من البارت حتي الخامس عشر والخاتمه
العشق_الطاهر
✍️ نسمه_مالك✍️..
🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌺
.. تتوالي الصفعات الدامية علي قلب "خليل" رغم أنه هو الذي يصفعها علي وجهها وانحاء جسدها لأول مرة بحياته، ولكن أفعالها كسكين حاد قطع نياط قلبه علي حين غره..
تجاهد "زمرده" لتفادي صفعاته المؤلمه، تبكي بنهيار وتتوسل له بأنفاس اوشكت علي الأنقطاع قائله..
"كفايه يا خليل مش قادرة استحمل"..
جذبها من شعرها بعنف وهمس بإذنها بأنفاس متهدجه قائلاً..
"حذرتك يا زمردة ومنعتك تكلمي الأنسان دا حصل ولا لاء؟"..
اجابته بتقطع وصوت مرتجف من بين شهقاتها..
"ح حصل بس؟!"..
قطعت حديثها صفعة مبرحه علي وجنتيها جعلتها تسقط ارضاً من شدة قوتها، وتابع خليل بأسف وصوت أختنق بالبكاء قائلاً..
"ولما حصل بتكلميه كل يوم لييييييه؟"..
جثي علي ركبتيه بجوارها وتابع بذهول مقارب للجنون..
"لدرجاتي هو عندك أهم مني؟!!"..
حركت رأسها بالنفي سريعاً وقد ارتعد قلبها من غضب زوجها العارم التي تراه لأول مرة منذ معرفتها به، لم يكن هذا خليل الهادئ ذو الطبع الحنون..
فقد أستطاعت إخراج وحشه الكامن بحديثها مع ذلك المروان الذي يكن لها بقلبه عشق دفين يعلم به زوجها بعدما قرأ نظرته لها وطريقته معها..
أعمته غيرته الحارقه عليها، عاشق هو لها حد الجنون وهي لم تقدر عشقه هذا،ظنت انها مهما فعلت سيشفع عشقه لها، غافله عن كم أفعالها الحمقاء التي ستدمر علاقتها به ربما بلا راجعه..
قبض "خليل" علي رسغها وسحبها نحو دولابها، وهي تتلوي بين يديه لعله يتركها، وبنحيب تتحدث قائله..
"وحياتي عندك تهدي يا خليل، مش قادرة اصدق انك قدرت تمد ايدك عليا وتضربني جامد كده"..
دفعها ارضاً مره اخري بعنف، ونظر لها بابتسامة مصطنعة قائلاً..
"لا صدقي يا عيون خليل".. مال عليها واقترب بوجهه من وجهها وتابع بغصه مريرة..
"هتاخدي هدومك وتروحي بيت اهلك مش عايز أشوف وشك في البيت لحد ما اهدي يا زمردة"..
نهي جملته وهب واقفاً، مد يده وسحب حقيبة سفر صغيره، وفتح دولابها وبدأ يخرج ثيابها ويضعها داخل الحقيبه..
ارتجف جسد زمردة بهلع وأسرعت بالنهوض والركض نحوه قبل أن يري مانع الحمل التي تدثه بين ثيابها..
لتخونه عبراته وتسقط فوق ثيابها حين لمح ذلك الشريط الذي ذاد الفجوه بينهم أكثر، أمسكه بأصابع مرتعشه ونظر تجاهها بعيون متسعه يترجاها بل يتوسلها أن تخبره انها لم تجرحه الي هذا الحد..
هي فعلت كما اخبرته والدته وجرحته، بل طعنته بخنجراً مسموم كاد أن يجعل قلبه يتوقف ويفقد حياته من شدة صدمته بها..
تراجعت هي للخلف بذعر وفزع وخوف منه قد أدمي قلبه لأضعاف، ورفعت كف يدها ووضعته علي فمها تكتم شهقاتها الحاده حين استمعت لجملته التي جعلت روحها تترك جسدها..
"مش عايزة تخلفي مني يا زمردة؟!!"..
ضحك ساخراً وعبراته تهبط علي وجنتيه ببطء مكملاً..
"مش عايزة تكوني حامل مني؟!"..
حركت زمردة رأسها بالنفي، وحاولت الحديث لتخبره انها أرادت بعض الوقت فقد، ولكنها قد فقدت صوتها من شدة فزعها..
لتتحول ملامح خليل لأخري جامده، وقذف الحقيبه أرضاً، واقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة، ورفع شريط مانع الحمل أمام اعينها وبصرامة وكبرياء تحدث..
"الست اللي متبقاش عايزة تخلف من جوزها تبقي حاجه من الاتنين"..
اخذ نفس عميق وتابع بأسف..
"يا مش حاسه معاه بالأمان، يامبتحبوش ومجبوره علي العيشه معاه، والحالتين انا مقبلهمش يا زمردة علشان كده"..
تأمل ملامحها بعيون كساها الحزن وخيبة الأمل وتابع بقلب ينزف من شدة ألمه..
" انتي طالق يا زمردة"..
صاعقه الجمتها وكادت ان تودي بحياتها حين اخترقت جملته قلبها، بل خصتاً هذه الكلمه " طالق" حقاً نطقها زوجها حب حياتها؟!..
لم تكن تعلم مدي عشقها له إلا بهذه اللحظه الفاصله بحياتهم..
شحب وجهها وأصبحت نظرتها زائغه، عقلها غير قادر علي أستيعاب ما يحدث..
بدأت جبهتها تتعرق بشدة، وعيونها توقفت فجأه عن البكاء وحاوطتهما هالة من السواد فجأة وكأنها لم تنم لاسابيع وليس حتي لأيام، تلتقط أنفاسها بصعوبه وبصوت مسموع..
هيئتها جعلت قلب خليل ينقبض برعب، وقدماه تيبست مكانها واصبح لا يستطيع السير من أمامها..
أذدرق لعابة بخوف، وتصنع الامبالاه قائلاً..
"كدة هتاخدي هدومك وتفضلي عند اهلك علي طول وكل حقوقك هتو؟؟"..
قطع حديثه وصرخ بأسمها بهلع حين رأي أنفها وفمها ينزفان فجأة بغزارة شديده، وسقطت بين يديه
غائبه عن الوعي..
لتتوال الصدمات بصراخ شقيقتها "زمزم" بعويل وانهيار شديد مردده من بين صرخاتها الحادة..
"بنتااااااااااااااااي"..
.........................................................
"جيلان"..
تجلس بغرفتها تستعيد ذكرياتها التي تساعدها علي استكمال حياتها..
حبست أنفاسها،وتسارعت دقات قلبها بجنون،
وكأنها عادت تلك الفتاه الصغيرة ذات ال16ربيعاً،
مدت يدها لصندوق ذكرياتها الموضوع به كافة شئ يخصها
هى وعشق روحها "طاهر"..
حملته بحرص وجلست أرضاً وفتحته بلهفه وأصابع مرتجفه..
صندوق ليس ابداً بصغير مليئ بمختلف الورد الذابلة،
والكثير من الرسائل بخط يده التى كانت هى دوماً تقبل
أصابعها واحد تلو الأخر لتخبره بهذه الحركة مدى عشقها له..
كلما امسكت وردة تقبلها وتضمها لحضنها غالقة عيونها تتذكر
لحظة اهدائه لها،وبصوت يكسوه الحزن وتنهيده أشتياق
عاشقة همست جيلان..
"واحشتنى يا طاهر..يا عمرى ونبض قلبى"..
دمعة حارقة هبطت على وجنتيها وهى تقرأ أحدى رسائله
الحامله رائحة عطره التى تعشقها هى عشق ليس كمثله عشق..
"حبييتى"جيجي" كونى على ثقه أنني دوماً سأكون
معك،وحتى آن فارقت روحى جسدى لن يفارق عشقك قلبى"..
تأوهت بعلو صوتها وقلبها يصرخ من شدة جرحه النازف قائله بنهيار..
"اااااااه يا حبيب عمري مين اللي قتلك يا نبض قلبي"..
صوتها الباكي وصل لسمع ابنها، اسرع بالركض نحو غرفتها حتي وصل اليها، فتحها وخطي نحو الداخل يبحث عنها بلهفه قائلاً..
" جيجي"..
نظرت تجاهه بعيون يغرفها الدمع ليسرع هو ويجلس جوارها أرضاً ويضمها داخل حضنه بحنان وبتوسل همس بأذنها..
" كفاية بكي وحزن يا أمي ارجوكي"..
تمسكت "جيلان" بيه بكل قوتها، وبتقطع همست من بين شهقاتها..
"عايزه اوصل لأخته يا طاهر، ساعدني اوصلها يا ابني"..
رفعت عيونها ونظرت له وتابعت بتأكيد..
"فاديه هي اللي عندها اجابة سؤالك"...
أزدرقت ريقها بصعوبه مكمله..
"هي اللي هتقول عبد الماجد ليه يد بموت طاهر ولا لاء"..
تنهد طاهر بحزن لحزن والدته وعاد ضمها لصدره مرة أخرى وبصوت حنون يبث لقلبها الطمئنينه تحدث بجملة جعلت وجهها يستعيد اشراقه قليلاً حين أخبرها..
" وصلتلها يا أمي"..
ابتعدت عنه ونظرت له برجاء ان يكون ما ألقاه علي سمعها حقيقه..
ليحرك رأسه لها بالأيجاب مكملاً بثقه..
"وصلت لجيلان الصغيره اللي هتوصلنا لمامتها فاديه"..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
#البارت_ال12..
#العشق_الطاهر..
✍️ #نسمه_مالك ✍️..
هدف الروايه الدعاء لطاهر الحقيقي بالرحمة والمغفرة ربنا يرحمه ويعوض شبابه في الجنه ويصبر قلب اهله وحبايبه يارب🤲..
البارت انهارده بين الواقع والخيال،
بس حابه اقول كلمتين اذا سمحتم، اي أم متتردتش لحظه انها تمنع ولادها من حاجه هي حاسه انها هتأذيهم.،
حتي لو جوزها قالها سبيهم، انتي حاسه ان بنتك هتتعور لو لعبت في المكان دا يبقى امنعيها فوراااااا حتي لو عيطت،
حاسه ابنك هيقع لو لعب في اللعبه دي يبقي امنعيه حتي لو عيط او جوزك اتخانق معاكي علشان تخليهم يلعبو اوعي توافقي او تتهوني،
لان دايما وابدا احساس الام مبيخيبش،
اسبكم مع البارت..
...................................................
ليلة قاسيه لن ينساها الجميع..
بشقة معتصم..
كانت "زمزم" منشغله بروتينها اليومي المعتاد من ترتيب المنزل، وتجهيز طعام الغداء لصغيرها بعد نزول زوجها لعمله، وبين حين واخر تركض مسرعه لغرفة توأميها لتطمئن عليهما..
لتتسع عيونها عندما رأت طفلها حامل كرسيه الصغير ومتجه نحو الشرفه،اقتربت منه بلهفه وجثت علي ركبتيها أمامه وتحدثت بذهول قائله..
"محمد يا حبيبي انت واخد الكرسيي دا وداخل البلكونه ليه،
اجابها الصغير ببراءه..
" علشان اشوف بابا وهو ماشي واعمله باي باي يا ماما"..
اخذت زمزم نفس عميق كمحاوله منها لتهدئة نفسها قليلاً وبتعقل وهدوء تحدثت..
" حبيبي انا قولت قبل كده مافيش لعب في البلكونه ولا تبص منها غير وانا معاك بنفسي؟"..
حرك محمد رأسه بالايجاب وبعبوس تحدث قائلاً..
"بس بابا قالي العب زي ما انا عايز؟ "..
حركت زمزم رأسها بأسف من اقوال زوجها المتهوره أحياناً، وهبت واقفه واخذت الكرسيي من الصغير وسارت نحو غرفته وهي تقول..
" حبيبي طبعاً هتلعب زي ما بابا قالك بس في وجودي وانا مشغ؟"..
قطعت حديثها عندما وجدت الكرسيي الاخر لم يكن موجود بجوار مكتبهم الصغير، دارت بعينها تبحث عن ابنتها لم تجدها ايضاً،
شحب وجهها وارتجف جسدها بعنف فجأه، ونظرت لصغيرها الواقف خلفها بوجهه يظهر عليه الضيق من افعال والدته وبصوت مرتعش تحدثت..
" اختك فين يا محمد؟ "..
اجابها الصغير. .
"في البلكونه"..
ازدرقت لعابها بصعوبه وبهلع تابعت..
"والكرسيي بتاعها فين؟"..
قال الصغير بتلقائيه..
"انا دخلتهولها البلكونه علشان تشوف بابا"..
لهنا كانت صرخت زمزم ولطمت خديها بعنف وركضت نحو الشرفه بكل سرعتها مردده بنهيار حاد..
" بنتاااااااااااااااي"..
بلمح البصر كانت هرولت لداخل الشرفة لتنصعق من وضع صغيرتها الذي جعل قلبها يسقط أرضاً، ودموعها تنهمر كنزيف حاد علي وجنتيها..
فأبنتها معلقه من منامتها بسور الشرفة الحديدي من الخارج رأساً علي عقب،وبينها وبين السقوط لأسفل البنايه لحظه واحده فقد..
بسرعة البرق هرولت زمزم اليها لتنقطع منامة الصغيره وكادت أن تسقط لولا يد زمزم التي أمسكت إحدي قدميها بلهفه وقلب أوشك علي التوقف وهي تصرخ بعويل شديد..
"فاااااطيمااااااا"..
شدة فزعها وهلعها جعلها تصرخ بأسم صغيرتها دون توقف، هول الموقف جعل وزن الصغيره كأنه تضاعف واصبحت ثقيله للغايه..
تجاهد زمرده لانقاذها بكافة الطرق حتي انها اصبحت مائله لخارج الشرفه بمنتصف جسدها، مستنده ببطنها علي السور الحديدي،
وممسكه بقدم ابنتها بكلتا يدها لا تأبه لجرح بطنها القديم اثر طاعنة سكين نافذه الذي انفتح وبدأ ينزف بغزاره من
شدة التصاقها بالسور الحديدي وتمائلها الشديد للخارج حتي ان قدميها لم تعد لامسه الأرض..
ببكاء شديد صرخت الصغيره قائله بتوسل..
"متسبنيش اقع يا ماما ونبي"..
بنهيار حاد ردت زمزم عليها قائله..
"متخفيش يا قلب امك مش هسيبك"..
شعرت بدوار عنيف بدأ يجتاحها وادركت انها علي وشك السقوط برفقة ابنتها..
ليقرر ابنها الصغير الواقف داخل الشرفه يبكي بخوف مساعدة والدته وشقيقته فقترب منها وامسك احدي قدميها وتعلق بها اعطي لها امل لو قليل انهم بإذن الله سينجو..
لتكن العناية الإلهية التي حاوطتهما ورأف الله بحالهما حين لمحت زمزم سيارة زوجها أسفل البنايه، لتأخذ نفس عميق وبكل ما تملك من صوت صرخت بأسم زوجها..
"معتااااااااااااصم الحقناااااااااا"..
"معتصم"..
يقف أمام منزله يحاول بشتي الطرق إصلاح سيارته التي تعطلت فجأة دون سبب واضح، حاول مرارا وتكرارا لكن دون جدوي..
ليخترق قلبه قبل أذنه صوت زوجته المثتغيث، نظر من زجاج السياره لأعلي البنايه لتتسع عيناه بصدمه من هول منظر صغيرته وزوجته المعلقتان بسور الشرفه وبينهم وبين السقوط سوياً لحظات..
قفز لخارج السيارة وركض بكل سرعته يود لو يسبق الرياح ليصل اليهم وهو يردد بصراخ..
"زمزااااام"..
خطي لداخل المنزل ليصتدم بشقيقه الذي يحمل زوجته زمرده الغائبه عن الوعي والواضح علي وجهها الدامي اثار عنف، تخطاه مسرعاً متجه نحو الاعلي وهو يقول..
"مراتي وبنتي يا خليييييل"..
أصبح خليل بحيره من امره ايصعد وراء شقيقه أم ياخذ زوجته للمستشفي، ليستمع لشهقة والدته الحاده من خلفه وهي تقول بفزع..
"في ايه يا واد يا خليل؟"..
اقتربت منه وعيونها ثابته علي زوجته لتخبط علي صدرها بعنف وتابعت ببوادر بكاء..
"عملت ايه مراتك علشان تعمل فيها كده يا ابني؟!"..
لتنتفض بفزع حين وصلتها صرخات زمزم وبقلب ارتعد قالت..
"سترك علينا يارب ايه اللي بيحصل انهارده؟"..
صك خليل علي أسنانه وهم بالدخول لشقة والدته ليضع زوجته علي أقرب أريكه ويصعد لشقيقه يطمئن عليه اولاً، ولكنه لمح مروان الذي صف سيارته أمام منزله وهبط منها وركض خارجها متجه نحوه..
غلي الدم بعروقه وبوعيد تحدث قائلاً..
" انت ليك عين تيجي لحد هنا يا ***"..
التفت ليضع زوجته من يده حتي يتمكن من مقاتلته ولكن صوت مروان الصارم اوقفه حين قال بلهفه..
"مرات اخوك وبنته هيقعو من البلكونه يا تطلع تساعدهم وانا اخد زمردة أوديها المستشفي يا تسبني اطلع اساعدهم يا متخلف انت"..
صرخ خليل به قائلاً..
" متنطقش اسم مراتي علي لسانك"..
رد عليه مروان بغضب..
"انت طلقتها مبقتش مراتك خلاص يا خليل"..
صدمه أخرى اوشكت ان تسبب لخليل شلل رباعي حين أدرك ان مروان ظل علي هاتف زوجته واستمع لجميع ما دار بينهم..
استغل مروان صدمته واخذ زمردة من يده وهرول بها مسرعاً نحو سيارته وساق بكل سرعته، ليفيق علي صوت والدته الباكي وهي تقول..
" أخوك يا خليل"..
ركض خليل نحو الاعلي وخلفه والدته التي تسير بصعوبه ورعب من هول ما يحدث أمامها وهي تردد بذهول..
"خليل طلق مراته اللي روحه فيها!! ، حفيدتي وامها هيقعو من البلكونه!!"..
التفت تنظر لأثر مروان وببكاء تابعت..
"ومين دا اللي خد زمرده من خليل؟!"..
التقطت أنفاسها بصعوبه ورفعت عيونها الباكيه للسماء مردده بتوسل..
"رحمتك بقلب ولادي يارب"..
.. بمنزل فاديه..
كانت تقف بالمطبخ تجهز طعام الإفطار لابنتها الصغري بعدما ذهب زوجها لعمله..
صرخات زمزم الشديده وصلت لقلبها، رفعت فاديه يدها وضعتها علي قلبها قائله بهلع..
" ياساتر يارب مين اللي بتصرخ اوي كده؟"..
تعلم انه صوت ابنتها التي تسكن بالقرب منها لكنها تكذب نفسها،بينها وبين منزل ابنتيها مسافة قريبه يتمكنا من رؤية بعضهما عبر الشرفة..
سارت فاديه لخارج المطبخ بلحظه خروج جيلان من غرفتها بوجه يظهر عليه الرعب، نظرت لوالدتها وتحدثت بفزع..
" ماما هي زمزم اللي بتصوت دي؟"..
قالت فاديه وهي تركض نحو الشرفه خلفها جيلان..
"ياحبيبتي يابنتي ليكون معتصم بيضربها يا جيلا؟"..
قطعت حديثها وصرخت بعويل حين لمحت ابنتها وحفيدتها معلقتان خارج شرفتهم..
تعالت صرخاتها وصرخات جيلان ايضاً حين لمحو مروان حامل زمردة بحالة لا يرثي لها ويركض بها نحو سيارته، لهنا ولم تحتمل فاديه اكثر وسقطت ارضاً بين يدي ابنتها غائبه عن الوعي..
لتصرخ جيلان وتبكي بنحيب شديد وهي تحاول إفاقة والدتها قائله..
"ماااما ردي عليا يااا مامااا"..
اسرعت جيلان نحو غرفتها لتجلب هاتفها وتحدث والدها ولكن جرس الباب اوقفها، ظنت أنهم احدي جيرانها اتو لمساعدتها فاسرعت بفتح الباب لتظهر الدهشه علي ملامحها الباكيه حين وجدت أمامها
"طاهر" وبجواره والدته الباكيه "جيلان عشق الطاهر" التي أندفعت لداخل المنزل حين لمحت فاديه ملقاه أرضاً، واقتربت منها، وجثت علي ركبتيها وضمت رأسها لصدرها وهي تقول ببكاء ولهفه..
"ماما فاديه"..
قبلت جبهتها ووجنتيها بحب شديد..
"فيكي ايه يا حبيبتي؟"..
تقف جيلان توزع نظرها بين طاهر ووالدته بعيون مذهولة لتنتفض بفزع حين صرخت جيجي بأسم ابنها الواقف أمام المنزل بإحترام قائله..
"طااااهر تعالي بسرعه"..
خطي طاهر لداخل واقترب منهم لتأمره جيجي ببكاء..
" شيلها يا ابني خلينا نوديها المستشفي"..
حملها طاهر مسرعاً لتصرخ جيلان ابنتها قائله..
"استنو هاجي معاكم"..
سار طاهر نحو الخارج وبصرامة تحدث موجه حديثه لجيلان قائله..
"البسي حاجه علي الزفت اللي انتي لبساه دا وحصلينا علي العربيه"..
انتبهت جيلان علي حالها وانها بثياب النوم التي لم تكن غير منامه وردية اللون بحمالات رفيعه للغايه وسروال رمادي ملتصق بها يظهر مفاتنها بسخاء..
شهقت بخجل وركضت نحو غرفتها سريعاً،ليتمتم طاهر محدثاً نفسه بغيظ..
" لسانها طويل، و مجنونه وهبله ومتخلفه كمان؟! "..
.. بشقه معتصم..
رحمة الله وحدها جعلت معتصم ينقذ زوجته وابنته بأخر لحظه..
بكل ما أوتي من قوة استطاع معتصم هو وشقيقه خليل سحب زوجته وابنته لداخل الشرفة ومن ثم لداخل حضنه وهو يبكي بنهيار شديد مردداً بصوت عالِ للغايه..
"يا زمزاااااام، يااااااافاطيماااااااا"..
يضمهم بلهفه وفزع شديد وبكائه وبكاء صغيرته يشق القلوب، بينمها زمزم تربت علي ظهر صغيرتها بوهن وتهمس بأنفاس متهدجه..
"هشششش متعيطيش يا حبيبتي، انتي كويسه الحمد لله"..
صوتها المجهد زاد الفزع بقلب زوجها الذي وضع اصابعه اسفل ذقنها جعلها تنظر له وبدأ يتفحص وجهها الشاحب بشده، بينما زمرده تتفحص ابنتها بعنايه وهي تقول..
"في حاجه بتوجعك يا فاطيما؟"..
أجابتها الصغيرة ببراءه..
"كنتي ماسكه رجلي جامد وجعتني اوي يا ماما"..
بدأت زمزم تفقد وعيها رويداً رويداً وبضعف همست..
"حقك عليا مكنتش اقصد اوجعك يا حبيبتي"..
نظرت لزوجها بعيون زائعة وتابعت بعتاب..
"قولتلك يا معتصم مبحبش ولادي يلعبو في البلكونه؟ "..
لم تكمل حديثها وتهاوي جسدها بين يدي زوجها فاقده الوعي، حمل خليل الصغيره ليتمكن معتصم من فحص زوجته، ليتفحصها معتصم بقلب مرتعد وهو يقول بأنفاس اوشكت علي الانقطاع..
"مالك يا زمزم؟"..
عدل وضعها داخل حضنه واستعد لحملها بين يديه لتتسع عيناه بصدمة حين وجد ثيابها غارقة بدمائها صرخ بأسم شقيقه هذه المره وهو يهب واقفا بها ويركض بها وهو يقول..
"هات عربيتك بسرعة يا خليل، عربيتي مش شغاله"..
أسرع خليل بالركض وهو يحمل الصغيره الباكيه وممسك بيد الصغير وقلبه ينزف ألماً وعقله لا يفكر سوا بها هي فقط "زمردة"..
انتهي البارت..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
بعتزر جدااا ع التاخير بس الشبكه اليومين دول بتفصل ديما حلقتين حلوين اهو تعويض بقى😉🤩🤍
#البارت_ال13..
#العشق_الطاهر..
✍️ #نسمه_مالك✍️..
هدف الروايه الدعاء بظهر الغيب لطاهر الحقيقي ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يارب 🤲..
حلقة انهاردة من احب الحلقات لقلبي أتمنى تعجبكم♥️♥️..
...................................
بإحدى المستشفيات الخاصه..
"جيلان"..
تجلس بغرفة الانتظار داخل حضن ابنها تبكي بصمت،وبأحراج وأسف همست..
"احنا روحنا في وقت صعب اوي يا طاهر"..
ربت طاهر علي ظهرها بحنان وقبل جبهتها بعمق وتحدث بتعقل كمن يحدث ابنته وليست والدته قائلاً..
"بالعكس حبيبتي احنا روحنا في وقتنا بالظبط علشان نلحق طنط فاديه"..
اذدات حدة بكاء جيلان وبصعوبه همست..
"هي هتبقي كويسه صح"..
رفع انامله ومسح دموعها وبثقه قال..
" بأذن الله الدكتور هيخرج يقول انها فاقت وبقت كويسه جدا بس انتي بطلي عياط علشان خاطري يا امي"..
رفعت وجهها الملائكي ونظرت له من بين دموعها وبلهفه قالت..
" شوفت جيلان الصغيره اللي متسميه علي اسمي فيها ملامح من خالها طاهر"..
انهمرت دموعها علي وجنتيها بغزارة وتمتمت بسرها..
" ربنا يرحمك يا حبيب قلبي ويجعلك في الجنه ونعمها يااارب"..
صك طاهر علي أسنانه بغيظ شديد وتحدث مصطنع الامبالاه ..
"مختش بالي اوي".. داعب انفها بأنامله وتابع بمزاح..
" انتي عرفاني مبركزش غير معاكي انتي يا قمري"..
نظرت له جيلان بعبث وبأمر قالت..
"بس انا عيزاك تركزلي معاها وتشوفهالي مخطوبه ولا؟"..
قطعها طاهر بندفاع..
"لا مش مخطو؟"..
انتبه علي اندفاعه فتابع مغيراً مجري الحديث..
" هو الدكتور ماله اتأخر جوه ليه كده، وحتي جيلان دي دخلت مخرجتش ليه"..
قالت جيلان بخبث..
"اممم قولتلي مش مركزش معها"..
تنهدت بصوت مسموع واراحت رأسها على كتفه مره اخري وهي تقول..
"الدكتور اللي دخل دا يبقي جوز ماما فاديه يا حبيبي"..
لكزته برفق وبتاكيد تابعت..
" وجيجي اكيد هتخرجلك بعد ما تطمن علي مامتها"..
قال طاهر بستغراب مصطنع..
"تخرجلي انا ليه! هي كانت هتجنن وتوصلك انتي يا عشق الطاهر يا شقيه"..
نظرت جيلان للفراغ بشرود، تتذكر أقسي وأجمل لحظاتها مع حب حياتها الوحيد "طاهر"..
دموعها تملئ عيونها،قلبها لم ولن يلتئم حرجه النازف، ورغم ألمها وعذابها الشديد إلا ان ثغرها المزموم تزينه شبه ابتسامة نادراً ظهورها حين داهمتها أحلي وأروع لحظاتها مع عشقها الطاهر..
رجفه رائعه اجتاحت قلبها وجسدها عندما تذكرت قبلتهم الوحيده التي اقتناستها هي منه رغماً عنه..
"قبله" جعلت قلبها يغادر من بين ضلوعها ويعلو لعنان السماء..
"قبله" سلبت جميع أنفاسها ولكنها ظلت علي قيد الحياة بفضل أنفاسه هو..
.. فلاش بااااااك..
مشهد حقيقي هكتبه بخيالي♥️..
صفعات والدتها الداميه جعلتها للمره التي لا تعلم عددها تفر هاربه من المنزل متجهه لنبض قلبها وأنفاسها"طاهر"..
حالتها كانت لا يرثي لها، لا تعلم كيف ستصل لمنزله،
فالرؤيه بالنسبه لها تكاد تكون معدومة،جسدها يرتجف بعنف من شدة بكائها الحاد..
وسقوطها عدة مرات مصتدمة بالأرض الصلبه اصابها بكدمات وبعض الجروح بكلتا يدها وركبتيها،
ولكنها تحاملت علي نفسها حتي أخيراً وصلت أمام باب منزله ولم تعد قادره علي التحمل اكثر فتهاوي جسدها وكادت أن تسقط أرضاً الا ان يد قويه تلقطها بلهفه وصوت طاهر الذي تحفظه عن ظهر قلب صرخ بأسمها قائلا"
" جيجي"..
قلبه أخبره انها اتيه له، ظل منتظر قدومها حتي وصل عبير انفاسها المتهدجه لقلبه قبل سمعه، فاسرع بالركض نحو الخارج ليصدم من هيئتها التي تدمي القلوب..
حملها بين يديه متجها نحو سيارته وضعها بها بحرس وجلس هو بمقعد السائق وقاد بكل سرعته متجهاً لاقرب مستشفي...
ممسك بيدها بكل قوته وعيناه تفيض بالدمع لشدة تألمه عليها، حتي صف سيارته امام مستشفي خاصه يعمل بها صديقاً له..
حملها بين يديه مره أخرى وقلبه يصرخ معه قائلاً..
"دكتووورررررر يلحقنااااا"..
اقترب منه اكثر من طبيب وحالو اخذها منه الا انه ابي قائلاً..
"انا عايز دكتور شوكت"..
اجابته احدي الممرضات قائله..
"هو خلص نبطشيته بس نايم فوق في مكتبه"..
سار طاهر بخطوات شبه راكضه وهو يقول..
"انا هطلعله"..
وصل بها امام مكتب صديقه ودفع الباب بإحدى قدميه بقوة جعل النائم بالداخل ينتفض بهلع ويسرع بفتح الباب قائلاً بغضب..
" اييييه اللي بيحصل؟"..
قطع حديثه واتسعت عيناه بصدمه حين رأي طاهر حاملاً جيلان علي يده وبذهول تحدث..
"طاهر مالها خطبتك يله؟".. نظر له بعدم تصديق مكملاً..
"مستحيل اصدق انك عملت فيها كده"..
خطي طاهر للداخل ووضع جيلان علي سرير الكشف بحرس وبانفاس اوشكت علي الانقطاع من شدة رعبه عليها تحدث..
"انت هترغي يا شوكت تعالي اكشف عليها بسرعة يا أخي"..
بدأ شوكت بفحصها امام اعين طاهر التي تنهمر منها العبرات دون ارادته كلما رأي الكدمات العنيفه التي تعرضت لها ووجهها الشاحب للغايه دليل علي شدة ضعفها..
ليذدرق لعابه بصعوبه حين قال شوكت بغضب عارم..
"اييييه كل الكدمات دي، واضح ان حد ضربها بغل لدرجه كان هيضيعلها عينها"..
حاول طاهر السيطره علي بكائه واخراج صوته طبيعياً الا انه
قال بصوت متحشرج..
"اتصرف يا شوكت وفوقها"..
بدأ يفقد اعصابه وبنهيار صرخ..
"انا عايزها كويسه وتفوق وتكلمني حالاً يا شوكت"..
اخذ الطبيب نفس عميق وبأسف قال..
" كل مرة بتجبهالي بتكون مضروبه اعنف من المرة اللي قبلها"..
نظر له وتابع بعدم تصديق..
"مستحيل تكون مامتها اللي بتعمل فيها كل دا يا طاهر!!"..
صك طاهر علي اسنانه بعنف ولكم الحائط جواره بقبضة يده بقوة عدة مرات وهو يقول بأسف شديد..
"مامتها اللي بتعمل فيها كده وعلشان كدة انا عاجز ومش عارف اجبلها حقها من مين يا شوكت"..
ربت شوكت علي كتفه وبرجاء تحدث..
" اهدي يا طاهر هتبقي كويسه اطمن"..
عاد فحصها مرة اخري وهو يقول..
"هي فايقة علي فكرة بس واضح انها مكلتش حاجه فعندها هبوط وكمان الضرب اللي علي عنيها مش مساعدها تفتح، انا هعلق لها محلول هيفوقها شويه وهكتبلها علي حاجه تقلل الورم اللي في وشها دا"..
مر بعد الوقت وطاهر يجلس بجوارها لم يتركها للحظه..
بضعف شديد فتحت "جيلان" عينيها المجهدتان، جعلت الرؤية بالنسبة لها لم تكن واضحة، فعيناها تكاد تكون مغلقه لشدة تورمها، حاولت أن تحرك يداها لكن شعرت وكأنها مقيدة، وبنصف رؤية انتبهت لتلك الحقنة المثبتة بيدها والمتصلة بالمحلول مما جعلها تشعر ببعض الخدر بكامل جسدها..
بصعوبه رفعت عيونها لتجد طاهر جالساً علي كرسيي بجوارها مستند بمرفقيه علي ركبتيه، وضعاً وجهه بين كفيه، وبرغم شدة تعبها الا انها ابتسمت بفرحة غامرة وبلهفه همست..
"طاهر"..
انتفض طاهر حين استمع لهمسها بإسمه الذي يذيب قلبه واقترب من وجهها يبعد شعرها عنه وبعشق قال..
"يا عشق طاهر، طمنيني عليكي، حاسه بأيه؟"..
تأملت ملامحه بعشق وابتسامة هائمه تزين ثغرها المجروح وبتنهيده قالت..
"واحشتني اوي"..
ترقرقت العبرات بعيونها وتابعت بابتسامة متألمه..
"نفسي اجيلك في مره بوشي سليم بس ماما مش سيبالي فرصه خالص"..
ابتسم لها ابتسامه حانيه وتحدث بعشق قائلاً..
" انتي بكل حالاتك هتفضلي مالكه قلبي يا جيجي"..
هبطت دموعها علي وجنتيها ببطء وتأوهت بقوة قائله من بين شهقاتها..
"بتحبني يا طاهر كل الحب دا ازاي وانت شايف امي اقرب الناس ليا بتبهدلني وبتضربني بشكل دا واحد غيرك كان قال اهرب منها دي اكيد واحدة معقدة و؟"..
رفع انامله ووضعها علي شفاتيها يمنعها من استكمال حديثها وبعشق ليس كمثيله عشق قال..
"جيلان لازم تتاكدي انك قلب طاهر، وانا قابلك زي ما انتي، انتي اللي عايزها تبقي مراتي وام ولادي، ووعد وعهد عليا يا جيجي اول ما اكتب عليكي مستحيل اخلي مخلوق يلمس شعرة منك حتي لو مامتك"..
ساد الصمت بينهم،وتابعو حديثهم بلغة العيون، بوهن رفعت جيلان يدها واحتضنت يده لينتفض قلبها بنبضه اكثر من رائعه اثر لمستها له، وهو حالته لم تقل عنها بل تزيد اضعاف من شدة عشقهما..
تبدلت نظرتها له بأخرى متوسله أن يضمها لداخل حضنه، تفهم هو نظرتها جيداً، فبتسم لها وضغط علي يدها برفق وعلي مضض حرك رأسه بالنفي وهو يقول بتحذير..
"بلاش ياجيجي علشان خاطري"..
التمعت عيناه بالدموع وتابع بشتياق شديد..
"مش هكتفي بحضنك بس المرادي"..
توردت وجنتين جيلان بحمرة الخجل حين فهمت مقصده، يشتاقها هو حد الجنون، ويتألم لألمها ويود ان يمحي هذا الألم عنها بطريقته الخاصة جدا، ولكن ينتظر بستماته حتي تصبح زوجته امام الله..
بعد يده عن يدها وهب واقفاً حين أدرك انه علي وشك فقدان سيطرته علي نفسه معها، وبتوتر ملحوظ من فرط مشاعره قال..
"جيجي انا هستني بره شويه علي ما المحلول يخلص"..
بستحياء حركت جيلان رأسها، ابتسم هو لها وسار عدة خطوات نحو الخارج وكاد ان يفتح الباب لكن صوت بكاء جيلان الحاد جعله يلتفت لها بلهفه وقلب مرتعد وقطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده حتي اصبح واقفاً جوارها ممسك بيدها وبفزع قال..
" مالك يا جيجي، في حاجه بتوجعك يا حبيبتي"..
اجابته جيلان بصعوبه من بين شهقاتها قائله..
"مش قادره اخد نفاسي يا طاهر"..
تمسكت بمعطفه بكلتا يدها واعتدلت جالسه واخذت نفس عميق ونظرت لعيناه بعشق..
"خليك معايا متسبنيش وتخرج"..
ازاحات عن يدها تلك الابرة فساعدها طاهر بحذر وهو يقول بقلق..
" اهدي انا معاكي، وهرن الجرس للدكتور يجي يطمني عليكي"..
نهي جملته وهم بالالتفات نحو الجرس ولكن يدها التي جذبته فجأة محتضنه وجهه بين كفيها وسحبته عليها دون سابق انظار، ونظرت داخل عيناه بعشق وهي تقول بأنفاس متلاحقه ساخنه تلفح بشرته تفقده صوابه..
"سامحني انا اللي مش قادرة امنع نفسي عنك"..
نهت جملتها مقتحمه شفاتيه بقبلتهما الأولي والأخيرة جعلته كمن فقد مقدرته علي فعل اي شئ سوا أستقبال قبلتها التي جعلته بعالم أخر..
.. نهاية الفلاش بااااااااك..
فاقت من شرودها علي صراخ ابنها بأسمها قائلاً بنهيار شديد..
" امييييييييييي".. يضمها بقوة وبتوسل تابع..
"فوقي يا حبيبتي ايه اللي جرالك بس"..
شهقت جيلان بعنف وسعلت بقوة ليسرع طاهر بعدل وضعها وبفرحة غامرة قال..
"يااااا جيجي كنتي هتوقفي قلبي من خوفي عليكي"..
ربتت جيلان علي وجنته وهي تقول بحب..
"متخفش عليا حبيبي انا الحمد لله كويسه"..
نظرت حولها لتجد نفسها بأحدي غرف المستشفي وبيدها منغرس تلك الأبرة، فنظرت لابنها وتابعت بستغراب..
"ايه اللي حصل؟!"..
اجابها طاهر بغصه مريرة..
" نمتي علي كتفي وفجأة لقيتك مش قادرة تاخدي نفسك من كتر العياط وبعدها اغمي عليكي وحاولنا نفوقك بس انتي مش راضيه تفوقي ابداً كأنك ما صدقتي يا جيجي"..
نظر لها بعبوس وتابع..
"خلتيني اصرخ زي الطفل الصغير"..
قبل كلتا يدها بحب شديد وهو يقول..
" ربنا ميحرمنيش منك ابداً يا امي ويقدرني واعوضك عن كل التعب والزعل اللي شوفتيه في حياتك"..
أغمضت جيلان عيونها لتهبط دمعه حارقه علي وجنتيها وتمتمت لنفسها بتنهيده مشتاقه..
"فعلاً عندك حق انا كنت ما صدقت اكون معاه شويه يا ابني"..
ابتسمت بفرحه غامرة حين ادركت أنها استعادة انفاسها مرة اخري بفعل قبلتها لطاهر، قبلة الحياة بالنسبه لها، التي تعيش علي ذكراها كل لحظه وكعادتها همست بجملتها التي يعشقها حبيبها منها كثيرا..
"طاهر مجنونتك أنا يا عمري"..
صوت ابنها المرتعد اعادها لواقعها مرة اخري..
"جيجي روحتي فين تاني بس"..
فتحت جيلان عيونها ونظرت له وهمت بالحديث لكنها لمحت جيلان التي تنظر بعين واحدة من خلف باب الغرفه شبه المغلق تتابع كل ما يحدث بفضول شديد فقالت بلهفه..
"تعالي ادخلي حبيبتي"..
التفت طاهر فجأة لتتسع عيناه علي اخرها من هيئة جيلان التي جعلتها تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها وبغباء شديد جذبت الباب علي وجهها بقوة لينصدم بوجهها بعنف وخصتاً انفها جعلها تقفز من شدة تألمها وهي تقول بصراخ مزعج للغاية..
"ياااااااالهووووووي عليااااااا وعلي منخير اهلللللللي"..
كتم طاهر ضحكته ورسم الصرامه علي ملامحه وهب واقفاً وفتح الباب علي مصرعيه قائلاً..
"اتفضلي"..
تنحنحت جيلان بإخراح وخطت للداخل بخطوات بطيئه وعيونها علي جيلان تتفحصها بفضول شديد..
ابتسمت لها جيلان وفتحت ذراعيها لها تحثها علي الاقتراب وهي تقول..
" حبيبتي تعالي في حضني، وطمنيني مامي عامله ايه دلوقتي"..
رفعت جيلان حاجبيها بدهشه وتمتمت لنفسها ببلاهه..
"يانهار علي رقتها وحلوتها دي احلي من كل الصور اللي شوفتها ليها مع خالي الله يرحمه"..
حكت شعرها وتابعت بضحكه نجحت في اخفائها..
"وبعدين هي فكراني علشان اسمي علي اسمها هبقي في رقتها وهقول مامي!!"..
لوة فمها اكثر من مرة غافله عن اعين طاهر التي تتابعها بذهول ويتمتم بداخله..
" دي مجنونه رسمي، لا يمكن تكون طبيعيه ابداً"..
ابتسمت جيلان فجأة ابتسامه تظهر جميع اسنانها وتابعت بسرها..
" دي لازم تشوفني وانا بنادي علي فادية زي ما نصه كان بينادي علي سلطااان"..
رفع طاهر يده ومسح علي وجهه كمحاوله منه لاخفاء ضحكته علي هيئتها..
نظرت لها جيلان بقلق وبدموع قالت..
"مامي كويسه حبيبتي"..
اجابتها جيلان قائله..
" احححم ايوه الحمد لله هي كويسه وقولنلها ان حضرتك عايزه تشوفيها"..
اسرعت جيلان بالقيام ليقترب منها طاهر وهو يقول بلهفه..
"رايحه فين بس يا امي"..
قالت جيلان بفرحة غامرة يراها وحيدها لاول مرة..
"رايحه لماما فاديه يا طاهر"..
..من جيلان لطاهر..
وبين الأشتياق القاتل،وفكرى الذى أنت دوماً شغله الشاغل،
تراودنى صورتك،أبتسامتك الحزينه،أتذكر همساتك التى
تطرب أذناى حين تخبرنى أن عشقى بالنسبه لك هو قمة
أنجازاتك،
فأطمن يا حبيب الروح سأظل مجنونتك أنا يا عمرى ،
وسيظل عشقك يسكن أعماق قلبى♥️..
انتهي البارت..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
#البارت_ال14..
#العشق_الطاهر..
✍️ #نسمه_مالك✍️..
هدف الروايه دعوة بظهر الغيب لطاهر الحقيقي ربنا يرحمه ويغفرله ويعوض شبابه في الجنه ان شاء الله..
البارت بين الواقع والخيال..
"جيلان"..
تسير بخطوات شبه راكضه نحو غرفة فاديه، تناست تعبها واستعادت قوتها وكأنها عادت تلك الصغيرة ذات ال16 ربيعاً..
يسير ابنها بجوارها بوجه يظهر عليه الدهشه من لهفة والدته لهذه الدرجه، ممسك إحدى يدها بيد، ويده الاخري محاوطها بحمايه وبرجاء يهمس بأذنها..
"علي مهلك يا جيجي لتقعي"..
اسرعت جيلان الصغيرة وامسكت يدها الأخري وهي تقول بشقاوة..
"علي مهلك يا طنط يا بسكوته انتي"..
نظر لها طاهر نظرة جامدة لتفاجئه هي وتخرج له لسانها بطفولة جعلته يفشل بكبت ضحكاته علي جنانها..
ابتعد بنظره عنها ونظر لوالدته حين قالت بفرحة ظاهرة بنبرة صوتها..
"انت مش عارف ماما فاديه دي بالنسبالي ايه يا طاهر"..
نظرت له بعيون ترقرقت بالعبرات وتابعت بغصه مريره..
"دي كانت أحن عليا من امي اللي ولدتني"..
اقتربو من غرفة فاديه لتقف جيلان فجأة وبرجاء قالت..
" حبيبي خليني ادخلها انا لوحدي"..
نظرت لجيلان بابتسامة مكمله..
" خليكي مع طاهر يا جيجي انا عايزه اقابل ماما لوحدي حبيبتي"..
رمقت جيلان طاهر بنظرة محتقره وهي تقول..
"لا مش هخليني معاه انا رايحة اطمن علي اخواتي"..
نظرت لجيلان.. "وماما مش لوحدها بابا معاها جوه يا طنط"..
حركت جيلان رأسها بالايجاب واخذت نفس عميق واقتربت من باب الغرفة طرقت عليه برفق وانتظرت حتي استمعت لأحد يأذن لها بالدخول، اغمضت عيونها بعنف وخطت للداخل غالقة الباب خلفها..
ليسرع طاهر ويقترب من جيلان الواقفه ترمقة بنظرات ناريه جعلها تتراجع للخلف سريعاً مصتدمه بالحائط خلفها وتشهق بفزع قائله..
" اييييه انت رايح فين يا اخ انت؟!"..
ضيق طاهر عيناه ونظر لها بغيظ وهو يقول مستفسراً..
"انتي بتبصيلي كده له يا انسه؟!"..
رفعت جيلان شفتيها العلويه وبسخريه قالت..
"وانت عايزني ابصلك ازاي يا استاذ انت؟؟"..
حاول طاهر السيطره علي غضبه وبهدوء أذهل جيلان قال..
"انسه جيلان مافيش داعي لموقفك العدائي اللي وخداه من نحيتي لأن واضح انك انتي واي حد من طرفك غالين جدا علي والدتي فبتالي هتكونو غالين عندي انا كمان"..
ابتسم برزانه وتابع بتأكيد وهو ينظر بعيونها بعمق نظرة اخجلتها وجعلت وجنتيها تتورد بحمرة الخجل بشده..
" علشان في مثل بيقول حبيب حبيبي يبقي حبيبي"..
توترت جيلان من حديثه وابتسمت له بستحياء، لمح هو ابتسامتها فتابع بجدية مصتنعه متعمد استفزازها..
" وأمي اغلي واحب الخلق عندي، ومافيش غيرها حبيبتي ولا هيكون في"..
تلاشت ابتسامة جيلان ونظرت له بحاجب مرفوع وقالت وهي تصك علي أسنانها..
" امممم،وماله"..
اشارت له بالابتعاد وتابعت بغيظ..
"طيب وسع كده من وشي خليني اعدي"..
ابتعد طاهر انش واحد وهو يقول ببرود وابتسامة عابثه..
" اتفضلي عدي يا انسه جيجي"..
تنحنحت جيلان وسارت بتردد وهي تتمتم بصوت شبه مسموع..
"طب انا اعدي ازاي ودا واقفلي زي الحيطه كدا ؟! "..
حاولت المرور دون لمسه ولكنها تراجعت حين استنشقت عطره الهادئ والرائع بأن واحد، نظرت له بغضب تخفي خلفه إعجابها به وهمت بالصراخ بوجهه..
ولكنه افصح لها الطريق فلتزمت الصمت وسارت من امامه بخطوات غاضبه، ضحك طاهر علي غضبها الطفولي وسار خلفها حتي اصبح بجوارها..
توقفت عن السير ونظرت له بحدة وهي وتقول..
"علي فين يا استاذ انت؟!"..
اجابها طاهر ببعض الصرامه اخافتها..
"انا عرفت ان اللي كانو هيقعو من البلكونه اختك وبنتها، وكمان اختك التانيه جاية المستشفي مضروبه تقريبا، فجاي معاكي اطمن عليهم علشان اطمن جيجي"..
نفخت جيلان بضيق وبابتسامة زائفه قالت..
"امممم عرفت مكاني وقدرت توصلي، ودلوقتي عرفت اللي حصل لاخواتي كمان، وانت بقي بتعرف كل حاجه كده علي طول؟ "..
تجاهل طاهر حديثها وقال بنفاذ صبر..
" خلينا نطمن علي اخواتك يا انسه جيجي"..
ضربت جيلان الارض بقدمها وبتحذير تحدثت من اسفل أسنانها..
"اسمي جيلان يا استاذ طاهر"..
انهت جملتها وسارت من أمامه متجه نحو غرفة إحدي شقيقاتها..
.............................................
بغرفة زمزم..
يجلس معتصم علي كرسيي بجانب سرير زمزم ممسك بيدها يقبلها مرات ومرات وهو يقول بصوت مختنق بالبكاء..
"يا حبيبتي سلامتك الف سلامه"..
رفع وجهه ونظر لها بعيون تلتمع بالدموع، لتبادله هي النظرة بأخري معاتبه وبوهن شديد همست..
"ولادي".. تأوهت بألم من جرح بطنها وبضعف تابعت..
"ااااه ولادي فين يا معتصم؟"..
هب معتصم واقفاً واقترب بوجهه من وجهها وبلهفه قال..
"سلامتك من الأه يا نور عين معتصم"..
قبل جبهتها بعمق..
" اطمني حبيبتي الولاد كويسين، وخليل راح وداهم لأمي في البيت هيفضلو معاها لحد ما تبقي كويسه"..
قالت زمزم ببكاء..
"بنتي رجليها حصل فيها حاجه، انا كنت مسكها جامد وحبيبتي قالتلي انها وجعتها"..
وضع خليل جبهته علي جبهتها ورفع انامله يجفف دموعها بحنان بالغ وهو يقول..
" هشششش بلاش دموعك دي يا زمزم بتقتلني"..
قبل كلتا عيونها بعمق هبوطاً بوجنتيها يلتقط دموعها بشفاتيه مكملاً..
"واطمني فاطيما قويه زي أمها"..
انهمرت دموع زمزم بغزاره اكثر وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
"لا انا مش قويه يا معتصم، انا ضعيفه، خدني في حضنك وقويني بيك"..
بلهفه وحذر شديد حملها معتصم وضمها لداخل حضنه ملتف بكلتا يده حولها بحمايه وهو يقول بتوسل..
"حقك عليا يا حبيبتي، انا السبب في اللي حصل"..
تمسكت زمزم به بكل قوتها، ودفنت وجهها داخل حنايا صدره وبصوت مكتوم تحدثت..
" خوفت اوي واترعبت واتمنيت الموت وانا شايفه بنتي متعلقه بالشكل دا يا معتصم"..
قبل معتصم شعرها وببكاء تحدث..
"انا اللي كنت هموت من خوفي عليكم لما شوفتكم بالمنظر دا يا زمزم"..
بدأ يقبل كل انش تقابله شفاتيه وهو يقول..
"مش هدخل في تربيتك للعيال تاني يا زمزم، وهسمع كلامك في كل اللي تقولي عليه ومش هخليهم يلعبو في البلكونه تاني بس انتي خفي بسرعه يا حبيبة معتصم"..
استكانت زمزم داخل حضنه بأمان واغلقت عيونها استعداداً للنوم وهي تهمس برجاء..
"متسبنيش خليني في حضنك يا معتصم"..
ربت علي ظهرها بحنو وبعشق همس بإذنها..
" مستحيل اسيبك يا زمزم دا انتي عمري وحياتي كلها"..
............................................................
.. بغرفة زمردة..
تبكي بنحيب وبعدم تصديق تتحدث..
"خليل طلقني يا مروان؟!"..
حركت رأسها بالنفي وتابعت بثقه..
"خليل هيردني هو ميقدرش يستغني عني انا متأكده"..
ينظر لها مروان بعيون عاشقه لكل ذرة بها، وبتوسل تحدث..
"اهدي يا زمرده دا واحد ميستهلش دموعك"..
انهمرت دموع زمرده اكثر وهي تقول..
"لا يستاهل يا مروان، خليل يستاهل ازعل علشانه عمري كله"..
رفعت يدها علي قلبها وبندم تابعت..
" هو شيلني جوه قلبه وعنيه وانا جرحته جرح مش هيداوي بسهوله"..
قال مروان بغضب..
"كل دا علشان بتكلميني يا زمرده؟! "..
اجابته زمردة ببكاء..
"مش بس كده، انا غلطت غلطة اكبر من اني كلمتك، خليل عارف انك بالنسبالي مجرد اخ ل "..
قطع حديثها مروان بندفاع وقد فقد السيطره علي غضبه..
" بس انتي بالنسبالي مش مجرد اخت يا زمرده"..
هبطت دمعة حارقه علي وجنتيه مكملاً بعشق..
" انا بحبك يا زمرده"..
اتسعت مقلتاها بذهول كأنها علي وشك الجنون وبصدمه همست..
"انت بتقول ايه يا مروان؟!"..
ازدردت لعابها بخوف حين مال عليها وعيناه مثبته علي شفتيها يرمقهما بنظرات رغبه حارقه وبأنفاس متهدجه تحدث قائلاً..
"بحبك"..
تأمل ملامحها المجهده بهيام مكملاً..
"لا انا بعشق كل حاجه فيكي"..
شدة صدمتها بما القاه علي سمعها جعلها بحاله من الهذيان تردد بلا وعي..
"بتعشقني؟!"..
أستغل هو حالتها واقترب منها أكثر كالمغيب، بل كالمسحور، يود بمنتهي اللهفه أن يطفئ نار عشقه وشوقه لها ويتذوق شهد شفتيها ولو لمره واحده..
دون ارادته رفع يداه واحتضن وجهها بين كفيه،واضعا جبهته علي جبهتها وهمس بصوت متحشرج بالبكاء..
"ايوه بعشقك يا زمردة"..
انهي جملته وهم بغمر ثغرها بقبلة نابعه من قلب عاشق، ولكنه انتفض مبتعد عنها حينما فُتح باب الغرفه فجأة وخطت منه شقيقتها جيلان التي شهقت بعنف وبلحظه كانت اغلقت الباب بوجه طاهر واقتربت منهم بوجه يظهر عليه الرعب ولطمت وجنتيها وهي تقول..
"انت بتهبب ايه يا مروان الكلب انت يا خربيتك خليل جاي علي هنا هيقتلك لو شافك"..
تنظر لهم زمردة بتوهان وكأن عقلها غير قادر علي استيعاب جميع ما يحدث معها، دموعها تهبط علي وجنتيها بغزاره وبهذيان بدأت تردد..
"خليل كان عندك حق، تعالي يا خليل انا اسفه، وغلطت في حقك، انا بحبك انت بس يا خليل"..
هم مروان بالاقتراب منها مره اخري وهو يقول ببكاء..
"دا واحد ميستهلكيش انا اللي بحبك يا زمردة"..
لتصك جيلان علي أسنانها بغيظ شديد ودون سابق انظار اقتربت منه وصفعته علي وجهه بكل قوتها وهي تقول..
"غور من هنا يا حيوان انت مستني ايه تاني عايز خليل يرتكب جريمة قتل"..
دفعته نحو حمام الغرفه عندما استمعت لصوت خليل يتحدث مع طاهر بالخارج، ادخلته واغلقت عليه الباب بلحظة دخول خليل الذي صعق من هيئة زمردة التي تردد اسمه بنحيب شديد ولكنه تماسك نفسه ورسم الجمود علي ملامحه واقترب منها وهو يقول بجديه..
" عامله ايه دلوقتي يا زمردة"..
وكأنها استردت انفاسها المسلوبه بسماع صوته، بلهفه نظرت له تتأكد من وجوده، وبسرعة البرق كانت هبت واقفه وركضت نحوه وارتمت داخل حضنه تبكي بنهيار حاد وبصعوبه تهمس داخل أذنه..
"انا اسفه، مش قصدي اللي فهمته ابداً يا خليل"..
ابتعدت عنه ونظرت لعيناه، وباصابع مرتجفه احتضنت وجهه وتابعت..
"انا عايزه اخلف منك يا خليل"..
ينظر لها نظرة جامدة خاليه من اي مشاعر بينما قلبه يحترق، وتألمه رجولته بشده فما فعالته بحقه ليس ابداً بهين..
ببطء بعدها عنه وابتلع غصة مريره وهو يقول..
" انتي مبقتيش مراتي علشان تخلفي مني يا زمرده"..
صمت لوهله وتابع بأسف..
"انا طلقتك ومش هردك، وكل حقوقك هتوصلك لحد عندك وزيادة كمان"..
شهقت جيلان الواقفه ممسكه بباب الحمام وبدأت تبكي وهي تقول..
"انت بتقول ايه بس يا خليل، وحد الله طلاق ايه اللي بتتكلم عنه، دي زمردة حبيبة قلبك اللي متقدرش تستغني عنها ابداً" ..
قال خليل بألم حاد ظاهر علي ملامحه وصوته وهو يتجه للخارج..
"اختك اللي استغنت عني يا جيلان مش انا"..
انهي جملته وهم بالخروج من الغرفة ولكن صوت زمردة الباكي لجمة مكانه حين قالت..
"انا حامل يا خليل"..
....................................................................
بغرقة فاديه..
فاديه..
رمقتها بنظرة حارقه وبغضب عارم تحدثت..
"ايه رجعك بعد السنين دي كلها يا جيلان؟!"..
نظرت لها جيلان بابتسامه ودموعها تهبط بغزاره علي وجناتيها وتأوهت بقوة، وتحدثت بتنهيده متألمه قائله..
"ااااه يا ماما فاديه لو تعرفي واحشتيني اد ايه"..
اقتربت منها بحذر تترجاها بعيونها ان تضمها لحضنها كما كانت تفعل دائماً..
ترقرقت عيون فاديه بالعبرات وهمت بطردها خارج الغرفه ولكن تهاللت اساريرها فجأة وأشرق وجهها حين لمحت طيف "طاهر" الذي هتف بأذنها مردداً بفرحة غامرة ظاهرة بصوته الحنون..
" جيجي هنا يا فاديه"..
همسه هذا وصل لقلب وسمع جيلان جعلها تلتفت خلفها بلهفه تبحث عنه بعيون يغرقها الدمع..
لتتفاجئ به يقف أمامها بهيئه جديده لم تراه بها من قبل..
عقدت حاجبيها واقتربت منه بخطوات حذرة تتمني بمنتهي اللهفه لمسه ولو لمرة واحدة قبل اختفائه كعادته..
كتمت انفاسها ورفعت يدها وهمت بلمس وجهه ليسرع هو بمسك يدها وتقبيلها بعمق شديد غالقاً عيناه بقوة لتهبط عبراته علي بشرتها جعلتها تشهق بل تصرخ مردده بذهول اوشكها علي الجنون..
"طاااااهر انت هنا، طااااهر انت موجود"..
نظرت لفاديه وزوجها وبتوسل همست..
"قولو انكم شيفينه، قولو انه موجود هنا معانا"..
ابتسمت لها فاديه من بين بكائها وبصعوبه قالت..
"اساليه هو خليه يرد عليكي"..
نظرت له جيلان، ونظرت لعبراته علي يدها وبانفاس اوشكت علي الانقطاع همست..
" طاهر انت هنا انا مبحلمش صح؟ "..
اجابها هو كعادته بجملتها التي تعشقها حد الجنون..
" انا هنا يا عشق الطاهر"..
لهنا ولم تتمالك حالها، وبلحظة كانت القت نفسها داخل حضنه وهي تبكي مرددة بصراخ..
"يا نبض قلب جيلان، يا عمري وسنيني، وانفاسي يا طاهر"..
استقبالها هو بكل ترحاب حاملها عن الارض يضمها بكل قوته وهو يقول..
"انا اللي قولتلهم اني ميت طول ما انتي بعيده يا جيجي، ومش هعيش غير لو رجعتي"..
ذاد من ضمها مكملا بفرحك غامرة..
"واديكي رجعتي ورديتي فيا روحي"..
انتهي البارت..
بعتذر جدا لطنط جيجي مقدرتش اموته في الروايه😢..
تفاعل كويس بقي يا قمرات علشان كتبت البارت بدموعي😔..
واستغفرو لعلها ساعة استجابه..
#البارت_ال15_والأخير..
#العشق_الطاهر..
✍️ #نسمه_مالك✍️..
البارت بين الواقع والخيال..
.............................................
"عوده للماضي"..
"فاديه"..
ابتلعت غصه مريره، ورسمت ابتسامة هادئه وتحدث بعقلانيه..
"هتفضل مستنيها لحد امتي يا طاهر؟!"..
ربتت علي يده مكمله..
"الأيام بتجري يا حبيبي وهي خلاص اتجوزت خليني اشوفلك عروسه وافرح بيك"..
ملتزم "طاهر" الصمت، فقط ينظر للفراغ بشرود، تنهدت
"فاديه" بألم لألمه هو وتابعت برجاء..
"يا حبيبى نفسى تتجوز و أشيل عيالك على أيدى"..
ترقرقت العبرات بعيونها وتابعت بغصه مريره..
"مش هيبقى انا وانت ملناش عيال ياطاهر"..
نظر لها "طاهر" نظره متألمه،ومال بوجهه قليلاً على الوشاح الصوف الخاص "بجيلان" الموضوع حول رقبته أستنشقه بعشق وقبله أكثر من مره بعمق قائلاً من بين قبلاته..
"مش عايز عيال أمهم مش جيلان يا فاديه"..
اشتعلت اعين "فاديه" بغضب ولكنها سيطرت عليه سريعاً وبذهول قالت..
" انا مش فاهمه انت مزعل نفسك عليها اوي ليه كده بس يا حبيبي، انت ولا كتبت عليها ولا حتي لبستها دبله، مجرد كلام بيني وبين مامتها واتفض وراحت هي لحالها، يبقي خلاص انساها وربنا يعوضك بغيرها يا طاهر"..
اختنق صوته بالبكاء وقال بصوت اجش..
"بالسهوله دي ارتباطي بجيجي بقي مجرد كلام يا فاديه؟!"..
ابتسم ساخراً و بمرار تابع..
" بالسهوله دي بتقوليلي انساها!!"..
اغمض عينيه لتهبط دمعه حارقه وتأوه بألم حاد مكملاً..
" انا انسي نفسي ولا انسي جيلان لحظه، دي اول حب في حياتي، اول دقة قلب"..
رفع قبضة يده وضعها علي موضع قلبه..
" دي هي قلبي نفسه اللي خدت روحي معاها وراحت وواثق ان بعدها عني غصب عنها، اكيد جبروها"..
صرخ بأسمها بصوت شبيه بالانهيار وقد بدأ يفقد أعصابه..
"جيلاااااااااااان يا عشق الطاهر ضربوكي ولا عملو فيكي ايه علشان يبعدوكي عني يا حبيبتي"..
انهى حديثه وهب واقفاً وسار نحو الخارج ليوقفه صوت فاديه الباكي بلهفه..
"رايح فين بس فى الجو التلج دا يا حبيبى؟"..
نظر لها بابتسامته الحزينه التى اصبحت تلازمه يخفي بها عبراته وتحدث قائلاً..
"هروح عند بيت جيجى يا فاديه"..
تنهد بشتياق شديد..
"يمكن تكون رجعت و المحها من شباك أوضتها حتى انا راضى"..
تأوه بصوت عالِ..
"واحشتينى وهتجنن عليكى يا جيجى يا عشق الطاهر"..
أسرعت "فاديه" وركضت خلفه وامسكت يده بقوه وبنحيب قالت..
"فوووق لنفسك بقي، انسي يا حبيبي، هي بقت في حضن راجل غيرك و مش هترجع ، عيش حياتك وانساها"..
لهنا ولم يحتمل وقد جن جنونه وفقط كل ذرة عقل يملكها وبنهيار صرخ قائلاً..
" لييييييه يا فاديه، ليييييييه خدوها مني،هي كانت من حقي اناااا، وحضني من حقهاااا هي وبس،دي هي الحاجه الحلوه اللي طلعت بيها من الدنيا، لييييييه يعملو فيا وفيها كده ويفرقونا"..
بدأ يحطم كل ما تطوله يده، وعيناه تزرف دمعاً غزيراً، وفاديه تحاول جاهده ان توقفه بعدما رأت يده تسيل منها الدماء بغزاره..
ليدفعها هو بعيداً عنه ويركض للخارج مسرعاً وهو يردد..
" امها السبب، امها اللي رفضه تقابلني هي اكيد اللي جبرتها"..
صرخت فاديه راجيه...
"ارجع يا طاهر متروحش للست دي تاني مش هترضي تقابلك يا حبيبي"..
لطمت وجنتيها مكمله..
"يالهوي لو عرف ان ابوه هو السبب هيتقهر زياده يا قلب اخته"..
لم يعر لحديثها اهتمام، واكمل ركضه متجهاً نحو منزل معشوقة روحه، غير عابئ لجسده المتعرق بشده اثر كم غضبه، وبرودة الجو القارصه التي صدمته بقوة تأكد له انه سيمرض لا محاله،يود ان يصل الي منزلها حتي لو كلفه الامر حياته..
مرت عدة دقائق حتي وصل أمام منزلها، ارتمي علي الباب بجسده يطرق عليه بكلتا يده وهو يقول بصوت عالِ للغايه..
"يا حكمت هاااااانم، ردي عليا انا خطيب بنتك، اخرجي قبليني، اخرجي وجهيني قوليلي عملتي فينا كده لييييييه"..
ظل يصرخ مردداً عباراته بحرقه، توقف فجأة حين لمح حكمت تهبط الدرج بطريقها اليه، بعدما اشفقت علي حالته قررت الخروج له ومصارحته بما فعله والده..
فتحت الباب ليندفع طاهر نحوها وبتعب بدأ يظهر علي نبرة صوته قال مستفسراً..
" جتلك انا واختي وطلبنا ايد بنتك وانتي وافقتي ايه اللي حصل علشان تحرميني منها؟!"..
اخذت حكمت نفس عميق، وبهدوء قالت..
"فعلا انا رحبت بيك جدا بعد ما سألت عنك وعرفت ان اخلاقك لا غبار عليها، واستنيت اقرب سافريه علشان اتكلم مع والد جيجي ونحدد معاد فرحكم، لكن والدك هو اللي هد كل شئ "..
اتسعت اعين"طاهر" بصدمة مردداً..
" ابويا انا؟! "..
حركت حكمت رأسها بالايجاب مكمله..
"متهيألي أن الأوان تعرف ان والدك جالي هنا لحد بيتي وقالي كلام زي السم وغلط فيا وفي جوزي وحتي في أخلاق"..
صمتت لوهله وتابعت بأسف..
" وشرف جيلان، وهددني انه هيوصل لجوزي الكلام دا لو مبعدتش بنتي عنك"..
كلماتها كانت بمثابة سكين بارد قطع نياط قلبه علي حين غره، ينظر لها بتوهان وقد بدأ يفقد عقله من شدة صدمته، لم تعد قدماه تحمله، فجثي علي ركبتيه يضحك بقوة وعيناه تفيض بالدمع وبهذيان بدأ يردد..
"أبويا هو اللي دمرني ودمر حياتي!!!، مكتفاش انه رميني كل السنين دي زي اليتيم، كمان قضي علي اي حاجه حلوه في حياتي وحسرني علي حب عمري"..
يردد حديثه بعدم تصديق مرات ومرات، هيئته جعلت قلب حكمت يرتعد خوفاً، فاسرعت لداخل منزلها وتركته يحاول استيعاب تلك الصدمه القاتله..
ظل فتره ليست ابداً بقليله يحدث نفسه بهذيان،وفجأه تحولت ملامحه المنكسره الباكيه لأخري صلبه جامده وهب واقفاً، وزال عبراته بقسوه وقد حسم أمره ان يبتعد عن الجميع وعن كافة شيء ولن يعود إلا بعودة معشوقة قلبه..
"عوده للحاضر"
"طاهر"..
عاد "لجيلان"ليمحي تلك الوخزات المؤلمة التي تجتاح صدرها و قلبها من سنوات ولن يكون هناك مجال للفراق مره اخرى..
"جيلان"..
تبكي بنحيب، بل وتصرخ ضاحكه ايضاً وعبراتها تهبط علي وجنتيها بغزارة،
يرتجف كامل جسدها بشدة، نظرتها زائغه، ولكنها ثابته علي ملامحه هو فقط..
قلبها أوشك علي مغادرة ضلوعها حرفياً من عنف دقاته التي تصل لسمع طاهر تجعله يغلق عيناه مستمتعاً بتلك النبضات التي أحيت قلبه من جديد..
متمسكه هي بكتفيه بكلتا يدها بكل قوتها، وبصعوبه من بين شهقاتها الحادة تهمس بعدم تصديق ودون توقف..
"طاهر انا في حضنك؟!"..
تلقي رأسها علي صدره تستمع بتمعن واشتياق لنبض قلبه ملتفه بيدها حول خصره لتتأوه بقوة قائله..
"اااااه يا نبض قلبي وحياتي وعمري كله"..
يربت طاهر علي ظهرها بحنان بالغ، وابتسامه عاشقه تزين وجهه رغم عبراته التي تهبط ببطء علي وجنتيه، وبصوت هامس يكاد يكون مسموع قال..
"جيجي حبيبتي"..
إعترتها رجفة مباغتة عندما سمعت صوته بنفس طريقتة التي تبعثر مشاعرها،
رفعت وجهها ونظرت له بلهفه وعيونها الباكيه تتفرس ملامحه بعشق ليس كمثله عشق..
مال هو بوجهه مستنداً علي جبهتها لتسقط عبراته علي عيونها وشفتيها تشبه حبات المطر التي تعيد الحياة بالزهور التي دبلت وأوشكت علي الموت، وبصوته الحنون الذي يأثرها همس..
" واحشتيني اوي"..
أحتضن وجهها بين كفيه مقبلاً جبهتها بعمق مرات ومرات وهو يقول..
"واحشتيني بعدد كل دمعه من عيونك في بعدنا، بعدد كل لحظه وثانيه بعدتي فيها عني، واحشتيني يا جيلان"..
ضمها بلهفه وحملها عن الارض ودار بها وهو يصرخ بفرحة غامرة..
"واحشتيني يا جيجي يا عشق الطاهر"..
ضممها لصدره بكل قوته، يتمني لو يظل هكذا لباقي عمره، ينعم بدفئ حضنها ونبض قلبها ويملئ رئتيه بعبيرها المسكر..
تمسكت هي به وبتقطع همست..
" طاهر يا حبيبي بحلفك بالله قولي انك هنا و اني في حضنك حقيقي ومبحلمش"..
حبست أنفاسها لوهلة متوقفة عن البكاء.. لكنها ما لبثت أن غصته بحلقها و تطلعت إليه على مهل تتأكد من وجودها بين ضلوعه، أجهشت بالبكاء أكثر حين همس بأذنها قائلاً..
"جيجي يا حياتي أهدى انا هنا ملكك لو حدك وبين ايداكي ومستحيل ابعد عنك تاني ابداً"..
شبه ابتسامة ظهرت علي شفتيها سريعاً ما تلاشت وتشنجت بين قبضته و إرتفع صوت نشيجها، لتغص فجأة و تنتفض و هي تطلق شهقة عميقة وقد بدأت تستوعب إنهم خدعوها واوهموها بموته..
و أخذت تكافح بضراوة للإفلات منه و هي تصيح باكية بحرقه..
" انت اللي قولتلهم يقولولي انك مت يا طاهر"..
تكلمه علي صدره..
"انت اللي قولتلهم يقولولي انطق"..
سيطر علي حركاتها وضمها لصدره بقوه وهو يقول..
"كان لازم اعمل كده بعد ما جيتيلي اخر مره واخترتي ابنك وسبتيني،عرفت وقتها انك مش هترجعي تاني ومش هتنسيني لما فضلتي تكلمي عم سعيد تعرفي منه اخباري لمدة سنتين، قولتله يقولك اني مت كنت فاكر انك هترجعي علشان تودعيني وساعتها مستحيل كنت اسيبك، او هتفضلي هناك مع ابنك وتكتفي بيه والايام كفيله تخليكي تنسيني"..
ابتسم لها وبعشق تابع..
" بس انتي اختارتي تكوني مع ابنك وفضلتي فكراني يا جيلان ورجعتيلي في الاخر"..
قبل جبهتها مكملاً برجاء..
"سامحيني يا جيجي، سامحيني يا حبيبتي علي كل حاجه واي حاجه زعلتك في الدنيا دي كلها"..
ابتسمت له بستحياء ودموعها لم تتوقف عن الانهمار وبهمس قالت..
"انت اللي سامحني يا طاهر، مكنتش عايزه ابعد عنك، ولا اتجوز غيرك، ب بس هما ضربوني، وغصبوني؟؟ "..
قطع حديثها "طاهر" عندما وضع انامله علي شفتيها يمنعها من استكمال حديثها..
توقفا عن الحديث مكتفيان بالنظر لبعضهما، ترمقه "جيلان" بنظرات عاتبه ممزوجة بعشق دفين، تجاهد بكل قوتها لتسيطر علي فيض مشاعرها وشوقها له..
يتأمل "طاهر" ملامحها بفتنان وانبهار فمنذ لحظات كان وجهها ذابلاً يكسوه الحزن، أما الآن بعدما رأته تبدل حزنها لفرحة غامرة زادتها جمالاً واشراقاً..
رفع يده وهندم لها وضع حجابها يحاول إخفاء تلك الخصلات التي تمردت علي جبهتها وكأنها تود هي الأخرى رؤيته وبلهفه وعيون تهبط منها عبراته ببطء همس..
"تتجوزيني يا جيجي"..
تنهدت بصوت عالِ واغمضت عينيها براحه لتنهمر عبراتها علي وجنتيها بغزاره ومن ثم فتحتهما واقتربت منه محتضنه وجهه بين كفيها تجذبه إليها وبهمس من بين شهقاتها قالت..
"انت بتسألني يا نبض قلب جيجي!!"..
توردت وجنتيها بشدة وتابعت بخجل..
"انت عارف انا اتجوزتك كام مره في خيالي؟"..
حركت أنفها علي وجنتيه بلطف نزولاً بلحيته مكمله بأنفاس ساخنه تلفح بشرته تجعله يغلق عينيه مستمتعاً بعبيرها..
"عارف خلفت منك كام ولد وكلهم شبهك؟!"..
بكت وضحكت بأن واحد وبدأ جسدها يتهاوي فمالت عليه ليسرع هو ويضمها لصدره بلهفه لتكمل هي بصعوبه..
" وكام بنت كنت بغير عليك منها"..
التفت بكلتا يدها حول خصرة ورفعت رأسها ونظرت له وعيناها متلألئة بدموع العشق
وتابعت هامسه..
"مفارقتش خيالي ولا احلامي لحظه، وفي الحلم كل الحب مباح"..
قبلت موضع قلبه بعمق..
"اتجوزني،موافقه، اتجوزك في خيالي وفي حلمي، وفي الحقيقه المهم ابقي مراتك انت يا طاهر"..
.............................................................
"انا حامل يا خليل"..
تفوهت بها" زمرده" جعلت خليل يتوقف عن السير وببطء استدار ونظر لها وتمتم بإيجاز تغلفه قساوة غريبة..
" امممم اكيد نسيتي تاخدي الحبايه فالحمل دا حصل غلطه طبعاً"..
نظرت له زمردة بتفاجأ وحركت رأسها بالنفي واقتربت منه وهمست بندم..
"انا كنت بطلت اخد الحبوب من فتره والله يا خليل بس نسيت ارميها"..
قال "خليل" بتجهم بث فيها القليل من الريبة..
"مبقاش يخصني ولا يفرق معايا يا زمردة، ولو فعلا انتي حامل فأنا هتوالي كل مليم هتحتاجيه انتي واللي في بطنك"..
ابتعد بنظره عنها وتابع بأسف..
"علشان زي ما قولتلك انا مش هردك يا زمرده"..
نظر لها نظره ألمتها وبغصه قال..
"حكايتنا انتهت"..
انهي جملته وسار نحو الخارج غالقاً الباب خلفه، لتتهاوي زمرده وتسقط أرضاً تبكي بنحيب شديد، اسرعت شقيقتها جيلان بترك باب الحمام المختبئ داخله مروان واقتربت منها جلست جورها تربت علي ظهرها بحنان وتبكي لبكائها وبرجاء تقول..
"متعيطيش يا حبيبتي خليل بيحبك بس هو دلوقتي زعلان من اللي حصل واكيد هيهدي وهترجعو لبعض"..
فتح مروان باب الحمام وخطي لخارجه بخطوات بطيئه، لتهب جيلان واقفه بغضب وهمت بالهجوم عليه ليوقفها صوت زمردة الصارم وقد تحولت ملامحها لأخري تشتعل بالغضب الشديد وبأمر قالت..
" جيلان اخرجي وسبيني مع مروان دقيقتين بس وتعالي"..
قالت جيلان وهي تلكم مروان بقدميها بعنف..
"اسيبك تاني مع الحيوان اللي ملوش امان دا يا زمردة! ؟"..
"اسمعي الكلام يا جيلان"، قالتها زمردة بنفاذ صبر..
لتسير جيلان علي مضض نحو الخارج وهي تقول بتحذير..
"انا هقف علي الباب لازقه فيه لو عمل اي حركة كده ولا كدة قبل ما تقولي يا جيجي هكون ناطه في كرشه"..
انهت جملتها وخرجت من الغرفه غالقه الباب خلفها وظلت مستتده عليه وملتصقه بأذنها به بشده، غافله عن انظار طاهر الجالس علي إحدى المقاعد يشاهدها بانظار منذهله، هب واقفاً واقترب منها ومال بوجهه عليها وهمس بأذنها..
" انتي بتعملي ايه يا انسه جيجي؟! "..
اجابته جيجي بتلقائيه هامسه..
"بلمع اوكر؟"..
انتبهت علي حالها فنتفضت بفزع ونظرت له بغيظ وتابعت بضيق..
"انت لسه هنا يا انت"..
ابتسم طاهر بستمتاع وببرود مستفز قال..
"ما انتي عارفه اني هنا وهفضل هنا معاكي يا جيجي"..
اختلجت أنفاسها حين سمعت همسه الخافت بأسمها، عقدت جيلان حاجبيها وبجمود مصطنع قالت..
" ايه هتفضل هنا معايا دي يا فندي؟!"..
تراقصت الإبتسامة على محياه أكثر و هو ينظر إليها بتسليه..
ثم سرعان ما قمعها و حمحم قائلًا..
"اقصد جيجي والدتي"..
ابتسمت جيلان له بتساع وبتسأل قالت..
"بس لو كان خالي طاهر لسه عايش مامتش ورجع لمامتك هتوافق انها ترجعله وكنت هتفضل هنا معاها برضو،ولا هتمنعها عنه وتاخدها وتسافر يا هه طاهر"..
ظهرت الدهشه علي وجه طاهر وبتسائل قال..
"انتي تقصدي ايه؟، انتي مش قولتي ان مامتك قالتلك خالك مات؟"..
ضحكت جيلان بسخريه ولاعبت له حاجبيها وهي تقول..
" امممم قولت كده بس كنت بكدب عليك واديك طلعت مش كل حاجه بتعرفها"..
انهت حديثها وهمت بفتح باب غرفة شقيقتها ولكن يد طاهر التي قبضت علي رسغها جعلت جسدها يرتجف بقوه ونبضه عنيفه احتاجت قلبها وبلحظه كان جذبها عليه حتي انها ارتطمت بصدره العريض، ومال علي وجهها حتي تلامست انفهما وبغضب قال..
" وانتي مش عارفه ان اللي بيكدب علي طاهر الكويتي بيتعاقب يا انسه"..
ابتلعت جيلان لعابها بصعوبه وبصوت مرتعش وبقوة مزيفه قالت..
"وهتعاقبني ازاي بقي يا طاهر يا كويتي؟"..
..
انتهى البارت..
انتظرو خاتمه من وحي خيالي، والخاتمه الحقيقيه حبيباتي..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
#باقي_الخاتمه..
#العشق_الطاهر..
✍️ #نسمه_مالك✍️..
البارت بين الواقع والخيال..
سنة 1988م..
"طاهر"..
يقف أمام والده يرمقه بنظرة خذلان، وبألم حاد ظاهر بنبرة صوته قال..
"انت مكتفتش اني عايش زي اليتيم"..
نظر لشقيقته التي تقف بجواره تربت علي ظهره بحنان بالغ وتابع بمتنان..
"ولولا اختي فادية حنت عليا ومعملتش زي باقي اخواتي كان زماني ميت من الجوع او مرمي في الشارع"..
حرك رأسه بأسف مكملاً..
"انت شقيت قلبي بسكين بارد يوم ماروحت لوالدة جيلان وقولتلها كلام زي السم وضيعت مني البنت الوحيده اللي عشقتها يا أبويا"..
اقترب والده منه وعينيه مليئه بدموع الندم وربت علي كتفه بيد مرتعشه وبرجاء قال..
" حقك عليا يا ابني، سامحني انا والله ما كنت اعرف انك بتعشقها لدرجة دي"..
مسح عبراته وتابع باسف..
" انا اتجننت لما سالت عليها وعرفت انها بنت راجل مسافر وعايشه هي ومامتها لوحدهم، وبتجيلك البيت عند اختك كل يوم وبتفضل قاعده معاك، خوفت عليك توقع نفسك مع واحده تكون مش مظبوطه؟ "..
قطع حديثه طاهر بغضب عارم، وعبراته تهبط بحرقة علي وجنتيه..
"متقولش عليها كده، جيلان دي اشرف بنت في الدنيا كلها وكانت هتبقي مراتي وشيله اسمي وصاينه شرفي وانت حرمتني منها وخلتني ابقي مدمن علشان اقدر استحمل بعدها عني بعد ما كان الكل بيحلف بأخلاقي والتزامي"..
نظر والده لفاديه التي جلست تبكي بصمت يستجديها ان تجعل شقيقها يعطيه فرصه ويستمع له وبصوت يكسوه الحزن علي حال ابنه الوحيد وما فعله به دون قصد تحدث قائلاً..
" انا بعترف اني غلطان يا ابني، والله ما كنت اقصد كل اللي حصل، وانت الحمد لله بتتعالج وبقيت احسن من الاول"..
ابتسم طاهر بشرود
ومرر يده على قلادته التي اهدتها له معشوقة روحه يلملم منها عطرها الغائب هو الحياة بالنسبه له ، وبتنهيده مشتاقه قال..
"انا بتعالج علشانها هي، علشان عارف انها هترجعلي تاني والمرادي مستحيل اسبها تمشي حتي لو علشان خاطر ابنها، هخدها في حضني وهعوضها عن كل لحظة بعدت عني فيها"..
ابتسم والده بأمل وبلهفه قال..
"لو رجعتلك تاني فعلاً انا هقف في ضهرك واجوزهالك بنفسي كمان"..
بكي بنحيب مكملاً..
"بس تسامحني يا ابني، وترجع تمسك الشغل تاني انا من غيرك تايهه ومش عارف اقف لوحدي في السوق"..
رق قلب طاهر له لم يتحمل رؤية دموع والده، فقترب منه سريعاً وضمه لداخل صدره، وربت علي ظهره بحنان وهو يقول ببعض المرح..
" يعني اعتبر دا كلام رجاله وهتجوزهالي بنفسك يا أبو طاهر؟ "..
اجابه والده بلهفه..
" اه والله يا حبيبي وهعملك احسن فرح في البلد كلها، امال ايه دا انت طاهر طاهر الخيام صاحب اكبر معارض للموبيليات"..
ظهرت الدهشه علي ملامح طاهر، وبذهول عاد جملته..
"صاحب اكبر معارض؟!"..
نظر له بشك.." تقصد ايه يا بابا؟ "..
احتضن والده وجهه بين كفيه، وبابتسامة من بين كم دموعه قال..
" انا كتبت كل المعارض بأسمك يا طاهر علشان عارف انك هتحافظ علي ورث اخواتك البنات وحتي اخواتك اللي من مراتي الجديده"..
قالت فادية بفرحة غامرة..
"اطمن يا بابا طاهر عينه مليانه وعمره ما ياخد حاجه مش ليه ابداً..
قال والدها بيقين..
" انا واثق منه علشان كده ناوي اكتبله كل ما أملك مش بس المعارض"..
هم طاهر بالاعتراض لكن والده تابع بأصرار..
"دي اقل حاجه ممكن اقدمهالك يا ابني، وعارف انك هتدي اخوتك كل اللي يحتاجه وزياده عن حقهم كمان"..
غافلاً عن زوجته التي تستمع لما يحدث بقلب يشتعل بنيران الحقد والغل، وبغيظ شديد تمتمت هويدا بسرها..
" بقي عايز تكتبله كل حاجه كمان يا طاهر، طبعا ما هي العقربه اللي كنت متجوزها قبلي ضحكت علي عقلك لما سمته علي اسمك قال يعني من كتر حبها ليك"..
ابتسمت بشر وبوعيد تابعت..
"اما لبستك أسود عليه مبقاش انا هويدا"..
رسمت ابتسامة زائفه وسارت لداخل الغرفه وهي تقول بترحيب كاذب..
"يا ألف نهار ابيض، دا انا مصدقتش نفسي لما ابوكم قالي انه بعت العربية تجبكم عندنا"..
ابتسمت لها فادية ابتسامة باهته، وقد انقبض قلبها عند رؤيتها دون سبب..
نظرت هويدا لطاهر بتفحص وبابتسامة مصطنعه قالت..
"اما انا عملتلكو حته أكله هتاكلو صوابعكو وراها"..
رفع طاهر حاجبيه بدهشه من تغيرها المفاجئ،تذكر انها كانت تتعمد تخبئ الطعام منه بالفتره القصيره التي مكثها معهم..
هبت فاديه واقفة ونظرت لوالدها قائله..
"انا لازم امشي دلوقتي يا بابا لان عزمي هو والبنات علي وصول"..
قال والدها بحب..
" اقعدي كلي معانا لقمه يابنتي وابقي روحي"..
"لا مش هينفع اعذرني المرادي، تتعوض مره تانيه بإذن الله"..
قالتها فاديه وهي تحمل حقيبة يدها وتسير نحو الخارج، وبابتسامة تابعت..
"هتيجي معايا يا طاهر"..
" اه يا حبيبتي".. قالها طاهر وهب واقفاً استعداداً للسير، ليسرع والده ويمسك يده وبرجاء قال..
" خليك انت يا طاهر بقالنا زمن مكلناش مع بعض يا ابني"..
خضع طاهر لطلب والده وجلس جواره مره أخرى وببشاشه قال..
"حاضر يا ابو طاهر هقعد اكل معاك"..
تنهدت فادية بقلق قائله..
"طاهر يا حبيبي متتاخرش علينا علشان هنستناك تاكل معانا احنا كمان"..
حرك رأسه بالابجاب لها، علي مضض استدارت فاديه وسارت نحو الخارج بقلب يتاكله القلق والخوف..
وليتها لم تتركه، ليتها أخذته معها فقد عاد بذلك اليوم طاهر أخر شهقت بعنف حين لمحت هيئته عبر الشرفه..
يسير بضعف شديد، يجر ساقيه وجسده يتهاوي من حائط لحائط، يجاهد حتي يصل لباب المنزل، يظهر علي وجهه الاعياء الشديد، جبهته تتسبب عرقاً غزيراً، وعينيه حاوطهما هاله من السواد بعدما كانت عادت لطبيعتها..
وأخيراً وصل لباب المنزل فخارت قواه وسقط أرضاً فاقد وعيه، لتصرخ فاديه بإسمه بفزع..
"طااااااهر"
مرت خمسة أيام..
داخل منزل "فاديه" بالطابق الثالث الخاص بشقة "طاهر"..
تجلس فاديه الباكية بنحيب بجوار شقيقها، فلذة كبدها من تعتبره ابنها، تكاد تنقطع أنفاسها من شدة بكائها وهي تراه ملقي علي الفراش بحاله لا يرثي لها، يغيب عن الوعي لساعات ويفيق لدقائق معدودة يهمس "طاهر" باسم معشوقة قلبه وروحه بحسرة وألم قاتل، وعبراته تهبط علي وجنتيه ببطء..
"جيجي وحشتيني يا حبيبتي"..
اجهشت فاديه بالبكاء اكثر ونظرت لزوجها بشرار قائله..
"اتصرف يا عزمي اعمل حاجه، شوف اي مستشفي او حتي نسافره لأي بلد بس منسبهوش يتألم بالشكل دا ابوس ايدك"..
قال عزمي بأسف..
"مافيش ولا مستشفي راضيه تقبله،وكله بيقول دي حالة تسمم يا فاديه، والسم اللي واخده مفعوله طويل المدي وخطير جدا ومش عارفنلو علاج، بس انا بحاول اعمل كل جهدي علشان ادخله مستشفي الحميات هي الوحيده اللي هتقبله بس مافيش فيها مكان فاضي"..
صرخت فاديه بنهيار..
" محدش سامه غير مرات ابويا، عايزه تموتك يا طاهر يا قلب اختك"..
اقتربت من زوجها وجثت أرضاً امامه تقبل حذائه، وبتوسل قالت..
" ابوس رجلك اعمل اي حاجه يا عزمي، اخويا بيموت"..
بكي زوجها علي هيئتها وهيئة شقيقها التي تشق القلوب، وجذبها لصده سريعاً يضمها بقوه، لتبكي فاديه بصوت اشبه بالصراخ مردده من بين شهقاتها..
" يا طااااهر يا قلب اختك"..
صرخاتها جعلت طاهر يستعيد وعيه قليلاً، واعتدل جالساً بصعوبه..
لتركض فاديه نحوه وتساعده علي النهوض وبقلق قالت..
"ايه يا حبيبي عايز تروح الحمام"..
بين الوعي واللاوعي قال طاهر بتقطع..
"ج جيجي بتنادي عليا يا فاديه"..
انهمرت دموع فاديه بغزاره وهي تراه يستجمع شتات نفسه، وهب واقفاً لتسرع هي بأسناد يده حول كتفها، وسارت معه نحو الخارج يبحث عنها بلهفه وبهذيان قال..
"جيلان مستنياني يا فاديه، انا شايفها، وسامعها بتنادي عليا"..
صرخت فاديه بزوجها قائله..
" اتصرف يا عزمي اخويا جسمه سخن مولع، اخويا بيضيع مني ياعزمي"..
انتبهت فاديه علي سير شقيقها وكاد ان يصتدم بأحدي الحوائط، لتجذبه عليها وبلهفه قالت..
"حاسب يا حبيبي"..
ليلقي طاهر جمله علي سمعها اوشكت ان تصيبها بسكته قلبيه حين قال..
"انا مش شايف حاجه خالص يا فاديه"..
اتسعت اعين عزمي بذهول، واقترب منه يتفحص عينيه وهو يقول بتوتر..
"طاهر يا حبيبي فتح عينك كويس وقولي شايف ايه"..
بصعوبه فتح طاهر عينه، وبتعب شديد همس..
" مش شايف خالص"..
تعالت شهقات فاديه ولطمت وجنتيها قائله..
"اخويا يا عزمي، اخويا يعني ايه مش شايف"..
ترخي جسد طاهر، فجلست فاديه به ارضاً، ومال برأسه علي صدرها، وبصوت يكاد يسمع قال..
"لما بغمض بشوف جيلان بس، ولما بفتح مبشوفش حاجه خالص"..
بدأ ينتفض جسده بقوة بين يديها، وسالت الدماء من أنفه وفمه، ورغم هذا ابتسم برضا مردداً برجاء..
"متعيطيش يا فاديه انا رايح لمكان احسن من الدنيا القاسيه دي"..
تمسك بثيابها وضمها له وبهمس تابع..
"قولي لجيلان اني لاخر نفس فيا قلبي بينبض بحبها ولما ترجع خديها في حضنك ومتسبهاش يا فاديه، جيجي يا فاديه"..
زاد انتفاض جسده وهو يردد اسمها، وتوقف فجأه متمتاً الشهاده بشفاتيه وأغلق عيناه بابتسامة تزين محياه..
بعيون زائغه نظرت فاديه لزوجها الذي نكث رأسه وبدأ يبكي بنحيب بعدما فحص طاهر وتأكد من وفاته، وبصعوبه قال..
" البقاء لله يا فاديه"..
ضمت فاديه طاهر لحضنها بكل قوتها، وبأنفاس متقطعه قالت بغضب عارم..
"لااااا متقولش علي اخويا كده، بعد الشر عليه"..
هزت طاهر ببعض العنف مردده بتوسل..
"قوووم يا طاهر قووم يا قلب اختك هاتلي عيل من ريحتك"..
.. عوده للحاضر..
بعد مرور عدة أشهر من لقاء جيلان وطاهر..
شهقت جيلان بعنف، وفتحت عينيها وبدأت تصرخ بنهيار شديد مردده..
"ااااه طااااهر لااااا يا حبيبي متسبنيش بالله عليك، يااااااارب سبهولي يااااااارب"..
لتشعر بيد تحاوطها بحمايه ظهرها مقابل صدره، وصوت طاهر يهمس بإذنها بعشق شديد قائلاً..
"جيجي حبيبتي اهدي انا هنا يا روحي"..
تشبثت جيلان به بكل قوتها، وببكاء حاد قالت..
"نفس الكابوس البشع يا طاهر، ان ماما فاديه بتحكيلي انت مت ازاي"..
أغمض طاهر عينيه بعف وقبل رأسها بعمق مرات متتاليه وهو يقول..
"انا هنا معاكي مموتش يا جيجي"..
ذاد من ضمها له اكثر..
" انتي في حضني حبيبتي ومستحيل ابعد عنك تاني ابداً"..
دثت جيلان نفسها داخل حضنه، وتنهدت براحه حين تذكرت انها اصبحت زوجته منذ أيام قليله لتداهمها ذكري اول لحظات زواجهم..
.. فلاش بااااك..
بابتسامة منبهره، يتأملها بعينيه بتمعن شديد،يتفحص كل انش بها دون التفوه بحرف واحد،تبادله هي النظره بأخري مندهشه،باكيه، وحتي ضاحكه عقلها غير قادر علي استيعاب كل ما يحدث..
أيعقل بعد كل هذا الكم من الألم والعذاب الدائم الذي غلف قلبها بأبتعاده عنها سيمحيه هو اليوم؟!،
تفهم هو نظرتها فاقترب منها بخطوات هادئه، ورفع يده ومسح عبراتها بأنامله وبهمس قال..
"مش حلم يا جيجي"..
امسك يدها ووضعها علي موضع قلبه صعوداً بصدره، ولحيته التي ظهرت بها بعض الشعيرات الماسيه زادته وقاراً وشموخ، حتي توقف علي شفتيه، وقبلها بعمق مردداً..
"ايوه انتي انهارده بقيتي مراتي حلالي يا عشق الطاهر"..
شهقت بعنف واجهشت ببكاء لفرط تدافع مشاعر أشبه بالصراخ، ليسرع طاهر بلف يده حول خصرها، وجذبها لصدره يضمها بلهفه ويده تربت علي ظهرها تارة، وشعرها تارة، وبتوسل يهمس بأذنها..
"هششش اهدي حبيبتي"..
يعلم هو سبب بكائها، تنهد براحه وبتأكيد تابع..
"مش هابعد عنك تاني، ولا هاختفي من قدامك، ولا هطلع حلم من احلامك"..
ابعدها عنه واحتضن وجهها بين كفيه يتأمل ملامحها بافتنان، وبأنفاس متهدجه أثر قربها المهلك لقلبه، وأنفاسه التي تلفح نعومة بشرتها تجبرها علي اغلاق عينيها مستمتعه بعبيرها تابع بهمس يكاد يسمع..
"انا حقيقه يا جيلان"..
فتحت عينيها ونظرت له تستجديه أن يثبت لها ما يتفوه به، توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين أدركت انه تفهم نظرتها كما يفعل دائمًا،ولكنه لا يريد اجبارها عليه،رغم انه ينتظر موافقتها علي قربه علي أحر من الجمر..
ابتسمت له ابتسامتها التي تجعل نبضات قلبه تعلو لعنان السماء، وبصوت مرتجف همست بخجل..
"مجنونتك انا يا عمري"..
جملتها التي يعشقها هو كثيراً كانت بمثابة ضوء اخضر تدعوه ليقترب..
وضع جبهته علي جبهتها، وساد الصمت للحظات يقطعه تمتمات "طاهر" ببعض الأيات القرآنية، ومن ثم رفع قبضة يده وضعها علي رأسها مردداً دعاء الزواج..
"اللهم إني أسألك أن تجعل زوجتي خير سندًا لي، وأن تجعلها متمسكة بعشرتي،
وأن تجعلها عوناً لي على طاعتك، وأن تجعلني عوناً لها على طاعتك، واجعلها لي زوجة صالحة..
اللهم حببني إلى قلب زوجتي وجمّلني في عينها، واجعلنا هداة مهتدين ومن عبادك الصالحين.
اللهم اجمع بيني وبين زوجتي بخير، وآلف بين قلوبنا وارزقنا الرضا وراحة البال وأبعد عنا الهم والكسل والحزن."
أنهى دعائه واقترب منها يغمرها بعشقه وبركان من الشوق يلفهما..
لم يسعها سوى الاستسلام الكامل له، والتنعم بفيض عشقه الذي أهاله عليها بكرم و شغف، وعالج جروحات قلبها الغائرة..
فاقت من شرودها علي يد طاهر التي تداعب وجنتيها وبعبوس قال..
" سرحانه وانتي في حضني يا جيجي"..
رفعت وجهها وتاملت ملامحه بهيام وبعشق قالت..
"سرحانه فيك يا عمر ونبض قلب جيجي"..
تأمل هو ملامحها بفتنان، ولثم شفتيها بقبله رقيقه للغايه، وبهمس قال..
"طيب يله قومي خليني اساعدك تجهزي"..
داعب ارنبة انفها بأنفه مكملاً..
"ولا ناسيه انك انهارده هتكوني ام العريس"..
ضحكت جيلان بفرحة غامرة وهي تقول..
"مش مصدقه ان طاهر ابني كبر وهيتجوز يا طاهر"..
قال طاهر بفخر..
"لا واللي هيتجوزها تبقي جيجي الصغيره"..
..............................................
زمردة"..
تقف أمام "مروان" ترمقه بنظرة معاتبه ممزوجه بالندم، تجاهد للسيطره علي دموعها التي تخونها وتنهمر علي وجنتيها ببطء..
ساد الصمت قليلاً، قطعه مروان بصوته الأجش قائلاً..
"انا فضلت في الحمام و مرضتش اخرج لخاطرك انتي بس يازمردة"..
نظرت له بتسائل فتابع بتنهيده متألمه..
"علشان خليل ميشوفنيش وتحصل مشكله أكبر وتتعقد الامور اكتر من كده"..
تهرب من عينيه المحاصره لها بشي الطرق،ليقترب هو منها خطوه حذرة، وبهمس قال راجياً..
"بصيلي يا زمرده متهربيش بعيونك مني"..
ابتسم ابتسامة يخفي بها عبراته، وبصوت متحشرج بالبكاء تابع..
"عارف وحاسس باللي جواكي يا حبيبتي"..
اغلقت عينيها بعنف لتنهمر عبراتها علي وجنتيها بغزاره، ومن ثم فتحتهما فجأه وبأسف همست..
"ايوه بحبك يا مروان"..
أجهشت بالبكاء بنحيب أكبر، وبتأوه تابعت..
" اااه بس بعشق خليل ومش هقدر أبعد عنه"..
ضربت علي موضع قلبها بقبضة يدها بقوة..
" قلبي حبك وعشق خليل في وقت واحد، واديني هخسركم انتم الاتنين برضو في وقت واحد"..
أنهت جملتها وبدأ جسدها يتهاوي، ليسرع مروان نحوها وجذبها لداخل صدره رغم اعتراضها وهمسها الضعيف..
" سبني وامشي وانساني خالص يا مروان، وروح شوف حياتك مع واحده تستهلك، مش واحده أنانية زي"..
لم تعد قدميها تحملها بسبب ارتجاف جسدها، فحملها مروان واضعاً يد أسفل ركبتيها والأخرى حول ظهرها، وسار بها نحو الفراش وضعها عليه بحرص شديد، وبعشق همس بأذنها..
"ارتاحي انتي يا حبيبتي وكل اللي انتي عيزاه انا هعملهولك"..
أذدرت غصة مريرة،وانهمرت عبراتها علي وجنتيه نزولاً بلحيته حتي استقرت علي عنق زمردة جعلتها تشهق بصوت خفيض وكأن عبراته من نيران تحرق روحها، وتمزق قلبها، وبحسرة تابع..
"حتي لو اللي عيزاه دا هو اني ابعد عنك يا زمردة"..
يد "فاديه"التي ربتت علي ظهرها بحنان، جعلتها تنتفض بفزع، وتعود لواقعها وبلهفه نظرت لوالدتها وقالت بفرحة غامرة ظهرت علي ملامحها..
"هو صوت خليل اللي بره دا يا ماما؟!"..
"اه يا حبيبتي خليل قاعد مع أبوكي بره"..
تفوهت بها فاديه وهي تمسح عبراتها من علي وجنتيها..
لتسرع زمردة وتهب واقفه وسارت نحو الخزانه تجمع ثيابها علي عجل،وهي تردد..
"مش قولتلك خليل هيجي ياخدني يا ماما، انا واثقه انه ميقدرش يستغني عني اكتر من كده و؟؟"..
صوت بكاء فاديه الحاد قطع حديثها، فستدارت ونظرت لها بقلب ارتعد من شدة خوفها، وبصوت مرتجف همست..
"هو مش جاي علشان ياخدني يا ماما؟!"
اجابتها فاديه بأسف..
"البسي هدوك ولفي حجابك علشان خليل جاي يطلقك رسمي وجايب معاه مأذون"..
عقدت حاجبيها، وبعدم استيعاب قالت..
"يعني ايه يطلقني رسمي؟"..
مسدت علي بروز بطنها الصغيره التي بدأت بالظهور، وتابعت بابتسامة مزيفه..
"هيطلقني وانا حامل منه؟! "..
قالت فادية بتعقل رغم تألمها لألم ابنتها..
"دي اقل حاجه يعملها بعد اللي عملتيه في حقه يابنتي، انتي جرحتي قلبه، وكرامته، ورجولته كمان"..
" بس مكنتش أقصد والله يا ماما"..تفوهت بها زمردة ببكاء اشبه بالأنهيار، وبهذيان رددت..
"انا بعشقه مش هقدر اعيش من غيره، خليه يسبني علي زمته ميطلقنيش حتي لو مش هياخدني معاه انا راضيه"..
أسرعت فاديه بالاقتراب منها وجذبتها لحضنها تضمها بحب شديد وتبكي لبكائها، وتربت علي شعرها كمحاوله منها لتهديئها..
تعالت شهقاتها، وبدأت تفقد القدرة علي السيطرة بأفعالها، وكأنها ستفقد عقلها قبل قلبها بأبتعاده عنها..
توقفت عن البكاء فجأه، وابتعد عن والدتها، وهرولت للخارج دون اكتراث لمنامتها الفيروزي التي تحدد جمال قوامها الممشوق والذي اذدات جمالاً بعدما ظهرت علامات الحمل عليها،وشعرها عقداه علي هيئة ذيل حصان، مع تمرد بعض الخصل علي جبهتها جعلتها بغاية الرقه..
اندفعت نحو خليل الجالس علي إحدي المقاعد يظهر عليه الحزن الشديد خافض رأسه ارضاً، مستند علي ركبتيه بمرفقيه، وبلحظة كانت جثت علي ركبتيها أمامه ممسكه بيده، وبتوسل همست من بين شهقاتها..
"خليل مطلقنيش"..
رفع خليل رأسه ببطء يتطلع بها بدهشه وذهول، وأسرع بامساك يدها يساعدها علي النهوض وهو يقول بجمود مصطنع..
"قومي من فضلك يا زمردة"..
أبت ان تبتعد عنه انش واحد، بل التصقت به اكثر حتي اصبحت داخل حضتنه، بل اصبح محاوطها بكامل جسده، رفعت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها تجبره علي النظر لها وبعشق همست..
"واحشتني،معقول اهون عليك تطلقني"..
هبطت بيدها علي لحيته، وكتفيه، حتي وصلت لقبضة يده امساكتها ووضعتها علي بروز بطنها، وببكاء تابعت..
"وانا حامل منك يا خليلي"..
انسحبو جميع من بالغرفة تاركين لهم بعض الخصوصيه، بينما خليل أصبح بعالم أخر بفعل قربها منه الذي يجعل قلبه اوشك علي مغادرة صدره من عنف دقاته..
عاشق هو لكل تفاصيلها، ويشتاقها حد الجنون، ولكن ما فعلته به عقله غير قادر علي نسيانه..
رسم الجمود والبرود علي ملامحه، وابعدها عنه وهب واقفاً موليها ظهره، وبصرامه قال..
"انا وانتي مش هينفع نكمل مع بعض تاني يا زمرده"..
نظر لها من فوق كتفه مكملاً..
"مش انا الراجل اللي كرامته تسمحله يخليكي علي زمته بعد اللي عملتيه"..
ألم اعتصر قلبها وهي تستمع لحديثه اللازع الذي يؤلمها بشدة، وبوهن استندت علي المقعد أمامها وهبت واقفه واقتربت منه ضمته من ظهره لداخل حضنها بكل قوتها، وبصوت باكي همست بإذنه..
"بعترف اني غلطت في حقك انا أسفه ياخليل"..
وقفت علي أطراف اصابعها ولثمت عنقه ببطء جعلته يغمض عينيه مستمتعاً بملمس شفاتيها، ويتأه بسره بصوت خفيض..
يدها الصغيره تسللت بخبث تعبث بأزرار قميصه، ولم تبتعد بشفاتيها عن بشرته وبأنفاس ساخنه تابعت..
"خد كل وقتك، وازعل مني براحتك، واهجرني ومتكلمنيش"..
قبلته مرات متتاليه وبنحيب اكملت..
"بس مطلقنيش يا خليلي"..
سب خليل بسره متمتاً لنفسه بغضب..
"اجمد ياااااض يا خليل اوعي تحن يله"..
شعر بها تستدير حوله لتواجهه، فاسرع هو للجهه الأخرى حتي لا تري مدي تأثيرها عليه الذي يظهر علي وجهه بوضوح رغم انه نجح بالسيطره علي جسده الذي يصرخ بشتياق شديد لكل ذره بها..
فدثت وجهها بظهره تبكي بقوه وبرجاء قالت بصوت مكتوم..
"خليل انا بعشقك هموت لو طلقتني"..
ارتجاف جسدها علي جسده، وانفاسها التي فقدته عقله، وشدة عشقه واشتياقه لها تجبره علي انتشالها لداخل صدره وتحطيم عظامها بعناق حار، ولكنه يعلم انه لن يكتفي بضمها له فقط بعدما تعالت أنفاسه واصبح يتنفس بصوت عالِ، فلم يجد سوا الفرار من أمامها الآن وإلا سيمتلكها بمنزل والدها ويحدث ما يحدث..
سار للخارج بخطوات شبه راكضه دون النطق بحرف واحد، لتهلل اسارير زمردة بفرحة غامرة مردده..
"خليل مطلقنيش"..
أسرعت بالركض نحو غرفتها والقت نفسها بحضن والدتها وهي تقول..
"انا هروح بيتي يا ماما خليلي مطلقنيش"..
ضحكت فاديه من قلبها علي فرحة ابنتها، وبتعقل قالت..
"يله البسي وروحي وره جوزك اوام"..
"هروح بعد فرح جيجي".. تفوهت بها زمرده..
لتصر والدتها قائله..
" روحي لجوزك وابقي تعالي في ايده فرح اختك يا زمردة، وانا وزمزم مع جيلان من هنسبها، ومرات خالك طاهر علي وصول هي كمان هتفضل معانا"..
قبلت زمردة والدتها وفرت من أمامها سريعاً تستعد لذهاب خلف زوجها..
........................................
.. زمزم..
تجهز ثياب فرح شقيقتها لزوجها وابنائها، لتخبط صغيرتها قدمها ارضا وبغضب طفولي قالت..
" يا ماما انا عايزه البس بدله زي اخويا مش عايزه البس فستان"..
ضمتها زمزم بحب وهي تضحك علي حديثها وبتعقل قالت..
"يا عيون ماما انتي بنوته جميله تلبسي فستان ابيض زي خالتو جيجي العروسه، واخوكي ولد يلبس زي باباه"..
عبست الصغيره بملامحه، وابتعدت عنها وركضت نحو والدها وببوادر بكاء قالت..
" بابا ممكن تخلي مانا تلبسني زي اخويا"..
علي علم ان والدها ينفذ لها رغبتها دوماً حتي رغم اعتراض والدتها، ليفاجئها معتصم حين قال..
" فاطيما اللي ماما تقولك عليه تسمعيه يا حبيبتى"..
خرجت زمزم من الغرفه بخطوات بطيئه منذهله حين اخترقت جملته اذنها، وتطلعت به بدهشه..
لمحها هو فقترب منها وضمها بعشق وهو يقول..
"انتي دايما بتكوني صح يازمزم خصوصاً لو في حاجة بتخص الولاد، وانا بعد اللي حصل ليكي ولفاطيما عهدت نفسي علي اد ما اقدر مش هزعلك ابدا يا حبيبتي"..
ضمته زمزم لها بكل قوتها وقبلت كتفه بعمق قائله..
"بحبك اوي يا معتصم"..
ذاد من ضمها وغمر عنقها بقبله ناعمه مردداً..
" وانا بعشقك يا قلب معتصم"..
.............................................................
..زمردة..
تسير بخطي مرتجفه لداخل منزل زوجها، وقلبها يكاد يغادر صدرها من عنف دقاته، اوشكت علي الصعود نحو شقتها دون المرور علي شقة حماتها، ولكنها توقف واخذت نفس عميق، وطرقت علي الباب ووقفت تنتظر ان تفتح لها..
فتحت حماتها الباب، وتطلعت لها بدهشه قائله..
"انتي جايه لوحدك؟"..
حركت زمردة راسها بالايجاب، وببوادر بكاء قالت..
"انا عارفه ان حضرتك مبتحبنيش، وعايزه خليل يطلقني بس؟"..
قطعت حماتها حديثها حين اقتربت منها وضمتها لحضنها وهي تقول..
"حب ابني ليكي يجبرني احبك يابنتي"..
ابتعدت عنها وربتت علي وجنتيها برفق مكمله..
" انا مش عايزه غير راحة ولادي،ولما بعدتي عن خليل الفتره اللي فاتت مرتحش لحظة يا زمردة، تبقي راحة ابني معاكي، اطلعيلو يا بنتي ربنا يسعدكم"..
قبلت زمردة جبهتها بحب ونظرت لها بمتنان واسرعت بالصعود علي الدرج بلهفه حتي وصلت لشقتها، ضغطت علي الجرس طويلاً لم تبعد يدها حتي فتح خليل الباب بغضب وكاد ان يسب بأفظع الشتائم، لكن الجمته الصدمة حين القت زمردة بنفسها داخل حضنه، تعانقه بحراره وانفاس متهدجه، وبشتياق شديد قالت..
"واحشتني يا خليل وهتجنن عليك مع انك لسه سايبني من دقايق"..
تيبس خليل للحظات، لم يبادلها عناقها حتي شعرت هي بأنه ينفر منها، فهمت بالابتعاد عنه، الا انها شهقت بقوه حين حملها فجأه وجذبها لداخل شقتهما واغلق الباب بقدمه مستنداً عليه بظهره، وبلمح البصر كان مال علي شفتيها يلثمهما بمنتهي العشق مردداً من بين سيل قبلاته..
"وانتي موحشتنيش ولا هتجنن عليكي يا روح خليل"..
........................................
بعد مرور عدة ساعات..
بأحدي القاعات الفاخمه، بين الكثير من العشق والفرحة التي تملئ المكان يقف" طاهر"بجوار والدته "جيلان" ممسك بيدها بتوتر ظاهر علي ملامحه، يرتدي بذلة بيضاء رائعه من ماركة"إرمينيغيلد زينيا" اشهر الماركات العالميه، مصفف شعره الفحمي بعنايه. ينتظر عروسه"جيلان" القادمة نحوه ممسكه بيد خالها" طاهر" الذي عينيه تتأمل جيلان زوجته بعشق ليس كمثيله عشق بفستانها النبيتي بلون رابطة عنقه، وحجابها الذهبي الذي جعلها بغاية الجمال، واضعه لمسات لا تذكر من مساحيق التجميل، وتطلع اليه بعيون تصرخ بعشقه..
تقدم طاهر من عروسه بلهفه، والقي السلام علي طاهر زوج والدته وعانقه بحراره،بينما جيلان تحتضن العروس هي الاخري بحب شديد هامسه باذنها..
"مبروك يا بنتي الف مبروك"..
التفت طاهر لعروسه بابتسامة هائمه تزين شفاتيه، واقترب منها ازاح طرحتها الطل عن وجهها، لينبهر بطلتها الاورع علي الإطلاق، وفستانها الذي يشبه فستان المليكات..
غمز لها بأيحاء وهو يميل عليها يقبل وجنتيها ببطء مريب جعل جيلان ترتجف وتغمض عينيها بستمتاع من قربه، وبهمس قال لها..
"مبروك يا جيجي يا عشق الطاهر"..
ابتسمت بستحياء مصطنع، وبهمس قالت..
"شيلني ولف بيا بس اوعي توقعني لصوت والم عليك الفرح كله"..
اتسعت اعين طاهر بدهشه وضحك بقوه، ورفع يده يدلك بها جبهته مردداً..
"انا برضو استغربت من هدوئك اللي مش لايق عليكي دا يا جيجي"..
أنهى جملته وبلحظه كان حملها من خصرها لداخل حضنه حتي اصبحت قدميها لم تلمس الأرض، ظنت هي انه سيدور بها، ولكنه فجأها حين مال علي شفاتيها واقتنص منها قبلتهم الأولى بتمهل وعشق شديد..
ليتعالي صوت التصفيق لهم بحراره،
وخطت زمردة ممسكة بيد زوجها بوجه مشرق وفرحة ظاهرة باعينهما. وزمزم ايضا ممسكة بيد زوجها الذي يقبل يدها وجبهتها من حين لآخر،
بينما وقف "طاهر" محتضن جيلان بتملك شديد ملتف بكلتا يده حول خصرها، وكتفها مقابل صدره يستنشق عبيرها بهيام، وبعشق يهمس بأذنها..
"حبيبة قلبي الغالية انتي جيلان كوني واثقه اني علي قيد الحياة بنبض قلبك انتي غاليتي"..
تمت بحمد الله..
كنت اتمني ان تكون هي دي الحقيقه وان موت طاهر يكون كابوس وجيجي تصحي منه تلاقيه معها لكن مشيئة الله..
اتمني اكون قدرت افرحك يا طنط جيجي بدعوات البنات بالرحمه لطاهر زي ما كنتي عايزه..
وبعد استأذنك سمحتي اقول اسم البطل الحقيقي♥️محمد♥️حب عمرك ربنا يرحمه ويغفرله ويجعله ليكي زوجاً في الجنه بحبك في الله جددداااااا..
تفاعل قوي يا قمرات
واستغفرو لعها ساعة استجابة..
خلصت حكايتنا اتمنى القى تفاعل حلو🥰🤍🤍