... أختار كليهما ثوب ذولون ذهبي ... امسكت به لتدلف إلي حجرة القياس (البروفه)... وهو ينتظرها بالخارج... وف أثناء الإنتظار


_هاي .. لوسمحت أنا كنت حاجزة دريس عندكو إمبارح بأسم تمارا العسيلي.... قالها صوت إنثوي ليلتفت مصطفي إلي صاحبة هذا الصوت


_ تمارا!!! قالها مصطفي بإندهاش لتلتفت هي إليه


_ مش معقول ديشا!!! قالتها بإندهاش وسعادة وهي تقترب نحوه


بوسي بالداخل تسترق السمع لتقوم بفتح الباب قليلا لتري صاحبة ذلك الصوت التي تعرفها جيدا وتمقتها بشدة ... وقعت عينيها ع تلك المرأة ذات الشعر القصير الذي يصل إلي كتفيها يحاوط وجهها ذو الملامح الحاده .. أتسعت عينيها ليرتسم ع وجهها الغضب ....


مصطفي بنبرة زهو وكبرياء : أهلا


إبتسمت بتصنع وقالت : أي مالك بتكلمني كده ليه؟؟ واضح إنك لسه شايل مني


مصطفي بأستنكار : وهشيل منك ليه إن شاء الله!! إنتي كنتي عملتي حاجه!! قالها بتهكم


تمارا : يبقي فعلا عندي حق ... عموما ياديشا أحنا لسه فيها وممكن نرجع المايه لمجريها تاني


رمقها بإزدراء وهو ينظر إلي خاتم الزواج التي ترتديه ف يدها اليسري


فأردفت : أنت فهمتيني غلط أنا أقصد نرجع نتصاحب ... أنا جوزي رجل أعمال بيسافر كتير وبزهق من القعدة لوحدي


بوسي بالداخل تضع يدها ع فمها غير مصدقه ماتسمعه فأبدلت ثيابها ع الفور


_ وحد قالك عني إن أنا بتاع ستات متجوزيين!!! قالها مصطفي بسخرية وهو يرمقها بإحتقار


خرجت مسرعة وهي تمسك بالثوب وتلقيه ف الأرض بغضب وترمق تلك المدعوه تماره بنظرات ناريه


_ أي ده بوسي !!!...قالتها تمارا بتعجب


مصطفي ينظر لكليهما وقال : أنتو تعرفو بعض؟؟؟


بوسي بنبرة سخط : دي مدام تمارا مرات بابا


توترت تمارا ... ومصطفي حدق بإندهاش .... رمقت بوسي كليهما بإمتعاض و إحتقار... ثم أسرعت وغادرت المكان


_ بسنت .. يابسنت ... قالها مصطفي مناديا وهو يلحق بها


ركضت حتي وصلت إلي الخارج لتشير إلي إحدي سيارات الأجرة الخاصة ليقف أمامها ودلفت إلي الداخل وقبل أن توصد الباب أمسك به مصطفي وقال : ثواني ياسطا .. ثم قال لها : نفسي أفهم الي بيحصل ده؟؟؟


بسنت وهي تحاول تآسر عبراتها بعينيها قالت : مفيش .. ولو سمحت أبعد عني وكفاية لحد كده


_ أبعد عنك!!!! قالها بإستغراب غير مصدق


بوسي : إطلع ياسطا لو سمحت


حدق بها بإقتضاب وقال : بسنت أنا....


لم يكمل لتقاطعه بحنق وقالت : مش قولتلك أبعد ولا أنت مبتسمعش!!!! قالتها بغضب وبنبرة صوت مرتفعه


أشتد حنقه وتملك الغضب منه فأبتعد وهو يصفق الباب بقوة ... لينطلق السائق بالسيارة ... وهي أجهشت بالبكاء وهي تضع يدها ع فمها لتكتم شهقاتها وتنظر من النافذة التي تخترقها الشمس بإشعتها التي تنعكس ع عبراتها المنسدلة التي تتلألأ ع وجنتيها .


__________________


_ وبعد مرور الوقت ... بداخل العيادة


يغلق الطبيب الجص حول كاحلها بإحكام ... فقالت وهي تكتم الألم التي تشعربه : وهتفضل الجبيرة دي لحد أمتي؟


الطبيب: لمدة 3 أسابيع


غرت فاهها ثم قالت : مينفعش يادكتور وريا شغل ومينفعش يتأجل


رمقها محمد بنظرات أسكتتها فأردفت : ماشي


الطبيب وهو ينتهي ثم يتجه لحوض المياه ويغسل يديه : أنا هكتبلك ع مسكن وعلاج بس أهم حاجه الراحة ورجلك متلمسش الأرض ده لو عايزة تخفي بسرعة


بتول : حاضر يادكتور


دون أسم العلاج بالورقة .. ثم نزعها من الدفتر وأعطاها لمحمد ...وقال : أشوفكو إن شاء الله بعد 3 أسابيع


محمد : شكرا يادكتور


الطبيب : العفو


أتجه محمد نحوها ليسندها ثم غادرا العيادة .....


وبعد أن قام بتوصليها إلي أمام البناء التي تقطن فيه وكان عبارة عن منزل من طابق واحد محاط بسياج معدني تنتشر من حوله الأشجار والزهور...


_ هو ده البيت؟... قالها محمد


بتول : أها بابا الي عملو ومصمم فيه كل ركن


محمد : حلو أوي... يلا عشان أنزلك


بتول : ميرسي أنا هكلم حازم أخويا ... قالتها ثم أجرت الإتصال وقالت : ألو يازوما ممكن تخرج أدام البيت تيجي تاخدني؟...... بعدين هتعرف... سلام


مر ثوان وخرج إليهم حازم شاب ف بداية العشرينات من عمره ...شعره مجعد وأشعث ... يمتلك وجها عبوسا .. توجه نحو السيارة ليرمق محمد بنظرات حادة ثم ألتفت لشقيقته وهي تشير له ... ذهب نحوها وهو يمد يده إليها ويسندها


_ زوما أعرفك بالباشمهندس محمد الأسيوطي مدير شركة الأسيوطي جروب .... ثم نظرت لمحمد وقالت : ده زوما أخويا الي حكتلك عنه


محمد : أهلا وسهلا ... قالها ولم يجيب عليه حازم سوي رمقه شزرا


بتول : ماتتفضل معانا ياباشمهندس؟؟


محمد : لاء شكرا أنا ورايا كذا مشوار ... هبقي أطمن ع حضرتك ف التليفون بعد إذن أستاذ حازم... قالها فلم يجيب عليه حازم مرة أخري


محمد بإحراج : طيب أنا أستأذنكو ...سلام .. وألف سلامة ع حضرتك ياباشمهندسه بتول


بتول : ميرسي


أوصد الباب ثم أنطلق بالسيارة.


_____________________________


_ تقف في المطبخ وهي تعد الطعام الذي يفضله زوجها ... وهي تغني بصوت عذب :


بتلوموني ليه .. بتلوموني ليه


لو شفتم عينيه .. حلوين قد إيه


دلف إلي المطبخ بخطي هادئة وهي موليه ظهرها إليه ولم تشعر به ... ليحاوطها من ظهرها الذي يلتصق بصدره ويغني معها :


ح تقولوا إنشغالي وسهد الليالي


مش كتير عليه... ليه بتلوموني


ألتفتت إليه وهي تكتم ضحكاتها ... فقال ويقطب حاجبيه : ماشي ماشي أضحكي ع صوتي... قاله شهاب


سيلين وهي تكتم ضحكاتها : أولا أنا أتخضيت بس مرضتش أضيع اللحظة الجميلة وأنا بسمع النشاذ الي دخل ف الأغنيه ده


شهاب : بقي أنا صوتي نشاذ؟؟؟


ضحكت ثم لفت يديها حول عنقه وقالت : لاء ياروحي أنت عسل وصوتك كروان


شهاب : كده بتتريئي ع جوزك حبيبك!!!... قالها بمزاح


سيلين : أنا أقدر ده أنت حتي دخلت ولاقتني بغني بتلوموني ليه لو شوفتم عنيه حلوين أد أي


أقترب من أذنها هامسا :وياتري عينيا فعلا حلوة ولا دي تريئه؟؟


أبتسمت وقالت وهي تحدق ف عينيه : أنت كل حاجه فيك حلوة كلك ع بعضك حلو ... تعرف بحب نظرة عيونك أوي زي النظرة الي شيفاها دلوقت .. لكن لما بتقلب أجارك الله عليك نظرة بتخليني هموت من الرعب


أنفرجت أساريره وقال : لاء ياقلبي مش عايزك تخافي أبدا طول ما أنا معاكي ... والطبيعي إن ف يوم من الأيام هتحصل مشاكل الي مابين أي زوجين .. وبعدين نستيني المفاجاءة الي كنت محضرهالك


سيلين بفضول : أي هي؟؟


شهاب : ثانية واحده .. قالها وهو يخرج من جيب سترته الداخلي جوازات سفر بداخلها كل منهما تذكرة وأردف : أتفضلي ياروحي


أخذتها من يده وهي تفتح وتقرأ: هنسافر المالديف!!!


شهاب : هنقضي الهني مون الي راح علينا


أبتسمت وقالت : ياقلبي أنا كل أيامي معاك عسل طول ما أنت جمبي ... قالتها لتستنشق رائحة شئ يحترق فشهقت وقال : اللحمة !! لتلتفت إلي الموقد لتجد اللحمة التي تطهوها قد إلتصقت بالإناء وأحترقت... قامت بإغلاق الإشعال


_ ياخساره اللحمة أتحرقت ... قالتها بنبرة حزن


شهاب : ولايهمك ياقلبي ... نطلب دليفري بسرعة عشان نلحق نتغدي ونروح الفرح


سيلين : أوبس ده أنا ناسية خالص ... ونسيت أحضر الفستان الي هحضر بيه


جذبها من يدها وقال : تعالي معايا.... قالها ليغادرا المطبخ ثم يصعدا الدرج ودلف كليهما إلي داخل الغرفة وهو يشير إليها إلي حافظة سوداء ملقاه ع التخت


أقتربت منها وهي تفتح السحاب ليظهر منها ثوب بللون (الكاشمير) من الأعلي مطرز بالأزهار ذات اللون الذهبي ويبدأ من أسفل الصدر إلي بداية الخصر حزا م فاصل من نفس خامة ولون قماش الثوب المتكون من الحرير الفاخر.... ملحق مع الثوب حجاب بنفس اللون ونوع القماش


_ الله حلو أوي ياشيبو... قالتها سيلين بإنبهار


أقترب منها وأمسك بيديها وقال : عجبك ياروحي؟


سيلين : جدا أنا بعشق اللون ده أوي


شهاب : عارف ... عشان كده أشتريتهولك


سيلين : ربنا يخليك ليا ياحبيبي


قبل يديها ثم قام بتقبيل جبهتها وقال : ويخليكي ليا ياقلب حبيبك


أنتهي الجزء الأول من الحلقة ال55 ... الي اللقاء ف الجزء الذي يليه

#الحلقة_الخامسة_والخمسون(الجزء الثاني)

#عشق_الفيروز

#بقلمي_ولاء_رفعت_علي

_ بداخل الفندق .....


ترتدي رنيم معطف قطني وتجلس ع المقعد أمام المرآه وخلفها فتاة تقوم بتصفيف خصلات شعرها ...


تدخل بوسي وهي تحمل حقيبة كبيرة .....


_ مالسه بدري يابوسي هانم ... هو ده البدري الي أتفقنا عليه!!!... قالتها رنيم


بوسي بحنق : كنت بشتري الفستان الي هلبسه


رفعت إحدي حاجبيها وقالت : ياسلام!!! أومال بتعملي أي حضرتك من بدري مع سي ديشا ؟؟ ولا كنتو بتصيعو وقولتي مش مشكله صاحبتي الي مستنياني من بدري... قالتها بسخرية


زفرت بضيق وقالت : لو سمحت يارنيم ممكن تقفلي ع سيرة مصطفي لو عايزة اليوم يعدي من غير مشاكل... قالتها بنبرة تحذير


أشارت رنيم للفتاه للتوقف : عن أذنك ثواني... قالتها لتنهض وتتجه نحو بوسي التي تستند إلي الحائط وتحدق بعينيها وقالت : مالك يابوسي ؟؟ أنتو أتخنقتو؟؟


بوسي : هو أصلا موضوع فكسان من الأول .. أنا قولتلكو أنتي وإياس أنا مليش ف الجو ده مش عايزة أحب ولا أتزفت فضلتو تزنو عليا... قالتها وهي تكتم شهقات عبراتها التي أنسدلت


أقتربت رنيم لتحتضنها وقالت : خلاص ياقلبي متعيطيش أنا مش هسألك ولا هقولك حاجه .. والي أنتي شيفاه أعمليه .. بس بقي عشان خاطري


أبتعدت بوسي لتخرج من جيبها منشفه ورقيه وهي تجفف عبراتها ثم تصنعت البسمة ع ثغرها وقالت : بصي بقي إحنا عايزين نهيص النهاردة ونولع الفرح رقص وميوزك ده مش أي فرح ده فرح حبيبة قلبي وصديقة عمري أجمل روني ف الدنيا دي كلها


ضحكت رنيم وقالت : والله أنتي مسخره ربنا واعدني بأتنين مجانين إن كنت إنتي ولا الواد الي هتجوزو النهاردة ده


بوسي : هههههههههه واد!!!


رنيم : تعالي ما أحكيلك البلوه الي هستحملها عشان خاطره


أتجها نحو المقاعد وجلست كل منهما...


بوسي : بلوة أي؟؟


زمت شفتيها لأسفل وهي تقول : مني ... حماتي ذات الوجه العابس


ضحكت بوسي وقالت : يخرب عقلك يارنيم لو إياس سمعك هيزعل منك


رنيم : متخافيش مبجبش سيرتها خالص .. وأحسن إنها عايشة برة وبتيجي مصر زيارات


بوسي : هي عملت معاكي حاجه؟؟


رنيم : ييييييييه .. دي حاجات يا أختي ... يعني النهاردة وإياس بيعدي عليا عشان يجبني ع هنا لاقيتها جاية معاه بعد كده لاقيتو وقف عند مول العرب ونزلنا ... خلتني ألف لما رجلي مبقتش قادرة أدوس عليها كل ده عشان تجيب فستان تحضر بيه الفرح


بوسي : وهي مش محضره الفستان من قبلها ليه؟


رنيم :أسكتي ده عمو نور بابا إياس نسيه ف المطار ف كندا ونكدت عليه وبهدلته


بوسي : هههههههه ياحرام


رنيم : المهم أومي بصي ع الفستان وشوفي لو حاجه ناقصه فيه أعدلها ولا لاء خلاص فاضل ساعتين وألبس وصقر الجذمه ده مش عارفه راح فين


بوسي : هتلاقيه مع الجو بتاعه


إبتسمت بتهكم وقالت : جو!! ده الجو الي مبهدله ربنا يهديهم ويصلح لهم الحال أنا بعتلها معاه دعوة فرح يارب تيجي عشان لو مجتش هزعل منها أوي


بوسي : هي مين؟؟


رنيم بصياح : فيروز بنت عمة مصطفي


بوسي بسخريه : أممم واضح جدا إنهم قرايب ... بيحبو يبهدلو الي معاهم


رنيم : كلمة حق هتحاسب عليها ... بصراحة أخويا هو السبب طلع عينيها وشافت مآسي معاه


بوسي :ربنا يهديه ويهدي الجميع


رنيم : ويهديكي إنتي وديشا وتتلمو بقي


لم تجيب وأكتفت بنظرة سخرية


____________________


_ تقف أمام الخزانة المعلق بداخلها ثيابها ... أخذت ثوبين إحدهما بللون الأسود والأخر لونه أحمرقرمزي ... نظرت لهما بعدما قامت بوضعهم ع التخت ..... ثم قالت : الأسود بصراحة شيك جدا بس هلاقي كتير لابسينو ف الفرح .. يبقي خلينا ف الأحمر أحسن ... صمتت وهي تتذكر عندما حذرها صقر من إرتداء ذلك اللون الذي يظهر جمال بشرتها ويجعلها محط نظرات الإعجاب لكل من يراها... إبتسمت بمكر ليقع الإختيار عليه وتضع الأخر ف الخزانة.


_ يقف أمام المرآه التي تعلو حوض المياه يمسك بماكينة الحلاقة يشذب لحيته المتصلة بشاربه ثم ترك الماكينة جانبا وفتح الصنبور ليغترف الماء بيده ويغسل وجهه من الرغوة التي تملأ لحيته ... تناول المنشفة وأخذ يجفف وجهه وهو يتمعن النظر ف لحيته التي أصبح مظهرها جذاب ... نظر إلي خصلات شعره وظل يعبث بها بأنامله كالأبله ... ثم قطب حاجبيه وقال بسخرية : أي الهبل الي بعملو ده


غادر المرحاض وذهب إلي غرفته ليلقي نظرة ع التوكسيدو (بدلة مناسبات ) التي جاءت إليه عبر الشحن حيث إبتاعها عن طريق التسوق عبر الإنترنت من الماركة الشهيرة (رالف لورين) وكذلك حذائه الأسود الجلدي الأنيق من الماركة العالمية (سيلفاتور فيرجمو).... تأكد من تجهيز كل مايحتاج إليه ليطلق صفيرا بالإنبهار وبدأ يخلع ثيابه ليبادلها بالأخري.


_ ترتدي معطف قطني ( بورنوس) وتقف أمام المرآه وهي تضع مساحيق التجميل لاسيما مكياج يناسب ذلك الحفل ... تضع ع أهدابها العليا ظلال العيون الدخاني بشكل تدريجي أنيق لتكمل إبراز جمال فيروزتيها بالرموش الصناعية الكثيفة ... الحاجبان العريضان ... حمرة الوجنتين ذات لون الخوخ التي برزت جمال عظام وجنتيها ... ولإنها خبيرة ف ذلك المجال أختارت حمرة بلون هادئ حيث وضعت لون النيود ( السيموني المائل للوردي)... أنتهت من وضع اللمسات الأخيرة ثم بدأت في تصفيف خصلات شعرها حيث قامت بتركه منسدل ع كتفيها بتمويجات هادئة ... بدأت بخلع المعطف لترتدي الثوب التي أصبحت فيه مثل الأميرات .. عاري الكتفين يظهر عظمتي الترقوة خاصتها ..له أكمام ضيقة تصل إلي معصميها... ضيق من الصدر ويبدأ يتسع من بعد الخصر يتكون من الدانتيل يليه طبقات من التول ... أرتدت أقراط متدلية تصل إلي كتفيها ... فتحت العلبة الموضوعه بأعلي الكومود حذاء بللون الفضي يلمع ويتلألأ مثل الكريستال ... كل ذلك قد أشترته من باريس من دور الأزياء عندما كانت هناك.


_ أنتهي من إرتداء التوكسيدو ذات اللون الأسود القاتم وأسفلها قميص بللون الأبيض ورابطة عنق (ببيونة) بللون الأسود... أخذ زجاجة العطر وقام برش الكثير منها لتنتشر ف الأجواء وتولج الرائحة إليها من الشرفة ... فأدركت إنه مازال موجود بمنزله ولن يغادر بعد.


_ رن هاتفها ... فأجابت : ألو يامحمد


محمد بالأسفل منتظرا : أنا واقف تحت خلصتي؟


فيروز : أه لبست وخلصت أنا نازله دلوقتي... سلام .. أغلقت المكالمة


رمشت عدة مرات ... وصلت إليها رائحة دخان سيجارته التي يدخنها بالشرفة ... تعالت خفقات قلبها ... تشعر بوجوده حتي لو كان يفصلهم بينهما عدة أمتار... فقالت بداخل نفسها : لما نشوف ياحضرة النقيب أتغيرت فعلا ولا لاء... قالتها لتبتسم بمكر


_ ياداده أنا نازلة عايزة حاجه ... قالتها بصياح حتي وصلت كلماتها إلي مسمعه حتي أبتسم عندما أدرك إنها أفتعلت ذلك عن قصد... زفر أخر دخان ف السيجارة ثم دفسها ف حافة السور وألقاها ... ودلف بالداخل ويأخذ مفتاح سيارته وهاتفه ومحفظته الجلدية .. ثم أتجه نحو باب المنزل يضع يده ع مقبض الباب منتظرا إياها .


_ فتحت باب المنزل ليقوم بفتح باب منزله ف نفس التوقيت.. تلاقت أعينهم ... هي لم تستطع إخفاء نظرات إعجابها به بل كان بداخلها تتمني أن تركض نحوه وتعانقه ... لكن حاولت أن ترتسم الجديه ع ملامحها وعينيها الساحرتين التي سلبت قلبه وعقله وهو يحدق بها ... لكن مهلا كاد غضبه الذي أشتعل بداخله بسبب ذلك اللون الأحمر الذي يبرز جمالها وجمال بشرتها الحليبية وكتفيها العاريان كل ذلك يضغط ع أعصابه... حاول كظم حنقه ... فهي وضعت له شرط للعودة بأن يتغير أولا


_ع فكرة مش هتلاقي أي تاكسي هيجي الشارع ...قالها بنبرة خبيثة


رفعت حاجبيها بإندهاش : وليه إن شاء الله؟


كتم إبتسامته وقال : سمعت إن فيه كمين قريب والشارع مقفول


أجابت بسخرية : عايزني من الأخر أركب معاك .. صح؟؟


أومأ لها بإبتسامة جذابة ....


_ لاء شكرا.... قالتها لتصدمه بإجابتها وأتجهت نحو المصعد وشعرت بشيئا غريبا ف ظهر الثوب لكن لاتعلم ماهو ..


جز ع فكيه بإمتعاض وهو يتمتم بداخل نفسه : الصبر يافيروز... قالها متوعدا .. لحق بها ليدلف خلفها ثم أغلق الباب ولم يضغط ع زر النزول... بينما هي تقف موليه ظهرها إليه لتتحاشي النظر ف عينيه ويري ضعف حبها نحوه ... لكن كانت تنظر بطرف عينيها ف المرآه التي بحائط المصعد لتجده يقف خلفها وعينيه تنظر لظهرها ... توترت لتقول


_ مستني أي ؟؟ ماتدوس ع زرار الأرضي... قالتها بإنفعال مبالغ


أبتسم بإستفزاز وأقترب منها وهو يهمس ف أذنها بأنفاسه التي قشعرت جسدها وتعالت دقات قلبها حتي وصلت لمسمعه


_ بقفلك سوستة الفستان الي سيباها مفتوحة .... قالها بنبرة ماكرة وهو يغلق سحاب ثوبها


شهقت بخجل وهي تضع يدها ع فمها فألتفتت إليه ووجهها متورد من الخجل : أأ نا أأنا .. أنا نسيت أقفلها وماخدتش بالي .. وبعدين مين سمحلك أنك تحط إيدك ع ضهري؟؟.. قالتها وهي تشير له بإصبعها أمام وجهه


أقترب منها لتتراجع إلي الوراء حتي أستندت بالحائط المعدني للمصعد ... وهو أستند بكفيه ع الحائط ليحاصرها ف المنتصف وقال : أنا ملمستش ضهرك خالص ... يعني أنا لولا إن قولتلك كنتِ هتعرفي؟؟


رمقته بسخط ولم تجيب... تعالت أنفاسها من التوتر


_ مالك بتخافي ليه كل ما أقرب منك ؟؟.. أبتسم وأردف : أنا بقي عارف الإجابة وهي إنك خايفة ليبان شوقك وحبك ليا الي بتحاولي تداريهم كل ما أقرب منك .. بس الي أنتي نسياه إن عيونك زي الكتاب المفتوح سهل أعرف الي أنتي حساه من غير ماتنطقي بيه ع لسانك ... قالها وهو يحدق ف ملامحها ليري أثر كلماته عليها


أبتلعت ريقها وهي تحاول أن تهدأ من روعها ... رجع إلي الخلف ليضغط ع الزر بصوت قد أفزعها ... حتي تحرك المصعد لأسفل ووصل إلي الطابق الأرضي ... فتح الباب وقال : أتفضلي


خرجت ع الفور وهي تتنفس الصعداء وأسرعت لتري محمد الذي كاد يتحدث إليها لكن عينيه اطلقت نظرات حادة وقال بحنق : صقر كان بيعمل أي عندك فوق؟؟؟؟


ضربت يدها ع جبهتها وهي تتذكر بداخلها إنها قد نست إن محمد لايعلم بأن صقر يستأجر المنزل المقابل لها...


فيروز : مكنش عندي هو ساكن .....


لم تكمل ليقاطعها محمد وقال : أزيك ياصقر ألف مبروك لأختك


صقر : الله يبارك فيك عقبالك .. أنت جاي الفرح ... ماتيجو أركبو معايا؟؟


محمد : شكرا معايا عربيتي وجاي أخد فيروز


فيروز : محمد ع فكرة صقر ساكن ف الشقه الي قصادي


محمد متعجبا بسخرية : بجد!!


صقر : أها


محمد : والفيلا بتاعتك مش عجباك ولا أي؟؟


أحست بأن ربما ستبدأ مشاجره ليس ذلك وقتها تماما... فقالت :تعالي يامحمد يلانركب عشان منتأخرش.. قالتها لتدلف إلي داخل السيارة ..وألتف محمد وهو يرمق صقر بسخط ... ثم دلف إلي سيارته وبعد ثوان أنطلق بالسيارة... وخلفهم صقر.


___________________


_ بداخل غرفة أخري بالفندق.....


_ ألف مبرووك يا عريس ياعريس... قالها مصطفي وهو يتغني بها


ضحك إياس الذي يرتدي سترة التوكسيدو ذات اللون الأسود ....


عقبالك ياديشا ... قالها إياس


زفر بضييق وقال : إن شاء الله


إياس : طالما قلبت سحنتك كده يبقي إتخانقتو


مصطفي : والله ما أعرفلها حاجة بت مجنونه مرة تكون بتضحك وتهزر ومرة واحدة تقلب وتحدف طوب .. طوب مين دي بتحدف صخورومن الي بتفتح الراس ع طول


إياس : ههههههههه معلش كاس وداير يابا .. كلهن مثل بعضهن صعب تراضيهم ... وع رأي عمك أبو الليف....


قالها ليتغنا الأثنان بطريقة كوميديه معا:


مستهون بالستات يا اخويا ... دولا مجانين


دول كربونة و حياة أبويا ... دولا مجانين


هانم ولا بمنديل بأوية ... دولا مجانين


تنهد مصطفي وقال : أستغفر الله العظيم


_ دوت طرقات ع الباب....


إياس :مين؟؟


_ أنا بوسي يا إياس ... رنيم بتقولك خلصت ولا لسه عشان الفوتو سيشن... قالتها وهي تقف بالخارج ... لينظر مصطفي نحو الباب بتجهم


أتجه نحو الباب وهو يشير لمصطفي بأن يختبأ ثم قام بفتح الباب وقال :تعالي يابوسي أدخلي جوه هنا


بوسي : لاء أنا هاروحلها عشان عايزاني...


لم يعطيها فرصة للحديث فجذبها من يدها لتدلف إلي الداخل فأوصد الباب من الخارج وهو يقول : محدش هيخرج فيكو النهاردة غير لما تتصالحو مش عايز نكد ف يوم فرحي ياولاد الكئيبه... قالها إياس ثم أطلق ضحكاته


_ تسمرت بمكانها وهي ترمقه بسخط ولم تتفوه ... بينما هو ظل واقفا يحدق بها بدون أي تعابير ربما بعض الإمتعاض يبدو ع ملامحه... لكن مالفت نظره إنها ترتدي ثوب باللون الأسود ... ع الرغم إنه محتشم ولا يظهر من جسدها سوي كفيها وعنقها الطويل لكن تذكر إنها تمقت ذلك اللون وإنها لاترتديه سوي عندما تكون حزينة وتشعر بالإكتئاب


أقترب منها حتي أصبح ف مواجهتها .... وقال : ممكن أفهم أنتي زعلانه ليه؟


أجابت بإستنكار : ومين قالك أن أنا زعلانه بالعكس أنا فرحانة جدا .. فرح صاحبة عمري النهاردة مفيش داعي للحزن والكآبه


(slim) ال وضع يديه ف جيوب بنطال بدلته


الرمادية القاتمة وقال : واضح جدا إنك فرحانة بإمارة الفستان الأسود الي أنتي لبساه.... قالها ليجدها تجز بأسنانها ع شفتها السفلي... بحث بعينيه حتي وجد مفرش باللون الأسود فوق منضدة مستديرة قام بجذبه وأخذه وألقاه فوق رأسها كالحجاب وقال وهو يبتسم لها بإستفزاز : أنتي كده ناقصلك خطين حُمر ع قفاكي وتبقي شبه الأرملة السوداء


أشتد حنقها فصاحت : أنا أرمله سوداء؟؟؟!!!


مصطفي وهو يكتم ضحكاته قال : أنتي تطولي تبقي زيها دي أخطر وأقوي نوع ف العناكب


أشارت لنفسها وهي تصيح بغضب : أنا عنكبوته يامصطفي؟؟؟؟


مصطفي : عارفة ليه سموها أرملة سوداء؟؟ عشان بعيد عنك بعد مابتتجوز أي ذكر بعد مابتحمل منه بتقتله


أقتربت وهي تلقي بالمفرش ف الأرض وأخذت قطعة خزفيه وهي تقول : وأنا هقتلك يامصطفي .. قالتها لتلقي بها نحوه ليتفادها


_ يابنت المجنونه بتعملي أي ... قالها بصياح وهو يتفادي كل ما تلقيه عليه


ركضت خلفه وتقول : هقتلك عشان أنت خاين وغشاش... ملقتش غير الزفته دي ... قالتها وهي تخلع حذائها وتلقيه عليه فأمسك به


_ يابت أهدي هفهمك .. بس وقفي الي بترميه ده .. فاكره يعني مش هقدر عليكي وأمسكك!! قالها بتحذير


صاحت بغضب : أبقي تعالي ناحيتي عشان أخليك متحصلش ذكر الأرملة السوداء .. ها؟؟؟ قالتها بتهديد وهي تمسك بتمثال من الحديد صغير الحجم وكادت تلقيه .. ليسبقها وينحني ويجذب السجادة من تحت قدميها لتقع للخلف ع ظهرها ... أسرع نحوها ليعتليها ويمسك معصميها مقيدا إياها وقال : ماتهمدي بقي يخربيتك قطعتي نفسي معاكي


صرخت بصوت قد أخترق طبلة أذنيه .... قام بوضع يده ع فمها وأقترب بوجهه من وجهها وقال : أتكتمي الله يخربيتك هتفضحينا الناس يقولو علينا أي


_ دلف إياس فجاءة ليراهم بذلك الوضع : لالالالا أنا قولت تتصالحو مقولتش حاجه تانيه.. الي بتعملوه ده !!! قالها بمزاح


نهض مصطفي وقام يعتدل من مظهره لتنهض هي وتركض نحو إياس وهي تنظر لمصطفي بتوعد وتقول : ألحقني يا إياس صاحبك كان عايز يعتدي عليا ولما صوت كتم بوءي لولا إنك دخلت


مصطفي غر فاهه وصاح : والله العظيم كدابة أنا معملتلهاش حاجه


إياس أدرك خدعتها لكنه يسايرها وغمز لصديقه بدون ان تدري: كدابه إزاي يعني ده صوتها واصل لأخر الطرقة بره ... والأوضه مقلوبة والسجادة والتماثيل متكسرة الله يخربيتكو كل ده هحاسب عليه


أجهشت بالبكاء بتصنع : يعني عجبك الي عملو صاحبك فيا يرضيك يا إياس؟؟؟


إياس وهو يكتم ضحكاته : لاء ميرضنيش وعقابا ليه هيحاسب ع الحاجات الي أتكسرت دي ... وأنتي تعالي معايا عشان رنيم عيزاكي


خرجت وقبل أن تغادر نظرت لمصطفي الذي يتطاير الشر من عينيه رمقته بنظرة إستفزازية وتخرج لسانها بحركة طفوليه وقالت : مع السلامة ياذكر الأرملة السوداء


________________


_ أمام بوابة الإستقبال يدلف المدعون لحفل الزفاف .... الأقارب والمعارف وزملاء إياس بالعمل والعقيد منصور الذي يقف مع زوجته ... ويقف كلا من نور الدين وزوجته مني والدي إياس ف البهو بالداخل لإستقبال المدعوين


_ مش ملاحظ أخو المحروسة خطيبة أبنك لسه مجاش؟؟ قالتها مني ف أذن نور الذي يبتسم لأحد المعازيم ويصافحه


أنحني نور نحوها وقال من بين أسنانه : أهدي يامني خلي ليلة إبنك تعدي بخير


مني بزهو وغرور: طبعا ليلتو مش إحنا الي دافعين وأخوها مهنش عليه يدفع جنيه


نور بإمتعاض : أستغفر الله العظيم ... بقولك أي أستقبلي أنتي المعازيم .. أنا ماشي... قالها وتركها


_ يانور ..يانور... قالتها مناديه فلم يعيرها أي إهتمام


وصل صقر وهو يصف السيارة في مكان شاغر ... ترجل منها وقام بإغلاقها عن طريق مفتاح التحكم الإلكتروني... وتقدم نحو البوابة ويبحث بعينيه عن سيارة محمد و ع مايبدو إنه لم يصل بعد... دلف بهيبته ليجد المصورين والصحفيين ... يتهافتون نحوه


_ حضرة النقيب ألف ألف مبروك ع فرح أخت حضرتك أولا .. ثانيا ممكن نعرف من حضرتك أخر الأخبار .. هل صحيح إن آنسة فيروز سابتك وراحت أتخطبت لفارس الشامي المشهور بالمسيو وأصبحتم شركاء ف مجموعة سيلي ديزاين؟... قالتها الصحفية ووميض الكاميرات ينعكس ف عينيه مما سبب له الإزعاج


صقر بنبرة جديه : أظن أن الإرتباط من عدمه دي أمور شخصية مش هتفيد الناس لو عرفوها ... قالها ورمقها بإبتسامة صفراء


_ ألحقو خطيبة فارس الشامي ومعها رجل الأعمال محمد الأسيوطي... قالها إحد الصحفيين ليترك حشد المصوريين والصحفين صقر ويحاوطون فيروز ومحمد ....


_ لو سمحت يا آنسه فيروز .. هل فعلا كما أنتشر ف الآونه الأخيرة عن فسخ خطوبتك من صقر الهواري بسبب إتهامك ف قضية ليها علاقة بالآداب وبعدها ظهرت البراءة .. ورجعتي حضرتك من برة عشان فارس الشامي يعلن خطوبته عليكي... قالها الصحفي فرمقته بسخط


قال محمد بنبرة جديه بالنيابة عنها : كل الي إتقال إشاعات مغرضة وصحف صفرا الي بتكتب ده... أبقو روحو أتأكدو من الأخبار الأول


قالها ليحاوط فيروز بزراعه ويسرعو مبتعدين عن أولئك صائدون الأخبار... وصلت عند البوابة لتجد صقر يحدق بها وعينيه تقع ع زراع محمد التي تحاوطها ... يتحكم ف إعصابه بقوة ع الرغم من البركان الذي ع وشك الإنفجار بداخله ... دلف إلي الداخل ليجد والدة إياس


_ أهلا وسهلا ياسيادة النقيب ... قالتها مني بسخريه


إبتسم لها بحنق وقال : الله يسلمك ياطنط


ممكن تيجي تقف تستقبل المعازيم عشان أنا رجلي تعبت من الوقفه ... قالتها مني


زفر صقر بضيق وقال وهو يجز ع أسنانه : حاضر أتفضلي حضرتك روحي أستريحي.... قالها ومازال يتتبع بعينيه فيروز التي دلفت إلي الداخل وكل الأنظار تتلفت إليها وهي تتحاشي نظرات الجميع


________________________


_ مالك يافيروز .. أنتي أتأثرتي بكلام شوية الحوش الي بره دول؟؟ قالها محمد


فيروز وهي تمسح عبراتها بالمنشفه الورقيه : يعني هم قالو حاجه غلط ... مفيش حاجة بتستخبي... حسبي الله ونعم الوكيل ف الي لفق ليا التهمه دي


محمد : خلاص يابنتي أهدي كل العيون عليكي وأنتي عارفه الوسط ده مفهوش غير شوف فلان وشوف فلانة ... أضحكي بقي


أبتسمت لكن الإنكسار يغلب الإبتسامة ... لتنظر نحو بهو الإستقبال وتلتقي عينيها بعنين صقر الذي شعر بخطب ما فكاد يذهب إليها فأستوقفه ذلك الصوت


_ ألف ألف مبروك لرنيم ياصقر عقبالك... قالتها سيلين وبجوارها شهاب الذي يسند يدها ع ساعده


أبتسم صقر وقال : الله يبارك فيكي


شهاب : يلا بقي عايزين نفرح بيك أنت كمان ... قالها وهو يبتسم


رمقه صقر وقال من بين أسنانه : شكرا


شعر شهاب بالإحراج فقطب حاجبيه بضيق وقال : يلا ياسيلي تعالي نقعد


سيلين نظرت لصقر بضيق ثم تركته وذهبت برفقة زوجها..... ليجلسا معا ف طاولة بعيدا عن الإزدحام


_ أنا هاروح أشوف رنيم عشان زمانها زعلانه مني... قالتها فيروز ثم نهضت


محمد : أستني أنتي عارفة هي فين؟


فيروز : الي يسأل ميتوهش يامحمد


أبتسم وقال : أتنصحنا أهو


أبتسمت فقالت : وحياتك الزمن الي بيعلمك حاجات عايزه عمرين ع عمرك... عن إذنك .. قالتها ثم غادرت متجهه نحو الباب الذي يؤدي إلي ممر ضيق ... سألت إحدي العاملين بالقاعة ليشير لها نحو الدرج ...وكادت تصعد لتجد يد تجذبها إليه


___________________


_ مش كفاية بُعد بقي ... قالها صقر الذي حاصرها وقف أمامها لايفصل بينهم سوي مسافة قصيرة جدا يشعرا من خلالها بأنفاس بعضهما ...


زفرت بضيق وقالت : أنت ليه مش قادر تفهمني ... أنا مش عايزة أرجعلك غير لما تكون فعلا أتغيرت لأن لو رجعنا وفضلت زي ما أنت يبقي هنرجع لنقطة الصفر تاني وساعتها مش هيبقي فيها فرص للرجوع


جز ع فكيه وهو يحدق بها فقال : وده قرارك النهائي؟؟


فيروز بنبرة جديه : أه.. ده لصالحنا إحنا الأتنين وبكرة الأيام هتثبتلك صحة كلامي وإن أنا كان عندي حق


صقر : حاضر .. حاضر يافيروز.. قالها ليزفر ف وجهها ثم تركها .. وهي صعدت لأعلي .... ظلت تسأل ف الرواق عن غرفة رنيم حتي وصلت إليها ... طرقت ع الباب


رنيم من الداخل : مين؟


فيروز وهي تفتح الباب : أنا... قالتها وهي تبتسم وتتجه نحو رنيم التي تفتح زراعيها وتعانقها


رنيم بفرح وسعاده : أه ياتيت يانادلة أنا قولت إنك هتيجي من بدري


فيروز : معلش ياروني .. ما أنتي عارفه ... أخوكي أصلا سايبني ف حالي ده لازق جمبي 24 ساعه


رنيم بإستفهام : إزاي!!!


فيروز : يعني متعرفيش إنه ساكن ف الشقه الي قصادي!!


إبتسمت رنيم وبوسي وظل يضحكا


بوسي : واو أنا بحب أوي الجو ده .. طبعا عملك فيها زي روميو ويغنيلك من البلكونة والجو ده


إبتسمت بسخرية : أنا عايشة ف حرب أعصاب مش عارفه هتخلص إمتي


رنيم : صقر مش هيستسلم غير لما ترضي عليه وتسامحيه


فيروز : أنا سامحته بس قولتلو مفيش رجوع غير لما يتغير


بوسي : فيروز عندها حق يارنيم أسأليني أنا الي ف طبع مبيتغيرش


رنيم : وأنتي ياسوسه لحقتي أمتي تعرفي مصطفي أتغير ولا لاء


بوسي :خلاص بقي بلاش السيرة دي


رنيم : بقولكو أي أنتو الأتنين أنا فرحي دلوقت هتنكدو عليا ليه حرام عليكو


أبتسم فيروز وقالت : ياقلبي ألف ألف مبروك ويسعدكو ديما يارب إنتي وإياس


رنيم : يارب يافيرو وعقبالك إنتي وبوسي أشوفكو كل واحده متجوزه الي بتحبه وبيحبها


طرق ع الباب من الخارج : يلا يارنيم الفوتوجرافر جهز خلاص.. قالها إياس منتظرا بالخارج


رنيم : أنا جاية أهو ... أي يابنات شكلي حلو ؟؟


فيروز : بسم الله ماشاء الله شكلك قمر أوي


___________________


ألقت رنيم النظرة الأخيرة ع ثوبها الذي يتكون من طبقة الدانتيل الشفاف من عند الزراعين وأعلي الصدر والظهر ... بينما تليه طبقات من التول ... ضيق من الزراعين والصدر وينزل بإتساع مثل ثوب أميرات ديزني.... شعرها مصفف بشكل فني رقيق حيث تجمع شعرها ع جهة واحده وتجمعه وردة بيضاء كبيرة مرصعة بفصوص لامعه من اللؤلؤ تعلق طرحة الثوب من أسفل الوردة فتتدلي ع ظهرها بمظهر رائع وجذاب ... ترتدي أقراط من الألماس وعقد بنفس شكل الأقراط بشكل أزهار صغيرة... تضع لمسات جمالية بسيطة الحمرة الورديه وتتزين عينيها بالكحل فوق أهدابها التي وضعت عليهم القليل من ظلال العيون بللون الزهري الفاتح ... وحمرة وجنتيها بللون الوردي الخفيف ... والرموش الصناعية الكثيفة ...


خرجت بخطوات هادئة لتطلق الزغاريد من كل من فيروز وبوسي التي صمتت عندما رأت مصطفي يحدق بها ..... نزل الجميع إلي قاعة جانبية يتم فيها جلسات التصوير للعروسين ....


وميض الكاميرا الذي ينبعث بشكل متتالي ع العروسين ... كانت الصور كالتالي ... الأولي إياس يمتطي درابزون الدرج كالحصان ورنيم تفتعل كإنها تصرخ وتصيح فيه... الثانية رنيم تقف ف بداخل شرفة مثل جوليت سياجها معدني وإياس يرتدي معطف مثل الذي كان يرتديه روميو.. وأخري صورة يلتف حول عنق إياس حبل مثل المشنقة وطرفه معلقة بقبضة رنيم التي تقف ع شئ مرتفع وكأنها تقوم بخنقه ... وهو يفتعل تعبيرات مضحكة بوجهه كأنه مشنوق بالفعل لكن بشكل مضحك.. وصورة أخري ترتدي رنيم فيها الأصفاد المعدنية وتجلس ع الأرض وتفتعل تعبيرات خوف بملامح طفولية وخلفها إياس يصوب نحو رأسها فوهة مسدس ويضحك ضحكة شريرة بشكل مضحك... والعديد من الصور التي جعلت فيروز ومصطفي وبوسي لم يكف جميعهم عن الضحك ....


______________________


_ ممكن حضراتكو تيجو تاخدو صور جماعية مع العريس والعروسة؟؟ قالها المصور


فتقدمت بوسي الذي لحق بها مصطفي فحاوطها بزراعه ليقف بجوارها وهو يقف بجوار إياس... فيروز وقفت بجوار رنيم وهي تضع يدها ع ظهرها ... لتجد يد أخري تحاوط خصرها ... نظرت بجوارها وكادت تصيح فيه


_ أتصوري وأنتي ساكتة ... قالها صقر وهو يبتسم إلي الكاميرا


_ شيل إيدك من وسطي أحسنلك .. قالتها فيروز بتحذير


صقر هامسا : مش هشيل .. ولو عملتي أي حركة هبوسك أدام الواقفين دول كلهم وأنتي عارفاني مجنون وأعملها .


أتسعت عينيها من صدمة كلماته الجريئة .. فصمتت عندما قال المصور : ثري تو وان.. ليلتقط صورة تذكارية مليئة بالحب والسعادة ع الرغم الخلافات البسيطة التي توجد بين بعضهم


____________________


_ أكتمل جميع المدعوين بالقاعة ... والكل ف إنتظار دخول العروسين إلي القاعة ... وفجاءة تبدأ الموسيقي... ويبدأ الدخان ينبعث من فتحات بالسقف والأرضيه .. تتناثر ورقات ذهبية لامعه ع ساحة الرقص وصوت باب يفتح حتي يتتدلي من السقف أرجوحة تجلس عليها رنيم وتهبط لأسفل ... ليبدأ الحضور ف التصفيق.... وبدأت رنيم بالغناء


(رنيم) :


ياسلام على حبى وحبك


وعد ومكتوب لي احبك


ولا انامش الليل من حبك


الذي يدلف من باب أخر بالقاعة ويغني ف المايك الذي يحمله(إياس) :


ياسلام على حبى وحبك


ده ما كان على بالي احبك


ولا انامش الليل من حبك


ياسلام على حبى وحبك


رنيم)) :


ياحبيبى هواك جنني


والشوق ملاني جراح


وحياتك تبعد عني


وتسبني علشان ارتاح


(إياس) :


وانا يعني ماسك فيك


ماهو قلبي مشغول بك


(رنيم) :


حبك حيرني


(إياس) :


وانا زيك برضه


(رنيم) :


ربي يصبرني


(إياس) :


ايوه انا في عرضه


(رنيم) :


اعذرني لاني بحبك


مابنامش الليل من حبك


ياسلام على حبي وحبك


(إياس) :


مش ممكن اعيش من بعدك


ده خيالك جنبي ليلاتي


واقول لو ربنا يخدك كنت اعمل ايه ياحياتي


(رنيم) :


ان شاالله انت ياحبيبي


ياهنيا وكل نصيبي


هولع في روحي ياقبلي وعنيا


(إياس) :


لا اوعى ياروحي ده واجب عليا


(رنيم) :


من ساعة قلبي ماحبك


مابنمش الليل من حبك


ياسلام على حبي وحبك


وعد ومكتوب لي أحبك


يا سلام على حبي وحبك


(رنيم) :


حبتني صحيح ؟؟


إياس)) :


أُمال


رنيم)) :


أتاريني بقيت فرحانة


(إياس) :


عقبال كل العزال يتهنوا زي هنانا


(رنيم) :


شوف وشي اصفر ازاي من حبك


(إياس) :


شوفي جفني احمر ازاي من حبك


رنيم)) :


هتعيش ياروحي معايا ده انت حياتي ودنيتي


كفايه حب كفايه لحسن يضَر بصحتى


(رنيم & إياس) :


ياسلام على حبي وحبك


وعد ومكتوب لي احبك


يا سلام على حبي وحبك


_ كانا يتغنيا بشكل كوميدي وبتعابير وجه مضحكة ...... حتي أنتهيا من الغناء.... ليصفق لهما الجميع والصفير تتعالي من أصدقائهم


جاء المأذون أخيرا لتتعالي الزغاريد والفرح ... وقام بإجراءات عقد القران وظل إياس يردد خلف المأذون.... وكذلك صقر كونه وكيل العروس .... وإنتهي عقد القران بأجمل ما يتردد به الجميع


(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير)


توافد الجميع بترتيب ونظام ليقدمو المباركات للعروسين بالعناق والمصافحة


وقام المصور بإلتقاط صور لإياس ورنيم خاصة تلك الصورة التي يبرز كليهما فيها إبهامه الملطخ بالحبر الذي يُطبع به بداخل وثيقة الزواج .


__________________


_ بدأت تنخفض الإضاءة لتبتدي موسيقي هادئة لتعلن عن تقدم كل ثنائي للرقص معا ....


شهاب يجلس بجوار سيلين ويحاوطها بزراعه ويهمس ف أذنها : فاكرة يوم فرحنا ياحبي


تبدلت ملامحها من السعاده إلي الوجوم فصمتت وأرتسم طيف إبتسامة ع ثغرها ... أمسك شهاب بذقنها وينظر إليها


وقال : مالك ياسيلي أنا ضايقتك؟؟


ألتمعت عينيها بعبراتها التي ع وشك الإنسدال فقالت : بصراحة اليوم ده كان المفروض من أجمل أيام العمر الي أي واحدة بتتمناها لكن مر عليا زي الكابوس كنت خايفة أوي بسبب الي حصل


أمسك يدها بحنان وطبع قبلة حانيه أطال فيها بداخل كفها ثم قال : إن شاء الله هخلي كل أيامك سعادة ياروحي ... خلاص بقي عشان خاطري كفاية دموع .. قالها وهو يمسح عبراتها بأنامله .. ثم قبل جبهتها ... ليجد وميض كاميرا لإحدي الصحفين ...رمقه شهاب بحدية وهو يشير إليه ليأتي


جاء إليه الصحفي ويبتلع ريقه بخوف وقلق: أنا آسف لو أزعجت حضرتك بس دي مجلة محترمة والله بنزل فيها أخبار المجتمع ورجال الأعمال .. ولو عايزني أمسح الصورة خلاص.. الي حضرتك عايزو


أبتسم شهاب وقال : لاء متمسحهاش ونزلها بعنوان : قصة عشق شهاب السويفي وزوجته... قالها وهو ينظر بحب لسيلين


أنفرجت أساريره بسرور: حاضر يافندم من عينيا وهعملكو أحلي مقاله تحت الصورة


شهاب : بس أبعتهالي قبل ماتنشروها


الصحفي :طبعا طبعا .. يافندم .. عن إذنكم


شهاب : إتفضل


ضحكت سيلين وقالت : بصراحة أنا خوفت عليه قولت شكلك مش هتسيبو


شهاب : هو أنا شرير ياسيلي؟؟ بالعكس عايز العالم كله يعرف عن قصة حبنا... وبعدين بقي .. مش ناوية ترقصي معايا سلو


أبتسمت بخجل وقالت :السلو بتاعك ياحبيبي مينفعش هنا خالص ده عايز نبقي ف بيتنا


ضحك من كلماتها : أنتي نيتك شمال ياروحي


رمقته بسخط : أنا!!!


أومألها وقال : أومال أنا؟؟؟.... ع فكرة أنا اصدي أرقص معاكي زي الناس الي بترقص دي


سيلين بخجل شديد :طيب خلاص... وأنا أصلا كان أصدي إن الرقص السلو بتاعت بيقلب بعد كده


شهاب مبتسما : خلاص متزعليش تعالي يلا نقوم نرقص.... قالها وهو يجذبها من يدها ليتجها نحو ساحة الرقص ويحاوط خصرها بيديه وهي تضع يديها حول عنقه .... ليترقصا معا ع الموسيقي الهادئة مثل حياتهما التي أخيرا أستقرت بعد عذاب.


___________________


_ توقفت الموسيقي فجاءة ليقف مصطفي الذي تقع عينيه ع بسنت التي تجلس بمفردها أمام طاولة ف ركن هادئ ... صعد ع المنصة التي بها آلات الموسيقي وال(دجي ) ... أخذ ال(مايك)


وقال : النهاردة أجمل يوم عشان فرحة أخواتي وحبايبي إياس ورنيم ... إياس ده أكتر من أخ صاحبي الجدع ... صاحب صاحبه زي مابيقولو ... بقولو ألف ألف مبروووووووك وعقبال لما نباركلك ف ذريتك إن شاء الله ... وأحب أشكرك ياصاحبي لأنك السبب إن أتعرف ع أجمل وأرق بنت شافتها عينيا ومن مكاني هنا بقولها أنا بحبك يابسنت .. وع الرغم أنا مش عارف أنتي زعلانه مني ف أي بس أنا آسف ياحبيبتي ... وبقولك أدام الناس دي كلها أنا بحبك وهفضل أحبك وهتكوني خطيبتي ومراتي وأم عيالي ومش هيفرقني عنك غير الموت....( بحبك يابوسي )


قالها لتتعالي الهمسات بإنبهار وإعجاب الفتيات التي تمنت ذلك الشاب الوسيم ذو القلب العاشق وتمنوا إنهم يكون بمكانتها ... والأخريات كانت تحقدن عليها بكراهية ... أسكتهم فجاءة ذلك الصوت العاشق الذي تغني به مصطفي بعدما أشار للعازفين بقيامهم بعزف تلك الأغنية


وانا بين أديك .. تهت في مكاني


ونسيت معاك .. عمري وزماني


والوقت فات وياك ثواني


قربني ليك .. سبني أعيش أحساسي بيك


بتحدى العالم كله وانا وياك


وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك


وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك


قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك


انا عشقي ليك .. عشق القمر للنجمة والليل والسهر


وشوقي ليك .. فوق الخيال .. فوق احتمال كل البشر


من يوم لقائك .. حلوة الحياة


بتحدى العالم كله وانا وياك


وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك


وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك


قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك


اتحدى بيك .. كل الوجود .. وياك اكون او لا اكون


انا مش حعيش من غير هواك .. انا قلبي عاشق للجنون


من يوم لقائك .. حلوة الحياة


بتحدى العالم كله وانا وياك


وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك


وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك


قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك


_ وف إثناء غناءه.... تقدمت بسنت نحو المنصة لتقف بجواره ويتراقصا معا وهو يغني لها من صميم قلبه


_ بينما فيروز التي تجلس ع الطاولة المقابلة للطاولة الذي يجلس عليها صقر... كانت عبراتها تنسدل وألتمعت ف الضوء الخافت حتي تلاقت عينيها بعينيه ... نهضت ع الفور لتركض مسرعه نحو الرواق الذي يؤدي إلي الخارج ... لحق بها وقبل أن تغادر جذبها من يدها و ع ألحان الأغنية التي يتغني بها مصطفي ... كانا يتبادلان نظرات العشق واللهفة والإشتياق ... لم يتفوه كليهما بأي كلمة فاللغة العيون كافية بقول المشاعر التي بداخلهم ...


أندفعت ولا تعلم كيف حدث ذلك ... أرتمت ع صدره ليضمها بفيضان عشقه الآسر... ويعانقها بحبه المتيم بها ... تشبثت به وهي تعانقه بقوة كالتائه الذي ضل سبيله وأخيرا وجد ملاذه الذي يحتمي بداخله .... قلوب تعذبت كثيرا وها هي أخيرا تريد أن تنعم براحة ف مملكة العشق التي تحكم بقانون لاصوت يعلو فوق صوت الحب.


إنتهت الحلقة بالجزء الاول والتاني وهييييييييييح بقي ... يارب تكون عجبتكو أطول حلقة ف الرواية وأكتر حلقة رومانسية وكوميديه بعكس النكد الي فات كله ... عقبال أخر حلقتين..... وماتنسو التفاعلات والكومنتات

أترككم ف حفظ الله حبايبي

باي باي

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close