![]() |
يلا فينكم هروح اجبلكم البارت تكونو ولعوتو البوست تفاعل 🏃♀️🏃♀️
هوس من أول نظرة
الفصل الخامس والسادس
بقلم ياسمين عزيز
شهقت يارا بصوت عال و هي تصارع لتتنفس
بعد أن سكب عليها صالح سطل ماء مثلج
مسحت وجهها بعنف و هي تشتمه بصوت عال
:"إنت اتجننت يا ....1
صمتت و هي تتأوه بألم شديد بعد أن داس
على يدها الأخرى التي كانت تستند بها على
الأرضية...لتصرخ و هي تتوسله :" اااه ارجوك
إيدي حتتكسر....2
حرر يدها من تحت حذائه و هو يرمي الدلو
من يده متوجها نحو كرسيه....لتمسح يارا
دموعها و هي تنظر حولها لتجد نفسها مرمية
على أرضية صالة الرياضة... بدأ جسدها في
الارتعاش بسبب برودة المكان و كذلك المياه
التي بللت ملابسها....
أدارت عيناها نحو صالح الذي كان يجلس
يراقبها بنظرات خالية من اي مشاعر...أشار
لها بأن تقترب منه.... حركت ساقيها بصعوبة
مستندة على يدها السليمة و هي تشتمه بداخلها
بابشع الأوصاف و الشتائم...روحها أصبحت بين يديه و يجب أن لا تعارضه على الاقل الان حتى تجد حلا
لتتخلص منه...
ضمت أصابع يدها المجروحة لصدرها و هي
تمسدها برفق لتقف أمامه ترمقه بنظرات كارهة و حاقدة تتمنى فقط لو تستطيع أن تقتله في هذه اللحظة حتى ينتهي كابوسها....
رأته يبتسم بسخرية و هو يدير نحوها
جهاز الحاسوب قائلا و هو يغمزها بوقاحة:" ابوكي طلع جامد اوي بصراحة الظاهر إنه زهق من ميرفت هانم بس عنده حق البنت حلوة برده و تستاهل انا
بفكر أباركله و بالمرة أبعثله هدية...و إلا اقلك
خليها بعدين...مش يمكن نتفق يا قطة...
هز رأسه لينظر لها جسدها كان يرتعش من شدة
البرد، تكاد تسقط على الأرض في اي لحظة
و وجهها شاحب اصفر لا يحتوي على قطرة
دماء واحدة.... عيناها محمرتان من شدة
البكاء و الإرهاق ليضيف بشماتة و هو يشير لها باصبعه باشمئزاز و قرف:"سبحان مغير الاحوال...
بقي إنت يارا عزمي البنت اللي كنت بحبها
زمان...مش مصدق انا كنت أعمى إزاي بس خلاص
كل حاجة حتتصلح و دلوقتي يلا نبتدي الشغل....
وقف من مكانه ليدور حولها قائلا :" اول حاجة
تغيري هدومك دي طبعا انا ميهونش عليا
تقعدي بيها طول اليوم...
يارا بخفوت :" لا حنين...2
امسكها من شعرها المبلل لتكتم يارا صرختها
بالرغم من انه كان يشدد قبضته عليها حتى
إنحنت للأسفل ليهدر بغضب:"المرة الجاية
حتقلي أدبك... لسانك حقصهولك فاهمة يا....
يا ربابة الشوارع....
يارا بصراخ و هي تتخبط تحاول الفكاك منه
ضربته على ذراعه لكن عوض ان تؤلمه آلمت
نفسها بسبب عضلات ذراعه التي كانت في
صلابة الحديد او الأسمنت....
دفعها على الأرض لكنها تمالكت نفسها حتى
لا تسقط و هي تتنفس بقوة و تحارب حتى
لا تسقط دموعها أمامه...
عاد ليجلس على كرسيه ببرود و كأنه لم يفعل
شيئا و هو يكمل بنبرة واثقة :"حياتك و حياة
عيلتك كلها بقت في إيدي...أي غلطة منك
إنت اللي حتخسري.... صمت قليلا و هو يتفرس مظهرها المزري بابتسامة
متشفية قبل أن ينادي بصوت عال :" يا بهية....
يا عنايات....3
تفاجأت يارا بقدوم فتاتين ترتديان ملابس
سوداء و بيضاء خاصة بالخدم...لم تكن تعلم
بوجود اي بشر هنا سوى الحراس المخيفين...
صالح بلهجة آمرة :" دي زميلتكم الجديدة
يارا حتبتدي النهاردة شغل معاكم... إديها
هدوم جديدة و عرفيها الشغل...2
يارا بصراخ :" إنت تجننت عاوزني أشتغل خدامة
عندك....انا يارا عزمي أشتغل عند واحد زيك...1
اشار صالح للفتاتين أن تذهبا ثم إلتفت نحو
يارا ليقف من مكانه أمامها مباشرة...نظر نحوها
و عيناه تطلق غضبا جحيميا ودت يارا في تلك اللحظة ان تختفي من امامه...
كانت ستتحرك لتفر بجلدها لكنه بحركة سريعة سحبها نحوه لترتطم بصدره الصخري شهقت بصوت عال من هول المفاجأة...احست بأن ذراعها سينكسر
من شدة ضغطه عليها لكنها لم تستطع حتى تحريك
حتى إصبعها اغمضت عيناها برهبة و هي تستمع
لانفجاره حيث صرخ في أذنها بنبرة محذرة جعلها ترتعد و رغم المها و رعبها إلا انها أقسمت انه لو لم يكن
ممسكا بها لكانت وقعت على الأرض....3
:"آخر مرة.... آخر مرة تعلي صوتك و إلا تعارضي
أوامري....المرة الجاية أقسم بالله ححاسبك
و إنت عارفة انا ممكن اعمل إيه... و إلا نسيتي
صورك...ضغطة زر واحدة من صباعي و حخليكي
أشهر..... في مصر و العالم كله حخلي الناس
كلها تتفرج و تتمتع و هي بتتفرج على
جسمك...2
ترك ذراعها و هو يسير نحو حاسوبه ليرفعه
قليلا موجها شاشته نحوها لترى يارا صورها
:"حتبقي مشهورة عالميا و مش بعيد تجيكي
عروض تمثلي....و إنت طبعا عندك خبرة
في التمثيل من أيام الجامعة...بس المرة دي
حتبقى عروض من المواقع.... إنت عارفاها بقى....
حتبقي مطلوبة بالاسم.... إغلطي غلطة كمان
و انا ححققلك أمنيتك مش إنت لوحدك
لا حيكون معاكي ابوكي المحترم و أهو حتبقوا
زملاء مع بعض.....4
قهقه بسخرية لترمقه يارا بنظرات متقززة من حديثه لكنه تجاهلها و هو يشير لها بأن تنصرف :" يلا روحي إعملي اللي قلتلك عليه و فتحي دماغك كويس
عشان بكرة حتكوني هنا لوحدك....3
غادرت من أمامه و هي تلعنه بصمت تاركة
لدموعها حرية النزول بعد كبت طويل...
في مكتب سيف عزالدين
:" هدى هانم لسه عايشة يا سيف بيه ".
هتف جاسر بينما اومأ له كلاوس يؤكد ما يقوله
ليقفز سيف من كرسيه مسرعا نحوهما و هو يقول
:" إنتوا متأكدين من الكلام داه؟؟
جاسر :" أيوا حضرتك و الملف داه فيه كل
المعلومات...هدي هانم دلوقتي في مستشفى
...... في برلين مستنية تعمل عملية قلب
بس للاسف لسه مدفعتش تكاليف العملية
إيريك هو و الرجالة دلوقتي في المستشفى مستنين أوامرحضرتك .....امسك سيف الملف ليتفرس أوراقه بلهفة
ليتأكد من صحة الكلام الذي يقولانه...إرتمى
بجسده على إحدى الكراسي و هو يدقق في تلك
الملفات بكل تركيز و كأن حياته تعتمد على ذلك
دقائق قليلة قبل أن يرفع رأسه ببطئ بوجه جامد
خال من اي تعابير...+
وضع الملف فوق المائدة أمامه قائلا بثبات:" خلي
ساهر يجهز الطيارة عشان حنسافر ألمانيا....
نظر نحو سيلين ليجدها تسترق النظر نحوهم
ليسترك قائلا :" و إلا أقلك خليها بكرة الصبح
الساعة ثمانية بالضبط.... جهزوا كل حاجة....
حركا راسيهما بإيجاب قبل أن يغادرا الغرفة
تاركين سيف غارقا في تفكيره يكاد يجن مما
إكتشفه للتو.... عاد بذاكرته إلى الوراء حين أخبرهم جدهم قبل سنوات أن عمتهم هدى توفيت هي
و زوجها في حادث سيارة ثم أمر الجميع
بنسيانها و عدم التحدث عنها مجددا....
يعلم أن جده قاسي القلب بل أحيانا يشك انه
لديه حجرا مكان قلبه...لكن لم يتوقع انه
سيكون لهذه الدرجة... كيف ترك إبنته وحيدة
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها
لكن ليس بتركها تموت دون إهتمام... كان
يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه
البشاعة.... حكم عليها بالموت و امر عائلتها
بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة...
في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن
إلى الوراء قليلا... ماكان عليه أن يصدقه ماكان
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد
بنفسه منها....
مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر
من التفكير ليهتف بصوت خافت و هو يكاد
يعض اصابعه ندما:"إزاي حاجة زي دي تفوتني
إزاي...
إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب
جلس على ركبتيه أمامها ليزيح خصلة شاردة
وقعت على عيناها وخدها... أمسكها بين اصابعه
ليضعها وراء أذنها قبل أن يقترب منها ليطبع
قبلة رقيقة على جبينها و قد اقسم في داخله
أنه سيعوضها على كل ما عانته طوال حياتها....
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده...
وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات
الباب... ليأمر الطارق بالدخول..
نجلاء و هي تخفض رأسها ناظرة للارضية(السكرتيرة) :"الغدا وصل... حضرتك
تحب....
سيف مقاطعا :" وزعيه على الموظفين..
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني....
أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها...
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة
:"خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي
عشان شكلك تعبانة من السفر... و بكرة
حنسافر عند طنط هدى...إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة
:" يعني.. إنت صدقتي انا مش بكذب....+
قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها
بصعوبة :" ايوا صدقتك...يلا خلينا نمشي....
أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول
الإبتعاد عنه...
فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له...أزاح يده من على كتفها ثم رفع
ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنة
التي أسرته من أول لحظة :"عاوز أقلك حاجة
مهمة حاولي تفهميها كويس...رجوعك لمصر
مش حيكون سهل أبدا...حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخوفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة... و انا حكون معاكي و مش
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي...
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف
مكملا :"حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة...على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة....إتفقنا".
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها... قلبها الذي
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر
الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل...
فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته
لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه...1
عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد
النادر أمامهما...سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا
(السكرتيرة)...
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو
للحظة رغم شعوره بانزعاجها...لحظات قليلة
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة
مليئ بالسيارات....
قادها نحو سيارته الفاخرة الrolls royce
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة
من الناس و هم فاحشوا الثراء...
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس
بأن سيتولى القيادة بنفسه..
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى
ليركب مكان السائق...بدأ في القيادة و سرب
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه
ليتبعه...
نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا :"
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي... انا عادة
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك
هناك دلوقتي...
سيلين بارتباك :" ليه؟؟
سيف بتفسير :"عشان مش حابب اقعد
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا....النهاردة حترتاحي عشان بكرة
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع
داه... ".
أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس....
.
و كأنه قرأ أفكارها ليقول :" على فكرة داه أحسن
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة ....
كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق...ليعم
الصمت السيارة... بعد دقائق كثيرة توقفت
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر....
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم
بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير
بها إلى الداخل... صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت
أمامه بسرعة :"اوامرك يا سيف باشا".
نظر نحو سيلين ليسألها :"تحبي تاكلي إيه؟؟
أجابته بارتباك و خجل :" عادي... أي حاجة... ".
سيف بتفكير :" طيب...زينات... لو سمحتي
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا
سمك من مطعم....
زينات بطاعة :"حاضر يا باشا دقائق و الأكل
يكون جاهز...".
أكملت كلامها ثم غادرت...
سيف :" أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده
مش عارف إذا كان طبخوا سمك النهاردة او لا...
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي
ففكرت إنك زيها...".
سيلين بابتسامة :"صح مامي بيحب سمك
جدا...".
سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا :" تمام
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى
و إلا سمك مصر....
سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث
و الديكور صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول...
لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين...

إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو :" أتمنى الأوضة تعجبك... دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك....
حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها ...
سيف و هو يغلق الباب وراءها:"غيري هدومك و إنزلي
بسرعة".
مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة:" تأمري بحاجة
ثانية يا هانم".
سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب :"انا مش
إسمي هاني إسمي سيلين".
كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من غضبها
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة...
تستمر القصة أدناه
أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها
على طاولة الطعام....
قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع
إخفاءه ببراعة ليقول :"تعالي اقعدي انا خليتهم
يجيبوا كذا نوع من السمك...".+
بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد
حتى شعرت بالتخمة :"خلاص مش قادر ياكل
اكثر من كده". تحدثت بأعتراض و هي تضع على ثغرها...
سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من
شفتيها :" خلاص إشربي العصير داه و إطلعي
عشان تنامي....
إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح
:" حاضر يا بابي ...
سيف :"خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة
عشان كده لازم تسمعي كلامي".
سيلين :"حاضر بس مش في الأكل بليز".
سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
:" زينات خذي الهانم لأوضتها".
صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم
عميق....
أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال
المتعلقة به قبل موعد السفر....
في قصر صالح عزالدين.....
إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل
هي إلى الحمام.....
نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها...
حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب
ليحملها و يدخل بها للداخل....
قبلها بقوة و هو يدغدغها لتتعالي ضحكاتها
المرحة...
فريد :" مممم إيه الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي...اصلا داه وقت الغدا....
وضعت الصغيرة يديها على خديها المكتنزتين
رافضة ان يأكلهما و هي تصرخ بمرح :" دو بتو
مامي....(دول بتوع مامي)....
فريد بمزاح'"طيب إديني انا داه (عض خدها الأيمن
و أشار للثاني) و داه خليه لمامي ".
حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة:" لا
خدو مامي (خدود مامي)...
مثل فريد الحزن ليقوس شفتيه متمتما بخفوت
:"إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى.. ".
أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها :" بحب مامي أوى أوي أوي".
(بحب ماما أروى اوي أوي ".فريد و هو يخفي إنزعاجه :" طب و أنا".+
الطفلة ببراءة :" يا يا يا...مامي أوى ".
نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و يخرج علبة سجائره ليدخنها بانزعاج ثم عاد
و جلس بجانب لجين... نظر إليها قائلا :" يعني
حبيتيها في أربعة أيام...
لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها
حتى طرق باب الجناح.... فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين
هاتفة :" هي لوجي... مجاتش هنا....
أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى
لتحملها و تقبل عنقها قائلة بلوم:" كده يا لوجي
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى...اطلع
ملاقيكيش... على الاقل كنتي قلتيلي....
إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
تتساقط على رقبتها ثم تختفي تحت برنس
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية
و لونه المماثل لها...
خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي
ذكرته بقدمي صغيرته لجين...نفث دخان
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه
تريد الخروج....1
وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل :"البنت متعلقة بيكي اوي...
برافو شاطرة في شغلك عشان كده حديكي
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر...".
صرت أروى أسنانها بغضب مكبوت لتتشبث
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب...
رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة
بنكية و هو يقول بغرور :" خدي...الكارت دي
فيها مرتب سنة... سحب نفسا من سيجارته
ثم نفثه على وجهها مكملا باستهزاء :" داه
طبعا لو فضلتي هنا... ".
حركت يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه
بحدة :" مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين
في الاوضة... دي لسه طفلة و داه خطر عليها... ".1
فريد بسخرية :"حتخافي على بنتي اكثر مني؟
و إلا إنت نسيتي نفسك متعيشيش الدور أحسنلك".
رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت من
يده و هي تجيبه :"لا عارفة إني هنا مجرد مربية
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي...
بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إهانتها :"عشان كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي ....
أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته:" انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها....1
تستمر القصة أدناه
فريد و هو يطفئ سيجاره :" بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع... ".
أروى و هي تشدد من إحتضانها :" بعد الشر ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت...".
فريد بسخرية :"حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني ".
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إهانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه... لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها....
إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا... نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل....
وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين... في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته
سوى والدته....
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين...فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان...
1
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران.....
مسحت يارا دموعها بقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى
يعذبها بتنظيفها...4
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه بألم :"ربنا ينتقم منك
يا وا... يا حقير... بقى انا يارا عزمي بنت المستشار
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك.....4
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة غضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها....2
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المستهزءة و هو يقول :"سلامتك ياقطة
إيه تعبتي؟ تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك....".2
رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرة:"إنت اكيد بتهزر...انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة... كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة ".5
تستمر القصة أدناه
هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا :" إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل
قدامك...و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ....".4
يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع
الطرق :" صالح... لو سمحت كفاية انا و الله
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده
لو عاوز انا حعتذرلك قدام الدنيا كلها بس
كفاية إنتقا....3
صالح بصراخ و قد إحمرت عيناه من شدة
الغضب :" صالح بيه... متنسيش نفسك يا
زبالة...و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا
بالشكل داه.. إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك...
5
إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث
عن طريقة للتخلص من هذه المصيبة التي
قلبت حياتها و سلبتها الراحة و الأمان....
3
مساء في فيلا سيف....
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء.... حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها....
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى...
وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها...
:"سيلين... يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم... بقالك أربع ساعات نايمة....
4
في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها... كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا...
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ :"إنت كويسة يا هانم...".
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها :"انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس".
زينات :"أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى".
سيلين و هي تعدل ملابسها :" خليه يدخل ".
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها....جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
:" إنت كويسة... وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة ".
ضحكت سيلين و هي يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة:"انا كويسة...إهدي".
سيف و هو يتنفس الصعداء:"كنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي...
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك ".
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها :"لا
انا كويس و الله... اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل :" انا نوم بتاعي ثقيل..+
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده نحو شفتيه ليقبلها
برقة ثم وقف من مكانه قائلا :" طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى...".5
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
:" حاضر... ".
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف...وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله...
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي.... بشرة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل...
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس...
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي تصارع المرض الآن...كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها...
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر....
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
:"سرحانة في إيه قوليلي....".
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه :"و لا حاجة
كنت بفكر في مامي...".
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن :"طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا... انا و إنت و هي و ماما ".
سيلين بطفولية :" إنت عندك مامي؟؟".
سيف بضحك :" انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه...1
سيلين بعبوس :" بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش... و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية".
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة.
توقف بصعوبة قائلا :" لا هي بتقلك يا هانم
بالميم.... مش هاني... لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك... ".
سيلين بجهل :" مش فاهم...
سيف باللغة الألمانية :" أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل... و لذلك تناديكي
هانم... فهمتي ".
اومأت له و هي تتمتم بتفكير :"يعني إنت
كمان تناديكي هانم....
سيف ضاحكا :" يا نهار اسود...داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر...إنت
بهدلتي الدنيا... لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر... بس انا راجل فهي تناديني
باشا...
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده : فهمت
يا باشا....
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا :"يا روح قلب الباشا إنت... يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري...".5
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت.. لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة...
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا....
يتبع ❤️❤️
حبايبي اتمنى يعجبكم البارت
التفاعل مش عجبني لو لقيت تفاعل هنززل الفصل بليل
#تم #التعديل 👇
الفصل السادس +إقتباس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة....2
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها...افاقت على صوته يناديها بقلق
:"سيلين؟ مالك في حاجة؟؟؟
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل
لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب :" مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي... بتقلقيني عليكي ليه
ها؟؟ ...2
سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج :"اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة...انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة
و......
سيف مقاطعا :"ششش...إنت تنسى حياتك اللي
فاتت كلها... عارفة ليه؟
سيلين بحيرة :" لا...
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه :" عشان حياتك
إبتدت من اللحظة اللي دخلتي فيها مكتبي...
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة
ثم إنحنى ليربط لها حزام الأمان (مش عارفة إسمه
بالعربية 😂)5
حركت رأسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله
لم تكن تهتم سوى لوالدتها... يكفي انه هو من
سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب
أن تركز عليه...
سيف و هو يلاحظ شرودها :"حجيبلك
عصير برتقان عشان إنت مفطرتيش كويس
الصبح....1
إتسعت عيناها بصدمة و هي تنظر له قبل أن
تجيبه بتذمر:" لا مش عاوز ياكل حاجة تاني...إنت خليتيني ياكل كثير الصبح... و إمبارح كمان..
انا ياكل داه في أسبوع....
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم
شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع
التحكم في جسده في تلك اللحظة و منع نفسه
من إختطاف قبلة منهما حتى يتذوق تلك الشفاه
التي ظل يحلم بها طوال ليلة البارحة...6
حرك راسه لينفي تلك الافكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لاتزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده...
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان
ليعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات
طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني
به مع والدته.. كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا
تزوجت...كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب
القدر عجيبة.. و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم
بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها :"سيلين
هو إنت معندكيش أخوات...".
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته
من سؤاله هذا... كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا.... زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء.... يحاولن بكل أسلحتهن
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود....+
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه
في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء... هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة
التي كانت تعيشها مع والدتها؟1
كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات... ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين...
لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخدرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي...يمارسون ال.... في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها...
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها.. قبض بعنف على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي يهدد بالخروج و تدمير كل شيئ في تلك
اللحظة...طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير
عنه.
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي
إحمر بشدة من الغضب ..
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله....لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل
والدها.. لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة.....
صرخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك
المضيفة و هي تشهق بخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت تنزف بغزارة رفعتها بين
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز :"سيف باشا
إيدك بتنزف....
جذب يده بعنف و هو يرمقها بنظرات مميتة
قبل أن يحاوط عنقها بيده و يرفعها إلى الأعلى
قليلا مسندا جسدها على الحائط
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالموت :" أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الزبالة اللي
زيك...
حركت المضيفة رأسها بعنف محاولة التخلص
من يده التي كانت تقبض على عنقها نظرات
عينيه تخبرها أنه لن يتردد لحظة في إزهاق
روحها و رميها من نافذة الطائرة...
تلوت و هي تضرب يده بيدها و ساقيها
تتحركان في الهواء بعشوائية تريد فقط
تخلص نفسها من هذا الوحش الوسيم..
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات
القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها
التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة
في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد
ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد أن رأت معاملته
لتلك الفتاة الصغيرة التي ترافقه (تقصد سيلين)
المسكينة لم تكن تعلم أنه مختلف و انه لا يشبه
اي أحد.... جحظت عيناها و تحول وجهها إلى اللون الأزرق بعد نفاذ الهواء ليرميها سيف على أرضية الحمام
ثم فتح صنبور المياه ليغسل يديه ببرود غير
مهتم بشظايا الزجاج التي إخترقت ظهر
كفه ليهتف بنبرة جامدة محذرة :"مش عاوز
ألمح خلقتك طول الرحلة.. لما نوصل لالمانيا
احسنلك تختفي عشان لو شفتك حقتلك....".+
تسحبت المسكينة بجسدها نحو الخارج و هي
تسعل بعنف و تتنفس أكبر كمية من الهواء
ثم إستندت على الحائط تحاول الوقوف بينما
يدها الأخرى كانت تمسد بها رقبتها التي
تجزم أنها لو بقيت تحت قبضته ثانية أخرى
كانت ستنكسر....
اما في الداخل إنتهى سيف من تضميد
يده و هو يجاهد لرسم إبتسامة على شفتيه
قبل أن يخرج...
عاد ليجد سيلين تتكئ برأسها على ظهر
المقعد و تغلق عينيها.. يبدو أن نامت فهي
في الصباح إستيقظت بصعوبة...
إتجه نحوها ليفتح حزام الأمان ثم حملها
ليأخذها للغرفة المخصصة للنوم... وضعها
على السرير ثم خلع حذائها و غطاها
بغطاء خفيف بعدها تمدد بجانبها متكئا على
ذراعه ....
امسك بإحدى خصلات شعرها ليلفها حول
إصبعه ناظرا أمامه بشرود....
في قصر صالح عز الدين....
ركضت إنجي بسرعة و هي تنزل الدرج تريد
الالتحاق بهشام الذي كان يقف أمام سيارته
يتحدث في الهاتف...
وصلت إلى مكانه لتنحني قليلا تأخذ أنفاسها
التي تسارعت بسبب ركضها... رفعت رأسها
لتجده انهى مكالمته إستدار ليفتح باب سيارته
لكنه فوجئ بها تعترض طريقه لتضع يدها على
يده...
هشام ببرود :" عندي عملية مستعجلة و مش
فاضي".
إنجي :"انا مش حعطلك يا هشام هما خمس دقائق
و بس مش أكثر".
هشام بنفاذ صبر :"عاوزة إيه يا إنجي خلصي
ورايا شغل...".
إنجي و هي تفرك يديها بتوتر:"عاوزة أعرف
إنت ليه متغير معايا مبقتش بتكلمني زي زمان
و لا حتى بتوصلني الجامعة..
هشام و هو يرفع حاجبيه قائلا بسخرية :" ليه سواق
الهانم و انا معرفش.. إنجي إبعدي من قدامي
بلاش دلع ".
طأطأت إنجي رأسها و هي ترمقه بنظرات
حزينة بعينيها البريئتين متعمدة لتشعره بالشفقة عليها فهي
دائما ما تتبع ذلك الأسلوب معه حتى يخضع
لما تريده :"على العموم انا آسفة لو أزعجتك
اوعدك مش حتسمع صوتي من النهاردة ".1
تحركت من أمامه و هي تمسح عينيها من
الدموع التي لم تكن موجودة ليزفر هشام
بغضب و قلة حيلة...قلبه الخائن الذي يعشقها لا يستطيع التفريط فيها مهما فعلت رغم انه عاقبها لمدة
كافية فهو منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه تقف
مع أصدقائها و شاهد ذلك الشاب الذي كان يتلمس
شعرها بحرية لم يكلمها بل إكتفى بتجاهلها
و هذا كان أكبر عقاب لها...أمسك ذراعها بعنف و هو يديرها نحوه ليصرخ
بغضب :"بقلك إيه بلاش الحركات دي إنت عارفة
إني بعديها بمزاجي...لكن المرة دي مش حقدر
اسامحك... اللي إنت عملتيه غلط كبير إنت إزاي
تسيبي حد غريب يلمس شعرك انا لسه مش مصدق
لو كان حد حكالي مكنتش حصدقه لكن للأسف
شفتك بعيني".2
إنجي بصوت خافت :"داه علي زميلي و... و الله
كانت خطيبته واقفة معانا...قالها تغير لون شعرها
زي لون شعري....2
هشام و هو يزيد من ضغطه على ذراعها و كأنه
يفرغ غضبه فيها :"يا سلام يعني عشان زميلك مسموحله يلمس شعرك عادي...ها...لا و كمان
عاجبه لون شعرك و إيه كمان... عملتي إيه كمان
أكيد في حاجات انا مشفتهاش...
هزها بعنف ليتمايل جسدها حتى كادت تقع
لكنه كان يمسكها بقوة و هو مازال يصرخ :"
ما تجاوبي يا آنسة يا محترمة...عاملالي فيها
اوبن مايندد و فري و قرف...... ياخسارة يا إنجي
يا خسارة... مكنتش فاكر إن بنت عمي الصغيرة
اللي تربت على إيدي تطلع كده.....".1
دفعها لتترنح لكنه تمالكت نفسها و هي تنظر
له بحزن حقيقي هذه المرة...
لم تستطع حتى
إجابته فما فعلته خطأ و حتى لو كان زميلها
ذلك لا يعطي له الحق بلمسها حتى دون قصد
شعرت بغصة في حلقها و هي تشاهد نظراته
المشمئزة التي كان يرمقها بها كان سيسامحها
لكنها كعادتها عنيدة غبية فهي لحد الان لا تزال
ترفض الاعتراف بخطئها لا بل أيضا تختلق
الأعذار حتى تبرر ما فعلته لذلك إضطر ان يقسو
عليها رغم انه كان يتمزق بداخله على حزنها ...
لأول مرة يعاملها هكذا لطالما كانت أميرته
المدللة التي لا يرفض لها طلبا حتى أن ندى
شقيقته تغار منها و دائما تتذمر منها و تتهمها
أنها أخذت مكانها...1
راقبته و هو يتحرك بسيارته بعيدا نحو بوابة القصر
لتجهش بالبكاء بصوت عال و هي تخفي وجهها بيديها....
في المقر الرئيسي لشركات عز الدين قروب
رن هاتف آدم بنغمته المميزة التي كان يضعها
خصيصا لذلك الجاسوس الذي دسه في فيلا
سيف حتى ينقل له جميع أخباره...
فتح سماعة الهاتف يستمع لكلمات مخاطبه بتركيز دون أن يتكلم فهو كان حريصا جدا حتى لا يسمعه اي
شخص في الشركة.... انهى المكالمة التي دامت
لعدة دقائق و هو يبتسم بشر متمتما داخله :"بقى
كده..سيف عزالدين الملقب بالشبح معاه بنت
في فيلته....دي حتكون فضيحة الموسم....
قهقه عاليا قبل أن يكمل :" و الله يستاهل مش
عاملي فيها شيخ جامع قدام الناس... انا بقى
حخلي فضيحته بجلاجل و حخلي صورته
تتشوه قدام الصحافة الإعلام...خليهم يعرفوه
على حقيقته بس انا لازم أملي إيدي و اتأكد من
الخبر داه....
همس و هو ينظر بغل لإسمه المكتوب على مقدمة مكتبه :" آدم عزالدين نائب رئيس مجلس الإدارة"4
تستمر القصة أدناه
:"كل حاجة حتتغير قريب جدا حتنتهي
ياسيف و حبقى انا رئيس مجلس الإدارة
و كل شركات و املاك جدي حتبقى ليا انا
لوحدي...".
إستند بجسده على كرسيه الدوار و هو يفكر
في تلك المعلومات التي وصلته منذ قليل عازما
بكل جهده على التخلص من غريمه بكل الطرق
حتى لو اضطر لقتله...
لطالما كان هو سيف من ألد الأعداء او بالاصح
هو من يعتبره عدوه و منافسه على كرسي
رئاسة مجلس الإدارة التي منحها له جده و ذلك
لذكائه و قدرته الكبيرة في تسيير أمور العمل
و حل المشاكل التي تواجههم بكل سهولة
بفضل ذكائه الفريد من نوعه و هذا ماجعل
آدم يكرهه فهو يرى نفسه الأحق بذلك الكرسي
خاصة و انه درس إدارة الأعمال في أرقى جامعات
لندن بينما سيف درس المحاماة....
بعد ساعتين إستيقظت سيلين لتجد نفسها
في غرفة غريبة ثواني حتى تذكرت انها كانت تجلس
على كرسي الطائرة...ازاحت الغطاء من فوقها
لتقف من الفراش و هي تعدل شعرها و ثيابها
قبل أن تخرج تفاجأت لأنها وجدت نفسها
مازالت داخل الطائرة لتتوجه مباشرة نحو
المضيفة تسألها عن الحمام لتغسل وجهها....
بعد دقائق من البحث وصلت حيث كان يجلس
سيف يتحدث مع كلاوس الذي إستأذن حالما
رآها...1
إبتسمت بمرح قائلة :"مش عطلتك عن الشغل...
إبتسم بدوره لها كعادته كلما يرى وجهها الطفولي
ليمسك يدها و يقف من مكانه و يجلسها عليه
ثم جلس على الكرسي المجاور لمقعدها بعد أن
أشار المضيفة أن تجلب لهما الطعام الذي حدده
لها منذ قليل لكنه كان فقط ينتظر سيلين ان
تستيقظ.....
أجابها و هو مازال يحتفظ بابتسامته على
وجهه :"لا... إحنا خلصنا شغل لما كنتي نايمة
بس تعالي هنا قوليلي...إنت مبتشبعيش نوم
ياترى على طول كده و إلا بس اليومين دول؟؟
سيلين بخجل :" لا كنت يصحى بدري عشان
يخلص شغل البيت.. عشان ماما مش يتعب
و بعدين بيروح الشغل...مش كان ينام كثير
مش عارف ليه هنا بينام انا آسفة...
سيف و هو يمسد شعرها بحنان :" و لا يهمك
إنت برنسس يعني تعملي اللي إنت عاوزاه براحتك
انا طلبت الغداء...كلي و بعدين لو عاوزة إرجعي
نامي ثاني...فاضل حوالي ساعتين و نوصل".
سيلين :"لا خلاص شبعت نوم... مش عاوز انا
بيفكر في مامي عامل إيه؟
سيف :" متقلقيش كل حاجة حتبقى حتبقى كويسة
إن شاء الله...
سيلين و قد بدأت عيناها تلمعان بالدموع :" يارب
انا مش عاوز اخسرها...مش عندي حد ثاني غيرها... ".
سيف و هو يبعد يديه عنها ممثلا الحزن :"طب
و أنا؟؟ و إلا خلاص حتستغني عني لما طنط
هدى تخف و تبقى كويسة؟؟
سيلين و هي ترمش بعيناها حتى لا تبكي
:" مش فاهم.. يعني إيه تستتغغ.... الكلمة داه ".
إنفجر ضاحكا بعد أن فقد السيطرة عن ملامح
وجهه الحزينة قائلا :" عارفة انا الضحك اللي
ضحكته معاكي من ساعة ما جيتي مضحكتوش
في حياتي كلها...
تستمر القصة أدناه
سيلين بتذمر :" يعني إنت بتضحك عشان بتسخرين مني انا؟؟
سيف و هو يقهقه حتى ادمعت عيناه :" لا بجد مش
قادر.. الله يسامحك يا طنط هدى بوزتي لغة البنت
خالص... دي إنجي حتفرح أوي لما تشوفك.. ".
سيلين :" مين إنجي؟
سيف و هو يمسح عيناه من الدموع :"دي بنت
عمي لما نرجع حعرفك عليها هي و ندى...
جاءت المضيفة لتضع الطعام أمامهم لكنها كانت ترتعش بخوف من سيف بعد أن رأت ما فعله بزميلتها
التي تركتها مع الطبيبة التي جلبها سيف خصيصا
لترافقهم في الرحلة...
راقبتها سيلين بتعجب هي تتوقع في كل لحظة
سقوط أحد الصحون من يديها المرتعشتين لتشفق
عليها قائلة:"سيبيهم انا حيكمل يحطهم...
همت لتقف من مكانها لكن سيف ضغط على
كتفها ليجبرها على الجلوس قائلا بصوت صارم
:" لا طبعا .. داه شغلها هي..
سيلين و هي تهمس في اذنه بصوت خافت :"
بليز دي باين عليها مريض..ووشه أصفر".
سيف باستهزاء فهو يعلم لما هي خائفة :"لا متقلقيش هي كويسة ما فيهاش حاجة....
في تلك الاثناء أنهت المضيفة عملها بتوتر بسبب نظرات سيف الحادة ليشير لها بالانصراف
إلتفت لصغيرته التي كانت تعقد ذراعيها أمامها
بغضب ضحك رغما عنه و هو يداعب خدها
باصبعه...
همهت برفض و هي تحرك رأسها بعيدا عنه
مقطبة حاجبيها كطفلة صغيرة.
سيف ببراءة مزيفة :"في إيه بس... مالك قلبتي كده فجأة".
سيلين :" عشان مش خليت البنت تروح ترتاح".2
تنهد سيف و هو يتحرك في كرسيه ليستوي
في جلسته دون أن يجيبها...حدق في الأطباق
أمامه متجاهلا نظراتها المترقبة ليزيح الأغطية
عن الأطباق قائلا :"مممم ريحة الأكل تجنن
خلينا ناكل و بعدين نتكلم....
أخذ الشوكة و السكين ليبدأ في وضع اصناف الطعام
في طبقه ثم تقطيعه لقطع صغيرة كل ذلك
و سيلين تراقبه... إنتهى ليأخذ الصحن و يضعه
أمامها هاتفا:" يلا كلي...عاوزك تخلصي الطبق
كله.. ".
سيلين بدهشة :" انا مش بنت صغيرة على
فكرة...".1
أجابها بصوت عادي دون أن ينظر لها :"إنت بنوتي
أنا...
فكت ذراعيها لتبدأ في تناول طعامها دون أن
تجيبه... لاتريد مناقشته في أي امر الآن هي
لا تزال لا تعرفه جيدا و لذلك يجب أن تسايره
حتى يساعدها في إنقاذ والدتها..آخر ما تريده
هو إغضابه عضت شفتيها بلوم لكنها مضطرة
لفعل ذلك...ستستغله لآخر لحظة حتى تحقق
هدفها حتى لو طلب حياتها في هذه اللحظة
لن تتردد....
بقية الرحلة جلسوا في أماكنهم يتحدثون
في مواضيع عشوائية إلى أن حطت الطائرة
في احد المطارات الخاصة ببرلين...
ثم إستقلوا سيارة كانت تنتظرهم في المطار
ليتوجهوا نحو المستشفى...وصلوا ليجدوا
إيريك مساعده و مدير اعماله في فرع الشركة
بالمانيا الذي اوصلهم نحو غرفة هدى الجديدة.. لم تكن سيلين تشعر بذراع سيف التي أحاطت
كتفها و هو يسير بها نحو الغرفة المنشودة بجانبه
كان يسير إيريك بينما يتبعهم كلاوس و بعض
الحرس الآخرين بعضهم اتي معه من مصر و البعض
الاخر من ألمانيا ...كانت تمشي بصعوبة و دقات قلبها
تتعالى مع كل خطوة فقد أخبرها سيف عندما كانوا
في السيارة أن والدتها أجرت العملية ليلة البارحة
و ذلك بأمر منه بعد أن تحدث مع الطاقم الطبي
المسؤول عن صحتها حيث أكدوا له ضرورة
خضوعها للعملية في أقرب وقت لذلك إنتهز فرصة
أن سيلين بعيدة عنها حتى لا تقلق عليها...+
أخبرها أيضا انه يتابع حالتها من الأطباء كل
لحظة حيث انه أمر إيريك بدفع أضعاف تكاليف
العملية حتى يهتموا بها جيدا...
وقفت أخيرا أمام جدار زجاجي بعرض الحائط
حيث ظهرت لها والدتها من بعيد نائمة على السرير
الطبي و بعض الاسلاك موصلة بجسدها... شهقت
بألم و هي تضع يدها على فمها لتكتم بكاءها على
حال والدتها المسكينة التي لم ترى في حياتها
سوى الشقاء و البؤس ليحتضنها سيف مربتا
على ظهرها و هو يهمس في اذنها بخفوت:"مينفعش
كده إنت لازم تكوني قوية علشانها...لازم لما تصحى
تلاقيكي قدامها فرحانة و مبسوطة عشان داه
حيأثر على نفسيتها و يخليها تشفى بسرعة....
حركت رأسها بالموافقة و هي تبتعد عنه
لتعود و تحدق بوالدتها و تمسح دموعها التي
أبت أن تتوقف...
قاطعهم إيريك الذي ذهب منذ قليل حتى
يتحدث مع الأطباء عن حالتها :"مستر سيف
الطبيب يقول أنها لن تستيقظ قبل يوم غد
ماذا تأمرون حضرتكم".
سيف و هو ينظر لسيلين :"نحن سنذهب
الان و لكن اريد تقريرا مفضلا عن حالتها
كل نصف ساعة...
اومأ له الاخر بطاعة ليغادر سيف الذي كان
حرفيا يجر سيلين للخارج غصبا عنها
دخلا للسيارة لتلتفت نحوه تنظر له بلوم
:"حنفضل هناك نعمل إيه بس...الدكاترة قالوا
إنها مش حتصحى النهاردة..إيريك حيفضل هناك
و اول ماتصحى وعد مني حرجعك هنا انا كمان
عاوز اشوفها بس حنعمل إيه.. يلا إفردي وشك
بقى مش بستحمل اشوفك زعلانة...
سيلين و هي تلتفت نحو نافذة السيارة
:" مش زعلان بس كنت عاوز يشوفها...
سيف بحماس محاولا جعلها تخرج من دائرة حزنها و هو يدير وجهها ناحيته
:" بكرة إن شاء الله حنشوفها سوى لما تفوق...
بس مينفعش نروحلها و إيدينا فاضية
لازم ندور على هدية مناسبة..مممم هي طنط هدى
بتحب إيه اكثر حاجة...
سيلين :" بتحب الورد الأبيض... أي نوع المهم
يكون لونه ابيض ".
سيف :" بس كده... داه انا حملالها الأوضة ورد
ابيض... بس إيه رأيك نروح نعمل شوبينغ...
سيلين باللغة الألمانية :" لا انا يجب أن أذهب
لمكتب بيع العقارات لأبيع المنزل....
سيف باستفسار :"ليه؟؟
سيلين :"لأدفع لك تكاليف العملية...يجب أن
أعيد لك نقودك".+
سيف رغم صدمته و ذهوله :"لا خلينا نأجل
الكلام في الموضوع داه بعدين لما تصحى طنط هدى حنتكلم فيه دلوقتي حنروح محلات.....عارفاها؟؟
فغرت سيلين فاها بدهشة لطالما مرت من أمام
ذلك المبنى الفخم تكتفي بالنظر من الخارج
لتلك الفساتين التي لا طالما حلمت بارتداء أحدها
لكنها كانت تعلم أن ذلك مستحيل فسعر اقل فستان
يساوي مرتبها لخمسة سنوات...
تحدثت بصوت متقطع :"إنت بتتكل.. مي جد؟؟
سيف بابتسامة :" أيوا...انا فضيتلك المحل ساعتين
عشان تختاري براحتك ".
سيلين بصراخ :" ماذا هل تمزح معي؟؟ إنت مجنون
أنت لا... لا تعلم سعر تلك الفساتين...لالا اريد
ليس لدي نقود إضافية لتسديد نقودك..
أمسك نفسه بصعوبة حتى لا يلكم وجهها
الفاتن و يفسد تعابيره التي يعشقها و هو يضغط
على أسنانه بقوة من شدة غضبه لقد تجاهلها
حديثها الأحمق منذ قليل عن بيع المنزل و إرجاع
نقوده و هاهي الآن تعيد نفس العبارة لكن بطريقة
أخرى... إلتفت نحو النافذة ليبدأ تدريجيا في
إستعادة هدوءه... المسكينة لا تعلم أنه لن يرضى
بغيرها تعويضا....
توقفت السيارة ليفتح السائق الباب من جهته
وقف سيف ينتظر خروجها من نفس جهته و هو
يغلق ازرار بدلته بينما أخذ الحرس أماكنهم
يطوقون المحل و يأمنونه لتسهيل دخولهما....
قفزت سيلين عدة مرات في مكانها و هي تدور
حولها لازالت لاتصدق انها الان بداخل ذلك
المحل الشهير...تلمست الفساتين بانبهار و هي
تتمعن في تفاصيلها الخلابة قبل أن تنتقل
لجهة الاحذية و الحقائب لتعود من جديد
نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات حنونة
كان يريد تعويضها بأي شكل عن حرمانها في
الماضي شتم جده عدة مرات بداخله عما فعله
بها.. أي قلب يمتلكه ذلك الرجل حتى يرمي
حفيدته في هذا البلد البعيد و يحرمها من
حقها في الحصول على ثروة تغنيها عن العمل
في تلك الوضائف البسيطة و التي بالكاد تسدد
فواتير أكلها و شربها...2
تنهد بألم و شفقة على منظرها و هي سعيدة
بسبب فستان.. تذكر إنجي و ندى اللتان كانتا
تطلبان فساتينهما من أشهر دور الازياء في باريس
فحفيدات صالح عزالدين لا يليق بهما سوى
الفخامة و الرقي...باستثناء هذه المسكينة التي
أمامه...
يتبع ♥️♥️♥️
إقتباس للأحداث القادمة
كانت الفتيات يجلسن في حديقة القصر يتجاذبن أطراف الحديث..
تاففت سيلين بصوت عال من إلحاح إنجي و ندى
عليها ان توافق على طلب زواجها من سيف بعد
إصرار جدهم على ذلك لتتحدث بصوت عال قليلا
:"سيب إيدي يا إنجي... إنتي قابض على حرامي...
تستمر القصة أدناه
ندى بضحك :" أيوا حرامي خواجة بعيون ملونة.. "
رمقتها سيلين بسخرية و هي تجيبها :" بايخ
على فكرا".
قامت الأخرى بحركة نفض الغبار الوهمي ن على كتفيها و هي تضع ساقها على الأخرى مردفة بغرور :" عارفة و داه سر تميزي أسندت ذقنها على يدها ثم تنهدت مضيفة بنبرة حالمة أحيييييه ياريت كان عندي
مز في حياتي و يديني الكريدت كارت بتاعته فيها مليون جنيه و يحلف عليا أصرفهم في يومين ..".
قاطعتها إنجي التي تمسكت اكثر بذراع سيلين عازمة على عدم تركها هذا اليوم حتى تقنعها بالموافقة
:"خلاص بقى يا ندى مش وقت هزارك خالص و إنت
يا سولي عشان خاطري وافقي.. داه أبيه سيف بيحبك جدا...
سيلين ببلاهة:" بيحبني انا؟؟
إنجي و هي تومئ لها بالايجاب:" طبعا بيحبك
و كلنا عارفين كده..كفاية نظرات الحب اللي في
عنيه كلما يبصلك للدرجة دي محسيتيش؟؟
ندى و هي تمصمص فمها بحركة شعبية رأتها
في المسلسلات :"شوف مين اللي بيتكلم
ياريت تقولي الكلام داه لنفسك...الله يكون في عونك يا هوشي ياخويا (هي بتدلع اخوها هشام كده
مجنونة بقى 😂).
إنجي و هي ترمقها بنظرة حادة بهد ان فهمت
مقصدها لكنها تصنعت عكس ذلك :" قصدك إيه
يا ندى يا بنت طنط سناء...
ندى و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها :"لا أصل
و لا فصل ياختي كملي الشو بتاعك....
إنجي بملل:" مفيش فايدة فيكي...ثم إلتفتت
لسيلين المهم قلتي إيه يا موزة خلاص نقول مبروك... ها...
سيلين و هي تحاول جذب ذراعها من يدها
:" إنت ليه مصر تقنعي انا بحاجة غلط سيف
مش بيحب انا... هو اكيد بيحب واحدة ثاني...
إنجي بنفي:"مستحيل...أبيه سيف مش كده
مش من النوع اللي يعمل علاقات في السر
لو كان بيحب واحدة كان قلنا عليها و كان
قدمها للعالم كله...انا عمري ما شفته بيضحك
غير بعد ماجيتي إنت و طنط هدى...على طول
بيبقى بيبصلك.. عيونه مش بتفارقك ابدا و بيسأل
عليكي طول النهار و بيهتم بيكي بطريقة مش
طبيعية...
ندى و هي تقلد طريقة حديث سيلين :"لا سيف
بيحب إنت مش عنده واحد ثاني في حياته...
داه حتى بيديكي مصروف قد اللي بناخذه انا و إنجي عشر مرات مممممه خمسة moi مش بحسدك طبعا و لا حاجة ...
قاطعها هشام بضربة على خفيفة على رأسها
قائلا :" إنت همك في الحياة بس المصروف
ملكيش سيرة غيره....
ندى بمزاح :"طبعا و هو في أحلى من الفلوس
يا خوي....جلس هشام بجانب شقيقته و قد لفت إنتباهه
يدي إنجي التي لازالت ممسكة بذراع سيلين
ليهتف :"مالها دي؟؟+
إنجي بتلعثم :" لا مفيش حاجة... انا كنت
بتكلم مع سيلين في موضوع شخصي
حاجات بنات يعني...
تستمر القصة أدناه
ندى :" أيوا موضوع بنات... إنت بتسأل ليه ثم إنت إيه
اللي قعدك هنا معانا...روح للمستشفى بتاعتك
خيط مصارين و كلاوي هناك... ياااع".
هشام و هو يصفعها على رقبتها من الخلف :" مصارين
و كلاوي يا متخلفة...على العموم انا جيت عشان
اديكي مصروفك مهانش عليا تقعدي متعاقبة
أسبوعين بس غيرت رأيي تستاهلي و حقول
لماما تزودلك اسبوع كمان عشان تتربي يا ام لسان طويل يا أوزعة...
إنجي و هي تمثل أنها مصدومة :" أنا أوزعة...
هان عليك تقولهالي في وشي يا إبن ابويا كنت
قلتلها من ورايا على الاقل انا محدش أهاني
كده قبل كده على رأي هاني رمزي...
أسكتتها ضربة اخرى على رقبتها لتقفز من مكانها
صارخة بتذمر:" ماتخف إيدك ياعم داه قفايا على فكرة مش طبلة بلدي ".
جذبها هشام لتجلس في مكانها قائلا بسخرية
:"تصدقي مخدتش بالي...و انا قول إيدي بتوجعني
ليه؟
إنجي بصراخ :" أوووف ما كفاية إنت و هي
عاوزة اتكلم مع سولي كلمتين.....
هشام و هو يهمس لشقيقته :"هي إيه الحكاية؟؟
ندى بوشوشة :" دي معلومات سرية حتكلفك
كثير يا باشا...
هشام :" إنطقي و نتحاسب بعدين..
ندى :" لا ياعم ماتاكلش معايا الحوارات دي
الدفع قبل الاستلام....
أخرج هشام بعض النقود ليعطيها لها قائلا
:"خدي...مش بتتشطري غير عليا أنا...
ندى بصوت عال و هي ترفع النقود حتى
تراها إنجي :" أصل إنجي كانت بتقنع سيلين....
قاطعتها إنجي و هي ترمقها بنظرات محذرة
:"ندى حبيبتي...دي اسرار بنات مينفعش
تحكيها...
ندى و هي تراقص حاجبيها :" لا داه هوشي
يعني مش غريب...أصل إنجي كانت بتقنع
سولي إنها تتديني خمس الاف جنيه ما إنت
عارف إني محرومة من مصروفي أسبوعين
و إنجي عاملالي حملة تبرعات...
إنجي و هي تشتمها:"خمس الاف جنيه يا كلبة ".
هشام بتعجب :"بقيتي شحاتة يا ندى...
ندى ببكاء مزيف :"شفت إزاي... كارو يتيم أهي أهي
أهي....
سيلين ببلاهة :"مين كارو داه؟؟
ندى :" لا لالا... إسكوزمي بقى على رأي الست فيفي
عبده إنت إزاي متعرفيش كارو بنت أبلة فاهيتا.. هي
حصلت...3
هشام هو يقف من مكانه :"بس بقى يا فاشلة
و إنت يا سيلين إوعي تديها حاجة بلاش تخدعك. بدموع التماسيح دي...
إعتدل في وقفته و هو ينظر لساعته مضيفا
:"مش عاوزين حاجة يا بنات ....
ندى بحماس :" شيبسي و بيبسي و شكلاطة و...
هشام :" قلت يا بنات؟
ندى :"قصدك إيه عووومر...يلا إتكل مش عاوزين
منك حاجة...
هشام مغادرا :"حسابك معايا بعدين يا اوزعة....
نظرت إنجي لهشام الذي كان يسير في إتجاه الكاراج
قائلة :"بقى كده ياندي...عاوزة تقلبيني في خمس
آلاف جنيه يا معفنة...
ندى و هي ترسل لها قبلة طائرة :" طب ما تخليها
عشرة و انا أقنعلك الموزة دي...
نظرت لها إنجي بشك ثم نقلت بصرها نحو سيلين
المسكينة التي كانت تراقب ما يحصل أمامها
دون فهم لتهتف :"ماشي و لو فشلتي...
ندى و هي تضرب صدرها :"فشر...انا عمري
ما فشلت في حاجة غير دراستي إنت تديهالي
ساعة زمن كده و ارجعهالك مستوية على الآخر....
إنجي باستهزاء:"هي فرخة؟
ندى بضحكة بلهاء :" لا بطة أجنبي".
هشام بجانب شقيقته و قد لفت إنتباهه
يدي إنجي التي لازالت ممسكة بذراع سيلين
ليهتف :"مالها دي؟؟+
إنجي بتلعثم :" لا مفيش حاجة... انا كنت
بتكلم مع سيلين في موضوع شخصي
حاجات بنات يعني...
تستمر القصة أدناه
ندى :" أيوا موضوع بنات... إنت بتسأل ليه ثم إنت إيه
اللي قعدك هنا معانا...روح للمستشفى بتاعتك
خيط مصارين و كلاوي هناك... ياااع".
هشام و هو يصفعها على رقبتها من الخلف :" مصارين
و كلاوي يا متخلفة...على العموم انا جيت عشان
اديكي مصروفك مهانش عليا تقعدي متعاقبة
أسبوعين بس غيرت رأيي تستاهلي و حقول
لماما تزودلك اسبوع كمان عشان تتربي يا ام لسان طويل يا أوزعة...
إنجي و هي تمثل أنها مصدومة :" أنا أوزعة...
هان عليك تقولهالي في وشي يا إبن ابويا كنت
قلتلها من ورايا على الاقل انا محدش أهاني
كده قبل كده على رأي هاني رمزي...
أسكتتها ضربة اخرى على رقبتها لتقفز من مكانها
صارخة بتذمر:" ماتخف إيدك ياعم داه قفايا على فكرة مش طبلة بلدي ".
جذبها هشام لتجلس في مكانها قائلا بسخرية
:"تصدقي مخدتش بالي...و انا قول إيدي بتوجعني
ليه؟
إنجي بصراخ :" أوووف ما كفاية إنت و هي
عاوزة اتكلم مع سولي كلمتين.....
هشام و هو يهمس لشقيقته :"هي إيه الحكاية؟؟
ندى بوشوشة :" دي معلومات سرية حتكلفك
كثير يا باشا...
هشام :" إنطقي و نتحاسب بعدين..
ندى :" لا ياعم ماتاكلش معايا الحوارات دي
الدفع قبل الاستلام....
أخرج هشام بعض النقود ليعطيها لها قائلا
:"خدي...مش بتتشطري غير عليا أنا...
ندى بصوت عال و هي ترفع النقود حتى
تراها إنجي :" أصل إنجي كانت بتقنع سيلين....
قاطعتها إنجي و هي ترمقها بنظرات محذرة
:"ندى حبيبتي...دي اسرار بنات مينفعش
تحكيها...
ندى و هي تراقص حاجبيها :" لا داه هوشي
يعني مش غريب...أصل إنجي كانت بتقنع
سولي إنها تتديني خمس الاف جنيه ما إنت
عارف إني محرومة من مصروفي أسبوعين
و إنجي عاملالي حملة تبرعات...
إنجي و هي تشتمها:"خمس الاف جنيه يا كلبة ".
هشام بتعجب :"بقيتي شحاتة يا ندى...
ندى ببكاء مزيف :"شفت إزاي... كارو يتيم أهي أهي
أهي....
سيلين ببلاهة :"مين كارو داه؟؟
ندى :" لا لالا... إسكوزمي بقى على رأي الست فيفي
عبده إنت إزاي متعرفيش كارو بنت أبلة فاهيتا.. هي
حصلت...3
هشام هو يقف من مكانه :"بس بقى يا فاشلة
و إنت يا سيلين إوعي تديها حاجة بلاش تخدعك. بدموع التماسيح دي...
إعتدل في وقفته و هو ينظر لساعته مضيفا
:"مش عاوزين حاجة يا بنات ....
ندى بحماس :" شيبسي و بيبسي و شكلاطة و...
هشام :" قلت يا بنات؟
ندى :"قصدك إيه عووومر...يلا إتكل مش عاوزين
منك حاجة...
هشام مغادرا :"حسابك معايا بعدين يا اوزعة....
نظرت إنجي لهشام الذي كان يسير في إتجاه الكاراج
قائلة :"بقى كده ياندي...عاوزة تقلبيني في خمس
آلاف جنيه يا معفنة...
ندى و هي ترسل لها قبلة طائرة :" طب ما تخليها
عشرة و انا أقنعلك الموزة دي...
نظرت لها إنجي بشك ثم نقلت بصرها نحو سيلين
المسكينة التي كانت تراقب ما يحصل أمامها
دون فهم لتهتف :"ماشي و لو فشلتي...
ندى و هي تضرب صدرها :"فشر...انا عمري
ما فشلت في حاجة غير دراستي إنت تديهالي
ساعة زمن كده و ارجعهالك مستوية على الآخر....
إنجي باستهزاء:"هي فرخة؟
ندى بضحكة بلهاء :" لا بطة أجنبي".
متابعه للصغحة ليصلكم فور النشر
NAda Ahmed 👈
تعليقات
إرسال تعليق