![]() |
زهرة اصلان
الفصل السادس والعشرون حتي الثلاثون
تعالت أصوات الضحك من داخل المطبخ الذى جسد قاعة اجتماعات مصغرة لأسامة يخطط فيها لليوم التالى الذى أصبح عطلة لهم من العمل .. إلا أن هذه الأصوات لم تزد الجالس بالخارج ذو القلب النابض للجنية إلا تجهما لم يلاحظه سوى أخيه منير الجالس مقابل له و بجواره زوجته سلوى التى أخذت تثرثر عن اليوم الذى قضوه و خاصة عن زهرة زوجة ابن عمهم و التى راعتها كثيرا مما جعلها تكسب قلب سلوى و جعل سلوى تلقى فيها شعرا كما لو كانت تنظم لها دعاية إنتخابية جعلت من منير الجالس بجانبها لأول مرة يتمنى أن يمتلك الشجاعة و يقبل تلك الثرثارة من شفتيها حتى تنهى حديثها الذى يعلم تأثيره جيدا على أخيه .. و قطع تخيلات منير عن زوجته ما توجس منه حيث استقام رائد من مجلسه فجأة متوجها لمكان تواجد جنيته الصغيرة إلا أنه كان فى انتظاره صدمة أخرى تمثلت فى المشهد الحميمى بينها و بين زوجها الأصلان و الذى يراه لأول مرة فى هذا الوضع من فقدان السيطرة .. وقف رائد متصنما و أغلق عينيه ثوانى و فى نفسه مشاعر مختلفة بين الحزن و الفقد و الخسارة و الندم و الحقد على ابن عمه إلا أنه فى ذات الوقت يعذره فإذا كان هو من تواجد دائما فى النوادى و المجتمعات المخملية و التى يرتدى البعض فيها ماهو غير لائق و قد سقط فى هوى تلك الجنية صريعا من اللقاء الأول فما بال ابن عمه الأصلان الذى اعتزل صنف النساء من صغره ..
الأصلان ابن عمه الذى من صغره يأبى أن تنفضح انفعالاته أمام الغير وخاصة منذ تلك الحادثة التى فقد فيها نصفه الثانى و ألتهمت النيران جزء من جسده أصبح لا يخشى أن يظهر ضعفه و حبه لتلك الجنية أمام الجميع .. فها هو يجلسها على قدميه و يطعمها بنفسه و لا يخفى على عينيه التى تكاد تخترقهم ملامسته لشفتيها و ملامستها البسيطة لأصابعه .. فكان الأمر بالنسبة له صفعة تفيقه من أمانيه و تخيلاته و ترده للواقع اللعين المتمثل فى عشق الأصلان لزوجته و عشق تلك الصغيرة له .. على الجهة الأخرى تتأفف نانى بعد أن تجاهل رائد ندائها له و اتجه للمطبخ و قد حاول منير أن يهدئ الوضع المتوتر بينها و بين أخيه إلا أنه صدم فى النهاية هو و سلوى عندما اتضح أن سبب صراخها عليه و حنقها منه هو رغبتها فى مشروب بارد من المطبخ مما جعل منير يلوم أمه فى داخله على تلك الفتاة التى جلبتها لهم .. و للمرة الثانية يخرج رائد من المطبخ متجه لغرفته دون أن يعبىء بنداء نانى له و التى اتجهت هى الأخرى لغرفتها .. خرج الجميع من المطبخ الى حيث منير و سلوى بعد أن طردهم أخيهم الأصلان من المطبخ و أكملوا سهرتهم بالخارج ..أما الأصلان كان مصرا على إطعام زهرة قدرا كافى من الطعام مما جعله يتمهل معها و يحدثها بموضوعات مختلفة حتى انتهت كذلك لم تتزحزح هى حتى تأكدت من إنتهائه من الأكل كان معها خفوت الأضواء و هدوء الأصوات و عندما خرجوا لم يجدوا أحد فقد أنهى الجميع سهرته و اتجهوا لغرفهم لم يتبقى غيرهم .. ساعدها فى الصعود حتى وصلت لفراشها و ضمها لصدره بملابسهم و رفع غطاء خفيف عليهم ذاهبين فى نوم عميق .
استيقظ الأصلان على صوت طرقات على باب جناحه و يرافقها صوت صاخب لم يكن إلا لبوسى التى لم تفصل طرقاتها إلا بعد أن أنبتها عمته سعاد و أصطحبتها معها .. ألتقط أصلان أنفاسه و نظر لتلك التى تتوسط ذراعيه نائمة بسلام تضع رأسها على صدره و كأن لا يوجد شىء مهم فى العالم غير هذا .. فتن منظرها هذا أصلان الذى أشتاق لها حد الجحيم و وجد
نفسه يمطرها بقبلات خفيفة على وجنتيها و جبينها و أنفها و شفتيها و شفت...... .. حتى تحولت قبلاته الخفيفة على شفتيها إلى قبلات سا....أيقظت قطته و التى لا طاقة لها بمقاومته من قريب أو بعيد بل تلتصق به و تتنفس أنفاسه الساخنة .. يسند جبينه على جبينها و تتلاطم أنفاسهم نظرا لبعضهما ثوانى ثم انتقلت أنظارهما الى شفتيهما .. رمشت هى بعينيها عدة مرات خجلة من رغبتها الشديدة به و ابتلع هو ريقه عدة مرات مما يريد أن يفعله معها .. بأنفاس متهدجة قالت :
- أصلااااااان ...
رد بأنفاس منقطعة :
- حبيبى .....22
و لم يمهلها فرصة .. ألتقط شفتيها يقبلها بشكل ساخن جعل ذراعيها تحاوطان عنقه و ترتفع تداعبان شعره الكثيف .. فانتقل بقبلاته لعنقها و كتفها بعد أن أزاح جزء من فستانها الذى مازالت ترتديه من أمس .. و نقلت هى يديها و أزاحت جزء من تشيرته تتلمس معدته و صدره بشكل أخرج تأوهاته الرجولية دليلا على استمتاعه .. و اقترب هامسا فى أذنها بعد أن قبلها عدة مرات عليها :
أرضينى يا زهرة
شهقت قطته من طلبه و زادت عينيها إشراقا دليلا على موافقتها .. و شرع يزيح عنهما ملابس اليوم السابق و عاد يوزع قبلاته على كافة أنحاء جسد.....برقة شديدة اضطربت معها مشاعرها و مشاعره و زادت لهفته .. أما هى فلا تعلم ما بالها تريده بشدة أن يحتوى كيانها و ترغبه بكافة حواسها و تشتهى رائحته و التى جعلتها تضغط بأسنانها على عنقه مخلفة ورائها عضات خفيفة جعلته ينفجر ضاحكا على تلك القطة الشرسة التى ترغب و تشتهى كما يرغب هو و يشتهى إلا أنها أثارت أصلانها بشدة جعلته يداعبها بشكل أقرب للفحش و ....... للمرة الثانية فزعتهم طرقات شديدة على الباب و صوت بوسى ابنة عمته و التى أقسم أن ينتقم منها جديا حينما يراها و التى لم تأتى إلا لتنبههم لموعد الغداء و لما لم تجد من يعيرها انتباها كما استشفت بخبث ما يحدث خلف الأبواب المغلقة انطلقت إلى الأسفل معطية تقريرا مفصلا للعائلة كاملة و قد ساعد فى ذلك صوتها الجهورى .. أما عند العاشقين فأحدهما قد أحمر وجهه من الوقت الخاطىء كليا فى مقاطعتهم و الأخرى تهدجت أنفاسها و دمعت عيناها لنفس السبب
.. اقترب أصلان ثانية يهيئها حتى هدئت معه
و همس لها ثانية و هو يداعب أنوثتها بقوله :
أرضينى يا زهرة .. أرضينى
و استجابت هى لطلبه و شرعت ترضيه و ترضيه حتى انطلقت تأوهاته الرجولية الدالة على استمتاعه و رضاه .. و كذلك أناتها الدالة على متعتها و رضاها .. ترضيه و يرضيها حتى انتهى و انتهت هى .. و أخذها بين ذراعيه يهدئان من اضطراب أجسادهما و مشاعرها .
و قام بعادته معها فحملها للاستحمام معا و أرتداء ملابسهما .. فأخرجت له جلباب بيتى سماوى اللون و تحته بنطلون من نفس اللون
.. كما أرتدتدت هى فستان مجسم باللون الوردى طويل حتى الكاحل و أكمامه طويلة إلا أنها رفعتها قليلا و على أحد كتفيها شالا حريرى اختلط لونه بين الوردى و الأبيض و الأزرق أعطاها إشراقا لوجهها الذى تشرب بحمرة لذيذة جعلت من الواقف خلفها يمشط لها شعرها أمام المرآة راغبا فى الاحتفاظ بها بين ذراعيه من جديد بعيدا عن أخوته و أبناء عمه حتى بعيدا عن جده و أبو أحمد و عمه زاهر و زوج عمته سعاد .. و بعد أن انتهى أصلان من تمشيط شعرها و تركه على طوله الذى تعدى منتصف فخذيها فجسدت هى لوحة أصلية للبراءة و الجمال جعلته يحمد الله و يشكره على تلك الهبة التى جاءت له بعد أن يأس طويلا من حياته .. نظرت له قطته بعد أن واجهته بعينين تفيضان عشقا لأصلانها بادلها هو بنفس نظرتها ثم اقترب أكثر جاعلا إياها أقرب لصدره و قبلها على جبينها ببطىء شديد دلالة على عمق مشاعره تجاهها .. و اتجها إلى الأسفل حيث تجمعت عائلته بعد أن أديا صلاة العصر بجناحهما .
ثم نزلا للطابق الأول حيث تجتمع العائلة و التى تقسمت بعد انتهاء تناول الغذاء الى قسمين : تجمع الرجال فى غرفة الجلوس أما النساء تجمعت فى الصالة .. و قد شهد القسم الثانى أى النساء نزول أصلان يحاوط زهرة بإحدى ذراعيه يتبادلان الابتسامات البسيطة الهادئة و الراحة متجسدة على وجوههم بشكل جعل تلك الراحة تنتقل تلقائيا لقلب كل من أحبوهما من المجتمعات بالصالة .. كما انقلبت لحقد فى قلوب البعض الآخر .. يهمس لها بإنفصاله عنها بعض الوقت للجلوس مع أقاربه و أومئت هى متفهمة وضعه لا تخالف له كلمة و مازالت محافظة على ابتسامتها و التى جعلته لا يقاوم و لا يهتم بمن ينظر لهما فقبلها على جبينها بشكل هادىء و انطلق هو بعد أن ألقى السلام على النساء إلى غرفة الجلوس حيث جده و البقية .
و كانت هى فى مواجهة عدد لا يحصى من العيون المتفحصة لها من غيرة الى حسد الى فرحة الى باحثة .. نعم باحثة عما بها يزيد عن الآخريات لكى تنعم باستقرار و سعادة فى حياتها غير مدركات بإن هذا الاستقرار قد دفعت ثمنا له مقدما من حياتها كيتيمة الأم و الأب تعيش عند عمتها بلا سند و لا حماية .. بل من مستقبلها بعد أن كانت ككبش فداء لأخيها الذى فكر بكل أنانية بنفسه فقط .. و كذلك من محاولاتها التى لا تمل من جعل هذا الأصلان يميل لها .. و لما شعرت السيدة نعمة بما تواجهه كنتها استقامت تجذبها الى جانبها و قد صلت على رسول الله و سمت عليها هى و السيدة سعاد العديد من المرات خوفا من العين .. خاصة و أن نانى التى فضلتها صفصف زوجة زاهر عليها لا تكاد ترى بجانب زهرة .. جلست زهرة بين السيدة نعمة و السيدة سعاد و اللاتى لم تتركاها بعد أن لاحظنا إشراق وجهها و إحمرار وجنتيها و قد تجسد فى ذهنهما تفاصيل المشهد الحميمى اللتان شاهدتا أمس غير عالمتين بالآخر الذى فاتهما بالصباح .. و شرعتا فى السؤال عن صحتها و إذا كانت تتألم أم لا و غيرها من الأسئلة بشكل هادىء و التى لم ترد عليها زهرة بل زادت خجلا منها .. و لم ينقذها من براثن أم زوجها و عمته سوى بوسى و سوما اللتان حملتا راية الدفاع عن صديقتهما .. فجذبتها بوسى بشجاعة منقطعة النظير من بينهما و أجلستاها بالقرب منهما يتناقشان فى أمور دراستهن و التى تجمعهن معا كما جلست أيضا بالقرب منهما أسماء و سلوى التى شاركتا فى الكلام .. أما صفصف و نانى فجلستا على أريكة منفصلة .. تتحدث صفصف مفتخرة عن نانى و ما سوف تجعل عليه زفاف إبنها متجاهلة تماما كنتها الأخرى سلوى و كأنها بحديثها عن نانى تنتقم من غريمتها نعمة التى لم تعير أى اهتمام لفشخرتها الكاذبة بل كان فكرها مشغولا بحديث سعاد معها سابقا .. و الذى لم تفكر فيه جديا إلا فى تلك الأيام و هو موضوع حمل زهرة كما أنها انتبهت جديا لبنيتها الضعيفة فى مقابل ضخامة بنية الأصلان الجسدية بشكل يرهقها جسديا .. كما أن زهرة لا تريح نفسها أبدا بل تشارك فى أعمال المنزل و تتولى رعاية الحج قدرى بصفة خاصة و كذلك هى .. مما جعل السيدة نعمة تتخذ قرارات جديدة بشأن هذا الأمر .. حتى تستطيع زهرة الراحة و بالتالى تتمكن من الحصول على حفيدها من الأصلان و الذى لطالما انتظرته طويلا .. كما إنها لا تريد لزهرة ببنيتها الضعيفة و إرهاقها الدائم أن تفقد الجنين إذا كانت حاملا به .
أما فى غرفة الجلوس دخل الأصلان مشرق الوجه بشكل أسعد الموجودين كما آثار إستغرابهم ماعدا أهل منزله الذين يرون هذا الإشراق من فترة و يعلمون سببه و الذى يتجسد فى تلك القطة الصغيرة التى لا يبعدها الأصلان عن ذراعيه .. و تبادل حديث الأعمال بين الموجودين .. حتى استقام أسامة يطلب لهم دورا آخر من الشاى فمنعه الأصلان و ذهب هو بدلا منه لأول مرة ليطمئن بشكل غير مباشر على زهرته و يشبع نفسه التائقة لها برؤيتها و هو أمر الذى لم يفت أسامة كما آثار حنقه .. فقد أراد هو الآخر أن يرى سوما مما جعله يلتصق بأخيه الأكبر بكل سماجة
- أصلان :
إيه ؟!
- أسامة بغباء :
إيه ؟!
- أصلان :
رايح فين يابنى خليك ؟
- غمز له أسامة :
مطرح ما أنت رايح .. رجلى على
رجلك .
-أصلان بحنق من أخيه الأصغر :
أنا رايح أوصى أم أحمد على شاى .
- أسامة :
ما أنا كمان هوصيها على شاى .
- أصلان بحنق :
هى زفة .. خلاص أنا هقولها .
- أسامة و لا نية له بالابتعاد عن أخيه :
أروح معاك .
" و قد شابك ذراعه بذراع أخيه "
- أصلان زافرا :
أعد يا أسامة ..
" و أكمل هامسا بعد أن جذب حديثهما
انتباه الآخرين و آثار ضحكهم "
أنا هطل على زهرة اطمن عليها .
- أسامة هامسا هو الآخر :
ما أنا كمان عاوز أطل على سوما
.. إشمعنا أنت ؟!
- نظر الأخوان لبعضهما قليلا و لما وجدا أنه
لن يتنازل أحد منهما للآخر ذهبا معا فى
مشهد آثار ضحك الكل ماعدا رائد و سعادة
الجد الذى تأكد من صحة أختياره لزهرة
كزوجة لحفيده الأكبر .. فهو للمرة الأولى
من سنين يرى مشاكسة أصلان لإخوته و خروج روحه المرحة التى افتقدها الجميع .
خرج أصلان و أسامة من غرفة الجلوس يضحكان سويا و يتهامسان فى مشهد أثلج قلب السيدة نعمة التى لم تترك قرآة المعوذتين فى سرها .. خاصة حينما رأت نظرات زوجة عمهما الحقودة تجاه أبنائها .. و تنحنح أسامة حينما وصل أولا لتجمع النساء قائلا
- أسامة :
أحم .. أحم .. إحنا بس عاوزين شاى
- عمته ضاحكة بعد أن رأته يوجه حديثه
لسوما فقط و التى انصهرت خجلا هى
الأخرى :
و ماله .. روحى يا سوما قولى للبنات
فى المطبخ إنهم عاوزين شاى .
" أسامة الذى ذهب مع سوما تحت ضحك
الأخريات "
- السيدة نعمة موجهة حديثها لأسامة :
يوه رايح فين يا واد ؟!
- أسامة غامزا لأمة :
هروح معاها أوصلها .
" أشارت أمه له بالذهاب معها بعد أن غرقت فى موجة ضحك مع عمته " .
أما سعاد قدرى و التى رأت وقوف الأصلان بعيدا دون قول شىء مركزا بصره على تلك التى تتحدث مع إبنتها و يتابع تفاصيلها .. و قد أشارت لنعمة عليه و التى قالت :
- السيدة نعمة :
تعالى أعد يا أصلان لحد ما أسامة يجيب
الشاى .
استجاب أصلان لحديث أمه و الذى طابق هوى نفسه فى أن يشبع نفسه برؤية قطته و التى ارتبكت حينما وجدته يقف أمامها ينظر لها بسوداويتيه اللامعة و موجها حديثه لبوسى
- أصلان بنظرة نارية لبوسى :
أومى .
- بوسى بخوف كاذب من نظرته :
أمرك يا سيدى .
و عندما مرت بجانبه أعطاها كفا خفيفا على رأسها كان قد أقسم منذ الصباح على إعطاءه لها حتى لا تقاطعه ثانية مع زهرة
- بوسى :
الله .. ليه كده يا معلمى ما أنا قمت أهو
من جنبها ؟!
- أصلان بصوت هامس يصل لبوسى فقط :
عشان تبقى تهبدى على الباب زى
الحمارة تانى .
و تركت له المكان .. و جلس هو بجانب زوجته يحيطها بذراعه تحت أنظار الموجودين الذين لم يعيرهم أى اهتمام .
- فقالت زوجة عمه بنبرة حقد :
إيه الأخبار يا أصلان ؟ .. مفيش حاجة
جاية فى السكة كده و لا كده ؟
" و أرفقت كلامها بابتسامة صفراء "
دا إنتوا بقالكوا كذا شهر .. مع إن سلوى
مرات منير و أختك أسماء حملوا من
أول شهر .
سبب كلامها شهقة خافتة من نعمة و سعاد على الكلام المسموم الذى تلقيه على مسامع الجميع .. كما صمت كل الموجودين كذلك تصنم أسامة وسوما القادمات من المطبخ و يحملان مجموعة من أكواب الشاى .. كما أصمت زهرة التى تألمت من الحديث و جعل الأصلان يشد قبضته على ذراع زهرة و ينظر لها فوجدها تنظر لأسفل .. أبعد ذراعه من حولها و رفع لها رأسها و كأنه يخبرها بألا تحنى رأسها للأسفل .. ثم بادل زوجة عمه نفس الابتسامة الصفراء قائلا
- أصلان :
أعذرينى أنا يا مرات عمى على الموضوع
ده .. اللى بعمله معاها ميخليهاش تحمل
أبدا .
أفاقت صفصف من كلام أصلان على شهقات من حولها خجلة من كلامه و انفجار سعاد من الضحك قائلة بنبرة ذات مغذى لنعمة :
و إحنا نشهد
الأمر الذى أعاد الحياة للمكان .. فانطلقت أحاديث سلوى و أسماء الجانبية و عادت نانى لهاتفها متجاهلة الجميع بعد أن ألقت نظرة حاقدة لزهرة .. و صمتت صفصف تماما بعد رد أصلان الذى أخرسها .. كما انغمست نعمة و سعاد فى خططهم و أحاديثهم الجانبية .. و انطلق أسامة لغرفة الجلوس حاملا صينية الشاى و انضمت سوما لبوسى .. و لم يتبقى سوى زهرة التى انكمشت فى ملابسها خجلا من حديث الأصلان و أصلان الذى يراقبها بعينين امتلأتا شغفا لها و حدها تلك القطة التى تلهب أحاسيسه و جسده بشكل لم يجربه سابقا .. هو الذى غرق بها بشغف رجل شارف على الأربعين مكتمل الرجولة بشكل يجعله يرغب قطته مرارا و تكرارا حتى يشبع شغفه بها و يشفى قلبه و يبرى روحه .. أنهى أفكاره على قبلته لجبينها و تركها لاحقا أسامة لغرفة الجلوس .
اقترب موعد العشاء و الذى اضطرت فيه زهرة الى الرضوخ لإصرار السيدة نعمة و السيدة سعاد فى التزام الراحة و عدم المساعدة فى تحضير العشاء ككل ليلة .. بل اقترحت سعاد أن تقوم البنات أسماء و سوما و بوسى فى مساعدة أم أحمد و فاطمة و ورد فى تحضير العشاء .. الأمر الذى تعجبت له زهرة إلا أنها لم تعلق .. تجمع الكل حول المائدة بالترتيب المعتاد لتناول الطعام .. تناول أصلان طعامه بشهية أكثر من المعتاد و كذلك زهرة فهما لم يتناولا الطعام من الصباح .. و لم توفر زهرة جهدا فى الاهتمام بأصلانها بشكل أثار إعجاب محسن زوج سعاد و زاهر .. و أثار غيرة رائد و حقد صفصف .. انتهى الجميع من تناول الطعام .. كذلك انتهت السهرة و اتجه البعض لغرفته مثل الجد و ابنه زاهر و أسماء و محمد و بودة .. و هو وقت رآه أصلان مناسبا للانسحاب لغرفته كما أشار لأسامة نظرا لأنه بانتظارهم يوم عمل طويل فى اليوم التالى ..
انسحب أيضا خلف أصلان و زهرة السيدة نعمة و سعاد قدرى بشكل لافت للإنتباه و لكن لم تعلق بوسى أو أسامة أو سوما الذين لم يفتهم لحاق السيدة نعمة و سعاد خلف أخيهم الأصلان و كأن بينهم شىء ما .. أما منير و سلوى و نانى و رائد فلم يلاحظوا أصلا .
اتجه الأصلان إلى جناحه بصحبة زهرة يهمس لها بغزل و تبتسم هى بخفة له .................
أصلاااااااااااااااااااااااان
و لم يكن الصوت إلا للسيدة نعمة و تظهر من خلفها السيدة سعاد .. توقف أصلان أمام جناحه و بجانبه زهرة فى مقابل أمه و عمته متعجبا من اضطراب ملامح وجههم الواضحة و كأن هناك حديث ما يدور فى الأجواء
- أصلان :
أيوة يمة .. خير فى حاجة .
- السيدة نعمة بتوتر :
أأ أأيوووه .. فى ...............................
- أصلان ينتظر والدته أن تكمل حديثها .
- السيدة نعمة :
أأ أ أ صل .. أصل عمتك سعاد عيانة
شوية .. و و و .. و هناخد زهرة شوية
بس تكون معانا .. و و بعدين نرجعها .
- و قبل أن يرد أصلان قالت عمته موجهة حديثها لزهرة و مصطنعة الألم :
تعالى يا زهرة .. عاوزاكى معايا معلش .
- ردت زهرة بنبرة متسامحة :
حاضر يا طنط .. مفيش مشكلة .
و غادرت زهرة مع السيدة سعاد و السيدة نعمة بعد أن استأذنت الأصلان و قد شعرت بشعور غير مريح .. كما تعجب الأصلان من توتر أمه و عمته إلا أنه لم يعلق .. وقد دخل جناحه يشغل نفسه فى مراجعة بعض أوراق العمل حتى تأتى قطته .. فهما لم يفترقا منذ زواجهم الفعلى إلا أيام سفر الأصلان فقط أما عدا ذلك فهو لا يبعد قطته عن ذراعيه قيد أنملة حتى فلا يهنىء بنوم بعيدا عنها و هى الأخرى لا تتمتع بنوم مريح عميق إلا بين ذراعيه .
فى داخل غرفة السيدة نعمة تجلس زهرة على طرف الفراش كما أمرتها السيدة سعاد قدرى و التى كما تبدو لزهرة لا تعانى من أى مرض .. و يقابلها فى جلستها السيدة نعمة أما السيدة سعاد جلست على الطرف الآخر من الفراش .. نظرت لهم زهرة بعدم فهم لما يحدث ..
- قالت زهرة و قد اضطربت دقات قلبها :
ماما .. خير فى إيه ؟!
- حضنت السيدة نعمة زهرة بمحبة أم و قالت :
متخفيش يا حبيبتى .. دا أنا و عمتك
سعاد كنا عاوزينك فى موضوع من
غير الأصلان ما يعرف .. عشان كده
قلنه إن سعاد عيانة عشان يسيبك .
- همهمت زهرة متفهمة حتى الآن دافعها إلا أن قلبها مازال غير مطمئن :
طيب خير .
- تولت السيدة سعاد دفة الحديث و قالت :
بصى يا زهرة .. طبعا أنتى شيفة سؤال
الكل عن حملك .. و عن سبب التأخير
و الكلام ده .. و إحنا من حبنا فيكى أنتى
و أصلان عاوزين ربنا يكرمك بالخلف
و أديكى شايفة أصلان خلاص قرب يدخل
على الأربعين و عاوزله ابن يشيله .
- أكملت نعمة :
يا بنتى و أنا زى أمك و بنصحك .. الستات
دلوقتى معادوش زى بتوع زمان الواحدة
مننا كانت تحمل و تشيل بيت على كتفها
.. و نخلف من هنا و نقوم نأكل باقى عيلتنا من هنا .. و نغسل كمان و نشوف شغل
البيت .. و أنتى يا بنتى بالذات صحتك
قدك وكمان مش مبطلة شغل فى البيت .
- أكملت سعاد :
و البيت زي ما أنتى شايفة واسع يهد
حيل أجدع واحدة مش عصفورة زيك ..
عشان كده خليناكى أنا و أمك نعمة
متعمليش العشا إنهاردة .. و كمان من بعد
كده ملكيش دعوة بشغل البيت نهائى .
- ربتت السيدة نعمة على يد زهرة التى
تضعها على قدميها :
و أنا عاوزاكى تريحى جسمك خالص يا
رورو .. عشان لما يحصل حاجة بينك
و بين الأصلان ربنا يكرمك و تثبت فى
بطنك .. فاهمانى يا بنتى .. مش عاوزاكى
تتعبى نفسك و أنا أصلا كنت بقوم بكل
حاجة مع أم أحمد و البنات قبل ما أنتى
تيجى .
- تجهم وجه زهرة من حديث والدة الأصلان و عمته و جرحها أيضا .. فحملها من الأصلان لم يتأخر بالشكل الذى يصوروه فهى متزوجة فعليا منه منذ شهرين إلا أنها لم تتحدث كعادتها و أسرتها فى نفسها .. و ما تقوم به فى المنزل فهو ليس استعراض أو تقضية للوقت إنما هو واجبها كزوجة فى رعاية عائلتها الصغيرة و التى تتكون حاليا منها هى و الأصلان .. أرادت زهرة أن ترضى جميع الأطراف كما إنه ليس من عاداتها أن ترادد من هم أكبر منها سنا بل فضلت الانتظار قليلا و تهدئة الأمور ثم تعود لمناقشة وجهة نظرها مع السيدة نعمة أو الجد إذا إضطرها الأمر .. فقالت مطيعة :
حاضر إللى تشوفوه .
" و ما إن همت بالاستئذان حتى أجلستها
سعاد بحديثها "
- سعاد قدرى :
آه و بالنسبة ليكى أنتى و أصلان .. مش
محتاجة أقولك إنه شديد شوية عنك ..
و الصراحة إنه شديد أوى .
- لم ترد زهرة على حديثها الذى فهمته و إنما عبر عن فهمها إحمرار وجنتيها .
- فأكملت سعاد حينما استشفت فهم زهرة لمجرى الكلام الذى بدأت السيدة نعمة فى التوجس من نتائجه :
يا زهرة أكيد أنتى فاهمة أن اللى بيزيد
عن حده بيتألب للضده .. و أنتى يا بنتى
صحتك ضعيفة ..
" و أكملت بجراءة "
يعنى اللى بيحطه فيكى من هنا بيروح
لما يحصل حاجة تانية بعدها على طول
فى نفس اليوم أو اليوم اللى وراه .. و من
اللى لاحظته من ساعة ما جيت إن
الموضوع بيحصل كام مرة فى اليوم و ده
مينفعش .
- ظهر الضيق جليا على ملامح زهرة لدرجة لاحظته السيدة نعمة و السيدة سعاد اللتان تعدتا المساحة الشخصية لها و لزوجها بشكل
مبالغ فيه تحت مسمى المصلحة العامة غافلين عن إن الزواج هو الطريقة الشرعية التى تحصن المرأة و الرجل .. و إن ما تتحدثان عنه هو حلال الزوج فى زوجته و حلال الزوجة فى زوجها .. كما من قال لهم إن هذا الأمر يؤثر على حملها أو على صحتها .. و الكثير و الكثير من الأفكار قاطعتها السيدة سعاد بقولها
- سعاد :
يعنى نهاية القول .. إحنا عاوزينك تفصلى
عن الأصلان كام مرة فى الأسبوع ..
عشان لو فى حاجة ربنا يكرمك .. و هنبدأ
من إنهاردة .
- أكملت السيدة نعمة التى يبدو عدم إقتناعها
بما تقوله :
و إحنا كل يوم و يوم هنطلعله بحجة عشان
يسيبك تباتى معايا .. و هنبدأ من إنهاردة
.. خلاص إحنا قلناله إن سعاد تعبانة ..
و هنخليكى بيتة معايا بحجة إنك
بتراعيها .. و خليكى هنا إنهاردة نامى معايا .
لم تستطع زهرة الفك من براثن والدة زوجها و عمته .. من محاصرتهم لها كذلك من عظم جرحها من حديثهم و دمعت عينيها من وقعه عليها كذلك من إحساسها بضيق نفسها لمجرد لاحت فكرة فصلهما عن بعض فى الأجواء .. لما يتدخلون ؟ .. ألا يعرفون تعلقها الشديد به ؟ .. ألا يعرفون بعدم قدرتها على البعد عنه و لو قليلا ؟ .. ألا يعرفون بعدم قدرتها على النوم بعيدا عنه ؟ .. عدم قدرتها على التنفس فى مكان بعيدا عنه .. عدم قدرتها فى مفارقة حبيبها .. رغبتهم المتبادلة بينهم .. هى الفتاة التى تحولت لأمرأة مبكرا من أجل وحش لطيف وقعت فى حبه من النظرة الأولى .. يلومونها على ولهها به .. يلوموها على قربهم من بعضهم بهذا الشكل الجنونى .. إذا فهم لا يعرفون شيئا عن العشق .. تمنت زهرة إنقاذ أصلان لها من خطتهم فلا طاقة لها من قريب أو بعيد للمبيت بعيد عنه .
تمددت زهرة على طرف الفراش دامعة العينين
لا تستطيع التفوه بشىء فقد غطى ألمها من حديث والدة زوجها و عمته على قدرتها على الكلام و التصرف الصحيح .. بينما السيدة نعمة سحبت السيدة سعاد تجاه أريكة مريحة فى غرفتها بعيدة الى حد ما عن الفراش الذى تجلس عليه زهرة تتهامسان بحديث لم تهتم به زهرة و يبدو على السيدة نعمة عدم الاقتناع كذلك بدأ يتسلل إليها شعور أنها ليست على صواب فهى لأول مرة تتدخل فى شئون إبنها و زوجته بهذا الشكل .. لم تكد السيدة نعمة تنتهى من حديثها الداخلى إلا و جاء صوت طرقات على الباب فزع الجميع .. جعل السيدة نعمة وسعاد تنظران لبعضهما بتوجس و جعل زهرة تستقيم جالسة على الفراش بعد أن كانت نائمة .. لكزت السيدة سعاد السيدة نعمة فأجابت بصوت قلق
- السيدة نعمة :
مين بيخبط ؟
- أصلان من خلف باب غرفتها :
أنا يمة أفتحى .
اضطرب خافق زهرة فرحة من مجىء الأصلان فقد اشتاقت له للغاية خلال تلك المدة القصيرة التى أشاروا فيها بوجوب ابتعادها عنه .. فتحت السيدة نعمة الباب له .. و دخل الأصلان ملقيا نظرة على غرفة والدته التى يبدو التوتر على وجهها .. و من خلفها عمته سعاد التى تبدو بصحة جيدة جدا و ليست مريضة كما يبدو على وجهها التوتر .. فانقبض قلبه حينما وقعت عينيه عليها منزوية على فراش والدته و عينيها الدامعة بها نظرة غريبة لم يراها عليها من قبل .. ركز أصلان على عينى زهرته و هاله ما فهمه من عيناها نظرة استنجاد .. لما تستنجد به ؟ .. و مما تستنجد منه ؟ .. كما إنه لا يريحه منظر أمه و عمته ..
- أصلان موجها حديثه لعمته :
عاملة إيه الوقتى يا عمة ؟
- السيدة سعاد بتوتر :
هاه .. ا االحمد لله على كل شىء
.. ب ببس لسه تعبانة شوية .
- أصلان بشك من حديثها :
طاب اشيع للدكتور يشوفك ؟
- السيدة سعاد بسرعة خوفا من انكشاف
كذبتها :
هاه .. ل لا ملوش لزوم أنا شوية و أروق .
- أصلان الذى زاد توجسه :
طاب أدام روقتى و الحمد لله .. تعالى يا
زهرة عاوزك .
- السيدة نعمة بسرعة :
لأ .. سيب زهرة
" و لما خافت من تعبير وجه ابنها "
سيبها معانا شوية .. يمكن نحتاج حاجة
تساعدنا فيها .
- أصلان :
زهرة تعبانة من إمبارح .. بلاش تتعبوها
.. و بوسى أعدة تحت نادوها تعد مع عمتى
- السيدة سعاد :
متخلى زهرة أعدة معايا تأخد بحسى .
- أصلان و قد تأكد من وجود شىء ما كما لاحظ بطرف عينيه هلع زوجته :
لأ .. أنا عاوزها معايا .. و زى ما قلتلك
هاتى بوسى و سوما يسلوكى ..
مش وراهم حاجة .. إنما أنا عاوز مراتى
معايا .
- السيدة نعمة و قد فقدت أعصابها خوفا من
انكشاف خطتهم :
جرا إيه يا بنى .. ما قلنالك سيبها معانا
- أصلان الذى توحشت ملامح وجهه و بهدوء
يسبق العاصفة كما يقال :
فى إيه يمة ؟
- السيدة سعاد حينما صمتت السيدة نعمة :
مفيش حاجة .. يعنى هيكون فى إيه ؟!
- أصلان ببرود :
طاب طالما مفيش حاجة تعالى يا زهرة .
- السيدة نعمة التى نظرت للسيدة سعاد و كأنما تشاورها بنظراتها بشىء ما و حينما أومأت لها أخت زوجها قالت :
يا بنى استهدى بالله بس و أنا هفهمك .
- أصلان الذى بدأ يفقد صبره كذلك بدأت قشرة هدوءه تتداعى :
فى إيه ؟؟ .. و مالكوا كأنكوا حابسين زهرة
كده ليه ؟
- السيدة سعاد :
طاب إهدى و أنا هفهمك .. ..... ..... .... .
" و قصت عليه السيدة سعاد ما انتوته
مع أمه و أصلان تتوسع عينيه شيئا
فشىء " .
- أصلان بهياج :
إنتوا بتقولوا إيه ؟! .. يعنى إنتوا حابسينها
فى المخروبة دى عشان كده ؟!
لم تستطع أمه أو عمته أن تنطقا بشىء .. و نكست زهرة رأسها و زادت فى بكائها .. مما جعل أصلانها أكثر وحشية و استنكار لفعلة أمه و عمته .
- أصلان بوحشية :
نخلف منخلفش دا بتاع ربنا .. و أنا مش
مستعجل و لا هى على الموضوع ده ..
إنما واحدة فيكو تتجرأ و تمنع مراتى عنى
تبقى بتجنوا على روحكوا .
"ثم وجه حديثه لأمه معاتبا "
أنا مش مصدق إن أنتى بالذات يمة تعملى
كده و تحرمينى منها و أنتى عارفة هى
إيه بالنسبة ليا و أد إيه اتعذبت فى حياتى و مصدقت إنها بقت ليا .. و إنتى يا عمة تيجى بيتك و تنورى أهلا و سهلا بيكى إنما
تتدخلى فى حاجة تخصنى و تتصرفى
من نفسك ده اللى مش هسمح بيه ..
و أنا ليا مع جدى كلام تانى .
- قالت سعاد مدافعة عن وجهة نظرها :
أنا و أمك مندخلش يا أصلان ؟!
- أصلان بوحشية تراجعت معها أمه و عمته :
أى حد هنا ملوش إنه يدخل بينى و بين
مراتى .. و لو الموضوع ده اتكرر تانى
يبقى كأنكوا بتقولولى أمشى من هنا .
ثم تجاهل الشهقات الصادرة من أمه و عمته و حمل زوجته المتكومة على الفراش و إتجه بها بسرعة إلى جناحه بملامح أقل ما يقال عنها شيطانية متجاهل أسامة و سوما و بوسى الذين قابلوه فى الردهة و تسآلوا عن سبب الصياح المتبادل فى غرفة والدته .. دخل بها الجناح و وضعها على الفراش بين قدميه ظهرها مقابلا لصدره .. يهدىء تلك القطة التى تهدجت أنفاسها لكثرة بكائها لائما فى نفسه أمه و عمته للمرة التى لا يعلم عددها على تفكيرهم الجارح لها وله .. ضمها بين ذراعيه يمطرها بالقبلات الرقيقة على عنقها و يشدد من إحتضانها قائلا :
- سامحينى حبيبى .. سامحينى .
- لم ترد عليه و استمرت شهقاتها الخفيفة .
- استمر فى قبلاته و قد تحركت يديه تتلمس جانبيها صعودا وهبوطا .. حقك عليا يا زهرة .. و الله ما كنت أعرف .
- لم ترد عليه زهرة و إنما أدارت نفسها له فكانت بين ذراعيه صدرها مقابل لصدره و قد
وضعت رأسها على كتفه و أنفاسها تلفح عنقه .
- رورو .. حبيبتى .. ردى عليا يا روحى .. و هو يقبل رأسها .
- زاد بكاؤها لكلامه الرقيق الهامس الذى أبرى جرحها منهم .. و دست نفسها أكثر فى أحضانه تتمسح به كقطة ترجو المزيد من حبه .
- أصلان الذى شعر بحاجتها له و التى تقابل نفس حاجته إليها تتطمئنه أنها معه لن تتركه
.. رورو .. بصيلى طيب .. و عندما نظرت له بعد مدة .. إنهال على وجهها بقبلاته الشغوفة .. حتى يطمئن نفسه إنها معه لم يبعدوها عنه .. حتى وصل لشفتيها التى داعبها بأصابعه أولا و قد ذبلت عينيه لمنظرها خاصة بعد أن افترقتا قليلا و كأنها لاهثة من شدة ما ترغب به .. فانقض عليها يقبلها بجموح .. يمص علويتها و يلمسها بلسانه و يعضها قليلا و يعود و يفعل المثل بسفليتها
و يداعبها بلسانه حتى تنهدت من حلاوة أحاسيسهما و صدرت أصوات تلذذه بما يفعله
بشكل جعلها تفقد أنفاسها .
- و تبادله قبلاتها بعد أن شعرت بحاجته لها و فهمت عليه بأنه يريدها أن تطمئنه بأنها معه و لن تبعد عنه .
- شرع يسقط عنها فستانها و تبقت عليها فقط ملابسها و يسير بقبلاته على كافة أجزاء جسدها العلوية حتى وصل بقبلاته إلى حد القطعة الداخل........ و هو يردد كلماته
" عاوزين يحرمونى منك رورو "
- أفاقت زهرة من غيمتها الوردية على تلك الكلمات التى يرددها أصلانها الذى يجلس على ركبتيه بين قدميها عاريا و كأنه خرج عن الواقع و تقوقع فى عالمه الخاص .. هلعت زهرة من حالته التى تراها لأول مرة و استقامت جالسة أمامه عارية هى الأخرى إلا من ملابسها الداخلية السفلية .. وقالت متهدجة الأنفاس تهدئه بقبلاتها
أصلااان .. حبيبى .. أنا معاك أصلانى
.. مش هسيبك حبيبى .. مش هسيبك
- خرج الأصلان الى حد ما من قوقعته على كلمات قطته التى فوجىء بها تجلس أمامه
على الفراش تمطر وجهه و عنقه و صدره بقبلاتها و تتساقط منها دموعها غير واعية بنظراته لها و التى زادت قتامة من منظرها عارية أمامه بشكل أظهر وحشيته فى تملكه لها فقال :
عاوزين يحرمونى منك رورو .
- هزت رأسها بالنفى :
محدش يقدر ياخدنى منك أصلانى .
ثم ضمت نفسها لصدره :
أنت حبيبى أنا .. حقى من الدنيا ..
حلالك أنا .. حلالك .
- هزها قائلا :
مقولتيش لأ ليه ؟؟ .. منادتنيش ليه ؟؟
- ردت قائلة تبعد دموعها التى زادت من معاتبته الرقيقة :
مردوش إنى أخرج من الأوضة ..
نفسى راح لما قالولى إنى أنام هناك بعيد
عنك .
- عادت تعابير حبيبها للوحشية :
يعنى لو مكنتش رحت ليكى .. كنتى نمتى
بعيد عنى .. كانوا هيحرمونى منك رورو .
- شرعت زهرة بتهدئته خوفا من عودة طباعه
الوحشية :
خلاص حبيبى أنا معاك .. محدش
هيحرمنا من بعض .. أنا هنا أصلان
- رد عليها و قد رقت تعابير وجهه :
مش هتبعدى رورو ؟ .. إنتى فى حضنى؟؟
- لأ حبيبى .. لأ .. مقدرش أبعد ..
أموت لو بعدت عنك أصلان .
- جعان يا زهرة .. شبعينى .. قوليلى
إنك مش هتسيبينى .
و لم يعطها فرصة بل أزاح عنها القطعة اللعينة الباقية و رفعها على جسده يقبل عنقها و كتفيها و يرفعها قليلا حتى يتم الأمر على طريقتها هى لأول مرة .. ثم يعود هو برأسه للخلف غارقا فى المتعة التى تغمره بها تثبت له مرارا و مرارا إنها ملك له هو زهرة الأصلان .انا كملت القصه مع الحذف لكن يمكن ايقافها في اي وقت
27
.
.
الفصل السابع والعشرون
قبل قليل :
توجس أسامة من منظر أخيه الوحشى و هو خارج من غرفة والدته و يحمل بين ذراعيه زوجته المنهارة فى بكائها .. و الذى لم يلقى بالا به أو ببوسى و سوما و اتجه لجناحه .. مما جعله يتجه تلقائيا لغرفة والدته ليرى ما الكارثة التى حدثت و أدت إلى هياجه بهذا الشكل .. و ليته لم يعلم .. إذ بدخوله للغرفة وجد أمه تبكى و عمته تهدئها .. و أسرعت سوما و بوسى لتهدئتهما .. وقع قلب أسامة فى قدميه خاصة و هو عاجز عن رؤية الصورة .. فتقدم من والدته وعمته هلعا و قال
- أسامة فزعا :
فى إيه ؟ .. إيه اللى حصل يمة ؟
.. ماله أصلان ؟!
- قالت السيدة نعمة و هى منهارة فى بكائها :
أصلان عاوز يسبنا يا أسامة ! ..
عاوز ياخد مراته و يمشى ..
- تغاضى أسامة عن شهقات بوسى و سوما فهما حمقاوتان تنقاضان وراء عاطفتهما فقال
بهدوء محاولا فهم الأمر لتأكده باستحالة تفكير أخيه الأكبر بمثل هذا الأمر :
إنتى متأكدة يمة ؟! .. لتكونى فهمتى غلط ؟!
- لم ترد والدته و تولت عمته الرد باندفاع :
فهنا غلط إزاى بس ؟ .. دا قالها بعلو صوته
لو مبعدناش عن زهرة هياخدها و يسيب
البيت .
- انطلقت الشهقات ثانية من سوما و بوسى فقالتا بنفس الوقت بعد أن عاد شىء من رشدهما :
مالها زهرة ؟ .. إيه اللى حصل هنا ؟
فى حاجة زعلتها ؟! .
- و قال أسامة بنظرة انتصار من توصل لحل اللغز :
قولتولى .. أنا قلت كده ..
" ثم وجه إصبع واحد من أصابعه تجاه
أمه و عمته كالمحققين "
قرى أنتى و هى إيه اللى حصل من الأول
.. " و بنظرة خبث " من ساعة ما طلعتوا
وراهم زى الجواسيس و هما رايحين أوضتهم .
- نظرت السيدة سعاد للسيدة نعمة بتوتر .. و قامت كعادتها بأول ما يتبادر إلى ذهنها كأم مصرية أصيلة .. فقالت ببكاء مصطنع :
هو .. هو دا جزاتنا يا أسامة .. مكنش العشم
يا أصلان .. مكنش العشم يا ابن أخويا
.. يا سندى و ضهرى .. تنصر مراتك عليا
.. يا كسرتى .. يا ............................
أوقفت السيدة سعاد شهقاتها المصطنعة التى لم يصدقها أو يتأثر بها ابنتها و ابنى أخويها أسامة و سوما .. بل لاحت أكثر نظرات الاتهام منهم لها هى و السيدة نعمة .. خاصة بعد أن أتت على ذكر زهرة .. و تأكدهم أن زهرة لن تقوم بما يؤذى أو يضايق غيرها خاصة السيدة نعمة التى لا تفارقها وتعدها كوالدتها .. أسامة بهدوء خوفا من تنفيذ أخيه لتهديده و الرحيل بعيدا بزوجته لعلمه بما يمكن أن يذهب إليه أصلان إذا تعلق الأمر بزوجته و فى نفسه يشفق على أخيه الذى لم يهنىء بحياته قط و عندما أتته السعادة أخيرا تقوم أمه و عمته الذى يعلم يقينا أنها خلف ما يحدث بتعكير حياتهم .. لذا قال أسامة حانقا منهما :
- أسامة :
عمتى الشغل ده مش هياكل معايا ..
أنا عارفك كويس .. و عملتوا إيه فيهم
.. خلونا نلحق المصيبة فى الأول .
- و لما صمتت السيدتان .. قالت بوسى حانقة هى الأخرى من أمها و زوجة خالها :
خليهم يا أسامة .. يمكن لما جدى بكرة
يسألهم يتكلموا .
- فقال أسامة مؤازرا لحديث بوسى :
ما هو أكيد أصلان هيعرف جدى إيه اللى
حصل لما ياخد زهرة و يمشى .
- و أكملت بوسى غير عابئة بأمها و زوجة
خالها :
و شوف أنت بقى جدى هيعمل إيه ..
و أنت عارف إن مفيش حد عنده أغلى
من أصلان .
- و أكمل أسامة :
على رأيك يا بوسى .. و شوفى هيعمل
إيه فى اللى يزعله لدرجة إنه يسيب
البيت .
- بوسى مكملة :
و طبعا محدش فينا هيقدر يقف فى
وش جدى .. أو يقوله إنت بتعمل إيه ؟!
صدمت السيدتان من حديث أسامة و بوسى ..
فكانت كل منهما تفتح فمها و تنتقل برأسها من أسامة ل بوسى و العكس .. حتى كادت سوما تنفجر من الضحك على منظرهما إلا أنها تمالكت نفسها .. فالموقف لا يسمح خاصة إنها تأذت من منظر زهرة و بكائها كذلك منظر أخيها الأصلان الذى ارتسمت تعابير الوحشية و الحزن و الخيبة على وجهه .. و فكرت فى نفسها لما لا يدعوه و شأنه ؟! .. فهو لم يكن له حياة خاصة كباقيتهم يوما .. بل كان منغمسا فقط بعمله و مشاكلهم جميعا يلهث من أحدهم إلى الآخر لحلها .. غافلا عن حياته و التى لم تكن من إهتماماته إلى أن جاءت زهرة و غيرت كل شىء به للأفضل .. و يريدون الآن التدخل فيما لا يعلمونه جميعا حتى يحدث شقاقا بينهما لا قدر الله .. و لما وجدت السيدتان إصرارهم على المعرفة و أن الأمر يمكن أن يتطور و يصل للحج قدرى الذى بالطبع لن يرضى عن ما فعلتاه .. فقصت السيدة سعاد على الأولاد ما حدث من بداية إتفاقهما على الأمر حتى غضب الأصلان تحت بكاء السيدة نعمة التى ندمت أشد الندم على إحزان ولدها و على جرحها لتلك الصغيرة التى طالما عاملتها كوالدتها و فى الأخير تجازيهم بهذا الأمر .
تجهمت ملامح أسامة و سوما و بوسى من فعلة السيدة سعاد و السيدة نعمة .. و ساد الصمت بين الجميع تحت نظرات أسامة اللائمة لوالدته فهو و هى أكثر من حزنا على وضع الأصلان .. و أكثر من يعرفا ما عانته زهرة لإزالة الأسوار التى حاوط بها نفسه .. و أكثر من يعرفان بعشق كل منهما للآخر .. و قد هربت السيدة نعمة بعينيها من نظرات إبنها اللائمة و لم تقدر على مواجهتها .. فى حين انفجرت بوسى غاضبة فى أمها و زوجة خالها فتلك الصغيرة طيبة القلب سليطة اللسان تعشق أخيها الأصلان و لا تطيق به مكروها .. و الله وحده يعلم مقدار سعادتها برؤيته فرحا لأول مرة من سنوات بعيدة و مستقرا بحياته التى تدمرت بحادثته هو و سميتها بثينة
- قالت بوسى غاضبة :
ليه كده يمة ؟! .. هو أنتى إذا مكنتيش
تحشرى منخيرك و تخربى عليهم
متستريحيش .. مالك إنتى خلفوا و لا
مخلفوش ؟! .. يعنى هو جه الحمل و قالوا
لأ .. أديهم مستنيين .
- أكمل أسامة الذى لا يقل غضبا عن بوسى :
و هو يمة ده كلام حد يقوله لحد ..
بالله عليكوا متكسفتوش و انتوا بتقولوله
صحتك وشدتك و الكلام ده .. ليه تكسروا
بخاطروا كده ؟! .. ما كنتوا سيبتوه ينبسط
هو و مراته زى أى اتنين متجوزين .
- و قالت سوما بهدوء :
و بعدين يا جماعة إنتوا هتحرموا حلال
ربنا .. لأ و عاوزين تحبسوها غصب عنها
و عنه .. أنا مش مصدقة اللى عملتوه ؟!
- بوسى :
لأ .. و قال إيه الواحدة لو محملتش من
أول شهر زى أسماء و سلوى يبقى خلاص
مش هتخلف !! .. من إمتى الكلام ده ..
ده على أساس إن أسماء سعيدة أوى مع محمد .. ما هى لاهية عنه ببودة و مش عارفة
توازن حياتها .. و لا لحقوا يفرحوا بجوازهم
.. و كل يوم و التانى يتخانقوا على حاجة شكل .. و اللى مبقتش عجباكوا هى اللى
بتساعد بنتك يا مرات خالى .
- أسامة حانقا :
و الله لولا زعل جدى لو عرف أنا اللى كنت
رحت و قولتله اللى حصل ..
" ثم نظر لسوما و بوسى "
ملوش لازمة الكلام دلوقتى .. مفيش أدمنا
غير إننا نستنا بكرة الصبح و بعدين نشوف
إيه اللى هيحصل .
همهمت بوسى و سوما بالموافقة .. و اتجهتا مع أسامة لغرفهم متجاهلين السيدتان تماما حنقا من أفعالهم .. إلا أن أسامة نبه على أمه و عمته قبل مغادرته بعدم الذهاب لأصلان فى جناحه حتى لا يزيدوا الأمور سوءا .
أما فى جناح الأصلان .. تتوسد قطة الأصلان جسده شاعرة بالراحة و التخمة من كم المشاعر الجياشة التى غمرها بها أصلانها و غلب عليها النعاس .. إلا أنه ما زال يوزع قبلاته المحبة على شعرها و أجزاء وجهها من وقت لآخر .. و يشدد من أحتضانه لها بعد أن رفع عليهما غطاء خفيف ..
يود لو يدخلها بين ضلوعه حتى لا يصلها أى أذى .. و عاد إلى ذاكرته موقف والدته و عمته و الذى لولا وجود تلك القطة النائمة على صدره لكان قلب البيت رأسا على عقب إلا أن حالتها و انهيارها أمامه فى غرفة والدته لم تسمح له بذلك .. بل كان جل اهتمامه هو أخذها بعيدا عنهم و حمايتها بأسرع وقت .. و قد تشكل فى قلبه لأول مرة عتب تجاه والدته و عمته مما قامتا به .. ألا تريان كيف هو متعلق بها ؟ .. كيف يكاد يفقد صوابه إن غابت عنه ؟ .. يكاد يقسم أنه على استعداد لعودة طباعه الإجرامية إن مسها أى ضرر و لم يمنعه أحد عن ذلك .. كيف لأمه و هى رأت تألمه و جنونه و هى أمامه و لا يستطيع مصارحتها بحبه خشية من رفضها له ؟ .. ألا يستحق فى نظرهم أن ينعم بها فى حياته ؟ .. ألا يستحق بعض من الراحة ؟ .. تنهد ثانية و عاد ببصره لتلك القطة التى تتوسد جسده و تتمسح به بمتعة مما آثار ضحكه عليها .. فهى تبدو كقطة أكلت حتى شعرت بالتخمة .. و يتعجب من شغفها به فهى تكاد تلتهمه مثلما يلتهمها .. تثير جنونه من شغفها برائحته و ملامسته بيديها الرقيقتين على جسده بطريقة تجعله يخرج عن صوابه .. بل تجعله لا يقيم وزنا لأحد و يلتهم شفتيها فى قبلات ساخنة تجعلها لا تخرج من فمها الصغير هذا سوى أصوات متعتها .. تلك القطة الصغيرة الفاسدة التى لا ترضى مثله إلا أن تتوسد ذراعيه يوميا و تتطبع علامات ملكيتها على جسده مقابلا لعلاماته على جسدها .. أوقف نفسه بحزم عن مسار تفكيره حتى لا يجذبها من شعرها الطويل هذا و يفعل معها ما يجعلها تتأوه بمتعة كما جعلته منذ قليل .. و أشغل نفسه فى التمسيد عليها حتى سقط فى نومه هو الآخر .
1
اليوم التالى ظهرا :
كاد الحج قدرى يفقد صبره من الأصلان الذى يبدو أنه أعطى لنفسه أجازة طويلة من عمله .. فلا يكاد يظهر منذ قدومه من سفره الأخير و يعتكف ساعات طويلة بجناحه .. بل و الأدهى يحتفظ بقطته جانبه فلا تكاد ترى هى الأخرى .. و كأنه بذلك يعطى الكل صورة لما يحدث بينهما فبالتأكيد لا يشرح لها شئون أعمالهم .. حتى أصبح لايستطيع الرد عن التساؤلات الخاصة بغيابه .. بل انتهت التساؤلات نهائيا و كأن هناك إتفاقا ضمنيا بين أفراد الأسرة بعدم الحديث عنه هو و زوجته .. و لكنه ككبير لتلك العائلة لا يرضيه هذا الحال .. فالأصلان هو خليفته فى عائلته .. و العائلة لها وقتها الخاص كما لحياته الخاصة وقتا كذلك .. أو على الأقل ليس أمام أبنائه و ضيوفهم .. حتى لا يقال فى حقه ما لا يرضيه
.. كما إنه لا يصح أن يترك ضيوفه لوقت طويل كما يفعل .. فمهما كانت الاختلافات بينهم إلا أنه كما يقولون إحترام الضيف واجب
..
1
إلا أنه بعد وقت أبعد عن رأسه فكرة إنعزاله بزوجته فى جناحه كما كان يفعل عند قدومه من سفره أو قبل سفره .. بل إن هناك أمرا آخر
.. و قد أدرك بحكمته وجود خطب ما بين أفراد منزله و الأسوء أنه ليس أمرا جيدا بل مشكلة تلوح فى الأفق .. فقد استشعر وجود توتر بين أفراد منزله .. فلا يفوته صمت ابنته الثرثارة دائمة الضحك .. و لا يفوته حزن نعمة و شرودها .. كما لا يفوته نظرات أسامة المعاتبة لوالدته و كأنه يلومها على أمر ما .. و لا حنق بوسى و توترها و نظراتها النارية لابنته الثرثارة .. و الأسوء طلب الأصلان لطعامه بجناحه و لم ينزل ليتناوله مع الأسرة هو أو زوجته على الرغم من دلالة استيقاظهما مبكرا من خلال قهوته التى طلب من ورد إعدادها و فطار بسيط لزهرة و له .. أى بمعنى آخر لا يريد النزول للأسفل .. و تكهرب الأجواء حينما ينادى بصوته الجهورى على أحد من الخدم .. كما إنه لم يفقد تمييزه ليدرك أن حفيده غاضب و بشدة من صوته .
قرر الحج قدرى أن يتجاهل استنتاجه بما يخص الأصلان .. و تعامل بشكل عادى جدا و كأنه لم يلاحظ شىء .. فبالطبع لا يريد أن يقدم عرضا مجانيا لصفصف لتشمت بهم .. و لا يريد لحفيده الآخر أن ينتهز الفرصة بوجود خلاف .. فهو ليس بغافل عن رائد الذى أصبح كالذئب يترصد الفرصة لينقض على ابن عمه الأكبر .. حتى أنه طلب من محمد الذى يبدو هو الآخر لا يفقه أى شىء هو أو زوجته أن يأخذ أحفاده منير ورائد كذلك سلوى ونانى و أسماء فى جولة للأراضى و ركوب الخيل .. حتى يخف الضغط قليلا بالمنزل و يستطيع التصرف بقدر بسيط من الحرية لوجود العقربة صفصف التى رفضت الذهاب مع أبنيها و ربضت بالمنزل .. إلا أن الفرصة أتت بشكل إلهى حينما ملت لأول مرة من مراقبتهم و ذهبت لتستريح قليلا بغرفتها بعدما لاحظت صمت الجميع و تصرفهم باعتيادية أصابتها بالملل و لم تلاحظ لحسن الحظ كم الضغط النفسى الذى يتعرضون له حتى يستطيعون التصرف باعتيادية أمامها .
بعد أن انسحبت زوجة ابن الحج قدرى و لم يتبقى بغرفة الجلوس سوى أسامة و بوسى و سوما .. كذلك السيدة نعمة و سعاد قدرى و زوجها و ابنه زاهر .. استقام الحج قدرى من مجلسه متجهم الوجه طالبا من أسامة فقط اللحاق به إلى غرفة المكتب و اتجه هو سابقا له .. و لا يحتاج الأمر لذكاء حتى يدرك الجميع ماعدا محسن و زاهر سبب استدعاء الجد لأسامة .. و قد انقبض قلب سعاد و نعمة من الآتى .. و لم يطل الأمر حتى انتفض الجميع على صوت صراخ الجد الجهورى باسم نعمة و سعاد اللتان هرولتا إليه فى الحال .
فى غرفة المكتب أحتدت الأجواء بين الجد الجالس على كرسى المكتب و بين سعاد و نعمة اللتان تجلسان على أريكة جلدية فى أحد أطراف الغرفة .. و انسحب أسامة تحت أمر الجد ليستدعى أصلان و زوجته .. لم يتمالك الحج قدرى أعصابه بسبب ما سمعه من أسامة بعد أن طلب منه أن يقص الأمر عليه بالتفصيل ..ينظر بوجه متجهم لابنتيه اللتان ترتجفان منه على الرغم من كبر سنهما
- الحج قدرى بصوت مقتضب :
أنا مش هعاتب واحدة فيكم على
حاجة .. لإن أنتم لو بتفهموا كنت
اتكلمت و زعقت .. بس أنتم خسارة
فيكم الكلام .
- سعاد التى أيقنت بخطأ تصرفها :
يا بابا و الله .........................
- قاطعها الحج قدرى :
أخرسى و لا كلمة .. أنا لما صممت
أنك تقضى كل أجازة فى بيتى هنا ..
كان غرضى نتلم و منغيرش عوايدنا و لا
طبعنا .. و تبقى عادة ليكى كل سنة أنتى
و أخوات الأصلان من بعدى .. إنما مجاش فى بالى
و لا مرة واحدة إنك هتكونى سبب فى
مشاكل للأصلان .. و فى الحالة دى إنتى
هتضطرينى اتصرف تصرف مش هيعجبك .
- ثم تجاهلها تماما و وجه حديثه للسيدة نعمة
التى لم تتوقف عن ذرف دموعها :
و أنتى يامرات ابنى يا عاقلة يا فاهمة
.. يا اللى بقيتى جدة .. هان عليكى ابنك
تكسريه كده و تحرميه من مراته و أنتى
عارفة إن روحه فيها ؟ .. ابنك اللى خط
الشيب راسه و هو شايل حملنا على كتافه
لوحده .. و لا عنده أخ ضهر ليه ينفعه ..
متبوصليش كده أوعى تكونى فاكرة إن أسامة
و لا محمد يغنوا عنه ..دول و لا يقدروا يتحركوا خطوة واحدة من غير شوره .. و لا عنده أخت فى سنه تفهمه و توسيه .. و لا أنتى و لا أنا عرفنا نلم عليه و نحوطه و نخفف جرحه .. إلا الغلبانة اللى فوق .. اللى ربنا بعتها لينا من السما و لا كانت على البال و لا على الخاطر .. تقومى أنتى بمشيك وراها
" مشيرا لسعاد "
و طمعك و قلة عقلك ترجعيه تانى للصفر .. و عاوزة تخليه زى الأول قبل ما تيجى .. وحيد
.. وشه مهموم .. معندوش بيت و لا مرة يستنوه .. و كل واحد فيكو يضحك .. و يهزر .. و يتباهى بنفسه .. و يحب .. و هو واقف محلك يتفرج عليكوا و يتوجع .
" ثم وجه حديثه لكلتاهما "
لأ ..و رايحين كمان بكل عين قوية تعايروا البت و تحبسوها عندكوا من ورا جوزها و غصب عنها .. و لا واحدة فيكوا أتقت الله .. و قالت أنا عندى بنت أخاف يحصل فيها اللى حصل للبت الغلبانة اللى بتعاملكوا أحسن من عيالكوا و لا حاجة ؟
قوليلى يا نعمة .. محمد عامل إيه مع أسماء اللى حملت من أول شهر ؟ .. مش بيشتكى منها مر الشكوى .. عرفتى تساعديها بحاجة ؟
.. لولا الله سبحانه و تعالى و زهرة مكناش عارفين هيجرالهم إيه ؟ .. طاب و تعالى قوليلى إسراء بنتك المحروسة اللى متجوزة أخوها و جت المسكينة دى مكانها بعد عملتها المنيلة حملت و لا لسه ؟ .. طاب مسألتيش نفسك إيه اللى كان ممكن يجرا لو أصلان خرجها من عندك و قالت أروح لأهلى ؟ .. مسألتيش نفسك إيه اللى ممكن يجرا لو حكت لأهلها عن اللى حصل ؟؟ .. و لا أخوها مثلا اللى متجوز بنتك اللى لسه محملتش هيعمل إيه فى المحروسة بنتك لما يعرف اللى عملتيه فى أخته عشان الخلفة ؟ مسألتيش نفسك قبل ده كله هتقابلى ربك إزاى أنتى و هى بذنب زى ده ؟ .. و لا لو كان جرالها حاجة مثلا و أنتى عارفة يا نعمة إنها ضعيفة و مبتستحملش ضغط .. عاوزاها تروح فى غيبوبة لقدر الله .. هاه .. قومى إنتى و هيا لعنة الله عليكم سودتوا وشى قدام ربنا ..
مش عاوز أشوفكوم أدامى .. و أنتى
" مشيرا لسعاد "
خدى جوزك و غورى على بيتك لحد ماتسافرى
.. يلا .. همى منك ليها .
ألتقط الحج قدرى أنفاسه أخيرا .. و استقامت إبنتاه متخاذلتان متجهتان للخارج .. فى أثناء دخول الأصلان و زوجته و التى تبدو من دموعها و من تجهم وجهه أنهما استمعا لكلام الجد من الخارج .. ضم أصلان زوجته الباكية بين ذراعيه و اتجه للداخل متجاهلا أمه و عمته غالقا وراءه الباب .
بعد فترة خرج أصلان و زهرة من غرفة المكتب و اتجه أصلان بزوجته ثانية إلى جناحه رافضا طلب أسامة بالحديث معه هو و بوسى و طالبا من فاطمة إحضار الغذاء لجناحه .. جلست زهرة على فراشها بعد أن تركها أصلان و ذهب للاستحمام .. سارحة فى كلام الجد الذى اعتذر لها مرارا و ما فعله فى ابنته لأجلها و كذلك زوجة ابنه الأمر الذى هدأ من حدة الأصلان قليلا .. إلا أنها لم تكن تتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد لعدم ظنها أن يصل الأمر للجد من الأساس .. فهى بكل بساطة حزنت قليلا من موقف والدة زوجها و عمته و نامت و استيقظت لتجد أن البيت كله يعلم بالأمر .. مما أدى لخجلها من أسامة و بوسى و عدم رغبتها فى الحديث معهما لظنها أنهما غاضبان لما حدث لوالدتهما .. كذلك حزنها لما فعله الجد مع والدة زوجها و عمته فهى تحب السيدة سعاد التى لم تقابلها إلا من مدة بسيطة .. و تكن معزة خاصة لوالدة زوجها التى لطالما أعدتها فى منزلة والدتها .. و قررت أن تحاول التصرف لحل المشكلة بطريقتها فهى لا تريد أن تكون سببا فى شقاق يحدث بين أفراد العائلة .. كما أنه من حق والدة زوجها أن تعبر عن رغبتها فى الحصول على حفيد بما لا يضرها و إن كانت جرحتها قليلا فهى ستسامح من أجل أصلانها .. فهو يستحق أن تضحى من أجله قليلا بل كثيرا طالما يتعلق الأمر بسعادته و راحته .
قطع على زهرة أفكارها خروج زوجها من الحمام و قد أرتدى جلباب بيتى مريح ذو لون سماوى .. و اتجه لفراشه بجانبها يأخذ قسطا من الراحة .. نظرت له زهرة متألمة و قد تعجبت من حالتها فأصبحت أكثر حساسية تجاهه فلا تكاد تبتعد عنه .. كما تشعر دائما و أنها على وشك إلتهامه .. و رائحته تجعلها على وشك أن تفقد صوابها .. ضغطت على شفتها السفلية بأسنانها لتوقف نفسها قليلا عن أفكارها .. إلا أن عينيها اللتان زادتا إشراقا و إحمرار وجنتيها الشديد و افتراق شفتيها و تسارع أنفاسها أوشوا بها عند أصلانها .. الذى سرعان ما فتح لها ذراعيه لتنضم له .. لبت دعوته بلهفة .. و استقرت بين ذراعيه التى أحاطها بهما .. يقربها له حتى شعرت بألتصاقها الكامل به الأمر الذى لا يساعدها خاصة مع إزدياد حساسية جسدها تجاهه .. أخفت وجهها بصدره خشية منها أن يشعر بما تخفيه عنه إلا أن أوان ذلك فات .. فهو الآخر يبادلها نفس المشاعر المحتاجة دائما لقربها منه إلا أن خوفه عليها يمنعه عنها .. فهو الآخر لا يفوته كثرة قربهما الذى يكون نتيجته علاقة حميمية ساخنة .. حتى باتت مرهقة أغلب الأوقات .. فعلى الرغم من أنها تقابل شغفه بشغف مماثل إلا أنه مازال يخشى عليها من شدته التى تحدث رغما عنه نظرا لفرق حجمهما و رغبته و حاجته كرجل و التى تجعله راغبا بها بكثرة .. و لا ينكر أيضا أن كلام والدته و عمته عن فرط قوته معها صواب إلا أنه بحق الله ماذا يفعل ؟ ..فلطالما حاول أن يحجم نفسه عنها .. إلا أنه دائما ما ينفرط عقد إرادته بالبعد عنها و يجد نفسه فى النهاية يلهبها بعلاقة تجعلهما يكادان يفقدان أنفاسهما
..
شعر بقطته تختبىء بصدره فشدد من إحكام ذراعيه حولها .. و وجدت نفسها رغما عن إرادتها تستنشق رائحته بشغف و رقة مرة و مرة و مرة .. بشكل ألهبه هو و جعله يزيد من ضمها له و يضعها بالقرب من خافقه .. فاستنشقت رائحته ثانية و يزيد هو من قربها ثانية .. و استمر الأمر بينهما كذلك حتى فقد صبره معها و رفع وجهها لتقابل عينيها عيناه ليداعب بانفه ملامح وجهها يستنشقها بشغف
.. ابتلع ريقه و اتجه لشفتيها التى قد فرقتها له قليلا مسبقا تزيد جنونه بها .. ليستمرا بقبلاتهما اللاهبة فترة حتى ابتعد عنها قليلا يلتقطا أنفاسهما و قد ضغطت هى على شفتيها بأسنانها تمنع ارتعاشة جسدها رغبة به حتى طفرت دموعها إلا أنها تمنع نفسها عنه فليس الوقت أو الظروف المحيطة بهما و الموجودة بالمنزل مناسبة لقيامهما بهذا الأمر
.. كذلك هو الذى يشعر بأنه من غير اللائق بهما ترجمة مشاعرهما فى ظل تلك الظروف على الرغم من أنه يكاد ينفجر رغبة بها .. إلا أنه فى نفس الوقت يجد جسده عاجز عن الاستجابة لما يمليه عليه عقله .. فلا تطاوعه ذراعيه بتركها تبعد عنه و لا تطاوعه شفتيه بترك شفتيها فيجد نفسه يقبلها باحتياجات أكبر .. و تجد نفسها تبادله قبلاته و تتفاعل معها برغبة تكاد تأكل جسدها .. و مع زيادة القبلات يزيدان من احتكاك أجسادهما ببعض
.. حتى فقدا أنفاسهما .. و ابتعدا .. يتأفف هو من الوضع الذى وضعا به .. و تنهمر هى دموعها صمتا خجلة من رغبتها الشديدة به و التى انزلت .... . فلوثت ملابسها و تركت بقعة لا بأس بها على الفراش لا تعلم عنها شىء .
انتفضت زهرة من الفراش مسرعة الى الحمام تتخلص من آثار شهوتها خشية من افتضاح أمرها أمام الأصلان .. الآخر الذى تعجب لقيامها مسرعة بعد حالتهما المضطربة يحاول تهدئة نفسه التائقة لها .. و لا يكاد يصدق نفسه فهو كان على وشك إكمال أمره لولا ابتعادهما فى الوقت الغير مناسب .. فأسرعت هى إلى الحمام بينما يتلظى هو بنار رغبته على الفراش بعد أن وصلت رجولته لمرحلة لا رجعة بها .. فحاول على قدر استطاعته تهدئة تنفسه المتسارع و اعتدل قليلا بجسده لعل الأمر يساعد معه .. و لكن لمست يده .......... بجانبه على الفراش .. و لم يحتاج الأمر منه لثوانى ليستدل عليها و جعلته يفقد الباقى من تعقله .. و نهض سريعا فاقد العقل وراء تلك القطة الصغيرة التى تحاول إخفاء رغبتها به .
دخل الأصلان الحمام هائجا .. و رأى قطته قد تخلصت من ملابسها بملامح متجهمة تجلس على حافة حوض الاستحمام منتظرة لامتلاءه
.. نظرت له بملامح مضطربة و حاولت أن تضم ساقيها خوفا من اكتشاف أمرها الذى يعرفه أصلانها .. إلا أن أصلانها الهائج اقترب منها بملامح لا تقل تجهما عنها فلأول مرة يحدث بينهما هذا الأمر .. أن يخفى أحدهما عن الآخر رغبته و يتعذب وحده بالبعد .. اقترب منها و ابعد سا.... التى جلس بينهما على الأرض و لم يخفى عنه.......... .. فأعاد نظره لتلك التى أشاحت بصرها عنه و قال بصوت متهدج و عقل فقد رشده و أنفاس
اللى هدرتيه جوا على السرير ده ملكى
رورو .. ليا أنا ..
" ثبت قدميها بحزم "
تديهولى أنا و أديكى بداله بتاعى أنا
.. فاهمة ..
" تهدجت أنفاسه و غامت عينيه
و فصل عينيه عن عينيها و اتجهت
خاصته أسفل و أسفل و أسفل حتى
وصل إلى ما قطع نفسه "
ثم اقترب الى منطقتها مغيبين فى شبقهما و غرق بها بأنفاسه .. و لسانه .. و شفتيه .. ينهل منها حتى شبع و اكتفى و انتهت هى مما يفعله بها .. ابتعد قليلا إلا أنه لم يخرج من بين........... .. رفع بصره لها فوجدها فى حالة لا تختلف عنه و قد وصلوا لأقصى ما يستطيعوا تحمله .. فاستقام سريعا
يتخلص من ................و يتجه بها لفراشهما يكملان ما بدآه .. و يقول لها ما بين قبلاته
مجيبا عن تسأولها الصامت بأمكانية إشباع شغفهما فى ظل تلك الظروف :
ملناش دعوه بحد .. ملناش دعوة بحد
و يكمل قبلاته الساخنة التى جعلتها فى عالم آخر .. نفذ فيه صبرها و نفذ صبره .. و بدأت بالصراخ الخفيف و التأوه مطالبة به .. و كان أصلانها أكثر من راغبا فادخله .. ينهل منها و تنهل منه .. حتى تهدجت أنفاسه دليلا على نهايته و جاءت رعشتها ونزل .. و لم يتخلص من رغبته بعد فاستمر و استمرت معه .. حتى وجدته ينسحب منها فى وسط شبقهما .. و يبتعد بمقدار قليل يسمح له بادخال.... ضاع صوتها و دمعت عيناها و لم تستطع سؤاله عن سبب ابتعاده إلا أنه قرأه فى عينيها ..
مش قادر يا زهرة لو فضلت كده
هينزل .. و أنا لسه مشبعتش ..
و عاد لإغراقها بالقبلات على كافة أنحاء جسدها مسندا نفسه على ذراع واحدة حتى فقدت صبرها .. فلم تعد القبلات وحدها تكفيهما و تسد جوعهما .. فتلمسته بعشوائية راغبة فى الحصول على أكبر قدر يكفيها منه
.. تم حذف بعض المشاهد الجريئه ومن يريد الحلقه كامله يطلبها
.. ثم سقط الأصلان فى نوم عميق .
و ارتاحت زهرة قليلا تمسد على خصلات أصلانها حتى شعرت بنومه العميق .. فاتجهت بخفة للاستحمام .. و ارتدت بيجامة سوداء قطنية يتوسط القطعة العلوية فيها رسمة للقمر و تتزين القطعة السفلية بنجوم منثورة عليها وارتدت فوقها إسدالها و انسحبت من جناحها بهدوء عاقدة العزم على إصلاح ما يمكن إصلاحه .. فهى كزوجة للأصلان لا ترى أن حكم الجد لائقا على الرغم من مراعاة الجد لخاطرها فى مقابل إبنتيه .. إلا أنها لا ترضى بذلك فى حق السيدتان التى تملك تجاههما محبة خالصة .. كما أنها لا ترغب بأى أمر يعكر صفو علاقتها بزوجها حتى و إن جاء عليها .
اتجهت زهرة أولا إلى جناح الجد فى الطابق الأول حتى تستأذنه فيما عقدت العزم عليه .. فهو كبير العائلة و لا يصح أن تتعداه أو تتصرف من تلقاء نفسها دون مشورته .. و لم تقلق من تعدى الساعة منتصف الليل .. لأنها على علم أن أصحاب المشكلة لن يزورهم النوم فى هذا اليوم أبدا .. إلا بالطبع أصلانها الذى تركته غارقا فى نوم عميق و قد إتسعت ابتسامتها لذكرى حبيبها .. تفاجأت زهرة بوجود منير وسلوى و رائد ونانى يشاهدون فيلما و يتبادلون الأحاديث فى الصالة المقابلة لغرفة الجد .. و قد تفاجأوا من نزول زهرة متأخرة .. بعد أن أختفت طوال اليوم هى و أصلانها .. بالأضافة لوجود أسامة و سوما و بوسى متجهمى الوجه من قرار الجد و قد عن النوم كذلك .. ألقت زهرة تحية بسيطة خجلة من أسامة و بوسى ثم اتجهت لغرفة الجد غير عابئة باستغراب الجالسين لطرقها غرفة الجد فى هذا الوقت .. و قد زاد عجبهم عندما فتح الجد لها باب غرفته و يبدو هو الآخر أنه لم يستطع النوم و كأنه ينتظرها .. ادخلها الجد و لم يلقى بالا بالعيون المحدقة به و بزهرة بل و أغلق الباب بوجههم .
الأمر الذى لم يفت رائد و آثار استغراب منير .. و شجع سلوى على توجيه السؤال لسوما و بوسى عن سبب ذهابها للجد .. إلا أن الفتاتان لم تجيباها و تبادل أسامة و بوسى النظرات دلالة على فهمهم للسبب .
خرجت زهرة من غرفة الجد و اتجهت ثانية للطابق الثانى إلى غرفة السيدة نعمة ثم إلى غرفة السيدة سعاد التى كانت مستيقظة هى الأخرى غارقة فى رثاء ذاتها و بجانبها زوجها محسن الذى حرمته من النوم يواسيها .. كذلك هو من تكفل بفتح باب غرفتهم لزهرة ...
تنهدت زهرة بعمق بعد أن أنتهت من مهمتها الخاصة بإصلاح الأوضاع بالمنزل كما كانت ...
تريد الأوضاع أن تكون فى أفضل صورة عند استيقاظ وحشها اللطيف ... و لم تستطع زهرة منزل الحج قدرى الرجوع لجناحها و التنعم بدفىء أصلانها إذ فاجأها ثلاثة أزواج من العيون الشبيهة بعيون المحققين أضطرتها لعقد جلسة أخرى تشرح بها آخر المستجدات التى تقف عليها الأزمة الراهنة .. كما تبادل معها أسامة و بوسى الاعتذار الصادق من قبلهم و أن نيتهم كانت الاعتذار لها منذ الصباح إلا أن وحشها اللطيف الذى شكل حولها حصن منيع منعهم من الاقتراب و احتجزها معه بجناحه طوال اليوم .. و عرضت بوسى الخبيثة التعليقات الخاصة على غيابها مع الأصلان من قبل زوجة عمهم زاهر و نانى و كذلك منير وسلوى و تبادلوا الضحك تحت خجل زهرة منهم حتى سماعهم لآذان الفجر ...
فانطلق كل منهم للصلاة و عادت زهرة ثانية إلى الأسفل لإعداد الأفطار للعائلة و قهوة الجد و السيدة نعمة حيث استعادت زهرة واجباتها بعد تغيبها عنها بأمر الأصلان ...
تقابلت السيدة نعمة مع سعاد فى ردهة الطابق الأول بناء على طلب زهرة منهن فى جلسة ودية لجمع الأبنتين مع الجد دون علمه هذه المرة و كانتا ممتنتين لها لذلك .. كانت السيدتان بكبر عمرهما تجلسان خجلتين من أفعالهما الصبيانية أمام أبيهما الذى ما أن فطن لهذا اللقاء المدبر بينه و بين ابنتيه شرع فى تأنيبهما و حثهما على شكر تلك الصغيرة التى أثبتت نفسها بأفعالها ... فى حين تتواجد زهرة بالمطبخ لإعداد القهوة للثلاثى المجتمع بغرفة الجلوس و تحمد الله فى نفسها مئات المرات على نجاحها فى إصلاح هذا الشرخ العائلى ...
و لكن إرهاقها الذى زاد فى الساعات التى بذلتها لأصلاح الوضع كذلك لقائها السابق مع أصلانها جعلها تشعر أن حوائط المطبخ تنطبق عليها ثم رويدا رويدا بدء الظلام يسحبها له ...
فسقطت على أرضية المطبخ مع صينية القهوة التى كانت تحملها محدثة دويا جلب على إثره الآخريين .
الحلقة 28
.
الفصل الثامن والعشرون
آثار صوت الارتطام المدوى بالمطبخ فزع الجد و ابنتيه .. و انطلق الثلاثة مهرولين الى المطبخ لاستطلاع الأمر .. ليجدو زهرة ممددة على أرضية المطبخ و يحاوطها حطام فناجين القهوة التى سقطت من يدها .. وقف الجد و السيدة نعمة فى حالة ذهول بينما أسرعت السيدة سعاد التى استفاقت مبكرا من صدمتها
تحاول إفاقة زهرة من إغمائها بعد أن أسندت رأسها على فخذها إلا أنها لم تنجح فى ذلك ..
و أسرع الجد ينادى على أسامة و رائد اللذان لم ينغمسا فى النوم و أسرعا لتلبية نداء الجد
- أسامة فزعا :
أيوة يا جدى .. فى إيه ؟
- الجد فزعا :
ألحق مرات أخوك غميت فى المطبخ
.. أطلع خبط على أصلان .. يلا هم أمال .
- أسامة قلقا :
حاضر .. حاضر يا جد .
لم ينتظر رائد جده ليوجه له الحديث بل أسرع متخطيا أسامة و الجد متجها إلى الجنية الصغيرة .. و التى وجدها ممددة على أرضية المطبخ .. أسرع رافعا إياها من الأرض
و حملها كالعروس مسرعا الى غرفته لحقه الجد و السيدة نعمة و سعاد .. دون الحاجة إلى ذكر ضمه إياها الى صدره يطمئن خافقه على سلامتها .. و قد تضايق الجد من حمل رائد لزهرة لعلمه بمشاعر حفيده تجاهها إلا أنه ليس لديه حلا آخر .. مدد رائد زهرة على فراشه بحجة أن غرفته الأقرب بالنسبة له .. و أسرع بإفاقتها و قياس الضغط و مستوى السكر تحت أنظار الحج قدرى وابنتيه .. كل ذلك تحت شعور من السعادة لوجودها بغرفته و على فراشه يحاول قدر الإمكان منع عقله من بث خيالات تتمحور حول شكل حياته معها فى هذه الغرفة عند ذهابهما لزيارة الجد .. و منع قلبه من إفتضاح أمره أمام جده و عمته و زوجة عمه .
9
بينما انطلق أسامة إلى جناح أخيه الأصلان و دخله مسرعا متجاهلا أخيه الشبه عارى إلا من غطاء خفيف عليه .. وشرع فى إيقاظه برفق
- أسامة :
أصلان .. أصلان .
- أصلان :
أمممممممممممم.
- أسامة :
أصلان أصحى .
- أصلان فزعا لوجود أخيه :
فى إيه .. جدك كويس ؟! ..
فين زهرة ؟! .. إيه اللى حصل ؟! ......
- أسامة مهدئا أخيه الأكبر :
مفيش حاجة .. أهدى .. أوم ألبس
هدومك .. زهرة تعبانة شوية و.............
- أصلان فزعا :
زهرة ..................................
أبعد أسامة عن طريقه و قد أعطاه الأخير ظهره لعلمه بعرى أخيه الذى كان آخر همه فى تلك اللحظة رؤية أخيه الأصغر له عارى .. و ارتدى ملابسه سريعا لاحقا أسامة الذى سبقه .
قبض الأصلان على يده حينما وجد أخيه الأصغر متجها به إلى غرفة رائد التى وقف الجد على بابها .. دخل أصلان غرفة ابن عمه بوجه متجهم فوجد أمه وعمته بالقرب من زوجته على الفراش و يجلس من الجهة الأخرى رائد الذى شرع بقياس ضغطها و قد بدأت زهرة تستفيق ببطأ من إغمائها .. تجاهل أصلان سيلا من التسأولات التى هاجمت عقله
عن :
كيف جاءت زهرة الى غرفة ابن عمه ؟ ... أو
لما يتواجد الجد و أمه و عمته و أخيه
بجانبها ؟ ... أو متى غادرت الجناح ؟ أو
.......... ............ .......... .......... .........
و غيرها .. و غيرها من الأفكار التى تجاهلها و اهتم فقط ب زوجته التى حينما استفاقت قليلا نطقت بأسمه هو أصلانها و طعنت قلب الآخر الذى استقام يفسح المجال لغريمه و ابن عمه أصلان .. لم يهتم أصلان بأى من اعتراضات الآخريين و أصول اللياقة و الأدب اللعينة و حمل زهرته إلى غرفة أمه و طلب من أسامة استدعاء ابنة العم محمود الذى يعمل لديهم فى المصنع الطبيبة المتعينة حديثا بالمركز الطبى ببلدتهم .. خرج أصلان من غرفة رائد و لكن ليس قبل أن يعطيه نظرة قاتلة و أخرى معاتبة لجده على سماحه لرائد بحملها و وضعها بغرفته .
حضر أسامة برفقة أبنة العم محمود التى أسرعت بأرتداء إسدال المنزل و الذهاب مع أسامة لترى زوجة كبير البلد الأصلان و كذلك لفضولها الشديد لرؤية من كانت حديث البلد لشهر كامل و كانت حلا للثأر الذى استغرق سنوات بين العائلتين .. لحقت الدكتورة منال ابنة العم محمود أسامة للطابق الثانى من المنزل ثم إلى غرفة واسعة بها فراش كبير فى المنتصف و خزانة متوسطة الحجم و أريكة كبيرة بها و تسريحة .. جعلتها تدرك أنها ليست لكبير البلد بل لأحد أفراد الأسرة .. ثم لم تتمالك شهقتها بعد أن رأت الجسد الملائكى الممدد على الفراش و يتحلق الجميع حوله .. تمالكت نفسها سريعا و ابتلعت ريقها بعد أن حظيت بنظرة ليزرية من الأصلان .
تمالكت الطبيبة نفسها و طلبت من الجميع بهدوء الخروج من الغرفة لتتمكن من الكشف على زهرة خرج الجميع من الغرفة و لم يتبقى سوى الطبيبة و السيدة نعمة معها .. و قد زاد العدد بالخارج بعد أن أفاقت الجلبة الحادثة بالخارج باقى أفراد المنزل .. الذين جذب انتباههم صرخة من السيدة نعمة .. التى خرجت من غرفتها غارقة ببكاء مرير تمرر عينيها على الجميع دون القدرة على الكلام حتى وجدت ضالتها .. أسرعت لبكرها تضمه ببكاء قائلة من بين شهقاتها :
ربنا رضاك يا أصلان .. و كمل فرحتنا
زهرة حامل .. حامل ياعمى .. اللهم لك
الحمد ................. ....................
ثم أكملت بكائها المرير محتجزة أبنها بين ذراعيها تحتضنه فرحة له .. كذلك الجد الذى حمدالله على نعمته و الباقين .. إلا صفصف التى تجهم وجهها و انقلبت سخريتها عليها و كذلك رائد الذى يشعر بمعاندة القدر له و الذى زاد فى الروابط بين جنيته و ابن عمه بشكل يجعله خارج الصورة دائما .. أقترب أخوة أصلان منه هو و أمه يباركون له حمل زوجته .. كذلك عمته التى ساعدته بفك حصار أمه و أخوته له و أدخلته لها و أغلقت الباب عليهم .
دخل أصلان غرفة والدته وجد الطبيبة جالسة بالقرب من زهرة تتهامسان فى شىء ما .. انتبهت منال للأصلان الذى يقترب من زوجته بوجه لا يظهر عليه أى تعبير .. فتحمحمت تجذب انتباهه لها و تقدمت ناحيته تخبره بالحرص على مواعيد الأدوية التى كتبتها لها .. كذلك بالراحة لها لضعفها الشديد هى و الجنين .. كذلك همست له بشكل جدى بشىء ما ثم انطلقت فى عجالة تاركة و رائها عاشقان يتلهفان لقرب بعضهما .
اتجه أصلان بعينين فرحتين و وجه مذهول و جسد متسرع الى زوجته الممددة على الفراش
بعد أن فتحت له ذراعيها تطالبه بالقدوم لها فى صمت من الطرفين ... جلس أصلان بجانبها على الفراش يتأملان بعضهما بمحبة منها و فرح و فخر منه ... لا يكاد يصدق أن الله استجاب لدعاء قلبه و وهبه طفلا منها هى قطته ... اتسعت ابتسامته و سقطت دمعتان من عيناه تعبران عن شعوره رافقهم قولها
- زهرة بهمس :
حامل أصلان .. حامل منك ..
مش مصدقة .. أخيرا .3
ثم توقفت قليلا تتمالك دموعها التى خانتها هى الأخرى .. و أكملت :
" كان نفسى أوى أحمل منك أصلان "
و توقفت ثانية تضحك فرحة بهذا الطفل القادم .. تأثر بحديثها نصفها الآخر الذى شاركها الضحك فرحا و انحنى يقبل بطنها قبلات رقيقة كثيرة تخونه خلالها دموعه و ضحكاته كذلك هى .. ثم استقام قليلا يقبل جبينها و يديها يبارك لها طفلهما
- أصلان هامسا هو الآخر :
مبروك حبيبتى .. مبروك رورو
هتبقى أم .. أم ابنى أنا .
أومأت له قطته فرحا لكلامه و للحدث نفسه
.. يبكيان و يضحكان معا بخفوت و يمطرها هى وجنينها بالقبلات .
خرجت الطبيبة تبشر الجميع خارجا و تؤكد على ضرورة الراحة و الطعام و المقويات أيضا
و تركتهم منصرفة يوصلها أسامة ... صرف الجد الجميع إلى الأسفل و اتجه هو و السيدة نعمة و السيدة سعاد الى الداخل بعد طرقه على الباب لعلمه بطبع حفيده الخاص بقطته ...
- الحج قدرى الذى لا تسعه الفرحة :
مبارك يا زهرة أنتى و الأصلان حفيدنا .
- زهرة بصوت خجل :
الله يبارك فيك يا جدى .
كذلك باركت السيدة نعمة و سعاد قدرى لزهرة و كللا مباركتهما باحتضانها و تقبيلها ... كما اعتذرت السيدتان لهما على ما حدث منهما تحت استغراب أصلان ... و الذى زال استغرابه سريعا بعد أن صرف الحج قدرى ابنتيه و قص على أصلان ما فعلته قطته بداية من زيارتها له ليلا و حتى إغمائها بالمطبخ ... فالجد بحكمته يرغب فى إزالة أى لبس أو إنفعال من أصلان بسبب وجود زهرة بغرفة رائد عند استيقاظها من الإغماء ... الأمر الذى أراح أصلان ... و ألتفت لزوجته بامتنان عن فعلتها مع والدته و عمته ... و أجابت هى عن سؤاله الصامت تحت أنظار الجد بكلمتين زادت محبته لتلك القطة الصغيرة العاشقة له بكل كيانها .
- زهرة بحب :
عشانك أصلان .
تجمع أفراد أسرة الحج قدرى للفطار ماعدا الأصلان و زهرته و قد انتشرت الأخبار و علم الجميع ... و تناولت الأسرة طعامها بصحبة أصوات التهليل من أم أحمد و السيدة نعمة و فاطمة و ورد ... و حزن رائد و حسرة صفصف
... و مرح بوسى و دودى و سلوى ... و صمت منير الذى يراعى شعور أخيه و عدم مبالاة نانى ...
- أسامة :
هاه .. نولينى يا سوما البيضة دى
خلى الواحد ينسى اللى هو فيه .
نظر له الجد مستنكرا حديثه و ضحك أسماء و محمد و بوسى و تعجب سوما و السيدة نعمة .
- الجد حانقا :
تنسى إيه إن شاء الله يا سى أسامة ؟
- أسامة بدرامية :
انسى أن أصلان هيخلف و أنا لسه
متجوزتش .. ليه كده يا رب .. بقى محمد
يتجوز و يخلف .. و أصلان يتجوز
و يخلف و أنا لأ ؟!
انفجر الجميع ضاحكا على درامية أسامة
- محمد حانقا :
هو إيه ده اللى بقى محمد يتجوز و أنا
لأ ؟! .. ليه إن شاء الله شايفنى ناقص
إيد و لا رجل ؟!
- و علقت بوسى :
ثم أنت لازم تكون الأخير .. لأنك الصغنن
بتاع البيت .
- و قالت أسماء :
دا كمان أصلان المفروض يكون قبل محمد.
- بوسى بمرح :
لأ يا سمسم مينفعش .. على أيام جوازك
أنت و محمد كانت زهرة لسه بترضع
.. كده كويس .
و ضحك الجميع ثانية على حديث بوسى .
- رد أسامة الحانق من ظلمه دائما :
و لا يهمك يا سوما نتجوز إحنا بس ..
و أنا أسبقهملك كلهم .. هنجيب عيل فى
تلت شهور .. اصبرى و شوفى .
- سعاد قدرى ضاحكة :
دا إيه العيل ده اللى هيجى فى تلت
شهور ؟!
و ضحك الكل
- رد أسامة مصغرا عينيه بخبث :
بلاش أنتى يا سوسو لو صبر القاتل
على المقتول كان مات لوحده ..
سيديهاتك كلها معايا .
- ضحكت بوسى على شكل والدتها و السيدة نعمة و قالت :
برافو يا أسامة أى كلمة بلغ القسم ..
" ثم قالت لوالدتها و السيدة نعمة "
طبعا مش محتاجة أفكركوا إن أس أس
هو اللى فتن عليكوا .. همتكوا يا بنات
ظبطوه .
" تقصد بحديثها معرفة الجد بما فعلوه
بزهرة و غضبه منهما " .
- أسامة الذى غص بالطعام تمتم :
الله يخربيتك .. حمارة .
- أسماء بجهل :
بتقولوا إيه ؟ .. مش فاهمين حاجة ؟
- أسامة و بوسى بصوت منخفض :
أخرسى أنتى .
عدل أصلان جلسة زهرة قليلا حتى تستطيع تناول شىء دافىء و بعض الطعام مع الأصلان
... إلا أنها لم تستطع إلا أن تتناول القليل تحت إصرار زوجها ثم تناولت علاجها ... و مددها أصلان ثانية بعد أن نقلها لجناحهما الذى قامت
نعمة بنفسها بتعديله بعد الأحداث الساخنة التى تمت بينه هو و قطته اليوم السابق ... ثم أصر الأصلان عليها كى تنال قسط من الراحة ... فما عدا إغمائها تعد زهرة لم تنل أى راحة من اليوم السابق ... و شجعها زوجها بالاستلقاء جانبها قليلا و خلل أصابعه بشعرها و الكثير من قبلاته التى لا تنام إلا عليها حتى سقطت فى نوم عميق ... و انسحب أصلان من جانبها و ابدل ملابسه بعد استحمامه و خرج بهدوء من جناحه و فى باله العديد من الأعمال .
نزل أصلان الى الأسفل متوجها لغرفة الجلوس التى أجتمع فيها جميع أفراد الأسرة بعد تناول الفطار ... و الذى ما إن رأته والدته و أم أحمد حتى أطلقوا سيلا من التهليلات و التبريكات استقبلها أصلان بمحبة و ضحك تراه أفراد الأسرة عليه لأول مرة ... ألقى التحية على الموجودين و وصى أمه جيدا بزهرة التى تركها نائمة بجناحه و انطلق خارجا تحت فرحته لذبح الذبائح بنفسه حتى يبارك الله بحملها و تتممه على خير ... و مضى النهار و لم يترك أصلان فردا فى بلدته إلا و أوصل له نصيبه من الذبائح دون إيضاح الأسباب لأهل بلدته ... كما حرص الجد على إبلاغ عائلة حامد المنصورى بحمل زهرتهم ... الخبر الذى إطار و الد زهرة و عمتها و أخوتها بحملها ... مع وعد بالزيارة قريبا لهم ... الأمر الذى أفرح عاشق آخر ترس الشيب رأسه و لم يحالفه الحظ كابن أخيه فى الاجتماع بحبيبته و هو زاهر قدرى الذى انتظر زيارة صفية المنصورى عمة زهرة بفارغ الصبر .
عاد أصلان الى المنزل بعد زيارة منه الدكتورة منال بعدما همست له بوجوب زيارتها فى المركز الطبى بالبلدة ... و أخبرته بضعف صحة زهرة كذلك جنينه ... و أوصته بالراحة التامة لها كذلك بالاهتمام بالتغذية السليمة لها ... و الأمر الهام بالبعد التام عنها و عدم الاقتراب منها فى ظل حالتها الضعيفة تلك حتى لا يعرضها للإجهاض الذى يعد خطر جدا على صحتها نظرا لضعف صحتها و صغر سنها حتى تراها الطبيبة بعد أسبوعين ... الأمر الذى أضاع جزء من فرحته بحمل زهرته ... لذا بمجرد وصول الأصلان اتجه إلى والدته يسأل عن حال زوجته التى أخبرته أنها نائمة منذ أن تركها صباحا ... و أوضحت له أنه أمر طبيعى بما أنها لم تنام ليومين كما أنها كانت تصعد لها هى أو عمته أو أم أحمد أو أحد البنات على فترات الإطمئنان عليها .
أراد أصلان رؤية قطته بنفسه حتى يطمئن قلبه و أوصى أم أحمد باحضار طعام لها حتى تتناول علاجها .... دخل أصلان جناحه فى صمت متجها للحمام يزيل عنه تعب اليوم الذى قضاه بين ذبح الذبائح و العمل فى المصنع و زيارة الطبيبة ... و أبدل ملابسه الى جلباب بيتى مريح و فتح باب جناحه ... تناول صينية مملوءة بالطعام من بوسى التى أرادت رؤية زهرة ... إلا أن أصلان أخبرها بنومها و طردها غير عابئا بما تقوله و أغلق باب جناحه بوجهها ... و ضع الطعام على أقرب طاولة و قربه للفراش حيث تسقط قطته فى نوم عميق و مازالت ترتدى بيجامتها التى عليها رسمة للقمر ... لم يتمالك أصلانها نفسه و رفع الغطاء نائما بجانب قطته ثم سحبها لصدره يمسد تارة على شعرها ... و يناديها تارة أخرى بحب و صوت منخفض لا يساعد على استيقاظها ... و يمطرهابق..... ثالثة .
بدأت زهرة الأصلان فى الاستيقاظ على صوته الهادىء و أصابعه التى تمسد فروة رأسها برقة كذلك على قبلاته الشغوفة بها ... و التى لم تساعد على استيقاظها خاصة بعد شعورها بخمول شديد جعلها تدس نفسها أكثر له و تتمسح برأسها فى صدره و تزيد من ضم نفسها لحبيبها ... و هو ما لا يفضله حاليا حتى لا يفقد سيطرته على نفسه و يغرق رجولته فيها يرضى نفسه و يرضيها فمازالت تحزيرات طبيبتها تلسع أذنيه حتى هذه اللحظة ... و استبدل بق..... بصوته
- أصلان :
زهرة .. رورو .. اصحى .. رورو
- همهمت زهرة دلالة على بداية استيقاظها :
أمممممممم .
استمر أصلان فى منادته لزوجته حتى استيقظت تماما و وعت لزوجها بجانبها ... نظرت زهرة بعيون عاشقة لوحشها اللطيف ...
الذى أراد إشباع نفسه بقبلة قبل بعده عنها ...
فقبلها قبلة سطحية ع...ا تحولت بعدها لقبلات عمييقه شغوفة بسبب تأوهات قطته و التى أطلقتها ما إن لمس ش....يها ... بعد فترة لا يدرك كلاهما إن كانت قليلة أو كثيرة إنتزع أصلان نفسه إنتزاعا منها و أبعدها برقة عن ذراعيه التى تحاوطها يساعدها فى الاعتدال قليلا على الفراش حتى تستطيع تناول طعامها ... ثم تناولت دوائها تحت صمت تام من الأصلان الذى حمل هم بعده التام عنها إذا كان لم يستطع أن يقبلها بصورة طبيعية و لولا إرادته الحديدية فى الحفاظ على صحتها لكان غرق فى أنو.....ها حتى أشبع نفسه منها و لكنه يحمد الله على عودة تعقله له ... هذا التعقل الذى يبدو أنه سيكون صديقا له على المدى الطويل حتى تمر
فترة حمل زهرته الأولى على خير ... و عادوا للتمدد على الفراش مرة أخرى و تهدئة أضواء الغرفة لحصوله على قسط من الراحة بعد يوم من العناء الطويل ... قرب الأصلان قطته له يحتضنها و ودعها للنوم بقبلة بطيئة على جبينها بعد أن أعتاد هو و قطته أن يودعا يومهما بلقاءات ساخنة ثم ألتقط نفسه الذى كان يكتمه مستلهما الصبر من الله أن يرأف بحاله و تمر تلك الليلة على خير ... استلقى العاشقان على فراش من جمر فلا أصلان معتاد على البعد عن قطته و لا قطته الصغيرة تنام دونه ... دمعت عين زهرة قليلا من إحباطها فلم تتوقع فى أقصى أحلامها أن يكون لقائهما بعد حملها بهذا الشكل القاسى منه ... و تهدج نفس أصلان من يأسه فى أن يغرق بقطته ككل ليلة لهما معا تاركين أى شىء آخر بعيد عنهما ... لم تتحمل زهرة بعده و ألتفتت تدس نفسها بصدره أكثر مرة بعد مرة و هى تزيد من اصطدام رأسها بصدره لعله يشعر و لو قليلا بعذابها و لا تعلم تلك القطة أنه يجاهد نفسه حتى لا تنتهى ليلتهما بتأوهاتها تحته كما أعتادا .
1
.. زادت زهرة من الضغط على أصلانها بعد أن شعر بصدمها لصدره كذلك نفسها الساخن الذى لم يرحمه ... فثبتها من ذراعيها بحزم رقيق يوقفها عن تعذيبها له ... فرمقته زهرة بنظرات معذبة ...
و تبادلا النظرات قليلا ... حازمة نافذة الصبر من جهته مستعطفة و حزينة من جهتها خاصة بعد أن أدركت أنه يبعد نفسه عنها فتحولت نظراتها لأخرى هلعة من فعلته ... جعلته يقبلها قبلات رقيقة على وجهها لعله يصبر نفسه و يصبرها ... مع كل قبلة تضم نفسها أكثر له حتى كادت تدخل نفسها بصدره ... يستجيب جسدها لق.... الرقيقة البسيطة و يتأثر جسده لإستجابتها حتى كاد يلتهم وجهها حرفيا ... فأبعد نفسه سريعا يلتقط ما ضاع من أنفاسه و تهدج صدرها و علت شهقاتها من بعده ثانية بعد أن أملت بوصله لها ... كاد الآخر يفقد صوابه من صوت شهقاتها يشعر بحاجتها له و التى تماثل حاجته له ... و عاد يضغط على ذراعيها بحزم رقيق يثنيها عن بكائها حتى لا يفقد أعصابه ... أبعدت عينيها عنه فى حرج من مشاعرها ... رفع وجهها له لا يرغب فى إبعاد نظرها عنه و فى نفس اللحظة
لا يتحملا نظراتهما الواشية بكل شىء ... شد على ذراعيها قليلا و قال بعد أن انتهى صبره
- أصلان :
خمس دقايق بس ... فاهمة ...
استغرقت زهرة ثوانى حتى يصل لها مقصده و هزت رأسها له بلهفة تنتظرها هى و هو دلالة على موافقتها ... التى ما أن حصل عليها الآخر حتى إنهال عليها جعلتهما دون أن يدركا يزيدان من احتكاك أجسادهما ببعض رغبة فى الحصول على بعض الخلاص الذى كان بعيدا عنهما فى تلك اللحظة ... يم... ....ها و يزيد من ضم جسدها له لعله يرضى رجو.......... و يشبع أ..... و لو قليلا ... أنهى أصلان قبلاته له فجأة حين أفاق على خطورة وضعهما و أسند جبينه على جبينها يلتقطا أنفاسهما
- زهرة و عادت لها دموعها بصوت رقيق :
فى إيه أصلان ؟! أنا ضيقتك فى
حاجة ؟!1
- أصلان الذى زاد حزنه لحزنها :
مفيش حبيبى ... مفيش .
" ثم عاد و أكمل "
أنا خايف بس عليكى ... أنتى لسه فى
الأول و دا غلط ... هممم ... نستحمل
شوية عشان صحتك هممم .
- زهرة برقة :
بس أنا مش تعبانة .
- أصلان متكتما على حديث الطبيبة :
معلش برده ... كده أحسن ... خليها
من عندنا إحنا ... زى ما بيقولوا الحرص
واجب .
صمت بعدها كلاهما و أعادها أصلان قريبا لقلبه تنام على صوت خفقاته و يسند ذقنه على رأسها يجعل من رائحتها مسكنا لقلبه المجروح من بعدها عنه ... و يلهيها عن بعده عنها بالكثير و الكثير من القبلات حتى سقطت فى نوم عميق لذيذ و لحقها هو بعد أن ظل يتأملها قليلا .
مرت عدة أيام على حدث حمل زهرة لم يحدث فيها الكثير خاصة بعد أن خطفها النوم اللذيذ العميق من زوجها و عائلتها لا تستفيق إلا على وجباتها و دوائها ... لم يستطع أصلانها إشباع نفسه من وجودها إلا بإحتضانها أوقات نومها ... و قد علقت عمته سعاد أمام الجد و أفراد العائلة على نومها الكثير بأنها تشبه الجميلة النائمة ... و أكملت بوسى بضحك
- بوسى :
فاضل بس أصلان يبوسها و تصحى على
طول .
كذلك لم يتمكن حامد المنصورى و أخته صفية من الجلوس فترة طويلة مع إبنتهم لإرهاقها فاقتصروا الزيارة بعد أن اطمئنوا على ابنتهم ... و لم تخلو زيارتهم من تعجبهم من معاملة الأصلان معهم ... فقد توقعوا عدائه الطبيعى لهم من صغره إلا أنهم وجدوه لان من ناحيتهم كثيرا ... كذلك لم تخلو الزيارة أيضا من توتر الأجواء لغيرة صفصف الشديدة على زاهر قدرى بعد أن استنتجت أن حبيبته هى عمة زهرة و شاع التوتر فى الأجواء و الذى لم ينتهى إلا باحتجاز زوجها فى غرفتهم و لم يخرجوا إلا بعد أن غادر أهل زهرة .
استيقظت زهرة من نومها العميق ليلا بعد أن شعرت بالجوع الشديد ... حاولت النهوض من الفراش ببطىء حتى لا تؤذى نفسها ... انتبه على حركتها الرقيقة أصلان الذى خرج من الحمام و على كتفيه فوطة صغيرة و قد أرتدى جلباب بيتى واسع باللون البيج و تحته بنطنال من نفس اللون .
- أصلان الذى أسرع ليسند زوجته :
صح النوم رورو ... قايمة ليه ؟
... عاوزة حاجة أجبهالك ؟4
- أعتدلت زهرة فى جلستها على الفراش و لاحظ زوجها راحة ملامحها البادية عليها من كثرة نومها و إحمرار وجنتيها .. فقالت برقة :
جعانة أصلان .
جلس أصلان بجانبها و حاوطها بذراعيه و قبل جبينها ببطىء دلالة على عمق مشاعره تجاهها و نظر لها قليلا
- أصلان :
جعانة رورو ؟
- زهرة :
هممممممم .
- أصلان معاودا تقبيل جبينها :
طاب أنا هنزل أجيبلك حاجة تأكليها .
- زهرة متمسكة بذراع أصلان بسرعة :
أنزل معاك ... أنا زهقت ... جسمى
واجعنى من كتر النوم .
صمت أصلان قليلا لا يعلم ما يقوله لها ... خاصة بعد ملاحظته لإرهاقها الواضح حتى و هى تتكلم معه و تطلب منه النزول معه ... إلا أنه فى النهاية وافق إشفاقا منه عليها فهى حبيسة الجناح منذ ما يقرب من الأسبوعين دون أن تتحرك بعيد عن الفراش مع إلتزامها التام بطعامها و أدويتها ... يأست زهرة من رد أصلانها و أستسلمت لكونه يذهب وحيدا يطلب الطعام من أهل المنزل ... و بذكر الأهل لا تعلم ما الساعة هل هى نهارا أو ليلا ؟ و لكن بنظرة واحدة إلى الساعة المعلقة على الحائط كان الوقت تجاوز الواحدة و النصف صباحا ... انتبهت زهرة على أصلانها ثانية و وجدته يساعدها فى النزول من الفراش و الوقوف ببطىء حتى لا تفقد توازنها بعد نوم طويل ... كما ساعدها على مغادرة الجناح و النزول إلى الطابق السفلى بهدوء و بطىء ... رفضت زهرة أن يقوم أصلان بحملها و استندت عليه بكامل جسدها بينما يتمشيان على راحتهما .
كان الشباب بالدور الأول يسهرون كعادتهم كل يوم بعد إنسحاب الكبار لغرفهم يشاهدون الأفلام أو يتبادلون الأحاديث و الضحك أو ينفردون ببعض كالعاشقان أسامة و سوما ... تفاجأت بوسى التى كانت تتحدث مع سلوى و أسماء بنزول أصلان و زوجته ...
- بوسى :
رورو ... وحشتينا ... أخيرا الجميلة النائمة
قامت من النوم ... إحنا أفتكرناكى هتنامى
لحد ما تولدى .
إنتبه على زهرة رائد الذى إشتاق لها حد الارهاق و أهمل حديث نانى التى حقدت على تلك الصغيرة سارقة الأضواء منها ... كذلك أسامة الذى ينفرد بسوما على كرسيان بعيدان عن التجمع حتى يتكلمان بشؤنهما الخاصة و أكتفيا بالإشارة لزهرة من بعيد و منير و سلوى و أسماء و محمد ... و جاء دودى من المطبخ يحمل طبق من المسليات
- دودى :
زهرة ... ألف مبروك على النونة ...
و النبى سموه على أسمى .
ابتسمت زهرة بخجل و لم يعلق أصلان عليه سوى برفع حاجبه له و حدجه بنظرة مميتة
جعلت دودى يكتفى بالصمت .
- دودى :
أحمممممم ... مش مشكلة و لا يهمنى
... هدلعه برده و نقوله دودى ....
بس هاه ... و أنا هربيه .
- محمد :
الواد كده هيجيله تخلف عقلى .
- دودى محركا فمه للجهتين و يضع يديه على
جنبيه بطريقة سوقية :
أسم الله على بودة ابنك البقرة .
انفجر الجميع ضاحكا على أسلوب دودى خاصة بعد أن قام محمد من مكانه غاضبا يطارده ... ابتعد دودى عنه بسرعة ضاحكا و توقفا بعد قليل ... ألتقط دودى أنفاسه ثم قال بعد ملاحظة ضحك زهرة عليهم
- دودى بحالمية :
إيه ده ... بس بسم الله ما شاء الله
... رورو أحلوت أوى بعد الحمل ...
ضحكتك حلو ... آههههه .........
توقف دودى عن كلامه متألما من علبة المناديل الخشبية التى قذفت عليه من أصلان الذى أحترق قلبه من كلمات ابن عمته الصغير عن قطته التى ولسوء الحظ فعلا زادت جمالا عن المعتاد بعد حملها منه بشكل أرهق قلبه و رجولته للغاية .
ضحك محمد و أسامة فرحين بدودى الذى لا يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و علق عليها فلم يترك أى فعل يقوم به أسامة مع سوما أو محمد يفلت من تحت براثنه حتى جاء الأصلان و يصمته بقذفة واحدة يصحبها نظرة قاتلة .
تجاهل أصلان الأجواء و ساند قطته الى المطبخ يجلسها على كرسى ثم يتحرك من حولها بمرح يجلب لها ماء و فاكهة كأول محاولة له لعمل شىء بالمطبخ .
- أصلان بمرح واضعا يديه على جانبيه :
رورو ... تحبى تاكلى إيه ؟
- زهرة التى كانت تشعر بجوع شديد تقول برقة مخالفة ظن أصلانها بها و كأنها تتحدث بطبيعية :
أصلان ... عاوزة أكل لحمة .
- أصلان محاولا كتم ضحكه على تلك القطة الشرهة :
لحمة ؟!
- زهرة :
أمممممم .
" ثم تبتلع ريقها بشره و رقة و كأنها
بشخصيتين "
أمممم ... عاوزة لحمة كتير ... جعانة
أصلان .
- أصلان محاولا إيقاف تخيلاته عن تلك القطة الجائعة و التى يرغب بإشباعها بطريقة مختلفة تروق له ولها أكثر من الطعام ... ابتلع ريقه و قال بصوت متأثر :
طاب أسخنلك جنبها رز .. أو أخلى حد من
البنات يعملك حاجة زيادة غيرها ...
و أعملك سلطة أو ............................1
- زهرة برقة و دلال و براءة أودت بأصلانها
و أوقفت أنفاسه فى صدره :
لأ ... لحمة بس ... عاوزة آكل كتير
... حاسة إنى جعانة أوى .
- أصلان يعد فى سره من واحد الى ما لا نهاية
حتى يتمالك نفسه التائقة لتلك القطة
الجائعة ... و يستغفر فى سره مرات و
مرات :
حاضر حبيبى ... حاضر .
و فتح الثلاجة يستطلع الموجود حتى وجد قدر للطبخ متوسط الحجم مملوء باللحم و المرق و يبدو إنه تم إعداده لليوم التالى و قاموا بطبخه قبل نومهم ... قال لقطته و هو يوليها ظهره يخرج القدر من الثلاجة
- أصلان :
حظنا حلو فى ..........................
و توقفت الكلمات فى حلقه بعد أن رأى عدد من الجماهير موجود عند باب المطبخ قادهم فضولهم للتلصص عليهم ... و الذين لم يتمالكوا أنفسهم و جحظت أعين البعض و سقطت أفواه الآخر فالأصلان ملك المنزل و كبير البلد
يبحث عن الطعام فى الثلاجة بنفسه و يطبخ لزوجته ... نظر أصلان لزهرة وجدها تضايقت و تحولت ملامحها بشكل مضحك لتكشر عن أنيابها من إخوته المتلصصين خاصة و قد قربت أطباق الفاكهة التى قطعها لها و العصير لنفسها بشكل مبالغ فيه و كأنها تحميهم من السرقة ... و لا ينكر الأصلان أنه أعجب بهذا الجزء الشرس بشكل لطيف من قطته الصغيرة بعد الحمل فهى تحمى الطعام منهم كالمغيبة
بل و تنظر لقدر اللحم الموجود بيده بعيون تنطلق منها القلوب ... و بشغف آذى له قلبه و جزء آخر من جسده لا يرغب فى إستيقاظه فى وضعهم هذا على الأقل حتى لا تحدث فضيحة أمام أخوته لن ينسوها قريبا ... تحمحم أصلان جاذبا إنتباههم جميعا
- أصلان بحنق خشية من غضب قطته الشرسة اللطيفة التى تنظر لقدر اللحم بخدر :
نعم ؟! ... خير ؟! ... فى إيه أنت و
هو و هى ؟!
- بوسى متعجبة :
إنتوا اللى فى إيه ؟ ... و إيه اللى
فى إيدك دا ؟
- أصلان متأففا تحت نظرات إخوته :
لحمة .
- محمد :
إيه ؟!!!!!!
- أسامة :
إيه ده أنتوا هتأكلوا لحمة اللوقتى ؟!!!
صمت أصلان و هزت زهرة رأسها إيجابا ... ضحكت أسماء و سلوى و منير على زهرة ... و ابتسم أسامة بخبث هو و بوسى
- بوسى :
طيب طالما كده آكل معاكوا .
- أصلان كاذبا :
لأ .... دا تقريبا معمول لبكرة ....
أنا هاخد حتة صغيرة ل رورو .
و فى داخله يعلم أنه سيأخذ منه حتى يشبع قطته الجائعة بعد أن يصرف تلك الكائنات الطفيلية التى هجمت على المطبخ .
- أسامة :
طاب ما نأكل و نقولهم بكرة يعملوا
غيره .
- أصلان :
هتقولهم أمتى دا أنت بالسهر ده هتصحى
الضهر ... يعنى هييجوا يحطوا الغدا
مش هيلاقوا حاجة .
- أسامة حانقا من أخيه الذى يحمى قدر اللحم بحياته كما يقولون :
الله إشمعنا زهرة طيب ؟!!!
- أصلان ببرود :
رورو تعمل أى حاجة ... ملكش دعوة
بيها .
ثم أشار لأخيه الصغير على زهرة ... و لأول مرة فى حديثهم ينتبه أسامة لشكل زهرة المختلف ... فهى و كأنها لا تشغل بالها بهم بل كل تركيزها على قدر اللحم الذى مازال يحمله أصلانها ... ثم ترفع ناظريها قليلا من وقت لآخر ترمق أسامة نظرات قاتلة و بعدها تعود نظراتها التى تنطق بالحب الخالص لقدر اللحم .... رفع أسامة أحد حاجبيه تعجبا من حال زوجة أخيه التى أصبح يتوجس منها حقا .... ففى نفسه وجد أنه ينتقصها فقط نابين و بعض الدماء على فمها لتتحول لمصاصة دماء .
- أسامة ضاحكا من تفاجأه بشكل زوجة أخيه التى يبدو أن الحمل يغيرها :
مين دى ؟
- أصلان ضاحكا لحال قطته :
رورو و هى حامل .
- أسامة ضاحكا هو و بوسى :
أكيد ابنك حولها لآكلة لحوم البشر ...
ربنا يستر .... البت بقت كده من تانى شهر
على التاسع ممكن تهجم علينا و تعض
سوما و لا بوسى .
- أصلان معجبا بشكل قطته الشرس :
أخرس يا حيوان .
- أسامة :
حاضر .
ثم وضع أصلان القدر على النار و طرد الموجودين جميعا بوقاحة لا تليق إلا به ... و أحضر لها الطعام على الطاولة و جلس يأكل بجانبها و يضع قطع اللحم الصغيرة أمامها فمن الواضح أنها تشتهيه ... و لا يكون هو الأصلان إن لم يحضر لقطته الصغيرة ما تشتهيه .
مرت الأيام بعد زيارة زهرة و الأصلان للطبيبة التى بشرتهم بتوأم متماثل الأمر الذى تكتم عليه الأصلان و لم يخبر إلا أمه و جده فقط خوفا على قطته .... تلك القطة التى تغيرت تماما عن أيام زواجها الأولى ... فزاد جمالها بالحمل بشكل ملحوظ علق عليه الكل ... مع العلم أن حركتها مازالت بسيطة و الأغلب تلازم الفراش كما أوصتها الطبيبة .... أما الأصلان فزاد من ساعات عمله هربا منها و من حاله ... فقطته لا يعلم ما بالها لا تريد أن تفارقه .... فأصبحت ملاصقة به بشكل محبب لقلبه و تهواه نفسه ... تتعلق به بشدة أثناء نومها و تشتم رائحته بشهوة و شره يؤذى له قلبه فكانت ساعات نومه بجانبها جحيم لا يطيعه قلبه بإبعادها عنه و لا يستطيع التجاوب معها كما تهوى نفسه و روحه ... و انهيارها الذى يؤذيه كلما تركها ... ملابسه التى يبدلها تحتضنها و هى مشبعة بعطره الممزوج برائحته و تنام بجانبها عوضا عنه فى غيابه ...
حزنها الواضح لهجرها ... و الذى بات يجرحها و يؤلمه .... أفاق من شروده على دخول أخيه أسامة و محمد عليه بمكتبه فى المصنع ليذهبوا معا للمنزل ... ذهب أصلان معهم كارها لا يستطيع أن يتغيب عن المنزل أكثر من ذلك حتى لا يلفت الأنظار لوضعهما كما بحق الله لا يستطيع البقاء جانبها بنظراتها التى تطالبه بما لا طاقة له به .
تم حذف بعض المشاهد
و ها هى سارقه راحته تقبع أمامه بفتنتها المهلكة له تحاول تمشيط شعرها بصعوبة ... و ترتدى بيجامة حريرية سوداء بحمالات دانتيل عريضة من نفس اللون تحتوى جسدها بطريقة لذيذة و ينعكس لونها على بشرتها ناصعة البياض بشكل ملفت للنظر و مهلك لقلبه و جسده ... أقترب منها أصلان مغيبا و جلس ورائها على الفراش الذى تمشط شعرها عليه و سحب منها فرشاتها ليمشط شعرها ... بهدوء و حب و اشتياق لم تمانعه هى ... و أزاحت حزنها منه جانبا و تشبثت بإنانية بهذه اللحظة التى تقربها منه و لم ترد أن تفقدها ... شرد هو فى شعرها الأسود لدرجة أنه أجفل من صوتها الهادىء الذى يطلب منه أن يرفع لها شعرها فهو يضايقها لساعات نومها الكثيرة ... استغرق وقتا أطول من اللازم فى تمشيط شعرها فقد إشتاق تلك الوظيفة بشدة أما هى فى عالم آخر كادت فيه أن تفقد صوابها من رائحة جسده و التى أصبحت تشتهيها بشكل غريب من فترة بل و تستهويها جدا فهى تتلهف لإلتقاط ملابسه المنزلية التى تحمل رائحته و تجعلها بقربها بعد أن تستنسقها بإشتهاء دون أن يعلم و إلا أجزم بجنونها كما تكاد تجزم هى كل ذلك دون أن تعلم تلك القطة أن أصلان يعلم بذلك .
ما إن رفع شعرها حتى ظهر له عنقها الحليبى الفاتن و مساحة واسعة من ظهرها أنعمت بها بيجامتها الأنثوية عليه ... لم يستطع أصلان منع نفسه خاصة بعد أن انتهى من عمله مع شعرها و لم يغادر مكانه كذلك هى بعد أن شعرت بانتهائه لم تغادر مكانها و كأن كل منهما لم يطاوعه قلبه على ذلك ... جعل أصلان تلاقى عنقها بق.... رقيقة لا تكاد تشعر بها لولا حساسيتها المرهفة تجاه لمساته ثم تحولت تلك القبلات الرقيقة الى.....
أذابت قلبه وجسدها .
الحلقة 29
.
.
الفصل التاسع والعشرون
ثم تحولت م....من عنقها إلى كتفها فصدرت منها شهقة خافتة من هول ما يفعله بها بعد غياب .... م.... فقط لجسدها و كأنه نسى معنى ق........ كل ما يشغله أن يلتهم كل ما يقدر عليه بعد أن فقد عنان إرادته و غاب عقله و تولى قلبه زمام الأمور .... سار بم......... على الجزء الظاهر من ظهرها جعلها تصدر شهقة خافتة أخرى و تميل بجسدها قليلا للأمام محاولة التخلص من الرعشة اللذيذة التى سارت فى عمودها الفقرى ....
حتى وصل بم........ الى حد ملابسها العلوية لم تستطع قطته التى مازال يحكم خصرها و بطنها التى برزت قليلا بذراعيه أن تكتم صوتها فنادته بصوت ش. مثار لما يفعله بها .... جعله ينزع عنها ملا.........العلوية بجنون و أصبحت فقط
بالقطعة ...... يلتهم ظهرها الذى تواليه له بم.... بل أصبح يزيد من عنفه الذى يحركه شغفه تجاه تلك القطة التى حرم نفسه منها طويلا فتحولت تلك الم...... . لعضا.....طفيفة .... انهار جسد زهرة للأمام من إثا........ و إستلقت على الفراش بشكل عكسى فكانت رأسها نهاية الفراش و قدمها لبدايته على جنبها لحقها الأصلان و كان مستلقى ورائها متشبثا بها من الخلف بذراعيه حتى لا
يفصل م..... عن جسدها حتى وصل لحد
القطعه......... فعاد بم......... إلى أعلى ثانية يتنعم بظهرها الحريرى حتى أصطدم بالقطعة.... من الخلف و التى نزعها لها .... و استمر بق........ه لكتفيها و انتقلت يديه التى تحاوط جنينها الى ص....... الذى كان مكشوفا و لا يراه فتلمسه بيديه بجنون و فقدان صبر جعله يعت......... أكثر كلما سمع تأوهاتها .... جذبها الأصلان لجهته و أصبحت زهرة تقابله بعينين ناعسة و أنفاس متهدجة .... منظر ص..... الذى يعلو و يهبط بسرعة آثاره بشدة و استبدل يده التى ب .......و أسنانه يترك علامات كثيرة شغوفة كانت لا تغادر جسدها سابقا أما بعد فراقهم الإجبارى أختفت العلامات مما جعله يريد أن يضع أخرى جديدة مكانها .... عندما شبع من ........ا عاد لع........ثم ش......ا التى لم يتركها إلا معنفتين من إشتياقه ..... ثم عاد و ق...... بحنان يماثل شوقه لقطته مرة و مرة و مرة و تلك القطة تت.... بغنج و تناديه راغبة بالمزيد الذى لم يتأخر عنه و حثته عليه رجولته التى آلمته بشكل زائد عن الحد .... و عملت يديه على تخليصها من م...... . كاملة و ظهرت ل..........ا التى سبقته و فاضت راغبة مشتاقة و انتشرت رائحتها .... عادت ......ه الشغوفة من ش......... .... ص....ظظظظظا و المجرى بينهما معدتها التى قبلها العديد و العديد من الق....... و ال..... النهمة و التى كانت بارزة قليلا بسبب طفليه النهمين
للحم بشدة ي....... ا كثيرا و هى تخلل شعرها الكثيف بيديها الرقيقتين و كأنها تطالبه بالمزيد من الق.. ل... .... لم تعد القطة تشعر بخصلات شعر أصلانها بعد أن ترك يديها
و نزل ب.........ه أكثر و أكثر عطش ل...... الذى يغادرها و ق.... لما يحدث .... علت صرخاتها قليلا م تحولت ل.........
بعد أن عادت خصلاته ليديها فلم يطاوعه قلبه على مغادرة أبنائه بسرعة و قام ب........ بيتهم الصغير كثيرا .... كان منظر قطته و هى........ ة لما يفعله بها لا يقاوم .... لذا لم يعطيها فرصة حتى تفق من...........ا حيث أمتدت يديه ل........ا تداعبها برقه..........ا عنه و هو ينزع .......ه بسرعة جنونية حتى يغرق نفسه فيها .... غادرت شهقة خافتة من زهرة عندما شعرت بجسد أصلانها ال......يلمس .......
و أعاد عليها ق...... التى لا يسأم منها حتى أفاقهما من ش.......ا رنين هاتف الأصلان .... و الذى جعل الأصلان ينسحب رويدا رويدا من دوامة جنونه و يحاول الابتعاد عن زهرته بعد أن ضربه الإدراك .... شعرت هى بإنسحابه فتشبثت به بلهفة و جنون ترفض إبتعاده
- زهرة و هى تتشبث بجسد وحشها .... .:
لأ أصلان ... لأ .... متسيبنيش .
- أصلان و قد أفزعته حقيقة أنه كاد أن يتحد معها لولا الهاتف :
كفاية يا زهرة .
- زهرة ببكاء :
لأ .... لأ .
- أصلاان بصراخ :
إبعدى .... بقولك إبعدى .
- هزت زهرة رأسها ببكاء نافية رغبتها فى البعد غير مدركة حقيقة الأمر :
لأ .... لأ .
دفعها أصلان بطريقة خاطئة من حنقه بسبب تشبثها به جعلتها تبتعد من تحته قليلا و بما إنهما كانا مستلقيان على طرف الفراش أدى هذا الابتعاد القليل الى سقوطها على أرضية الغرفة ... جحظت عينيه من المفاجأة فدفعته أسقطتها على أرضية الغرفة عارية ... أبتلع ريقه من منظرها و غلطته الفادحة ..... لم تستوعب سقوطها على الأرض لثوانى ثم سقطت دموعها دلالة لإدراكها لما حدث ..... فهى عارية أرضا بعد تشبثها المزرى بزوجها
.... استقامت عارية عن الأرض بصعوبة تحت أنظار زوجها الذى لا يقل صدمة عنها و اتجهت إلى الحمام بعد أن أغلقت الباب عليها بالمفتاح
.... أغمض الأصلان عينيه من فداحة خطأه فلا كلماته أو إعتذاره تفيد بعد أن أهانها بهذا الشكل و كأنه لا يريد لمستها له .... و قد أدرك
أن هذا سيشكل حاجز منيع فى علاقتهما مستقبلا .... بعد أن تخاذل حتى عن مساعدتها فى النهوض عن الأرض .
1
أما هى لم تستطع حتى الوصول إلى كرسى الحمام بل إنهارت على الأرض بمجرد أن أغلقت الباب خلفها .... تكتم بكائها بيديها لا تريد مزيد من الشفقة على حالها .... و تنهار أكثر بعد أن أهان وحشها أنوثتها و أبعدها عنه بحنق بعد أن عجز عن التخلص من ذراعيها التى تحاوطه بها و تتمسك به بشكل بائس ..... جعلها عرضة لهذا الموقف .... حاولت كتم صرخاتها التى تخرج منها حنقا من نفسها التى أذلتها دون الحفاظ على كرامتها التى بعثرها بدفعه لها لتسقط أرضا عارية و حتى لم يكلف نفسه عناء مساعدتها
على النهوض ..... استقامت بصعوبة تفتح الماء الساخن على جسدها الذى عنفته فى إغتسالها حتى تزيل لمساته لها .... حتى إحمر جسدها من كثرة ما خدشته و إحمرت عينيها و جلست تحت تيار الماء الذى لم تبالى بسخونته أو حتى بإغلاقه و الخروج من تحته أرادته ينهمر فوق رأسها حتى يهدىء من صخب أفكارها .... و شخصت عينيها فى نقطة بعيدة على الحائط المقابل لا تحيد عنها .
لم يتحرك الأصلان من مكانه على الفراش فكان كما هو .. غير مبالى بتغطيه. .... .. حتى .... مصدوم سارح فى البعيد لا يصدق أنه دفعه بيديه كذلك لا يصدق أنه جلس متفرجا و لم يكلف نفسه عناء مساعدتها و تفقدها بعد أن سقطت .... دمعت عينيه فقط من شعوره بألم قاتل بصدره يخبره أنها لن تسامحه على فعلته .... فكيف تسامحه و هو لا يستطيع مسامحة نفسه ؟ .... استقام بوجه وجسد خاليان من الشعور يلتقط ملابسه لإرتدائها و يتحسر على فعلته بعد رؤيته لم.... منثورة أرضا بجانب ........ ه .... و خرج من جناحه لعلمه أنها لن تخرج من الحمام فى وجوده بالجناح .... و لا هو قادر على مواجهتها بعد فعلته إذا هى واتتها الشجاعة و خرجت .
مر أسبوع و زهرة تتجنب أصلانها تماما ... فكان أحب شىء إليها الانعزال عن الجميع و قد ساعدها فى ذلك حملها .... كما أن الأمر راق السيدة نعمة التى تخاف على حفيديها
.... فأصبحت قطة الأصلان حبيسة غرفة السيدة نعمة التى انتقلت إليها فى اليوم التالى
لخلافها مع الأصلان الذى تفاجأ من قرارها ... عندما دخل جناحه اليوم التالى و كان قد قضى ليلته فى المكتب .... ليفاجأ باختفاء أغلب أغراضها من الجناح بمساعدة السيدة نعمة و سوما .... و قد فهم أنها أخبرتهما بمرضها الشديد و حاجتها لمن يرعاها ليلا و أنها لا تريد أن تثقل على أصلانها .... الأمر الذى رحبت به السيدة نعمة و التى ذهبت بعدها لجناح أبنها لجلب الأغراض الضرورية التى تحتاجها زهرة يوميا .
صدم الأصلان من قرار زوجته إلا أنه لم يعلق
فهو يعلم أنه يستحق على الرغم أن هدفه هو الحفاظ على صحتها الضعيفة حاليا حسب ما قالته له الطبيبة إلا أنه أخطأ فى التعبير عن ذلك .... و يبدو أن طباعه الخشنة و الوحشية
لم تغادره كليا .... شعر بالوحشة تنهش جوفه
و الحزن يلتهمه كليا لإدراكه أنه ترك بقلبها جرحا لن تبريه الأيام .... و بدأ شعوره بالفرحة لقدوم طفليه يتلاشى تدريجيا .... وتتبقى فقط أفكاره التى تدور حول زهرة و زهرة و فقط زهرة .
بمرور الأيام :
هدأت زهرة تدريجيا من حزنها و بكائها أثناء وجودها بغرفة السيدة نعمة و تأكدت أن قرارها بترك جناحها مؤقتا كان موفقا فى ظل توتر الأوضاع بينها هى و الأصلان ... بل أن وجودها معه سيخلق توتر بينهما و يضغط على أعصابها و هو ما ليس فى صالحها هى أو جنينها .... جعلتها الأيام الطويلة التى قضتها بمفردها تعيد حساباتها و تصرفاتها مع الأصلان .... بل وضغطت على نفسها لتعيد فى ذهنها ما حدث بتلك الليلة المشئومة مرة وراء مرة و علق فى ذهنها سؤال واحد ليس غير ....
لما كانت تتشبث به بهذا الشكل و كأن هذا
الأمر حياة أو موت بالنسبة لها ؟
و الذى فتح مجال لأسئلة أخرى :
- لما تحتفظ بملابسه بجانبها حتى بعد ما
حدث بينهما ؟
- لما تستمر بنثر عطره على فراشها بل
وصل بها الأمر لنثره على ملابسها ؟
- لما لا تفارق لمساته و قبلاته فكرها؟
- لما تشعر بانقطاع الهواء عن الوصول
لرئتيها ببعده عنها ؟
- لما تستيقظ ليلا على أحلامها به ..
فتشعر بنفسه و.....
.... حتى تجد نفسها قد لوثت م........
بما يدل على شوقها إليه ؟
- أيستطيع النوم بدونها ؟ .. ألا يشتاق
لها ؟ .. ألا يشتاق للغرق بها كما تشتاق
للغرق به ؟
هدأ منزل الحج قدرى إلى حد ما بعد مغادرة عائلة ابنه زاهر إلى الإسكندرية و لم يتبقى إلا أهل المنزل و عائلة ابنته سعاد قدرى .... فى الصباح الباكر و قد ودعتهم عائلة الحج قدرى مع وعد من زاهر بتكرار الزيارة قريبا قبل مغادرة أخته مع زوجها للكويت .... إلا رائد الذى ظل لآخر لحظة متأملا ظهور الجنية الصغيرة من أجل توديعهم إلا أنه فى النهاية خاب ظنه و غادر دون رؤيتها مع وعد منه لنفسه بالعودة إليها .
تناولت الأسرة الغداء تحت مشاكسات بوسى و دودى و غزل أسامة لسوما و ضحك محمد و أسماء و بودة و تعليقات سعاد قدرى المضحكة و ضحك السيدة نعمة و هدوء من الجد و صمت تام من الأصلان .... الذى سرعان ما أنهى طعامه و انسحب واجما الى مكتبه .... الأمر الذى لم يعيره أحد من الموجودين إهتماما على اعتبار أنه ضغط عمل أو أنه عاد لطبيعته الجادة بعد غياب زهرة عن الساحة .... إلا الجد الذى لم يفوته توتر الأجواء بين الأصلان و قطته فهو متأكد تماما من استحالة هجر زهرة لجناحها للأسباب الواهية التى قالتها للسيدة نعمة .... كما لم يفوته ترك الأصلان جناحه ليلا و نومه بمكتبه فى اليوم السابق ليوم انتقال زهرة لغرفة السيدة نعمة ..... و وجوم الأصلان و تجهم ملامح وجهه أكدا صحة ظنه ..... إلا أنه فضل الهدوء و انتظار ما سيؤول إليه الأمر و المراقبة من بعيد و التدخل فقط عند الحاجة
فهو يريد أن يحلا مشاكلهما دون تدخل من الآخريين فهو أو السيدة نعمة لن يدوما لهما .
بينما فى أثناء ذلك تغرق زهرة الأصلان بنوم عميق أصبح رفيق دائم لها منذ حملها أدى إلى تورد ملامحها و راحة جسدها .... و تتناول طعامها عصرا قبل الدواء برفقة بوسى و سوما أو السيدة نعمة أو السيدة سعاد ماعداه هو الوحش اللطيف الذى أضحى قاسى مؤخرا فهو حتى لم يزورها و لو مرة واحدة منذ مجيئها لغرفة السيدة نعمة .... بل و الأهم لم يأتى ليعتذر أو حتى يبرر موقفه مما زاد حزنها منه لدرجة أنها تخلت عن مبادرتها فى عتابه
..... كل ما يصلها منه صوت صياحه العالى على الجميع .... إلا أنها فى النهاية تحمد الله ألف مرة أن لا أحد لاحظ خصامهم و لا يقلقها شىء سوى نظرات الجد لها أثناء زيارته لها و التى بلغت أربع مرات خلال الأسبوع الذى اعتزلت فيه فى غرفة السيدة نعمة .... تخاف فيها أن يسألها عن شىء و لكن لحسن حظها أن الغرفة أثناء زياراته تكون ممتلئة بالزوار من أهل المنزل الذين يحبون جلسة الجد الودية مما منعه من أن يسألها عن ما يجول فى خاطره و الذى أقسمت أنها قراءته فى عينيه .
1
بعد الغداء استأذن الجد للراحة فى غرفته قليلا قبل العصر كذلك الأستاذ محسن زوج ابنته ....بينما جلست السيدة نعمة و سعاد فى الصالة بجلسة خاصة مع كوبان من الشاى .... و محمد و أسماء الى جناحهما ... بينما تفرق أسامة و سوما و بوسى و دودى حول السيدتان نعمة و سعاد و أصلان بمكتبه .... سرعان ما شعر بالتململ من الجلوس دون وجودها حوله .... فاتجه هائما إلى جناحه لعله يلتمس بعض من بقايا أثرها .... إلا أن عند خروجه من مكتبه نادته عمته ضاحكة عن أنها تفتقد جلسته معها و إنها على وشك المغادرة هى و زوجها و لم تشعر بالاكتفاء من جلسته
.... لم يرد الأصلان أن يخجل عمته و تحامل على نفسه و جلس معها هى و والدته و من حولهم إخوته ..... تنوعت الأحاديث الودية بينهم إلى أن سألته بوسى ضاحكة
- بوسى ضاحكة :
أصلان ... صحيح زهرة مقالتش ليك
نفسى فى تين برشومى .... و أوم
هاته فى نص الليل و الجو ده .
ارتبك أصلان من سؤال ابنة عمته فهو نسى تماما هذا الأمر و أن قطته أوشكت على دخول
شعرها الرابع ... ابتلع أصلان ريقه مرتبكا و حزينا على ما آل إليه حالهم .... أنقذه من الإجابة تعليق أسامة الضاحك
- أسامة :
يا بختك يا أصلان .... عقبالنا يا
سوسو ... لما بطنك تقب و تقوليلى
عاوزة مانجة و أنا أجرى ....................
- بوسى :
إيه ده ؟ ... هى مين دى اللى عاوزة
مانجة ؟ .... أنت آخرك تصحيك نص الليل
و تقولك عاوزة رنجة .
انفجر الجميع ضاحكا على كلام بوسى ... و علق دودى
- دودى لأسامة :
مستعجل على إيه ... بكرا تقولك إف
رحتك و حشة .... مش عاوزاك تيجى
جنبى و الجو ده .
- ردت سعاد :
هههههههههه ... مش كلهم ... دا فى ستات
بتتوحم على راجلها ... و تلاقيها لازقة فى
و عمالة تشم فى رحته ... و متخليهوش
يطلع برا البيت و .........................
- قاطعها أسامة:
أيوه فى المسلسلات .
ضحك الكل ثانية على كلام أسامة إلا الأصلان الذى صدم من حديث عمته و التى وصفت أمامه حالة زهرته و تمسكها الشديد به من بداية حملها .... بهت لون الأصلان عندما أدرك حجم أذيته لها فهو لم يتصور أن ما تفعله قطته الصغيرة خارج عن إرادتها فهى تتوحم عليه لذا تصرفاتها بعيدة عن حكم العقل و قريبة جدا للقلب .... انسحب أصلان من جلستهم غير عابىء بنداءاتهم بل كل ما يدور بعقله هو صورة قطته تستنشق رائحته.......تكاد تهلكه .... تستنشق ثيابه التى يزيلها عن جسده بوله .... تنثر عطره على جسدها و فى جناحهم ..... ترغب به ... زيادة حساسيتها ل.. ه ...ا التى تكاد تودى بعقله ..... ل.........ا الشغوفة ل....... ه ....
غرقها به كل ليلة بشكل يجعله يدعو الله أن تتوالى الليالى و ينتهى النهار البغيض سريعا
.... جنونها من بعده عنها .... حزنها لعدم .........ه
بشكل يرضيها و يرضيه .... و غيرها
.... و غيرها ... و .........العديد ..............
تم حذف بعض المشاهد الجريئه
الذى جعل أنفاسه تتلاحق و لهاثه يعلو و كأنه يعدو .... دخل جناحه مختنقا و أول ما وقعت عيناه عليه هو الفراش حيث آذاها ... تحرك مسرعا يغسل وجهه بماء بارد مرات لعل لهيب قلبه يهدء و لكن لا شىء الألم كما هو لم يقل و يتبقى فقط خطأه و ندمه على تسرعه ... لا يجروء على طلب السماح منها لعظم ما ارتكبه فى حقها فقد جرح أنوثتها و أهان مشاعرها التى تكنها له ....
....... طرقات متسرعة على باب جناحه ......
لم تكن إلا لوالدته المرتبكة .....
- أصلان بقلب خافق على قطته :
زهرة .
و لم يستطع قول شىء بعد أسمها ... حركت والدته رأسها موافقة إياه أن الخطب بها .....
أسرع لغرفة والدته التى تهرول خلفه ..... و دخل مسرعا .... وجد قطته تجلس على الفراش و يبدو عليها التألم وبجانبها بوسى التى ظهر القلق على وجهها هى الأخرى ...
تقابلت نظراته معها لثوانى قبل أن ترتخى بجسدها على الفراش كبداية لفقدان وعيها مما جعله يسرع للخروح حتى يحضر طبيبتها
- أصلان :
خلى بالك منها يمة على ما أجيب
الدكتورة .
- السيدة نعمة :
فى عنيا يابنى .... شهل أنت بس .
استيقظت زهرة على أصوات مختلفة حولها ..
... آنت بضعف .....
- الطبيبة :
مدام زهرة .... مدام زهرة .... سامعانى .
حركت زهرة رأسها ببطىء حتى لا تتألم دلالة
لإدراكها .... انتبهت أيضا لوجود وحشها اللطيف يناظرها من بعيد لا يظهر أى تعبير على وجهه .
عادت زهرة بنظرها الى الطبيبة التى تفحص حملها و أحمرت وجنتيها عندما ظهر جزء من بطنها أمام و........ها و هو تسارعت أنفاسه من منظرها أمامه و لكن خطأه معها ألزمه الصمت و عدم ظهور أى تعبير على وجهه و كتم مشاعره تجاه تلك القطة محمرة الوجنتين فى قلبه .
انتهت الطبيبة من فحصها لزهرة و استقامت مبتسمة راضية عن مجهودها
- الطبيبة :
لأ الحمد لله خير ... متقلقش يا أصلان
بيه .... المدام بس اتعرضت لدوخة
بسيطة و طبيعية جدا لإنها نايمة فى
السرير لفترة طويلة و حاولت تتحرك
.... إنما فى الطبيعى حالتها ممتازة
جدا و هى ملتزمة بالتعليمات .
ابتسمت زهرة للطبيبة برقة و لم ترد كذلك أصلان إلا أن قلبه هدأ قليلا .
- و أكملت الطبيبة :
ممكن تتحركى و تتمشى بهدوء
بس ملوش لازمة المجهود أو
إنك توطى ....
" توجهت بحديثها للأصلان "
و كمان مسموح بال........... ال..........
فى الحدود الطبيعية خلاص يا أصلان
بيه .... الفترة اللى فاتت قلت لحضرتك
بلاش منها عشان كانت خطر على صحة
مدام زهرة الى حد ما بس قلنا ناخد إحتياطنا برده .... أما دلوقتى خلاص فكينا
الحظر المدام صحتها كويسة جدا
و الحمد لله و أشوفها إن شاء الله
الشهر الجاى ... و ياريت بس حد يجيب
الأدوية دى .............................
لم تهتم زهرة لباقى كلام الطبيبة و تاهت فى دوامة من الأفكار السوداء التى تلبستها بداية من تصرفات الأصلان الغريبة معها من بداية حملها إلى الموقف الأخير الذى حدث بينهما
..... و التى للأسف كانت بسبب كلام تلك الطبيبة الحمقاء و التى يبدو أنها حاولت إنقاذ حملها و منعها من أقل الأشياء التى يمكن أن تسبب لها الضرر خوفا من أذى الأصلان لها
..... و كانت النتيجة شرخا كبيرا بينهما لم يستطع حتى كلام تلك الطبيبة الثرثارة إصلاحه .
لم يهتم أصلان بكلام الطبيبة الحمقاء و التى أبعدته عنها و هولت له الأمر الذى جعله يبعدها عنه بهذا الشكل و فى الأخير يكتشف
أنه كان لأسباب واهية لن تشفع له عندها مهما قال و برر ..... و تأكد من ذلك بنظرة واحدة إلى تلك التى يبدو أنها بعالم آخر و تجهمت
ملامحها لدرجة أنه يأس من مسامحة حبيبته
له .... لم يهتم أحدهما بالطبيبة التى أنهت كلامها كذلك لم يهتم أحد بخروجها من غرفة السيدة نعمة و لم يهتم أحد بدخول السيدة نعمة التى لاحظت صمت أصلان و زهرة ...
خرج أصلان بملامح متجهمة و ملامح فارغة
و كأن الأمر لم يهمه من قريب أو بعيد .... لن يتحدث و لن يعتذر فهو يأس من مسامحتها .
تماسكت زهرة أمام السيدة نعمة بأعجوبة و شرحت لها بكلمات قليلة ما قالته الطبيبة ....
و إنهارت بعد خروج السيدة نعمة فهو حتى لا يبدو على ملامحه الأسف و لم يعتذر لعل الاعتذار يشفع له القليل عندها ..... إلا أنه لم يفعل و لم تبادر هى تلك المرة فقد أكتشفت أنه زلزل ثقتها بنفسها كأنثى م.......ة و جرح مشاعرها التى تعبر بها عن حبها له ..... و كبر بداخلها الظن أنه ما مل ملاصقتها له ... أو أن رضاها من عدمه لم يعد يهمه .... و الدليل أنه حتى لم يهتم برأب الصدع الحادث بينهما و غادر دون قول شىء .
1
مرت الأيام تباعا عادت فيها زهرة الى حزنها و عزلتها حتى مع وجود آخريين حولها ... إلا أنها لم تهتم بهم .... غطى حزنها على كل شىء حتى على فرحتها بقدوم العام الدراسى الجديد و الذى ستصبح فيه مع سوما و بوسى
طالبة بكلية الطب .... و انشغل منزل الحج قدرى ثانية فى توديع السيدة سعاد قدرى و زوجها بعد أن أنتهت الأجازة السنوية الخاصة بهما و عادت الأسرة إلى الكويت دون بوسى التى سوف تؤدى دراستها الجامعية تحت رعاية جدها الحج قدرى بجامعة سوهاج بمرافقة سوما و زهرة التى زادت من إطمئنان
سعاد و محسن على بوسى .
كما تفاجأت أسرة الحج قدرى بقدوم زاهر قدرى فقط لتوديع أخته و زوجها بصحبة ابنه رائد خلافا لوعد أسرته جميعا بقدومهم لتوديع سعاد قدرى و زوجها .... و لكن إتضحت أسباب عدم قدوم أسرة زاهر معه بعد
أن سرد لأبيه المستجدات التى حدثت منذ
رجوعهم إلى الإسكندرية بداية من فسخ رائد لخطوبته من نانى فور عودتهم دون علم أحد مما سبب خلاف بينه و بين والدته .... كذلك
ذهاب منير و سلوى لشقتهم بعد مواجهة شرسة بين منير و والدته التى اتهمت سلوى بتحريضها لمنير من أجل ترك منزل والديه بعد أن وافق على المكوث معهم حتى ولادة سلوى
..... و الذى بسببه جن جنون صفصف التى كان فى نيتها إبقاء ابنها الأكبر و زوجته معها دائما من أجل إبقاء سيطرتها عليهما إلا أن منير الغير راضى عن سلوك والدته تجاه سلوى منذ بداية زواجهما خاصة بعد خطوبة رائد فى مقابل طريقة معاملتها ل نانى ابنة صديقتها
جعلت منير يتخذ قرار عودته لمنزله هو و سلوى بعيدا عن سيطرة والدته حفاظا على حياته الزوجية مع شريكته التى إختارها قلبه
.
... كذلك رائد الذى لم يكتفى بفسخ خطوبته من نانى بل فاجأ الجميع أيضا باستعداده للسفر مع والده لتوديع عمته و استقراره بمنزل جده حاملا فى يده الموافقة على طلب نقله للتدريس فى كلية طب سوهاج .... و الذى كان صاعقا للجميع خاصة الحج قدرى .... و لم يستطع أحد من الحضور ذلك اليوم التعليق و لو حتى بكلمة واحدة .....
خاصة الجد القلق و أصلان الذى جن جنونه .
هدأ منزل الحج قدرى فى صباح اليوم التالى لمغادرة سعاد قدرى و زوجها محسن و ابنهما كذلك أخيها زاهر الذى لم يمكث عدة أيام لانشغاله بعمله و لخوفه من تصرفات زوجته الهوجاء لذا فضل البقاء بمنزله لوضعها تحت عينيه .... قررت الفتيات سوما و بوسى الذهاب لشراء ملابس جديدة بمناسبة دخولهم العام الدراسى الجديد الأسبوع القادم كذلك اللوازم الضرورية المستخدمة بالكلية بعد استشارة رائد كمعيد بالكلية ...... الآخر الذى رحب بهذه المساعدة متأملا رؤية الجنية الصغيرة المختفية عن الأنظار .... لذا عرض عليهم مساعدته فى الذهاب معهم برفقة أسامة متحججا أنه أعلم بما يجب شرائه لهم من لوازم الكلية كذلك حتى لا يمل أسامة وحده .
لم تصدق سوما و بوسى العرض السخى من رائد فى الذهاب معهم و هو ما يتهرب منه أغلب الشباب ماعدا أسامة الذى إتخذها فرصة للخروج مع سوما و الإنفراد بها قليلا بعيدا عن أنظار جده ..... لذا ذهبت سوما و بوسى مسرعتان إلى الجد للاستئذان منه فى الخروج كذلك الاستئذان منه لخروج زهرة معهن لشراء ما يلزمها .... نظر الجد لكلتاهما بريبة و يأس خاصة بعد معرفته بخروج رائد معهم .
- الحج قدرى :
و بتقولولى أنا ليه ... متقولوا لجوزها ؟
- بوسى بخبث :
يا جدو .... هو فى حد عارف يتكلم
مع الأصلان ؟ .... ما أنت شايفه إزاى
متنرفز و أعصاب و صوته عالى و طايح
فينا ... أخاف أقوله يزعقلنا و الدراسة
الأسبوع الجاى و زهرة لسه مجبتش حاجة
..... و أنا و سوما مرضيناش نجيب حاجة
من غير ما تكون هى معانا عشان متزعلش
..... و إحنا عاوزين ننزل إنهاردة .
- قاطعتها سوما محدثة جدها :
و النبى يا جدو ... قول أنت لأصلان
يودى زهرة معانا .
- رد الجد مدعيا الجهل :
يا بنتى دى مراته و هو حر ... قولوله
إنتوا يا إما هى تقوله و هو يتصرف
بقى .... يوديها معاكوا و لا هو يوديها
بنفسه هما أحرار .
- بوسى بخبث :
يا جدو ..... عينى فى عينك كده ....
- الجد بنرفزة من تلك الحفيدة الشبيهة به و التى لا يفوتها شىء :
قصدك إيه ؟!
- سوما بغباء :
أيوه قصدك إيه ؟؟؟؟!
- بوسى بعناد و جدية مصطنعة موجهة حديثها لسوما دون أن تترك عينيها التواصل مع عينيى جدها :
بنت .... عيب .... أخرجى برة أنتى
دا كلام كبار .... أطلعى أنتى غيرى هدومك
عشان نروح مع أسامة و رائد و أنا عندى
كلمتين مع جدى و أحصلك .
أوشكت سوما على الرد معترضة إلا أن رد الجد الذى جاء كتأكيد لشكوك بوسى جعل سوما تنفذ الأمر دون اعتراض .
- الحج قدرى بجدية :
إسمعى كلام بنت عمتك يا سوما .
تركت سوما غرفة المكتب للجد و بوسى اللذان يجلسان أمام بعضهما متواجهين كندين
يفهمان على بعضهما دون حديث .
- الجد :
قصدك إيه يا بنت بنتى .
- بوسى بجدية بعيدا عن طباعها الكوميدية :
قصدى اللى أنت و أنا خدنا بالنا منه ...
فى مشكلة بين الأصلان و زهرة ....
لدرجة أن مفيش كلام بينهم .
- الجد مضيقا عينيه باستفهام يريد معرفة مدى ما تملكه بوسى من معلومات حول الموضوع :
مشكلة ؟ ... مشكلة إيه ؟
- بوسى بصراحة و هدوء :
المشكلة يا جدى اللى خلتها تسيب جناحها
و تعد فى أوضة مرات خالى .... و اللى
خلته لحد دلوقتى ميشوفش زهرة و لا
يطل عليها فى أوضتها و خلته عمال طايح
فينا ليل نهار و يتنرفز من أقل حاجة ...
هاه يا جدى أقول كمان و لا أسكت .
- الجد بصراحة مبطنة بقلق على حفيده و زوجته :
طاب متعرفيش إيه اللى حصل ما بينهم ؟
- بوسى بهدوء :
لأ ... و مرضتش أسأل زهرة ... أنت عارفها
مش هتقول حاجة خاصة بيها هى و
أصلان .... كمان شفتها تعبانة مرضتش
أضايقها .
- الجد :
و أنا برده كنت عاوز أتكلم معاها بس
شفتها صحتها على قدها ... مردتش
أزود همها أو أحسسها بحاجة ...
كفاية اللى هيا فيه .
- بوسى بحزن :
يعنى هنسيبهم كده يا جدى ... طاب
ما تحاول تكلم الأصلان ؟ ... ما هو
مينفعش نسيبهم كده هى حزينة و هو
حزين .
- الجد بحنق قاصدا بحديثه حفيده الغائب عن الأنظار :
كله منه ... أنا عارف ماله كل شوية
يزعلها كده ليه .... حامل و تعبانة
و يزعلها كده .... دى بتتمناله الرضا
يرضا و هو جلف و البنية زى ما أنتى
شايفة ... استغفر الله العظيم ربنا يهديه .
- بوسى بفكاهة :
أيوه الأصلان خشن و زهرة نواعم
عاوزة واحد يحسس عليها مش يزعلها
.... كله من ابنهم عيل قدمه فقر من أولها
.... لسه مباقلهوش كام شهر و كل واحد
فيهم فى أوضة .... أمال لما تولده هيعمل
إيه هيطلقهم .
- ضحك الجد على حديث حفيدته و انتبه مجددا على قولها :
متخليها يا جدى تيجى معانا عشان تجيب
حاجتها اللى لزماها .
- الجد بتوجس و شىء ما فى نفسه :
متجيبلها معاكى أنتى و سوما من غير ما
تروح معاكوا ....
" و أكمل مبررا "
أنتى عارفة أن الدكتورة لسه مخلياها
تمشى بسيط من كام يوم ف مش معقول
نخليها تلف معاكوا ألا تتعب و لا يجرالها
حاجة ... و كمان هيا زعلانة هيا و جوزها
منجيش إحنا نخليها تخرج من غيره
و أنتى عارفة هو بيغير عليها إزاى فيزعلوا
من بعض أكتر .... و لا إيه ؟! .............
حاولى أنتى تجيبلها لوازم الجامعة زى
اللى هتجيبيها لنفسك أنتى و سوما ...
و الهدوم أنتى شايفاها جسمها قليل إزاى
يعنى اللى هتجبيه هيجى عليها ... بس
خدى بالك هى بتحب تلبس إيه و هاتيه
ليها زيك زيها زى سوما و متخلوش فى
نفسكوا حاجة .
- بوسى بفرحة من كرم جدها :
ربنا يخليك لينا يا جدى ... يااااه ....
مستنية حد يقولى خدى اللى نفسك فيه
من زمان ..... متقلقش يا جدى مش هخلى
حاجة إلا أما أجيبها .... قول أنت بس يا
حج الكلمتين دول لأسامة عشان يدينا
كل اللى نقول عليه و عشان ميفضلش
يزهق و يقولنا يلا كل شوية .
- الجد بضحك و خبث :
هاتى كل اللى نفسك فيه يا حبيبة جدك
و على أجل من مهلك .... و ملكيش صالح
بأسامة .... أمال عاوز يروح و يتنطط
حوالين سوما ببلاش و لا إيه ؟!
- سوما بضحك :
طاب أسامة و ممكن يستحمل التعذيب
إللى هنعمله فيه عشان خاطر سوما ...
إنما رائد إيه اللى يجبره على كده ؟!
... مش كفاية يا عينى متشحطط و جاى
من اسكندرية لآخر الدنيا .... مش هياخد
فى إيدنا ساعة و هيقول عاوز أمشى ورايا
شغل .
- تجمدت تعبيرات الجد و قال بنبرة خالية :
مش مهم يا ست البنات كملى أنتى مع
أسامة و سوما و أنا هوصى أسامة
يخليه معاكوا زى ما أنتوا عاوزين .
- بوسى بفرحة :
حبيبى يا جدى ... ربنا يخليك لينا ....
يلا يا دوب أقوم أجهز ... بعد إذنك .
- الجد بتعبيرات جدية :
روحى يا بوسى .
خرجت بوسى تاركة الجد فى دوامة من الأفكار لا تدور تلك المرة إلا حول رائد .... فلم يخفى على الحج قدرى نظراته الباحثة عن القطة الصغيرة .... و التى ظن أنها نظرات إعجاب بالبداية إلا أن مفاجأته للجميع و استقراره فى سوهاج أثبت عكس ذلك .... كذلك عرضه السخى الساذج فى وجهة نظر الجد لمساعدة سوما و بوسى ما هو إلا غطاء لرغبته فى الانفراد بزهرة بعيدا عن الأعين .... و هو ما لا يرضاه الجد لحفيديه أو لزهرة نفسها لذا لم يدعها تخرج مع حفيداته على الرغم من إستطاعته أن يجعلها تذهب معهن و لكنه تحاشى المزيد من المشاكل التى سيكون سببها أصلان تلك المرة إذا علم بوجود رائد معهم .... فهو يفضل أن يعالج أمر رائد بهدوء و روية و أثناء ذلك سيحرص الحج قدرى على إبعاد رائد عن زهرة و وأد أى مشاكل تخص هذا الأمر فى الوقت الحالى حتى يحل الأمر .
30
.
.التفاعل وحش جدا مش عاوز اوقف نشرها
الفصل الثلاثون
تأفف الأصلان عدة مرات ليس له رغبة فى إنجاز أى عمل .... بل ليس له رغبة فى شغل نفسه بأى شىء حتى تمر ساعات الليل الكئيبة
كعادته منذ خلافه مع قطته الصغيرة .... كذلك ليس له رغبة فى الصعود إلى جناحه و الذى يعد عذابا آخر يمر به و يتقلب على فراشه حتى يرحمه النوم من أفكاره التى تتمحور حول قطته الصغيرة مرة ثم مرة .... فمرة يسأل نفسه هل تمر بما يمر به يوميا فى بعده عنها ؟! .... و مرة يتسآل عما تفعله فى لحظتها ؟!..... و مرة يتسآل عن يومها و كيف تقضيه ؟! ..... ألا ترغب بالنزول قليلا لترفه عن نفسها و ترفه أيضا عن قلبه المريض بحبها ؟ ... فما الذى يمنعها بعد أن سمحت تلك الطبيبة الحمقاء لها بالحركة ؟! ..... هل هى تتعمد ذلك لتعاقبه ؟! .... ألا تسمع صراخه يوميا على أهل المنزل ؟! .... ألم تعى أنه يصرخ بها هى و ليس بهم ؟!.... ألم تفهم أنه بصراخه يقول لها أين أنتى ؟! .... ألم تفهم أنه بصراخه يواسيها و يواسى نفسه ؟! .... فيقول لها به ها أنا ذا معك أين أنت ؟! .... لما لا تصرخين أيضا لكى يصلنى صوتك ؟!..... لم لا تتدللين كمثل من فى موقعك ؟! ..... لم لا تحدث جلبة فى المنزل و تطلب ما هو يصعب جلبه ؟! ..... فيصعد هو إليها موبخا و تصر هى فيعتذر هو و تقبل هى ..... لم لا تيسر عليه الأمور كعادتها ؟ حتى ينزل هو من برجه العالى و يطلب مسامحتها .......
تنهد للمرة التى لا يعلمها حين أفاق من دوامة أفكاره و استقام من كرسى مكتبه مستسلما
ينوى الصعود إلى جناحه و يستعد لموجة عذاب آخرى يواجهها ليلا بفراشه .
1
حين خرج الأصلان من مكتبه لفت إنتباهه دخول أسامة و رائد متأففين يحملان العديد و العديد من الأكياس خلفهم بوسى و سوما بصحبة بعض الأكياس أيضا إلا أن السعادة تتقطر من وجههما بشكل مثير للضحك .
- أسامة متوجها لأقرب أريكة للجلوس عليها
بعد أن رمى ما يحمله أرضا :
آه يا ضهرى ..... آه يا رجلى .... آه
آه يا عصعوصتى .
- جلس رائد بجانبه بعد أن رمى هو الآخر ما يحمله أرضا :
آه .... مش قادر .... منكو لله .
- أصلان جالسا مقابل لهم و بسخرية :
أحسن ... حد قالكوا تروحوا معاهم .
- بوسى حانقة :
بترمى الشنط ليه يا أس أس ؟!
- أسامة بحنق :
أخرسى .... و ليكى عين تردى يا قادرة ؟!
- سوما بحب :
شكرا يا أسامة .... شكرا يا رائد .
- أسامة بعيون تنطلق منها قلوب :
أنت تأمرى يا روح أسامة .
- الجد قادما من غرفة الجلوس هو و السيدة نعمة :
طلعت روحك .
- أسامة بنصف عين :
تسلم يا جدى .
" ثم غمز لسوما "
كله عشان عيونك يا قمر .
- الجد موبخا :
قلع عينك .
- أسامة :
الله إيه يا جدى .... طلعت روحك ...
قلع عينك .... إيه الجو الدموى ده .
- الجد معاتبا أصلان :
عاش من شافك يا سى أصلان .
- أصلان بحرج :
معلش يا جدى ... مشغول و الله .
- الجد بوجه جامد :
أممممممم .
- الجد بعد أن غمز لبوسى :
جبتوا كل اللى أنتوا عاوزينوا يا بنات ؟
- بوسى التى فهمت على جدها و أكملت على طريقه :
أيوه يا جدى ... ربنا يخليك لينا ...
خلاص جبنا كل اللى إحنا محتاجينه
للكلية .
- ضحكت السيدة نعمة :
ربنا يخليك لينا يا عمى .
- أسامة حانقا :
أيوه يا ختى ... ليكى حق ما أنتى
إيدك متكسرتش من شيل الحاجة ....
و كل شوية شيل يا أسامة ... هات
يا أسامة لما كرهت اسم أسامة .
- الجد ينصف عين :
ما كله بتمنه ... و لا أنت مكنتش عاوز
تروح معاهم ؟!
- أسامة حانقا :
عاوز طبعا .... بس متعاملش معاملة العبيد
دى .
ضحك الجد و السيدة نعمة على كلام أسامة .
- الجد :
عندك حق ... ورينى يا بوسى جبتى إيه
عشان أشوف و أحكم .
- بوسى بقصد :
حاضر يا جدى ... بس بعد ما أطلع لزهرة
أديها حاجتها .
- الجد بقصد بعد أن وجد أن حديثه لفت إنتباه أصلان لمجرد ذكر قطته :
زهرة ... جبتيلها زى ما جولتلك .
- بوسى :
أكيد ... جبت ليها كل حاجة جبنا منها أنا
و سوما زى ما أنت وصيتنى .
- لم يتحمل الأصلان البقاء صامتا فوجه حديثه الجد :
حاجة إيه دى ؟! ... هيا زهرة كانت
محتاجة حاجة ؟!
- الجد معاتبا حفيده الأكبر :
مفيش دى لوازم كليتها اللى هتبدأ الأسبوع
الجاى ... و أنت و هيا انشغلتوا عنها .
- أصلان بتعابير وحشية :
كلية إيه ؟
- بوسى بحنق من أخيها الأصلان :
يعنى كلية إيه ؟! ... كليتنا طبعا
.... أنت نسيت إن إحنا ريحين
الجامعة الأسبوع الجاى و لا إيه ؟!
- أصلان بهدوء مخيف و تعابير جامدة :
أنتوا آه ....
" قاصدا بوسى و سوما "
هي " قاصدا زهرة "
لأ ..... مفيش كلية ليها ... هيا
لسه تعبانة و مش هتستحمل .
" و فى عقله كذب نفسه العديد من المرات
فهو لن يستطيع أن يجعلها تذهب لمكان
يتجمع فيه آلاف الطلاب من عمرها
و مناسبين لها أكثر منه ...
فجمالها سيكون ملفت للأنظار .... و لن يكون مستعدا لمجابهة الحرائق التى تنهش
جوفه يوميا لعلمه برؤية غيره لها ... كما لن
يكون أحمقا ليجعلها تذهب مع ابن عمه يوميا
و الذى لا يستريح لوجوده بينهم بالمرة
خاصة بعد أن احتفظ بقطته فى غرفته
عند إغمائها قبل اكتشافهم حملها " .
- رائد بثورة :
إزاى ده يا أصلان .... هتحرم زهرة من
تعليمها و لا إيه ؟! ... على فكرة
أهلها مش هيسكتوا لو عرفوا .
- الجد بصوت حاد :
يعنى إيه مش هتروح ... أنت إتجننت فى
عقلك إياك ؟!
- أصلان بوحشية موجهة لرائد و بغض
له أكثر لتدخله بما يخص قطته :
متجيبش اسمها على لسانك ....
أنت فاهم .
- الجد بصوت جامد :
بوسى ... سوما ... هموا على فوج حالا .
انصرفت الفتاتان بسرعة بعد أن جمعوا حقائبهم و انطلقتا لغرفة السيدة نعمة التى تقبع بها زهرة حاليا تاركتين صراخ الكبار لهم .
- الجد بصرامة :
أيوه يا سى أصلان .... بتجول إيه بقى
.... سمعنا تانى ؟!
- أصلان ببرود :
بقول لأ مش هتروح الكلية .
- رائد بثورة :
أنت بت .................................
" راااااااااااااااائد "
الصرخة ما كانت إلا للحج قدرى الذى اتبعها
بنظرة صارمة لرائد حتى لا يتفاقم الوضع .
- الجد بنفس الصرامة لحفيده الأكبر :
و أنا قولت زهرة هتكمل تعليمها زى ما
اتفجت مع أهلها .... إسراء هتكمل كليتها
مع أخوها و هى هتكمل كليتها هنا ....
أنا أديت كلمة لأبوها و الرجالة اللى حضروا
المجلس و مش هرجع فيها لو انطبجت
السما على الأرض .... فهمت .
- أصلان بصرامة :
و أنا مش راضى على مرواحها الجامعة
.... و أظن هى مراتى و أنا اللى أقول
إذا كانت تروح و لا لأ ... و محدش
يقدر يدخل .
و كانت كلمته الأخيرة موجهة بالأخص لرائد .
- الجد بعصبية :
أصلااااااااااااااااااااااان .
استمر أصلان فى صمته و لم يرد إصرارا على موقفه ... و لم يتدخل أسامة لتأكده من قدرة جده على حل الأمر ولكن لم يفته أيضا موقف رائد .... كما تعجبت السيدة نعمة من أمر ابنها إلا أنها حاولت تلطيف الأجواء لتهدئة ابنها الذى يبدو أن غضبه الفترة الماضية أعماه
- السيدة نعمة بنبرة هادئة :
صلى على النبى يا بنى .... و أنت يا عمى
بلاش العصبية عشان صحتك ... أكيد
هو ميجصدش .
- الجد ببرود :
و لا يجصد .... المهم إللى أن قولته
يتنفذ .
لم يرد أصلان و انطلق غاضبا إلى جناحه ... بينما ألقت السيدة نعمة التحية على الحج قدرى و انطلقت لغرفتها هى الأخرى ... تبعها أسامة هو الآخر بعد أن شعر بنظرات جده الموجهة فقط لابن عمه .... و ترك الجد صاحب النظرات النارية و رائد الذى بدأ يتملل
من عينين جده إلا أنه استمر فى الحفاظ على صمته على عكس الآخر الذى فشل فى ذلك .
- الجد بنظرات نارية :
طبعا مش محتاج أجولك إن أنت فى
هنا فى بيتك ... لكن تدخل فى أمور ملكش
فيها ده اللى مش مجبول .... ركز فى
شغلك يا بنى و سيبك من غيرك ...
فاهمنى يا رائد .
" أراد الجد الحد من التصرفات الهوجاء
لحفيده دون الخوض فى الموضوع نفسه
أو توضيح كلامه خوفا من سماع أى أحد
آخر لحديثه ... كذلك كل هدفه كان تقويم
إعوجاج حفيده فقط و ليس إثارة الضغائن
بينه و بين أى فرد من العائلة ... فلا فائدة
من اللوم و العتاب و إلقاء الاتهامات فما
حدث قد مر و استقرت الأمور أخيرا و ليس
من العقل إثارة المشاكل ثانية " .
- تحمحم رائد :
يا جدى أنا مش قصدى أتدخل بين أصلان
و زهرة بس كل اللى قولته إن حرام يحرمها
من تعليمها .... البنت صعبت عليا شكلها
مجتهدة خسارة تعد فى البيت عشان
سيادته مش عاوز كده ... ااااا كمان آه
الاتفاق اللى تم فى المجلس يلزمنا إن
هيا تكمل تعليمها زى ما إسراء هتكمل
تعليمها و .....................................
لم يجد رائد المزيد من الأسباب ليقنع بها جده
بسبب تدخله من أجل الجنية الصغيرة فصمت
متوتر ينتظر رد جده .... بينما ترك الحج قدرى
مساحة لرائد ليفرغ ما فى جبعته كما يقولون
حتى انتهى حفيده و مازال الجد لم يحد بعينيه عن عينى حفيده .
- الحج قدرى بوجه فارغ لا يظهر على صفحته شىء :
خلصت ؟!
- رائد بارتباك :
ااااا خلصت إيه ؟!
- الحج قدرى بجمود :
حججك .
- رائد بتوتر :
دى مش حجج ... دى الحقيقة و الاتفاق
اللى تم بين العيلتين و ....................
- الحج قدرى مقاطعا كلام حفيده ببرود :
كل اللى قلته ده ميخصكش .
- رائد بثورة :
لأ طبعا ... ما هو لما أصلان بيه يخالف
إتفاق العيل ............
- الحج قدرى بصرامة و شدة :
برده ميخصكش .... يخالف ميخالفش
ميخصكش .... فى الأول و الآخر دى
مراته و هو حر فيها .... يعنى لو قال لأ
متكملش تعليمها محدش يقدر يغلطه أو
يقول عكس كده .... و لو حد اتكلم و الله
يبقى هو اللى غلط و هو اللى يصلح غلطه
أدام الناس اللى اتعاهدنا قدمها لأنها برده
مراته و أمرها ليه هو .... مع إنى ما أظنش
حد يقدر يخالفه فى البلد .... و عشان كده
بقولك الحكاية دى متخصكش .... أنا مردتش
أجولك قدام مرات عمك و ولاد عمك عشان
متحصلش مشاكل و تتحسسوا من بعض ...
بس أنا بقولك للمرة الأخيرة يا رائد مع إنك
مش صغير دا أنت دكتور أد الدنيا كلاتها
خليك فى مصالحك اللى جاى فيها و لو
عاوز رأيى لو تجدر ترجع اسكندرية فى أجرب
وجت يبجى أحسن بلاش منها المشاكل يا
ولدى الله يرضى عليك .
أطرق رائد رأسه أرضا بعد أن صدمه كلام الجد و هزه و لم يستطع مجابهة جده الرجل المحنك الذى كشف أمره ببساطة .... كما وجد
الجد نفسه أفرغ ما فى جبعته و كله أمل أن يقوم كلامه إعوجاج حفيده ... بعد أن حاول
جاهدا ألا يجرحه أو يحرجه بحديثه بل عمد إلى إفهامه خطأه فقط و هم بالذهاب لغرفته
و لكن استوقفته جملة رائد و التى خرجت من فاهه بحسرة :
لو كنت أنا مكانه كنت خلتها تكمل تعليمها .
- رد الجد الذى مازال يواليه ظهره و هو يقبض على عصاه حزنا على حال حفيديه :
فعلا لو كنت مكانه .... بس أنت
مش مكانه .... أنا خيرتك الأول
و أنت اللى رفضت و هو وافق ...
يبقى تتحمل نتيجة إختيارك .
و ترك الجد حفيده يعيد حساباته و انطلق الى غرفته و ترك رائد بمفرده بصالة المنزل .
قبل قليل بغرفة السيدة نعمة :
عاودت زهرة الاستلقاء على فراشها حاليا و الذى تتشاركه مع السيدة نعمة بعد أن أنهت مكالمتها الهاتفية مع والدها و عمتها صفية المنصورى بغرض الاطمئنان على صحتها و صحة جنينيها ... تلك المكالمة التى شكلت عادة يومية بالنسبة لوالدها و عمتها منذ علمهم بخبر حملها .... عمتها التى رفضت الابتعاد عنها حتى بعد زواجها و استقرت ببلدتهم بعد أن تركت كل أسباب العيش بالقاهرة .... استمرت مكالمة والديها الكثير من الوقت حيث تنقل إليها عمتها كافة أخبار عائلتها و التى لم تراها منذ زفافها على الأصلان .... كما أعطتها عمتها الكثير من التوصيات للحفاظ على صحتها و صحة أحفادها كما تقول .... فتشعر زهرة أن عمتها صفية أكثر من سعد لخبر حملها و لا تزال تذكر دموعها الكثيرة التى ذرفتها فرحة للخبر لتقول لها عند زيارتها أنها دائما ما تحمد الله على نعمه و كرمه و لطفه فلم ينساها يوما هى و زوجها فأرسلها لهم الله كأبنة ليست من صلبهم و هاهو سبحانه و تعالى يشملها بلطفه فجعلها تشهد أيضا مجىء الأحفاد .... و ذرفت الكثير و الكثير من الدموع على عزيز قلبها زوجها الأستاذ عزت رحمه الله و الذى تشعر بسعادته لهما من مكانه و أنه لو كان موجودا سيكون هو أكثرهم فرحا بخبر حملها ..... فهو أعد زهرة كأبنته التى لم يرزق بها ..... و سيكون أكثر سعادة بقدوم أحفاده .... كما لم يكن ليترك ربيبتهما زهرة أبدا كما فعلت هى و وافقها على رأيها فى المكوث بالقرب منها .
تنهدت زهرة و ذهبت أفكارها إلى وحشها اللطيف .... ماذا يفعل الآن ؟! .... هل تناول طعامه ؟! ... شرب دوائه ؟! .... لما لم تعد تسمع صياحه ؟! .... ألا يعلم أن صوته العالى هو مؤنسها الوحيد فى وحشتها التى تعيشها
دونه ؟! .... من ينظم له ملابسه و باقى أموره ؟! .... هل استعان بغيرها ؟! .... و الأهم
من كل ذلك ألم يشتاق خافقه القاسى الشبيه بصاحبه إليها ؟! .... لما لم يطل عليها فى غرفتها ؟! .... حتى و لو إدعى كذبا بأى حجة واهية و التى ستقبلها بل و تقتنع بها و لن تظهر له أنها تشك فى صحتها .... هل يجب عليها ترك نفسها و إهمال صحتها حتى ترى سوداويتيه ؟! ..... ألا يقول بنفسه أنه يجب عليه رؤيتها حتى و لو على سبيل الواجب فقط تجاهها أو حتى حفاظا على مظهرهما تجاه العائلة .... تقسم أنها ستقبل بأى تبرير فقط يأتى حتى و لو للصراخ .... ألا يشتاق أليها و يفتقدها ولو قليلا ؟! .... تخشى أن تظن أنه هانىء دونها فتتمرد على بؤس حالها
الذى أصابها دونه .
تنهدت زهرة من جديد و تشكر فى نفسها طارق باب غرفتها و الذى أخرجها من ظلمة أفكارها ... و لم يكن صاحبه إلا بوسى و سوما بصحبة الكثير من الحقائب .
- بوسى بمرح :
مسا مسا يا رورو .... أحلى مسا ع
الناس الكويسة .... و أخيرا و ليس
آخرا أنا جيت نورت البيت .
لم تتمالك زهرة نفسها و ضحكت على أسلوب بوسى تلك الفتاة التى أحبتها من قلبها كذلك سوما .
- زهرة بإبتسامة رقيقة :
إيه يا بنتى اللى أنتى بتقوليه ده ؟!
- بوسى بحنق مصطنع :
الله .... برحب بنفسى يا ستى بدل
جلسة اليوغا اللى إحنا دخلناها دى .
- تدخلت سوما بعد أن ألقت الحقائب التى تحملها أرضا و اتجهت ناحية الفراش الذى تستلقى زهرة عليه :
آآآه .... خدينى جنبك يا رورو
..... رجليا اتكسرت .
- رورو بتعجب من كم الحقائب الموجودة بغرفتها :
خير ... إنتوا كنتوا فين ؟ ....
و إيه الشنط دى ؟!
- بوسى بحزن لحال أخيها الأكبر و زوجته و التى فقدت حتى إهتمامها بكل ما حولها إلا أنها قالت بمرح مصطنع :
مفيش أنا و سوما روحنا نجيب هدوم
جديدة للكلية و لوازم الدراسة و كده .
- زهرة و التى أسقطت تماما أمر كليتها من تفكيرها فى ظل الأحداث التى تعيشها مع الأصلان .. قالت بحب :
آآآه ... فعلا الدراسة الأسبوع الجاى
أنا عرفت من فترة بس نسيت الفترة
دى موضوع الكلية .... على العموم ألف
مبروك ... كويس إنكوا فكرتونى .
نظرت كلا من سوما و بوسى لبعضهما و حمدا الله أنها لم تسمع صراخ أصلانها بالأسفل رفضا
لاكمالها كليتها ... و قد أشادت بوسى فى نفسها برأى الجد الذى رفض إخبار الأصلان بأمر ذهابها معهم و جعلهما تنتقيان لزهرة ما تحتاجه لدراستها و وضع الأصلان أمام الأمر الواقع .
- تنحنحت بوسى بمرح :
أحممممم ...... لا ما هو ملوش لزوم تجيبى
حاجة .... أصل جدى خلانا نجيبلك زى اللى
جيبنا لنفسنا بالظبط عشان أنتى عارفة
إن مرواحك معانا فى مجهود عليكى و
كده .
" و حينما وجدت الفتاتان أن زهرة لم ترد
على حديث بوسى ظنتا أنها حزنت
لعدم ذهابها أو أنها كانت ترغب
بانتقاء أشيائها بنفسها لإختلاف ذوقها
عنهما جدا " .
- لذا قالت بوسى بتبرير :
و الله يا رورو جدى قال اللى هتجيبوه
لنفسكوا هاتوا لزهرة منه .... و كمان خدنا
معانا رائد عشان هو عارف الحاجة اللى
بيطلبوها هناك و جبناها من أغلى الأنواع
..... حتى الهدوم و الميكب اللى جبناه
أنا و سوما جبينا ليكى زيها بالظبط بس
على ذوقك .... إحنا عارفين ذوقك فى
الهدوم متخافيش و كمان .................
- قاطعتها زهرة بمحبة :
بس بس يا بوسى .... كفاية إنكوا تعبتوا
نفسكوا و أفتكرتونى .... أنا فعلا كنت
محتاجة لكن طالما جبتوها فشكرا جدا
.... أما هدوم و كده فأنا عندى كتير
و ذوقك أنت و سوما فى اللبس جميل
جدا و رقيق و فعلا بيعجبنى .
- سوما :
بجد يا رورو .... يعنى مش زعلانة ؟!
- زهرة بتعجب :
لأ ... هزعل ليه ... إنتوا عملتولى خدمة
كبيرة جدا .... و ريحتونى من اللف و
ريحتوا أصلان لأنه مشغول اليومين
دول و بيتعب جدا فى الشغل و بيجى
بالليل مرهق و أنا مكنتش عاوزة اتقل
عليه كمان فى لوازم الكلية ....
" و أكملت بمرح "
و يلا بقى يا آنسة إنتى و هيا ... ورونى
جبتولى إيه ... بس الأول خدوا حاجتكوا
لأوضكوا عشان منكركبش الأوضة ل ماما .
- صدمت سوما و ضحكت بوسى بشدة :
حاجة إيه ؟! ... كل دى شنطك إنتى .
- زهرة بذهول لكثرة الحقائب التى ملئت الغرفة :
إيه كل دى حاجتى .... أمال أنتوا جبتوا
لنفسكوا إيه ؟!
- سوما :
زيك بالظبط .
- زهرة بصدمة :
أنتوا لميتوا اللى فى المحلات و لا إيه ؟
- بوسى ضاحكة :
فعلا برعاية كارت الفيزا بتاع جدى .
- زهرة :
و جيتوا إزاى .
- بوسى بدعابة :
مفيش ... زى ما قولتلك خدنا معانا رائد
و أسامة و عربية نص نقل حملنا فيها
الحاجة .
ثم انفجرت الفتيات ضحكا على كلام بوسى
.... و زادت نبضات آخر انسحب مبكرا من جلسته مع عائلته و قادته قدماه إلى غرفة قطته يستطلع حالها دون أن تشعر كعادته كل يوم بعد أن يذهب الكل فى نوم عميق ثم سرعان ما انسحب من موقعه خلف الباب حينما شعر بصوت نحنحة والدته على السلم المؤدى إلى الطابق الثانى مما جعله يسرع عائدا لغرفته .... فى لحظة صعود السيدة نعمة الطابق الثانى بفارق ثوانى بسيطة بينهما
.... و دخلت الى غرفتها التى وجدتها مكتظة بالحقائب البلاستيكية كما وجدت بوسى و سوما بجانب زهرة على فراشها يعرضون عليها
الحقائب التى اشتروها لها .... اتجهت السيدة نعمة إليهن بابتسامة صادقة و انضمت إليهن فى الفراش ترى ما جلبته بوسى و سوما لزهرة و تشاركهم رأيها .... حتى انتهت الفتيات و قامتا بضم الحقائب إلى بعضها فى
أحد جوانب الغرفة ليتم نقلها و تنظيمها غدا فى جناح الأصلان بعد خروجه لأعماله .
انقضى الأسبوع بطيئا بجو متوتر بالنسبة لزهرة بعد أن وصل إليها من خلال حديث أسماء التى أتت للجلوس معها فى اليوم التالى
لشراء سوما و بوسى لوازم كليتهم و أخبرتها ما فعله الأصلان يومها و موقفه من إكمالها تعليمها .... حزنت زهرة بشدة من الأمر و الذى أثر سلبا على صحتها .... فلم تهتم لدخول السيدة نعمة عليها هى و أسماء كذلك لم تهتم لتوبيخها لابنتها بسبب ما قالته و أنها بذلك تتدخل فيما لا يعنيها و تتسبب بوجود مشكلة بين الزوجين ..... ثم صرفت السيدة نعمة ابنتها بعد أن وبختها و ألتفتت لزهرة التى وجدتها متأثرة بشدة مما قصته عليها أسماء التى توعدت لها السيدة نعمة فى سرها .... تنهدت و اتجهت للجلوس بجانب زوجة ابنها على الفراش و احتضنتها كأم حقيقية لها .... فطالما تذكرها تلك الصغيرة بنفسها عندما تزوجت لذا فهى تعى جيدا ما تشعر به .....
و طمئنت زهرة بأن الأمر ليس رفضا من الأصلان لاكمالها تعليمها أكثر من كونه خوفا على صحتها و صحة جنينيها .... و أنه سيرضى بذهابها لكليتها بعد فترة قصيرة جدا
حين تسمح طبيبتها بالحركة لها .... و أنه يمكن أن تتأكد من حديثها عند زيارة زوجها لها و هو ما لم يحدث أبدا .... كما قالت لها أن الجد أيضا رافض قرار الأصلان و أنها من الممكن جدا أن تذهب من بداية العام الدراسى كما تفعل بوسى و سوما .... و خرجت السيدة نعمة من غرفتها بعد أن لاحظت هدوء زهرة و ظنت أنها أقنعتها و هو الأمر الذى لم يحدث أيضا فلم يكن صمت قطة الأصلان إلا حزنا و قهرا من أصلانها و تأكيدا لظنها بأنه زهدها و أصبحت عبئا عليه لتشبثها به .... مما ترتب عليه أن تغير من طريقة تعاملها مع المشكلة الحادثة بينهما كذلك طريقة تعاملها معه ككل .
صباح بداية العام الدراسى فى منزل الحج قدرى و الذى يستعد فيه ثلاث من الطبيبات المستقبليات للذهاب إلى كليتهم مبكرا على الرغم من علمهن أن الأيام الأولى غير مستقرة فى جدولها الدراسى إلا أنهن أصررن على الذهاب نظرا لحماستهن الشديدة .... أنتهت بوسى و سوما من تجهيز أنفسهن و خرجتا إلى الردهة فى انتظار زهرة التى قد أنتهت فى وقت أبكر منهن و لكن قلقها من موقف زوجها
ناحية كليتها جعلها تجلس قليلا على الفراش تهدىء نفسها .... و مازالت تستعيد حديث الجد الذى جلس معها فى غرفة السيدة نعمة
و أخرج جميع الموجودين بها و أمرها بالذهاب
مع سوما و بوسى لكليتها حسب وعده لنفسه
و لأبوها .... و سيتولى هو أمر الأصلان ....
بل وصل الأمر بالجد الذى رأى تردد القطة فى عينيها إلى تهديدها بالغضب منها إذا خالفت كلامه و أن حالها من حال سوما و بوسى ....
و ما كان هذا من الجد إلا حرصا على الأمانة
و كذلك رغبة منه فى إجبار حفيده على الاحتكاك بزوجته و لو بالإجبار و أيضا يريد
أن يجعلهما يحلان خلافاتهما بنفسهم دون تدخل من أحد و لو حتى منه لذا لم يتطرق لأمر خلافها مع الأصلان .
خرجت زهرة من جناحها الذى انتقلت إليه منذ يومين كأولى خطواتها فى تمهيد حياة مستقرة لطفليها .... كذلك كأولى خطواتها فى
تعاملها مع خلافها هى و زوجها .... فهى كزوجة أولا و كأم ثانيا يعد جناحها هو بيتها الصغير
.... و ليس من الصواب عند حدوث أى خلاف بينها و بين زوجها أن تغادر الجناح من نفسها أو بناء على طلبه كما حدث عند غضبه من دودى الذى ذكر مسألة فارق السن بينهما دون قصد
..... أى أنها كما يقولون ألقت الكرة بملعبه و تبقى الأمر عنده .... فلابد لوحشها اللطيف أن يتعامل جديا مع غضبه و عنده و كبريائه لحياة مستقرة بينهما .... و هذا ما لم يحدث بين العاشقين طبعا ففؤجى هو بوجودها بالجناح مستلقية على فراشها فى راحة بملابس قطنية مريحة و عادية إلا أنها أبرزت فى عينيه .... و تفاجأت هى بنومه بالقسم الآخر من الجناح دون قول شىء إلا غمغمته السريعة بالسلام .... فقط دون حديث
..... دون ضحك .... دون ليال طويلة امتلئت ..........تنهدات سواء منها أو منه .
نزلت الفتيات إلى الطابق الأرضى يسبقهم صوت ضحكهم و همسهم البسيط .... ليجدو باقى أفراد المنزل مجتمعين بالصالة و ليس السفرة لتناول الفطار على الرغم من إمتلائها بالعديد من الأصناف يسودهم جو من التوتر
..... صمتت الفتيات خوفا من جمود الوجوه
إلا أن الصمت لم يدم طويلا حينما قال الجد بجمود
- الجد بصرامة :
أسامة ....
- أسامة بتوتر :
نعم يا جدى .
- الجد بنفس الوجوم :
قوم وصل البنات للكلية ... يلا هم .
- أسامة الذى ألقى نظرة قلقة على أخيه :
أحمممم .... حاضر يا جدى ....
يلا يا بنات .
- أصلان بجمود موجها حديثه لأسامة فقط كفعلة جده :
سوما و بوسى بس يا أسامة .
توقفت الفتيات برفقة أسامة فى طريقهم ...
ينظرون لزهرة بشفقة .... بينما صدمت زهرة من موقف زوجها الذى لم يكلف نفسه فى الأيام السابقة بإبلاغها بقراره بدلا من أن يحرجها أمام الجميع إلا إنه لم يفعل .... ساد الصمت بين الجميع الذين بدأوا ينظرون لبعضهم فى قلق بسبب نظرات الجد و الأصلان لبعضهم و التى لم يعيرها الجد أى أهمية بل تحدث الجد مجددا لأسامة الذى توقف
- الجد :
أسامة خد البنات و اتوكل يا بنى .
لم يتحرك أسامة الذى لم يفهم مقصد حديث الجد بأن يذهب هو و سوما و بوسى دون زهرة أم تذهب زهرة معهم و لكن لم تستمر حيرته طويلا حينما أعاد الجد كلامه بصوت أفزع الجميع
- الجد بصراخ :
أسامة ...خد البنات كلهم و أمشى .
" و شدد على كلمة كلهم ليفهم
الجميع قصده " .
لم يتحدث أسامة و تحرك و معه سوما و بوسى أما زهرة تصنمت مكانها و لم تفارق عينيها الأصلان تنتظر كلمته على الرغم مما يمكن أن يلحقها من ضرر و لكنها لن تكون سببا لغضب أصلانها العنيد .... ابتلع الأصلان
ريقه من نظراتها المعاتبة و أبعدها عنها إلا أنه سمع جده بعدها يطلب منها اللحاق بأسامة ....
فتحركت خوفا من نظرات الجد و إنهاءا للتوتر الذى ساد فى المنزل خاصة حينما شرع رائد بالحديث الذى لم يبدأه بسبب نظرات الجد النارية إلا أنها سمعت قبل خروجها قوله
- أصلاان بنبرة عتاب لجده لأول مرة :
أنا موفقتش على خروجها .
و لكن ما لم تراه زهرة أن الجد أخفض نظره عن حفيده فى حزن لنبرته المعاتبة له لأول مرة من الأصلان عزيز قلبه و لم يرد بينما انسحب الأصلان فى هدوء الى مكتبه و أغلق الباب على نفسه فى صمت .... استغفرت نعمة كثيرا و صمتت كذلك ذهب محمد إلى عمله ..... و لم تجد أسماء ما تفعله فجلست صامتة هى و ابنها و لم يتبقى إلا الحج قدرى و السيدة نعمة اللذان أطرقا رأسيهما فى صمت و رائد الذى لم يذهب بعد إلى الكلية فلم يحن موعد أول محاضرة له .... كما أن الجد منعه من الذهاب بصحبة الفتيات بل يذهب بسيارته الخاصة وحيدا .
فى سيارة العائلة التى يقودها أسامة بصحبة الفتيات كما اتفق مع الجد وأسامة معهم سابقا بمناسبة أول يوم لذهبهم الكلية على أن يتولى السائق الخاص بمنزلهم أمر توصيلهم فى الذهاب و الرجوع ..... تبادلت الأحاديث الخفيفة خاصة من أسامة و بوسى لإزالة التوتر و التى لم تجدى خاصة حينما إعترضت زهرة الحديث و طلبت من أسامة التوقف فورا .
جلس الأصلان على مكتبه حزينا من الأمر ....
يعلم جيدا أنه لن و لم يكن ليحرمها من إكمال تعليمها أو يكون عائق أمام مستقبلها إلا أنه بحق الله لا يطاوعه قلبه فى تركها تذهب وسط العيون خاصة تلك التى تذهب لتلك الأماكن فى سبيل اللهو و الاستمتاع .... و من
يتخذ الفتيات الصغيرة القادمة جديدا هدفا خاصة لمتعته فلا تتمتع بخبرة فى تلك المواقف و لا يوجد أحد ينصحها لذا تعد كما يقولون صيدة سهلة .... لا ينكر أنه مر وقت طويل على تخرجه من كلية الزراعة إلا إنه رجل سوق يعرف جيدا فكر الرجال و الشباب فهو لأكثر من عشرون عام تعامل مع مختلف فئات الأعمار .... و هو و للأسف يعلم كم أن قطته ملفتة للأنظار بل خاطفة لها فإذا كان هو بمكانته و عمره و وحشيته و وقع له بشدة فما باله بضعاف النفوس .... كليتها تحتاج لجهد و وقت يتطلبان منها ومنه التضحية كثيرا ....
كما أن نصف يومها سيكون بالكلية فكيف به
يطمئن عليها هناك و حدها ؟!.... و لا يضمن
تعرضها لأرهاق أو مرض خاصة مع حملها ....
كيف يستطيع أن يحميها أن تعرضت لموقف سىء هناك ؟! .... إذا كان هو لم يرتضى ذهابها لأهلها أو خروجها دونه فما باله بذهابها
يوميا بعيدا عنه ..... و الكثير و الكثير من الأفكار التى لم تدعه يعى على حاله إلا عندما شعر بصوت إغلاق الباب و وقوفها أمامه بحالة مزرية .
- أسامة :
إيه ؟!
- زهرة :
بقولك أقف .
- سوما :
ليه يا زهرة حاسة بحاجة ؟
لم ترد زهرة على سوما الجالسة بجانب أسامة و انفجرت فى بكاء مرير داخل حضن بوسى التى سرعان ما إحتوتها .... صمت الجميع داخل السيارة التى توقفت على جانب من الطريق و أطرق الثلاثة الآخريين رأسهم حزنا على حالها .... تلك التى لا يتردد على لسانها سوى أنها تريد العودة .... فقط العودة لذلك القاسى الذى لم يلن قلبه لها ولو قليلا .... و تقسم مرارا و تكرارا فى رأسها أن تذيقه من نفس الكأس المر الذى أسقاه لها من جفاه لها .
وزعت فاطمة القهوة على الجد و السيدة نعمة و رائد تحت جو من الصمت الحذر بينهم الذى استمر لأكثر من نصف ساعة منذ مغادرة أسامة و الفتيات ....ثم تفاجىء الجميع بدخول زهرة مسرعة و منهارة من البكاء الصامت الرقيق الذى يشبهها تبحث بعينيها عنه بينهم .... و لما لم تجده اتجهت مباشرة لمكتبه و أغلقت خلفها .... ثم دخل أسامة بعد أن ركن سيارته تلحقه بوسى و سوما ....
- الجد قلقا :
مالها زهرة يا أسامة ؟!
- أسامة حائرا :
معرفش و الله يا جدى ... إحنا كنا بنتكلم
و بعدين فجأة طلبت منى أرجع تانى
.... و من ساعتها و هى بتعيط كده زى
ما شفتها .
- السيدة نعمة بحزن :
لا حول ولا قوة إلا بالله ... دى عين
و صابتهم .... ما كانوا زى الفل لحد
الصبح .
حركت بوسى فمها للجانبين فى حركة مصرية شهيرة بمعنى أنها لا تعلم شىء من خلاف ابنها و زوجته لما قارب الشهريين .
- و أكملت سوما :
حاولنا نهديها و نخليها تيجى معانا
مردتش خالص يا جدى ... فرجعنا
عشان حالتها متزيدش عن كده .
لم يعلق رائد على شىء يخشى أن يتحدث فيعلم الجميع لهفته على تلك الجنية الصغيرة الباكية .... أو يعلموا مدى حنقه من ذلك الوغد ابن عمه الذى يبدو أنه يستمتع بسيطرته عليها
.... أو غيرته من الوضع بين جنيته و ذلك الوغد فعلى الرغم من رقتها و صمتها و على الرغم من عند ابن عمه الأكبر و رأسه اليابس
إلا أنه و للأسف يبدوان عاشقين يتلهفان لبعض لدرجة وضوح ذلك و للأسف للجميع حتى له و لكن للقلب الذى خفق لتلك الجنية رأى آخر .
لم يستوعب أصلان لثوانى و قوفها أمامه بعد أن غادرت من فترة مع أخيه كما لم يستوعب أيضا بكائها الشديد ..... حتى استوعب الأمر ينظر لعينيها و تبادله نظرته لا يجيد أحدهما عينيه عن الآخر يشبع شوقه لنصفه الثانى تنظر له بحزن منه و عتاب و شوق أهلك روحها و ينظر لها بيأس من عودة الأمور بينهما كما كانت و بشوق أهلك روحه و روحها إلا أنه سرعان ما انتفض من كرسيه و انتزعها من مكانها يضمها لصدره .... صدره الذى ما إن شعرت به يلامس وجنتها إلا و انفجرت فى البكاء ثانية .... يحاوطها بذراعيه يضمها له أكثر يريد أن يدخلها لصدره و تلتصق به هى الأخرى على الرغم من بكائها منه .
يتبع
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇