![]() |
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقه 21
الحلقه 22
رواية / زهرة اصلان - طويلة
علقوا هنا ب 10 ملصقات
💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚
الحلقة 19
.
.
الفصل التاسع عشر
.
ذهب أصلان إلى عمله مع أسامة و محمد لا ينتوى على شئ سوى العمل مسرعا ثم الذهاب للتنعم بقطته إلا أنه لم يكن فى انتظاره سوى مشاكل العمل التى انتهت بضرورة سفره لتخليص بضاعة متفق عليها و إكمال بعض الإجراءات و الأوراق الضرورية لتسيير أعماله وهو الأمر الذى ليس جديدا عليه أصلان القديم أما اﻵن فاختلف الأمر حيث تعد المرة الأولى التى يفارق بها قطته و يبتعد عنها .. كما إنه لا يستطيع أخذها معه حيث يرافقه بعض العمال و زوج أخته أسماء الأمر الذى يجعل من سفرها معه مستحيل و قد اختفت تدريجيا ابتسامته التى ظهرت حديثا و حل محلها انعقاد حاجبيه و عبوس وجهه و ضيق صدره .
فوجئت زهرة بالسيدة نعمة و هى تحتضنها بعد أن ودعت أصلان قبل ذهابه لعمله وقد اطالت السيدة نعمة إحتضانها لزهرة فرحة ﻹبنها و مداراة لدموعها التى انهمرت رغما عنها بعد أن يأست من صلاح حال اﻷصلان و اعتقدت أنها فقدته و لو جزئيا مع فقدانها لابنتها بثينة .. إلا أن الله سبحانه وتعالى شاءت حكمته أن يوقع تلك الزهرة فى طريقه و كانت سببا بعودته إلى نفسه قبل أن يعود إليهم .. يشاهدهم الجد من بعيد بعد أن ذهبت سوما وأسماء لقضاء بعض الأعمال و هو لا يقل فرحة من السيدة نعمة لحفيده الذى فقد نفسه مع الحادثة التى غيرت حياتهم جميعا إلا أن تلك الصغيرة التى ما إن رآها الجد أدرك أنها لا تليق بأحد سوى الأصلان ولا أحد جدير بها و قادر على حمايتها سوى الأصلان .. خرجت زهرة ببطئ من بين ذراعى السيدة نعمة و على وجهها ابتسامة رقيقة حبا لتلك السيدة التى لا تقل فى حنيتها عن عمتها السيدة صفية و أزالت دموع السيدة نعمة كعادتها منذ أن دخلت بيتهم
- ماما ... ليه الدموع دى ؟
- مفيش يا بنتى فرحانة بيكى أنتى و أصلان .
ثم أمسكت السيدة نعمة يديها قائلة :
- أنا لو أعدت أشكرك على اللى عملتيه يا بنتى مش هوفيكى حقك .
فردت زهرة و ابتسامتها الرقيقة لا تفارقها مصححه لها
- بس أنا معملتش حاجة يا ماما .. أصلان طول عمره رقيق و طيب و حنين
بيراعى الكل لدرجة أنه كتير بيجى على نفسه عشان الكل .. يبقى
بتشكرينى على إيه .. " صمتت قليلا ثم تنهدت بعشق " أنا اللى بحمد
ربنا إنه خلانى من نصيب أصلان .. أنا .. أنا .. ماما أنا بحبه أوى أوى
.. هتضحكى عليا لو قولتلك إنى بخاف عليه زى ما يكون .. ما يكون
ابنى أو .. أو .. مش عارفة .. ماما .............................
و ارتمت زهرة بين ذراعى السيدة نعمة من خجلها و من هول ما تشعر به تجاه أصلانها .. ابتسمت السيدة نعمة ثم ضحكت على تلك التى تدافع عن ابنها بهذا الشكل و هى تعلم صدق ما قالته و لكن ليس الكل يرى تلك الحقيقة بابنها الذى أخفى صفاته الطيبة بوحشيته و التى لا يراها إلا من يحبه حبا صادقا كتلك الفتاة التى يعلم الله كم زادت مكانتها فى قلب السيدة نعمة .. ذهبت السيدة نعمة و زهرة للجد للجلوس معه ثم أنضم بعد ذلك لهم سوما و أسماء و بودة يتبادلون الأحاديث المختلفة و بعدها انسحبت زهرة كعادتها ﻷداء أعمالها اليومية و مساعدة أم أحمد و فاطمة و ورد فى إعداد الغذاء مع تبادل بعض اﻷحاديث الودية أثناء العمل يمر عليهم العم أبو أحمد من وقت إلى آخر لشرب الشاى أو لجلب بعض الخضروات التى أصر على زراعتها فى الحديقة الخلفية للمنزل .
أنهت زهرة إعداد الغذاء وتركت المطبخ متجهة إلى جناحها للصلاة و الاستحمام و تبديل ملابسها مرتدية فستانا محتشما ذو لون كحلى و اساوره من الدانتيل الكحلى أيضا وعلى أحد أكتافها شالا حريرى أصفر اللون و قد تركت لشعرها العنان وأرتدت حذاء مسطح بلون مشابه للشال ثم غادرت جناحها مسرعة فقد أوشك أصلانها على الوصول .
قابلت زهرة أصلان الذى دخل للتو يلحقه أسامة ومحمد فأسرعت فى نزولها على السلم .. ألقت السلام على الجميع و أقتربت برقة من أصلانها الذى ضاع تجهم وجهه منذ أن رآها تنزل مسرعة على السلم فى استقباله و ترتدى فستانا ألوانه زاهية عكست رقتها و جمالها و جعلت الابتسامة ترتسم على وجهه من جديد و هو يراها تقترب منه برقة
- حمدالله على السلامة أصلان ...
- الله يسلمك يا رورو ..
- "ثم قالت بهدوء له " أنا حضرتلك الحمام .. غير هدومك على ما
نحط الأكل على السفرة .
- آه يا ريت .. تعبان جدا و محتاج آكل و أنام .
ألقى التحية على الجميع واتجه إلى جناحه تتبعه زهرة بعد أن شعرت بعدم راحته و أن هناك ما يشغل باله .. و فى جناح أصلان تناول الملابس التى جهزتها له زهرته وهى جلباب بيتى باللون الرصاصى و معه بنطلون بنفس اللون و إتجه إلى الحمام الاغتسال و بعد أن انتهى خرج واضعا منشقة على صغيرة على رأسه يجفف بها شعره الكثيف .. وجد يدان تمتدان على يديه تساعده فى تجفيف شعره بالمنشفة و التى يعلم أنها لقطته التى أستغرب وجودها فهى عادة فى هذا الوقت تكون مشغولة بوضع الطعام على السفرة .. أزالت زهرة المنشفة عنه ووضعتها جانبا ثم أجلسته دون كلام على الكرسى الخاص بطاولة الزينة و مشطت له شعره الكثيف و هى تضع كل تركيزها بهذا الأمر بينما هو ينظر لها مبتسما بمحبة على تلك القطة التى تدلله كحبيب و تتجاهل تماما ببرائتها ضئالة جسدها أمام ضخامة حجمه .. انتبهت زهرة له و هى تنظر له من خلال المرآة ثم اتجهت إلى زجاجة المسك التى تحرص دائما على التعطر به ووضعت منه على يديها و تمسح به على أماكن النبض عند حبيبها ثم أعادت على وجنتيه و رقبته الأمر الذى جعل الأصلان يغمض عينيه استمتاعا برائحة المسك و استنشق منه نفسا عميقا ثم أخرجه .. بعدها فتح عينيه و امتدت يداه لخصرها يجلسان على قدميه فضمته لصدرها فترة قلقا عليه .. خرج من بين ذراعيها و قبلها على جبينها و شفتيها حبا لتلك الصغيرة التى ملكت قلبه و ليس شغفا فهو يعلم يقينا أنه ليس هناك من وقت لذلك حيث ينتظرهم أفراد الأسرة على الغذاء لكنه سألها بعد أن وجدها تتأمله بحب
- مالك رورو .. فيكى إيه ؟؟
إلا أن قطته أجابته بسؤال آخر ينم عن قرأتها له جيدا :
- حزين ليه أصلان ؟ .. إيه اللى ضايقك ؟
- أجابها متنهدا : مشاكل فى الشغل .
مسحت بيدها على صدره قائلة بابتسامة رقيقة
- إن شاء الله مش هيحصل إلا كل طيب .. الأول تأكل و تريح شوية
و بعدين نشوف إيه موضوع المشاكل ده " ثم أكملت ببراءتها و صدقها"
متخافش أصلان أنا هفضل صاحية معاك مش هسيبك إلا أما أتأكد أن
الموضوع أتحل .
لم تكد زهرة تكمل حديثها إلا و انفجر أصلانها ضاحكا على قطته ولم يسعفها الوقت أن تسأل عن سبب ضحكه و وجدته يلتهم شفتيها بشغف ضاربا بعرض الحائط من ينتظرهم و انتقل من شفتيها بعد أن خنقته ضحكته ثانية إلى ملامح وجهها البهية ثم أسند جبينه على جبينها ناظرا إلى عينيها و فى عينيه لمعة عاشق لتلك التى تواجهه .. يحمد الله مئات المرات فى نفسه عليها تلك التى جاءت له فى شكل رحمة بعد أن كاد يلتهمه عذابه و جلده لذاته لتخرجه من شرنقته التى دفن بها نفسه إلى النور بل لتخرجه إليها هى و لولا بعض التعقل الذى لا يعلم كيف أحتفظ به فى أثناء وجودها معه لقبل أخته إسراء على فعلتها و التى كانت سببا لالتقائه بها ...........
- أصلان ..... أصلان ....
- همممممم .
- الغدا .
أشار لها دلالة على موافقته و أخرجها من بين ذراعيه واتجه معها إلى أسفل
حيث باقى أفراد اﻷسرة يلتفون حول مائدة الطعام .. الجد يهدئ من أسامة المتذمر بسبب منع السيدة نعمة له من تناول الطعام إلا بعد أن يكتملوا جميعا لتناول الطعام .. وكان يتغيب أصلان و زهرته و من خلفهم يأتى محمد و على يديه بودة الذى أصر على الصعود مع أبيه عند إبداله لملابسه ..صمت أسامة فجأة بعد أن رأى أصلان و زهرة و محمد و بودة و شرع فى تناول الطعام حتى لم ينتظر جلوسهم مما دفع الجميع للضحك عليه .
أجلس أصلان زهرته على المقعد المجاور له و قربه من مقعده بشدة وكأنهم ملتصقين .. قامت كعادتها بوضع أصناف الطعام المختلفة أمامه و التى تفننت فى صنعها من لحم و أرز بالخلطة و قطع رقاق و مكرونة بالبشاميل ولم تنسى الشوربة .. فكان طبقه لا يخلو أبدا كلما تناول منه مقدار ملعقة زادتها له ثانية الأمر الذى اعتاد عليه الآخرون كما لم تنسى عصيره بجانب الطعام .. أما أصلان فكان يتناول بشراهة و حب كل ما تضعه قطته أمامه .. استمرت اﻷحاديث الهادئة تتبادل على طاولة الطعام و التى تجاهل كل من أصلان و زهرة معظمها إلى أن قال أسامة الذى انفجر حانقا بعد أن كان يتابع زهرة التى تضع الطعام ﻷصلانها
- أسامة حاقدا :
إيه يا بنتى .. بالراحة على الراجل مبيلحقش يبلع .
- خجلت زهرة و احمرت وجنتيها دون أن ترد عل أسامة إلا أن أصلان
رد عليه بعد أن ابتلع طعامه :
متسيبها يا بنى .. تعمل اللى هيا عاوزاه .. أنا أصلا جعان .
- أسامة صارخا بحنق :
جعان إيه .. دا أنت غلبتنى.
- قالت زهرة مؤنبة أسامة :
أسامة .. أصلان مأكلش حاجة من الفطار .. كده يدوخ .
- انفجر الكل ضاحكا عل جملتها ..أصلان ضخم الجسم و هى كالعصفورة
مقارنة به .
- أصلان هامسا بضحك لزهرته :
متخفيش رورو .. لما نطلع أوضتنا هوريكى أن صحتى كويسة .
- أسامة منفجرا فى تلك التى تدافع عن أخيه ظالما أو مظلوما :
كلنا مأكلناش من الفطار .. بس بالمنظر اللى إنتى بتزغطيه
بيه ده هيكلك و أنتى نايمة .. أنا بنبهك بس .. هاتى ..
هاتى اﻷكل ده اللى مش عارفة توديه فين ده .
- قربت زهرة الطعام الخاص ب أصلان لها و نظرت ﻷسامة بشراسة جعلت
أصلانها يبتسم من خوفها عليه مما جعله يوجه حديثه لسوما :
سوما حطيله أكل قدامه عشان يبطل غيرة .
- أسامة مدافعا عن نفسه :
أنا غيران .. غيران إيه .. لأ طبعا .. أه بصراحة غيران .. سوما
أكلينى زيهم .
- خجلت سوما و لم ترد إلا أن الجد قال محذرا :
خليها تعملها عشان أقطعلها إيديها.. لما تتجوزوا تبقى تاكلك
و فى بوقك كمان .
- السيدة نعمة : يا رب يدينى عمر و أشوفهم متجوزين .
- أصلان و أسماء : اللهم آمييين .
- أسامة رافعا يديه بدرامية :
يا رب .. يا رب .. يا رب .
ثم صمت قليلا ثم قال :
يا أم السعد .. يا أم السعد .. يا أم السعد
" مقلدا الفنان اسماعيل ياسين "
مما دفع الجميع للضحك عليه حتى الجد .
- ثم قال الجد فجأة :
هتسافر أمتى يا أصلان ؟
صمت الجميع انتباهنا لحديث الجد و خاصة زهرة التى توقفت يدها و هى فى طريقها لوضع الطعام أمام أصلان الذى لم يفته ذلك .. والذى أخبر جده و هو ينظر إلى زهرته أنه سيرحل غدا فى السابعة صباحا مصطحبا معه محمد و كأنه يقول لها أن هذا هو الأمر الذى كان يشغله .. أما هى فقد توقفت اﻷنفاس داخل صدرها و اهتزت عيناها و أخفضت رأسها تدارى حالها عن اﻵخريين .. لم يخطر لها أبدا أن يفارقها أصلان ﻷى سبب الأمر الذى أشعرها فجأة بوحدة شديدة .. فمع أنها محاطة بأفراد أسرته إلا أنهم جميعا لا يغنون عنه فهو أولا يليه اﻵخريبن .. بل هو وليس بالضرورة اﻵخريين .. هو الذى لم يستمع لباقى كلام الجد و ركز نظراته عليها يتابع ردة فعلها عن سفره ولم يفته اضطرابها و هو من يحفظ حركاتها و سكناتها و لم يخف عليه ضيقها والذى انتقل إليه بالتبعية .
انتهت وجبة الغذاء و انسحب الجميع واحدا يلو الآخر أولهم زهرة التى لم تأكل من طعامها شئ .. و تجمع بعدها أفراد الأسرة فى حجرة الجلوس يتناولون الشاى و العصائر و التى تبرعت زهرته بإعدادها تشغل نفسها عن خبر سفره .. ثم استئذنت الجد والسيدة نعمة فى أن تذهب إلى جناحها للراحة و صعدت مسرعة تهدئ من انقباص قلبها المتألم لرحيله ولم يستطع أصلان أن يتبعها امتثالا ﻷوامر الجد الذى طلب منه هو و أسامة و محمد الاجتماع بغرفة المكتب لمناقشة سير شئون العمل أثناء غياب أصلان و محمد و الذى يبلغ مدته ثلاثة أيام .. انتهى اجتماعهم حوالى السابعة يتبعه استئذان أصلان فى الصعود إلى جناحه بحجة السفر صباحا و انطلق مسرعا إلى جناحه يأخذ كل درجتين أو ثلاثة بخطوة واحدة .. دخل جناحه باحثا عن قطته و التى وجدها مكتومة على الفراش تبكى و هى تحتضن دبها الأبيض الذى يود قتله بشدة .. ذهب إليها و رفعها من الفراش و أجلسهاعلى قدميه إلا أنها لم تنفصل عن الدب بل زادت فى تمسكها به و تخفى فيه وجهها عن الأصلان الذى انتزعه حنقا منه و رماه أرضا مما جعلها تخفى وجهها سريعا بكفيها حتى لا يرى بكائها فيشفق عليها من تعلقها الشديد به .
قربها أصلان أكثر من صدره و ناداها حتى ترفع وجهها له
- رورو .. رورو ... ليه البكا ده حبيبى ؟؟ .. طاب ورينى وشك ..
رورو .. متخلنيش أسافر و أنا خايف عليكى .
قالت له بعد أن حاولت مرارا أن تتمالك نفسها و مازال وجهها مخفى عنه :
- أنا .. أنا .. مش زعلانة .. أنا كويسة خالص .. هى .. هى بس
عشان أول مرة .. لكن بعد كده .. بعد كده هتعود ..مش هضايقك.
ثم أفلتت نفسها منه و تكونت حول نفسها فى الفراش ولم تكد تمس الفراش حتى أنهضها ثانية يهزها بشدة حتى أنها لم تستطع مدارة وجهها الذى أحمر من البكاء عنه .. قائلا لها بصراخ و شدة :
- تتعودى .. تتعودى على إيه ؟؟ .. هاه .
ولما لم ترد عليه زاد من ضغطه على ذراعيها
- ردى عليا .. تتعودى على إيه .
تفاجأت زهرة من هيجانه و رمشت بعينيها مرات عديدة خوفا من غضبه و لم تستطع أن تنطق بشئ .. ليكمل هو و مازال يهزها حنقا منها
- تتعودى على إيه .. هاه .. عايزة تبعدى عنى .. متتعوديش على حاجة
.. أنتى فاهمة .. خليكى زى ما أنتى كده .. هى ظروف .. و إن
شاء الله مش هتتكرر تانى .
صمت و توقف عن هزها و صدرها يعلو و يهبط سريعا من انفعاله وهى صمتت تنظر إليه و كلاهما فوق الفراش .. ثم قال لها يعاتبها برقة لا تتواجد به إلا معها :
- كده رورو .. عاوزة تتعودى على بعدى .
تغضن وجهها و اهتزت شفاها دليلا على شروعها فى البكاء ثانية إلا إنه لم يعطى لها الفرصة و ضمها له كلها يجلسها على قدميه و تحاوطها ذراعيه يسند جبينه على جبينها .. تدارى هى عيناها عنه و يلتقط هو أول دموعها بشفتيه .. فانهمرت دموعها أكثر الواحدة تلو الأخرى و لم يتوقف هو عن إلتقاطها بشفتيه .. تنهدت هى بعد فترة و قد تورمت ملامح وجهها من البكاء و التمعت .. حتى لاحظ بداية سكونها فلم يمهلها فرصة بل ألتقط شفتيها يقبلها بهدوء خلفه حرارة و شغف و حزن و اشتياق لها حتى من قبل أن يتركها .. ثم انفصل عنها فوجدها هدأت تماما و تشابهت تعبيرات وجهها بتعبيرات وجهه تحملان حب مغلف بشغف و رغبة و احتياج جعل أنفاسها تضطرب و أنفاسه تتسارع و تجعله يعود لشفتيها يرتوى منها و تبادله هى أيضا و ترتوى منه .. لم يكتفى هو و نزل بقبلاته لرقبتها و لم تكتفى هى و تتأوه من إحساسها بلمساته و رغبتها بالمزيد و المزيد .. نزعها من حضنه فجأة و أجلسها على الفراش يرمى شالها الحريرى على اﻷرض يتبعه ملابسها و ملابسه .. و أصبحت تلامسه بكل مكان من جسده ﻷول مرة و كأنها تريد أن تجعل يدها تحفظ ملامحه و كذلك هو الذى ظل يطلب منها باستمرار أن تلمسه لعلها تشفيه من شغفه تجاهها .. أخذت قبلاته تتوالى على كل ما لم تلمسه يده و استمرت وتيرة الأمر بينهما يشتد عليها أحيانا ويهدئ أحيانا أخرى حتى يحدث ما يجعله ينهى الأمر بينه و بينها .. فيبدأ مرة أخرى محاولا أن يهدئ من شعوره و رغبته و احتياج جسده إلا أنه فى كل مرة من المرات التى ارتوى فيها منها تبادله بما يجعله يعدل من رأيه و يزيد عليها .. بعد أن انتهى من المرة الثالثة وجد أن جسده لم يكتفى بعد و أنها ذائبة بين يديه تعطيه المزيد و تطالبه بالمزيد و المزيد .. فخاف من نفسه و خاف أن يغشى عليها فهى لم تتناول طعام من الغذاء والذى لم تكمله بسبب خبر سفره و جسدها ضعيف دون شئ مما جعله ينتزع نفسه منها و هو يعلم أنهما بوقت لا يمكن فيه الانفصال عن بعضهما .. حاله سئ جدا يحاول السيطرة على أنفاسه الهائجة كذلك هى صدرها مضطربة أنفاسه و أدمعت عيناها لاختياره اللحظة الخاطئة جدا جدا للابتعاد .. إلا أنه ألزم نفسه بشدة و هدر بها طالبا منها أن ترتدى ملابسها بسرعة و هو يدور حول نفسه محاولا التركيز لالتقاط ملابسه أما هى فمن المفاجأة التقطت ملابس جديدة من الخزانة من بنطلون منزلى قطنى كاروهات اسود و أحمر و تيشرت أبيض عليه قطة حمراء .. امسكها من يدها متجها بها خارج الجناح و كأنه يهرب من شبح ما و انزلها متجها بها إلى المطبخ و هى خلفه تمسح دموعها بيدها الحرة .. أنار إضاءة المطبخ المظلم و ألتفت لها وجدها تبكى بصمت و تضع رأسها أرضا .. حملها من خصرها واضعا إياها على طاولة المطبخ و اتجه المبرد ينظر به ثم سألها بصوت حاد فقد صبره عما ترغب بأكله فأشارت له برأسها أنها لا ترغب مما جعله يهدر بها :
- مأكلتيش حاجة من الضهر .. و وشك أصفر .. هيجرالك حاجة
" ثم هدأ صوته و رجعت به رقته المعتادة معها فقط "
عاوزة تأكلى إيه ؟؟
لم ترد أن تأكل شئ فآخر ما يدور ببالها هو الطعام فى هذا الوقت إلا أنها لا تريد أن يزيد من لومه لنفسه فأخبرته دون أن تنظر للمبرد أنها تريد أكل آيس كريم .. و مع أن خيارها للمثلجات كطعام لم يعجبه إلا أنه قلبه أعلمه أنها لا ترغب فى الطعام لولا خوفها منه مما جعله يرضى بأى شئ تختاره حاليا .. أخرج علبة المثلجات التى يعلم أنها لم تدخل البيت إلا من أجلها لشدة حبها لها خاصة نكهة الفانيلا و الشوكولا و الكراميل و التى للأسف تناسبها بشدة .
ناولها أصلان علبة المثلجات ومعها ملعقة وسكب له عصير وشرب منه كوبان لشدة عطشه و بعض الفاكهة لعدم رغبته فى الطعام أيضا .. جلس أصلان عل كرسى خاص بطاولة المطبخ يتناول الفاكهة ويتابع تلك التى تتناول مثلجاتها صامتة ولم ترفع رأسها له .. يعلم أنه قسى عليها قليلا و لكن دون إرادته بسبب حنقه من نفسه فهو دائما ما يراعى صغر سنها و ضعف جسدها فى كل شئ إلا شوقه و رغبته بها و الذى لا ينضب أبدا .. فهو رجل على مشارف الأربعين من عمره يعشق بجنون و يرغب بشدة إلا أن ضخامة جسده و قوة بنيته تقف عائقا له فى مقابل ضعف جسدها و رقة بنيتها .. ينسى نفسه و يغرق بها أحيانا يستفيق على نفسه كما اﻵن و غالبا ما يغيب فى شوقه .. نظر لها ثانية فوجدها توقفت عن أكل المثلجات و سرحت بعيدا .. نهض من مكانه و سحب علبة المثلجات منها يعيدها لمكانها ووقف أمامها يعيد على نفسه وعوده بالاكتفاء منها إلا أنه وجد قلبه وجسده الخائنين يقتربان منها حتى وصل إلى أن يقف بين قدميها التى تشكلتا بشكل تلقائى حول خصره .. امتدت يده ترفع وجهها الذى اشتد اختناقه من كتمها لبكائها .. نظرت له معاتبة و نظر لها مراضيا .. لم ترضيها نظراته فوجد نفسه يرضيها بشفتيه التى انطبقت على شفتيها تتحرك ببطء ثم بشغف جعله يلتهم شفتيها الورديتين بحرارة جعلت دموعها تلامس شفتيهم .. فصل قبلته واضعا جبينه عل جبينها يتنهد برغبة و عذاب ثم قبل كافة وجهها بقبلات صغيرة كرفرفة الفراشات .. فقالت له قطته من بين قبلاته بصوت هامس :
- ودينى أوضتنا أصلان
ورفعها أصلان بين ذراعيه متجها بها إلى جناحهما سريعا ليكمل ما قطعه فقطته ترغب بإكماله أكثر منه .
انطلق آذان الفجر و الأصلان على فراشه يحتضن قطته بين ذراعيه يملس على شعرها تارة وعلى جسدها تارة أخرى .. وضعها على الفراش برفق واتجه للحمام يغتسل ويستعد للصلاة .. بعد الانتهاء من صلاته وجد قطته تنهض من فراشها تستعد للصلاة هى الأخرى بعد أن فقدت دفء أصلانها و اتجه هو إلى مصحفه يقرأ ورده اليومى و لحقت به قطته أيضا فهما روح واحدة بجسدان فلهم نفس الطباع .. ولم ترغب بإضاعة أى وقت بعيدا عن أصلانها .. بعد انتهائه من ورده اليومى أقترحت عليه زهرة أن يستريح قليلا حتى موعد سفره و انصاع لها أصلان و اتجهت هى للقسم الآخر من الجناح تعد له حقيبة سفره و تجهز له ملابسه ثم اتجهت للمطبخ لتحضير الفطار و لأول مرة تفصل طعامهم عن طعام الأسرة .. و اتجهت بصينية مملؤة بما لذ وطاب من الطعام و لم تنسى عصيره و الدواء الخاص به ثم اتجهت بها لجناحها.. حيث وجدت أصلانها مستيقظا و بكامل ملابسه التى أعدتها له زهرة مسبقا .. شعرت بغصة فى حلقها تعود ثانية عندما وجدته على وشك الرحيل ولكنها تمالكت نفسها أمامه حتى لا تزيد الأمر عليه فملامح وجهه العابسة لا تختلف عن وجهها كثيرا مما جعلها ترسم على وجهها بصعوبة ابتسامة ظهرت باهتة لكنها أفضل من لا شىء و تقدمت تضع الفطار الذى أعدته له على طاولة بالقسم الآخر من الجناح .. تقدم ذلك الذى يأكله قلبه لتركه لقطته يجلسها على قدميه و يتناول معها الطعام الذى لم يتناول أى منهما منه كثيرا ف الأصلان لا يدع فرصة إلا و تلمس خصرها أو شعرها أو قبل وجهها و زاد من احتضانها .. إلى أن أفلتت نفسها منه قائلة له :
- أصلان .. و بعدين .... أنت مأكلتش حاجة
- مش عاوز حبيبى ... خليكى فى حضنى شوية على ما أمشى ..
وبعدين فين قهوتي .
- بعد الأكل أصلانى .. أحضرهالك و تشربها مع ماما و جدى ..
عيب منهم كفاية إننا مافطرناش معاهم .
- أصلانك رورو ...........
- أمممممم أصلانى ... ........ أصلان .
- نعم حبيبى ؟؟
- متتأخرش عليا هما تلت أيام بس .. "أدمعت عيناها "
أموت لو أتأخرت أكتر من كده .
- "أصلان بفزع و ضمها له بشده " بسم الله عليكى من الموت
حبيبى .. متقوليش كده تانى حبيبى .2
ضمت زهرة نفسها له .. و خرجت معه من الجناح وجدا محمد ينزل أمامهم و هو يلعن إهمال أسماء و نومها .. ألتزم أصلان الصمت ولكنه فى نفسه يقدر تلك الصغيرة التى لم توفر أى جهد لراحته و الاعتناء به أكثر من أى أحد بحكم أنها ضلعه و أقرب إليه من نفسه .. اتجه لغرفة الجلوس معها و يقوم بتحية جده و أمه و محمد الذى سبقهم كذالك زهرة .. ثم اتجهت هى ﻹحضار القهوة للجميع و قدمتها لهم ثم خرجت ماعدا محمد الذى تحرج من الأمر و تعجب الكل من ذلك ماعدا أصلان الذى يقرأ قطته و يفهمها أكثر من نفسه والتى سرعان ما عادت لهم تحمل الفطار لمحمد ووضعته أمامه دون حديث .. شكرها محمد وتناول إفطاره ثم بعدها ناولته زهرة قهوته أثناء الأحاديث المتبادلة بينهم ثم ودعهم أصلان و محمد و اتجهوا لسفرهم تحت نظرات زهرة والسيدة نعمة الداعية لهم .. أما الجد فلم يفته موقف زهرة مع محمد كذلك السيدة نعمة التى عزمت على التحدث مع أسماء بعد أن تستيقظ ثم احتضنت زهرة تلك الفتاة رقيقة القلب و أجلستها بجانبها و أكملت حديثها معها هى و الجد .
يتبع
💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚
الحلقة 20
.
.
الفصل العشرون
.
غادر أصلان تاركا وراءه قطته التى تتذمر نهارا و تبكى ليلا و طعامها يقل شيئا فشئ بالإضافة لكلامها على الرغم من إنها وعدت نفسها و أصلانها بالتماسك إلا أن شعورا ما بغيض أصبح يتملكها يشبه فقدان الذات ، التيه ، أو اليتم فهى من دونه فقدت هويتها سعادتها و دافعها لبدء يوم جديد .. أما ليلا يصاحبها بكائها الذى أعياها و أرقها الذى لا يفارقها خاصة دونه هو حبيبها أصلانها .. و اعتزلت غرفتها تدريجيا حتى أصبحت تقوم بواجباتها اليومية ثم تتجه لجناحها مباشرة و ضعفت صحتها كثيرا حتى اسقطها المرض و أصبحت طريحة الفراش تسكنها الحمى .
تفاجأ أهل منزل الحج قدرى صباح اليوم التالى بمرض زهرة الأصلان حين تفقدتها السيدة نعمة بعد أن تأخرت كثيرا عن ميعاد استيقاظها .. و قد طلب الجد عدم إخبار أصلان بعد أن طلبت زهرة ذلك من السيدة نعمة و أمر بإحضار الطبيب لها .. و قد لازمتها السيدة نعمة و أم أحمد و كذلك أسماء و سوما بالتناوب و لكن السيدة نعمة من كانت تنام بجوارها ليلا لرعايتها.
" فى جناح الأصلان "
زهرة ملازمة الفراش بسبب الحمى بجوارها سوما و أسماء تتحدثان بمواضيع مختلفة .
- السيدة نعمة و نظرها موجه ناحية زهرة :
مساء الخير يا بنات .
- سوما : مساء الخير يا ماما .
- أسماء بخفوت : مساء الخير يا ماما .
ولكن السيدة نعمة لم تعطى لها وجه و التفتت لسوما قائلة :
- روحوا أنتوا ناموا .. و أنا آعدة جنبها .
- ردت سوما مبتسمة :
خليكى أنتى أنهاردة يا ماما و أنا هنام جنبها .. و متقلقيش أنا
حافظة مواعيد دواها و لو فى حاجة هصحيكى.
- السيدة نعمة :
ﻷ .. روحوا أنتوا .. لو حصل حاجة هتتلبخوا ومش هتعرفوا
تتصرفوا .. و يلا بقى على أوضكوا.
ذهبت أسماء و سوما لغرفتهما تاركتين السيدة نعمة مع زهرة النائمة حاليا .. ولم تجد السيدة نعمة فى نفسها رغبة للنوم و اتخذت لنفسها مقعد بجانب الفراش و جلست عليه تتنهد على حال تلك الفتاة الرقيقة التى أصابها المرض بعد سفر ابنها و تتسآل هل يمكن أن يكون بسبب بعد ابنها عنها إلا أنها ابتسمت فى النهاية من سخافة تفكيرها دون أن تعلم أنها أصابت فى تفكيرها .. تفكيرها الذى انتقل تلقائيا لابنتها أسماء التى لا تسير على خطى أمها .. تلك الأم التى اهتمت بمنزل عائلة كبير لا يخلو من استقبال الضيوف و خمسة أبناء لها بالإضافة لسوما ابنة أخو زوجها منعم رحمه الله كذلك الجد و زوجته التى هى خالتها و مع ذلك لم تهمل زوجها و كانت قرة عين له إلا أنها لا تعلم ما بال ابنتها أسماء التى أصبحت لا تهتم إما لنفسها أو لزوجها أو ابنها بودة الذى يقضى معظم يومه مع نساء المنزل خاصة زهرة و سوما لذا هى فعليا ليس عليها أى ضغط ولكن تعلم أن ابنتها كما يقولون عنها " تغرق فى شبر ميه " .. ولكنها كأم تخاف على زواجها فهى تعلم أن ابن أختها محمد رجل مستقيم يحب ابنتها و لكن الإهمال يقتل الحب شىء فشىء .. ثم تعود بنظرها ثانية لزهرة فمن يرى جمالها و رقتها و رقيها و صغر سنها لا يصدق بإنها تحمل مسئولية هذا المنزل جانبا إلى جنب مع السيدة نعمة التى اتجهت فقط للإشراف و تحملت زهرة الجزء الأكبر مما جعلها تتيقن أن زهرة هى من ستمتلك زمام الأمور بالمنزل من بعدها .. فكم كانت تتمنى أن تشبه أسماء و سوما تلك الصغيرة التى لا توفر جهد فى الاهتمام بكل أفراد المنزل و بالأخص الأصلان الذى تجعله لا يحتاج أى شىء إلا منها فأصبح اعتماده كله عليها و أصاب الجد فى اختياره لها كزوجة لكبير العائلة بعده .. يعلم الله أنها تحبها كأبنة لها مثل سوما وأسماء وإسراء فتلك الفتاة الموجودة أمامها كثيرا ما تذكرها بنفسها حين دخلت هذا المنزل وهى فى سن السادسة عشر و كانت على قدر المسئولية التى ألقت بها خالتها عليها و كانت تتمنى أن تتشابه أسماء أو سوما معها و مع زهرة إلا أن الله سبحانه لم يرد ذلك .. كما تقدر كثيرا قيام زهرة بنصيحة إبنتيها و مساعدتهما فى مشكلاتهم بسبب سنهم المتقارب وكأن أفراد المنزل جميعا يكملون بعضهم البعض و هو الأمر الذى تتمناه هى والجد قبل كل شىء .. إلا أن ذلك لا يمنعها من القيام بواجبها كأم حتى النهاية بنصيحة أبنائها و تقويم أعوجاجهم حتى تعبر بهم للأمان و تكون أدت أمانتها أمام الله وأمام نفسها .. تنهدت السيدة نعمة للمرة التى لا تعلم عددها ثم استغفرت الله و اتجهت للنوم بجوار زهرة .
فى صباح اليوم التالى لسفر أصلان _ فى جناح الأصلان :
تقف السيدة نعمة و بجوارها أم أحمد و فى يدها صينية عليها طعام لزهرة طريحة الفراش .. تجلس سوما بجانبها و تحاول رفعها قليلا تعاونها السيدة نعمة التى تستمر بإفاقة زهرة بعد أن أهلكتها الحمى .. فقالت سوما :
- سوما :
ماما خلينا نديها الدوا عشان تفوق الأول .
- السيدة نغمة بحنق :
دوا إيه أنتى كمان .. مش لما تأكل الأول .. دى مأكلتش
حاجة من إمبارح .. تأكل حتى لو معلقتين شوربة وبعدين
نديها الدوا .
- أم أحمد :
لا حول ولا قوة إلا بالله .. إيه اللى صابك بس يا بنتى ..
دا سى أصلان هيزعل قوى .
- السيدة نعمة بنبرة شبه صارخة :
ﻷ يا أم أحمد الله يخليكى .. محدش يقوله حاجة لو اتصل .. و
أنتى كمان يا سوما نبهى على أسامة .
- سوما : مش هنعرفه إزاى بس يا ماما ؟
- السيدة نعمة :
يا بنتى أحنا كلنا جنبها .. و جوزها فى سفر لو عرف هيجى على ملا
وشه و دا طريق ماشى عليه أخاف يجراله حاجة ..
حتى زهرة الله يشفيها خافت عليه من الحكاية دى ووصتنى
ما أقولوش.
" صوت أنين خفيف "......... مرة .. إثنان .. ثلاثة ..
- السيدة نعمة تربت على وجنة زهرة :
زهرة .. زهرة يا بنتى .. أومى كلى وخدى الدوا .
- زهرة بصوت ضعيف :
مش قادرة يا ماما .
- أم أحمد : طاب إشربى الشوربة بس .
- زهرة : نفت برأسها .
-السيدة نعمة التى رأت شدة الوضع :
سوما روحى هاتى امبول السخونية .. نديها حقنة تنزل السخونية
و بعدين نحميها ونأكلها يا أم أحمد .
- أم أحمد : أنا بقول كده برده .
أعطت أم أحمد زهرة حقنة لخفض الحرارة و نزلت السيدة نعمة تتفقد الجد وأم أحمد كذلك تحمل الطعام ثانية للمطبخ تاركين سوما بجانب زهرة تتفقد حرارتها .. بعد أن أصرت زهرة على الجميع الذهاب لمزاولة أعمالهم و اتفقوا أن تبلغهم سوما عندما تنخفض حرارتها .. و قد اتجهت السيدة نعمة لغرفة الجلوس لتتحدث الى الجد فى بعض الأمور و لكن استوقفها رنين هاتفها .. و لم يكن المتصل سوى أصلان .. حدثته أمه بشكل عادى إلا أن الغير عادى هو انفجار ابنها ما إن ردت أمه عليه يسألها عن زهرة التى قلق عليها كثيرا فهى لا ترد على هاتفها .
- السيدة نعمة مرتبكة :
يا بنى زهرة كويسة .. دى .. دى .. تلاقيها نايمة ولا التليفون بعيد
عنها .
- أصلان الذى لم يصدق حديث والدته .. فزهرة دائما لا تفارقها أو فى
جناحها :
يا أمى ماهو مش معقول نايمة طول اليوم أو ناسية موبايلها
فى حتة لأنى منبه عليها متسيبهوش من إيدها.
- السيدة نعمة وقد ضاقت بها الحيلة :
جرا إيه يا أصلان .. مش كدا يا بنى .. خف على البت شوية ..
قولتلك محصلش حاجة .. شوية كده اتصل بيها وهى هترد عليك .
- أصلان الذى زاد قلقه على زهرته من نبرة أمه المرتبكة :
ال شوية دول مبيجوش من أمبارح .. معلش يا أمى شوفيها
فين واديلها تيليفونك انا هفضل معاكى على الخط مش هقفل .
- السيدة نعمة تنظر للجد الذى أستمع المكالمة كاملة بسبب صوت أصلان
العالى و لم تجد ما ترد به عليه ألا بعد أن أشار لها الجد أن تخبره بمرض
زهرة :
ما هو يا بنى مينفعش أديها التلفون أصلها .. أصلها نايمة فى أوضتها
إيه .. مينفعش أصحيها .. يا بنى أهدى بس أصلها تعبت شوية ..
إيه .. متقلقش كلنا جنبها محدش سايبها .. إيه .. ﻷ مفيش حاجة
وحشة دى بداية حمى .. شكلها خدت برد شديد .. نايمة والله لما
تصحى كده وتفوق هخليها تكلمك .. بس اللوقتى لسه واخدة
حقنة تنزل حرارتها و نامت تانى .. ﻷ متخفش إن شاء الله
حرارتها تنزل ..أ ااا .. آلو .. آلو .. أصلان .. أصلان .......
- الجد المتابع لحديث السيدة نعمة :
إيه .. قفل السكة ؟؟
- السيدة نعمة :
شكله كده .. لا حول ولا قوة إلا بالله .
- الجد : إيه يا نعمة .. قالك إيه ؟
- السيدة نعمة :
قال هيحاول ييجى فى أقرب وقت .
- الجد :
متقلقيش عليهم خليهم يتفاهموا مع بعض .. و انتى عارفة
إن روحهم فى بعض .. عشان كده خايف عليها .
- السيدة نعمة :
آه والله يا عمى .. أول مرة أشوفوا مخضوض كده .. ربنا يستر .
- الجد :
خير يا بنتى .........
- السيدة نعمة قلقة :
أصله الصراحة كان عصبى أوى .. خايفة عليها لما ييجى .
- الجد ضاحكا :
خايفة على زهرة من ابنك ؟
- السيدة نعمة موضحة :
أصلان دا نن عينى من جوا .. بس أنت عارف إنه شديد عليها ..
خايفة يأذيها من غير ما يحس .. و أنت عارف يا عمى البنت من غير
حاجة مش مستحملة .
- الجد مطمئنا السيدة نعمة :
ﻷ .. متخفيش عليها دا يحميها بروحه .. دى زهرته زهرة الأصلان .1
أما عند الأصلان الذى أنهى للتو محادثته مع والدته و قد سقط قلبه خوفا على زهرته .. يعلم الله أنه يشعر بشئ سىء و لكنه ظل يكذب نفسه ولم يتوقع أن يكون الشئ السىء لقطته .. تلك القطة التى أهملت صحتها بعد أن غادر على الرغم من إنه وعدها بالعودة فى أقرب فرصة .. يعلم هو أنها لا تتحمل بعده عنها كما يعلم الله وحده كم أنه لا يتحمل بعدها عن أحضانه .. و لما الكذب فهو اﻵخر لا ينفك يدخن السيجارة تلو الأخرى وقل طعامه فى مقابل زيادة أرقه وسوء مزاجه الذى عانى منه الجميع و كأن طبيعة جسده تمردت عليه .. و جاء له خبر مرضها كالقشة التى قسمت ظهر البعير فترك كل شىء فى مقابل الإطمئنان عليها و لحسن حظه أنه أنهى تقريبا كل عمله وترك الباقى لمحمد وتحت يده العمال بعد أن أبلغه بضرورة سفره على أن يلحقه بعد يومين الأمر الذى استقبله صديقه و زوج أخته بصدر رحب .
مرت ساعات النهار سريعا و حل الليل بعذابه لزهرة إلا أنه لم ينجح تلك الليلة فى عذاب زهرة فقد كانت متغيبة عن الوعى تقريبا معظم اليوم و خاصة ليلا بعد أن ارتفعت درجة حرارتها ثانية و لم تجد السيدة نعمة هى و أم أحمد بدأ من خفض حرارتها بالماء البارد .. و عندما نجحوا فى انهاضها تقريبا دخل عليهم حبيبها الأصلان فزعا من منظرها .. و كان خائفا عليها و لكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهه إلى أقرب ما يكون من الوحشية عندما علم بقرب كشفها على أهل المنزل مما جعله يستوحش بشدة و لم يهتم بوجود أحد و انتزاعها من أيدى أمه و أم أحمد قبل أن يدخلوها لحمام الجناح و طلب منهم بصرامة مغادرته وهو يحملها بين يديه و رفض اعتراض أمه و أم أحمد كذلك رفض عرض مساعدة سوما وأسماء فانسحبت الواحدة منهن تلو الأخرى و لم يتحرك هو من مكانه يراقبهم بعين أصلان .
عند خروج آخر واحدة منهن من الجناح اتجه أصلان مسرعا إلى حمام جناحه و بين ذراعيه زهرته .. اجلسها على حافة حوض الاستحمام و أسند رأسها للحائط نظرا لانهاكها و انتزع كافة ملابسها كذلك قميصه و بقى بالبنطلون فقط .. حملها مرة أخرى و انزلها معه لحوض الاستحمام مجلسا إياها بين قدميه .. و قد وصل الماء البارد إلى مستوى معقول يمكنه من سكبه على جسدها كما يمسح به وجهها من آن إلى آخر حتى بدأت حرارتها بالانخفاض و هى منكمشة أكثر لصدره لشعورها ببرودة المياه .
اطمئن أصلان لبداية انخفاض حرارتها و بالتبعية إفاقتها و استمر بسكب الماء عليها بوتيرة أهدئ و منتظمة .. و أسندت هى رأسها إلى صدره بعد أن أدركت أن حبيبها يحتضنها من الخلف و زادت من ضم ظهرها لصدره مما جعل يديه تتخلفان عن سكب المياه على جسدها و اتجهت لملامسة جسدها تارة و التمسيد على شعرها تارة أخرى و اسند رأسه للخلف فى راحة لقرب تماثل قطته للشفاء ووجودها بين ذراعيه .. تركت يديه جزء جسدها الظاهر من الماء واتجهت إلى الجزء المغمور بالمياه وتمادت لمساته فى غياب وعى للعاشقين من النشوة حتى وصلت يديه لما تسبب بشهقتها الضعيفة و التفتت برأسها له ودفنته فى رقبته بعد أن زاد مما يفعله مغيبين عما حولهما و تحولت آناتها من آنات ألم إلى آنات أخرى نابعة من استمتاعها بما يحدث حتى أفاقهما صوت طرقات على باب المرحاض .. جعلته يعى على نفسه و يبتعد عنها برقة ويتمالك أنفاسه و تعى هى الأخرى على نفسها .. أجاب أصلان على الطارق الذى لم يكن سوى والدته بعد أن هدأ نفسه و عاد صوته و التى كانت تخبره بأنها وضعت ملابس زهرة على الفراش و كذلك طعام لهما ثم غادرت الجناح تترك لهم الخصوصية التى وعت على حرص أصلان عليها .
انهض أصلان زهرة من حوض الاستحمام برقة و لفها بالمنشفة وهى صامتة و لكنها أشارت له على ملابسه التى تبللت بالماء مما جعله ينتزعها ويكمل استحمامه ثم لف نفسه بمنشفة هو الآخر و حملها إلى الفراش ثم ساعدها فى ارتداء ملابسها التى سبق وحضرتها لها أمه كذلك أكمل ارتداء ملابسه التى تكونت من جلباب بيتى سماوى اللون و أسفله بنطلون من نفس لون الجلباب .. كما ساعدها كعادته بعد كل استحمام لهما فى تمشيط شعرها و تجفيفه بمجفف الشعر حتى لا تبرد كذلك حتى يشغلها بعد أن لاحظ احمرارها اللطيف منه بعد ما فعله معها فى حوض الاستحمام .. تناولت زهرة مع أصلان القليل من الطعام والشوربة كاملة ثم ساعدها فى تناول الدواء .. حملها إلى الفراش و استلقى جانبها يضمها له يطمئن نفسه أنها بخير و بعد أن ظلا على وضعهما فترة من الوقت انطلق يعاتبها عتاب الاحبة الخاص بها فقط
- كده رورو .. مش قولتلك تخلى بالك من نفسك .
ضمت نفسها له أكثر و لم ترد عليه فقد أخذتها مشاعرها لعالم آخر و جعلتها ذائبة بين ذراعيه لا تقوى حتى على الحديث و لكن تستمر فى ضم نفسها له فقط و تتنفس رائحته التى اشتاقت إليها كذلك هو يزيد من ضمها له حتى كاد يدخلها بين ضلوعه وتلك العاشقة لا تمانع كذلك يعاتبها وهو يتنفس رائحتها التى اشتاق إليها
- زعلان منك أوى رورو .
ثم رفع رأسها له يعاتبها بنظراته على إهمال صحتها و تسببها بالبعد بينهما و هو أكثر من مشتاق لقربها .. لم تتحمل نظراته ووجدت نفسها تضع شفتيها على شفتيه تقبله برقة و شوق واعتذار و قبلها بعتاب و شوق يبدو أنه سيطول .. يقبلها و تبادله ثم يفصل قبلتهما حتى تلتقط أنفاسها ثم يعاود تقبيلها و تبادله و يفصل قبلتهما حتى تلتقط أنفاسها و يعاود مرة و مرة ثم مرة حتى وجد أنه ينهار فى قربها مما جعله يبعد شفتيه عنها
- ﻷ رورو
- نظرت له الأخرى بحاجة يفهمها جيدا .
- فقال لها بنفاذ صبر عاشق : أنتى السبب .
- أصلااان.
- " هزها برقة لمرضها " :
لو قربت هتتعبى أكتر .. اسكتى رورو ونامى عشان تتحسنى .
- مش تعبانة .
- كدابة .
- لو تعبت هقولك .
- لأ " و هو يتمزق داخليا " .
و استمر الشد و الجذب بينهما برقة حبيبين و عاشقين إلى أن غلبهما شوقهما و انتصرت القلوب و اتحدت الشفاه فى لغة لا يفهمها سواهما خلطت بين المشاعر والحاجة والحب و الرغبة فى الاتحاد .. بهدوء شديد حتى لاتمرض و كثرت القبلات المتفرقة على سائر جسدها لتهدئة المشاعر الهائجة المتبادلة بينهما .. تتأوه تارة و تستمتع أخرى و تتلمسه ثالثة .. يتأوه تارة و يستمتع أخرى و يلمسها ثالثة حتى انتهت ليلتهما و قطته نائمة هانئة بين ذراعيه .
صباحا لم يقترب أى أحد من جناح الأصلان لعلمهم بوجوده داخل الجناح تحت تنبيهاته لأهل المنزل بعدم دخول جناحه طالما هو بداخله .. ينتظره الجد و السيدة نعمة بغرفة الجلوس حتى أستيقظ ظهرا يرتدى جلباب بيتى و مقبلا عليهم بنشاط و على شفتيه ابتسامة جعلت الجد والسيدة نعمة ممتنين لتلك التى مازالت بجناحها حتى الآن .
- أصلان : صباح الخير " مقبلا يد جده و أمه "
- الجد : صباح الخير يا بنى .
- السيدة نعمة : يسعد صباحك يا حبيبى .. إزى زهرة دلوقتى .
- أصلان بنظرات عاشقة لم تفت الجد والسيدة نعمة :
الحمد لله .. بقت كويسة .. اديتها الدوا و نامت تانى .
- السيدة نعمة :
طاب تحب أخلى حد من البنات يطلع يشأر عليها ؟؟
- أصلان منتفضا : لأ .
" لعلمه أن قطته مازالت عارية فى الفراش لا يسترها
إلا الغطاء "ثم نظر للسيدة نعمة المتعجبة من ردة فعله
و أكمل .. أنا كمان شوية هصحيها يكون الغدا جهز .. محدش
يدخل الأوضة .. " ثم أخفض عينيه "
- الجد الذى أدرك سبب رفض أصلان بخبث و يكتم ضحكته ثم قال مغيرا
الحديث :
سعاد كلمتنى امبارح و بتسلم عليكم ......
- السيدة نعمة بفرحة لسماع أخبار صديقتها و أخت زوجها رحمه الله :
و النبى صحيح يا عمى .. الله يسلمها .. هتيجى أمتى ؟..
أصلها أتأخرت أوى عن معاد كل سنة .
- الجد ضاحكا من لهفة نعمة على صديقتها :
اصبرى يا نعمة .. سعاد هتيجى أول الشهر .
- أصلان معلقا :
تيجى بالسلامة إن شاء الله .. يعنى بعد أسبوعين .
- الجد :
إن شاء الله .. متنسيش تحضري أوضة ليها هى و جوزها يا نعمة ..
و البت بوسى هتنام مع سوما و دولة هينام مع أسامة .
- السيدة نعمة التى استغربت كلام الجد فى ترتيب الأماكن لكثرة
الغرف بالمنزل :
ليه يا ................
" قاطع حديثها الحج قدرى "
- الجد بجدية شديدة :
ما هو فى نفس اليوم هيجى زاهر و صفصف و منير و مرته
و رائد و خطيبته .
- السيدة نعمة بمفاجأة :
هو رائد خطب ؟؟
- الجد بصرامة و غموض :
أيوه .. أمال أنتى فاكرة صفصف عملت الفلم اللى قلتلكوا عليه فى
بيت الحج حامد المنصورى ليه ؟ .. مش عشان تفركش الجوازة
و تخطبله البت دى اللى شكلها من عينتهامن غير حتى متقولنا
ولا تشورنا .
" أوشكت السيدة نعمة على الحديث إلا أن الجد قاطعها ثانية
بجدية شديدة "
اسمعونى .. زهرة متعرفش أن الست اللى عملت المشكلة لما روحنا نخطبها تبقى صفصف مرات زاهر.. ثم وجه حديثه ل أصلان متجهم الوجه وهو يعلم ما يفكر فيه و أكمل .. ولا هما كمان شافوا شكلها لأن فى الأعدة كان ضهرهم ليها .. يعنى زهرة سمعت كلام صفية و مشيت و محدش شافها غيرى يا أصلان اطمن .. و حاسب على الجوهرة اللى معاك يا بنى منهم .. و البنت طيبة بتحبك و بتموت فى التراب اللى يتمشى عليه .. دى مستحملتش تغيب عنها يومين ولا كلت ولا شربت لحد ما أنت جيت .
- أصلان :
مقدرش أزعلها دى روحى يا جدى .. بس غصب عنى كل ما أتصور
أنها كانت ممكن تبقى من نصيب رائد بحس بخنقة وضيق شديد ..
الحمد لله .
- الجد متنهدا :
ربنا يخليكوا لبعض يا بنى .. و يرزقكوا بالخلف الصالح .
- السيدة نعمة و أصلان : اللهم آمين .
- الجد أكمل حديثه :
أنا عارف دماغ صفية مرات زاهر .. هى صممت تيجى فى الوقت ده
بالذات ليه .. عاوزة تورينا البت خطيبة زاهر و تمد لسانها لينا .. وتقول
أدينى خطبتلوا اللى على مزاجى وكسرت كلمتكوا و جبت واحدة أحسن
من اللى انتوا أختارتوها لابنى .. بس مش ده اللى أنا خايف منه .. اللى خايف منه هو لما
يشوفوا زهرة .. و طبعا مش هوصيكوا تاخدوا بالكوا منها و متتسبش لواحدها أبدا فاهمانى يا نعمة .
- السيدة نعمة التى شعرت بالفخر لأن زهرة كنتها و أن صفصف لن تأتى لابنها من هى أحسن نسبا أو أخلاقا أو أجمل من زهرة .. ابنها الذى لطالما تفاخرت به و قارنت بينه و بين أصلان ابنها بل و سخرت منه أيضا لأنه اختار دخول كلية الزراعة بدلا من أحد كليات القمة ليرضى جده :
إن شاء الله يا عمى.
- الجد :
أصلان وصى الرجالة يدبحوا عشان الأكل .
- أصلان :
حاضر يا جدى متوصيش حريص .. دى عمتى الغالية و البت بوسى الهبلة .
ضحك الكل على حديث أصلان الذى يعلم الجميع بمعزته لبوسى التى سميت على اسم أخته بثينة .
مرت عدة أيام و جدت مشاكل بالعمل مرة أخرى اضطررت أصلان أن يخالف وعده ويسافر ثانية بمفرده لمدة يومين .. يصادف يوم وصوله وصول أولاد الحج قدرى سعاد و زاهر .. لذا اضطر أصلان أن يسافر بمفرده و ترك الأمور تحت إشراف أسامة و محمد .. و قبل سفره أوصى قطته أن تهتم بصحتها جيدا حتى لا يغضب منها كما تهتم بطعامها .. أما زهرة فوعدته مع كثير من القبلات ألا تهمل نفسها و أن تكون بانتظاره و هى بكامل صحتها .. و حرصت على الرغم من روحها التى غادرت معه أن تكون على قدر المسئولية .
يتبع
الحلقة 21
الحلقة 22
.
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜
الحلقة 21
.
الفصل الحادي والعشرون
" منزل زاهر قدرى ليلا "
فى غرفة نوم عتيقة تعود أخشابها لأكثر من عقدين من الزمن .. يتوسطها فراش كبير و على أحد أركانها دولاب كبير والجانب الآخر تسريحة فخمة قديمة الطراز .. على أحد جوانبها عطور فخمة والجانب الآخر زجاجة عطر تركيب رخيصة لا يتجاوز سعرها أكثر من خمس و عشرين جنيه و مشط بلاستيك رخيص مكسور أحد أسنانه و زجاجة زيت شعر لا يتبين نوعها بسبب قدم استخدامها .. يجلس زاهر على الفراش يتابع زوجته صفصف و هى تتمم على حقائب السفر الخاصة بها هى وزوجها و سبق أن طلبت من الخادمة ترتيبها .
زاهر بحنق بعد أن خالف كلام أبيه و رفض الزيجة بسبب زوجته التى لا يطمئن لها خاصة وهى تتمم على الحقائب بحماس منقطع النظير و الذى يعنى ل صفصف زوجته كلمة واحدة و هى كارثة قادمة بالطريق .. مما جعله يحاول إقناعها بعدم الذهاب للمرة الأخيرة .
زاهر بحنق :
يا ستى كان لازمتها إيه الزفة دى كلها ..
أنا وأنتى و منير و مراته و رائد و خطيبته
.. ما كنت رحت سلمت على أبويا و أختى
و أعدت يومين و تنى راجع على طول .
صفصف بمكر :
و ده اسمه كلام مش لازم نعد لنا كام يوم
و نسلم على سعاد و نصالح عمى .
زاهر متوجسا :
و ده من أمتى الحنية دى يا صفصف ؟!..
ما تيجى على بلاطة و تقوليلى كده أنتى
ناوية على إيه ؟ .. إيه اللى فى دماغك ؟
.. بدل ما نروح و يحصل حاجة زيادة و
يخلى أبويا يغضب علينا .. محناش
ناقصين كفاية جوازة ابنك .1
صفصف :
مش لازم ننول رضا عمى قدرى و نوريه
العروسة الايما والسيما بنت العز الهاى
اللى اخترتها ل رائد بدل البت اللى كانوا
عاوزين يجوزوها ليه و لبسها أصلان .
زاهر مستشعرا قدوم المصائب :
آه قولتيلى.. تبقى ناوية على خراب يا
صفصف .. متنسيش يا هانم إن فشخرتك
أدام صاحبتك اعتماد و بنتها نانى من
فلوس أبويا فبلاش تعملى مشاكل هناك
عشان متخسريش .
صفصف بفشخرة :
الحق عليا .. أنا اللى عاوزة أصالح عمى
بعد الزعل اللى حصل بينا بسبب
المحروسة اللى كان عاوز يلبسهلنا
.. و هخدلوا رائد و نانى و أوريه هما
بيجيبوا لابنى إيه و أنا بنقيله إيه .. و
أنا متأكدة لما يشوفوها هينبهروا بيها و
يقولوا إن كان عندى حق فى اللى عملته
زاهر ... زاهر ..... يا زااااهر .................1
لم ينتبه زاهر لكلام صفصف .. بل كل عقله فى السبب الرئيسى لذهابه لبلدته و هو رغبته فى رؤية ربيبة حبيبته " صفية المنصورى "
ويأمل أن يحالفه الحظ و يلتقيها صدفة قادمة لزيارة ابنتها .. فهو لم يتوقع أن تظل محتفظة بجمالها الذى لم تمحيه السنين و ذلك عندما شاهدها تدافع عن ابنتها كنمرة شرسة ..
و كأن السنين لم تفت فهى مازالت محتفظة بطبعها النارى .. و يتسآل فى نفسه عن وجود
بقايا مشاعر تجاهه
زاهر .... زاهر ..... يا زاااااهر .............
زاهر :
أيوة يا صفصف .. بتقولى إيه ؟
صفصف :
بقولك أنا حطتلك كل اللى هتحتاجه .. و
جهزتلك كمان البدلة ال............................
زاهر حانقا :
بدلة إيه ؟؟ هو أنا رايح فرح .. أنا رايح
أشوف أبويا و أسلم على أختى وجوزها
.. جهزيلى جلبية أسافر بيها .
صفصف :
يا فضحتى .. أنت عاوز تفضحنا يا راجل
أدام خطيبة ابنك و تقل بينا قدامها .
زاهر صارخا :
أخرسى .. قطع لسانك .. لعلمك يا هانم
صحبتك و بنتها دول ميسووش فى زمتى
مليم أحمر بس اعمل إيه لمخك الحجر اللى
هيجيبك ورا أنتى و ابنك اللى على نفس
ذوقك .. و خلى فى علمك إذا نسايب الهنا
وافقوا عليكوا فدا عشان اسم عيلة قدرى
اللى ابنك منها لا اكتر ولا أقل .. يعنى مش
عشان سواد عيونك أنتى أو ابنك رائد ..
فهمتى ؟ ولا لسه عيشة فى أوهامك ؟
صفصف :
أااااااا............
زاهر مقاطعا :
مش مهم .. المهم حضريلى الجلبية برده
عشان هسافر بيها "ثم تركها خارجا من
الغرفة "
قال افضحكوا قال ...............................
نظرت صفصف لزوجها زاهر و هو مغادر الغرفة بحقد .. فهو من وجهة نظرها سوف يخرب الواجهة الاجتماعية التى تعمدت أن تدخل بها على عائلة زوجها و خاصة غريمتها نعمة و ابنها الأصلان .. فمن وجهة نظرها أنها ستريهم نسب العائلة التى اختارتها لابنها كما تمنى نفسها بنظرة قهر من نعمة بعد أن تشعر بالهزيمة أمامها .. و كذلك بنظرة رضا من والد زوجها بعد أن يروا نانى أو ناريمان العيسىوى ابنة صديقتها اعتماد خريجة الجامعة الأمريكية ذات الخمس و العشرين ربيعا .. سليلة العيسوى صاحب مصانع السجاد المشهورة .. كذلك صممت على السفر بكل عائلتها و دعت نانى لترى كذلك أملاك ابنها سليل عائلة قدرى فهى كما تتباهى بها تريد أن تتباهى أمامها بنسب زوجها و ابنها أمام صديقتها و ابنتها .. و قد نجحت خطتها حتى الآن و ها هو رائد ذاهب بعد قليل ليجلب نانى و يلحقهم بسيارته الخاصة حتى يتمكنوا من الوصول لمنزل الحج قدرى صباحا .
فى غرفة أخرى بمنزل زاهر
غرفة منير و زوجته سلوى :
فقد صممت صفصف بأن يترك منير و سلوى منزلهم الخاص و البقاء معها بحجة راعيتها أثناء حملها الذى وصلت فيه للشهر الخامس .. ولا أحد يعلم بعرضها الحقيقة و هو إبقاء كنتها تحت عينيها و السيطرة على حياة ابنها كما هى رغبتها بالنسبة لرائد .
منير :
جهزتى نفسك يا سوسو ؟؟
سلوى :
أيوة يا حبيبى .. خلاص جهزت كل حاجة .
منير :
طاب أساعدك فى حاجة ؟
سلوى :
لأ يا حبيبى شكرا .. أنا خلصت و الله .
منير قلقا :
طاب أنتى حاسة إنك كويسة ؟ .. تقدرى
على السفر يعنى ؟
سلوى :
متخفش أنا سألت الدكتور و سمحلى ب
السفر .. كمان كل اللى هناك و حشونى
أوى و نفسى أشوفهم .
منير بحب محاوطا زوجته بذراعيه :
و هما كمان بيحبوكى أوى .. أنت طيبة
و قلبك أبيض مين بس هيكرهك يا سوسو.
سلوى :
آه .. و كمان هموت وأشوف مرات الأصلان
اللى قامت من وراها المشاكل دى كلها .
منير :
بعد الشر عليكى يا سوسو .. هتشوفيها
يعنى هتروح فين و لا هتكون عاملة إزاى
يعنى .. زى اللى هناك .
سلوى :
منيييييييير .
منير :
من غير متتنرفزى .. أنتى عارفة تفكيرى
أنا مش قاصدى حاجة وحشة .. أنا قصدى
إنها هتكون شبه البنات اللى هناك .. و مع
ذلك هيا فعلا لو شبههم هتكون أحسن ميت
مرة من ست نانى اللى ماما مزهقنا بيها و
هى ولا تعرف حاجة فى أى حاجة بس
هقول إيه .. هى ماما تفكيرها كده .
" ثم أكمل حديثه "
حتى رائد بيساعد ماما على كده كل تفكيره
دراسته و الدكتوراه و بس أما أى حاجة
تانية مش مهم حتى الإنسانة اللى هيشاركها
حياته خلاها على ماما و ماما طبعا مش
مقصرة جبتله نانى .
سلوى بحزن :
معلش يا حبيبى ربنا يهديهم .
منير الذى أدرك حزن زوجته :
متزعليش يا سوسو أنا عارف إن ماما
بتشد عليكى اليومين دول عشان فرحانة
حبتين بست نانى .. اصبرى هو الغربال
الجديد له شدة .
سلوى بعدم فهم :
يعنى إيه يا حبيبى ؟؟
منير موضحا :
يعنى استنى حبة لما الانبهار ده يروح
وتبان على حقيقتها .. هتلاقى ماما بتعاملها
أوحش من زينب " العاملة بالمنزل " .1
ضحكت سلوى على كلام زوجها الذى أكمل :
و كلها كام شهر و تولدى و ناخد ولى العهد
و على شقتنا على طول .. اصبرى معايا
بس شوية كمان و أنا والله هعوضك على
العذاب ده .. ممكن يا سلوى ؟؟
سلوى و قد أدمعت عيناها :
حاضر يا حبيبى هصبر .. بس مش عشان
اللى قلته ده .. لأ .. عشان بحبك يا منير .
قبل منير يديها قائلا :
ربنا يخليكى ليا يا سوسو .
فى غرفة رائد زاهر :
يمشط شعره أمام المرآة و هو بكامل هندامه.. قميص كتان أبيض و بنطلون جينز فاتح و حذاء رياضى أبيض ثم ارتدى نظارته الطبية و اتجه لمكتبه ثانية ينهى عمله على اللاب قبل أن يذهب لخطيبته نانى .. تنهد وهو ينظر لساعته وقد تبقى القليل جدا على ذهابه ل نانى .. نانى التى تناسبه من الناحية الاجتماعية جدا و بشكل ممتاز تتماشى مع مركزه كما تضيف إليه بنسبها بريقا .. و لكنه مازال يشعر بأن هناك شئ ما .. شئ ما أخفاه فى الركن البعيد بعقله ولا يريد الاعتراف به أو معرفة ماهيته .. فهو ليس توقيته المناسب و بالنسبة لشخص بعمليته لن يأتي هذا التوقيت المناسب أبدا .. و كل ما يقولوه لنفسه بإنها جيدة جدا له و إنها كخيار أحسن بمراحل من الفتاة التى كان جده يريد تزويجها له .. و عندما وصل رائد بتفكيره لهذة النقطة أغلق لابه و أخرج حقيبة سفره مستعدا للذهاب لنانى .
فى منتصف الليل - مطار القاهرة الدولى
يعلن عن وصول الرحلة ١٠٢ القادمة من الكويت .
ظهرت السيدة سعاد قدرى و زوجها المهندس محسن وأبنائها بثينة و عادل بين ركاب الطائرة .
" صوت كف يحط على رقبة إنسان "
و ما كان الكف إلا ل بوسى و ما كانت الرقبة إلا ل دودى اللذان يتخلفان عن والديهما لعدة أمتار و يجران خلفهما تل من الحقائب .
بوسى :
حمدالله على السلامه يا وحش .. تحيا
مصر .
عادل متألما من كف بوسى :
آخ .. الله يسلمك .. يخربيتك إيه الايد
دى .. إيد بقرة .
بوسى مقتربة من عادل و مشيرة لوالديها
المتقدمين عنهم :
هما مش هيشيلوا معانا الشنط .. بدل ما
هما ماسكين إيد بعض وعاملين نفسهم
فى الثانوى .
دودى مكملا على حديثها :
مش مراعيين سنهم و لا عاملين احترام
لينا خاااالص .. استنى كده .
محسن .. يا محسن .. أنت يا ولد .
الاستاذ محسن ملتفا لابنه :
محسن حاف كده يا حيوان .. أنت
فاكر نفسك بتلعب معايا يلا .
عادل الذى لم يلتفت لكلام والده :
ولد .. ولد .. سبب إيد البنت ملهاش أهل
دى ولا إيه ثم" ألتفت لأمه " وأنتى
و الله لأقول لأبوكى بس أما نوصل
.. أمشى قدامى أما أشوف أخرتها معاكوا.
بوسى :
الواحد هيموت وينام .
محسن :
ابقى نامى فى العربية يا بوسى .. لسه
قدامنا كتير على ما نوصل .
عادل :
أيوة عشان نضيع الوقت كمان .. دا الواحد
ضهره هيورم على ما نوصل .
سعاد ضاحكة :
كله يهون عشان أبويا .. ياه وحشنى موت
ونعمة وأصلان والبيت كله .
محسن :
آه والله .. عندك حق يا سعاد .. مع إن أهلى
متوفيين من زمان إلا إنى بعتبر عمى
فى مقام أبويا .. و أدينى أهه بنزل الإجازة
و ملهوف أكتر منك.. أنا عمرى ما هنسه
وقفته جنبى فى الوقت اللى كنت مقطوع
فيه من شجرة .. لا أهل و لا عزوة ..
منساش لما قالى أنا عيلتك .. ربنا يديله
الصحة ويفضل مضلل علينا .
سعاد :
اللهم آمين .. الواحد بيحس إن الأجازة
يا دوب .. مبتلحقش .
محسن :
آه والله .. على ما نستريح و نسلم على
الناس و نعد شوية تكون خلصت .
بوسى :
الحمد لله المرة دى مش مستعجلة .. أنا
كده ولا كده قاعدلهم .. و هاخد الكلية من
هنا مع سوما .. و بيقولوا كمان مرات أصلان
هتدخلها معانا .
دودى :
أحسن على الأقل تخف الزحمة وإحنا
مسافرين .
سعاد :
دا أنا اللى عاوزة أشوف مرات أصلان ..
دا نعمة بتقول فيها شعر .. يا ترى هو عامل
معاها إيه .
محسن :
الصراحة أنا مستبشر خير بالجوازة دى ..
ربنا يستر بس من مرات أخوكى العقربة .
" ثم قطع حديثه خروجهم من المطار و
رؤيتهم للسائق "
يلا يا جماعة .. إزيك يا عماد " سائق عائلة
قدرى "
عماد :
ياأهلا وسهلا .. حمدالله ع السلامة
يا أبو عادل .
الكل :
الله يسلمك .
عودة لمنزل قدرى :
دخل منزل الحج قدرى فى حالة استعداد قصوى منذ عدة أيام لتحضير المنزل لاستقبال هذا الكم من الضيوف .. فحرصت السيدة نعمة بنفسها على الاشراف على تجهيز الغرف الخاصة بالضيوف بنفسها و معها سوما و أسماء وفاطمة و ورد .. كذلك قام أسامة ومحمد بالاشراف على الذبائح التى أوصى الحج قدرى بذبحها على شرف وصول ابنته و زوجها وابنه و أسرته و التى بدأت منذ آذان الفجر وانتهوا منها وذهبت للمطبخ حيث تقوم زهرة و أم أحمد بإعداد الطعام .. و قد حرصت زهرة من اليوم السابق على تجهيز تحضيرات الطعام مستغلة أرقها بسبب غياب تؤام روحها عنها والذى صدف وصوله بعد القليل من الوقت حسب ما أخبرها فى مكالمتهم الأخيرة و التى كانت من عدة ساعات يخبرها باستعداده للعودة .. و بالطبع لن تفوت زهرة تلك المناسبة كالعادة إلا وأعدت له مختلف الأصناف و بعض العصائر تحت تعليقات أسامة و مشاغبة بودة و محمد و خجل سوما و ضحكات أسماء .. ولا ضرر طبعا بالنسبة لزهرة فى زيادة كمية الطعام ليشمل الجميع .. حتى تركت الطعام شبه جاهز فى حدود العاشرة .. كل ذلك ولا تتركها السيدة نعمة بل كانت لها جنبا إلى جنب سواء بالمساعدة أو الاشراف .. فقد وجدت كل واحدة منهما فى الأخرى رفيقة على نفس الشاكلة من الاهتمامات و الأفكار و التى كانت سببا فى تقاربهما السريع وحبهما لبعضهما على عكس العادة بين الحما و الكنة .
أنهت زهرة عملها مع السيدة نعمة واتجهت إلى جناحها بعد أن شعرت بالارهاق يدب فى أوصالها .. فهى أوصت بوعدها للأصلان لحرصها على طعامها إلا أنها لم تستطع النوم بشكل جيد فى غيابه بحيث اقتصر على ساعات قليلة فى اليوم الأول لغيابه ثم امتنعت عنه فى اليوم الثانى .. اتجهت زهرة للحمام لاستعادة نشاطها واستبدال ملابسها .. فارتدت فستانا ثلاث ارباع كم و طويل يصل طوله إلى الكاحل لونه شبيه عينيها أزرق غامق يزين أطراف الأكمام الدانتيل من نفس اللون .. وتضع على أحد أطرافها شالا حريرى يحتوى على لونين جعلاه مقسوما طوليا .. القسم الأول منه الذى يقابل كتفها لونه أزرق نفس لون الفستان و القسم الآخر الذى يقابل ذراعها لونه أسود .. وكان الفستان مجسما بشكل جميل بحيث أبرز عودها الغض ..وارتدت حذاء مسطح أسود اللون كذلك تركت شعرها منسدلا على طوله الذى تعدى منتصف أفخاذها .. فكانت مثالا للبرآة و الجمال و الأنوثة .. لا ترى بعينيها سوى حبيبها الأصلان والذى جعل قلبها مضطربا لمجرد ذكراه .. انتهت زهرة من ملابسها واتجهت الأسفل فى انتظار الأصلان كذلك من أجل الترحيب بأقاربهم التى تراهم لأول مرة و تسمع أصواتهم من الأسفل ..تاركة استغرابها من تصرفات السيدة نعمة و الجد والتى وصلت لحد محاوطتها و اتسمت بالغموض .1
منزل الحج قدرى - الدور الأول :
تعلو أصوات الترحيب من الأسفل
" يا أهلا وسهلا - حمدالله على السلامة
يا ألف مرحب
يا أهلا يا أهلا
بت يا فاطنة .. بت يا ورد شيلو الحاجة
من الجماعة "
اصطفت سيارتان حديثتان أمام منزل الحج قدرى تعود لابنه زاهر وأسرته .. السيارة الأولى تضم منير وبجانبه والدته صفصف و التى أصرت بشكل مبالغ فيه على الجلوس بالمقدمة بجانب ابنها بدلا من الجلوس بجانب زوجها كنوع من الريادة بالنسبة لها .. و فى الخلف زاهر و بجانبه زوجة ابنه سلوى .. و فى السيارة الثانية رائد و فتاة أخرى ذات شعر أصفر مصبوغ بشكل مبالغ .. متوسطة الطول و عينان ملونة بسبب العدسات ووجه دائرى ترتدى بلوزة ربع كم يصل طولها لبعد وسطها .. وبنطنال جينز ضيق و ترتدى كعب عالى تتمرد به على المكان .. متأخرين عدة أمتار عن زاهر الذى يقبل يد أبيه و رأسه يليه صفصف و منير و سلوى .. مسحت نانى بعينيها المحيط حولها و احتلتها نظرة احتقار كنتيجة للمسح و سلمت على الجميع بأطراف أصابعها و أنف عال .. يليها دخول الأصلان و معه حقيبة السفر الخاصة به بعد أن ركن سيارته بعيد عن سيارة عمه و أولاده .. يرتدى قميص أزرق مفتوح عدة أزرار منه تصل لبداية معدته تحته تيشرت أسود لم يمنع من ظهور عرض منكبيه و عضلاته و تقسيمات معدته تحتهم بنطلون جينز ألتف حول ساقية ظاهرا لعضلات فخذيه و التى كونتها أعماله الشاقة .. ثم أخذ أصلان نفسا عميقا يهدئ به اضطراب قلبه الذى يرغب فى رؤية حبيبته1
" يا أهلا يا عمى .. حمدالله على السلامة
نورتونا يا جماعة .. اتفضلوا ".
ثم رحب بعدها بمنير و زوجته و رائد و عرفته صفصف بصوت مرتفع و فشخرة زائدة على نانى .. و قد منت نفسها برؤية نظرة قهر من أصلان أو نعمة إلا أنه لم يقابلها سوى الفراغ وعدم الاهتمام منهما .. كما أدرك الجميع من أسلوبها أنها لا تنوى خيرا .
تنحنح الجد آمرا الكل بالدخول بعد أن تبادلوا السلام .. و اجتمع الكل فى غرفة الجلوس التى تحتوى على طقمين للصالون بجانب بعض .. و قد استئذن الأصلان منهم بعد أن جاءه شخص ما يسأل عنه و ذهب لغرفة المكتب لملاقاته و قد كان يمنى نفسه برؤية زهرة التى اختفت تماما عن الصورة حتى وقتهم .
تبادل الجميع أطراف الحديث فى جلسة ودية لم يعكر صفوها سوى صفصف واستئذنت منهم السيدة نعمة لتأتى بالضيافة من المطبخ .. لم تكد نعمة تغادر المجلس إلا و قد على صوت صفصف تسأل عن الكنة التى لا تعلم اسمها ولكنها لقبتها ب " المحروسة "
صفصف بصوت عالى :
الله أمال فين المحروسة مرات أصلان
مش تيجى تسلم علينا .. و لا إحنا مش قد
المقام .
ساد الصمت فى مجلس الجد قدرى الذى تجمدت ملامحه و كساها الغموض .. فها هى زوجة ابنه تلح فى رؤية زهرة العائلة .. فما كان منه إلا أن نطق بصوت جامد كملامحه :
تلاقيها واقفة على إيد البنات بتجهز
الغدا و أوضكوا .. أصلنا هنا معتمدين
عليها فى كل حاجة .. اصبروا شوية
و تلاقيها جاية .
و كأنه يوصل لها رسالة بكلماته مفادها أن زهرة خط أحمر و خاصة بعد أن حازت على ثقة الجد و اعتمد عليها فى حين أن ابنه الذى هو زوجها خرج من هذه الدائرة .
فرد زاهر ملطفا الجو الذى توتر :
آه طبعا .. الله يكون فى العون .. على
العموم لما حد يجى من البنات نبقى نخليه
يندهلها .
فرد الجد على ابنه حتى ينفى فكرة أن زهرة خائفة من لقائهم .. كما أنه يرغب فى رؤية وجه صفصف بعد أن تراها .. وقال :
- وليه نستنى .. بت يا فاطنة .. بت يا
فاطنة .
- أيوه يا سى الحج .
- نادى ستك زهرة .. جوليلها الحج عاوزك .
- حاضر يا سى ال........... أهى
جت أهى .
و كانت فاطمة تسد بجسدها باب غرفة الجلوس و ترى من موقعها الجالسين بالغرفة كما ترى القادم من الدور العلوى مثل زهرة التى رأتها فاطمة تتهادى على السلم .. و قالت فاطمة لزهرة القادمة باتجاهها مبتسمة كعادتها دائما :
- ست زهرة .. يا ست زهرة .
- أيوة يا فاطمة .. زهرة بس .
- تسلمى يا ست .. سيدى الحج عاوزك .
- شكرا يا فاطمة .. روحى أنتى .
تقدمت زهرة قاصدة غرفة الجلوس .. وقالت بصوت رقيق خجل ووجنتين زاد احمرارهما بسبب العدد الكبير من الموجودين :
السلام عليكم .
صمت شاع فى مجلس الحج قدرى بعد أن اتجهت العيون ناحية الصوت الرقيق الذى لم يكن سوى لملاك أكثر رقة يقف خجلا بجانب الباب .. تغير وجه صفصف و ظهرت الصدمة على الحاضرين و لكن كان النصيب الأكبر لرائد الذى لم يحد بعينيه عنها .. لم يرد سوى الجد و محمد وأسامة وأسماء و سوما ..كذلك زاهر الذى شعر بالحنين لتلك الفتاة التى تعد قطعة من حبيبته و ربيبتها .
الجد بفخر بعد أن حقق مراده :
تعالى يا زهرة سلمى .. مفيش حد غريب
دا زاهر ابنى و مرانه وولاده .
رفعت زهرة زرقاويها قليلا تطالع الموجودين بنظرة سريعة بريئة منها فاتنة ساحرة وقاتلة للآخريين باحثة عن أصلانها إلا أنها لم تجده فاخفضت عينيها و كأن لا شىء آخر يجذب اهتمامها .. و قالت بصوت رقيق :
أهلا .. حمدالله على سلامتكوا
ثم اتجهت لتجلس الى جانب سوما و أسماء .. تنحنح الجد ليجذب الأنظار له بدلا من زهرة التى خطفت الأنظار بجمالها و رقتها .. خاصة بعد أن ألتفتت للجلوس بجانب حفيداته و ظهر خلفها شعرها الأسود الذى يتعدى منتصف فخذيها مما سبب كحة شديدة لرائد و صدمة منير و سلوى و نانى و اصفرار صفصف .. و ابتسامة زاهر الحمقاء التى لا يعلم لها سبب حتى الآن .. و ضحك أحفاده لردة فعلهم .. و السبب الآخر نظرة رائد لزهرة و التى اقلقته فلم يتوقع أن يكون هذا هو رد فعله .
أما الحفيد رائد يجلس فى غرفة الجلوس يتبادل أحاديث بسيطة مع نانى و الباقين .. متوجسا من رؤية الأصلان و تبادل الحديث معه متخيلا أنه سيلومه لعدم زواجه بالفتاة التى اختارها جده له مما اضطره أن يتزوجها .. لكن أفكاره تبخرت تماما حينما ناداها الجد و دخل عليهم ملاكا بعينين زرقاوين كبيرتين و فستانا رقيق تلقى عليهم السلام حينها علم أنها زوجة الأصلان التى تخلى عنها له و كأنه أهداه هدية .. ثم التفتت الملاك عنهم لتجلس بجانب سوما و أسماء وظهر لهم كتلة شعرها الأسود الذى يتعدى منتصف فخذها ثم لم ترفع عينيها لهم مرة أخرى .. حينها فقط علم ما كان ينقصه .. كان ينقصه هى تلك الزهرة الاسم على مسمى .. و اجتاحته مجموعة من المشاعر فرح توتر اضطراب خجل و اشتياق عميق لم يشعر بمثله قط تجاه أى شىء إلا لتلك الفاتنة بكل تفاصيلها .. أهى جميلة وفاتنة فعلا أم أنه يعتقد فقط انها كذلك لأنه يراها جميلة
أااااااا...............................................................
" صوت حمحمة احم احم "
و ما كانت الحمحمة إلا للجد الذى أراد إبعاد نظرات حفيده رائد عن زهرة قبل أن يراه الأصلان .. و قد أعطاه الجد فى المقابل نظرة أوضحت له أنه يعلم ما فى خلجات نفسه مما جعله يحرج بشدة .
أما صفصف فقد حبست أنفاسها فلم تتوقع أن تقهر هى و يكون الإحباط من نصيبها هى .. فللمرة التى لم تعدها هزمت أمام غريمتها نعمة و لكن هذه المرة فهى شر هزيمة .. فلم تتوقع أنها تركت بكل غباء و عند تلك الفتاة لنعمة و ابنها الأصلان على طبق من ذهب .. و للمرة الأولى تندم على فعل ما أشد الندم .. كما أنها لاحظت صدمة رائد بالفتاة و خافت صفصف أن يلومها بعد أن رأت نظراته لزهرة والتى لم يوجه مثلها أو حتى ما يشبهها ل نانى .
يتبع
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜
الحلقة 22
.
.
الفصل الثاني والعشرون
لاحظت زهرة غياب السيدة نعمة عن المجلس و عدم وجود ضيافة قدمت للحاضرين حتى وقتهم .. مما جعلها تقوم بما هى معتادة عليه و هو الاهتمام بمن حولها خاصة من يتواجد فى بيت كبير العائلة زوجها الأصلان .. فاستقامت برشاقة جاذبة معها أنظار الكل ثانية و استئذنت برقة تاركة الجميع و متجهة للمطبخ .. و جدت السيدة نعمة تتمم على أصناف الطعام المعدة للغذاء مع أم أحمد و ورد و فاطمة .. نادت زهرة على السيدة نعمة بشىء من الجذع
- زهرة : ماما ... ماما .
التفت السيدة نعمة تعلو وجهها بسمة لا تتكون عليه إلا مع زهرة و لكن سرعان ما انمحت بسمتها بعد أن رأت جذع كنتها و قبل أن تستفسر السيدة نعمة منها عن السبب ارتمت زهرة فى حضنها تحت استغراب الآخريات
- السيدة نعمة :
بسم الله عليكى .. مالك يا رورو ؟
- زهرة
" و قد أخافتها تحديقات الجميع بها " :
مفيش يا ماما
- السيدة نعمة :
سلمتى على الجماعة ؟
- زهرة :
أيوة .
مما جعل السيدة نعمة تفطن لسبب جذعها .. فالأول مرة تتعرض زهرة لتلك التحديقات التى يكلل معظمها الحقد و الغيرة .. مما جعلها تجذع و تخاف .. فاشفقت السيدة نعمة عليها و فكرت أن تشغلها بأمر آخر .. فقالت
- السيدة نعمة :
سلمتى على الأصلان يا رورو ؟
رأت السيدة نعمة أنها أصابت فى تفكيرها بعد أن انتفضت زهرة من حضنها فرحة
- زهرة :
أصلان .. أصلان جه يا ماما ؟
- السيدة نعمة بحب :
أيوه يا رورو .. و كمان عاوز يشوفك بس
جه له واحد عاوزه فى شغل .. و راح معاه
أوضة المكتب .
- أم أحمد :
بسم الله .. إيه صوت الزعيق ده ..
الظاهر ..................................
" لم تكمل جملتها إلا و أتت ورد التى
انسحبت فى وقت سابق من المطبخ
و معها فنجانين من القهوة لأصلان و
ضيفه و عادت بوجه متجهم آثار
استغراب الآخريات " .
- السيدة نعمة :
إيه يا بت .. فى إيه ؟؟
- ورد :
سى الأصلان بيزعق جامد فى المكتب
مع الراجل الموجود معاه .. الظاهر فى
حاجة غلط فى الورق اللى معاه .
- زهرة التى خاف قلبها على حبيبها من
غضبه .. كما أنها لا تحب غضبه :
معلش يا ورد .. هو زعقلك ؟!
- ورد :
لأ يا ستى .. دا كان بيزعق فى الراجل
اللى معاه .
- زهرة بهدوء :
خلاص .. تلاقى فى حاجة مش مظبوطة
فى الشغل .. بلاش تدخلوا عليه عشان
و ميتدايقش إلا لو نادى على حد .
- ورد بخوف من غضب الأصلان :
حاضر .. حاضر .
- زهرة بمرح :
و يلا خلونى أجيب الضيافة للناس .
- السيدة نعمة بصدمة :
يوه .. دا أنا نسيت .. اتلاهيت فى الشغل
.. حتى البت سوما و لا الهبلة أسماء اتلهوا
فى الرغى و سابونى لوحدى .. الواحد
ميعتمدش عليهم أبدا .
- زهرة :
معلش يا ماما .. أنا معاكى أهوه ..
هو أنا قصرت فى حاجة ؟
-نعمة :
لأ يا بنتى .. ربنا يباركلى فيكى .
قبل قليل - أمام منزل الحج قدرى :
تقف بوسى و دودى أمام منزل جدهم الحج قدرى ..بوسى و هى تضرب أخيها عادل على معدته مما سبب تأوهه
بوسى : ولا يا دودى .
عادل :
آه .. إيه إيديك دى ؟! .. أنتى بتلعبى
كراتيه ؟
بوسى :
أمال هما فين ؟ .. مفيش حد يستقبلنا
ولا إيه ؟
دودى :
ليه .. وزيرة جاية .. الحق علينا ..
قولتلك استنى لما بابا و ماما يسلموا
على الناس .. قولتى لأ و نزلتينا من
العربية و أخدناها مشى لحد البيت
.. خشى ياختى .. خشى .
دخلت بوسى و عادل منزل الحج قدرى و فى نيتهم الاتجاه لغرفة الجلوس مباشرة لعلمهم باجتماع الكل بها خاصة بعد رؤيتهم لعدة سيارات مصطفة أمام منزل الجد و استنتجوا أن خالهم زاهر وأسرته سبقتهم فى الوصول .. عند توجه بوسى و عادل لغرفة الجلوس صادف خروج ملاك صاحب عود غض يغطيه فستان أزرق اللون و شعر طويل و متجهة إلى المطبخ ...............................................
.....صوت صفير طويل ..........................
صادر عن دودى
عادل :
إيه الحلاوة دى ؟! .. شكلها هتلعب .
بوسى :
بس يا ولا .. مين دى ؟
عادل :
مش عارف .. بس شكل الأجنبى ده أكيد تبع
خالك زاهر .
صوت بوسى و دودى :
" السلام عليكم يا أهل الدار "
رد الجميع بضحك على الثنائى بضحك :
" و عليكم السلام "
الجد :
يا مرحب .. يا مرحب بالست بوسى
و الأستاذ دودى .. أمال فين سعاد و
محسن ؟
بوسى تقترب من الجد و تقبل رأسه :
بص يا جدى .. فى الانجاز كدا .. ناس
وقفونا يسلموا عليهم فى الشارع اللى
ورانا .. وعملين يرغوا كتير .. زهقت أنا
و دودى وقولنا ننزل من العربية ونتمشى
لحد البيت هما يحصلونا على مهلهم .
الجد :
حمدالله على سلامتكوا يا حبيبى .
بوسى و دودى :
الله يسلمك يا جدوا .
و انطلقوا فى السلام على الآخريين .. ثم استقر دودى بجانب الجد و بوسى بجانب سوما و أسماء وقالت
بوسى بدعابة موجهة حديثها ل رائد و منير على أساس ظنها أن زهرة من معارفهم .. فقالت بغمزة لرائد و منير :
أمال مين العيش الفينو اللى لسه خارج
دلوقتى.. وشعرها لحد هنا
" مشيرة إلى ركبتيها " ؟
صمت المجلس بصدمة و رائد بحسرة .. و أجاب أسامة بضحك :
دى زهرة يا بوسى .. مرات الأصلان .
بوسى بصدمة و ضحك :
إيه .. الأجنبى دا مرات الأصلان .
دودى بصوت خفيض سمعه من بجانبه :
يا بخته .. يا ريت التار كان عندى أنا .
الجد ضربه على كتفه بخفة كتأنيب له .. أما عادل فرك كتفه متألما بدعابة و قال الجد :
آه .. يا جدى .. مش عدل ده على فكرة
.. طالما التار علينا كلنا طاب مخيرتوناش
ليه مين اللى يتجوز .. اشمعنا الأصلان ؟
إلا أن الجد لم يرد بعد أن استولى السؤال على انتباه الجميع .. السؤال الوحيد الذى يعرف البعض إجابته بأن الأصلان كان الخيار الثانى .. و يتحسر البعض الآخر من إجابته بل يكاد يتآكله الندم على عقليته العلمية البحتة التى تركت أمور الحب و الزواج فى يد الأم و أعاقته عن الوصول لتلك الحورية .. أفاق رائد على رد أسامة على دودى :
عشان حظك اللى ديما فى النازل .
رد دودى :
و الله حرام .. و الله حرام .
محمد :
حرمت عليك عشتك .. اصبر لما يجى
الأصلان و بعدين استحرم براحتك .
قطعت بوسى الكلام المتبادل بصوتها العالى الذى جذب انتباه الكل :
آه .. عشان كده .
فسألها الجد بفضول :
هو إيه ده ؟؟
فردت بوسى بصوتها العالى تحكى للجد :
أصل يا جدو الأصلان اتصل بيا امبارح
.. لأ و إيه آعد نص ساعة معايا على
التليفون كلها زهرة و زهرة
لما زهقنى " ثم قلدت صوت ابن
خالها "
بوسى متتكلميش كتير مع زهرة ..
بوسى متتعبيش زهرة ..
بوسى خلى بالك من زهرة ..
بوسى متزعليش زهرة ..
لما وجعلى راسى بالست زهرة .. لا بس
بعد مشوفتها ليه حق الصراحة يخاف
عليها .. دا أنا كبنت حبيتها اشحال هو ؟؟
ضحك الجد و الباقين على كلامها من قلبهم ماعدا شخص واحد كانت ضحكته من وراء قلبه لكن لا يريد لأحد أن يرى ألمه الذى تسبب به لنفسه .
الجد الذى ضحك من قلبه على كلام بوسى :
طاب حاسبى بقى .. لحسن الأصلان
بيخاف عليها جدا .
أسامة :
و بيغير عليها موت .
زاهر بفرحة لابن أخيه الذى حقق لنفسه
ما لم يححقه هو :
للدرجادى يا بابا ؟
الجد بغموض موجها رسالة لرائد الذى لم يرفع
عينيه عن زهرة :
فوق ما تتخيل يابنى .
صفصف بلا نفس و حقد زائد :
الله يهنيهم .
الجميع آمن الدعاء ماعدا رائد الذى خانه قلبه و لم يستطع التأمين على كلام أمه .. عادت زهرة بالضيافة جاذبة الإنتباه من الأغلبية فهم لم يعتادوا عليها بعد .. تعاونها فاطمة فى وضع الضيافة على طاولات صغيرة منتشرة فى أنحاء الغرفة من مشروبات ساخنة وباردة و قطع البسكوت و الكيك حتى وصلت فى التقديم إلى الجد ودودى الذى يتابعها بهيام فانتفض قائلا :
بنفسك أمال فين اللى هنا اتقطعت إيديهم .
خجلت زهرة ولم ترد ثم أكملت عملها و اتجهت للجلوس مكانها .. انتقلت بوسى بجانب أسامة ومحمد و قالت بصوت منخفض ولكن سمعها من كان قريب منهم مثل رائد و منير ونانى التى انسحب البساط من تحت قدميها و أصبح الاهتمام كله حول زهرة مما سبب حقد منها تجاه العائلة بوجه عام و زهرة تحديدا .
بوسى تلكم أسامة و لكن تحدق بزهرة :
ولا يا أسامة .. أسامة
" ثم أشارت لزهرة بعينيها "
ودى الواحد يسلم عليها الأول ولا يخش
يبوس على طول .
أسامة معلقا :
فكرى تروحى تبوسيها عشان أصلان
يقطعلك بوقك .
و أكمل محمد :
دا الدادة عشان باستها .. أصلان بيبوصلها
و اكنها واحدة مهددة بالقتل .. متحوليش
.. أصلان مبيحبش حد يلمسها مش
يبوسها .
بوسى :
أممممم .. لأ و على إيه .. الأصلان إيده
تقيلة و أنا عارفاها .. الطيب أحسن .
فى نفس الوقت وصلت زهرة لأسامة و بوسى و محمد .. سلمت بوسى عليها و عرفتها بنفسها ثم اتجهت مع بوسى للجلوس بجوار أسماء و سوما .. و انضمت سلوى زوجة منير إليهن و التى أحبت زهرة بعد أن رأت جمال طباعها على الرغم من جمالها على العكس من نانى التى لا تصل لنصف جمالها من قريب أو من بعيد و تتعامل وكأنه لا يوجد من هى مثلها على الأرض .
استمرت الأحاديث اللطيفة تتبادل بين الجميع و انضمت نعمة للجميع كذلك .. و تتنقل بوسى بين الجميع بخفة دمها المعتادة ناشرة البهجة بين الجميع .. تابع عادل أخته بوسى بعينيه و عندما انتقلت من جانب زهرة قام سريعا من جانب الجد و رائد متجها لزهرة فهو الآخر يتميز بخفة دمه ولكن بشكل رومانسى
- عادل :
لأ مش قادر .... " ثم انطلق لزهرة "
- دودى أمام زهرة تحت نظرات رائد
و الجد :
أنا عادل .. أخو بوسى .
- زهرة بوجنتين محمرتين :
أهلا و سهلا .. " ثم اخفضت نظراتها " .
- دودى :
القمر ساكت ليه ؟!
" صوت ضربة على قفا دودى
طراخ ".
- صوت جهورى :
مفيش أصلك عمال تنكت و هى مبتحبش
الدم الخفيف يا خفيف .
التفت دودى لصاحب الصوت الجمهورى الذى لم يكن سوى أصلان
- دودى بابتسامة كبيرة مزيفة :
حبيبى الغالى ... واحشنى لأ بجد
واحشنى .
- أصلان محكما قبضته على كتف دودى
مسببا ألمه :
روح أعد جنب جدك بدل ما انفخك .
- دودى قبل يد أصلان الممسكة بكتفه :
أؤمر يا سيدى .
ثم انطلق لمكانه بجانب الجد و رائد تحت ضحك الجميع و خاصة أهل المنزل الذين يعلمون بغيرة الأصلان على زهرة و التى لم يسلم منها أحد حتى دودى ذو الأربعة عشر عام .
تبادل الجميع الضحك على مواقف بوسى و دودى ماعدا أصلان الذى يقف مقابلا لزهرة و زهرة التى تجلس أمامه تحت نظرات رائد النارية و الجد الذى لم تفته نظرات رائد .. يتبادل العاشقان النظرات والتى جعلت من تلك الجالسة أمام أصلانها تتناول الماء بعد أن اظمئتها نظراته .. و لكنها لم تستطع أن تتحمل بعد أن زاد شغف نظراته و فحشها فاخرجت الماء من فمها بعد أن شرقت به فنزل أصلان مسرعا أمامها واصلا بجسده لمستواها يتناولها الماء مرة أخرى .. و ألتفت لبوسى المجاورة لها
- بوسى تحت نظرات أصلان النارية :
إيه ؟ .. فى إيه ؟
- أصلان بوجه متجهم :
أومى .
- نفذت بوسى دون مناقشة :
حاضر .
جلست بوسى جانب أسامة و محمد أما أصلان فجلس مكان بوسى بجانب زهرته و يديه على ظهرها يمسح عليه برفق و يمسك لها كوب الماء يحاول أن يسقيها شيئا فشىء تحت نظرات الجميع المتعجبة لتغير الأصلان تماما عن طباعه مع تلك الفتاة التى تبدو أيضا عاشقة له .. أما بوسى الجالسة بجانب أسامة و محمد قائلة بصوت عالى نسبيا وصل لأسرة زاهر
-بوسى و نظراتها على أصلان و زهرة :
مين ده ؟!
" مشيرة على أصلان "
- محمد بسخرية :
ده الأصلان .
- أسامة بسخرية مماثلة :
تؤ تؤ .. دا الأصلان بعد ما اتجوز زهرة .
- بوسى :
يا سلام .. لأ بس البت تستاهل ..
و المسلسل التركى ده شغال على طول .
- أومأ محمد و أسامة فى نفس الوقت
- ثم أكمل أسامة :
بس خلاص اتعودنا و مبقيناش نبحلق
فيهم زيك كده .
- بوسى معلقة على كلام أسامة :
لأ أنا لسه عاوزة وقت .. بعد إذنكوا
" اتجهت لأصلان و زهرة ثانية "
- أسامة :
خدى يا بت .. البت هتروح فيها .
- محمد :
يلا بقى هى و نصيبها .
أثناء ذلك اقتربت نانى من رائد و سمعها بالتبعية منير الذى يجلس قرب خطيبة أخيه
- نانى ل رائد مشيرة على أصلان :
مين دا ؟؟
- رائد باقتضاب :
دا الأصلان ابن عمى .
- نانى مكملة بصدمة :
متقوليش إن دا متجوز دى .
" تشير ب دا على الأصلان و دى على زهرة "
- لم يرد رائد متجهم الوجه ولكن منير أجابها
:
أيوه .. مستغربة ليه ؟
- ردت نانى على منير :
ليه إيه .. أنت مش شايفه عامل إزاى
.. دا أدها تلت مرات و شكله سنه كبير
عليها و هى أد العصفورة جنبه .
- منير الذى ينظر لأخيه متجهم الوجه
بتوتر :
عادى .. أنتى بس اللى مركزة معاهم .
- نانى التى تجاهلت تعليقه و أكملت :
هو عنده كام سنة ؟
- منير :
حوالى ٣٦ أو ٣٧ .
- نانى بصوت أعلى :
شفت .. البنت دى أنا مديهاش أكتر
من ٢٢ سنة .
- منير بتوتر :
طاب وطى صوتك لأحسن حد يسمع .
- بوسى التى ألتقتت آخر الكلام و انضمت لهم
بخفة دفاعا عن أخيها الأصلان .. و وجهت
كلامها ل نانى بشبه قرف :
لأ يا حلوة .. العروسة عندها ١٨ سنة
أدى يعنى رايحة أولى كلية .
- نانى تحت توتر رائد و منير الذين يعلمون
قربها من أصلان :
يالهوى يعنى بينهم أكتر من ١٧ سنة ؟؟
- بوسى بحنق منها :
أيوه يا حبيبتى .. و خدى دى بقى بتحبه
جدا لو غاب عنها شوية متاكلش و لا تنام
إلا لما يرجع و هو كمان بيموت فى التراب
اللى بتمشى عليه
" و قد استمدت بوسى معلوماتها من مكالمتها مع الأصلان و كلامها مع أسامة و
محمد و سوما و أسماء " .1
- نانى بتدخل تحت سمع منير و رائد :
بس دا كبير عليها أوى .. أزاى أهلها
يوافقوا عليه .
- بوسى بصفاقة :
مع إنى مش عارفة إيه سر التدخل بتاعك
دا فى شىء ميخصكيش بس أنا هجوبك
.. لأن اللى أنتى عمالة تشاورى عليه بقالك
ساعة عليه و مستكبراه أوى ده كبير البلد
اللى أنتى قاعدة فيها دى بعد جدى و كمان
أغناهم .. و ألف واحدة تتمناه .. و زى ما
أنت شايفة لما حب إنه يتجوز مأخدش إلا
الكريم شانتيه اللى أدامك دى .
- نانى بغيرة :
أممممممم .
تركت بوسى نانى ورائد و منير و انضمت مرة أخرى إلى أصلان و زهرة بعد أن طردت سوما من جانب زهرة و جلست مكانها .. و أخذت فى تبادل الحديث مع زهرة و أصلان ولم تلبث بوسى كثيرا إلا و شعرت بقرب زهرة لقلبها خاصة بعد رؤية حبها الشديد لأصلان و شخصيتها الطيبة فقد وجدتها جميلة قلبا و قالبا مما جعل بوسى تعدها أخت لها بجانب سوما .. أخرج بوسى من أفكارها ملاحظتها الإرهاق الواضح على زهرة مما جعلها تسألها مسرعة
- بوسى :
رورو .. أنتى تعبانة صح ؟!
- زهرة بقلق من غضب الأصلان :
لأ خالص .
و لكن تدخلت نعمة فى الحديث قائلة :
لأ إيه بس يا بنتى .. دى مانامتش من
إمبارح يا حبة عينى عمالة تشغل نفسها
فى تحضير الأكل .. و عمالين نقولها ....
......................................................
لم يستمع أصلان لباقى حديث والدته و الذى أخذ منه كفايته .. و أطلقت عينيه عتابا لتلك التى تجلس بجانبه و تنظر له برجاء ألا يغضب منها .. و لكن فات آوان ذلك و تجهمت ملامحه بشدة مما جعلها غير قادرة حتى على ابتلاع ريقها .. حتى أنقذتها السيدة نعمة بقولها :
أومى ريحى شوية يا بنتى على ما الغدا
يتحط .
و اقترب الأصلان من زهرته التى رق قلبه لخوفها فكان وضعهما و كأنه محتضنها :
رورو .. أومى نامى شوية على الغدا
ما يجهز .. أنتى لما تكونى تعبانة مش
بتاكلى كويس .. هممممم .
لم ترد زهرة على أصلانها سوى بكلمة واحدة
:. حاضر .
و استئذنت برقة منهم و اتجهت لجناحها تحت أنظار البعض .. كذلك انسحب أسامة و سوما و بوسى و عادل و محمد و أسماء للجلوس فى الحديقة كذلك تبعهم منير و زوجته سلوى و نانى و لم يتبقى فى المجلس سوى زاهر وصفصف والجد و السيدة نعمة و رائد و الأصلان يتبادلون الأحاديث العادية .. إلى أن سأل أصلان والدته :
الغدا هيجهز أمتى ؟؟
- السيدة نعمة :
الولاد عاوزينه على ساعتين كده ..
ليه جعان ياحبيبى ؟ .. احط لك تاكل .
- أصلان موجه حديثه الجد :
لأ بس استئذنكوا أريح شوية قبل الغدا .
- الحج قدرى :
روح يابنى ريح جسمك شوية عشان
تعد فايق بعد الغدا .
- أصلان :
إن شاء الله .
اتجه أصلان الى جناحه و عادت الأحاديث بين الكبار ثانية .. و لم يشارك فيها تلك المرة ذلك الذى يشعر باللهيب يحرق صدره للمرة الأولى .. و لا يريد أن يترك لأفكاره العنان تصور له ما يحدث فى الغرفة بينهما .. كذلك الجد الذى لم تفوته نظرات رائد و التى بدأت فعليا تتحول الى ما لا يعجبه .
فى جناح الأصلان :
أبدلت زهرة ملابسها الى بيجامة قطنية رقيقة بنفسجية اللون عليها رسمة أناناسة أسفلها بنطلون مرسوم عليه رسوم أناناس صغيرة فكانت تشبه رقة صاحبتها .. وجلست على حافة فراشها و أطرقت رأسها مما جعل شعرها يحاوطها من الجانب كستار يحجب الرؤية عنها .. و قد دب اليأس الى قلبها من صعود أصلان لجناحه حتى لتبديل ملابسه .. و لن تراه وحده إلا ليلا مما جعل النوم يتخلى عنها وتكون فى حالة بين الإرهاق الشديد يصاحبها أرق شديد .. إلى أن فتح باب الجناح واغلق من الداخل ورفعت رأسها متفاجئة .. فلم يكن أمامها إلا محور كل أفكارها الأصلان .
تقدم منها الأصلان و مازالت هى على نفس حالها .. تخونها قدمها فلم تساعدها فى النهوض و التقدم له و الاقتراب منه .. كذلك تخونها ذراعيها فلم تستطع رفعها و ضمه لها .. و لم يتبقى معها فى حربها ضده سوى عينيها التى تذرف دموعها اشتياقا لبطلها الذى غاب عنها عامين و لكن لا تعلم لما يراها الجميع يومين ؟؟ أحقا بعده يميتها و يهلك روحها لتلك الدرجة .. كذلك أصلانها لم يبعد ناظريه عنها و لم ينطق لها بشىء من عبارات شوقه المعتاد لها .. و لكنه استمر فى تقدمه إليها وصعد إلى الفراش متخطيا زهرته و متخذا من جهته من الفراش مكانا له .. أسند جسده على الفراش ضاما حبيبته بين ذراعيه ظهرها مقابل لصدره .. مقربا وجهه من شعرها مستنشقا عبير بات هواءه و سببا لعيشه يتشبع منه .. و يطبع على عنقها قبلات رقيقة لا تكاد تشعر بوقعها إلا أنها فى ذات الوقت شغوفة ساخنة رطبة و ذراعيه تعتصران صدرها بشراهة محببة لكل منهما و لا تكاد تكفى لتغطى شوقهما .. إلى أن شعر باهتزاز جسدها دلالة على بكائها .
- ليه البكا دا رورو ؟!
- أتأخرت أصلانى .
- أصلانك رورو ؟
- أصلانى حبيبى .
- أنا قلتلك هغيب يومين .. و جيت على
ميعادى .
- افتكرتك هتخلص أسرع و تيجى لحضنى
بدرى .. مش هتعود أصلان .. مش
هتعود .
- متتعوديش حبيبى .. عاوزك مشتقالى زى
ما أنا بكون مشتاق ليكى .. عاوز أوحشك
زى ما أنتى بتوحشينى .. عاوز نفسك
يضيق لما أبعد عنك زى نفسى ما بيضيع
منى و أنتى بعيدة عنى .. عاوزك تبكى
من شوقك ليا زى ما أنا هتجنن من شوقى
ليكى .
صمت كلاهما فى دوامة من المشاعر ليست جديدة عليهما إلا أنهما فى كل مرة تكون كالمرة الأولى لهما بعد فراق .. فتكون عنيفة تارة و هادئة تارة و ساخنة بشكل يلهب قلبهما و جسدهما تارة أخرى .. كان يتلمسها بشكل جنونى و لكن هادىء حتى لا يخدش زهرته .. وبشكل شره لكن بحرص حتى لا يؤذيها فى مرضها .. إلا أنه ككل لقاء يفقد نفسه فيها و يغمر وحشيته فى رقتها .. و هى ككل لقاء تطالبه بالمزيد و كأنها تتشبع منه و تتشبع له .. حتى علت آنات أصلانها من نشوته ورضاه و تآوهاتها من نشوتها و رضاها .. فيطالبها بشكل جنونى و صوت حنون :
- لأ رورو .. مش عاوز حد يسمعك غيرى ..
أنا بس رورو الى اسمع شوقك ليا ..
أجنن لو حد تانى سمعه .. هممم .
يرى قلة حيلتها فى عينيها فلا يجد ما يسكت آناته و تأوهاتها إلا بالقبلات .. قبلات شرهة .. تسرق الأنفاس .. تجعلهم يفقدون القليل المتبقى من إدراكهم فيداعب بشفتيه ما لم تتحمله هى ثم يعود لعنقها و ترقواتها .. و تقبل هى برقة و حميمية كفيه التى تحاوط
وجنتيها و لما زاد من سخونته معها و فقد صبره لم يعى إلا و أصابعه التى تحاوط وجنتها داخل فمها تمتصها برقة لسبب لا تعلمه هى فأثاره ذلك و أرهق قلبه منها لسبب لا يعلمه أيضا حتى أنتهيا و أدخلها بين ذراعيه يضمها لصدره يبعد عينيه عنها و تبعد عيناها عنه خجلا .. شغفا .. عشقا كل منهما للآخر .. و ظلت قطته بين ذراعيه يشدد من أحتضانها لجسده كذلك هى تلتصق به أكثر دون حديث بينهما حتى تهدء مشاعرهما و رجفة جسديهما مما حدث بينهما .
أبعد أصلان زهرته برقة عن حضنه و استند بظهره على الفراش جالبا قطته فوق قدميه و أجلسها فى حضنه وجهها مقابلا لوجهه وتحاوط خصره بقدميها .. يتلمس وجهها بأنفه و تتلمس وجهه و عنقه بيديها .. يضمها بين ذراعيه أكثر ثم يقبلها قبلات متتالية طويلة يداعب بها شفتيها و وجنتها و أنفها و عينيها و جبينها .. ثم يتجه ل أذنها يهمس بها ما يجول فى خاطره كعاشق لها ثم يطبع قبلاته على عنقها و يعاود من حيث أتى إلى شفتيها .. و تفعل هى المثل معه دون ملل أو كلل و قد كسى شعرها الحريرى الطويل عرى جسدها .. حتى همس على غير رغبته لها بوجوب نزولهما للعائلة فقد اقترب وقت الغدا
تتذمر تارة. .. يقبلها تارة .. تتدلل تارة ..
يراضيها تارة ............................
حتى حملها و حممها كعادتهما .. غسل لها جسدها و شعرها ثم لفها بمنشفة كبيرة و أجلسها معه حتى اكمل حمامه .. ارتدى جلباب كما تحبه ذو لون رمادى غامق تحته بنطلون من نفس اللون قد سبق وحضرتها له قطته التى لم تزل منشفتها وقد عاد لها تورد وجهها وإشراق ملامحها باقترابها من أصلانها .. أجلست أصلانها تمشط خصلات شعره و أغرقت يديها عطرا و تلمست وجنتيه و عنقه و صدره .. فأمسك كفى قطته قبل أن تثير فيه ما حاول جاهدا وأده منذ لحظات و قربها لنابضه ملتهما شفتيها عدة مرات ثم قبل جبينها و سبقها للنزول طالبا منها سلفا ارتداء ملابسها حتى تأتى سوما تساعدها فى شعرها ككل مرة لم يسعفه وقته و يفعلها هو .
قبل قليل أمام منزل الحج قدرى :
صوت سيارة تقف أمام المنزل ولم تكن سوى
" سيارة سعاد قدرى و زوجها محسن ".
.
يتبع
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇