أخر الاخبار

زهرة اصلان الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات



زهرة اصلان

الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون


قبل قليل أمام منزل الحج قدرى :

صوت سيارة تقف أمام المنزل و لم تكن سوى

" سيارة سعاد قدرى و زوجها محسن "

- محسن بعد ترجله من السيارة :

همى يا سوسو .. بسم الله .

- سعاد :

حاضر أهو .

"صوت محسن وسعاد داخل غرفة الاستقبال"


........... السلام عليكم ..........................


- الجميع ماعدا أصلان و زهرة :

و عليكم السلام .. حمدالله على السلامة .

شرعت سعاد و زوجها محسن فى السلام على الحاضرين ماعدا الجد الذى قاما بتقبيل يده وجبهته .. فسعاد هى الابنة الوحيدة للحج قدرى لها منزلة خاصة فى قلبه كذلك محسن الذى رأى فيه الحج قدرى من اللحظة الأولى التى قابله فيها متقدما لابنته ما لم يراه أحد .. حيث كان محسن من البلد لكن يتيم الأبوين ليس له أقارب يذكرون لكنه عزيز النفس معتمدا على نفسه فى حياته و دراسته .. لذا وافق عليه الحج قدرى خاصة بعد أن استشف فيه الصدق و المروءة التى قلت فى زمنهم و كثر أشباه الرجال .. تزوجت سعاد فى منزل بسيط تحت اعتراض الجميع إلا هى و والدها .. و بالفعل أثبت محسن أنه على قدر المسؤولية و ارتقى بحياته هو و زوجته فى زمن بسيط حتى عرضت عليه وظيفة فى دولة الكويت الشقيقة لما عرف عنه من جدية و تفوق يصل للابداع فى عمله الهندسى .. و قد شجعه عليها الحج قدرى بعد أن عرض محسن عليه الأمر يستشيره بعد أن اعتبر نفسه ابنا لهذا الرجل الذى نصفه فى زمن لا ينصف فيه أحد أحد وشجعه عليها .. كذلك سعاد ذهبت معه لتكوين مستقبلهم وكانت آنذاك حاملا ببوسى .. و فى عدة سنوات تفوق محسن على نفسه فى تكوين حياة مرفهة لزوجته و ولديه و أثبت صحة رؤية الجد فيه .. كما أن محسن إنسان مستقيم جادا فى حياته إلا أنه يتصف بالمرح الشديد هو و زوجته و قد أورثا هذه الصفة ل بوسى و دودو .

قام أسامة بحمل حقائب عمته و زوجها إلى غرفتهم حيث اغتسلا و أبدلا ملابسهم الى جلباب بالنسبة لمحسن و عباءة منزلية لسعاد و نزلا إلى الأسفل حيث انضم محسن للرجال و اتجهت سعاد إلى المطبخ لمساعدة نعمة ابنة خالتها و صديقتها فى تحضير الغدا تاركتان خلفهما صفصف تنظر لهما بحقد لم تستطع التخلص منه على الرغم من مرور السنوات .. و فى المطبخ تبادلت سعاد التحية مع البنات فاطمة و ورد و سلمت سلاما حارا على أم أحمد التى تعمل فى منزل الحج قدرى من سنوات تعود إلى قبل زواج سعاد من محسن حيث كانت ابنة الخمسة عشر عاما .

- سعاد :

قوليلى يا نعمة .. مرات الأصلان عاملة

إيه معاكى ؟

تركت أم أحمد و فاطمة و ورد ما بأيديهم .. ينظرون لسعاد بصدمة و استنكار ناتج عن حبهم لتلك الزهرة .

- سعاد التى فاجأها ردة فعلهم :

إيه .. فى إيه ؟؟

- أم أحمد مدافعة عن زهرة :

هو فى زى زهرة ربنا يحميها لشبابها..

جمال وأخلاق .. ربنا يحرسها من العين .


- ورد مقاطعة أم أحمد :

و الله .. و الله يا ست سعاد عمرنا

ما شفنا منها حاجة وحشة .


- قاطعتها فاطمة :

و طيبة وحنينة معانا .

- ورد :

و على طول إيدها معانا فى الشغل ..

و تقولنا أنا أعدة فاضية نساعد بعض عشان

نخلص بسرعة و نستريح كلنا مرة واحدة .

- أم أحمد :

و عمرنا ما سمعنا منها كلمة وحشة .. و لا

طلعت منها العيبة .

" تنقل سعاد رأسها بينهن ببلاهة .. مما جعل السيدة نعمة تنفجر ضحكا على صديقتها " .


- السيدة نعمة ضاحكة :

مالك يا سوسو .. ساكتة كده ليه ؟

- سعاد :

هاه .. بسمع للجماهير .. إيه الشعر ده ..

للدرجادى يا نعمة ؟؟

- السيدة نعمة :

و أكتر والله يا سعاد .. حبيتها زى ما تكون

بنتى .. و كمان الوحيدة اللى بتحس بيا

من غير ما اتكلم .. على طول ملازمانى

مبتفارقنيش ابدا لحد ما أخدت عليها ..

عملالى حس والله .

- سعاد بصوت منخفض :

طاب و أصلان ؟

- انفجرت النساء بالمطبخ بالضحك على كلام

سعاد التى مازالت تنظر لهن ببلاهة .. ثم أكملت نعمة :

يوه .. بتموت فيه .. و هو كمان بيحبها

أوى .. روحه  فيها يا حبة عينى .. و

بيخاف عليها أوى .


- سعاد بعدم فهم :

بيخاف عليها .. إزاى يعنى ؟

- السيدة نعمة :

أصلها صغيرة شوية .. " ثم أكملت بعد

أن وجدت نظرات نعمة المستفهمة "

.. أد بوسى و سوما .


لم تعلق سعاد و لكن لاحظت نعمة قلقها .. فاكملت أم أحمد نظرا لمكانتها عندهم :

متخفيش يا ست سعاد .. دا زهرة شيلاه

فى عينيها .. و مش مخليه فى جهدها

جهد .. حتى سى الأصلان بدأ يتغير

بقى بيضحك كتير وباله رايق على طول

و خصوصا لما تكون جنبه .

ثم انطلقت السيدات فى المطبخ يقصصن على سعاد قدرى الأحداث منذ مجيء زهرة للمنزل

و كأنهم كون جبهة الدفاع عنها بعد أن أحتلت تلك الصغيرة قلوبهن .. كل ذلك وسعاد لم تزد إلا تعجبا و لهفة لرؤية تلك الفتاة التى ألانت قلب أصلانهم .

استمرت الأحاديث المتبادلة فى غرفة الاستقبال مستمرة حتى طغى حضور الأصلان بهيبته وصخامته .. و دخل عليهم بملامح عكس ملامح دخوله .. القى السلام على الجميع و رحب بشكل خاص بزوج عمته .. كل ذلك تحت نظرات رائد للأصلان الذى يتضح عليه استحمامه حديثا و قد استشف العاشق حديث العهد ما قد يحدث بينهما فى تلك الأثناء .. بل نغزه قلبه بأنها لم تنل أى قسط من الراحة مما زاد ملامحه تجهما فى مقابل تورد و اشراق ملامح الأصلان و زاده كآبة فى مقابل سعادة ابن عمه الواضحة عليه .. لم يفق من سكرة أفكاره إلا بخروج الأصلان لمقابلة نفس الرجل الذى كان يتابع سير العمل مع أصلان صباحا بغرفة المكتب لملاقاته و على ما يبدو أنه غادر لإنهاء تنفيذ توصيات الأصلان ثم عاد له ثانية .. إلا أن الأصلان قبل خروجه توجه لسوما بالحديث والتى تجلس مجاورة ل سلوى و نانى وأسماء وسوما بالأضافة الشباب فى جهة مقابلة بعيد عن الجهة التى تضم الكبار


- أصلان :

سوما أطلعى لزهرة ساعديها .

- سوما التى فهمت على ابن عمها :

حاضر .


ثم انطلق الأصلان لوجهته .

قامت سوما من مكانها تحت نظرات الجميع .. فقالت لها بوسى تستوقفها بخفة دمها

- بوسى :

راحة فين يا سمسم .

- سوما بطيبتها :

طالعة لزهرة أساعدها .

- بوسى بنزق :

تساعديها فى إيه .. هو ده وقت تنضيف

- سوما :

تنضيف إيه يا هبلة .. أنا طالعلها اسرح

لها شعرها و أنشفه .. عشان مبتعرفش

تسرح لنفسها .. انتى شايفة شعرها طويل .


- بوسى بخفة دم :

أنتى بتقولى .. دا شعرها لحد هنا

" مشيرة لما يقرب من ركبتيها "

أنا عارفة إيه ده عمرها ما قصته ..

بس إيه ده هى كل ما تستحمى تناديلك

تسرحلها شعرها.. " صمتت قليلا ثم قالت

بابتسامة " .. الله أنا طالعة اتفرج عليكو .


- سوما موضحة لبوسى وكأن لديها كل وقت العالم تحت سمع الجميع :

لأ .. مش كل مرة بساعدها .. دا بس لما

أصلان يكون مشغول و عنده حد زى

دلوقتى .. أما فى العادة هو اللى بيغسل

شعرها وبيسرحه ليها .


- بوسى بضحك :

اقسمى بالله .. طاب بس .. دا الواحد جاله

جفاف عاطفى منهم .. إيه قلة الأدب دى ..

يالا نطلع نساعدها .


- سوما التى أمسكت ذراع بوسى تستوقفها

بتوتر :

لأ لأ .. راحة فين .. أصلان مبيحبش حد

يدخل جناحه .. متعمليش مشاكل معاه

الله يخليكى .


- بوسى متخصرة لابنة خالها سوما :

اشمعنى أنتى بقى إن شاء الله .

- سوما :

أنا .. دى تالت مرة أطلع جناح الأصلان

.. مفيش حد بيقرب من الجناح أصلا ..

خليكى أنتى و أنا طالعة أساعدها و

هجيبها و آجى .. ثم انطلقت سوما فى جناح الأصلان .

أما بوسى فجلست خائبة و لم يعجبها ذلك .. إلى أن قاطع جو الأفكار التى ملئت الجو نانى بحقد

- نانى :

إيه الدلع ده ..دا على أساس مش عارفة

تسرح شعرها بنفسها .. لأ و عاوزة حد

يساعدها .. ليه أميرة ؟!

- أسماء التى رأت بوسى تتجه للخارج :

بوسى .. على فين ؟

- بوسى :

طالعة لزهرة .. أنتى صدقتى أنى مش هروح

اتفرج " و غمزت لنانى " على الأميرة .

تحت ابتسامة أسماء و سلوى ومنير .. و حقد نانى و غيرة رائد الذى يقول بنفسه أنه فعلا يحق لها أن تعامل كالأميرة .

فى جناح الأصلان :

بعد أن غادر الأصلان الجناح و ترك زهرته قامت هى بنزع منشفتها و رطبت جسدها و عطرته ثم استقامت للخزانة تتخير منها ما ترتديه .. فوقع اختيارها على فستانا محتشم باللون الأبيض يزينه نقوش بارزة باللون الرمادي الهادىء يصل طوله إلى الكاحل و أكمامه لبعد كوعها .. تتزين حوافه بالدانتيل الرمادى الهادىء المشابه للون الشال على أحد كتفيها

.. و قد انعكس بياض بشرتها على الفستان جعل حول زهرتنا هالة ملائكية .. كذلك تزينت ب دبلتها الذهبية الرقيقة و سلسال ناعم يحمل لفظ الجلالة هو المفضل لها فى ارتدائه منذ أن أهداه له أخيها عزيز قلبها طه .. و تركت شعرها على طوله .. و قد تفوقت على نفسها فى جمال و رقة و أنوثة مظهرها عن كل مرة .. تريد أن تحتل عيون و فكر حبيبها فكانت رائعة برقة و طاغية الأنوثة و خاصة بعد أن انساب قماش الفستان القطنى يحتضن جسدها الغض برقة .


" صوت طرقات هادئة على الباب وشت عن

صاحبتها و التى لم تكن إلا سوما "

التى أظهرت رأسها من خلف الباب .. تبحث بعينيها عن صديقتها التى تتشابه معها فى الطبع الهادىء و وجدتها تقف أمام المرآة تنثر على نفسها من عطرها المميز .. ألتفتت لها زهرة فصدمت سوما من جمالها ثم ابتسمت لها بصدق .. فطالما تمتعت سوما بطيبة قلب شديدة جذبت لها زهرة من اللقاء الأول كذلك جذبت ذلك العاشق الصغير أسامة لها .. اقتربت سوما مبتسمة من رقة و براءة زهرة تمشط بعينيها ما ترتديه صديقتها و الذى لا يقترب من قريب أو بعيد من الغير مقبول و لكن على الرغم من ذلك كانت فتنة للأعين ..ثم شرعت سوما فى مساعدة زهرة التى تبادلها الابتسامة الصادقة .. وأثناء عمل سوما فتح الباب فجأة بشكل درامى و كأنه قبض على الفتاتان بوضع غير لائق .. ثم دخلت بوسى  مبتسمة على شكلهما من الصدمة و قالت بفشخرة صاحبها رفعة حاجب مميزة منها

- بوسى لزهرة وسوما :

مساء الخير .. عاوزة اتفرج

و لم تنتظر الإجابة بل اتجهت بكل فخر إلى الفراش تجلس على حافته و تضع قدم فوق الأخرى .. فضحكت عليها الفتاتان ثم أكملت سوما ما كانت تفعله تراقبهما بوسى التى تتأمل زهرة بابتسامة فهى الفتاة التى استطاعت أخيرا خطف قلب وعقل أخيها الأصلان .. فلا تسعها الدنيا من الفرحة لأخيها بعد أن عوضه الله بتلك الفتاة الرقيقة الهادئة و التى تحمل عينيها عشق خالص خاص بأخيها و حده .. و سرعان ما عادت بوسى من شرودها و استقامت بجدية تساعد سوما فقد أعدت زهرة بمثابة أختها و جعلت سوما تستريح قليلا .. وأثناء تمشيطها لشعر زهرة تابعت إلقاء النكات و تقليد أسلوب زوجة عمها صفصف و تلك المدعية نانى التى لم تتقبلها أبدا مما جعل الفتيات يغرقن فى موجة من الضحك .

فى غرفة الجلوس :


استقام رائد من المجلس متحججا بعمل هاتف وهمى حتى لا تلحقه نانى و التى لم تنفك منذ مجيئها تلتصق به بشكل مبالغ كالعلكة و اتجه إلى الصالة فى مجلس بسيط مقابل للسلم المؤدى الى الطابق الثانى من المنزل .. فقد أراد الانفراد بنفسه قليلا بعيد عن كل هذه الأحداث المتلاحقة .. كذلك أراد قسطا من الراحة يدع فيه تعبيرات وجهه الحقيقية تظهر بعيد عن نظرات الجد و كلماته التى ليس لها معنى إلا أنه قد كشف شعوره الوليد تجاه تلك الزهرة التى كانت يجب أن تكون من نصيبه له وحده و لكن أهماله و تسليمه لزمام أهم الأمور فى حياته ليد والدته كما نبهه أخيه الأكبر من قبل كان سببا لذلك .. و لكنه ليس محظوظا كمنير ليقابل حبه الأول بل تركز كل اهتمامه على مستقبله العلمى الذى يعد بمثابة شغف له و نتيجة لذلك أراد كافة أمور حياته الأخرى متماشية مع طموحه العلمى بل و تدعمه كذلك لذا استبعد أمر زواجه من زهرة حينما أمر الجد بذلك بما أنه لا يتناسب مع طموحه كما أن كلام والدته عنها عندما ذهبت لخطبتها لم يساعد أيضا و كله يندرج تحت أنها فتاة دون المستوى .. و قد أوضح أن كلام والدته كله عار من الصحة لأنه من نظرة واحدة لتعبيرات أمه المصدومة علم أنها لم ترى زهرة من قبل و أنها أرادت فقط إبعاده عنها من أجل أن تزوجه من ابنة صديقتها و جعلت ابن عمه الأصلان يفوز بها بعد أن نفذ بشجاعة قرار الجد و لم يجبن مثله ففاز بالجائزة الكبرى .. و يا لها من جائزة ! فهو على استعداد أن ينحى مستقبله العلمى جانبا فى سبيل الفوز بها .. بل و لسخرية القدر لم يعد طموحه العلمى شغفه الأول بعد أن رأى تلك الجنية الصغيرة التى خطفت قلبه و عقله دون مجهود و دون أن توجه له كلمة واحدة حتى .. و أوقفت له أنفاسه برقتها .1


لحق منير أخيه الأصغر الصالة بعد أن استشعر توتره و شروده منذ وصولهم بل منذ رؤيته لتلك الزهرة زوجة أصلان .. و لم يحتاج منير لوقت لمعرفة السبب فالفتاة كملاك يمشى بينهم بل و يكاد يجزم أنه يستطيع أن يستشعر طعم المرارة فى حلق أخيه .. فلا سبيل المقارنة بينها وبين نانى و هو ما حذره منه مرارا و لكن لا فائدة من كل ذلك الآن .. فكما يقولون لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب .

- منير جالسا جانب أخيه الشارد :

         رائد .. رائد .. أنت كويس ؟؟

- ألتفت له رائد بأعين أشتد إحمرارها و نفس مرهقة و لم يكلف نفسه بالرد على أخيه .. بل عاد لنفس جلسته الشاردة و يركز بصره على نقطة و همية فى الأرض لا يحيد عنها .

- منير الذى لم يعجبه حال أخيه .. كما خاف من مظهره .. فهو لم يراه بهذا الشكل من قبل .. كما لا يريد لفت الإنتباه له و خاصة انتباه الجد الذى لا تفوته فائتة .. فهو يريد لأخيه أن يفيق لنفسه فلا يفيد الندم بعد الآن .. كما أن الفتاة أصبحت زوجة لابن عمه .. أى أنه تعدى حدود المقبول بتصرفه الآن 

- منير الذى اضطر للشد على ذراع أخيه حتى 

   يحصل على انتباهه :

    رائد .. ملوش لازمة اللى أنت بتعمله ده

    خلاص .. اللى حصل حصل .. أوم معايا

    ندخل للناس الوقتى و بعد ما نروح

    اسكندرية نتكلم لوحدنا .

- رائد :

      ..........  ...........  .............  ...........

- منير كاذبا :

    إيه اللى اتغير بس ؟؟ .. مش أنت كنت

     جاى و عارف إنها مرات الأصلان ؟ ..

     يبقى اتعامل عادى .

- رائد :

      ......  ........  ..........  ...........  .......

-منير بحدة كاذبا حتى يفيق أخيه :

     و لا عشان لاقيتها حلوة حبتين زعلت

     .. بدأت تعيد حساباتك تانى .. لو ده

    تفكيرك يبقى بلاش تعمل مشاكل ..

   لإن أنت بس متفاجأ .

- رائد :

     .........  .........  ..........  ..........

    على الرغم إنه لم يرد إلا أنه يعرف فى

    قرارة نفسه أن الأمر يتعدى مسألة الجمال

    .. فمع أنها لم تبقى أمامه أكثر من ساعة

    و لم توجه له حديث قط لكنها سببت له

    زيادة فى نبضات خافقه بشكل لم يعهده

    فى نفسه من قبل .

- منير مكملا حديثه دون اعتبار لصمت

   أخيه :

       استهدى بالله كده .. و ادخل أعد مع

      جدك و خطيبتك اللى أنت اختارتها ..

      و ابن عمك اللى عمره ما آذاك فى حاجة .

- رائد :

   رفع بصره لأخيه و لكن قبل أن ينطق بشىء

   .. يد وضعت على كتفه و لم تكن إلا ل

    سعاد قدرى التى خرجت من المطبخ

    لتجد منير ورائد يتحدثان بصوت منخفض

   بتعبيرات جدية و منعزلين عن المجلس .


- سعاد :

    ريرى و ميمى وحشتوني موت موت

    .. و قبلت كل منهما عشر قبلات

    على كل وجنة بشكل متتابع لإثارة حنقهم

   كما تحب .

- منير الذى يكره هذا اللقب من عمته :

      سوسو بلاش الاسم ده أبوس إيدك

      أدام الناس .. هيبتنا هتروح .

- سعاد بمزاح :

      بس أنا بحبهم .

- منير ضاحكا :

      ما هو مش معقول نكون شحطين

     طول بعرض و تقوليلنا ميمى و ريرى ..

    أنا أرفض .

- رائد الذى اندمج معهما :

     لأ .. و لا لو عرف أسامة أو محمد .. و

     الأدهى بوسى لو سمعتك هتزفنا

     بالإسمين دول .

- منير أكمل مجاريا أخيه :

      تزفنا بس ؟ .. و هتشيرهم على الفيس

     جنب صورنا و نروح ببلاش .

تبادل رائد ومنير التعليقات المضحكة مع عمتهما .. حتى توقفت سعاد قدرى عن ضحكها فجأة تابعة ذلك بخروج شهقة صغيرة منها و لكن سمعها رائد ومنير اللذان توقفت عن ضحكهما بالتبعية متعجبين من صمت عمتهما المفاجأ .. ركزت سعاد قدرى نظراتها على السلم المؤدى للطابق الثانى حيث تنزل بوسى و سوما مسرعتان تتهادى خلفهما جنية صغيرة ترتدى فستانا طويل لم يزيدها إلا جمالا باللون الأبيض و الرمادى الهادىء فجعلها شبيهة بالجنيات  .. و قد تتبع منير و رائد نظراتها التى لم تكن موجهة إلا على خاطفة القلوب زهرة .. و التى جعلت كل ما سمعه رائد من منير كالسراب الذى لم يعد يتذكر منه شىء و لكن كل ما يدركه أن تلك الجنية الصغيرة له ولا شىء آخر يهم حتى لو خسر بعدها كل شىء .. أما الجنية الصغيرة فانكمشت خلف سوما وبوسى حينما رأت منير و رائد كذلك سعاد قدرى التى تراها لأول مرة .. و طبعا بوسى التى تولت مهمة حماية زهرة كحياة أو موت بالنسبة لها صرخت فى أمها :

- بوسى التى تختبىء زهرة خلفها بشكل

   مضحك جعلها قابلة للأكل بالنسبة لسعاد

   و رائد :

    إيه يا أمه .. هدى اللعب شوية .

    " ثم و جهت حديثها لزهرة "

    و أنتى تعالى متخفيش دى أمى ..

    و دى زهرة يا أمه مرات الأصلان .

- سعاد بشهقة و قد ضربت يدها على صدرها

  من المفاجأة :

    يا لهوى زهرة .. دى زهرة مرات أصلان ؟!

- لم ترد زهرة التى رمشت بعينيها عدة مرات

   و اصطبغت وجنتيها بالأحمر .

- بوسى :

      أيوه هى .


بمجرد أن أكدت بوسى المعلومة لأمها التى اتخذت دور المحقق و انطلقت من كرسيها مسرعة لزهرة تتفحصها .. فهى حتى وقتها لا تصدق أن تلك القطة الصغيرة شديدة الجمال هى من أوقعت ابن أخيها .. بل لم تتخيل أن تكون تلك الفتاة هى من تحدثن عنها بالداخل

فلم يكن فى أقصى أحلامها أن يكون نصيب أصلان الذى رفض مرارا و تكرارا الزواج أن يكون كذلك أبدا .. فهى أحبتها منذ أن سمعت من الجميع بحسن أخلاقها و طيبة قلبها و حبها الشديد للأصلان و لكن أيضا زاد على ذلك كله جمال شكلها الملائكى وخجلها الشديد  حتى منها .. فقد أصابت زوجة أخيها نعمة حينما قالت لها جميلة من الداخل والخارج ..

تاهت سعاد فى أفكارها غير مدركة أنها طوال ذلك الوقت تتفحص زهرة بعينين جاحظة و شكل مضحك آثار استغراب سوما و بوسى و خوف وخجل زهرة .. حتى فى النهاية تململت بوسى من طول تفحص أمها لزهرة و أشفقت على تلك التى مازالت تحتمى بها و تشد على ملابسها من الخلف1

- بوسى بتأفف :

    إيه يا حاجة .. إنتى نمتى ولا إيه ؟! ..

     رجلينا وجعتنا .

- سعاد بصدمة :

     بت يا بوسى .. دى حقيقية و لا

     جرافيك ؟!

- بوسى بحرج من والدتها :

    يا أمة بلاش كده .. عيب .. البت خافت

    منك .

-سعاد التى لم تلقى بالا لكلام إبنتها

   و قد تحولت صدمتها لسعادة :

   و دى نبوسها و لا نحضنها و لا ناكلها

   و نخلص ؟!

    تعالى يا رورو متخفيش .. مش الأصلان

   برده بيقولك رورو .1

- اقتربت زهرة من سعاد بابتسامة واسعة لذكر عزيز قلبها و احتضنت سعاد قدرى التى على ما يبدو لا تختلف عن ابنتها فى خفة دمهم .. كل ذلك ويراقبهما منير بضحك على أسلوب عمته وابنتها و رائد الهائم بها كذلك أصلان الذى خرج من مكتبه و ودع ضيفه دون أن يشعر أى من الحاضرين بالصالة و خاصة عزيزة قلبه التى يبدو أنها أسقطتت عمته بحبها فهى مازالت تقبلها من مدة ليست كثيرة إلا أنها بالتأكيد أتعبت حبيبته كما أحرقت صدره فهو لا يحب أن تقترب قطته من أحد .


  " اللهم صلى على النبى "

قالها بدرامية محسن زوج سعاد الذى خرج لاستعجالهم بالغدا فوجد زوجته تحتضن فتاة لم يتضح شكلها إلا عندما أفلتتها من ذراعيها

- محسن بضحك :

    مين الأجنبى ده؟!

- سعاد بفرحة :

    دى رورو مرات الأصلان .


- محسن بفرحة للأصلان :

     لأ .. احلفى كده

- بوسى معلقة :

    مش هنخلص .. " ثم وجهت حديثها

   لزهرة " أنا آسفة يا زهرة عيلتى و مش

  هتبرى منهم على آخر الزمن .


- محسن موجها حديثه لسعاد التى انكمشت

  زهرة بها من خجلها من محسن زوج سعاد

  مما جعل سعاد تحتويها بحمية غريبة :

  إيه يا محسن .. فسح كده شوية .. مالك

  كبست كده ليه ؟! .. خوفت البت .


- محسن :

    طاب و دى نتعامل معاها عادى ؟!

- بوسى بضحك :

   لأ بالنسبة لك أنت يا حاج سلم من بعيد

   .. لسببين أولا أصلان لو مديت إيدك ناحيتها

   ممكن يعتدى عليك و أنت عضمتك كبيرة

  و مش هتقدرله .. التانى أمى هتترمل .. و ده عيب فى حقك .. أوك .


- محسن مجاريا أبنته :

    أوك .. ماشى ياحاج .. أزيك يا رورو

    أنا عمك محسن أبو بوسى .


- ضحكت بوسى معلقة :

     أيوه أنا متأكدة من المعلومة دى .. على

     ضمانتى أنا سلمى .

سلمت زهرة بخفوت كعادتها .. ثم انطلق محسن للمطبخ فهو بمثابة أخ صغير السيدة نعمة طالبا منها الإسراع و عاد لمجلس الجد ثانية .. و انطلق أصلان بعدها حيث زهرة التى مازالت تتمسك بها سعاد و جذبها من يديها لأحضانه بعد أن نغزه قلبه لبعدها عنه .. تعلقت عينيها به و عينيه بها و قد ابتعد عن عمته وبوسى و سوما و كذلك رائد و منير قليلا يطمئن كعادته على صحتها بعد كل لقاء

يفقد فيه نفسه معها كذلك لشىء آخر تعلمه نفسه فهو لم يكتفى من حبيبته بعد غير آبه بالأعين التى تركزت عليهم ولكن لا تسمع  آذانهم .. و التى لاحظها قبل أن ينطق بشىء مما جعله يحاوطها بذراعيه و يتجه بها لمكتبه تحت نظراتهم .. و فى مكتبه اغلق أصلان خلفه الباب ثم زاده بإغلاقه مرة بالمفتاح انتبه لها من سخر كل حواسه لاسنتاج ما يحدث داخلا عند العاشقين .. أما سعاد مازالت تتبعهم بنظراتها مبتسمة و فرحة لابن أخيها الذى كثيرا ما حزنت من أجله و لكنها أدركت أن رحمة الله قد شملته و أرسلت له تلك الفتاة تخفف عنه شقائه و تهدى اضطراب قلبه ..

ثم سرعان ما عادت لطبيعتها المرحة بعد أن خرجت نعمة من المطبخ و وقالت لها سعاد بصوت وصل للجميع ضاحكة بطيبة نية

- سعاد :

   بقولك يا نعمة

- السيدة نعمة التى تعجبت من التجمع

  الموجود بالصالة :

     أيوه يا سعاد .

- سعاد التى أقتربت منها :

     إبقى خلى أصلان يخف على البت

    شوية .. أديكى شايفاها زى العصفورة

    و ابنك أدها مرتين .


انفجرت سوما و بوسى بالضحك على كلام سعاد قدرى و لكن من الخجل كذلك منير .. أما رائد فقد توقفت حواسه من الصدمة .

- أجابت نعمة بتلقائية و كأنهم يتحدثون عن أحوال الطقس .. كذلك يبدو أن نعمة وسعاد تتجاهلان و جود سوما و بوسى و رائد و منير : 

    لأ متخافيش .. هو أنا هبلة .. أنا بتلكك

    بأى حاجة مرتين تلاتة فى الأسبوع ..

   و بخليها تنام جنبى .. آه أمال إيه ..

   و كأن أصلان بيتخانق و يهد الدنيا على

  الموضوع ده .. بس خلاص شكله اتعود ..

  و بقى يسكت .

- سعاد مندمجة معها فى الحديث :

    جدعة يا نعمة .. ابنك لو كل يوم

   هينام معاها هيفطسها .. أنا عارفة

  بتستحمل تقله إزاى .

شهق الحاضرين لكلام سعاد و نعمة .. إلا أسامة الذى تابع آخر الحديث وقد شعر بغياب سوما و خرج باحثا عنها .. لكنه قال معلقا قبل أن يغادر المجلس مع سوما .

- أسامة موجها حديثه لنعمة :

        الله حلو أوى تبادل المعلومات اللى

      أنتوا عاملينه ده ؟ .. و يجى هنا السؤال

      .. أصلان عارف بالحوار ده ؟ .. و لا

      أناديه يشارك معاكوا .

- سعاد :

     أوعى يا أسامة .. ثم " ارتدت سعاد

   وجه الجرو الحزين و بمسكنة زائفة "

  أنا همى إيه غير مصلحتهم .. البت هتخلص

  فى إيده .

- أسامة موجها كلامه لمنير و رائد :

     و أنتوا برده يهمكوا مصلحتهم ؟!

- صمت رائد حتى لا تفضحه مشاعره .. و أجاب منير بصدق ضاحكا :

   و إحنا مالنا ؟؟ .. إحنا آعدين هنا من الأول

   .. و هما اللى بيتكلموا جنبنا .

- همهم أسامة ثم قال ضاحكا قبل أن يغادر عائد للمجلس :

  طاب على فكرة بقى .. أصلان مبقاش

يتخانق معاكى يا أمه .. لأنه بيخاد رورو

على جناحه بعد ما تناموا .. و أنتى نايمة فى

العسل يا نعمة .


- نعمة بصدمة ضربت على صدرها : 

     يا لهوى الواد بيستغفلنى ؟!!!!!!

عاد الجميع للضحك مرة أخرى ..

فى غرفة المكتب .. تستند زهرة على الحائط و يحاصرها الأصلان بجسده .. يقبل جبينها تارة و يتلمس شعرها تارة .. و عينيها تارة أخرى .. يشعر بالاكتفاء بمجرد وجودها فى حياته  .. حتى الأشياء التى كانت مهمة له قبل أن يقابل قطته فقدت أهميتها بجانب وجودها معه .. فتبدلت أهتماماته و أولاوياته لتكون هى أول كل شىء .. قطته .. حبيبته .. زهرته .

- رورو .. تعبتك ؟

- زهرة التى ضمت رأسها لصدره و تتمسح به

   برقة .. هزت رأسها الجهتين دلالة على

   الرفض .. و أكملت مسح وجهها بصدره

   برقة أذابت قلبه . 

- رورو ... حبيبتى ... رورو

- رفعت وجهها له أخيرا .. بوجنتين حمراوتين

   و أنفاس مضطربة و أعين زاد إشراقها

   .. و همهمت برقة .


- لم يستطع معها إلا أن يضم شفتيها بين

  شفتيه .. يقبلها برقة .. رقة شديدة ..

  خطفت أنفاسهما .. يستعيدا أنفاسهما

.. و يعودا لقبلاتهما ثانية .. يزداد شغفا

و تزداد ضعفا .


- إلى أن فصلت هى قبلتهما و عادت لضم

    نفسها لصدره .


- لم يعجبه فصل قبلاتهما .. فرفع وجهها

   له ثانية و ألتهمه بالقبلات على مختلف

   أجزائه .. و قد وضع ذراعيه أسفل ظهرها

   يسندها بعد أن خارت قدميها .. سألها و هو

   يقر واقع .. لسه مشبعتيش ... زيى ؟! ..

   زاد ضمها لأحضانه قائلا : أنا غلطان ..

   كان المفروض اصبر شوية لحد الليل ..

   بس مقدرتش حبيبى .. كنت هموت لو

   مقربتش .. و يستمر فى تشديد ذراعيه

   حولها و نشر قبلاته على وجهها إلا أن

   أوقفه دموعها .. هدئها بزيادة ضمها ..

   و أكمل قائلا : نصبر شوية ؟ .. و لكن

  نظرة واحدة للساعة المعلقة على الحائط

  المواجه لهم .. هدجت أنفاسها .. و جعلته

  يشد على أسنانه .. حنقا من طول الوقت ..

   و الظروف .. و الضيوف .. وكل شىء يقف

   بينهما .

- تقلصت ملامحها بعد شعورها بألم نتيجة

  لبعده عنها و عدم اكتفائها .. يسألها بقلق :

  ألم .. حاسة بألم رورو ؟ .. هزت رأسها دلالة

  على الموافقة .. و تقلصت ملامحها ثانية ..

  مد يده و لمس بطنها برقة .. هنا رورو ..

  نفت برأسها .. فأنزل موضع يديه قليلا ..

  طاب هنا .. نفت برأسها ثانية و قد احمرت

  وجنتيها قليلا .. فأنزل موضع يديه ثانية ..

  هنا رورو ؟ .. و هزت رأسها بالموافقة ..

  ثم ضمت رأسها لصدره بسرعة لدرجة

  الاصطدام تخفى شعورها بالألم الذى يحوى

  بباطنه لذة .. لكن هذا الذى لا يختلف حاله

  عنها كثيرا أدرك حالها من شعورها بالذة

  الشديدة المرافقة للألم و الناتجة عن عدم

  اكتمال اتحادهما .

- فعمل على أن يهدىء نفسه معها قائلا :

   نصبر شوية حبيبى همممم .. الساعة

  اتنين .. ثم أمسك أحد يديها مقبلا لها

  و أكمل يعد على أصابعها الرقيقة ..

  نصبر بس خمس ساعات .. خمسة بس

  .. بعدين هاخدك و نطلع جناحنا نسهر

  هناك .. همممم .. و أكمل برقة .. ساعدينى

  حبيبى .. هما خمسة بس .. و خلاص ..

  وضمها لحضنه ثانية يستنشق رائحتها

  و كأنه يتشبع منها قبل أن ينشغل بعائلته

   .. هزت رأسها برقة موافقة ولم تنطق

   سوى بموافقتها على ما يقوله كعادتها

  دائما .

- استمر بإحتضانهما يهدىء مشاعرها و

  مشاعره .. حتى هدأت أمواجهما العاصفة

  .. و قبل جبينها برقة محاوطا لها بأحدى

  ذراعيه ثم اتجها للخارج .

تحت مجموع من أزواج العيون المنتظرة لهم للبدء بالطعام بعد أن جهزت السفرة الكبيرة

  الموجودة بالصالة بالطعام .. فأحمرت وجنتى زهرة للعيون المحدقة بهم ولم تبدأ بالطعام بعد ..  بين فرحة ومتعجبةلحال الأصلان المختلف تماما .. و بين الحاقدة و بين المشتعلة غيرة .. و التى لم يهتم لها الأصلان و استمر بمحاوطة قطته بذراعيه حتى أجلسها بجانبه .. و مد يده ليقرب كرسيها لكرسيه فى حركة دالة على انتمائها له و أن مكانتها تمتد لمكانتها فلا يقربها أحد بضرر  .. و بدء أصلان بالتسمية ثم تناول الطعام .. و تبعه الكل بعد إنتهاء العرض .


الحلقة 24 

.


الفصل الرابع والعشرون


عند انتهاء زهرة من تجهيز طعام الغداء اتفقت مع السيدة نعمة و أم أحمد و فاطمة و ورد على تقسيم مائدة الطعام التى تضم لأول مرة منذ زواجها جميع أفراد عائلة الحج قدرى إلى ثلاثة أقسام بحيث يحتوى كل قسم على مجموعة متشابهة من الأصناف المعدة حتى يستطيع الجميع الوصول لكل الأصناف .. ترأس الجد المائدة وعلى يمينه ابنه زاهر يليه زوجته صفصف صاحبة الملامح المتكدرة منذ وصولها ومنير وزوجته سلوى ورائد ونانى بالترتيب .. وعلى يسار الحج قدرى جلس محسن يليه زوجته سعاد ثم السيدة نعمة ومحمد و أسماء وأسامة وسوما وبوسى و عادل بجوار نانى .. فيكون على يمين الحج قدرى الصف المحتوى على زاهر قدرى وينتهى بكرسى فارغ بعد عادل وعلى يسار الحج قدرى الصف المحتوى على محسن و ينتهى ببوسى و الكرسى الفارغ بجانب بوسى و الذى جلس عليه قطة الأصلان الذى زاد من ضم كرسيها بجانبه لتكون هى و الأصلان فى مواجهة الحج قدرى على الطرف الآخر من المائدة .


و قد حرصت السيدة نعمة و معها زهرة على إرضاء كافة الأذواق خاصة لعلم السيدة نعمة أن صفصف زوجة زاهر لا يعجبها شىء و دائمة التعليق و الانتقاد للإنتقاص من سلفتها السيدة نعمة و هو ما أدركته السيدة نعمة على مر السنين و المواقف بينها وبين صفصف لذا أعدت هى وزهرة بمساعدة نساء المطبخ الأصناف التقليدية المصرية المفضلة لدى الحج قدرى وأهل المنزل و كذلك الأصناف الجديدة حتى ترضى كل الأذواق .. و قد أصرت زهرة على إعداد قطع لحم مقطعة بحجم كبير و ناضجة جدا وسهلة المصغ وهى المفضلة لدى الحج قدرى و الأصلان كذلك الملوخية و المحشى و الأرز وغيرها من الأصناف .. و كالعادة حرصت زهرة برقتها على ملىء طبق أصلانها و عدم إنقاصه كذلك هو .. كما قربت له كوب من العصير .. الأمر الذى اعتادت عليه أسرة الحج قدرى ماعدا منزل سعاد و زاهر قدرى .. و قد ابتسمت سعاد على طريقة زهرة فى وضع الطعام لابن أخيها خلسة من أسامة و لم تفهم السبب إلا بعد أن أطلق أسامة سلسلة تذمرات أسامة من سوما حتى تضع له الطعام كزهرة ورفض الجد لذلك ثم توسله لجده من أجل إسراع زواجه بسوما و رفض الجد أيضا لذلك .. و ضحك زاهر و نعمة و محسن .. و تعليقات بوسى و دودى ومحمد .. كذلك غيرة رائد من أصلان بعد أن رأى اهتمام جنيته الصغيرة به تبتسم له برقة و يبادلها الابتسام كما يضع لها الطعام فى طبقها مما جعلهما يجذبان اهتمام الجميع دون استثناء مع اختلاف نياتهم من فرح أو حقد أو غيرة .


- سعاد التى أحبت مشاكسة زهرة :

كلى أنتى يا رورو .. بدل ما أنتى عمالة

تأكلى أصلان وناسية نفسك .. اتغذى

شوية يا حبيبتى .

- زهرة التى أحمرت وجنتيها قالت بصوت

منخفض :

أنا بأكل أهو يا طنط .

- أسامة مداعبا :

أيوه قوليلها و النبى يا عمتى .. دا

أصلان وزنه زاد من بعد جوازه .. خليها

تحطلى شوية فى طبقى على ما اتجوز

أنا و سوما يارب أنا زهقت .


- ردت بوسى :

و أنت فاكر إنك لو اتجوزت وزنك هيزيد

.. " ثم مسحته بنظراتها " .. دا أنت محتاج

سحر و لا عمل سفلى .

- ردت أسماء :

و أصلا سوما أكلتها قليلة .

- أسامة موجها كلامه لزهرة :

حطيلى يا زهرة و النبى من اللى بتحطيه

لأصلان .. أنا لازم اتخن و أغيظ بوسى .

- بوسى بسخرية :

عشم إبليس فى الجنة .

- أسامة متقربا من سوما و بصوت منخفض :

عشم أسامة فى سوما .. " ثم على

صوته " .. دا حتى أسامينا واحدة بس

الحروف ملغبطة .. جوزنا بقى يا جدى .

- فضحك الكل على كلامه .


- أضافت صفصف بفشخرة ليس لها داعى :

آه يا ريت يا عمى .. بس أبقوا

بلغونا بدرى شوية يا جماعة لأحسن

يكون ميعاد فرحهم قريب من ميعاد فرح

رائد و نانى .

ابتسمت نانى بدبلوماسيتها المعتادة و تجهمت ملامح رائد بعد أن نسى تماما موضوع زواجه ب نانى بعد رؤيته ل زهرة ولم يعلق حتى لا يعطى كلمة أمام جده و بالتالى يكون ملتزما بها .. أما الجد الذى لم يفته إعجاب حفيده رائد بزهرة و على إتفاق مع رغبة صفصف على غير العادة أراد إسراع زواجه من التى اختارتها له أمه .. و على الرغم من عدم اقتناعه بها إلا أنها من شاكلتهم و تتلاءم معهم .. كما أنه لا يريد الانفراد برائد لسببين أولا حتى لا يعطيه فرصة أن يغير قراره من الزواج بها ليس لشىء إلا لانبهاره بجمال زهرة الخارجى و أنه فى كل الأحوال تزوج الأصلان من زهرة وانتهى الأمر و السبب الثانى أن يلومه رائد على زواج زهرة مع أن الحج قدرى قد أعطى حفيديه فرص متساوية و بنفس الظروف فكلاهما لم يراها سابقا إلا أن منهم من أطاعه طاعة عمياء و وثق فى اختياره و منهم من تمرد لمعايير سطحية أولها المستوى الاجتماعى و الثقافى و المادى ففاز بها أحدهما و خسر الآخر إلا أنه فى كلتا الحالتين لن يعطى فرصة للأمر أن يتطور عن ذلك و يدخل حفيديه فى صراع .. خاصة بعد أن عرض رائد أن يتابع أعمال العائلة مع الأصلان مما يستدعى وجوده بشكل دائم فى منزل جده أو على الأقل سيتواجد بكثرة مما آثار قلق الجد و ارتيابه فالحج قدرى ليس بساذج حتى لا يعلم أن رائد يريد التواجد بالقرب من زهرة و هو ما لم يسمح به أبدا إلا إذا ارتبط بتلك الفتاة التى جلبتها صفصف معها وهو ما سيوافق عليه حتى تستقر الأمور .. مما جعله يبتسم فى وجه صفصف لأول مرة منذ سنوات ولكن ابتسامته لا تقل خبثا عنها .


- الحج قدرى موجها كلامه لصفصف :

عندك حق يا مرات زاهر .. لو العروسة

و أهلها معندهمش مانع نسرع جواز رائد

.. و بعدها إن شاء الله نجوز أسامة .


انتفض أسامة فرحا كطفل صغير بعد أن كاد ييأس من أمر زواجه من سوما

- أسامة :

يحيى العدل .. يحيى العدل .. هنتجوز

يا سوما أخيرا .

و ضحك الكل مجددا على حركاته تحت خجل سوما و مباركة بوسى و أسماء و سلوى و زهرة لها .. كذلك تجمد رائد فى مكانه من الصدمة فهو فقد رغبته فى هذا الأمر نهائيا و لم يتكلم .. على عكس صفصف التى طارت فرحا و قد اعتقدت لوهلة أن مخططها فى إلصاق نانى ل رائد قد نجح و انطلقت فى الحديث عن زواج ابنها وأنها تريد إقامته فى أفخم قاعات إسكندرية و يحضره أشهر الشخصيات فى مجتمعها و أغناهم مع إنسجام نانى فى حديثها بعد أن لاقى قبولا لديها كما أعربت بصوت دبلوماسى راقى أنه ليس لديها مانع فى تحديد أقرب موعد الزواج بعد التنسيق مع أهلها .. و قد طلبت صفصف أن تقوم هى بهذه المهمة مع صديقتها اعتماد .. كل ذلك ولم ينتبه أحد لرائد الذى بهتت ملامحه و غرق فى دوامة من أفكاره و منير الذى وضع يده على يد أخيه التى يستند بها على المائدة مواسيا له كذلك لم ينتبه أحد الى الجد الذى لم يفته ردة فعل رائد و أخيه منير و قد تأكد من صحة قراره و أن به مصلحة الجميع .


انتهى الغداء بهذه الأخبار السعيدة بالنسبة لأغلبية الموجودين و الحزينة لقلة منهم .. و انتقل الجميع لتناول الشاى فى الصالة فى جلسة ودية خاصة بعد أن استئذنت نانى بالانسحاب لغرفتها متحججة بالأرهاق الذى أصابها فهى لم تعتاد بعد على البيئة التى بها كذلك ترغب فى إيصال الأخبار لوالدتها .. كذلك انسحب محسن للراحة بعد إرهاقه فى السفر و زاهر وصفصف أيضا .. و أسامة و محمد ذهبا لمتابعة بعض الأعمال مع توصية من بوسى و أسماء و سوما بشراء أكبر قدر من الحلويات و المسليات تعويضا عن خروجهم للأعمال .. و اتجهت أسماء للنوم تحت أوامر من زهرة فى الخفاء حتى تحصل على أكبر قدر من الراحة قبل مجىء زوجها و الاستعداد له كما أوصتها و احتفظت زهرة ب بودة ابنها للعب معهم كذلك حتى تجعله يخلد للنوم باكرا الأمر الذى لم يفت السيدة نعمة و أسعدها بهذه الفتاة الحريصة على مصلحة ابنتها كذلك لم يفت ذلك الأصلان العاشق لها مما جعلها تكبر فى نظره أكثر و تثبت له أنها مساوية له و تليق به كزوجة لكبير العائلة بعد جده تتولى إدارة شئون منزله بعد أمه و تحرص على مصلحة كل فرد فى المنزل كعائلة لها .


اتجه الأصلان الى مكتبه لمتابعة أعماله تاركا وراءه نساء المنزل فى جلسة ودية يتخللها الحديث عن الاستعداد للزواج و التى على وشك القدوم .. و كذلك منير و رائد فى ركن بعيد عنهن أحدهما مراقبا و مواسيا لأخيه و الآخر يركز بصره على قطة الأصلان ولا يحيد بعينيه عنها و تعالى وجهه تعابير مبهمة غامضة آثارت القلق فى نفس أخيه .. و قد فقد منير كل كلمات المواساة لأخيه و اكتفى فقط بمرافقته و عدم تركه بمفرده .


غرفة مكتب الأصلان :


أثناء مراجعة الأصلان لبعض الأوراق الخاصة بالعمل و التابعة لآخر صفقاته صدع رنين هاتفه فى الأرجاء .. ألتقطه رغبة فى فصل الاتصال و معاودة متابعة الأعمال إلا أنه وجد صاحب الاتصال هو " وجيه " ابن عم أبيه صاحب الخمسة و الأربعون عاما .. ذو شخصية حقودة أكثر شرا من شخصيته السابقة لدرجة مقاطعة الحج قدرى له لأكثر من عشرون عاما و خاصة من بعد أحداث الثأر و التى راحت ضحيتها أخته بثينة و كذلك هو .. إلا أن الأصلان كان من وقت لآخر يلقى عليه التحيه بسبب مجال الأعمال الذى يحرصون فيه على بقاء الأصدقاء قريبين و الأعداء أقرب .. و قد اتفق وجدى مع الأصلان فى حقدهم تجاه عائلة المنصورى و حرصهم على الثأر و اختلفا فى الغرض من الكره أو سبب الكره .. فالأصلان سببه واضح و هو مقتل أخته بثينه و تشوهه فى حادث حرق له قلبه قبل جسده أما وجيه فهو حتى الآن لا يعلن عن سبب هذا الحقد الأعمى منه تجاه عائلة المنصورى .. و للأسف قد جمعهم هذا الحقد لفترة و لكن انفصلا بعد ذلك لاختلاف الغرض من كرههم للعائلة .. كذلك الأصلان كان لا يتعرض لهم إلا إذا سبق أحد بأذى كما حدث مع أخته أما وجدى فهو منبع أذى سواء لهم أو لغيرهم بالقول أو بالفعل كما يقولون عنه لم يسلم أحد من شره .. أعاده لواقعه ولمأساته التى ندم عليها و يخفيها فى طيات قلبه إعادة اتصال وجيه له بشكل ملحوظ مما أضطره للرد عليه لعلمه يقينا أن تفادى الاتصال ليس حلا للأمر .. حرص الأصلان على جمود صوته و أجاب اتصاله

- أصلان :

أيوه يا وجيه .

- وجيه بصوت خشن و ضحكة مقززة :

السلام لله يا ابن عمى .. جرا إيه مفيش

سلام و لا كلام

" ثم حول صوته لنبرة أهدء كلها مكر "

و لا تقولى حصل إيه فى الموضوع اللى اتكلمنا فيه ليلة فرحك .

- تمالك أصلان أعصابه لا يريد أن يبين له قلقه من إفشاء الأمر .. و استعاد رباطة جأشه و قال بجمود :

الموضوع ده تنساه خالص و ميخصكش

فى شىء أنا بس اللى اتحكم فيه ..

" و قد فقد أعصابه أخيرا و صاح فى آخر

كلامه "

فاهم ؟؟

و لم يعطيه فرصة للردو قد أغلق الاتصال مباشرة و لكنه علم أنه لابد من تلجيم وجيه حفاظا على سره حتى لا يخسر قطعة من روحه بل هو على يقين من هلاكه بعدها و هو ما لا يرجوه أبدا .. أكمل أصلان أعماله بعد أن علت وجهه تعابير متجهمة و تعكر مزاحه بشكل عام .. و لا يجد حلا لتهدئة روحه المعذبه و اضطراب قلبه إلا بتواجد قطته بجانبه و استنشاق عبقها و إغراقها و إغراق نفسه بقبلات محبة عاشقة و هائمة لا نهاية لها بل من الأفضل لو ينتهى كل شىء قبلها و تبقى زهرته فقط معه .. لذا ترك أوراق عمله مبعثرة على مكتبه و اتجه لها .

تجمعت السيدة نعمة و سعاد قدرى ومن حولهم زهرة و وسوما و بوسى و سلوى و بودة الذى يتخذ من الصالة مضمارا للجرى هنا وهناك لا تفارقه أعين السيدة نعمة و زهرة التى أعطت وعدا لأسماء بالاعتناء به .. و قد لاحظت زهرة وحدة سلوى التى ظهرت بطنها و قد تقربت منها بشكل لا يقل رقة عن صاحبته و أخذت تسألها عن صحتها كما أوصت لها بطبق به مجموعة مختلفة من الفواكه المقطعة بجانب أكواب العصير التى قدمت للجميع .. و أصرت زهرة على جعلها تتناولها و تبادلت معها الأحاديث البسيطة حتى اعتادت سلوى على بساطة زهرة و أحبتها و انطلقت معها فى الأحاديث حيث اكتشفتا الكثير من الموضوعات المشتركة بينهما و التى سرعان ما انضمت لهن الأخريات و انتشرت الضحكات هنا وهناك .. كل ذلك تحت أنظار منير الذى أعجب بأخلاق زوجة ابن عمه و احتوائها لزوجته التى لطالما شعرت بالوحدة بين عائلته و حتى فى حملها لم تهتم بها أمه أو ترعاها كما تفعل الأم مع كنتها بل انشغلت عنها بمخططات السيطرة على أفراد المنزل و كذلك بالمزيفة نانى متناسية زوجة ابنها الأخرى و التى أحست بالغربة فى منزل عائلته و هذا ما جعله يفاجأها بالعودة لمنزل زوجيتهم بعد عودتهم من السفر على عكس وعده معها بالانتقال إلى منزلهم بعد ولادتها فهو لن يضع حبيبته تحت هذا الضغط باقى شهور حملها لأى كان و لتفعل والدته الفاضلة ما تريده فليس هناك أهم من حبيبته و ابنه .. و قد عاهد منير نفسه بشكر تلك الجنية الصغيرة فى وقت لاحق لاعتنائها بزوجته .. كذلك رائد الذى رأى بساطة زهرة فى الحديث مع الجميع و هدوئها و تقربها من سلوى زوجة أخيه التى لطالما عاملته كأخ لها على العكس من نانى والتى لم تترك مجال من أول لقاء إلا و أشعرت زوجة أخيه بالنقص لأى سبب .. لم يترك رائد أفكاره و تأمله لزهرة إلا بعد إحساسه بزيادة فى نبضات خافقه بشكل أوشك على خنقه .. و لم يتبقى له سوى أسئلة لا يجروء على الإفصاح عنها لأحد

- ما هذا الشعور ؟

- هل يصل الاعجاب بشخص حد أن يراه

كامل فى كل شىء ؟

- أم أن هذا الوصف ينطبق على شعور آخر

يدعو الله أن لا يكون هو ؟

- هل فى كل مرة يتعدى الأمر من رؤيتها إلى

التركيز فى تفاصيلها مثل هذا الشال

الحريرى الذى ترتديه على أحد كتفيها

كأميرة راقية ؟

- و هل فى كل مرة يركز فى تفاصيلها

تنطلق نبضات خافقه بهذا الشكل الذى

يؤلم له قلبه ؟

- هل هى فعلا لا تراه أم تتجنبه فقط ؟

- فهو لطالما أشاد الكثيرين بوسامته ..

فهل لا تراه وسيما و لو قليلا بشكل

يجعلها فقط تنظر له ؟

- فهو يراها تحدث الجميع بابتسامة صادقة

ماعداه هو .. لما ؟

- هل لاحظت نظراته لها والتى لا تمت بصلة

النظرات العادية نهائيا .. لذا فضلت تجنبه ؟


أفكار و أفكار و أفكار لم يخرجه من دوامتها إلا فتح باب غرفة المكتب و خروج الأصلان منه بملامح مبهمة و أقرب للفزعة و بحثه كرجل فقد ضالته إلى أن وجدها بجانب أمه تتبادل الضحكات والكلمات البسيطة مع الجميع و حينها فقط .. فقط .. حينما وقعت عينيه عليها أختفت الملامح المتجهمة و الفزعة من وجهه و حل محلها القليل من تأمله لكافة تفاصيلها .. يا إلهى .. أنه يتأمل زوجته كما يتأملها هو و هنا .. هنا فقط .. أيقن رائد بأنه وقع فى حب تلك الجنية الصغيرة و ليحدث ما يحدث .

حاول الأصلان تهدئة اضطرابه بعد أن لفت خروجه المفاجيء انتباه الجالسين .. لذا غير وجهته من حبيبته الى أبنى عمه منير و رائد

يتبادل معهم الأحاديث حول العمل و المزرعة إلا أن عينيه تلاحقان تلك الجنية الصغيرة .. و التى ارتبكت قليلا و تورد وجهها من وجود أصلانها قربها و هو الأمر الذى لا تمل منه أبدا .. تحت غفلة الجميع إلا عن عينيى رائد و الذى التهمت الحرائق صدره و أوقفت له تنفسه و سببت له شعور عظيم بالفراغ .. وقد استقامت تلك المعنية من مكانها بعد أن استئذنت من الحاضرين و مرت بهدوء بالقرب من أصلانها و من معه متجهة للطابق الثانى و قد لحقها بودة و ذلك من أجل إيقاظها لأسماء فقد أوشك المغرب و أقتربت عودة محمد و أسامة .. تمت زهرة مهمتها و أسلمت بودة لأسماء و اتجهت الأسفل مرة أخرى .. حيث انضم أصلانها و منير و رائد للنساء و معهم عادل الذى اختفى فجأة ثم ظهر فجأة .. انضمت لهم زهرة و تبادل الجميع الضحك إلى أن داعبها دودى

- دودى واضعا يديه على قلبه بطريقة درامية بعد أن وجد زهرة تقطع الفاكهة و تقدمها لأصلان :

زهرة .. اتجوزينى أنا و سيبى الأصلان

.. الكويت كلها خير و هتتنغنغى .

- تلقى دودى قطعة فاكهة فى وجهه و بالطبع لم تكن إلا من الأصلان .


- زهرة ضاحكة على منظر دودى و هو يدلك جبهته من أثر قطعة الفاكهة :

لأ .. أنا عاوزة أصلان .

- دودى بتلقائية :

أسمعى كلامى لمصلحتك .. أنا انفعك

أكتر منه .


- زهرة ضاحكة :

لأ .

- دودى بتلقائية :

أنا أحسن .. على الأقل الفرق بينى

و بينك أربع سنين و الفرق بينك أنتى

و أصلان ١٧ سنة .. أنا أحسن منه .1


توقفت الضحكات فجأة من الجميع وساد صمت مطبق من الجميع لم يخلو من وكز بوسى لعادل على حماقته و التى انطلقت منه بالطبع دون قصد إلا أنها أصابت قلب الأصلان .. و لما وجدت زهرة توتر الجو و خافت على جرح حبيبها و عودته الى التقوقع حول نفسه ونفيها بعيدا عنه ردت بهدوء و بسمة رقيقة موجهة حديثها لدودى

- زهرة :

و فيها إيه يا دودى .. الفرق بين بابا

و ماما الله يرحمها ١٧ سنة بردو .. و كانوا

بيجيبوا بعض جدا .. و السن عمره ما كان عائق أبدا .. و كمان أصلان عندى بالدنيا .

عادت الوجوه ثانية و تبادلت الأحاديث فى موضوعات أخرى فتحتها زهرة وساعدتها بوسى و السيدة نعمة للتضليل قليلا عن الأصلان لعله يتناسى الأمر .. و قد فهمت السيدة نعمة على ابنتها الروحية و انطلقت بداية من زواج سوما و توبيخ أسماء على تأخرها فى النزول  .. و قد أنقذ الجميع قدوم محمد و أسامة بصخبهم حاملين كم كبير من الأكياس بها مختلف التسالى فرحة من أسامة بقرب زواجه من سوما التى خجلت و اتخذت الأكياس هاربة منه للمطبخ تحت تعليقات بوسى عليها و ضحك الجميع بشدة إلا زهرة التى رسمت بسمة مزيفة على شفتيها و لكن الغصة كانت مستحكمة فى حلقها فقد عزل حبيبها نفسه عنهم و قد تجمدت تعبيراته و بردت ردوده .

لم تتحمل زهرة أكثر من ساعة أخرى كان قد استيقظ من خلد للنوم و تجمع الكل مرة أخرى فى الطابق الأول و لكن تفرقوا فى تجمعات بعد أن غربت الشمس وتعدت الساعة السادسة و النصف .. انطلقت زهرة هاربة لجناحها بعد أن صم دوى قلبها أذنيها فما كادت تجارى الأحاديث المتبادلة خاصة بعد رؤيتها لعزيز قلبها يتجهم أكثر و يتقوقع حول نفسه فى هالة من الغموض أكثر و أكثر و قد أيقنت قطته أن محاولاتها فى التغطية على كلام دودى فشلت و أن الضرر وقع لا محالة و مس قلبه .. فتوجهت لجناحها تجمع شتات نفسها وتخفى دموعها كذلك مشاعر الخيبة و الخوف من القادم بعدما انعزل حبيبها فى مكتبه ولم يستجب لمحاولات الآخريين فى ترك العمل و الجلوس معهم و قد علمت أنه يخفى نفسه عنها و يتهرب منها .


أما عزيز قلبها القابع فى مكتبه يزرع الغرفة ذهابا و إيابا لعله يهدىء قليلا النيران المستعرة فى جوفه و التى بدأت من مكالمة ابن عمه وجيه الذى شكل له تهديدا فى استقرار حياته مع ابنة قلبه و قطعة روحه قطته و حبيبته و انتهاءا بكلمة دودى و التى شكلت خنجرا طعن فى صميم قلبه و هيج له مخاوفه القديمة بأن يكون ظلم حبيبته مع فارق السن بينهما .. هذا الفارق الذى يشكل ثغرا تتسلل منه المخاوف و كذلك الطامعين فيها  .. فهو ليس ساذجا كى لا يرى الاستغراب بل و الاستنكار فى وجه بيت عمته سعاد و عمه زاهر و الذى سيتحول إلى استغراب و استنكار فى وجوه كلا من يصادفهم مستقبلا .. مما أشعره قليل بالخوف .. نعم هو الأصلان الذى خاف منه الكثيرون لحدة طباعه و لشدته بل و فى بعض الأحيان لتشوهه خاف أن يفقد تلك الصغيرة لأى سبب .. سواء كان فارق السن السلاح الذى سيلوح به الكثيرون ممن يرفضون تلك الزيجة فى وجههم أو بسبب سره مع ابن عمه و الذى يخاف من تأثيره على زهرته إذا ما باغته ابن عمه و أفضى به للجميع .. خاف الأصلان بعد أن بدأت ملامح الخطر تلوح فى الأرجاء بشكل أفقده أعصابه و آلم روحه و جرح قلبه كما أفقده القدرة على التفكير السليم .. بل واعاد له طباعه الوحشية كدرع يحمى به نفسه الهشة من جديد تحت مبدأ هاجم قبل أن تهاجم و اجرح قبل أن تجرح بل و اترك قبل أن تترك .. مما جعله ينطلق خارجا بشكل أثار قلق بعض الموجودين بالخارج باحثا عمن أفقدته صوابه إلا أنه لم يجدها و قد أنقذته عمته سعاد و التى فهمت عمن تبحث عيناه و أشارت له بصمت الى الطابق الثانى حتى لا تثير انتباه العائلة .. ولم ينتظر الأصلان أكثر و انطلق لوجهته زهرة بملامح لاتقرأ لدرجة أنه لم ينتبه أيضا لأمه التى أختفت من الأرجاء .

انقبض قلب السيدة نعمة بعد أن رأت تجهم ملامح ابنها من بعد إلقاء دودى لكلمته فى الأرجاء و التى كانت متأكدة أنها آذت قلب ابنها عزيز روحها من تجهم وجهه كذلك من خوف زهرة الذى اتضح من عينيها .. فالسيدة نعمة خير من تعلم كم عانت زهرة فى حبها للأصلان حتى تخرجه من قوقعته و تجعله يعيش حياته كأى رجل بعد أن أضاع  شبابه فى لوم الذات .. كما عانت المسكينة حتى ترسم ابتسامة زائفة على شفتيها تغطى بها عنه حتى انسحب هو لمكتبه و هربت هى لغرفتها .. و لم تستطع السيدة النعمة بقلب أم إلا أن تنتظر بعض الوقت القليل حتى لا تثير الأقاويل ثم ذهبت خلف زهرة و التى شحب لونها متحججة بقيامها بشىء ما فى غرفتها الأمر الذى لم يفت سعاد و لكنها جارت صديقتها خوفا على الأصلان و زهرة .. فتحت نعمة باب جناح الأصلان و بحثت بعينيها فى الأرجاء عن زهرة التى وجدتها متكومة على الفراش و منخرطة فى بكاء يقطع نياط القلب .. أغلقت السيدة نعمة باب الجناح و اتجهت لزهرة ترفعها من الفراش و تحاوطها بذراعيها تهدئها من بكائها ..

- السيدة نعمة :

     بسم الله عليكى يا بنتى .. أهدى ..

    أهدى يا حبيبتى وصلى على النبى .


- أعجزها بكائها عن الرد .

- السيدة نعمة و التى لمحت بوادر الخوف

على زهرة .. قالت متعجبة :

  لا حول ولا قوة إلا بالله .. إيه بس يا

  بنتى اللى مخليكى تعيطى بالشكل ده

  .. أصلان شوية ويروق و يعد يحايل

   فيكى .

- نفت زهرة يرأسها يائسة و قد تهدج صوتها من البكاء : 

   لأ .. أنتى متعرفيش أصلان .. هيبعد عنى

  تانى .. دى عادته لما يزعل .

- السيدة نعمة التى توجست بدورها لعلمها بطباع إبنها :

   لأ .. متخافيش ..و أنا يا ستى لو لقيته

   لسه زعلان هكلمه .. متخافيش بقى .

- زهرة بحزن على زوجها :

    أنا مش خايفة منه .. أنا خائفة عليه

    هو يا ماما .. أنا ما صدقت يبقى فرحان

    و يتكلم معانا و هو بيضحك .. مش

    هستحمل أشوفه بيعذب نفسه تانى .

- السيدة نعمة بحب لتلك الفتاة التى أهداها الله لأبنها :

   إن شاء الله خير .. متخافيش .. تعالى ننزل

   و ندخله المكتب .. و نطلعه غصب عنه

   و لا إنك تزعلى يا رورو ..همممم .

- ابتسمت زهرة قليلا وسط دموعها و أشارت برأسها موافقة على كلام السيدة نعمة .


- السيدة نعمة :

     بس امسحى وشك كده .. و اضحكى و

     أنت نازلة .. مش عاوزين حد يأخد باله

     .. يلا يا بنتى .


و ما كادت زهرة تخرج هى و السيدة نعمة من الجناح حتى وقفتا وجها لوجه أمام الأصلان الهائج و قد أسود وجهه و أسقط قلب حبيبته معه خائفة من بعده عنها و هى التى وعدت نفسها بمعاقبته هذه المرة إن تقوقع حول نفسه و نبذ حبها بعيدا عنه .. أخرجها من خوفها صوت السيدة نعمة التى أدركت توتر الجو بين العاشقين .. حيث الفتاة المسكينة تبدو تائهة بعالم آخر تتأرجح عينيها فى كل مكان و قد ألتمعت بسبب دموعها التى ظهرت من جديد و ابنها فى الجهة المقابلة و الذى لا يلقى لها بالا و يبدو أنه تفاجأ من وجودها و يركز بعينيه على تلك المسكينة بوجه متجهم و عينين اختفى منها الحب و تجمع بها الغضب و الحنق و شىء من الخوف .. خوف تراه أمه جديدا عليه جعلها تسرع لإنقاذ الموقف .. فقالت مدعية المرح

- السيدة نعمة تدعى المرح :

     يوه خضتنا يا بنى .. على العموم ابن

    حلال دا أنا و رورو كنا لسه هننزل نعد

    معاك شوية فى المكتب ..  أصلنا

    صدعنا من  الدوشة اللى تحت ..

بس أنت بقى سبقتنا ..

       " ثم أكملت قائلة بارتباك بعد رؤيتها

           لجمود وجه ابنها "

   و لا على إيه تنزلوا للمولد اللى تحت ..

   اسهروا هنا لو عاوز.......................................


- رد أصلان بجمود :

      هنا .. هنا فين ؟

- وما كادت أمه تجيب إلا وقد ألقى بحكمه

   الغير عادل كالعادة :

   زهرة هتنام معاكى الليلة .. مفيش داعى

   تبات هنا أنا ورايا شغل كتير .. و هشتغل

   هنا .


- ردت زهرة كمحاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و بكلمات تحمل أكثر من معنى : 

       أنا راضية .. مفيش مشكلة .

- أصلان الذى فهم ما تعنيه حبيبته :

       لأ فى مشكلة .. و لما أقولك كلمة

     أسمعيها .. فاهمة و لا لأ ؟

فقدت زهرة أنفاسها للحظة من كلماته و لم تستطع وقف دموعها بعد صراخه بها بهذا الشكل .. فأدارت له ظهرها و بكت

- لم تحتمل السيدة نعمة الوقوف مكتوفة اليدين خاصة و هى ترى ظلم ابنها لزوجته والتى ليس لها ذنب .. و تكلمت بحدة خوفا عليه وعليها :

     أنت أتجننت يا أصلان .. من أمتى و أنت

     بتخرجها برة أوضتها .. حرام عليك يا

     ابنى البت ملهاش ذنب .. و إذا كنت

    مضايق ولا وراك شغل زى ما بتقول

     سيب أنت الأوضة وهى تفضل .

لم يرد أصلان على والدته و لم ترق تعبيراته 

.. و قد علمت زهرة أنه كالعادة يجرح نفسه ويجرحها فى و جود أى مشكلة .. إلا أنه أحزنها بالفعل تلك المرة .. لذا اتجهت إلى غرفة السيدة نعمة دون قول شىء .. و تفاجأ هو من صمتها و طاعتها لأوامره بنبذها و عدم تشبثها بالبقاء فى جناحها .. و قد أحس من لحظة اتجاهها لغرفة والدته بفجوة كبيرة فى نفسه و ألم بقلبه و غربة روحه إلا أنه عاند واستمر بجرح نفسه وجرحها .. عندها صاحت به أمه وقد طفح كيلها من عناده  :

    إيه اللى عملته ده يا بنى .. و هى

   ذنبها إيه .. طاب والله و الله و الله يا

  أصلان ما لسانى هيخاطب لسانك إلا

لما تاخد بخاطرها يا إما هكون قايلة لجدك

  و هو هيعرف شغله معاك .. و تركته و الدته متجهة للطابق الأول فلم ترد أن تتجه لزهرة و هى فى تلك الحالة على الرغم من خوفها عليها و فضلت تركها قليلا بمفردها بعد أن أخجلها أصلان أمامها و طردها من غرفته كما أنها ليس لديها ما تقوله و قد فرغت جبعتها من الحيل ..أما الأصلان فهو لم يلاحظ مغادرة والدته حيث كانت عينيه تتابع تلك التى جرحها و هى تتجه لغرفة والدته حتى دخلت الغرفة .. و اتجه هو مثلها الى جناحه يعزل نفسه فيه تاركا جروحه تنزف مثلما أنزف قطته .

1

جلس الأصلان على أحد الكراسى بجناحه فى الظلام الذى لم يلاحظه فقد كانت روحه أكثر ظلاما .. و قد فقد إحساسه بالوقت فلا يعلم إن كان فات ساعات أم دقائق و لكن كل ما يدركه حزنه الشديد بعد أن أبعد زهرته عنه .. فهو يعلم نفسه لا ينتبه فى لحظات غضبه حيث يفقد صوابه بشكل يجعله يهاجم تلقائيا من يقترب منه .. لم يهمه الأمر سابقا فهو طبع تأصل فى نفسه من سنين إلا هذه المرة فهو يكاد يشعر بطعم المرارة فى حلقه و التى تنبع من قلبه الذى لا يكف عن إيلامه .. كما تنبع من روحه بعد أن أبعد عنها نصفها الآخر .. و من جسده الذى يصرخ بقربها .. يخبره قلبه بالذهاب لها و عقله يأمره بالراحة بقربها .. فيعاند هو و يضغط على نفسه لا يريد شفقة فى عينيها على هذا الوحش الذى يكاد يكون ضعف عمرها .. و يتمرد على حواسه .. فتنهره عيناه والتى لمعت حزنا يحاكى الحزن الذى كان متجسدا فى عينيها .. فيغمضها لعله يهدىء الصخب الذى يجرى بداخله و يكاد يجعله يقتلع منابت شعره الذى يستمر بشده للخلف .. حتى أحس بقرب إنتهاء أنفاسه و لم يشعر بنفسه و هو يخرج من جناحه متجها إلى غرفة والدته حيث يستعيد أنفاسه التى فقدها .


يتبعالحلقة 24 

.


الفصل الرابع والعشرون


عند انتهاء زهرة من تجهيز طعام الغداء اتفقت مع السيدة نعمة و أم أحمد و فاطمة و ورد على تقسيم مائدة الطعام التى تضم لأول مرة منذ زواجها جميع أفراد عائلة الحج قدرى إلى ثلاثة أقسام بحيث يحتوى كل قسم على مجموعة متشابهة من الأصناف المعدة حتى يستطيع الجميع الوصول لكل الأصناف .. ترأس الجد المائدة وعلى يمينه ابنه زاهر يليه زوجته صفصف صاحبة الملامح المتكدرة منذ وصولها ومنير وزوجته سلوى ورائد ونانى بالترتيب .. وعلى يسار الحج قدرى جلس محسن يليه زوجته سعاد ثم السيدة نعمة ومحمد و أسماء وأسامة وسوما وبوسى و عادل بجوار نانى .. فيكون على يمين الحج قدرى الصف المحتوى على زاهر قدرى وينتهى بكرسى فارغ بعد عادل وعلى يسار الحج قدرى الصف المحتوى على محسن و ينتهى ببوسى و الكرسى الفارغ بجانب بوسى و الذى جلس عليه قطة الأصلان الذى زاد من ضم كرسيها بجانبه لتكون هى و الأصلان فى مواجهة الحج قدرى على الطرف الآخر من المائدة .


و قد حرصت السيدة نعمة و معها زهرة على إرضاء كافة الأذواق خاصة لعلم السيدة نعمة أن صفصف زوجة زاهر لا يعجبها شىء و دائمة التعليق و الانتقاد للإنتقاص من سلفتها السيدة نعمة و هو ما أدركته السيدة نعمة على مر السنين و المواقف بينها وبين صفصف لذا أعدت هى وزهرة بمساعدة نساء المطبخ الأصناف التقليدية المصرية المفضلة لدى الحج قدرى وأهل المنزل و كذلك الأصناف الجديدة حتى ترضى كل الأذواق .. و قد أصرت زهرة على إعداد قطع لحم مقطعة بحجم كبير و ناضجة جدا وسهلة المصغ وهى المفضلة لدى الحج قدرى و الأصلان كذلك الملوخية و المحشى و الأرز وغيرها من الأصناف .. و كالعادة حرصت زهرة برقتها على ملىء طبق أصلانها و عدم إنقاصه كذلك هو .. كما قربت له كوب من العصير .. الأمر الذى اعتادت عليه أسرة الحج قدرى ماعدا منزل سعاد و زاهر قدرى .. و قد ابتسمت سعاد على طريقة زهرة فى وضع الطعام لابن أخيها خلسة من أسامة و لم تفهم السبب إلا بعد أن أطلق أسامة سلسلة تذمرات أسامة من سوما حتى تضع له الطعام كزهرة ورفض الجد لذلك ثم توسله لجده من أجل إسراع زواجه بسوما و رفض الجد أيضا لذلك .. و ضحك زاهر و نعمة و محسن .. و تعليقات بوسى و دودى ومحمد .. كذلك غيرة رائد من أصلان بعد أن رأى اهتمام جنيته الصغيرة به تبتسم له برقة و يبادلها الابتسام كما يضع لها الطعام فى طبقها مما جعلهما يجذبان اهتمام الجميع دون استثناء مع اختلاف نياتهم من فرح أو حقد أو غيرة .


- سعاد التى أحبت مشاكسة زهرة :

كلى أنتى يا رورو .. بدل ما أنتى عمالة

تأكلى أصلان وناسية نفسك .. اتغذى

شوية يا حبيبتى .

- زهرة التى أحمرت وجنتيها قالت بصوت

منخفض :

أنا بأكل أهو يا طنط .

- أسامة مداعبا :

أيوه قوليلها و النبى يا عمتى .. دا

أصلان وزنه زاد من بعد جوازه .. خليها

تحطلى شوية فى طبقى على ما اتجوز

أنا و سوما يارب أنا زهقت .


- ردت بوسى :

و أنت فاكر إنك لو اتجوزت وزنك هيزيد

.. " ثم مسحته بنظراتها " .. دا أنت محتاج

سحر و لا عمل سفلى .

- ردت أسماء :

و أصلا سوما أكلتها قليلة .

- أسامة موجها كلامه لزهرة :

حطيلى يا زهرة و النبى من اللى بتحطيه

لأصلان .. أنا لازم اتخن و أغيظ بوسى .

- بوسى بسخرية :

عشم إبليس فى الجنة .

- أسامة متقربا من سوما و بصوت منخفض :

عشم أسامة فى سوما .. " ثم على

صوته " .. دا حتى أسامينا واحدة بس

الحروف ملغبطة .. جوزنا بقى يا جدى .

- فضحك الكل على كلامه .


- أضافت صفصف بفشخرة ليس لها داعى :

آه يا ريت يا عمى .. بس أبقوا

بلغونا بدرى شوية يا جماعة لأحسن

يكون ميعاد فرحهم قريب من ميعاد فرح

رائد و نانى .

ابتسمت نانى بدبلوماسيتها المعتادة و تجهمت ملامح رائد بعد أن نسى تماما موضوع زواجه ب نانى بعد رؤيته ل زهرة ولم يعلق حتى لا يعطى كلمة أمام جده و بالتالى يكون ملتزما بها .. أما الجد الذى لم يفته إعجاب حفيده رائد بزهرة و على إتفاق مع رغبة صفصف على غير العادة أراد إسراع زواجه من التى اختارتها له أمه .. و على الرغم من عدم اقتناعه بها إلا أنها من شاكلتهم و تتلاءم معهم .. كما أنه لا يريد الانفراد برائد لسببين أولا حتى لا يعطيه فرصة أن يغير قراره من الزواج بها ليس لشىء إلا لانبهاره بجمال زهرة الخارجى و أنه فى كل الأحوال تزوج الأصلان من زهرة وانتهى الأمر و السبب الثانى أن يلومه رائد على زواج زهرة مع أن الحج قدرى قد أعطى حفيديه فرص متساوية و بنفس الظروف فكلاهما لم يراها سابقا إلا أن منهم من أطاعه طاعة عمياء و وثق فى اختياره و منهم من تمرد لمعايير سطحية أولها المستوى الاجتماعى و الثقافى و المادى ففاز بها أحدهما و خسر الآخر إلا أنه فى كلتا الحالتين لن يعطى فرصة للأمر أن يتطور عن ذلك و يدخل حفيديه فى صراع .. خاصة بعد أن عرض رائد أن يتابع أعمال العائلة مع الأصلان مما يستدعى وجوده بشكل دائم فى منزل جده أو على الأقل سيتواجد بكثرة مما آثار قلق الجد و ارتيابه فالحج قدرى ليس بساذج حتى لا يعلم أن رائد يريد التواجد بالقرب من زهرة و هو ما لم يسمح به أبدا إلا إذا ارتبط بتلك الفتاة التى جلبتها صفصف معها وهو ما سيوافق عليه حتى تستقر الأمور .. مما جعله يبتسم فى وجه صفصف لأول مرة منذ سنوات ولكن ابتسامته لا تقل خبثا عنها .


- الحج قدرى موجها كلامه لصفصف :

عندك حق يا مرات زاهر .. لو العروسة

و أهلها معندهمش مانع نسرع جواز رائد

.. و بعدها إن شاء الله نجوز أسامة .


انتفض أسامة فرحا كطفل صغير بعد أن كاد ييأس من أمر زواجه من سوما

- أسامة :

يحيى العدل .. يحيى العدل .. هنتجوز

يا سوما أخيرا .

و ضحك الكل مجددا على حركاته تحت خجل سوما و مباركة بوسى و أسماء و سلوى و زهرة لها .. كذلك تجمد رائد فى مكانه من الصدمة فهو فقد رغبته فى هذا الأمر نهائيا و لم يتكلم .. على عكس صفصف التى طارت فرحا و قد اعتقدت لوهلة أن مخططها فى إلصاق نانى ل رائد قد نجح و انطلقت فى الحديث عن زواج ابنها وأنها تريد إقامته فى أفخم قاعات إسكندرية و يحضره أشهر الشخصيات فى مجتمعها و أغناهم مع إنسجام نانى فى حديثها بعد أن لاقى قبولا لديها كما أعربت بصوت دبلوماسى راقى أنه ليس لديها مانع فى تحديد أقرب موعد الزواج بعد التنسيق مع أهلها .. و قد طلبت صفصف أن تقوم هى بهذه المهمة مع صديقتها اعتماد .. كل ذلك ولم ينتبه أحد لرائد الذى بهتت ملامحه و غرق فى دوامة من أفكاره و منير الذى وضع يده على يد أخيه التى يستند بها على المائدة مواسيا له كذلك لم ينتبه أحد الى الجد الذى لم يفته ردة فعل رائد و أخيه منير و قد تأكد من صحة قراره و أن به مصلحة الجميع .


انتهى الغداء بهذه الأخبار السعيدة بالنسبة لأغلبية الموجودين و الحزينة لقلة منهم .. و انتقل الجميع لتناول الشاى فى الصالة فى جلسة ودية خاصة بعد أن استئذنت نانى بالانسحاب لغرفتها متحججة بالأرهاق الذى أصابها فهى لم تعتاد بعد على البيئة التى بها كذلك ترغب فى إيصال الأخبار لوالدتها .. كذلك انسحب محسن للراحة بعد إرهاقه فى السفر و زاهر وصفصف أيضا .. و أسامة و محمد ذهبا لمتابعة بعض الأعمال مع توصية من بوسى و أسماء و سوما بشراء أكبر قدر من الحلويات و المسليات تعويضا عن خروجهم للأعمال .. و اتجهت أسماء للنوم تحت أوامر من زهرة فى الخفاء حتى تحصل على أكبر قدر من الراحة قبل مجىء زوجها و الاستعداد له كما أوصتها و احتفظت زهرة ب بودة ابنها للعب معهم كذلك حتى تجعله يخلد للنوم باكرا الأمر الذى لم يفت السيدة نعمة و أسعدها بهذه الفتاة الحريصة على مصلحة ابنتها كذلك لم يفت ذلك الأصلان العاشق لها مما جعلها تكبر فى نظره أكثر و تثبت له أنها مساوية له و تليق به كزوجة لكبير العائلة بعد جده تتولى إدارة شئون منزله بعد أمه و تحرص على مصلحة كل فرد فى المنزل كعائلة لها .


اتجه الأصلان الى مكتبه لمتابعة أعماله تاركا وراءه نساء المنزل فى جلسة ودية يتخللها الحديث عن الاستعداد للزواج و التى على وشك القدوم .. و كذلك منير و رائد فى ركن بعيد عنهن أحدهما مراقبا و مواسيا لأخيه و الآخر يركز بصره على قطة الأصلان ولا يحيد بعينيه عنها و تعالى وجهه تعابير مبهمة غامضة آثارت القلق فى نفس أخيه .. و قد فقد منير كل كلمات المواساة لأخيه و اكتفى فقط بمرافقته و عدم تركه بمفرده .


غرفة مكتب الأصلان :


أثناء مراجعة الأصلان لبعض الأوراق الخاصة بالعمل و التابعة لآخر صفقاته صدع رنين هاتفه فى الأرجاء .. ألتقطه رغبة فى فصل الاتصال و معاودة متابعة الأعمال إلا أنه وجد صاحب الاتصال هو " وجيه " ابن عم أبيه صاحب الخمسة و الأربعون عاما .. ذو شخصية حقودة أكثر شرا من شخصيته السابقة لدرجة مقاطعة الحج قدرى له لأكثر من عشرون عاما و خاصة من بعد أحداث الثأر و التى راحت ضحيتها أخته بثينة و كذلك هو .. إلا أن الأصلان كان من وقت لآخر يلقى عليه التحيه بسبب مجال الأعمال الذى يحرصون فيه على بقاء الأصدقاء قريبين و الأعداء أقرب .. و قد اتفق وجدى مع الأصلان فى حقدهم تجاه عائلة المنصورى و حرصهم على الثأر و اختلفا فى الغرض من الكره أو سبب الكره .. فالأصلان سببه واضح و هو مقتل أخته بثينه و تشوهه فى حادث حرق له قلبه قبل جسده أما وجيه فهو حتى الآن لا يعلن عن سبب هذا الحقد الأعمى منه تجاه عائلة المنصورى .. و للأسف قد جمعهم هذا الحقد لفترة و لكن انفصلا بعد ذلك لاختلاف الغرض من كرههم للعائلة .. كذلك الأصلان كان لا يتعرض لهم إلا إذا سبق أحد بأذى كما حدث مع أخته أما وجدى فهو منبع أذى سواء لهم أو لغيرهم بالقول أو بالفعل كما يقولون عنه لم يسلم أحد من شره .. أعاده لواقعه ولمأساته التى ندم عليها و يخفيها فى طيات قلبه إعادة اتصال وجيه له بشكل ملحوظ مما أضطره للرد عليه لعلمه يقينا أن تفادى الاتصال ليس حلا للأمر .. حرص الأصلان على جمود صوته و أجاب اتصاله

- أصلان :

أيوه يا وجيه .

- وجيه بصوت خشن و ضحكة مقززة :

السلام لله يا ابن عمى .. جرا إيه مفيش

سلام و لا كلام

" ثم حول صوته لنبرة أهدء كلها مكر "

و لا تقولى حصل إيه فى الموضوع اللى اتكلمنا فيه ليلة فرحك .

- تمالك أصلان أعصابه لا يريد أن يبين له قلقه من إفشاء الأمر .. و استعاد رباطة جأشه و قال بجمود :

الموضوع ده تنساه خالص و ميخصكش

فى شىء أنا بس اللى اتحكم فيه ..

" و قد فقد أعصابه أخيرا و صاح فى آخر

كلامه "

فاهم ؟؟

و لم يعطيه فرصة للردو قد أغلق الاتصال مباشرة و لكنه علم أنه لابد من تلجيم وجيه حفاظا على سره حتى لا يخسر قطعة من روحه بل هو على يقين من هلاكه بعدها و هو ما لا يرجوه أبدا .. أكمل أصلان أعماله بعد أن علت وجهه تعابير متجهمة و تعكر مزاحه بشكل عام .. و لا يجد حلا لتهدئة روحه المعذبه و اضطراب قلبه إلا بتواجد قطته بجانبه و استنشاق عبقها و إغراقها و إغراق نفسه بقبلات محبة عاشقة و هائمة لا نهاية لها بل من الأفضل لو ينتهى كل شىء قبلها و تبقى زهرته فقط معه .. لذا ترك أوراق عمله مبعثرة على مكتبه و اتجه لها .

تجمعت السيدة نعمة و سعاد قدرى ومن حولهم زهرة و وسوما و بوسى و سلوى و بودة الذى يتخذ من الصالة مضمارا للجرى هنا وهناك لا تفارقه أعين السيدة نعمة و زهرة التى أعطت وعدا لأسماء بالاعتناء به .. و قد لاحظت زهرة وحدة سلوى التى ظهرت بطنها و قد تقربت منها بشكل لا يقل رقة عن صاحبته و أخذت تسألها عن صحتها كما أوصت لها بطبق به مجموعة مختلفة من الفواكه المقطعة بجانب أكواب العصير التى قدمت للجميع .. و أصرت زهرة على جعلها تتناولها و تبادلت معها الأحاديث البسيطة حتى اعتادت سلوى على بساطة زهرة و أحبتها و انطلقت معها فى الأحاديث حيث اكتشفتا الكثير من الموضوعات المشتركة بينهما و التى سرعان ما انضمت لهن الأخريات و انتشرت الضحكات هنا وهناك .. كل ذلك تحت أنظار منير الذى أعجب بأخلاق زوجة ابن عمه و احتوائها لزوجته التى لطالما شعرت بالوحدة بين عائلته و حتى فى حملها لم تهتم بها أمه أو ترعاها كما تفعل الأم مع كنتها بل انشغلت عنها بمخططات السيطرة على أفراد المنزل و كذلك بالمزيفة نانى متناسية زوجة ابنها الأخرى و التى أحست بالغربة فى منزل عائلته و هذا ما جعله يفاجأها بالعودة لمنزل زوجيتهم بعد عودتهم من السفر على عكس وعده معها بالانتقال إلى منزلهم بعد ولادتها فهو لن يضع حبيبته تحت هذا الضغط باقى شهور حملها لأى كان و لتفعل والدته الفاضلة ما تريده فليس هناك أهم من حبيبته و ابنه .. و قد عاهد منير نفسه بشكر تلك الجنية الصغيرة فى وقت لاحق لاعتنائها بزوجته .. كذلك رائد الذى رأى بساطة زهرة فى الحديث مع الجميع و هدوئها و تقربها من سلوى زوجة أخيه التى لطالما عاملته كأخ لها على العكس من نانى والتى لم تترك مجال من أول لقاء إلا و أشعرت زوجة أخيه بالنقص لأى سبب .. لم يترك رائد أفكاره و تأمله لزهرة إلا بعد إحساسه بزيادة فى نبضات خافقه بشكل أوشك على خنقه .. و لم يتبقى له سوى أسئلة لا يجروء على الإفصاح عنها لأحد

- ما هذا الشعور ؟

- هل يصل الاعجاب بشخص حد أن يراه

كامل فى كل شىء ؟

- أم أن هذا الوصف ينطبق على شعور آخر

يدعو الله أن لا يكون هو ؟

- هل فى كل مرة يتعدى الأمر من رؤيتها إلى

التركيز فى تفاصيلها مثل هذا الشال

الحريرى الذى ترتديه على أحد كتفيها

كأميرة راقية ؟

- و هل فى كل مرة يركز فى تفاصيلها

تنطلق نبضات خافقه بهذا الشكل الذى

يؤلم له قلبه ؟

- هل هى فعلا لا تراه أم تتجنبه فقط ؟

- فهو لطالما أشاد الكثيرين بوسامته ..

فهل لا تراه وسيما و لو قليلا بشكل

يجعلها فقط تنظر له ؟

- فهو يراها تحدث الجميع بابتسامة صادقة

ماعداه هو .. لما ؟

- هل لاحظت نظراته لها والتى لا تمت بصلة

النظرات العادية نهائيا .. لذا فضلت تجنبه ؟


أفكار و أفكار و أفكار لم يخرجه من دوامتها إلا فتح باب غرفة المكتب و خروج الأصلان منه بملامح مبهمة و أقرب للفزعة و بحثه كرجل فقد ضالته إلى أن وجدها بجانب أمه تتبادل الضحكات والكلمات البسيطة مع الجميع و حينها فقط .. فقط .. حينما وقعت عينيه عليها أختفت الملامح المتجهمة و الفزعة من وجهه و حل محلها القليل من تأمله لكافة تفاصيلها .. يا إلهى .. أنه يتأمل زوجته كما يتأملها هو و هنا .. هنا فقط .. أيقن رائد بأنه وقع فى حب تلك الجنية الصغيرة و ليحدث ما يحدث .

حاول الأصلان تهدئة اضطرابه بعد أن لفت خروجه المفاجيء انتباه الجالسين .. لذا غير وجهته من حبيبته الى أبنى عمه منير و رائد

يتبادل معهم الأحاديث حول العمل و المزرعة إلا أن عينيه تلاحقان تلك الجنية الصغيرة .. و التى ارتبكت قليلا و تورد وجهها من وجود أصلانها قربها و هو الأمر الذى لا تمل منه أبدا .. تحت غفلة الجميع إلا عن عينيى رائد و الذى التهمت الحرائق صدره و أوقفت له تنفسه و سببت له شعور عظيم بالفراغ .. وقد استقامت تلك المعنية من مكانها بعد أن استئذنت من الحاضرين و مرت بهدوء بالقرب من أصلانها و من معه متجهة للطابق الثانى و قد لحقها بودة و ذلك من أجل إيقاظها لأسماء فقد أوشك المغرب و أقتربت عودة محمد و أسامة .. تمت زهرة مهمتها و أسلمت بودة لأسماء و اتجهت الأسفل مرة أخرى .. حيث انضم أصلانها و منير و رائد للنساء و معهم عادل الذى اختفى فجأة ثم ظهر فجأة .. انضمت لهم زهرة و تبادل الجميع الضحك إلى أن داعبها دودى

- دودى واضعا يديه على قلبه بطريقة درامية بعد أن وجد زهرة تقطع الفاكهة و تقدمها لأصلان :

زهرة .. اتجوزينى أنا و سيبى الأصلان

.. الكويت كلها خير و هتتنغنغى .

- تلقى دودى قطعة فاكهة فى وجهه و بالطبع لم تكن إلا من الأصلان .


- زهرة ضاحكة على منظر دودى و هو يدلك جبهته من أثر قطعة الفاكهة :

لأ .. أنا عاوزة أصلان .

- دودى بتلقائية :

أسمعى كلامى لمصلحتك .. أنا انفعك

أكتر منه .


- زهرة ضاحكة :

لأ .

- دودى بتلقائية :

أنا أحسن .. على الأقل الفرق بينى

و بينك أربع سنين و الفرق بينك أنتى

و أصلان ١٧ سنة .. أنا أحسن منه .1


توقفت الضحكات فجأة من الجميع وساد صمت مطبق من الجميع لم يخلو من وكز بوسى لعادل على حماقته و التى انطلقت منه بالطبع دون قصد إلا أنها أصابت قلب الأصلان .. و لما وجدت زهرة توتر الجو و خافت على جرح حبيبها و عودته الى التقوقع حول نفسه ونفيها بعيدا عنه ردت بهدوء و بسمة رقيقة موجهة حديثها لدودى

- زهرة :

و فيها إيه يا دودى .. الفرق بين بابا

و ماما الله يرحمها ١٧ سنة بردو .. و كانوا

بيجيبوا بعض جدا .. و السن عمره ما كان عائق أبدا .. و كمان أصلان عندى بالدنيا .

عادت الوجوه ثانية و تبادلت الأحاديث فى موضوعات أخرى فتحتها زهرة وساعدتها بوسى و السيدة نعمة للتضليل قليلا عن الأصلان لعله يتناسى الأمر .. و قد فهمت السيدة نعمة على ابنتها الروحية و انطلقت بداية من زواج سوما و توبيخ أسماء على تأخرها فى النزول  .. و قد أنقذ الجميع قدوم محمد و أسامة بصخبهم حاملين كم كبير من الأكياس بها مختلف التسالى فرحة من أسامة بقرب زواجه من سوما التى خجلت و اتخذت الأكياس هاربة منه للمطبخ تحت تعليقات بوسى عليها و ضحك الجميع بشدة إلا زهرة التى رسمت بسمة مزيفة على شفتيها و لكن الغصة كانت مستحكمة فى حلقها فقد عزل حبيبها نفسه عنهم و قد تجمدت تعبيراته و بردت ردوده .

لم تتحمل زهرة أكثر من ساعة أخرى كان ق?

25 

.

.

الفصل الخامس والعشرون


خرج الأصلان من جناحه و هو أكثر هياجا من حاله عند دخوله له .. و قد قطع المسافة الى جناح والدته فى خطوات معدودة بحال بائس و أنفاس منقطعة .. لم يعى على نفسه و هو يفتح باب غرفة والدته بشدة جعلته يرتطم بالحائط خلفه .. و لم يستغرق بحثه ثوانى عن قطته و التى وجدها متكومة على أرضية الغرفة بعد الباب بقليل تضع رأسها على قدميها تبكى و يبدو أنها لم تستطع قطع المسافة إلى الفراش فانهارت على الأرض

.. و قد رفعت رأسها له فزعة من صوت ارتطام الباب و تقابلت أعينهما .. عينيها حزينة مجروحة منه و عينيه حزينتين معتذرتين لها و مع ذلك لم يقل بكائها شيئا و قد تركته و خبأت وجهها بكفيها و أكملت بكاؤها .. تقدم مسرعا لها دون حديث و رفعها عن الأرض بين ذراعيه .. صدمت من فعلته و لكنها لم تحاوط عنقه بذراعيها بل استمرت فى إخفاء وجهها بكفيها ..و قد إتجه الأصلان بها إلى جناحه و قد أدرك أنها جرحت بشدة منه .. و لكن فى الممر بين الجناحين قد صادف أمه و عمته سعاد اللتان تفاجأتا من المنظر حيث الأصلان يحمل زوجته المنخرطة فى بكاء مرير و هو قد فقد صوابه من أنفاسه العالية و إحمرار وجهه و عينيه من كتمه لإنفعاله إلا أنه لم يلقى بالا لهما و تجاهلهما .. لكن أمه التى تضايقت بالفعل هى وعمته من أسلوبه مع زوجته وقد ظنتا أنه صرخ عليها ثانية إستوقفته بصراخها عليه عند باب جناحه الأمر الذى جعله يتنهد واقفا وقد أنزل زوجته من بين ذراعيه لتلامس قدميها الأرض فآخر ما يريده أن يراها أحد فى أسوء حالاتها تلك .. و ما كاد الأصلان يفلتها إلا و قد إتجهت قطته مسرعة تفتح الجناح متجهة للحمام تختبىء به منه فلا تريد هى أن تراه حتى تهدأ و تتخلص من حزنها منه حتى لا تجرحه فهى على علم بحساسيته بالرغم من الشدة و الوحشية الظاهرة أمام الجميع .. ترك الأصلان والدته تصرخ عليه و اتجه خلف قطته داخل الجناح بعد أن أنسلت من بين يديه و قد لحقته أمه و عمته سعاد التى علمت ما حدث من السيدة نعمة بالأسفل .. و وجدتا الأصلان أمام باب الحمام يطرق على بابه بشدة بعد أن حبست زهرة نفسها بداخله .. أسرعت السيدة نعمة تمسك بأبنها الهائج بعد أن منعت قطته نفسها عنه و لحقت بها سعاد بعد أن أغلقت باب الجناح خلفها .. و قد أمسكت السيدة نعمة الأصلان من ذراعه بشدة

- السيدة نعمة :

بس يا بنى .. سيبها دلوقتى .. و أنا

هتكلم معاها .


- أكملت السيدة سعاد على كلام صديقتها :

أيوة .. أطلع أنت دلوقتى .. عشان

ترضى تيجى معانا .


- أصلان و قد زاد هياجا من حديثهما :

تخدوها فين ؟؟ .. مش هطلع ..

و مش هتحرك إلا أما تخرج .

- السيدة نعمة التى أرهقت من إبنها :

يا بنى أبعد دلوقتى .. و أنا هبيتها

معايا إنهاردة على ما تهدى .

- أصلان و قد فقد صوابه .. و ليس كأنه منذ

قليل من أخرجها من الجناح بعيدا عنه :

مش هتروح فى حتة .. إنتوا عاوزين

تجننونى ؟! .


- السيدة سعاد :

و بعدين معاك يعنى .. البنت كده هتتعب .


- أكملت السيدة نعمة :

و بعدين هتتفاهم معاها إزاى بحالتك

دى .. أنت مش مضمون .. سيبها

حتى على ما تهدى .

- أصلان و قد زاد هياجه :

أنا أولى بيها .. هى عارفة و سمعانى ..

أنا اللى أزعلها و أنا اللى أراضيها ..

محدش يدخل بينا .

" و قد أنهى كلماته بزيادة طرقه على باب

الحمام لدرجة تفضيل السيدة نعمة وسعاد

ترك زهرة معه بمفردها حتى لا يزداد هياجه

و الذى هو حالة يروها لأول مرة منه " .

فى أثناء محادثة الأصلان لأمه و عمته قد غطت شهقات القطة على إدراكها و لم تعى على خروج السيدتان إلا بعد أن غرق الجناح فى الصمت لدرجة جعلتها تشك بخروج الأصلان معهما .. فهدأت شهقاتها قليلا و انخفض صوت بكاؤها و لكن إنسابت دموعها فى صمت .. و عادت الطرقات ثانية ولكن بشكل أهدأ من الأصلان الذى يقف مقابلا من الجهة الأخرى للباب و قد أسند جبينه عليه فى تعب ناتج من سماعه لصوت بكائها الخافت

- أصلان طارقا على الباب بهدؤ و صوت لان مع سماعه لبكاء قطته :

رورو .. رورو .. أفتحى حبيبى .

- ردت زهرة بصوت تهدج و بح من كثرة بكائها : لأ

- أصلان بصوت هادىء محايل لها :

عشان خاطرى .. أفتحى حبيبى .


- زهرة التى تهدج صوتها :

لأ .

- أصلان :

متبكيش فى الحمام .. هتعيي .

- نفت زهرة برأسها و كأنه أمامها و يراها .

- أصلان :

سامحينى .

- زهرة :

لأ .

- أصلان :

طاب أسمعينى .. نتكلم بس .. مش هزعلك.

- زهرة :

لأ .

- أصلان :

أفتحى حبيبى .. أشوفك .

- .............................................


- زهرة .. رورو .

- صوت بكاء فقط .

لم يعد يتحمل بعدها عنه و ألمها منه لذا عاد ثانية لهياجه و قد بدء يفقد تعقله .. فزاد حدة طرقه على الباب و تحريك مقبضه بعنف من أجل إخراجها لدرجة كسره و فتح الباب .. و دخل مسرعا لتلك التى انكمشت على نفسها بجانبه و كانت جالسة على البلاط .. فرفعها من ذراعها و أخرجها بحدة نابعة من شوقه و معاقبتها له بتركه ولو دقائق و هما بنفس المكان .. جعلها فى مواجهته و زجرها بمعاتبة

ليس على حبسها لنفسها و لا على مسألة السن التى تسببت فى هذه المشكلة و لكن على شىء واحد فقط و الذى تسبب بهياحه و جعله يجن و يفقد صوابه :

- عاوزة تسيبينى يا زهرة ..

- تفاجأت من كلامه و قد أدمعت عيناها ثانية

و نست سبب المشكلة بينهم و إبعادها عنه .. و ردت بشغف و عينان صادقة محبة :

لأ .


لم يحتاج لأكثر من هذا و قد إنهال عليها بقبلاته الرطبة الساخنة لشفتيها و فكها .. ثم انتزع نفسه منها بشدة و كأن قبلاته لها تزيده هياجا لأنها تذكره بأنه كان على وشك فقدها ..

و قال :

مش هعتذر فاهمة .. مفيش بينا اعتذار

.. أنا أزعلك و أنا أرضيكى .. فاهمة .


لم تستطع التحدث بسبب بكائها إلا أنها أشارت له برأسها بالإيجاب و ضمت نفسها أكثر لصدره تستنشق رائحته و التى كانت على وشك فقدها و قد فقدت رشدها بدلا عنها فكانت تبكى منه بين ذراعيه .. يبعدها عنه و يقبل شفتيها بحرارة نابعة من كلاهما و تعود و تبكى منه بين ذراعيه .. يبعدها بعنف و يقبل عنقها بقبلات رقيقة منافية لعنفه و ساخنة من سخونته و شغفه و تقابله بمثيلاتها ثم تعود و تبكى بين ذراعيه تشكى بصوت خافت باكى منه إليه .. و لا يتحمل عتابها الرقيق الشبيه بها و يرفع رأسها و يلتهم شفتيها بقبلات تزداد حرارة و شغف أهلكت قلبه و أهاجت جسده و حركت مشاعره و أذابت قدميها وسببت إنهيارها على صدره من سكرة ما بهما فاتجه بها إلى أقرب شىء لهما ولم يكن إلا أريكة واسعة أراح عليها جسد قطته برفق شديد حتى لا تتأذى و هو يعلم أن جسدها أكثر حساسية فى ذلك الوقت .. لا يكفيه قبلاته و قبلاتها .. لا تكفيها يداه التى داعبت جسدها .. لا يكفيهما إلا ما يجعلهما يرتويان من بعضهما حتى يتشبعا و يعود صوابهما المفقود لمجرد أن لاحت فكرة البعد بينهما فى الأرجاء .. لم يعتذر و لم تصده و شرع يسقط عنها ملابسها و ملابسه حتى يهدئهما إتحادهما الذى تم سريع شغوف مثير عنيف جعله يستند بشكل كامل على جسدها يخفض عينيه فى راحة بعد أن عاد له بعض من رشده و انتهل منها ما يجعله قادرا على الهدوء مؤقتا و حملها لفراشهما .. و ضعها عار... على الفراش يتأمل جسدها بوله حتى وصل لوجهها التى تغضنت ملامحه ببكائها و قد هدأت هيا الأخرى و تمالكت الى حد ما نفسها .. يعلم قسوته و عجرفته فى حبه و لكن يعلم أيضا أن قلبه أصبح ملكا للقطة القابعة أمامه .. لم يتحمل بكائها و اقترب منها يهدئها بقبلاته بعد أن أحاط منطقته بمنشفة و كان جالسا بجوارها

.. و قد وضع يديه على أحد فخذ.... و لكنها فى لحظة غضب منها له قد ضمت فخذيها و نطقت بالرفض و أدارت ظهرها العارى له .. على الرغم من أنه جرح من موقفهما فهما يعلمان أنهما لا يشبعان من مرة واحدة إلا أنه قبل جبهتها و اتجه عنها.. و لكن سرعان ما ألتفتت له ثانية تناجيه بأسمه بنبرة عاتبة .. ألتفت لها برأسه فقط و قد ظهر ملامح ألمه على وجهه و قد وجدها تنظر له نظرة معاتبة على تنفيذه لطلبها و تركه لها و أيدتها دموعها التى لا تجد مانع من مساندتها فى كل ألم تتعرض له .. ضرب بكبريائه و بعدها عنه عرض الحائط و اتجه لها مسرعا يعتليها و قد أدمعت عيناه من مشاعره و قد إستكان جسده بين قدميها و زجرها

- متعمليش كده تانى .. فاهمة .. مش من

حقك تعملى فينا كده .

و لم يعطها فرصة و لم تطلبها هي و قد استئنفا ما لم يكملانه على الأريكة .. لم يهدئ مشاعرهما بالقبلات أو المداعبات بل أراد إتصال أقوى و قد ساعده موافقة جسدها على ذلك بل و تسهيله للأمر لذا لم يجد صعوبة فى الشعور بها بشكل سبب شهقتها و جعله يغمض عينيه فى راحة و خمول متولدة من استمتاعهما ولذتهما الناتجين عن شغف كل منهما بنصفه الآخر و قد سكن قليلا يتذوقا حلاوة قربهما ثم بدء يتحرك بنعومة و شغف ينهل من شفتيها تارة و من عنقها تارة و من..نهد.... تارة أخرى حتى خرجت تأوهاتها و تنهيداته .. و قابلته هى أيضا بتقبيله و لمست بيديها وجنتيه و عنقه وصدره و بطنه .. فى أثناء ذلك تتحرك هى تحته بنعومة و شغف و كأن جسدها خلق ليحتوى من جسده .. تتشرب منه كل ما يعطيه لها و قد سحب يداه المحاوطة لذراعيها و أدخل أصابعه بين أصابعها و هدىء من وتيرته بعد أن غادر جنونهما و غضبهما و لم يتبقى إلا وعده لها فى الظهيرة بلقاء آخر ليلا و ها قد حصلا عليه .. وقد خملت أطرافهما من لذة الشعور و حمله جنونه بها إلى الوصول لمستوى آخر من اللذة كان قد وصل فيه بشفتيه الى ما لم يصل له قبلا .. و جعلها تنتفض بعدا عنه و تهرب منه إلى الطرف الآخر من الفراش نائمة على بطنها مختبئة خجلة من نفسها و منه .. أما ذلك القابع بجانبها و قد أشرقت ملامحه أخيرا و اتسعت ابتسامته من هروب قطته منه و هو يعلم أنها خجلة مما يفعله بها .. و شاع فى لقائهما الضحكات المتبادلة من كلاهما .. اقترب منها حتى أصبح ملاصقا لجنبها و قد تمدد على بطنه مثلها تلك التى أدارت ظهرها له و كتمت ضحكتها من أفعاله بصعوبة بالغة .. يناديها هامسا و لا ترد خوفا من إفلات ضحكتها .. فيقرب شفتيه لأذنها و يهمس ثانية بحديث اقترب من الفحش جعلها تشهق بخفة و دلال و تدفن رأسها فى الفراش أكثر .. مما جعله يعتليها بطنه ملاصق لظهرها و بطنها ملاصق للفراش .. و قد شعرت به تلك المرة بوضع مختلف .. ينهال على كتفها بقبلات رقيقة جعلت الحرارة تشب بجسدها و تمتد أحدى كفيه تداعب نهد.... الواحد تلو الآخر و الكف الأخرى اتجهت لإسفل إلى حيث توقفت قبلاته سابقا تداعب أنوثتها برقة شديدة جعلتها تشد بأسنانها على الفراش و يشد بأسنانه بعضات خفيفة على كتفها و عنقها دلالة على إثارته .. أما هى فقد سال منها على يديه ما يدل على إثارتها و استمرا فى سكرتهما غير عالمين بالذى دخل جناحهما و خرج سريعا مرة أخرى .. يتنهد بإثارة و تتنهد بمتعة جعلتهما يصلا لنهاية شبقهما .. و قد ترك قطته مسترخية بعد أن أشبعها و جعلها تشعر بالتخمة .. و غرقت فى غفوة سريعة لإرهاقها أما هو فقط يضع قبلاته على كتفها و عنقها و ظهرها و يفصل بين قبلاته و يردد على مسامعها اعتذاره :

سامحينى يا زهرة .


" فقد كان قلبه يشعر بإنقباض شديد

إلا أنه لم ينفك يدعو الله ألا ينكشف

سره الذى أخفاه عن الجميع "

.. غير مدرك بالوقت الذى شارف على الواحدة صباحا كذلك غير مدرك بإختفائهما عن الجميع منذ السابعة مساءا .

قبل قليل :

تنزل سعاد قدرى السلم الداخلى للمنزل بوجه أحمر من شدة الضحك لدرجة جعلتها تستند على السيدة نعمة التى تساعدها فى النزول و قد إحمر وجهها هى الأخرى و اكتسى خجلا .. و ذلك بالطبع بعد أن صعدتا ثانية لجناح الأصلان كمحققين سريين بعد مرورو ساعة زمنية على تركهما الأصلان الهائج الذى كاد يحطم باب الحمام الذى تختبىء به زهرة عنه .. و دخلتان الجناح الذى قد نوه الأصلان مرارا و تكرارا على عدم الدخول فيه طالما كان موجودا به هو و زوجته الأمر الذى لم تهتما به

و بالتالى كان نتيجته رؤيتهما لمشهد ساخن بين الأصلان و زوجته جعلهما تخرجان سريعا بصمت حتى لا يشعر بهما الأصلان و يحرق المنزل بمن فيه نتيجة لذلك .. كما جعلهما فى صدمة مؤقتة ظهرت بشكل ضحك هستيرى عند السيدة سعاد قدرى و صمت مطبق بالنسبة السيدة نعمة ..بالتأكيد مشهد السيدة نعمة و السيدة سعاد قدرى و هما تنزلان من السلم جعل الكل المتجمع فى الصالة الواسعة بالطابق الأول و التى تشرف على السلم ينتبه لهما .. حتى جلستا على أقرب أريكة بجانب بعضهما إحداهما صامتة و الأخرى تضحك .. - فقالت بوسى ساخرة :

إيه يا مامى .. حد قالك نكتة و لا إيه ؟؟1

- و أكمل أسامة :

بس شكل النكتة معجبتش أمى ..

" و عندما لم يجد استجابة من والدته

كعادتها معه .. قال و هو يلوح بيديه

أمام وجهها "

ماما .. مامى .. يا حجة نعمة .. ..... .....

- لكن لم تستجب السيدة نعمة لكلماته .

- قالت بوسى التى أصابها الحنق من ضحك

والدتها الذى ليس له سبب من وجهة نظرهم

:

يا أمه أهدى بقى .. هتشرقى و نفسك

يروح .. تحبى تشربى ميه ؟؟

- هدأت السيدة سعاد ثوانى تستوعب سؤال ابنتها .. إلا أنها لم تستطع الرد و انفجرت ضاحكة ثانية .

- فقال محسن الذى تعجب من وضع زوجته :

صلى على النبى يا سعاد ..

اللهم أجعله خير .

- فسأل أسامة مضيقا عينيه :

إنتوا كنتوا فين ؟ ..2

كل ذلك تحت أنظار خائفة متوجسة و قد استشعر بقلبه سوءا و ذلك منذ إختفاء ابن عمه و تلك الجنية الصغيرة التى ملكت قلبه من وقت طويل .. و الغريب فى الأمر لم يسأل أحد من المجتمعين عنهم و كأنهم يعرفون بمكانهم أو بينهم إتفاق ضمنى بعدم السؤال عن ذلك الأمر .. كما أنه بعينين باحثة متلهفة لتلك الجنية التى ملكت قلبه من اللحظة الأولى التى رآها بها يستشعر وجود أمر غريب يلوح فى الأجواء خاص بها من التحركات الغريبة التى تتم من بعضهم و هم على إطمئنان تام بعدم لفتهم للأنظار غافلين عمن يبحث بقلب نابض و عقل علمى و لم يفته ما يتم .. و قد قطع تفكيره الداخلى سؤال والدته التى شكرها لأول مرة هذا اليوم و التى وجهته للسيدة نعمة ببراءة مزيفة و تلقائية متعمدة

- صفصف موجهة حديثها للسيدة نعمة :

أمال فين زهرة مرات ابنك يا نعمة ؟؟

.. ألا تكون مش عاوزة تعد معانا و لا

حاجة ؟

- استنكر الجميع حديث العقربة صفصف لعلمهم بحبها لإشعال الأجواء و إثارة الحقد و الضغينة .. و قد زجرها زوجها زاهر على قولها هذا دفاعا عن تلك الفتاة الهادئة الشبيهة بربيبتها صفاتا إلا أنها لم تهتم لقوله و مازالت عيناها على نعمة كدلالة على رغبتها فى استمرار إشعال الأجواء .. و لما كانت السيدة نعمة فى عالم آخر بحيث أنها لم تعى ما يدور فى الأجواء تولى الحج قدرى مهمة الرد فهو الآخر بعين خبيرة و حكمة اكتسبها على مر السنين لم يفته توتر الأوضاع بين حفيده و قطته كذلك إضطراب كنته السيدة نعمة الأمر الذى عزم على سؤالها عنه فى وقت لاحق بعيد عن العيون المنتظرة لأى خطأ لحفيده

- الحج قدرى موجها حديثه لصفصف التى تنظر للسيدة نعمة :

خير يا صفية .. بتسألى عن زهرة ليه ؟

- صفصف بمكر :

مفيش والله يا عمى .. أصل شفتها طلعت

من بدرى .. فخفت لتكون متضايقة مننا

.. ولا مش عاوزة تعد معانا .. مع إن ربنا

يعلم أنا بحبها أد إيه ؟؟

- الجد الذى امتعض من خبث زوجة أبنه :

أنا قولتلها تتطلع ترتاح فى أوضتها ..

لما شفتها تعبانة .

- صفصف بحشرية :

خير تعبانة ليه ؟؟ .. لتكون حامل و أنتوا

مخبيين عننا ؟

" أرفقت كلامها بضحكة مصطنعة حتى

يخرج سؤالها كدعابة إلا أنها أرادت

التأكد من الأمر "

- الجد بحدة :

صفية .. حامل مش حامل ملكيش فيه ..

البنت شايلة البيت على كتافها .. و أنا

اللى قولتلها تتطلع .. و أنا لما أقول حاجة

محدش يدخل .. فاهمة ؟؟

- صفصف بحقد :

حاضر يا عمى .

و قد عادت السيدة نعمة وسعاد قدرى إلى صوابهما أثناء حديث الحج قدرى مع زوجة ابنه .. مما جعل الأخريين يصمتون تماما .. و بالتالى لن ينتهز أحد الفرصة و يسأل عن أصلان المتغيب عن الجمع هو الآخر .

- أسامة مقتربا من محمد بلهجة رؤساء عصابة " خدونا خطفونا حمونا بالليفة و الصابونة" :

أيوة صح أمال فين أصلان و زهرة ..

أنا مخدتش بالى خالص أنهم مش

موجودين .

- محمد هامسا :

لأ أنا أخدت بالى .. بس مردتش أقول .

- أسامة :

لأ مأخدتش بالى خالص غير لما تكلمت

العقربة دى كنت بعاكس البت سوما ..

مش مصدق إن فرحنا قرب .. ياه ..

و الله لعمل فيها حاجات أكتر من أصلان

ما بيعمل فى زهرة ...............................


" قطع كلام أسامة نظرة محمد له و كأنه

يقول أنه كاذب و لن يستطيع مجابهة

أخيه العاشق حد الغرق "

- أسامة :

أنا كداب .. مش هعمل كده .. صح ؟؟

- حرك محمد رأسه دلالة على موافقته .

- أسامة بأعين ماكرة :

ليكون بيعملوا سيكو سيكو .. و بيقولها

كلمة فى بوقها و الجو ده .


- محمد الذى ضحك على كلام ابن خالته :

ممكن برده .. المهم عاوزين نسهر شوية

إحنا الشباب بعد ما الكبار يناموا .. أنا

هأدى لنفسى اجازة بكرة .. بما إن أصلان

نايم فى العسل و مش هياخد بالو مننا .

- أسامة :

الله .. أجازة .. ماشى و أنا معاك ..

بس أخد سوما على جنب فى السهرة

.. نفسى اتكلم معاها بدل ما جدك آعد

حارسها زى ما أكون هاخطفها .. فاهمنى

جدى دايما .

- سعاد قدرى بابتسامة واسعة مذهولة :

نعمة .. هو اللى إحنا شوفناه ده حقيقى؟؟


- السيدة نعمة التى عادت لصمتها أجابت بنرفزة :

أمال يعنى كنا بنتخيلهم يا سعاد ؟؟

- السيدة سعاد بضحكة :

أنا مش مصدقة إن ده أصلان .

- السيدة نعمة التى انتقل إليها الضحك :

و لا أنا .

- السيدة سعاد :

كلام العقربة مرات زاهر أخدلى بالى من

حاجة .

- السيدة نعمة و قد اكتست تعابير وجهها بالجدية :

إيه هي ؟

- السيدة سعاد بضحك :

عاوزين ابنك يخف على البت شوية

عشان تحمل .. ياختى الواد كان هيفطسها .


- السيدة نعمة بدعابة :

شكلها عاجبها التفطيس ده .

- السيدة سعاد :

أااا .............................................1


- بوسى التى حشرت نفسها بين أمها و زوجة

خالها :

إيه .. إيه .. بتقولوا إيه ؟؟

- سعاد التى عادت لجديتها :

مبنقولش حاجة .. ملكيش دعوة .

- بوسى :

مبتقولوش حاجة إزاى .. دا إنتوا مسكتوش

من ساعة ما نزلتوا ..

" ثم ضيقت عيناها بينهما "

إنتوا كنتوا فين صح ؟

إوعوا تكونوا رحتوا لأصلان ؟؟

- السيدة نعمة وسعاد اللتان نظرنا لبعضهما بتوتر و كأنه قبض عليهما بالجرم المشهود :

إاااايه .. لأ ..

- بوسى :

إمممممممممم .. همشيها ليكوا ..

بس إوعوا يكون أصلان شافكوا .

- السيدة نعمة وسعاد بابتسامة مكر :

لأ .

- بوسى :

براڤو عليكوا .. قولولى بقى يا حلوين

شوفتوا إيه ؟؟

- صرخت سعاد بابنتها :

إمشى يا بت من هنا .. أمشى .

- سعاد بوجه أحمر مما شاهدته و من كثرة ضحكها :

بقولك يا نعمة .


- السيدة نعمة :

قولى .


- سعاد :

أنا هاخد محسن و أسبقوا أنا .. الواد أصلان

فتح نفسى على الجواز .. خلينا نعيد

الأمجاد .1


ثم عادتا مرة أخرى للضحك تارة و للخجل تارة أخرى مما رآوه غير عالمتين بوضعهما المثير للاستغراب بالنسبة الباقين و كأن تعويذة سحرية ألقيت عليهما .. و قد مر الوقت و اتجه الكبار لغرفهم و لم يتبقى إلا الشباب أسماء و محمد .. بوسى و دودى .. رائد و نانى .. منير وسلوى .. أسامة و سوما يجلسون فى الصالة و يشاهدون فيلم أكشن بعد أن استقر رأى الأغلبية عليه و أمام كل ثنائى منهم مجموعة أطباق تحوى مسليات كذلك فشار قد أعدته سوما و أسماء و فواكه أيضا كذلك توزعت مشروبات بين الغازية و مشروبات ساخنة .. و قد انتشرت الضحكات و التعليقات على الفيلم هنا و هناك حتى انتهى الفيلم و سهر الجميع يتبادلون الكلام العادى كل مجموعة على حدى أو كلام مشترك للجميع بين هذا و ذاك .

فى جناح الأصلان :

امتدت غفوة العاشقين الى ساعتين من الزمن حيث شارف الوقت على الثالثة تقريبا .. و قد أيقظ الجوع زهرة و بدأت بفتح عينيها على الرغم من إرهاقها .. أدارت عينيها قليلا و عادت إليها أحداث مشكلتها مع الأصلان ذلك الوحش الذى تعشق غضبه قبل هدوءه .. بربريته و وحشيته قبل رقته .. تعشقه لدرجة تسامحه على كل ما فعله بل تسامحه على كل ما سيفعله .. غاليا هو على قلبها كما تعلم بأنها عزيزة قلبه .. كم تشعر بالفخر لمجرد حبه لها هذا الجلمود الذى يخشاه الكبير قبل الصغير .. الذى يترأس عائلة بها من هو أكبر منه إلا أنه بقوته و حنكته فى إدارة أمورها أصبح كبيرها بجدارة .. هو وحشها اللطيف صاحب العينين السوداوين و الرموش الكثيفة و الوجه الرجولى الذى اهتز له خافقها .. و القلب الرقيق الذى لا يعلم بوجوده إلا القليل جدا .. أفاقت من أفكارها عن الأصلان بحركته فوقها .. و قد أدركت للتو أنها تحته بما تحمله الكلمة من معنى أى أنهما غفيا على وضعهما فكان ظهرها مقابلا لبطنه و بطنها مقابلا للفراش .. و ساد الإحمرار وجهها عند شعورها بكل أجزاء جسده مما جعلها تحاول التحرك قليلا قبل أن تغرق فى لذتها بهذا الشعور و لكن يداه التى كانت محاوطة لخصرها اشتد فى إحكامها عليه و شعرت بأنفاسه تقترب من عنقها أى أن أصلانها استيقظ هو الآخر .. و قد أعلن عن استيقاظه بقبلاته الرقيقة التى ينثرها على عنقها من الخلف و وكتفيها و وجنتيها و شعرها .. و اقترب من أذنيها هامسا1

- صاحية ليه رورو ؟؟

- أصلان !!

- همممممم .

- حسيت بحركتى ؟

- لأ .. صاحى من قبل ما تفتحى عينك .

" ثم تحرك قليلا بحيث يعطى لها مساحة

لتتحرك .. فتكون تحته و لكن صدرها مقابلا

لصدره "


" و ظل يتأملا بعضهما لفترة .. إلى أن

استسلم هو و أخفض عينيه يقبلها قبلات

رقيقة على جبهتها .. أنفها .. عينيها ..

وجنتيها .. شفتيها "

ثم تغيرت ملامحه للخوف عندما لاحظ إصفرار وجهها .


- رورو شكلك مرهقة .. أجيبلك عصير ؟

و لا الأحسن تأكلى الأول و بعدين تشربى

عصير .

- رورو .. رورو .... زهرة فوقى ... خليكى

صاحية معايا .. هممممم .

" و قد انتفض من الفراش بعد أن لاحظ زيادة إصفرار وجهها و قد بدأت عينيها تغلق

و كأنها على وشك الإغماء "

مما جعله ينهض من الفراش عاريا و حملها بين ذراعيه الى الحمام و دخلا قليلا تحت الماء الدافىء ثم خرج بها و هى مازالت بين ذراعيه و قد أفاقت قليلا من الدوار الذى أصابها و خرج بها من الحمام و اتجه للخزانة آخذا قدرا كبير من المناشف ليجفف به جسده وجسدها بعد أن وضعها على الفراش فلم يستطع أن يجفف جسدها داخل الحمام و هو يحملها بين ذراعيه .. و ارتدى هو بنطلون قطنى أسود مع تيشرت قطنى أبيض و ترك شعره الكثيف على حاله تتساقط منه قطرات الماء كذلك ملابسه العلوية التى ابتل جزء منها هى الأخرى بعد أن أهمل تجفيف جسده جيدا فعقله مشغول بقطته التى يبدو عليها الإعياء قليلا كعادتها فى بعض لقاءاتهما بعد أن تهمل تغذيتها .. و يبدو أنها أهملتها اليوم بسبب أحداثه كذلك إرهاقها الواضح عليها .. و جعلها ترتدى فستانا قطنيا باللون الرمادي الغامق مجسد على جسدها بأكمام طويلة .. و أسرع يجفف شعرها و الذى لأول مرة لا يستمتع بذلك و قد نظمه لها على شكل ضفيرة بسيطة ثم حملها متجها للدور الأول .

خرج الأصلان من جناحه حاملا قطته بين ذراعيه و قد انتبهها للأصوات الصادرة من الدور الأول العائدة للشباب الذين لم ينتهوا من سهرتهم على الرغم أن الساعة أوشكت على الرابعة صباحا .. فخجلت زهرة من وضعهما و طلبت من أصلان أن ينزلها على قدميها و يدعمها بذراعيه فقط و وافق الآخر بعد إصرار من قطته .. و قد ساد صمت بين الحاضرين عند رؤيتهم للأصلان ينزل السلم مع قطته و قد حرك ذراعيه التى تحاوط ذراعيها الى خصرها تلتف حوله بقوة يدعمها بعد أن جفلت قطته من العيون التى تركزت عليهم .. و التى لم تنتبه لهم إلا لسببين الأول اختفائهم من فترة طويلة و الثانى منظرهم المثير للغيرة و الحسد من البعض و الفرح و السعادة للبعض الآخر من تقاربهم الحميم كذلك قطرات الماء المتساقطة من شعر الأصلان و بقع الماء على تيشرته أشارت إلى استحمامه .. مما سبب حرائق كبيرة بصدر من كان ينتظر الجنية بلهفة و للمرة التى لا يعلم عددها لام نفسه على عدم تنفيذ أمر جده و تركه منظرها مع ابن عمه مصدوما .. لم يلقى الأصلان بالا بمن تواجد بالصالة و اتجه بقطته مباشرة إلى المطبخ بعد أن ألقى تحية باردة عليهم فهو لا يحب أن ينظر أحدهم إليها فما باله بكل تلك العيون .. أجلسها على طاولة المطبخ و اقترب منها يبعد شعرها قليلا عن عينيها و الذى كان قد أفلت من الضفيرة التى نظمه بها .. و همس لها يسألها عن حالها .. حركت رأسها دلالة على تحسنها و قد خشت أن يغضب منها لأنها لم تهتم بطعامها كما أوصاها فى بداية زواجهم لعلمه بضعفها و قوته عليها إلا أنه قبل جبينها بحنية و اتجه للثلاجة جالبا لها عصير طلب منها أن تشربه أثناء تسخينه الطعام لهما فقد أصابه الجوع الشديد هو الآخر و هو يبلغ ضغف حجمها مما جعله يلوم نفسه فقد أفقدها شهيتها بصراخه و هياجه و شغفه و جنونه بها و أنساها كل شىء حتى طعامها كما جعلها تبكى من قسوته لفترة طويلة و لم يجعلها تنل أى قسط من الراحة الحقيقية منذ أن وصل صباحا من سفره اليوم السابق .. ترك الطعام يسخن قليلا كما أشارت له زهرة لجهله بأمور المطبخ كما أنه لم يرغب فى الاستعانة بأحد من الموجودين خارجا حتى لا يلفت الإنتباه لهما .. اتجه إليها ثانية و قد شربت العصير الذى أعطاها إياه حتى تستعيد طاقتها التى أوشكت على النفاذ بسببه ..

- زعلان منى أصلان ؟!

- لأ حبيبى .. أنا السبب أصلا تعبتك معايا

من ساعة ما جيت من السفر و خليتك

تبكى كتير .. مستريحتيش خالص ..

حقك عليا رورو .. سامحينى .

- " أمسكت يداه التى تمر على شعرها و

ضمتها لصدرها "

لأ .. لأ .. متقولش كده أنت حبيبى أنا أصلان

عمرى ما أتعب منك .. و مش ممكن أزعل

منك .. أنا أسفة .

- " حمل يداها التى تحاوط يديه و قربها

من فمه يقبلها بعشق ملىء قلبه و قلبها "

بتتأسفى حتى و أنا الى غلطان

يا زهرة ؟!

- " نظرت له بعينين زرقاوين أشرقتا من

مشاعر الحب التى تحملها له وحده

وحشها اللطيف "

مش بأيدى أصلان .. بحبك .

- لم يرد عليها كلمتها ولكن قرب رأسها من

صدره تستمع لصخب قلبه لعله يوصل لها

ما يفعله قربها له .

قطع عليهما قربهما صوت الميكرويف دليلا على انتهاء وقت تسخين الطعام .. أخرج أصلان منه طبق كبير من الطعام المنوع و الذى تبقى من وجبة الغذاء و حرص على الإكثار من قطع اللحم حتى تستعيد قطته صحتها .. و ضعه على الطاولة وجلس على كرسى و وضع قطته على قدميه يناولها الطعام بيديه و تبادله القطة فتناوله الطعام بيديها الصغيرتين حرصا منها على صحته الأمر الذى يجعله راغبا فى الانفجار بالضحك .. يصنع من الطعام قطع صغيرة و يناولها لها و تضع هى قطع كبيرة مناسبة له فى فمه يلتهما منها مستلذا بلعق لسانه لأصابعها و ملمس أصابعه لشفتيها متجاهلين تماما الباب الذى دخل منه أسامة و بوسى اللذان تصنما من المشهد أمامهم

- بوسى بوجه أحمر :

مفيش أوضة تلمهم و نخلص بقى ..

بدل الجفاف العاطفى اللى إحنا فيه

ده .

- أسامة :

ماهما لسه نازلين منها ..

مكملتيش يوم و حاسة بجفاف عاطفى

أمال أنا أعمل إيه ؟؟ .. و الله خايف

اغتصب سوما قبل ما اتجوزها .. يا

إما أعيش معاهم فى نفس الأوضة .

- بوسى :

حلوين أوى يا أوسو " لقب بوسى لأسامة"

.. شبه الجميلة والوحش اللى بيقولوا

عليه .

- أسامة بصوت عالى جاذبا انتباه العاشقين بعد أن رأى اتجاه البعض للمطبخ :

أحم أحم .. يا ساتر .. ي...................


- أصلان المنتبه لوجوده هو و بوسى من فترة :

أدخل ياحيوان و أنت ساكت .

خجلت زهرة من أسامة و بوسى و حاولت القيام من على قدمى حبيبها إلا أنه ثبتها من خصرها بإحدى يديه و الأخرى مستمرة بإطعامها .. و قد اختار الآخران الموجودان عند الباب فى الدخول من عدمه .. إلى أن تقدمت بوسى و جلست على الكرسى المقابل قائلة بدعابة

- بوسى :

إيه يا عم الرومانسية دى ؟! ..

اللى يشوفك و أنت بتخوفنا ميصدقش

إللى بتعمله ده .

- أصلان ببرود :

بعمل إيه يعنى ؟!

- أسامة مداعبا بعد أن ألقى التحية على زهرة :

أنت هتفضل حطتها على رجلك كده كتير

.. يا عم استنا لما اتجوز و بعدين أحط

سوما زيها كده على رجلى .

" ألقى أصلان إحدى نظراته الجليدية على أسامة و التى صنمته "

- أكمل أسامة :

أو بلاش عادى .. هيا تقيلة عليا أصلا .

- محمد الذى دخل هو الآخر و ورائه أسماء

بعد أن غاب أسامة و بوسى بالمطبخ :

إيه يا جماعة خير

" و قد تعجب هو الآخر من وضع أصلان و زهرة .. ليس و كأنه غريب و لكن كونه بالمطبخ على مرأى من الجميع "

- حاولت زهرة النهوض ثانية إلا أن يد أصلانها

التى شابهت القيد حول خصرها منعتها ثانية

و قال الآخر بصوت عال يجيب تساؤلاتهم

الصامتة .. كذلك نظراتهم لهم و التى أزعجت

قطته و أزعجته هو أيضا :

خير ؟! .. هتفضلوا مركزين معانا كده كتير

.. زهرة عيانة غمت فوق و جبتها تاكل

عشان مأكلناش من الضهر .. إيه اللى

فيها دى ؟!

- أسماء و بوسى بحرج من أسلوبهم معهم :

ألف سلامة يا زهرة .


- ردت زهرة بخفوت .

- أسامة ل محمد بصوت هامس :

أكيد لازم يغم عليها .. أصلان تانى مرة

يستحمى انهاردة .. يا رب اتجوز ..

البت متستهلش منى اللى أنا بفكر

فيه .

- محمد بمرح :

بتفكر فيها أزاى الله يخربيتك ..

دى بنت عمك يابنى !!

- أسامة زاجرا إياه :

إيه يا عم فضحتنى .. هفكر فيها

أزاى يعنى .. زى مراتى بالظبط ........


- أصلان الذى التقط بعض من حديثهم و لم يعجبه مجرى الحديث :

أنتوا سهرانين لحد الوقتى ليه ؟؟ .. مفيش

وراكوا شغل بكرة ؟؟ .


- أسامة و محمد :

هاه ؟؟؟؟؟

- أسامة :

محمد هيغيب فقلت هغيب معاه .

- لكمه محمد فى بطنه ثم قال :

لأ أسامة هو اللى هيغيب .. و أنا قلت

أعد معاه .

- أصلان و قد إتسعت ابتسامته من أسلوبهما

و قد أعجبته الفكرة :

طاب مدام كده بقى أغيب معاكوا بكرة

و نخليه أجازة للكل .

أسامة و محمد و أسماء و سوما التى انضمت مؤخرا اتسعت أفواههم من الصدمة .. فالأصلان يتغيب عن العمل لأول مرة .


- بوسى ضاحكة :

بركاتك يا شيخة رورو .

- أصلان بدعابة خاصة لبوسى :

أخرسى يا حمارة .

- بوسى :

حاضر يا أبيه .

أسامة جلس على كرسى خاص بالطاولة فى مقابل الأصلان و زهرة و بجانب بوسى .

- أسامة بحالمية :

أنا عن نفسى هنام براحتى لحد الضهر

محدش يصحينى .. و هقوم من النوم

على الغدا على طول .

- محمد ضاما أسماء :

و أنا كمان .. عاوز أعوض تعب إنهاردة .

- أصلان مشاركا بسلاسة و قد عاد لطباعه

القديمة قبل الحادث :

أتفقنا و إحنا كمان .. صح يا رورو .

- ضحكت زهرة بخفة ووافقت على إقتراحهم بخفوت فما زالت آثار الإرهاق واضحة عليها .. و التى لاحظها الموجودين .. و بالأخص أسامة الذى يعد قطة أخيه كأخته الصغرى و طالما استغرب من انسجامهما خاصة مع الفارق الجسدى الكبير بينهما و طالما أشفق عليها من قوة و خشونة أخيه غير منتبه بعشقها الخالص له و الذى ذلل كل الصعاب .. و قد نظر لبوسى أخته التى لم تلدها أمه و التى تفهم عليه و وجدها تنظر لهما بنفس نظرته ثم نظرت له و يبدو عليها أنها تشاركه نفس التفكير .

يتبع

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close