القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

زهرة_لكن_دميمة الحلقة الأولى كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات بقلم_سلمى_محمد كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

 

زهرة_لكن_دميمة

الحلقة الأولى

بقلم_سلمى_محمد


ارتدت اليونفورم الخاص بمقهى الزنبقة السوداء فالمكان يمتاز بالبساطة... لكنه مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية، منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي، نظرت زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها، أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة، فقد حان موعد فتح المقهى، نظرت حولها فلم ترى بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد..

زهرة... يازهرة... نادت عليها شهيرة مالكة المكان فهي سيدة عجوز أرملة.. طيبة القلب تعامل زهرة جيدآ.. هي الوحيدة التي جعلتها تعمل لديها بعد شهور من عذاب البحث عن وظيفة.. لم تطلب منها مؤهل عالي كباقي الوظائف.. فهي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة 

ردت زهرة : نعم يامدام شهيرة 

شهيرة: الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه

زهرة أجابتها مترددة : أصل بسام ودعاء لسه مجوش يامدام

ردت عليها بحدة: لما يجي بسام ودعاءخليهم يدخلولي المكتب علطول.. الكافيه هنا ليه مواعيد ثابته...مش تكيه سايبه ملهاش حاكم

زهرة ظلت صامتة... لا تعرف ماذا تقول أو تفعل حتى لا تنفعل السيدة شهيرة.. فالانفعال يؤثر بالسلب على صحتها ولما رأت بدايه احمرار وجهها... قالت مهدئة.. بلاش انفعال عشان صحتك... أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي ومتضايقيش نفسك 

تكلمت شهيرة بغضب:أومال أنا مشغلاه ليه... أنا مش عارفة مستحملاه ليه لحد دلوقتي وهو والزفتة اللي ماتتسمى

ردت عليها زهرة بهدوء: عشان قلبك الطيب 

شهيرة : ماهو قلبي الطيب ده هيضيع مني الكافيه... الديون اتركمت عليه... والقرض اللي قدمت عليه اترفض.. 

زهرة :أن شاء الله هتتحل 

وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة وأخرجت صوت متألم

سألتها بقلق: مالك 

ردت عليها متألمةوهي تحرك رأسها: الصداع جالي تاني

قالت زهرة مترجية : متسكتيش على نفسك اكتر من كده وروحي اكشفي.. الصداع بقا بيجيلك باستمرار لزم تروحي تكشفي

شهيرة : هبقا اروح بعدين...

زهرة :ماهو كل مرة تقوليلي كده وطنشي ومش بتروحي

شهيرة بحدة بسيطة : خلاص يازهرة بقولك بعدين

زهرة لم ترد الضغط عليها :خلاص إللي يريحك... روحي على مكتبك استريحي شوية.. وانا هروح هجبلك كوباية مية وحاجة للصداع

قبل أن تتركها قالت:متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي

ابتسمت لها زهرة ابتسامة حقيقية نابعة من القلب:وأنا عمري ماهزعل منك

بمجرد ذهاب شهيرة... أتجهت زهرة لكي تضع يافطة مفتوح على باب المقهى..وذهبت بعدها مباشرة لكي تعد كوب من القهوة لسيدة شهيرة وعندما خرجت من مكتبها سمعت صوت إغلاق باب المقهى ودخول كلا من بسام وسماح مسرعين...

سماح سألت وهي تتنفس بحدة: إيه الأخبار

أجابتها مترددة:المدام سألت عليكم أنتم الاتنين

بسام سألها بغلظة: وردك كان إيه يابومة

في محاولة ضعيفة منها للأعتراض : أسمي زهرة لو سمحت...وقولت ليها على فكرة أنكم لسه مجتوش وعايزكم عندها في المكتب

ضحك بسخرية ونظر لها بقرف: البومة طلعلها صوت وفين الزهرة دي أنا مش شايف قصادي ايتوها زهرة... أنا كل اللي شايفه بومه بشعر أسود أكرت...

شاركته سماح الضحك : خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين... المرة الجاية غير موشح التريقة

اجابها بضحكة عالية : ههههه خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل

لمعت عيناها بالدموع: حرام عليكم بلاش تريقة

قال بسام بسخرية: ده طلع الأخ بيحس ياسماح وأنا اللي كنت بحسبه جبلة معندهوش دم

فى محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة: انا اسمي زهرة

بسام قال باستهزاء: نعم يأخ زهرة 

سماح :كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني

رد عليها بسام بابتسامة : أعمل إيه بس ياسوسو ماهو شكلها إللي بيتسفزني

ردت عليه سماح بدلع : هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب

بسام :عندك حق ياسوسو يلا بينا

أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها 

وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى.. توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة

فتح باب المقهى نبئ بقدوم الزبائن... هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها فى محاولة يائسة لارجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي... ثم تنفست بعمق وأخرجت زفير تنفسها ببطء وهي تقوم بالعد... واحد... اثنين... ثلاثة

.. مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبون...تسمرت في مكانها تتأمل القادم... فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر في هذا الكافيه المتواضع...هذا النوع الذي تراه على اغلفة مجلات الموضة أو اغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة انك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة... هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر... لم تصدق زهرة عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة... مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية... من لبسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع...أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية... يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات


الراجل الأصغر قال بضيق: الواحد كده هيتأخر... ودي هتكون اول مرة أتأخر على ميعاد صفقة طول حياتى... وضرب بكف يده على الطاولة بعنف

الراجل الاخر قال بنبرة هادئة :اتحكم في غضبك ياأكنان... إحنا في مكان عام... والتأخير شئ غصب عنك وعني... الجو والعاصفة اللي في الشارع هو اللي اجبرنا على التأخير...الهوا كان هو اللي بيحرك العربية دي غير الشجرة اللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع....

رد أكنان بغضب : مش أنا اللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه

زاهر بهدوء: ألا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن سيطرة القاسي

لم يرد عليه والتزم الصمت...لايريد الجدال معاه... فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي...فهو بمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه... زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون...فهو لم يعرف سواه صديق منذ طفولته... فأسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم...فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات...مر بطفولة قاسية... فكان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته... من زملائه... كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة...زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال... وأصبح اليوم الملقب بالقاسي في وسط رجال الأعمال.. فهو لا يعرف الرحمة ابدا مع منافسيه

سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان: هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس

نظر أكنان بقرف للمكان هامسا بغضب مكتوم : أنا قاسي جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده

رد أكنان وارتسمت على وجهه شبح ابتسامة: بالعكس المكان بسيط وشيك

قال أكنان بضيق : مش عايز حاجة

هز زاهر أحد كتفيه :براحتك

لم يبالي أكنان بالرد عليه ...أخرج تليفونه وقام بالاتصال بسكرتيرته الخاصة وبمجرد تكلمه في العمل نسى العالم بمن حوله

أقتربت منهم زهرة قائلة بهدوء : طلبات حضراتكم ...ثم ناولت زاهر قائمة المقهى...في عندنا القهوة بجميع أنواعه ....وكمان الفطار اللي تحبه 

زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها: عايز أتنين أسبريسو

ردت زهرة بابتسامة : حاضر يافندم ...دقايق والطلب يكون جاهز وعندك ...الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو ...أصل احنا هنا بنعمل البن طازة

أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس...لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن ...لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها المشروب الخاص 

وهي تعد القهوة شاهدت دخول فتاتين واضح من ملامحهم أنهم سائحتين كانو موجودين بالجوار والعاصفة هي السبب في دخولهم ...تمتاز المنطقة بتواجد السياح فيها طول شهور السنة ولكن يندر تواجدهم في فصل الشتاء ...أستغربت زهرة فهي تقريبا المرة الاول ترى سائحتين وبداخل المقهى في هذا الجو العاصف ...ثم لحظت أقترابهم من الراجلين الوسيمين ذو البدل السوداء 

(الحوار باللغة الانجليزية)

الفتاة : صباح الخير

مازال أكنان مندمج في مكالمته التليفونية فلم يبالى برفع رأسه

رد زاهر: صباح النور...خير

قالت الفتاة : أسمي جوليا وصحبتي ساندرا...ممكن نقعد معاكم على نفس الترابيزة

عقد بين حواجبه بتركيز: الأماكن الفاضية كتير...أشمعنى هنا

ردت جوليا بابتسامة : عشان الصحبة الحلوة ...ممكن نتعرف

أجابها زاهر بغمزة عين : طبعا ممكن...أسمي زاهر

سألت ساندرا: وصحبك

زاهر قال بضحك:ملكوش دعوة بيه

أنتبه أكنان على صوت ضحك زاهر ...رفع رأسه عن التليفون ثواني ياصافي..ليرى فتاتين بجانب طاولتهم

سأل أكنان بفضول: هو في أيه

زاهر: عايزين يقعدو معانا

أكنان بضيق : مش وقته يازاهر...انت مشبعتتش من سهرة أمبارح

رد عليه بغمزة عين: أنت اللي أخدت نصيب الاسد من البنات الحلوين ...كفاية دينا المغنية اللي سابت كله وشبكت معاك

أجاب أكنان بثقة :طبعا لزم تكون معايا أنا الالفة بين الكل ...ثم نظر للفتانين قائلا بلهجة قاسية ....مفيش مكان 

جوليا رسمت على وجهها أبتسامة وقالت بأصرار: بس في مكان زي مانا شايفة

أكنان بغضب : وأنا بقول مفيش ...هو أنتي غبية مش بتفهمي...أمشي من وشي أنتي وصحبتك

بدل ماأتصرف معاكم بقلة أدب

جوليا قالت بخفوت: أنسان هجمي...يلابينا ياساندرا

ثم أتجهو ناحية طاولة أخرى بعيدة عنهم

بمجرد أنصرافهم رجع الى مكالمة تليفونه مرة أخرى

شاهدت زهرة ابتعاد الفتاتين عن طاولة الوسيمين بملامح غاضبة ....فمن الواضح سماعهم رد لم يعجبهما....أنتهت من أعداد القهوة ووضعته في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين....ثم أتجهت الى الطاولة 

قالت بابتسامة : الاسبريسو ....متأكده أنه هينول رضاكم ....لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو ....أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل

أجابها زاهر باختصار: تمام 

لتنصرف زهرة محدثة نفسها ....أيه كمية التلج دي ...كل اللى هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة... هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام

غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه.. رائحة أدمانه ... نعم أدمانه... فالقهوة الاسبريسو كالادمان بالنسبة له... بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال.. أنهى مكالمته بدون مقدمات... ليري فنجان قهوة ☕ أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر.. الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره... يعرف أكنان جيدآ فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه جحيم مع الجميع إلا هو.. ارتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ:مش هتندم لو شربت من القهوة... جرب وعلى ضمانتي

قال أكنان بضيق: ماشي يازاهر... لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا

رد زاهر عليه بابتسامة: عارف... جرب القهوة مش هتندم

أمسك أكنان الفنجان فرائحته الذكيه اجتذبت حواسه...ارتشف رشفة واحدة واخد يحركها داخل فمه ببطء شديد... ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة..

زاهر سألها بفضول:ايه رأيك عاجبك صح

رد بلامبلاة :مش بطال... هو يتكلم نظر إلى الخارج.. ليقول مباشرة... يلا بينا الجو شكله اتحسن 

وغادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي

بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه... نظرت إلى المبلغ بصدمة... الف جنيه مرة واحدة.. هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع... أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها... فهي ترتدي دائما ملابس واسعة لتسهل له التحرك براحة وسرعة ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة...لأنها تكره حمل الشنط..بسبب تجربة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها عند خروجها فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها... 

بعد الانتهاء من ترتيب الطاولة وأخذ الفناجين الفارغة... نظرت حولها للبحث عن سماح لم تراها... فالمفروض أنها تقوم بمساعدتها...طاولة السائحتين لم يتم أخذ طلباتهم حتى الآن ... ذهبت إليهم زهرة وهي تشعر بالضيق من إهمال سماح لوظيفتها وتحمليها أعباء زيادة بخدمة الزبائن بمفردها.. وبعد أخذها لطلبات وإحضار ما تم طلبه... ذهبت للبحث عنها.. لم تجدها في أي مكان ولكن عندما مرت بغرفة تغيير الملابس.. سمعت تأوهات خافتة من الداخل...وضعت أذنها على الباب في محاولة منها لفهم مايحدث... فتسرب الشك إلى قلبها... فقامت بفتح الباب مرة واحدة... لترى سماح بين أحضان بسام يرتكبان فعل من المحرمات وضعت زهرة كف يديها على فمها ناظرة لهم برعب.. التفتا إليها الاثنين بصدمة...سماح لم تستطع.. تصرف بسام سريعا... هندم ملابسه ثم أغلق الباب عليهم.. قائلا بأنفاس مضطربة... البسي هدومك بسرعة..

أقترب من زهرة ناظرا له بتهديد : بؤك ده لو اتفتح باللي شوفتيه.. عينيكي مش هتشوف النور فاهمة ولا مش فاهمة...عندما ظلت صامته مسك كلتا كتفيها وهزها بعنف شديد... لدرجة أن رأسها اصطدم بالباب

ردد قائلا بلهجة تحمل تهديد فعلي: بؤك ميتفتحش...ولو كلمة اتقالت هنا ولا هنا باللي شوفتيه... هخلص عليكي... أنطقي

ردت بصوت متقطع من شدة الألم والخوف :مفهوم... مفهوم سبني اخرج

فتح الباب متحدثا بغلظة: أخرجي

بمجرد فتح الباب هرولت مسرعة بعيدا عنه.. ذهبت إلى ركنها الخاص.. وتركت العنان لدموعها... محدثة نفسها... إنتي السبب ايه اللي دخلك... أهو فضولك وقعك مع اللي ميرحمش... طب اعمل ايه دلوقتي... الشغل ومقدرش اسيبه مليش غير المكان هنا وكفاية عليا معاملة الست شهيرة أنا مقدرش اسيبها لوحدها... ومقدرش اقول للمدام على اللي شوفته...بعدين للمصيبة اللي وقعتي فيها نفسك... مفيش غير حل واحد أنك تسكتي وتنسي اللي حصل وكأنك مشوفتيش حاجة

#بقلم_سلمى_محمد

وفي داخل الشركة الفرعية لمجموعة شركاته... بمجرد وضع اول قدم ليه في مدخل الشركة جميع الموظفين وقفو له ترحبيا حتى وصل إلى الطرقة المؤدية لمكتبه الرئيسي.. ليقف أيضا الجميع وكل واحد فيهم يقوم بالقاء السلام... وهو يكتفي بهزة خفيفة من رأسه...وقبل دخوله المكتب لفت انتباه موظفة جديدة ترتدي جيب قصيره وبلوزة تلتصق بجسدها وبمجرد رؤيتها له ابتسمت باغراء

سأل أكنان : مين دي وأشار بأبهامه تجاههه

قالت الفتاة بابتسامة :أااانا

إنتي تخرسي... حدثها أكنان بقسوة

زاهر رد بهدوء وهو ينظر للفتاة:مساعدة السكرتيرة الجديدة....

أكنان ببرود:تترفد..مش عايز اشوف وشها ثم دلف داخل مكتبه... هو الواحد مش هيرتاح بقا من الأشكال دي

الفتاة بصدمة: ليه هو أنا عملت إيه

زاهر: سمعتي قاسي بيه قال ايه... لمي حاجتك ومع السلامة

قالت له بتوسل : انا معملتش حاجة...مش عايزه اترفد

تحدث بحدة : قدمي استقالتك في شئون العاملين ووشك ميتشفش هنا تاني... دخل هو الاخر إلى مكتب أكنان دون أن يبالى بدموعها وتوسلاتها

بمجرد رؤيته زاهر.. قال له بغضب :مين عين البت اللي برا

رد زاهر : أنا...وقبل ماتقول الكلام اللي انا عارف هتقوله... البنت لما عملت معاها المقابلة مكنتش كده خالص...دي اتحولت لما عرفت انها هتشتغل مساعدة السكرتيرة الخاصة عندك.. كمل كلامه مبتسما... ليك تأثير مدمر

زجره أكنان بحدة : وكمان بتضحك... اللي حصل النهاردة ميتكررش تاني... وياريت تاخد بالك اكتر المرة جاية

زاهر بابتسامة : تمام وهبقا أبلغ كمان ممنوع اللبس الملفت وغمز بعينيه.. وكمان ممنوع النظرات الخاصة

زفر بضيق :احسن كده وياريت تتحط بنود ضمن العقد... رن هاتفه الخاص... أخرجه من جيبه وقام بالرد.. واحشتيني انتي كمان يابيسان... مرت على وجه زاهر شتى الانفعالات وهو يسمع ضحكات أكنان ونطق إسمها بدفء

زاهر خرج صوته حاد:هخرج ياأكنان في كام حاجة مهمة هعمله

أشار له بيديه بمعنى نعم وهو مازال يتكلم على الهاتف

خرج زاهر وهو يشعر بألم بشع داخل قلبه بمجرد سماع اسمها.. فخبط بكلتا يديها على الحائط بعنف شديد لدرجة ادمت أصابع يديه

نهضت صافي من مكانها مفزوعة وهي ترى مايفعله زاهر

سألتها بقلق :زاهر بيه مالك

تحدث إليها بغضب:حاجة متخصكيش

قالت بأحراج :أسفة زاهر بيه... كملت كلامها بصوت خافت.. في داهية

خرج زاهر من المكان وهو يكاد لايرى أمامه 


#زهرة_لكن_دميمة_بقلم_سلمى_محمد

مر اليوم على زهرة كالكابوس.. طول الوقت ينظر لها بسام نظرات شريرة ويحرك يديه باتجاه رقبته ذهابا وايابا كعلامة للذبح.. غير نظرات سماح المحذرة... عندما نادت عليها شهيرة وأخبرتها بالانصراف.. شعرت بالحرية... اخيرا سوف تتخلص من تهدديهم لها.. بمجرد خروجها من باب المقهى تنفست بعمق.. ومشيت باتجاه منزلها.. سمعت صوت خافت بالقرب منها... اخفضت رأسها للأسفل فرأت قطة صغيرة شديدة البياض كسرت حد سواد الليل...تمشي بالقرب منها... انحنت زهرة وقالت: شكلك حلو اوي ياخسارة عيشتك في الشارع.. ثم ربتت على رأسها بحنيه... فقامت القطة بتحريك رأسها مستمدة قليل من الامان من هذه الحركة النادرة... قالت بخفوت لها.. بلاش كده هتصعبي عليا أكتر...خلي بالك من نفسك تكلمت معاها كأنها شخص مسكين... سلام ياقطة تنهض زهرة واستمرت في المشي.. لكن القطة الصغيرة استمرت بالمشي قربها... قامت زهره بتجاهلها وأكملت طريقها دون تنظر لها... حتى اقتربت من باب منزلها

قالت زهرة لها : وبعدين معاكي.. جايه معايا ليه لحد البيت... روحي للمكان اللي عايشه فيه

أخرجت مواء خافت ونظرت لها بتوسل

شعرت زهرة بالشفقة تجاه القطة ثم قامت بحملها: وبعدين معاكي وبلاش البصة دي... أنا مقدرش اخدك معايا.. يدوب بصرف على نفسي وماما بالعافية ومرتبي من الكافيه يدوب بيقضي مصاريفنا ده غير علاج ماما ورعايتي ليها... متجيش انتي وتبصلي كده بلاش تحسسيني بالذنب مقدرش اخدك معايا بلاش مسئولية فوق المسئولية... حركة أصابع يديها بحنيه على فراء القطة... نظرت زهرة بصدمة للقطة.... معقولة بس انتي صغيرة أوي ياقطة... يستمر الانبعاج بالتحرك بلطف تحت اصابعها... نظرت لها القطة بعيونها الزرقاء... شاهدت زهرة داخل عينيها نظرات خاصة... نظرة رجاء... نظرة توسل... قائلة لها بأكثر لهجات الحيوان تعبير... أنا دلوقتي مليش غيرك...

لمعت زهرة عينيها بالدموع : تعرفي ياقطة بعد البصة دي انا مقدرش اسيبك وانتي في الوضع ده... خلاص بطلي نونوه... أنا هخدك تعيشي معايا... بس ادعي معايا ماما متطردكيش...

فتحت باب الشقة ومشيت على أطراف اصابعها حتى لا تعرف امها انها جاءت... دخلت إلى غرفتها وتنفست بسعادة.. متقفشتش... بصي ياقطة انا هسميكي ماشا ماهو مش معقولة هنبقا جيران مع بعض في نفس الاوضة واقولك ياقطة... من يوم ورايح انتي اسمك ماشا.. هجبلك حاجة تاكليها ومش عايزه اسمع صوتك خالص عشان نبقا حابيب واصحاب.. مفهوم ياماشا.. هو أنا هقول لماما بس بعدين لما امهد ليها الاول

انتهت زهرة من وضع الطعام لماشا... ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت طعام العشاء لأمها ووضعتها على صينية ووضعت بجانبه العلاج وكوب من الماء ثم دلفت إلى غرفة امها

قالت بابتسامة:مساء الورد والياسمين

ردت هدى بابتسامة :مساء الورد.. أنا سمعاكي جاية من فترة أيه اللي اخرك عليا

أجابت بلجلجة :ابدا متأخرتش ولا حاجة... يدوب غيرت هدومي ودخلت الحمام... يمكن بقا طولت شوية جوا الحمام.. 

سألت سؤالها اليومي:عملتي ايه النهاردة في الشغل ومدام شهيرة صحتها أخبارها ايه

اقتربت زهرة من فراش امها وهي تجيبها... الحمد لله ياماما.. سحبت الطاولة ووضعت عليها صينيه الطعام.. صحتها مش عاجبني ومصممة مش تروح تكشف

هدى :هي بتخاف اوي من المستشفيات والدكاترة... من وقت ماجوزها مات وهو بيعمل عملية تغيير صمام

تنهدت زهرة بكأبة:الله يرحمه وهي من وقتها وعندها فوبيا من المستشفيات.. قومي شوية ياماما... قامت باسناد امها لتجلس فوق الفراش ووضعت الطاولة أمامها... رن جرس الباب.. لتقول زهرة انا هروح افتح الباب تلاقيها البت ضحى من صوت الجرس اللي مش عايزه تشيل صبعها من عليه تلاقيهازهقانة وعايزه تقعد معايا شوية... لو احتاجتي حاجة ياماما تبقي تنادي عليا

هدى بابتسامة: سلميلي عليها

ردت بضحك:انا هجبها لحد هنا ليكي

قالت بسرعة: لااااا متدخلهاش...مش بتفصل وانا عندي صداع لوحدي... خلي السلام من بعيد لبعيد أحسن

زهرة :حاضر ياست الكل... خرجت مسرعة من غرفة والداتها فضحى لم تنزع اصبعها عن جرس الباب حتى الأن 

فتحت باب الشقة قائلة بلوم... الجرس يابت يتحرق 

دلفت ضحى إلى الداخل مسرعة بدون استئذان

اغلقت الباب...لترى ضحى أخذت اكثر وضع مريح في الجلوس

تنهدت زهرة : خلاص قعدتي واستربعتي... واشارت باصبعها بتحذير فى وجه ضحى.. صبعك ميتحطتش على جرس الباب تاني بعد كده تخبطي

مدت ضحى يديها وتناولت خياريه من على الطبق الموضوع بجانبها تكلمت وفمها ممتلئ... حاااضر

زهرة :ماهو كل مرة تقولي حاضر وبردو تهببي نفس العاملة

ضحى :حاضر يازهرة مانتي عارفة اني بنسى.. خلينا في المهم... تعالي اقعدي جنبي عشان عايزه اتكلم معاكي في موضوع مهم

قطبت زهرة بين حواجبها :موضوع ومهم... لتقول بهزار... اوعي تقولي جايبلك عريس

شرقت ضحى... أشارت لها وهى تسعل لتضربها خلف ظهرها وعندما انتهى السعال... قالت ضاحكة... عريس مين هيجيلك وانتي عاملة زي الواد بليه 

زهرة بغضب:بت إنتي لمي نفسك بدل مااطردك برا

حاولت ضحى تلطيف الأجواء عندما شاهدت احمرار وجهها فعرفت انها تمادت واهانتها.. فشكلها ومظهرها خط أحمر...مكنتش اقصد.. عدي كلامي هما كلمتين بايخين وطلعو مني كده وهاتي راسك ابوسها.. أبعدت رأسها فهي تشعر بالغضب منها

قالت ضحى بتوسل :مكنتش اقصد يازهرة بهزر معاكي.. خلاص سماح المرة دي

زهرة تكلمت بحدة :خلاص ياضحى مش زعلانه... قوليلي بقا كنت عايزاني في أيه عشان بجد تعبانة وعايزه أنام

ردت ضحى :هقولك اهو.. أحمد اتصل باخويا وقالو يكلمني

بمجرد ذكر إسم احمد شعرت بغصة في قلبها...سألت بصوت مرتعش :وبعدين

أجابتها ضحى :كان عايز نمرة تليفونك

شعور بالصدمة تملكها... بعد مرور عدة سنوات... كلف نفسه عناء محاولة الاتصال بها:وردك كان إيه 

أجابت ضحى: طبعا رفضت... قولت هقولك الأول لو وافقتي هديله الرقم.... اديله الرقم ولا لأ

ردت بصوت مرتعش : لا مش عايزه ياخد رقمي مش عايزه اي اتصال بيه

ضحى:بس يازهرة هو عايز يكلمك... إنتو كنتو

قاطعتها بغضب :إحنا مكناش حاجة

قالت ضحى مهدئة :بس هو باين عليه ندمان وعايز

_ كفايه ياضحى مش عايزه اسمع سيرته... وبقولك اهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري

_خلاص يازهرة اللي يريحك.. أنا كنت عايزه مصلحتك... عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة.. إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة

ردت زهرة بانفعال:زهرة الطفلة ماتت بسببه... هو السبب أني ابقا كده زهرة البشعة من برا وجوا.. خلاني انسانة شبه ميته.. ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه

يتبع

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

CLOSE ADS
CLOSE ADS
close